العدد ٤٠ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 40 / dec. 12th

th

issue 40 / Dec 12 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 40 / dec 12th‬‬

‫‪40dec‬‬ ‫‪12‬‬

‫إﻟﻰ ﺳﻌﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺎ أﻣﺮاء اﳊﺮب‬ ‫ﺣﻠﺐ‪» ..‬ﻟﻴﺲ ﺑﺎﳋﺒﺰ وﺣﺪﻩ ﻳﺤﻴﺎ اﻹﻧﺴﺎن«‬ ‫اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺪﻋﻮا إﻟﻰ ﻃﺎوﻟﺔ »اﳊﻤﺎر«‬ ‫ﻣﻌﺎذ اﳋﻄﻴﺐ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﳌﻤﻴﺘﺔ‬ ‫اﻧﺴﺤﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻘﺴﻤﻬﺎ ﳉﻨﺎﺣﲔ‬ ‫ﺟﻬﺎد ﻣﻘﺪﺳﻲ ﻃﻠﻊ ﺣﺮاﻣﻲ‬ ‫واﻷﻗﻠﻴﺎت‬ ‫أﺳﺌﻠﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺟﻮاﺑﺎً‪ :‬اﳉﻴﺶ اﳊﺮ‬ ‫َّ‬ ‫ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻹدارة اﶈﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﲔ اﻟﺘﻄﻮع واﻟﺘﺴﻠﻖ‬ ‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ‪ ..‬وﺟﺮاﺋﻢ اﻹﺑﺎدة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3

issue 40 / dec. 12th


‫‪4‬‬

‫‪issue 40 / dec 12th‬‬

‫مسما‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ية‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫‪40‬‬

‫ر إعالم‬ ‫ي‬ ‫«‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ر السن ف‬

‫ي هي‬

‫ئة التن‬ ‫سيق اإلعالمية»‬

‫متالزمة «كبار ال�سن»‬ ‫ً‬ ‫كرث الكالم حينا عن هيئة التن�سيق‪ ،‬وكبار املعار�ضة ال�سورية ُ‬ ‫«عمر ًا» وكان �إلقاء ال�ضوء‬ ‫على ايديولوجي‬ ‫احلرية والكرامةاتهم املتعفنة مع مرور الظالم ال�سيا�سي‪ ،‬وقد فاحت رائحتها يف ثورة‬ ‫لل�شعب ال�سوري‪.‬‬ ‫امل�شكلة اليوم هي‬ ‫الأم�س‪ ،‬كبار ال تلك العدوى التي طاملا �شكى وي�شكي منها بع�ض �شباب اليوم‪ ،‬من «�شباب‬ ‫لتطال �أخرى «�إعيوم»؛ فمتالزمة «كبار ال�سن» انتقلت عدواها من �أطراف وهيئات �سيا�سية‬ ‫المية»‬ ‫فالإعالم الذي‬ ‫يتم تنظيمه ب من املفرو�ض �أن يكون على قدم و�ساق يف الثورة ال�سورية‪ ،‬حتى اليوم مل‬ ‫ال�سورية‪ ،‬ومتيز�شكل احرتايف على الرغم من مرور ما يقارب ال�سنتني من انطالق الثورة‬ ‫�صحافة املواطن عن �صحافة «املهنة» على الأقل بني ال�سوريني‪.‬‬ ‫رابطة ال�صفحيني‬ ‫حاولت الإن�ضمام الأحرار �أو «هيئة التن�سيق الإعالمية» كما يحلو يل �أن �أ�سميها بعد �أن‬ ‫وذلك لعدم جه لهم‪ ،‬لأكرث من ثمان �شهور‪ ،‬ومل ي�أت الرد �سوى من ب�ضعة �أيام بالرف�ض‬ ‫ال�صحفي ليك�سبوزية نظامهم الداخلي الذي مينع انت�ساب �صحفي مل ميتهن العمل‬ ‫حتت �سقف واحد‪.‬لقمة العي�ش‪ ،‬وبذلك تنكر �صفة احتواءها جلميع ال�صحفيني ال�سوريني‬ ‫وهنا نتوجه بعدة �أ�سئلة لـ «رابطة ال�صحفيني ال�سوريني الأحرار»‬ ‫هل متكنت من �ضبط �إيقاع الإعالم ال�سوري‪ ،‬و�شكلت وثيقة جامعة ل إ‬ ‫لعالم ال�سوري؟‬ ‫وهل متكنت ب�‬ ‫وتطوير مهاراتضمها لفطاحل ال�ص ًحافة ال�سوري من دعم ال�شباب النا�شطني على الأو�ض‬ ‫النا�شطني �إعالميا «نظري ًا على الأقل» مبا �أنها مل تقدم �أي دعم تقني؟!‬ ‫رابطة ال�صح‬ ‫فيني الأحرار حتى اليوم‪ ،‬اكتفت ب إ��صدار بع�ض البيانات املنددة وامل�ستنكرة‬ ‫والقلقة من الإنته‬ ‫ولكنها مل تقم اكات بحق ال�صحفيني يف ظل التعتيم الإعالمي التي فر�ضه النظام‪،‬‬ ‫حتى اليوم بدعمهم ال ميداني ًا وال حتى نظري ًا‪.‬‬ ‫أ��سئلة كثرية تدور‬ ‫الكثري من ال�ضب يف الأذهان فمن انعدام لتوجيه امل�صطلحات ال�سيا�سية التي ت�سودها‬ ‫بالتحري�ض الطاابية‪ ،‬لعدم توا�صلها مع امل�ؤ�س�سات الإعالمية والقنوات التي ترتكب �أخطاء‬ ‫جانب طيف واحدئفي‪� ،‬أو حتى تلك التي تقف �إىل جانب النظام‪� ،‬أو تلك التي تقف �إىل‬ ‫من أ�طياف املعار�ضة!‬ ‫ال جمال ملزيد من‬ ‫ً‬ ‫لمور‪ ،‬الأ�سئلة‪ ،‬وال �أمل �أي�ضا لأجوبة مقنعة مامل يغري «كبار ال�سن» الإعالميني‬ ‫نظرتهم ل أ‬ ‫الإعالمي «ب�شكل وطريقة تفاعلهم وتعاطيهم مع جيل ال�شباب «ب�شكل عام» وال�شباب‬ ‫التاريخ‪ ..‬والإع خا�ص» و�إال فم�صريهم‪ ،‬كما هيئة التن�سيق «ال�سيا�سية» �إىل هام�ش‬ ‫الم‪� .‬أ�شده‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 40 / dec. 12th‬‬

‫‪5‬‬

‫إلى سعة الدنيا يا أمراء احلرب‬ ‫�إذا حكى ال�شعب ‪..‬‬ ‫احلكومة ت�سد بوزها‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو ّ‬

‫وبي �أم دبليو ومري�سيد�س) ‪!! ..‬‬ ‫يقول النا�شطون (ان اجلي�ش احلر‬ ‫اغتنمها) من كالب النظام ‪!! ..‬‬ ‫وهنا مكمن اخلطورة‪ ،‬البع�ض حول �سوريا‬ ‫�إىل غنيمة له‪ ،‬فكلما ا�ستهوت نف�سه �أمر ًا‬ ‫ذهب بقوة ال�سالح و�سرقه و�أدخله حتت‬ ‫بند (غنيمة) وب�أي حق توزع الغنائم على‬ ‫اجلند فقط !! وب�أي حق توزع الغنائم يف‬ ‫منت�صف املعارك ‪ !! ..‬هل �سوريا �أ�صبحت‬ ‫غنيمة للجي�ش احلر يحق له ا�ستخدام ما‬ ‫�سلبه �أفراد النظام من ال�شعب على مبد أ� ‪:‬‬ ‫ال�سارق من ال�سارق كالوارث من �أبيه ‪!! ...‬‬ ‫�ألي�ست الأموال امل�سروقة هي حق لل�شعب ال‬ ‫يجوز امل�سا�س بها ‪!! ..‬‬ ‫عمليات اخلطف للبنانيني وااليرانيني ‪..‬‬ ‫كلفت املناطق التي خطفوا بها الكثري من‬ ‫ال�شهداء‪ ،‬على �أي �أ�سا�س يقوم اجلي�ش احلر‬ ‫ب�إخفاء م�صري ه�ؤالء �أو التفاو�ض على املال‬ ‫من �أجل �إطالق �سراحهم ‪!! ..‬‬

‫حلب املحررة ‪ ..‬وغريها من املناطق التي‬ ‫حررها اجلي�ش احلر تعي�ش يف حالة توهان‬ ‫وكما ي�صفها �أحدهم (تعي�ش يف مكان ما على‬ ‫كوكب املريخ) ال م�ساعدات حقيقية ت�صل‬ ‫لل�سكان هنالك واالعمال معطلة واملوارد‬ ‫متوقفة �إال من رحم ربي‪ ،‬تدار غالبية هذه‬ ‫املناطق عن طريق اجلي�ش احلر الذي اليوم‬ ‫هو ال�سلطة العليا ‪ ،‬لكن الكثري من الفو�ضى‬ ‫واالهمال تعم ب�سبب وح�شية النظام‬ ‫و�صعوبة ت�سيري �أمور احلياة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫عدم وجود �شخ�صيات قادرة على الإدارة ‪..‬‬ ‫�أي�ض ًا اال من رحم ربي‪ ،‬ونوجه ندائنا �إىل‬ ‫املجل�س الوطني والإئتالف الوطني ب�ضرورة‬ ‫رفد هذه املناطق ب�شخ�صيات منه مهمتها‬ ‫امل�ساعدة على �إدارة الأمور ريثما يكتمل تلك الت�صرفات التي حت�صل من بع�ض‬ ‫حترير البلد‪ ،‬فاجلي�ش احلر لي�ست لديه كتائب اجلي�ش احلر التي باال�سا�س يقال‬ ‫القدرة خلو�ض املعارك بالتوازي مع �شكاوي انها مل حتارب بل اكتفت بالغنائم ‪ ..‬ت�سيء‬ ‫عامة النا�س ‪..‬‬ ‫هذه الفو�ضى (الطبيعية) ي�ستفيد منها‬ ‫�أ�صحاب النفو�س الدنيئة‪� ،‬إن كان من‬ ‫اجلي�ش احلر �أو من التجار �أو غريهم ‪،‬‬ ‫فالبع�ض حول املناطق التي قام حتريرها‬ ‫�إىل اقطاعيات له ون�صب نف�سه �أمري ًا‬ ‫عليها‪ ،‬هو من يتحكم بها وهو امل�سيطر‬ ‫وهو من يحمل ال�سالح‪ ،‬قرات خرب ًا من‬ ‫�إحدى التن�سيقيات �أن (جمموعة) حم�سوبة‬ ‫على اجلي�ش احلر اطلقت النار يف الهواء‬ ‫لتفريق مظاهرة خرجت �ضدهم يف حلب‬ ‫ب�سبب ت�صرفات بع�ض عنا�صر هذه الكتيبة‬ ‫ال�سيئة‪ ،‬حتى �أنهم اعتقلوا �أحد النا�شطني!!!‬ ‫و�أي�ض ًا هنالك بع�ض الكتائب مترت�ست يف‬ ‫منطقتها ورف�ضت امل�شاركة ب�أي معركة‬ ‫والتهت بتعداد الغنائم وتوزيعها ‪!! ..‬‬ ‫و�أي�ض ًا يوجد بع�ض قادة الكتائب ممن‬ ‫�أ�صبح لديه �سيارات فاخرة من (رجن روفر‬

‫كثري ًا �إىل �شعببية اجلي�ش احلر نف�سه �أكرث‬ ‫من ا�سائتها لل�شعب ‪.‬‬ ‫جل ما نطلبه اليوم من القيادة اجلديدة‬ ‫للجي�ش احلر �أن تعلن �أن �أموال ال�شعب‬ ‫امل�سروقة من �أفراد النظام هي حرام على‬ ‫اجلي�ش احلر وهي من حق ال�شعب ال يجوز‬ ‫امل�سا�س بها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل و�ضع حد نهائي‬ ‫�إىل مهازل بع�ض الكتائب املح�سوبة عليه‬ ‫التي امتهنت ال�سرقة اكرث من اجلهاد ‪!!...‬‬ ‫�أختم الكالم بو�صية �سيدنا عمر بن‬ ‫اخلطاب حول احلروب ‪:‬‬ ‫�أعظم الن�صر ما قلت كلفته من دم الفريقني‬ ‫فلي�ست الغاية �أن ندفع امل�سلمني �إىل الهلكة‬ ‫وال �أن نبط�ش جبارين يف الأر�ض‪ ،‬ف�إنا �إن‬ ‫غلبنا بذلك فليدخل النا�س يف �أمرنا �إال على‬ ‫دخنن يف النفو�س ‪ ،‬وعلى حقد مقيم ‪ ،‬فال‬ ‫ي�ستقيمون لنا �أبد ًا ‪.‬‬ ‫و�إمنا خرجنا بدعوة الإ�سالم لنخرج‬ ‫العباد من �ضيق الدنيا �إىل �سعة الدنيا ‪....‬‬ ‫والآخرة ‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 40 / dec 12th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬يا�سمني احلوراين‬ ‫تقع طف�س يف منطقة من الأكرث خ�صوبة‬ ‫يف �سورية �ضمن �سهل حوران ال�شهري‪،‬‬ ‫وقد �أطلق عليها ا�سم «�سلة الغالل» لوفرة‬ ‫حما�صيلها‪ ،‬تبعد عن مركز مدينة درعا‬ ‫حوايل ‪ 13‬كم �إىل ال�شمال الغربي على‬ ‫ال�ضفة ال�شرقية لوادي الهرير‪ ،‬وجنوب‬ ‫العا�صمة دم�شق حوايل ‪ 100‬كم‪ ،‬بني مدينة‬ ‫داعل �شرق ًا ومزيريب غرب ًا‪.‬‬ ‫تعترب طف�س رمز ًا للحب والع�شق بداللة‬ ‫الأغنية ال�شعبية‪« :‬حبل الع�شق ممدود من‬ ‫هون لطف�س عرو�ستك يا الغايل حمامة‬ ‫بقف�ص‪ -‬و�آين �شو طالع بيدي‪ ..‬غري الع�شق‬ ‫يا �سيدي‪ -‬طول ما جانا‪ ..‬زعالنة جومانة»‪.‬‬ ‫ُ�سكنت يف القرن الثاين قبل امليالد على �أقل‬ ‫تقدير �أي يف الفرتة الهلن�ستية (اليونانية‬ ‫ال�شرقية)‪ ،‬وامتد ال�سكن يف الع�صر‬ ‫البيزنطي وال تزال �شواهده قائمة حتى‬ ‫الآن حيث �أ�شكال ال�صليب الغائر ال�صغري‬ ‫احلجم من املرحلة الأوىل والنافر الكبري‬ ‫احلجم من املرحلة املت�أخرة يف القرنني‬ ‫اخلام�س وال�ساد�س امليالديني‪ ،‬كما يوجد‬ ‫العديد من بقايا الأبنية التي �ش ِّيدت يف تلك‬ ‫الع�صور �إ�ضافة �إىل مدافن قدمية‪.‬‬

