العدد ٢٩

Page 1

1

issue 29 / Aug 1st

st

issue 29 / Aug 1 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫العمل‬ ‫فريقالعمل‬ ‫فريق‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫�شما�س‬ ‫ملى ّ‬ ‫منار حلب‬ ‫مي�س قات‬ ‫وائل احلم�صي‬ ‫وائل النحا�س‬ ‫منار حلب‬ ‫علياء نها‬ ‫حداد‬ ‫عمر ّ‬ ‫حبيب حوراين‬ ‫�إميان جان�سيز‬

‫‪issue 29 12‬‬ ‫‪1st aug 20‬‬ ‫‪l.com‬‬

‫‪agazine@gmai‬‬ ‫‪email us: sbh.m‬‬ ‫‪ine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagaz‬‬

‫إ�خراج وتنفيذ‪ :‬نذير جنديل الرفاعي‬


3

issue 29 / Aug 1st


‫‪4‬‬

‫‪4 issue 28 / june 17th‬‬

‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫‪2‬‬ ‫افتتاحية العدد‬ ‫‪9‬‬ ‫شبيحة عمر‬

‫م�سل�سل ال�صحابي ا‬ ‫ّ‬ ‫هذا اجلدل لأهله جلليل عمر بن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه‪� ..‬أثار جد ًال ديني ًا وفكري ًا‪ ..‬ونرتك‬ ‫لنلقي نظرة على جانب �آخر من حداث ذلك امل�سل�سل‪..‬‬ ‫منذ �أكرث من ‪1430‬‬ ‫«التحرر» من �أفكار �سنة‪ ،‬وبعد بدء الدعوة للدين الإ�سالمي التي كانت فكرته الأ�سا�سية‬ ‫اجل‬ ‫اهلية وعبادة الأ�صنام وحياة العبودية‪ ،‬ومن ثم تعذيب �آل قري�ش من‬ ‫الكفار مل�سلميها لثنيهم عن ما �آمنوا به ‪،‬اتبعوه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب�إ�سقاط �أحداث تلك ا‬ ‫ثاروا عن عادات وت لفرتة (جتاوزا) على �أحداث ثورتنا ال�سورية جند م�سلمي قري�ش عن‬ ‫بدايتها مبظاه قاليد قومهم الذين ورثوها عن �آباءهم ومثلهم اليوم ثوار الثورة ال�سورية يف‬ ‫راتهم وحراكهم ال�سلمي‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ومن ثم �شبيحة �آل‬ ‫الطرف الآخر على قري�ش الذين كثريا ما ي�شابهوا �شبيحة النظام احلايل فالهم يريدون ترك‬ ‫ح‬ ‫يف الدين والدنيا ريته‪ ،‬وال هم يريدون لهم �أن ميار�سوا حقهم الطبيعي يف التعبري عن ر�أيهم‬ ‫على حد �سواء‪.‬‬ ‫وملا مل ي�ستطع كفار‬ ‫باملر�صاد‪ ،‬مغرمني قري�ش على م�سلميها انتقلوا حلالة احلرب فكان لهم امل�سلمون �أي�ض ًا‬ ‫على ذلك‪ ،‬ال حمبني له‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك‬ ‫احلراك امل�سلح يف ثورتنا كان نتاج ردة فعل على �آلة النظام الع�سكرية‪.‬‬ ‫ما نق�صده هنا‪ ،‬هو‬ ‫رغم تعر�ضها لل ت�شابه قوى ال�شر على مر الأزمان والع�صور‪ ،‬وانت�صار قوى اخلري واحلق‬ ‫عديد‬ ‫من الذل والإهانة الذي مل يكن �سوى �صرب ال ينتج عنه �سوى ن�صر وفرح‬ ‫يرافقها حياة كرمية م�صانة‪.‬‬ ‫ا�صربوا �آل كارم‪ ..‬ف�إن الن�صر قريب‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫إحصائية الثورة‬

‫�ضحايا الثورة جتاوزت‪22,760 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الأطفال‪1,757 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الإناث ‪1,752‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الع�ساكر‪1671 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة الذين ماتوا حتت التعذيب‪838 :‬‬ ‫املفقودون‪65,000+ :‬‬ ‫املعتقلون حالي ًا حوايل‪216,000+ :‬‬

‫ردود األفعال الدولية‬

‫اجلي�ش الرتكي يجري تدريب ًا بالدبابات قرب �سورية‬ ‫�أوغلو يف �أربيل لبحث او�ضاع �أكراد �سورية مع‬ ‫بارزاين‬ ‫‪‎‬فرن�سا تدعو الجتماع طارئ ملجل�س الأمن حول‬ ‫�سورية‬ ‫�أمريكا تنتقد دعوة الأ�سد اجلي�ش مبوا�صلة القتال‬ ‫‪‎‬بوتني �سيناق�ش الأزمة ال�سورية مع كامريون يف لندن‬ ‫�أوباما و�أردوغان لت�سريع االنتقال يف �سورية من دون‬ ‫الأ�سد‬ ‫املفو�ضية الأوروبية تدعو �إىل هدنة �إن�سانية يف‬ ‫�سورية لإجالء اجلرحى‬ ‫تعزيزات تركية بحدود �سورية وحتذير �إيراين‬ ‫باري�س تطلب خالل �أيام عقد اجتماع ملجل�س الأمن‬ ‫حول �سورية‬ ‫‪‎‬باراك ي�ستبعد قيام �سورية با�ستخدام اال�سلحة‬ ‫الكيماوية �ضد ا�سرائيل‬ ‫‪‎‬قائد اجلي�ش اللبناين يرف�ض �إقامة منطقة عازلة‬ ‫مع �سورية‬ ‫العربي‪ :‬الو�ضع يف �سورية يرقى مل�ستوى جرائم‬ ‫حرب‬ ‫‪‎‬رو�سيا �سرتف�ض تفتي�ش �سفنها يف �إطار العقوبات‬ ‫الأوروبية على �سورية‬ ‫الرئي�س الفرن�سي يدعو جمل�س الأمن �إىل التدخل‬ ‫ال�سريع يف �سورية‬ ‫ال�سعودية‪ :‬حملة التربعات لن�صرة الأ�شقاء يف‬ ‫�سورية جتاوزت ‪ 250‬مليون ريال‬ ‫‪‎‬الأردن ت�ستنكر اعتداءات �سورية عليها‬ ‫‪‎‬تركيا لن تت�سامح مع وجود حزب العمال‬ ‫الكرد�ستاين �أو القاعدة يف �سورية‬

‫التغطية اإلعالمية‬

‫ال�شرق الأو�سط‪� :‬سورية عند ال�ساعة اخلام�سة‬ ‫والع�شرين‬ ‫اليراين الربية‬ ‫العربية‪ :‬طريق التدخل إ‬ ‫بي بي �سي‪ :‬م�سيحيو �سورية يخ�شون امل�ستقبل مع‬ ‫تفاقم العنف يف البالد‬ ‫الد�ستور‪� :‬سورية‪ :‬كيف وقعت جملة «فوج» فى فخ‬ ‫�أ�سماء الأ�سد؟‬ ‫اجلزيرة‪ :‬جدل ب�سورية ب�ش�أن الأ�سلحة الكيماوية‬ ‫امل�ستقبل‪ :‬الأ�سد �أحرق �سورية ودورها‬ ‫الريا�ض‪� :‬سورية الوطن ال الطائفة‬ ‫عكاظ‪� :‬سورية �إىل �أين‬ ‫العربية‪ :‬ا�ستعدادات ا�سرائيلية ملا بعد الأ�سد‬ ‫اجلزيرة‪� :‬أكراد �سورية‪ .‬البحث عن دور بامل�ستقبل‬ ‫اليوم‪� :‬أب�شروا �شعب �سورية‬

‫‪‎‬بيالي‪ :‬جرائم حرب ترتكب يف �سورية‬ ‫بولندا تعلق ن�شاط �سفارتها يف �سورية‬ ‫‪‎‬مود‪� :‬سقوط الأ�سد م�س�ألة وقت‬ ‫حتذيرات بريطانية فرن�سية من «كارثة �إن�سانية» يف‬ ‫حلب‬ ‫وا�شنطن تخ�شى �أن تكون �سورية جتهز ملذبحة يف‬ ‫حلب‬ ‫ال�سعودية تعد م�شروع قرار دويل �ضد التهديدات‬ ‫ال�سورية با�ستخدام الأ�سلحة الكيميائية‬ ‫‪‎‎‬رو�سيا تبلغ �سورية ان التهديد با�ستخدام الأ�سلحة‬ ‫الكيماوية غري مقبول‬ ‫‪‎‬ن�صف املراقبني يغادر �سورية و�أنباء عن ان�شقاقات‬ ‫جديدة‬ ‫‪‎‬تركيا تغلق معابرها احلدودية مع �سورية‬ ‫كلينتون‪ :‬مكا�سب املعار�ضة �ست�شكل ممرات �آمنة يف‬ ‫�سورية‬ ‫كندا تنوي زيادة م�ساعدتها الإن�سانية ل�سورية‬ ‫�إ�سرائيل‪‎:‬تزايد الطلب على االقنعة الواقية من‬ ‫الغاز‬ ‫‪‎‬بان كي مون يدعو العامل �إىل التوحد لوقف «مذابح‬ ‫«�سورية‬ ‫اليراين يحذر العرب من دعم‬ ‫احلر�س الثوري إ‬ ‫الثوار يف �سورية‬ ‫‪‎‬رف�ض دويل لـ»تهديد» �سورية با�ستخدام الأ�سلحة‬ ‫الكيماوية �ضد �أي عدوان خارجي‬ ‫�أردوغان يتوعد �سورية برد مماثل �إذا ا�ستمر‬ ‫موقفها العدائي �ضد تركيا‬ ‫‪‎‬احلملة ال�سعودية لن�صرة �أهل �سورية متدد خلم�سة‬ ‫�أيام‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫�أحد �أكرب �أحياء مدينة حم�ص يف �سوريا‪ ،‬ويقع‬ ‫يف مركز املدينة بني باب ال�سوق عند �ساحة‬ ‫حم�ص القدمية جنوب ًا و�صو ًال ل�ساقية الري‬ ‫والكراج القدمي �شما ًال‪ ،‬ومن طريق حماه �شرق ًا‬ ‫حتى طريق الكورني�ش من جهة الغرب‪.‬‬ ‫و قد �سميت جورة ال�شياح لقب على حمود‬ ‫اخلليل الذي جاء من منطقة ال�شياح املوجودة‬ ‫يف لبنان الذي كان هارب ًا من الأتراك عام‬ ‫‪ 1916‬بعدما �شنق ال�شهيد عبد الكرمي اخلليل‬ ‫وكان حمود اخلليل م�ست�شارا له‪.‬‬ ‫ويقال ان املنطقة كانت عبارة عن منخف�ض‬ ‫على ي�سار املتجه �شما ًال من باب ال�سوق �إىل‬ ‫جامع خالد بن الوليد‪ .‬وكانت مكان ًا للمكال�س‪،‬‬ ‫حيث يحرق فيها احلجر ويحول �إىل كل�س وكان‬ ‫الوقود هو نبات ال�شيح الربي‪ ،‬ورمبا �سكن فيها‬ ‫�شياح (جامع ال�شيح) فدعيت با�سمه‪ .‬جورة‬ ‫ال�شياح تقع يف‬ ‫يق�سم حي جورة ال�شياح لق�سمني (�سكني‬ ‫وجتاري) حيث ي�شغل الق�سم ال�سكني (�شمال)‬ ‫خليط �سكاين خمتلف ال�سو ّيات الثقافية‬ ‫واملادية‪.‬‬ ‫�أما الق�سم التجاري (جنوب) وهو القريب من‬ ‫مركز املدينة فيحتوي على العديد من ال�شركات‬ ‫اخلا�صة والتي تعود ملكيتها لأبناء املدينة‪.‬‬ ‫وما دعم مركز احلي جتاري ًا كونه �صلة و�صل‬ ‫بني عدة �أحياء يف املدينة (اخلالدية‪ ،‬الق�صور‪،‬‬ ‫القرابي�ص والبغطا�سية)‪.‬‬

‫قــصــــة مــــديــــنــــة‬ ‫�إعداد ‪ :‬نذير جنديل‬

‫املاء والغذاء وحتى الكهرباء‪ ،‬مما جعل املر�ض‬ ‫واجلوع يتمكن من بع�ض �أنباء ذلك احلي‪.‬‬

‫تهدمت كما ذكرنا �أجزاء كبرية من احلي‬ ‫وانهارت �أبنيته العالية حتى متكن �أهايل حي‬ ‫الغوطة وهو احلي املقابل حلي جورة ال�شياح‬ ‫من اجلهة اجلنوبية لطريق الكورني�ش من ر�ؤية‬ ‫تعر�ض حي جورة ال�شياح لأعمال العنف منذ مئذنة جامع خالد بن الوليد الذي يقع باجلهة‬ ‫بداية الثورة ال�سورية وانطالقها يف مدينة املقابلة من احلي‪.‬‬ ‫حم�ص بحكم موقعه‪ ،‬وب�شكل خا�ص الق�سم ا�ستطاع النظام حتقيق انت�صار باهر بتدمري‬ ‫املقابل جلامع خالد بن الوليد حيث انطلعت م�شفى الأمل وهو امل�شفى الوحيد املخت�ص�ص‬ ‫بع�ض املواجهات بني املتظاهرين والأمن بعالج �أمرا�ض ال�سرطان يف حم�ص‪.‬‬ ‫قدم احلي حوايل ‪� ٨٧٠‬شهيد ًا ويقدر عدد‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫وم�ؤخر ًا ومنذ ما يقارب ال�شهرين يتعر�ض العائالت املهجرة حوايل ‪ ٢٠٠٠‬عائلة هربت‬ ‫احلي حلمالت عنيفة و�صلت حلد ق�صف احلي لأحياء �أخرى يف حم�ص �أو وجدت لها مالذ ًا‬ ‫ب�شكل كامل بوا�سطة املدفعيات الثقيلة ما خارج املدينة‪.‬‬ ‫�أدى لدمار حوايل ‪ ٪٧٥‬من احلي طال الق�سم‬ ‫ما زال احلي يتعر�ض للق�صف حتى اليوم‪ ،‬وما‬ ‫التجاري الن�صيب الأكرب من الق�صف‪.‬‬ ‫زال الأمل بالن�صر والفرج ي�شع من نوافذ ما‬ ‫هاجر معظم �سكان هذا احلي ‪ ،‬ومن بقي تبقى منه‪.‬‬ ‫تعر�ض حل�صار �شديد حيث ي�صعب و�صول‬

