العدد ٣٩ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 39 / dec. 7th

th

issue 39 / Dec 7 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 38 / dec 7th‬‬

‫‪39dec‬‬ ‫‪07‬‬

‫ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة – ﺻﺤﺎﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ‬ ‫ﻋﻤﺎر اﻟﻘﺮﺑﻲ‪ ..‬ﻣﻌﺎرض اﳌﻌﺎرﺿﺔ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ اﳌﻄﺎر‪..‬ﻣﺼﻴﺪة اﳌﺪﻧﻴﲔ‬ ‫ﻣﺬﻛﺮات ﻣﻮاﻃﻦ ﻋﺎدي‬ ‫ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ‪.....‬إﳒﺎز ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺳﻮرﻳﺔ‪ :‬ﻣﻨﻴﺮ اﻟﻌﺠﻼﺗﻲ‬ ‫ﺻﻮارﻳﺦ روﻫﻴﻨﻐﺎ‪ ..‬ﺟﺪﻳﺪ اﳉﻴﺶ اﳊﺮ‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3

issue 39 / dec. 7th


‫‪4‬‬

‫‪issue 38 / dec 7th‬‬

‫افتتاحية العدد‪39‬‬

‫شهر املوت‪ ..‬والسالم‬

‫معنويات �أهلنا يف الداخل ال�سوري على �أ�شدّها‪ ،‬وال�سبب‪ ..‬جمهول!‬ ‫ن�شهد اليوم ت� ً‬ ‫سارعا يف الأحداث‪� ،‬سيا�سي ًا وع�سكري ًا‪� ،‬سواء كان ذلك على ال�صعيد املحلي‬ ‫«ال�سوري» �أو حتى‬ ‫«حتت لتحت» ما على ال�صعيد الإقليمي والدويل‪ ،‬ف�سيا�سة الن�أي بالنف�س‪� ،‬أو امل�ساعدة من‬ ‫والدولية يف �إلقاء عادت تنفع يف ظل التطورات الراهنة‪ ،‬فقد بد�أت جميع القوى الإقليمية‬ ‫اجلميع‪� ،‬صديق ثقلها وب�شكل كامل للخال�ص من «غول» نظام الأ�سد‪ ،‬الذي بات نقمة على‬ ‫قبل العدو‪.‬‬ ‫ومع اقرتاب اخل‬ ‫م�ؤقتة يف اخلارج‪،‬ال�ص‪ ،‬وتوحد اجلبهات الع�سكرية‪ ،‬وال�سيا�سية‪ ،‬واقرتاب ت�أليف حكومة‬ ‫الأرواح املرتقية لل يكون بع�ض �أع�ضاءها ومكاتبها يف الداخل‪ ،‬يرتفع عداد املوت‪ ،‬وتزداد‬ ‫لن يكون فقط �سماء لتن�ضم �إىل كوكبة ال�شهداء‪ ..‬ولكن ذلك الت�سارع يف عداد املوت‬ ‫كل ذي منفعة على يد �آلة ًاملوت التابعة لع�صابة الأ�سد‪ ،‬ولكن قد تكون منفذ ًا �أخريا يراه‬ ‫القتل والتدمري�شعر هو �أي�ضا باقرتاب �أجل النظام الذي طاملا دافع عنه‪ ،‬ومل يجد بد ًا من‬ ‫بع�شوائية اليوم ليدافع عن من يخاف انتقامهم يوم غد‪.‬‬ ‫يف خ�ضم جميع‬ ‫املقبلة �سنة ن�صرتلك املتغريات املت�سارعة‪ ،‬من تنظيم وجتيي�ش وح�شد‪ ،‬قد تكون ال�سنة‬ ‫وحرية لل�سوريني‪ ،‬وتبد أ� املرحلة الأ�صعب «مرحلة البناء»‬ ‫ولكي يكون امل‬ ‫رجو‪ ،‬علينا حتمل هذا ال�شهر‪� ،‬شهر املوت‪ ،‬ف أ��صعب حلظات الوالدة‪ ،‬حلظة‬ ‫خروج املولود من رحم �أمه‪.‬‬ ‫و�سيحني وقت‬ ‫له نف�سه بال�س احل�ساب‪ ،‬فالق�ضاء �سيالحق كل من تلطخت يداه بالدماء‪ ،‬وكل من �س ّولت‬ ‫رقة‪ ،‬واخلداع‪ ،‬وحتى املداوره على الثورة‪.‬‬ ‫و�سيكون لدينا �أ‬ ‫والدميقراطية بواق جديدة‪ ،‬و�شبيحة جدد‪ ،‬وحتم ًا �ستكون الفو�ضى‪ ،‬طريقنا �إىل الأمان‬ ‫املن�شودة‪.‬‬ ‫و�أهم ما�سبق‪� ،‬أن‬ ‫�إ�سقاط �أي نظام ال�شعب الذي �أ�سقط نظام ًا عمرة ‪ 40‬عام ًا‪ ،‬قادر وبكل ب�ساطة على‬ ‫الحق مهما بلغ �أ�شده‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 39 / dec. 7th‬‬

‫‪5‬‬

‫اذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬ ‫جبهة الن�صرة‬ ‫�صحابة هذا الع�صر‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو ّ‬ ‫جبهة الن�صرة‪ ،‬تعرف نف�سها �أنها فرع‬ ‫تنظيم القاعدة يف �سوريا‪� ،‬سبب وجودهم‬ ‫هو ن�صرة ال�شعب ال�سوري الذي يقاتل‬ ‫لوحده ‪....‬‬ ‫اعتمدت يف كالمي التايل على �شهادات من‬ ‫كان يف حلب من �أ�صدقاء و�أقرباء وعادوا‬ ‫وحتدثوا امامي عن الو�ضع العام و�أكرثوا‬ ‫من ذكر ‪ ....‬جبهة الن�صرة ‪....‬‬ ‫بداية كان الكالم عن اجلبهة كانت ب�صوت‬ ‫منخف�ض ‪ ..‬وك�أننا نتحدث عن �سر ال يجب‬ ‫�أن يك�شف ‪� ،‬أو بالء بد أ� ينت�شر يف مدينة‬ ‫حلب ‪!! ..‬‬ ‫ومع الأيام حتول الأمر اىل احلديث‬ ‫بال�صوت العايل و�أحيان ًا ي�شوبه نوع من‬ ‫الفخر واالعتزاز بعملياتهم ‪!! ..‬‬ ‫�أغلب ما قيل عن هذه اجلبهة و�أفرادها هي‬ ‫�أنهم �شبان �أتوا من �أجل ال�شهادة ‪ ،‬جلهم‬ ‫من ال�سوريني الذين يتبنون فكر القاعدة‬ ‫اجلهادي‪ ،‬بع�ض الداعمني العرب للجي�ش‬ ‫احلر كف يده عن دعم الكتائب التي ترفع‬ ‫علم اال�ستقالل‪ ،‬وحول وجهه �شطر جبهة‬ ‫الن�صرة كونها ترفع راية اجلهاد وح�سب‪،‬‬ ‫للجبهة كما فهمت جتارها اخلا�صني بها‬ ‫ويدعمونها �أينما وجدت‪� ،‬أخالق مقاتليهم‬

‫تو�صف ب�أنها الأ�سمى والأعلى بني كل‬ ‫الكتائب املقاتلة‪ ،‬مل ي�سجل عليهم �أي حالة‬ ‫�سرقة �أو اعتداء على �أي مواطن ‪ ،‬بالأ�سا�س‬ ‫هم قليلوا الكالم مع العامة والإعالم‪ ،‬هم‬ ‫االكرث عد ًال‪ ..‬هكذا يقال يف حلب ‪ ،‬حتى‬ ‫�أنهم �أ�صبحوا الق�ضاة بتوزيع الغنائم !!‬ ‫مع �آخر قادم من حلب قال يل ‪�« ..‬أظن»‬ ‫�أنهم ا�ستولوا على قلوب الكثري من �أهل‬ ‫حلب ‪ ،‬فاملديح لهم كبري ‪ ،‬وهم بيت الأمان‬ ‫وبع�ضهم ي�صف �أفراد اجلبهة ب�أنهم‬ ‫(�صحابة هذا الع�صر) – تيمن ًا ب�صحابة‬ ‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم !!‬ ‫هدفهم الأول هو ال�شهادة يف �سبيل اهلل ‪،‬‬ ‫ومن ثم �إ�سقاط نظام الأ�سد ‪ ..‬قال �أحد‬ ‫مقاتلي اجلي�ش احلر ‪ :‬فيما لو �سقط الأ�سد‬ ‫‪ ،‬ف�إن هدفهم التايل �إعالن دولة الإ�سالم‬ ‫التي يف فكرهم فقط‪ ،‬ويظهر هنا التخوف‬ ‫من داخل اجلي�ش احلر جتاه نواياهم‪.‬‬ ‫اليوم نحن �أمام واقع ال مفر منه ‪� ،‬أال‬ ‫وهو ‪� :‬أنهم موجودين على الأر�ض ‪ ..‬ولهم‬ ‫جمهورهم ‪..‬‬ ‫�سي�سقط نظام الأ�سد ولهم يف ا�سقاطه‬ ‫ن�صيب ‪ ،‬كيف �سنعي�ش معهم ؟‬ ‫هل �سيعلنون دولة الإ�سالم التي يف خميلتهم‬ ‫؟ �أم �سيكتفون بذلك ويرحلون ليجاهدوا يف‬ ‫مكان �آخر ؟‬ ‫ماذا لو �أعلنوا دولة الإ�سالم و�أ�صروا‬ ‫عليها ولديهم ما لديهم من اال�سلحة ‪،‬‬ ‫هل �ستتدخل �أمريكا بالق�صف حتت هذه‬ ‫احلجة كما تفعل يف باك�ستان وغريها ؟‬

‫�أخطر ما ميكن تخيله هو �أن هذه احلركات‬ ‫عندما تثبت �أقدامها على الأر�ض ف�إنها‬ ‫تبد�أ بعملية فر�ض الر�أي بالقبول �أو الإكراه‪،‬‬ ‫«غالب ًا ما يتم بالإكراه» !!‬ ‫فلنعمل منذ اليوم على �أن نتجنب جعلهم‬ ‫�أعدائنا ‪ ،‬بل على الأقل �أن نن�شئ �صداقة‬ ‫ال عداوة معهم ‪ ...‬فهم بالنهاية �شبان‬ ‫وجدوا ب�أن القاعدة هي من �ستخل�صهم‬ ‫من هذا الظلم وهذا النظام‪� ،‬أي بالإمكان‬ ‫حماورتهم واقناعهم بالكثري من الأمور‪.‬‬ ‫قد ُيقر أ� كالمي على �أنه دفاع عنهم‬ ‫لكني �أقول ‪ :‬ووقت ال�سيا�سية والتفرقات‬ ‫ال�سيا�سية �س�أكون على ما �أقتنع و�أهوى ‪..‬‬ ‫�أما اليوم ف�إنني كمواطن �سوري حر ‪ :‬ف�أنا‬ ‫�سلفي و�أخوجني وعلماين و�شيوعي وليربايل‬ ‫وقاعدي و�صويف لأجل �إ�سقاط هذه اجليفة‬ ‫القذرة امل�سماة ‪ :‬نظام الأ�سد ‪!! ..‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 38 / dec 7th‬‬

‫�أورينت‬ ‫تقع قرية مزيريب اىل ال�شمال الغربي من‬ ‫مدينة درعا‪ ،‬وتبعد عنها ‪ ١١‬كيلو مرتا‪.‬‬ ‫يعمل �أبناء البلدة يف الزراعة‪� ،‬إىل جانب‬ ‫ال�سياحة التي ت�شتهر بها‪ ،‬حيث حتتوي‬ ‫على بحرية م�سماة با�سمها‪ ،‬والتي يبلغ‬ ‫م�ساحتها نحو كيلو مرت مربع‪� ،‬أما طولها‬ ‫فيقارب ‪ ٥٠٠‬مرت وعر�ضا ‪ ٢٥٠‬مرت ًا وتعد‬ ‫من �أهم امل�صادر املائية يف كل من درعا‬ ‫وال�سويداء‪ ،‬وتعترب من �أهم امل�سطحات‬ ‫املائية الطبيعية يف املنطقة اجلنوبية‪ ،‬حيث‬ ‫تت�شكل من جموعة ينابيع تتفرع �إىل �أقنية‬ ‫مائية‪ ،‬ت�ستخدم لري املحا�صل الدراعية‪،‬‬ ‫بينما ت�صب املياه املنحدرة باجتاه اجلنوب‬ ‫لت�شكل �شالالت تل �شهاب نحو احلدود‬ ‫الأردنية ال�سورية‪.‬‬ ‫�أكرث من ‪ ١٥٠‬قارب ًا كانت ت�سري و�سط هذه‬ ‫البحرية‪ ،‬يعتا�ش منها نحو ‪ ٤٠٠‬عائلة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة للمطاعم ال�سياحية واملقاهي التي‬ ‫مكنت اجلميع من �إيجاد فر�ص عمل خا�صة‬ ‫رغم �أن الزوار هم من �أبناء املدن املحيطة‬ ‫واملحافظات القريبة من درعا‪ ،‬كال�سويداء‬ ‫ودم�شق والقنيطرة �إ�ضافة للزوار العرب‬ ‫الذين ين�شدون �أوابد القرية الأثرية‬ ‫كالطاحونة القدمية‪ ،‬والقلعة‪ ،‬رغم الإهمال‬ ‫احلكومي لها منذ ع�شرات ال�سنني‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن الق�صف الذي طالها يف الأ�شهر القليلة‬ ‫املا�ضية‪.‬‬ ‫مع ان�ضمام �أهايل املزيريب �إىل ثورة‬ ‫الكرامة‪ ،‬كان العقاب اجلماعي بانتظارهم‪،‬‬

‫بروفايل مدينة‬

‫املزيريب‬

‫حيث �أغلق النظام �أبواب البحرية �أمام العاملني فيها بحجة تلوث املياه يف املنطقة‪.‬‬ ‫�أما الهدف الأ�سا�سي من ذلك كما يقول الأهايل هو عدم التجمع لأبناء البلدة يف مكان‬ ‫واحد مما يجعل املنطقة مكان ًا منا�سب ًا للخروج مبظاهرات للمطالبة باحلرية التي حرمهم‬ ‫منها النظام طيلة �أكرث من �أربعني عام ًا‪.‬‬ ‫بلدة املزيريب والتي �ألق عليها �أبنا�ؤها ا�سم «جنة اهلل يف �سوريا» على الرغم من الإهمال‬ ‫والتهمي�ش الذي تتعر�ض له من قبل النظام �إال �أن �أبناءها ي�ؤمنون ب�أن زمن احلرية �سيكون‬ ‫خري عليهم كما هو خري على باقي �أرجاء �سوريا‪.‬‬ ‫وقدمت بلدة املزيريب ‪ ١٣‬من خرية �أبناءها �شهدا ًء للثورة ال�سورية‪ ،‬وكان �أولهم زيدون‬ ‫حممد �سعيد ال�صبيحي بتاريخ ‪ ٢٧‬متوز ‪ ٢٠١٢‬ب�سبب الق�صف الذي طال البلدة‪.‬‬


‫‪issue 39 / dec. 7th‬‬

‫‪7‬‬

‫' 'أﻋﻴﻨﻴﻨﻲ أﻣﻲ ﺑﺪﻋﺎﺋﻚ ' '‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺮﻳﻄﻢ‬ ‫ﻣﺆﺳﺲ ﺟﺮﻳﺪة ﻋﻨﺐ ﺑﻠﺪي‬

‫مقتل صحفي سوري حتت األنقاض بعدما ودع أمه‬ ‫حممد قريطم �صاحب مبادرات حراك توجي ��ه الن�ص ��ح للمواطن�ي�ن يف م�سائ ��ل‬ ‫�س ��لمي يف داريا بريف دم�شق ومن �أبرز �صحية‪ ،‬وتقدمي الن�صيحة ملوظفي الدولة‬ ‫بع ��دم تلقي الر�ش ��اوى‪ ،‬وتنظي ��ف البلدة‬ ‫املطلوبني للأمن‬ ‫الت ��ي كانوا يعي�شون به ��ا‪ ،‬وهو ما �أدى يف‬ ‫نهاية الأمر �إىل اعتقالهم جميع ًا‪.‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬جفرا بهاء‬ ‫وتبدو أ�ف ��كار احلراك ال�سلم ��ي يف داريا‬ ‫مبتكرة وغريبة‪ ،‬وقريطم واحد من رواد‬ ‫هذا احل ��راك‪� ،‬إذ �إنه واحد من م�ؤ�س�سي‬ ‫جمل ��ة «عن ��ب بل ��دي» ال�سورية‪ ،‬كم ��ا �أنه‬ ‫كان م ��ن �أبرز مبتكري املظاهرة الأغرب‬ ‫«مظاهرة الفزاعات» التي �أرعبت رجال‬ ‫الأم ��ن ال�س ��وري يف �شه ��ر يوليو‪/‬مت ��وز‬ ‫املا�ضي‪.‬‬

‫قت ��ل قب ��ل يوم�ي�ن ال�صحف ��ي ال�س ��وري‬ ‫والنا�ش ��ط ال�سلمي‪ ،‬حمم ��د قريطم‪ ،‬يف‬ ‫مدينة داريا بريف دم�شق حتت الق�صف‬ ‫من قبل طائرات نظام الأ�سد‪.‬‬ ‫و�إن كان قريط ��م معروف� � ًا من ��ذ بداي ��ة‬ ‫الث ��ورة‪ ،‬نظ ��ر ًا العتقاله أ�ك�ث�ر من مرة‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه مل يخ ��رج م ��ن �سوري ��ا و�إمنا عمل‬ ‫على تنظيم احلراك ال�سلمي يف مدينته‬ ‫داري ��ا‪ ،‬التي تعر�ض ��ت لأعنف ق�صف يف‬ ‫ريف دم�شق‪ ،‬وبات الدمار عنوان املدينة حيث ق ��ام �شباب داري ��ا حينها بتح�ضري‬ ‫ع ��دد م ��ن الفزاع ��ات على �ش ��كل ج�سم‬ ‫بد ًال من احلياة‪.‬‬ ‫الإن�سان و�ألب�سوها ثياب� � ًا متنوعة ظهرت‬ ‫تبن ��ى حمم ��د فك ��رة «الإ�ص�ل�اح ينطلق به ��ا الفزاع ��ات ك�أ�شخا� ٍ��ص يف �أعم ��ار‬ ‫من التغي�ي�ر الذاتي»‪� ،‬أ�صلح نف�سك وادع خمتلف ��ة‪ ،‬ومت ل�ص ��ق �شع ��ارات متع ��ددة‬ ‫�دت ُ‬ ‫كل فزاع ٍة‬ ‫غريك‪ .‬عملية دعوة الآخرين للإ�صالح‪ ،‬على ه ��ذه الفزاعات‪ ،‬فب � ْ‬ ‫كمتظاهر يف قلب املظاهرة‪.‬‬ ‫كان ��ت مهم ��ة مركزي ��ة لن�ش ��اط حممد‬ ‫ٍ‬ ‫و�أ�صدقائ ��ه قب ��ل اعتقاله ��م االول‪ ،‬عرب وو�ضع ��ت الفزاع ��ات و�س ��ط املدين ��ة يف‬

‫�ساح ��ة ترب ��ة املدين ��ة‪ ،‬ويف �صب ��اح اليوم‬ ‫الت ��ايل دخل موكب الأم ��ن مدينة داريا‪،‬‬ ‫وو�ص ��ل �إىل �ساحة الرتب ��ة ليفاج أ� بوجود‬ ‫الفزاعات هناك‪ ،‬فما كان منه �إال �أن بد�أ‬ ‫ب�إط�ل�اق الن ��ار الكثيف عليه ��ا لتخريبها‬ ‫وتك�سريه ��ا‪ ،‬ليق ��وم ال�شب ��اب بع ��د ذلك‬ ‫م ��ن جدي ��د ب�إعادة م ��ا تبقى «ح ّي� � ًا» من‬ ‫الفزاع ��ات �إىل مكانه ��ا لتتابع م ��ا �سماه‬ ‫قريطم حينها «ن�شاطها الثوري»‪.‬‬ ‫ودع �أمه بر�سالة‬ ‫�أر�س ��ل حمم ��د قريط ��م‪ ،‬الأب لطفل�ي�ن‪،‬‬ ‫ر�سال ��ة لأمه ودعها فيها‪ ،‬وطلب ر�ضاها‪،‬‬ ‫ولكنه ودعها ل�شعوره ب�أنه �سيعتقل‪ ،‬ولكنه‬ ‫مل ي ��در �أنه �سيقت ��ل و�سيغي ��ب �إىل الأبد‪:‬‬ ‫«�أن ��ا عل ��ى قناعة تام ��ة ب�أنن ��ي �س�أ�سجن‬ ‫الآن‪ ،‬و�س أ�ح ��رم م ��ن ح ��رارة ال�شم� ��س‬ ‫وو�ض ��وح النهار و�ض ��وء القمر‪ ،‬ق ��د �أذل‬ ‫الي ��وم من �أجل �أال يذل �أحد �أبد ًا‪� ،‬س�أقف‬ ‫خل ��ف الق�ضبان ف�ل�ا يقف �أح ��د خلفها‪،‬‬ ‫�س�أخاط ��ر بحريتي فال ي�سج ��ن �أحد بعد‬ ‫الي ��وم‪� ..‬أعينين ��ي �أم ��ي بدعائ ��ك‪ ،‬فقد‬ ‫اخرتت حريتي وحريتكم»‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 38 / dec 7th‬‬