‫بروفايل مدينة‬

‫طفس‪ ،،‬سلة سوريا‬

‫اهل املدينة قد تركوا ارا�ضيهم من دون وق�صف امل�ست�شفى عدة مرات والنق�ص‬ ‫زراعة واثروا النجاة ب�أرواحهم ب�سبب ال�شديد يف املواد الطبية والعالجية‪.‬‬ ‫الق�صف ال�شديد الذي ال يكاد يوم ينقطع‬ ‫قدّمت طف�س ‪� ٢١٨‬شهيد من �أبنائها حتى‬ ‫عنهم ‪,‬وعدم قدرتهم على مزاولة اعمالهم َ‬ ‫وت�صريف منتجاتهم ‪,‬بالإ�ضافة �إىل تاريخ �إعداد هذا التقرير كان �أ ّولهم ال�شهيد‬ ‫النق�ص ال�شديد يف املواد الغذائية ونق�ص «علي �أحمد الروا�شدة» وال�شهيد «كمال‬ ‫ت�شتهر بزراعاتها ال�صيفية وال�شتوية‪ ،‬الغاز وو�سائل التدفئة‪ ,‬و�إحراق ال�صيدليات بردان» اللذان ارتقيا بر�صا�ص قوات الأمن ‪.‬‬ ‫و�أكرثها «البندورة» التي تع ّد رمز ًا لها‬ ‫وذلك لكرثة امل�ساحات ال�شا�سعة املزروعة‬ ‫والكميات الهائلة املنتجة‪ ،‬كما يوجد فيها‬ ‫مزارع العنب و�أ�شجار الزيتون والفواكه‬ ‫ال�صيفية‪.‬‬ ‫تع ّد من �أوائل املدن يف �سهل حوران الذي‬ ‫�أطلق �شرارة الثورة ال�سورية‪ ،‬وتع َّر�ضت‬ ‫حلمالت دهم واعتقال ال حت�صى كان‬ ‫�أولها بتاريخ ‪� ، ٢٠١٢/٥/٨‬إ�ضافة للق�صف‬ ‫مبختلف �أنواع الأ�سلحة بر ًا وجو ًا‪.‬‬ ‫مدينة طف�س التي كانت تت�صف ب�أنها �سلة‬ ‫�سوريا الغذائية كما ذكرنا مل تعد هكذا‬ ‫فقد هجر اهلها الزراعة نظرا الرتفاع‬ ‫ا�سعار املحروقات بالإ�ضافة على ان اغلب‬


‫‪issue 40 / dec. 12th‬‬

‫قصة شهيد‬

‫مصعب العودة اهلل‬ ‫لن أغادر سوريا قبل‬ ‫أن يسقط املجرم‬

‫‪7‬‬

‫املكت���ب ال�سيا�س���ي‪ ،‬وممث ًال حل���وران يف‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫الهيئ���ة العام���ة للث���ورة ال�سوري���ة‪ ،‬وكان‬ ‫• ا�ست�شهد ال�صحفي والنا�شط م�صعب من �أبرز النا�شط�ي�ن الإعالميني �إذ عمل‬ ‫ً‬ ‫مرا�س�ل�ا لوكالة روي�ت�رز للأنب���اء وقناة‬ ‫الع���ودة اهلل يف ‪ 2012-8-22‬خ�ل�ال‬ ‫عملي���ة اقتح���ام جي����ش النظ���ام ملنطقة �أورينت‪.‬‬ ‫نه���ر عي�ش���ة يف ري���ف دم�ش���ق‪ ،‬وك���ان‬ ‫يعم���ل يف �صحيف���ة ت�شري���ن احلكومي���ة • عم���ل يف جم���ال الإغاث���ة وتق���دمي‬ ‫يف الق�س���م الريا�ضي والفن���ي‪ ،‬فيما كان الرعاية الطبية‪ ،‬م���ن خالل دعم و�صول‬ ‫نا�شط ًا �إعالمي ًا يف الثورة ال�سورية با�سم املر�ض���ى وامل�صاب�ي�ن �إىل العي���ادات‬ ‫وامل�ست�شفي���ات امليداني���ة‪ ،‬وت�أم�ي�ن املواد‬ ‫م�ستعار «�أبو �سعيد احلوراين»‪.‬‬ ‫الطبي���ة والأطب���اء وت�سهي���ل حت ّركهم يف‬ ‫• ع���دم م�صعب رمي��� ًا بالر�صا�ص بعد املناط���ق املحا�ص���رة �أو تلك الت���ي كانت‬ ‫�أن اقتحم عنا�ص���ر الأمن منزله يف نهر حتت الق�صف واملداهمة‪.‬‬ ‫عي�ش���ة‪ ،‬وك���ان ب�ي�ن ‪� 40‬شهي���د ًا ارتق���وا‬ ‫خ�ل�ال ذل���ك الي���وم يف املنطق���ة‪ ،‬علم ًا • م���ن مواليد مدين���ة نوى يف حمافظة‬ ‫و�أنه تع َّر�ض قبلها بنحو ‪ 20‬يوم ًا لإ�صابة درع���ا ع���ام ‪ ،1977‬تخ��� َّرج م���ن معه���د‬ ‫الإع���داد الإعالمي يف احتاد ال�صحفيني‬ ‫بالفخذ �أثناء ن�شاطه الإغاثي‪.‬‬ ‫ال�سوري�ي�ن‪ ،‬ودر����س الإع�ل�ام يف كلي���ة‬ ‫• كان ال�شهيد ممث ًال ملدينة نوى م�سقط الإع�ل�ام‪ -‬التعلي���م املفت���وح يف جامع���ة‬ ‫ر�أ�س���ه يف احت���اد تن�سيقي���ات ح���وران‪ -‬دم�شق‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 40 / dec 12th‬‬

‫نازحي دوما‪..‬يقضون مضجع حواجز التل وصيدنايا‬ ‫خا�ص‪ /‬ملى �ش ّما�س‬

‫بع���د املع���ارك التي �شنها جي����ش النظام على بل���دة دوما –ريف دم�ش���ق‪ -‬والتي �أدت‬ ‫�إىل تدم�ي�ر البل���دة ب�شكل كامل‪ ،‬بع���د ق�صف منازلها وقتل �شبابه���ا‪ ،‬ا�ضطر من بقي‬ ‫م���ن �أهايل دوما‪ ،‬لله���رب �إىل مناطق �أكرث �أمن ًا‪ ،‬فكانت بلدة تل منني وجهتهم الأوىل‬ ‫ب�سب���ب قربها من دوما‪ ،‬وبعد �أن فا�ض���ت التل ب�سكانها الأ�صليني و�ضيوفها الدوامنة‪،‬‬ ‫ا�ضطر �سكان دوما املنكوبني للجوء �إىل بلدة �صيدنايا التي تقع على امتداد التل‪.‬‬ ‫ومل مت�ض �ساعات على ا�ستقرار �أهايل دوما يف التل و�صيدنايا‪ ،‬حتى و�صل خرب ذلك‬ ‫للأمن‪ ،‬الذي كثف وجوده وحواجزه على طريق دم�شق‪ -‬التل ‪� -‬صيدنايا‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec. 12th‬‬

‫‪9‬‬

‫منها الن���زول وال�سيارة‪ ،‬و�شرب املتة معه‬ ‫هو وزمالئه‪..‬تقول‪ :‬مل ا�ستطع الرف�ض‪..‬‬ ‫خف���ت من �أن يت�سبب رف�ض���ي باعتقايل‪،‬‬ ‫ولذل���ك وافقت‪..‬وت�ضي���ف‪ :‬كنت اطمئن‬ ‫نف�س���ي ب����أن امل�سافري���ن مي���رون عل���ى‬ ‫الطريق‪ ،‬ولذلك ل���ن يتجر�أ �أحدهم على‬ ‫امل�سا�س بي‪..‬‬ ‫وعندما انتهت نور من �شرب املتة‪ ،‬تابعت‬ ‫طريقها‪ ،‬ف�أوقفها احلاج���ز التايل‪ ،‬وبد�أ‬ ‫بتفت�شيه���ا‪ ،‬وعندم���ا وج���د يف حقيبته���ا‬ ‫ك���رمي نه���اري‪� ،‬س�أله���ا أ�ح���د ع�ساك���ر‬ ‫احلاجز؛ م���ا هذا اجله���از؟!! تقول نور‪:‬‬ ‫ظننته مي���زح يف البداية ف�ضحكت‪..‬مما‬ ‫جعله يتم�سك بر�أيه‪ ،‬وبعد جتمع عدد من‬ ‫الع�ساكر‪ ،‬ب���د�ؤوا بال�ضح���ك علي عندما‬ ‫فتحت الك���رمي وو�ضعت منه على وجهي‪،‬‬ ‫لت�أكدوا من �أنه لي�س جهاز‪..‬‬ ‫ومل تك���ن رحل���ة نبي���ل �إىل �صيدناي���ا‬ ‫�أف�ض���ل ح���ا ًال من نور‪ ،‬ف�ل��أن نبيل خالف‬ ‫يف �أح���د الط���رق الفرعي���ة‪� ،‬أوقف���ه �أحد‬ ‫احلواجز‪ ،‬وخريه ب�ي�ن االعتقال �أو املوت‬ ‫بالر�صا�ص‪..‬وعندم���ا �ص���ار نبيل يرجوا‬ ‫الع�ساك���ر‪ ،‬قالوا له بـ�أنه���م �أرادوا تلقينه‬ ‫در�س ًا كي ال يخالف م���رة �أخرى و�أطلقوا‬ ‫�سراحه‪.‬‬

‫يقوم���وا بتفت�شيه‪ ،‬والتحقي���ق معه ملعرفة‬ ‫تفتي�ش دقيق‪..‬وحتقيق ممنهج‬ ‫عل���ى الرغ���م م���ن �أن �أه���ايل �صيدنايا‪� ،‬إىل �أي���ن ذاهب‪ ،‬ومن �أي���ن قادم‪ ،‬وي�شري‬ ‫اكت�شف���وا طريق �آخر ي�ص���ل بني بلدتهم �أب���و ج���ورج �إىل �أن ذات الأ�سئل���ة ُتط���رح‬ ‫ودم�ش���ق‪ ،‬وه���و طريق «معرون���ة»‪� ،‬إال �أن عليه على حاجز‪.‬‬ ‫حواج���ز الأمن ترت�صد به���م‪ ،‬على ذلك‬ ‫الطري���ق‪ ..‬وي�ش�ي�ر �أب���و ج���ورج �صاحب الت�شفي بالفتيات‬ ‫مدجن���ة يف �صيدنايا ومقي���م يف دم�شق‪ ،‬عندم���ا قررت نور‪ ،‬مت�ضي���ة عدة �أيام يف‬ ‫�إىل �أن���ه يقط���ع يومي ًا طري���ق دم�شق – �صيدنايا ‪ ،‬كون البلدة �أكرث �أمان ًا‪ ،‬مل ت�ضع‬ ‫معرون���ة‪� -‬صيدنايا‪ ،‬ذهاب��� ًا و�إياب ًا‪ ،‬ومع يف ح�سبانه���ا �أن م���رور فتاة وحيدة‪ ،‬على‬ ‫ذل���ك جتربه احلواجز املوج���ودة كل ‪ 20‬حواج���ز النظام قد ُي�سب���ب لها امل�شاكل‪،‬‬ ‫مرت على طول الطريق‪ ،‬على الوقوف كي وحتكي نور كي���ف �أن �أحد احلواجز طلب‬

‫اخلوف وق�سوة املكان‪..‬زادتهم �شرا�سة‬ ‫يق���ول النا�ش���ط يف تن�سيقي���ة �صيدناي���ا‬ ‫ف���ادي‪� ،‬إن توج����س الع�ساكر على حواجز‬ ‫�صيدناي���ا والت���ل‪ ،‬م���ن �أن تواجدهم بني‬ ‫اجلب���ال وعل���ى طري���ق �سف���ر‪ ،‬يجعله���م‬ ‫عر�ض���ة لهجمات اجلي����ش احلر‪ ،‬جعلهم‬ ‫يفرغ���ون غ�ضبه���م بامل�سافري���ن‪ ،‬ه���ذا‬ ‫بالإ�ضاف���ة ‪-‬وفق النا�ش���ط‪� -‬إىل ظروف‬ ‫الطق����س ال�سيئ���ة الت���ي يعي�ش���ون فيه���ا‪،‬‬ ‫فاملنطق���ة معروف���ة بربده���ا ال�شدي���د‬ ‫وطبيعته���ا اجلبلي���ة القا�سية‪..‬وبح�س���ب‬ ‫النا�ش���ط‪ ،‬يتوق���ف الع�ساك���ر م���ن �أهايل‬ ‫دوم���ا املقيم���ون يف املنطق���ة‪ ،‬هجم���ات‬ ‫انتقامي���ة ‪ ،‬ولذلك يحر�صون على تفتي�ش‬ ‫امل�سافرين وعلى التحقيق معهم‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 10‬‬

‫حلب‪..‬‬ ‫«ليس باخلبز‬ ‫وحده يحيا‬ ‫اإلنسان»‬

‫خا�ص ‪ /‬وائل نحا�س‬ ‫هي حلب مرة �أخرى ت�ستيقظ على �شبح‬ ‫جديد يل ّوح ب�صوجلان من �شح ونق�ص‪،‬‬ ‫عجل فتنتف�ض ال�سرائر‬ ‫ي�أتيها املوت على ٍ‬ ‫يف البيت العتيق وال�صور املمزقة واجلدران‬ ‫امللطخة‪ ،‬فال ي�أمنها من خوف وال يطعمها‬ ‫من جوع‪.‬‬ ‫وعلى �أزيز الر�صا�ص ودوي املدافع‪ ،‬مازالت‬ ‫تدفع تلك املدينة ثمن ًا باهظ ًا ملجمل ما‬ ‫مق�سمة و�شوارعها‬ ‫اعرتى �سوريا‪ ،‬ف�أحيا�ؤها ّ‬ ‫خاوي ٌة من �صدى اخلطوات‪ ،‬و�شعبها بات‬

‫حمكوم ًا للجغرافية بني منطقتني «�شرقية‬ ‫وغربية» حين ًا‪ ،‬ولأمطار ال�شتاء �أحايني‬ ‫كثرية‪.‬‬ ‫ومع دخول الف�صل ال�شتائي الحت بوادر‬ ‫�أزمة اخلبز والطحني املرتهنة حكم ًا للخط‬ ‫البياين الع�سكري نتيجة االقتتال الدائر‬ ‫فيها‪ ،‬فبني جي�ش يحاول احلفاظ على ما‬ ‫تبقى من �أجزاء مل حتر ّر‪ ،‬وبني �آخر مزقته‬ ‫التفرقة والتحزبات املختلفة االجتاهات‬ ‫ليكون �شعب املدينة و�سط ًا بينهما يذوق من‬ ‫هذا الذل واال�ضطهاد ومن ذاك عواقب‬ ‫�سوء الت�صرف‪.‬‬ ‫االتهامات تتبادل بني جميع الأطراف‬ ‫ب�سرقة املخزون املوجود يف ال�صوامع من‬ ‫القمح ال�سوري‪ ،‬تطال جميع الأطراف ممن‬ ‫�سطوا وباعوا وفروا‪ ،‬واملق�صود هنا كتائب‬ ‫من اجلي�ش احلر الذي بات م�سيطر ًا على‬ ‫جزء كبري من مدينة حلب‪.‬‬ ‫وم�ؤخر ًا مت ن�شر �صورة عن كتاب ر�سمي من‬ ‫حمافظة حلب يفيد بتعاون غري معلن بني‬ ‫حمافظ املدينة وتلك الكتائب التي �سيطرت‬ ‫على ال�صوامع يف ريف حلب ومنها «الباب»‬ ‫حيث تقوم الكتائب بتزويد الأجهزة الدولة‬ ‫بالقمح بينما تر�سل الأخرية الطحني �إىل‬ ‫املناطق املحررة ليتم توزيعها على الأفران‪.‬‬ ‫وما حدث �أن جملة من الظروف اجتمعت‬ ‫لتكون ما �سمي الحق ًا ب�أزمة اخلبز والتي‬ ‫باتت �شبح ًا يرتقب فقراء املدينة و�أغنيائها‬ ‫الذين فروا يف معظمهم خارجها‪.‬‬ ‫ويكاد يكون مو�ضوع الطحني هو ال�سبب‬ ‫الأبرز �إال �أن ارتفاع �سعر املحروقات‬ ‫(املازوت حتديد ًا) �ساهم ب�شكل كبري‬ ‫جد ًا يف الأزمة‪ ،‬فكما هو معروف ف�إن‬ ‫الأفران حتتاج الوقود لتعمل وو�صول �سعر‬ ‫الليرت الواحد من املازوت لـ ‪ 230‬لرية‬ ‫جعل احل�صول على املادة �شبه م�ستحيل‬ ‫ف�ض ًال عن وجود �سما�سرة احلروب الذين‬ ‫وجدوا مرتع ًا خ�صب ًا جلمع الرثوات يف هذا‬ ‫الظرف‪.‬‬ ‫ويف املقابل تط ّل عملية اال�شتباكات لرتخي‬


