العدد ٣٨ من مجلة سورية بداحرية

Page 1

1

issue 38 / nov. 27th

th

issue 38 / Nov 27 2012


issue 38 / nov 27th

38

27

QÉØ«dƒH - AÉ¡H GôØL - ¢Sɪq °T ≈Ÿ - »YÉaôdG ‹óæL ôjòf - Ö∏M QÉæe - Ö«£ÿG ÊÉe - ‘É«dG OQh - Ö«£ÿG ÜóMC’G Gò°T - Éæ¡e …Rƒa - ∞«µ°SG ójDƒe - õ«°ùfÉL ¿ÉÁEG ø°ùM ƒHCG - Éæq M ≈HQ - ΩÉMO q ƒHCG - »°üª◊G ó«dƒdG ƒHCG ôªY ó«°ùdG ÉjôcR - ¿hóªM ¢ù«fCG - »YÉ≤ÑdG ìôe - ÉjÉ°†e .¿É«q ∏Y ô°UÉf - »°üª◊G ó«ÑY ƒHCG - ó©°S π«FÉî«e -

www.sbhmagazine.com info@sbhmagazine.com

»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ

2


3

issue 38 / nov. 27th


‫‪4‬‬

‫‪issue 38 / nov 27th‬‬

‫افتتاحية العدد‪38‬‬

‫طق براغي‪..‬‬

‫لن �أدخل يف مقد‬ ‫مبا فيها تن�ضح‪ ،‬مات رومان�سية‪ ،‬فكيل ت�سميح اجلوخ قد طفح‪ ،‬و�أ�ضحت جميع الأواين‬ ‫حديثنا اليوم عن بع�ض الأحزاب والأ�شخا�ص الذين يختفون وراء �ستارة‬ ‫الثورة‪..‬‬ ‫و�صلنا من ا‬ ‫حتى يقوم بتوحلدود ال�سورية الرتكية بكال طرفيها عن من يقوم بتخزين املواد الإغاثية‬ ‫زيعها على من ي�ؤيده‪ ،‬و�إال ف�إن م�صريها العفن‪� ،‬إن مل جتد طريقها �إىل البيع‬ ‫للت�صرف بثمنها ح�سب مزاج املت�صرف بها‪.‬‬ ‫يف مكان �آخر‪ ،‬انت‬ ‫�أ�ضحت حم�صورة �شرت ظاهرة الوا�سطة الثورية‪ ،‬فبع�ض الور�شات التوعوية والتدريبية‬ ‫من هيئات ومن لأبناء و�أ�صدقاء منظميها‪ ،‬على الرغم من كونها ممولة ومنظمة �أي�ض ًا‬ ‫ظمات دولية ال متيز بني الأبي�ض والأ�سود‪ ،‬والطويل والق�صري‪.‬‬ ‫�إحدى الق�ص�ص‬ ‫�إىل تركية حل التي تعيد ن�شرها‪ ،‬لنا�شط من حم�ص‪ ،‬ا�ستطاع بعد جهد جهيد الو�صول‬ ‫ب�إجباره على ا �ضور إ�حدى الدورات التدريبية التي �أقامتها �إحدى الأحزاب‪ ،‬وان�صدم‬ ‫لعمل ل�صالح ذلك احلزب‪ ،‬بل والإنت�ساب له‪ ،‬وعند الرف�ض‪ ،‬كان احلجز‬ ‫الق�صري ن�صيبه‪،‬‬ ‫لدياره‪ ،‬بعد ته �إىل �أن تدخل �شيخ املعار�ضني «املالح» ليتم حتريره وال�سماح له بالعودة‬ ‫الثورة‪ ،‬والوطن‪.‬ديده بحال ا�ستمر بالعمل‪ ،‬فالتزم البيت‪ ،‬وخ�سرنا نا�شط ًا حتتاج �إليه‬ ‫ظاهرة التخوين �‬ ‫ملط�شة القا�صي أ�ضحت مو�ضة الثورة اليوم‪ ،‬فما �إن يطفو ا�سم على ال�سطح حتى ي�صبح‬ ‫امل�صدر ‪ ،‬بل والداين‪ ،‬فال داعي ملعرفة ما�ضيه والت�أكد من �إ�شاعات غري معروفة‬ ‫يكفي �أن يحكم عليه ذو مزاج متعكر‪ ،‬منت�سب للواء املنظرين الإلكرتوين‪.‬‬ ‫كلمة �أخرى لإع‬ ‫فوراء كل جدار قالمي الثورة ال�سورية‪� ..‬أحبائنا‪ ،‬ثمة الكثري من ق�ص�ص الثورة املن�سية‪،‬‬ ‫لها بكل ب�ساطة‪� ..‬صة‪ ،‬وكل طفل و�شيخ معاناة‪ ،‬ووراء كل ر�صا�صة �ضيم وظلم‪ ،‬جتاهلكم‬ ‫ت�شبيح‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 38 / nov. 27th‬‬

‫‪5‬‬

‫اذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬ ‫(احلركة الت�صحيحية‬ ‫للمجل�س الوطني) ‪!! ..‬‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو ّ‬ ‫حياة املواطن ال�سوري يف الزمن الأخري‬ ‫مبنية على عدة �أمور ‪ ..‬منها القائد اخلالد‬ ‫‪ ،‬تدمر ‪ ،‬حماة ‪ ،‬املدفعية ‪ ،‬وال�شهيد الركن‬ ‫املظلي �شهيد املري�سيد�س !! ‪ ..‬لكن لعل‬ ‫�أهمها واكرثها �سخرية ما ي�سمى (احلركة‬ ‫الت�صحيحية) ‪!! ..‬‬ ‫�سوريا بلد بني كل �شيء فيه على ا�سا�س‬ ‫احلركة ال�صحيحية ‪ ،‬حتى الزواج‬ ‫بني الرجل واملر�أة �أ�صبح نتاج احلركة‬ ‫الت�صحيحة ‪!! ..‬‬ ‫بالأم�س ولد املجل�س الوطني ال�سوري‬ ‫بالقي�صرية وفرح ال�شعب الثار وقال ‪ :‬هذا‬ ‫هو الكيان الذي �سيمثل الثورة وي�ساعد‬ ‫الثوار‪ ،‬مع مرور االيام ظهر على املجل�س‬ ‫انه غري فعال بقدرة قادر من داخله ومن‬ ‫خارجه اي�ض ًا ‪..‬‬ ‫انتظرنا �أن يقوم هذا املجل�س بعملية غربلة‬ ‫داخلية ين�ش�أ على �إثرها املجل�س املن�شود‪،‬‬ ‫وبد�أت الأخبار تت�سرب‪ ،‬هنالك حملة‬ ‫�ضخمة داخل املجل�س لتح�سني �أموره ‪..‬‬ ‫تفائلنا وانتظرنا وترقبنا ‪!! ..‬‬ ‫منذ فرتة �س�ألت �أحد �أع�ضاء املجل�س عن‬ ‫عدد الأع�ضاء ف�أجابني برقم ‪ ،‬وبعدها‬ ‫بدقائق �س�ألت �آخر ف�أجابني برقم خمتلف‪،‬‬ ‫ومن ثم �س�ألت �آخر ف�أجابني برقم خمتلف‬ ‫�أي�ض ًا ‪ ،‬وهنا فهمت �أن للمو�ضوع تف�سريان‬ ‫�إما �أن عدد �أع�ضاء املجل�س هو �سر كبري ال‬ ‫يجوز �إف�شائه �أو �أن الأمور ت�سري على مبد�أ ‪..‬‬ ‫يارب جتي بعينو ‪!! ..‬‬ ‫نعود �إىل احلركة الت�صحيحية للمجل�س‪،‬‬ ‫ظننت انها �ست�ؤدي �إىل تخفي�ض �أع�ضائه‬ ‫الذين ال عمل لهم ‪ ،‬ويتم ترتيب البيت‬ ‫الداخلي �إىل نحو يتما�سك فيه وي�صبح‬ ‫فعا ًال ‪.‬‬ ‫�أتى اليوم املوعود ‪ ..‬وكان كال�صاعقة ‪،‬‬

‫املجل�س قام باحلركة الت�صحيحية بداخله‬ ‫‪ ..‬تكبييييري ‪!! ..‬‬ ‫ت�ضاعف �أع�ضاء املجل�س ‪ ،‬وبقي الطاقم‬ ‫(الذي ف�شل) القدمي يف مواقعه‪ ،‬ومت‬ ‫ا�ستح�ضار عدد معني من «النا�شطني» و‬ ‫«االئتالفات» حتى لو كان االئتالف مكون‬ ‫من (رجل وزوجته فقط) ‪!! ..‬‬ ‫واملثرية لل�سخرية �أن الطاقم القدمي (الذي‬ ‫ف�شل) هو من زكى الأع�ضاء اجلدد للدخول‬ ‫�إليه ‪ ..‬وبدى وا�ضحا �أن هنالك حكومة‬ ‫خفية هي من تتحكم بكل �شيء يف املجل�س ‪،‬‬ ‫حتى بلون ربطة العنق ‪!!...‬‬ ‫وعن نف�سي تذكرت هذه النكتة التي تبني‬ ‫الفرق بني العقل الياباين (العملي) وبني‬ ‫العقل العربي (الك�سول) ‪:‬‬ ‫كان هناك �سباق جتديف بني فريقني‬ ‫((عربي)) و ((ياباين))‬ ‫كل قارب يحمل على متنه ت�سعة �أ�شخا�ص‪،‬‬ ‫ويف نهاية ال�سباق وجدوا �أن الفريق الياباين‬ ‫انت�صر بفارق كبري جد ًا ‪.‬‬ ‫وبتحليل النتيجة وجدوا �أن الفريق الياباين‬ ‫يتكون من‪:‬‬ ‫‪ 1‬مدير قارب ‪ ،‬و ‪ 8‬جمدفني‬ ‫�أما الفريق العربي يتكون من‪:‬‬ ‫‪ 8‬مدراء ‪ ،‬و ‪ 1‬جمدف‬

‫وعلى �إثر ذلك حاول العربي ت�شغيل خمه‬ ‫لتعديل النتيجة‪ ،‬ليتكون من مدير واحد ‪..‬‬ ‫مثل الفريق الياباين‬ ‫ومتت �إعادة ال�سباق مرة �أخرى‬ ‫ويف نهاية ال�سباق وجدوا �أن الفريق الياباين‬ ‫انت�صر بفارق كبري جد ًا متام ًا مثل املرة‬ ‫ال�سابقة‬ ‫وبتحليل النتيجة وجدوا �أن‬ ‫الفريق الياباين يتكون من‪:‬‬ ‫‪ 1‬مدير قارب‬ ‫و‪8‬جمدفني‬ ‫�أما الفريق العربي يتكون من‪:‬‬ ‫‪ 1‬مدير عام‬ ‫و‪ 3‬مدراء �إدارات‬ ‫و‪ 4‬ر�ؤ�ساء اق�سام‬ ‫و‪ 1‬جمدف‬ ‫فقرر الفريق العربي حما�سبة املخطئ فتم‬ ‫ف�صل املجدف!‬ ‫ً‬ ‫وهنا قال �أحد املراقبني وا�صفا ما ح�صل ‪:‬‬ ‫�أن املجل�س يقوم بتو�سيع قاعدته ال�ستيعاب‬ ‫�أكرب عدد من الأع�ضاء ‪!! ..‬‬ ‫هذا حالنا ‪ ،،‬وبالتوفيق لالئتالف الوطني‬ ‫ال�سوري املعار�ض‪ ،‬وندعوااهلل �أي�ض ًا حلزب‬ ‫املجل�س الوطني �أن يوفقه اهلل خلدمة �سوريا‬ ‫والثورة ‪..‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 38 / nov 27th‬‬

‫بروفايل مدينة‬ ‫يرتبط ا�سم مدينة ج�سر ال�شغور ب�شكل وثيق‬ ‫ب�أحداث الثمانينيات من القرن املا�ضي يف‬ ‫�سورية والتي راح �ضحيتها الآالف‪ ،‬والتي‬ ‫تو�صف ب�أنها التحدي الأبرز ورمبا الوحيد‬ ‫لنظام حكم الرئي�س ال�سابق حافظ الأ�سد‪،‬‬ ‫وتع ّد ج�سر ال�شغور �أحد معاقل جماعة‬ ‫الإخوان امل�سلمني يف �سورية‪ ،‬وقد �شهدت‬ ‫العديد من املجازر التي مل ي�س ّلط عليها‬ ‫ال�ضوء نظر ًا لهول جمزرة مدينة حماه التي‬ ‫وقعت بالتزامن معها‪.‬‬ ‫ولذلك مل يكن غريب ًا �أن يكون �أهل هذه‬ ‫املدينة من �أوائل من �شارك يف الثورة‬ ‫ال�سورية �ضد نظام العائلة ذاتها بقيادة‬ ‫ب�شار الأ�سد‪� ،‬إذ خرجت �أول مظاهرة فيها‬ ‫يوم االثنني الأول من ني�سان‪�/‬أبريل ‪2011‬‬ ‫و�شارك يف نحو �ألف متظاهر‪ ،‬و�أخذت‬ ‫املظاهرات بالتجدّد واالت�ساع ب�شكل �سلمي‬ ‫و�سجلت‬ ‫حتى �ضاق النظام منها ذرع ًا ِّ‬

‫جسر الشغور‬ ‫�أول جمزرة يف «جمعة �أطفال احلرية» يف‬ ‫الثالث من حزيران‪/‬يونيو حيث �سقط ثالثة‬ ‫�شهداء وخالل ت�شييعهم تك َّرر �إطالق النار‬ ‫فارتفعت احل�صيلة �إىل ‪� 13‬شهيد ًا‪.‬‬ ‫ويف يوم الأحد ‪ 5‬من ال�شهر نف�سه‪ ،‬حو�صرت‬ ‫املدينة وقراها وق�صفت باملروحيات‬ ‫الع�سكرية ف�سقط ‪� 28‬شهيد ًا‪ ،‬و�شهد اليوم‬ ‫التايل حتو ًال م�ؤثر ًا على الثورة ككل‪� ،‬إذ‬ ‫تع َّر�ض النظام ل�ضربة موجعة �أودت بحياة‬ ‫‪ 120‬من عنا�صره يف �أحد مق ّراته الأمنية‬ ‫يف املدينة ثم بالتعزيزات القادمة للمدينة‪،‬‬ ‫وتب َّنت حركة «ال�ضباط الأحرار» بقيادة‬ ‫املقدّم املن�شقّ ح�سني هرمو�ش امل�س�ؤولية‬ ‫َ‬ ‫عنها والتي كانت نواة لإطالق اجلي�ش احل ّر‬ ‫فيما بعد‪.‬‬ ‫وقد ت�ضاربت الأنباء حول عدد القتلى يف‬ ‫ذلك اليوم واليوم الذي تاله‪ ،‬حيث قالت‬


‫‪issue 38 / nov. 27th‬‬

‫ّ‬ ‫منظمات حقوقية �أن النظام خالل حملته‬ ‫على املدينة قام بت�صفية عدد كبري من‬ ‫اجلنود الذين حاولوا االن�شقاق ثم اتّهم‬ ‫من �س ّماهم «الع�صابات امل�س ّلحة» بارتكاب‬ ‫جمزرة‪.‬‬ ‫مهدّت �أحداث هذين اليومني لعملية‬ ‫وقد َ‬ ‫ع�سكرية �شاملة على القطاع الغربي من‬ ‫حمافظة �إدلب‪ ،‬وخلت املدينة وحميطها‬ ‫ب�شكل �شبه ك ّلي من ال�سكان الذي نزحوا‬ ‫�إىل تركيا ب�شكل مت�سارع حتى و�صل عدد‬ ‫الالجئني �إىل �أكرث من ‪ 2500‬الجئ خالل‬ ‫‪� 4‬أيام‪ ،‬وقد �سقط عدد منهم بني �شهداء‬ ‫وجرحى �أثناء تع ّقب قوات النظام لهم‪.‬‬ ‫وظ ّلت املدينة عدّة �أ�شهر مقفرة ّ‬ ‫مقطعة‬ ‫الأو�صال بحواجز الأمن واجلي�ش‪ ،‬قبل �أن‬ ‫تبد أ� عمليات اجلي�ش احل ّر بالتواتر خا�صة‬ ‫يف ريف �إدلب الذي كان �أول القطاعات‬ ‫املح ّررة ب�شكل �شبه ك ّلي منذ ال�صيف‬

‫‪7‬‬

‫وج�سر ال�شغور كما هو معروف من املناطق‬ ‫املا�ضي‪.‬‬ ‫احلدودية‪ ,‬ف�أ�صل الت�سمية «ج�سر الثغور»‬ ‫ومن ّثم حتولت �إىل ج�سر ال�شغور لأنها � ّ‬ ‫أخف‬ ‫بروفايل‬ ‫• تتبع مدينة ج�سر ال�شغور ملحافظة �إدلب للنطق و�أ�سهل‪ ،‬كما ُتن�سب كلمة ال�شغور �إىل‬ ‫يف �أق�صى �شمال غرب البالد‪ ,‬تقع على «قلعة ال�شغر» املوجودة �شمال غرب املدينة‬ ‫ويقدّر عدد �سكانها ‪ 44,322‬ويف اللغة العربية «ال�شغور» هي الأر�ض‬ ‫نهر العا�صي َ‬ ‫اخل�صبة الكثرية املياه‪.‬‬ ‫ن�سمة ح�سب �إح�صاء عام ‪.2010‬‬ ‫• تاريخ املدينة ّ‬ ‫يدل على �أنها ال تعود يف‬ ‫قدمها �إال �إىل �أوائل القرن ال�سابع ع�شر‪،‬‬ ‫وقد �أ�شار عدد من الرحالة �إىل ذلك‪،‬‬ ‫�إذ �أن �آثارها كلها من العهد العثماين‪،‬‬ ‫تعود ت�سميتها �إىل �سببني‪ ,‬الأول‪ :‬ج�سر‪:‬‬ ‫وهو ن�سبة �إىل اجل�سر احلجري املمتد فوق‬ ‫نهر العا�صي املار منها‪ ،‬والثاين‪� :‬إ�ضافته‬ ‫�إىل كلمة ال�شغور‪ ,‬التي يعتقد �أ ّنها حم ّورة‬ ‫من كلمة «الثغور» والتي تعني املناطق‬ ‫احلدودية التي يخ�شى دخول العدو منها‪,‬‬

‫• تتم َّيز مبوقعها اال�سرتاتيجي رغم �صعوبة‬ ‫الت�ضاري�س‪� ،‬إذ �أنها تقع على الطريق الدويل‬ ‫الوا�صل بني مدينتي حلب والالذقية‪.‬‬ ‫*تع ّد من املناطق ذات الإنتاج الزراعي‬ ‫الوفري‪ ،‬و�أغلب حما�صيلها من الأ�شجار‬ ‫املثمرة «امل�شم�ش واخلوخ والتفاح‬ ‫والرمان واللوز واجلوز والزيتون والكرمة‬ ‫واحلم�ضيات»‪� ،‬إ�ضافة �إىل اخل�ضراوات‬ ‫الكثرية ب�سبب ري الأر�ض الدائم من نهر‬ ‫العا�صي ‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 38 / nov 27th‬‬