‫وليد أيوب‪..‬خبرة منفرادت ملدة ‪ 11‬عام‬ ‫ثالثني عام من عمره في املعتقالت‪..‬صفقة ضابط أراد الترقي‬ ‫زمان الو�صل ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫كان يعتقد � َّأن معاناته من �سلطات االحتالل‬ ‫الإ�سرائيل ��ي‪ ،‬هي �أ�شد ما قد مير يف حياته‪،‬‬ ‫لك ��ن رحلته من فل�سطني �إىل بريوت‪ ،‬علمته‬ ‫� َّأن الهبوط يف مطار دم�شق يعني بداية رحلة‬ ‫املوت البطيء امل�ستمر منذ عام ‪..1982‬‬ ‫�أراد ولي ��د �أيوب بركات‪ ،‬مقد�سي املولد من‬ ‫عرب ‪ ،48‬زي ��ارة �أهله الذي ��ن نزحوا حتت‬ ‫وط�أة العدو الإ�سرائيلي �إىل بريوت‪ ،‬ف�سافر‬ ‫ع ��ن طري ��ق الأردن بحك ��م ح�صول ��ه عل ��ى‬ ‫اجلن�سي ��ة الأردنية‪ ،‬ولك ��ن ب�سبب الق�صف‬ ‫الإ�سرائيل ��ي �إىل مطار بريوت �أثناء اجتياح‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬هبطت طائ ��رة �أي ��وب‪ ،‬ا�ضطراري ًا‬ ‫يف مطار دم�ش ��ق ال ��دويل‪ ،‬وعندها وجدت‬ ‫ال�سلط ��ات ال�سوري ��ة يف حوزته ج ��واز �سفر‬ ‫�أ�صدرت ��ه �سلط ��ات االحت�ل�ال الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫ُفر� ��ض بالإجب ��ار عل ��ى ع ��رب ‪ ،48‬كونه مل‬ ‫تكن يف تلك الفرتة �أي �سلطة ر�سمية �أخرى‬ ‫ممك ��ن �أن متن ��ح وثائق �سف ��ر‪ُ ،‬اعتقل وليد‬ ‫ب ��دون تهم ��ة وا�ضح ��ة رغ ��م �أن هبوطه يف‬ ‫مط ��ار دم�ش ��ق كان ا�ضطراري ��ا �أو ًال‪ ،‬ورغم‬

‫ليف ��ارق احلياة وحيد ًا‪� ،‬إال �أن غريزة البقاء‬ ‫لدي ��ه تفوقت على �سجاني ��ه و�صمد‪ ..‬وي�ؤكد‬ ‫املعتق ��ل ال�ساب ��ق يف �سج ��ن �صيدنايا د‪�.‬س‬ ‫وال ��ذي أ�ق ��ام م ��ع وليد �أي ��وب مل ��دة خم�س‬ ‫�سن ��وات‪َّ � ،‬أن الأخ�ي�ر يعاين م ��ن الكثري من‬ ‫الإعاق ��ات ب�سب ��ب التعذيب ال ��ذي تلقاه يف‬ ‫تدمر‪ ،‬ومنها �أن حل ��م قدميه مت�آكل ب�سبب‬ ‫ال�ضرب بكبل الكهرباء‪ ،‬ولذلك فهو‪ -‬ح�سب‬ ‫د‪�� �.‬س‪ -‬ال ي�ستط ��ع امل�شي بطريق ��ة �سليمة‪،‬‬ ‫كما �أنه ي�شكو من �صعوب ��ات بال�سمع ب�سبب‬ ‫ال�ضرب على �أذني ��ه‪ ،‬و�صعوبة يف الأكل لأن‬ ‫�أ�سنانه تك�سرت �أي�ض ًا من ال�ضرب املتوا�صل‬ ‫‪ ،‬ولذل ��ك ال ي�ستطع تناول الطع ��ام قبل بله‬ ‫بامل ��اء �أو طحنه‪..‬كما �أن اخلوف والرتهيب‬ ‫الذي عا�ش به‪� ،‬سبب ل ��ه �أمرا�ض يف القلب‬ ‫وارتفاع يف �ضغ ��ط وال�سكري‪ ،‬حتى �أن �أكرث‬ ‫من جلنة طبية زارت �سجن �صيدنايا �أكدت‬ ‫حاجة �أيوب للنقاهة والعالج‪.‬‬

‫علم ال�سلط ��ات ال�سوري ��ة ب� ��أن الإ�سرائيلي‬ ‫يج�ب�ر الفل�سطين ��ي يف تل ��ك الف�ت�رة عل ��ى‬ ‫حمل جواز �سفر م ��ن �إ�صدراه ثاني ًا‪� ..‬إال �أن‬ ‫ال�ضاب ��ط ال ��ذي اعتقل �أيوب ح� � ّول ق�ضيته‬ ‫�إىل �صفق ��ة يح�صل من ورائه ��ا على ترقية‬ ‫مدعي ًا �أن ��ه القى القب�ض عل ��ى عميل للعدو‬ ‫الأ�سرائيلي‪.‬‬ ‫تعذيب يحوله �إىل بقايا �إن�سان‬ ‫كان ولي ��د �أيوب يروي ق�صته امل�ؤملة للمعتقل‬ ‫ال�ساب ��ق د‪�� �.‬س‪ ،‬دون �أن تف ��ارق االبت�سام ��ة‬ ‫وجهه‪ ،‬رغ ��م �أن تعذيب املخابرات ال�سورية‬ ‫�أفق ��ده �أ�سنان ��ه �إال �أن ��ه مل ينال م ��ن براءة‬ ‫ابت�سامت ��ه‪ ،‬وعل ��ى ل�س ��ان ولي ��د روى د‪�� �.‬س‬ ‫لزم ��ان الو�صل‪� ،‬أنه أُ�خذ م ��ن مطار دم�شق‬ ‫�إىل ف ��رع الأم ��ن الع�سكري حي ��ث بقي ملدة‬ ‫عام كامل رف� ��ض خاللها تهمت ��ه‪ ،‬متحم ًال‬ ‫�شدة ال�ض ��رب والتعذيب ال ��ذي تعر�ض له‪،‬‬ ‫وبعدها ُنقل �إىل �سجن تدمر‪.‬‬ ‫ويق�سم بركات �أنه يف يوم ا�ستقباله يف تدمر‬ ‫تعر� ��ض ل�ضرب ي�ساوي التعذيب الذي تلقاه يف املنف ��ردة‪� ..‬سرب النمل م�ؤن�سه والأفعى‬ ‫خ�ل�ال ع ��ام يف املخابرات‪..‬فق ��د ته�شمت طعامه‬ ‫عظامه و�سقطت �أ�سنانه‪ ،‬و ُترك يف املنفردة ت�ضي ��ق م�ساحة احلي ��اة لتتنا�سب مع حجم‬


‫‪issue 39 / dec. 7th‬‬

‫املنف ��ردة الت ��ي �ألقي فيها �أي ��وب‪ ،‬فوجد يف‬ ‫ذلك الثق ��ب الذي �أحدثه النم ��ل يف �إحدى‬ ‫جدران �سجنه‪ ،‬م�ؤن�س ًا‪ ،‬ويف العنكبوت الذي‬ ‫حتم ��ل ق�سوة املعتقل و�أقام بيته بني جداري‬ ‫املنف ��ردة �صديق� � ًا‪ ،‬ولذلك اتخ ��ذ �أيوب من‬ ‫�س ��رب النمل والعنكب ��وت �أ�صدقاء‪ ،‬ويحكي‬ ‫ولي ��د �أي ��وب كي ��ف كان يت�ص ّي ��د الذب ��اب‪،‬‬ ‫ويطعمه لأ�صدقائه؛ �سرب منل والعنكبوت‪،‬‬ ‫وي�سهر الليايل يتحدث معهم ويخربهم عن‬ ‫حاله‪.‬‬ ‫وكان ��ت الفرحة تطل على وج ��ه وليد‪ ،‬كلما‬ ‫روى للمعتق ��ل د‪�.‬س عن �سعادته يوم �أدخلوا‬ ‫�إليه معتقل �آخر ي�شارك املنفردة‪ ،‬هو ب�شار‬ ‫�صالح فل�سطيني من جنني‪.‬‬ ‫ن�سي ��ه امل�ساع ��د �إح ��دى ع�ش ��ر عام� �اً يف‬ ‫املنفردة!‬ ‫خ ��رج وليد ب ��ركات م ��ن املنف ��رة التي بقي‬ ‫فيها ‪ 11‬ع ��ام‪ ،‬بطريقة تدعو �إىل ال�سخرية‬ ‫واال�ستغ ��راب‪ ،‬والق�صة ح�س ��ب ما حكاها لـ‬ ‫د‪�� �.‬س‪� ،‬أن ��ه يف ال�سنة ال�سابع ��ة لتواجده يف‬ ‫املنف ��ردة؛ وكان قد م�ضي �سنة‪ ،‬على تواجد‬ ‫�شريك ��ه مع ��ه‪� ،‬أي حتدي ��د ًا يف ع ��ام ‪1989‬‬ ‫قدم م�ساعد و�س�أل ��ه كم عام م َّر على بقائه‬ ‫هناك‪ ،‬ف�أخربه ولي ��د باملدة‪..‬وبعد انق�ضاء‬ ‫�أرب ��ع �سنوات �أخ ��رى‪� ،‬أي ع ��ام ‪ 1993‬رجع‬ ‫�إلي ��ه نف� ��س امل�ساعد‪ ،‬برفق ��ة مدير ال�سجن‬ ‫اجلديد ليتفق ��دان املنفردات‪ ،‬ف�س�أله مدير‬ ‫ال�سج ��ن هذه املرة‪ ،‬كم م�ضى على بقائه يف‬

‫‪9‬‬

‫املنف ��ردة ف�أخربه ولي ��د ‪ 11‬عام‪ ،‬فا�ستغرب واح ��دة يحلق بها ل ��كل معتق ��ل ذقنه‪ ،‬ومن‬ ‫مدير ال�سجن و�س�أل امل�ساعد‪ :‬ملاذا تركتموه ث ��م يحلق له ال�شع ��ر الزائد ح ��ول �أع�ضائه‬ ‫كل ه ��ذه ال�سن ��وات يف املنف ��ردة؟‪ .‬أ�ج ��اب التنا�سلي ��ة‪ ..‬ويتاب ��ع‪ :‬تمُ رر ال�شف ��رة نف�سها‬ ‫على جميع املعتقلني‪.‬‬ ‫امل�ساعد‪� :‬سيدي ن�سيناه!!‬ ‫يعد وليد يوم خروجه و�شريكه ‪� ،‬إىل املهجع‪،‬‬ ‫عر� � ٌ�س حقيق ��ي‪ ،‬رغم كل امل�آ�س ��ي التي كان االحتف ��اظ ب ��ه يف �صيدنايا‪..‬رغم �أن العفو‬ ‫يعي�شها يف املهجع‪ ،‬ومنها معارك املوت التي الذي �شمله‬ ‫يخو�ضه ��ا املعتقلني كلما ُقدم ��ت لهم وجبة ب ��د�أت احلي ��اة تع ��ود �إىل ولي ��د‪ ،‬وغريه من‬ ‫طعام‪ ..‬وم ��ن التفا�صيل الت ��ي حكاها وليد م�ساج�ي�ن تدمر الذين ارتاحوا من ال�ضرب‬ ‫ع ��ن هذه املعارك‪� ،‬أن املعتقل ��ون يتقا�سمون اليوم ��ي‪ ،‬عندم ��ا مت حتويله ��م �إىل �سج ��ن‬ ‫دور اخل ��روج من املهج ��ع �إىل الباب جللب �صيدناي ��ا‪ ،‬حي ��ث كان ولي ��د ‪-‬وف ��ق د‪�.‬س‪-‬‬ ‫الطع ��ام‪ ،‬حي ��ث ُيج�ب�ر املعتقل عل ��ى �سكب ميا� ��س هوايته ب�شك اخل ��رز يف بداية فرتة‬ ‫الطع ��ام بيدي ��ه مبا�ش ��رة دون اال�ستعان ��ة اعتقال ��ه‪ ،‬ولك ��ن مع م ��رور الزم ��ن تراجع‬ ‫مبلعقة لل�سكب من القدر املغلي‪ ،‬مما ي�سبب ب�صره ومل يعد قادر ًا على ذلك‪.‬‬ ‫ح ��روق عميقة ب�أيديهم‪ ،‬ويتلقى خالل ذلك ُط ��رح ا�سم ��ه �ضم ��ن �أكرث من عف ��و �أخرها‬ ‫كان �أثن ��اء الزي ��ارة الأخ�ي�رة ملل ��ك الأردن‬ ‫�ضرب �شديد بالكرباج على ر�أ�سه‪.‬‬ ‫�إىل �سوري ��ا‪ ،‬ف ُنقل م ��ع ب�شارعلي �صالح �إىل‬ ‫ف ��رع املخابرات وبقي في ��ه ثالثة �أ�شهر‪ ،‬ثم‬ ‫احلالقة يف تدمر‪..‬طق�س املوت‬ ‫حك ��ي وليد ل� �ـ د‪�.‬س‪ ،‬ع ��ن موع ��د احلالقة تراجع الأمن عن إ�خ�ل�اء �سبيلهما‪ ،‬و�أعيدا‬ ‫ال�شه ��ري‪ ،‬يف �سج ��ن تدم ��ر‪ ،‬وال ��ذي كان �إىل �سجن �صيدناي ��ا‪ ..‬وال�سبب باالحتفاظ‬ ‫املعتقلني يتمنون امل ��وت قبيل قدومه‪ ،‬حيث بال�سجناء الفل�سطينيني والأردنيني هو وفق‬ ‫يع� � ّرى ال�سجناء‪ ،‬ويقفون رت�ل ً�ا �أحادي ًا على ر�أي د‪�� �.‬س‪ ،‬هو الطمع باملبادلة بهم يف حال‬ ‫�ش ��كل قو�س مي�سك كل معتقل بظهر املعتقل اعتقال عميل للمخابرات ال�سورية‪.‬‬ ‫ال ��ذي يلي ��ه‪ ،‬وي�س�ي�رون بت ��وايل �إىل باح ��ة‬ ‫ال�سج ��ن‪ ..‬ي�ؤكد ولي ��د �أن العديد منهم كان بق ��ي �أن ن�ش�ي�ر �إىل �أن ولي ��د �أيوب‪،‬عندم ��ا‬ ‫مي ��وت قبي ��ل و�صول ��ه �إىل احل�ل�اق ب�سب ��ب اعتق ��ل كان عم ��ره ‪ 32‬ع ��ام عم ��ره الي ��وم‬ ‫ال�ضرب ال�شديد الذي يتلقونه وهم عراة‪ 62 .‬ع ��ام‪ ،‬و�أن كل ه ��ذه امل ��دة ق�ضاها دون‬ ‫وي ��روي د‪�.‬س ما �أخربه به ولي ��د‪ ،‬قائ ًال‪ :‬يف حماكمة‪ ،‬وهو حاليا يوجد يف �سجن عدرا‪.‬‬ ‫الباحة يوج ��د حالق واح ��د‪ ،‬مي�سك �شفرة‬


‫‪issue 38 / dec 7th 10‬‬

‫على حاجز صحنايا‪..‬أرادا قتله وسرقة سيارته‬ ‫فنجا بنصف وجه ليروي احلقيقة‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫يت�أمل الأ�شياء وك�أنه يراها للمرة الأوىل‪،‬‬ ‫فوحدها عينه اليمني تعيد ر�ؤية احلياة‪،‬‬ ‫التي �صار له قيمة �أخرى بعد �أن فقد‬ ‫ن�صف وجهه الأي�سر‪� ..‬إذ مل يظن �سامر �أن‬ ‫مروره يف ال�ساعة الثامنة م�سا ًء على حاجز‬ ‫�صحنايا يف جديدة عرطوز‪� ،‬سيحوله �إىل‬ ‫بطل جلرمية ينت�صر فيها على املوت‪.‬‬ ‫«احلياة يف داخلي‪ ،‬كانت �أقوى من املوت‪..‬‬ ‫�أردت ف�ضح من حاول قتلي»‪..‬‬ ‫هكذا ي�صف �سامر اللحظة التي قرر فيها‬ ‫عدم اال�ست�سالم للموت‪.‬‬

‫وللق�صة بداية‬ ‫من �شعوره ب�أنهما ي�ضمران له ال�شر‪ ،‬مل‬ ‫�أثناء مرور ال�شاب �سامر ب�سيارته الفخمة ي�ستطيع رف�ض �أوامرهما‪..‬‬ ‫عند حاجز �صحنايا‪ ،‬ا�ستوقفه ع�سكريان‪،‬‬ ‫وطلبا منه‪ ،‬تو�صيلهما �إىل مفرق املع�ضمية‪ ..‬متجاوز ًا �صعوبة الكالم‪ ،‬التي �صار‬ ‫ولأن الرف�ض �أم ٌر غري وارد يف مثل هذه يعاين منها �إثر �إ�صاباته‪ ،‬وب�صوت �أ�شبه‬ ‫احلاالت‪ ،‬وافق �سامر مرتدد ًا‪ ..‬يقول باحل�شرجة‪� ،‬أكمل �سامر تفا�صيل ق�صته‪،‬‬ ‫ال�شاب‪ :‬يف بداية الطريق‪ ،‬كانا يف منتهى وعيناه ت�شريان وهما تعاركان الدموع‪ ،‬ب�أننا‬ ‫اللطف‪ ،‬حدثاين عن اخلطر الذي يهدد و�صلنا �إىل اجلزء الأ�صعب من الق�صة‪،‬‬ ‫حياة اجلنود على احلاجز‪ ..‬و �أ ّكدا يل �أن يقول‪� :‬أوقفت ال�سيارة‪ ،‬وفق طلبهما يف حارة‬ ‫املوت يهون يف �سبيل الوطن‪�..‬إال �أن نغمة م�سدودة وموح�شة‪ ،‬و�أخرجا قنبلة و�أخذا‬ ‫احلديث اختلفت ما �إن دخلت ال�سيارة‪ ،‬يف بتمريرها �أمام ر�أ�سي‪ ،‬وهما ي�ضحكان‪..‬‬ ‫املع�ضمية‪ ،‬حيث طلبا من �سامر الدخول يف وا�ست�شارين �أحدهما �إن كنت �أف�ضل املوت‬ ‫عدة حارات مهجورة ومعتمة‪ ،‬وعلى الرغم بقنبلة �أم بر�صا�صة‪.‬‬


‫‪11 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫ي�ستجمع قواه وي�ضيف‪ :‬قلت لهما خذا كل‬ ‫�شيء‪ ،‬وال تقتالين‪� ،‬إال �أن �أحدهما و�ضع‬ ‫بندقيته يف اجلانب ال�سفلي يف جهة فكي‬ ‫الأمين‪.‬‬

‫اجلثة مل تدفن ال�سر‪..‬كما ُخطط لها‬

‫ا�ستيقظ �سامر‪ ،‬ليجد نف�سه غارق ًا يف بركة‬ ‫دماء‪ ،‬ومرمي ًا يف �إحدى حارات املع�ضمية‬ ‫بال �سيارة �أو موبايل‪�..‬إىل �أن وعيه الذي‬ ‫مل يفارقه‪ ،‬ذك ّره مبوبايله الثاين يف جيب‬ ‫البنطال‪� ،‬أخرجه وبد أ� باالت�صال بخاله‪،‬‬ ‫للأ�سف مل يفهم اخلال على �سامر وال‬ ‫كلمة‪ ،‬ب�سبب عدم قدرة �سامر على الكالم‪،‬‬ ‫فا�ضطر ال�شاب �إىل الزحف نحو ال�شارع‬ ‫العام‪ ،‬بعد �أن خارت قواه‪ ،‬وا�ست�سلمت‬ ‫قدماه‪ ..‬يقول �سامر‪ :‬كلما ملحت عيني‬ ‫�ضوء �سيارة‪ ،‬جاهدت كي �أقف‪ ،‬ع ّل‬ ‫�أحدهم ينقذين مما �أنا فيه‪ ،‬وبعد مرور‬ ‫عدة �سيارات‪ ..‬وقفت �سيارة تك�سي‪..‬نزل‬ ‫�سائقها‪،‬ع ّرف عن نف�سه ب�أنه رجل �أمن‪،‬‬ ‫وا�ستف�سر عما �أ�صابني‪.‬‬ ‫�أخربه �سامر �أن الإرهابيني حاولوا قتله‪ ،‬ومل‬ ‫يجر�ؤ على ذكر الق�صة احلقيقة‪ ،‬خ�شية �أن‬ ‫يكمل ال�سائق عليه‪ ،‬فرتكه ال�سائق وتوجه‬ ‫نحو حاجز ال�سومرية‪ ،‬ليعود ب�صحبة ما‬ ‫يزيد عن ع�شرة ع�ساكر‪ ،‬وقفوا يتفجرون‬ ‫عليه‪ ،‬ريثما ي�أتي خاله الذي ات�صل به‬ ‫�أحدهم‪.‬‬