‫‪11 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫بظلها من جديد فانت�شار ما بات يعرف بالـ‬ ‫«اجلبهات» على امتداد اخلط الوا�صل بني‬ ‫املنطقتني ال�شرقية والغربية جعل املو�صالت‬ ‫م�شلولة متام ًا بينهما‪ ،‬ف�ض ًال عن حاجة‬ ‫اجلنود من اجلي�شني �إىل كميات كبرية جد ًا‬ ‫من اخلبز على تلك اجلبهات‪.‬‬ ‫ولهذا بات منظر اجلنود وهم يحم ّلون‬ ‫�أطنان ًا من اخلبز من الأفران م�شهد ًا م�ألوف ًا‬ ‫�سواء كان ذلك يف املناطق التي ي�سيطر‬ ‫عليها اجلي�ش النظامي‪� ،‬أو يف املناطق‬ ‫املحررة من قبل اجلي�ش احلر‪� ،‬أربعة �أو‬ ‫خم�سة �سيارات يومي ًا ت�شاهد على الأفران‬ ‫الوحيدة املتبقية يف املدنية يف املنطقتني‬ ‫حتمالن الأطنان من اخلبز متجاهلة �آالف ًا‬ ‫من الطوابري املنتظرة‪.‬‬ ‫ففي املناطق املحررة حت ّلق الآالف حول فرن‬ ‫�أو اثنني متبقيان من عموم الأفران‪� ،‬أفرز‬ ‫ذلك مال�سنات كالمية وم�شاجرات طويلة‬ ‫�سمع يف معظمها �إطالق ر�صا�ص وخرجت‬ ‫مظاهرات يف �أخرى تندد باجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫بل وحتى و�صل الأمر �إىل الهتاف لب�شار‪.‬‬ ‫و�أما يف اجلهة املقابلة (املناطق حتت‬ ‫�سيطرة النظامي) فقد اعتقل الع�شرات‬ ‫من على �أفران اخلبز بعد اعرتا�ضات‬ ‫من قبل املواطنني و�شوهد العديد من‬ ‫املواطنني يتلقون الإهانات وال�ضرب ب�سبب‬ ‫اعرتا�ضهم على �شحن كميات اخلبز تلك‬ ‫�إىل اجلبهات‪.‬‬ ‫ويف كال املنطقتني و�صلت �أعداد املنتظرين‬ ‫على الأفران �إىل ‪� 4000‬شخ�ص فما فوق‪،‬‬ ‫انتظر كل منهم ‪� 10‬أو ‪� 15‬ساعة للح�صول‬ ‫على ‪ 11‬رغيف ًا ليدفع ‪ 50‬لرية ثمن ًا لها‪.‬‬ ‫واما �سما�سرة اخلبز والذي كنا ن�شاهدهم‬ ‫قبل الثورة يبيعون ربطة اخلبز بـ ‪ 20‬لرية �أي‬ ‫خم�سة لريات زيادة عن �سعرها‪ ،‬فقد باتوا‬ ‫اليوم وبعد ح�صولهم على اخلبز بطرق‬ ‫ملتوية يبيعون الربطة الواحدة بـ ‪ 200‬لرية‬ ‫ورمبا �أكرث‪.‬‬ ‫باخت�صار ف�إن �شبح اجلوع بات �أمر ًا واقع ًا يف‬ ‫املدينة ي�ضاف �إليه جميع مقومات املنطقة‬

‫املنكوبة‪ ،‬فمعظم �أحياء حلب مقطوعة عن‬ ‫التيار الكهربائي وتعاين من واقع مرتدي‬ ‫يف النظافة و�شح ًا يف املياه ب�سبب �ضرب‬ ‫خطوط املياه‪ ،‬وانقطاع ًا تام ًا يف االت�صاالت‬ ‫ال �سيما يف املناطق املحررة لنكون بذلك‬ ‫�أمام مدينة بد أ� املوت باحت�ضانها‪ ،‬وال يردع‬ ‫كل ذلك من عمليات الق�صف التي طالت‬ ‫املطالبني باخلبز �أنف�سهم بل طالت الأفران‬ ‫نف�سها كما حدث قبل �شهر يف «م�ساكن‬ ‫هنانو»‪.‬‬

‫ولأنه «لي�س باخلبز وحده الإن�سان» كما قال‬ ‫ال�سيد امل�سيح ف�إن ثمة حقيقة ما تلوح يف‬ ‫اعني �أبناء املدينة ت�شع منها ت�ص ّر واثقة‬ ‫غري موثقة من �أن ب�صي�ص ًا من �أمل قد يكون‬ ‫يف الأفق‪ ،‬يطوي �صفحات نهب املعونات التي‬ ‫يقوم بها «ن�شطاء» ثوريون‪ ،‬وهم يف احلقيقة‬ ‫ن�شطاء ل�صو�صية‪ ،‬ويدحر حقد الطائرات‬ ‫املغرية اجلائعة ملزيد من دماء ال�سوريني‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 12‬‬

‫ال مساءلة‪ .‬ال رحمة‪...‬وصراع من أجل البقاء‬

‫خا�ص ‪ /‬د‪� .‬سماح هدايا‬

‫ت�ضرب اخليام؛ لكي ت�صل �إليه و�سط‬ ‫املياه التي كانت تغطيه حتى فخذيه‪.‬‬ ‫وعندما و�صلته �ش ّد ج�سمه عليها‬ ‫مرتعد َا‪ ،‬و�صار ي�صرخ بجنون «نزليني‬ ‫على �ضيعتنا يف اجل�سر‪ .‬هناك مايف‬ ‫بحر بياخدنا‪ .‬هون يف بحر كبري بدو‬ ‫ياخدنا»‬

‫«عندما ت�صبح ال�شبابيك هي ال�سماء‪.‬‬ ‫والأبواب هي ال�سماء‪ .‬وال�سماء هي‬ ‫العري والعراء‪ .‬والأر�ض هي اجلوع‬ ‫واخلواء‪ .‬ال يبقى للدمع جمرى ي�سقيه‪.‬‬ ‫وال يكفي اجلرح �أن تبكيه‪ .‬قال�شعب �سئم‬ ‫املوت والرثاء‪ .‬ومل النوح و العزاء‪ .‬قد‬ ‫�آن للفعل �أن مي�سك الزمام‪ ،‬وللحق هذا احلدث لي�س تخيال‪ ...‬بل حادثة‬ ‫�أن يخو�ض املعركة الف�صل ل�صرع من الواقع احلقيقي‪ .‬وه�ؤالء ب�شر‬ ‫الف�صام»‬ ‫حقيقيون من �أبناء �سوريا؛ ا�ضطرتهم‬ ‫احلرب لأن يكونوا الجئني يف خميم يف‬ ‫كان الطفل و�سط اخليمة التي تفجرت �شمال �سوريا‪ ..‬وذلك مل يكن بحرا‪ .‬كان‬ ‫�أر�ضها عيون ماء حتت هطل املطر في�ضانا حقيقيا �أكرث طغيانا من البحر‪,‬‬ ‫الغزير‪ .‬وكانت �أمه الراك�ضة و�سط املاء ويف نظر الطفل كان خ�ضما رهيبا ‪.‬‬ ‫م�شغولة عنه بحمل طفلتها الر�ضيعة وه�ؤالء‪ ،‬لي�سوا جمرمني‪ ،‬لكي ت�صيبهم‬ ‫التي ال تقدر على امل�شي؛ لك ّنها ملا اللعنة وال�سخطة في�ضيغوا يف امل�أ�ساة‪،‬‬ ‫ر�أته‪ ،‬فج�أة‪ ،‬يتخ ّبط بني الأمطار ولي�سوا فا�سدين طغاة �شطوا يف �إف�ساد‬ ‫واملياه‪ ،‬و�سمعته ي�صرخ «يا ميا هون يف الأر�ض وعقوا القوانني الكربى لتعاقبهم‬ ‫بحر كبري‪ .‬من وين �إجا هاد البحر يا الطبيعة وتغ�ضب منهم وعليهم؛ لكن‪،‬‬ ‫ميا؟ البحر عم يهجم علينا‪ .‬البحر لأنّ امل�ستبدين يف �سوريا مار�سوا بحقهم‬ ‫حياخدنا‪ ......‬يا ميا ‪...‬تعايل ميا كل �أنواع الرتهيب والرتويع والإبادة؛‬ ‫خديني من املي» رك�ضت كمجنونة يف فهربوا بحثا عن ملج�أ يف خميم على‬ ‫املاء الغزير لتم�سك بيد طفلها‪ ،‬قبل �أن حدود الدول الأخرى‪ .‬ولأن �أ�صحاب‬ ‫جترفه �سيول الأمطار‪ .‬وراحت ت�صارع القرار القائمني على خميمات الدول‬ ‫ااملاء والطني والرياح وال�صواعق التي املت�صدقة‪ ،‬ال يبالون كثريا ب�أرواح ه�ؤالء‬

‫الالجئني؛ فهم‪ ،‬بح�سب اعتقادهم‬ ‫وفعلهم‪ ،‬جمرد الجئني‪ ,‬وتكفيهم خيمة‬ ‫ولقيمة عي�ش‪ .‬وميكن ت�أجيل �إ�صالح‬ ‫اخليمة و�إعداد املخيم لف�صل ال�شتاء‬ ‫�شهرا ؛ فعنا�صر ال�سالمة تليق باحل�ضر‬ ‫و�سكان العمارات واملدن �أكرث من �سكان‬ ‫الوبر واخليم وامل�شردين‪ ،‬حتى و�إن كانوا‬ ‫طارئني على اخليم وال�شتات والنزوح؛‬ ‫بغد �أن كانوا �أبناء احل�ضر‪ .‬فال يعني‬ ‫القائمني على الأمر �إال ال�صورة اجلميلة‬ ‫الظاهرة للعامل‪ ،‬ال احلقيقة مهما كانت‬ ‫ملحة؛ لأنها فا�ضحة‪ .‬ومع ذلك ف�شل‬ ‫غبا�ؤهم يف جتميل ال�صورة ‪....‬وراى‬ ‫العام غرق املخيم؛ لكنه اكتفى بالبكاء‪.‬‬

‫وبعد �أيام معدودات‪ ،‬يف خميم �سوري‬ ‫�آخر بعيد عن ذلك املخيم ال�شمايل‬ ‫يف �أق�صى اجلنوب خارج البلد‪.‬‬ ‫‪..‬حملت الأم الالجئة طفلها بني يديها‬ ‫املرتع�شتني‪ .‬كان كقطعة جليد متيب�سة‪.‬‬ ‫مات �أمام عينيها ويف ح�ضتها ب�سبب‬ ‫الربد‪ .‬حاولت �أن تدفئه‪ ،‬لكن ج�سدها‬ ‫كان �أي�ضا باردا‪ ،‬فلم ي�سعفها حلماية‬ ‫وليدها‪ .‬حتى حبها الكبري مل يكفه‬ ‫ليعي�ش وي�صمد يف خميم الربد �شديد‪.‬‬ ‫فلي�س معهم‪ ،‬هناك‪ ،‬ما يقاومون به‬


‫‪13 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫الربد �إال الدعاء والنداء وال�صمود و‬ ‫تال�صق �أح�سادهم‪ ،‬وحركاتها لتحمية‬ ‫الدماء اتقاء االنهيار حتت الربد‬ ‫ويف �صقيع ال�صحراء‪.. .‬هنا ال بحر‬ ‫خميف‪ .‬كثري من الريح والربد ورمال‬ ‫ال�صحراء‪ ،‬وكثري من انعدام الدفء‬ ‫والنار‪ ...‬فال موقد‪ .‬و ال حطب‪ .‬حتى‬ ‫املالب�س والأغطية ال تكفي‪ .‬وعلى �صدر‬ ‫الأم تويف ال�صغري ـ وتويف معه يف ح�ضن‬ ‫�أمهات �أخريات اثنان غريه‪ .‬ثم تويف‬ ‫طفل ثالث‪ ،‬بعد يومني‪.‬‬ ‫نعم‪ .‬يف ال�شتات تت�سع دائرة هدر‬ ‫احلقوق‪ .‬والظلم ي�شتد‪ .‬فال م�ساءلة‪.‬‬ ‫ال رحمة‪ .‬و�أحا�سي�س ال�شفقة م�ؤقتة‬ ‫وعابرة‪ .‬ويف كل املخيمات املمتتدة من‬ ‫ال�شمال �إىل اجلنوب �إىل ال�شرق‪ ،‬تخلع‬ ‫الإدارة عن نف�سها كل تهمة �أو تق�صري‬ ‫وتنفي م�س�ؤوليتها عن املوت والعذاب‬ ‫والب�ؤ�س‪...‬وي�صبح املري�ض �أو امليت‬ ‫قهرا وجوعا وبردا وغرقا هو املتهم وهو‬ ‫ال�ضحية التي يكم فم املطالبة بحقها‪.‬‬

‫لكن ال�شتات لي�س يف اخلارج فقط؛‬ ‫فهو على امتداد الوطن كله‪ .‬نزوح‬ ‫وخوف وعراء‪ .‬ويف كل يوم دمار‬ ‫وهالك اليتوقفان‪ ..‬غارة حرب ّية‬ ‫ت�شنها طائرة ع�سكرية نظامية على‬ ‫يعج‬ ‫الأطفال والن�ساء والرجال يف حي ّ‬ ‫بالنا�س‪ .‬ثم على املدار�س واملالجىء‬ ‫واملزارع وعلى مع�صرة للزيتون مكتظة‬ ‫باملزارعني؛ فتلقى القنابل العنقودية‬ ‫والفراغية والفو�سفورية‪ ،‬وتقتل الآمنني‬ ‫وحترقهم و�أر�ضهم‪ .‬وعلى مدار اليوم‬ ‫ميوت الأطفال �أمام �أعني �أهليهم‪...‬‬ ‫وميوت الأهل �أمام �أعني �أوالدهم‪...‬‬ ‫والعامل �صامت يتقاع�س عن �أداء واجبه‬ ‫الأخالقي‪ ،‬ويرت ّدد يف تقدمي الغوث‬ ‫والإنقاذ؛ ك�أن ه�ؤالء الأطفال لي�سوا‬ ‫�أطفاال ي�ستحقون الدفاع عنهم‪� .‬أو ك�أنّ‬ ‫ه�ؤالء الب�شر لي�سوا ب�شرا‪ ،‬ي�ستحقون‬ ‫كرامة احلياة و�شرعية الوجود‪.‬‬ ‫العامل كله اليبايل ‪ ،‬وتعمى �أب�صاره‬ ‫عن �صورة م�أ�ساتهم يف كل م�شاهدها‪.‬‬ ‫وال تتبو�أ �صورة طوابري اخلبز التي‬ ‫ي�صطف فيها الأطفال يف �أدوارهم‬