‫عام ًا قبل ا�ست�شه ��اده والأكرث �إجرام ًا يف‬ ‫الألفية الثانية ملحافظة حماة اجلريحة‪،‬‬ ‫بتاري ��خ ‪( 2011-06-03‬جمع ��ة �أطف ��ال‬ ‫احلري ��ة) �أ�صي ��ب الأحم ��د بطل ��ق ناري‬ ‫اخرتق �صدره وتبدل دوره من م�سعف �إىل‬ ‫جري ��ح ّمت نقل ��ه لأحد امل�ش ��ايف امليدانية‪،‬‬ ‫وبقي حتى تعافى ليعود بعدها �إىل هوايته‬ ‫ب�إنقاذ الأرواح مره �أخرى‪.‬‬ ‫الأب للطفل ��ة التي مل تكم ��ل عامها الأ ّول‬ ‫عم ��ل جاه ��د ًا لإن�ش ��اء م�شف ��ى مي ��داين‬ ‫يف أ�ح ��د �أحي ��اء املحافظ ��ة وكان ل ��ه م ��ا‬ ‫�أراد بح ��ي م�ش ��اع الأربع�ي�ن‪ ،‬وه ��و �أكرث‬ ‫�أحي ��اء مدين ��ة حم ��اة تعر�ض� � ًا للدم ��ار‬ ‫بع ��د ا�ستهدافه م ��ن قبل ق ��وات اجلي�ش‬ ‫النظامي‪ ،‬وبات يحتوي على العدد الأكرب‬ ‫من امل�صابني واملعطوبني‪ ،‬وذلك بالرغم‬ ‫من �إ�سه ��ام (�أبو ح�س�ي�ن) ب�إنقاذ املئات‬ ‫من اجلرحى على اختالف درجة خطورة‬ ‫�إ�صاباتهم ب�شه ��ادة كافة من عا�شره من‬ ‫الذين تكلموا عن �إخال�صه للثورة و�أياديه‬ ‫البي�ضاء عليهم‪.‬‬ ‫طبيب ونا�شط و�صحفي‬ ‫�إ�ضاف� � ًة لن�شاط ��ه يف جم ��ال املظاهرات‬ ‫واملج ��ال الطب ��ي ب ��د أ� حمم ��ود يو ّث ��ق‬ ‫هدف عسكري بكامريته اخلا�ص ��ة من يقوم ب�إ�سعافهم‪،‬‬ ‫محمود األحمد مالك رحمة حتول إلى ٍ‬ ‫طمع ًا مبنا�شدة �ضمائر العامل التي تقف‬ ‫حائ ��ر ًة �أم ��ام النظ ��ام ال�س ��وري الذي ال‬ ‫من ال�صوت ملجابهة املوت‬ ‫زمان الو�صل‬ ‫حمم ��ود امل�سعف الطب ��ي النا�شط الأبرز يكف عن ارتكاب اجلرائم جتاه �شعبه‪.‬‬ ‫كل الط ��رق ت� ��ؤدي �إىل الق�ب�ر‪ ،‬حقيق ��ة يف حمافظة حماة ال ��ذي خرج متظاهر ًا‬ ‫يعلمها كل م ��ن عار�ض النظ ��ام الظامل مطالب ًا باحلرية منذ الأيام الأوىل للثورة ومن ��ذ �أ�شه ��ر وبتاري ��خ ‪2012-06-20‬‬ ‫منقذ اجت ��اح اجلي�ش النظام ��ي املدينة وقامت‬ ‫وث ��ار علي ��ه‪ ،‬ه ��و ذاك امل�ص�ي�ر نف�س ��ه وحت ّول وفق ًا ملقت�ضيات احلاجة �إىل ٍ‬ ‫يرتب� ��ص بال�شاب حمم ��ود الأحمد الذي لأرواح اجلرح ��ى الذين كانوا يت�ساقطون بالق�ص ��ف املتوا�ص ��ل عل ��ى م ��دار ثالثة‬ ‫طل ��ب ال�شه ��ادة يف املكان ال ��ذي يحب‪ ،‬يف مدين ��ة العا�صي‪ ،‬نتيج ��ة �إجرام قوات �أيام‪ ،‬و�أثناء �سق ��وط ال�شهداء واجلرحى‬ ‫هب (�أبو ح�س�ي�ن) ملب ّي ًا نداء الإن�سانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جعل ��ه اهلل يقف ب ��رداء مالئكة الرحمة النظ ��ام ال�سوري الت ��ي ال تفرق بني كبري‬ ‫يتجهز و�صغري و ال ب�ي�ن �شيخ وام ��ر�أة‪ ،‬فانتقلت وعن ��د عالجه لأح ��د اجلرح ��ى �سقطت‬ ‫�أم ��ام م�ل�اك امل ��وت ال ��ذي كان ّ‬ ‫لقب� ��ض �أرواح املئ ��ات من �أبن ��اء ال�شعب ي ��داه م ��ن حم ��ل الفت ��ات احلري ��ة �إىل قذيفة هاون �أطلقتها القوات النظامية و‬ ‫ال�سوري‪ ،‬مانح� � ًا �إياهم ما ق�سم املعطي معا�شرة �أكيا�س الدم والأدوات الطبية‪� .‬أ ّدت �إىل مقتله م ��ع �أربعة �أ�شخا�ص كانوا‬ ‫بج ��واره‪ ،‬فا�ست�شه ��د امل�سع ��ف يف حج ��ر‬ ‫عز وج ��ل لهم من مزي ��د الوقت يف هذه‬ ‫مري�ضه‪.‬‬ ‫احلي ��اة الدنيا تبع� � ًا حت ��ى «يق�ضي اهلل يوم للذكرى �أم للن�سيان‬ ‫كان اليوم الأب ��رز يف حياة �صاحب الـ‪27‬‬ ‫�أمر ًا كان مفعوال»‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov. 27th‬‬

‫‪9‬‬

‫معارضون سوريون‪ :‬رزان زيتونة‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫ولدت رزان يف ليبي ��ا عام ‪ 1977‬من �أبوين‬ ‫�سوري�ي�ن‪ ,‬وترع ��رت يف اململك ��ة ال�سعودية‬ ‫قبل �أن تعود مراهقة �إىل دم�شق‪ ,‬متحم�سة‬ ‫لل�صحافة لكنها �أخفقت يف امتحان القبول‬ ‫يف اجلامعة فانتقلت �إىل احلقوق‪.‬‬ ‫ع ��ام ‪ 2001‬ب ��د�أت عمله ��ا كمحامية حتت‬ ‫التدري ��ب وقابلت هيثم املال ��ح فكان لذلك‬ ‫اث ��ر ًا كب�ي�ر ًا عل ��ى حياته ��ا حي ��ث ا�ستغال‬ ‫النافذة الت ��ي فتحها لوق ��ت ق�صري “ربيع‬ ‫دم�ش ��ق ” وال ��ذي �سم ��ح به ب�ش ��ار الأ�سد ‪,‬‬ ‫لت�أ�سي�س املنظمة ال�سورية حلقوق االن�سان‪,‬‬ ‫وتكم ��ن املفارق ��ة يف �أنه ��ا وج ��دت نف�سها‬ ‫بعد �أ�شهر تدافع ع ��ن املفكرين املعار�ضني‬ ‫املعتقل�ي�ن من قبل النظام ال�س ��وري‪ ,‬لتبد�أ‬ ‫معركة طويلة ملدة ع�شر �سنوات �ضد عدالة‬ ‫تع�سفية فا�سدة و ميكيافيلية‪.‬‬

‫ال�سوري حلقوق الإن�سان ويعد دورها رئي�سيا‬ ‫يف تنظيم عمل اللجان‪.‬‬ ‫كانت ع�ضو ًا يف فري ��ق الدفاع عن املعتقلني‬ ‫ال�سيا�سيني ومعتقلي الر�أي منذ عام ‪.2001‬‬ ‫كما كانت ع�ض ��و ًا م�ؤ�س�س ًا يف جمعية حقوق‬ ‫االن�س ��ان يف �سوري ��ا وا�ستمرت يف عملها مع‬ ‫اجلمعية حتى عام ‪.2004‬‬ ‫ع ��ام ‪� 2005‬أ�س�ست راب ��ط معلومات حقوق‬ ‫االن�س ��ان يف �سوري ��ا ليك ��ون مبثاب ��ة قاعدة‬ ‫بيانات النتهاكات النظ ��ام حلقوق االن�سان‬ ‫يف الب�ل�اد‪ ،‬با ِال�ضافة ِاىل ن�شاطها يف جلنة‬ ‫دع ��م عائ�ل�ات املعتقل�ي�ن ال�سيا�سي�ي�ن يف‬ ‫�سوريا‪ .‬موقعها االلكرتوين‪:‬‬ ‫‪www.shril-sy.info/enshril‬‬

‫م ��ع بداية الث ��ورة ا�ضط ��رت للتخفي ب�سبب‬ ‫ن�شاطه ��ا الإعالم ��ي لنق ��ل ما يح ��دث على‬ ‫ب�صفتها نا�شطة يف جم ��ال حقوق الإن�سان الأر� ��ض لو�سائل االع�ل�ام املختلفة‪ ،‬خا�صة‬ ‫تتع ��اون رزان زيتون ��ة م ��ع جل ��ان التن�سيق االنته ��اكات الت ��ي يتعر� ��ض له ��ا ال�سوريون‬ ‫املحلي ��ة يف �سوريا لتوثيق انتهاكات النظام يف ثورته ��م من �أجل احلري ��ة من اعتقاالت‬

‫وتعذيب وقتل وتنكيل‪.‬‬ ‫يف �آيار‪/‬ماي ��و‪ 2011‬ج ��رى اقتحام منزلها‬ ‫يف دم�ش ��ق م ��ن قب ��ل املخاب ��رات اجلوي ��ة‪،‬‬ ‫وتفتي� ��ش حمتوياته وم�ص ��ادرة العديد من‬ ‫�أوراقها ومقتنايتها ال�شخ�صية‪ ،‬واعتقال �أخ‬ ‫زوجها الذي ت�صادف وجوده هناك كرهينة‬ ‫عنها وعن زوجها‪.‬‬ ‫بع ��د اعتق ��ال عبد الرحم ��ن حم ��ادة ب�أيام‬ ‫اعتق ��ل زوجه ��ا وائ ��ل حم ��ادة م ��ن قب ��ل‬ ‫املخابرات اجلوية اي�ضا حيث ق�ضى الأخوان‬ ‫نح ��و ثالثة ا�شهر يف احلب�س االنفرادي قبل‬ ‫�أن يفرج عنهما‪.‬‬ ‫من ��ذ ع ��ام ‪ 2004‬ن�شرت ع�ش ��رات املقاالت‬ ‫والتقاري ��ر يف خمتل ��ف املواق ��ع ا ِلإلكرتونية‬ ‫وال�صح ��ف حول �أو�ضاع حق ��وق االن�سان يف‬ ‫�سوريا وحرية الر�أي والتعبري‪.‬‬ ‫حا�صل ��ة عل ��ى جائ ��زة �آن ��ا بوليتكوف�سكايا‬ ‫للمدافع ��ات ع ��ن حق ��وق االن�س ��ان‪ ،‬وعل ��ى‬ ‫جائ ��زة �ساخ ��اروف املمنوحة م ��ن الربملان‬ ‫االوروب ��ي باال�شرتاك مع ر�سام الكاريكاتري‬ ‫ال�سوري علي فرزات‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 10‬‬

‫أكرم رسالن‪ ..‬ريشة أحرقت األسد‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫مل يكن اعتقال الفنان �أكرم ر�سالن �سوى‬ ‫حلقة من م�سل�سل جمابهة النظام ال�سوري‬ ‫ملن يواجهه بالقلم �أو بالري�شة‪ ،‬باحلديد‬ ‫ر�سام‬ ‫والنار‪ ،‬وقد م�ضى على اعتقال ّ‬ ‫الكاريكاتري ال�شهري نحو �شهر ون�صف‪ ،‬بعد‬ ‫�أن �ساند الثورة وال�شعب ال�سوري من خالل‬ ‫لوحاته الالذعة‪.‬‬

‫وقد د�أب ر�سالن على انتقاد ممار�سات‬ ‫النظام منذ مطلع الثورة‪ ،‬وارتفع يف �سقف‬ ‫طروحاته �إىل تناول �شخ�ص الرئي�س‬ ‫ال�سوري يف ر�سوماته التي انت�شرت على‬ ‫نطاق وا�سع يف ال�صحف املواقع االلكرتونية‬ ‫الإخبارية ومواقع التوا�صل االجتماعي‪،‬‬ ‫وكان ذلك يع ّد خماطرة وجر�أة الفتة‬ ‫كونه متواجد ًا داخل �سورية‪ ،‬ويروي بع�ض‬ ‫�أ�صدقائه �أن املق ّربني منه كانوا ميازحونه‬ ‫بالقول «نهايتك يف املخابرات الع�سكرية»‪.‬‬ ‫وبدا �أن ذلك هو قدره فع ًال‪ ،‬فقد ر�سم لوحة‬ ‫م�ستوحاة من �شعار م�ؤيدي و�شبيحة النظام‬

‫«الأ�سد �أو نحرق البلد»‪ ،‬وقد ظهر فيها‬ ‫الأ�سد والنار حتيط به وقد �أذابت قدميه‪،‬‬ ‫وكانت بح�سب زمالئه ال�سبب يف اعتقاله‬ ‫يوم االثنني يف الثاين من ت�شرين الأول‪/‬‬ ‫�أكتوبر من العام اجلاري‪.‬‬ ‫و�أطلق �أ�صدقاء �أكرم ر�سالن من الفنانني‬ ‫واملثقفني ال�سوريني حملة للإفراج عنه‬ ‫تبنتها �صفحة «دولتي» على «في�سبوك»‪،‬‬ ‫الر�سامني‬ ‫و�شارك يف هذه احلملة عدد من ّ‬ ‫نذكر منهم‪� :‬سمري خليلي‪ ،‬حكم الواهب‪،‬‬ ‫متيم ح�سن‪� ،‬شريف عرفة‪ ،‬ح�سن بليبل‪،‬‬ ‫�أيهم جمعة‪ ،‬عالء اللقطة‪ ،‬وغريهم‪...‬‬ ‫ر�سالن من مواليد مدينة �صوران يف‬ ‫حمافظة حماه‪ ،‬وهو من مواليد عام ‪،1974‬‬ ‫حا�صل على �إجازة يف الآداب من جامعة‬ ‫دم�شق عام ‪1996‬م‪.‬‬


‫‪11 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫مبن��ى الهجرة واجلوازات الدخل مفق��ود واخلارج مولود‬ ‫ال�شقاء الذي يتكبده املواطن بني طوابق‬ ‫جواز السفر السوري في السوق الهجرة واجلوازات ال تكفيه‪.‬‬

‫السوداء‬

‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫ُيعترب جواز ال�سفر‪ ،‬ال�سعلة الأكرث طلب ًا يف‬ ‫�سوريا اليوم‪ ،‬فالهجرة مل تعد حلم ًا وردي ًا‬ ‫يدغدغ عقول ال�شباب كمان كان حالها يف‬ ‫ال�سابق‪ ،‬بل هي خالل الثورة‪� ،‬أحد خيوط‬ ‫النجاة القليلة التي مي�سك بها ال�سوريون‬ ‫على وهن‪ ،‬يدفعهم �إليها ما تبقى لديهم من‬ ‫غريزة البقاء‪ ،‬وملا �شعر ال�ضباط وامل�سئولون‬ ‫الفا�سدون –وما �أكرثهم‪ -‬بذلك‪� ،‬صار‬ ‫جلوازات ال�سفر �سو ٌق �سوداء‪.‬‬ ‫ِ‬

‫طوابري اجلوازات تناف�س طوابري الأفران‬

‫نتيج ًة لهروب �سكان معظم املحافظات‬ ‫املنكوبة �إىل دم�شق‪ ،‬و�إقبال �أعداد كبرية‬ ‫منهم على �إخراج �أو جتديد جواز �سفرهم‬ ‫�أم ًال بال�سفر �أو حت�سب ًا لطارئ ُيجربهم‬ ‫عليه‪ ،‬بات الدخول �إىل مبنى الهجرة‬ ‫واجلوازات يف الربامكة‪ ،‬معركة غري‬ ‫م�ضمونة النتائج‪..‬ووفق ًا لأحد املوظفني‬ ‫العاملني يف الهجرة واجلوازات‪ ،‬ف�إن �أعداد‬ ‫املواطنني املقدمني على طلبات جواز ال�سفر‬ ‫يومي ًا تكاد تفوق الألفني‪ ،‬مما يجعل تلبيتها‬ ‫جميعها �أمر ًا م�ستحي ًال‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫�أنه ‪-‬ح�سب املوظف �أحمد‪ -‬يتم تخريج‬ ‫حوايل ‪ 500‬جواز يومي ًا‪( ،‬وهو رقم قيا�سي‬ ‫بالن�سبة لدائرة حكومية معتاد موظفيها‬ ‫على التكا�سل والبريوقراطية)‪ ،‬ف�إن طوابري‬ ‫املواطنني تبدو بالنهاية‪..‬‬ ‫وللتخفيف من زحمة املواطنني‪ ،‬نقلت �إدارة‬ ‫الهجرة واجلوازات م�ؤخر ًا‪ ،‬ق�سم توزيع‬ ‫جوازات ال�سفر املخرجة حديث ًا‪� ،‬إىل خارج‬ ‫املبنى‪ ،‬حيث يزدحم املواطنون‪ ،‬ب�شكل ال‬ ‫ميكن تخيله يف �أحد الزوايا يف ال�شارع‪،‬‬ ‫ليح�صل كل منهم على جوازه‪ ،‬بعد � َّأن‬ ‫يحارب ريثما ي�صل �إىل املوظف الذي يوزع‬ ‫اجلوازات ح�سب �أ�سماء �أ�صحابها‪ ،‬وك�أن‬

‫املزاد يبد�أ من ع�شرة �آالف‬

‫يحتاج احل�صول على جواز �سفر �إىل‬ ‫مدة؛ ثالثة �أ�شهر مبدئي ًا‪ ،‬وبالطبع قابلة‬ ‫للزيادة‪ ،‬ولأن الظروف يف �سوريا‪ ،‬كثري ًا ما‬ ‫ال ترتك للموطنني فر�صة انتظار هذه املدة‪،‬‬ ‫ف�إن ال�سوق ال�سوداء هي ال�سبيل الأف�ضل‬ ‫المتالك جواز �سفر قبل الوقت املحدد‪..‬‬ ‫و ي�ؤكد املوظف �أحمد‪� ،‬أنه ال توجد �صعوبة‬ ‫للو�صول �إىل �سوق اجلوازات ال�سوداء‪ ،‬فهي‬ ‫اليوم حديث ال�شارع‪� ،‬إذ يكفي �أن ت�س�أل‬ ‫�سائق تك�سي ممن تظهر عليهم الحة رجل‬ ‫الأمن املتخفي‪ ،‬حتى يعطيك رقم �أحد‬ ‫معارفه العاملني يف الهجرة واجلوازات‪،‬‬ ‫وهو ّمين عليه لأنه فتح له باب رزق‪ ،‬كما‬ ‫ين�صح �أحمد با�ست�شارة �أحد املوظفني يف‬ ‫الهجرة واجلوازات‪ ،‬ولكن بطريقة غري‬

‫مبا�شرة‪..‬‬ ‫ولتحديد �سعر اجلواز يف ال�سوق ال�سوداء‪،‬‬ ‫قواعد ي�صفها �أحمد‪ ،‬ب�أنها تبد أ� ب�سعر غايل‬ ‫ومرتفع‪ ،‬ف�إذا ر�ضي الزبون كان بها‪ ،‬و�إذا‬ ‫فا�صل غالب ًا قد يح�صل على ثمن ير�ضي‬ ‫ّ‬ ‫الطرفني‪..‬وي�ضيف‪ :‬يعتمد �سعر اجلواز على‬ ‫حاجة �صاحبه لل�سفر‪ ،‬ف�إذا كان م�ستعج ًال‬ ‫�سيتم بال �شك ا�ستغالله‪ ،‬كما يدخل مكان‬ ‫التولد يف احل�سابات‪..‬ويو�ضح ب�أن «الزبون»‬ ‫–يق�صد املواطن‪ -‬الذي مواليده دم�شق‬ ‫�سيختلف �سعر جوازه عن جواز «الزبون»‬ ‫تولد حم�ص‪ ،‬ثمن جواز الأخري �أغلى‬ ‫بالت�أكيد‪ ..‬وهكذا يجري حتديد الأ�سعار‬ ‫وفق عدة اعتبارات‪ ،‬يدخل ح�سب ما ي�شري‬ ‫�أحمد �شكل الزبون‪ ،‬وما يعطيه من �إيحاء‬ ‫عن و�ضعه املادي والأمني‪ ،‬لأن بع�ض‬ ‫النا�شطني يخ�شون حتى من الدخول �إىل‬ ‫مبنى الهجرة واجلوازات‪ ،‬ولذلك يحتاجون‬ ‫ملن يخ ّرج لهم جواز بطريقة �أمنة‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 12‬‬

‫الالذقية تعيش رعب «خطف الفتيات» والشبيحة‬ ‫يترصدونهن بـسيارات األجرة‬

‫زمان الو�صل ‪ /‬رعد الالذقاين‬ ‫باتت ظاهرة اخلطف يف �سوريا العالمة‬ ‫الأبرز يف الأحياء الت ��ي مل ت�شهد �أعمال‬ ‫ق�ص ��ف متوا�صلة‪ ،‬ولي�ست هذه الظاهرة‬ ‫بجديدة على الثورة ال�سورية فقد متاهت‬ ‫�أ�شكاله ��ا وتع ��ددت �أنواعه ��ا فو�صل ��ت‬ ‫بالزم ��ن القري ��ب خلطف الفتي ��ات من‬ ‫مقاعد الدرا�سة �أو املقاهي‪.‬‬ ‫ولك ��ن ال�ش ��كل اجلدي ��د واحل�ص ��ري يف‬ ‫�سوري ��ا ه ��و اخلط ��ف لأ�سب ��اب �سيا�سية‬ ‫وعقائدي ��ة‪ ،‬ف�أ�صب ��ح ال�شبيح ��ة يرتدون‬ ‫ثي ��اب ال�شب ��اب الراق ��ي عل ��ى �صفحات‬

‫الإنرتن ��ت وعل ��ى �أر�صف ��ة ال�ش ��وارع �أع�ي�ن ال�سلطات الأمني ��ة التي تغطي لهم‬ ‫ليختطف ��وا حرائ ��ر الثورة ث ��م ت�سلميهم –ولي� ��س بالأمر اجلدي ��د‪ -‬هذه الأفعال‬ ‫�إىل ال�سلطات الأمنية لكي يحظوا ببع�ض وتدعمهم باملتطلبات الالزمة‪.‬‬ ‫املدي ��ح والقليل م ��ن الوع ��ود باملنا�صب‬ ‫والأم ��وال بع ��د االنته ��اء م ��ن «الأعمال نا�شط ��ون يف حمافظ ��ة الالذقي ��ة �أكدوا‬ ‫زيادة هذه احل ��وادث يف الفرتة الأخرية‬ ‫الإرهابية»‪.‬‬ ‫منحى وا�سع ًا لتكون �أ�شبه ب�أمر دوري يحدث مرات عدة‬ ‫وقد �أخذت ه ��ذه الظاهرة ً‬ ‫ً‬ ‫يف الالذقي ��ة لت�أخذ �ش ��ك ًال جديدا‪ ،‬فلم يف الي ��وم الواحد‪ ،‬ففي اليومني املا�ضيني‬ ‫تعد هذه العملي ��ات عمليات ليلية فقط‪ ،‬مت اختط ��اف فتات�ي�ن م ��ن �أم ��ام جامعة‬ ‫ومل تع ��د تقوم عل ��ى �أ�س� � ٍ�س �سيا�سية بل ت�شري ��ن‪ ،‬وتت�شاب ��ه احلالت ��ان حي ��ث �أكد‬ ‫باتت تقوم لك�سب الأموال وال�ضغط على �أحد النا�شط�ي�ن الإعالميني يف الالذقية‬ ‫الث ��وار يف جبهات القت ��ال‪ ،‬فيقوم ه�ؤالء ل»زم ��ان الو�ص ��ل» �أن العمليات متت من‬ ‫بخط ��ف الفتيات اللواتي يق�صدن ركوب خالل �سيارات الأجرة ويف و�ضح النهار‪،‬‬ ‫�سيارات الأجرة «ويف و�ضح النهار» وعلى ثم يت ��م االت�صال ب ��ذوي املخطوفات من‬