‫جورة الشياح‬


‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫في ذلك الصباح‬

‫يو‬

‫‪7‬‬

‫�سوري‬

‫‪ّ � .1‬إ�س���ا �إذا قلنا فح�ص العملي التالتا م�ش ه���ذا للي بعدو! اذا حطيتلو يومني‪..‬بدو ي�ضل عندي ‪ 5‬تيام‬ ‫�أقرا فيهم نظري ‪�..‬أ بلحق�ش!‬ ‫‪ .2‬اميتى بدها تهدى الأو�ضاع بهالبلد؟ بدي اجتوز‪ ،‬بدي اجتوز‪ ،‬لك بدي اجتوووووز!!‬ ‫‪ .3‬احلمد اهلل‪ ،‬حلقنا نبخبخ منيح قبل ما يجو الأمن وال�شبيحة‪...‬‬ ‫‪ - .4‬ا�شتقت لأمي‪ ،‬واهلل ا�شتقتلها كثري‪ ،‬ايل �أكرث من �ست �شهور منقوع بهال�شم�سات على احلاجز‪ ،‬وما‬ ‫ع���م يقبلو يعطوين �إجازة‪ ،‬وال يوم واحد‪ ،‬بدي ا�شوف �أم���ي‪ * .‬قولك بي�سرحونا؟ وال بخلونا متل الدورة‬ ‫للي قبلنا‬ ‫ واهلل اذا ت�سرحت حمارة مطرة ب�سرحونا! وحياة اهلل!‬‫‪ .5‬حا�سة قلبي ح يوقف‪ ،‬اذا فتت عاملحا�ضرة رح يكون جوا؟ طيب واذا ما كان؟! ما بعود فيني اطلع! ا�شتقتلو كتري ‪...‬‬ ‫‪ .6‬واهلل للي عم ي�صري بيحرق القلب‪ ،‬ب�س مو طالع ب�إدينا �شي‬ ‫‪ .7‬ل���ك ا����ش هاحلري���ة للي بدون ياها؟ اه؟ ا�ش بدهون �أكو�س من هيك بلد؟! واخ واخ واخ! لقطنا ال�شرطي عم نحكي عاملوبايل‪ ،‬بركي ما بياخد اكرت من‬ ‫خم�سمية!‬ ‫‪ .8‬و�شلون بدي ك ّمل هذا ال�شهر؟ وزحط ثلثني الراتب من �أول ا�سبوع! وهذا املغ�ضوب ابني كل نهار بدو ‪ 100‬ورقة م�صروف‬ ‫‪ .9‬ليكي! �شو بدك تقويل لأهلك لتطلعي عاملظاهرة؟‬ ‫‪ .10‬بدي ا�شرتك باملو�سم اجلاية بـ�آرب غوت تالنت! يلي عم يطلعوا مو �أح�سن مني‪ ،‬ماما بدي �صندوي�شي! بهدلونا يا زملي!!‬

‫أنا‬ ‫مشروع‬

‫حياة‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫قال رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم)‬ ‫«ما من أهل اجلنة أحد يس ّره أن يرجع إلى‬ ‫الدني���ا‪ ،‬وله عش���رة أمثالها‪ ،‬إ ّال الش���هيد‪،‬‬ ‫فإن���ه ي���ود أنه ير ّد إل���ى الدنيا عش���ر مرات‬ ‫فيستشهد‪ ،‬ملا يرى من فضل الشهيد»‬

‫متنى الش���هادة في باب���ا عمرو‬ ‫فكانت له في احلولة‬ ‫لع َّ‬ ‫���ل م���ن يقر�أ يف �أ�سطر حياة ال�شاب �أحم���د زيد العثمان يجد انعكا�س ًا‬ ‫الثوري يف مدينة احلولة عليها‪ ،‬فقد بد�أ ن�شاطه كما بد�أ احلراك‬ ‫للحراك‬ ‫ّ‬ ‫يف املدين���ة بتخطيط الالفتات والتح�ضري للمظاه���رات ور�سم م�ساراتها‬ ‫الت���ي تتع َّرج بني �أز َّقة احلولة وحاراته���ا‪َّ ،‬ثم ما لب�س �أن تط َّور احلراك يف‬ ‫املدين���ة وكذلك مهمة �أحم���د يف تغطيته الإعالم َّية‪� ،‬إذ ب���ات م�س�ؤو ًال عن‬ ‫�إع���داد �أجه���زة البث والكم�ي�رات لنقل واق���ع املدينة �إىل الع���امل ب�أ�سره‪،‬‬ ‫وك�أحد م�صوري املظاهرات �أ َّرخ �أحمد حراك املدينة ما حيي‪.‬‬ ‫ح�ي�ن فت���ح اجلي�ش احل���ر باب التط��� ُّو ِع لل�شب���اب‪ ،‬كان �أحمد م���ن �أوائل‬ ‫املنت�سب�ي�ن له‪ ،‬ووجد بذل���ك فر�صة للدفاع عن �أه���ل مدينته واال�ستب�سال‬ ‫لأج���ل كرامتهم وحر َّيتهم‪ ،‬حيث خا�ض ابن احلولة ما ال يع ُّد من املعارك‬ ‫�صد فيه���ا العديد من حماوالت اجلي����ش الأ�سدي القتحام‬ ‫واال�شتب���اكات َّ‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫�أعظ���م النا�س �أب�سطهم و�ص َّي ًة‪ ،‬فقد كانت و�ص َّية �أحمد البالغ من العمر‬ ‫واح���د ًا وع�شرين ربيع ًا �أن تع َّلق �صورته �إذا ما ا�ست�شهد على جدار غرفته‬ ‫�إىل جان���ب �ص���ور ال�شه���داء اخلم�سة ع�ش���ر الآخرين الذي���ن �سقطوا يف‬ ‫مدينته «احلولة»‪ ،‬وكان له ما �أراد يف تاريخ ‪.2012/6/18‬‬ ‫�أحم���د تخلى ع���ن درا�سته بعد ال�ص���ف التا�سع لي�ساع���د والده يف كل من‬ ‫معمل البلوك والأر�ض الزراعي���ة اخلا�صة بهم‪ ،‬ومل يعرف عنه �أ�صدقا�ؤه‬ ‫�سوى ح�سن اخللق واملع�شر‪ ،‬وكانت �أمنيته الإ�ست�شهاد يف بابا عمرو‪.‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st‬‬

‫‪9‬‬

‫خا�ص ‪ /‬دم�شق‪ :‬ملى �ش ّما�س‬ ‫بعد �أن متكن اجلي�ش احلر من حماية الثورة يف‬ ‫دم�شق‪ ،‬حطمت عا�صمة التاريخ �أ�سوار اخلوف‬ ‫من بط�ش النظام‪ ،‬وبد�أت ت�أخذ دور ًا ريادي ًا يف‬ ‫قيادة دفة الثورة التي تفتحت يف دم�شق ب�أ�شكال‬ ‫تنوعت مع اختالف طبيعة الأحياء ال�شامية‪،‬‬ ‫‪,‬فيما يلي بع�ض ًا من م�شاهد الثورة الدم�شقية‪..‬‬ ‫البطيخ يف باب �سريجة يعلن ان�شقاقه‬ ‫«قرب عل البطيخ قبل ما ي�ضربوه بال�صواريخ‪..‬‬ ‫ياال عل الدراقن الأ�سد طلع خاين»‪ ،‬هكذا ينادي‬ ‫البائعني يف حي باب �سريجة على خ�ضارهم التي‬ ‫ان�ضمت �إىل �صفوف الثورة بعد �أن �صارت حتت‬ ‫حماية اجلي�ش احلر‪ ..‬و�إن كانت جر�أة البائعني‬ ‫تراجعت يف اليومني ال�سابقني فذلك بعد اتفاق‬ ‫بينهم وبني اجلنود الأحرار‪..‬ولكن من ي�سري يف‬ ‫باب �سريجة البد �أن ي�شعر ب�أن نظام الأ�سد �صار‬ ‫من �سجالت املا�ضي‪.‬‬ ‫�صبار املزة يفدي اجلي�ش احلر‬ ‫حرب على الإن�سان وال�شجر واحلجر‪ ،‬هذا‬ ‫هي ٌ‬ ‫هو التف�سري الوحيد القدام الأ�سديون على حرق‬ ‫ب�ساتني ال�صبار التي طاملا فاخرت املزة بها منذ‬ ‫مايزيد عن مئة عام‪ ،‬و�إن كانت حجة ال�شبيحة‬ ‫يف حرق الب�ساتني ب�أن بع�ض عنا�صر اجلي�ش‬ ‫احلر كانوا خمتبئني فيها‪ ،‬ف�إن املرور يف ب�ساتني‬ ‫ال�صبارة املحروقة لن يجلب عليهم �سوى لعنة‬ ‫�أهايل املزة خا�صة دم�شق عامة‪..‬‬ ‫�أهايل كفر�سو�سة ثوار ج ٌد عن �أ�صل‬ ‫ا�شتهر �أهايل كفر �سو�سة مبحاربة اال�ستعمار‬ ‫الفرن�سي‪ ،‬حيث يذكر التاريخ معارك كبدت‬

‫الفرن�سي خ�سائر فادحة يف كفر �سو�سة التي‬ ‫كانت قرية‪ ،‬و�صارت اليوم �أحد مراكز دم�شق‪..‬‬ ‫و�أهايل كفر �سو�سة الذين تربوا على احلرية‪،‬‬ ‫متردوا منذ بداية الثورة على �سال�سل الأ�سد‪،‬‬ ‫فاحلرية كلمة مكتوبة على كل جدران احلي‪،‬‬ ‫ميعلن ًة حتديها لل�شبيحة الذين ال يجر�ؤن على‬ ‫اقتحام معظم حارات كفر�سو�سة البلد‪ ،‬لأنهم‬ ‫�سيقعون فري�سة اجلي�ش احلر املتواجد هناك‪..‬‬ ‫مدار�س ال�شام م�أوى الالجئني احلنون‬ ‫ب�سبب حملة الق�صف ال�شر�شة التي تعر�ضت لها‬ ‫معظم الأحياء الدم�شقية حتول �سكان املدينة‬ ‫�إىل نازحني هربوا من حي �إىل �آخر‪ ،‬وبعد �أن‬ ‫امتلأت بيوت الدم�شقيني ب�إخوانهم الهاربني من‬ ‫بط�ش الأ�سد‪ ،‬فتحت املدار�س �أبوابها ال�ستقبال‬ ‫املدنيني‪ ،‬ومل يبخل ال�سكان املقيمني يف حي‬ ‫كل مدر�سة بتنظيم حمالت امل�ساعدات‪ ،‬التي‬ ‫حاول ال�شبيحة تعطيلها بطرقهم البالية بداي ًة‬ ‫من �إثارة النعرات الطائفية وانتها ًء بالرت�صد‬ ‫بالنا�شطني وم�صادرة املعونات‪..‬‬ ‫ال�شك �أن النظام قد �أدرك ب�أن �إعادة العا�صمة‬ ‫�إىل طاعة الأ�سد �أمر م�ستحيل‪ ،‬غري �أن القوة‬

‫هي اللغة الوحيدة التي مازال يحاور فيها �أهايل‬ ‫ال�شام‪ ،‬ف�أ�صوات الق�صف واالنفجارات �أمر‬ ‫اعتاد ال�سكان على التعاي�ش معه‪ ،‬بل �أنه مل يعد‬ ‫يزعجهم بقدر مايق�ض م�ضجع النظام‪.‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 10‬‬

‫اإلنسانية‬ ‫حتاصر جنود‬ ‫األسد وتُقع‬ ‫بعضهم في‬ ‫الفخ‬

‫‪ ,,‬ابحث عن اإلنسانية‬ ‫داخل اإلنسان‪،،‬‬

‫خا�ص ‪ /‬دم�شق‪ :‬ملى �ش ّما�س‬ ‫يت�أمر الإ�سهال مع اجلرب والقمل وقائمة طويلة‬ ‫من الأمرا�ض اجللدية والداخلية على �أج�ساد‬ ‫معتقلي الثورة ال�سورية‪...‬و�إذا ما �أخذنا بعني‬ ‫االعتبار �أن املعتقل يتمتع بحرية «حك» جلده‬ ‫و�شعره داخل ال�سجن وقت ما ي�شاء‪ ،‬يكون‬ ‫الإ�سهال العدو الأكرث �شرا�سة لأن ال�سجانني ال‬ ‫يتيحون للمعتقلني �إمكانية الذهاب �إىل املرحا�ض‬ ‫عند احلاجة!!‪..‬‬ ‫مل يرتدد ح�سن �أحد معتقلي املخابرات اجلوية‪،‬‬ ‫يف �إخبارنا عن الأمرا�ض التي تر�صدته يف‬ ‫�أقبية �سجون املخابرات وحولته ومن معه �إىل‬ ‫�أ�شباح تئِنُّ حين ًا وتتال�شى يف الظالم حين ًا‬ ‫�آخر‪ ،‬ف�أمرا�ض املعتقل جترعت من ج�سده‬ ‫ورفاقه بوقاحة �شر�سة‪ ،‬خا�صة بعد �أن رتب لها‬ ‫ال�سجانون وبدقة متناهية الظروف املواتية‪..‬غري‬ ‫�أن امل�شهد ح�سب «ح�سن» ال يبدو قامت ًا بكليته‪،‬‬ ‫فالإن�سانية ت�سللت بحذر لتك�سر جليد القلوب‬ ‫املتحجرة‪ ،‬وك�أنها ارتدا ٌد ل�صدى دعاء الأمهات‪..‬‬ ‫وي�صف ح�سن دقائق الإن�سانية النادرة التي‬ ‫ت�سربت �إىل قلوب بع�ض ال�سجانني وكان لها‬ ‫مفعول كبري‪ :‬بعد �أن م�ضى على اعتقايل خم�سة‬ ‫�أيام‪ ،‬متكن الإ�سهال من جهازي اله�ضمي‪،‬‬ ‫وافقدين ال�سيطرة على نف�سي‪ ..‬فتجاوزت‬ ‫القواعد‪ ،‬اقرتبت من باب املنفردة التي �أت�شارك‬ ‫بالطاتها القلية مع ثمانية �شباب‪ ،‬بد�أت �أدق على‬

‫الباب‪ ،‬وا�صرخ مناجي ًا غري �آبه بتحذير زمالئي‪:‬‬ ‫«بدي فوت عل احلمام‪ ..‬بدي فوت عل احلمام»‪..‬‬ ‫مل مت�ض ثواين حتى دلت �أ�صوات اخلطوات على‬ ‫جميء �سجانني‪�..‬صوت‪�« :‬شو بدك وال»‪..‬‬ ‫�أنا‪« :‬بدي فوت عاحلمام يا �سيدي رح �أعمال‬ ‫على حايل»‪ ..‬ال�صوت �ساخر ًا‪� :‬شو يا ابن(‪)...‬‬ ‫بدك حمام؟؟ قاعد بفندق لأنك؟‪..‬بتخر�س وال‬ ‫بخليك تعمال بتم ال�شباب يل معك؟؟‪..‬‬ ‫يتابع ح�سن‪ :‬خارت قواي من �شدة الي�أ�س‪،‬‬ ‫جل�ست �أبكي و�أنا ا�سمع الأقدام تبتعد‪ ..‬بعد‬ ‫دقائق �سمعت اخلطوات تعود‪ ،‬ولكنها هذه املرة‬ ‫تدل على جميء �سجان واحد‪ ،‬جل�ست مرتقب ًا‬ ‫العقاب على فعلتي‪ ..‬ولكن املفاج�أة جاءت على‬ ‫�شكل �صوت �س�أل بعطف‪ :‬مني يل بدو يفوت عل‬ ‫ِ‬ ‫احلمام؟‪ ..‬برتدد‪� :‬أنا �سيدي واهلل رح موت يا‬ ‫�سيدي‪..‬‬ ‫ال�صوت‪ :‬تعال يا ابني ب�سرعة فوت قبل ما يجي‬ ‫حدا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫خرجت من املنفردة منتظرا �أن تتالقى عيوين‬ ‫ب�صاحب ال�صوت ال�شكره‪..‬ولكن نظرة متبادلة‬ ‫بيننا دلته على مدى امتناين‪..‬‬ ‫مل يتمكن ح�سن من معرفة ا�سم ال�سجان الذي‬ ‫�أنقذه‪ ،‬لكنه �أيقن ب�أن �سوريتنا �ستننت�صر‬ ‫بالنهاية على البندقية والدبابة‪ ،‬فمعركة احلرية‬ ‫لن تنتهي قبل �أن تعيد للإن�سانية حقوقها‪ ،‬وهذا‬ ‫ماكان ينرث الأمل على وجوه املعتقلني رغم كل‬ ‫الظروف والقهر‪..‬‬