‫ال�شرطة تلتف على الق�ضية‬

‫منذ و�صول �سامر �إىل امل�شفى أُ�جريت له‬ ‫�ستة عمليات ترميم‪ ،‬فوفق ًا للأطباء �سارت‬ ‫الطلقة ب�شكل مائل و�سطحي من اجلانب‬ ‫ال�سفلي حلنكه الأمين‪ ،‬نحو حلقه وخده ا�شتكى ال�سكان من �سوء ت�صرفه معهم‪،‬‬ ‫الأي�سر لتخرج من عينه الي�سرى‪..‬ولوال فحاول ال�ضابط االلتفاف مرة �أخرى على‬ ‫املقدرة الإلهية ملا ُكتبت ل�سامر احلياة‪.‬‬ ‫هوية الفاعلني‪ ،‬وقال ل�سامر ال�شك �أنهما‬ ‫ملثمني‪ ،‬مما يجعلنا غري قادرين على ت�أكيد‬ ‫ُا�ستدعيت ال�شرطة‪ ،‬فتجاهل �سامر التهمة‪..‬وعندما نفى �سامر ذلك‪� ،‬أمر‬ ‫تو�صيات خاله ب�إخفاء هوية قتلته‪ ،‬وروى ال�ضابط ال�شرطي‪ ،‬بكتابة �أنهما ملثمني‪،‬‬ ‫لهم بالتف�صيل حقيقة ما حدث‪�ُ ..‬صدم وهو يخرب �سامر ب�أنه يفعل ذلك من �أجله‪،‬‬ ‫ال�ضابط‪ ،‬و�أخربه ب�أنه البد من �أن الع�صابات لأنه �إن كتب احلقيقة لن يتمكن �سامر من‬ ‫امل�سلحة هي الفاعل‪ ،‬لكن �سامر �أخربه ب�أن متابعة عالجه يف امل�شفى وعليه �أن يهرب‬ ‫املجرمني‪ ،‬كانا على حاجز نظامي‪ ،‬طاملا منها‪ ،‬لأن م�صريه �سيكون االعتقال‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 12‬‬

‫طريق املطار‪..‬مصيدة املدنيني‬ ‫خا�ص‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫م ��ن الوا�ض ��ح �أن اجلي� ��ش احل ��ر‪ ،‬غ�ّي رّ‬ ‫خطت ��ه الع�سكري ��ة يف معرك ��ة دم�ش ��ق‪،‬‬ ‫م�ستفي ��د ًا من در�س معرك ��ة حلب‪ ،‬ف�شل‬ ‫حرك ��ة الط�ي�ران؛ �أول أ�ه ��داف احلرب‬ ‫يف العا�صم ��ة‪ ،‬ولذلك حتول طريق مطار‬ ‫دم�ش ��ق ال ��دويل‪� ،‬إىل منطق ��ة �ساخن ��ة‬ ‫ي�سقط فيها يومي ًا العديد من املدنيني‪..‬‬

‫مفرق� � ًا للكث�ي�ر م ��ن املناط ��ق ال�سكنية‪،‬‬ ‫لعدة بلدات يف الري ��ف الدم�شقي؛ منها‬ ‫‪ :‬بيت �سح ��م‪ ،‬و�شبعا‪..‬وغريهما ولذلك‬ ‫ي�ضطر �سكان هذه البلدات‪ ،‬العاملني يف‬ ‫دم�شق �إىل املرور يف طريق املطار ب�شكل‬ ‫يوم ��ي‪ ،‬فلقم ��ة العي� ��ش ‪-‬ح�س ��ب و�صف‬ ‫النا�شط‪ -‬جتربهم على املخاطرة‪ ،‬مما‬ ‫يرب ��ك اجلي�ش احلر‪ ،‬ال ��ذي قد ال يكون‬ ‫ق ��ادر ًا على وق ��ف املعركة حلظ ��ة مرور‬ ‫املدنيني‪..‬‬

‫نقطة �إ�سرتاتيجية و�سكنية‬ ‫ي�ص ��ف النا�ش ��ط ه ��اين طري ��ق املطار‪ ،‬تتعدد احلوادث والطريق واحد‬ ‫باملنطقة الأكرث خطورة يف دم�شق حالي ًا‪ ،‬منذ ب ��د�أ املعارك بني احل ��ر والنظامي‬ ‫فه ��ي ح�سب و�ص ��ف النا�ش ��ط بالإ�ضافة على طريق املطار‪� ،‬سمع �سكان العا�صمة‬ ‫�إىل كونه ��ا‪ ،‬منطق ��ة �إ�سرتاتيجية ُتعترب عن العديد من ال�شهداء املدنيني‪ ،‬الذين‬


‫‪13 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫�سقط ��وا إ�ث ��ر ت�صوبه ��م ب�سب ��ب �إ�شتباك‬ ‫بني اجلي�شني على طريق املطار‪..‬وتروي‬ ‫ال�سيدة �سعادة �أنها �أثناء تنقلها يف با�ص‬ ‫ع ��ام من بيت �سح ��م �إىل دم�شق‪ ،‬ا�ضطر‬ ‫البا� ��ص للوق ��وف يف منت�ص ��ف املعركة‪،‬‬ ‫و�ص ��ار الر�صا� ��ص يحي ��ط بالبا� ��ص من‬ ‫كل اجله ��ات‪ ،‬ولذل ��ك انبط ��ح الركاب‪..‬‬ ‫وتتاب ��ع ال�سيدة‪ :‬عندما نزلن ��ا �إىل �أر�ض‬ ‫البا� ��ص‪ ،‬تفاجئنا ب�أنه ��ا ممتلئة بالدماء‬ ‫الت ��ي مل نع ��رف م�صدره ��ا‪ ،‬ف�أخربن ��ا‬ ‫راكب �أن �أحدنا ت�ص ��اوب الآن ومل ي�شعر‬ ‫بالر�صا�ص ��ة لأنه ��ا مازال ��ت �ساخن ��ة‪،‬‬ ‫وعندم ��ا تفقدن ��ا �أج�سادن ��ا‪ ،‬وج ��د �أحد‬ ‫ال ��ركاب قدم ��ه م�صاب ��ة‪ ،‬ورغ ��م نزيفه‬ ‫الكثي ��ف‪ ،‬مل يتمكن ال�سائق م ��ن �إ�سعافه‬ ‫�إال بعد توقف اال�شتباك‪..‬‬ ‫�أما ال�شهي ��د ال�شاب عي�س ��ى‪ ،‬فقد �سقط‬ ‫عل ��ى طريق املط ��ار �أي�ض ًا‪� ،‬أثن ��اء عودته‬

‫م�س ��ا ًء �إىل م ��كان �إقامت ��ه عن ��د اجل�سر‬ ‫اخلام� ��س‪ ،‬عل ��ى دراجات ��ه الناري ��ة ه ��و‬ ‫و�صديقه‪ ،‬فا�ستقرت ر�صا�صتني جمهولتا‬ ‫امل�ص ��در يف ر�أ�سيهما‪..‬وبح�س ��ب �أه ��ل‬ ‫ال�شهيد عي�س ��ى‪ ،‬احتفظت ق ��وات الأمن‬ ‫باجلثتني لثالث ��ة �أيام‪ ،‬ورف�ضت ت�سليمها‬ ‫لذويهم ��ا‪ ،‬بحج ��ة �أن الأم ��ن يجهز لهما‬ ‫جن ��ازة ر�سمية تلي ��ق بال�شهيدي ��ن‪ ،‬وبعد‬ ‫مفاو�ض ��ات كث�ي�رة ح�صل الأه ��ايل على‬ ‫اجلثتني‪.‬‬ ‫�أهايل ال�شام اعتادوا على �صوت بال فعل‬ ‫وف ��ق النا�شط هاين‪ ،‬اعتاد �سكان املدينة‬ ‫والبل ��دات القريب ��ة م ��ن مط ��ار دم�ش ��ق‬ ‫الدويل‪ ،‬على �سم ��اع �أ�صوات اال�شتباكات‬ ‫والقذائ ��ف القادمة م ��ن الريف‪ ،‬ولطاملا‬ ‫كان ال�ص ��وت يف الفرتة ال�سابقة ال ي�شكل‬ ‫بالن�سب ��ة له ��م خط ��ر ًا مبا�شر ًا‪..‬ويتاب ��ع‬

‫النا�ش ��ط‪ :‬عندما اقرتب ��ت الأ�صوات من‬ ‫دم�شق‪ ،‬و�أ�صبح م�صدرها املطار‪ ،‬مل يعوا‬ ‫�أن ذل ��ك يعن ��ي �أن الدم�شقي ��ون‪� ،‬صاروا‬ ‫�أنف�سه ��م يف ع�ي�ن املع ��ارك‪ ،‬و�أن دم�ش ��ق‬ ‫وحميطه ��ا القري ��ب ج ��د ًا بات ��ت �ضم ��ن‬ ‫منطقة اخلط ��ر‪ ،‬وبالتايل عل ��ى الأهايل‬ ‫�أخ ��ذ احتياطاته ��م‪ ،‬والت ��زام منازلهم‪،‬‬ ‫ق ��در الإم ��كان‪ .‬وي�ؤكد النا�ش ��ط �أن تنقل‬ ‫الأه ��ايل‪ ،‬ي�ض ��ر به ��م وباجلي� ��ش احلر‪،‬‬ ‫ال ��ذي ال ميتل ��ك بال�ضرورة زم ��ام �إنهاء‬ ‫وب ��د�أ اال�شتب ��اك‪ ،‬مم ��ا يعيق ��ه ويعر�ض‬ ‫الأهايل للموت �أو الإ�صابة‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 14‬‬

‫جديد اجليش احلر ‪ ..‬صواريخ روهينغا‬

‫خا�ص ‪� /‬إدلب ‪� -‬سورية بدا حرية‬ ‫جل� ��أ عنا�صر م ��ن اجلي�ش احل ��ر �إىل حلول‬ ‫بديل ��ة ع ��ن الدع ��م اخلارج ��ي ال�ضعي ��ف‪،‬‬ ‫معتمدي ��ن على خ�ب�رات ذاتية وم ��واد �أولية‬ ‫ب�سيط ��ة‪� ،‬أحدث الأمثلة عن ذلك ما قام به‬ ‫�أح ��د احل ّدادين من عنا�ص ��ر كتائب �أحرار‬ ‫ال�شمال‪.‬‬ ‫فق ��د قام مبحاولة �صناع ��ة �صاروخ و�أجرى‬ ‫علي ��ه التجارب م� � ّرات عدي ��دة لي�صل �إىل‬ ‫انتاج ��ه حتت ا�س ��م «روهينغ ��ا ‪ ،»1‬واال�سم‬ ‫م�ستوح ��ى م ��ن الأقلية امل�سلم ��ة امل�ضطهدة‬ ‫يف ميامن ��ار التي ترتكب بحقها جرائم �ضد‬ ‫الإن�سانية منذ �سنوات‪.‬‬

‫وكان ي�ش ��ارك يف �صناع ��ة ه ��ذا ال�ص ��اروخ معرك ��ة حتري ��ر حاج ��ز رج ��ب يف �سلقني‪،‬‬ ‫خم�سة �أ�شخا�ص‪ ،‬وبعد ا�ستخدامه يف بع�ض ومعركة حترير الدف ��اع اجلوي يف الدويلة‪،‬‬ ‫املع ��ارك مع جي�ش النظ ��ام‪ ،‬قاموا بتطويره ومعارك وادي ال�ضيف يف مع ّرة النعمان‪.‬‬ ‫لي�ص ��ل �إىل م ��دى �أطول (�أك�ث�ر من ‪ 3‬كم)‬ ‫و�أطل ��ق عليه ا�س ��م «روهينغ ��ا ‪ ،»2‬وبح�سب ه ��ذا وقد تك ��ررت حالت ت�صني ��ع الأ�سلحة‬ ‫مط ّوري ��ه ف�إن تكلفة ال�ص ��اروخ الواحد تبلغ املحلية مبختلف �أنواعها على �أيدي �أع�ضاء‬ ‫نحو ‪ 500‬دوالر‪.‬‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر يف الداخ ��ل‪ ،‬فبالإ�ضاف ��ة‬ ‫ل�صواري ��خ «روهينفا» ق ��ام «احلر» بت�صنيع‬ ‫وينت ��ج عنا�ص ��ر اجلي� ��ش احلر ح ��وايل ‪� 20‬أنواع �أخرى م ��ن ال�صواريخ ذات امل�سافات‬ ‫�ص ��اروخ �أ�سبوعي ًا‪ ،‬وي�ستغ ��رق �صنع الواحد املختلف ��ة يف كل م ��ن حم�ص وحل ��ب وريف‬ ‫منه ��ا ‪� 6‬ساع ��ات‪ ،‬ويح�ص ��ل اجلي�ش احلر دم�ش ��ق‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة حل�ش ��وان بع� ��ض �أنواع‬ ‫على املواد الأولية الالزمة من داخل �سوريا الأ�سلحة‪ ،‬وو�صلت بهم �إىل ت�صنيع م�صفحة‬ ‫وبع�ضها من تركيا‪.‬‬ ‫�صد الر�صا� ��ص والقذائف اخلفيفة‪ ،‬وذلك‬ ‫م ��ن املعارك التي ا�ستخدم فيها «روهينغا»‪ :‬يف مدينة حم�ص املحا�صرة‪.‬‬


15 issue 39 / dec. 7th


‫‪issue 38 / dec 7th 16‬‬

‫مجالس اإلدارة املدنية‪..‬‬ ‫أبرز القوى «غير املقاتلة» في الثورة السورية‬ ‫ال�شرق الأو�سط‬ ‫ج ��ري يف الوق ��ت احل ��ايل تفعي ��ل العم ��ل‬ ‫امل ��دين يف املناط ��ق املحررة داخ ��ل �سوريا‪.‬‬ ‫ومت ت�شكي ��ل املجال� ��س املدني ��ة م ��ن خ�ل�ال‬ ‫التواف ��ق ال�شعب ��ي‪ ،‬لتمار� ��س مه ��ام وزارة‬ ‫الإدارة املحلي ��ة‪ .‬وت�سعى ه ��ذه املجال�س �إىل‬ ‫�إجن ��از مهمت�ي�ن‪ ،‬الأوىل للخدم ��ات املدنية‬ ‫وحفظ الأم ��ن‪ ،‬بال�شكل الذي ي�ضمن �إعادة‬ ‫اخلدم ��ات الطبي ��ة والتعليمي ��ة والتجارية‪،‬‬ ‫والثانية �إعادة املراف ��ق �إىل العمل املدار�س‬ ‫وامل�ست�شفيات والط ��رق والأ�سواق وخدمات‬ ‫امل ��اء والكهرب ��اء واالت�صاالت‪ .‬وق ��ال ثائر‬ ‫احلاج ��ي ع�ض ��و جمال� ��س الإدارة املدني ��ة‪،‬‬ ‫لـ«ال�ش ��رق الأو�س ��ط»‪� ،‬إن «املجال� ��س ت�ؤمن‬ ‫مياه ال�ش ��رب وترمي ��م املدار� ��س وحاجات‬

‫الأطف ��ال نظ ��را لغي ��اب �سلط ��ة النظام يف‬ ‫املناط ��ق املح ��ررة حت ��ى ال تتوق ��ف حي ��اة‬ ‫ال�سكان و�أن�شطتهم االقت�صادية»‪.‬‬ ‫وم ��ع مرور الوقت والعم ��ل الدءوب من �أجل‬ ‫التخل�ص م ��ن نظام الرئي�س ب�ش ��ار الأ�سد‪،‬‬ ‫�أ�صبحت املجال�س املحلية طرفا �أ�سا�سيا يف‬ ‫�أي حتالف �سيا�سي �أو برنامج وطني �أو تكتل‬ ‫حزب ��ي‪ ،‬ب�صفته ��ا القوة التي متث ��ل الأر�ض‬ ‫بجان ��ب اجلي�ش احلر‪ .‬وميث ��ل يف االئتالف‬ ‫الوطني لقوى الثورة واملعار�ضة ال�سورية ‪14‬‬ ‫ع�ضوا ميثلون املحافظات ال�سورية‪ .‬و�أ�صدر‬ ‫املجل�س الوطن ��ي �سابقا بيانا يدعم وي�ساند‬ ‫ه ��ذا التوجه‪ .‬و�أعلن بدء التع ��اون الر�سمي‬ ‫مع املجال�س املدنية‪.‬‬ ‫وق ��ال احلاج ��ي‪� ،‬إن «هن ��اك ت�سعة جمال�س‬ ‫يف ال�شم ��ال وري ��ف دم�ش ��ق وري ��ف �إدل ��ب‬

‫والالذقي ��ة (راف�ضا ذكر املناطق بالتحديد‬ ‫لأ�سباب �أمينة) تعمل بال�شكل النظامي على‬ ‫�إعادة �إعمار وترميم املدار�س وامل�ست�شفيات‬ ‫وت�أمني احللي ��ب والغذاء للأطفال وتنظيف‬ ‫الط ��رق م ��ن �آثار التدم�ي�ر وت�أم�ي�ن �أغطية‬ ‫ال�شتاء ومعدات لتولي ��د الطاقة الكهربائية‬ ‫و�أجهزة تعقيم مي ��اه ال�شرب وتوفري الكتب‬ ‫املدر�سية»‪.‬‬


‫‪17 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫ويب ��د�أ العمل حت ��ت �سقف املجل� ��س الأعلى �أخ ��رى �سوف يعل ��ن عنها يف الأي ��ام القلية‬ ‫للإدارة املدنية والذي ي�ضم جمال�س مدنية املقبلة»‪.‬‬ ‫يف خمتلف املحافظات بحيث يكون دور هذا‬ ‫املجل� ��س �شبيها ب ��دور وزارة الإدارة املحلية ون�ش�أت فكرة املجال�س الإدارية ب�شكل مبكر‬ ‫ولذلك �سيق ��وم مبهمة التموي ��ل والتنظيم‪ .‬عندم ��ا اجتمع ��ت جمموعة م ��ن النا�شطني‬ ‫و�ستعم ��ل �ضم ��ن مرجعي ��ة وطني ��ة متثله ��ا ب�شكل �سري يف ال�شهر الثالث مار�س (�آذار)‬ ‫الهيئ ��ة اال�ست�شارية العليا ل�ل��إدارة املدنية من العام احل ��ايل ومت التوا�صل مع قيادات‬ ‫وت�ضم �شخ�صيات وطنية خارج �إطار العمل اجلي�ش احل ��ر الذين بدورهم أ�ي ��دوا فكرة‬ ‫املجال� ��س الإداري ��ة املدنية و�أعلن ��وا ر�سميا‬ ‫ال�سيا�سي املبا�شر‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار احلاج ��ي �إىل �أن «التن�سيقيات نواة التعاون معها للحفاظ على مكت�سبات الثورة‬ ‫عمل املجال�س املحلية منذ البداية وا�ضطلع وا�ستقرار الأمن يف �سوريا‪.‬‬ ‫به ��ا �شب ��اب الث ��ورة فعملوا ب�سري ��ة �شديدة‬ ‫وبدرجة عالية من املخاط ��رة وتوا�صلوا مع وم ��ن �أهم املربرات الإداري ��ة لهذا التحرك‬ ‫احلا�ضن ��ة ال�شعبية واكت�سبوا ثق ��ة متبادلة يف بنية عم ��ل م�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة باملناطق‬ ‫املح ��ررة ت�شجي ��ع النازح�ي�ن عل ��ى العودة‪،‬‬ ‫وخربة ميدانية»‪.‬‬ ‫وت�سي�ي�ر الأن�شط ��ة االقت�صادية لل�سكان من‬ ‫وم ��ع تط ��ورات الث ��ورة وخ ��روج الكثري من زراع ��ة وجت ��ارة وتب ��ادل وت�سوي ��ق وتوزيع‪.‬‬ ‫الق ��رى والنواح ��ي والبلدات وبع� ��ض �أحياء وكل ه ��ذا يحتاج �إىل ع ��ودة التنظيم املدين‬ ‫املدن عن �سيطرة النظ ��ام و�سلطته وغياب و«ال ��ذي �سيق ��وم ب ��دور حي ��وي يف تخفيف‬ ‫اخلدمات املدنية‪� ،‬أما ب�سبب معاقبة النظام املعاناة وتوفري م�ص ��ادر املعي�شة لهم وهذه‬ ‫لتل ��ك املناطق �أو لعجزه ع ��ن الوجود فيها‪ ،‬هي املربرات ملا تقرتحه كبديل م�ؤقت لعمل‬ ‫ظهر فراغ حقيقي يف توفري الأمن واحلفاظ م�ؤ�س�سات الدولة»‪ ،‬وفقا للم�صادر‪.‬‬ ‫عل ��ى املراف ��ق وامل�ؤ�س�س ��ات احلكومية التي وتت�أل ��ف الهيئة اال�ست�شاري ��ة العليا للإدارة‬ ‫تقدم خمتلف اخلدمات املدنية‪ .‬وكان ال بد املدنية من عدد م ��ن ال�شخ�صيات الوطنية‬ ‫للتن�سيقي ��ات من لع ��ب دور جديد وهو ملء ذات اخلربة والقبول وتق ��وم بدور التوجيه‬ ‫والرت�شي ��د واملراقبة لعم ��ل املجل�س الأعلى‬ ‫هذا الفراغ‪.‬‬ ‫وقال ��ت م�ص ��ادر ‪ -‬طلب ��ت م ��ن «ال�ش ��رق للإدارة املدنية ال ��ذي تتلقى تقاريره وتقوم‬ ‫الأو�س ��ط» ع ��دم الك�ش ��ف ع ��ن �أ�سمائه ��ا ‪ -‬بالإطالع والتوجيه ب�صفة ملزمة‪.‬‬ ‫�إن ��ه «وخالل ه ��ذا الأ�سب ��وع مت �إطالق عدة ويعتم ��د برنام ��ج املجل� ��س الأعلى ل�ل��إدارة‬ ‫جمال� ��س يف ري ��ف دم�شق وهن ��اك جمال�س املدني ��ة على وج ��ود جميع الأع�ض ��اء داخل‬

