العدد ٣١ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 31 / Aug 26th

th

issue 31 / Aug 26 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 31 / Aug 26th‬‬

‫ك ّتاب العدد‬

‫رامي الفجراوي‬ ‫همام البني‬ ‫م�صطفى الكحيل‬ ‫مانيا اخلطيب‬ ‫بوليفار اخلطيب‬ ‫�إميان جان�سيز‬ ‫يامن املغربي‬ ‫�سعدون ال�سعدون‬

‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫�شما�س‬ ‫ملى ّ‬ ‫منار حلب‬ ‫مي�س قات‬ ‫د‪ .‬براء خالد هالل‬ ‫عابد م‪.‬‬ ‫املحامي فوزي مهنا‬ ‫عواد حمدان‬ ‫ّ‬ ‫�أبو الوليد احلم�صي‬

‫‪issue 31 012‬‬ ‫‪26th aug 2‬‬ ‫‪l.com‬‬

‫‪agazine@gmai‬‬ ‫‪email us: sbh.m‬‬ ‫‪ine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagaz‬‬

‫إ�خراج وتنفيذ‪ :‬نذير جنديل الرفاعي‬


3

issue 31 / Aug 26th


‫‪4‬‬

‫‪4 issue 28 / june 17th‬‬

‫‪st‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue3129/ Aug‬‬ ‫‪/ Aug261th‬‬

‫‪3‬‬ ‫افتتاحية العدد‬ ‫‪1‬‬ ‫رية اللي بدك ياها؟‬ ‫هي هيي احل‬

‫نقد هدّام‪ ،‬تخوين‪ ،‬مغاالة ب�ألوهية الأ�شخا�ص‪ ،‬مزاودة وطنية‪..‬‬ ‫بع�ض العناوين التي ان‬ ‫احلكم املراقب وا �صب عليها بع�ض الن�شطاء لي�صب جام غ�ضبه على غريه‪ ،‬ويقف موقف‬ ‫حلاكم‬ ‫بالوقت ذاته‪ ،‬يف حني ال عمل وال هم له �سوى التنظري‪ ..‬والتي �أ�صاب بها‬ ‫ر�سام الكاريكاتري جوان زيرو يف �إحدى لوحاته‪.‬‬ ‫تهويل‪ ،‬تكذيب‪ ،‬و�إ�شاعات‪..‬‬ ‫هي ما يطال بع�ض �ص‬ ‫فال م�صدر اخلرب م فحات مواقع التوا�صل الإجتماعي والتي �أ�ضحت بيئة خ�صبة ملا ذكرنا‪،‬‬ ‫وجرائم النظام ب وثوق‪ ،‬وال اخلرب املنقول (ال�صحيح جزئيا) يخلو من التهويل وك�أن ثورتنا‬ ‫حاجة لذلك التهويل‪.‬‬ ‫�أما الإ�شاعات‪ ،‬فما هي �‬ ‫إال من �صنع النظام يقوم البع�ض بن�شرها «دون» الت�أكد من امل�صدر كما‬ ‫ذكرت‪.‬‬ ‫وين عم تروح امل�صاري؟‬ ‫ذكر عبد البا�سط �سيدا‬ ‫دوالر �شهري ًا كحد «� رئي�س املجل�س الوطني ال�سوري �أن �سوريا بحاجة ملبلغ يقارب ‪ 125‬مليون‬ ‫أدنى» ليتمكن ال�سوريون من العي�ش «ب�أدنى» حد من الإن�سانية‪.‬‬ ‫وال تتمكن �سوى دول وحك‬ ‫واجلمعيات الأهليه ومات من ت�أمني هكذا مبلغ‪ ،‬فما بالنا بالفتات الذي ت�ستطيع التن�سيقيات‬ ‫ت�أمينه و�إ�ساله وتوزيعه على �أهلنا يف الداخل‪...‬‬ ‫لي�ش مني هاد فالن؟‬ ‫نا�شط �أو نا�شطة يعمل‬ ‫ب�صمت‪� ،‬أو حتى على العلن‪ ،‬ويقدم ا�ستطاعته من عمل �إغاثي �أو �إعالمي‬ ‫�أو تقني �أو حتى ع�سك‬ ‫تقاع�سه عم فعل ما ري‪ ..‬ويقوم �آخر باال�سهزاء منه والت�صغري بعمله يف �سبيل التغطية على‬ ‫يجب‪ ..‬حبيبي‪� ..‬إيد لوحدا ما بت�صفق‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪stth‬‬ ‫‪31 / Aug 1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪issue 29‬‬

‫إحصائية الثورة‬

‫�ضحايا الثورة جتاوزت‪27,612 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الأطفال‪2,130 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الإناث ‪2,047‬‬ ‫�ضحايا الثورة من الع�ساكر‪2,412 :‬‬ ‫�ضحايا الثورة الذين ماتوا حتت التعذيب‪968 :‬‬ ‫املفقودون‪65,000+ :‬‬ ‫املعتقلون حالي ًا حوايل‪216,000+ :‬‬

‫ردود األفعال الدولية‬

‫م� ؤس�ولون �أمريكيون و أ�تراك بحثوا االنتقال �إىل‬ ‫مرحلة ما بعد الأ�سد يف �سورية‬ ‫بريطانيا والواليات املتحدة حتذران �سورية من‬ ‫التهديد با�ستخدام �أ�سلحة كيمائية‬ ‫اجتماع تركي �أمريكي ب�ش�أن �سورية‬ ‫فرن�سا تدر�س إ�قامة منطقة حظر جوي يف �سورية‬ ‫�آمو�س تطلق ندا ًء �إن�ساني ًا جديد ًا ل�صالح ‪2.5‬‬ ‫مليون �سوري‬ ‫الأمم املتحدة تتهم إ�يران بتزويد �سورية‬ ‫بالأ�سلحة‬ ‫الدقبا�سي‪ :‬مهمة الإبراهيمي يف �سورية حمكوم‬ ‫عليها بالف�شل‬ ‫خامنئي ي�أمر فيلق القد�س ب أ�عمال �إرهابية‬ ‫حلماية الأ�سد‬ ‫دعوة لإقامة ممرات �آمنة ب�سورية‬ ‫�إيران‪ :‬اتفاقية الدفاع مع �سورية قائمة‬ ‫م�س�ؤول رو�سي‪ :‬واثقون من �أن �سورية لن‬ ‫ت�ستخدم الأ�سلحة الكيماوية‬ ‫رو�سيا حتذر الغرب من التدخل يف �سورية بعد‬ ‫تهديدات �أوباما‬ ‫الرئي�س الفرن�سي‪ :‬ال ح ًال �سيا�سي ًا يف �سورية دون‬ ‫رحيل الأ�سد‬ ‫�أوباما‪� :‬سنتدخل ع�سكري ًا �إذا حركت دم�شق‬ ‫«الكيميائي»‬ ‫االبراهيمي ي�شيد بدور فرن�سا املهم يف امللف‬ ‫ال�سوري‬ ‫الأردن يحتج على �سقوط قذائف �سورية‬

‫التغطية اإلعالمية‬

‫ال�شرق الأو�سط‪ :‬هل ينجح الإبراهيمي يف ما ف�شل‬ ‫غريه‬ ‫العربية‪ :‬بني �أنان والإبراهيمي‬ ‫االحتاد‪� :‬سورية بني الأم�س واليوم‬ ‫اليوم‪� :‬سورية ويقظة العقل ال�شيعي‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ :‬حتى لو ا�ستقال الأ�سد‬ ‫املوت‬ ‫اليوم‪� :‬سورية ال م ْوتَ بعدَ ْ‬ ‫االحتاد‪ :‬من ينقذ �سورية‬ ‫اجلارديان‪� :‬سورية لي�ست ليبيا‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ :‬ر�سالة �إىل �صديقي وزميلي يف‬ ‫اخلارجية ال�سورية‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ :‬خطف مبا�شر‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ :‬الإعالم ال�سوري وامل�شاهد املمنتجة‬

‫الفروف‪ :‬رو�سيا ترف�ض فكرة فر�ض حظر جوي‬ ‫فوق �سورية‬ ‫وا�شنطن تبدي «ا�ستعدادها لدعم» مهمة‬ ‫االبراهيمي يف �سورية‬ ‫الأمم املتحدة‪ :‬الآالف يفرون من �سورية وتف�شي‬ ‫الإ�سهال قرب دم�شق‬ ‫الدول الغربية ترف�ض امل�شاركة يف اجتماع لالمم‬ ‫املتحدة حول �سورية‬ ‫فرن�سا‪ :‬انتقال الأزمة من �سورية �إىل لبنان مقلق‬ ‫تعيني الأخ�ضر الإبراهيمي موفدا دوليا يف‬ ‫�سورية‬ ‫�إيران تدين قرار تعليق ع�ضوية �سورية يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‬ ‫ال�صني تدعو �سورية اىل وقف اطالق النار‬ ‫والقبول بو�ساطة‬ ‫جمل�س الأمن الدويل ينهي اليوم مهمة املراقبني‬ ‫يف �سورية‬ ‫�آمو�س‪ 2.5 :‬مليون �سوري بحاجة للم�ساعدة‬ ‫منظمة التعاون اال�سالمي تعلق ع�ضوية �سورية‬ ‫ب�سبب قمعها العنيف لالنتفا�ضة‬ ‫الأمم املتحدة حت ّمل القوات ال�سورية وميلي�شيات‬ ‫النظام م�س�ؤولية جمزرة احلولة‬ ‫الواليات املتحدة تقول �أن إ�يران تدرب ميلي�شيات‬ ‫�سورية‬ ‫مقاتلون ليبيون ين�ضمون لالنتفا�ضة ال�سورية‬ ‫�ضد الأ�سد‬ ‫أ�مريكا ت�ستبعد حظر ًا جوي ًا على �سورية‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 31 / Aug 26th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬منار حلب‬ ‫جب ��ل الأك ��راد هو �أحد �سل�سلة جب ��ال الالذق َّية‬ ‫الواق ��ع �شم ��ال �شرق ��ي املدين ��ة �إىل جانب جبلي‬ ‫�صهي ��ون والرتكمان‪ ،‬حي ��ث ي�ضم جب ��ل الأكراد‬ ‫ناحيتي �سلمى وكن�سبا وقراهما‪ ،‬وقد �أطلق �س َّكان‬ ‫لتحد ِر العديد من‬ ‫املنطقة هذا الأ�سم عليه نظر ًا ًّ‬ ‫�س� � َّكان اجلبل من �أ�صول كرد َّي ��ة على الرغم من‬ ‫عدم حت ُدّثه ��م اللغة الكرد َّي ��ة الآن‪ ،‬ومتتاز قرى‬ ‫اجلبل بن�سيجه ��ا الع�شائري املعقد حيث ي�سكنها‬ ‫امل�سلمون ال�س َّنة وال�شيعة وامل�سيحيون واملر�شدون‬ ‫(طائف ��ة مذهب َّي ��ة)‪ ،‬وجلبل الأك ��راد كغريه من‬ ‫اخلا�صة مع الثورة ال�سور َّية‪.‬‬ ‫ق�صته‬ ‫َّ‬ ‫بقاع �سوريا َّ‬ ‫تهب على جبل الأكراد»‬ ‫«ن�سائم احلر َّية ًّ‬ ‫يف بداي ��ة الث ��ورة كانت بع�ض قرى جب ��ل الأكراد‬ ‫ك�سلم ��ى وعك ��و والك ��رت ‪،‬الت ��ي حتت ��وي عل ��ى‬ ‫مزيج م ��ن الطائفت�ي�ن ال�سن َّية والعلو َّي ��ة‪ ،‬مواكب ًة‬ ‫للح ��راك الث ��وري يف الب�ل�اد كغريه ��ا م ��ن املدن‬ ‫والق ��رى الثائرة‪ ،‬كم ��ا كانت ق� � َّوات الأمن تواجه‬ ‫املظاه ��رات ال�سلم َّي ��ة ب�إط�ل�اق الن ��ار ع�شوائ َّي� � ًا‬ ‫لتفريق املظاهرات كحالها يف باقي املدن والقرى‬ ‫الثائ ��رة‪ ،‬وكان من الغال ��ب �أن ت�صل لهذه القرى‬ ‫تعزي ��زات �أمن َّية ت�ص ��ل �إىل ثالثمئة عن�صر‪ ،‬و�أن‬ ‫يتب ��ع و�صولها بحملة مداعمات واعتقاالت وا�سعة‬ ‫تطال النا�شطني ال�سلميني املناه�ضني للنظام‪.‬‬ ‫«ورقة الطائف َّية حترتق ببطئ يف جبل الأكراد»‬ ‫حاول النظام مرار ًا لعب ورقة الطائف َّية يف العديد‬ ‫م ��ن املدن والق ��رى ال�سور َّي ��ة‪َّ ،‬‬ ‫ولعل أ�ك�ث�ر املواقع‬ ‫عر�ض� � ًة للت�أ ُّثر بالفتنة الطائف َّي ��ة تلك التي متتاز‬ ‫ح�سا�س ومع َّقد‪ ،‬كذلك هو الو�ضع‬ ‫بن�سي ��ج طائفي َّ‬ ‫يف ق ��رى جبل الأك ��راد‪ ،‬حيث عم ��ل النظام على‬ ‫جتيي� ��ش بع�ض ال�شباب العلويني وا�ستخدامهم يف‬ ‫احلواجز للتع ُّرف على النا�شطني املعار�ضني �إىل‬ ‫ولكن‬ ‫جانب �إبعاد ال�شباب العلويني عن احلراك‪َّ ،‬‬ ‫ان�شقاق �ض َّباط و�ض َّباط �صف علويني واختبا�ؤهم‬ ‫يف غابات اجلبل ق ��د �أف�سد َّ‬ ‫جمدّد ًا‬ ‫خطة النظام َ‬ ‫مربز ًا إ�ح ��دى الهتافات ال�شائع ��ة «واحد‪ ،‬واحد‪،‬‬ ‫واحد‪ ،‬ال�شعب ال�سوري واحد»‪.‬‬ ‫«الق�صف بات َّ‬ ‫ق�صة كل منطق ٍة ثائرة»‬ ‫حمط ًة يف َّ‬ ‫ب ��د�أت َّ‬ ‫ر�شا�ش ��ات مروح َّي ��ات اجلي� ��ش ال�س ��وري‬ ‫با�سته ��داف بع� ��ض الق ��رى املعار�ض ��ة يف جب ��ل‬ ‫الأك ��راد وذل ��ك بتاري ��خ (‪ )2012/8/25‬ب�شكل‬ ‫خفيف وغري متوا�ص ��ل‪ ،‬لكن بعد احتدام املعركة‬

‫قــصــــة مــــديــــنــــة‬ ‫يا جبل األكراد‪ ..‬ما يهزك ريح‬

‫بني اجلي�شني احلر والنظامي يف احل َّفة‪ ،‬ان�سحب‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر �إىل جب ��ل الأك ��راد‪ ،‬وذل ��ك بع�ض‬ ‫م�ض ��ي م ��ا يق ��ارب ال�شه ��ر والن�صف م ��ن بداية‬ ‫الق�صف على قرى اجلبل‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن ِّ‬ ‫متكن اجلي�ش احل ��ر من �إيقاف‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الق�صف املروحي حليازته على ر�شا�شات م�ضادة‬ ‫للط�ي�ران‪َ � ،‬اّإل � َّأن الق�ص ��ف على قرى اجلبل الذي‬ ‫أ�شد عنف ًا وكثاف ًة‪،‬‬ ‫حت َّول �إىل ق�ص ��ف مدفعي بات � َّ‬ ‫حيث ا�ستخدم ��ت مرا�صد قرى الب ��ارودة و�أنباتة‬ ‫وعرام ��و و�صلنف ��ة والزوب ��ار و�أ�سرتب ��ة بالإ�ضافة‬ ‫�إىل مدفع َّي ��ة الالذق َّي ��ة واحل َّف ��ة ل ��دك قرى جبل‬ ‫الأك ��راد‪ ،‬حي ��ث �سق ��ط ما يق ��ارب املئ ��ة وخم�سة‬ ‫وثمانون �شهي ��د ًا‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إىل خم�سة �أمثالهم‬ ‫من اجلرح ��ى‪ ،‬حيث �أ�سعف منهم مئتا جريح �إىل‬ ‫تركي ��ا‪ ،‬ا�ست�شهد ثمانية وع�ش ��رون منهم و�أ�صيب‬ ‫واح ��د على الأق ��ل بعاه ��ة م�ستدمي ��ة‪� ،‬إىل جانب‬ ‫تده ��ور اجلان ��ب الط ِّب ��ي امليداين وح ��رق معظم‬ ‫غابات اجلبل ب�سبب ق�صف ق َّوات النظام‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th‬‬

‫أنا والهيلوكوبتر ‪ ..‬لعبة طميمة‬

‫يو‬

‫الدنيا الع�صر‪ ..‬واليوم هو مبارح بال ‪2012‬‬ ‫اليوم �شيعوا ابن اجلريان‬ ‫ويف عيلة جديدة نزحت لعنا‪ ..‬وعندن بنت �صغري‪ ..‬ا�سما �أمل‪..‬‬ ‫�أمل‪ ..‬كل ما بتجي الهيلوكوبرت بتتخبى‪ ..‬وما بتفرق معا اذا هالطيارة رح تر�ش‪..‬‬ ‫وال ب�س ا�ستطالع‪..‬‬ ‫«اي �شو بدك يانا ن�ضل حمبو�سني بالبيت طول الوقت يا» تقول الطفلة �أمل‪.‬‬

‫ملا كنا �صغار كنا نغني‪:‬‬ ‫«طيارة طارت باجلو‪ ..‬فيها ع�سكر فيها �ضو‪ ،‬فيها ابراهيم هنانو‪ ،‬راكب على ح�صانو»‬ ‫الطيارة طارت باجلو عن جد‪ ،‬وفيها ع�سكر‪ ،‬ب�س ما فيها ابراهيم هنانو‬ ‫بدي ا�س�ألوا‪� ..‬شو عم ي�صري بالعامل اللي حوالينا؟!‬ ‫عني ال�ساحرة بباب الزقاق �صارت نافذة عالعامل‪..‬‬ ‫�أمل ما خافت وما خلت حد يحب�سا من اخلوف‪..‬‬ ‫كل عام وانت بخري‪ ..‬وحرية‪ ..‬و�أمل‬

‫�سوري‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 31 / Aug 26th‬‬

‫جمريات «معركة دم�شق» فغطى �أحداث امليدان والقابون والت�ضامن‬ ‫والريموك واحلجر الأ�سود وغريها الكثري وا�ضع ًا روحه بني كفيه‬ ‫رخي�صة يف �سبيل اهلل ومن ثم الوطن‪ ،‬وكان يتواجد حيث ما تتواجد‬ ‫املعركة و�أحيان ًا ي�سبقها ويتجهز لها‪ ،‬لرتاه يف مقدمة ال�صفوف‪،‬‬ ‫دائم االبت�سامة‪� ،‬شاحذ ًا للهِ مم‪ ،‬رافع ًا للمعنويات‪.‬‬

‫أريد �أن �أكون مرا�س ًال ميداني ًا ف�أنا �أحب التواجد مع النا�س» كانت‬ ‫«� ُ‬ ‫هذه �أمنية ال�شهيد براء البو�شي يف حياته املهنية ك�صحفي �سوري‬ ‫تخ ّرج من كلية الإعالم يف جامعة دم�شق عام ‪.2010-2009‬‬ ‫اتخذ براء قرار ًا هو الأجر�أ يف حياته وهو يدري �أنه �سي�ضع حياته‬ ‫على املِحك‪ ،‬فان�شق عن �صفوف اجلي�ش العربي ال�سوري يف رتبة‬ ‫مالزم‪ ،‬و�أعلن ب�أنه �سيمار�س دوره ك�صحفي �ضمن �صفوف اجلي�ش‬ ‫ال�سوري احلر‪ ،‬ليف�ضح ممار�سات قوات النظام �أمام الر�أي العام‪.‬‬ ‫ان�شق ال�شاب الو�سيم ذو الـ ‪ 26‬ربيع ًا‪ ،‬ولكنه واجه م�شكلة �أنه ال ميلك‬ ‫املبلغ الكايف ل�شراء �أدوات �إعالمية متكنه من نقل احلقيقة‪ ،‬ف�سارع‬ ‫لبيع �سالحه وما ميلكه من مقتنيات وا�شرتى ما يحتاج �إليه للعمل‬ ‫كمرا�سل حرب‪.‬‬ ‫نا�شط يخرج بال�صوت‬ ‫كان ذو الب�شرة احلنطية ابن مدينة حماه‪� ،‬أول ٍ‬ ‫وال�صورة من قلب العا�صمة ال�سورية دم�شق‪ ،‬وهي املدينة املخنوقة‬ ‫من جميع جوانبها �أمني ًا وع�سكري ًا‪ ،‬ورغم ذلك كله كان هو الأ�سبق‬ ‫والأ�شجع بني اجلميع‪ ،‬ليعلن حربه اخلا�صة به �ضد الظلم‪.‬‬ ‫تنقل �أبو عمر كما يطلق عليه �أ�صدقائه بني �أحياء العا�صمة لينقل‬