‫‪11 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫القوميون السوريون‬

‫بني قيادة متخاذلة وعضويات «ثورجية»‬ ‫خا�ص ‪ /‬وائل احلم�صي‬

‫على العك�س من املوقف الر�سمي املتخاذل حلزب‬ ‫الم���ة ال�سوري���ة‪ ,‬كم���ا ي�سمي نف�س���ه‪ ,‬وقف بع�ض‬ ‫أ‬ ‫�أبن���اء احلزب ال�سوري القوم���ي االجتماعي وقفة‬ ‫الع���ز الت���ي حت���دث عنها زعي���م احل���زب �أنطون‬ ‫�سع���ادة و ذل���ك بت�أييدهم لث���ورة ال�شعب ال�سوري‬ ‫يف احلري���ة و الكرام���ة فمنه���م من �ش���ارك �أبناء‬ ‫�أمته مظاهراتهم املطالبة ب�إ�سقاط الديكتاتورية‬ ‫و�سلط���ة العائل���ة و منه���م من ا�ست�شه���د يف �سبيل‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫تن�سيقي���ة النه�ضة م���ع القومي�ي�ن �ضمن احلراك‬ ‫ال�سوري‬ ‫�شه���دت مدين���ة حل���ب‪ ,‬م�ؤخ���ر ًا‪ ,‬ع���دد م���ن‬ ‫االعت�صام���ات و املظاه���رات املناوئ���ة للنظ���ام‬ ‫ال�سوري‪� ,‬شارك فيها �سوريون قوميون اجتماعيون‬ ‫رافعني لالفتات تطالب باحلرية لل�شعب ال�سوري‬ ‫م���ع �أخرى حتم���ل �أقوال الزعيم �أنط���ون �سعادة ‪,‬‬ ‫كم���ا �شهدت مدين���ة ال�س ّلمية بري���ف حماه حراك ًا‬ ‫للعدي���د م���ن القومي�ي�ن االجتماعي�ي�ن راف�ض�ي�ن‬ ‫للممار�س���ات الدموية للنظ���ام الأ�سدي �ضد �أبناء‬ ‫�أمته���م‪ ,‬وللموق���ف الر�سم���ي للح���زب ال�س���وري‬ ‫القومي االجتماعي الذي باتت رئا�سته �أداة ط ّيعة‬ ‫يف يد النظام احلاكم يف �سوريا – الكيان ال�شامي‬ ‫‪ -‬يحركه���ا كيفما �شاء وفق ًا لأهواء هذا النظام ال‬

‫وفق ًا لعقيدة من املفرو�ض �أن احلزب منبث ٌق منها‬ ‫وقائم على �أ�سا�سها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كم���ا �شه���د احل���راك ال�س���وري م�ؤخ���را ت�شكي���ل‬ ‫تن�سيقي���ة «النه�ضة» التي اتخذت الزوبعة مع علم‬ ‫اال�ستق�ل�ال �شعر ًا لها‪ ,‬و التي ت�سعى – كما يبدو‪-‬‬ ‫�إىل تنظيم احل���راك ال�سوري القومي االجتماعي‬ ‫امل�ؤي���د للث���ورة ال�سوري���ة‪ ,‬حي���ث تب�ي�ن �صفح���ة‬ ‫التن�سيقية على مواقع التوا�صل االجتماعي موقف‬ ‫ه�ؤالء القومي�ي�ن االجتماعيني من الثورة ال�سورية‬ ‫و ن�شاطاتهم �ضمن احلراك ال�شعبي ال�سوري ‪.‬‬ ‫قوم���ي اجتماع���ي من �شه���داء كتيب���ة عثمان ذي‬ ‫النورين‬ ‫ع�ل�اء القا�ضي �أحد �أبرز �شه���داء الثورة ال�سورية‬ ‫للحزب ال�س���وري القومي االجتماع���ي ‪ ,‬ا�ست�شهد‬ ‫�أثناء دفاعه عن �أمته �ضد حمالت القمع الوح�شي‬ ‫التي يقوم بها النظام الأ�سدي ‪.‬‬ ‫اختار عالء الذي تبنى الفكر القومي االجتماعي‬ ‫الوقوف �إىل جانب �أبناء �شعبه يف ثورتهم املطالبة‬ ‫باحلر ّية والكرامة ‪ ,‬فبعد املظاهرات ال�سلمية وما‬ ‫�شهدته ه���ذه املظاهرات من قمع مل ي�شهد العامل‬ ‫نظري ًا ل���ه‪ ,‬وبعد ت�شكيل كتائ���ب اجلي�ش احلر يف‬ ‫ادلب وريفه���ا‪ ,‬اختار عالء االن�ضم���ام �إىل كتيبة‬ ‫«عثمان ذي النورين» ليدافع عن �أهله و �أمته �ضد‬

‫ه���ذا النظ���ام الدم���وي‪ ,‬و ا�ست�شه���د بعدما �صور‬ ‫مقطع��� ًا فيديوي ًا بث على موق���ع اليوتيوب يتلو فيه‬ ‫و�صيت���ه ال�صغ�ي�رة وه���ي �أن يدفن بثي���اب القتال‬ ‫‪ .‬وه���ذا ما ح�صل بع���د �أن دفن بقريت���ه يف معرة‬ ‫م�صرين بريف ادلب ‪.‬‬ ‫فادي عطاونة ‪ ..‬ا�سماعيل حيدر ورئي�س احلزب‬ ‫�شهي���دان �آخران ينتمي���ان �إىل العقي���دة القومية‬ ‫االجتماعي���ة ا�ست�شه���دا اغتيا ًال عل���ى �أيدي قوات‬ ‫النظ���ام ق���رب م�صي���اف هم���ا ف���ادي عطاونة و‬ ‫ا�سماعيل حيدر‪ ,‬والث���اين ابن رئي�س �أحد �أجنحة‬ ‫احلزب ال�س���وري القومي االجتماع���ي الذي ترب�أ‬ ‫م���ن دم �أبن���ه مقاب���ل كر�س���ي وزاري يف حكوم���ة‬ ‫هزلية �أقامها النظام احلاكم منذ �أيام قليلة ‪.‬‬ ‫من املع���روف عن ا�سماعيل وف���ادي وقوفهما �إىل‬ ‫جانب الثورة ال�سورية وم�شاركتهما يف العديد من‬ ‫االعت�صام���ات و املظاه���رات يف حم����ص ‪ ,‬وقيام‬ ‫ال�شهي���د ا�سماعيل حي���در ب�إلقاء كلم���ة يف �إحدى‬ ‫ه���ذه املظاهرات يف ح���ي اخلالدية بحم�ص‪ ,‬وكل‬ ‫ذلك موثق بالفيديو كما �أورده ن�شطاء الثورة ‪.‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 12‬‬

‫دير الزور‪ ..‬شهر من‬ ‫الصمود‪ ..‬والتعتيم‬ ‫• دير الزور‬

‫�أما املدار�س فو�ضعه���ا �أكرث �صعوبة لنق�ص يف‬ ‫املياه وانعدام مكون���ات احلياة الأ�سا�سية التي‬ ‫من املفرت�ض �أن يقدمها مكتب مفو�ضية �ش�ؤون‬ ‫الالجئ�ي�ن وال���ذي اقت�صر عمله���م حالي ًا على‬ ‫حمافظة احل�سكة‪.‬‬ ‫�أع���داد النازح�ي�ن يف املدار�س بح���دود ‪1500‬‬ ‫�شخ�ص يف ع�شر مدار�س تقريب ًا‪.‬‬ ‫نقطة �سلبية �أخرى �أثرت يف �أو�ضاع النازحني‪،‬‬ ‫تتلخ����ص بارتفاع �أج���رة املنازل مم���ا يجعلها‬ ‫حم�صورة بفئة �ضيقة من النازحني‪.‬‬

‫تعت�ب�ر حمافظ���ة دير ال���زور �أه���م حمافظات‬ ‫اجلزي���رة ال�سور َّي���ة‪ ،‬ي�ص���ل ع���دد �س َّكانه���ا‬ ‫�إىل �أك�ث�ر م���ن ملي���ون ون�صف امللي���ون ن�سمة‪،‬‬ ‫حيث تتعر����ض املدينة للق�صف للي���وم الثامن‬ ‫والثالث�ي�ن على التوايل كم���ا تعاين من جتاهل‬ ‫�إعالم���ي وت�شه���د �صعوبة يف �إي�ص���ال املعونات‬ ‫الإغاثية �إىل املت�ضررين واجلرحى ‪.‬‬ ‫وتعر�ض���ت �أحي���اء مث���ل املوظف�ي�ن واجلبيل���ة‬ ‫واحلميدي���ة والعر�ضي وال�شي���خ يا�سني لتدمري‬ ‫�شب���ه كامل‪ ،‬فيما ق���درت �إجمايل اخل�سائر يف • البنى التحتية‬ ‫املدين���ة ب�أكرث من ‪ 11‬مليار لرية �سورية‪ ,‬و ُقدر‬ ‫ع���د ُد النازحني من املحافظة ب�أكرث من ن�صف ط���ال الق�ص���ف الع�شوائ���ي البن���ى التحتي���ة‬ ‫مليون �شخ�ص‪.‬‬ ‫والأمالك اخلا�صة يف املدينة من �أبنية �سكنية‬ ‫وحم���ال جتاري���ة �سبقه���ا �أو رافقه���ا عملي���ات‬ ‫• حالة النزوح من املدينة‬ ‫ال�سرقة من قبل ال�شبيحة‪ ،‬بالإ�ضافة لتخريب‬ ‫وح���رق املمتل���كات العام���ة طال���ت �شب���كات‬ ‫�أو ًال احل�سكة‪:‬‬ ‫الكهرباء واملياه وحتى الكليات التابعة جلامعة‬ ‫ً‬ ‫الو�ضع مقبول ن�سب َّيا يف احل�سكة ملا يقارب ‪ %70‬الفرات‪.‬‬ ‫من النازحني‪ :‬حيث مت ا�ستقبال النازحني من كان الق�ص���ف الأعن���ف م���ن ن�صي���ب �أحي���اء‬ ‫�أهايل دير الزور يف املدار�س وال�سكن ال�شبابي املوظفني‪ ،‬اجلبيلة‪ ،‬احلميدية والعريف‪.‬‬ ‫واحلدائق العامة‪.‬‬ ‫كم���ا ي�ش���ار �إىل � َّأن ع���دد اجلرح���ى كبري ومن‬ ‫غري املمكن نقلهم �إىل امل�شايف خ�شية االعتقال‬ ‫بالإ�ضافة لنق�ص يف الأدوية ملعاجلة الأمرا�ض‬ ‫املزمنة‪ ،‬وقد قام ثالث���ة �أطباء من �أهايل دير‬ ‫الزور با�ستالم عيادات يف احل�سكة مقدمة من‬ ‫بع�ض �أطباء احل�سكة‪.‬‬ ‫ثانيا الرقة‪:‬‬ ‫تعت�ب�ر حالة النازحني يف الرق���ة �أكرث �صعوبة‪,‬‬ ‫بحي���ث مت توزي���ع النازح�ي�ن م���ا ب�ي�ن مع�سكر‬ ‫الطالئع وفيه بني خم�س���ة �آالف و�سبعة �آالف‪,‬‬ ‫ولك���ن ب���دون دعم م���ادي �أو طب���ي‪ ،‬ومن جهة‬ ‫�أخرى كان ال�سكن ال�شبابي مالذا منا�سبا بعد‬ ‫اقتحامه من قبل النازحني‪.‬‬

‫تعط���ل على �إث���ر الق�صف والتخري���ب ما يزيد‬ ‫عن ‪ ٪98‬من املخابز والأفران مما �سبب �أزمة‬ ‫غذائية خانقة يف املدينة بالإ�ضافة للنق�ص يف‬ ‫كل من اخل�ضار واللحوم وحليب الأطفال‪.‬‬ ‫حال���ة الق�ص���ف ال�شدي���د ت�سبب���ت بحال���ة من‬ ‫الهلع واخلوف لدى من بقوا من �سكان املدينة‬ ‫الذين حال �سوء الو�ضع املادي دون نزوحهم‪.‬‬ ‫• الو�ضع الطبي‬ ‫يف ظ���ل توقف امل�شايف احلكومي���ة عن العمل و‬ ‫�إغ�ل�اق معظم امل�شايف اخلا�ص���ة يعاين �أهايل‬ ‫دي���ر الزور من نق�ص ح���اد باخلدمات الطبية‬ ‫ب�سب���ب افتق���ار ماي�سم���ى بامل�ش���ايف امليداني���ة‬ ‫م�شاف فقط‪ ،‬واحد منها‬ ‫حيث مت ت�أمني ثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫جم َّهز ب�صادم���ات كهربائي���ة ت�ستطيع القيام‬ ‫فق���ط بعملي���ات اجلراح���ة ال�صغ���رى‪ ,‬وبع�ض‬ ‫عملي���ات اجلراحة الع�ضمي���ة‪ ,‬وال حتتوي على‬ ‫�أجهزة ت�صوير �شعاعي حممولة‪.‬‬ ‫�سب���ب قلة ع���دد امل�ش���ايف اخلا�ص���ة املتواجدة‬ ‫حالي ًا يعزى ل�صعوبة الو�صول �إليها كون �أغلبها‬ ‫يق���ع على �شارع النهر مما يعني خطر القن�ص‬ ‫واملوت �أثناء املرور منه‪.‬‬ ‫نق����ص حاد يف امل�ض���ادات احليوية ب�شكل عام‬ ‫وم�سكن���ات الأمل و�أبر �إيقاف النزيف و الكزاز‬ ‫وقل���ة يف املعقم���ات ب�سب���ب احلاج���ة الدائم���ة‬ ‫واال�سته�ل�اك الكبري‪� ,‬أما فيم���ا يخ�ص الكادر‬ ‫الطب���ي فهو ي�شتمل على كادر ب�سيط بالإ�ضافة‬ ‫النع���دام تواج���د �أطب���اء جراح���ة ع�صبي���ة �أو‬ ‫تخ�ص�صية مما ي�ؤدي الرتفاع ن�سبة الوفيات و‬ ‫الإعاقة ب�شكل كبري لدى امل�صابني‪.‬‬ ‫• الو�ضع الإغاثي‬ ‫قدر عدد النازحني من املدينة والريف بحدود‬ ‫‪� 500‬ألف ن�سمة �إىل املحافظات الأخرى‪.‬‬ ‫وقدر عدد املتبق���ي باملدينة بحدود ‪ %30‬لعدم‬ ‫مقدرته���م املالية على النزوح اىل مناطق �أكرث‬ ‫�أمن ًا‬ ‫ظهر العجز يف‪:‬‬ ‫‪ .a‬ت�أم�ي�ن االحتياج���ات الغذائية مب�ستوياتها‬ ‫الدنيا‪.‬‬ ‫‪ .b‬ت�أم�ي�ن نق���د م���ادي لع���دم وج���ود رواتب‬ ‫وم�ص���ادر رزق خ�ل�ال الف�ت�رة ال�سابقة ( �آخر‬ ‫دفع رواتب كان بتاريخ ‪)2012/6/1‬‬