‫لي�شرتوا اخلبز‪ ،‬ويتحولوا �إىل �أهداف‬ ‫للطائرات احلربية‪ ،‬تق�صفهم وحت ّولهم‬ ‫�إىل �أ�شالء موقعا مهما يف �أولوياتهم‬ ‫وجندتهم‬ ‫نعم هي خيمة و�شتات ونزوح وجوع وبرد‪،‬‬ ‫ووطن يخنفه موت مريع و�إبادة خمفية‪،‬‬ ‫وب�شر يحاولون �أن يثبتوا وي�صمدوا �أمام‬ ‫الربد ال�شديد والريح العاتية‪ ،‬واجلوع‬ ‫الكافر‪ ،‬يقاومون احلرائق والق�صف‬ ‫والتفجري‪ .‬ونعم �أي�ضا �أنّ العامل‪،‬‬ ‫ك ّله‪ ،‬ال يعنيه من ذلك �إال خوفه على‬ ‫�إ�سرائيل وعلى م�صاحله اال�ستغاللية‪،‬‬ ‫قد عجز عن ت�ضميد ال�ضمري الذي‬ ‫امتلأ ب�أثخن اجلراح؟‬ ‫�أال يحرك ال�ضمري والفعل كل هذا‬ ‫الدمار والإبادة والرت�شيد وتفتيت‬ ‫الوطن وته�شيمه؟ �أمازال هناك‬ ‫مت�سع للفرجة والت�أمل وت�أجيل الأفعال‬ ‫�أمل يحن الوقت للكف عن ال�صمت‬ ‫و االنق�سام وال�صراع على الزعامات‬ ‫وامل�صالح واملقامات ‪.‬الأمر �أ�صبح‬ ‫ا�ستحاقا تاريحيا و�أخالقيا ال مفر منه‬


‫‪issue 40 / dec 12th 14‬‬

‫النظام يدعوا إلى طاولة «احلمار»‬

‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬

‫ت�أتي الدعوة �إىل طاولة «احلمار» واملق�صود‬ ‫به���ا «احلوار»‪ ،‬على ل�سان ع���دد من م�ؤيدي‬ ‫النظ���ام ال�س���وري‪ ،‬الذي���ن يت�ض���ح �صف���اء‬ ‫نيتيه���م بالدع���وة للح���وار‪ ،‬ع���ن طريق ذلة‬ ‫ل�سانهم بكلمة «حمار»!!‪..‬‬ ‫وك���ان �آخر ه����ؤالء �أ�ستاذ القان���ون الدويل؛‬ ‫د‪.‬ف�ؤاد خليل‪ ،‬الذي وج���ه من خالل �شا�شة‬ ‫الف�ضائي���ة ال�سوري���ة دع���وة‪� ،‬إىل معار�ض���ة‬ ‫للتفاه���م م���ع النظ���ام واجللو����س معه على‬ ‫طاولة «احلمار»‪..‬‬ ‫عظ ��ام البغل‪..‬و�سائ ��ل تو�ضيحي ��ة عل ��ى‬ ‫الف�ضائية‬ ‫انت�ش���ر م�ؤخ���ر ًا عل���ى موق���ع «يوتي���وب»‬ ‫الت�شارك���ي‪ ،‬فيدي���و م أ�خ���وذ م���ن مقابل���ة‬ ‫تلفزيوني���ة أُ�جري���ت على �شا�ش���ة الف�ضائية‬ ‫ال�سوري���ة‪ ،‬مع �أ�ستاذ القان���ون الدويل؛ف�ؤاد‬ ‫خلي���ل‪ ،‬ويف املقط���ع امل�أخ���وذ م���ن املقابلة‪،‬‬ ‫يخرج د‪.‬خليل من جعبته‪ ،‬عظام فخذ بغل‪،‬‬ ‫و ي�ش�ي�ر �إليه���ا خماطب��� ًا �شيخ دول���ة قطر‪،‬‬ ‫بق���ول‪ :‬انظ���ر ي���ا �شيخ قط���ر‪ ،‬ه���ذه عظام‬ ‫�أج���دادك يف اخليانة‪ ،‬و�أنت �ست����ؤول �إليها‪،‬‬ ‫وهي �أقرب �ش���يء �إليك‪..‬وي�ضيف د‪.‬خليل‪:‬‬

‫م���ع احرتامي لك���ل البغال يف الدني���ا‪ ،‬لأنها‬ ‫�أ�شرف منك‪ ،‬ومن يقف معك يف م�شروعك‪.‬‬ ‫يظهر االرتباك والقرف على وجه املقدمة‪،‬‬ ‫التي تخ�ب�ر الأ�ستاذ اجلامع���ي‪ ،‬ب�أنها تقدر‬ ‫حما�س���ه‪ ،‬وا�صف��� ًة �إي���اه بحما����س مواطن‪،‬‬ ‫وتدعوه للعودة �إىل املو�ضوع ال�سوري‪..‬‬ ‫يعلق النا�شط الإعالم���ي �أ�سامة‪ ،‬على فعلة‬ ‫د‪.‬خلي���ل‪ ،‬ب����أن �ضي���وف برام���ج التلفزيون‬ ‫ال�سوري‪ ،‬غالب ًا ما ُيلقنون الأفكار الرئي�سية‬ ‫التي �سيتحدث���ون بها‪ ،‬على الهواء‪ ،‬وي�ضيف‬ ‫النا�ش���ط �ساخ���ر ًا‪ :‬ولك���ن بع���د ال���ذي فعله‬ ‫د‪.‬خلي���ل‪ ،‬و أ�ح���رج ب���ه املقدمة‪ ،‬يب���دو �أنهم‬ ‫باتوا بحاجة لتفتي�ش ال�ضيوف!‪.‬‬ ‫الت�شبي ��ح الإعالمي‪..‬منه ��ج �إجب ��اري يف‬ ‫و�سائل الإعالم‬ ‫ي�ص���ف النا�شط الإعالم���ي �أ�سامة‪ ،‬برامج‬ ‫التلفزي���ون ال�سوري بالت�شبيح الإعالمي‪� ،‬إذ‬ ‫ُيرتك لل�ضيف حرية الكالم وال�شتم‪ ،‬وي�شري‬ ‫النا�ش���ط �إىل �أن الأم���ر ذات���ه ُيط ّب���ق عل���ى‬ ‫الإعالميني الذين متتع���ون بحرية الت�شبيح‬ ‫كاملة‪.‬‬ ‫ويذك���ر �أ�سام���ة �أن���ه عندما ك���ان يف بداية‬ ‫الث���ورة ال�سورية‪ ،‬يعم���ل يف �إحدى ال�صحف‬ ‫اليومي���ة �شبي���ه الر�سمي���ة‪ ،‬طل���ب رئي����س‬ ‫التحرير(ل���ن نذك���ر ا�سم���ه‪ ،‬حر�ص��� ًا على‬

‫�إخفاء هوية �أ�سامة)‪ ،‬طلب من ال�صحفيني‬ ‫�شت���م املند�س�ي�ن ونعته���م بكاف���ة ال�صفات‬ ‫ال�سيئة‪ ،‬كما �سمحت ال�صحفية لل�صحفيني‬ ‫ا�ستخ���دام اللغ���ة العامي���ة يف مقاالتهم‪ ،‬يف‬ ‫ح���ال �ص ُعب عليهم التعبري باللغة الف�صحى‬ ‫عن نعوت املند�سني وفق تعبري ال�صحيفة‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪ :‬كان���ت املكاف�آت املالي���ة‪ُ ،‬ت�صرف‬ ‫لل�صحفي�ي�ن الأكرث ت�شبيح��� ًا‪ ،‬كما مت تغيري‬ ‫التدرج يف املنا�صب وفق تلك املعادلة‪..‬‬ ‫كم���ا ي�ؤكد النا�شط‪� ،‬أن���ه مت تعيني �صحفيني‬ ‫�أحدهم���ا م���ن بي���ت دوب���ا والث���اين م���ن‬ ‫بي���ت خمل���وف‪ ،‬لتوعي���ة باق���ي ال�صحفيني‬ ‫«امل�شكوك ب�إخال�صه���م للوطن»‪ ،‬حيث كان‬ ‫ه���و نف�سه واحد ًا من ه����ؤالء امل�شكوك بهم‪،‬‬ ‫كما يبينّ �إىل �أن ال�صحفيني �صارا ي�شبحان‬ ‫ويه���ددان بقية الزمالء‪ ،‬حت���ى �أن �أحدهما‬ ‫�أخ�ب�ر زمالءه �أنه قد ي�ضطر «ل�شد �أذن من‬ ‫ال يخرج بامل�س�ي�رات امل�ؤي���دة»‪ ..‬التي كانت‬ ‫ُتنظم حينها‪.‬‬ ‫وي���روي النا�ش���ط الإعالمي كي���ف �أنه قبيل‬ ‫ا�ستقالت���ه‪ ،‬هُ دد ب�شك���ل مبا�شر وعلني‪ ،‬من‬ ‫قب���ل رئي����س حتري���ر بجري���دة‪ ،‬ال���ذي قال‬ ‫له‪ ،‬ب����أن اجلريدة التي يعم���ل بها هي ملك‬ ‫ب�شار الأ�سد‪ ،‬وم���ن ال يحب الرئي�س فمكانه‬ ‫الطبيعي هو املعتقل‪.‬‬


‫‪15 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫عبد الرحمن الشــهبندر‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬

‫• ول���د يف ‪ 6‬ت�شري���ن الث���اين ‪ 1879‬يف‬ ‫دم�شق من �أ�سرة �سورية عريقة‪.‬‬ ‫• در�س الطب يف اجلامعة الأمريكية يف‬ ‫ب�ي�روت وتخ��� ّرج منها ع���ام ‪ ¡1906‬وبعد‬ ‫تخ ّرج���ه اختارته اجلامعة �أ�ست���اذ ًا فيها‬ ‫وطبيب ًا لطالبها‪.‬‬ ‫• ك���ان عل���ى �صل���ة مبعار�ض���ي احلكم‬ ‫العثم���اين مثل عب���د احلمي���د الزهراوي‬ ‫يف بداي���ة �شباب���ه حمار ًب���ا ت�ص ّرف���ات‬ ‫جم���ال با�ش���ا ال�س ّفاح‪ ،‬وع���اد �إىل دم�شق‬ ‫ع���ام ‪ ۱۹۰۸‬وعم���ل عل���ى‬ ‫ت�أ�سي����س جمعيات عربي���ة حرة تدعو اىل‬ ‫االنف�ص���ال عن الدول���ة العثمانية‪ ،‬وحني‬ ‫اندلعت احل���رب العاملي���ة الأوىل ف َّر �إىل‬ ‫الع���راق هرب��� ًا م���ن مالحق���ة العثمانيني‬

‫له‪ ،‬وذهب من الع���راق �إىل الهند ثم �إىل الفرن�سية التي �أبرمت عام ‪.1936‬‬ ‫م�ص���ر حيث تولىّ رئا�س���ة حترير جريدة‬ ‫الكواكب ليرتكها بعد �أن تب ّينت له تبع ّيتها • اغتي���ل يف عيادت���ه يف ‪ 6‬مت���وز ع���ام‬ ‫لل�سيا�س���ة الإنكليز ّية‪ ،‬ومن ّثم �ساند ثورة ‪ 1940‬و�أل�صق���ت التهمة بزعم���اء الكتلة‬ ‫ال�شريف ح�سني �ضد العثمان ّيني‪.‬‬ ‫���ري وجمي���ل‬ ‫الوطن ّي���ة �سع���د اهلل اجلاب ّ‬ ‫مردم ب���ك ولطفي احلف���ار‪ ،‬و ّمت القب�ض‬ ‫• ت�س ّلم حقيب���ة اخلارجية يف احلكومة الحق��� ًا على الفاعلني الذي���ن اعرتفوا �أن‬ ‫ال�سوري���ة الت���ي تر�أ�سها ها�ش���م الأتا�سي الدافع وراء جرميتهم كان ديني ًا‪ ،‬وزعموا‬ ‫يف �أي���ار ‪ ،1920‬والت���ي �سقط���ت بدخول �أن ال�شهبن���در تع ّر�ض للإ�سالم يف �إحدى‬ ‫الفرن�س ّي�ي�ن وفر�ضه���م االنت���داب عل���ى خطبه‪ ،‬و�أ ّنهم فعلوا فعلتهم انتقام ًا وث�أ ًرا‬ ‫�سورية‪.‬‬ ‫للدين احلنيف‪ ،‬وتقول رواية �أخرى �أنهم‬ ‫اعرتف���وا �أن املف َّو�ض ال�سام���ي الفرن�سي‬ ‫•‬ ‫ان�ض���م ع���ام ‪ 1925‬للث���ورة ال�سوري���ة اجتمع بهم وح ّر�ضه���م على القتل وطلب‬ ‫ّ‬ ‫يف جب���ل العرب‪ ،‬لي�ضط���ر بعدها للهرب اليه���م ان يتهم���وا رجال الكتل���ة الوطنية‬ ‫خ���ارج �سوريا حيث جل����أ �إىل الأردن بعد بتدبري االغتيال‪ُ ،‬حك���م عليهم بالإعدام‬ ‫�أن �ص���در بحقه حك���م غياب���ي بالإعدام ون ّفذ فيهم احلك���م �شن ًقا يوم الثالث من‬ ‫ث���م �ألغي احلكم الح ًق���ا ليعود �إىل دم�شق �شهر �شباط �سنة ‪.1941‬‬ ‫يف �أ ّيار عام ‪ 1937‬و�سط ا�ستقبال �شعبي‬ ‫حافل‪ ،‬وب���د أ� مبعار�ضة املعاهدة ال�سورية‬


‫‪issue 40 / dec 12th 16‬‬

‫(ألنن��ي ال أؤمن باألبطال ولكن أؤمن بالش��عوب كتبت)‬

‫مع��اذ اخلطيب من األخطاء املميتة‬

‫ع���رف العامل خالل تاريخه الطوي���ل الكثري من الزعماء والر�ؤ�ساء الذي���ن عرفوا بقيادتهم‬ ‫احلكيم���ة وحنكته���م ال�سيا�سي���ة وكان لهم دور يف اعم���ار وازدهار بالده���م‪ ،‬فيذكر التاريخ‬ ‫�ش���ارل ديغول وغاندي مانديال وغريه���م من الزعماء الذين كان لهم ت�أثري ايجابي على من‬ ‫يحيط بهم ‪.‬‬ ‫و يتب���ادر �إىل �أذهاننا عند ذكر ال�سيا�سني م�صطلح���ات كاملواربة واملراوغة والكذب والرياء‬ ‫�شئنا �أم �أبينا �سواء على �صعيد العامل �أو على �صعيد الوطن العربي ‪.‬‬


‫‪17 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫خا�ص ‪� /‬شذا الأحدب‬ ‫كاتبة وباحثة اعالمية واجتماعية‬ ‫و�إذا ك���ان الغ���رب يفر����ض عل���ى الزعيم �أو‬ ‫ال�سيا�س���ي ال�صدق والنزاه���ة فر�ضا ق�سريا‬ ‫ف����إن من���وذج الوط���ن العرب���ي ال يوف���ر هذه‬ ‫اخلا�صية‪.‬‬ ‫فم���ن املمك���ن �أن نزي���د عل���ى �صف���ات‬ ‫ال�سيا�سي�ي�ن يف الوط���ن العرب���ي وخ�صو�صا‬ ‫م���ن الفرتة املمتدة من عهد العمالقة الذين‬ ‫�أبدع���وا يف التملك ال�ل�ا�إرادي للحكم �أمثال‬ ‫الأ�س���د و�صدام والق���ذايف وعمالق���ة التملق‬ ‫واملوارب���ة �أمث���ال مب���ارك وعرف���ات �صفات‬ ‫�أخرى كالف�ساد وال�سرقة والإجرام ‪.‬‬ ‫وم���ع اندالع الث���ورات ب���د�أت الآم���ال تنعقد‬ ‫حول وجود قادة وطنني قادرين على انت�شال‬ ‫الوط���ن العربي و�شعبه مما فيه ‪ ،‬وخ�صو�صا‬ ‫�أنن���ا �شع���ب �آم���ن والزال ب�أ�سط���ورة البطل‬ ‫الأوح���د البط���ل اخل���ارق القادر عل���ى فعل‬ ‫الكث�ي�ر بطل نبقى عل���ى انتظاره من دون �أن‬ ‫نحرك �ساكنا ‪.‬‬ ‫ومع ا�ستالم معاذ اخلطيب رئا�سة الإئتالف‬ ‫الوطن���ي بد�أت الآم���ال تتحقق ولكن ب�صورة‬ ‫غاي���ة يف املثالي���ة لدرج���ة �أن املرء من���ا بد أ�‬ ‫ينتاب���ه ال�شك ه���ل احلياة ممك���ن �أن تكون‬ ‫عادل���ة له���ذه الدرجة ؟ فتلقي لن���ا ب�شخ�ص‬ ‫كمع���اذ اخلطي���ب كق���ارب جن���اة ‪� ،‬شخ�ص‬ ‫يحقق ذلك الت���وازن بطريقة مر�ضية توازن‬ ‫ب�ي�ن الإلت���زام الدين���ي والوع���ي للم�شكالت‬ ‫احلقيقي���ة وقدرة عل���ى ر�ؤية امل���ر�أة كمكون‬