‫ومع كرثة ترحاله وتنقله كانت منطقة التل بريف دم�شق التي ت�شهد‬ ‫حملة ع�سكرية عنيفة هي حمطته الأخرية‪ ،‬وعقده الأخري الذي و ّقعه‬ ‫بدمائه ليكون بطاقة عبوره �إىل اجلنة‪ ،‬فكان براء �أحد ركائز نقل‬ ‫احلقيقة و�إخراجها عن حدود منطقة حما�صرة طوال �أيام عدة‪.‬‬ ‫ا�شتد الق�صف ‪ ..‬وا�شتدت عزمية براء معه ‪ ..‬كيف ال وهو �صاحب‬ ‫ق�ضية ا�سمها «وطن» ‪� ..‬أ�سرع ال�شهيد لنقل احلدث ولكن املوت كان‬ ‫�أ�سرع منه مرتقي ًا به �إىل اهلل �شهيد ًا‪� ،‬إثر الق�صف الذي ا�ستهدف‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُفجع اجلميع باخلرب وتذكروا وجها جميال كان يظهر على �شا�شات‬ ‫الإعالم ينعي �إليهم �أ�سماء ال�شهداء ويخربهم ما حال �سوريا وي�شرح‬ ‫لهم �أنينها ونزيفها امل�ستمر‪.‬‬ ‫برا ٌء مل ينعي نف�سه ‪ ..‬بل نعاه �أ�صدقائه يف مقاعد الدرا�سة والثورة‪،‬‬ ‫مت�أملني على �شاب كان ي�شتعل طموح ًا و�إراد ًة وحتدي ًا‪ ،‬و�شهدوا له‬ ‫�أي�ض ًا بع�شقه لل�شهادة و�صدق نواياه ورقة قلبه‪.‬‬ ‫ويكون بذلك براء قد ختم م�سريته يف احلياة ب�شهادة �أغلى من جميع‬ ‫ال�شهادات التي تو�ضع على اجلدران‪ ،‬كيف ال وهي �شهادة يف �سبيل‬ ‫اهلل‪ ،‬ويكون �أي�ض ًا قد حقق طموحه ب�أن يكون يف امليدان ومع النا�س‪،‬‬ ‫التي ت�صدح با�سمه و�سريته على �صفحات مواقع التوا�صل الإجتماعي‬ ‫منذ علمهم باخلرب‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th‬‬

‫عـروة نـيـربـيـة‬

‫الســينما فـي الســجون‬

‫اختفى املنتج ال�سينمائي ال�سوري عروة النرييبية‬ ‫ع�صر �أم�س اخلمي�س بينما كان على و�شك‬ ‫مغادرة البالد عرب مطار دم�شق الدويل‪ .‬حيث‬ ‫كان متوجها �إىل القاهرة يف اخلام�سة م�سا ًء لكن‬ ‫فقد االت�صال به بعد فرتة وجيزة من و�صوله �إىل‬ ‫املطار وح�سب خطوط الطريان امل�صرية فهو مل‬ ‫ي�صعد �إىل الطائرة مما ي�شري �إىل اعتقاله من‬ ‫قبل ال�سلطات ال�سورية‪.‬‬ ‫‪ ‬عروة النريبية‪ ،‬من مواليد مدينة حم�ص عام‬ ‫‪ ،1977‬عمل كمحرر يف جريدة «ال�سفري‬ ‫اللبنانية» مدّة �ستة �سنوات‪ ،‬يجيد هواية «اخلط‬ ‫العربي» والكتابة الأدبية‪� ،‬أول �أفالمه كمنتج‬ ‫م�ستقل كان «القارورة» ثم قام ب�إنتاج فيلم‬ ‫ت�سجيلي طويل بعنوان «�إمراة من دم�شق» وهو‬ ‫�إنتاج م�شرتك مع �شركة «فاينل كات برودك�شنز»‬ ‫الدمناركية‪ ،‬عمل على �إمتام فيلم وثائقي ق�صري‬ ‫من �إنتاج «برو�آك�شن» فيلم وحمطة «اجلزيرة‬ ‫انرتنا�شيونال» بعنوان «احلالب ال�سوري» و‬ ‫ع�ضو م�ؤ�س�س ومنظم يف اللجنة التنظيمية‬ ‫لتظاهرة �أيام �سينما الواقع ‪DOX BOX‬‬

‫وهي تظاهرة �سينمائية م�ستقلة للفيلم الت�سجيلي‬ ‫منذ العام ‪ . 2008‬خ�ضع «عروة» لتدريب تقني‬ ‫و�إنتاجي احرتايف‪ ،‬يف مقدمته �شهادة ‪AFIC‬‬ ‫من معهد «�إينا» وجامعة «ال�سوربون» بـ «باري�س»‬ ‫‪ .2006‬يتقن «العربية» و»االنكليزية» ويتكلم‬ ‫بع�ض «الفرن�سية» و»الرو�سية»‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ًة �إىل �أ ّنه‬ ‫ال�شم�س» الذي‬ ‫ال�سينمائي وهو‬ ‫تتمحور حول‬ ‫الفل�سطينية»‪.‬‬

‫ممثل رئي�سي يف فيلم «باب‬ ‫�شارك يف مهرجان «كان»‬ ‫يتحدّث عن �إ�شكالية ها ّمة‬ ‫ق�ضية «العودة والرحيل‬

‫‪9‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 10‬‬

‫اإلخوان املس��لمون يش��كلون كتائب مسلحة‬ ‫وواجب �شرعي ي�ش ّرف اجلميع”‪.‬‬

‫واملجلس العسكري‬ ‫يب���دي تذ ّم���ره من‬ ‫هذه اخلطوة‬ ‫�سوريانا نت‬ ‫ك�شف الناط ��ق الر�سمي با�سم جماعة “الإخوان‬ ‫امل�سلم�ي�ن” يف �سوري ��ا وع�ض ��و املجل� ��س الوطني‬ ‫ال�س ��وري ملهم الدروب ��ي عن “ت�شكي ��ل الإخوان‬ ‫ومنذ نحو ‪� 3‬أ�شهر لكتائب م�سلحة داخل �سوريا‪،‬‬ ‫هدفه ��ا مقاوم ��ة النظ ��ام ال�س ��وري والعمل على‬ ‫ا�سقاط ��ه”‪ ،‬م�ؤكدا �أن ه ��ذه الكتائب تتبع لقيادة‬ ‫اجلي�ش ال�سوري احلر‪.‬‬ ‫ونقل ��ت �صحيف ��ة “ال�ش ��رق الأو�س ��ط” ع ��ن‬ ‫الدروب ��ي قوله �إن الكتائب الت ��ي �شكلتها جماعته‬ ‫مهمته ��ا “الدف ��اع ع ��ن النف�س وت�أم�ي�ن احلماية‬ ‫للمظلوم�ي�ن”‪ ،‬م�شددا على �أن “هذا حق م�شروع‬

‫و�أو�ض ��ح �أن ه ��ذه الكتائ ��ب منت�ش ��رة يف معظ ��م‬ ‫املناطق واملحافظات ال�سورية وخا�صة “امللتهبة”‬ ‫منها‪ ،‬م�شريا �إىل �أن “هذه الكتائب تابعة للجي�ش‬ ‫احلر وتتعاون وتن�سق معه”‪ ،‬و�أ�ضاف‪“ :‬كما الكل‬ ‫يعلم ف�إن اجلي�ش احلر لي�س جي�شا نظاميا له قادة‬ ‫ميداني ��ون بل هو جتمع وتعاون بني كتائب متعددة‬ ‫منت�شرة ب�شكل غري مركزي”‪.‬‬ ‫ومل يف�ص ��ح الدروب ��ي عن م�ص ��در ال�سالح الذي‬ ‫ميول عنا�صر ه ��ذه الكتائ ��ب �أو طريقة مدّهم به‬ ‫خل�صو�صيات ع�سكرية‪ ،‬و�ش� �دّد على �أن “ال�شعب‬ ‫ال�سوري قادر وحده على الدفاع عن نف�سه و�إ�سقاط‬ ‫النظام وبالتايل هو لي� ��س بحاجة لعنا�صر غريبة‬ ‫تقات ��ل �إىل جانب ��ه”‪ ،‬قائال “�أم ��ا مو�ضوع �ضبط‬ ‫كل الكتائ ��ب امل�سلحة بعد �سق ��وط النظام‪ ،‬فهو ال‬ ‫�ش ��ك حتدٍ يواج ��ه اجلميع وال ب ��د �أن تكون هناك‬ ‫�إ�سرتاتيجي ��ة لهذا الأمر ولكن ال�شعب ال�سوري هو‬ ‫�شع ��ب م�سامل وح�ض ��اري و�سي�سلم �سالحه عندما‬ ‫ي ��زول ال�سبب ال ��ذي جعله يحمل ه ��ذا ال�سالح”‪،‬‬ ‫جازم ��ا ب� ��أن “ال�شرفاء �سيقوم ��ون وعندما يحني‬ ‫الوقت بت�سليم �أ�سلحتهم”‪.‬‬ ‫ي�ش ��ار �إىل �أن �صح ��ف �أجنبية ن�ش ��رت يف عددها‬ ‫ال�ص ��ادر يوم �أم�س‪ ،‬مقاال حم ��ل عنوان “الإخوان‬ ‫امل�سلم ��ون ي� ّؤ�س�س ��ون ميلي�شي ��ا داخ ��ل �سوري ��ا”‪،‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت ال�صحيف ��ة �إىل �أن “جماع ��ة الإخ ��وان‬

‫�أن�ش�أت ه ��ذا اجلناح الع�سكري الذي يتمتّع بوجود‬ ‫قوي عل ��ى ال�ساحة ال�سورية ب�شكل عام‪ ،‬خ�صو�صا‬ ‫يف العا�صمة دم�شق ويف املناطق ال�ساخنة كحم�ص‬ ‫و�إدلب” ‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن ا�سم الدروبي قد ط ��رح م�ؤخرا لرئا�سة‬ ‫احلكومة االنتقالية التي اقرتحها اجلي�ش ال�سوري‬ ‫احلر م�ؤخرا لإدارة �سوريا ما بعد الأ�سد‪.‬‬ ‫وكان رئي�س املجل� ��س الع�سكري ال�سوري‪ ،‬الذي مت‬ ‫ت�شكيله م�ؤخرا يف تركيا‪ ،‬العميد الركن م�صطفى‬ ‫ال�شي ��خ‪ ،‬قد ك�شف يف وقت �سابق عن وجود جناح‬ ‫ع�سك ��ري جلماع ��ة “الإخ ��وان امل�سلم�ي�ن” داخل‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وق ��ال ال�شي ��خ “�إن كان ��وا فعال ملتزم�ي�ن بالدولة‬ ‫املدني ��ة والعم ��ل حت ��ت مظلة اجلي� ��ش احلر كيف‬ ‫يف�س ��رون عمل هيئة حماية املدنيني وهي ذراعهم‬ ‫الع�سكري ��ة يف الداخ ��ل؟ يجمعون له ��ا التربعات‬ ‫ويزودونه ��ا بالإمدادات على ح�ساب اجلي�ش احلر‬ ‫حتى �أنهم اختاروا لها ا�سم ًا م�ضل ًال؟”‪.‬‬ ‫و�إذ اعت�ب�ر �أن جماع ��ة “الإخ ��وان امل�سلم�ي�ن”‬ ‫متمر�س ��ة يف ك�سب ال�شارع بالعمل الإغاثي‪ ،‬و�شدد‬ ‫عل ��ى �أن ��ه �إذا ا�ستم ��رت بع�ض املجموع ��ات تعمل‬ ‫منفردة ف�سين�ش�أ املزيد من الكتائب امل�ستقلة على‬ ‫غرار “اجلي�ش الوطني” و�ستدخل البالد يف نفق‬ ‫ي�صعب اخلروج منه‪.‬‬


‫‪11 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫بع��د أن تخل��ت عنهم الهيئ��ة العلي��ا لإلغاثة‬

‫الكوارث‬ ‫اإلنسانية‬ ‫تالحق الجئي‬ ‫لبنان‬

‫خا�ص ‪ /‬لبنان‬ ‫تزاي ��دت أ�ع ��داد الالجئني ال�سوري�ي�ن �إىل لبنان‪،‬‬ ‫اجلرح ��ى منه ��م والفاري ��ن بع ��د �أن اجتاح ��ت‬ ‫ق ��وات النظ ��ام «بابا عمرو»‪ ،‬وكان ��ت الهيئة العليا‬ ‫للإغاث ��ة اللبناني ��ة تق ��وم بدف ��ع فوات�ي�ر الع�ل�اج‬ ‫للجرحى املوجودين يف م�شايف حمافظة طرابل�س‬ ‫احلدودية‪ ،‬القريبة من حم�ص و الق�صري و تلكلخ‪.‬‬ ‫كما قامت العديد من اجلهات والهيئات الإن�سانية‬ ‫بتحم ��ل تكلف ��ة إ�ج ��راء علمي ��ات نوعي ��ة للحاالت‬ ‫امل�ستع�صي ��ة يف م�شايف لبنان اخلا�ص ��ة‪ ،‬املعروفة‬ ‫بارتف ��اع �أ�سعار العالج فيها‪ ،‬ولكن مع تزايد وترة‬ ‫الق�ص ��ف و التهجري يف الأرا�ضي ال�سورية‪ ،‬وجلوء‬ ‫�أعداد كبرية جد ًا من الأهايل نحو جارتهم لبنان‪،‬‬ ‫توقفت الهيئة العليا للإغاثة عن تقدمي امل�ساعدة‬ ‫لالجئني و اجلرحى ال�سوريني ب�شكل كامل‪ ،‬بحجة‬ ‫ع ��دم توافر الدع ��م املادي ال ��كايف‪ ،‬مما �ضاعف‬ ‫من معاناة الهارب�ي�ن من ق�صف النظام بحث ًا عن‬ ‫الأمان والعالج‪.‬‬ ‫ويعل ��ل املراقبون �إيقاف امل�ساع ��دات الإن�سانية يف‬ ‫لبنان لل�سوريني بالأ�سب ��اب ال�سيا�سية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫�أن قام ��ت جمموع ��ات معروف ��ة بدعمه ��ا للنظام‬ ‫ال�س ��وري يف لبن ��ان بال�ضع ��ط عل ��ى القائم�ي�ن‬

‫بالعم ��ل الإغاث ��ي‪ ،‬ومت منعه ��م ب�أ�سالي ��ب متعددة‬ ‫عن م�ساع ��دة ال�سوريني‪ ،‬واعتق ��ال النا�شط وائل‬ ‫اخلال ��دي مدي ��ر �ش� ��ؤون الالجئ�ي�ن ال�سوريني يف‬ ‫لبنان �أكرب دليل على ذلك‪.‬‬ ‫وحت ��اول بع�ض اجله ��ات املعنية بال�ش� ��أن ال�سوري‬ ‫منها هيئ ��ات �إغاثي ��ة �سوري ��ة وعاملي ��ة بالإ�ضافة‬ ‫لبع� ��ض امل�ؤ�س�س ��ات القطري ��ة كاله�ل�ال الأحم ��ر‬ ‫القط ��ري‪ ،‬و م�ؤ�س�سة عيد القطري ��ة‪� ،‬سد الفجوة‬ ‫الإن�سانية التي خلفتها مواقف احلكومة اللبنانية‪،‬‬ ‫غ�ي�ر �أن تل ��ك امل�ساعدات مل ت�س ��د رمق الالجئني‬ ‫الذي ��ن تتزاي ��د �أعداده ��م كل يوم‪ ،‬خا�ص ��ة �أنهم‬ ‫بحاج ��ة ك ��وادر خمت�صة ب�ش� ��أن الإغاث ��ي ب�شقيه‬ ‫(املادي و الطبي) نظر ًا لغ�ل�اء �آجارات املنازل و‬ ‫ال�سلع اال�ستهالكية واخلدمية‪ ،‬ناهيك عن الغالء‬ ‫الفاح�ش الذي ت�شتكي منه املعدات‬ ‫الطبية‪.‬‬ ‫وي�ش�ي�ر النا�شط ��ون الإن�سانيون يف لبن ��ان �إىل �أن‬ ‫و�ض ��ع الالجئ�ي�ن يف ال�شمال (البق ��اع و عر�سال)‬ ‫�أف�ض ��ل ن�سبي� � ًا‪� ،‬إذا م ��ا متت مقارنت ��ه بالظروف‬ ‫املعي�شي ��ة للجائي�ي�ن يف باقي املحافظ ��ات وب�شكل‬ ‫خا� ��ص ب�ي�روت و بعبل ��ك و �صيدا‪ ،‬حي ��ث ي�صفها‬ ‫النا�شطون بالكارثة الإن�سانية‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 12‬‬

‫في دمش��ق‪« ...‬املراهق الذي ال يعجبك قد يقتلك»‬ ‫أ�سباب‪،‬‬ ‫زمان الو�صل ‪ /‬دم�شق ‪ /‬ملى �شما�س‬ ‫ولذل ��ك ح�س ��ب ما �أ�ش ��ار النا�شط ��ون � ٌ‬ ‫تكم ��ن يف �أن النظ ��ام قد ي�ضط ��ر �إىل �إل�صاق‬ ‫يحاول اجلي�ش النظام ��ي ا�ستعرا�ض ع�ضالته �أفع ��ال جي�ش ��ه و�شبيحت ��ه بظه ��ر الع�صاب ��ات‬ ‫يف �ش ��وارع ح�صن ��ه الأخري؛ دم�ش ��ق‪ ،‬فبعد �أن امل�سلحة‪.‬‬ ‫تهاوت امل ��دن والقرى الأخ ��رى ب�أيدي اجلي�ش‬ ‫احل ��ر �صارت ق ��وات النظ ��ام تتق�ص ��د �إثبات مزاجية ال�شبيحة‪ ..‬ت�ضبط �أمن ال�شام!‬ ‫ح�ضورها غري املرحب به يف املناطق ال�سكنية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ب�شكل ميكن ي ��روي أ�ه ��ايل املدين ��ة ق�ص�ص� �ا كث�ي�رة ع ��ن‬ ‫وال�شوارع الأ�سا�سي ��ة يف العا�صمة ٍ‬ ‫مالحظ ��ة ازدي ��اده خالل أ�ي ��ام عي ��د الفطر‪ ،‬املزاجي ��ة التي حتكم وقوفه ��م على احلواجز‪،‬‬ ‫ويت�س ��اءل نا�شط‪ :‬م ��ن كان يتوق ��ع �أن يقف يف والتي قد ت� ��ؤدي مث ًال �إىل اعتق ��ال �أحد راكبي‬ ‫�ش ��ارع بغداد‪ -‬ع�ص ��ب مركز املدين ��ة‪ -‬ثالثة «ال�سريفي�س» ب�سبب �إجابته على �أ�سئلة ال�شبيح‬ ‫ق�س ��م �أوت�سرتاد املزة بطريق ��ة مل تعجب الأخري‪ ..‬فغي ��اب املنهجية‬ ‫حواجز �أمني� � ّة!؟ �أو �أن ُي ّ‬ ‫حي ��ث ي�سك ��ن ال�ضباط وكب ��ار امل�س�ؤولني بعدد وال�شكلي ��ة يف التفتي� ��ش أ�م ��ران تتف ��ق عليهما‬ ‫من احلواجز امل�سلحة‪ ،‬وكذلك ي�ستهجن �سكان‬ ‫ال�ش ��ام مترك ��ز القنا�ص عل ��ى �أ�سط ��ح الأبنية‬ ‫العالية والهامة‪ ،‬وب�شكل خا�ص املباين الأمنية‪.‬‬ ‫�صفات ي�شرتك بها �شبيحة احلواجز‬ ‫ين�صح الدم�شقيون زوار مدينتهم ب�أال يرتددوا‬ ‫يف التوقف‪� ،‬إذا اعرت�ض طريقهم مراهق مدين‬ ‫م�سل ��ح‪ ،‬فح�س ��ب املث ��ل القائل «احلج ��ر الذي‬ ‫اليعجبك قد يقتلك» ف� ��إن اال�ستخفاف به�ؤالء‬ ‫املراهق�ي�ن الذي ��ن ب ��د�أ ي�ستعني به ��م النظام‬ ‫ويجنده ��م يجيز له ��م القت ��ل‪ ،‬وبالإ�ضافة �إىل‬ ‫ذلك متت ��از احلواجز يف العا�صمة ب�أنه ال �أحد‬ ‫مم ��ن يقف عليه ��ا يلتزم باللبا� ��س الع�سكري‪،‬‬