‫‪13 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫‪ .c‬هنال���ك �أكرث م���ن ‪ 550‬عائلة نزحت اىل‬ ‫خ���ط الك�سرة وهو الطري���ق الوا�صل بني الدير‬ ‫والرقة م���ن اجلهة ال�شمالية م���ن نهر الفرات‬ ‫و�سكن���وا يف املدار����س احلكومي���ة الت���ي تفتقر‬ ‫لكل �شيء و�أه���م احتياجاتهم‪ :‬حليب الأطفال‬ ‫– الغذاء – فر�شات – خزانات ملاء ال�شرب‬ ‫• ال�ضحايا الب�شرية‬ ‫بل���غ عدد ال�ضحاي���ا لتاريخ �إع���داد التقرير ما‬ ‫يقارب ‪� 700‬شهيدا منهم ‪ 60‬ن�ساء و ‪ 80‬طفال‬ ‫و �أك�ث�ر م���ن ‪ 10‬ب�إعدامات ميداني���ة و‪ 3‬ق�ضوا‬ ‫حتت التعذيب‪.‬‬ ‫�أما عدد اجلرحى جتاوز ‪� 7000‬إ�صابة متنوعة‬ ‫بني دائمة بعاهة �أو متو�سطة وب�سيطة‬

‫ل�ساعات طوال‪.‬‬ ‫املي���اه‪ :‬تع���اين املدين���ة ب�شكل كام���ل نق�صا يف‬ ‫مياه ال�شرب وذلك ب�سب���ب ا�ستهداف �شبكات‬ ‫املي���اه والبنى التحتية يف كثري من الأحياء مما‬ ‫�أدى �إىل تعطله���ا و�إتالفه���ا يف �أغل���ب الأحيان‬ ‫مما �سبب انقط���اع املياه عن كثري من الأحياء‬ ‫وخا�صة ال�ساخنة منها‪.‬‬ ‫االت�ص���االت‪ :‬ال تختلف كثري ًا ع���ن و�ضع املياه‬ ‫والكهرباء فق���ط دمرت كثري من علب الهاتف‬ ‫و�أ�سالكه���ا ب�سبب الق�صف الهمجي مما �سبب‬ ‫انقط���اع خدم���ة الهات���ف ع���ن بع����ض الأحياء‬ ‫وكذلك مت قطع خدمة االنرتنت بكافة �أنواعها‬ ‫على معظم �أحياء املدينة‪.‬‬

‫• حالة اخلدمات‬

‫• الإعالم‬

‫الكهرباء‪ :‬مت قطع الكهرباء عن معظم الأحياء‬ ‫ال�ساخن���ة ب�شكل جزئي �أو ب�ش���كل كامل ب�سبب‬ ‫ا�سته���داف الق�ص���ف للمح���والت الكهربائي���ة‬ ‫و�أعم���دة الكهرب���اء مث���ل اجلبيل���ة واحلميدية‬ ‫وال�شي���خ يا�سني والعمال واملوظفني حيث توجد‬ ‫حارات كامل���ة يف حي ال�شيخ يا�سني والعر�ضي‬ ‫واملوظف�ي�ن ب�ل�ا كهرب���اء من���ذ بداي���ة احلملة‬ ‫الأخرية على املدين���ة‪� ,‬أما باقي الأحياء والتي‬ ‫ت�شه���د هدوء ن�سب���ي حذر ي�شوب���ه اخلوف من‬ ‫الق�صف يف اي حلظة يتمثل يف قطع الكهرباء‬

‫يح���اول النا�شط���ون �إي�ص���ال �ص���وت مدينتهم‬ ‫املن�سي���ة عرب و�سائ���ل الإع�ل�ام‪� ,‬إال �أن املدينة‬ ‫تعاين م���ن نق����ص يف التجهي���زات الإعالمية‬ ‫حي���ث ال ت�شتم���ل املدين���ة على مرك���ز �إعالمي‬ ‫ميل���ك املقوم���ات لنق���ل احل���دث يف خمتل���ف‬ ‫الظ���روف‪ .‬وال متلك �أغلب ال�شب���كات املعدات‬ ‫االعالمي���ة االحرتافي���ة التي متكنه���ا من نقل‬ ‫احل���دث بينم���ا يت���م الإعتم���اد عل���ى مع���دات‬ ‫ب�سيط���ة فردية ال تف���ي بالغر�ض لنق���ل �صورة‬ ‫الواقع يف دير الزور كما يجب‪.‬‬ ‫• حالة اجلي�ش احلر‬ ‫يتج���اوز ع���دد الكتائب ‪ 40‬كتيب���ة متوزعة بني‬ ‫املدينة والريف وعدد الألوية بحدود ال ‪10-7‬‬ ‫�ألوية متوزعة �أي�ضا بني املدينة والريف‪� .‬شارك‬ ‫�أكرث من ‪ % 70‬منها يف الدفاع عن املدينة‪.‬‬ ‫م���ا ميلك���ه اجلي����ش احلر ه���و �س�ل�اح خفيف‬ ‫ومتو�س���ط وق���واذف �آر بي ج���ي �إ�ضافة لبع�ض‬ ‫القنا�صات والعب���وات النا�سفة ذات ال�صناعة‬ ‫اليدوية‪.‬‬ ‫ق���ام اجلي����ش احل���ر ب�ص���د هج���وم اجلي����ش‬ ‫النظام���ي لأك�ث�ر م���ن ‪ 10‬حم���اوالت اقتح���ام‬ ‫ودمر �أكرث من ‪� 100‬آلية خمتلفة وكبد اجلي�ش‬ ‫النظام���ي خ�سائ���ر كب�ي�رة عل���ى ال�صعيدي���ن‬ ‫الب�ش���ري والآيل‪ ,‬كم���ا مه���دت املع���ارك ب�ي�ن‬ ‫اجلي�ش�ي�ن احلر والنظام���ي الن�شقاقات كبرية‬ ‫�شملت �ضباط وع�شرات اجلن ��ود‪� .‬أما خ�سائر‬ ‫اجلي����ش احلر فكانت ما يقارب من ‪� 50‬شهيدا‬ ‫والعديد من اجلرحى‪.‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 14‬‬

‫«أبوس روحك»‪..‬‬ ‫حلب املدينة‪ :‬شعب‬ ‫قهر املوت‬

‫هكذا تق���ول الرواية يف كل زاوية من الأحياء التي‬ ‫نالته���ا قذائ���ف الأ�س���د‪ ،‬هك���ذا يهم����س كل حجر‬ ‫رخامي يف �أزقتها القدمية كان تلطخ بدماء مدين‬ ‫ي�سع���ى لنيل خبزه اليومي‪ ،‬هك���ذا تخربنا حقائب‬ ‫النازح�ي�ن من �أحياء �صالح الدين و�سيف الدولة‪،‬‬ ‫بالإ�ضاف���ة �إىل «د�ست���ة» �أحياء ان�ضم���ت �أو ُ�ضمت‬ ‫�إىل ركب املطالبني باحلرية‪.‬‬

‫إني أحب حبيبتي «حلبا» ‪ ...‬والشوق يشعل مهجتي لهبا‬ ‫شهباء يا امـال يراودني ‪ ...‬أشعــلت فــي آفاقنــا الشهبا‬ ‫ال يعطـــرني ‪ ...‬وأريجه املعطار كـم سكبا‬ ‫شهباء يا ف ً‬ ‫فلديك يحيا الفـــن مؤتلق ًا ‪ ...‬أحييت فينا الشعــر واألدبا‬ ‫أمجادك التاريــخ خلدها ‪ ...‬أسفـاره قرأت لنا العجبـــا‬

‫املي�سر‬ ‫الزم���ان‪ :‬اخلام�س���ة �صباح ًا‪ ،‬املكان‪ :‬ح���ي ّ‬ ‫ال�شعبي‪..‬‬ ‫ته���ب الري���اح ال�صباحي���ة‪ ،‬تك�ش���ط معه���ا بع�ض‬ ‫�أكيا����س من القمامة بقيت مهملة بعد تعرث و�صول‬ ‫�سي���ارات البلدية‪ ،‬تعبث ب�أث���واب اخلارجني «على‬ ‫غري عادته���م»‪ ،‬ح�شود كان لها �سب���ق اال�ستيقاظ‬ ‫ال�صباح���ي‪ ،‬لتخ���رج على غ�ي�ر ه���دى‪�« ،‬إىل �أين‬ ‫تذهب؟» ي�س�أل مراقبون‪..‬‬ ‫ملاذا تذهب؟‪ ..‬ي�س�أل مراقـ َــبون‪..‬‬ ‫وبني احلقيبة واحلقيبة تهرول الأرجل ال�صغرية‪،‬‬ ‫حتم���ل �أج�س���اد ًا هزيل���ة حتم���ل بدوره���ا ر�ؤو�س��� ًا‬ ‫حائ���رة‪ ،‬احت���ل ال�ضي���اع �أحداقها وغ���دت ترقب‬ ‫جمهو ًال ينتظرها‪..‬‬ ‫‪ -‬اجلي�ش بدو يق�صف اليوم‪..‬‬

‫خا�ص ‪ /‬وائل النحا�س‬

‫هي حل���ب ال�شمال اليوم من يورثه���ا نظام الأ�سد‬ ‫تعب الدماء واجلثث‪ ،‬وهي‬ ‫�سقوط ًا للقذائف التي ُّ‬ ‫نف�سها من �ستورثه من الدماء واجلثث م�ستقب ًال‪..‬‬ ‫�سقوط ًا‪.‬‬


‫‪15 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫�صيح���ة يهم�سه���ا بع����ض املحت�شدي���ن‪ ،‬ت�ضي���ع‬ ‫ال�صيح���ات ب�ي�ن �سي���ارة و�أخ���رى كان لهم���ا حظ‬ ‫احل�ص���ول على «البنزي���ن» قبل ي���وم‪ ،‬ويطل �آخر‬ ‫ويقول‪« :‬الطريق مقطوعة»‪.‬‬ ‫ويف ال�صفحة التالي���ة لل�سيناريو املكتوب بعناية‪..‬‬ ‫نقر�أ‬ ‫الزمان‪ :‬اخلام�سة �صباح ًا ‪ -‬املكان‪� :‬صالح الدين‬ ‫ خارجي‪/‬نهاري‪..‬‬‫ال�سيناري���و ال���ذي يحفظ���ه م����ؤدو ه���ذا الفيل���م‬ ‫«الأك�ش���ن» امل�صن���ف حت���ت بن���د «رع���ب»‪ ،‬تبث���ه‬ ‫املحطات وي���راه امل�شاهدون الناع�س���ون التواقون‬ ‫لقليل من املك�سرات على �إيقاع القذائف‪.‬‬ ‫�إذ ًا ه���ي حل���ب مق�ب�رة النظ���ام يق���ول ن�شط���اء‬ ‫املعار�ض���ة‪ ،‬وهي جول���ة احل�سم الأخ�ي�رة بح�سب‬ ‫امل�ؤيدي���ن للنظ���ام‪ ،‬ف�أي جول���ة �ستك���ون لتح�سم‪،‬‬ ‫اخلب���ز مفق���ود فق���د �أكل احللبي���ون ثالث���ة �أيام‬ ‫«ال�سم���ون» دون �إيع���از م���ن «م���اري انطوانيت» �أو‬ ‫«لوي�س»‪.‬‬ ‫والبنزي���ن مفق���ود‪ ،‬والتنق���ل م�شي ًا عل���ى الأقدام‬ ‫ي�ساع���د يف تخفيف ال���وزن‪ ،‬والكهرب���اء غائبة يف‬ ‫معظم �أوقاتها دون �إيعاز «تقنيني»‪.‬‬ ‫وح���ده املوت من ين�شر رائحته الكريهة يف الأحياء‬ ‫وحدها �أ�ص���وات املدافع �سي���دة الإيقاع والطرب‪،‬‬

‫يف مدين���ة نال���ت لق���ب مدين���ة الط���رب‪ ،‬وحدها‬ ‫الطائ���رات ت�شحر م���ن قلب طف ٍ���ل �أغنية حفظها‬ ‫ع���ن ظه���ر قل���ب يف �صباح���ات فريوز «ط�ي�ري يا‬ ‫طي���ارة طريي م���ن ورق وخيطان»‪ ،‬لتم���زق الورق‬ ‫واخليطان وتغزل �أكفان �أبناء املدينة‪.‬‬ ‫وحدها حل���ب اليوم على طاولة الرهانات العربية‬ ‫والدولي���ة واجلميع يراه���ن يف �صالونات «البوكر»‬ ‫و «الرولي���ت» ال�سيا�سي���ة‪ ،‬ح�ص���ان راب���ح جلمي���ع‬ ‫الأطراف ّ‬ ‫يب�شر مبكا�س���ب �سيا�سية بل وع�سكرية‪،‬‬ ‫�إال �أن الرهان���ات تنا�س���ت م���ا ي���دور يف املدين���ة‬ ‫لتتح���ول اجلث���ث والأح�ل�ام ولي�ت�رات الدماء �إىل‬ ‫جم���رد �أرق���ام على �شا�ش���ات الف�ضائي���ات يباهي‬ ‫به���ا معار�ضو اخلارج ام���ام الأبواق‪ ،‬جمرد �أرقام‬ ‫فقط م�ستن�سخة عن حم�ص ودرعا وبانيا�س ودير‬ ‫الزور واحلولة والرتمي�سة‪ ،‬نغمة‪� ..‬إيقاع‪ ..‬يطرب‬ ‫بها جمل����س الأم���ن يف جل�سته القادم���ة‪ ،‬وتطرب‬ ‫«فابيو�س» الذي تتزعم بالده اجلولة القادمة من‬

‫لعب���ة املوت ال�سوري امل�صطدمة �أب���د ًا بلعبة القط‬ ‫والفار الرو�سية الأمريكية «فيتو»‪.‬‬ ‫يف حل���ب اجلميع يرق�ص ويحتفل ويبت�سم وتنطلق‬ ‫جمل���ة «�أبو����س روح���ك» م���ن كل الأف���واه‪ ،‬فتحت‬ ‫الق�صف والن�ي�ران ينربي رج���ل خم�سيني ويفرد‬ ‫ع���دة ال�ش���واء‪ ،‬وحت���ت �أ�ص���وات املداف���ع ت�صدح‬ ‫حنج���رة «قا�شو����ش» حلبي‪ ،‬وع���ازف مبتدئ تبدّد‬ ‫�أ�صوات الق�صف اليومي‪.‬‬ ‫يف حل���ب‪ ..‬ت���زوج ن���ازح م���ن نازح���ة �أخ���رى يف‬ ‫�إح���دى املدار�س‪ ،‬حالة ق���د ال تنتمي �إال جلغرافية‬ ‫«الفزلكة» وال�ت�رف املعي�شي يف «�سوي�سرا» �إال �أنها‬ ‫يف حلب حتدٍ �صارخ للموت‪ ..‬فـ �إنا نحب احلياة ما‬ ‫ا�ستطعن���ا �إليها �سبيال‪ ..‬هكذا يقول دروي�ش الذي‬ ‫مل ين����س �أن يقول حلمامته‪« :‬طريي يا حمامة �إىل‬ ‫حلب‪ ،‬وبلغي ابن عمي �سالم الندى»‪.‬‬


issue 29 / Aug 1st 16


‫‪17 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫استبدال التاريخ في سوريا‬ ‫أسدنة مهد احلضارات‬ ‫مهد احل�ضارات و�سوري���ا الأ�سد‪ ،‬م�صطلحان‬ ‫يت�صارع���ان يف ال�ساح���ة التاريخ َّي���ة ل�سوريا‪،‬‬ ‫حي���ث َّتدع���ي «مهد احل�ض���ارات» ب���� َّأن �سوريا‬ ‫كانت مه���د ًا للح�ضارات الفينيق َّي���ة والآرام َّية‬ ‫وال�سريان َّية والآ�شور َّي���ة وغريها الكثري‪ ،‬بينما‬ ‫أهم �أبني���ة �سوريا‬ ‫ت���ر ُّد «�سوري���ا الأ�س���د» ب���� َّأن � َّ‬ ‫و�صروحه���ا ومناطقها �س َّمي���ت ب�أ�سماء العائلة‬ ‫احلاكمة وغالب ًا بكلمة «الأ�سد»‪ ،‬فهل الحظت‪،‬‬ ‫عزي���زي القارء‪ ،‬ه���ذا ال�صراع ال���ذي ينطوي‬ ‫حتت م�صطلح «�أ�سدنة تاريخ �سوريا؟»‪.‬‬