‫‪13 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫�أرقام دولية لطلب فدية مالية‪.‬‬

‫هذا وقد أ�ك ��دت النا�شطة �شام يف مدينة‬ ‫الالذقية ب� ��أن احلال ��ة اله�ستريي ��ة التي‬ ‫عا�شه ��ا ال�شبيحة بعد العمليات الناجحة‬ ‫للجي� ��ش احل ��ر يف حتري ��ر اجلب ��ل ق ��د‬ ‫دفعته ��م �إىل الإكث ��ار من ه ��ذه العمليات‬ ‫حتت غطاء �أمني كب�ي�ر حتى و�صلت �إىل‬ ‫ما يقارب ‪ 150‬عملية‪.‬‬

‫و�أعلن �أبو عبد الرحمن النا�شط بـ (جتمع‬ ‫�إعالمي ��و ال�ساح ��ل الأح ��رار) ب� ��أن هذه‬ ‫العملي ��ات �أ�صبح ��ت ذات �أبع ��اد خطرية‬ ‫جد ًا وغري حمتملة‪ ،‬وين�صح النا�شط من‬ ‫خالل «زم ��ان الو�صل» ب�أخذ احلذر �أثناء‬ ‫تنقل الفتي ��ات يف املحافظة وعدم �صعود‬ ‫وهذا ال يعفي بع�ض الفتيات من امل�س�ؤولية‬ ‫�سيارات الأجرة ب�شكل منفرد‪.‬‬ ‫ال�شخ�صية‪ ،‬فق ��د أ�ك ��دت النا�شطة �شام‬ ‫وق ��د �أكد أ�ح ��د الق ��ادة يف اجلي�ش احلر لـ»زم ��ان الو�ص ��ل» �أن العدي ��د من حاالت‬ ‫ب� ��أن ه ��ذه العمليات «انتقامي ��ة بالدرجة اخلطف كانت عب ��ارة عن حاالت وهمية‬ ‫الأوىل»تتعدى اجلان ��ب املايل‪ ،‬فهي ت�أتي كالهروب مع ع�شيق وهذه احلاالت مل�ستها‬ ‫بع ��د عملي ��ات �أمني ��ة كب�ي�رة مت ��ت بحق �شخ�صي ًا ح�سب ما �أكدت النا�شطة‪.‬‬ ‫الكثري من النا�شطني يف ال�ساحل ال�سوري‬ ‫ويخت ��م كل من النا�شط �أبو عبد الرحمن‬ ‫عموم ًا‪.‬‬

‫والنا�شطة �شام ب�إي�صال ر�سالة من خالل‬ ‫«زم ��ان الو�صل» مفاده ��ا‪�« :‬أن الكثري من‬ ‫احل ��ذر يج ��ب �أن ي�ؤخ ��ذ بع�ي�ن االعتبار‬ ‫من قبل الأ�س ��رة ال�سورية حتى ال ت�صبح‬ ‫ورقة ال�شرف لعبة بيدي �شبيحة ال�سلطة‬ ‫وجتار احلرب يف مواجهة ثوار اجلبل»‪.‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue 38‬‬ ‫‪38 // nov‬‬ ‫‪nov 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫شبح ابن الوليد يطارد األسد‬ ‫عن عاصمة الثورة والدمار ومناهضة النظام‬ ‫خا�ص ‪ /‬حم�ص ‪� /‬أبو عبيد احلم�صي‬ ‫يف الوق ��ت ال ��ذي يق ��وم اجلي� ��ش احل ��ر‬ ‫بتحري ��ر مط ��ارات وقط ��ع ع�سكري ��ة يف‬ ‫قل ��ب العا�صم ��ة دم�ش ��ق ويف �أحياء حلب‬ ‫املدين ��ة وريفه ��ا مازال جي� ��ش ل�صو�ص‬ ‫الأ�س ��د يحا�ص ��رون مدين ��ة حم� ��ص‬ ‫القدمي ��ة ويدك بيوته ��ا العريق ��ة ب�شتى‬ ‫�أنواع الأ�سلحة بر ًا وج ��و ًا‪ ،‬دون �أن يحرز‬ ‫انت�ص ��ار ًا على الأر�ض‪ ،‬ويعجز حتى الآن‬ ‫عن اقتحام حي اخلالدية املناوئ لنظام‬ ‫الطاغية الأ�سد لب�سالة الثوار و�صمودهم‬ ‫الأ�سط ��وري‪ ،‬ول�ضع ��ف احليل ��ة ل ��دى‬ ‫�ضباط الطاغية بعد �أن فقدوا بو�صلتهم‬ ‫وتاه ��وا عن اجلبه ��ة احلقيقي ��ة وانهيار‬ ‫معنوياتهم‪.‬‬ ‫ت�شه ��د �أحياء حم�ص القدمية املحا�صرة‬ ‫ق�صف� � ًا عنيف ًا من قبل قوات �أمن وجي�ش‬ ‫النظ ��ام ومبختل ��ف الأ�سلح ��ة الثقيل ��ة‬

‫واملتو�سط ��ة مم ��ا �أدى لدم ��ار �شبه كامل‬ ‫للأبني ��ة الأثرية الت ��ي الينتم ��ي �إليها �آل‬ ‫الأ�سد‪ ،‬ويبث النا�شطون عرب �صو ٍر يومية‬ ‫تظهر الدمار الهائل الذي خلفه الق�صف‬ ‫الأ�سدي املمنهج وك�أن حم�ص قد خا�ضت‬ ‫حرب ًا عاملية ثالثة‪.‬‬ ‫�أك�ث�ر م ��ن �سبع ��ة ع�ش ��ر حي� � ًا حم�صي� � ًا‬ ‫ي�ستهدفه النظ ��ام يومي� � ًا‪ ،‬ويف مقدمتها‬ ‫�أحياء باباعمرو‪،‬جوبر‪ ،‬باب ال�سباع‪ ،‬باب‬ ‫الدريب‪ ،‬باب تدمر ‪ -‬احلميدية ‪ -‬ب�ستان‬ ‫الديوان ‪ -‬الور�شة ‪ -‬ال�صف�صافة ‪ ،‬وادي‬ ‫ال�سايح‪ ،‬باب الرتكم ��ان‪ ،‬باب هود‪ ،‬باب‬ ‫امل�سدود‪� ،‬سوق الناعورة‪ ،‬وت�شاهد �سحب‬ ‫الدخان واحلرائق يومي ًا يف هذه املناطق‪.‬‬ ‫ومازال ��ت قلع ��ة حم� ��ص الأثري ��ة مرتع ًا‬ ‫لعربدة جنود الأ�سد‪ ،‬مبدافعهم املفرطة‬ ‫بالطائفي ��ة احلاق ��دة عل ��ى امل� ��آذن يف‬ ‫املدين ��ة‪ ،‬وقنا�صاتهم الت ��ي تقتل ال�شجر‬ ‫والب�ش ��ر واحلج ��ر‪ ،‬يف ظ ��ل ا�ستم ��رار‬ ‫احلمل ��ة الع�سكري ��ة للي ��وم ال�سبعني بعد‬

‫املئة على الت ��وايل‪ ،‬ويجمع نا�شطون على‬ ‫تواج ��د عنا�ص ��ر تنتم ��ي �إىل ح ��زب اهلل‬ ‫وجي�ش امله ��دي العراقي‪ ،‬حي ��ث يقومون‬ ‫باحل�شد العقائدي وتلمي ��ع ال�صد�أ الذي‬ ‫�أ�ص ��اب �سالح اجلي�ش ال�سوري بعد مرور‬ ‫�أربع�ي�ن عام ًا على �آخر ر�صا�صة يف جبهة‬ ‫اجلوالن املحتل‪.‬‬ ‫ويوا�ص ��ل ثوار املدين ��ة ت�صديهم للتواجد‬ ‫الأمن ��ي والع�سك ��ري يف �أحي ��اء املدين ��ة‪،‬‬ ‫فم�ؤخ ��ر ًا قام الثوار يف ب ��اب هود بقن�ص‬ ‫�ضابط تابع للجي�ش النظامي قرب جامع‬ ‫الدروب ��ي املج ��اور للقلع ��ة وج ��ن جن ��ون‬ ‫عنا�ص ��ر احلواج ��ز املحيط ��ة بامل�سج ��د‬ ‫والقلع ��ة‪ ،‬كذل ��ك يقوم الث ��وار مبهاجمة‬ ‫ح�ص ��ون وحواج ��ز النظ ��ام يف املدين ��ة‬ ‫القدمية ويت�صيدون م ��ا �أمكن من جنود‬ ‫عبدة الأ�سد‪.‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 38‬‬ ‫‪38 // nov.‬‬ ‫‪nov. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15 issue‬‬

‫من جهته ��م‪ ،‬ف�إن جي� ��ش النظام املدعم‬ ‫بعنا�ص ��ر م ��ن ال�شبيح ��ة وه ��م ينتم ��ون‬ ‫�إىل الطائف ��ة العلوي ��ة يف �أحي ��اء عكرمة‬ ‫والزه ��راء ووادي الذه ��ب‪ ،‬يوا�صل ��ون‬ ‫ممار�س ��ة طقو�سه ��م الث�أري ��ة الديني ��ة‬ ‫والإيديولوجية م ��ن �أبناء مدينة حم�ص‪،‬‬ ‫فه ��م يرت�صدون املدنيني عن ��د احلواجز‬ ‫ويب ��د�ؤون بتوجي ��ه ال�شتائ ��م وال�ض ��رب‬ ‫والتعذيب ب�ل�ا �أي رادع �أخالقي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل ا�ستمرار عمليات اخلطف واملقاي�ضة‬ ‫للح�ص ��ول عل ��ى امل ��ال‪ ،‬كم ��ا ت�ستم ��ر‬ ‫املداهمات اليومية للمنازل ف�إما القب�ض‬ ‫عل ��ى �شاب يف �سن اخلدم ��ة الإلزامية �أو‬ ‫نه ��ب حمتوي ��ات املنزل بوقاح ��ة حممية‬ ‫ب�شريعة ربهم الأ�سد‪.‬‬ ‫يعي� ��ش معظ ��م أ�ه ��ايل املناط ��ق الثائرة‬ ‫�أو�ضاع ًا �إن�سانية م�أ�ساوية‪ ،‬وهذا الو�ضع‬ ‫امل�ت�ردي ي�شرف عل ��ى تر�سيخ ��ه النظام‬ ‫ب�ش ��كل معلن وفا�ض ��ح‪ ،‬فالأحي ��اء تعاين‬ ‫م ��ن نق�ص حاد يف م ��وارد الطاقة واملواد‬

‫الأ�سا�سي ��ة للعي� ��ش يف ف�ص ��ل ال�شت ��اء‪،‬‬ ‫و�س ��ط دم ��ار هائ ��ل يف كل م ��كان جراء‬ ‫الق�ص ��ف العني ��ف وامل�ستم ��ر‪ ،‬وانقط ��اع‬ ‫م�ستمر للكهرباء يف بع�ض الأحياءـ ويقوم‬ ‫الأهايل باالعتم ��اد على اخل�شب للتدفئة‬ ‫ب�سبب عدم توفر املحروقات والكهرباء‪.‬‬ ‫بقدر ما هو التدمري �أ�سطوري يف املدينة‪،‬‬ ‫ف� ��إن ب�سال ��ة الث ��وار كذل ��ك‪� ،‬أ�سطوري ��ة‬ ‫بعد م ��رور ع�شري ��ن �شهر ًا عل ��ى احلملة‬ ‫الع�سكرية عل ��ى املدين ��ة مازالت ع�صية‬ ‫عل ��ى جي� ��ش « أ�ب ��و �شحاط ��ة» كم ��ا يلقبه‬ ‫ال�سوري ��ون‪� ،‬أو جي� ��ش « أ�ب ��و براميل» كما‬ ‫يلقبه الثوار م�ؤخر ًا‪ ،‬ويفكر�أهايل الأحياء‬ ‫امل�ؤيدة املرتفة والتي مل ي�شملها الق�صف‬ ‫يف خ ��ط العودة وحفظ م ��اء وجههم بعد‬ ‫اقرتاب �سق ��وط طاغية ال�شام‪ ،‬فهم الآن‬ ‫يج ��دون قد يجدون �أنف�سهم متورطني يف‬ ‫دماء ال�سوريني �إذا ما زالت غمامة الفكر‬ ‫الت�شبيح ��ي والغب ��اء االنتمائ ��ي الأعم ��ى‬ ‫لأ�سرة حاكمة طغ ��ت وتكربت ومترت�ست‬ ‫خلف طائف ��ة واحتمت به ��ا �أمام جمل�س‬

‫الأمن والراي العام العاملي‪ ،‬هم يفكرون‬ ‫بجدي ��ة الآن يف اخلال�ص بع ��د �أن �أدركوا‬ ‫حج ��م امل�أ�س ��اة الت ��ي ورطهم به ��ا نظام‬ ‫ل�صو�ص ��ي نهب البلد ون�ص ��ب نف�سه �إله ًا‬ ‫للفكر ودمر املدن ورفع �شعارات القدا�سة‬ ‫لغبي جل�س على كر�س ��ي �أكرب من مقامه‬ ‫وقدراته‪.‬‬ ‫انت�ص ��ارات اجلي�ش احلر يف كل امليادين‬ ‫م�ؤ�ش ��ر يبعث عل ��ى االرتياح ل ��دى �أهايل‬ ‫حم� ��ص‪ ،‬ويزي ��د م ��ن عزميته ��م عل ��ى‬ ‫التح ��دي وقه ��ر النظ ��ام مهم ��ا كامن ��ت‬ ‫الأثم ��ان باهظة فاحلرية لها طعم خا�ص‬ ‫ال يقاوم‪ ،‬هكذا يق ��ول الثوار والنا�شطون‬ ‫يف امدين ��ة اب ��ن الولي ��د الت ��ي انتف�ضت‬ ‫يف وج ��ه النظ ��ام ب ��كل �أطيافه ��ا وفئاتها‬ ‫مطالبة بالكرام ��ة‪ ،‬و�أية كرامة تلك التي‬ ‫يحم ��ل اال�سم نف�س ��ه فريقه ��ا الريا�ضي‬ ‫الذي عا� ��ش االنت�صارات يف حمافل كرة‬ ‫الق ��دم ويواجه الآن طاغي ��ة يحرق البلد‬ ‫�ضاح ��ك ًا يف ق�صره ال ��ذي يحر�سه جنود‬ ‫الفر�س‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 16‬‬

‫سماء دمش��ق‪ُ ..‬تنذر باملوت وأرضها باالختطاف‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫تختلط تكابري امل�ساجد عند �آذان الفجر‪،‬‬ ‫ب�أ�صوات القذائف وهدير الطائرات‪،‬‬ ‫ف�سماء دم�شق لي�ست كعادتها م�ساملة‬ ‫وحنونة‪�..‬إذ مل يعد م�ستغرب ًا �أن جتد‬ ‫الدم�شقيني مي�شون م�سرعني‪� ،‬شانقي‬ ‫ر�ؤو�سهم �إىل ال�سماء‪ ،‬يرقبون طائرة تقذف‬ ‫حمولتها على من ت�صدفه يف جمال ر�ؤيتها‪،‬‬ ‫وهمهم �أن يكونوا هذه املرة يف عداد‬ ‫الناجني‪..‬ولي�س حال �أكرث �أمن ًا عند غياب‬ ‫الطائرات فال�شبيحة واملجربني يرت�صدون‬ ‫حتركات �سكان العا�صمة‪ ،‬الذين فتح املوت‬ ‫على حياتهم �أبواب ًا كثري ًا‪..‬‬ ‫اخلطف‪..‬جتارة ال�شبيحة والع�صابات‬ ‫يق�ض اخلطف م�ضجع الدم�شقيون �أكرث‬ ‫من املوت‪ ،‬فتجارة اخلطف تدر �أرباح ًا على‬ ‫كثرية على جتارها‪ ،‬املكونني من ع�صابات‬ ‫�أُفرج عنها مبوجب العفو الرئا�سي‪� ،‬أو‬ ‫�شبيحة حللوا خطف املدنيني لأنف�سهم‬

‫بعد �أن تواط�أت معهم ال�سلطات‪ ،‬ووفق ًا‬ ‫لأم ناجي –التي ُخطف ابنها مدة �شهر‪-‬‬ ‫ف�إن الع�صابة كانت تراقب ناجي‪ ،‬وتعرف‬ ‫متام ًا مكان عمله و�إقامته‪ ،‬وم�ستواه املادي‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬لأنهم عندما خطفوه وهو عائد من‬ ‫عمله‪ ،‬تركوا �سيارته ثمينة و�أخذوه وحده‪،‬‬ ‫وت�ؤكد �أم ناجي‪� ،‬أن اخلاطفني ات�صلوا‬ ‫بها وا�سمعوها �صوت ابنها وهم يعذبوه‬

‫عدة مرات‪ ،‬طالبني فدية؛ ‪ 10‬ماليني لرية‬ ‫�سورية‪ ،‬وبعد مفا�صالت كثرية‪� ،‬صارت‬ ‫الفدية ‪ 8‬ماليني لرية‪ ..‬وتبينّ �أم ناجي قالوا‬ ‫يل‪� :‬إنكم متلكون املال فلماذا تبخلني على‬ ‫ابنك؟‪..‬الذي �سنعطيك يف كل يوم �إ�صبع ًا‬ ‫من �أ�صابعه‪ ،‬ريثما تقرري دفع املبلغ‪..‬‬ ‫ذهبت لعجوز �أم ناجي بنف�سها‪ ،‬وفق ًا طلب‬


‫‪17 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫اخلاطفني �إىل منطقة مهجورة ونائية على‬ ‫طريق عدرا‪ ،‬و�أعطت اخلاطفني اللذين‬ ‫كانوا ملثمني املبلغ وح�صلت على ابنها‪..‬‬ ‫ال�شك � َّأن حظ ناجي‪� ،‬أف�ضل من غريه‪ ،‬من‬ ‫املخطوفني اللذين ت�أخذ الع�صابة املال من‬ ‫�أهلهم ومن ثم تقتلهم‪..‬مثل ما حدث عن‬ ‫�أمين الذي وظف �سائق ًا خا�ص ًا به‪ ،‬ليتخل�ص‬ ‫من هاج�س اخلطف‪ ،‬كونه يعاين من �ضعف‬ ‫نظر وال يقوى على القيادة‪ ،‬ولأن �أمين‬ ‫ميتلك معمل لل�سرياميك‪ ،‬ف�إنه كان هدف ًا‬ ‫د�سم ًا للخاطفني‪� ..‬أما املفاج�أة �أن �سائقه‬ ‫هو من قام باختطافه‪ ،‬وبعد �أن دفعت زوجة‬ ‫�أمين ‪ 11‬مليون لرية‪ ،‬ح�صلت على جثة احلياة‪�..‬صدفة لي�ست بال�ضرورة جميلة‬ ‫مل يعد البقاء على قيد احلياة يف دم�شق‬ ‫زوجها‪..‬‬ ‫�أكرث من م�صادفة‪ ،‬فبالن�سبة ل�سكان‬ ‫الأمن جزء من امل�شكلة‬ ‫قلما يحذر اخلاطفني من �إبالغ ال�شرطة‪،‬‬ ‫لأنهم كما تقول زوجة �أمين»متفقني‬ ‫معهم»‪ ..‬فاخلاطفني ح�سب النا�شط‬ ‫احلقوقي �شفيق‪ ،‬يعرفون �أن ال�شرطة �أو‬ ‫الأمن لن يقوى عليهم‪ ،‬هذا �إن مل يكن وفق‬ ‫النا�شط على اتفاق وتن�سيق معهم‪..‬ويقول‬ ‫النا�شط‪ :‬مل يعد النظام قادر ًا على دفع‬ ‫�أجور ال�شبيحة‪ ،‬ولذلك �أباح لهم‪ ،‬احل�صول‬ ‫على حقوقهم بكل الو�سائل‪..‬وال �شك � َّأن‬ ‫اخلطف واحد منها‪..‬‬