‫جميع احلواجز‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وم ��ن الأ�سئلة التي �ص ��ارت دراجة م�ؤخرا على‬ ‫احلواج ��ز‪ ،‬هي عن عالقة ال�شاب بالفتاة التي‬ ‫ي�صطحبه ��ا معه يف ال�سي ��ارة‪ ،‬ويف حال �أجاب‬ ‫ال�ش ��اب ب�أنها زوجت ��ي‪ ،‬ف�إن ال�شبي ��ح �سيطلب‬ ‫ر�ؤي ��ة دفرت العائل ��ة‪ ،‬وك�أن «اله ��واوي»‪ -‬جميع‬ ‫هوي ��ة‪ -‬التي تدقق عادة به ��ا احلواجز مل تعد‬ ‫كافية‪ ،‬حت ��ى �أن املطالبة بدف�ت�ر العائلة باتت‬ ‫تث�ي�ر �سخري ��ة الدم�شقي ��ون الذي ��ن يخ�ش ��ون‬ ‫م ��ع تطور الأو�ض ��اع �أن ُيج�ب�ر كل مواطن على‬ ‫حم ��ل �صن ��دوق يحتوي عل ��ى �شه ��ادة امليالد‪،‬‬ ‫والبكالوري ��ا‪ ،‬والتا�س ��ع ‪ ..‬كم ��ا ي�ص ��ف نا�شط‬ ‫الأمر‪.‬‬


‫‪13 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫مدافع النظام تقصف األخضر واليابس‬

‫دار الكرامة للعج��زة‪ ..‬يفدي املليحة‬ ‫بقذيفة طائشة‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫«لأول م ��رة �أ�شع ��ر بحج ��م �إعاقت ��ي» هكذا‬ ‫اخت�صر احلاج «ح�سن» م�شاعر العجز التي‬ ‫نه�ش ��ت ج�سده املعوق عندم ��ا بد�أت قذائف‬ ‫النظ ��ام تنزل على الطاب ��ق الرابع من بناء‬ ‫دار الكرام ��ة للعج ��زة حيث يقي ��م‪ ،‬يف �آخر‬ ‫�أيام رم�ضان وحتديد ًا يف ليلة القدر‪..‬‬ ‫وي�ص ��ف احل ��اج ال ��ذي يع ��اين م ��ن �إعاقة‬ ‫مت ّمكن ��ة م ��ن �أطراف� � ِه الأربعة‪ ،‬تل ��ك الليلة‬ ‫بقوله‪ :‬كن ��ا ن�سمع �أ�ص ��وات القذائف‪ ،‬وهي‬ ‫تنزل عل ��ى املليحة والغوط ��ة ال�شرقية‪ ،‬لأن‬ ‫ال ��دار موج ��ود يف �أول طري ��ق املليحة‪ ،‬غري‬ ‫�أن �أح ��د ًا مل يخطر بباله �أن قوات الأ�سد قد‬ ‫تتق�صد ق�ص ��ف دار للعجزة!!‪ ..‬ومن ح�سن‬ ‫احل ��ظ �أن الن ��زالء مل يكون ��وا يف الطاب ��ق‬ ‫الأخ�ي�ر من البناء عندما نزلت عليه �إحدى‬ ‫القذائف‪ ،‬فاقتلعته بالكامل‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف وا�صف ًا حالة الذع ��ر التي �أ�صابت‬ ‫الن ��زالء‪ ،‬خا�ص ��ة �أنه ��م غ�ي�ر قادرين على‬ ‫اله ��رب‪ :‬كان ال�صوت رهيب� � ًا‪ ،‬وارجت البناء‬ ‫ب�أكمل ��ه‪ ،‬والأ�صعب �أننا نع ��اين من �إعاقات‬ ‫متنوعة ما مينعنا من الرك�ض �سواء بق�صد‬ ‫اله ��روب �أو ر�ؤية ما يحدث يف البناء‪� ،‬إال �أن‬ ‫امل�ستخدمات وامل�شرفات على �صحة النزالء‬ ‫قم ��ن بالواج ��ب‪ ،‬وحملنن ��ا �إىل قب ��و البناء‬ ‫حيث املطبخ ريثما يهد�أ الق�صف‪..‬‬ ‫ويتاب ��ع‪ :‬يف املطبخ �سيطر ال�صمت واخلوف‬ ‫عل ��ى امل�شه ��د‪ ،‬ف� ��أي كلم ��ة �أو امتعا� ��ض قد‬ ‫تعن ��ي االعتق ��ال �أو ب�أقل تقدي ��ر العزلة!!‪..‬‬

‫فهذا م ��ا هددنا به �سابق ًا من قبل ال�شبيحة‬ ‫الذي ��ن يعملون بالدار‪ ،‬عندم ��ا جتر�أ �أحدنا‬ ‫عل ��ى متابع ��ة الأخبار على قن ��اة اجلزيرة‪،‬‬ ‫فانهال ��ت علي ��ه ال�شتائم‪ ،‬و ُم ّ‬ ‫نن ب� �� َّأن الدولة‬ ‫�أمنت لن ��ا م�سكن ًا‪ ،‬وم� ��أك ًال‪ ..‬واليوم هاهي‬ ‫تق�صف هذا امل�سكن مبن فيه!‪..‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 14‬‬

‫«قدري جميل»‪ :‬معارض مشبوه ومسؤول ُمدان‪..‬‬

‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫قد يك ��ون نائب رئي� ��س جمل�س ال ��وزراء ال�سوري‬ ‫لل�ش� ��ؤون االقت�صادي ��ة ووزير التج ��ارة الداخلية‬ ‫وحماية امل�ستهلك «ق ��دري جميل»‪ ،‬الوحيد الذي‬ ‫مل ُيخ ِّي ��ب الظ ��ن في ��ه خ�ل�ال الث ��ورة ال�سورية‪،‬‬ ‫�إذ �أن �شك ��وك ال�ش ��ارع ال�س ��وري الثائر كانت يف‬ ‫حمله ��ا وربمّ ا مل تفه ح َّقه‪ ،‬فهو مل يكن حم ّل ثقة‬ ‫وت�صدي ��ق ب�شخ�صية املعار� ��ض للنظام ومتاهى‬ ‫�إىل �أق�ص ��ى احل ��دود يف دور «امل�س� ��ؤول» ال ��ذي‬ ‫ك�شف ب�شكل ال لب�س فيه عن حقيقة «معار�ضته»‪.‬‬ ‫وكان ��ت «�سورية ب ��دا حرية» يف معر� ��ض حديثها‬ ‫ع ��ن هيئة التن�سي ��ق الوطني املعار�ض ��ة يف العدد‬ ‫رق ��م ‪� ،....‬أ�ش ��ارت �إىل جمي ��ل باال�سم وحتدّثت‬ ‫ع ��ن مفارقة وجوده ك�شخ�صي ��ة معار�ضة للنظام‬ ‫«بالكالم» �إن مل يك ��ن �أداة بيده وهو ما ت�أ ّكد بعد‬ ‫دخوله احلكوم ��ة كنائب اقت�ص ��ادي‪ ،‬وهو ينتمي‬ ‫�إىل ح ��زب �شيوع ��ي م ��ن املفرت� ��ض �أن يكون من‬ ‫أ�ل ��د �أعداء «احلكم العائل ��ي» اجلاثم على �صدور‬ ‫ال�سوريني‪.‬‬ ‫يتحدّث وك�أنه رك ��ن �أ�صيل يف النظام‬ ‫جمي ��ل بد�أ َ‬

‫ولي� ��س وزي ��ر ًا م�ستج� � ّد ًا‪ ،‬وج ��اءت ت�صريحات ��ه‬ ‫الأخرية يف مو�سكو الت ��ي اعتاد الرتدّد عليها منذ‬ ‫أ�ي ��ام «املعار�ض ��ة» ناطقة ب ��كالم يحتم ��ل الت�أويل‬ ‫على طريق ��ة الناطق با�س ��م اخلارجي ��ة ال�سورية‬ ‫و أ�ب ��واق الإع�ل�ام‪� ،‬إذ رف� ��ض �أي ح ��وار ي�ش�ت�رط‬ ‫«تنح ��ي الأ�سد» م�سبق ًا ومل ي�ستبعد النقا�ش خالل‬ ‫ّ‬ ‫�أي ح ��وار ق ��ادم حول فك ��رة «ا�ستقال ��ة الأ�سد»!!‪،‬‬ ‫وع ّد جميل ال�شروط امل�سبق ��ة للحوار �أمر ًا منافي ًا‬ ‫للدميقراطية!‬ ‫وت ��واردت �أخب ��ار م�س ّربة من م�ص ��ادر اقت�صادية‬ ‫و�أمنية‪� ،‬أن زيارة جميل ملو�سكو برفقة زميله وزير‬ ‫«امل�صاحلة الوطنية» عل ��ي حيدر‪ ،‬مل تكن لغايات‬ ‫�سيا�سي ��ة وح�سب‪ ،‬ولكنها ج ��اءت الكت�ساب بع�ض‬ ‫الغنائم إ�ث ��ر �صفقة جتارية �ضخمة فاز بها جميل‬ ‫وح�ص ��ل مبوجبها على توكي�ل�ات ح�صرية لتوريد‬ ‫م ��واد البن ��اء‪ ،‬وهو نظري� � ًا «يلعبه ��ا �ص ��ح» �إذ �أن‬ ‫م ��واد البناء �ستكون ال�سلع ��ة الرائجة يف امل�ستقبل‬ ‫ال�س ��وري م ��ع تدم�ي�ر اجلي� ��ش «البا�س ��ل» للم ��دن‬ ‫ال�سوري ��ة وحتويلها �إىل ركام‪ ،‬لكن هل �سي�سمح له‬ ‫ال�شعب بذلك؟؟‬ ‫«اجلمي ��ل» يف الأم ��ر �أن �أي ورق ��ة «معار�ض ��ة» �أو‬

‫«مقاوم ��ة وممانعة» كان جميل وم ��ن وااله يختبئ‬ ‫وراءه ��ا قد �سقط ��ت‪ ،‬ومل يعد هن ��اك جدال حول‬ ‫�أه ��داف هذه «املعار�ضة الوطني ��ة» �سواء كانت يف‬ ‫الداخ ��ل «�ضم ��ن احلكوم ��ة»!!‪� ،‬أو يف «املهجر» مع‬ ‫تهري ��ج رئي�سها هن ��اك «امل ّن ��اع» وت�صدّيه لك�شف‬ ‫�أ�سرار ال�شي�شان ودول البلقان يف «�سوري�ستان»!‬ ‫«حك ��ى ق ��دري» كان التعلي ��ق الأك�ث�ر طرافة على‬ ‫امل ؤ�مت ��ر ال�صحفي الأخري جلمي ��ل يف مو�سكو‪ ،‬يف‬ ‫يوجهها‬ ‫ا�ستعارة ذكي ��ة للجملة ال�شهرية التي كان ّ‬ ‫«غ� � ّوار» لغرميه «بدري �أب ��و كلب�شة» يف م�سل�سالت‬ ‫الزمن اجلمي ��ل‪ ،‬وبدورنا ن�ستعري مقطع ًا كوميدي ًا‬ ‫م ��ن م�سرحية «يعي� ��ش يعي�ش» للأخوي ��ن رحباين‬ ‫ر َدّده املو�سيق ��ار فيلمون وهبي وينطبق كثري ًا على‬ ‫جمي ��ل الذي تغ ّلب ��ت مطامع ��ه االقت�صادية ون�سي‬ ‫امل�ستهل ��ك والوط ��ن فلم يك ��ن معار�ض� � ًا ومل يكن‬ ‫م�س�ؤو ًال‪:‬‬ ‫�إيه يا «قدري» يا «قدري»‪..‬‬ ‫�إذا رحت «�شمال»‪ ..‬ال�شعب بيه ُرب « ِقبلي»‪..‬‬ ‫و�إن طلعتلو «عال�س ّلم»‪ ..‬بينزلك ع «احلبلي»‪..‬‬ ‫و�إن رق�صتلو «عالدف»‪ ..‬بريق�صلك ع «الطبلي»‪..‬‬ ‫�أوع ��ا يكون ��وا ي ��ا «ق ��دري»‪ ..‬مفتكرين ��ك �ش ��ي‬ ‫«هبلي»‪...‬‬


‫‪15 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫معارضون سوريون‬

‫فــداء احلــوراني‬ ‫كربيت ‪ /‬مي�س قات‬

‫موالي ��د دم�شق ع ��ام ‪ ،1956‬وهي طبيب ��ة ن�سائية‬ ‫ومتلك م�شفى احلوراين بحماة‪.‬‬ ‫ف ��داء هي ابن ��ة ال�سيا�سي ال�س ��وري ال ّراحل �أكرم‬ ‫احل ��وراين م�ؤ�س�س احل ��زب العرب ��ي الإ�شرتاكي‪،‬‬ ‫ال ��ذي �ض ّم ��ه �إىل ح ��زب مي�شي ��ل عفل ��ق و�صالح‬ ‫البيطار (ح ��زب البعث) ليتوح ��د احلزبان حتت‬ ‫ا�سم “حزب البعث العربي اال�شرتاكي”‪.‬‬ ‫�أُخ ��رج أ�ك ��رم احل ��وراين وجناح ��ه م ��ن احلي ��اة‬ ‫ال�سلطة يف‬ ‫ال�سيا�س ّي ��ة بعد ا�ستالم البع ��ث لزمام ّ‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬ثم تنقل بني عوا�ص ��م عربية وغربية �إىل‬ ‫ح�ي�ن وفات ��ه يف العا�صم ��ة الأردنية‪ ،‬عم ��ان‪ ،‬عام‬ ‫‪ .1996‬وحتم ��ل “حرك ��ة اال�شرتاكي�ي�ن الع ��رب”‬ ‫توجهات ��ه ال�سيا�سية‪ ،‬والتي ان�شق ��ت �إىل جناحني‬ ‫�أحدهم ��ا ع�ض ��و يف اجلبه ��ة الوطنيةالتقدمي ��ة‬ ‫بقيادة البعث‪ ،‬والثاين يف املعار�ضة �ضمن التجمع‬ ‫الوطني الدميقراطي‪.‬‬ ‫يف ع ��ام ‪ 2005‬وقعت أ�ح ��زاب املعار�ضة العلمانية‬ ‫وحركة االخوان امل�سلمني (مقرها يف لندن) بيانا‬ ‫�أطلق ��و عليه “ إ�ع�ل�ان دم�شق” يطال ��ب بـ “تغيري‬ ‫دميوقراط ��ي ج ��ذري” يف �سوري ��ا ومت ت�شكي ��ل‬ ‫جمل�س وطني بداية كانون الأول‪/‬دي�سمرب‪.‬‬

‫انتخبت فداء احل ��وراين رئي�سة للمجل�س الوطني‬ ‫العالن دم�شق بالتواف ��ق‪ ،‬وذلك يف م�ؤمتر ر�سمي‬ ‫ح�ض ��ره ‪ 163‬ممث�ل ً�ا ع ��ن �أطي ��اف املعار�ض ��ة‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫اعترب ح�سن عبد العظي ��م (الناطق با�سم اعالن‬ ‫دم�شق) �أن فداء احلوراين انتخبت رئي�سة العالن‬ ‫دم�ش ��ق بالتواف ��ق ك� �ـ “حل و�س ��ط ب�ي�ن التيارين‬ ‫القومي واللي�ب�رايل”‪ ،‬م�ضيف ًا “هي وطنية قومية‬ ‫من جهة وكذلك ت�أخذ باملنطق الليربايل ومقتنعة‬ ‫به‪ .‬فكانت حال و�سط ًا ومت التوافق عليها”‪.‬‬ ‫ّمت اعتق ��ال ‪� 12‬شخ�ص ًا من املوقع�ي�ن على اعالن‬ ‫دم�ش ��ق وهم‪ :‬فداء احل ��وارين الكاتب علي العبد‬ ‫اهلل والطبي ��ب وليد البن ��ي والكاتب والأمني العام‬ ‫للمجل� ��س الوطن ��ي أ�ك ��رم البني والنائ ��ب ال�سابق‬ ‫ريا� ��ض �سي ��ف ا�ضاف ��ة اىل �أحم ��د طعم ��ه وجرب‬ ‫ال�ش ��ويف ويا�س ��ر العيطي وحممد حاج ��ي دروي�ش‬ ‫ومروان الع�ش وفايز �ساره وطالل �أبو دان‪.‬‬ ‫�أقدم ��ت دورية من �شرطة حماة بعد اعتقال فداء‬ ‫احلوراين على توقيف زوجها الطبيب الفل�سطيني‬ ‫غازي عليان م ��ن مكتبه يف م�شفى احلوراين‪ ،‬ومت‬ ‫نقل ��ه مبا�شرة �إىل احلدود ال�سوري ��ة الأردنية‪ ،‬ثم‬ ‫ترحيل ��ه خارج البل ��د على �أ�سا�س �ص ��دور مذكرة‬ ‫ر�سمي ��ة ب�إنهاء فوري لإقامته‪ .‬والدكتور عليان من‬ ‫موالي ��د الكويت ‪ ،1954‬وكان ق ��د تابع درا�سته يف‬ ‫جامعة بغداد حيث تعرف على د‪.‬فداء احلوراين‪،‬‬ ‫وه ��و حا�صل عل ��ى �شه ��ادة االخت�صا� ��ص يف طب‬ ‫الط ��وارئ ‪ ،‬ومقي ��م يف مدين ��ة حم ��اه م ��ع زوجته‬ ‫من ��ذ عام ‪ .1990‬حي ��ث كان يعمل مدي ��را مل�شفى‬ ‫احلوراين الذي متلكه فداء‬ ‫حكمت عليه ��ا حمكمة اجلنايات االوىل يف دم�شق‬ ‫يف ت�شري ��ن االول‪/‬اكتوب ��ر ‪ 2008‬بال�سجن �سنتني‬ ‫ون�صف ال�سنة بتهمة “ا�ضعاف ال�شعور القومي”‬ ‫و”نقل اخب ��ار كاذبة من �ش�أنه ��ا ان توهن نف�سية‬ ‫الأم ��ة”‪ .‬ومت االف ��راج عنه ��ا يف �شه ��ر حزي ��ران‬ ‫‪.2011‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 16‬‬