‫متاثيل (�سوريا الأ�سد) ت�سقط �أمام الثورة‬ ‫َّ‬ ‫لعل �أ�شد مقوم���ات ح�ضارة «�سوريا الأ�سد» يف‬ ‫الب�ل�اد هو َّ‬ ‫خط���ة النظام املمنهج���ة يف �إن�شاء‬ ‫�صروح حتم���ل ا�سمه‪ ،‬كما �إط�ل�اق ا�سمه على‬ ‫�ص���روح �أخرى حمل���ت غري م�س َّمي���ات �سابقا‪،‬‬ ‫لكن هذه َّ‬ ‫اخلطة املتينة بد�أت باالنهيار �سريع ًا‬ ‫َّ‬ ‫وب�ش���كل دراماتيك���ي‪ ،‬فب�إمكانن���ا الق���ول ب���� َّأن‬ ‫ما يزيد ع���ن ن�صف متاثيل حاف���ظ الأ�سد يف‬ ‫البالد الق���ت �سقطت على �أي���دي املتظاهرين‬ ‫وحت���ت �أقدامهم‪ ،‬كم���ا �أ�صبح الث���وار يطلقون‬ ‫�أ�سم���اء ال�شه���داء واملج���ازر عل���ى امل�ش���ايف‬ ‫واملدار�س واملباين احلكوم َّية وغري احلكوم َّية‪.‬‬

‫�سوريا مهد احل�ضارات‬ ‫على الرغم من رداءة البنية التحت َّية يف �سوريا‬ ‫وال�شح يف عدد‬ ‫وتعا�س���ة الت�سهيالت ال�سياح َّية‬ ‫ِّ‬ ‫الفن���ادق ذات اخلم�س جن���وم كونها ال تتعدى‬ ‫لكن عظم���ة وعراقة‬ ‫الث�ل�اث �أو �أربع فن���ادق‪َّ ،‬‬ ‫الآثار الت���ي خ َّلفته���ا العديد م���ن احل�ضارات‬ ‫املنح���درة من خمتل���ف احلق���ب التاريخ َّية يف‬ ‫هام��� ًا ومتم َّيز ًا من‬ ‫�سوري���ا ال تزال تع��� ُّد �سبب ًا َّ‬ ‫�أ�سب���اب اجل���ذب ال�سياحي يف الب�ل�اد‪ ،‬حيث‬ ‫دم�شق �أق���دم العوا�صم امل�أهول���ة تناف�س قلعة‬ ‫حل���ب �إحدى �أع���رق القالع الأثر َّي���ة يف العامل‬ ‫يف حني ت�شتهر حم�ص بكونه���ا ملدينة َّ‬ ‫املكتظة‬ ‫باملعامل الأثر َّية‪.‬‬

‫�آثار �سورية من ال�سرقة �إىل التدمري‬ ‫لطاملا عانت «�سوريا الأ�سد» من ت�ضييق الآثار‬ ‫عليه���ا فعم���دت �إىل �إ�شاعة الرتاخ���ي الأمني‬ ‫يف املواق���ع الأثر َّية عقود ًا قب���ل الثورة ال�سور َّية‬ ‫مما جعل �سرقة الآث���ار ظاهرة طبيع َّية دائمة‬ ‫التك���رار‪ ،‬كم���ا يعتق���د ب���� َّأن العائل���ة احلاكمة‬ ‫يف الب�ل�اد متو َّرط���ة يف عمل َّي���ات بي���ع ِجّ‬ ‫واتار‬ ‫يف الآث���ار لت�ضيف م�ص���در ًا جدي���د ًا لدخلها‪،‬‬ ‫حجة‬ ‫وقد وج���دت «�سوري���ا الأ�سد» يف الث���ورة َّ‬ ‫جدي���دة لت�صعيد العنف �ض���د �آثار البلد حيث‬ ‫باتت الآث���ار هدفا للقذائ���ف واملدافع َّ‬ ‫وزخات‬ ‫الر�صا����ص‪ ،‬وذلك لك���ي تُعزَ ل �سوري���ا عن �أي‬ ‫�أد َّلة تربطها بحقبة ما قبل الأ�سد التاريخ َّية‪.‬‬

‫�سوريا الأ�سد‬ ‫ه���ذا كالم ال ي�ص���ح‪ ،‬فما �أهم َّي���ة الآثار ونحن‬ ‫�أبناء اليوم وما فات قد فات‪ ،‬انظروا �إىل �أكرب‬ ‫بحريات �سورية‪ ،‬بح�ي�رة الأ�سد بال �شك! كما‬ ‫� َّأن جم��� َّرد ر�أ�س متث���ال حافظ الأ�سد يف حماة‬ ‫يبل���غ طول رجل بال���غ‪ ،‬فهل من متاثي���ل �أثر َّية‬ ‫ت�ضاهي ط���ول هذا التمث���ال؟ ناهيك م���ن � َّأن‬ ‫ج�سر الرئي����س يف دم�شق يع ُّد َّ‬ ‫حمط ًة لع�شرات‬ ‫�آالف امل�ش���اة م���ن �أهل املدينة بينم���ا ال ي�شهد‬ ‫متحف دم�شق الذي يقع على بعد ع�شرة �أمتار‬ ‫فقط من���ه �أكرث م���ن املئة وخم�س�ي�ن زائر ًا يف‬ ‫�أف�ضل �أ َّيامه‪.‬‬

‫�سوريا احلر َّية‪� ،‬سوريا الأم�س واليوم‬ ‫لع َّ‬ ‫���ل الأث���ر الوحيد ال���ذي �سيقف �أم���ام جميع‬ ‫التحديات‪� ،‬أمام عمل َّيات ال�سرقة والنهب‪� ،‬أما‬ ‫التدم�ي�ر والق�صف‪ ،‬هذا التمثال الذي مل ولن‬ ‫ال�سوري»‪،‬‬ ‫ينح���ت فيه التاريخ مقدار ذ َّر ٍة هو «‬ ‫ّ‬ ‫نعم فال�سوري هو �أه���م املفاهيم التي ورثناها‬ ‫ع���ن �أ�سالفن���ا ال�سابقني‪ ،‬فهو رم���ز احل�ضارة‬ ‫والعلم‪ ،‬رم���ز ال�شرف والأخ�ل�اق‪ ،‬وطاملا كان‬ ‫و�سيظ���ل �أيقون��� َة احلر َّية املحف���ورة على �صدر‬ ‫ُّ‬ ‫ف�ستظل‬ ‫دمرمت ونهبتم من �آثار‬ ‫التاريخ‪ ،‬مهما َّ‬ ‫�سوريا التي نعرفها «�سور َّيا بدا حر َّية»‪.‬‬

‫خا�ص ‪ /‬منار حلب‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 18‬‬

‫من قال أن‬ ‫املوجودين في‬ ‫لواء اسكندرون‬ ‫سوريون؟‬

‫كربيت ‪ /‬مي�س قات‬

‫معارضون سوريون ‪ :‬رياض الشقفة‬

‫ولد ريا�ض ّ‬ ‫ال�شقف���ة يف مدينة حماه يف عام ‪1944‬‬ ‫ً‬ ‫وكان والده رئي�سا جلمع ّية علماء حماه‪.‬‬ ‫عا����ش �سن���وات حيات���ه الأوىل يف حماه حت���ى �أنهى‬ ‫درا�ست���ه ال ّثانوية فيه���ا ومن ّثم انتق���ل �إىل دم�شق‬ ‫ملتابع���ة درا�ست���ه اجلامع ّي���ة حيث تخرج م���ن كل ّية‬ ‫الهند�سة املدن ّية عام ‪.1968‬‬ ‫ب���د�أ ن�شاطه مبكر ًا يف تنظيم الإخوان امل�سلمني يف‬ ‫�سوريا يف عام ‪ّ 1961‬ثم �صار ع�ض ًوا يف �إدارة مركز‬ ‫الإخ���وان امل�سلمني مبدينة حماه‪ّ ،‬ثم رئي�س ًا للمركز‬ ‫ع���ام ‪ ،1979‬وع�ض ًوا يف قيادة الإخوان امل�سلمني يف‬ ‫العام ‪.1983‬‬ ‫لوحق من قبل املخابرات ال�سورية يف بداية �أحداث‬ ‫ال ّثمانين���ات وخرج �إثر ذلك من �سوريا متوجها �إىل‬ ‫العراق يف العام ‪.1980‬‬ ‫ً‬ ‫يف ع���ام ‪� 1990‬أ�صب���ح ريا����ض ال�شقف���ة ع�ضوا يف‬ ‫�سمي بالتّحالف الوطني لإنقاذ‬ ‫املكتب التنفيذي ملا ّ‬

‫�سوريا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يع���رف �أنّ ال�شقف���ة كان م�ش���اركا رئي�سي���ا يف‬ ‫املفاو�ضات التي كان يجريها الأخوان امل�سلمون مع‬ ‫كبار �ضباط املخابرات ال�سوريني والتي كانت جتري‬ ‫غالب ًا يف لبنان‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 2003‬تعر����ض ال�شقف���ة ملحاول���ة اغتيال‬ ‫فا�شلة حيث اخرتقت �سيارته ثمان وع�شرون طلقة‬ ‫من عيار ‪9‬ملم �أ�صي���ب �إثرها بثالث ر�صا�صات يف‬ ‫ر�أ�سه وحو�ضه وفخذه‪.‬‬ ‫يف �آب ‪ 2010‬انتخ���ب ريا����ض ال�شقفة نائب��� ًا عام ًا‬ ‫للأخوان امل�سلمني يف �سوريا خلف ًا ل�سلفه علي �صدر‬ ‫الدين البيانوين الذي كان قد �شغل من�صب النائب‬ ‫الع���ام لث�ل�اث واليات متتالي���ة و�أعلن ع���ن تقاعده‬ ‫بنف�سه بعد بلوغه الـ ‪ 77‬من العمر‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 2010‬ويف لق���اء مع تلفزي���ون البي بي �سي‬ ‫اعترب ريا�ض ال�شقف���ة �أن الطليعة املقاتلة ال تنتمي‬ ‫لخ���وان امل�سلم�ي�ن يف �سوريا و�إمن���ا هم جمموعة‬ ‫ل أ‬ ‫�أ�شخا����ص يتبع���ون �أف���كار ال�شي���خ م���روان حدي���د‬

‫وين�سبون انف�سهم �إىل جماعة الإخوان امل�سلمني‪.‬‬

‫ع�ضو عن كتلة الأخوان امل�سلمني يف املجل�س الوطني‬ ‫ال�سوري الذي اتخذ من ا�ستانبول مركز ًا لأعماله‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف �أيار ‪� 2012‬صرح ريا�ض ال�شقفة ل�صحيفة عكاظ‬ ‫�أنه “ال ح���ل للأزمة ال�سورية �إال بال�سالح‪ ،‬مو�ضحا‬ ‫�أن املعار�ض���ة لن تنتظ���ر تقاع�س املجتم���ع الدويل‬ ‫حيال قتل ال�سوريني‪ ،‬و�سن�شرتي ال�سالح للدفاع عن‬ ‫ال�شعب”‪.‬‬ ‫يف لق���اء م���ع ريا�ض ال�شقفة عل���ى تلفزيون دبي مع‬ ‫املذيع���ة زينة يازج���ي بتاري���خ ‪� 2012-6-14‬صرح‬ ‫ريا����ض ال�شقفة ت�صريحات حول ع���دم وجود نوايا‬ ‫م�ستقبلية ل���دى الأخوان امل�سلم�ي�ن للمطالبة بلواء‬ ‫ا�سكندرون حيث قال‪� :‬سنحرر اجلوالن ب�شكل �سلمي‬ ‫�أو باحل���رب‪ ،‬ولي�س لنا عالق���ة بلواء ا�سكندرون وال‬ ‫بالتق�سيمات التي ج���رت كنتيجة التفاقية �سايك�س‬ ‫بيكو‪.‬‬ ‫من قال �أن املوجودين يف لواء ا�سكندرون �سوريون؟‬


‫‪19 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫شخصية األسبوع‪ :‬غازي كنعان‬

‫املجرم الذي «انتحره»‬ ‫النظام‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫مل ي�ستغرب ال�شعب ال�س���وري خرب «انتحار» غازي‬ ‫كنعان‪ ،‬فمن عادة النظام الأ�سدي ت�صفية �أزالمه‬ ‫عندما تنتهي مدة �صالحيته���م‪ ،‬و�أبو يعرب الذي‬ ‫طامل���ا كان خادما �أمين ًا للنظ���ام انتهت خدمته يف‬ ‫اللحظ���ة التي بد�أ ي�شكل فيها خط���ر ًا على احلكم‬ ‫الأ�سدي كونه ميلك الكثري من �أ�سرار مقتل رفيق‬ ‫احلريري‪ ،‬خا�صة �أن���ه كان احلاكم الفعلي للبنان‬ ‫حتى عام ‪2001‬م‪.‬‬ ‫تخرج غازي كنعان من املدر�سة احلربية يف مدينة‬ ‫حم�ص عام ‪ ،1965‬وا�ستلم رئا�سة فرع خمابرات‬ ‫املنطقة الو�سط���ى‪ ،‬وكان برتبة نقي���ب وبقي فيها‬ ‫حت���ى ع���ام ‪ 1982‬حيث �أ�ش���رف ومار����س بنف�سه‬ ‫التحقيق مع املقبو�ض عليهم بخ�صو�ص الأحداث‬ ‫ال�سوري���ة يف بداية الثماني���ات‪ ،‬و�شارك يف تعذيب‬ ‫العديد م���ن املعتقلني وت�سبب مبقتلهم ومن بينهم‬ ‫معتقلني دون �سن الثامنة ع�شرة‪ ،‬و ت�شري م�صادر‬ ‫يف منظم���ات حق���وق الإن�س���ان �إىل ارتف���اع �أرقام‬ ‫ال�ضحايا امل�س�ؤول عنها كنع���ان ب�شكل مبا�شر �إىل‬ ‫ب�ضعة �آالف وذلك يف مدينة حم�ص وحدها!‪.‬‬