‫اخلربة وع���دم الو�ض���وح بالأه���داف وعدم‬ ‫القدرة على ا�ستيعاب الآخر واحتوائه ‪.‬‬ ‫�إذا نح���ن �أمة مه���ددة بفقدان ه���ذا البطل‬ ‫وغ�ي�ره م���ن الأبط���ال الذين يحك���م عليهم‬ ‫باملوت ال�سريري قبل �أن ي�صلوا لإنقاذنا �إذا‬ ‫ما احلل ؟‬

‫للمجتمع ‪.‬‬ ‫فهل نحن يف مدينة �أفالطون الفا�ضلة ؟؟ �أم‬ ‫�أن اهلل �أراد له���ذا ال�شخ�ص الو�صول لإنقاذ‬ ‫�شع���ب عا�ش طويال يف الظ�ل�ام هذا �إذا كنا‬ ‫نتكلم بناء على املاورائيات �أما �إذا �أردنا �أن‬ ‫نتكل���م بالواق���ع فرمبا يكون مع���اذ اخلطيب‬ ‫�شخ�ص �أفرزته تلك اجلهود القليلة الواعية‬ ‫م���ن ال�شع���ب امل�ستمي���ت م���ن �أج���ل احلرية هل ننظم ملعاذ اخلطيب وغريه من الأبطال‬ ‫الذين من املمك���ن �أن ي�صلوا ملراكز القيادة‬ ‫والعدالة ‪.‬‬ ‫ب�إرادة �إلهية دورات تدريبة بالكذب واملواربة‬ ‫وبن���اء عل���ى الواق���ع املرئ���ي �أمامن���ا كي���ف والبي���ع وال�شراء من حت���ت الطاولة لن�ضمن‬ ‫�سي�ستطي���ع مع���اذ اخلطي���ب ال�ص���ادق ا�ستمرارهم معن���ا‪� ،‬أم نحاول �أن نتخلى عن‬ ‫امللت���زم املتوازن �أن ي�صم���د يف وجه �أمريكا هذا املوروث ال�شعبي ال���ذي ي�ؤمن بحكايات‬ ‫الأبطال‪ ،‬ونب���د أ� بالعمل والإنتاج لتكوين قوة‬ ‫ومع�شوقتها ا�سرائيل ؟‬ ‫وكيف �سي�صمد بوجه الدول التي حتكيك لنا اقت�صادية تفر�ض نف�سها بالقوة على كل من‬ ‫يحيك �أو يفكر ب�أن يحيك م�ؤامرة لنا والبدء‬ ‫امل�ؤامرات؟‬ ‫و�إن كن���ت ال �أ�ؤم���ن كثريا بنظري���ة امل�ؤامرة بتكوي���ن �أمة ي�أتي �أطفاله���ا �أبطاال بناء على‬ ‫و�أ�ؤم���ن �أن م�ؤامرتنا على �أنف�سنا �أكرب بكثري تربية متوازنة وعقل يفكر ويد تعمل ‪.‬‬ ‫من م�ؤام���رات الغرب لنا‪ ،‬حت���ى �أنني �أ�ؤمن فه���ل انتظ���رت ال�ص�ي�ن بط�ل�ا ا�سم���ه «ين»‬ ‫(يف ظالم اللي���ل خ�شية من �أن يعرف بع�ض ليجعل منها تل���ك القوة املهيمنة اقت�صاديا‪،‬‬ ‫اجلوا�سي����س حقيق���ة امي���اين ) �أن ال���دول وه���ل وق���ف الأوربي���ون ب�صف���وف االنتظار‬ ‫الت�آمرية مل تعد تتعب نف�سها بو�ضع اخلطط ال�ستقبال البطل «ي���ورو» هذا واقعيا �أما �إذا‬ ‫لتدمرين���ا فاخلط���ط تو�ض���ع عندن���ا وتنفذ تكلمن���ا باملورائيات �أفلم يقل ر�سولنا الكرمي‬ ‫ب�أيدينا ولأول مرة ينتج الوطن �شيء بت�صنع (�ص) اعقل وتوكل!‬ ‫أياد وطنية ‪.‬‬ ‫وجتميع � ٍ‬ ‫ف�إذا �صمد معاذ اخلطيب جدال �أمام الدول و�أخ�ي�را ومن ر�ؤية حتليلي���ة مزدوجة للواقع‬ ‫املت�آمرة وهذا �شبه م�ستحيل �إذا كان �سيعمل وللماورائي���ات معا الي�سعن���ا �إال �أن ندعو اهلل‬ ‫كقي���ادي مل�صلح���ة الوطن ومل�صلح���ة �أبنائه ب�إخال�ص �شديد ملع���اذ اخلطيب ب�أن يحميه‬ ‫بن���اء عل���ى قيم���ه ومبادئه فكي���ف �سي�صمد ويحفظه من كي���د العدا ويقويه على �أعدائه‬ ‫بوج���ه امل�ؤامرات الداخلي���ة التي حتاك بناء لي�ستمر معنا حتى ي�ستطيع �أن ي�صل بنا �إىل‬ ‫على ا�سرتاتيجية امل�صلح���ة اخلا�صة وعدم �شط النجاة ‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 18‬‬

‫انسحابات في الهيئة العامة للثورة السورية‪ ،‬تقسمها جلناحني‬ ‫خا�ص ‪� /‬صايف اجلدعان‬ ‫�أ�س�س���ت الهيئة العامة للثورة ال�سورية يف ال‬ ‫‪ 18‬م���ن �آب ‪ /‬اغ�سط�س ‪ 2011‬جامعة عدد‬ ‫م���ن التن�سيقي���ات و�صفح���ات الفي����س بوك‬ ‫امل�ؤيدة للثورة ال�سورية‪ ،‬و�أحدثت �صدى طيب‬ ‫بتوحي���د عدد م���ن التن�سيقي���ات و�صفحات‬ ‫االنرتنت الناطقة با�سم جماعات املعار�ضة‬ ‫ال�سوري���ة وال �سيما �صفحة الث���ورة ال�سورية‬ ‫�ضد ب�ش���ار اال�سد ‪ 2011‬و�شبك���ة فال�ش‪...‬‬ ‫وغريها من �صفحات الفي�س بوك‪ ،‬و�أن�ش�أت‬ ‫ع���دد من املكات���ب ومنها املكت���ب التنفيذي‬ ‫واملكتب ال�سيا�سي واملكتب االغاثي‪ ..‬وخالل‬ ‫ال‪� 14‬شه���ر املا�ضية ان�سحب���ت العديد من‬ ‫اجله���ات املكونة لها مبا فيها �صفحة الثورة‬ ‫ال�سوري���ة و�شبكة �س���ام و�شبكة فال�ش‪ ،‬وبعد‬ ‫االن�سحاب���ات الكبرية م���ن الهيئة‪ ،‬مل يبقى‬ ‫�س���وى املكت���ب الإغاث���ي واملكت���ب ال�سيا�سي‬ ‫ال���ذي ير�أ�سه ن�ض���ال دروي����ش‪ ،‬وتتدهورت‬ ‫العالق���ات داخل مكونات املكاتب والعاملني‬ ‫يف الهيئ���ة وكان���ت �أوىل ارها�صات ذلك يف‬ ‫م�ؤمتر القاهرة متوز ‪ ،2012‬عندما �شاركت‬ ‫�سه�ي�ر االتا�سي ممثل���ة الهيئ���ة يف ال�ش�ؤون‬ ‫االغاثي���ة وال�سيا�سية يف امل�ؤمت���ر وا�صدرت‬ ‫الهيئة بيان���ا ي�ش�ي�ر �إىل �أن االتا�سي المتثل‬

‫الهيئ���ة يف م�شاركتها‪ ،‬وما تبع ذلك من نفي‬ ‫وت�أكيد‪..‬ويف االم�س القريب عندما �شاركت‬ ‫�سهري االتا�س���ي يف م���داوالت الدوحة حول‬ ‫مب���ادرة االئتالف �أعلنت الهيئ���ة ان ن�ضال‬ ‫دروي����ش ه���و ممث���ل الهيئ���ة يف امل���داوالت‬ ‫وان االتا�س���ي م�ستقيل���ة م���ن الهيئ���ة ((‪...‬‬ ‫وعليه فقد مت تكلي���ف ال�سيد ن�ضال دروي�ش‬ ‫ليكون ممثل الهيئة العام���ة للثورة ال�سورية‬ ‫يف اجتم���اع امل�ش���اورات املنعقدة يف الدوحة‬ ‫بخ�صو�ص هيئة املب���ادرة الوطنية ال�سورية‬ ‫‪.‬وبن���اء على م���ا تقدم ف���ان الهيئ���ة العامة‬ ‫للث���ورة ال�سوري���ة ت�شك���ر ال�سي���دة �سه�ي�ر‬ ‫االتا�س ��ي على م ��ا بذلته من ن�ش ��اط وجهد‬ ‫يف عمله���ا يف الهيئة العام���ة للثورة ال�سورية‬ ‫‪ ،‬بع���د ا�ستقالته���ا من الهيئ���ة العامة للثورة‬ ‫ال�سوري���ة))‪ .‬اليوم وبع���د �أن ر�أى االئتالف‬ ‫الوطن���ي لق���وى املعار�ض���ة والث���ورة الن���ور‪،‬‬ ‫�أ�صدرت الهيئة العامة للثورة بيانا تنفي من‬ ‫خالل���ه �أن تك���ون ال�سيدة االتا�س���ي ت�شارك‬ ‫با�سم الهيئة يف ه���ذا االئتالف حيث ت�شغل‬ ‫�صف���ة نائب رئي�س االئت�ل�اف‪ ،‬حيث جاء يف‬ ‫بيان الهيئة القدمية (جناح ن�ضال دروي�ش)‬ ‫‪ :‬وتن���وه الهيئ���ة العامة للث���ورة ال�سورية �إىل‬ ‫�أن وجود ال�سيدة �سه�ي�ر الأتا�سي كع�ضو يف‬ ‫املبادرة مت ب�صفتها ال�شخ�صية ولي�س ب�إ�سم‬

‫الهيئة العامة للث���ورة ال�سورية كما ورد على‬ ‫�صفحة الإئت�ل�اف الوطني‪ .‬تبع ذلك ان�شاء‬ ‫�صفحة جديدة على الفي�س بوك حتمل ا�سم‬ ‫الهيئة العامة للثورة ال�سورية �أي�ضا واعلنت‬ ‫�أن االتا�س���ي هي ممثلة الهيئة يف االئتالف‪،‬‬ ‫واك���دت ال�صفحة اجلدي���دة (جناح �سهري‬ ‫االتا�س���ي) �أن ال�صفح���ة القدمي���ة واملوق���ع‬ ‫االلك�ت�روين القدمي ق���د مت ال�سيطرة عليها‬ ‫م���ن مدير ال�صفحات الذي تفرد بر�أيه بعد‬ ‫ان�سحاب���ه م���ن الهيئ���ة �إذ �أعلن���ت (( تعلن‬ ‫الهيئ���ة العامة للث���ورة ال�سوري���ة عن توقف‬ ‫العم���ل على �صفحتها القدمي���ة على الفي�س‬ ‫بوك وموقعها االلكرتوين‪ ,‬وعدم م�س�ؤوليتها‬ ‫عما ين�شر عليها‪ ,‬وتوقف جميع امييالتها‪..‬‬ ‫وذلك ب�سبب تفرد مدير ال�صفحات بر�أيه‪,‬‬ ‫بع���د ان�سحاب���ه م���ن الهيئ���ة العام���ة للثورة‬ ‫ال�سوري���ة منذ يوم االحد ‪...2012-11-11‬‬ ‫حي���ث �أن الهيئ���ة العام���ة للث���ورة ال�سوري���ة‬ ‫ممثل��� ًة باملجل�س الثوري ومكاتبها التنفيذية‬ ‫املكونة من ثوار حمافظ���ات �سوريا كلها قد‬ ‫ا�صدر بيانات يف اليومني املا�ضيني‪ ,‬فامتنع‬ ‫مدير ال�صفح���ة القدمية عن ن�شرها‪ ,‬وقام‬ ‫بن�ش���ر بيان���ات خا�صة به وال تع�ب�ر �أبد ًا عن‬ ‫راي الهيئة العامة للثورة ال�سورية))‪.‬‬


‫‪19 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫مبا انو لبيك يا نصر اهلل‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫�أفتقد الكثري من الأ�شياء هذه الأيام‪..‬‬ ‫مم���ا ال �ش���ك فيه انن���ي افتقد طل���ة ح�سن‬ ‫ن�ص���ر اهلل بعباءته ال�سوداء ‪ ،‬ذقنه ‪ ،‬اداءه‬ ‫امل�سرح���ي املميز ‪ ،‬و بري���ق عينيه ‪ .‬ح�سنا !‬ ‫افتق���د كل ذل���ك ‪ ،‬و لكن م���ا ال افتقده هو‬ ‫جتارته املقيتة بدماء ال�شهداء !‪.‬‬ ‫و �أفتق���د �أي�ضا مي�شيل عون ب�صوته امل�شتت‬ ‫بني ع�صبيته و قلة حيلته ‪ ،‬و �أفتقدعلمانيته‬ ‫الربتقالية ‪ ،‬رغ���م انه مازال م�صرا ب�شدة‬ ‫انه املمثل الوحي���د مل�سيحيي لبنان ‪ ،‬و على‬ ‫م���ا يبدو �أنه ‪ ،‬ومبنا�سبة الث���ورة ال�سورية ‪،‬‬ ‫�ص���ار ممثال لكل م�سيحي���ي امل�شرق ‪،‬حيث‬ ‫تب�ي�ن ل���ه يف حلظ���ة ت�أم���ل ع�سكري���ة ‪� ،‬أن‬ ‫جحاف���ل الليم���ون و التفاح حت���اول اغتيال‬ ‫حلمه الربتق���ايل ‪ ،‬لكن ما ال �أفتقده باملرة‬ ‫هو النفاق الطائفي يف ثوب علماين‪.‬‬ ‫�أفتق���د هوايت���ي مبتابع���ة آ�خ���ر النقا�شات‬ ‫العلماني���ة حول الفكر اال�سالمي ‪ ،‬و عالقة‬ ‫االجته���اد بطول اللحي���ة ‪،‬و متابع���ة تغزل‬ ‫ح�سن���اوات �أوروب���ا بو�سام���ة �أ�سام���ة ب���ن‬ ‫الدن ‪ .‬و لك���ن ال �أنك���ر �أن �أكرث م���ا �أفتقده‬ ‫تلك املع���ارك ال�ضرو�س بني �شي���وخ ال�سنة‬

‫البرتولي���ة ُحم���اة اه���ل ال�سن���ة و اجلماعة‪،‬‬ ‫و �شي���وخ ال�شيع���ة ‪ ،‬البرتولي���ة �أي�ضا ‪ُ ،‬حماة‬ ‫�آل البي���ت و م���ا بعد بعد �أه���ل البيت! ولكن‬ ‫للأ�س���ف �أين ال �أفتق���د ذل���ك احلما����س‬ ‫الكاريكات���وري ل�صغار ال�شيوخ القاعديني و‬ ‫�آي���ات اهلل العظمى ‪ ،‬املكت�شف���ة حديثا لقتل‬ ‫بع�ضهم ‪ ،‬ال �سيما يف لبنان و العراق و حالي ًا‬ ‫�سوري���ا ‪ ،‬مبا �أن �أهل العقد و الربط ‪� ،‬أحبار‬ ‫و �آيات الأم���ة بدنانريهم ‪ ،‬قررو �أن معارك‬ ‫ن�ص���رة الدين �ستتم خارج ح���دود بلدانهم‬ ‫الطاهرة املطهرة !‬