‫حلب ‪ ..‬يوم التعوير و التحرير‬

‫د‪ .‬براء خالد هالل‬


‫‪17 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫احلذر‪ ،‬فلكم افتخر‬ ‫من م�أمنه غالب ًا ما ُي�ؤتى ِ‬ ‫النظام املتهالك ب�إحكام قب�ضته وبـ «�شعبيته»‬ ‫يف حجرتي ف�ؤاد ال�شام دم�شق وحلب‪� ،‬أو قل‬ ‫عيناها اللتان تب�صر بهما النور‪ ،‬ولوالهما ملا‬ ‫قامت للحكم قائمة‪� ،‬أدرك الأ�سد �أو احلمار‬ ‫‪� ،‬أجلكم اهلل ‪ -‬رغم غبائه ‪� -‬أهمية تلكما‬ ‫املدينتني‪ ،‬فح�شد فيها �شبيحته و�أحاط بهما‬ ‫من �أقطارهما وراح يقطع يف �أو�صال البالد‬ ‫�شرق ًا وغرب ًا وطو ًال وعر�ض ًا �آمن ًا من طعنة يف‬ ‫�صميمه من قبل دم�شق وحلب‪.‬‬ ‫كانت حم�ص و�إدلب يف تلك املرحلة يدا‬ ‫الثورة اللتان بهما ت�ضرب وتذب وتدافع‬ ‫عن نف�سها وت�ستمد �أ�سباب بقائها‪ ،‬و العيون‬ ‫تتطلع �إىل عيني ال�شام كما �أ�سلفنا دم�شق‬ ‫وحلب‪ ،‬فانتفا�ضة حلب كانت الأمل بعد �أن‬ ‫خاب الرجاء يف معاين الأخوة و ال�ضمري‬ ‫والإن�سانية والعروبة و اجلوار و العنرتيات‬ ‫التي ما قتلت ذبابة‪.‬‬ ‫حتى ا�ستفاقت ال�ش�آم ذات �صباح وما كانت‬ ‫قد نامت من �آالمها على �إعالن لواء التوحيد‬ ‫املظفر بدء معركة حترير حلب �أو لن ُقل‬ ‫معركة التحرير وكفى‪ ..‬فمعركة حلب هي‬ ‫املرحلة قبل الأخرية من معركة �إ�سقاط‬ ‫النظام بكل جدارة‪� .‬أدرك الثوار �أخري ًا �أنه ال‬ ‫بد من تعوير عيني النظام كما فعل امل�سلمون‬ ‫يف فيلة القاد�سية لتحييدها وجعلها وبا ًال على‬ ‫�أ�صحابها‪ ،‬هي متام ًا كذلك معركة حلب‪.‬‬ ‫�صمت العامل كله ومتالئ على ق�صف حم�ص‬ ‫و�إبادتها وحرق وتدمري مبانيها و�أ�سواقها‬ ‫و�أهليها‪ ،‬لكن عندما بد�أت معركة تعوير عني‬ ‫الأ�سد يف ال�شهباء وجدناهم انتف�ضوا جميع ًا‬ ‫مع النظام الأ�سدي املتهالك يرغون ويزبدون‬ ‫ويحذرون كالذي يتخبطه ال�شيطان من امل�س‬ ‫مرة من �أ�سلحة كيماوية ومرة من ع�صابات‬ ‫مت�شددة ومرة من ( ال�ضراب ال�ساخن)‪،‬‬ ‫فل َع ْم ُر اهلل لقد �أ�صابتهم انتفا�ضة �صولة‬ ‫الأبطال يف حلب مبقتل جميع ًا‪ ،‬ابتداء ًا من‬ ‫�أرنب دم�شق وانتهاء بكذاب البنتاغون‪ ،‬وخب�أ‬ ‫�أ�صحاب التهديد والوعيد ر�ؤو�سهم كالكلب‬ ‫ينبح من وراء داره يف ا�سطنبول وباري�س‬ ‫ومناطق �أخرى ال �أذكرها‪ .‬كانت خطوة ذكية‬

‫�أن بد�أت معركة دم�شق متزامنة مع حلب و�إن‬ ‫كنت ال �أراها �إال متويه ًا لتلك فرتكيز النظام‬ ‫�سين�صب على دم�شق طبع ًا ليتمكن لواء‬ ‫التوحيد من توطئة قدمه يف حلب حيث �سقط‬ ‫�أكرث ‪ 50‬باملئة من �أحياء املدينة مثل الكذب‬ ‫ كما يقال‪ -‬بكل ي�سر و�سهولة‪ ،‬و وجد الثوار‬‫�شق الطريق �إىل تركيا �أ�سهل من ذلك‪ ،‬ثم‬ ‫عاد فر�سان دم�شق ليرتاجعوا تكتيكي ًا بعدما‬ ‫نفذوا املهمة بنجاح‪.‬‬ ‫�ضربتان على الر�أ�س موجعتان‪ ،‬جعلت‬ ‫النظام يتخبط كالثور الهائج‪ ،‬مما مكن‬ ‫الثوار من ال�سيطرة على كافة معابر �سوريا‬ ‫احلدودية‪ .‬رغم �أنه بد�أ يزج بكامل طاقته‬ ‫يف معركة حلب‪ ،‬التي كانت بحق معركة‬ ‫ا�ستنزاف جليلة‪ ،‬فلم تتعر�ض لق�صف‬ ‫وتدمري مثل هذا الذي تواجهه الأن منذ‬ ‫خم�سمئة عام وللمفارقة �أن ذلك التدمري‬ ‫�أي�ض ًا واجهته على يد جد هذا املارق الأخرق‬ ‫وهو ال�شاه �إ�سماعيل ال�صفوي‪ .‬لكن على رغم‬ ‫ماذكر ف�إننا ن�سنتنج �أن النظام يريد ا�ستعادة‬ ‫ال�سيطرة على املدينة ب�أي ثمن و�سيدفع كل‬ ‫طاقته يف �سبيل ذلك و�أنى له؟؟‬ ‫هذا �سيمكن ثوار املناطق الأخرى من التو�سع‬ ‫حتت وط�أة �أقل من قبل معركة حلب التي‬ ‫�ستح�سم قريب ًا �إن �شاء اهلل وخا�صة �إذا‬ ‫تزايدت وترية االن�شقاقات �أو حتى ا�ستمرت‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬على �أنها ميكن لها �أن تحُ �سم‬ ‫يف �أيام �أو �ساعات لو متكن اجلي�ش احلر فيها‬ ‫من احل�صول على �صواريخ حرارية لإ�سقاط‬ ‫الطائرات التي كبدت املدينة �أغلب اخل�سائر‪.‬‬ ‫ابق كما �أنت يا ب�شار فما �أراك �إال مقتو ًال ولو‬ ‫على يد واحد من غلمان �أ�سرتك يف جبال‬ ‫زمرتك املارقة على �أح�سن الأحوال‪� ..‬إن مل‬ ‫متت منحور ًا على يد طفل يف �ساحة احلولة �أو‬ ‫القبري �أو البيا�ضة واخلالدية‪ ،‬هذا �إن تركك‬ ‫�أهل امليدان تخرج من دم�شق و فيك عظمة‬ ‫ت�صلح مرود ًا لعاهرات ق�صرك وهن يرق�صن‬ ‫على �أ�شالئك‪� ....‬إنها حلب �أيها الغ ّر!!‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 18‬‬

‫بعد أن د ّمر سورية‪ ..‬هل سيبقى األسد؟‬

‫خا�ص ‪ /‬عابد م‬


‫‪19 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫عام و�ستة �أ�شهر‪ ،‬مدة طويلة ن�سبي ًا لثورة �أي‬ ‫�شعب كنا قر�أنا عنها يف كتب التاريخ ونقول‬ ‫«ن�سبي ًا» كونها مل تتخطى ب�أ�ش ُهرها املرحلة‬ ‫الأوىل من �أية ثورة �أال وهي «�إ�سقاط نظام‬ ‫احلكم»‪ ،‬ولهذا �أ�سباب وبحوث يطول �شرحها‪.‬‬ ‫املبد�أ النف�سي الذي يتبعه النظام اليوم‬ ‫ي�شبه �إىل حدٍ بعيد مزاجية طفل يواجه �أمر ًا‬ ‫حمتوم ًا فيحاول بقدر ما ي�ستطيع �أن يخرب‬ ‫قبل �أن ي�ست�سلم لأمره املحتوم هذا‪ ،‬وكانت‬ ‫الأ�صوات املعار�ضة «مبعظمها» ومنذ بداية‬ ‫الثورة تطالب بتدخل خارجي �سواء كان‬ ‫«ناتو» �أو غريه‪ ،‬ولأننا ب�صدد نظام متمرت�س‬ ‫على مدار �أكرث من �أربعني عام ًا وا�ستطاع �أن‬ ‫«ي�شربك» خيوط املعادلة بني توازنات �سيا�سية‬ ‫وم�صالح ا�سرتاتيجية مل يتدخل �أحد لوقف‬ ‫النزيف ال�سوري (و�إن كان التدخل ب�أي حال‬ ‫من الأحوال نابع من م�صلحة ولي�س من حالة‬ ‫�إن�سانية كونها مل حتدث يف التاريخ �أن تدخل‬ ‫طرف حلماية �شعب بهدف �إن�ساين)‪ ،‬و�إذا‬ ‫ما عرفنا �أن القوى الدولية الطامعة حقيقة‬ ‫مبوقع �سورية وثرواتها التي مل حتددها‬ ‫�إح�صاءات ر�سمية حتى الآن‪� ،‬ستقوم فع ًال‬ ‫بالتدخل عندما تتخلى القوى الكربى عن‬ ‫الأ�سد‪� ،‬إال �أن ذلك �سيكون حينها تثبيت ًا‬ ‫وا�ضح ًا لتلك الأطماع لن ير�ض عنه ال�شهب‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫يف بدايات الأزمة تردد احلديث ب�شكل كثيف‬ ‫عن تدخل «الناتو» �أو غريه وقاربت ت�صريحات‬ ‫املعار�ضني الراف�ضني لذلك التدخل حد‬ ‫التخوف من خم�سني �ألف قتيل يف حال مت هذا‬ ‫التدخل‪ ،‬وهو حقيقة رقم خميف �أمام املجتمع‬ ‫الدويل والإعالمي النهم للمزيد من الدماء‪،‬‬ ‫لكن متعن ًا ب�سيط ًا يف تراتبية �أعداد ال�ضايا‬ ‫منذ بدء الثورة يعطين ًا رقم ًا قريب ًا جد ًا لهذا‬ ‫الرقم حتى الآن‪.‬‬ ‫ففي درعا ق�صفت قوات النظام البيوت‬

‫واملنازل وكذلك فعلت يف حم�ص ثم يف بانيا�س‬ ‫والالذقية ثم انتقلت �إىل دير الزور و�أخري ًا‬ ‫�إىل دم�شق وحلب‪ ،‬وكان هناك الق�صف‬ ‫الأعنف يف دليل على ا�ست�شرا�س النظام على‬ ‫اقتالع اجلي�ش احلر الذي امتد على طول‬ ‫احلدود واملدن ال�سورية‪.‬‬ ‫وال يعني االنتقال من حمافظة �إىل حمافظة‬ ‫ترك املحافظة ال�سابقة فما تزال درعا التي‬ ‫ابتد�أ فيها الق�صف من بني املدن ال�سورية‬ ‫تق�صف حتى اللحظة وكذلك بقية املدن‪،‬‬ ‫لتتحول �سورية �إىل كتلة ملتهبة دمرت بناها‬ ‫التحتية ب�شكل �شبه كامل وحققت ما ي�سمى‬ ‫االنهيار ال�شامل لالقت�صاد والغذاء‪.‬‬

‫مرتفع جد ًا خا�صة بعد �أن انخرطت يف �صفوفة‬ ‫جماعات جهادية (جبهة الن�صرة) والتي ما‬ ‫يزال املعار�ضون يف اخلارج والداخل يراهنون‬ ‫على �أنها لي�ست موجودة على الأر�ض و�إمنا من‬ ‫ابتداع النظام‪� ،‬إال �أن امل�شاهدة امليدانية على‬ ‫الأر�ض ال ميكن �أن تكذب وجودهم ف�أحياء‬ ‫«املي�سر‪ ،‬وقا�ضي ع�سكر‪ ،‬وباب احلديد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وطريق الباب‪ ،‬و�شعار» يف حلب تغ�ص به�ؤالء‬ ‫الذين قد ال يعرتفون بقرارة �أنف�سهم باجلي�ش‬ ‫احلر‪ ،‬و�إمنا حتتل نظرية اجلهاد عقولهم‬ ‫ب�شكل وا�سع‪ ،‬وهو ما ميكن �أن ينذر ب�صدامات‬ ‫م�ستقبلية مع ال�ضباط واجلنود املن�شقني من‬ ‫اجلي�ش النظامي بعد �سقوط النظام‪.‬‬

‫الأ�سد وبعد �أن و�صل �إىل هذه املرحلة من‬ ‫الدمار مل يعد �أمامه خيار العودة طبق ًا‬ ‫للقاعدة النف�سية �أعاله‪ ،‬فتدمري املدن‬ ‫ال�سورية بهذه الطريقة ينذر برحيل �شنيع‬ ‫للأ�سد رمبا يقارب فيه م�صري «القذايف»‪،‬‬ ‫ويرى النا�شطون على الأر�ض �أنه «غبي» لأنه‬ ‫مل يهرب خارج �سورية حتى الآن خا�صة بعد‬ ‫�أن رح ّبت عدة دول به و�أعلنت �أنها م�ستعدة‬ ‫ال�ست�ضافته‪� ،‬إال �أن ال�صورة يف الطرف‬ ‫املقابل تبدو خمتلفة متام ًا فال ميكن يف هذه‬ ‫اللحظات مقارنة طريقة تفكريه بطريقة‬ ‫تفكري املواطنني على الأر�ض‪ ،‬فهو له نظرة‬ ‫خمتلفة متام ًا تتبع للتقارير الأمنية التي‬ ‫ت�صله وتتبع للتطمينات الدولية وعلى ر�أ�سها‬ ‫«�إ�سرائيل» وجمموعة من الو�ساو�س التي يبثها‬ ‫قادة �أجهزته الأمنية عن فكرة احل�سم وقربه‬ ‫والوعود باقتالع اجلي�ش احلر خالل �أيام‪.‬‬

‫رواية العنا�صر اجلهادية قد تتفق مع وجهة‬ ‫نظر النظام التي باتت �أ�سطوانة م�شروخة على‬ ‫ل�سان �أبواقه‪� ،‬إال �أنها وللأ�سف حقيقة موجودة‬ ‫على الأر�ض وال يخاف �أ�صحابها من �إعالنها‬ ‫ف�أعالمهم ترفرف يف تلك املناطق عالنية‪،‬‬ ‫وهو ما يجب �أن يعيه الثوار يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وبالعودة للأ�سد الذي يبدو جلي ًا �أنه فقد عقله‬ ‫بعد �إعالن بدء معركة حترير حلب ف�إنه مل‬ ‫يعد �أمامه خيار �إال املواجهة (بح�سب طريقة‬ ‫تفكريه) �أما ما يحقن الدماء ويوقف كل الذي‬ ‫يحدث فال ميكن �أن يخطر بباله و�إن خطر‬ ‫ف�إنه ال ي�ستطيع تنفيذه �أال وهو التنحي‪.‬‬

‫على الأر�ض‪ ..‬الو�ضع الإن�ساين متدهور ب�شكل‬ ‫كبري وخا�صة يف حلب التي انخرطت م�ؤخر ًا‬ ‫يف دائرة الق�صف‪ ،‬وال يقلل ذلك من نكبة‬ ‫املدن الأخرى التي �سبقتها �إال �أنها تتعر�ض‬ ‫لق�صف ال ميكن �أن يو�صف �إال بالـ عنيف‪� ،‬أما‬ ‫عنا�صر اجلي�ش احلر فهم يف و�ضع معنوي‬

‫الأطماع الدولية كبرية‪ ،‬وودول اخلليج متول‬ ‫وت�سلح وهو ما ينذر بخطر الو�صاية يف‬ ‫امل�ستقبل‪ ،‬والالعبون الكبار يتناحرون يف‬ ‫ملعب ا�سمه �سورية‪ ،‬واخلطر العثماين اجلديد‬ ‫يكرب �شبحه يوم ًا بعد يوم‪ ،‬ونظرية االنف�صال‬ ‫الكردي تلوح يف الأفق‪ ،‬والتق�سيم الطائفي‬ ‫طرح يف �أكرث من منا�سبة‪ ..‬نقاط كثرية وجمة‬ ‫تنتظر حلو ًال يف �سورية‪� ،‬صمامها الوحيد هو‬ ‫ال�شعب ال�سوري الذي يقرر وحده (�إن اتفق)‬ ‫ما ميكن �أن يكون عليه �شكل الدولة القادمة‬ ‫التي ال ميكن التنب أ� مبا ميكن �أن تكون عليه‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 20‬‬

‫االعتراف باآلخر؟‬ ‫املحامي فوزي مهنا‬ ‫أ�ك�ث�ر م ��ن ‪ 42‬عام� � ًا م� � ّرت عل ��ى ذل ��ك‬ ‫الي ��وم‪ ،‬حينما دخل علين ��ا الأ�ستاذ هايل‬ ‫غرف ��ة ال�ص ��ف‪ ،‬كان عددن ��ا ‪ 47‬طالب� � ًا‬ ‫وطالبة عندما قام بتوزيع تلك الكوا�شني‬ ‫(الكو�ش ��ان تع ��داد املا�شي ��ة باجلمل ��ة)‬ ‫و�صرخ قائ�ل ً�ا‪� :‬أيه ��ا الأوالد �أنتم بعثيون‬ ‫اعتب ��ار ًا من الي ��وم‪ ،‬هيا ثبت ��وا �سريتكم‬ ‫الذاتي ��ة عليه ��ا‪ ،‬وتاب ��ع خطبت ��ه املعتادة‬ ‫بحما�س ��ة عن العروب ��ة والوطن واحلزب‬ ‫القائ ��د‪ ،‬والي�س ��ار واليم�ي�ن اخلائ ��ن‬ ‫واال�ستعمار‪ ،‬ولواء ا�سكندرون اخل�صيب‪،‬‬ ‫واجل ��والن‪ ،‬وال�شي ��خ خزع ��ل‪ ،‬وطن ��ب‬ ‫الك�ب�رى وال�صغرى‪ ،‬و�سبت ��ه ومليلة‪� ،‬إنها‬ ‫�أجندة بانتظاركم!‬ ‫هن ��ا ب ��ادر زميلن ��ا �أ�سام ��ة مقاطع� �اً‬ ‫با�ستحياء وق ��ال‪ :‬ا�سمحلي �أ�ست ��اذ !! �أنا‬ ‫ال �أري ��د �أن �أ�صبح بعثي� � ًا‪� ،‬أجابه الأ�ستاذ‬ ‫�صارخ ًا م�ستنكر ًا‪ ،‬ماذا تقول؟ يعني �أنك‬ ‫ال حت ��ب وطنك ؟! هذه خيان ��ة ! ثم �أ�شار‬ ‫�إلينا وق ��ال له‪� :‬أين وجهك م ��ن الرفاق‪،‬‬ ‫نظر �أ�سام ��ة بوجوهنا ويب ��دو �أنه قر�أ ما‬ ‫بها من ا�ستن ��كار‪ ،‬ثم �أطرق ر�أ�سه خج ًال‬ ‫مكرر ًا رف�ضه االنتماء ل «البعث»‪ ،‬عندها‬ ‫م ��ا لبث الأ�ستاذ �أن قط ��ع خطبته بغ�ص ٍة‬ ‫وطلب من ��ه �أن يتبع ��ه �إىل �إدارة املدر�سة‬ ‫كي يعلمه حب الوط ��ن‪ .‬ان�سل �أ�سامة من‬ ‫بينن ��ا‪ ،‬مغادر ًا غرف ��ة ال�صف وهو يرتعد‬ ‫خوف ًا‪ ،‬كان املوقف �أ�شبه بجل�سة حماكمة‬ ‫ميدانية عربية‪ ،‬خل�ص منها اجلميع �إىل‬ ‫�أن موقف زميلنا أ�ق ��رب للخيانة‪ ،‬فتوعد‬ ‫بع� ��ض العتاد منا ب�أن يقوم بت�أنيبه‪ ،‬بينما‬ ‫�آخرون �أق�سموا �أغلظ الإميان مبقاطعته‪،‬‬ ‫يف الي ��وم الت ��ايل مل يح�ض ��ر �أ�سامة �إىل‬ ‫املدر�سة‪ ،‬يبدو �أنه كان بحاجة ال�سرتاحة‬ ‫يف املن ��زل‪ ،‬ك ��ي ي�ستجم ��ع ق ��واه ويلتقط‬ ‫�أنفا�سه‪.‬‬