‫�أ�صبح غازي كنعان رئي�س جهاز الأمن واال�ستطالع‬ ‫يف لبن���ان يف �سن���ة ‪ ،1982‬وبق���ي يف هذا املن�صب‬ ‫حتى الع���ام ‪ 2001‬حيث �سلم���ه �إىل العميد ر�ستم‬ ‫غزال���ة‪ ،‬وكان ل���ه دور ًا كب ً‬ ‫�ي�را يف ت�ضي���ق القب�ضة‬ ‫ال�سورية على لبنان‪ ،‬كما كان وراء ان�سحاب القوة‬ ‫متع���ددة اجلن�سي���ات بقيادة الوالي���ات املتحدة يف‬ ‫عام ‪ 1984‬والإطاحة بقائد اجلي�ش اللبناين رئي�س‬ ‫احلكومة الع�سكرية مي�شال عون يف ‪1990‬م‪.‬‬ ‫بعد عودته من لبنان ُعني مدير ًا للأمن ال�سيا�سي‬ ‫يف �سوري���ا ع���ام ‪ ،2001‬ث���م وزي���ر ًا للداخلية عام‬ ‫‪2003‬م‪.‬‬ ‫قبي���ل حادث���ة انتح���اره �صرح ب�ش���ار الأ�س���د ب�أن‬ ‫�أي م�س����ؤول �س���وري يثب���ت تورطه باغتي���ال رفيق‬ ‫احلريري �سيحاكم بتهمة اخليانة‪ ،‬ويف �آخر مقابلة‬ ‫معه كانت يف ات�صال هاتفي مع �إذاعة �صوت لبنان‬ ‫�أعرب عن حزنه م���ن امل�س�ؤولني اللبنانيني وخيبة‬ ‫�أمل���ه بهم‪ ،‬ونفى كنعان حينه���ا اتهامات بالر�شوة‬ ‫تداولته���ا بع�ض و�سائل الإع�ل�ام اللبنانية‪ ،‬وطلب‬ ‫م���ن مقدمة الربنام���ج ان تعطي ت�صريحه لثالث‬ ‫حمطات تلفزيونية لبنانية‪.‬‬

‫ف�شه���ر الع�س���ل ال���ذي ا�ستم���ر ل�سنني ب�ي�ن كنعان‬ ‫والنظ���ام ال�سوري‪ ،‬انتهى بع���د �أن �صار «�أبو يعرب»‬ ‫�ضمن دائرة التحقيقات التي �أجرتها الأمم املتحدة‬ ‫م���ع امل�س�ؤولني ال�سوريني يف ق�ضية مقتل احلريري‪،‬‬ ‫ما جع���ل ق�ص���ة انتحاره مث���ار ج���د ًال حتولت عند‬ ‫ال�سوريني �إىل فكاه���ة‪ ،‬حيث تداول ال�سوريون خرب‬ ‫انتحار غازي كنعان بقولهم «انتحروا غازي كنعان»‬ ‫عو�ض ًا عن « قتلوا غازي كنعان»‪� ..‬إ�ضافة لنكتة �أنه‬ ‫انتحر بر�صا�صتني يف الظهر‪.‬‬ ‫رواية النظام‬ ‫روى النظ���ام ال�سوري حادثة انتح���ار غازي كنعان‬ ‫عل���ى ال�شكل التايل‪ :‬يف �صباح ي���وم الأربعاء ‪2005‬‬ ‫غ���ادر كنع���ان مكتب���ه يف وزارة الداخلي���ة ملدة ثلث‬ ‫�ساع���ة �إىل منزله ثم ع���اد ودخل مكتبه‪ ،‬وبعد عدة‬ ‫دقائ���ق ُ�سمع �ص���وت طلق ناري وكان���ت الطلقة من‬ ‫م�سد�س يف فمه‪ ،‬وهذا وفق �إفادة العميد وليد �أباظة‬ ‫مدير مكتبه‪.‬‬ ‫و�سرعان م���ا �أعلن املحامي الع���ام الأول يف دم�شق‬ ‫حمم���د م���روان اللوج���ي �أن التحقي���ق الر�سمي يف‬ ‫ظروف وفاة كنعان �إنتهى باعتباره حادث انتحار‪.‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 20‬‬

‫«شروي غروي» حالة حمصية بامتياز‬ ‫يا سوداء تصنع البسمة على جدران املوت‬ ‫كوميد‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬

‫�أن ترى الدماء على جدران البيوت يف �سوريا فهو‬ ‫�أمر طبيعي‪ ،‬و�أن ترى دموع الن�ساء وحتى الرجال‬ ‫تذرف على �شهدائهم وجرحاهم‪ ،‬فذلك هو نتاج‬ ‫ق�صف مافيا النظام ال�سوري الذي مل يرى بد ًا‬ ‫من احلل الع�سكري‪.‬‬ ‫ولكن �أن ترى وال�ضحكة والنكتة تنتف�ض من‬ ‫بيت الأ�شالء واحلطام لرت�سم ب�سمة من القلب‬ ‫�إىل ال�شفاه‪ ،‬فهذا حتم ًا مامل يعودنا عليه �سوى‬ ‫�أهايل مدينة حم�ص‪ ..‬مدينة النكتة وال�ضحكة‬ ‫امل�ستمرة‪.‬‬ ‫حيث خلق �أهايل حم�ص رغم امل�آ�سي واملواجع‬ ‫التي �أ�صابت مدينتهم املدمرة مكان ًا لن�شر‬ ‫الفرحة وال�سعادة‪ ،‬لي�س فقط يف حدود مدينتهم‪،‬‬ ‫بل تعدى ذلك �إىل الف�ضاء الإلكرتوين‪ ،‬حيث‬ ‫غزت �صفحات الكوميديا ال�سوداء موقع التوا�صل‬ ‫الإجتماعي (الفي�س بوك)‪.‬‬ ‫فمن �صفحة «الثورة ال�صينية» و�صفحة «مغ�سل‬ ‫وم�شحم دبابات حم�ص الدويل» �أن� أش� عدد من‬ ‫الن�شطاء �صفحة القت الإعجاب حتت م�س ّمى‬ ‫«�شروي غروي» وهي جملة عامية يق�صد بها‬ ‫الكالم الغري مفهموم‪.‬‬

‫أنا بحكي شروي غروي وبدي حرية‬

‫«‫عاجل الدنيا ‪ :‬ال�سيد الرئي�س زا ا�سد دوك‬ ‫يعلن عن حملة ترعات ابتداءا من اليوم لن�صرة‬ ‫اهلنا يف ال�سعودية (القطيف ) ‪ ...‬ويفتتح باب‬ ‫التربعات بالعجل وليد املعلم ‪‬...‬‬ ‫‫مالحظة ‪ :‬بالن�سبة للتربعات العينية التقبل مادة‪‎‬‬ ‫املتة وامل�صا�صات باعتبارها مادة ا�سرتاتيجية‬ ‫هامة للمرحلة احلرجة التي مير بها الوطن»‬‬

‫ويعتمد كتاب ال�صفحة على �أحداث الثورة‬ ‫ال�سورية ميداني ًا ودولي ًا ليخلقوا منها مادة‬ ‫لل�سخرية والنكتة‪ ،‬ب�شكل الذع �أحيان ًا‪ ،‬وب�شكل‬ ‫مداعب وخفيف �أحيان ًا �أخرى‪.‬‬ ‫يعرفها من�ش�ؤو ال�صفحة ب�أنها‪« :‬‫�شروي غروي‬ ‫حالة حم�صية بامتياز ‪ ...‬هي تعبري عن الذكاء‬ ‫وتعبري عن الغباء تعبري عن الي�أ�س واالمل احلزن‬ ‫والفرح ‪ ...‬النجاح والف�شل ‪ ...‬انها اجتماع‬ ‫املتناق�ضات ‪ ...‬لكنها �سمة حم�صية ي�ستخدمها ‪‎‬وبتعليق �أخر ي�صنف الفئة ال�صامتة من ال�شعب‬ ‫ال�سور ‫ي ‬‪:‬‬ ‫احلم�صي للتغلب على م�صاعب احلياة‬»‬ ‫‫»فرز جديد لل�شعب ال�سوري…‬‪‎‬‬ ‫من امللفت �أن ال�صفحة مل تن�ش�أ فقط النتقاد ‫ال�صامتون من الثوار واملنحبكجية يتحدثون‪‎‬‬ ‫النظام و�أعوانه بل انتقلت �أي�ض ًا لتطال بع�ض بعقولهم ‪‬...‬‬ ‫�أطراف املعار�ضة الداخلية منها واخلارجية ‫واملتحدثون من الفئتني وا�صحاب ال�ضو�ضاء‪‎‬‬ ‫والذين يحاولون «كما يرى من�ش�ؤو ال�صفحة» يفكرون بقلوبهم‪‬...‬‬ ‫الت�سلق على �أكتاف الثوار لي�صلوا غاياتهم ‫القلبيون لن يقدموا �شيئا» النهاء امل�أ�ساة ال�سورية‪‎‬‬ ‫ال�شخ�صية وهو ما يحاولون ت�سليط ال�ضوء عليه ‪ ...‬احلل عند العقليني»‬‬ ‫�إما بانتقاد الذع مبا�شر �أو بتلميح بطريقة �أو‬ ‫‪‎‬عندما مت�شي الب�سمة مع �شبح املوت ف�إنها‬ ‫ب�أخرى‪.‬‬ ‫تفتح باب ًا للأمل نحو الن�صر والكرامة‫ وتوحي‬ ‫بتعليق على تقرير قناة الدنيا حول �إحدى مقاالت مب�ستقبل جديد يف �سوريا حتمل من الفرح‬ ‫وال�سعادة والرقي ما ي�ستحقة ال�سوريون‪ ..‬و�أكرث‬‬ ‫�صفحة الثورة ال�صينية ‪:‬‬


‫‪21 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫من ألبانيا إلى سوريا‪ ..‬مع احملبة‬ ‫خا�ص ‪ /‬علياء نها‬ ‫حايل كحال �أي مغرتبة �سورية ‪..‬معلقة بني �شريط‬ ‫�إخباري عاجل وانتظار ‪�..‬أراقب بقلق وفزع كيف‬ ‫يغرق وطني يف احلرب يوم ًا بعد يوم‪..‬‬ ‫وكيف يعي�ش �أهلي و�أ�صدقائي و�سط الإنفجارات‬ ‫والطلقات وال �أملك اال غ�صة ودمعـ ــة ‪..‬‬ ‫لذلك �أحببت �أن �أحترر من العامل الإفرتا�ضي‬ ‫‪..‬و�أحول بو�ستاتي الإفرتا�ضية �إىل الفتات �أرفعها‬ ‫�أنا و�أطفايل ‪..‬‬ ‫ف�أنا �أعرب بالكلمات ولي�س بال�سالح ‪�..‬أنا‬ ‫كماليني ال�سوريني الذين للآن يوا�صلون كل يوم‬ ‫مظاهراتهم رغم كل القتل واالعتقاالت واخلطف‬ ‫واملدافع والدبابات والطائرات ‪..‬‬ ‫من هنا بد�أت ‪..‬لأرفع �صوتي عالي ًا» �ضد القتل‬ ‫واملجازر والعنف الذي يرتكب يومي ًا» على مر�أى‬ ‫العامل ‪..‬‬ ‫ولأرفع �صوتي من �أجل احلرية وال�سالم واملحبة‬ ‫وال�أرفع علم اال�ستقالل عالي ًا» يف �سماء غربتي ‪..‬‬ ‫فكان ذلك من خالل تنظيم احتجاج �صغري‬ ‫�شارك فيه ثالئمة الباين يف العا�صمة االلبانية‬ ‫تريانا يف ‪ 2012-6-8‬من ال�شهر اجلاري ‪ ..‬يف‬ ‫�ساحة ا�سكندر بيو و�سط العا�صمة‪...‬‬ ‫وبعد ذلك قررنا �أن نطلق على جمموعتنا‬

‫ال�صغرية امل�ؤلفة مني �أنا ‪..‬علياء نهى حنطاية‬ ‫‪..‬والري هوجا و�أطفالنا ‪« ..‬جمموعة عابرون»‪،‬‬ ‫وقررنا �أن ننظم احتجاج يف العا�صمة الكو�سفورية‬ ‫بر�شيتنا وانطلقنا مع �أطفالنا ‪..‬‬ ‫يف ‪ 2012-7-27‬يف �ساحة الأم تريزا و�سط‬ ‫العا�صمة مت االحتجاج الت�ضامني مع اهلنا يف‬ ‫�سوريا «�أوقفوا القتل ‪� ..‬أريد ان اعي�ش» و�شارك به‬ ‫حوايل ‪� 200‬شخ�ص من �ألبان كو�سوفو ‪..‬‬ ‫وتخلل االحتجاج معر�ض ل�صور ال�شهداء ‪..‬و�صور‬ ‫الطفال املجازر ‪..‬وللمدن والبيوت يف جميع انحاء‬ ‫�سوريا ‪ ..‬وتخلل م�شاهد �شارك بها �ألبان كو�سوفو‬ ‫لالعتقاالت التع�سفيه والقتل ‪..‬‬ ‫وبعد ذلك م�شهد ملجزرة اطفال كرم الزينون‬ ‫واحلوله القبري مب�شاركة اطفال من كو�سوفو‬ ‫باال�ضافة اىل اطفال جمموعه عابرون ‪..‬‬ ‫«عابرون»‬ ‫لي�س كي نحدث �ضجيج ًا وح�سب ‪..‬ولكن كيف‬ ‫نخاطب «جزار ًا يحمل خنجر ًا ‪..‬يقتل طفال‬ ‫‪..‬يذبح امر�أة ‪ ..‬يغت�صب �صبية ‪:..‬‬ ‫ون�صرخ يوجهه ن�س�أله �أما ارتويت بعد؟! �أما‬ ‫اكتفيت و�إىل متى؟!‬ ‫عابرون ‪..‬رغم بعدنا اجلغرايف �إال �أننا معكم ‪..‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 22‬‬