‫�سوري ��ا �إال �أن �شلل احلي ��اة املدنية وجتفيف‬ ‫معظم امل�ص ��ادر الداخلي ��ة دفعهم القرتاح‬ ‫وجود بع� ��ض �أع�ضائ ��ه يف املكتب اخلارجي‬ ‫بغر� ��ض التن�سي ��ق والتموي ��ل‪ ،‬وينق�س ��م‬ ‫العمل في ��ه �إىل مكاتب تت ��وىل املهام املالية‬ ‫والإعالمي ��ة وعالق ��ات خارجي ��ة و�إدارة‬ ‫تن�سي ��ق املعلومات والإغاث ��ة الطبية ومكتب‬ ‫للبني ��ة التحتي ��ة واملخاطر الأمني ��ة وال�سلم‬ ‫الأهلي‪.‬‬ ‫وتت أ�ل ��ف جمال� ��س الإدارة املدني ��ة من قرى‬ ‫ون ��واح وبل ��دات ومناط ��ق و�إحي ��اء وم ��دن‬ ‫وحمافظات‪ .‬ويقول م�س�ؤول ��ون عنها �إن كل‬ ‫املناطق املحررة التي ان�سحب منها اجلي�ش‬ ‫النظامي ميك ��ن �أن تخ�ضع له ��ذا الت�سل�سل‬ ‫الإداري اجلديد و�صوال �إىل �سوريا املحررة‪.‬‬ ‫ويجتم ��ع �أع�ضاء املكت ��ب �أ�سبوعي ��ا لقراءة‬ ‫التقاري ��ر وتقييم العمل وو�ض ��ع التو�صيات‪،‬‬ ‫ويق ��وم املكت ��ب ب�إ�ص ��دار تقري ��ر واحد عن‬ ‫جمي ��ع املكاتب وتتخذ جمي ��ع القرارات بعد‬ ‫موافق ��ة الهيئ ��ة اال�ست�شاري ��ة العلي ��ا‪ .‬ويتم‬ ‫اختيار �أع�ضاء املكاتب بناء على التخ�ص�ص‬ ‫والكفاءة بعد موافقة الهيئة اال�ست�شارية‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار ثائر احلاج ��ي �إىل �أن جالل �صادق‬ ‫العظم والدكتور م�ؤيد الر�شيد ي�شرفان على‬ ‫الهيئة اال�ست�شارية ملجال�س الإدارة املدنية‪،‬‬ ‫و�أن �ص�ل�اح الدين بالل ه ��و رئي�س املجل�س‬ ‫الإدارة و�أن ع ��دد �أع�ض ��اء جمل� ��س الإدارة‬ ‫ي�صل �إىل نحو ع�شرة �أع�ضاء‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 18‬‬

‫مذكرات مواطن عادي‬ ‫معاذ اخلطيب‪ ..‬أن تكون‪ ،‬أو ال تكون‬


‫‪19 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫فقط من الفتات رفعت (و هذا �شرف عظيم‬ ‫ل ��ه ال �ش ��ك ‪ ،‬و لك ��ن ح�سن الظ ��ن باملجل�س‬ ‫بداي ��ة �أدى اىل خيب ��ة �أم ��ل كب�ي�رة الحق ًا )‬ ‫دون �أن يجد �أي �إجناز فعلي ي�ستمد �شرعيته‬ ‫منه فان ��ه ال يحتاج لكلمة لأخ ��ذه و �إرجاعه‬ ‫‪ ،‬فه ��و مثل النظ ��ام ال�سوري ال ق ��رار له و ال‬ ‫موق ��ف وال رائحة ‪ ،‬و لكن جمرد تابع ينتظر‬ ‫الإر�شادات من ممولي ��ه بينما يكتفي يبيعنا‬ ‫الكالم املع�سول الذي ال يغني و ال ي�سمن ‪.‬‬

‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫فرقة ح�سب اهلل مقابل هوملز و رفاقه‬ ‫�أثبت ��ت الث ��ورة ال�سوري ��ة ق ��درة �أبنائها على‬ ‫ابت ��كار �أ�ش ��كال ع ��دة لن�ضاله ��م م ��ن �أجل‬ ‫احلري ��ة و �سرعة تكيفه ��م و ا�ستيعابهم لكل‬ ‫تكتي ��كات ب�ش ��ار الأ�سد و ال ��رد عليها بطرق‬ ‫تفق ��د هذه التكتيكات جدواه ��ا و قيمتها ‪ ،‬و‬ ‫يف نف� ��س الوقت �أثبت ��ت ال�شخ�صيات و بقايا‬ ‫بع�ض الت�شكيالت ال�سيا�سية املعار�ضة لأ�سد‬ ‫(و الت ��ي و بحك ��م وجوده ��ا خ ��ارج �سوري ��ا‬ ‫�ستق ��وم بت�شكي ��ل ع ��دة واجه ��ات �سيا�سي ��ة‬ ‫مدعي ��ة متثيلها للثورة) ع ��ن تخلف ثوري و‬ ‫عقل ��ي و خميلة حمدودة فق�ي�رة ال ي�شابهها‬ ‫يف فقرها �إال خميلة الأ�سد و ع�صابته‪.‬‬ ‫ف� ��إذا كن ��ا ن�سخ ��ر و ن�ضح ��ك م ��ن �شري ��ف‬ ‫�شح ��ادة و طال ��ب ابراهي ��م ( و باقي فرقة‬ ‫ح�س ��ب اهلل ) و نتن ��در على غبائهم و نقرف‬ ‫من ل�سانه ��م البذيء ‪ ،‬ف ��ان القربي و ب�سام‬ ‫جع ��ارة هوملز ( و بقية املدافع�ي�ن الأ�شاو�س‬ ‫عن الث ��ورة ال�سورية ) لي�س ��وا باف�ضل حال‪،‬‬ ‫و اذا كان ب�ش ��ار الأ�سد و املعلم خارج الزمن‬ ‫و التاريخ برتابته ��م و �سخف كالمهم املثري‬ ‫للغثي ��ان ‪ ،‬فان �سيدا و طيف ��ور النع�سان ابد ًا‬ ‫(و باق ��ي ال�شلة ) القادمني على ما يبدو من‬ ‫كوكب �آخر على ظه ��ر �سلحفاة ‪ ،‬ال يختلفان‬ ‫كث�ي�را عنهم ��ا �إال بالزم ��ة االبت ��داء ( بع ��د‬ ‫الرتحم على ال�شه ��داء و ال�شفاء للجرحى و‬ ‫احلري ��ة للمعتقلني ) و التي تخرج من فمهم‬ ‫بال روح و ال �أدنى �إح�سا�س بعظمة امل�صاب‪،‬‬ ‫بينم ��ا يخرج االب ��داع و يت�سارع الكالم عند‬ ‫احلديث عن عظمة املجل�س و اجلهد املبذول‬ ‫يف العمل ‪.‬‬

‫ي�صر جاري �أبو �سعيد �أن الأمل الآن بال�سيد‬ ‫مع ��اذ اخلطيب و حقيقة ف�أنا �أ�شاركه الر�أي‬ ‫على قاعدة ( ما يف حدا غريو حالي ًا و الزملة‬ ‫بيعرف يحكي عل ��ى الأقل‪ ،‬بيعرف يقول �أنا‬ ‫�س ��وري و ايل الفخر �إين م ��ن �سوريا) بينما‬ ‫�أبو �سعيد يرجو اخلري منه لأنه (ن�ضيف و ما‬ ‫�سمعنا عنو �شي و بعدين الزملة كان ب�سوريا و‬ ‫عا�ش بالث ��ورة فبيعرف �شو اللي �صاير و �شو‬ ‫بدنا ‪ ،‬م ��و متل البقية الل ��ي �صرعو طيزنا و‬ ‫هني مو عرفانني �ش ��ي ‪ ،‬ل�سا كلمة بتاخدون‬ ‫و كلم ��ة بتجيب ��ون ) ح�سن ��ا �أوافق ��ه ال ��ر�أي‬ ‫بالن�سبة لل�سيد مع ��اذ ‪ ،‬و لكنني �أختلف معه قليل من الأمل‬ ‫بالن�سبة للبقية ‪ ،‬فمن ما زال‪ ،‬و بعد �سنة من الأمل الآن بال�سي ��د معاذ اخلطيب �إذا و �إذا‬ ‫عمر املجل�س ‪ ،‬يفاخر ب�أن �شرعيته م�ستمدة فق ��ط غ�ّي�رّ كل اال�سلوب الفا�ش ��ل الذي م ّيز‬

‫املجل�س بالتعاطي مع دول العامل و ال�سوريني‪،‬‬ ‫فال فائدة من بيع الأوهام للثوار ‪ ،‬و ال فائدة‬ ‫من الأ�صن ��ام الناطقة التي مي ��زت املجل�س‬ ‫و ناطقي ��ه ‪ ،‬و ال فائدة م ��ن الدخول يف �سوق‬ ‫امل�ساوم ��ات ‪ .‬اعتقد ب�أن ال�سيد معاذ بحاجة‬ ‫اىل �إبعاد جميع من كان باملجل�س ‪ ،‬و �أن يبد أ�‬ ‫مع ال�سيد �سي ��ف و ال�سيدة الأتا�سي بالبحث‬ ‫احلقيق ��ي عن مكامن ال�ضع ��ف ‪ ،‬و مالحقة‬ ‫الف�س ��اد امل�ست�ش ��ري يف ج�س ��د «املعار�ض ��ة»‬ ‫واخل ��روج بخطاب قوي هادئ و وا�ضح يعرب‬ ‫حقيقة عن الثورة ال�سورية العظيمة و �آمالها‪،‬‬ ‫و �أعتقد �أن ال�سيد اخلطيب عليه �أن يبد�أ من‬ ‫جلن ��ة الإعالم الت ��ي للأ�سف ج ��اءت بنف�س‬ ‫ال�شخ�صيات ( مع االحرتام لبع�ضهم) التي‬ ‫�أثبت ��ت و بع ��د ع�شرين �شهر ًا ع ��ن عجزها و‬ ‫قلة حيلته ��ا ‪ .‬و �أن ي�سارع قبيل كل �شيء �إىل‬ ‫املطالبة ب�إم�ساك ملف الإغاثة بيد �صلبة ‪ ،‬و‬ ‫ن�شر احلقائق و مالحقة جتار الدم ال�سوري‬ ‫الذي ��ن يعي�ش ��ون عي�ش ��ة الأباط ��رة مب ��ال‬ ‫امل�ساعدات ‪ ،‬ذلك املال القادم �إىل ال�سوريني‬ ‫لإعانتهم و لي�س لإ�س ��كان ه�ؤالء الإنتهازيني‬ ‫ب�أفخم ال�شقق يف القاهرة و ا�سطنبول و دبي‬ ‫‪ .‬و عليه �أن يتوا�صل مع كتائب اجلي�ش احلر‬ ‫باح�ت�رام كام ��ل لت�ضحيات رجال ��ه و عزم و‬ ‫مكان ��ة قياداته‪ ،‬و حماول ��ة م�ساعدتهم على‬ ‫ك�سر اخل ��ط الوهمي الذي يف�ص ��ل بينهم ‪،‬‬ ‫للتح ��ول �إىل بني ��ة متنا�سقة عل ��ى االقل اذا‬ ‫تعذر توحيدهم ‪.‬‬ ‫ج ��اري �أبو �سعي ��د مرة �أخ ��رى يختم كالمه‬ ‫عن ال�سيد معاذ ( الزم ي�صري قائد حقيقي‪،‬‬ ‫النا�س بدا حدا �صادق و قب�ضاي ما بيخاف‪،‬‬ ‫بدا حدا يحكي معها و ين�صحها و ي�ساعدها‬ ‫و م ��ا ينهبل �إدام الكامريات و ي�ضيع جح�شة‬ ‫�ست ��و) حقيق ��ة �أمتنى لل�سيد مع ��اذ �أن يكون‬ ‫الرج ��ل املنا�س ��ب للمرحل ��ة و �أن يفه ��م �أن‬ ‫حمبة النا�س لي�ست جمانية و �أن �شعبا �صنع‬ ‫ثورة عظيمة لي�س بغبي و ال ي�سهل خداعه‪.‬‬ ‫كلمة اخرية لل�سيد معاذ ‪ ،‬مهما كان احلمل‬ ‫ثقي�ل�ا فان ال�ص ��دق و ال�ص ��دق وحده كفيل‬ ‫بتخفيفه و ال�صدق يحتاج لعزمية و قوة فهل‬ ‫انت كذلك؟‬


‫‪issue 38 / dec 7th 20‬‬

‫شخصية األسبوع‬

‫عمار القربي‪ ..‬معارض املعارضة‬


‫‪21 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫الإ�سق ��اط �أو التغي�ي�ر �أو الإ�ص�ل�اح‪ ..‬يف‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫اعتق ��ادي يج ��ب �أن ن�ستعد ونتعل ��م جميعاً‬ ‫ال يختلف كثريون على �أن املعار�ض ال�سوري كيفية تداول ال�سلطة �سلمياً عرب �صناديق‬ ‫ع ّمار القرب ��ي كان من �أوائ ��ل الوجوه التي االق�ت�راع ولن ��دع ال�شع ��ب ال�س ��وري يق ��رر‬ ‫ظهرت مدافعة عن حقوق ال�شعب ال�سوري عندما يقر�أ برامج انتخابية»‪.‬‬ ‫يف وقت كان �آخرون يخ�شون البوح ب�آرائهم‬ ‫حت ��ى يف جل�ساتهم اخلا�ص ��ة‪ ،‬لكن القربي بروفايل‬ ‫ال ��ذي يرت�أ� ��س املنظم ��ة الوطني ��ة حلقوق • ول ��د يف ‪� 21‬آب ‪ 1970‬يف اجلزائ ��ر من‬ ‫الإن�س ��ان يف �سورية فق ��د الكثري من بريقه والدي ��ن �سوري�ي�ن م ��ن �أريح ��ا (حمافظ ��ة‬ ‫ك�شخ�صي ��ة �شعبية م ��ع مرور عم ��ر الثورة �إدل ��ب)‪ ،‬ودر� ��س ط ��ب الأ�سن ��ان يف جامعة‬ ‫وحت ّوالته ��ا �سواء عل ��ى �أر� ��ض الواقع �أو يف حلب‪.‬‬ ‫• ب ��د أ� حياته العامة م ��ن املجال احلزبي‬ ‫املجال ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫القرب ��ي ح ��اول كعادت ��ه االبتع ��اد ع ��ن �أي بو�صف ��ه ع�ض ��و ًا فاع ًال يف احل ��زب العربي‬ ‫ارتب ��اط جماع ��ي م ��ع هيئ ��ة �أو جمل�س يف اال�شرتاك ��ي منذ ع ��ام ‪ 1985‬و�أمين� � ًا لفرع‬ ‫الث ��ورة ال�سوري ��ة‪ ،‬وه ��و م ��ا د�أب عليه منذ حل ��ب من ��ذ ع ��ام ‪ 1989‬حت ��ى ‪ ،1999‬حني‬ ‫�سن ��وات‪ ،‬وب َّرر ذلك بعدم جماراة احلراك حت ّول �إىل الن�شاط يف املجال احلقوقي بد ًال‬ ‫ال�سيا�سي لل�ش ��ارع وتنا�سبه م ��ع ت�ضحيات من احلزبي‪.‬‬ ‫ال�شع ��ب ال�س ��وري‪ ،‬وه ��و كالم يف ظاه ��ره • عمل من خالل املنظمة الوطنية حلقوق‬ ‫جميل‪ ،‬لك ��ن الوقائع تقول �أن القربي وافق الإن�س ��ان يف �سوري ��ة عل ��ى التحق ��ق م ��ن‬ ‫دوم� � ًا عل ��ى العمل م ��ع خمتل ��ف الأطراف ممار�س ��ات الأجهزة الأمنية ال�سورية داخل‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الفاعل ��ة يف الث ��ورة ال�سوري ��ة ال�سجون‪.‬‬ ‫و�ش ��ارك يف العديد م ��ن اللقاءات يف تركيا • �ش ��ارك يف م ؤ�مت ��رات عديدة للمعار�ضة‬ ‫وم�ص ��ر‪ ،‬لك ��ن اخل�ل�اف كان يح�ص ��ل يف ال�سوري ��ة يف اخل ��ارج كمراق ��ب وب�صفت ��ه‬ ‫التفا�صي ��ل‪ ،‬فرتى �أي �شيطان كمن يف هذه ال�شخ�صية (كما �ص َّرح مرار ًا)‪.‬‬ ‫• اعتقل للم ّرة الأوىل عام ‪ 2003‬يف حلب‬ ‫التفا�صيل ؟‬ ‫وحكمت عليه حمكمة �أمن الدولة ملدة ثالثة‬ ‫وق ��د هاجم القرب ��ي كل املجال� ��س املنبثقة �أ�شه ��ر يف ال�سج ��ن بتهم ��ة ت�أ�سي� ��س وقيادة‬ ‫عن الثورة تقريب ًا‪ ،‬وان�سحب من م�ؤمترات جلنة املعلومات يف دعم ‪� 14‬سجين ًا �سيا�سي ًا‬ ‫عديدة يف اللحظة الأخ�ي�رة �أو حتى خالل ب إ�ط ��ار حماكماتهم الع�سكري ��ة‪ ،‬ومل يق�ض‬ ‫امل�ؤمت ��رات‪ ،‬وب ��دا ذل ��ك وك أ�ن ��ه ن ��وع م ��ن الف�ت�رة الكاملة لعقوبت ��ه‪ ،‬حيث ا�ستفاد من‬ ‫اال�ستعرا�ض ال ��ذي مل ي�سانده فيه �أحد �إال العفو الرئا�سي يف العام نف�سه‪.‬‬ ‫• فر� ��ض عليه حظر �سفر يف ‪� 7‬آذار عام‬ ‫زوجته احلقوقية بهية مارديني !‬ ‫ودفعت هذه املواقف املتك� � ّررة البع�ض �إىل ‪ 2006‬مبوج ��ب امل ��ادة ‪ 279‬م ��ن الأم ��ن‬ ‫مقارنته ب�أعجوبة املعار�ضة ال�سورية «هيثم اخلارجي والق ��رار ‪ 255‬من مذك ��رة �إدارة‬ ‫مناع»‪ ،‬الذي تف� � َّرد هو الآخر بنهج م�ش ّو�ش �أمن الدولة‪.‬‬ ‫مت�ضارب �أفق ��ده �أي م�صداقية و�ساهم يف • اعتقل يف ‪� 12‬آذار ‪ 2006‬يف مطار دم�شق‬ ‫ت�شويه �صورة املعار�ضة التي تعاين بالأ�صل ال ��دويل عن ��د عودته م ��ن م�ؤمترين حلقوق‬ ‫من عي ��وب ال تحُ �ص ��ى‪ ،‬كم ��ا �أن كثري ًا من الإن�س ��ان والإ�صالح ��ات الدميقراطي ��ة‬ ‫موايل النظام ال�سوري اتهموه بالعمل �سر ًا يف �سوري ��ا‪ ،‬عق ��دا يف باري� ��س ووا�شنط ��ن‪،‬‬ ‫واقتي ��د �إىل «فرع فل�سط�ي�ن» لال�ستخبارات‬ ‫مع النظام قبل وخالل الثورة‪.‬‬ ‫الع�سكري ��ة يف دم�شق‪ ،‬و�أطل ��ق �سراحه بعد‬ ‫�أ�شه ��ر ت�صريحاته يف �سورية ما قبل الثورة �أربعة �أيام‪.‬‬ ‫كان يف ح ��وار ملجل ��ة «�أبي�ض و�أ�س ��ود» جاء • اعتق ��ل يف ‪ 9‬ني�س ��ان ‪ 2007‬مل� � ّدة يومني‬ ‫فيه‪� « :‬أنا ل�ست مع جبهة اخلال�ص‪ ،‬ول�ست م ��ن قبل �أم ��ن الدولة بع ��د انتخاب ��ه رئي�س ًا‬ ‫م ��ع �إع�ل�ان دم�شق‪� ،‬أن ��ا ال �أفك ��ر مبفاهيم للمنظمة الوطنية حلقوق الإن�سان‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 22‬‬