‫مل‬ ‫يعلم‬ ‫�أ�سامة أ�ن ��ه �أقحم نف�سه‬ ‫باملحرم ��ات‪ ،‬و�أنه يطع ��ن باملقد�س‪،‬‬ ‫و�أن ع�صتا االدارة �ستتك�سر على جانبيه‬ ‫‪ ،‬لأن ��ه يف دي ��ار العرب �أوط ��ان ال وجود‬ ‫�سوى لل ��ون الواحد والنوع الواحد فقط‪،‬‬ ‫مل يعلم ب�أن املدخل �إىل حب الوطن �إمنا‬ ‫يج ��ب �أن مير ع�ب�ر هذا احلب ��ل ال�سري‬ ‫ح�ص ��ر ًا (ح ��زب البع ��ث)‪� ،‬أو جبهت ��ه‬ ‫التقدمية‪ ،‬التي مل تك ��ن �إال ديكور‪ ،‬حني‬ ‫دربها عل ��ى التبعية وحرمه ��ا من جميع‬ ‫حقوقه ��ا �إال حقه ��ا بالت�صفيق‪ ،‬ف�أدخلها‬ ‫غرف ��ة العناي ��ة امل�ش ��ددة‪ ،‬وم ��رت بحال‬ ‫م ��وت �سري ��ري ب ��دت وك�أنه ��ا تعي�ش يف‬ ‫غرب ��ة عن هذا الوطن‪ ،‬مع �أنها ت�شاطره‬ ‫جمي ��ع كرنفاالت ��ه‪ ،‬وبالت ��ايل مل جت ��د‬ ‫من ��ه‪ ،‬كما يقول املفك ��ر مي�شيل كيلو غري‬ ‫بع� ��ض «الطبطبة» عل ��ى الظهر واجرتار‬ ‫بع� ��ض ال�شع ��ارات م ��ن دون تطبيق‪ ،‬مل‬ ‫يعلم زميلنا ب� ��أن م�ستقبله حتطم‪ ،‬حتى‬ ‫ل ��و ح�صل على إ�ج ��ازة جامعية بامتياز‪،‬‬ ‫ذل ��ك ما دع ��اه ملغادرة ه ��ذا الوطن عله‬ ‫يظف ��ر ول ��و بحل ��م �صغ�ي�ر‪ ،‬بينم ��ا تهمة‬ ‫اخليانة ظلت ت�ؤرقه واخلوف والكوابي�س‬


‫‪21 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫بقيت تط ��ارده حتى وهو قاب ��ع بعيد ًا يف‬ ‫بالد املهجر‪ ،‬هكذا رافق اخلوف والقلق‬ ‫الراح ��ل حمم ��د املاغوط بقول ��ه‪« :‬لأين‬ ‫من ��ذ الطفولة وحت ��ى الآن كلما حتركت‬ ‫�ستارة‪� ،‬سرتت �أوراقي بيدي كبغي �ساعة‬ ‫املداهمة»‪.‬‬

‫والإف ��راج ع ��ن معتقل ��ي ال ��ر�أي كاف ��ة‪،‬‬ ‫و�إلغاء املادة الثامنة م ��ن الد�ستور‪ ،‬التي‬ ‫تعطي حل ��زب البعث احلق بتملك البالد‬ ‫والعب ��اد‪ ،‬واحلد من تغ� � ّول �أجهزة الأمن‬ ‫وتدخلها بكل مفا�صل احلياة‪� ،‬إىل جانب‬ ‫تفعيل مب ��د�أ ف�صل ال�سلط ��ات‪ ،‬احلا�ضر‬ ‫الغائب‪ ،‬الذي ي�ضم ��ن ا�ستقالل الق�ضاء‬ ‫والع ��ودة ملنط ��ق القانون‪ ،‬تل ��ك الرباعم‬ ‫الت ��ي عم ��ل �أ�صح ��اب الر�ؤو� ��س احلليقة‬ ‫عل ��ى دو�سها قبل �أن تزهر وقبل �أن ي�شتد‬ ‫عوده ��ا‪ ،‬فهي �أ�شواك يج ��ب �سحقها قبل‬ ‫ف ��وات الأوان‪ ،‬احلكم ��ة الإ�سباني ��ة تقول‬ ‫«عندم ��ا ينبت ال�شوك يف الربيع ي�ستطيع‬ ‫الإن�سان ال�سري عليه حايف القدمني‪ ،‬لكن‬ ‫عندم ��ا ي أ�ت ��ي ال�صيف ف� ��إن قطيع� � ًا من‬ ‫الفيلة يعجز عن ال�سري عليه»‪.‬‬

‫�أكرث من ‪ 42‬عام ًا مرت وال يزال «هايل»‬ ‫يطل علينا حمتفظ ًا مبف ��ردات قامو�سه‬ ‫املزودة ب�شت ��ى �أنواع االته ��ام والتخوين‬ ‫لإل�صاقه ��ا ب ��كل م ��ن يخالف ��ه ال ��ر�أي‪،‬‬ ‫�شاهدته يف ربي ��ع «�آذار» هذا العام وهو‬ ‫يت�ص ��دى لرباعم احلرية‪ ،‬التى اعتقدت‬ ‫ب� ��أن ف�ضاء ه ��ذا الوطن مل ��ك للجميع‪،‬‬ ‫وكل م ��ا كانت ت�سعى �إلي ��ه هو رفع �سيف‬ ‫الظلم املتمث ��ل يف �سيء ال�صيت (قانون‬ ‫الطوارئ) ال ��ذي يجثم على �صدر‬ ‫ه ��ذا ال�شعب من ��ذ قرابة �إنه ��ا ف�ضيحة ح�ضاري ��ة‪ ،‬فلن�ستيقظ من‬ ‫«‪ 50‬عام� � ًا» ه ��ذا اللي ��ل ال ��ذي طالت ظلمت ��ه‪ ،‬فلحق‬ ‫العرب من ��ه تخلف� � ًا وانح ��دار ًا باتوا فيه‬ ‫عل ��ى �شف�ي�ر هاوية! �أج ��ل �إنه ��ا ف�ضيحة‬ ‫�إن�ساني ��ة �أن نطف ��ئ كل �شمعة ق ��ام �أحد‬ ‫احلاملني ب�إ�شعالها كي تنري �سماء الوطن‪،‬‬ ‫ف�ضيح ��ة �أن تهدر دم ��اء �شبابنا التواقني‬ ‫لتل ��ك احلري ��ة التي جعلها ح ��زب البعث‬ ‫ث ��اين �أهداف ��ه الت ��ي �سع ��ى لتحقيقه ��ا‪،‬‬ ‫واحلري ��ة ه ��ي مطل ��ب �أ�سا�س ��ي يف حياة‬ ‫ال�شعوب‪ ،‬نحن نعي� ��ش يف القرن ال «‪»21‬‬ ‫وحماكم التفتي� ��ش �أ�صبحت من املا�ضي‪،‬‬ ‫ومن �أب�سط حقوق الإن�سان �صون كرامته‬ ‫و�ضم ��ان ممار�س ��ة حريت ��ه‪ ،‬وال غراب ��ة‬ ‫يف الأم ��ر �أن تك ��ون الطي ��ور واحل�شرات‬ ‫تعي� ��ش بروح جماعي ��ة متعاونة‪ ،‬ومتار�س‬ ‫الدميوقراطي ��ة ع ��ن طري ��ق الت�ش ��اور‬ ‫اجلماعي‪ ،‬ه ��ذا ما تو�صل ��ت �إليه درا�سة‬ ‫جامعي ��ة يف بروك�س ��ل‪ ...‬و�أخ�ي�ر ًا نختتم‬ ‫مبا قال ��ه الراحل حممد املاغوط‪�« :‬ألي�س‬ ‫م ��ن العار بعد كل هذا التطور احل�ضاري‬ ‫والعلم ��ي ال ��ذي حققت ��ه الب�شري ��ة‪ ،‬وبعد‬ ‫مئات اجلمعيات و�آالف املدار�س الرتبوية‬ ‫والفني ��ة والأدبية وامل�سرحي ��ة والفندقية‬ ‫الت ��ي تغطي �أر�ض الوطن العربي �أن تظل‬ ‫لغة احلوار الوحيدة بني ال�سلطة واملواطن‬ ‫هي الرف�س واللبط و�شد ال�شعر»‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 22‬‬

‫آخر ملاذا انح��از األب باولو للثوار‬

‫باولو أخ‬ ‫للس ّنة وبوصلة‬ ‫للمسيحيني‬ ‫الثوريني‬

‫خا�ص ‪ /‬ع ّواد حمدان‬ ‫ال زل ��ت �أذك ��ر كالم �أح ��د النا�شطني الذي‬ ‫�أخربين �أن �أحد ًا م ��ن رجال الدين ال يمُ ثله‬ ‫با�ستثن ��اء رج ��ل واح ��د ال يحم ��ل اجلن�سية‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬لكن ��ه يق ��ول‪« :‬وطن ��ي �سوري ��ا»‪،‬‬ ‫وكان يق�ص ��د الأب باولو داليال ��و الإيطايل‬ ‫املوطن‪..‬ال�سوري املُ�شتهى‪.‬‬ ‫مزيج نادر‬ ‫�أ�صب ��ح الراه ��ب الي�سوع ��ي بول� ��ص ال ��ذي‬ ‫َقط ��ن يف دير مار مو�سى احلب�شي يف النبك‬ ‫لثالثة عق ��ود معروف ًا لدى �أغلب ال�سوريني‪،‬‬ ‫لأن ��ه انخرط بكل و�ض ��وح يف �صفوف العمل‬ ‫الإن�س ��اين للمت�ضرري ��ن من ج ��راء ق�صف‬ ‫ق ��وات النظام للمدن ال�سوري ��ة‪ ،‬ولأنه �أعلن‬ ‫موقف ��ه يف «فنح ��از للح ��ق وملطال ��ب الثورة‬ ‫ال�سورية‪ ...‬منح ��از للحرية والدميقراطية»‬ ‫وف ��ق تعبريه‪ ،‬وتو ّقع باولو ُعنف النظام حني‬ ‫ُ�سئ ��ل مطلع عام ‪ 2011‬ع ��ن �إمكانية و�صول‬ ‫ري ��اح التغيري �إىل �سوري ��ا ف�أجاب‪« :‬يف حال‬ ‫حدوث �ش ��يء من هذا القبيل ف�إنه لن يكون‬ ‫ق�صري ًا وال �سه ًال»‪.‬‬ ‫ومن َخبرِ َ باولو ـ الذي يعد نف�سه �سوري ًا من‬ ‫�أ�صل �إيطايل ـ عن قرب يعرف �أنه لي�س من‬ ‫دع ��اة التعاي�ش امل�سيح ��ي الإ�سالمي الذين‬

‫يتبجحون بذلك �أمام كام�ي�رات التلفزيون‬ ‫ال�س ��وري‪� ،‬أو يف املنا�سب ��ات الر�سمي ��ة �أمام‬ ‫الفتات �أعدت �سلف ًا مكت ��وب عليها‪« :‬الدين‬ ‫هلل والوطن للجمي ��ع»‪ ،‬بل اختار ذلك عي�ش ًا‬ ‫حقيقي ًا يف الدير الذي �أ ّمه و�أقام فيه احلياة‬ ‫الرهبانية مطلع ثمانينيات القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫دير مارمو�سى ه ��ذا املكان املرتبع يف جبال‬ ‫القلم ��ون عل ��ى بواب ��ة ال�صح ��راء‪ ،‬مبقدار‬ ‫ارتباط ��ه بالأر� ��ض والتاري ��خ‪� ،‬ص ��ار ـ من ��ذ‬ ‫�أن �سكن ��ه باول ��و‪ ،‬ورمم ��ه‪ ،‬و�أحي ��اه ـ �شديد‬ ‫االرتباط ب�شخ�صه وا�سمه‪.‬‬ ‫ا�س ٌم يدرك الزائر خالل �ساعات �أن �صاحبه‬ ‫مل ُيق ��م للحي ��اة امل�شرتكة م ��ع امل�سلمني �أي‬ ‫و�سيل ��ة تعليمية �أو توجيهي ��ة لإعطاء �صورة‬ ‫م�شرقة عن تداخلهم مع امل�سيحيني وتداخل‬ ‫امل�سيحي�ي�ن معهم يف خمتل ��ف �أنحاء البالد‬ ‫�أم ��ام �أعني ال�سي ��اح الأجان ��ب الذين كانوا‬ ‫ينا�صف ��ون عدد ال�سي ��اح ال�سوريني والعرب‬ ‫يف الدير‪.‬‬ ‫باولو اخت ��ار �سوريا ـ بكل ب�ساط ��ة ـ لأنه تبع‬


‫‪23 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫نداء قلبه‪ ،‬وو�ض ��ع ر�سائل الدير الذي يقيم‬ ‫في ��ه مع الرهب ��ان والراهب ��ات انطالق ًا من‬ ‫البيئ ��ة التي عاي�شه ��ا يف النبك ومل ت�أته من‬ ‫�أي خلفي ��ة �أخرى؛ �أي‪� :‬إن ��ه مل ير ّوج لنف�سه‬ ‫من خ�ل�ال مو�ض ��وع ي�ستف ��ز في ��ه امل�شاعر‬ ‫الإيجابي ��ة كم ��ا يحدث مع رج ��ال دين كرث‬ ‫يف �سوري ��ا‪ ،‬فهناك م ��ن دع ��اة التعاي�ش يف‬ ‫امل�سلمني وامل�سيحيني م ��ن �أخل�صوا للنظام‬ ‫ب�ش ��دة يف ه ��ذا الأمر‪ ،‬ولكن ��ه مل يكن عم ًال‬ ‫�صادق� � ًا‪ ،‬بل ممث ًال‪ ..‬و�شتان ما بني «بهورة»‬ ‫بع�ض يف جمال�سهم امل�شرتكة حني ي�شبكون‬ ‫اله�ل�ال بال�صلي ��ب لنج ��اح املنا�سب ��ة وبني‬

‫ِ�صدق باولو وقوة بحثه الد�ؤوب يف جملدات‬ ‫احلوار امل�سيحي الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�ضع باولو فور و�صوله �إىل �سوريا ـ و�إىل دير‬ ‫مار يعقوب املُقطع يف بل ��دة قارة بالتحديد‬ ‫ـ امل�صاحل ��ة الإ�سالمي ��ة امل�سيحي ��ة هدف� � ًا‬ ‫وطني� � ًا �أ�سا�سي ًا‪ ،‬وال نق�ص ��د هنا امل�صاحلة‬ ‫بعد ع ��داء بني الطرفني بقدر امل�صاحلة يف‬ ‫املفاهي ��م‪ ،‬وكان يتحدث بعمق �شديد داخل‬ ‫الدي ��ر ع ��ن الإ�س�ل�ام‪ ،‬وحت ��ى داخ ��ل عظة‬ ‫القدا�س كان ي�أتي ب�شواهد قر�آنية يعزز بها‬ ‫قوله‪.‬‬ ‫عا� ��ش باولو يف الدير حي ��ا ًة ب�سيطة للغاية‪،‬‬ ‫لكنه كان قريب ًا من كل ما يحدث يف العامل‪،‬‬ ‫يت�أث ��ر وي�ؤثر يف احلياة ال�سورية االجتماعية‬ ‫واملدنية‪ ،‬ومن حت ّدث �إليه قبيل اندالع ثورة‬ ‫احلرية بقرابة �سنة يلم�س مدى القهر الذي‬ ‫عاي�شه م ��ن ال�سلطات ال�سورية التي �ض ّيقت‬ ‫عليه كث�ي�ر ًا لأ�سباب �أمني ��ة‪ ،‬وح ّدت الكثري‬ ‫م ��ن �أن�شطت ��ه‪ ،‬كما ادع ��ت �أن الدي ��ر يقوم‬ ‫مب ��ا يخال ��ف الأنظم ��ة والقوان�ي�ن ال�سورية‬ ‫مم ��ا ا�ضطر الكاهن امل�س� ��ؤول عن دير مار‬

‫مو�س ��ى �أن يكت ��ب بيان ًا �صحفي� � ًا بليغ ًا وبلغة‬ ‫عربية ت�ضاهي لغة كبار م�ست�شاري الرئي�س‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬ف�أر�سل ل ��ه باولو �أك�ث�ر من ع�شر‬ ‫ر�سائ ��ل يف ال�سن�ي�ن املا�ضي ��ة دون �أن ينجح‬ ‫يف فتح ثغرة يف ج ��دار االنغالق والتح�صن‬ ‫والت�شبث بال�سلطة لديه‪.‬‬ ‫باولو مع الثورة والإن�سان‬ ‫مع بداي ��ة الأحداث يف �سوري ��ا حتدثت �إىل‬ ‫باولو فوجدته منح ��از ًا بو�ضوح �إىل ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري املطال ��ب بحريت ��ه‪ ،‬كان حراك ��ه‬ ‫ناعم� � ًا؛ �إذ مل يت�ضم ��ن يف البداي ��ات �سوى‬ ‫ال�ص�ل�اة من �أجل الذين ُفق ��دوا‪ ،‬ومن �أجل‬ ‫املجروح�ي�ن وامل�شردين‪ ،‬ثم دع ��ا �إىل وقف‬ ‫العن ��ف من قب ��ل ال�سلطة‪ّ ،‬‬ ‫وح�ض ��ر لأ�سبوع‬ ‫«جه ��اد روحي» يتخلله ال�ص ��وم‪ ،‬وال�صالة‪،‬‬ ‫وق ��راءة الإجني ��ل املقد�س‪ ،‬وت�ل�اوة القر�آن‬ ‫الك ��رمي‪ .‬وكان هناك قبل ذلك نداء امليالد‬ ‫و�صلوات �سالم عدة ل�سوريا‪.‬‬ ‫تحُ‬ ‫يف ه ��ذه الأثن ��اء كان ��ت ال�سلط ��ات ّ�ضر‬ ‫لإق�ص ��اء بول�ص عن عمل ��ه وت�سفريه خارج‬ ‫البالد‪ ،‬حتا�شي ّا الزدياد ن�شاطه وا�ستقطاب‬ ‫امل�سيحي�ي�ن حوله‪ ,‬هنا هبت حمالت �شعبية‬ ‫ت�ضامني ��ة م ��ع الكاه ��ن ال�ستين ��ي‪ ،‬حت ��ت‬ ‫عناوي ��ن و�شع ��ارات ع ��دة ُتلخ� ��ص مبغذى‬ ‫واحد هو «ال لطرد الأب باولو»‪.‬‬ ‫يف ال�ساد�س ��ة م ��ن م�ساء ‪� 22‬شب ��اط ‪2012‬‬ ‫اقتحم قرابة ثالثني م�سلح ًا ـ وك ّلهم مل ّثمون‬ ‫�إال قائده ��م ـ موق َع موا�شي الدير حيث كان‬ ‫بع� ��ض املوظف�ي�ن‪ ،‬فقل ��ب ه� ��ؤالء امل�سلحون‬ ‫املوق ��ع ر�أ�س� � ًا عل ��ى عقب �سائل�ي�ن عن الأب‬ ‫امل�س� ��ؤول وباحثني عن ال�س�ل�اح واملال‪ ،‬كما‬ ‫زعموا‪ ،‬فما كان من الأب �إال �أن رفع ال�صوت‬ ‫عالي ًا و�أم�ضى �أ�سابيعه الأخرية مع الثوار يف‬ ‫مدينة الق�صري بالقرب من حم�ص ليحاول‬ ‫�أن ي�ص ��ون العي� ��ش امل�شرتك ب�ي�ن امل�سلمني‬ ‫وامل�سيحيني‪.‬‬ ‫و�أخت ��م مقايل هذا بت�صري ��ح �أدىل به باولو‬ ‫جلريدة احلياة عن خامتته قبيل طرده من‬ ‫�سوريا بقليل �إذ يقول‪�« :‬أما �أين هو منتهاي؟‬ ‫ف�إنن ��ي �أذكر �أنه يف ذكرى اجلمعة العظيمة‬ ‫العام املا�ضي خرجنا من الدير �إىل الوادي‬ ‫باجتاه مقربة الرهبان بالقرب من �صخرة‬ ‫�ضخمة‪ ،‬هناك الحظت مكان ًا �ضيق ًا بطويل‬ ‫تقريب� � ًا‪ ،‬ميتد بني �شق �صخري وبني �شجرة‬ ‫زيت ��ون زرعه ��ا أ�ح ��د الرهب ��ان ونمَ َ � ْ�ت بني‬ ‫ال�صخ ��ور‪ ،‬فقل ��ت للجماع ��ة‪� :‬إذا �أراد اهلل‬ ‫وترح ��م عل � ّ�ي فهن ��ا مث ��واي‪� ..‬إن �شاء اهلل‬ ‫�أجابني �إىل هذه الأمنية»‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 24‬‬