‫مارك�س و لينني ح�ي�ن يعجز زياد الرحباين‬ ‫ً‬ ‫مف�ض�ل�ا العمامات‬ ‫عن االنحي���از للإن�سان‬ ‫ال�سود و يتح���ول �أ�سعد �أبو خليل من العربي‬ ‫الغا�ض���ب اىل بوق ح�س���ن ن�صر اهلل ال�شتام‬ ‫‪ .‬م���ا فائ���دة غ�سان ب���ن جدو ح�ي�ن يحتفي‬ ‫بجري���دة الأخبار ع���ام ‪ 2006‬و مب�ؤ�س�سها ‪،‬‬ ‫املرحوم حل�سن حظه او حظنا ال ادري!‬ ‫م���ع غ���زو قن���اة امليادي���ن ملي���دان ال�سب���ق‬ ‫االعالم���ي ‪ ،‬عرب االجتار بدم���اء ال�سوريني‬ ‫و حماول���ة تقلي���د مقالب ( �سونغ���ا الرائع)‬ ‫يف �صن���ع اف�ل�ام ال حتت���اج اىل ملي���ارات و‬ ‫امن���ا لكور�س �س���يء االداء و مذيعة وقحة ‪،‬‬ ‫م���ا فائدة جريدة الأخب���ار بابراهيمها غري‬ ‫الأمني حني تنحاز بوقاحة ل�صف القاتل بل‬ ‫و تتف�ن�ن يف ت�شويه ث���ورة ال�سوريني راق�صة‬ ‫على دمائهم م�ستنك���رة �صرخات �أطفالهم‬ ‫‪ :‬ويحك���م ي���ا لوقاحتك���م ا�صمت���و ‪ ،‬ف�سي���د‬ ‫املقاومة ال يطربه اال �صراخ احفاد احل�سني‬ ‫( الفق���راء جدا طبع���ا ) لبيك يا ن�صر اهلل‬ ‫لبيك يا ن�صر اهلل !‬

‫الكثري م���ن الأ�شياء تغ�ي�رت يف زمن الثورة‬ ‫‪ ،‬و �أع�ت�رف �أنن���ي و حتت �أزي���ز القذائف و‬ ‫ذكري���ات ل�سعات الكرابي���ج و ال�شتائم فقد‬ ‫حرق���ت العدي���د من الكت���ب ‪ ،‬الت���ي لطاملا‬ ‫كانت حم���ل فخر و اعت���زاز ‪ ،‬و ملن يتهمني‬ ‫باجله���ل و الغباء ‪� ،‬أقول ‪ :‬يف زمن احل�صار‬ ‫الأ�سدي ال جمال للف ال�سندوي�ش بورقها! الكثري من الأ�شياء الأخرى �أفتقدها ‪ ،‬و لكن‬ ‫�أفتق���د لرومان�سي���ة االلت���زام ‪ ،‬اذ ما فائدة ما فائدة كل ما كتبت���ه و انا �أفتقد لل�صوبيا‬ ‫احلل���م ! ما فائدة كل م���ا كتبته و �أنا �أخادع‬ ‫املوت حتت ظ�ل�ال قذائف الأ�س���د و جي�شه‬ ‫اجلرار بدال من الزيزفون ‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 20‬‬

‫جهاد مقدسي طلع حرامي‬

‫خا�ص ‪ /‬نايف املعدي‬

‫(اخ�ص عليك) ي���ا جهاد‪..‬طلعت حرامي؟‬ ‫ه���ذا ماقالت���ه الربوبغن���دا النظامي���ة يف‬ ‫�سوريا‪..‬طلع حرامي وف�صلناه!‬ ‫طيب يا عيوين‪..‬متى �س���رق؟ اجلواب ي�أتي‬ ‫من نف�س املاكينه العطالنه ‪ :‬من زمااااان‬ ‫م���ن زمان!!!! م���اراح ا�س�ألكم لي����ش عينتوه‬ ‫�أ�ص ًال»‪..‬لأن من �شروط امل�س�ؤول عندكم �أن‬ ‫يكون حرامي‪..‬‬ ‫طيب‪..‬لي����ش الل���ي تف�صل���وه ع���ادة يطل���ع‬ ‫حرامي‪..‬يعني‪...‬لي����ش م���ا يطل���ع حرام���ي‬ ‫وبعدين تف�صلوه؟‬ ‫ولي����ش اللي ي�ساف���ر ب���را تف�صلوه‪..‬لي�ش ما‬ ‫تف�صلوه قبل ما ي�سافر برا؟‬ ‫ي�أت���ي اجلواب ‪ :‬ال ال ال م���و ب�س النه حرامي‬ ‫ف�صلناه‪...‬ه���اه هات‪...‬يكمل‪ :‬الن���ه اي�ضا»‬ ‫�أدىل بت�صريحات ال تعك�س ر�أي النظام‬ ‫ياعيني‪..‬يعني طلع ( �أنيل ) من وليد املعلم‬

‫وفيدي���و الع�صابات امل�سلحة اللي طلعت من‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ياعزي���زي �أي واحد مبحله ك���ان الزم يديل‬ ‫بت�صريح���ات عك�س ر�أي النظ���ام‪..‬لأن ر�أي‬ ‫النظ���ام اليقن���ع اال حتت تهدي���د ال�سالح‪..‬‬ ‫(اقتنع والاااا )‬ ‫طي���ب ولي����ش حرقت���وا بيت���ه بع���د م���ا‬ ‫(ف�صلت���وه)‪� ...‬أرج���وك ال جت���اوب‪..‬‬ ‫عرفناه���ا‪� ...‬أكيد الع�صاب���ات امل�سلحه هي‬ ‫اللي حرقت بيته‬ ‫جهاد مقد�س���ي ( �صاحب الوجه الطفويل)‬ ‫وال�شع���ر اال�س���ود البال�ستيك���ي والبدل���ه‬ ‫(املهرب���ه) مت اختي���اره بعناي���ه لي�صلح ما‬ ‫(خب�ص���ه) ولي���د املعلم‪...‬و� ً‬ ‫أ�ص�ل�ا ولي���د‬ ‫املعل���م تكفل باملهمة بعد ( تخبي�ص ) بثينه‬ ‫�شعب���ان‪ ..‬وبثينه �شعبان كانت تنوي �إ�صالح‬ ‫(تخبي����ص) عاط���ف جنيب‪�...‬سل�سل���ة‬ ‫تخبي����ص يف تخبي�ص انته���ت اىل كوميديا‬ ‫�سوداء �أتت على كل م�صداقيه يف وجه هذا‬

‫النظام‪..‬‬ ‫كوميديا �أ�ضحكتنا �إىل حد البكاء على واقع‬ ‫مرير من القتل والكذب والكذب والقتل‬ ‫و ( تخبي����ص ) جه���اد مقد�س���ي اكت�شفناه‬ ‫نحن منذ وقت مبكر‪..‬فالأ�سلحه الكيماوية‬ ‫التي ظل �صدام ح�سني ينكرها ع�شر �سنوات‬ ‫وا�ستهلك���ت الكث�ي�ر الكث�ي�ر م���ن املفت�ش�ي�ن‬ ‫وبعثات التحقي���ق الدويل اعرتف بها جهاد‬ ‫مقد�سي بع�شر ثوان‪..‬وببال�ش‪..‬و�أكد ( بكل‬ ‫ثق���ه ) �أنه���ا يف �أماك���ن م�ؤمنه‪..‬ياعين���ي‪..‬‬ ‫اثااري ال�شكل مو كل �شي‬ ‫ان�شق���اق جهاد مقد�سي ل���و ح�صل لن يقدم‬ ‫ولن ي�ؤخ���ر يف ق�ضية كذب النظام وال يزيد‬ ‫يف حقيق���ة ان النظ���ام يف ورط���ة‪ ،‬ولي�س���ت‬ ‫امل�شكله بك���ذب النظام‪..‬امل�شكله ان النظام‬ ‫يعلم ان العامل يعلم �أنه يكذب‪..‬‬ ‫االخ�ض���ر االبراهيم���ي يعلم‪..‬ونبيل العربي‬ ‫يعلم‪..‬وك���ويف عن���ان يعلم‪..‬واجل�ن�رال مود‬ ‫يعلم‪..‬وم���ع ه���ذا يتعامل���ون م���ع النظ���ام‬ ‫ال�سوري بكل �صفاقه وقلة حياء‪..‬‬ ‫�آ�آ�آ�آه‪...‬هو احلياء ما نفتقده �إذ ًا‪.‬‬


21 issue 40 / dec. 12th


‫‪issue 40 / dec 12th 22‬‬

‫فسيفس��اء املجتمع السوري على شفا الهاوية وصنع املستقبل‬

‫أس��ئلة تنتظر جواباً‪:‬‬ ‫واألقليات‬ ‫اجليش احلر‬ ‫َّ‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ /‬منار حلب‬

‫الأوىل فتعتقد ب�أ َّنه م�صطلح يدل على فئات‬ ‫حمدودة ت�شكل ن�سبة �ضئيلة من املجتمع‬ ‫ال�سوري‪ ،‬بخالف الواقع الذي ي�شري ب� َّأن‬ ‫الأقل َّيات الدين َّية يف املجتمع ال�سوري‬ ‫م�سيحي ومن‬ ‫ت�ش َّكل ‪ %26‬من املجتمع من‬ ‫ِنّ‬ ‫م�سلمني من طوائف ومذاهب غري ال�س َّنة‬ ‫ومن �أديان �أو معتقدات �أخرى‪ ،‬بينما‬ ‫ِّ‬ ‫ت�شكل الأقل َّيات العرق َّية من �أكراد و�أرمن‬ ‫و�شرك�س و�آ�شوريني وغريهم حوايل ‪%9.7‬‬ ‫من املجتمع ال�سوري‪ ،‬ويف حني وجود فئة‬ ‫جتمع بني الأقل َّية الدين َّية والأقل َّية العرق َّية‬ ‫كالأرمن والآ�شوريني وقرابة ن�صف الأكراد‪،‬‬ ‫فت�صل ن�سبة االقل َّية ب�شكل عام من �أقل َّية‬ ‫دين َّية و�أقل َّية عرق َّية �إىل حوايل ‪ %30‬من‬ ‫املجتمع ال�سوري ككل‪.‬‬

‫�شهد الو�ضع امليداين الع�سكري يف �سوريا‬ ‫جد ًا خالل الأ�شهر الثالثة‬ ‫هام ًة َّ‬ ‫تط ًّو ٍ‬ ‫رات َّ‬ ‫هامة على الت َّيارات‬ ‫الأخرية كانت لها �آثار َّ‬ ‫والقوى ال�سيا�س َّية املعار�ضة يف �سوريا‪َ ،‬مّما‬ ‫دفع بالعديد من الت�سا�ؤالت حول م�ستقبل‬ ‫�سوريا ال�سيا�سي �إىل الواجهة‪ ،‬ت�سا�ؤالت‬ ‫قد تثري �أجوبتها اجلدل‪ ،‬لكن الإجابة عنها‬ ‫باتت ال حتتمل الت�أجيل‪ ،‬ومن �أبرز هذه‬ ‫الت�سا�ؤالت‪ :‬التو ًتّر �أو اال ِتّفاق بني اجلي�ش‬ ‫اجلي�ش احلر والأقل َّيات الدين َيّة‬ ‫احلر والأقل َّيات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫موحدة وا�ضحة‬ ‫ادة‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫وجود‬ ‫لعدم‬ ‫ة‬ ‫نتيج‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الأقل َّيات الدين َيّة والأقل َّيات العرق َيّة يف حلد الآن للجي�ش احلر واملعار�ضة امل�س َّلحة‪،‬‬ ‫ظهر نو ٌع من االرتباك والت�ش َتّت حول موقف‬ ‫�سوريا‪� ،‬أرقام وحقائق‬ ‫م�صطلح «�أقل َّيات» قد يكون خادع ًا للوهلة وعالقة اجلي�ش احلر بالأقل َّيات الدين َّية‪،‬‬

‫وعلى الرغم من � َّأن الطوائف املختلفة من‬ ‫الإ�سالم عدا عن الطائفة العلو َّية كانت على‬ ‫�سالم مع اجلي�ش احلر‪َ � ،‬اّإل � َّأن املوقف بني‬ ‫اجلي�ش احلر وامل�سيحيني والعلويني كان‬ ‫ي�شوبه التو ًتّر على � ِّ‬ ‫أقل تقدير‪.‬‬ ‫بالن�سبة لعالقة اجلي�ش احلر مع امل�سيحيني‪،‬‬ ‫فقد بادر بع�ض قادة اجلي�ش احلر �إىل‬ ‫الإعالن عن ت�شكيل كتيبة من مقاتلني‬ ‫م�سيحيي م�شريين �إىل أ� َّنهم يحاربون‬ ‫ِنّ‬ ‫يف ذات اخلندق مبعدين �أي �شكل من‬ ‫�أ�شكال التع�صب امل�سبق‪ ،‬كما قامت كتائب‬ ‫اجلي�ش احلر يف حلب باحلر�ص ال�شديد‬ ‫�أثناء تعاملهم مع املدنيني يف املناطق ذات‬ ‫الأغلب َّية امل�سيح َّية التي ح َّررها احلر‪.‬‬ ‫يف اجلانب الآخر‪ ،‬قد ا�شرتطت بع�ض‬ ‫بيانات‬ ‫كتائب وقيادات اجلي�ش احلر �ضمن‬ ‫ٍ‬ ‫لها (كقيادة اجلي�ش احلر يف بلدة كناكر يف‬ ‫ريف دم�شق) ب�أن يكون املنت�سبون م�سلمني‬ ‫�س َّنة ح�صر ًا‪ ،‬كما �أ َّكدوا على �أهم َّية التزام‬ ‫املنت�سبني بفرائ�ض الإ�سالم من �صالة‬ ‫وغريها ب�شكل حازم و� َاّإل يتم ف�صلهم �أو‬


‫‪23 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫عقابهم على ِّ‬ ‫كل تق�صري‪.‬‬ ‫� َّأما عن التو ُتّر امل�سبق بني «احلر» والطائفة‬ ‫العلو َّية‪ ،‬فقد قام عدد كبري من القادة‬ ‫الع�سكريني بتقدمي تطمينات وت�صريحات‬ ‫توجه طائفي م�سبق يتح َّكم بعمل َّياتهم‬ ‫ب� َّأن ال ُّ‬ ‫�أو بتعامالتهم خالل معركة التحرير‬ ‫التي يخو�ضونها‪ ،‬وقد قوبل ذلك بان�شقاق‬ ‫عدد من ال�ض َّباط من الطائفة العلو َّية‬ ‫وان�ضمامهم للجي�ش احلر‪.‬‬ ‫يف حني �سلكت بع�ض كتائب اجلي�ش احلر يف‬ ‫بع�ض املناطق وخ�صو�ص ًا يف ريف الالذق َّية‬ ‫والريف احلم�صي واالدلبي املجاور لل�ساحل‬ ‫مما‬ ‫ال�سوري منح ًا طائف َّي ًا يف بع�ض الأحيان َّ‬ ‫�أ�سفر عن احتقان طائفي متبادل يف تلك‬ ‫املناطق بني اجلي�ش احلر والعلويني‪.‬‬