‫سلسلة شخصيات سورية‪ :‬منير العجالني‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫بروفايل‬ ‫ولد ُمنري العجالين يف مدينة دم�شق‬ ‫عام ‪ ,1911‬متزوج من ال�سيدة �إنعام‬ ‫احل�سني ابنه رئي�س اجلمهورية ال�سورية‬ ‫يف اخلم�سينات ال�شيخ تاج الدين احل�سني‬ ‫وحفيدة العالمة ال�شهري بدر الدين‬ ‫احل�سني‪.‬‬ ‫ويذكر �أن الدكتور منري العجالين �أن‬ ‫�أ�صول عائلته تعود �إىل مدينة الطائف‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬التي هاجر منها جده عجالن‪،‬‬ ‫�إىل م�صر ثم ا�ستقر يف ال�شام‪ ،‬و�إليه‬ ‫تُن�سب العائلة اليوم ‪.‬‬ ‫عاد العجالين �إىل دم�شق عام ‪1933‬‬ ‫واخذ ين�شر مقاالت يف ال�سيا�سة واالجتماع‬ ‫بهدف تعزيز «ال�شباب الوطني» مبظهر‬ ‫ع�صري وتو�سيع قاعدته ال�سيا�سية وكان‬ ‫يف عمله حر نف�سه يف كل ت�صرفاته‪,‬‬ ‫وا�ستطاع الزعيم ال�سوري جميل مردم‬ ‫بك �أن ي�ضمه �إىل الكتلة الوطنية ‪ .‬كما‬ ‫كانت القيادة الفعلية لتنظيم القم�صان‬

‫احلديديه يف �سورية معقودة على الدكتور �سامي كبارة جريدة «الن�ضال» يف‬ ‫العجالين حيث ا�سند �إليه من�صب الأمانة دم�شق وهي �سيا�سية يومية‪� ,‬أخذت حيزا‬ ‫العامة لهذا التنظيم‪ ,‬وكان زعيم التنظيم كبريا من اهتمام �أهل دم�شق ‪.‬‬ ‫عام ‪ 1936‬فخري البارودي وهدف‬ ‫التنظيم �إىل الدفاع عن الوطن ال�سوري ‪ ,‬يف عام ‪ 1940‬ا�ستلم ُمنري العجالين‬ ‫و�ألف مع بع�ض ال�شباب جمعية �أدبية با�سم � َ‬ ‫أول من�صب حكومي ‪ ،‬وهو عمله رئي�س ًا‬ ‫«املجمع الأدبي» وكان من �أقطابها علي لغرفة رئي�س احلكومة‪ ،‬وهو ما يمُ ثل اليوم‬ ‫الطنطاوي‪ ,‬جميل �سلطان‪� ,‬أنور العطار‪ ,‬من�صب «الأمني العام ملجل�س الوزراء» ويف‬ ‫وزكي املحا�سني‪ .‬ومار�س عمله ال�سيا�سي عام ‪ُ 1941‬عينّ العجالين وزير ًا للدعاية‬ ‫عام ‪ 1936‬وانتخب نائب ًا عن دم�شق حيث وال�شباب ‪ ،‬قبل �أن يتغيرّ م�سماها فيما‬ ‫كان ا�صغر �أع�ضاء املجل�س النيابي �سن ًا بعد �إىل وزارة الإعالم ‪ ،‬وكان دخوله‬ ‫وكان نواب دم�شق �آنذاك من رجاالت جمل�س الوزراء يف عهد الرئي�س تاج‬ ‫�سوريه الكبار �أمثال فار�س اخلوري‪ ,‬الدين احل�سني ‪ ،‬الذي هو والد زوجته ‪،‬‬ ‫جميل مردم بك‪ ,‬فخري البارودي‪ ,‬لطفي‬ ‫وزير يدخل جمل�س‬ ‫ُ‬ ‫ويعد العجالين �أ�صغر ٍ‬ ‫احلفار‪� ,‬إح�سان ال�شريف‪ ,‬فائز اخلوري‪ ,‬الوزراء ال�سوري‪ ،‬وحينما كان العجالين‬ ‫�شكري القوتلي‪ ,‬عفيف ال�صلح‪� ,‬صربي وزير ًا للدعاية تلى �إعالن اال�ستقالل الأول‬ ‫الع�سلي‪ ,‬ن�سيب البكري‪ ,‬وجورج �صحناوي ل�سورية عام ‪ 1941‬يف حفل ح�ضره رئي�س‬ ‫وكان العجالين ب�صغر �سنه يقف معهم الدولة ‪.‬‬ ‫الند للند ‪� .‬إ�ضاف ًة �إىل ذلك ‪ ،‬فقد كان‬ ‫منري العجالين �أحد الذين �صاغوا م�سودة يف عام ‪ُ 1947‬عينّ العجالين وزير ًا‬ ‫الد�ستور ال�سوري‪ ،‬املعروف بد�ستور ‪ 36‬للمعارف‪ ،‬وحينما ت�شكلت وزارة معروف‬ ‫و�أ ّلف كتاب ًا عن الد�ستور باللغة الفرن�سية ‪ .‬الدواليبي عام ‪ 1951‬حافظ العجالين‬ ‫ويف عام ‪ 1939‬ا�صدر العجالين مع على حقيبته الوزارية وظل وزير ًا للمعارف‪،‬‬


‫‪23 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫حتى ُعينّ عام ‪ 1955‬نائب ًا لرئي�س جمل�س‬ ‫الوزراء ووزير ًا للعدل‪ ،‬وكان ير�أ�س جمل�س‬ ‫الوزراء بالوكالة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يف عام ‪ ، 1956‬أ�تهم فيما ُي�سمى بـ‬ ‫«امل�ؤامرة الكربى» �أي العمل �ضد الوحدة‬ ‫مع م�صر‪ ،‬فاعتقل و�أودع ال�سجن مع غريه‬ ‫من ال�سيا�سيني ‪ ،‬وقامت دولة اجلمهورية‬ ‫العربية املتحدة وهو يف ال�سجن‪ ،‬ويف عام‬ ‫‪� 1959‬أمر الرئي�س عبد النا�صر بنقل‬ ‫�سجناء «امل�ؤامرة « �إىل م�صر‪ ،‬وبقوا يف‬ ‫الإ�سكندرية حتت الإقامة اجلربية ‪� ،‬إىل‬ ‫�أن حدث االنف�صال ف أُ�خرجوا من م�صر‬ ‫ورحلوا �إىل لبنان يف طريق العودة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫دم�شق ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ف بـ «انقالب القوميني ال�سوريني» فطلب‬ ‫منهم �سرعة مغادرة لبنان ‪ ،‬فغادروها‬ ‫�إىل تركيا ‪ ،‬وبقي منري العجالين يف‬ ‫مدينة ا�سطنبول الرتكية حتى و�صل �إىل‬ ‫مدينة جدة يف ال�سعودية عام ‪1962‬م‬ ‫الجئ ًا �سيا�سي ًا فيها ‪ ،‬ويف عام ‪1963‬م‬ ‫ُعينّ على وظيفة «كبري امل�ست�شارين» يف‬

‫وزارة املعارف ال�سعودية ‪ ،‬ويف عام ‪1964‬‬ ‫ر�أ�س الدكتور العجالين جلنة التعاقد مع‬ ‫مدر�سي التعليم العام من دول �سورية‬ ‫والأردن وفل�سطني ‪ ،‬كما كان يقوم ب�إلقاء‬ ‫حما�ضرات على طالب الدرا�سات العليا‬ ‫يف كلية ال�شريعة مبكة املكرمة ‪.‬‬ ‫يف ال�سعودية وا�صل العجالين كتاباته‬ ‫ال�صحافية‪ ،‬فن�شر يف الندوة ‪ ،‬والبالد ثم‬ ‫مقاالت عدة ‪ ،‬ثم كتب يف احلياة‬ ‫اليمامة‬ ‫ٍ‬ ‫وال�شرق الأو�سط وكانت مقاالته تبحث يف‬ ‫�ش�ؤون الثقافة والأدب والتاريخ‪ ،‬كما �أنه‬ ‫َ‬ ‫عمل م�ست�شار ًا يف دارة امللك عبد العزيز‬ ‫بالريا�ض‪ ،‬ويف عام ‪ 1975‬انتدب للعمل‬ ‫رئي�س ًا لتحرير «املجلة العربية» ‪ ،‬و�صدر‬ ‫العدد الأول منها يف �شهر �شعبان لعام‬ ‫‪1395‬هـ‪ ،‬املوافق �شهر �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫لعام ‪1975‬م وكانت ت�صدر من بريوت‪.‬‬ ‫امل�ؤلف وامل�ؤرخ ‪:‬‬ ‫بعد �أن ترك منري العجالين العمل‬

‫ال�سيا�سي وا�ستقر يف ال�سعودية‪ ،‬تفرغ‬ ‫للت�أليف والكتابة والتحقيق‪ ،‬و�صدر له‬ ‫�أكرث من ‪ 20‬كتاب ًا مطبوع ًا‪ ،‬من �أبرزها‬ ‫مو�سوعته التاريخية التي تناول فيها تاريخ‬ ‫الدولة ال�سعودية‪.‬‬ ‫ومن م�ؤلفاته �أي�ض ًا يف التاريخ املحلي كتاب‬ ‫«�صور من التاريخ احلديث» باال�شرتاك مع‬ ‫حممد التميمي وحممد العميل‪ ،‬و كتاب «‬ ‫تاريخ مملكة يف �سرية زعيم‪ ،‬في�صل ملك‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية و�إمام امل�سلمني»‪.‬‬ ‫عد كتابه «عبقرية الإ�سالم يف �أ�صول‬ ‫و ُي ُ‬ ‫احلكم» من �أهم الكتب املقررة يف بع�ض‬ ‫اجلامعات العربية‪ ،‬والتي تبحث يف النظام‬ ‫ال�سيا�سي يف الإ�سالم‪ .‬وله �أي�ض ًا‪ « :‬رجل‬ ‫يف ِجلد �آخر‪ ،‬م�سرحية» و»دفاع الدكتور‬ ‫منري العجالين �أمام املحكمة الع�سكرية‬ ‫بدم�شق» و»عجائب الدنيا» و»الق�ضاء يف‬ ‫الإ�سالم» و»احلقوق الد�ستورية» و»�أوراق»‬ ‫و»�أزهار الأمل» وله �أكرث من ع�شرين كتاب ًا‬ ‫خمطوط ًا مل تطبع بعد‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 24‬‬

‫تنس��يقية املغتربني الس��وريني لدع��م الداخل‬ ‫وملي��ون دوالر‪ ..‬إجن��از تتحدث عن��ه األرقام‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬

‫على مدار �أكرث من عام من عمر تن�سيقية املغرتبني ال�سوريني لدعم الداخل‪ ،‬يت�ضح حجم و�إجناز فرق التن�سيقية املنت�شر �أفرادها على‬ ‫بقاع الأر�ض الوا�سعة من �أبوظبي �إىل دبي فالريا�ض وجدة واملدينة املنورة وحتى كاليفورنيا‪.‬‬ ‫على مدار عام وبجهود خرية وقلوب دافئة‪ ،‬تفاعل �أع�ضاء تن�سيقية املغرتبني مع احلدث الكبري الذي يتكرر كل عام مرة‪ :‬حرب‬ ‫ال�سوريني لنيل كرامتهم وحريتهم امل�سلوبة من اال�ستبداد الأعمى‪.‬‬ ‫وتتحدث الأرقام عن تلك اجلهود وعن ذلك الإجناز‪� :‬أكرث من مليون دوالر �أمريكي �أر�سلها �أع�ضاء التن�سيقية لدعم �صمود �أهلهم يف‬ ‫مواجهة �أعتى �آالالت الإجرام يف الع�صر احلديث!‬ ‫و�ضمن �آليات وجهود جبارة متكن �أولئك املغرتبون الذين اجتمعوا على حب الوطن وتوق �شديد �إىل احلرية من تن�سيق كافة العمليات‬ ‫الإغاثية واملالية واللوج�ستية والتقنية والقانونية جلمع هذه املبالغ و�إي�صالها للداخل بال�شكل املفيد لأهلنا وثورتهم‪ ،‬فتارة عملت‬ ‫التن�سيقية على �إر�سال احلليب ملئات الأطفال الهاربني من ق�صف وجور اجلائرين‪ ،‬وتارة جتهز القوافل الطبية والدوائية والأغذية‬ ‫ومواد التدفئة لآالف الأ�سر‪ ،‬وتار ًة �أخرى ال ت ّدخر جهد ًا لت�أمني �أجهزة البث الف�ضائي واالت�صال احلديث للثوار‪.‬‬


‫‪25 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫وا�ستفاد من ذلك الدعم مناطق كثرية جد ًا من ربوع الوطن ‪ :‬من‬ ‫احل�سكة �إىل درعا ومن جبل الرتكمان �إىل تدمر دون متييز بني‬ ‫منطقة و�أخرى �إال بح�سب حاجتها وقدرة التن�سيقية على الو�صول‬ ‫للمنطقة املنكوبة‪ ،‬وعملت الفرق التقنية واحلقوقية و�إدارة‬ ‫امل�شاريع و�إعادة الإعمار على تنفيذ املئات من عمليات �إي�صال‬ ‫الدعم بكافة �أ�شكاله ب�أنواعه والتقني واحلقوقي ملحتاجيه يف‬ ‫كل ربوع الوطن‪.‬‬ ‫وال ميكن �إغفال �أحد الأدوار امل�ساندة لكل هذا العمل اخلالق‬ ‫وهو دور الفريق املايل الذي يعترب الع�صب احلقيقي للتن�سيقية‬ ‫كونه املعني بتجاوز عقبات تواجد �أع�ضاء التن�سيقية يف عدة‬ ‫بقاع وجتميع الأموال يف �صندوق واحد افرتا�ضي ومن ثم تنفيذ‬ ‫عمليات ال�صرف املعقدة وامل�ساعدة يف �إي�صال الأموال لوجهتها‬ ‫النهائية‪.‬‬ ‫يقوم الفريق املايل لتن�سيقية املغرتبني ب�إدارة كافة العمليات‬ ‫املالية واحل�سابية اخلا�صة ب�أعمال التن�سيقية وفرقها الفرعية‬

‫وتن�سيقياتها املحلية و�إعداد تقارير ال�صرف الدورية وك�شوفات‬ ‫احل�سابات املتعلقة بذلك‪.‬‬ ‫يت�ألف الفريق من اجتماع كل من �أمناء ال�صناديق واملحا�سبني‬ ‫(�أمني �صندوق وحما�سب من كل تن�سيقية حملية)‪ ،‬ويعملون �سوية‬ ‫�ضمن �شبكة وطيدة م�ستخدمني و�سائل االت�صال االجتماعي‪،‬‬ ‫ويعترب التحدي الأبرز الذي ي�ؤثر على عمل الفريق املايل تواجد‬ ‫الأموال وا�شرتاكات الأع�ضاء يف عدة بلدان وقوانني بع�ضها متنع‬ ‫التحويل �إىل دول ال�شرق الأو�سط‪ ،‬كما تربز م�صاعب ا�ستقبال‬ ‫الأموال امل�شروطة وتو�صيلها �إىل الهدف وبالذات يف املناطق‬ ‫ال�ساخنة والتي ترزح حتت كاهل الق�صف والتدمري وتقطع‬ ‫الطرق والأو�صال �أحيان ًا يف احلي الواحد‪.‬‬ ‫تختلف الأدوار والو�سائل ويبقى الهدف واحد ًا‪ ،‬وهو الذي اجتمع‬ ‫عليه ال�سوريون عندما �شكلوا تن�سيقية املغرتبني ال�سوريني لدعم‬ ‫الداخل‪ :‬دعم ثورة ال�سوريني للو�صول �إىل وطن احلرية والكرامة‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 26‬‬

‫األمني العام لرابطة العلماء السوريني د‪ .‬محمد فاروق‬ ‫البطل يفتي بحرمة بقاء اجلنود في اجليش النظامي‬ ‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫وت�ضطل ��ع بالعدي ��د م ��ن امله ��ام الدعوية‬ ‫والإغاثية‪� ،‬أثارت فتواها حول حرمة بقاء‬ ‫رابطة العلماء ال�سوريني‪ ،‬هيئة �إ�سالمية اجلن ��ود يف اجلي� ��ش النظام ��ي و�ضرورة‬ ‫علمي ��ة دعوي ��ة م�ستقل ��ة‪ ،‬ذات �شخ�صية التحاقه ��م باجلي�ش احل ��ر‪� ،‬ضجة كبرية‬ ‫اعتباري ��ة‪ ،‬تعم ��ل على الدع ��وة �إىل اهلل بو�صفها فتوى �صادرة عن هيئة علمية‪.‬‬ ‫باحلكمة واملوعظة احل�سنة‪ ،‬وعلى ن�صرة‬ ‫الإ�س�ل�ام‪ ،‬وت�سعى جلمع كلمة العلماء يف حرمة البقاء يف اجلي�ش النظامي‬ ‫�سورية ليكونوا مرجعية للم�سلمني فيها‪ .‬بخ�صو�ص الفتوى ال�صادرة عن الرابطة‬ ‫وه ��ي �إح ��دى منظم ��ات املجتم ��ع امل ��دين ب�ش�أن حرمة البقاء يف اجلي�ش النظامي‪،‬‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬م�ستقل ��ة �إداري� � ًا وتنظيمي� � ًا �أفادن ��ا الأم�ي�ن الع ��ام لرابط ��ة العلم ��اء‬ ‫و�سيا�سي� � ًا و�إعالمي� � ًا ع ��ن �أي ح ��زب �أو ال�سوريني‪ ،‬الدكتور حممد فاروق البطل‪ ،‬الأخ�ي�ر امل�ستن ��د ال�شرع ��ي يف حرم ��ة‬ ‫جماعة �أو هيئ ��ة‪ .‬ت�أ�س�ست عام ‪2006‬م‪ ،‬ان الرابط ��ة ذكرت قد ذك ��رت يف بيانها البق ��اء يف اجلي� ��ش النظام ��ي‪« :‬بق ��اء‬ ‫بع� ��ض الأفراد يف ه ��ذا اجلي�ش هو دفاع‬ ‫عن‪ ‬نظام غ�ي�ر �شرعي‪� ‬أ�ص�ل�ا‪ ،‬ون�صرة‬ ‫لراي ��ة جاهلي ��ة‪ ،‬وم ��واالة لأع ��داء اهلل‬ ‫والدي ��ن والوط ��ن‪ ،‬و�إعانة للظ ��امل على‬ ‫املظلوم‪ ،‬وتع ��اون على الإث ��م والعدوان‪،‬‬ ‫وم�شارك ��ة يف قت ��ل �أهلن ��ا و�أبنائن ��ا‬ ‫و�أقربائن ��ا وجماهدينا‪ ‬الأبط ��ال الذين‬ ‫�ضحون‪ ‬ب�أرواحهم‪ ‬لإنقاذالبلد‪ ‬من ظلم‬ ‫ُي ّ‬ ‫الظامل�ي�ن‪ ،‬وال يخف ��ى م�صري م ��ن يقتل‬ ‫م�ؤمن ��ا متعمد ًا فهو يف ن ��ار جهنم خالدا‬ ‫أعد‬ ‫فيه ��ا‪ ،‬وغ�ض ��ب اهلل عليه‪ ،‬ولعن ��ه و� َّ‬ ‫له عذابا‪ ‬عظيم ��ا»‪ .‬لكل ما تقدم‪ :‬يحرم‬ ‫عل ��ى كل �ضاب ��ط �أو جم َّند مهم ��ا كانت‬ ‫رتبت ��ه البقاء يف هذا اجلي�ش املجرم بال‬ ‫عذر �شرعي‪.‬‬ ‫النفري العام‬ ‫ويرى الدكت ��ور «البط ��ل» �أن على ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري �أن ينخ ��رط الآن فيم ��ا ي�سم ��ى‬ ‫بالنفري العام‪« :‬ما جرى ويجري يف �سوريا‬ ‫فتنة قام بها النظام خالل خم�سني �سنة‪،‬‬ ‫يفنت �أجيال امل�سلمني ع ��ن دينهم ب�أفكار‬ ‫البع ��ث‪ ،‬وي�ضطهد �شباب ورج ��ال ون�ساء‬ ‫امل�سلم�ي�ن ب�شت ��ى �أن ��واع الأذى والقم ��ع‬ ‫للمتدين�ي�ن‪ ،‬بخا�ص ��ة واملجتم ��ع كاف ��ة‪،‬‬