‫سقوط العسكر في سوريا‬ ‫خا�ص ‪ /‬رامي الفجراوي‬ ‫القمع مل ي�أت فقط من ر�أ�س النظام ب�شار الأ�سد‪,‬‬ ‫ب ��ل هو ناجت عن النظام ال�س ��وري بكليته ‪ .‬فهدفنا‬ ‫لي� ��س �إزاحة ر�أ�س النظام عل ��ى طريقة م�صر‪ .‬بل‬ ‫اجتثاث النظام من جذوره‪ .‬فنظام جديد يحكمه‬ ‫ع�سكر لن يك ��ون خمتلف ًا عن نظ ��ام الأ�سد وجند‬ ‫هذا املث ��ال وا�ضح ًا يف املجل�س الع�سكري امل�صري‬ ‫الذي م ��ا زال يحاول حماي ��ة �أركان نظام مبارك‬ ‫و�إبقائهم يف ال�سلطة‪.‬‬ ‫فالث ��ورة التي تطالب باحلري ��ة ال يجب �أن تنخدع‬ ‫بحلول قد تطر أ� على م�سارها بوجوه جديدة تريد‬ ‫قي ��ادة �سوريا انتقالي ًا‪ .‬املرحلة ال�سورية االنتقالية‬ ‫يج ��ب �أن تك ��ون ب أ�ي ��دي املدني�ي�ن ولي� ��س ب أ�ي ��دي‬ ‫ع�سكريني حتى لو كانوا من اجلي�ش احلر‪ .‬فمهمة‬ ‫اجلي�ش احلر هو حماية م ��ا يقرره املدنيني ولي�س‬ ‫ب�أخذ القرار عنهم‪.‬‬ ‫ب ��رز يف هذه الف�ت�رة وج ��ه مناف طال� ��س ك�إ�سم‬ ‫مط ��روح ليق ��ود املرحل ��ة االنتقالي ��ة بع ��د �سقوط‬ ‫النظ ��ام‪ ،‬لي� ��س لن ��ا م�شكل ��ة �شخ�صية م ��ع مناف‬ ‫طال� ��س‪ ,‬بل مع العقلية الع�سكرية عندما تعمل يف‬ ‫غ�ي�ر جماله ��ا‪ ،‬فالع�سكر عندما يق ��ودون مدنيني‬

‫لن ي�ستطيع عقلهم اخل ��روج عن جملة «ا�ستارح‪-‬‬ ‫ا�ستاعد‪ -‬ان�صرف» �أي �إعطاء الأوامر دون �سماع‬ ‫نقا� ��ش من الط ��رف الآخر‪ .‬وهذا متام� � ًا ما ثارت‬ ‫علي ��ه الثورة ال�سورية العظيم ��ة متحدي ًة الدبابات‬ ‫والطائرات واملجرمني‪.‬‬ ‫عل ��ى ن�شطاء الث ��ورة املدني�ي�ن واملتظاهرين عدم‬ ‫الإذعان لأي حتول ع�سكري يريد �أن يحكم �سوريا‬ ‫م ��ن اجلي�ش احلر �أو النظامي‪ ,‬علم� � ًا �أن ال�شباب‬ ‫الثوار امل�سلحني ال ي�شكلون �سوى ‪� % 0,1‬أو �أقل من‬ ‫ال�شباب ال�سوري املعار� ��ض‪ .‬فاجلي�ش احلر الذي‬ ‫�أبجل ��ه واحرتمه و�أ�صدقائي �أع�ض ��اء فيه‪ ,‬مهمته‬ ‫ع�سكري ��ة بحت ��ة حلماي ��ة الث ��ورة و�أهدافه ��ا‪ ,‬وال‬ ‫تتج ��اوز هذه احلالة الإن�ساني ��ة النبيلة‪� .‬أما قيادة‬ ‫الدول ��ة فه ��ي مهم ��ة املفكري ��ن واالخت�صا�صي�ي�ن‬ ‫واحلقوقيني الأحرار الذين ي�سعون حلرية اجلميع‬ ‫يف دولة للجميع‪.‬‬ ‫الث ��ورة يف مرحلة حرج ��ة فا�صلة‪ .‬فكم ��ا يبدو �أن‬ ‫النظام قد بد أ� مرحل ��ة النهاية وخ�صو�ص ًا بعد ما‬ ‫�س� � ّرب �أن ب�شار الأ�سد ق ��د مت االنقالب عليه و�أنه‬

‫حتت الإقامة اجلربية‪ ,‬واالنقالبيون هم من يقود‬ ‫يف اخلف ��اء م ��ع املحافظة على هال ��ة وجود الأ�سد‬ ‫خوف� � ًا م ��ن انهي ��ار كامل مفاج ��ئ للنظ ��ام‪ .‬هذه‬ ‫املرحلة احلرجة قد يت ��م التحايل عليها ب�أ�ساليب‬ ‫كثرية ولكن الثورة �أقوى‪.‬‬ ‫ق ��د �أتخ ��وف من م�ستقب ��ل اجلي�ش احل ��ر وقناعة‬ ‫كتائب ��ه مبهم ��ة اجلي� ��ش احل ��ر نف�سه وذل ��ك بعد‬ ‫�سقوط النظ ��ام‪ .‬لكنني قد �أك ��ون مت�شائم ًا كثري ًا‬ ‫بهذا االفرتا�ض نظر ًا لأن كتائب املقاومة ال�شعبية‬ ‫املنت�شرة على كامل �سوريا ظهرت حلماية الثورة‪.‬‬ ‫( وقد ال �أكون)‬ ‫للع�سك ��ر دور وللحكوم ��ة دور يج ��ب �أن ال يلع ��ب‬ ‫أ�ح ��د دور آ�خ ��ر ‪ .‬واجلي�ش مهمت ��ه حماية احلدود‬ ‫واحلكومة‪.‬واحلكوم ��ة مهمته ��ا قي ��ادة الدول ��ة‬ ‫وجي�شها‪.‬‬


‫‪25 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫املركز السوري للدراسات‬ ‫االستراتيجيه والسياسية‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫تعت�ب�ر جتري ��ة مراك ��ز البح ��وث والدرا�س ��ات‬ ‫الإ�سرتاتيجي ��ة امل�ؤثر الفاع ��ل يف نه�ضة ال�شعوب‬ ‫والأمم والت ��ي تلق ��ي ال�ضوء عل ��ى �أدق التفا�صيل‬ ‫لبع�ض املو�ضوعات الت ��ي مل يكن النظر �إليها ذو‬ ‫�أهمية بحثية‪.‬‬ ‫املرك ��ز ال�س ��وري للدرا�س ��ات اال�سرتاتيجي ��ه‬ ‫وال�سيا�سي ��ة مرك ��ز م�ستق ��ل غ�ي�ر حكوم ��ي‪،‬‬ ‫غ�ي�ر حزب ��ي‪ ،‬ت�أ�س� ��س ع ��ام ‪ ،2008‬ويه ��دف‬ ‫ب�ش ��كل رئي�س ��ي �إىل ت�شجيع وتعمي ��ق الدرا�سات‬ ‫والبحوث ال�سيا�سي ��ة واالقت�صادية واالجتماعية‬ ‫واال�سرتاتيجي ��ة املتعلق ��ة ب�سورية ب�ش ��كل خا�ص‬ ‫ومنطة ال�شرق الأو�سط ب�شكل عام‪.‬‬ ‫وذل ��ك م ��ن خ�ل�ال برام ��ج‪� ،‬أبح ��اث‪ ،‬درا�سات‪،‬‬ ‫�إ�ص ��دارات‪ ،‬حما�ضرات‪ ،‬وور�ش عم ��ل يف العلوم‬ ‫االجتماعي ��ة وال�سيا�سي ��ة التطبيقي ��ة منه ��ا‬ ‫والنظري ��ة‪ .‬كما يه ��دف املرك ��ز �إىل ترجمة �أهم‬ ‫الكت ��ب والأبح ��اث الت ��ي حتل ��ل احلال ��ة ال�سورية‬ ‫يف خمتل ��ف املج ��االت االقت�صادي ��ة‪ ،‬ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪.‬‬ ‫يق ��دم موق ��ع املرك ��ز جمموع ��ة م ��ن املق ��االت‬ ‫التحليلية لواقع الثورة ال�سورية يف كافة الأ�صعدة‬ ‫والنواحي م ��ن حتاليل لواق ��ع االقت�صاد ال�سوري‬ ‫وت أ�ث ��ره باملرحل ��ة احلالية‪ ،‬مرورا مبق ��االت ر�أي‬ ‫ح ��ول واقع اجلي�ش احلر وعملياته يف بع�ض املدن‬

‫كم ��ا يف مقالة «معركة ال�سيط ��رة على حلب» التي‬ ‫كتبها �سامي املبي�ض‪.‬‬ ‫يدي ��ره كل من ر�ضوان زيادة وه ��و هو باحث زائر‬ ‫يف معه ��د درا�سات ال�ش ��رق الأو�سط (‪)IMES‬‬ ‫يف كلية �إلي ��وت لل�ش�ؤون الدولي ��ة يف جامعة جورج‬ ‫وا�شنطن كمدير تنفيذي للمركز‪.‬‬ ‫وير�أ�س ��ه الدكت ��ور �أ�سام ��ة قا�ض ��ي وه ��و م�ست�شار‬ ‫اقت�ص ��ادي و ع�ض ��و املجل� ��س الوطن ��ي ال�سوري و‬ ‫رئي� ��س كلي ��ة كونكورديا الكندية للعل ��وم ال�صحية‬ ‫والتكنولوجية والأعمال‪.‬‬ ‫ويف هيئت ��ه الإ�ست�شاري ��ة ع ��دد م ��ن املفكري ��ن‬ ‫والأ�ساتذة يف يف ال�سيا�سة وتاريخ ال�شرق الأو�سط‬ ‫والإقت�صاد‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 26‬‬

‫تفكير املنتصر!!‬ ‫خا�ص ‪ /‬همام البني‬

‫دائم ��ا و عل ��ى م ��ر الع�ص ��ور كان ��ت هناك‬ ‫مع ��ارك و ثورات غ�ي�رت التاري ��خ و انت�صر‬ ‫به ��ا ال�ضعيف �صاحب احل ��ق على الطاغية‬ ‫الظ ��امل و على الواق ��ع احلتمي للق ��وة التي‬ ‫يظنها البع�ض لن تهزم‪.‬‬ ‫كي ��ف فك ��ر املنت�ص ��ر؟ ماه ��ي التفا�صي ��ل‬ ‫ال�صغ�ي�ر التي �صنعت الن�ص ��ر ؟ كيف فكر‬ ‫ا�صح ��اب العق ��ول العظيم ��ة يف اللحظ ��ات‬ ‫احلا�سمة‬ ‫كيف هزم ‪ 36‬الف مقاتل ‪ 250‬الف مقاتل ؟‬ ‫«ال ��وداع‪ ،‬وداع� � ًا اخ�ي�ر ًا ي ��ا �سوري ��ا‪ ،‬ي ��ا‬ ‫حمافظت ��ي اجلميلة‪ ،‬ان ��ت درة العدو الآن‪،‬‬ ‫ار�ض جميلة‬ ‫فلتنعمي بال�سالم يا �سوريا‪ ،‬اي ٍ‬ ‫�ستكون�ي�ن لهم» بهذه الكلم ��ات غادر هرقل‬ ‫حم�ص و�سوريا نهائيا وقلبه ينفطر حزنا يف‬ ‫معركة الريموك كان جي� ��ش االمرباطورية‬ ‫البيزنطية من �أقوى جيو�ش العامل يومئذ‪.‬‬ ‫جاء الق ��رار من « القائ ��د ال�سيا�سي « عمر‬ ‫بن اخلط ��اب بتعني ابو عبي ��دة بن اجلراح‬ ‫قائ ��دا للجي� ��ش بدال م ��ن خالد ب ��ن الوليد‬ ‫القائد الذي مل يهزم مبعركة‪ ,‬عزله « عمر‬ ‫« ك ��ي ال يظ ��ن بع� ��ض �ضعيفي االمي ��ان ان‬ ‫الن�ص ��ر من خالد ال م ��ن رب خالد و ل�سبب‬

‫اخ ��ر هو «�شدته « رحم ًة بالنا�س كما مل يرد‬ ‫«عم ��ر» ان يك ��ون ل ��دى اخلليف ��ة واجليو�ش‬ ‫ذات ال�ش ��دة ‪ ,‬فق ��د كان �أب ��و بك ��ر – ر�ضي‬ ‫اهلل عنه – لينا فنا�سبه خالد‪ ،‬اما الفاروق‬ ‫املعروف ب�شدته‪ ،‬فكما ذكرنا قد نا�سبه لني‬ ‫ابا عبيدة ال �شدة خالد‬ ‫ل ��دى ا�ستالم ابا عبيدة كتاب امري امل�ؤمنني‬ ‫بتعيينه قائ ��دا للجي�ش‪� , ،‬أخف ��ى االمر عن‬ ‫خال ��د اىل ان انته ��ى م ��ن املعرك ��ة حمرزا‬ ‫الن�ص ��ر ثم ابلغ ��ه مبا ج ��اء‪ ،‬ف�س�أله خالد «‬ ‫رحمك اهلل �أبا عبيدة‪ ,‬مامنعك ان تخربين‬ ‫‪ ,‬وق ��د �صليت خلفي و انت القائد و االمري ؟‬ ‫« ف�أجاب �أبو عبي ��دة « اين كرهت �أن �أك�سر‬ ‫عليك حربك‪ ,‬و ما �سلطان الدنيا نريد ‪ ,‬وال‬ ‫لدنيا نعمل‪ ,‬و كلنا يف اهلل �أخوة «‪.‬‬ ‫ماه ��ي ردة فعل « خالد « �سيف اهلل امل�سلول‬ ‫ال ��ذي مل يه ��زم مبعركة ط ��وال حياته ؟؟؟‬ ‫اجتهد اكرث يف القتال بعد ان ا�صبح جندي‬ ‫ع ��ادي يف جي� ��ش امل�سلم�ي�ن و ق ��ال كلمت ��ه‬ ‫ال�شهرية ملن جاء يرجوا الفتنة و ما اكرثهم‬ ‫الي ��وم يف ثورتن ��ا « �إمنا �أفت ��ح ال�شام هلل‪ ،‬ال‬ ‫�أفتحها لعمر بن اخلطاب «‪.‬‬ ‫ك ��م ه ��ي م ��ن مواقف كب�ي�رة لرج ��ال دولة‬ ‫حكم ��وا الع ��امل بزم ��ن قيا�س ��ي كان همهم‬

‫الأول و االخ�ي�ر ر�ضا اهلل و �سعادة الإن�سان‪.‬‬ ‫و ب� ��أن « الن�ص ��ر» ال ي�أت ��ي اال بالت�ضحي ��ة و‬ ‫العم ��ل هلل و مل�صلحة اجلمع ال االفراد‪� ,‬أرى‬ ‫و �أ�سم ��ع الكث�ي�ر من بط ��والت جي�شنا احلر‬ ‫و تفانيه ��م م ��ن اجل وطنهم ال ه ��م لهم اال‬ ‫الن�صر‬ ‫ال يه ��م م ��ن يق ��ود اجلي� ��ش و املعار�ضة اذا‬ ‫كان اجلي� ��ش مهزوم ��ا و املعار�ضة مفككة و‬ ‫ال م ��ن يحكم دول ��ة اذا كانت �ضعيفة ‪ ,‬ففي‬ ‫التاريخ مل يبق ��ى طاغية �إىل الأبد بل بقيت‬ ‫مواقف الرجال ‪ ,‬واجبنا �أن نتعلم من ه�ؤالء‬ ‫الرج ��ال لنعمل و نبني معا �سوريا احل�ضارة‬ ‫و الدميقراطي ��ة ‪� ,‬سوري ��ا االن�س ��ان‪� ,‬سوريا‬ ‫وطن اجلميع‪.‬‬


‫‪27 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫احمل سالحك واتبعني او ابقى مكانك وامنحني االمل‬ ‫خا�ص ‪ /‬م�صطفى الكحيل‬ ‫إ�ن ��ه زم ��ن يبكي في ��ه الرج ��ال ال�سوري�ي�ن منهم‬ ‫خا�ص ��ة فمن ��ذ �أك�ث�ر من �سن ��ة ون�ص ��ف مازالوا‬ ‫يتعر�ضون لأ�صعب حمن ��ة تواجههم كثمن لكلمة‬ ‫واحدة �أطلقوها ف�أطل ��ق عليهم حاكمهم قذائف‬ ‫احلقد متبوع ��ة بقذائف الن ��ار ‪.‬اليبكي ال�سوري‬ ‫لأن منزل ��ه ته ��دم مبق ��دار م ��ا يبكي قه ��را على‬ ‫جثث م�شوهة و�أ�شالء كانت ابت�سامات �أ�صحابها‬ ‫ل الأر� ��ض فرحا وتف ��ا�ؤال‪ ،‬لكن‬ ‫و�ضحكاته ��م مت أ‬ ‫ه� ��ؤالء الرجال ال متنعه ��م دموعهم املتدفقة من‬ ‫ال�سري عل ��ى طري ��ق �أحبائهم طري ��ق الثورة من‬ ‫�أجل احلري ��ة والكرامة ‪.‬ه ��ذه الث ��ورة امل�ستمرة‬ ‫التي حتتاج كل جهد مهما كان قليال ‪.‬‬ ‫�إن ال�شهور املمتدة التي مرت بها الثورة و�ضعتها‬ ‫�أمام احتياجات هائل ��ة وو�ضعت النا�شطني �أمام‬ ‫خي ��ارات و�أولوي ��ات ت�صن ��ف جميعه ��ا على ذات‬ ‫امل�ست ��وى م ��ن الأهمي ��ة ك�أوىل الأولوي ��ات ولك ��ن‬ ‫ع ��دم تغطية الواردات لالحتياج ��ات �شكل عقبة‬ ‫كب�ي�رة �أمام النا�شطني ‪.‬وهذا ما �سمح للإحباط‬ ‫بالت�س ��رب لي�سيطر على بع�ضه ��م وي�ؤدي لرتاجع‬ ‫ن�شاطه ��م ف�أي عق ��ل يحتمل ه ��ذا الواقع ‪.‬يرغب‬ ‫كل نا�ش ��ط ل ��و �أن ل ��ه املق ��درة على ح ��ل م�شاكل‬ ‫ومعان ��اة ال�سوري�ي�ن دفع ��ة واح ��دة بالرغ ��م من‬ ‫�أن حج ��م ه ��ذه املعان ��اة ال تق ��وى دول على حلها‬ ‫منفردة‪.‬ال حاجة للتذك�ي�ر هنا ب�أعداد النازحني‬ ‫والالجئني وامل�شردين والأرامل واليتامى وكذلك‬ ‫املعذب�ي�ن منذ �شهور يف �سج ��ون القمع ‪.‬لكن هذا‬ ‫الواقع املعقد للمعان ��اة ال�سورية ال يجب �أن يدفع‬ ‫بع� ��ض ال�شبان النا�شطني �إىل االنكفاء عن تقدمي‬ ‫جهوده ��م املخل�ص ��ة وق ��ول الكلمة الطيب ��ة التي‬ ‫تع ��زز املعنوي ��ات ‪ .‬فبع�ض النا� ��س يطلق ر�صا�ص‬ ‫النقد و�سهام الل ��وم والعتب على �أي جمهود بدال‬ ‫من العم ��ل على امل�ساهمة في ��ه وت�صويبه �إن كان‬