‫العا�صمة �صارت حياتهم مرتبطة بعدة‬ ‫م�صادفات غري منطقية‪ ،‬يقول �أبو �أحمد‬ ‫�سائق �سريفي�س على خط مهاجرين‬ ‫�صناعة‪ :‬منذ يومني �سقطت قذيفة «طائ�شة»‬ ‫على مر�آب �سرافي�س ال�صناعة‪ ،‬ت�سببت‬ ‫بخ�سائر مادية وب�شرية مل يح�صيها �أحد‪..‬‬ ‫وي�ضيف مت�سائ ًال‪:‬عندما علمت �أن حافلتي‬ ‫احرتقت‪�ُ ،‬صدمت لأين الفا�صل الزمني‬ ‫بني وبني املوت كان اقل من ن�صف �ساعة!!‬ ‫الأمر نف�سه ينطبق على معظم الدم�شقيني‬ ‫الذين قرروا ممار�سة حياتهم الطبيعية‬ ‫قدر الإمكان‪ ،‬فبنظر ح�سن موظف يف‬ ‫حمل موبايالت‪ :‬ال �أ�سف على املوت يف‬ ‫هذه الأيام‪ ..‬وعندما �س�ألناه �إن كانت كرثة‬ ‫التفجريات التي حتدث يف �شوارع دم�شق‬ ‫ب�أوقات غري منتظمة تثري ذعره �أثناء‬ ‫التنقل‪� ،‬أجاب‪ :‬ل�ست �أف�ضل ممن ا�ست�شهدوا‬ ‫ب�سبب مرورهم �صدفة يف وقت التفجري‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 18‬‬

‫طريق دمشق‪ -‬درعا‪ ..‬التشبيح فنون‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫حبي ��ب‪ ،‬ناهي ��ك ع ��ن الأغ ��اين املخ�ص�صة‬ ‫لدع ��م ب�شار الأ�سد‪ ،‬وي�ضي ��ف حممد‪ :‬رغم‬ ‫ق ��د ال تك ��ون درع ��ا وجهت ��ك‪ ،‬فمحافظ ��ة وج ��ود ال�شبيحة‪ ،‬ميك ��ن مالحظة امتعا�ض‬ ‫ال�سويداء �أي�ض ًا تقع على نف�س اخلط‪ ،‬ولكن الركاب و�سخريتهم على الأغاين‪.‬‬ ‫يكف ��ي م ��رورك يف طري ��ق درع ��ا ليعتربك‬ ‫اجلي� ��ش النظام ��ي «خائن»‪ ،‬ولتح ��ل عليك �صفقات بني الأمن وال�سائقني‬ ‫لعنة ال�شبيحة‪ ،‬فبع ��د �أن كانت امل�سافة بني‬ ‫ً‬ ‫دم�شق وال�سوي ��داء ُتقطع ب�ساع ��ة ون�صف‪ ،‬ي�ؤك ��د املعي ��د �أن ��ه نظ ��را لتع ��دد احلواجز‬ ‫�صارت ُتقطع و�سطي ًا بثالث �ساعات تقريب ًا املزدحم ��ة على الطري ��ق‪ ،‬ي�ضطر ال�سائقني‬ ‫والف�ضل يعود يف ذلك لل�شبيحة‪..‬‬ ‫لرتتيب �صفقات مع الع�ساكر الواقفني على‬ ‫احلاجز‪� ،‬إذ كثري ًا ما يجري ال�سائق ات�صاالً‬ ‫طريق يحولك �إىل «جمرم»‬ ‫مع �أحد الع�ساكر‪ ،‬قبل و�صوله �إىل احلاجز‪،‬‬ ‫ي�ضط ��ر الكث�ي�ر م ��ن املوظف�ي�ن يف كلي ��ات لي�س�أل الع�سكري �إن كان معلمه موجود‪ ،‬لأنه‬ ‫�سوي ��داء‪ ،‬م ��ن �أ�ساتذة ومعيدي ��ن �إىل قطع �سيخال ��ف ال�سري كي ال يق ��ف على احلاجز‬ ‫الطريق ب�ي�ن دم�شق وال�سويداء ب�شكل يومي �إذا مل يكن املعلم موجود‪..‬‬ ‫تقريب� � ًا‪ ،‬وي�ص ��ف حمم ��د –معي ��د يف كلية وال يت�ساه ��ل الأمن �أب ��د ًا مع و�سائ ��ل النقل‬ ‫الرتبية‪ -‬رحلة الطريق ب�أنها �أ�شبه ما تكون التي تع ��ود منرتها �إىل حمافظ ��ة درعا‪� ،‬إذ‬ ‫بفيلم رعب‪ ،‬يبد�أ من ��ذ حلظة ال�صعود �إىل ي�ش�ي�ر حمم ��د‪� ،‬إىل �أن �شاحن ��ات اخل�ضار‬ ‫با� ��ص �سوي ��داء‪ ،‬حي ��ث يند� ��س يف البا� ��ص الذاهب ��ة �إىل دم�شق‪ ،‬تجُ �ب�ر على تنزيل كل‬ ‫ع ��دد م ��ن ال�شبيح ��ة امل�سلح�ي�ن واملمهوين حمتوياته ��ا‪ ،‬ويتم تفتي�شها �سحارة �سحارة‪،‬‬ ‫بلبا� � ٍ�س م ��دين‪ ،‬وهم وفق حمم ��د‪ ،‬يتمتعون كما ي�أخذ الأمن من كل نوع خ�ضار �سحارة‪.‬‬ ‫ب�صالحي ��ة اعتق ��ال �أي راك ��ب ي�شتبه ��ون‬ ‫ب ��ه‪ ،‬ولذل ��ك ُيعامل جميع ال ��ركاب ‪-‬ح�سب كرامة الركاب‪�..‬ضحية خالف الع�ساكر‬ ‫و�ص ��ف املعي ��د‪ -‬عل ��ى �أنه ��م «جمرم�ي�ن»‪ ..‬وف ��ق حمم ��د‪ ،‬كثري ًا م ��ا تقع خالف ��ات بني‬ ‫ويتاب ��ع م�ش�ي�ر ًا �إىل �أن ال�سائقني يت�سابقون الع�ساكر �أنف�سهم‪ ،‬ف�إذا كان ال�سائق �صديق‬ ‫بدوره ��م لك�س ��ب ود ال�شبيح ��ة‪ ،‬وذلك من �أحدهم‪ ،‬يح ��اول �أال ي�ؤخ ��ره على احلاجز‪،‬‬ ‫خالل احلفالت املو�سيقية التي يذيعونها يف مم ��ا يزعج بقي ��ة الع�ساكر الذي ��ن يطبلون‬ ‫البا�ص والتي تكون �إما لعلي الديك �أو لوفيق منه التوقف‪ ،‬ومن الركاب ال�شباب الرتجل‬

‫م ��ن البا� ��ص ك ��ي يت ��م تفتي�شهم‪ ،‬وبع ��د �أن‬ ‫ين ��زل ال ��ركاب‪ ،‬تنه ��ال عليه ��م ال�شتائ ��م‬ ‫م ��ن الع�سك ��ري –�صدي ��ق ال�سائ ��ق‪ -‬لأنهم‬ ‫نزل ��وا م ��ن البا� ��ص وي�أمره ��م بالع ��ودة‪،‬‬ ‫وعندما يع ��ودون �إىل البا� ��ص تنهال عليهم‬ ‫�شتائم �أخرى م ��ن الع�سكري الذي �أمرهم‬ ‫بالنزول‪..‬ويتاب ��ع‪ :‬يحت ��ار ال ��ركاب‪ ،‬كي ��ف‬ ‫يت�صرفون؟ ومما يثري �ضحك الع�ساكر!!‪.‬‬ ‫للتف ّي�ش �أ�صوله‬ ‫ي ؤ�ك ��د النا�ش ��ط �أن� ��س من حمافظ ��ة درعا‪،‬‬ ‫�أن طري ��ق دم�شق‪-‬درع ��ا ُيع ��د م ��ن �أخطر‬ ‫الطرق ��ات عل ��ى النا�شط�ي�ن‪ ،‬لأن الأم ��ن‬ ‫املوج ��ود في ��ه‪ ،‬ال يكتفي بتفتي� ��ش البا�صات‬ ‫وال�سي ��ارات‪ ،‬وبتنزي ��ل ال ��ركاب منه ��ا‪ ،‬بل‬ ‫أ�ن ��ه يطلب م ��ن امل�شتبه به ��م‪ ،‬الذهاب �إىل‬ ‫داخل الثكنة ل�ض ��رب الفي�ش لهم‪ ،‬وي�ضيف‬ ‫النا�ش ��ط‪ُ :‬يجرب املواطن ��ون على ال�سري بني‬ ‫خيم الع�ساك ��ر‪ ،‬للو�ص ��ول �إىل مكان �ضرب‬ ‫الفي�ش‪ ،‬وح�صلت بع�ض احلاالت التي �أطلق‬ ‫فيه ��ا الع�ساك ��ر الر�صا�ص ب�ش ��كل ع�شوائي‬ ‫عل ��ى املواطن�ي�ن‪ ،‬بع ��د �أن رك� ��ض �أحده ��م‬ ‫وهرب ك ��ي ال ُي�ض ��رب ل ��ه في�ش‪..‬والق�صد‬ ‫م ��ن هذه احلرك ��ة ح�سب النا�ش ��ط‪� ،‬إدخال‬ ‫الرعب �إىل قلب املواطن‪..‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 19‬‬

‫‪19 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫الشباب الثوري العظيم‬ ‫خا�ص ‪� /‬أني�س حمدون‬

‫ثورات الربيع العربي قامت من �أجل حق احلرية والدميقراطية و العمل واحلياة الكرمية‪.‬‬ ‫وال ي�سمح لأحد مهما كانت واجهته �سواء دينية �أو علمانية �أن يتالعب بهذه احلقوق مهما‬ ‫كانت �أ�سبابه التي يطرحها و�إن كانت نواياه بريئة ‪ .‬فهذه الثورات قامت لإزالة �أ�شكال قمع‬ ‫حريات التعبري والعمل‪ ,‬ف�شباب ال�شعوب الثائرة قررت �أن ال تعي�ش حتت �أي نوع من �أنواع‬ ‫الظل ��م‪ .‬فالظلم يتعدى قمع الأفواه والآراء‪ ,‬فالعم ��ل �أي�ض ًا وقع حتت نري القمع ‪ ,‬ف�إمكانية‬ ‫العمل مرتبطة بفكرة ال�سفر �أو الهجرة �أو �سيواجه ال�شاب ال�سوري البطالة دون �شك‪.‬‬ ‫و من يفكر بحكم دولة �سوريا احلرة على �سبيل املثال عليه �أن يدرك مدى الت�ضحيات التي‬ ‫تعد على هذه احلقوق واحلريات‬ ‫قدمها ال�شعب من �أجل نيل حقوقه وعليه �أن يعرف �أن �أي ٍ‬ ‫�س ��وف يواجه بثورة �أكرب من التي �سبقتها‪ ,‬فهم ل ��ن يبيعوا دم �شهدائهم الذين نزفوا من‬ ‫�أج ��ل حق ��وق �إخوتهم‪ .‬عليك ��م �أن تت�شربوا معن ��ى احلرية قبل �أن تفك ��روا بالرت�شح حلكم‬ ‫�سوري ��ا‪ ,‬وعليكم �أن تعلم ��وا �أن �شباب هذا ال�شعب لن ير�ض ��ى بالعي�ش على هام�ش احلياة‬ ‫ب ��ل يريد �أن يكون العب� � ًا �أ�سا�سي ًا يف بناء دولة حديثة متطورة ولن ي�سمح ب�أن يعود بالزمن‬ ‫للوراء ملرحلة كان ي�ساوي فيها ال�صفر‪.‬‬ ‫تعلم ��وا من درو�س التاريخ وال تكرروا �أخطاء من �سبقك ��م‪ ,‬وال تفكروا تتالعبوا بدم �شعب‬ ‫م�ستع ��د للموت م ��ن �أجل حقوقه التي نهبت خالل خم�سني عام ًا‪ .‬ف�أنتم يف ح�ضرة ال�شباب‬ ‫ال�سوري العظيم‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 20‬‬

‫اعتراف كنسي عن حزب اهلل وآخرين‬ ‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬ ‫مل يحدث منذ خم�سني عاما �أن مار�ست‬ ‫ع ��ادة الإع�ت�راف أ�م ��ام الكاه ��ن‪ ،‬فق ��د‬ ‫هجرت ه ��ذه العادة و أ�ن ��ا طفل يف بداية‬ ‫مراهقته‪ .‬ولكن منذ عام‪ ،‬وككل العجائز‬ ‫الذي ��ن يخافون الآخ ��رة التي ب ��د�أت يف‬ ‫االق�ت�راب‪ ،‬مل يعد قلبي وعقلي يتحمالن‬ ‫الإح�سا� ��س بالذن ��ب ال ��ذي ارتكبته‪ ،‬وملا‬ ‫عج ��زت عن العثور عل ��ى تف�سري منطقي‬ ‫يف عامل ال�سيا�سة والعقل يقنعني‪ ،‬قررت‬ ‫اال�ستعانة برجال الدين‪ ،‬واالعرتاف مبا‬ ‫تقدم من ذنوبي وما ت�أخر ‪.‬‬ ‫كان الكاه ��ن العربي يف عم ��ري تقريبا‪،‬‬ ‫مع ف ��ارق الراحة وال�سعادة والنعمة التي‬ ‫تتجل ��ى عل ��ى حمي ��اه‪ .‬قلت ل ��ه‪ :‬اعذرين‬ ‫�أيه ��ا املح�ت�رم‪ ،‬ف أ�ن ��ا ال �أ�ستطي ��ع اجلثو‬ ‫على الركبت�ي�ن لالعرتاف كم ��ا يقت�ضي‬ ‫العرف‪ ،‬ومبا �أن ح�ضرتكم نائب عن اهلل‬ ‫يف االر� ��ض‪ ،‬فا�سم ��ح يل باجللو� ��س على‬ ‫كر�س ��ي كح�ضرت ��ك‪ .‬مل تعج ��ب الرج ��ل‬ ‫لهجتي القوية التي ترد على لهجته الآمرة‬

‫املت�سلطة والت ��ي ال حتمل خوف ًا من كونه‬ ‫كاهن ًا �أو يف ثياب الكهنوت‪ ،‬فقال عاب�س ًا‪:‬‬ ‫جي ��ب يا ابن ��ي هدي ��ك الكر�س ��ي واقعد‬ ‫عليها‪ ،‬و�أ�سرع باعرتافك‪ ،‬فهناك غريك‬ ‫ينتظر دوره‪ .‬قلت‪ :‬كذبت علينا االنظمة‬ ‫واالح ��زاب‪ ،‬ط ��وال عق ��ود م ��ن الزمن‪،‬‬ ‫عن ف�ضيل ��ة ال�صمود و�ض ��رورة مقاومة‬ ‫االع ��داء ومقارع ��ة الظل ��م والظ ��امل‪،‬‬ ‫حتى حتول ��ت هذه ال ��دول واالحزاب يف‬ ‫عقولن ��ا �إىل رم ��وز مقد�س ��ة‪ ،‬التط ��اول‬ ‫عليها ي�شبه التطاول على الذات االلهية‪،‬‬ ‫ممن ��وع علينا النظر �إليه ��ا نظرة نقدية‬ ‫حتى ال نكت�ش ��ف عوراتها‪ .‬ولك ��ن الثورة‬ ‫ال�سوري ��ة املباركة والدم ��اء التي �أريقت‬ ‫يف ال�ش ��وارع مل حت ��رك �ساكنا عند هذه‬ ‫ال ��دول والأحزاب والأفراد الذين نخروا‬ ‫ر�ؤو�سن ��ا مبمانعته ��م و�صمودهم‪ ،‬ونحن‬ ‫م ��ن كان يعتقد �أنهم �أول م ��ن �سيكونون‬ ‫م ��ع احل ��ق‪ ،‬ومل ��ا ط ��ال �صم ��ت بع�ضهم‬ ‫واته ��ام البع� ��ض االخر لأطه ��ر دماء يف‬ ‫العامل بالعمال ��ة لالمريكي وال�صهيوين‬ ‫واخلليج ��ي‪ ،‬ط ��ق �شر� ��ش احلي ��ا عندي‬ ‫وب ��د�أت يف �شتيم ��ة كل م ��ن �صم ��ت عن‬

‫ا�ستباحة الدم ال�سوري‪ ،‬وقد نال النظام‬ ‫ال�س ��وري وااليراين والرو�س ��ي وال�صيني‬ ‫حقه ��م م ��ن �شتائم ��ي‪ .‬وكن ��ت �أحتف ��ظ‬ ‫ببع�ض االحرتام حل ��زب اهلل‪ ،‬الذي قيل‬ ‫لنا �أنه حرر اجلنوب م ��ن اال�سرائيليني‪،‬‬ ‫واملطارنة والبطارك ��ة وعلماء الدين‪� ،‬إال‬ ‫ان ا�ستمراره ��م يف غيه ��م ووقوفه ��م يف‬ ‫�صف الع�صابة القاتلة‪ ،‬دفعني هذا �أي�ضا‬ ‫اىل �شتمهم‪ ،‬فه ��ل يغفر اهلل يل التطاول‬ ‫على ه�ؤالء االخريين؟‬ ‫ق ��ال الكاه ��ن‪ ،‬وقد احمر وجه ��ه غ�ضب ًا‪:‬‬ ‫عليك التوبة الفورية يا بني‪ ،‬ودفع كفارة‬ ‫عن ذنوبك العظيمة هذه يل �شخ�صي ًا كي‬ ‫�أر�سلها �إىل �ضحاي ��ا الإرهاب يف �سوريا‪،‬‬ ‫و�إعالن ان�شقاقك ع ��ن الثورة وااللتحاق‬ ‫بالنظام ال�سوري املمانع البطل‪.‬‬ ‫قلت له‪ ،‬بعد ان رطبت ل�ساين الذي جف‬ ‫وان ��ا ا�سم ��ع كالم رج ��ل الدي ��ن‪ :‬العمى‬ ‫بعيون ��ك �شو نذل‪ ،‬انت فعال احقر من �أي‬ ‫�شبيح يف �سوريا‪ ،‬لعنة اهلل عليك من الآن‬ ‫و�إىل ي ��وم الدين‪ ،‬و�سنلتق ��ي بعد انت�صار‬ ‫الثورة بالت�أكيد‪..‬‬


‫‪21 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫ُجند بالشام‪ ..‬جيش األمة املنتظر!‬ ‫خا�ص ‪ /‬نايف املعدي‬

‫من قدم كلمته لي�س كمن قدم روحه‬ ‫وذاك ه ��و الفرق ملن يق ��ارن بني �ضرورات‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر وخي ��ارات ال�سيا�سي�ي�ن‪،‬‬ ‫فاجلي�ش احل ��ر يواجه ع ��دو �شر�س اليقبل‬ ‫ال�ت�ردد والتفكري واملقاربه‪� ،‬أما ال�سيا�سيني‬ ‫باخل ��ارج فهم يف �سع ��ة التفاو�ض والنقا�ش‬ ‫والأحالم اي�ض ًا لذلك ال نق�سى بالنقد على‬ ‫رجال وهبوا �أرواحهم دون دينهم و�أر�ضهم‬ ‫وعر�ضهم و�شعبهم‪.‬‬ ‫و�إن كان ��ت هن ��اك �أخط ��اء فه ��ي بفع ��ل‬ ‫انتهاكات العدو لكل القيم من قتل وتعذيب‬

‫وت�شري ��د ومواجهة �شعب �أع ��زل بطائرات‬ ‫املي ��غ وبراميل الب ��ارود وكان من الطبيعي‬ ‫�أن تخ ��رج ردة فع ��ل م ��ن هن ��ا �أو هناك يف‬ ‫جي�ش �أ�س�س حديث ًا والزال يت�شكل بقياداته‬ ‫و�أفراده وان�ضباطه‪.‬‬ ‫ول ��و علم النا�س ح ��ق العلم ماقال ��ه ر�سول‬ ‫اهلل عن جي� ��ش ال�شام القائم على العقيدة‬ ‫الإ�سالمي ��ه لعلم ��وا �أن اجلي� ��ش احل ��ر قد‬ ‫يك ��ون هو نواة ذلك اجلي�ش الذي ب�شرنا به‬ ‫احلبيب (( جند بال�شام ))‬ ‫فق ��د يكون للجي�ش احلر قدا�سة قبل مولده‬ ‫و الأكي ��د �أن احل ��ق ي ��دور مع ��ه �أينم ��ا دار‬ ‫وواقعه هو واقع الأمه وخذالنه خذالن لها‪،‬‬

‫وانت�صاره انت�صارها ال حمال‪.‬‬ ‫وللجي� ��ش احل ��ر احل ��ق يف اختي ��ار عقيدته‬ ‫وم�سمي ��ات كتائب ��ه فمن قدم دم ��ه ال يبغي‬ ‫مقابله �إال اجلنه فم ��ن يعدهم باجلنه غري‬ ‫اهلل!‬ ‫ف�إذا انت�ص ��ر وو�ضعت احلرب �أوزارها كان‬ ‫لأه ��ل االخت�صا� ��ص ترتيب مهام ��ه وتوزيع‬ ‫قدرات ��ه‪ ،‬أ�م ��ا وه ��و يف خ�ضم املع ��ارك فهو‬ ‫خ�صي ��م نف�س ��ه و�أدرى بحقائ ��ق الأمور من‬ ‫�ساكني الفنادق والق�صور‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 22‬‬