‫اجلي�ش احلر والأقل َيّات العرق َيّة‬

‫ا�ستيعابه للمتطوعني بعد �أن كان حكر ًا على‬ ‫املن�ش ِّقني يف بداية ن�ش�أته‪ ،‬علم ًا ب� َّأن بع�ض‬ ‫املن�شقني منذ بداية ت�شكيل اجلي�ش احلر‬ ‫كانوا من الأكراد‪.‬‬ ‫� َاّإل � َّأن امل�شاكل بد�أت بالظهور عند دخول‬ ‫اجلي�ش احلر لبع�ض الأحياء ذات الكثافة‬ ‫الكرد َّية يف حلب كالأ�شرف َّية وال�شيخ‬ ‫مق�صود‪َ ،‬مّما أ� َدّى �إىل تو َت ٍّر بني التنظيمات‬ ‫امل�س َّلحة الكرد َّية واجلي�ش احلر أ� َدّى �إىل‬ ‫ا�شتباكات م�س َّلحة �أوقعت �ضحايا من‬ ‫الطرفني‪ ،‬تبع ذلك بنزاعات بني االثنني‬ ‫امتدّت لت�صل �إىل اجلزيرة‬ ‫يف ريف حلب َ‬ ‫حيث �أعلنت بع�ض كتائب اجلي�ش احلر‬ ‫ن َّيتها بتحرير مدن وقرى ذات كثافة كرد َّية‬ ‫جوبه ذلك با�ستنكارات وح َتّى تهديدات من‬ ‫التنظيمات ال�سيا�س َّية الكرد َّية امل�س َّلحة‪.‬‬

‫ميكن اختزال عالقة اجلي�ش احلر اجلي�ش احلر والأقل َيّات‪ ،‬م�ستقبل �سوريا‬ ‫بالأقل َّيات العرق َّية يف �سوريا بعالقته مع ال�سيا�سي‬

‫الأكراد (الذين ِّ‬ ‫ي�شكلون العن�صر الأكرب بني‬ ‫الأقل َّيات العرق َّية يف �سوريا)‪ ،‬حيث مل يظهر‬ ‫�أي �شكل من �أ�شكال اخلالف �أو التو ُتّر بني‬ ‫اجلي�ش احلر والأقل َّيات العرق َّية الأخرى‬ ‫كالأرمن وال�شرك�س والآ�شوريني وغريهم‪.‬‬ ‫انطالق ًا من كون الأكراد من أ� َّول امل�شاركني‬ ‫يف احلراك الثوري يف �سوريا منذ اندالع‬ ‫الثورة‪ ،‬فقد ان�ضم عد ٌد جدي ٌر بالذكر‬ ‫منهم �إىل كتائب اجلي�ش احلر منذ بداية‬

‫َّ‬ ‫لعل جميع التو ُتّرات والنزاعات التي‬ ‫ذكرناها بني اجلي�ش احلر والأقل َّيات‪ ،‬ال‬ ‫ِّ‬ ‫ت�شكل خطر ًا هائ ًال وال تختزل خماوف‬ ‫الأقل َّيات‪ ،‬نظر ًا لكون معظمها ناجت ًا عن‬ ‫الو�ضع الراهن ويحتمل زوال معظمها‬ ‫لكن‬ ‫بزوال النظام وانتهاء الثورة امل�س َّلحة‪َّ ،‬‬ ‫التخ ُّوف الأكرب يتع َّلق ب�إظهار عدد كبري‬ ‫من كتائب «احلر» وتنظيماته انتماءات‬ ‫ل�سبب �أو لآخر‬ ‫�إ�سالم َّية ِ‬ ‫مت�شدّدة َّمت ربطها ٍ‬

‫مب�ستقبل �سوريا ال�سيا�سي‪َ ،‬مّما جعل فكرة‬ ‫� َّأن م�ستقبل �سوريا ال�سيا�سي بيد «احلر»‬ ‫مت�شدّد‪.‬‬ ‫وبالتايل �سيكون ذو طابع �إ�سالمي ِ‬ ‫يبلغ عدد مقاتلي اجلي�ش احلر �سوريي‬ ‫اجلن�س َّية يف �أعلى تقدير منطقي املئتان �ألف‬ ‫مقاتل‪ ،‬تزيد �أعمار معظمهم عن الثمانية‬ ‫ع�شر عام ًا �أي � َّأن معظمهم يتم َتّعون بحق‬ ‫االنتخاب بعد �سقوط النظام‪َّ � ،‬أما تقاطع‬ ‫الأقل َّيات العرق َّية والدين َّية فيبلغ عددهم‬ ‫‪ 6984531‬فرد ًا‪ %60 ،‬منهم يتجاوز‬ ‫عمرهم الثمانية ع�شر عام ًا َمّما ي�ضعنا‬ ‫�أمام ‪ 4190718‬فرد يحق له االنتخاب‪،‬‬ ‫�أي ما يزيد بقليل عن ‪� 21‬ضعف ًا من عدد‬ ‫مقاتلي اجلي�ش احلر‪ ،‬بتعبري �آخر‪ :‬اجلي�ش‬ ‫احلر يعترب �أقل َّية �أمام الأقل َّيات يف �سوريا!‬ ‫َّ‬ ‫موحدة‬ ‫لعل �أهداف الثورة التي كانت �شبه َّ‬ ‫خالل الأ�شهر الأوىل من عمرها‪ ،‬قد باتت‬ ‫فرد لآخر اختالف ًا‬ ‫الآن مبعرثة‪ ،‬تختلف من ٍ‬ ‫وب�شكل م�ؤ�سف‬ ‫قد ينتهي يف بع�ض الأحيان‬ ‫ٍ‬ ‫�إىل جداالت ت� ِّؤخر من �ساعة الن�صر‪،‬‬ ‫لكن ما ا َتّفق عليه اجلميع‪ ،‬ور َدّدته جميع‬ ‫املظاهرات هو «احلر َّية»‪ ،‬احلر َّية هو مطلب‬ ‫وحق ي�ستح ُّقه ك ُّل ال�سوريني‪َّ ،‬‬ ‫ال�شعب َّ‬ ‫ولعل‬ ‫�أجمل جت�سيد لهذه احلر َّية هو انتخاباتٌ‬ ‫نزيهة‪ ،‬تلغي خماوف اجلميع‪ ،‬وت�سمع �صوت‬ ‫اجلميع‪.‬‬ ‫م�صدر الأرقام موقع ‪* FACTBBOK‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 24‬‬

‫سورية أمام حتدي املرحلة االنتقالية‪ ‬‬

‫خا�ص ‪ /‬ر�ضوان زيادة‬

‫مع �سقوط املعاب ��ر احلدودية الرئي�سية بني‬ ‫تركي���ا و�سوري���ة وخا�صة معرب ب���اب الهوى‬ ‫وال�سالم���ة وجرابل�س ثم تل �أبي�ض يكون قد‬ ‫�سق ��ط الكثري من نظ ��ام الأ�س ��د ‪ ،‬ف�سقوط‬ ‫املعاب���ر يعن���ي فق���دان الأ�سد م���ن االدعاء‬ ‫بال�سيادة عرب فقدان القدرة على ال�سيطرة‬ ‫على احلدود وهذا مينح بكل ت�أكيد اجلي�ش‬ ‫احل���ر مي���زة هام���ة وه���ي ط���رق الإم���داد‬ ‫�أ�صبح���ت مفتوحة متام��� ًا ‪ ،‬ولذلك ت�ستطيع‬ ‫املعار�ض���ة الآن وبك���ل �سهول���ة الع���ودة �إىل‬ ‫املناط���ق املحررة دون �أن يكون الأ�سد قادرا‬ ‫على تهديدها �أو الإجهاز عليها‪.‬‬ ‫ع�ب�رت احل���دود الرتكي���ة ال�سوري���ة باجتاه‬ ‫مدينة �إعزاز عرب معرب باب ال�سالمة الذي‬ ‫ي�سيطر علي���ه اجلي�ش احل���ر وحتديدا لواء‬ ‫عا�صفة ال�شم���ال الذي انتقل الآن �إىل حلب‬ ‫للم�شارك���ة يف حتريره���ا مب�شاركة الكتائب‬ ‫والف�صائل الأخرى‪ ‬‬ ‫آ�ث���ار الدم���ار والق�ص���ف الع�شوائ���ي بادي���ة‬ ‫وظاه���رة متام��� ًا عل���ى املدين���ة �س���واء كان‬ ‫ذل���ك يف مداخلها �أو من�ش�آته���ا العامة التي‬ ‫تعر�ض���ت لق�ص���ف عني���ف م���ن قب���ل قوات‬ ‫الأ�س���د وخا�صة امل�شايف التي غالبا ما كانت‬ ‫ت�سته���دف التهامها مبعاجل���ة اجلرحى من‬

‫الثوار واملقاتلني ‪ ،‬ومل ت�سلم منازل املدنيني‬ ‫الت���ي رمبا تعر�ضت للق�صف الأعنف ب�سبب‬ ‫عدم التمييز الأعمى ك�سيا�سة عامة اتبعتها‬ ‫ق���وات الأ�سد وهو حتمي���ل ال�سكان الأمنيني‬ ‫الثم���ن الأكرب يف حماولة ل�ض���رب القاعدة‬ ‫االجتماعي���ة للجي����ش ال�س���وري احل���ر لكن‬ ‫ه���ذه ال�سيا�سة غالبا ما ارت���دت �سلبيا على‬ ‫نظ���ام الأ�س���د وتدفعه تدريجي���ا الكثري من‬ ‫ال�شباب للتط���وع يف اجلي�ش احلر كرد على‬ ‫االنتهاكات واجلرائ���م املمنهجة التي تقوم‬ ‫بها ع�صابات الأ�سد ‪ ،‬فعلى �سبيل املثال من‬ ‫بني ‪� ١٢١‬شهي���دا �سقط���وا يف مدينة �إعزاز‬ ‫هن���اك فقط ‪ ١٢‬مقات�ل�ا بينهم من اجلي�ش‬ ‫ال�سوري احلر مم���ن �سقطوا خالل املعارك‬ ‫واال�شتباكات يف املدينة‪.‬‬ ‫التح���دي الرئي�س���ي الي���وم �أم���ام ال�سوريني‬ ‫�أن �سوري���ة تقريب��� ًا يف منت�ص���ف املرحل���ة‬ ‫االنتقالية فهن���اك �أق�سام كبرية من �سورية‬ ‫حم���ررة لكن النظ���ام م���ا زال ي�سيطر على‬ ‫مناطق �أخرى من �أهمه���ا العا�صمة ولذلك‬ ‫التح���دي يكم���ن يف �إدارة املناط���ق املحررة‬ ‫انتقالي���ا والعم���ل عل���ى حتري���ر م���ا تبق���ى‬ ‫م���ن �أرا�ضي الوط���ن وهي م�س�أل���ة يف غاية‬ ‫ال�صعوب���ة فالتحري���ر يحت���اج �إىل تركي���ز‬ ‫الكث�ي�ر م���ن اجله���ود الأمني���ة والع�سكرية‬ ‫وال�سيا�سية و�إدارة املرحلة االنتقالية تتطلب‬

‫بك���ل ت�أكي���د دورا للحكوم���ة املركزي���ة يف‬ ‫التموي���ل والتخطيط ‪ ،‬فنظ���ام الأ�سد �سقط‬ ‫نهائي���ا م���ن معظ���م املناطق �شم���ال �سورية‬ ‫�س���واء يف ري���ف حل���ب وادل���ب ودي���ر الزور‬ ‫ومناط���ق وا�سعة من حمافظ���ة حلب نف�سها‬ ‫وهو حت���ى ال يفكر يف �إر�س���ال �أي جنود من‬ ‫�أج���ل ا�ستعادتها ولي�س له القدرات الب�شرية‬ ‫والع�سكري���ة للقيام بذلك ‪� ،‬صحيح �أن يقوم‬ ‫با�ستهدافه���ا عرب �سالح الط�ي�ران ويخلف‬ ‫مئات املدنيني يومي ًا بني قتلى وجرحى ‪ ،‬وهو‬ ‫ما يجعل عملية التحرير �أكرث �صعوبة ب�سبب‬ ‫عدم وجود غط���اء جوي يحمي املدنيني من‬ ‫ا�ستخدام الأ�سد للطائ���رات املقاتلة رو�سية‬ ‫ال�صن���ع ك�سوخ���وي واملي���غ وغريه���ا خا�صة‬ ‫م���ع ا�ستخ���دام الأ�س���د للربامي���ل املتفجرة‬ ‫الت���ي ال متل���ك �أية �أه���داف حم���ددة و�إمنا‬ ‫تكون وظيفتها الوحي���دة قتل �أكرب عدد من‬ ‫املدنيني وتدمري البنى التحتية ‪.‬‬ ‫بكل الأح���وال ت�أت���ي هنا م�س�ؤولي���ة املجتمع‬ ‫الدويل يف م�ساع���دة ال�سوريني يف التحرير‬ ‫ويف �إدارة العملي���ة االنتقالي���ة �س���واء ع�ب�ر‬ ‫فر����ض احلظر اجل���وي وتق���دمي امل�ساعدة‬ ‫الفني���ة واملادي���ة للمجال����س املدني���ة الت���ي‬ ‫ت�شرف على �إدارة �ش�ؤون املدن املحررة‪.‬‬


‫‪25 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫مجالس اإلدارة احمللية في سوريا‬ ‫بني التطوع والتسلق‬ ‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬ ‫بعد التظاهر ال�سلمي و�أ�شكال االحتجاج‬ ‫الأكرث جما ًال «من الفتات‪ ،‬غناء‪� ،‬صحافة‬ ‫ثورية وغريها» ‪ ،‬وبعد جتربة اجلي�ش احلر‬ ‫الذي ولد من رحم الثورة‪ ،‬وذهبت الثورة‬ ‫�إىل اجتاه ق�سري نحو الت�سلح اجلزئي‪.‬‬ ‫ن�أتي بعد كل ذلك‪ ،‬وبالتزامن معه �إىل‬ ‫واحدة من �أهم التجارب التي بد�أها‬ ‫ال�سوريون‪ ،‬واملعربة عن �أوىل النتائج‬ ‫امللمو�سة الواقعية للتحرر من العبودية‪،‬‬ ‫والتحلي مبا يحمله ذلك من م�س�ؤولية‬ ‫بالغة الدقة‪ ،‬والتي ينجح فيها ال�سوريون‬ ‫�إىل درجة التفوق رغم م�أ�ساوية الأو�ضاع‬ ‫وفظاعاتها «وهي جتربة املجال�س‬ ‫املحلية»‪.‬‬ ‫�أريد �أن �أورد بع�ض الأمور حولها‪،‬‬ ‫• العمود الفقري لها هو روح التطوع‬ ‫واملبادرة والت�ضحية‪.‬‬ ‫• من ا�سمها وتركيبها اللغوي‪« :‬حملية»‬