‫ب ��ه خط�أ‪.‬فه ��ل يعقل �أن يع ��زل بع� ��ض ال�سوريني‬ ‫�أنف�سه ��م عن االنخ ��راط الكامل يف ه ��ذه الثورة‬ ‫املجي ��دة وينتق ��د كل نتائجه ��ا احلالي ��ة ويتململ‬ ‫منتظ ��را انتهائه ��ا دون �أن مين ��ح نف�س ��ه �ش ��رف‬ ‫امل�ساهمة فيها ولو مببل ��غ ب�سيط من املال يدفعه‬ ‫‪.‬ه ��ل يعقل �أن هناك ق�سما م ��ن ال�سوريني مازال‬ ‫بعيدا عن حالة التكاتف والت�ضامن التي ت�سيطر‬ ‫على �شرائح وا�سعة من �أهل الثورة ‪.‬‬ ‫يقول بع�ضهم «�إما �أن تع ��ودوا �إىل املدن املنكوبة‬ ‫وتواجهوا الدبابات و�إما �أن ت�صمتوا فكل �أموالكم‬ ‫وتربعاتك ��م ال تع ��ادل تلك الوقفة ث ��م ما الدليل‬ ‫عل ��ى �أن ه ��ذه التربعات ت�ص ��ل �إىل م�ستحقيها»‬ ‫‪.‬كالم يب ��دو خ ��ارج �سياق الزمن ب ��كل املقايي�س‬ ‫وم ��ا ه ��و �إال ته ��رب م ��ن حتم ��ل �أدنى ج ��زء من‬ ‫امل�س�ؤولي ��ة جتاه معان ��اة ال تو�صف بكلمات ‪.‬وك�أن‬ ‫ه ��ذا ال�سوري املطرود من وطنه يخ�شى املواجهة‬ ‫‪.‬لكن من ق ��ال �أن االنخراط يف هذه الثورة يعني‬ ‫فق ��ط حمل البندقية يف مواجهة ع�صابات القتل‬ ‫والتدم�ي�ر ‪.‬وه ��ل يكون ال�س�ل�اح فق ��ط بندقية‪.‬‬ ‫�ألي� ��س الإعالمي ��ون يف الثورة ه ��م الهدف االول‬ ‫للع�صاب ��ة القاتل ��ة ‪.‬كم �صحفي مواط ��ن قتل لأنه‬ ‫كان ي�صور املظاه ��رات لينقلها للعامل �أجمع ‪.‬ثم‬ ‫ه ��ذه البندقية وهذه الكامريا وكل �أنواع الأ�سلحة‬ ‫ه ��ل ه ��ي باملج ��ان �أال حتت ��اج مل ��ن يعم ��ل ويتربع‬ ‫بالثمن ال�ل�ازم ل�شرائها خ�صو�ص ��ا و�أن اجلي�ش‬ ‫احلر عان ��ى كثريا جلهة ت�أم�ي�ن االموال الالزمة‬ ‫لتموي ��ل �أدواته حت ��ى متكن من انت ��زاع �شرعيته‬ ‫الت ��ي م ��ازال هن ��اك م ��ن ي�ستب�س ��ل يف حماول ��ة‬ ‫النيل منها ‪.‬بالرغم م ��ن ق�ص�ص الت�ضحية التي‬ ‫ي�صعب اخت�صارها بالكلم ��ات واملتمثلة يف عودة‬ ‫بع�ض ال�شبان ال�سوريني من دول املال واالغرتاب‬ ‫والدرا�س ��ة لالنخراط يف �صف ��وف اجلي�ش احلر‬

‫وحمل ال�س�ل�اح ثم اال�ست�شه ��اد يف �سبيل الوطن‬ ‫‪�.‬إال �أن ه ��ذه اخلط ��وة ق ��د ال يك ��ون م ��ن املمكن‬ ‫الإقدام عليها من جميع ال�سوريني خ�صو�صا و�أن‬ ‫كثريين ي�ستطيعون دعم الثورة من االماكن التي‬ ‫يتواج ��دون فيها مع الت�أكيد عل ��ى �أن هذه الثورة‬ ‫حتتاج ملن يحم ��ل البندقية متاما كما حتتاج ملن‬ ‫يحم ��ل القلم والكام�ي�را وكذلك م ��ن يعمل على‬ ‫جم ��ع املعون ��ات و�إي�صالها للداخل ‪.‬ب ��ل حتى ان‬ ‫حمل ��ة البن ��ادق يطالب ��ون الداعمني له ��م باملال‬ ‫باحلفاظ على دعمه ��م وعدم ا�ستبداله بالنزول‬ ‫�إىل �ساحات املواجهة امل�سلحة ‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 28‬‬

‫التفوق األخالقي للثورة السورية‬


‫‪29 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬ ‫تتعر� ��ض ثورتنا احلبيب ��ة اليتيمة وهي على‬ ‫م�شارف الن�صر املحتوم‪� ،‬إىل حملة �شر�سة‬ ‫لت�شويه �سمعتها و�إل�صاق �أمور ال متت ب�صلة‬ ‫جلوهرها وحقيقتها النبيلة‪.‬‬ ‫من يقود احلملة هذه امل ��رة‪ ،‬لي�س فقط �آلة‬ ‫النف ��اق والدج ��ل والت�ضليل لإع�ل�ام طغمة‬ ‫احلكم الفا�س ��دة‪ ،‬التي �ص ��ارت موا�ضيعها‬ ‫وتعابريه ��ا الدميمة مادة للتندر وال�سخرية‬ ‫حتى عند م ��ن ي�سكن ��ون يف �أق�صى �أقا�صي‬ ‫الأر�ض‪ ،‬ومل ي�سمعوا عن �سورية �إال من كتب‬ ‫اجلغرافية‬ ‫و�إمن ��ا ه ��ذه احلمل ��ة اخلبيثة م ��ن �أطراف‬ ‫عدي ��دة مم ��ا ي�سم ��ى «املجتم ��ع ال ��دويل»‬ ‫وها نحن ن ��راه وهو يتحدث ب ��كل نفاق عن‬ ‫«القاعدة» يف �سوريا‬ ‫وحتاول هنا وهن ��اك و�سائل �إعالم الرتويج‬ ‫له ��ذه الأكذوبة‪ ،‬وطبع� � ًا ال�سب ��ب وا�ضح �أن‬ ‫«املجتم ��ع ال ��دويل» ال يري ��د له ��ذه الث ��ورة‬ ‫�أن تنج ��ح لأنه ��ا �ستعي ��د حم ��اور الأم ��ور‬ ‫�إىل ن�صابه ��ا مب ��ا ال يتنا�س ��ب �إطالق� � ًا مع‬ ‫م�صاحله‪ ،‬و�أوىل هذ الق ��وى تلك الإقليمية‬ ‫منه ��ا وخ�صو�ص� � ًا التي تدعي دع ��م الثورة‬

‫وه ��ي متام ًا �ض ��د جناحه ��ا وال تدعمها يف‬ ‫احلقيقة على االط�ل�اق‪ ،‬بل حتاول الإ�ساءة‬ ‫له ��ا بكل الطرق حتى �ص ��ارت متر نقا�شات‬ ‫�شاق ��ة ج ��د ًا مع �أط ��راف غربي�ي�ن‪ ،‬يكيلون‬ ‫للث ��ورة كل التهم التي حت ��اول عبث ًا و�صفها‬ ‫ب�أنها �ستحول �سوريا �إىل دويلة طالبان وهم‬ ‫يثبتون بهذا جهلهم املطبق بحقيقة ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري اجلميلة‪ ،‬ثم ت ��رى املتنطحون من‬ ‫بع� ��ض �أبن ��اء ال�شع ��ب ال�س ��وري �أنف�سهم ‪-‬‬ ‫وقد �أخ ��ذ منهم اجله ��د كل م أ�خ ��ذ‪ ،‬ورمبا‬ ‫�أحيان ًا العجز بعد كل هذه املدة الطويلة من‬ ‫التنكي ��ل والعذاب ‪ -‬ي�ست�سهل ��ون االنخراط‬ ‫يف املبالغة بانتق ��ادات ما يحلو لهم ت�سميته‬ ‫«انته ��اكات اجلي� ��ش ال�س ��وري احل ��ر» على‬ ‫�أ�سا� ��س �أنه ��م يتوخون احليادي ��ة املهنية يف‬ ‫تقييم الأمور !!!‬ ‫وه ��م �أك�ث�ر م ��ن يعلم ��ون حمدودي ��ة وعدم‬ ‫منهجي ��ة هذه الأفعال‪ ،‬وله ��ذا فكما يقولون‬ ‫«كلم ��ة ورد غطاه ��ا» �أخالقية ه ��ذه الثورة‬ ‫ت�أخذ حد ًا ي�صل �إىل درجة اخللود واملجد‪.‬‬ ‫ه ��ي ثورة لي�ست ككل الث ��ورات‪ ،‬فمن يعرف‬ ‫حق املعرفة ما مر على �سورية وان�سانها من‬ ‫ممار�سات جتعل حت ��ى ال�شياطني يف حرية‬ ‫من �أمره ��م‪ ،‬وان �شعب ًا يقف ه ��ذه الوقفة‪،‬‬

‫وحي ��د ًا �إال من �إميانه‪ ،‬ب ��دون دعم وال حتى‬ ‫�إعالمي حقيقي‪� ،‬إال م ��ن ي�أخذهم واجبهم‬ ‫الإن�س ��اين والأخالق ��ي يف بع� ��ض الأحيان‪،‬‬ ‫حت ��ى �إىل حتفه ��م مثلما ح�ص ��ل م�ؤخر ًا مع‬ ‫ال�صحفية اليابانية «ميكا ياماموتو» و�شعب‬ ‫يتجاوز �آالف الأفخاخ الطائفية التي تو�ضع‬ ‫له بدون كلل �أو ملل ويواجه كل هذا البط�ش‬ ‫والعنف والقهر‪ ،‬ومع كل هذا يتدفق ابداع ًا‪،‬‬ ‫و�صحاف ًة‪ ،‬ور�سم ًا‪ ،‬وغن ��ا ًء‪ ،‬ويفر�ض �إرادته‬ ‫عل ��ى الع ��امل رغ ��م كل املح ��اوالت ‪-‬حت ��ى‬ ‫الدولية ‪ -‬احلثيثي ��ة لاللتفاف على �إرادته‪،‬‬ ‫و�آخره ��ا املهمة الت ��ي �أوكل ��ت �إىل الأخ�ضر‬ ‫الإبراهيم ��ي والت ��ي �ستلح ��ق ب�سابقاته ��ا‬ ‫م ��ن «املب ��ادرات» بع ��د �أن ت�سب ��ب ‪ -‬كذلك‬ ‫ك�سابقاته ��ا ‪ -‬مزي ��د ًا م ��ن الأمل والفجائ ��ع‬ ‫لل�شعب ال�سوري‪.‬‬ ‫ف إ�ن ��ه يثب ��ت اثبات ًا جازم� � ًا ال لب� ��س فيه وال‬ ‫غمو� ��ض‪� ،‬أنه ي�سري باجتاه حتمي مثل النهر‬ ‫اجل ��ارف ال ��ذي ينظ ��ف كل م ��ا تر�سب من‬ ‫�أو�ساخ يف جوفه �إىل م�ستقبل جميل تفر�ض‬ ‫في ��ه الث ��ورة ال�سوري ��ة املبارك ��ة �أخالقه ��ا‬ ‫املتفوق ��ة الت ��ي طامل ��ا تقن ��ا �إىل �سيادتها ‪..‬‬ ‫وهي الآن ت�سود‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 30‬‬

‫جوان زيرو‪ ،‬املأساة في ثالثة ألوان‬


‫‪31 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫ر�س ��ام الكاريكات�ي�ر ال�شاب‬ ‫�أثبت ��ت لوحات ّ‬ ‫احلم�ص ��ي الأ�ص ��ل ج ��وان زي ��رو‪ ،‬قدرت ��ه‬ ‫الكبرية على ن�ش ��ر الفكر النقدي والتوعوي‬ ‫الهادف‪ ،‬وحتمل خطوط ��ه الب�سيطة الكثري‬ ‫من الأمل واملعاناة التي يعي�شها ال�سوريون يف‬ ‫ثورتهم‪ ،‬كما حتم ��ل يف الوقت نف�سه الكثري‬ ‫م ��ن الأم ��ل والإن�ساني ��ة الت ��ي طامل ��ا حاول‬ ‫النظام الق�ضاء عليها‪.‬‬ ‫وتتم ّي ��ز لوح ��ات الفن ��ان املقي ��م حالي� � ًا يف‬ ‫القاه ��رة عن غريه ��ا باعتمادها اخلطوط‬ ‫الب�سيط ��ة لإي�ص ��ال املغزى �س ��واء يف ر�سم‬ ‫ال�شخ�صي ��ات �أو مك ّونات اللوح ��ة الأخرى‪،‬‬ ‫وه ��ذا ما ال جنده ل ��دى �أقران ��ه‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫لقربه من واقع الث ��ورة يف ال�شارع‪ ،‬فهو ابن‬ ‫البلد الذي عا�ش جمي ��ع تفا�صيلها من حلو‬ ‫ومر‪.‬‬ ‫النقد الالذع هو بع�ض ما م ّيز لوحات جوان‬

‫وخا�صة جت ��اه بع�ض �شخ�صي ��ات املعار�ضة �إىل ه ��ذا الف ��ن ال ��ذي يح ّق ��ق م�آربه ��م يف‬ ‫نا�شط�ي�ن �أو �سيا�سي�ي�ن وحت ��ى معتقل�ي�ن ال�سخري ��ة والتعر� ��ض للحاك ��م وكل ذي‬ ‫�سابق�ي�ن مثل هدي ��ل كوكي وم ��روة الغميان �سلطة م�ستب ّدة‪ ،‬ف ��كان الفرعوين ي�ستخدم‬ ‫احليوان ��ات والرموز الب�سيط ��ة للتعبري عن‬ ‫وغريهم كثريون‪.‬‬ ‫ر�أيه احلقيقي يف �أ�صحاب العرو�ش‪.‬‬ ‫وجن ��د يف جميع لوحات ��ه ال ��وردة الب�سيطة‬ ‫التي ترمز للإن�ساني ��ة والأمل و�سط الدمار وت أ�ت ��ي الر�س ��وم الكاريكاتوري ��ة يف �أغلبه ��ا‬ ‫الهائل والدماء‪ ،‬ومت ّثل توقيع ًا مميز ًا بعيد ًا مهموم ��ة بال�سيا�س ��ة والث ��ورة‪ ،‬مع�ّب�ررّ ة عن‬ ‫ع ��ن بع�ض م ��ا ينت�ش ��ر م ��ن �أف ��كار هدامة احلالة التي يعي�شها النظام ال�سوري يف ظل‬ ‫ومنحرفة عن �إن�سانية الثورة وجماليتها‪ .‬حكم الطاغية ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫فن الكاريكاتير‬ ‫ف ��ن �ساخر من فن ��ون الر�سم‪ ،‬وه ��و �صورة‬ ‫تبال ��غ يف �إظهار حتري ��ف املالمح الطبيعية‬ ‫�أو خ�صائ� ��ص ومميزات �شخ� ��ص �أو ج�سم‬ ‫ما‪ ،‬به ��دف ال�سخرية �أو النق ��د االجتماعي‬ ‫وال�سيا�س ��ي‪ ،‬له القدرة عل ��ى النقد ما يفوق‬ ‫املقاالت والتقارير ال�صحفية �أحيان ًا‪.‬‬ ‫يعت�ب�ر قدم ��اء امل�صريني ه ��م �أول من تنبه‬

‫الكاريكاتير السياسي‬ ‫مه َّمت ��ه حتري�ضي ��ة بحت ��ة لنق ��د الواق ��ع‬ ‫ال�سيا�س ��ي املحلي �أو العامل ��ي‪ ،‬والكاريكاتري‬ ‫املحل ��ي ي�صلح �أن يكون به تعليق �أما العاملي‬ ‫ف ُي َّ‬ ‫ف�ض ��ل �أن يكون مفهوم� � ًا ومعرب ًا بالر�سم‬ ‫فق ��ط‪ ،‬فاحلوار قد يكون غ�ي�ر مجُ ٍد ب�سبب‬ ‫الرتجمة التي قد ت� ��ؤدي �إىل فقدان احلوار‬ ‫معناه املُ�ستمد من �أر�ضية ثقافية معينة‪.‬‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 32‬‬

‫سلسلة اسكتشات ثورة ‪2‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫القاتل لي�س له �أن ينكر‬ ‫يف حقيقة الأمر هو مل يحاول يوما االنكار‪ ،‬بل على‬ ‫العك� ��س من ذل ��ك كان يتكلم و يحك ��ي متذكرا كل‬ ‫�شيء‪ ،‬مل يغفل �شيئا و مل ين�س حلظة �أو كلمة‪.‬‬ ‫حتى �أنه يتذكر تفا�صيل الوجوه و النظرات رغم �أنه‬ ‫مل ي ��ر معظمها‪ ..‬مل يح ��اول انكار م�س�ؤوليته يف كل‬ ‫م ��رة حكى احلكاية ‪ ،‬اعرتف و ب�شجاعة نادرة ب�أنه‬ ‫ت�سب ��ب بكل ما جرى‪� ،‬أو على الأقل مل يحاول منعه‪.‬‬ ‫مل ينك ��ر رغ ��م �أن ال �أحد بقي ليتهم ��ه �أو يغري من‬ ‫روايته‪.‬لكن ما جرى قد جرى‪ ،‬هكذا يهم�س احل�شد‬ ‫و النا�س يف كل مرة يعيد احلكاية‪.‬‬ ‫بع� ��ض النا�س يع� ��ض على �شفتي ��ه و بع�ضهم يدير‬ ‫وجه ��ه ليخفي دموعه‪ ،‬كل تلك الدم ��وع والت�أوهات‬ ‫مل تزده اال �شهوة لإع ��ادة احلكاية و ك�أنه ي�ستعذب‬ ‫بكاءهم و ي�ستجدي لعناتهم‪.‬‬

‫مل يب ��ق أ�ح ��د مل يلعن ��ه بع�ضهم‬ ‫ب�ص ��ق يف وجه ��ه و بع�ضه ��م انتق ��ل م ��ن احلي‬ ‫بكامله‪�.‬ص ��ار يح� ��س بكرهه ��م يف اله ��واء ال ��ذي‬ ‫يتنف�س ��ه‪ ،‬و لكنه ظل م�صر ًا على التوبة فكان يعيد‬ ‫احلكاي ��ة مرة بعد م ��رة‪ ،‬و يبكي ي�ص ��رخ ي�ضرب‬ ‫ج�سده ال�ضعيف‪ ،‬و هم واقفون يت�أملونه ب�صمت و‬ ‫حقد‪.‬‬ ‫كان ي ��دور بينه ��م ي�ص ��رخ ب�أ�سمائه ��م ي�ستجدي‬ ‫عطفهم و رحمتهم‪ ،‬لكن اللعنات كانت ت�صب على‬ ‫ر�أ�سه مع �أنفا�سهم مع نظراتهم و ت�أوهاتهم‪.‬‬ ‫يف كل م ��رة هناك يد ما متتد الي ��ه تهزه بعنف‪ ،‬و‬ ‫ح�ي�ن ت�سرتجعه م ��ن كوابي�سه يفتح عيني ��ه فورا‪،‬‬ ‫ينظ ��ر يف وجه موقظه غري م�صدق ثم يعيد نظره‬ ‫اىل ج�سده مي ��د يده مي�سح وجهه‪ ،‬تب ��د�أ ابت�سامة‬ ‫لئيم ��ة بالت�شكل يتمتم ( كان حلما اذا ‪ )...‬تتحول‬ ‫االبت�سام ��ة اىل �ضحك ��ة ه�ستريي ��ة‪ .‬يرت ��دي بزته‬ ‫الع�سكرية و يغادر بيته اىل رحلة قتل جديدة‬