‫عنب بلدي ‪ /‬عتيق ‪ُ -‬حم�ص‬ ‫مع انطالق ثورة احلري���ة والكرامة يف �آذار املا�ضي‪،‬‬ ‫كان �أك�ث�ر ما حتتاج الثورة �إليه ه���و املنرب الإعالمي‬ ‫الق���ادر على �إي�ص���ال �صوت الث���وار ون�شاطهم‪ ،‬ونقل‬ ‫�ص���ورة قم���ع النظ���ام و�أجهزت���ه الأمني���ة للح���راك‬ ‫إع�ل�ام‬ ‫ال�شعب���ي؛ يف ظ���ل افتق���ار الب�ل�اد لو�سائ���ل � ٍ‬ ‫خا�ص ٍة وح ّر ٍة‪ ،‬وتوا�ضع ا�ستخدام �شبكة الإنرتنت بني‬ ‫ّ‬ ‫ال�سوريني ك�أداة �إعالمية‪.‬‬ ‫وتتابع���ت الأيام و�أثبتت الث���ورة قدرتها على امتالك‬ ‫منابرها اخلا�ص���ة‪ ،‬و�إعالمها الثوري‪ ،‬وال �سيما عرب‬ ‫موقع التوا�صل االجتماعي ال�شهري الفاي�سبوك‪ ،‬الذي‬ ‫حت��� ّول �إىل �أدا ٍة �إعالمي���ة‪ ،‬وو�سيل ٍة للح�ش���د ال�شعبي‬ ‫والتغيري االجتماعي‪.‬‬ ‫ولكن يبدو �أن هذه احلالة مل تبقَ على حالها‪ ،‬فهناك‬ ‫�شعو ٌر متزاي ٌد اليوم‪ ،‬ب�أن الفاي�سبوك قد فقد جوهره‬ ‫ك�أداة قادرة على حتقي���ق التغيري االجتماعي‪ ،‬ويعود‬ ‫ذل���ك لعدّة �أ�سب���اب‪ ،‬لعل �أهمها‪ :‬حت���ول ال�شبكة �إىل‬ ‫�أداة ملمار�س���ة �سلطة املجم���وع!! فتجاه �أية ق�ضية من‬ ‫ق�ضايا الثورة‪ ،‬هنال���ك ر�أي ‹ر�سمي› ملجموع الثوار‪،‬‬ ‫بات اخلروج عنه‪ ،‬ي�ش ّكل تهم ًة وعا ًرا‪.‬‬ ‫تواجه‬ ‫فم���ا �إن تن�ش���ر ر�أي���ك املخالف لل�سائد‪ ،‬حت���ى َ‬ ‫ب�سي ٍ���ل من ع�ش���رات وع�شرات املن�ش���ورات والروابط‬ ‫والتعليقات‪ ،‬التي ت�ش ّكل �ضغطا كب ًريا عليك‪ ،‬كي تغيرّ‬ ‫وجهة نظرك و›ت�ساير› االجتاه ال�سائد‪.‬‬ ‫وه���ذا الأمر يح�صل مع العديد من الأ�شخا�ص الذين‬ ‫بات���وا ي�شع���رون مراقب���ة «الأخ الكب�ي�ر» عل���ى كل ما‬ ‫يكتبونه‪ ،‬و�أنهم مل يعودوا يتمتعون بحريتهم ال�سابقة‬ ‫يف ن�ش���ر كل م���ا يريدون‪ ،‬بل �إن البع����ض بات يعمل ‪-‬‬ ‫دون �أن ي�شع���ر‪ -‬وفق مبد�أ‪ :‬ما يطلبه اجلمهور‪ ،‬وهذه‬ ‫م�شكلة عميقة جدً ا‪ ،‬وخطرية جدً ا‪.‬‬ ‫وباخت�صار‪ ،‬فق���د الفاي�سبوك جز ًءا كب ًريا من ميزته‬ ‫ب�إتاح���ة حري���ة الكلم���ة والتفك�ي�ر لأع�ضائ���ه‪ ،‬حت���ت‬ ‫�سلطان املجموع املمار�س على اجلميع‪.‬‬ ‫م�شكلة ثانية‪ ،‬هي تال�شي �صوتك يف زحمة املن�شورات‬ ‫وال�صفحات واحل�سابات الت���ي ت�ش ّكل الر�أي ال�سائد‪،‬‬ ‫كث�ي�را م���ن ج���دوى ا�ستخ���دام ال�شبكة‬ ‫وه���ذا يقل���ل ً‬ ‫لإي�صال �صوت متف ّرد وخمتلف‪.‬‬ ‫ب�ش���كل افرتا�ضي‪ ،‬ف����إن الفاي�سبوك يدف���ع باملحتوى‬

‫الأك�ث�ر تفاعلاً (ع�شاء �صديقك يف مطعم ما)‪ ،‬على‬ ‫املحتوى املهم (من�شور يناق�ش هذه الفكرة مثال)‪.‬‬ ‫امل�شكلة الثالث���ة هي يف الت�شتت الكب�ي�ر الذي يخلقه‬ ‫الفاي�سبوك يف عقول م�ستخدميه‪ ،‬فهناك يف �صفحته‬ ‫العامة املن�ش���ورات (الفكرية‪ ،‬الثقافي���ة‪ ،‬ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫ال�ضحك‪ ،‬البكاء‪ ،‬احلزن‪ ،‬الفرح ‪ ،)..‬وال يف�صل بني‬ ‫املن�شور والآخر‪� ،‬سوى �سطر واحد‪ ،‬مما ي�شتت تركيز‬ ‫ب�شكل متتابع‪،‬‬ ‫الق���ارئ‪ ،‬و ُيدخله يف ٍ‬ ‫حاالت خمتلط��� ٍة ٍ‬ ‫�إ�ضاف���ة �إىل مقاط���ع الفيديو‪ ،‬ال�ص���ور‪ ،‬الدرد�شة مع‬ ‫الأ�صدق���اء‪ ،‬ا�ﻷ لع���اب‪ ،‬والتطبيق���ات‪ ،‬والتنبيه���ات‪،‬‬ ‫ال���كل يتناف����س على تركي���زك امل�شتت‪ ،‬ال���ذي برمج‬ ‫كي ال يتحمل قراءة �أك�ث�ر من �أربع �أو خم�سة �أ�سطر‪،‬‬ ‫هذا النف�س الق�صري يف الق���راءة (وم�سايرة الكتاب‬ ‫والن�شطاء له) يعترب الطامة الكربى يف الفاي�سبوك‪.‬‬ ‫م�شكل��� ٌة �أخرى‪ ،‬هي يف ال�شع���ور الوهمي الذي يخلقه‬ ‫الفاي�سبوك ل���دى م�ستخدميه يف املجاالت ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعي���ة‪� ،‬أنه���م يقدم���ون �شي ًئا حقيق ًي���ا‪ ،‬فلكي‬ ‫تدع���م موق ًف���ا م���ا �أو ق�ضي��� ًة م���ا‪ ،‬يكف���ي �أن ت�سج���ل‬ ‫�إعجاب���ك مبن�شور�أو �صفح���ة ما‪ .‬و�ستك���ون منا�ضلاً‬ ‫م���ن الطراز الرفي���ع �إذا ما قم���ت مب�شاركة ذلك مع‬ ‫�أ�صدقائك‪ ،‬والكتابة عنه با�ستمرار‪.‬‬ ‫الفاي�سب���وك يخل���ق من���ك ً‬ ‫نا�شط���ا ب�سهول���ة‪ ،‬فق���ط‬ ‫كاف با�ستخدام���ه‪ .‬ه���ذا ال�شعور‬ ‫ق���م بق�ض���اء وق���ت ٍ‬ ‫املزي ��ف بالن�شاط‪ ،‬والوهمي بالفعالية يعوق اً‬ ‫فعل عن‬ ‫حتقي���ق مكا�سب فعلية‪ .‬الفرق يتجل���ى مثلاً بني عدد‬ ‫م�شرتك���ي �صفحة تن�سيقي ٍة ما‪ ،‬وبني من ي�شارك فعلاً‬ ‫بالتظاهر والأعمال الثورية الأخرى (‪ %2‬يف كث ٍري من‬ ‫احلاالت)‪.‬‬ ‫هذه امل�شاكل جمتمع��� ًة‪ ،‬وغريها‪� ،‬أفقدت الفاي�سبوك‬ ‫قدرته على الت�أثري االجتماعي‪ ،‬ولي�س الكالم ح�ص ًرا‬ ‫على هذه ال�شبكة االجتماعية‪ ،‬لكنها �أف�ضل مثال‪.‬‬ ‫يب���دو �أن الفت���ور يف ا�ستخ���دام املدون���ات الذي رافق‬ ‫انعكا�س���ا يف الفرتة ال�سابقة‪،‬‬ ‫بداية الث���ورة‪� ،‬سي�شهد‬ ‫ً‬ ‫و�سيف�ض���ل كث�ي�رون الع���ودة �إىل مدوناته���م للتعب�ي�ر‬ ‫مبعزل‬ ‫بحري��� ٍة وتركي ٍ���ز �أكرب‪ ،‬ع���ن ر�أيهم اخلا����ص‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عن ت�أثريات �سلطة اجلماهري‪ ،‬كما �ست�شهد الو�سائل‬ ‫املطبوعة كال�صحف واملجالت انت�شا ًرا �أكرب مما كان‬ ‫عليه الو�ضع قبيل الثورة‪.‬‬

‫ملاذا فقد‬ ‫الفايسبوك‬ ‫قدرته على‬ ‫!التأثير؟‬


‫‪23 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫هل يحق لك أن تكتب؟‬ ‫الـكـتـابـة بـيـن املـســـــؤولـيـة و «فـشـــة اخللق»‬

‫خا�ص ‪ /‬عمر حداد‬ ‫�أتاح���ت مواق���ع التوا�ص���ل و الث���ورة التكنولوجية‬ ‫جم���اال وا�سع���ا للكتاب���ة و التعب�ي�ر عن ال���ذات و‬ ‫�ساهم���ت ث���ورات الربي���ع العربي عل���ى حتري�ض‬ ‫ال�شباب العربي عل���ى القراءة و املتابعة كما �أدى‬ ‫ك�س���ر حاج���ز اخل���وف �إىل حتفيز املب���ادرة على‬ ‫الكتابة ب�شكل كبري و من الطبيعي يف هذه احلال‬ ‫و نظ���را لك�ث�رة الطروح���ات �أن يثم���ر ذل���ك عن‬ ‫كت���اب جدد ما كان لهم م���ن قبل املجال مفتوحا‬ ‫للتعبري �أو الظهور كم���ا �أنه من الطبيعي �أن جند‬ ‫اختالف���ات كب�ي�رة يف م�ستوي���ات م���ن ميار�سون‬ ‫فع���ل الكتابة ف�ضال عن االخت�ل�اف يف غاياتها و‬ ‫�أ�سبابها ‪ ...‬و ما ميي ��ز املرحلة احلالية هو فرط‬ ‫الن�شاط ال�سيا�سي حيث فر�ضت الثورات العربية‬ ‫نف�سها لتكون مو�ضوع االهتمام الأول لدى غالبية‬ ‫املجتمع‪.‬‬

‫للمبادرة و الكتابة �إيجابيات كبرية تتمثل باحلوار‬ ‫و تالق���ح الأف���كار و تكامله���ا و الت�أث�ي�ر و الت�أث���ر‬ ‫بالآخ���ر و امل�ساهمة يف بناء جمتمع متوا�صل حيث‬ ‫تزيد من معرفتنا للآخر املختلف و �آليات تفكريه‬ ‫لكنه���ا يف الوقت ذاته حتمل الكث�ي�ر من املخاطر‬ ‫لأن الكتاب���ة هي �أوال فعل م�س����ؤول و لي�ست جمرد‬ ‫تعب�ي�ر ع���ن م�شاعر و خواط���ر ت���دور يف الذهن ‪،‬‬ ‫قد يح���ق لل�شاع���ر �أن يكت���ب لغاي���ة الكتابة فقط‬ ‫«ال�شع���ر لل�شع���ر» �أو لغر�ض املتعة و الإمت���اع �أو �أن‬ ‫يك���ون له ق�ضية ي�سخر �شع���ره خلدمتها ‪� ...‬أما يف‬ ‫�ش����أن الكتابة ال�سيا�سية فالأمر خمتلف فال ميكن‬ ‫�أن تك ��ون الكتاب ��ة يف هذه احلالة جم ��رد �إ�سقاط‬ ‫مل�شاع���ر �أو �أف���كار على �صفحات مواق���ع التوا�صل‬ ‫االجتماع���ي �أو يف املج�ل�ات و �إلقائه���ا للنا����س و‬ ‫ت���زداد امل�س�ؤولي���ة با�ضطراد مع �أهمي���ة الكاتب و‬ ‫تاريخ���ه و ت�أثريه املتوقع يف النا�س و هو مع اال�سف‬ ‫م���ا ال نالحظه يف الكثري م���ن الكتابات و املقاالت‬

‫التي تطالعنا من كل مكان و يف كل وقت ‪.‬‬ ‫�إن كتاب���ة �أي مق���ال و خ�صو�صا م���ا يتعلق بالعمل‬ ‫ال�سيا�سي يجب �أن يخ�ضع دوما ملقايي�س و �شروط‬ ‫�أبع���د مدى م���ن �صح���ة م�ضمون���ه �أو ال فقد يكون‬ ‫للمق���ال ال�صحي���ح امل�ضم���ون ت�أث�ي�را �سلبيا حتى‬ ‫على اله���دف الذي ي�سعى الكات���ب الو�صول �إليه و‬ ‫ذل���ك ح�سب طريقة طرح املق���ال و توقيته و لذلك‬ ‫�أعتق���د �أن م���ن واجب كل كات���ب �أن يكون يف حالة‬ ‫حوار دائمة مع ذاته عن غاية كتابته و عن جدوى‬ ‫هذه الكتابة ‪ .‬هل الغاي���ة هي جمرد �إفراغ �شحنة‬ ‫عاطفية �أو جمرد نقد للنقد �أو جمرد «ف�شة خلق»‬ ‫�أم �أن���ه يكت���ب م���ن موق���ع امل�س�ؤولي���ة و الإح�سا�س‬ ‫ب�أهمي���ة ما يكت���ب و ي�ؤمن بهدف م���ا و ي�سعى �إىل‬ ‫حتقيق���ه و م���ا ه���ي اللغ���ة الأمث���ل لط���رح الن�ص‬ ‫للو�صول �إىل هذا الهدف و ما هو التوقيت الأف�ضل‬ ‫لهذا الطرح ‪.‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 24‬‬

‫حماك اهلل يا حلب‬ ‫ففيك �ستبلغ الإرب‬

‫و فـُ ّل اجلمع قد اودى‬ ‫بهم فر�سانك النجب‬

‫وفيك �سيهزم الأحزاب‬ ‫�سفر الن�صر يكتتب‬

‫�أمام الن�سر �أرقبها‬ ‫بغاث الطري تن�سحب‬

‫فقد جا�ؤوا حلتفهم‬ ‫وما لفلولهم هرب‬

‫فمنهم واقع يف الأ�سر‬ ‫مثل الطفل ينتحب‬

‫فدى لرثاك يا�شهباء‬ ‫جند اهلل قد ركبوا‬

‫ومنهم �صار يف �سقر‬ ‫حواهم موجها اللجب‬

‫و هم كال�صخرة الك�أداء‬ ‫مثل املوج ي�ضطرب‬

‫جنود البطة العرجاء‬ ‫منك املوت قد �شربوا‬

‫ومثل النور يف امل�شكاة‬ ‫�أنى منهم ال�شهب‬

‫ودباباته انقلبت‬ ‫هنا يقتاتها اللهب‬

‫برغم الق�صف واالرهاب‬ ‫ما النوا و ما غلبوا‬

‫�أال واهلل يا �شهباء‬ ‫مهما ا�شتدت النوب‬

‫جندد ههنا ذي قار‬ ‫طاب املوت يا عرب‬

‫يلوح الفجر و�ضاحا‬ ‫و حالتنا �ستنقلب‬

‫�أوال الع�صر فاجتثي‬ ‫قرامطة هنا ن�شبوا‬

‫طاب املوت يا حلب‬ ‫املند�سة ‪ /‬حبيب حوراين‬


‫‪25 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫بل أحياء يرزقون‪..‬‬ ‫�إميان جان�سيز‬ ‫• كن���ا �صغار ًا‪ ...‬نتمرن عل���ى حفظ الفاحتة‪..‬‬ ‫لط���رد الأرواح ال�شريرة‪ ....‬يا�أطف���ال �سوريا‪...‬‬ ‫احفظوه���ا ورتلوها اليوم‪..‬قب���ل �أن تتعلموا نطق‬ ‫كلمت���ي باب���ا وماما‪...‬ه���ي ما�ستحتاج���ون و�أنتم‬ ‫تتحلق���ون ح���ول جثام�ي�ن �آبائك���م �أو �أمهاتكم �أو‬ ‫�أقرانكم‪ ...‬تودعونهم نفو�س ًا مطمئنة‪..‬‬ ‫• يخ�ب�ره �أن �أمه الت���ي ا�ست�شهدت بني ذراعيه‬ ‫ال�صغريت�ي�ن الآن يف اجلن���ة‪ ...‬ورغ���م �أن ه���ذه‬ ‫الفك���رة قد تبدو معزي���ة‪� ...‬إال �أن عالمات عدم‬ ‫الر�ضى بادية يف عينيه الدامعتني‪ ..‬وك�أنه يقول‪:‬‬ ‫�أف�ضل لو �أنها هنا!!‬ ‫• وغ���د ًا‪� ...‬ستتفت���ح حدائقن���ا �أ�صابع‪ ...‬حيث‬ ‫دف���ن �شهدا�ؤن���ا‪ ...‬حي���ث حتول���ت الأراجيح �إىل‬ ‫م�شان���ق‪ ...‬و�ستثم���ر الأ�شجار عيون��� ًا ناظرة �إىل‬ ‫ال�سماء‪..‬و�ستط���وف الأرواح يف دهاليز احلدائق‬ ‫ت�ستفقد الأحياء‪ ...‬و�ستبكيهم الريح‪ ...‬وتخم�ش‬ ‫خديها ك�أرملة حزينة ‪..‬‬ ‫• الب���د لث���ورة �آثر �شبابه���ا �أوراق النعوات على‬ ‫بطاقات الأعرا����س �أن تنت�صر‪...‬البد لها الن�صر‬