‫خمسة عقد أساسية تعيق عمله‬

‫عقد املجلس‬ ‫تالحق‬ ‫االئتالف‬

‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬

‫التو�سيع و�إعادة الهيكلة ؛ الأمر الذي مل‬ ‫يح�صل خالل عام كامل‪.‬‬ ‫�أطلقت كلينتون ر�صا�صة الرحمة على‬ ‫املجل�س بت�صريحاتها املفاجئة واملثرية ويف‬ ‫توقيت حرج �سبق اجتماع الهيئة العامة‬ ‫للمجل�س؛ حيث انتقدت ب�شدة املجل�س‬ ‫و�ضعف ادائه ومتثيله للثورة واملعار�ضة ‪.‬‬ ‫�أ�ضيف �إىل ت�صريحات كلينتون �إطالق‬ ‫مبادرة «ريا�ض �سيف» يف ذات التوقيت؛‬ ‫لي�صبح وا�ضحا �أنه ال بد من احلديث عن‬ ‫ج�سم �سيا�سي جديد للمعار�ضة للحديث‬ ‫والتحاور معه من قبل الدول ال�صديقة ‪.‬‬ ‫نتج عن كل هذا احلراك بني املجل�س‬ ‫وجماعة ريا�ض �سيف �إطالق «االئتالف‬ ‫الوطني لقوى الثورة واملعار�ضة»‬ ‫كان وا�ضح ًا للمراقبني املحايدين منذ‬ ‫البداية �أن هذا اجل�سم لن يكون ب�أف�ضل من‬ ‫�سابقه �أداء «وعم ًال» ؛ وكان الفتا ان الكثري‬ ‫من عقد املجل�س بقيت مالزمة لالئتالف‬ ‫ومن �أبرزها‪:‬‬

‫�أكرث من عام م�ضى على �إعالن والدة‬ ‫املجل�س الوطني ؛ مل يكن ذلك كافي ًا» ليثبت‬ ‫جدارته بقيادة الثورة ال�سورية �سيا�سي ًا»؛‬ ‫بالعك�س من ذلك فقد بد أ� ت�أثريه يت�ضاءل‬ ‫تدريجي ًا» �سواء يف الداخل ال�سوري �أو‬ ‫من خالل ات�صاالته وعالقاته مع الدول‬ ‫ال�صديقة والداعمة‪.‬‬ ‫الوعود املع�سولة التي �أطلقها املجل�س عند‬ ‫�إعالنه ؛ �سرعان ما حتولت خليبة �أمل على‬ ‫�أر�ض الواقع ؛ عندما مل ي�ستطع �أن يقدم‬ ‫�شيئا «مقنع ًا» يف دعم احلراك الثوري وال‬ ‫«جهود ًا» �إغاثية متنا�سبة مع حجم الكارثة‬ ‫التي بات يعي�شها ال�شعب ال�سوري بفعل‬ ‫ممار�سات النظام ‪.‬‬ ‫كان الف�شل الأكرب من الناحية ال�سيا�سية ؛‬ ‫فهو مل ي�ستطع توحيد جهود وقوى املعار�ضة؛‬ ‫وال �أن يقدم ر�ؤية �سيا�سية موحدة ومقنعة‬ ‫حول عملية �إدارة املرحلة االنتقالية ل�سوريا‪.‬‬ ‫ا�ستمر املجل�س يراوح مكانه يف الإعالن‬ ‫ب�شكل م�ستمر عن نيته يف تطوير عمله ‪ -1‬عقدة الت�أليف والت�شكيل ‪:‬‬ ‫وذلك عرب ما �أطلق عليه املجل�س عملية يالحظ �أن طريقة تاليف املجل�س تكاد‬


‫‪23 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫تكون ن�سخة طبق الأ�صل من طريقة ت�شكيل‬ ‫االئتالف‪.‬‬ ‫فاملجل�س كان نتاج توافق بني جمموعة‬ ‫جمل�س ال‪ 72‬وجمموعة من القوى‬ ‫ال�سيا�سية االخرى ؛ حيث مت �إجراء تقا�سم‬ ‫وحما�ص�صة على الأمانة العامة واملكتب‬ ‫التنفيذي بني الطرفني ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا الو�ضع التوافقي ا�ستمر «معيقا» ب�شكل‬ ‫دائم لأي �إمكانية لتقدم عمل املجل�س؛‬ ‫ب�سبب كونه «توافقيا» ف�إن �إمكانية اتخاذ‬ ‫القرارات احلا�سمة واملف�صلية كان يجب‬ ‫�أن تخ�ضع لر�ضى اجلميع وهو ما مل يكن‬ ‫ممكنا»‬ ‫كان غريب ًا �أن يبد�أ االئتالف من نف�س‬ ‫نقطة البداية للمجل�س و�أال يتجاوزها ؛ فقد‬ ‫مت ان�شائه من توافق بني املجل�س القائم‬ ‫وجمموعة ريا�ض �سيف‪.‬‬ ‫ظهر منذ البداية ال�سعي لدى الطرفني‬ ‫لعملية املحا�ص�صة يف التمثيل والقيادة‪،‬‬ ‫وكانت العملية برمتها �ست�صل لطريق‬ ‫م�سدود وتتعر�ض للف�شل الذريع لوال الدور‬ ‫القطري ال�ضاغط الذي مل يكن يقبل‬

‫لقيادة احلراك ال�سيا�سي �أن تقع يف نف�س‬ ‫بالف�شل‪.‬‬ ‫هل �سي�ستطيع االئتالف �أن يتجاوز عقدة الفخ مرتني ؟‬ ‫الت�شكيل ؟ �أم ان تاثري ذلك �سيظهر قريبا»؟ هل هو جمرد الأمل واحللم فقط ؟ �أم �أن‬ ‫هناك غباء �سيا�سي وراء ذلك ؟‬ ‫‪ -2‬عقدة االعرتاف الدويل ‪:‬‬ ‫يف امل�ؤمتر ال�صحفي العالن والدة املجل�س ‪ - 3‬عقدة احلكومة االنتقالية و�شرعية متثيل‬ ‫الوطني؛ �صرح رئي�س املجل�س الوليد الداخل ‪:‬‬ ‫مبا�شرة ب�أن ت�شكيل املجل�س هو العملية �إذا كان املجل�س قد القى ترحيبا» �شعبيا»‬ ‫الأ�صعب وان الأ�سهل �سيكون هو اعرتاف وا�سعا» يف البداية ب�سبب كونه حاجة داخلية‬ ‫الدول ال�صديقة به‪ ،‬من امل�ؤكد �أن املجل�س لتمثيل الثورة يف اخلارج وتقدمي مطالبها‬ ‫كان �ضحية ت�ضليل �سيا�سي به ؛ لأن املجل�س للمنظمات الدولية والدول الداعمة ؛ غال‬ ‫مل يح�صل على �أكرث من ربع اعرتاف به بعد ان تراجع �أداء املجل�س جعل ر�صيده ال�شعبي‬ ‫يرتاجع با�ستمرار ‪.‬‬ ‫م�ضي �أكرث من عام ‪.‬‬ ‫وقع االئتالف يف نف�س الفخ مرة اخرى‬ ‫؛وكان غريبا» �أن تعلن قيادته فورا» عن عندما جاء االئتالف كان ا�ستقبال ال�شارع‬ ‫اعرتاف دويل و�شيك به ؛ و�أنه �سيتم ت�سليم له هزيال» وكان ت�أييد له م�شروطا» ومعلقا»‬ ‫�أموال ال�شعب ال�سوري لالئتالف والتي هي مبجى اجنازاته على ار�ض الواقع ‪.‬‬ ‫ح�شر االئتالف نف�سه يف زاوية �ضيقة عندما‬ ‫بحوزة النظام يف اخلارج‪.‬‬ ‫�سرعان ما تبدد ذلك احللم اجلميل ب�سرعة �أعلن عن ت�شكيل حكومة انتقالية ؛ ولكنه‬ ‫؛ فحتى االعرتاف االقوى والأ�سهل من حاول تدارك ذلك ب�سرعة عندما �أعلن �أن‬ ‫فرن�سا مل يرتقي مل�ستوى التوقعات واالمال احلكومة �ستكون تنفيذية من التكنوقراط‬ ‫وخالل �ستة �أ�سابيع ؛ لينتقل بالأزمة �إىل‬ ‫يف متثيل �شرعي كامل ‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال كيف ميكن لنخبة �سيا�سية تت�صدى جمال زمني قادم ‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 24‬‬

‫امل�شاكل �أثناء وبعد �إقراره ؛ من املتوقع ان‬ ‫تظهر بوادر خالف بني املجل�س واالئتالف‬ ‫من خالل النظام الداخلي ؛‬ ‫فاملجل�س ال يزال يعترب نف�سه موجودا»‬ ‫ككيان �شرعي ؛ وبالتايل �سيح�صل تنازع يف‬ ‫ال�صالحيات بينه وبني االئتالف الوليد ؛‬ ‫وامل�س�ألة الهامة هي املرجعية القانونية‬ ‫ال�شرعية للثورة �أين �ستكون ؟ ويخ�شى‬ ‫ان يتم اللجوء للمناورة والتوافق مرة‬ ‫�أخرى النتاج مرجعية ال متلك �شرعية �أو‬ ‫�صالحيات كاملة وهذا هو املتوقع‬ ‫االئتالف حتى االن اتخذ قرارين هامني ‪:‬‬ ‫الأول تعيني �سفري يف فرن�سا‬ ‫والثاين تعيني مقر االئتالف يف القاهرة‬ ‫ويبدو من هذين القرارين �سمة الت�سرع‬ ‫وعدم الدرا�سة الوافية وبدون اي �أليات‬ ‫قانونية التخاذهما‬ ‫بانتظار ان ينتهي االئتالف من النظام‬ ‫الداخلي واليات العمل وت�شكيل احلكومة‬ ‫�سيكون قد فات الكثريمن الوقت وهذا كفيل‬ ‫باطفاء وهج االئتالف اخلافت �أ�صال»‬

‫يتوقع اال تخرج احلكومة عن �إطار‬ ‫املحا�ص�صة ال�سيا�سية وهي يف حال والدتها‬ ‫لن تتجاوز ب�صالحياتها م�ستوى مكتب‬ ‫تنفيذي ‪.‬‬ ‫من الوا�ضح انه لن يح�صل اعرتاف‬ ‫دويل باحلكومة املوعودة حتى من الدول‬ ‫ال�صديقة ؛ لأن ذلك �سيخلق �سلطتني‬ ‫�شرعيتني يف البالد و�سيوفر ذلك غمكانية‬ ‫لتق�سيم البالد �أو االطاحة بالنظام القائم‬ ‫بالقوة وهو ال�شيء الغري مدعوم حتى من‬ ‫الدول ال�صديقة ؛ وبالتايل ما هو جدوى‬ ‫اعالن حكومة بال اجنحة حتلق بها ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عقدة �أليات العمل ‪:‬‬ ‫من �أغرب االمور ان يولد ج�سم �سيا�سي‬ ‫بدون نظام داخلي �أو خطة عمل ؛‬ ‫عانى املجل�س كثريا» جراء هذه املع�ضلة‪,‬‬ ‫ومل ي�ستطع جتاوز التف�سريات املختلفة‬ ‫لنظامه الداخلي واليات عمله رغم انه قام‬ ‫بت�صحيح ذلك مرارا» دون جدوى ‪.‬‬ ‫قيادة االئتالف �أم�ضت �أيامها الأوىل يف‬ ‫زيارات مكوكية لك�سب الت�أييد الدويل‬ ‫وخا�صة من الدول الداعمة الرئي�سية ؛ رغم‬ ‫‪ - 5‬عقدة متثيل االقليات‬ ‫�أن من �أولويات عملها نظامها الداخلي ‪.‬‬ ‫يتوقع �أن يثري النظام الداخلي الكثري من عمل االئتالف مثل املجل�س متاما» على‬

‫تقدمي نف�سه ممثال» �شرعيا» وحيدا» لل�شعب‬ ‫ال�سوري بكافة قواه ال�سيا�سية وقومياته‬ ‫وطوائفه ومذاهبه‪.‬‬ ‫�إذا كان املجل�س قد مرر جورج �صربا‬ ‫رئي�سا» له متخطيا» نتائج العملية االنتخابية‬ ‫الدميقراطية ؛ فان االئتالف قدم كذلك‬ ‫معار�ضا» علويا» ك�سفري له يف فرن�سا ك�أول‬ ‫قرار يتخذه ‪.‬‬ ‫قرار االئتالف املتهافت بدا وكانه ر�سالة‬ ‫تطمني �سيا�سية اكرث من كونه قرارا» تقنيا»‬ ‫بحتا»‪.‬‬ ‫�ستبقى عقدة متثيل الأقليات مالزمة‬ ‫لالئتالف مثلما كانت بالن�سبة للمجل�س ؛‬ ‫ولن يفيد التمثيل ال�شكلي ب�شيء ولن يقنع‬ ‫احد ؛‬ ‫املطلوب العمل على متثيل حقيقي للقوى‬ ‫الفاعلة على االر�ض من كافة االطياف‬ ‫وعلى را�سها االقليات ؛‬ ‫�إن هذه العقد اال�سا�سية �ستعيق عمل‬ ‫االئتالف ب�شكل اكيد ؛ و�ستجعل من‬ ‫ال�صعبت�صور االئتالف يخطو بعيدا» يف‬ ‫حتركاته اىل االمام وهو مكبل ورمبا‬ ‫�ستوقف هذه العقد حركته متاما» يف وقت‬ ‫قريب‬


‫‪25 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫السقوط احلر‬ ‫خا�ص ‪ /‬همام البني‬ ‫رغم عالقتي ال�سيئة مع املعادالت‬ ‫الفيزيائية و �أرقامها اجلافة لتعاملها مع‬ ‫احلياة كقوانني تعتمد على �سبب و م�سبب‬ ‫ت�ؤدي �إىل نتيجة حتمية بدون �أي م�شاعر‬ ‫�أو تعاطف �إال �أنني �صراحة احرتم و ب�شدة‬ ‫و�صولها �إىل نتيجة �أخرية بديهية بدون‬ ‫توقعات قد ت�صيب و تخط�أ‪.‬‬ ‫من اجمل �إ�ضافات الثورة منح �صفة‬ ‫“احلر” لكل من عمل بها و التحق فيها‬ ‫فتحول الإن�سان الثائر �إىل �إن�سان حر‪،‬‬ ‫الطبيب يف امل�شايف امليدانية اىل طبيب‬ ‫حر‪ ،‬الإعالمي ال�صادق الناطق باحلق‬ ‫�إىل اعالمي حر و ال�ضباط ال�شرفاء‬ ‫الذين رف�ضوا اوامر قتل اهلهم اىل جي�ش‬ ‫حر لي�شكلوا معا طرف ال�شعب احلر يف‬ ‫املعادلة الفيزيائية ال�شهرية ( ال�سقوط‬ ‫احلر )‪.‬‬

‫تك��ون س��رعته االبتدائية صفر ثم تزداد الس��رعة كلما اقت��رب من النهاية»‬

‫زمن ال�سقوط‬ ‫تاريخيا و فيزيائيا عندما ي�صبح ال�شعب‬ ‫طرف يف �أي معادلة فالنتيجة حم�سومة‬ ‫حتى لو طال زمن ال�سقوط و هذا متاما‬ ‫ما يحدث مع النظام العبثي‪ ,‬فاجلاذبية‬ ‫ال�شعبية التي حتركت بدون �أي م�ساعدة‬ ‫خارجية بل تعر�ضت للمحاوالت دولية‬ ‫خبيثة لإطالة مدة ال�سقوط و و�ضعيته‬ ‫التي تختلف اختالفا كليا عن �سقوط‬ ‫النظام الليبي «املقبو�ض الثمن نفطيا»‬ ‫و الدكتاتوريات الرحيمة « ال�ساقطة يف‬ ‫تون�س و م�صر التي تعد بالدا متقدمة‬ ‫دميوقراطيا اذا ما قي�ست بنظام ميتلك‬ ‫�سبعة ع�شر فرع امن مهمتها اذالل‬ ‫املواطن م�ضافة اىل جي�ش فا�سد اال من‬ ‫بع�ض ال�شرفاء الذين ان�شقوا على مدار‬ ‫الثورة‪ ,‬ي�ضاف �إليها م�صالح ا�سرتاتيجية‬ ‫مع زعران املنطقة و العامل من �أ�صحاب‬ ‫نظرية ( الزعيم القائد الواحد االحد ) و‬ ‫كي ال نن�سى اخلوف املبطن عند بع�ض من‬ ‫يدعي �صداقة ال�شعب ال�سوري من دولة‬ ‫م�ؤ�س�سات �سورية قوية‪ ,‬يجعلنا ندرك طول‬ ‫مدة ال�سقوط و �أن النظام ال�سوري ي�سقط‬ ‫من ارتفاع خم�سني عاما حديدية اتبع‬

‫خاللها « ا�سرتاتيجية الع�صابة « يف �إذالل‬ ‫املواطن و �إغراقه يف الهم املعي�شي اليومي‬ ‫« لين�س الهم العام « و م�صلحة الوطن‪.‬‬ ‫قد ي�ستمر النظام مدعوما من حتالفات‬ ‫دولية خفية و خبيثة ملدة لكنها لي�ست‬ ‫بطويلة حتما �إذا ماقي�ست بحجم التغري‬ ‫الذي احدثته و �ستحدثه ب�إعتبارها‬ ‫�أعظم الثورات يف الع�صر احلديث قامت‬ ‫ب�شجاعة نادرة ل�شعب عظيم نقل ( نظام‬ ‫الأبد ) من حالة امتالك البالد و العباد‬ ‫�إىل حالة خوف و رعب من نف�سه ومن‬ ‫�أقرب املقربني �إليه اىل حالة �سقوط حتمي‬ ‫ال مهرب منه بكل القوانني الفيزيائية و‬ ‫قوانني العدالة الإلهية لي�صبح التعريف‬ ‫احلقيقي لنظرية ال�سقوط احلر ال�سورية ‪:‬‬ ‫«عندما ي�سقط الطغاة �سقوط ًا حر ًا بقوة‬ ‫اجلاذبية ال�شعبية تكون �سرعته االبتدائية‬ ‫�صفر ثم تزداد ال�سرعة كلما اقرتب من‬ ‫النهاية»‬


‫‪issue 38 / nov 27th 26‬‬

‫حوار بني شبيح وعرعوري‬


‫‪27 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬ ‫«دج‪ ..‬دج‪ ..‬دج» �سالح من مدفعية ثقيلة‪.‬‬ ‫«طاخ‪ ..‬طاخ‪ ..‬طاخ « �سالح فردي خفيف‪.‬‬ ‫ال�صوت الأول هو ملخ�ص يومي لر�أي‬ ‫�شبيح ي�سكن يف �إحدى الأحياء امل�ؤيدة‬ ‫ويوجه حديثه الالذع هذا واخلارق احلارق‬ ‫للجدران اىل �صاحب ال�صوت الثاين ذو‬ ‫ال�سالح اخلفيف والذي بدوره ي�سكن يف‬ ‫�إحدى الأحياء املعار�ضة‪.‬‬ ‫ما يحدث يف الداخل حم�سوم �إما مع �أو‬ ‫�ضد ‪,‬ولكن ينقلب هذا احلديث جذريا‬ ‫�إىل �أنواع �أخرى من النقا�ش بتنوع البلد‬ ‫امل�ضيف لطاولة احلوار هذه‪�.‬إذ ال ي�سمح‬ ‫يف هذا البلد امل�ضيف ا�ستخدام الأعرية‬ ‫النارية ب�أنواعها اخلفيفة والثقيلة ‪.‬‬ ‫زمالء العمل يف دول اخلليج بني م�ؤيدي‬ ‫النظام ومعار�ضيه بغ�ض النظر عن‬ ‫ن�سبتهم‪ ,‬يجمعهم هدف واحد هو تكدي�س‬ ‫ثروة مقبولة من الرزق �أو العمل يف �إحدى‬ ‫ال�شركات حتى لو كانت معاك�سة يف‬ ‫مزاجها لتوجهات �أي طرف منهم ‪,‬وغالبا‬ ‫ما يكون لبا�سهم موحد رغم اختالف‬ ‫تالفيف �أدمغتهم وال�شحن الهائل املخفي‬ ‫من الكراهية للطرف الآخر و�إلغاءه‪..‬كما‬ ‫�إنهم يوزعون ابت�ساماتهم الكاذبة �أثناء‬ ‫العمل وحتى خارج العمل ويف الأ�سواق‬