‫‪33 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫م�شان اهلل يا�أمي‪..‬حاج ت�س�أليني كيفك‪..‬منيحة‪..‬‬ ‫ب� ��س مافيني قلك �أنو ماحدا بدق باب بيتي‪ ..‬و�أنو‬ ‫كل وين ووين لرين جر�س الباب‪ ..‬مافيني قلك �أنو‬ ‫بفرح ملا ب�شوف �سط ��ل الزبالة تبع جارتي‪ ..‬هيك‬ ‫ب�س بعرف �أنها موجودة‪..‬‬ ‫عاي�ش ��ة ب�س م�ضيع ��ة ريحتك‪..‬بتتذك ��ري املرهم‬ ‫اللي كنت �أدهنلك �ضهرك وتعلق ريحتو ع�إيديي؟؟‬ ‫هلأ كل ماب ��دي �أ�ستح�ضر ريحتك بفتحو وب�صري‬ ‫�شم ��و‪�..‬آخ يا�أمي‪..‬من وق ��ت بطلتي حتطي را�سك‬ ‫عرجليي و عد ال�شيب ��ات برا�سك‪� ..‬صرت خربط‬ ‫بالعد‪..‬‬ ‫ع ��م يقول ��و العي ��د يا�إمي �ص ��ار عالب ��واب‪ ..‬طيب‬ ‫كيف؟ وال�ضل يف بواب وال�ضل يف بيوت‪ ..‬و�إذا دق‬ ‫مني بدو يفتحلو؟؟؟‪..‬‬ ‫ع ��م بت�شق ��ف يا�أمي‪..‬م�شتهية �ش ��م ريحة معمول‬ ‫العي ��د‪ ..‬م�شتهي ��ة يرج ��ع الزم ��ن لورا‪..‬و�أ�صحى‬ ‫ع�ص�ل�اة ال�صبح القيكي �شاطف ��ة البيت وجمهزة‬ ‫القهوة املرة وطاول ��ة احللو‪..‬وماتخلينا مند �إيدنا‬ ‫حلتى يرجع البابا م ��ن ال�صالة‪..‬بدي قلك �سر‪..‬‬ ‫كن ��ت �أنا اللي �أ�سرق ملب�س بي� ��ض احلمام و�آكلو!!‬ ‫وبدي �أعرتفل ��ك كمان �أنو كن ��ت �أ�ست�صعب بو�سة‬ ‫�إيد البابا مل ��ا عايدو‪�..‬أنت علمتيني ماوطي را�سي‬ ‫مهم ��ا كان ال�سبب‪..‬م�شتاقة يا أ�م ��ي �أ�سمع الأدان‪:‬‬ ‫لبي ��ك الله ��م لبيك‪..‬طالع من ك ��ذا جامع ‪.‬جامع‬ ‫الأن ��وار وجام ��ع اجل ��وري وجام ��ع الفرق ��ان‪...‬‬ ‫و�ص ��وت الفتي� ��ش الل ��ي كن ��ت �أنزع ��ج منو‪..‬ه�ل��أ‬ ‫�صارت الفتي�شة كبرية كتري‪..‬و�صارت متوت بدال‬ ‫مات�ضوي وتفرح‪..‬و�صوت املرجوحة‪..‬وهني الوالد‬ ‫مكو�شني حواليا وع ��م يغنو‪ :‬ياحج حممد ‪..‬يويا‪..‬‬ ‫ع�ي�رين ح�صانك‪..‬يويا‪..‬تا �ش ��دو و�أركب‪..‬يويا‪..‬‬ ‫و�أحلق ا�سكندر ‪..‬يويا‪..‬ب�س هلأ املراجيح �صارت‬ ‫م�شانق‪..‬م�شتاق ��ة لأبوكرمو‪..‬وعربايتو اخل�ضرا‪..‬‬ ‫يات ��رى وين ��و وب� ��أي �أر�ض‪�..‬شب ��اك غرفتن ��ا أ�ن ��ا‬ ‫والبن ��ات اللي كنت كاتبة عليه‪ :‬بقولو احلب بيقتل‬ ‫الوق ��ت‪..‬كان مي ��رر كل الأ�ص ��وات والألوان‪..‬ب�س‬ ‫ل علبة الكربيت الل ��ي عاي�شة فيها مابت�سمعني‬ ‫ه أ‬ ‫�إال �ص ��وت املكيف‪..‬ب�ضل يطن ب� ��إدين ليل ونهار‪..‬‬ ‫ولأين بعلبة كربي ��ت‪ ..‬ب�صري �شعل عود ورا عود‪..‬‬ ‫عود برجعني لعندك‪..‬وع ��ود برجعني عاحلارة‪..‬‬ ‫عودبرجعني �صغرية عم تبكي بدها تياب جديدة‬ ‫للعيد‪..‬وع ��ود برج ��ع احلي ��اة وال ��والد والزحمة‪..‬‬ ‫وعود بعب ��ي الطاولة حلوي ��ات العيد‪..‬وهيك حلى‬ ‫�آخر عود يرجعن ��ي عالعلبة‪..‬ومع �أنو بقولو الوقت‬ ‫بيقت ��ل احلب‪..‬ب� ��س ع ��م ح�س أ�ن ��و ع ��م يقتلني‪..‬‬ ‫ويحيي احلب فيني‪.‬‬

‫كل عام وانتي بخير يا إمي‪..‬‬ ‫إميان جانسيز‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 34‬‬

‫�إعزاز‬ ‫ق�صيدة بلون بالدي‪..‬قمحية‬ ‫كان ميكن لهذه الق�صيدة‬ ‫�أن يولد منها الف �شاعر‪..‬‬ ‫و كان ميكن‬ ‫لهذه الطفلة التي دفنت داخل حروفها‬ ‫�أن تكون �سمراء مم�شوقة القوام‬ ‫تقاوم و تنت�صر و تعطي لهذا ال�شرق هوية‬ ‫كان ميكن لهذا ال�شاب الذي اعتقل‪..‬‬ ‫ان يكون م�صدر نور و حب و ن�ضال‬ ‫�إعزاز‬ ‫�إعزاز لي�ست ق�صيدة عادية‬ ‫�إعزاز‬ ‫ق�صيدة يتامر عليها العامل‬ ‫يخاف حروفها‬ ‫يحارب قوافيها‬ ‫يجفف بحور �شعرها‬ ‫يغت�صبها العامل بر�صا�ص بندقية‬ ‫�إعزاز �صبية حلوة‬ ‫عينيها حرية‬ ‫و�صوتها حرية‬ ‫حجارة ار�صفتها حرية‬ ‫�إعزاز اليوم كانت ال�ضحية‪..‬‬ ‫�إعزاز مل تقاوم بعينيها املخرز‪..‬‬ ‫مل توقعه ار�ضا‪..‬‬ ‫بب�ساطة‬ ‫�إعزاز �ستت�ضع املخرز يف عني القاتل‬ ‫و املغت�صب‬ ‫و ال�سارق‬ ‫لتنت�صر الق�ضية‪!..‬‬

‫قصيدة اسمها اعزاز‬ ‫كربيت ‪ /‬يامن املغربي‬


‫‪35 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫معاوية دمشق!‬ ‫�سعدون ال�سعدون‬ ‫�أين �أنت يا معاوية لرتى ما حل بدم�شق‬ ‫�أين �أنت يابن الوليد لتى ما حل بحم�ص‬ ‫ن ��زار قباين �أبى اال �أن ي�شارك الث ��ورة بق�صيدة كتبت قبل تتمخ�ض من رحم‬ ‫ال�شقاء‬ ‫فر�شت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا فيا دم�شـق‪ ...‬ملاذا نبـد�أ العتبـا؟‬ ‫حبيبتي أ�نـت‪ ...‬فا�ستلقي ك�أغنيـ ٍة على ذراعي‪ ،‬وال ت�ستو�ضحي ال�سببا‬ ‫�أنت الن�ساء جميع ًا‪ ..‬ما من امـر�أ ٍة �أحببت بعدك‪� ..‬إال خلتها كـذبا‬ ‫يا �شام‪� ،‬إن جراحي ال �ضفاف لها فم�سحي عن جبيني احلزن والتعبا‬ ‫و�أرجعيني �إىل �أ�سـوار مدر�سـتي و�أرجعي احلرب والطب�شور والكتبا‬ ‫كنز طمرت بها وكم تركت عليها ذكريات �صـبا‬ ‫تلك الزواريب كم ٍ‬ ‫ً‬ ‫وكم ر�سمت على جدرانها �صـورا وكم ك�سرت على �أدراجـها لعبا‬ ‫�أتيت من رحم الأحزان‪ ...‬يا وطني �أقبل الأر�ض والأبـواب وال�شـهبا‬ ‫حبي هـنا‪ ..‬وحبيباتي ولـدن هـنا فمـن يعيـد يل العمر الذي ذهبا؟‬ ‫�أنا قبيلـة ع�شـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي �سقيت البحر وال�سحبا‬ ‫فكـل �صف�صافـ ٍة حولتها امـر�أ ًة و كـل مئذنـ ٍة ر�صـعتها ذهـبا‬ ‫هـذي الب�ساتـني كانت بني �أمتعتي ملا ارحتلـت عـن الفيحـاء مغرتبا‬ ‫فال قمي�ص من القم�صـان �ألب�سـه �إال وجـدت على خيطانـه عنبا‬ ‫وهارب من ق�ضاء احلب ما هـربا‬ ‫كـم مبح ٍـر‪ ..‬وهموم الرب ت�سكنه‬ ‫ٍ‬ ‫يا �شـام‪ ،‬أ�يـن هما عـينا معاوي ٍة و�أيـن من زحموا باملنكـب ال�شهبا‬ ‫فال خيـول بني حمـدان راق�صـ ٌة زهــو ًا‪ ...‬وال املتنبي ٌ‬ ‫مالئ حـلبا‬ ‫ـم�ص نالم�سـه فـريجف القبـر من زواره غـ�ضبا‬ ‫وقبـر خالد يف ح ٍ‬ ‫ميت‪ ..‬على �أقدامـه انت�صـبا‬ ‫ورب‬ ‫ـه‬ ‫ن‬ ‫م�سك‬ ‫القرب‬ ‫يا رب ح ٍـي‪ ..‬رخام‬ ‫ٍ‬ ‫يا ابن الوليـد‪� ..‬أال �سي ٌـف ت�ؤجره؟ فكل �أ�سيافنا قد �أ�صبحـت خ�شـبا‬ ‫دم�شـق‪ ،‬يا كنز �أحالمي ومروحتي �أ�شكو العروبة �أم �أ�شكو لك العربا؟‬ ‫�أدمـت �سياط حزيران ظهورهم ف�أدمنوها‪ ..‬وبا�سوا كف من �ضربا‬ ‫وطالعوا كتب التاريخ‪ ..‬واقتنعوا متى البنادق كانت ت�سكن الكتبا؟‬


‫‪issue 31 / Aug 26th 36‬‬

‫‪Nawar Bulbul‬‬

‫ال�سلطات العراقيه تغلق املعابر �أمام الالجئني ال�سوريني ‪....‬‬ ‫ب�سيطه يا عراق ‪ ...‬العد�س برتابو وكل �شي بح�سابو ‪....‬‬ ‫‪Hanady Alkhatib‬‬

‫واهلل أ�ن ��ا مفك ��رة �أنو الثورة لح تظبطلي كل �أموري مبا فيها وج ��ع را�سي‪ ..‬ب�س الظاهر �أنو را�سي مو من‬ ‫اخت�صا�صها‪ ..‬قالتلي اليوم بيكفي اين لح رجعلك كرامتك ال تكون يطماعة‬ ‫انا مايل طماعة خلي را�سي عم يوجعني العمر كلو ب�س ترجعلي كرامتي قبالنة‪..‬‬ ‫‪Ghassan Aboud‬‬

‫بعدم ��ا تعرف ال�سوريون عل ��ى الفي�س بوك ولوال �أن الثورة ال�سورية �أ�صبحت همنا وعملنا وفكرنا الدائم‬ ‫لكن ��ا ر�أينا الأورب ��ي والأمريكي والالتين ��ي وال�شرق �أ�سي ��وي وكل الأر�ض ينقلون بو�ست ��ات مرتجمة عن‬ ‫م�شرتكني �سوريني! ملا لهذا ال�شعب من امتداد ح�ضاري وروحانية عالية وح�س فكاهي! والذي لديه �شك‬ ‫ي ��زور لن�ص ��ف �ساعة �صفحة حممد كنج الدند�ش ��ي �أوال �أو لقمان ديركي‪ ،‬يلع ��ن روح الأ�سديني حرمونا‬ ‫من كل جميل!‪ ...‬بح�ضارتنا برقينا بروحانيتنا بابداعنا ب�سخريتنا بنا‪� ...‬ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــوريـة حـرة‪.‬‬ ‫‪Najati Al Jundi‬‬

‫�أجملكي يا كلمة وطن ‪...........‬‬ ‫‪Molham Aldrobi‬‬

‫مع تزايد اعداد �شهداء ثورة �شعبنا لتفوق مائتني كل يوم ومع ا�ستخدام املجرم �سالح الطريان احلربي‬ ‫�أ�صب ��ح واجب ��ا علينا طلب التدخل الأجنبي الع�سكري بكل قوة‪ ،‬مل يع ��د هناك عذر مل تعد هناك حجة‪،‬‬ ‫حتى هذه اللحظة مل ا�سمع ومل �أقر�أ بيانا ر�سميا من املجل�س الوطني ال�سوري يطالب بهذا ب�شكل وا�ضح‪،‬‬ ‫التباط� ��ؤ يف ه ��ذا الطلب يعترب تق�صريا يحا�سب عليه املق�صرون‪ ،‬بغ� ��ض النظر ان كان املجتمع الدويل‬ ‫�سيلبي ام ال‪.‬‬ ‫‪Dlshad Othman‬‬

‫فرن�سا و امريكا تعاين من الدميقراطية النها م�صنوعة من ا�شخا�ص و لي�س من اخلالق‪..‬‬ ‫‪Mohannad Faysal‬‬

‫لو عنا جهة ثورية وحدة و موحدة ؟؟‬ ‫لو عنا اعالم ثوري واحد و موحد ؟؟؟‬ ‫لو عنا جهة اغاثية وحدة و موحدة ؟؟‬ ‫لو عنا جي�ش وكتائب ثورية موحدة و حتت قيادة وحدة ؟؟؟‬ ‫�صدقوين �ساعتها ‪ ....‬ما ب�ضل �شي باالحتالل على حاله خالل �شهر واحد ب�س ‪..‬‬ ‫ب�س متل ما بقلولوا ‪ ....‬كلمة لو ما بتطعمي خبز ‪...‬‬ ‫‪Ola Malas‬‬

‫بكرة احلى ايها ال�سوري اجلميل‬ ‫كما انت دوم ًا‪..‬ان�سان‬ ‫حر رغم انوفهم ‪...‬حر يا ا�صيل‬ ‫احلرية ملحمد عمر او�سو وعائلته‬ ‫‪Ahmad Alshammery‬‬

‫رفيقت ��ي «علوية» كانت متخوفة كتري من ال�سلفية ‪ ...‬مل ��ا التقت فيهم ‪ ...‬وحكت معهم ‪ ...‬ع�شقت واحد‬ ‫منن ‪ ...‬وهوي كمان بادال نف�س ال�شعور ‪...‬‬ ‫عم ادعيلن ي�شكلوا وحده وطنية عن قريب ‪):‬‬


‫‪37 issue 31 / Aug 26th‬‬

‫شروي غروي‬

‫�أنا بحكي �شروي غروي‪ ..‬وبدي حرية‬

‫واهلل هاخلربط ��ة الل ��ي �صاي ��رة بالفي� ��س ب ��وك‬ ‫ممت ��ازة ‪� ...‬صاي ��ر الواحد اذا كت ��ب �شي بو�ست‬ ‫�سخيف وما �إجاه اليكات بيقول ‪ ...‬اهلل يلعن ابوك‬ ‫يامارك روحتلي ابداعاتي‬ ‫يف �ش ��ي تف�سري لي�ش القاع ��دة والإرهابيني ماعاد‬ ‫فجروا �سي ��ارات مفخخة ؟ بجوز رم�ضنوا ببالدن‬ ‫وهلأ بعد العيد بريجعوا‬ ‫على فكرة �أحلى ‪ 3‬روائح ‪:‬‬ ‫ريح ��ة �سلق احلم� ��ص ‪ ...‬ودواء الغ�سيل (�آريال )‬ ‫وخبز اخلبز‬ ‫ت�صري ��ح اللبن ��اين املف ��رج عنه اليوم ع ��ن ح�سن‬ ‫معامل ��ة اخلاطفني لهم ‪� ...‬أثبت مبا اليدع جماال»‬ ‫لل�ش ��ك �أن جمي ��ع عنا�صر اجلي�ش احل ��ر �سوريون‬ ‫والوجود ملقاتلني �أجانب ‪ ...‬هذه الأخالق �أعرفها‬ ‫جيدا» �سورية ا�صيلة �أبا» عن جد‬

‫واح ��د م ��ن ال�شب ��اب و ّقف ��و وقلو ب ��دي منك طلب‬ ‫�شيخي‬ ‫قالو خري ب�شو بقدر �ساعدك‬ ‫قالو يا�شيخي بدي تتو�صطلي مع بيت حمايي‬ ‫اتخانقت مع مرتي ‪� ،‬أخ ِــدت الــوالد و راحــت‬ ‫قالو ال�شيخ ‪ :‬وين راحت ؟؟ �إي حم�ص كلها انهدت‬ ‫قالو و اهلل يا �شيخي راحـت ِحردت مبدر�ســة �أهال‬

‫�أكد م�صدر مطلع ل�شروي غروي �أن فاروق ال�شرع‬ ‫موج ��ود يف الأردن ‪ ...‬ب�س ماعرفن ��ا ل�سا �إن�شقاق ب�سبب الت�ضييق االمني عالفي�سبوك‬ ‫هناك حاالت نزوح كبرية اىل تويرت وجوجل‬ ‫وال ق�سطرة‬ ‫هاي ا�صالحاتك يا مارك؟‬ ‫انا في�سبوكي م ��اين (ما في�سبوكي) وهالعامل كال‬ ‫الفرند اللي بيجيك منو الريح ‪ ...‬بلوكو وا�سرتيح متلي‬ ‫النظ ��ام يح ��اول ت�سويق منتج رو�س ��ي ردئ جتميع‬ ‫�سوريا عن طريق مندوب مبيعات فا�شل ‪...‬‬ ‫قدري جميل ي�سوق طاولة احلوار‬ ‫م ��دري لي�ش حا�س� ��س �أنو يف ح ��رب عاملية قادمة‬ ‫‪ ...‬بني م�ؤيدي الأ�س ��د ومعار�ضيه و�ست�ستمر هذه‬ ‫احل ��رب دون �أن ينت�ص ��ر �أي ط ��رف حتى تتدخل‬ ‫و�ساطة من كوكب عط ��ارد وتحٌ ل الق�ضية بطائف‬ ‫عاملي ب�ي�ن م�ؤيدي الأ�س ��د ومعار�ضيه حول العامل‬ ‫‪ ...‬ق�سما» باهلل �شي بيحط العقل بالكف‬

‫يف برنامج عالعربية عن االعتقال يف �سوريا ‪...‬‬ ‫تهم االعتقال الأكرث غرابة ‪:‬‬ ‫ تهمة التخابر مع اوباما ‪...‬بعد التعذيب اعرتف‬‫بالتخابر ف�س�ألوه وملاذا مل تعد تخابره ؟ فقال لهم‬ ‫ان وحداته خل�صت‬ ‫ تهمة نية التظاهر ‪...‬كان واقفا على باب حمله‬‫ومرت املظاهرة من �أمامه‬ ‫تهمة م�صلي عدد زائد ‪� ...‬صلى يف م�سجد ممتلئ‬ ‫وتخ ��رج من ��ه مظاه ��رات ولأن امل�سج ��د ممتل ��ئ‬ ‫فاتهموه انه م�صلي زائد وينوي التظاهر‬

‫واخ�ي�را» �ألف حمد و�ألف �شك ��ر وعلى حياة عيني‬ ‫أ�ح ��د امل�شايخ كان ع ��م يتف َّقد مدر�س ��ة للنازحني �شفت اجن ��از �سوري بعد دورة املتو�سط ‪� ...‬سوريا‬ ‫حتت ��ل املرك ��ز الأول عاملي ��ا» ك�أخطر م ��كان لعمل‬ ‫بالوعر‬

‫ال�صحفيني ‪ ...‬اهلل يرحمك يا �أحمد عيد‬ ‫ب�صفح ��ات امل�ؤيدي ��ن اك�ث�ر ث�ل�اث م�صطلح ��ات‬ ‫م�ستعملة‬ ‫اجلهات املخت�صة‬ ‫جم�سمات‬ ‫فوتو�شوب‬ ‫هلأ زاد �صديق جديد لل�صفحة فتحت عما �شوف‬ ‫�صورت ��ه وال حاطط �صورة ال�صحفية اليابانية ‪...‬‬ ‫و�أن ��ا ن�سي ��ت مني ه ��ي ‪� ...‬صفنت بال�ص ��ورة قلت‬ ‫واهلل هال�ش ��روي غروي دخل ��ت للعاملية و�صار عنا‬ ‫�أ�صدقاء يابانيني !!!!!!‬ ‫ال�شب ��اب املعار�ض�ي�ن الأ�شاو� ��س اللي عم ��ا ينزلوا‬ ‫على ادلب ويت�صوروا �شي مع دبابة و�شي مع دبابة‬ ‫ورو�سي ��ة ‪ ...‬ذكروين ب�ستودي ��و ال�شني كنت تفوت‬ ‫ب ��دك تت�صور تالقي عن ��ده بدل ��ة ع�سكرية ورتب‬ ‫وبريي ��ه واللي ب ��ده حطة وعق ��ال واللي ب ��ده جلد‬ ‫خاروف للوالد ‪...‬‬ ‫ب� ��س ال�س�ؤال بادلب حاطيلهن م�شط ومراية جنب‬ ‫الدبابة ؟‬ ‫ل اللي بين�شق كيف بيعرف �أنو عالأردن ملا على‬ ‫ه أ‬ ‫تركيا ؟‬ ‫معقول بي�ستلم فرزه من النبك ‪...‬‬ ‫‪www.facebook.com/ShrwyGhrwy‬‬


issue 31 / Aug 26th 38

/sbh.magazine @sbhMagazine1 sbh.magazine@gmail.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.