‫وق���د ا�ستطاعت �أن حتول طقو�س احلزن املت�أ�صلة‬ ‫من جنازة �إىل عر�س‪ ...‬ومن عزاء �إىل تهنئة‪...‬‬ ‫طوبى لثورة اختلط فيها الغناء بالدموع‪..‬‬ ‫• يطبقون عينيه بقطعتني ال�صقتني‪..‬حتى يكون‬ ‫رحيله �أبدي ًا‪..‬كبابني يغلقان ويجبان العتمة‪.‬‬ ‫�أفك���ر برمو�ش���ه الت���ي ق���د ينتزعه���ا الال�صق من‬ ‫جفنيه‪...‬ف�أطبق جفني على مرارة العامل‪..‬وتعيد‬ ‫خميلت���ي ترمي���م �أو�صال���ه املقطعة‪..‬و�أ�ص���ر على‬ ‫معرف���ة تفا�صيله‪� ..‬أتعقب ا�سمه الثالثي كام ًال‪...‬‬ ‫ف�أردده وف���اء‪�..‬إذ �أكره �أن يغيب يف رحيله جمهول‬ ‫الهوية‬ ‫• �أري���د �أن �أجمع �أحذية �أطفال �سورية ال�شهداء‬ ‫‪ ،‬املثقوب���ة بفعل الفق���ر �أو الر�صا����ص‪� ....‬س�أزرع‬ ‫بع�ضها قمح ًا ‪ ..‬و�س�أجعل من بع�ضها الآخر �أواين‬ ‫للزهور‪..‬من ثقوبها �ستت�سرب ال�شم�س ‪..‬‬ ‫• �أكرث مايذهلني يف قيمة ال�شهادة‪� ...‬أن ال�شهيد‬ ‫يقدم روحه ف���دا ًء للحظة �سيك���ون غائب ًا عنها‪...‬‬ ‫يتن���ازل لن���ا عنه���ا ب���كل تفا�صيله���ا ‪ ..‬دون �أدنى‬ ‫ف�ضول حتى لت�صورها‪� ...‬أي عطاء هذا!!!! فداك‬ ‫روحي يا�شهيد‪...‬‬


‫‪issue 29 / Aug 1st 26‬‬

‫‪Tareq Alkhwajah‬‬

‫�صحيح انه من ان�شق فلنف�سه و�صحيح ان االن�شقاق مرحب به وميكن ان يكون �سببا لتخفيف العقوبة يف‬ ‫ح���ال املحاكمة ولكن لي�س بني ال�شعب ال�سوري حممد (����ص) حممد قدمات ولي�س غريه ميكن ان يقول‬ ‫من دخل دار ابي �سفيان فهو امن ‪....‬‬ ‫‪Aliaa Noha‬‬

‫ك�أ����س قلق ‪ +‬مرارة ‪ :‬احت�سيه الي���وم ب�صحة فرقة املوت والنخبة واالنزال اجل���وي والدبابات وطائرات‬ ‫امليغ وقذائف الهاون التي تدمر معامل مدينتي‪..‬‬ ‫‪DrSadiqu AlMousllie‬‬

‫بان كي مون‪ :‬ا�ستخدام اال�سلحة الكيميائية حمرم دوليا!!! طيب‪ ،‬ق�صف الدبابات و احلوامات لالحياء‬ ‫املدنية م�سموح دوليا؟!!!!! عجيب و اهلل هذا املنطق‪.‬‬ ‫‪Omar Haddad‬‬

‫معظ���م م���ا �أقر�أه من تعليقات و كتابات في�سبوكية يتمح���ور حول ‪� ...‬أنا مع ‪� ،‬أنا �ضد ‪� ،‬أنا �أحب ‪�،‬أنا �أكره‬ ‫‪،‬هذا يجوز ‪ ،‬هذا ال يجوز‪ ،‬فالن جيد ‪ ،‬فالن �سيئ ‪ ،‬فالن ميثلني ‪ ،‬فالن ال ميثلني ‪.....‬‬ ‫�أعتق���د �أنن���ا ب�أم�س احلاجة لأن نقر�أ م���ا هو خمتلف على �سبيل املثال ‪ :‬العمل ك���ذا ايجابياته كذا و كذا‬ ‫و ك���ذا و �سلبيات���ه كذا و ك���ذا و ت�أثريه على الثورة كذا و �أن يكون ذلك مبني���ا على منطق علمي و حتليلي‬ ‫ال جم���رد عواطف نطر�شها على جدرانن���ا الفي�سبوكية ‪...‬هذا �أ�ضعف الإمي���ان لن�ستحق �أن نكون «ثوار‬ ‫في�س بوكيني»‬ ‫‪Burhan halioun‬‬

‫الت�سابق على احلكومات معيب بينما الثوار يخو�ضون معارك طاحنة‬

‫‪Moayad Skaif‬‬

‫لي����س غريب���ا ان تقلب الدبابة يف �أدلب ‪ ..‬فهذا طبيع���ي جدا ‪ ..‬لكن املميز و الالفت لالنتباه انها دمرت‬ ‫ام���ام �سوب���ر ماركت املج���د ‪ ..‬كما كان وا�ضحا يف ال�صورة التي انت�ش���رت يف كل مكان ‪ ..‬ولك وين رايح‬ ‫انت ‪ ..‬هاد �شعب املجد عندو حتى بال�سور ماركت ‪..‬‬ ‫‪Ghassan Yasin‬‬

‫�شي���خ املعار�ضني هيثم املال���ح «ي�شخ» عل نف�سه وعلى كل املعار�ضة باعالنه حكومة منفى ‪ ..‬من ح�سنات‬ ‫طول مدة الثورة انها ك�شفت لنا الكثري من املعار�ضني وان اوراق اغلبهم قد احرتقت‬ ‫‪Marah Bukai‬‬

‫ويخ�ص �أوغلو ‪� ،‬أما الثورة ف�إفطارها وطبختها ال�سيا�سية‬ ‫يخ�صه‬ ‫ّ‬ ‫�إفط���ار مناف طال�س م���ع داوود �أوغلو ّ‬ ‫يف �سوريا وب�س‪ ،‬ولي�س يف ا�سطنبول �أو الدوحة �أو باري�س!‬ ‫‪Feras A. Atassi‬‬

‫�إعدام ت�شاو�شي�سكو ميداني ًا‪ ..‬مل يكن جرمية !!‬ ‫�إعدام مو�سوليني ميداني ًا مل يكن جرمية !!‬ ‫على �شو �صار �إعدام ال�شبيحة الكبار جرمية !!‬ ‫من وين منجيب ق�ضاة وال �سجون وال حماكم وال مرافعات وال حمامني !!‬ ‫�إن �أردت �أن تطاع ‪ ...‬فاطلب امل�ستطاع‬ ‫واللي بده يربي الزعران ‪ ....‬ما بيعطيهم حما�ضرة �أخالقية !!‬


‫‪27 issue 29 / Aug 1st‬‬

‫شروي غروي‬

‫�أنا بحكي �شروي غروي‪ ..‬وبدي حرية‬

‫امل�س�ؤولني ال�سوريني كلهم م�صريهم االن�شقاق ‪...‬‬ ‫اال وليد املعلم م�صريه االن�شطار‬ ‫بديت هالث���ورة وانا بل�شت بالكتاب���ة واذ ا�صحاب‬ ‫اخل�ب�رة �سم���وا ال�ش���ئ اللي عم���ا اكتب���ه كوميديا‬ ‫�سوداء ‪ ...‬ورجعت ب�شريط ذكرياتي مع هالنظام‬ ‫املجرم فعرفت ال�سواد من وين ب�س اللي مافهمته‬ ‫�شو فهمني بالكوميديا انا‬ ‫اجلهات املخت�صة حترر اخلبريين االيطاليني من‬ ‫قب�ض���ة الع�صاب���ات امل�سلحة ‪ ...‬ال�س����ؤال خبريين‬ ‫بهاالي���ام ب�س���وري �ش���و كانوا عم���ا يعمل���وا ؟ �أكيد ال�شبيح���ة ال�سنة جت�سيدا» للتمثي���ل الطائفي على‬ ‫الأر�ض ‪ ...‬يف �سوريا الت�شبيح لي�س له طائفة‬ ‫ماجايني ي�شرتوا لعيبة جلوفنتو�س‬ ‫عاج���ل الدنيا ‪ :‬ال�سي���د الرئي�س زا ا�سد دوك يعلن‬ ‫�إال املعار�ضة‪� ..‬أعيت من يداويها‬ ‫ع���ن حمل���ة ترع���ات ابت���داءا م���ن الي���وم لن�صرة‬ ‫اهلن���ا يف ال�سعودية (القطي���ف ) ‪ ...‬ويفتتح باب‬ ‫م���ن فوائ���د هالث���ورة انو الغ���امن �صار ب���دو يعمل التربعات بالعجل وليد املعلم ‪...‬‬ ‫ح�س���اب عالفي����س ب���وك ‪� ...‬أم���ي و�أب���ي ومرت���ي مالحظة ‪ :‬بالن�سبة للتربعات العينية التقبل مادة‬ ‫وحماتي وحم���اي و رفقات امي ‪ ...‬ق�سما» باهلل لو املتة وامل�صا�ص���ات باعتبارها م���ادة ا�سرتاتيجية‬ ‫هامة للمرحلة احلرجة التي مير بها الوطن‬ ‫�أين معتقل كان ا�سهلي‬ ‫يعني واهلل ماين فهمان �شو الفائدة من الت�شوي�ش خ�ب�ر عاجل ‪ :‬م�س�ي�رة ت�أيي���د طيارة ب�أح���د املدن‬ ‫عالقنوات املغر�ضة ‪ ...‬م���ايف غري انو عما يك�سب ال�سورية‬ ‫لعن الروح كل ما منولف تردد جديد‬ ‫حم�صي ع�صبي بدو ينزل من البيت ‪...‬‬ ‫اك�ب�ر كذب���ة كانت و�ض���ع املنحبكجي���ة يف البداية �س�ألته امه ‪ :‬وين رايح ؟‬ ‫ل�ص���ورة ب�شار وقد كتب حتته���ا �أنا طائفتي �سوريا احلم�صي ‪� :‬شوبدك فيي مابدي قلك ‪.‬‬ ‫طلع بتك�سي �س�أله ال�سواق ‪ :‬لوين معلم ؟‬ ‫‪...‬‬ ‫ق���ال �أن���ا طائفت���ي �سوري���ا ‪ ...‬لك �أن���ت طائفتك احلم�ص���ي بع�صبية ‪ :‬يعن���ي �أمي م���ا قلتلها بدك‬ ‫ياين قلك الك‬ ‫البهيم‬ ‫املذيع���ة املن�شقة عال عبا����س ‪ ...‬كنت اراها ت�شبه‬ ‫الطائفية ان ُي�سامح ال�شبيحة ال�سنة ‪...‬‬ ‫والالطائفي���ة ان ُيلع���ن الل���ي انف�ضه���م على اللي الغول���ة عل���ى �شا�ش���ة التلفزي���ون الأ�س���دي ‪ ,‬وبعد‬ ‫ان�شقاقه���ا تبدو جميلة ودافئ���ة ت�شبه الأخت والأم‬ ‫انف�ض ال�شبيحة العلوية‬ ‫‪ ...‬انه���ا احلري���ة ت�ضيف جم���ال ن���وراين للوجوه‬ ‫والنفو�س‬ ‫ب�ش���ار الأ�سد يقرر احلفاظ عل���ى التنوع الطائفي‬ ‫ل�شبيحت���ه ويح���ول خلي���ة ازمت���ه اىل خلي���ة ازمة‬ ‫علماني���ة ‪ ...‬وذل���ك بجع���ل غالبي���ة اع�ضائها من اردوغان يعل���ن �أنه لن ي�سمح بح���دوث جمازر يف‬

‫حلب و�أنها خط �أحمر ‪ ...‬قولوا على حلب يارحمن‬ ‫يارحي���م ‪ ...‬حلق���ت بحم����ص وحم���اة والطي���ارة‬ ‫الرتكية ‪...‬‬ ‫فرز جديد لل�شعب ال�سوري‪...‬‬ ‫ال�صامت���ون م���ن الث���وار واملنحبكجي���ة يتحدثون‬ ‫بعقولهم ‪...‬‬ ‫واملتحدث���ون م���ن الفئت�ي�ن وا�صح���اب ال�ضو�ضاء‬ ‫يفكرون بقلوبهم‪...‬‬ ‫القلبيون لن يقدموا �شيئا» النهاء امل�أ�ساة ال�سورية‬ ‫‪ ...‬احلل عند العقليني‬ ‫عم احكي مع �صاحبي واختلفنا انه غليون وال كيلو‬ ‫وال جورج للخارجية‬ ‫مبا انه �شكلناها‬ ‫من تظاهر على �صفح���ات النا�س وهتف ب�شريات‬ ‫وقو����ص باليكات وه���رب من تاج���ات النظام ‪...‬‬ ‫�سيح ��ق له بعد �سق ��وط النظام �أن يتب ��و�أ من�صب‬ ‫مدي���ر �صفح���ة ثم مدي���ر جروب حت���ى ي�صل اىل‬ ‫الرت�ش���ح ملن�ص���ب رئي����س جمهوري���ة الفي�س بوك‬ ‫وينتخبه كل ا�صدقائه الفي�سبوكيني ‪...‬‬ ‫�صرلن���ا �سنتني ما�شفنا ع���رق اخ�ضر ‪� ...‬صحراء‬ ‫�صح���راء �صحراء ‪ ...‬جاي على ب���ايل �آخد عيلتي‬ ‫ونق�ضيلن���ا �شي يومني ب�شي زبدي���ة تبولة ‪ ...‬يلعن‬ ‫روحك يا بطة‬


issue 29 / Aug 1st 28

/sbh.magazine @sbhMagazine1 sbh.magazine@gmail.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.