‫‪27 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫والفتنة يف الدين �أ�شد من القتل‪ ،‬وقد جمع أ�ه ��داف الثورة وغاياتها‪ ،‬ومنعا للخالف‬ ‫امل�سلح وفو�ضى ال�سالح ال قدر اهلل‪.‬‬ ‫النظام بينهما»‪.‬‬ ‫�أم ��ا اليوم‪ ،‬فما يقوم به النظام من �سفك‬ ‫لدم ��اء الأبري ��اء‪ ،‬وانته ��اك للأعرا� ��ض علماء ال�سلطان وال�شبيحة‬ ‫واحلرم ��ات بتدم�ي�ر امل�ساج ��د وق�ص ��ف وفيم ��ا يخ� ��ص مم ��الأة بع� ��ض العلم ��اء‬ ‫امل� ��آذن‪ ،‬و�إكراه على الكف ��ر وتدمري املدن للنظ ��ام ال�س ��وري‪ ،‬ت ؤ�ك ��د الرابط ��ة �أن‬ ‫والقرى على ر�ؤو� ��س الأبرياء املدنيني‪ ....‬جرائم النظ ��ام مل تعد خافية على �أحد‪،‬‬ ‫ال ��خ‪ ،‬كل ذلك يوجب عل ��ى امل�سلمني رفع ومن ثم ال يعذر �أح ��د بجهله‪ ،‬ومن كانت‬ ‫هذه الفتنة عنهم بكل مايتو َّفر من �سالح‪( .‬مواالت ��ه) للنظ ��ام (بالق ��ول فق ��ط)‪،‬‬ ‫فه�ؤالء على درجات‪:‬‬ ‫دور العلماء‬ ‫وي ��رى الأم�ي�ن الع ��ام لرابط ��ة العلم ��اء فمنهم الإعالم ��ي‪ ،‬وال�شيخ ال�ضال الذي‬ ‫ال�سوري�ي�ن �أن دور علم ��اء الدين يف هذه ي ؤ�ي ��د النظ ��ام ويع�ض ��ده ويداف ��ع عن ��ه‬ ‫املرحل ��ة �أن يكون ��وا يف طليعة املجاهدين ويعادي الثوار‪ ،‬وي�شن ��ع عليهم يف و�سائل‬ ‫وتخ�ص�صه‪ ،‬االع�ل�ام بال خوف وال �إكراه من النظام‪،‬‬ ‫ك ٌّل ح�س ��ب طاقت ��ه وموقع ��ه ُّ‬ ‫فالنا� ��س له ��م تب ��ع‪ ،‬وموق ��ف العلم ��اء فه ��ذا عل ��ى خط ��ر يف عقيدت ��ه‪� ،‬إذ �إن ��ه‬ ‫الوا�ض ��ح ي�ش� � ُّد �أزر املجاهدي ��ن ويرف ��ع ي ��وايل الكافري ��ن على امل�ؤمن�ي�ن وين�صر‬ ‫معنوياته ��م‪ ،‬واملجاه ��دون بحاج ��ة اىل الباطنيني على امل�سلمني‪ ،‬والظاملني على‬ ‫�ضبط �إيقاع الث ��ورة �ضبطا �شرعيا كي ال املظلومني‪ ،‬وهذا الن ��وع من الوالء الذي‬ ‫تنفلت الأمور ويرتك ��ب بع�ض املجاهدين يعني (الن�صرة) قد ي�صل ب�صاحبه اىل‬ ‫خمالف ��ات ب�سب ��ب حما�سته ��م �أو جهلهم الكفر‪ ،‬والعياذ باهلل‪.‬‬ ‫ب�أحكام فقه اجلهاد‪ ،‬ف�ضال عن التوجيه فهذا ال�صنف امل ��وايل بالقول (�إعالمي‬ ‫الع ��ام ب�إ�ص ��دار البيان ��ات التنويري ��ة‪ ،‬و�شي ��خ �ض ��ال) يعاقب بالهج ��ر والتنفري‬ ‫وكذل ��ك تقري ��ب وجه ��ات النظ ��ر ب�ي�ن منه‪ ،‬وبالعقوبات التعزيرية التي يقررها‬ ‫االجتاه ��ات واجلماع ��ات اال�سالمية يف �أهل العل ��م يف حين ��ه‪ ،‬ك ٌّل ح�سب مواالته‬ ‫�سوريا‪ ،‬وبخا�صة �أولئك الذين على �أر�ض وجرم ��ه‪ .‬وقد ترقى عقوب ��ة بع�ضهم اىل‬ ‫املعرك ��ة‪ ،‬وكل ذلك لتوحي ��د الر�ؤى حول �إقام ��ة ح ��د احلراب ��ة عليه ��م �إذا عظ ��م‬

‫�ضررهم و�إف�سادهم و�أذاهم للم�سلمني‪.‬‬ ‫وختم ال�شي ��خ (البطل) بتوجيه نداء �إىل‬ ‫ال�شعب ال�سوري‪« ،‬ندا�ؤنا لل�شعب ال�سوري‬ ‫ال�شج ��اع �أن ال يدع هذه الفر�صة من �أيام‬ ‫اهلل ت�ضي ��ع‪ ،‬وهي اجله ��اد للتخل�ص من‬ ‫هذا النظ ��ام املجرم الطائف ��ي احلاقد‪،‬‬ ‫و�إقام ��ة دول ��ة احلري ��ة والع ��دل وال�سلم‬ ‫االجتماع ��ي‪ ،‬وليعلم ��وا �أن ثورتهم لي�ست‬ ‫فقط �ضد نظام م�ستبد ا�ست�أثر بال�سلطة‬ ‫وال�ث�روة‪ ،‬و�إمنا لك�س ��ر امل�شروع ال�صفوي‬ ‫ال�شيعي الباطن ��ي يف املنطقة الذي يريد‬ ‫مد نفوذه على بالد ال�سنة‪ ،‬فهم ي�شعرون‬ ‫َّ‬ ‫بن�ش ��وة انت�ص ��ار تاريخ ��ي بالهيمنة على‬ ‫عا�صمتي اخلالفة ال�سن َّية بغداد عا�صمة‬ ‫العبا�سي�ي�ن ودم�ش ��ق عا�صم ��ة الأمويني‪،‬‬ ‫وه ��م ي�ستح�ض ��رون يف �صراعه ��م دائما‬ ‫التاري ��خ به ��ذه الطقو� ��س الدموي ��ة يف‬ ‫التطب�ي�ر و�صياحهم‪ :‬يا لثارات احل�سني‪،‬‬ ‫وه ��م يف قتالهم لنا ال يرقبون فينا �إ ًّال وال‬ ‫ذمة‪ ،‬لذلك على ال�سوريني بخا�صة‪ ،‬ودول‬ ‫َّ‬ ‫و�شع ��وب املحي ��ط �إدراك طبيعة ال�صراع‬ ‫يف ه ��ذه الأي ��ام التاريخي ��ة وخطورت ��ه‪،‬‬ ‫والتع ��اون ل ��ر ِّد ه ��ذا الع ��دوان الباطن ��ي‬ ‫املج ��رم بكل الو�سائ ��ل دون االلتفات اىل‬ ‫الوراء قبل �أن يبتلع ه�ؤالء الأوغاد �سوريا‬ ‫كما يظنون �أنهم ابتلعوا بغداد»‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 28‬‬

‫ال تتكلم!! ال تتلفت !!‬ ‫فأنت في حضرة «البعث»‬ ‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي مهنا‬


‫‪29 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫�شيء من هذا كان يح�صل يف ثمانينات‬ ‫القرن املا�ضي‪� ،‬إنه طالب يف كلية احلقوق‬ ‫لكنه «معلم» �أو زير ن�ساء كما كان يحلو‬ ‫له �أن ينادونه‪ ،‬كيف ال وهو �أ�شهر من‬ ‫وزير بني الزمالء الطالب‪ ،‬ب�سياراته‬ ‫الفاخرة ومرافقيه و�أدواته ال�ضاربة‬ ‫(ال�شبيحة) وحتى جوا�سي�سه‪ ،‬نعم فهو‬ ‫الوحيد الذي ينحني له حر�س الباب‬ ‫اجلامعي‪ ،‬ل�ضخامة جثته و�سلطاته‬ ‫املتعددة‪ ،‬وات�ساع �سطوته التي تطال كل‬ ‫ما يعرت�ض طريق ع�صابته‪ ،‬هي حظوة‬ ‫ال َ‬ ‫يحظ بها حتى رئي�س اجلامعة نف�سه‬ ‫وال وكالئه املحرتمني‪ ،‬مل �أكن �أعرفه‬ ‫بعد عندما مررت بجانبه م�سرع ًا‬ ‫التهم درج كلية احلقوق‪ ،‬متجه ًا نحو‬ ‫قاعة االمتحان‪ ،‬بينما كان هو يحادث‬ ‫�إحدى فتياته اجلميالت‪ ،‬اللواتي كان‬ ‫يحوم بينهن كالدبور متنق ًال من واحد ٍة‬ ‫لأخرى‪.‬‬ ‫مل �أدقق مبالحمه وال بعري�ضي املناكب‬ ‫من عوانيته الرعاع ممن يحيطون به‪،‬‬ ‫�إذ كان ُج َل تفكريي من�صب ًا على �أ�سئلة‬ ‫االمتحان التي �ستواجهني‪ ،‬بعد يوم‬ ‫ح�صاد �شاق يف احلقل‪ ،‬وليلة درا�سية‬ ‫ٍ‬ ‫مرهقة‪ ،‬حاولت فيها مغالبة نعا�سي قبل‬ ‫�أن يتغلب علي‪ ،‬وطريق طويلة �سلكتها‬ ‫من قريتي حتى و�صول العا�صمة‪ ،‬لذلك‬ ‫ال �أذكر فيما �إذا قد نظرت لفتاته تلك‬ ‫�أم ال‪.‬‬ ‫قبيل بدء موعد االمتحان بب�ضعة‬ ‫دقائق دخلت القاعة‪ ،‬وما �أن جل�ست‬ ‫على املقعد وقبل �أن التقط �أنفا�سي‪،‬‬ ‫و�إذ ب�أحدهم مي�سك بكتفي بخ�شونة‬ ‫أمر هام‪� ،‬س�ألته‬ ‫طالب ًا مني �أن �أتبعه ل ٍ‬ ‫ما الأمر؟ ماذا هناك؟ �أجابني ب�صوت‬ ‫جهوري ووجه متجهم وك�أن جل ًال ما قد‬ ‫حدث اتبعني ومن دون �أ�سئلة‪ ،‬عندها‬ ‫انتابتني احلرية و�أخذت �أتلفت مين ًة‬ ‫و�شما ًال‪ ،‬و�سط ا�ستهجان بع�ض الزمالء‬ ‫و�سخرية الآخرين لأ�سلوبه الغو�ستابي‪،‬‬ ‫بينما �أ�شار يل �أحد الزمالء بعينيه‬

‫غامز ًا ب�أن �أنفذ الأمر من دون تردد‪،‬‬ ‫فيما هم�س �آخر ب�أذين حمذر ًا بقوله‬ ‫دير بالك هذا من زمل املعلم!! عندها‬ ‫�أدركت ب�أن �شيئ ًا ما يدور يف املكان و�أنه‬ ‫لي�س بو�سعي �سوى تنفيذ الأمر‪ ،‬توجهت‬ ‫مرغم ًا لباب القاعة و�إذ ب�شخ�صني‬ ‫يف انتظاري‪ ،‬ومن دون �أية مقدمات‬ ‫بادر �أحدهم ب�س�ؤايل ملاذا نظرت لتلك‬ ‫الفتاة؟ ف�أجبته با�ستهجان عن �أية فتاة‬ ‫تتكلم؟ وقبل �أن �أكمل �س�ؤايل قاطعني‬ ‫�صارخ ًا وبلكنة خمابراتية معتادة‬ ‫قائ ًال‪ :‬ال ت�س�أل ولك‪� ،‬أجبني ملاذا نظرت‬ ‫لتلك الفتاة؟؟ ثم ما لبث �شخ�ص �آخر‬ ‫وخاطبني بلهج ٍة ال تقل ا�ستعال ًء بقوله‬ ‫ال ت�ستهبل �إنها الفتاة الواقفة هناك مع‬ ‫املعلم‪.‬‬

‫عبد النا�صر العقيد ال�سراج �أبو ال�شعبة‬ ‫ال�ساد�سة يف املخابرات ال�سورية‪ ،‬والذي‬ ‫و�صف ب�أنه خزانة �أ�سرار حقبة الوحدة‬ ‫ال�سورية امل�صرية‪ ،‬ب�أنه املواطن الثاين‬ ‫يف اجلمهورية العربية املتحدة‪ ،‬لأن‬ ‫املواطن العربي الأول كان الرئي�س‬ ‫�شكري القوتلي الذي تخلى له عن رئا�سة‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬ومنح ال�سراج املواطن‬ ‫الثاين‪ ،‬مل يكن يح�صل لوال براعته يف‬ ‫قتل النا�س وفن تعذيبهم و�إخفائهم بل‬ ‫تذويبهم بالأ�سيد‪ ،‬مثلما فعله بالقيادي‬ ‫ال�شيوعي اللبناين فرج اهلل احللو بعد‬ ‫عمليات تعذيب قا�سية جد ًا‪� ،‬أ�ساليب‬ ‫عجزت عن ابتكارها حنكة البا�شاوات‬ ‫العثمانيني‪.‬‬ ‫اجلدير ذكره هو �أن املعلم املذكور‬ ‫ح�صل على الإجازة يف احلقوق بامتياز‬ ‫وباجلملة هو ووالده ووالدته‪ ،‬كما يروي‬ ‫ذلك املاري�شال ال�سابق طال�س الأب‬ ‫لقناة رو�سيا اليوم بقوله‪ :‬ما كاد رفعت‬ ‫ينهي الإجازة يف التاريخ حتى �سجل يف‬ ‫كلية احلقوق هو وزوجته لني وابنه دريد‪،‬‬ ‫وكانوا جميع ًا يتقدمون لالمتحان مع ًا‬ ‫يف غرفة رئي�س اجلامعة زياد ال�شويكي‪،‬‬ ‫وذلك حر�ص ًا على �أمن الطالب و�أمن‬ ‫املعلومات‪ ،‬وعندما جاءتهم الأ�سئلة‬ ‫مع فناجني القهوة‪ ،‬وكتب ال�سنة الأوىل‬ ‫كما يقول طال�س قال لهم رفعت‪ :‬العمى‬ ‫يف قلبكم‪ ،‬ابعثوا لنا �أ�ستاذ ًا يدلنا �أين‬ ‫توجد الأجوبة لهذه الأ�سئلة‪.‬‬

‫مل �أعلم بعد �أن املواطن يف �أمة العرب‬ ‫كل �شيء حمرم عليه �سوى الوالء‬ ‫للمعلم والت�صفيق والتطبيل والتزمري‬ ‫له‪ ،‬و�إال فهو لي�س �سوى جزء من قطيع‬ ‫الأغنام‪ ،‬بل �إن �شواء حلم الأخرية �أكرث‬ ‫فائدة منه‪ ،‬و�أنه �أينما حل هذا املواطن‬ ‫امل�سكني‪ ،‬وذهب ف�إنه يف �أر�ض هذا‬ ‫املعلم ومزرعة �أجداده‪ ،‬وبالتايل فهو‬ ‫الذي يغدق عليه املنح والعطايا �إذا ما‬ ‫ر�ضي عليه و�إال ف�إنه ال ي�ستحق بطاقة‬ ‫امليالد وال االنت�ساب لهذه الأمة‪� ،‬ألي�ست‬ ‫ال�سلطة كما يقول �أحدهم تعترب املواطن‬ ‫العربي ممن مي�شي على بطنه �أو على‬ ‫�أربع‪ ،‬وبالتايل فهو حمروم من حقوقه‬ ‫ال ر�أي له وال كرامة‪ ،‬بل لي�س من حقه‬ ‫يكتف رفعت بذلك كما يقول طال�س‪،‬‬ ‫التفكري وال حتى احللم‪ ،‬و�إن حلم خل�س ًة مل ِ‬ ‫ف�إن قانون الطوارئ وخمابرات ال�سلطة بل بعد ح�صوله على اللي�سان�س بالتاريخ‬ ‫وكذلك يف احلقوق من جامعة دم�شق‪،‬‬ ‫�ستالحقه حتى خمدعه‪.‬‬ ‫ح�صل �أي�ض ًا على الدكتوراه يف التاريخ‬ ‫هذا ما فعله �أزالم �صدام ح�سني حني من مو�سكو‪ ،‬لكن الطريف بالأمر‬ ‫حكموا على عراقي بال�سجن ع�شر �أن �أطروحته كانت بعنوان «ال�صراع‬ ‫�سنوات ملجرد �أنه �شاهد يف منامه الطبقي يف �سورية» التي كما يعتقد‬ ‫رئي�سهم �صدام ميت ًا‪ ،‬وت�ضاعفت عقوبته طال�س ب�أنها كانت من ت�أليف �أحمد‬ ‫لأنه روى ما �شاهده جللي�سي �إحدى داود العلوي الذي يجيد اللغة الرو�سية‪.‬‬ ‫املقاهي يف بغداد‪ ،‬يف حني اعترب جمال‬


‫‪issue 38 / dec 7th 30‬‬

‫املجتمع‬ ‫املدني‬ ‫لسوري‬

‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬ ‫ي�ص ��ر ال�سوري ��ون يف ثورته ��م العظيم ��ة‬ ‫ب�شعورهم و�ضمريه ��م اجلمعي على مدنية‬ ‫الدول ��ة الت ��ي ين�شدونها‪ ،‬بغ� ��ض النظر عن‬ ‫كل املطب ��ات‪ ،‬واالخفاق ��ات الت ��ي عا�شته ��ا‬ ‫ما ي�سمى جت ��اوز ًا «املعار�ضة» �س ��وا ًء كانت‬ ‫م ��ن رداءة �أدائها ال�سيا�س ��ي‪� ،‬أم من خباثة‬ ‫املجتم ��ع ال ��دويل يف التعامل معه ��ا‪ ،‬والذي‬ ‫ال يتواف ��ق م ��ع م�صاحله قيام دول ��ة مدنية‬ ‫دميقراطي ��ة يف �سوري ��ا لأ�سب ��اب يط ��ول‬ ‫�شرحها‪.‬‬ ‫�أكاد �أجزم يف هذا البحر الهائج واملتالطم‬ ‫م ��ن الدم ��اء ال�سورية الطاه ��رة ‪� -‬أن كلمة‬ ‫حزب �أو �إيديولوجية ت�صبح ن�شاز رهيب‬ ‫وت�صوي ��ت وانتخاب ��ات وووو ‪� ...‬أ�شي ��اء ال‬ ‫ميكن حتمل �سماعها‬ ‫�أ�صي ��ب ال�سوري ��ون بحالة ا�شمئ ��زاز مزمن‬ ‫م ��ن فك ��رة املح�سوبي ��ات‪ ،‬وم ��ن �أن ال �شيء‬ ‫ميك ��ن �أن ينجز �إال ب�أ�سلوب التملق‪ ،‬التكتل‪،‬‬ ‫النف ��اق‪« ،‬الطيل�س ��ة» وه ��ذه ه ��ي �أ�ش ��كال‬ ‫ممار�س ��ة «ال�سيا�سة» حت ��ى الآن ‪ -‬ولهذا ال‬ ‫ميك ��ن الوث ��وق بحيادي ��ة �أي �شخ�ص يدخل‬ ‫�إىل ال�ش� ��أن العام على ال�ساحة ال�سورية من‬ ‫هذه الزاوية‬ ‫لأنه يري ��د �أن يتحيز‪ ،‬ويجيرّ ‪ ،‬وينجز الأمور‬ ‫بالكيل مبليون مكيال‪.‬‬ ‫وله ��ذا كل ��ه ف� ��إن �صم ��ام الأم ��ان والقا�سم‬