‫اال�ستهالكية ‪.‬ويخو�ضون غمار نقا�شات‬ ‫ب�ؤ�س احلال ال�سوري على طاولة خمرية‬ ‫مرتفة تاركني �أطفالهم يت�شاركون اللعب‬ ‫يف �إحدى احلدائق بحالة من التعاي�ش‬ ‫اله�ش والكاذب الذي فر�ضه املكان وحياة‬ ‫االغرتاب‪ .‬يحاول املعار�ض يف هذا النوع من‬ ‫النقا�ش �إبراز مدى �سلميته حممال القائد‬ ‫املفدى للم�ؤيد م�س�ؤولية ما يحدث يف �سوريا‬ ‫من جمازر عرب م�صطلحات �أدبية وفكرية‬ ‫تعلي من �ش�أن الثورة يف حني يتجاهل امل�ؤيد‬ ‫كل �أ�ساليب املنطق التي بذلها الطرف‬ ‫الآخر مرددا ما تقوله اجلهات الأمنية‬ ‫يف دم�شق ب�شكل حريف مع احلفاظ على‬ ‫النربة الأمنية التي حفظها يف دم�شق قبل‬ ‫مغادرتها منذ ع�صور عندما كان طالبا يف‬ ‫�إحدى احللقات احلزبية‪.‬ويبقى اخلالف‬ ‫على من هو ال�سبب وامل�سبب‪...‬ومن وجهة‬ ‫نظر درامية حم�ضة «يلعن هالزمن اللي‬ ‫جمعني فيك» ويبقى الأوالد من�شغلني باللعب‬ ‫�ضمن تعاي�ش �إن�ساين بريء غري م�ؤدلج‪.‬‬ ‫ولكن ق�سوة العي�ش (والغربة)هي ما جتمع‬ ‫م�شاعرهما يف طريق العودة للبيت ليناموا‬ ‫وي�ستيقظوا جمددا لتكدي�س الأموال على‬ ‫�أمل اال�ستثمار يف البلد الأم ذات يوم‪.‬‬ ‫و�إذا فر�ضنا �أن املتحاورين مثال يف �إحدى‬ ‫دول �أوروبا �أو �أمريكا فتكون امل�شكلة الأوىل‬ ‫والأخرية �أن كال الطرفني يفهم ويعرف‬ ‫ل �صحي‬ ‫�أكرث من الأخر «�أنت �شو فهمك‪ ,‬ه أ‬

‫�أنت بتالقيهن التنني �سوا ما حدا طايقن‬ ‫من اجلريان‪....‬ب�س لأنن عرب‪...‬ما رح‬ ‫نقول �سوريني لأنو ميكن اجلريان ما بيعرفوا‬ ‫وين �صايرة �سوريا عاخلريطة‪...‬و�صحي‬ ‫بتالقيهن حاي�صني ليل نهار عما يفكروا‬ ‫كيف بدن يجددوا الإقامة وعم يحلموا‬ ‫باحل�صول عاجلن�سية وي�صريوا مواطنني‬ ‫عليهن القيمة ولو ب�آخر ال�صف ب�س‬ ‫بتالقيهن ل�سا فا�ضيني يتجادلوا ويطلعوا‬ ‫عقدهن ببع�ض»‬ ‫العروري الأوروبي ‪ :‬يف قلبه �أو عقله «لك‬ ‫ت�ضرب �أنت والأ�سد تبعك كلك �شئفة �شبيح‬ ‫ومنحبكجي»‬ ‫ال�شبيح الأوروبي‪ :‬يف قلبه ولكن �أكيد ال‬ ‫يوجد عقل « لكان عم تدافع عن العراعري‬ ‫اللي عم يفجروا ويقتلوا ‪»...‬‬ ‫ي�ستبق احلديث ويكمل ال�شبيح مبقدمة‬ ‫تذكرنا بال�شعارات املدر�سية والأب القائد‬ ‫والفار�س املظلي و�أهم �شيء نداءات املقاومة‬ ‫واملمناعة وكيف �أن الأ�سد يدعم ولكن يبقى‬ ‫بعيدا عن احلديث عندما ي�س�أل « اي ومن‬ ‫‪� 40‬سنة ولك فتي�شة ما طقو باجلوالن ‪».‬‬ ‫العرعوري ‪� :‬إن الأ�سد وحا�شيته ومن �سبقه‬ ‫كان همهم الدائم هو �سرقة البلد والتفرد‬ ‫بكل �شيء لهم ولأقاربهم وملنتفعي ال�سلطة‬ ‫القريبني منهم «كلن عيلة حرمية وجمرمني‬ ‫وكل اللي اتعامل معن متلن»‬


‫‪issue 38 / nov 27th 28‬‬

‫اسرائيل ورانا ورانا !!‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫مع بداية املظاهرات �سمعت احدهم يردد قول حممود دروي�ش ( حا�صر ح�صارك‬ ‫باجلنون ‪ ...‬فاما �أن تكون �أو ال تكون ) و حني ظننته حم�صور ًا يف منطقة واحدة ‪،‬‬ ‫كانت ده�شتي اين �سمعته يف اكرث من مدينة‪ ،‬هل كان يف ذلك ا�ست�شراف للم�ستقبل؟‬ ‫يتبنى ال�سوريون هذه االيام الكثري مما قاله ال�شاعر الفل�سطيني الكبري ‪ ،‬و يرون يف‬ ‫�أ�شعاره لل�شعب الفل�سطيني و ن�ضاله �ضد االحتالل م�شابه ًا و معرب ًا متام ًا عن ثورة‬ ‫احلرية و الكرامة يف �سوريا‪.‬‬ ‫انتهج النظام منذ البداية �سيا�سة ا�سرائيلية بامتياز‪ ،‬فاملتظاهرين هم �إرهابيني و‬


‫‪29 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫�شيء و ال يهتم الي بعد ان�ساين او قانوين‬ ‫مما يدفع املجتمع الدويل للتخفيف من‬ ‫�ضغطه ‪ ،‬و حماولة التوا�صل مع الداعم‬ ‫الدويل و هو رو�سيا للتاثري بالنظام ‪ .‬و‬ ‫رو�سيا ادت دورها كاف�ضل ما يكون ‪ ،‬و‬ ‫كما د�أبت امريكا على حماية ا�سرائيل و‬ ‫تغطية افعالها و تبني ق�صتها لالحداث‬ ‫‪ ،‬قامت رو�سيا بتبني رواية النظام حلد‬ ‫التماهي ‪.‬‬

‫�إرهابيني فقط ال وجود لربيء �سواء‬ ‫كان طف ًال �أو امر�أة او كه ًال ‪ ،‬و هذا‬ ‫يذكر بت�صريحات القادة اال�سرائيليني‬ ‫عند تربير قتلهم لالطفال و الن�ساء‪،‬‬ ‫والأهم �أن النظام تعلم من ال�سيا�سة‬ ‫اال�سرائيلية باالعتماد على داعم دويل‬ ‫قوي و هو رو�سيا‪ ،‬للت�صدي للمجتمع‬ ‫الدويل ‪ ،‬و من ثم التعامل بازدراء مع‬ ‫هذا املجتمع و حتديه بارتكاب املجازر‬ ‫و تكثيفها للرد على كل حترك دويل‪ .‬و‬ ‫هو بذلك يظهر مبظهر القوي املتمكن و‬ ‫يخفف من ال�ضغط الدويل ‪ ،‬و يو�صل اليه‬ ‫ر�سالة بانه قادر و عازم على القيام باي‬

‫قامت ا�سرائيل دوما بت�ضخيم اخلطر‬ ‫الفل�سطيني ‪ ،‬و حتويله اىل �شيطان بنظر‬ ‫اال�سرائيليني ‪ ،‬و عمدت عرب ادبياتها‬ ‫و اعالمها على تغذية روح الكراهية و‬ ‫اخلوف ‪ ،‬و خلقت الف�صل العن�صري عرب‬ ‫كلمة هم و نحن ‪ ،‬و بنف�س اال�سلوب القذر‬ ‫قام النظام باعتماد نف�س ال�سيا�سة ‪ ،‬و‬ ‫ا�ستطاع عرب ال�ضخ االعالمي و املخابراتي‬ ‫حتويل الثوار اىل عدو ‪ ،‬و كانهم �آتني‬ ‫من كوكب �آخر ‪ .‬ف�صار الثوار (( هم‬ ‫)) و متاهى اجلزء املوايل مع ادعاءات‬ ‫النظام ‪ ،‬و تخلى عن ذكرياته مع ابناء‬ ‫مدينته و رمبا جريانه او اقربائه و احيانا‬ ‫احد اخوته ‪ ،‬و �شيطنهم و حولهم لآخر‬ ‫�شرير ‪ ،‬متبنيا روايات النظام و تربيراته‬ ‫بداية ‪ ،‬ثم بد أ� ب�سوق تربيراتهاخلا�صة‪ ،‬و‬ ‫الآن احلل الوحيد بنظرهم هو (( خلي‬ ‫اجلي�ش يخل�ص عليهون كلهون )) فاذا‬ ‫�س�ألت من هم جاء اجلواب هم العمالء‬ ‫اخلونة و يف احيان كثرية و بكل �صفاقة‬ ‫(تبعوت احلرية) بالنتيجة �شيطن‬ ‫النظام و خمابراته احلرية كما �شيطنت‬ ‫ا�سرائيل حق الفل�سطينيني باحلياة ‪.‬‬ ‫اعتمدت ا�سرائيل دوما على ان تهاجم‬ ‫اعداء وهميني فمن ادبياتها دوما ان‬ ‫العرب كلهم اعداء ‪ ،‬و انهم يدعمون‬ ‫الفل�سطينيني بال�سالح و هم ارهابيني‬ ‫‪ ،‬رغم انها تعلم و العامل اجمع يعلم ان‬ ‫العرب مل يقدمو الدعم يوما للفل�سطينيني‬

‫اال مكرهني ‪ ،‬يف مرحلة ال�سبعينات ‪،‬‬ ‫و بعد ذلك قدمو الدعم ل�شراء الوالء‬ ‫و املرتزقة ( كما فعلت ليبيا و �سوريا و‬ ‫العراق و ال�سعودية ناهيك عن االردن ) ال‬ ‫من اجل الق�ضية‪ ،‬و النظام ال�سوري يعمد‬ ‫اىل اللجوء الدائم اىل روايته بان تركيا‬ ‫و قطر و ال�سعودية تدعم الثوار بال�سالح‬ ‫و الرجال ‪ ،‬فيتخيل من ي�سمع هذه القول‬ ‫بان خمازن تركيا قد فتحت امام الثوار ‪،‬‬ ‫و يعلم اجلميع بان هذا الكالم عار متاما‬ ‫عن ال�صحة ‪ ،‬و لكن النظام ‪ ،‬عرب تبني‬ ‫رو�سيا لروايته ‪ ،‬حول هذه الكذبة اىل‬ ‫�سالح �آخر للمواجهة مع املجتمع الدويل ‪.‬‬ ‫ال ن�ستغرب حني تتجاهل ا�سرائيل‬ ‫�سلوك اجلي�ش ال�سوري على حدود‬ ‫ه�ضبة اجلوالن و اقتحامه لدرعا ‪ ،‬بل‬ ‫و ميكن اجلزم بانها تنظر اىل كل هذه‬ ‫الت�صرفات بابت�سامة ر�ضا و ت�شفي ب�شعب‬ ‫هي اعلم النا�س مبوقفه منها ‪ ،‬و بجي�ش‬ ‫فا�شل حتول اىل مرتزقة ال �أخالقية ففقد‬ ‫م�صداقيته بعني �شعبه و بعني العامل ‪.‬‬ ‫ل�سخرية القدر و يف هذه اللحظة ميكن‬ ‫ان نرى ان امل�شاكل التي نعاين منها هي‬ ‫م�شابهة بطريقة ما للم�شاكل التي عانت‬ ‫و تعاين منها الثورة الفل�سطينية ‪ ،‬من‬ ‫ت�شرذم و ف�ساد و ت�صلب بالراي و البحث‬ ‫عن الزعامة ( ولو على اخلازوق ) فعندنا‬ ‫الآن مثل ابو مازن و هنية و كتائب الق�سام‬ ‫و اجلهاد اال�سالمي و الكتائب الأخرى‬ ‫الفل�سطينية التي ال �أحفظ ا�سمها للأ�سف‬ ‫( ذات التوجه التكفريي ) و دحالن و‬ ‫الرجوب كلهم جتدهم يف الثورة ال�سورية‬ ‫و االنق�سام بني مع�سكرين او ثالثة ‪ ،‬و‬ ‫تطرف بالآراء يقارب العمالة ‪.........‬‬ ‫الخ و اي�ضا و �أي�ضا هاهي خميمات‬ ‫اللجوء تنت�شر و هاهي الدول تغلق ابوابها‬ ‫بوجه ال�سوريني ‪...... .‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 30‬‬

‫سوريا مبدأ استقالل القضاء‬ ‫بني مطرقة االستبداد وضمير القاضي‬ ‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي مهنا‬

‫م ��ن املب ��ادئ القانونية العامة التي ترتك ��ز عليها امل�ؤ�س�سة الق�ضائية ه ��و �أن تكون م�ستقلة متاما عن �أي ت�أث�ي�رات كانت‪� ،‬سيا�سية‬ ‫�أم اجتماعي ��ة �أم مادي ��ة‪ ،‬ودورها يجب �أن يكون ال�ضامن الأ�سا�سي حلقوق النا�س واملحام ��ي الأكرب حلياتهم العامة‪� ،‬أ ّما الأ�سا�س‬ ‫املعب عن الإرادة العامة كما‬ ‫القان ��وين ال ��ذي يرتكز عليه هذا املبد�أ فهو ح�صانة الق�ضاء وحياده‪ ،‬كون القا�ضي يعترب فم القانون ِرّ‬ ‫يق ��ول مونت�سكيو‪ ،‬وهو �ضمري الأم ��ة ووجدان ال�شعب‪ ،‬وينبوع العـدل واحلق والف�ضيلة‪ ،‬وكي تتحق ��ق العدالة و�سيادة الطم�أنينة يف‬ ‫املجتمع ف�إنه ال بد من متكني القا�ضي من القيام بعمله بكل حرية و�ضمري حي‪ ،‬باعتبار �أن القانون وديعة يف �صدور الق�ضاة‪ ،‬ذلك‬ ‫م ��ا دعى القا�ضي الفرن�سي الكب�ي�ر «جان ديفاكيريي» رئي�س برملان باري�س‪ ،‬يوم توليه من�صب ��ه من خماطبة امللك لوي�س احلادي‬ ‫هناك �شيئ ًا واحد ًا �س�أطيعه قب ��ل �أنْ � َ‬ ‫ع�ش ��ر بقول ��ه‪« :‬يا موالي ا�سمحل ��ي �أن �أ�ص ّرح جلالل ِتك �أنّ َ‬ ‫أطيعك‪ ،‬فقال له امللك وما هو هذا‬


‫‪31 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫ال�شيء؟؟ �أجابه القا�ضي‪� :‬إنه �ضمريي»‬ ‫ونظر ًا لأهمية مب ��د أ� ا�ستقاللية الق�ضاء‬ ‫يف حي ��اة الأمم املتطلعة لتحقيق تطورها‬ ‫وازدهاره ��ا وبن ��اء �أجماده ��ا‪ ،‬ف�إنن ��ا‬ ‫جن ��د �أن جمي ��ع د�ساتري وقوان�ي�ن العامل‬ ‫الو�ضعي ��ة قد حر�ص ��ت و أ� ّكدت على عدم‬ ‫الت ّدخ ��ل بعمل الق�ض ��اء �أو امل� ��س بهيبته‬ ‫وا�ستقالل ��ه‪ ،‬باعتب ��ار �أن �أي م� ��س بعمل‬ ‫القا�ض ��ي ونزاهت ��ه‪� ،‬سيعم ��ل دون �ش ��ك‬ ‫عل ��ى زعزع ��ة مي ��زان الع ��دل وتقوي� ��ض‬ ‫دعائم الدولة‪ ،‬و�سينتج عنه فقدان الثقة‬ ‫بالق�ض ��اء و�سيادته‪ ،‬وبالتايل ف�إن اهتزاز‬ ‫عندئذ‬ ‫عر� ��ش العدال ��ة �سيحي ��ل الدول ��ة‬ ‫ٍ‬ ‫لع�صابة من قطاع الطرق‪.‬‬ ‫وحيث �أنه بات من امل�سلم به �أن ال�سيا�سة‬ ‫ه ��ي عدو الق�ض ��اء و�أن الق�ض ��اء ال يجب‬ ‫�أن يخ�ض ��ع لل�ضغوط ��ات ال�سيا�سية‪ ،‬فان‬ ‫ال�س� ��ؤال الأ�سا� ��س ال ��ذي يث ��ور دوم� � ًا يف‬ ‫�سورية‪ ،‬هو كيف للقا�ضي �أن يحافظ على‬ ‫ا�ستقالليت ��ه وحياديته ونزاهته‪ ،‬طاملا �أن‬ ‫تعيينه يتم على يد ال�سـيا�سيني �أي (رئي�س‬ ‫اجلمهوري ��ة) باعتب ��اره رئي�س� � ًا ملجل� ��س‬ ‫الق�ضاء الأعلى من جهة؟ ومن جهة �أخرى‬ ‫تبعيته لوزير العدل‪ ،‬ال ��ذي بدوره ع�ضو ًا‬ ‫يف ال�سلطة التنفيذي ��ة وال�سيا�سية غالب ًا‪،‬‬ ‫ثم كيف للق�ضاة �أن ي�ساهمون يف حتقيق‬ ‫العدال ��ة التي ين�شدها املواط ��ن ال�سوري‬ ‫بينما البع�ض منه ��م ي�شتغلون بال�سيا�سة‬ ‫بانتمائهم حلزب البع ��ث الذي يواظبون‬ ‫على ح�ض ��ور اجتماعات ��ه‪ ،‬وي�شاركون يف‬ ‫انتخابات قياداته‪ ،‬بينما ال يخفي الق�سم‬ ‫الأكرب منهم ت أ�ث ��ره مع رغبات ال�سلطات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬ب�سبب تلك االنتماءات‪ ،‬التي‬ ‫مت اختياره ��م عل ��ى �أ�سا�سه ��ا‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ف�إنه يف ظل هذا املناخ ال�سيا�سي املت�سلط‬ ‫والأمن ��ي القمع ��ي يبقى الق�ض ��اة عر�ضة‬ ‫لالنحياز �إىل جان ��ب �أحد اخل�صوم بنا ًء‬ ‫عل ��ى خلفي ��ات �سيا�سية‪،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن �أن‬ ‫بع�ضهم يتماهى ب�شكل كبري مع ما تقرره‬ ‫�أجه ��زة املخابرات وال�سلط ��ات الأخرى‪،‬‬ ‫ن�صت عليه‬ ‫وه ��و ما يناق� ��ض بالواقع م ��ا ّ‬ ‫�صراح ًة الن�صو�ص الد�ستورية والقانونية‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬منه ��ا املادة(‪ )81‬م ��ن قانون‬ ‫ال�سـلط ��ة الق�ضائي ��ة رق ��م (‪ )98‬لع ��ام‬

‫‪ 1961‬تل ��ك التي حتدد حق ��وق وواجبات للدول ��ة نف�سها‪ ،‬ولكن على ه ��ذا الق�ضاء‬ ‫القا�ضي والتي جاء فيها‪:‬‬ ‫الق ��وي واملحرتم �أن يك ��ون وديع ًا ًومطيعا‬ ‫ّ‬ ‫((يحظ ��ر عل ��ى القا�ض ��ي إ�ب ��داء الآراء ً لإرادة الإمرباط ��ور‪ ،‬لذلك جند �أن مبد�أ‬ ‫واملي ��ول ال�سيا�سية‪ّ ،‬‬ ‫ويحظ ��ر كذلك على ا�ستق�ل�ال الق�ضاء يف �سوري ��ة بقي يرزح‬ ‫بني مطرقة اال�ستبداد و�ضمري القا�ضي‪.‬‬ ‫الق�ضاة اال�شتغال بال�سيا�سة))‬ ‫كذل ��ك يخالف ما ن�ص ��ت عليه املواد من‬ ‫(‪� 147‬إىل ‪ )150‬م ��ن قان ��ون العقوب ��ات‬ ‫الع�سكري‪ ،‬والتي ت�شمل جميع الع�سكريني‬ ‫ال�سوريني مبا فيهم الق�ضاة‪ ،‬حيث تعاقب‬ ‫املادة (‪ )150‬باالعتقال امل�ؤقت واحلب�س‬ ‫خم�س �سن ��وات كل ع�سكري �أن�ش�أ �أو نظم‬ ‫جمعي ��ة �أو منظم ��ة �سيا�سي ��ة �أو انت�س ��ب‬ ‫�إليه ��ا �أو �ش ��ارك يف اجتم ��اع �أو مظاهرة‬ ‫ذات هدف �سيا�سي �أو ن�شر مقا ًال �سيا�سي ًا‬ ‫�أو �ألقى خطبة �سيا�سي ��ة بق�صد الدعاية‬ ‫�أو الرتويج حلزب ما‪.‬‬ ‫كذلك تعاط ��ي القا�ض ��ي بال�سيا�سة �إمنا‬ ‫يخال ��ف ن�ص امل ��ادة (‪ )174‬م ��ن قانون‬ ‫�أ�ص ��ول املحاكم ��ات املدني ��ة‪ ،‬تل ��ك التي‬ ‫ن�ص ��ت على �أن عدم حياد القا�ضي يعترب‬ ‫�سبب ًا من �أ�سباب الرد‪.‬‬ ‫مم ��ا �سبق ن�ستنتج ب� ��أن الق�ضاء ال�سوري‬ ‫قد بق ��ي بعي ��د ًا كل البعد ع ��ن احليادية‬ ‫واال�ستق�ل�ال‪ ،‬وبالت ��ايل بق ��ي مب ��د�أ‬ ‫ا�ستق�ل�ال الق�ض ��اء جم ��رد ح�ب�ر ًا عل ��ى‬ ‫ورق‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا �إذا م ��ا علمن ��ا �أن جميع‬ ‫املعار�ض�ي�ن ال�سيا�سي�ي�ن الذي ��ن �صدرت‬ ‫بحقه ��م خمتل ��ف الأح ��كام الق�ضائي ��ة‬ ‫املجحف ��ة‪� ،‬إمنا قد حوكم ��وا حقيق ًة �أمام‬ ‫حماكم ا�ستثنائية كمحاك ��م �أمن الدولة‬ ‫�أو حماك ��م ق�ضائي ��ة‪ ،‬يرت�أ�سه ��ا ق�ض ��اة‬ ‫م�سي�سون يخ�ضعون إ�م ��ا لأهواء ورغبات‬ ‫ال�سيا�سي�ي�ن وكب ��ار املتنفذي ��ن يف الدولة‬ ‫�أو لتعليم ��ات الأجه ��زة الأمنية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ن�ستطيع الق ��ول �أن النظ ��ام احلايل كان‬ ‫له مفهومه اخلا�ص حيال مبد�أ ا�ستقالل‬ ‫الق�ض ��اء‪ ،‬عندم ��ا �س ��ار عل ��ى الطري ��ق‬ ‫عين ��ه الذي �س ��ار عليه نابلي ��ون بونابرت‬ ‫يف �أواخ ��ر الق ��رن ال�ساب ��ع ع�ش ��ر‪ ،‬ح�ي�ن‬ ‫اعترب �أن الق�ض ��اء �أداة �ضرورية لل�سلطة‬ ‫الإمرباطوري ��ة‪ ،‬وعليه �أن يك ��ون م�ؤ�س�سة‬ ‫ذات هيب ��ة ق�ضاته ��ا حمرتم ��ون‪ ،‬و�أن‬ ‫الق�ضاء القوي ه ��و الذي ي�ؤمن االحرتام‬