‫امل�ش�ت�رك الأعظ ��م لأي عم ��ل يعي ��د ترميم‬ ‫�ضم�ي�ر املجتمع ويدب احلي ��اة والروح فيه‪،‬‬ ‫بع ��د التم ��زق الرهي ��ب ال ��ذي ح ��دث على‬ ‫كل بني ��ة تنظيمي ��ة �أهلي ��ة �أو مدنية والنخر‬ ‫وااله�ت�راء الذي ابتلينا فيه من �سموم عهد‬ ‫حاف ��ظ الأ�س ��د وابن ��ه املعتوه وال ��ذي خرب‬ ‫�أكرث ما اعتز به ال�سوريون يف تاريخهم وهي‬ ‫امل�ؤ�س�س ��ات الراقي ��ة الت ��ي �سوي ��ت بالأر�ض‬ ‫متام ًا مثلما ُف ِع � َ�ل باملدن الآن يف �آلة الدمار‬ ‫الوح�شي ��ة التي ظنت عبث� � ًا �أنها �ستنجح يف‬ ‫ك�سر �إرادة التاريخ‬ ‫يف ح�ض ��ن الثورة ول ��دت ومن ��ت وازدهرت‬ ‫بذور منظم ��ات وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين‪،‬‬ ‫وه ��ي برغ ��م �سيا�س ��ة الأر� ��ض املحروق ��ة‬ ‫وح�ص ��د الأرواح الربيئ ��ة‪ ،‬و�سي ��ل احلق ��د‬ ‫الأعمى ‪ ....‬تن�ث�ر �أزهارها �أينما حلت‪ ،‬من‬ ‫حتت النار‪ ،‬والدمار‬ ‫وك�أنها تر�سم �صورة م ��ن �صور ناجي العلي‬ ‫يف الزهرة التي تخرتق �آلة احلرب امل�سعورة‬ ‫لت�شق طريقها باجتاه ا�سماء‪.‬‬ ‫املجتم ��ع امل ��دين ال�س ��وري‪ ،‬ه ��و ال�ضمانة‪،‬‬ ‫الخت�ص ��ار مرحل ��ة ال�شف ��اء والتع ��ايف‪.‬‬ ‫واالنط�ل�اق من روح املبادرة والتطوع حلمل‬ ‫امل�س�ؤولي ��ة‪ ،‬رغ ��م وع ��ورة الطري ��ق‪ ،‬خلل ��ق‬ ‫بو�صلة لأي حكوم ��ة �ستدير �سوريا‪ ،‬وتراقب‬ ‫وحتا�س ��ب عمله ��ا لأنه ��ا �ستك ��ون الوجدان‬ ‫املعرب عن النا�س الذين دفعوا �أفدح الأثمان‬ ‫للو�صول �إليها‪.‬‬


‫‪31 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫ال‪ ..‬لن يتغير‬

‫من ق�ص�ص احلرية يف الثورة ال�سورية‬ ‫ذكرى مبخيلة‪ :‬جمال د َ​َجوي‬ ‫لو فتحتم �شراييني مبديتكم‬ ‫�سمعتم يف دمي �أ�صوات من راحوا‬ ‫م�آذن ال�شام تبكي �إذ تعانقني‬ ‫وللم�آذن كالأ�شجار �أرواح‬ ‫لليا�سمني حقوق يف منازلنا‬ ‫وقطة البيت تغفو حتى ترتاح‬ ‫طاحونة النب‪,‬جزء من طفولتنا‬ ‫فكيف نن�سى ؟ وعطر الهال فواح‬ ‫هنا جذوري ‪,‬هنا قلبي هنا لغتي‬ ‫فكيف �أو�ضح؟هل يف الع�شق �إي�ضاح؟‬

‫اخلال ��ة «�أم عم ��اد» ذك ��رى م ؤ�مل ��ة ع ��ن وه ��ذا ما دفع العائلة يومه ��ا لإر�سال القطة‬ ‫طفولته ��ا‪ ...‬ي ��وم مرت بالقف� ��ص اخل�شبي الأم �إىل �إحدى القرى البعيدة‪ ...‬واالهتمام‬ ‫ال ��ذي مت �إعداده يف منزلهم يومها لتلد فيه بال�صغار الباقني‪ ..‬بعيدين عنها‪.‬‬ ‫قطتهم �أوالدها‪.‬‬ ‫وتكررت امل�شاهد‪ ..‬وذات ال�س�ؤال‪� ...‬إال �أنه‬ ‫الأمل حلادث ��ة لي�س ��ت بعادي ��ة لكنها ح�سب يف إ�ح ��دى املرات كانت هن ��اك لديها �س�ؤال‬ ‫قوله ��ا‪ ..‬وهذه حقيقة‪ ...‬ت�ؤث ��ر يف ذهن �أي �أهم وجهته لأبيها‬ ‫طف ��ل �صغري مل يتجاوز اخلم�س �سنوات من ت ��رى‪ ..‬هل بعدما �أر�سلت ��م القطة الأم التي‬ ‫العمر‪ ...‬فقد �شاهدت ب�أم عينيها‪ ..‬القطة �أكلت ال�صغ�ي�ر �إىل القري ��ة‪ ...‬هل �سيتغري‬ ‫حالها‪ ..‬فتُح�س باخلط�أ الذي فعلته‪.‬‬ ‫التي ولدت ال�صغار‪ ....‬ت�أكل ال�صغار‪.‬‬

‫و�ص ��ارت كلم ��ا ر�أت حيوان ًا‪� ..‬س أ�ل ��ت �أباها �أجابها الأب‪:‬‬ ‫�أو �أمه ��ا ع ��ن ا�سمه ذلك احلي ��وان‪ ...‬فيما مهم ��ا بع ��دت‪ ..‬و�إىل �أين ذهب ��ت‪� ..‬سيبقى‬ ‫ل ال�شر�س‪� ...‬شر�س ًا‪ ..‬والقاتل قات ًال‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال الت ��ايل يكون‪ :‬هل اخل ��روف ي�أك أ‬ ‫«نزار قباين» �أوالده؟؟؟ هل احل�صان ي�أكل �أوالده؟؟‬ ‫تل ��ك كان ��ت ال�ص ��ورة الأخ�ي�رة و�أن ��ا �أرى‬ ‫ودائم ًا اجلواب كان بالنفي طبع ًا مع �إ�ضافة قات ًال‪ ...‬هارب ًا‪ ..‬مرتنح� � ًا‪ ..‬خائف ًا‪ ...‬لكنه‬ ‫ب� ��أمل وك�أنه ��ا حتك ��ي حكاية م ��ن حكايات للحالة القدمي ��ة التي �سكن ��ت عقلها‪� ...‬أن قبل ذلك‪ ...‬كان‪ ...‬حاكم ًا‬ ‫الث ��ورة ال�سوري ��ة‪ ...‬و�صف ��ت يل البارح ��ة القطة التي ر�أيته ��ا كانت حالة ا�ستثنائية‪..‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 32‬‬

‫هكذا‬ ‫أتخيل بشار‬ ‫األسد‪..‬‬ ‫نصف معتوه‬ ‫ووحش كامل‬

‫خا�ص ‪ /‬ورد الياقي‬ ‫عندما �أفكر بب�شار الأ�سد �صاحب كل هذا‬ ‫اخلراب‪ ،‬مبتكر الرباميل املتفجرة‪ ،‬قاتل‬ ‫الأطفال‪..‬‬ ‫عندما قر�أت يومياته يف جريدة الديار‬ ‫اللبنانية فتحت فمي‪ ،‬وتوقف قلبي عن‬ ‫اخلفقان للحظات‪ ..‬مل �أتخيل �أن ثمة �إن�سان‬ ‫طبيعي �أو عاقل ميكن �أن يكون كذلك كما‬ ‫روجت خمابراته‪..‬‬ ‫�أتخيل ب�شار الأ�سد‪� ..‬أتخيل �صورة يومه‪ ،‬من‬ ‫خالل كالم خمابراته‪� ،‬أطبائه النف�سيني‪..‬‬ ‫هكذا �أتخيل ب�شار اال�سد‪..‬‬ ‫وينو ‪...‬وينو‪...‬ام�سكوه لك ام�سكوه‪»....‬‬ ‫«مني هاد �سيدي قلي مني ‪»......‬‬ ‫هكذا ي�ستيقظ ب�شار الأ�سد كل �صباح وبفرك‬ ‫عيونه ب�شدة وي�صرخ على اجلميع ويبقى‬ ‫يردد لفرتة لي�ست بق�صرية «ام�سكوه‪....‬‬ ‫وينو»‪.‬‬ ‫وتبد�أ حفلة امل�ساج اليومية لي�ستطيع‬ ‫النهو�ض من فرا�شه «يال �سيدي هية �أزمة‬

‫وبتمر واهلل كلنا هيك منفيق على وينو وعلى‬ ‫قو�صو ب�سرعة‪, »....‬وعند تناول الفطور‬ ‫ال�صحي جد ًا للمحافظة عليه فاخلوف‬ ‫الكبري تلت�صق �أكتافه ببع�ض من �شدة‬ ‫نحله �أو �أال يجدوا �سرتة م�ضادة للر�صا�ص‬ ‫بحجمه املتناق�ص كل يوم ولكنه يبقى‬ ‫كامل فرتة الفطور وهو «�صافن ال�صفنة‬ ‫العجيبة» يكلموه وال يجيب ولكن �أذكى رجل‬ ‫من خمابراته الذي يعرف �سر كيفية �إنهاء‬ ‫هذه املعاناة وهي �ألعاب الفيديو «�سيدي‬ ‫البلي �ستي�شن جاهزة»‪ ,‬تنتهي مرحلة اللعب‬ ‫والريا�ضة اليومية حوايل ال�ساعة ‪ 12‬ظهر ًا‪.‬‬ ‫ي�س�أله م�ساعده �إذا كان يريد مراجعة‬ ‫التقارير اليومية للمغاوير ويبد�أ ات�صاله بهم‬ ‫«�شو �صار معكن ‪...‬ال �شو عم تقول ‪...‬وكم‬ ‫واحد قتلو ‪.....‬لعما طيب طيب وانتو �شو‬ ‫عملتو ‪ ......‬ما عم تقدروا ابعتلكن طيارة‬ ‫تدعمكن‪� ..‬إي طبعا ‪� ...‬شو مفكرين قليل‪...‬‬ ‫ما�شي رح خليهن يزتو كم برميل يال روح‬ ‫قتلي كم واحد ومن�شان اللي ماتوا من عنا‬ ‫‪..‬ممممم نام عال�سرية هلق لنالقي حل»‬ ‫فيتكلم يف نف�سه لكي ال ي�سمعه �أحد «انا �شو‬ ‫بفهمني باحلرب والقتال وما بعرف �شو ب�س‬


‫‪33 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫خل�ص �أح�سن حل الربميل عم يخت�صروا‬ ‫علي م�ساحات»‪.‬‬ ‫املالحظ هو �أن مرافقيه يبقون يديه‬ ‫من�شغلتني ب�شيء ما ليخفف من توتره‬ ‫فبحجة انه ال يحب الكتابة ي�أمر احد‬ ‫ليكتب عنه وهذا ما يخيب ظن �ضباطه‬ ‫فيه ويتعاملون معه على ناقل للأوامر لي�س‬ ‫�أكرث لأنه يف كل مرة ي�صدر �أمر يذكر لهم‬ ‫االرهابني او التكفريي او ما كان ي�سميهم‬ ‫«كذبنا الكذبة و�صدقناها و�صرنا نخاف‬ ‫منها كمان»‬ ‫هنا يطلب ا�سرتاحة للعلب مرة ثانية بعد‬ ‫�أن �أجهد عقله بالتفكري ويعود لنف�س اللعبة‬ ‫ولكنه مينع احد من م�شاركته وي�ضحك‬ ‫ب�صوت عال هذه املرة وك�أنه قد ربح �شيء‬ ‫مهم‪.‬‬ ‫�أما امل�شكلة هي عندما ت�صله وثائق املعركة‬

‫او التقارير اال�ستخباراتية وما يجري يف‬ ‫الأر�ض فيبد�أ هنا بق�ضم �أظافره ويتغري لون‬ ‫وجهه ويحاول ك�سر القلم الذي بيده ولكن‬ ‫ال ي�ستطيع «ميكن القلم �أ�صلي» وبالنهاية‬ ‫«بزت الوراق وبقول �أنا �شو فهمني بهي‬ ‫الق�ص�ص ‪...‬خل�ص ات�صرفو ‪..‬ات�صرفو»‬ ‫وتعود هنا نف�س حفلة امل�ساج ال�سابقة‪......‬‬ ‫وتبد�أ الن�صائح الطبية بانه يجب عليك يا‬ ‫�سيادة الرئي�س «الزم تروق وتربد �أع�صابك‬ ‫�شوي هيك كتري وما ب�صري من�شان‬ ‫�صحتك‪»..‬‬ ‫يتذكر فج�أة �أهم �شي بالن�سبة للحدود‬ ‫وين�سى ان �سوريا لها حدود مع دول غري‬ ‫�إ�سرائيل فيخربهم بان حدود اجلوالن يجب‬ ‫�أن تبقى هادئة «يعني ال�شباب وقفوا معنا‬ ‫وقفة �أخ وما بدي زعلن هلق واهلل ببهدولنا‬ ‫هلق»‪.‬‬

‫ما يفاج أ� الآن هو انه كما يقال طبيب‬ ‫وكان قد در�س يف بريطانيا فمن الطبيعي‬ ‫�أن يتكلم اللغة االنكليزية ولكن �أن يطلب‬ ‫ترجمة كل املقاالت وكل ما يقال عنه فهنا‬ ‫امل�شكلة «على قولتو انه يعتز باللغة العربية»‬ ‫ولكن يف كثري من الأحيان يحول الأوراق �إىل‬ ‫العاب ورقية «طيارة و�صاروخ ‪».....‬‬ ‫ويوم قام اجلي�ش احلر با�ستهداف الق�صر‬ ‫مل ي�ستطع املذكور �إال االنهيار نف�سيا ب�شكل‬ ‫كامل وبد أ� بالبكاء حتى �أنهم بقو يبحثون‬ ‫عنه بع�ض الوقت �إىل �أن وجدوه م�ستلقي‬ ‫حتت احد �أ�سرة ابناءه «�شو �صابو الق�صر‬ ‫يخرب بيتكن لك كيف و�صلو لهون ؟؟ كيف»‬ ‫يقرتب منه احد ال�شبيحة املقيمني عنده»‬ ‫قوم قوم �سيدي مو حلوة هيك خل�ص ما‬ ‫�صابونا ال تخاف»‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 34‬‬

‫البحث عن وليد مسعود في تل الزعتر‬ ‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬ ‫بع ��د خروجي م ��ن ال�سجن‪ ،‬خرجت للنا� ��س رواية (البحث عن ولي ��د م�سعود) جلربا‬ ‫ابراهي ��م جربا ‪ ،١٩٧٨‬اخلارج بدوره م ��ن فل�سطني قبل ذلك بثالثة عقود‪ .‬كان جربا‬ ‫يف روايت ��ه هذه يحاول مللمة �أ�شالء العربي املبع�ث�رة وو�ضعها يف �شخ�صية بطل روايته‬ ‫وليد م�سعود‪ ،‬وكانت الرواية يف �أحد وجوهها تعرب عني ف�أحببتها‪.‬‬


‫‪35 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫على اقام ��ة عالقة خا�ص ��ة بيننا متيزت‬ ‫باالحرتام العميق واملحبة‪.‬‬ ‫كن ��ا يف ال�سه ��رات البلي ��دة الت ��ي يتميز‬ ‫به ��ا اجلو الع�سك ��ري ن�شاه ��د التلفزيون‬ ‫ونتب ��ادل االحادي ��ث والق�ص� ��ص‪ ،‬وكنت‬ ‫بني فرتة واخرى اعود لرواية البحث عن‬ ‫وليد م�سعود حماوال متابعة بحثي عنه بني‬ ‫كلم ��ات ال�سطور وجثة املخي ��م امل�ستلقية‬ ‫حتت قدمي وحدتي الع�سكرية وقد كدت‬ ‫ان اتلم�س ه ��ذا ال�شهيد العربي اكرث من‬ ‫م ��رة‪ ،‬اال انني كن ��ت اكتم ذلك خوفا من‬ ‫نف ��اذ الوقت قب ��ل و�صول �ضاب ��ط االمن‬ ‫الذي كان يزورنا لتفق ��د افكارنا‪ ،‬فا�ضع‬ ‫الرواية جانبا اللعب برتية طاولة زهر مع‬ ‫اح ��د املجندين ال ��ذي كان بال�صدفة من‬ ‫بلدة تلبي�س ��ة‪ ،‬التي ال ت ��زال تقاوم بلحم‬ ‫ابنائها نظام اال�سد االبن القاتل االن‪.‬‬

‫رافقتن ��ي الرواي ��ة يف رحل ��ة خدمت ��ي‬ ‫الإلزامي ��ة‪ ،‬وقر�أته ��ا عل ��ى االق ��ل �أرب ��ع‬ ‫مرات‪ ،‬و�سجلت مالحظاتي على هوام�ش‬ ‫الكت ��اب‪ ،‬حتى انن ��ي مل �أعد أ�ج ��د مكانا‬ ‫فارغ ��ا ال�ضاف ��ة مالحظ ��ة جدي ��دة‪ .‬مل‬ ‫تقت�ص ��ر املالحظات عل ��ى الرواية‪ ،‬فقد‬ ‫حملته ��ا‪ ،‬على عادة املثقفني‪ ،‬كل همومي‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والثقافي ��ة حم ��اوال �إظه ��ار‬ ‫براعتي يف اال�ستنب ��اط و�إبراز ذكائي يف‬ ‫الغو�ص يف املعاين التي مل تكن‪ ،‬يف الواقع‪،‬‬ ‫موج ��ودة يف الرواي ��ة وامن ��ا يف ر�أ�سي انا‬ ‫فق ��ط‪ .‬كن ��ت متحم�س ��ا ان ا�ستعر�ض يف‬ ‫مق ��ايل النقدي عن الرواي ��ة كل معاريف‪،‬‬ ‫م ��ا يل ��زم منها وم ��ا ال يلزم‪ ،‬ف أ�ن ��ا االبن‬ ‫ال�شرع ��ي لثقاف ��ة مثقف ��ي ع�ص ��ري يف‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬الذي ��ن يفهم ��ون يف كل العلوم‪،‬‬ ‫ولك ��ن يف احلقيقة ال يفهم ��ون �شيئا‪ ،‬وقد‬ ‫برهن التاريخ ان ع�سكريا كحافظ اال�سد‬ ‫هو اذكى من اغلب مثقفي ذلك الزمان‪ ،‬بعد م�ض ��ي حوايل ال�شهري ��ن على وجود‬ ‫والدلي ��ل انه ا�ستطاع ت�سخريهم خلدمته قطعتن ��ا الع�سكرية يف بريوت‪ ،‬جاء دوري‬ ‫يف اج ��ازة ام�ضيه ��ا يف �سوريا‪ .‬عدت اىل‬ ‫وخدمة ابنه بعد موته‪..‬‬ ‫دم�شق الج ��د ان هناك حمل ��ة اعتقاالت‬ ‫ع ��ودة اىل الرواية الت ��ي رافقتني بحدود جدي ��دة �ض ��د الي�س ��ار واليم�ي�ن على حد‬ ‫ال�سن ��ة والن�صف‪ ،‬قب ��ل ح�صول احلادث �سواء‪ ،‬فقد مت اعتق ��ال االالف من خرية‬ ‫امل�أ�ساوي ال ��ذي اودى بحياتها ومب�شروع ال�شب ��اب املثقف من احل ��زب ال�شيوعي‪-‬‬ ‫مق ��ايل‪ ،‬فق ��د ا�ستق ��ر املق ��ام بقطعت ��ي املكتب ال�سيا�سي وحزب العمل ال�شيوعي‬ ‫الع�سكري ��ة يف الت�ل�ال املطل ��ة عل ��ى ت ��ل وجماع ��ة ‪� ٢٣‬شب ��اط و�شب ��اب االحزاب‬ ‫الزعرت اللبن ��اين‪ ،‬حيث قام نظام اال�سد الدينية وخا�صة املح�سوبني على االخوان‬ ‫وحلفا�ؤه بارتكاب املجزرة ال�شهرية بحق امل�سلم�ي�ن وح ��زب التحري ��ر والكثري من‬ ‫الفل�سطينيني‪ ،‬وتدم�ي�ر املخيم بالكامل‪ ،‬الفل�سطينيني‪ ،‬حتى يكاد االن�سان يظن ان‬ ‫على طريقة تدمري امل ��دن ال�سورية االن‪ .‬كل مثقفي �سوري ��ا ا�صبحوا يف ال�سجون‪.‬‬ ‫كن ��ت قائ ��د اجلماع ��ة االوىل يف �سري ��ة ع ��دت اىل تل الزع�ت�ر مهموما وم�شحونا‬ ‫الهاون ‪ ،١٦٠‬وكان معي يف اجلماعة �ستة برغبة كبرية يف كتابة مقايل عن الرواية‪.‬‬ ‫ع�ساك ��ر جمندين‪ ،‬اح�سنه ��م تعليما كان بحثت عن الكت ��اب يف كل مكان يف خيمة‬ ‫قد و�صل اىل ال�صف ال�ساد�س االبتدائي‪ ،‬اجلماعة فما وجدته‪� ،‬س�ألت اجلميع عنه‬ ‫وبع�ضهم مل يكن يعرف القراءة والكتابة فلم يقل يل احد كالم ��ا وا�ضحا‪ ،‬قطعت‬ ‫العربي ��ة وخا�ص ��ة ال�شب ��اب االك ��راد‪ .‬االم ��ل يف العث ��ور على الكت ��اب‪ ،‬وذهبت‬ ‫كن ��ت �سعي ��دا م ��ع عنا�ص ��ر اجلماع ��ة‪ ،‬بي الظنون اىل التفك�ي�ر مب�ؤامرة حاكها‬ ‫فه ��م يف غاية الطيب ��ة‪ ،‬ككل ابناء �سوريا �ضابط امن اللواء للح�صول على الرواية‬ ‫الكادح�ي�ن‪ .‬وكن ��ت ان ��ا‪ ،‬اخل ��ارج حديثا ومنع ��ي م ��ن امت ��ام م�شروع ��ي الثق ��ايف‬ ‫م ��ن ال�سجن ال�سيا�س ��ي‪ ،‬يف غاية االنتباه الكبري‪ .‬يف م�ساء ذلك اليوم جل�ست على‬ ‫واحلذر واللطف مع اجلميع‪ ،‬مما �ساعد تلة بعيدة قليال عن خيمة اجلماعة انظر‬