‫نختم بالقول �أنه ونظر ًا ملا رافق م�ؤ�س�سة‬ ‫الق�ض ��اء يف �سوريا عرب العق ��ود املا�ضية‬ ‫م ��ن تبعية �سيا�سية وتدخالت �صارخة يف‬ ‫�ش�ؤون هذه ال�سلطة‪� ،‬إ�ضاف ًة ملا �شابها من‬ ‫موا�ضع العيب ونف�شي الف�ساد‪ ،‬ف�إنه ال بد‬ ‫من العمل على تطوير الق�ضاء و�إ�صالحه‬ ‫وحت�صين ��ه و�إعادة هيكلته كي نعيد الثقة‬ ‫ب ��ه‪� ،‬إذ �أنه مهما يكن ف� ��إن عمل القا�ضي‬ ‫بال�سيا�س ��ة يبق ��ى حمفوف ��ا بكث�ي�ر م ��ن‬ ‫املحاذير التي من �ش�أنها �أن ته ّدد نزاهته‬ ‫وجت ّن ��ب حي ��اده‪ ،‬و�إن ح�صول ��ه �أو جمرد‬ ‫حماولة احل�صول على �أي موقع �سيا�سي‪،‬‬ ‫حتى لو كان ب�سيط� � ًا‪� ،‬إمنا يجعله موظ ّف ًا‬ ‫تابع� � ًا‪ ،‬ذل ��ك �أنّ املواق ��ع تغ� � ّذي خا�ص ��ة‬ ‫الطموح لديه‪ ،‬ومن ثم فالطموح ي�ستلزم‬ ‫م�ساي ��رة الناخب�ي�ن ث ��م ال�سلط ��ة‪ ،‬ومعه‬ ‫يتع ��ذر حتقي ��ق العدالة التي م ��ا تلبث �أن‬ ‫ت�صبح يف مهب الريح كما هي عليه احلال‬ ‫الآن‪� ،‬إذ �أن ��ه كلما �ضع ��ف �إميان الق�ضاة‬ ‫بجدي ��ة هذا الع ��دل كلما �أهمل ��وا الدفاع‬ ‫عن ��ه‪ ،‬وبالتايل ال ميكن للوط ��ن �أن يكون‬ ‫بخ�ي�ر دون �أن تتحق ��ق العدالة بني جميع‬ ‫�أف ��راده‪ ،‬وكم ��ا ق ��ال القا�ض ��ي بودوانفي‬ ‫عام ‪ 1892‬يف خطابه املعد لدخول العام‬ ‫«�شعب واث ٌق‬ ‫الق�ضائ ��ي خماطب ًا الق�ضاة‪ٌ :‬‬ ‫بق�ضائ ��ه هو �شع � ٌ�ب �آمنٌ ‪� ،‬أنت ��م احلرا�س‬ ‫ال�سام ��ون للقان ��ون موزع ��وا العدال ��ة‪،‬‬ ‫مكانكم خارج الأحزاب‪ ،‬مكلفون بفر�ض‬ ‫احرتام حقوق اجلمي ��ع‪ ،‬و�إخ�ضاع الذين‬ ‫يخرقون القواع ��د القانونية ل�سلطة هذه‬ ‫القواع ��د‪ ،‬ت�ساهم ��ون يف ت�سهيل الأعمال‬ ‫املجي ��دة للجمهورية‪ ،‬و�سريه ��ا ال�صاعد‬ ‫نحو التق ��دم واحلري ��ة‪ ،‬وبالنتيج ��ة ف�إن‬ ‫بن ��اء �سوريا امل�ستقبل بعد �سقوط النظام‬ ‫يقت�ضي بال�ض ��رورة �أن تكون �أوىل املهام‬ ‫الرئي�س ��ة الت ��ي تقع على عات ��ق الق�ضاء‪،‬‬ ‫ه ��ي �إعادة ك�سب ثق ��ة ال�شعب به وحماية‬ ‫القان ��ون وتطبيق ��ه وال�سه ��ر عل ��ى ع ��دم‬ ‫امل�سا�س باحلقوق واحلريات العامة‪.‬‬


issue 38 / nov 27th 32


‫‪33 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫مجلس نساء الثورة السورية‬ ‫(جتمع نساء الثورة السورية)‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪� .‬سماح هدايا‬ ‫مق�ت�رح �أويل قاب ��ل للتطوي ��ر وامل�أ�س�سة من‬ ‫ط ��رف الراغب ��ات يف العم ��ل ليك ��ون مظلة‬ ‫عام ��ة لعم ��ل امل ��ر�أة ال�سور ّية‪ .‬وه ��و مبثابة‬ ‫مل �شم ��ل عموم العم ��ل الن�س ��وي‪ ،‬يف جتمع‬ ‫عملي م�ؤ�س�ساتي جمتمع ��ي‪ ،‬لتجذير العمل‬ ‫اجلماعي وعمل الفريق ال�سوريات من �أجل‬ ‫الثورة والعمل على بناء �سوريا اجلديدة‪.‬‬ ‫ملاذا املجل�س(التجمع)؟‬ ‫يف �ضوء احلاجة �إىل تفعيل �إ�سهام املر�أة يف‬ ‫بن ��اء الوطن على جمي ��ع الأ�صعدة‪ ،‬ويف ظل‬ ‫اال�ستحواذ الذكوري على امل�شهد ال�سيا�سي‬ ‫وحتويله �إىل حالة من الرنج�سية واال�ستئثار‬ ‫بالق ��رار‪ .‬ي�صبح العمل �ضم ��ن تكتل ن�سوي‬ ‫�سيا�س ��ي وجمتمعي وفكري وثق ��ايف عملي‪،‬‬ ‫له �ض ��رورة كربى ال منا� ��ص منها‪ .‬لتحقيق‬ ‫الفعل الن�سوي وحلماية حقوق املر�أة والدفاع‬ ‫عنه ��ا‪ .‬وي�صبح عل ��ى امل ��ر�أة م�س�ؤولية بناء‬ ‫قراره ��ا الوطني وخو�ض املع�ت�رك الوطني‬ ‫ب�شجاعة �ضمن �إط ��ار منهجي جامع �شامل‬ ‫م�ؤ�س�ساتي ي�صب يف روح الثورة ال�سورية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ماذا يحمل امل�شروع يف ر�ؤيته؟‬ ‫يتمح ��ور التجمع على مفهوم بن ��اء املجتمع‬ ‫ال�س ��وري بكل جماالته و يرتك ��ز العمل على‬ ‫احلري ��ة والكرام ��ة والعدالة‪ .‬وعل ��ى ر�أ�سها‬ ‫�إ�سقاط النظام ال�سيا�س ��ي بكل منظوماته‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذه املبادىء �سيجري م�أ�س�سة‬ ‫العمل �ضمن مكاتب وجلان تنفيذية‪ ،‬بعيدا‬ ‫ع ��ن التف ��رد يف ال�سلطة وع ��ن متركزها يف‬ ‫ي ��د واحدة �أو جمموعة واحدة‪ ،‬بهدف و�ضع‬ ‫خط ��ة عم ��ل و�آلي ��ات تنفيذ �ضم ��ن معايري‬ ‫وا�ضحة وهي كرامة الإن�سان ال�سوري‪.‬‬ ‫و�إن اجلان ��ب الإغاثي هو البني ��ة الأ�سا�سية‬ ‫لعمل جمل� ��س ن�ساء قيادة الث ��ورة‪ .‬ثم ي�أتي‬ ‫جم ��ال امل�صاحلة الوطنية و�إع ��ادة الت�أهيل‬

‫املجتمعي ومتكني الإن�سان واملجتمع‪ .‬ي�شمل للمرجعة امل�ستمرة للمه ��ام املن ّفذة‪ .‬وتببثق‬ ‫من جلان عمل تنفذ خطة العمل‪.‬‬ ‫ذلك الأمور التالية‪:‬‬ ‫الإي ��واء والعي�ش‪ .‬التعلي ��م والإ�شاد الرتبوي‬ ‫وتكوين املناه ��ج اجليدة الرا�شدة‪ .‬ال�صحة ما ا�سرتاتيجية العمل الأول ّية؟‬ ‫املتكامل ��ة و�سالمة الب ��دن والنف�س والعقل‪ .‬بعد حتديد �أ�سماء امل�شاركات الراغبات يف‬ ‫احلقوق و�صون مبد�أ احلرية ومبد أ� العدالة العمل يتم االجتم ��اع وتن�سيق الر�ؤية وخطة‬ ‫ومب ��د�أ الكرام ��ة‪ .‬دع ��م معوق ��ي احل ��رب العم ��ل وامل�ستهدفني منها ب�ش ��كل دقيق‪ .‬ثم‬ ‫والعاجزي ��ن وامل�ش ّوه�ي�ن بخط ��ط نف�سي ��ة مكاتب العمل‪ .‬وذلك برت�شيح �أويل للمكاتب‪،‬‬ ‫وت�أهيليية و�إنتاجي ��ة‪ .‬حماية البيئة وتطوير ميكن تعديله فيم ��ا بعد‪ ،‬وفقا لالخت�صا�ص‬ ‫الأعمال الزراعية والبيئية مبا يحقق �إعادة واخل�ب�رة واجل ��دارة‪ ،‬علم ��ا �أن املجل�س لن‬ ‫يقت�ص ��ر على النخب ��ة الثقافي ��ة �أو الثورية‪،‬‬ ‫التوازن البيئي وتطوير املوارد البيئية‪.‬‬ ‫واله ��دف ه ��و �إع ��ادة تكوين املجتم ��ع الذي بل �سيمتد لكل الراغبات واملهتمات‪ ،‬ملتابعة‬ ‫تك�س ��رت بن ��اه بفع ��ل اال�ستب ��داد وح ��رب ال�ش� ��أن الوطن ��ي واملجتمعي و�ش� ��ؤون املر�أة‬ ‫النظام على ال�شعب وبفعل اجلهل والتفرقة العا ّمة‪.‬‬ ‫�سيك ��ون هناك مكتب قي ��ادة �أويل منتخب‪.‬‬ ‫والتمييز والتقاتل الأهلي‪.‬‬ ‫وبعده ��ا �سيجري تعديله و�إع ��ادة االنتخاب‬ ‫كل ثالثة �شهور‪ ،‬لي�ستطيع اجلميع امل�شاركة‬ ‫ماهي خارطة العمل؟‬ ‫تب ��د�أ ح ��دود اخلريط ��ة باجتم ��اع الن�س ��اء يف حم ��ل امل�شروع ب�إخال� ��ص وروح جماعية‬ ‫الراغب ��ات يف االنت�س ��اب �إىل جمل� ��س ن�ساء عالية‪.‬‬ ‫الث ��ورة ال�سور ّي ��ة‪ ،‬ومن ثم حتدي ��د مكاتب وبالطب ��ع �سيبد أ� العمل عل ��ى تكوين �صفحة‬ ‫العم ��ل وجلان ��ه‪ .‬ويق ��وم كل مكت ��ب بو�ض ��ع للمجل� ��س‪ ،‬ثم فيما بعد �سيجري العمل على‬ ‫اخلط ��ة الالزم ��ة لعمل ��ه ومعاي�ي�ر العم ��ل تكوين موقع �إعالمي‪.‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 34‬‬

‫حديث احملبة السوري‬ ‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬

‫وك�أننا نتعرف �إىل �سوريتنا لأول مرة ‪..‬‬ ‫هذا هو ال�سر يف كل ما يحدث ‪..‬‬ ‫لهذا فبعد �أن كَثرُ احلديث يف الآونة‬ ‫الأخرية عن خطاب الكراهية‪� ،‬أحببت‬ ‫�أن �أعيد �صياغة بع�ض مما �صنعته الثورة‬ ‫على ال�صعيد النف�سي العميق ‪ ...‬مع �أنني‬ ‫�س�أحتدث قبلها عن �أ�شياء م�ؤملة ‪..‬‬ ‫لأن ثورة بهذا اجلمال‪ ،‬والنبل‪ ،‬والأخالق‬ ‫‪ ..‬وت�ضحيات �شعب �صلب جبار عنيد مل‬ ‫يعد لديه ما يخ�سره‪ ،‬فاقت كل حدود‬ ‫التوقع واخليال‪ ،‬و�شباب �سوري يف حالة‬ ‫من اليقظة والوعي لتحديد بو�صلة الثورة‬ ‫الفكرية‪.‬‬ ‫�إال �أن ما ظهر حتى الآن من ق�ص�ص يندى‬ ‫لها اجلبني‪ ،‬من �سوريني �آخرين‪ ،‬و�أ�شنعها‬ ‫ذلك من يتعامل مع الثورة ال�سورية وك�أنها‬ ‫دعاية انتخابية ‪� ..‬أو من يرتك الدماء وهي‬

‫ت�سيل يف الأر�ض وينربي ل�صياغة مطالبه‬ ‫و�شروطه ووو ‪...‬ثم ‪..‬ق�ص�ص تتوارد من‬ ‫هنا وهناك عمن ي�ستثمر معاناة النا�س‬ ‫و�آالمهم ليتاجر بها‪..‬‬ ‫مذبحة م�ستمرة وحمام دم �أغرق العامل‬ ‫بفجائعتيه‪ ،‬ويف املقابل ‪ ...‬مل تتوقف عند‬ ‫بع�ض �شرائح ال�سوريني من بع�ض ممن‬ ‫ت�صدر امل�شهد‪ ،‬املح�سوبيات وال�شللة‪،‬‬ ‫والنفعية‪ ،‬وحماولة �شراء الوالءات‪ ،‬والدعم‬ ‫امل�شروط‪ ،‬وفالن ي�ضرب ب�سيف فالن‬ ‫وعالن حتت عباءة فالن ‪ ...‬حتى تغيب �أو‬ ‫تكاد الأ�صوات املخل�صة والكف�ؤة‪.‬‬ ‫نف�س الأ�ساليب التي ي�ستعملها النظام والتي‬ ‫قامت الثورة للتخل�ص منها ‪ ...‬قال يل �أحد‬ ‫الأ�صدقاء‪« ،‬هناك من يحاول �أن يكتب‬ ‫امل�ستقبل بحرب املا�ضي ال�صدئ»‬ ‫الأمر امل�ؤمل الثاين‪ ،‬هي انت�شار حمى اخلوف‬ ‫من املظاهر «ال�سلفية» والتي �أجدها مبالغ‬ ‫بها كثري ًا‪ ،‬و�صادرة من ح�سا�سية مفرطة‪،‬‬ ‫والأخطر �أن هناك من يطرب فرح ًا لنجاح‬ ‫هذه الفوبيا يف اخرتاق النا�س لأنه ال يريد‬ ‫للثورة �أن ت�صل �إىل بر الأمان‪.‬‬

‫هذا كله ومل نتحدث بعد عن خطاب‬ ‫الكراهية والتخوين بني النا�س‪ ،‬لي�س فقط‬ ‫بني ثنائيات «معار�ض» ‪« -‬م�ؤيد» بل بني‬ ‫ثنائية «معار�ض» ‪« -‬معار�ض» ح�سب طريقة‬ ‫املعار�ضة وما يتليها من �شرا�سة املعارك‬ ‫البعيدة كل البعد عن الهدف الرئي�سي‬ ‫وهي ا�سقاط اال�ستبداد وتكني�سه من الديار‬ ‫ال�سورية احلبيبة‪.‬‬ ‫باخت�صار‪ ،‬لن نتخل�ص من بقايا‬ ‫الديكتاتورية والف�ساد بني ليلة و�ضحاها‪،‬‬ ‫النا�س حت�ضر نف�سها لثورة ثانية من الآن‪،‬‬ ‫فور ًا بعد �سقوط النظام‪.‬‬ ‫حديث املحبة ال�سوري جتد َول و�سا َر يف‬ ‫املكان ال�صحيح‪ ،‬هناك ‪ ...‬يف �شرايني‬ ‫النا�س ‪ ..‬يف �أعماق املجتمع‪ ،‬بد أ� بتنظيف‬ ‫العفن املرتاكم يف النفو�س‪ ..‬ما �أتابعه‬ ‫من جتارب‪� ،‬أعادت �صياغة العالقات‬ ‫وفج َرت طاقاتها‪ ،‬جداو ًال من‬ ‫بني النا�س‪ّ ،‬‬ ‫الإبداع والعطاء‪� ،‬شيء ال ي�صدق ‪ ...‬اليوم‬ ‫و�صلني �آخر عدد من جملة «عنب بلدي» يف‬ ‫داريا على بريدي االلكرتوين ويقولون فيه‬ ‫ن�أ�سف �أنه ب�سبب الق�صف العنيف مل نتمكن‬ ‫من مراجعة العدد ب�شكل دقيق قبل ن�شره‬ ‫‪ ،‬هل ميكن �أن ن�صادف �أرقى من هكذا‬ ‫�شعب؟‬ ‫ه�ؤالء وغريهم من ال�سوريني‪ ،‬ممن ينتمون‬ ‫�إىل الثورة ومل يت�صدروا �أي م�شهد‪،‬‬ ‫يعملون يف دفء وع�شق �سوري دفني‪ ،‬يبنون‬ ‫وبن�سجون حديث املحبة ال�سوري كما مل يكن‬ ‫بهذه املتانة من قبل‪.‬‬


‫‪35 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫كلنـــــــا سوليدير‬ ‫من ق�ص�ص احلرية يف الثورة ال�سورية‬ ‫بعد�سة‪ :‬جمال دَجَ وي‬

‫�ستون مليار دوالر �أمركي م�ساعدة عاجلة‬ ‫للبالد يوم ي�سقط عنها القناع‪ ..‬و�أي قناع‬

‫ما الذي يجري على امل�سرح من يجذب‬ ‫خيطان ال�ستار املخملي‬ ‫من هو الكاتب ال ندري من هو املخرج ال‬ ‫ندري وال اجلمهور يدري يا بني‬ ‫انهم خلف الكوالي�س وهم يغت�صبون امر�أة‬ ‫تدعى الوطن‬ ‫يبيعون اخلالخيل برجليها يبيعون‬ ‫الب�ساتني بعينيها‬ ‫يبيعون الع�صافري منذ بدء الزمن‬ ‫ويبيعون بك�أ�سني من الوي�سكي �أمالك‬ ‫الوطن‬ ‫«نزار قباين»‬

‫املهم يف ذلك امل�ؤمتر �أنه �إعالن لبالد‪...‬‬ ‫لبالد تبحث عن م�شرتي‪..‬‬ ‫نعم‪ ...‬هو �إعالن ٍ‬ ‫فالبائع موجود‪ ..‬والثمن موجود‪� ...‬أما‬ ‫�صاحب الأر�ض والبيت احلقيقي فهو �إما‬ ‫حتت الرتاب موجود‪� ..‬أو يف غرفة الإنعا�ش‬ ‫موجود‪ ..‬ولرمبا يف �إحدى الأقبية لكن‪..‬‬ ‫مل ُي�ؤخذ القرار ب�إخالء �سبيل الكل‪..‬‬ ‫فهناك من يريد �سنة على الأقل ليدقق‬ ‫بكل امللفات‪ ..‬لرمبا كان بينهم �أح ٌد من‬ ‫«الفلول»‪.‬‬

‫الطوابق الثالث‪ ..‬وال�شقق ال�ست‪ ...‬مقابل‬ ‫منزل ريفي‪ ....‬على �أن يعطونها بعد ع�شر‬ ‫�سنني ولي�س مبا�شرة �شقة يف الربج الذي‬ ‫�س ُيبنى مكان عمارتها‪ ..‬ن�سيت �أن �أذكر �أن‬ ‫عمر اخلالة �سعاد‪� ...‬سبعون �أمل ًا‪� ...‬أق�صد‬ ‫�سنة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الأ�ستاذ �سامي‪ :‬باع �أحد منزليه‪ ...‬لي�س‬ ‫لأن �أوالده كلهم مفقودون‪ ..‬وال من �أحد‬ ‫يعرف مكانهم‪ ..‬بل‪ ..‬لأن امل�شرتي �سيقوم‬ ‫برفع الأنقا�ض عن منزله الآخر فقط‪...‬‬ ‫فالطلب على مقاويل رفع الأنقا�ض كبري‬ ‫بعد الثورة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الأ�ستاذ �سعيد‪ :‬ا�ستوىل البنك على‬ ‫منزله بحكم ق�ضائي م�ستعجل‪ ...‬ل�سبب‬ ‫�أنه خالل �شهور الثورة مل يدفع الأق�ساط‬ ‫يف وقتها‪� ...‬أما عن القيمة التي دفعها يف‬ ‫ال�سنني املا�ضيات الع�شر‪ ..‬فقد اعتربها‬ ‫البنك قيمة لرفع الأنقا�ض عن البيت الذي‬ ‫تهدم‪.‬‬

‫�سي�أتي «الأدمن» يف ال�صفحة هنا‪...‬‬ ‫ويرف�ض كلماتي على �أنها �صفحة خا�صة‬ ‫جالت العد�سات يف اال�سبوع املن�صرم بق�ص�ص احلرية يف الثورة ال�سورية‪ ..‬ولهذا‬ ‫علي �أن �أنهي ما كتبت ببع�ض الق�ص�ص‬ ‫�صوب مدينة من مدن املال والأعمال‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ووقف �أ�صحاب القرارات امل�صريية‪ ..‬يف الق�صرية جد ًا‪:‬‬ ‫الديار ال�سورية‪ ..‬يطلبون بكل ب�ساطة‪..‬‬ ‫‪ -1‬العم �سليم‪ ...‬باع بعد جناج الثورة‬ ‫منزله لأحد املقاولني مبال يكفي لعملية‬ ‫جراحية لإبنه على �أن تتم يف قطر �شقيق مقاويل املباين مل نعرفهم بعد‬ ‫لكن مقاول الهدم‪ ...‬معروف منذ اليوم‬ ‫ولي�س يف �أوربا �أو �أمريكا‪.‬‬ ‫‪ -2‬اخلالة �سعاد‪ :‬تنازلت عن عمارتها ذات الأول‪ ..‬ومل ينته من عمله بعد‬ ‫وماذا بعد‪...‬‬


‫‪issue 38 / nov 27th 36‬‬

‫بعد التح ّية ‪ ..‬أكتب َ‬ ‫لك يا أبي ‪..‬‬ ‫�ص ��ارت الكتاب ��ة ترياقي يف ّ‬ ‫خ�ض ��م هذا الوطن املزك ��وم برائحة‬ ‫املوت ‪ ..‬والت�ش ّرد واللجوء ‪..‬‬ ‫وحدها الكتابة ترتكنا على قيد احلياة و�إن ارحتلنا ‪ ..‬والأقالم ال‬ ‫أنت من ع ّلمني‬ ‫متوت ‪َ � ..‬‬ ‫وقلت يل ‪ :‬هكذا نحيا ‪!..‬‬ ‫ذلك حني‬ ‫احت�ضنت يدي وقلمي َ‬ ‫َ‬ ‫ويف ت�شري ��ن �أ�شت ��اق َ‬ ‫يدك يا �أب ��ي ‪ ..‬والربد هنا ال يع ��رف �أيادي‬ ‫املح ّبني ‪ ..‬و�أنا �أحتاج يدك ‪!..‬‬ ‫أبت ‪ ..‬عري�ش ��ة اليا�سمني على �شرفت ��ي عط�شى ‪ ..‬و�شجرة‬ ‫�آ ٍه ي ��ا � ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الزيزفون ُرغم كل العطاء انحنت وجعا ‪ ..‬ملا دفنوا حتت جذعها‬ ‫�أخي حممد حني �ضاقت به مقابر البالد ‪!..‬‬ ‫لكن �أتعلم يا �أبي ‪..‬‬ ‫رغم كل هذا ‪ ..‬ورغم قرابة عامني من املوت ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫مل ُي�صبح املوت مهنتنا رغم �أنّ هذا ما يبدو ظاهرا ‪..‬‬ ‫مت� � ّر املج ��زرة ‪ ..‬فيقول الوط ��ن ‪ :‬ياهلل ! قر�أ عل � ّ�ي التاريخ فاحتة‬ ‫أوجعوين ودفنوا حتت الأر�ض هذه املدينة ‪..‬‬ ‫الوداع ‪َ � ..‬‬ ‫لتَ�ضرب الثورة يف الأر�ض وتنفلق لنولد من حتت الرماد ‪ ..‬وننادي‬ ‫‪� :‬سورية لينا وماهي لبيت الأ�سد ‪ ..‬ويرجتف �أهل الق�صر ‪!..‬‬ ‫تع ��رف ي ��ا �أبي ‪ ..‬ابن جارن ��ا الذي كان ي ّتك ��ئ يف املقاهي و ُير�سل‬ ‫ّ‬ ‫دخانه �إىل ال�سمـاء ‪..‬‬

‫خا�ص ‪� /‬أراكة عبد العزيز‬

‫لو ُتب�صره كيف �صار رج ًال ‪� ..‬أن�ضجته الثورة ‪ ..‬مع الثورة ن�صري‬ ‫رج ��ا ًال ‪ ..‬ن�صري كب ��ار ًا ‪ ..‬وت�صبح الن�س ��اء �شقائق الرجال ‪ ..‬هل‬ ‫تتو ّق ��ع يا �أبي �أنّ وطن� � ًا بعظمة هذه البالد املمت ّدة على مدى دمنا‬ ‫تليق ب�أن نكون لها �أقل من ذلك ولو قلي ًال ‪..‬‬ ‫�صار رج ًال ‪ ..‬عابق ٌة يداه بدماء ال�شهداء الطاهرة ‪� ..‬صار يعرف‬ ‫كي ��ف ي ّلف بحنان طف ًال مه�شم ًا ر�أ�س ��ه يف كفن ‪ ..‬ويك�أنه العا�شق‬ ‫�إذ يغ ّل ��ف قلب ��ه بالورد ويق ّدم ��ه ك�أقل ما ميكن ل ��ه �أن يق ّدمه �إىل‬ ‫حمبوبته !‬ ‫املط ��ر ينهمر يا أ�ب ��ي الآن و�أنا �أكت ��ب لك ‪ ..‬يا طوب ��ى لليا�سمينة‬ ‫العط�شى ‪ ..‬لو �أرتوي مثلها !‬ ‫ورائح ��ة الزيزف ��ون تت�سلل �إىل قلبي ‪ ..‬ورائح ��ة حممد ‪ ..‬والقمر‬ ‫ابت�سمت !‬ ‫ابت�سمت ‪ ..‬ك�أنك‬ ‫ا�ستدار ‪ ..‬ك�أ ّن َك‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬


‫‪37 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫خلدون جامو�س‬

‫أنا لست إال‪..‬‬

‫�أنا ل�ست �إال ابن ًا …لأم ا�سمها حوران‬ ‫مالحمها ‪..‬كعرو�س باحلناء تزينت‬ ‫وعطرها البيل�سان‬ ‫كحل عينيها ‪..‬اخ�ضر ‪..‬‬ ‫موا�سم خري ‪..‬وجنان‬ ‫ابت�سامتها …‪.‬حمائم تهدل‬ ‫كروم عنب و�سنابل قمح‬ ‫تزغرد ‪..‬بعر�س الأقحوان‬ ‫خديها ‪..‬ب�شائر خري‬ ‫يفوح عبقها …‪.‬ب�أنقى الألوان‬ ‫�أنا ل�ست �إال ابن ًا ‪..‬‬ ‫من �أبنائها‬ ‫�شاء القدر ‪�..‬أن‪�..‬أول ما �أتنف�س ‪..‬هوائها‬ ‫فع�شقت ترابها ‪..‬‬ ‫وع�شقت ثيابها‬ ‫وع�شقت ‪�..‬سماءها‬ ‫و�أع�شق ‪�..‬أكرث ‪..‬و�أكرث ‪..‬‬ ‫�إباءها‬ ‫…‪.‬‬ ‫�أنا ل�ست �إال �أبن ًا ‪..‬ل ٍأم‬ ‫فيها من الطقو�س �سحر‬ ‫يف مفردات تاريخها فخر‬ ‫يف وجوه الكرامة لها �صور‬ ‫يف معانيها يحتار الفكر‬ ‫كما �شاءت حوران �شاء القدر‬ ‫�أنا ل�ست �إال ابن ًا ‪..‬ل ٍأم‬ ‫لقنته حروف ال�شموخ ‪..‬والإباء‬ ‫علمته قبح الر�ضوخ والرياء‬ ‫�أر�ضعته من �أر�ضها ‪..‬‬ ‫حرية وكربياء‬ ‫ً‬ ‫�صنعت لأبنائها تيجانا…‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫ع�ش باحلياة ‪..‬كرمياً‬ ‫ال نامت �أعني اجلبناء‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫كونوا باحلرية �أجدر‬ ‫�أو كونوا لأجلها �شهداء…‬


‫‪issue 38 / nov 27th 38‬‬

‫‪Mikhael Saad‬‬

‫اجل ��وع ال يرحم‪ .‬عندم ��ا يجوع امل�ؤيدون �سرنى انت�ش ��ارا كبريا جلبهة الن�صرة بينه ��م‪ ،‬عندها �سيدافع‬ ‫اجلميع عن االعالم ال�سوداء‪!!!!!!!!!.‬‬ ‫‪Yamen Al Shami‬‬

‫�آه ‪ ...‬من ذاك املعرت�ض املمتع�ض من �شيء �أو �شخ�ص �أو جهة ‪ ،‬مل يقر�أ عنها �أو ي�سمع منها �أو يجربها ‪..‬‬ ‫�آه ‪..‬‬ ‫و الأ�سو�أ �أن يكون هذا املعرت�ض املمتع�ض م�ؤثر ًا �أو �شخ�ص ًا �شعبوي ًا ‪..‬‬ ‫‪Emad Ghalioun‬‬

‫ل مو وقته ��ا ؛ عنا �شي �أهم ؛ الزم نحرر الأرا�ضي املحتلة‬ ‫م�ضين ��ا عمرن ��ا ونحنا بن�سمع نف�س العبارة ؛ ه أ‬ ‫ونوح ��د الأمة العربية ون�ساوي ا�شرتاكية ؛ وهون بي�صري وقتها �إذا بيكون بقي وقت �أ�صال» ؟ �إي خل�صونا‬ ‫من هال�سرية وقتها ون�ص وهلأ كمان ؛ وما بقى حدا ي�ضحك علينا‬ ‫‪Abdul Hakim Masmoum‬‬

‫�أنا �أ�ؤمن بتلك الر�صا�صة التي �ستنهي النظام ‪ ...‬و تفرحنا ‪ ...‬و تعيد �سوريا �إىل �أ�صحابها‪...‬‬

‫‪Leave Us Leave Us‬‬

‫الرجال لأنف�سهم‬ ‫باح للمر�أة ما � َ‬ ‫امل�ساواة بني الرجل و املر�أة ال تعني �أن ُي َ‬ ‫أباح ُه ِّ‬ ‫حا�سب الرجل على اخلط�أ كما تحُ ا�سب املر�أة‬ ‫بل �أن ُي َ‬

‫‪Bassam F Ballan‬‬

‫للمرتددي ��ن واخلائف�ي�ن ‪ :‬كما �أنه م ��ن امل�ستحيل �أن تُغط ��ى ال�شم�س بغربال ‪ ..‬ف�إنه م ��ن امل�ستحيل �أي�ض ًا‬ ‫اخت�صار �سورية بلون واحد ‪..‬‬

‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫كي ��ف ميكن للإن�سان �أن يحتار عندما تكون املعركة بهذا الو�ضوح واجلالء ‪ ..‬بني اجلمال والقبح ‪ ..‬بني‬ ‫الثورة واخلنوع ‪ ..‬بني الأ�صالة واالبتذال ‪ ..‬كيف ميكن للإن�سان �أن يحتار عندما تكون املعركة مث ًال بني‬ ‫طل امللوحي ‪ ..‬وطل ال�صبح ولك علو�ش‪..‬؟! كيف؟؟‬ ‫عماد العبار‬ ‫يعن ��ي واهلل يا �شيخ عدنان مابعرف �شو بدي قلك؛ حتر� ��ض ع�شائر الدير واحل�سكة على �سحب �أبنائهم‬ ‫ك ��ي ي�سق ��ط النظام‪ ،‬وكي ال يقتل ��وا بنريان املجاهدين ‪ ..‬مو على �أ�سا�س النظ ��ام علوي‪ ،‬وما �سانده غري‬ ‫الأقليات !‪ ..‬مو تر�سالك على بر بقى ‪..‬‬ ‫‪Kareem Lailah‬‬

‫كرمال اللي راحو‪ ،‬لغرين يرتاحو‪ ..‬البلد عم بينادي‪ ،‬لنداويلو جراحو‬

‫‪Rizan Khalil‬‬

‫�إن خ�ي�رت ماب�ي�ن دولة �إ�سالمية دينية ‪� ..‬أو دولة قومية كردية على �أطراف ال�شمال احلزين ‪� ...‬س�أختار‬ ‫�أن �أعي�ش مت�سوال على �أر�صفة دبي ‪....‬‬


‫‪39 issue 38 / nov. 27th‬‬ ‫‪39 issue 38 / nov. 27th‬‬

‫ليالي الصمت‬

‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫شــروي غــروي‬ ‫�أنـا بـحــكـي �شــروي غــروي‪ ..‬وبــدي حــريــة‬

‫�س�ألوا حم�صي ‪ :‬اينو اطول الليل ملا النهار ؟؟‬ ‫احلم�صي ‪ :‬ال�شهادة هلل انا ما �شفتهم واقفني جنب بع�ض وال مرة‬ ‫قدام ��ك مت ��ة و وراك متة ‪ ...‬و ع ميينك متة‪ ..‬و ع ي�س ��ارك متة ‪ ..‬فوقك متة ‪ ..‬وحتتك متة ‪� ..‬شجر‬ ‫متة ‪ ..‬ع�شب متة ‪ ..‬حيطان متة ‪ ...‬وين ما طلعت و حتركت متة ‪...‬‬ ‫كلو متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬ ‫حم�صي عم يو�صف ل�شبيح اجلنة م�شان يتوب‪.‬‬ ‫واهلل و�أعلم م�صر دخلت مبرحلة ‪:‬‬ ‫قائدنا اىل الأبد ‪( ...‬مب�شيئة اهلل ) مر�سي �أو ال احد‬ ‫ن�سب ��ة االطفال القتلى يجب الال تتج ��اوز ‪ %2‬من جممل �ضحايا احلروب (ح�سب املعايري الدولية )‬ ‫ون�سب ��ة الأطفال القتل ��ى يف الثورة ال�سورية ت�ساوي ‪� 4‬أ�ضعاف ه ��ذه الن�سبة ‪ ...‬وبذلك يفقد النظام‬ ‫فر�صة ح�صوله على الآيزو وكالعادة دائما» القطاع العام يعاين من عدم الدقة والهدر‬ ‫م�شتهي من قلبي غري م�صلحتي و�أعمل �شي ماج�ستري بالأ�ستانة و�صري �سلطان عثماين ‪...‬‬ ‫أ�ظ ��ن �أن الرو�س بعد �أن فقدوا الأمل بقب�ض الثم ��ن املنا�سب لال�ستغناء عن الأ�سد ‪ ...‬ي�سعون لبيعه‬ ‫الآن ب�أي �سعر على مبد�أ بيعة م�سا و�أح�سن ما يبيت وينكب‬ ‫ت�ضليل اعالمي وم�ؤامرة خارجية وايدي خارجية تلعب والرئي�س ال عالقة له بها‬ ‫ل يف �شي �شرط للرت�شح المانة االمم املتحدة ان تكون لقلوق او قلقان او عندك ا�ضرابات لقلقية‬ ‫ه أ‬ ‫او �شي من هذا القبيل !!!‬ ‫ترى �شي بي�شغل البال ها‬ ‫�صرلو زمان ح�سني مبارك ما مات وال فاروق ال�شرع ان�شق ومبنى االركان ما انق�صف !!!‬ ‫ال�شعب ال�سوري يتقدم مببادرة جدية حلل الق�ضية الفل�سطينية ‪ ...‬خذوا الأ�سد و�أعطونا �إ�سرائيل‬

‫�أبع ��د االنتظ ��ار‪ ،‬تخرج م ��ن كبد الأح�ل�ام لتغتال‬ ‫حلظاتنا القليلة‪.‬من وهج ال�شم�س ت�صنع مراكبك‬ ‫و تكت�س ��ح امل�سافات تتخطى الأح�ل�ام ال�صغرية‪،‬‬ ‫و كذئ ��ب جائ ��ع تقتات عل ��ى ق�ص�صن ��ا ت�أخذ من‬ ‫لوحاتن ��ا �ص ��ورة ل ��ك و تختب ��ئ خلف اجل ��دران‪.‬‬ ‫�أعطين ��اك ا�سم ��ا و ن�صبن ��اك مل ��كا‪ ،‬منحن ��اك‬ ‫ف�ضائلنا و جعلن ��اك �صرختنا‪�.‬سكنت يف �أحالمنا‬ ‫فار�س ��ا م�سرب�ل�ا باحلدي ��د و الن ��ار‪� ،‬سيفك ي�شق‬ ‫كب ��د االر�ض و يدك تقتحم الق�ص ��ور تقب�ض عنق‬ ‫الطغاة و مت�سح وجوهن ��ا املتعبة‪ .‬جعلناك ي�سوعا‬ ‫يف قل ��ب حمارب روم ��اين‪.‬و جل�سن ��ا ننتظرك‪....‬‬ ‫و ان ��ت ت ��زداد �ألق ��ا و روعة‪.‬يا نقي� ��ض النقي�ض‪..‬‬ ‫�سكنتنا منذ الطفولة‪ ،‬فكنت بطل حكايات ال�شتاء‬ ‫و كن ��ت �صديق وحدتنا يف اللي ��ايل الباردة‪.‬تعلمنا‬ ‫يومه ��ا ان جنل� ��س بج ��وار املدف�أة ن�صل ��ي و نبتهل‬ ‫ل ��ك‪ ،‬و يف ال�سري ��ر كنت احلل ��م الأروع‪ ،‬ننتظرك‬ ‫و نعطي ��ك يف كل ي ��وم ا�سم ��ا جدي ��دا‪ .‬ن�شكي لك‬ ‫همن ��ايف البداي ��ة حدثن ��اك كي ��ف �سرق ��وا الكرة‬ ‫فاكتفيت �أنت بال�صمت‪.‬قالوا انه الفار�س الوحيد‬ ‫و ال يهت ��م مبثل ه ��ذه الأ�شياء‪.‬حني كربن ��ا �شكونا‬ ‫لك الأحالم امل�سروق ��ة‪ ،‬و حينها �صرخنا نناديك‬ ‫ن�ستج�ي�ر ب ��ك فلم تعد كرة ما �س ��رق منا بل وطن‬ ‫وذاك ��رة و حن�ي�ن‪ ،‬كل الأ�شياء �سرق ��ت منا‪.‬و �أنت‬ ‫بقيت مكانك كما احللم الرائع‪.‬حني ان�سحبت كل‬ ‫عنا�ص ��ر الأر�ض‪ ،‬حني غاب ��ت كل ال�شمو�س و نفر‬ ‫الطفل من �صدر �أم ��ه‪� -‬صار يكره عينيها اذ يرى‬ ‫فيهم ��ا كل ذل ��ك الب�ؤ�س و ال�شق ��اء املوعود‪.-‬حني‬ ‫غادرتن ��ا كل الأ�شي ��اء اجلميلة مت�سكن ��ا با�صرار‬ ‫بك لأنك بقيت وحدك لن ��ا‪ ،‬بقيت احللم اجلميل‬ ‫و فار� ��س امل�ستحيل‪.‬و حني طالبناك بالظهورملحنا‬ ‫ظل ��ك خل ��ف اجلدرانلمحنا طيف ��ك املتك�سر على‬ ‫ب�ل�اط الق�صورملحن ��ا نور عينيك املكح ��ل ب�أقدام‬ ‫الطغاةبحثن ��ا عن �صورتك‪ ،‬الت ��ي طاملا ر�سمناها‬ ‫و طامل ��ا كان ��ت زهورا جميلة و وطن ��ا كبريا‪ ،‬طاملا‬ ‫كانت �شج ��رة خ�ضراء و �ساحة العيد‪.‬و حني ر�أينا‬ ‫�صورتك املطلية بتملق رهيب‪.‬حني ظهرت اخريا‪،‬‬ ‫ح�ي�ن تنكرت لأحالمنا و تخلي ��ت عنا‪ ،‬حني �أدرت‬ ‫وجهك ناحي ��ة الق�صور العالي ��ة‪ ،‬اكت�شفنا للحظة‬ ‫ان كل االنتظار و الأحالم و كل الأ�سماء و الأوطان‬ ‫و كل ال�ص ��ور و الأدعية‪� ،‬صارت تنزح معك بهدوء‬ ‫نح ��و ق�ص ��ور اجلليد‪.‬و مل يبق لن ��ا اال اجلليد‪ ،‬كل‬ ‫الأح�ل�ام �صارت مغت�صب ��ة‪ ،‬و حني ظنناك عذريا‬ ‫قوي ��ا �صامدا‪ ،‬اكت�شفناك موم�سا عاهرا �ضعيفا‪.‬و‬ ‫علمن ��ا �أن لي ��ايل ال�صم ��ت تلك امن ��ا كانت ليايل‬ ‫اغت�صابك‬


issue 38 / nov 27th 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.