‫اىل املخي ��م املدم ��ر وب�ي�روت اجلريح ��ة‬ ‫ب�سالحها وطوائفها‪ ،‬قطع �سل�سلة افكاري‬ ‫الع�سك ��ري حم�شو‪ ،‬وهو من عفرين‪ ،‬ومن‬ ‫�ألطف خلق اهلل واقواهم عزمية وج�سدا‬ ‫يف ال�سري ��ة‪ ،‬قال وعين ��اه باجتاه االر�ض‪:‬‬ ‫ح�ضرة الرقيب اول اذا حكيت لك �شغلة‪،‬‬ ‫ما بتزعل؟ قلت ل ��ه‪ :‬انت تعرف انني قد‬ ‫ازعل من اجلميع اال منك‪ ،‬فماذا تريد؟‬ ‫قال‪ :‬اثن ��اء اجازتك‪ ،‬مر ي ��وم بارد هنا‪،‬‬ ‫وكن ��ت اقوم بنوبة حرا�سة الثالثة �صباحا‬ ‫فا�صب ��ت بحال ��ة م ��ن ال�ب�رد ال�شدي ��د‪،‬‬ ‫واح�س�س ��ت بحاج ��ة لك�أ� ��س م ��ن ال�شاي‪،‬‬ ‫فم اج ��د اال كتابك‪ ،‬الذي ظننت انك قد‬ ‫حفظت ��ه عن ظه ��ر قلب ومل تع ��د بحاجة‬ ‫ل ��ه‪ ،‬ف�أخذته و�أ�شعلت الن ��ار به‪ ،‬وو�ضعت‬ ‫ابري ��ق ال�شاي عليه‪ ،‬وهكذا �صنعت ك�أ�سا‬ ‫م ��ن ال�شاي الذي م ��دين ببع�ض الدفء‪.‬‬ ‫�ساحمني ح�ض ��رة الرقيب اول‪ ،‬من �شان‬ ‫اهلل‪ .‬انتابتني حالة من الغ�ضب ال�شديد‪،‬‬ ‫ولك ��ن كتمت غيظ ��ي‪ ،‬وقلت ل ��ه‪ :‬معلي�ش‬ ‫هذه امل ��رة‪ ،‬ولك ��ن يف مرة قادم ��ة ا�س�أل‬ ‫على االقل م ��ن يعرف الق ��راءة والكتابة‬ ‫قب ��ل ا�شعال النار يف اي كتاب‪ ،‬فقد يكون‬ ‫مهما‪.‬‬ ‫بع ��د قليل‪ ،‬وق ��د اكت�شف ��ت ان احلق علي‬ ‫النني مل ا�ستطع ان اقدر و�ضع املجندين‪،‬‬ ‫ومل احف ��ظ �أغرا�ضي كم ��ا يجب‪ ،‬ذهبت‬ ‫اىل حم�شو وطلبت منه ان يقدم يل كا�سا‬ ‫من ال�ش ��اي ثمن الكتاب ال ��ذي احرقناه‬ ‫معا‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 36‬‬

‫رسائل من بريد الريح ‪..‬‬ ‫خا�ص ‪� /‬أراكة عبد العزيز‬ ‫م ��ن حتت الغبار املتك ّوم بفع ��ل القذائف ‪ ،‬نف�ضت دفرتها ‪ ..‬ومن‬ ‫�أكوام ال�شوق عبث ًا حاولت نف�ض قلبها ‪ ..‬فكتبت له‪: ‬‬ ‫قمر مكتمل ‪..‬‬ ‫�إىل الذي خب�أين يف عيني ٍ‬ ‫�إىل ال ��ذي عاك�س �أم ��واج الكون كي ي�سب ��ح باجتاهي ‪ ..‬وحمل يل‬ ‫يت�سع �إال كالنا ‪ ..‬ومل يبت ِغ غري هذا ‪..‬‬ ‫قارب حيا ٍة ال ّ‬ ‫�إىل ال ��ذي يطرد النوم م ��ن عينيه ‪ ..‬كي �أغفو فيهم ��ا ‪ ..‬وي�أتيني‬ ‫حام ًال كلتا راحتيه ‪ ..‬يو�شو�ش يل‪ : ‬مثل هذه الراحتني قلبي هكذا‬ ‫نخلتك‬ ‫أوجاعك هنا ‪� ..‬أنا‬ ‫يرجتيك‪� : ‬ص ّبي كل �‬ ‫‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫عليك‬ ‫ي�ساقط ِ‬ ‫ح�ي�ن تتعبك احلياة ‪ ..‬فق ��ط اتكئي على كتف ��ي ‪ّ ..‬‬ ‫الر�ضا واالطمئنان ‪ ..‬و�أنا و�سادتك ‪ ،‬خبئي دموع الليل يف �صدري‬ ‫‪ ..‬وال تبكي ‪..‬‬ ‫و�أنا العا�شق �إذ يرك�ض يف املدى الأخ�ضر املمت ّد �إىل الال نهاية يف‬ ‫كعينيك ‪!..‬‬ ‫عينني �ساحرتني‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�إىل ال ��ذي ال ُ‬ ‫ت�شرق �شم�س �أيام ��ي �إال ب�صوته ‪ ..‬وال يبت ّل القلب �إال‬ ‫بغنائه‪ : ‬يغ ّني يل‪ : ‬حب ّيتك “و” ن�سيت النوم‪! ‬‬ ‫كنت‬ ‫�إىل ال ��ذي يفرك ذاكرتي مبل ��ح �صوته ‪ ..‬ف�أقول له‪ : ‬فقط لو َ‬ ‫هنا ‪!..‬‬ ‫كي ��ف يل �أن �أحم ��و وج ��ع امل�ساف ��ات بينن ��ا ‪ ..‬كي ��ف يل �أن �أكون‬ ‫�شريانك �إذ تهتّك على حني ر�صا�صة‪! ‬‬ ‫كيف يل �أن �أكون َ‬ ‫قلت يل �أحبك ‪!..‬‬ ‫دمك لأكون نقي ًة ك ّلما َ‬ ‫كي ��ف يل �أن �أكون �صوتك لأنف�ض َ‬ ‫عنك غبار كل الأوجاع ‪ ..‬و�أعود‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫بك �إىل زمن ال�صوت النقي �إذ يقول يل‪� : ‬أهال ‪!..‬‬ ‫كي ��ف �أك ��ون ر�صا�ص البندقي ��ة ‪ ..‬ف�أخطف قلب غ � َ‬ ‫ّ‬ ‫ويتنزل‬ ‫�ادرك‬ ‫عليك الن�صر‬ ‫ع ّلمني يا �سيدي ‪ ..‬كيف �أغ ّلف قلبي و�أبعثه لأكون �ضماد جراحك‬ ‫�إذا غدر َ‬ ‫بك الغادرون ‪!..‬‬ ‫فقط قل يا �سيد اخلافق ‪ ..‬واخلافق ال يعرف �إالك ‪ ..‬كيف �أ�صري‬ ‫مثلك ‪ ..‬ف�أقطف اليا�سمني من جراحي ‪..‬‬ ‫و�أجع ��ل من �ساحات الوجع املحموم ب ��ه ج�سدي ‪� ..‬ساحات عطاء‬ ‫ُّ‬ ‫يحط عليها َح َمام الكون ‪!..‬‬ ‫وهاك قلبي ام�سح به جرحك ‪َ ..‬‬ ‫ع ّلمني يا �سيدي ‪َ ..‬‬ ‫وهاك �صوتي‬ ‫يطبطب على وجعك ‪..‬‬ ‫وع ��د يل يا �سي ��د اخلافق ‪ ..‬ع ��د يل ‪َ ..‬‬ ‫يدك �ضمادت ��ي و امل�سافة‬ ‫جرح ‪..‬‬ ‫غلف ��ت املظروف بقلبها ‪ ..‬و�أودعته بريد الريح ‪ ..‬وحده ال يخطئ‬ ‫طريق القلوب ‪!..‬‬


‫‪37 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫«عادات صباحية»‬

‫خا�ص ‪ /‬ن�ضال ا�سكيف‬ ‫ُ‬ ‫كل الوحيدين وقبل‬ ‫ي�ستيقظ �صباح ًا كعاد ِة ِ‬ ‫�أن ي ْف ُر َك َعينيه و َ‬ ‫يغ�سل وجه ُه‬ ‫َي ُ‬ ‫بول على هذا املوقف‪..‬‬ ‫ه ��ي دائم� � ٌة وال تنتهي ي�سم� � ُع َعنينها جيد ًا‬ ‫هدي ��ر الطائ ��رة املقاتلة ‪ -‬ي ��رى املوقف‬‫بو�ضوح‬ ‫فيبول عليه بدون �أدنى تردد‪.‬‬ ‫�سح ��اب ِبنطال ِه‬ ‫بعد �أن ينته ��ى من ِ‬ ‫�سحب َّ‬ ‫ليغ�س َل �آثا َر احللم على وجهه ‪.‬‬ ‫مي�ضى ُ‬ ‫بقلي ��ل م ��ن اجله ��د وبان�سيابي ��ة معه ��ودة‬ ‫يحلم ‪ -‬واهلل �أعلم ‪ -‬ب�إحدى تلك املذيعات‬ ‫اجلميالت‬ ‫مذيعة الن�شرة اجلوية غالب ًا‪..‬‬ ‫يفت � ُ�ح الراديو لي�سم َع ف�ي�روز ال زالت ت�س�أل‬ ‫ذاك ال�س�ؤال الأبدي «وينن»‬ ‫يجيب ب�سخرية بـ «جيبي»‬ ‫ُ‬ ‫يغلق الراديو بكمامةَ‬ ‫ي�ضح � ُ�ك عل ��ى دعابت� � ِه و ي�شع � ُ�ل �سيجارة‬ ‫انت�صاره على التكنولوجيا ‪..‬‬ ‫يفت ��ح التلفاز لي�شاه ��د الطائرة التي حتلق‬ ‫بنقل مبا�شر ‪..‬تعجب ُه الفكرة‬ ‫فوق بيته ٍ‬ ‫يلوح بكلتا اليدين‬ ‫يرك�ض حافيا باجتاهها و ُ‬ ‫�أحب � ِ�ك ‪..‬واهلل ا�س� ��أيل جمي ��ع االح�ل�ام و‬ ‫اجلريان‬ ‫و جميع علب املحارم‬ ‫�أحبك يا جميلتي‬ ‫الطائرة كعادتها جتيب دعوة الداعي‬ ‫« بوووم»‬ ‫يختفي بعد �أقل من ثانية‬ ‫تنتب ��ه املذيع ��ة ان �شاب ًا من قرب ٍة م ��ا يتَب َّو ُل‬ ‫املوقف كل �صباح‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫تنتب ُه �أي�ضا �أنه يحبها حتى املوت‬ ‫تبت�سم قبل ان تذيع الن�شرة‬ ‫و تقر أ� له الفاحتة‪.‬‬


‫‪issue 38 / dec 7th 38‬‬

‫‪Mikhael Saad‬‬

‫نحن قوم ال تو�سط بيننا‪ ،‬ف�إما رئي�س اىل االبد او رئي�س كل يوم‬

‫‪Silva Kourieh‬‬

‫يف �سراقب مت �إن�شاء ما �أ�سموه منتدى الثقافة‬ ‫هن ��اك يف �إحدى املقاهي ميك ��ن للزبون �أن ي�شرب القهوة �أو ال�شاي بن�صف الثمن‪ ..‬فقط يف حال ترافق‬ ‫طلبه مع طلب كـتـاب ما من مكتبة املنتدى‪..‬و�سيدفع الثمن كام ًال بدونه‪.‬‬ ‫ل�سراقب الإبداع قبلة على جبني �أبنائها‬ ‫‪Omar Haddad‬‬

‫�سوريا التي �س�أموت من �أجلها كاملو�سيقى ال تكتمل دون �أن ت�ضم الكرد يف مقاماتها‬

‫‪Radwan Ziadeh‬‬

‫يختل ��ق الغ ��رب �ضج ��ة حول الأ�سلح ��ة الكيماوية لدى نظ ��ام اال�سد وك أ�ن ��ه يظهر لل�سوري�ي�ن �أننا نكرتث‬ ‫للأرقام من قتالكم ال ملعاناتكم و�آالمكم و�ضحاياكم ودموعكم‬ ‫‪Molham Aldrobi‬‬

‫نرحب بكل املن�شقني عن نظام االجرام‪ ،‬ونقول ملن مل ين�شق بعد �إن النداء االخري قيد االعداد فانقذوا‬ ‫انف�سكم‪ ،‬انف�ضوا عن ب�شار وانق�ضوا عليه فلي�س له بقاء باذن اهلل‪.‬‬

‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫قول ��وا لب ��ان كيمون ‪ ..‬وهيالري كلينت ��ون ‪ ..‬وباقي القلقِني الدولي�ي�ن ‪َّ � ..‬إن �آالف ال�شهداء الذين تناثرت‬ ‫�أ�شال�ؤهم ‪ ..‬ومل ينالوا ترف الدفن بجثة كاملة ‪ ..‬كانوا يتمنون لو �أنهم ماتوا بال�سالح الكيماوي‪!..‬‬

‫‪Bassam Ballan‬‬

‫الكيم ��اوي ‪ ..‬وجبه ��ة الن�صرة‪« ..‬من�صت ��ا ال�صواريخ الأمريكية» على �سورية لتدم�ي�ر اجنازات الثورة‪..‬‬ ‫و�إن غذا لناظره قريب‪..‬‬

‫‪Bassam Haddad‬‬

‫خوف�أ من وقوع ال�سالح الكيمياوي ب�أيد غري �أمينة ‪...‬‬ ‫ت�ستع ��د القوات الأمريكية و حلفاءه ��ا للتدخل ال�سريع بتحريك حتملة الطائ ��رات على متنها ‪ 8000‬من‬ ‫ق ��وات التدخل ال�سريع‪ .‬لل�سيطرة على املواقع التي تخزن فيها ع�صابات الأ�سد ال�سالح الكيمياوي خوف أ�‬ ‫من �أن تقع ب�أيدي اجلي�ش ال�سوري احلر ‪..‬‬ ‫‪Eman Jansiz‬‬

‫ملا كان يطلع برنامج خربين ياطري‪ ..‬كنت �أ�ستغرب �أنو معقول عامل ا�ضيع بع�ضها بهالزمن‪..‬‬ ‫كتري من �أهلي ‪ ..‬بريبط بيني وبينن هلأ رقم تلفون ب�س‪ ..‬جمرد تنقطع االت�صاالت‪ ..‬بينقطع التوا�صل‪..‬‬ ‫كتار منن مابعرف وينن‪� ..‬صار عندي و�سوا�س الي�ضيع هالرقم‪..‬و�ضيعن‪..‬‬ ‫وخربين ياطري عن �أغلى احلبايب‪..‬‬


‫‪39 issue 39 / dec. 7th‬‬ ‫‪39 issue 39 / dec. 7th‬‬

‫ندم ‪...‬‬

‫شــروي غــروي‬ ‫�أنـا بـحــكـي �شــروي غــروي‪ ..‬وبــدي حــريــة‬

‫�شعار قناة ال�سودان الف�ضائية ‪ ...‬اخلرب ‪� ..‬سنة وقوعه ‪.......‬؟؟؟؟؟؟‬ ‫مفاو�ض ��ات ب�ش ��ار الأ�سد للج ��وء اىل فنزويال وا�صلة عل ��ى مراحلها الأخرية والعقب ��ة الوحيدة هي‬ ‫�سرع ��ة االنرتنيت هو يريد ‪ 8‬جيجا وهم الي�ستطيعوا �أن يقدموا �أكرث من ‪ 1‬جيجا ‪ ...‬يف الت�سريبات‬ ‫�أن �شهرزاد وعدته بفيديوهات بدال» من ال�صور �إن هو قبل مببادرة التنحي‬ ‫بعد خام�س لفة على (باريكينغ ) فا�ضي بتطلع بتالقي موقف املعاقني فا�ضي خطريل وب�شكل جدي‬ ‫�أن اجم ��ع تواقيع جمي ��ع ال�سوريني ممن هم من جي ��ل احلركة الت�صحيحي ��ة (‪ )1980-1970‬على‬ ‫عري�ضة نقدمها اىل حكومة دبي العتبارنا من �ضمن املعاقني (نف�سيا) ‪ ...‬يعني �إنف�صام �شخ�صية‬ ‫�أ�ضعف الإميان‬ ‫ميك ��ن �أكذب ما يح�صل عالفي�س بوك تعليق ��ات ال�صديقات على تغيري �صورة الربوفايل اجلديدة ‪:‬‬ ‫ل انا �صدقت �شوفوا غريي‬ ‫ما�شاء اهلل �شو هاحللو بتجنني ‪ ...‬ه أ‬ ‫عااااااااااااااااااج ��ل ‪ :‬النظام بد أ� يوزع لأتباعه واقيات ماركة ‪ Durex :‬تلب�س يف الر�أ�س للوقاية‬ ‫من الأ�سلحة الكيماوية‬ ‫حم�صي عم تتغزل فيه مرتو‪� :‬أنت بطل �شجاع وفار�س الفر�سان و�أقوى رجل بالعامل‪،‬‬ ‫كرب را�سه وقلها‪ :‬بتعريف �إين كنت �شهيد مبعركة بابا عمرو !!!‬ ‫ليه �سيادة الرئي�س ب�شار ماعندو ح�ساب تويرت‬ ‫لأنو ثيادة الرئي�س‪ ..............‬يقاقي ‪ .......‬ما بغرد‬ ‫عااااااااااااااااجل ‪ :‬من داخل مطار دم�شق الدويل ‪ ..‬خل�صت املعجونة وبل�ش الدهان‬ ‫�سان ��ا ‪ :‬ع ��ودة االت�صاالت بعد انته ��اء ور�شة اال�صالح ��ات ‪ ...‬م�شان هيك النت ج ��اي ب�س ‪ 1‬جيجا‬ ‫لنخل�ص �أول ‪ 1000‬كيلو روداج‬ ‫ق�سما» باهلل الزملة حمتار وتايه مانو عرفان حاله هرب وال انقتل‬

‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫ بتع ��رف �أنا عمري م ��ا ندمت على �شي‬‫عملتو بحياتي‬ ‫ب�س �أنا ندمان على كتري �أمور‪-...‬‬ ‫ روح ول ��و لي�ش الن ��دم‪ ،‬هادا ا�سمو ي�أ�س‬‫‪ .‬بعدي ��ن اذا ندم ��ت م ��ا رح يتغ�ي�ر �ش ��ي‬ ‫فالأح�سن انو ماتندم‬ ‫ و ل ��ك �شو بايدي‪ ،‬ندم ��ان و كل ما طلع‬‫عل ��ى حيات ��ي و اتذك ��ر ‪ ....‬بح� ��س باين‬ ‫غلطت كتري و بح�س بالندم‬ ‫ و ل ��ك دخلك على �شو بدك تندم‪ ،‬الزم‬‫كل حلظ ��ة تك ��ون عندك حلظ ��ة البداية‬ ‫للأح�س ��ن‪ .‬و الندم �شع ��ار الفا�شل‪ ،‬ليك‬ ‫هي �أنا مروق ومب�سوط و مو ندمان‬ ‫ ميكن ما عندك �شي تندم عليه‬‫ لأ في ��ه ب�س �أنا بطن� ��ش و اموري بعدين‬‫ظبط ��ت و م ��ا بيهمن ��ي ‪...‬بعدي ��ن ان ��ت‬ ‫دخلك على �شو ندمان‬ ‫ بالظبط م ��ا بح�سن قلك ‪ ..‬ب�س مدري‬‫لي�ش كل ما �شوفك او ا�سمع �صوتك بح�س‬ ‫بن ��دم فظيع ‪...‬كتري ‪..‬يعن ��ي قد ما بدك‬ ‫ندم ‪..‬ندم حياتي‬


issue 38 / dec 7th 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.