‫يعني‪� ،‬أنها ح�صري ُا لأولئك الذين على منازلهم يف حرب الإبادة امل�سعورة التي‬ ‫الأر�ض‪ ،‬ممن يعي�شون تفا�صيل وظروف ي�شنها نظام الف�ساد والإجرام على ال�شعب‬ ‫احلياة اليومية‪ ،‬والقادرون على امل�ساهمة ال�سوري‪.‬‬ ‫والت�أثري‪ ،‬ورغم بديهية الفكرة �إال �أن هذه‬ ‫التجربة الفريدة جتذب مرة �أخرى من • لن يغفر ال�شعب ال�سوري ملن يعترب هذه‬ ‫يريد �أن يلمع �صورته ويزين عباءته على القواعد والدعائم الب�شرية التي تنمو‬ ‫ح�ساب معاناة النا�س‪ ،‬ولذلك جتد ممن ال تتكون يف �أعماق امل�أ�ساة وعلى �أ�صوات‬ ‫يعي�ش يف �سوريا‪ ،‬ومع ذلك يقول �أنه «قائد» الق�صف الدائم‪ ،‬والإبادة اجلماعية‪،‬‬ ‫هذا املجل�س املحلي �أو ذاك!! ويتحفنا بهذا �أنها مادة انتخابية لهذا احلزب �أو تلك‬ ‫الإيديوجلية‪ ،‬رمبا ي�صمت النا�س م�ؤقت ًا‬ ‫الن�شاز البغي�ض‪.‬‬ ‫على م�ض�ض ومرارة‪ ،‬على هذه الت�صرفات‬ ‫• يقوم باملقابل �أ�صحاب املبادرة‪ ،‬الأنانية واالنتهازية التي �أخرت الن�صر‪،‬‬ ‫�سواء من يعي�ش داخل �أم خارج �سوريا‪ ،‬ورغم يظن الطرف الآخر �أنه ينجح‬ ‫بالتوا�صل مع النا�س ومع تفا�صيل يف �شراء الوالءات‪ .....‬لكن النا�س‬ ‫جتاربهم‪ ،‬وي�شكلون قاعدة بيانات ثمينة بذكائهم الفطري‪ ،‬يدركون �أن الثورة‬ ‫حتتوي على جتارب وخربات وتفا�صيل تتابع عملية الفرز الددقيقة التي بد�أتها‬ ‫يحتاجها كل �إن�سان �سوري‪ ،‬ينتظر �أن تُدار من �أول حلظة بد�أ فيه هذا اال�ستحقاق‬ ‫�أمور حياته من قبل املتطوعني لتقدمي التاريخي ‪ ..‬ويعلمون �أن الثورة مثلما تقتلع‬ ‫خدمات التعليم‪ ،‬الطبابة‪� ،‬إىل غريها من النظام العفن من جذوره ال�سامة‪ ،‬تكن�س‬ ‫اخلدمات الأ�سا�سية و�أولها احل�صول على االنتهازيني �أي�ض ًا من طريق العبور �إىل‬ ‫الغذاء‪ ،‬والك�ساء‪ ،‬وامل�أوى ملن حتطمت احلرية‬


‫‪issue 40 / dec 12th 26‬‬

‫القانون الدولي‪ ..‬وجرائم اإلبادة اجلماعية‬ ‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬فرا�س الزعيم‬ ‫يف البداي���ة يج���ب �أن نتع���رف عل���ى معنى‬ ‫م�صطل���ح الإب���ادة اجلماعي���ة يف القان���ون‬ ‫الدويل‬ ‫حي���ث �أن���ه ق���د ظه���ر م�صطل���ح « االبادة‬ ‫اجلماعي���ة « ر�سميا لأول م���رة يف التو�صية‬ ‫رقم ‪ 1/96‬ال�ص���ادرة عن اجلمعية العامة‬ ‫ل�ل�امم املتح���دة يف ‪ ،1946/12/11‬حيث‬ ‫�أدان���ت اجلمعي���ة العام���ة ه���ذه اجلرمي���ة‬ ‫بع���د �أن و�سمتها ب�أنها م���ن جرائم القانون‬ ‫الدويل وب�أنها حمل �إدانة العامل املتمدن ‪.‬‬ ‫يطل���ق ا�س���م الإب���ادة عل���ى �سيا�س���ة القتل‬ ‫اجلماع���ي املنظ���م ـ ع���اد ًة م���ا تق���وم به���ا‬ ‫حكوم���ات ولي�س���ت �أف���رادًا ـ �ض���د خمتلف‬ ‫اجلماعات‪.‬‬ ‫والفظاع���ات التي �إرتكب���ت �أثناء حماوالت‬ ‫الإب���ادة لطوائ���ف و�شع���وب عل���ى �أ�سا����س‬ ‫قوم���ي �أو عرق���ي �أو دين���ي �أو �سيا�س���ي‪،‬‬ ‫�صنف���ت كـجرمي���ة دولي���ة يف اتفاقي���ة منع‬ ‫جرمي���ة الإب���ادة اجلماعية والت���ي وافقت‬ ‫الأمم املتح���دة عليها باالجماع �سنة ‪1948‬‬ ‫وو�ضع���ت مو�ض���ع التنفي���ذ ‪ 1951‬بع���د �أن‬ ‫�صدق���ت عليه���ا ‪ 133‬دولة عل���ي االتفاقية‬

‫بينه���ا االحت���اد ال�سوفييت���ي (‪)1954‬‬ ‫والوالي���ات املتح���دة (‪ .)1988‬م���ن الدول‬ ‫العربي���ة �صدقت اململك���ة العربية ال�سعودية‬ ‫وم�ص���ر والع���راق والأردن والكوي���ت وليبيا‬ ‫واملغرب و�سوريا وتون�س‪ ,‬حيث ن�صت املادة‬ ‫الثاني���ة من ه���ذه االتفاقية عل���ى �أن �أي من‬ ‫الأفع���ال الآتي���ة املرتكب���ة بق�ص���د التدمري‬ ‫الكلي �أو اجلزئي جلماعة قومية �أو �إثنية �أو‬ ‫عرقية �أو دينية‪ ،‬ب�صفتها هذه‪:‬‬ ‫�أ‌‪ -‬قتل �أفراد اجلماعة‬ ‫ب‌‪� -‬إحل���اق �ضرر ج�س���دي �أو عقلي ج�سيم‬ ‫ب�أفراد اجلماعة‬ ‫ت‌‪� -‬إخ�ضاع اجلماعة عمدا لأحوال معي�شية‬ ‫يق�صد بها �إهالكها كليا �أو جزئيا‬ ‫ث‌‪ -‬فر�ض تدابري ت�سته���دف منع الإجناب‬ ‫داخل اجلماعة‬ ‫ج‌‪ -‬نقل �أطف���ال اجلماعة عنوة �إىل جماعة‬ ‫�أخرى‬ ‫وهنا �سوف نذكر البنود الثالثة الأوىل التي‬ ‫تتعلق يف ال�ش�أن ال�سوري كما جاء يف تعريف‬ ‫حمكمة اجلزاء الدولية‬ ‫�أ‌‪ -‬الإبادة اجلماعية بالقتل‬ ‫ق���د يتحقق ال�سلوك اجلرمي املكون للإبادة‬ ‫بقتل �شخ�ص �أو �أكرث من �إحدى اجلماعات‬ ‫املدرج���ة يف تعري���ف اجلرمي���ة‪ ،‬والقت���ل‬ ‫املق�ص���ود هنا هو القت���ل املن�صب على �أحد‬ ‫�أ�شخا�ص اجلماعة املعر�ضة للإبادة بق�صد‬ ‫�إماتت���ه‪ .‬ومبعنى �آخر ف�إن القتل ك�أحد �صور‬

‫ال�سل���وك اجلرم���ي يف ه���ذه اجلرمية يجب‬ ‫�أن يك���ون مق�ص���ودا ومقرتن���ا �أي�ضا بق�صد‬ ‫الإب���ادة للجماع���ة فالقتل غ�ي�ر املق�صود ال‬ ‫ميك���ن �أن ي�شك���ل �سلوك���ا جرمي���ا يف إ�ط���ار‬ ‫جرمية الإبادة اجلماعية‬ ‫ب‌‪ -‬الإب���ادة باحل���اق �أذى ب���دين �أو عقل���ي‬ ‫ج�سيم‬ ‫يت���م حتديد «الأذى البدين اجل�سيم» يف كل‬ ‫ق�ضي���ة على ح���دة‪ ،‬فلي�س هن���اك �ضابط �أو‬ ‫معي���ار واحد ميكن تطبيق���ه ب�ش�أن احلاالت‬ ‫كافة‪ ،‬وميكن تف�سري املق�صود بهذه ال�صورة‬ ‫م���ن �ص���ور ال�سل���وك اجلرم���ي ب�أن���ه الأذى‬ ‫ال���ذي ي�سبب �إ�ضرارا ج�سيم���ا بال�صحة‪� ،‬أو‬ ‫�إتي���ان �أفعال من �ش�أنها �إحداث �أذى ج�سيم‬ ‫لأع�ضاء الإن�س���ان الداخلية �أو اخلارجية �أو‬ ‫حلوا�س���ه‪ .‬فهي ق���د ت�شم���ل �إذا التعذيب �أو‬ ‫املعاملة غري الإن�سانية ‪ .‬وقد عد الإغت�صاب‬ ‫والعنف م���ن �أ�سو أ� الأفعال اجلرمية امل�سببة‬ ‫لأذى ج�سيم بدين ومعنوي يف �آن معا‪.‬‬ ‫وال ي�ش�ت�رط �أن يك ��ون الأذى الب ��دين �أو‬ ‫املعن���وي اجل�سي���م ذا �صف���ة دائم���ة �أو غري‬ ‫قابل ��ة للعالج‪ .‬كما ال ي�ش�ت�رط �أن ي�ؤدي �إىل‬ ‫التدم�ي�ر الف���وري �أو املبا�ش���ر للأ�شخا����ص‬ ‫املنتمني للجماعة حمل الإعتداء يف جرمية‬ ‫الإبادة اجلماعية ‪.‬‬ ‫ج‌‪ -‬الإب���ادة اجلماعي���ة بفر����ض �أح���وال‬ ‫معي�ش���ة يق�صد بها الت�سبب عمدا يف تدمري‬ ‫اجلماعة ماديا‬


‫‪27 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫تت�ضم���ن هذه ال�ص���ورة من �ص���ور ال�سلوك‬ ‫اجلرمي عددا م���ن الأفعال التدمريية التي‬ ‫ال ت����ؤدي فورا �أو مبا�ش���رة �إىل موت �أع�ضاء‬ ‫اجلماع���ة املعر�ضة له���ذه التداب�ي�ر‪ ،‬لكنها‬ ‫تهدف يف النهاي���ة �إىل التدمري املادي لهذه‬ ‫اجلماع���ة‪ .‬ومن �أمثل���ة على ه���ذه التدابري‬ ‫الإبعاد املنظم للأ�شخا�ص املنتمني للجماعة‬ ‫عن م�ساكنه���م ومواطنه���م‪ ،‬حرمانهم من‬ ‫املعونات واخلدمات الطبية ملدد طويلة ‪� ،‬أو‬ ‫حرمانهم من الغذاء ‪.‬‬ ‫وال ي�شرتط لقي ��ام اجلرمية يف هذه احلالة‬ ‫ان يتحقق الأثر املرجو من القيام بال�سلوك‬ ‫اجلرم���ي ف���ورا‪ ،‬فامل�س�ؤولي���ة اجلزائي���ة‬ ‫ع���ن جرمي���ة الإب���ادة اجلماعي���ة تنه����ض‬ ‫يف مواجه���ة مرتكبه���ا مبج���رد فر�ض هذه‬ ‫الأحوال املعي�شية عل���ى �شخ�ص �أو �أكرث من‬ ‫الأ�شخا����ص املنتم�ي�ن �إىل اجلماعة بق�صد‬ ‫تدمري اجلماعة كليا �أو جزئيا ‪.‬‬ ‫هن���ا يت�ض���ح �أن النظام ال�س���وري قام بفعل‬ ‫ك���ل �أو معظم م���ا جاء يف التعري���ف ال�سابق‬ ‫جلرائم االب���ادة اجلماعية من قت���ل �أفراد‬ ‫م���ن املجتم���ع ال�س���وري والقي���ام ب إ�حل���اق‬ ‫�ضرر ج�س���دي ج�سيم ب�أفراد هذه اجلماعة‬ ‫ع���ن طريق ممار�س���ة �شتى �أن���واع التعذيب‬ ‫اجل�س���دي والنف�سي وال���ذي �أدى يف حاالت‬ ‫كث�ي�رة اىل الوف���اة باال�ضاف���ة اىل اخ�ضاع‬ ‫اجلماع���ة عم���دا لأح���وال معي�شي���ة بق�صد‬ ‫اهالكها كليا �أو جزئيا كما ح�صل يف معظم‬ ‫املناط���ق ال�سورية م���ن قلة الغ���ذاء واخلبز‬ ‫ب�شكل خا�ص باال�ضافة اىل قلة الدواء ‪.‬‬ ‫وهن���ا يج���ب علين���ا الوق���وف �أم���ام م�س�ألة‬ ‫خطرية تهدد املجتمع ال�سوري ب�أكمله والتي‬ ‫تعد �أحد �أهم �أ�شكال االبادة اجلماعية وهي‬ ‫الأ�سلحة الكيماوية‪.‬‬ ‫فقد ت�ستخدم الأ�سلحة الكيميائية لتدمري �أو‬ ‫حتجيم �أو احلد من ن�شاط جمموعة ب�شرية‬ ‫معينة لتحقي���ق �أهداف خمتلف���ة‪ ،‬حيث �أن‬ ‫م���ا تتميز به الأ�سلحة الكيميائية هو الت�أثري‬ ‫غالبا عل���ى الكائنات احلي���ة فقط (خالفا‬ ‫للأ�سلح���ة النووي���ة الت���ي يك���ون تدمريه���ا‬ ‫�شامال ومتعديا حدود املكان اجلغرافية)‪.‬‬ ‫وت�صن���ف الأ�سلح���ة الكيميائي���ة ع���دة‬ ‫ت�صنيف���ات‪� ،‬إم���ا ح�س���ب �ش���دة ت�أثريها �أو‬

‫ح�س���ب �إمكانية ال�سيط���رة عليها واحلد من‬ ‫�سرعة انت�شارها‪.‬‬ ‫و ميك���ن تق�سي���م الأ�سلح���ة امل�ستخدم���ة يف‬ ‫احل���رب الكيماوي���ة �إىل «عوام���ل كيماوي���ة‬ ‫�سامة «و» غ���ازات قتال « ت�ت�راوح فاعليتها‬ ‫وت�أثريه���ا عل���ى الب�ش���ر‪ ،‬و»امل���واد املبي���دة‬ ‫للنب���ات» و»القناب���ل احلارق���ة»‪ .‬ويمُ ك���ن‬ ‫ا�ستخ���دام ع���دة و�سائ���ط لإي�ص���ال ه���ذه‬ ‫الأ�سلحة �إىل �أهدافها‪ ،‬كاملدفعية والهاونات‬ ‫وقناب���ل الطائ���رات وال�صواريخ والر�ش من‬ ‫اجلو والألغ���ام والقنابل اليدوي���ة وقاذفات‬ ‫اللهب ‪.‬‬ ‫وقد مت حت���رمي ا�ستخدام هذه الأ�سلحة من‬ ‫قبل الأمم املتحدة واملجتمع الدويل ‪.‬‬ ‫حيث اعتمد ن����ص اتفاقية حظ���ر الأ�سلحة‬ ‫الكيماوية يف م�ؤمتر نزع ال�سالح الذي عقد‬ ‫يف جني���ف بتاريخ ‪ 3‬ايلول ‪ ،1992‬وفتح باب‬ ‫التوقيع على االتفاقية يف باري�س بتاريخ ‪13‬‬ ‫كانون الثاين ‪ ،1993‬لتكون �أول اتفاقية على‬ ‫امل�ستوى الدويل يف جم���ال نزع ال�سالح يتم‬ ‫التفاو����ض ب�ش�أنها يف �إطار متعدد الأطراف‬ ‫ل�ضمان تعهد قاطع من املجتمع الدويل على‬ ‫�إزالة ن���وع كامل م���ن �أنواع �أ�سلح���ة الدمار‬ ‫ال�شامل حتت رعاية ورقابة دولية‪ .‬كما �أنها‬ ‫تخ�ضع جميع املخزون���ات الدولية للأ�سلحة‬ ‫الكيميائية ومرافق �إنتاجها ال�سابقة لنظام‬ ‫التحقق ال�شامل والعمل على تدمريها‪ .‬ومن‬ ‫ال�سمات الفريدة الت���ي تتميز بها االتفاقية‬ ‫�أنه���ا تـُه ّي���ئ لإمكاني���ة �إج���راء «تفتي����ش‬ ‫بالتحدي» وهو تفتي�ش م�ستعجل ُيجرى بنا ًء‬ ‫عل���ى ال�شك‪ ،‬يتيح لأية دولة طرف ت�ساورها‬ ‫�شكوك ب�ش�أن امتث���ال دولة طرف �أخرى يف‬ ‫االتفاقي���ة ‪� ,‬أن تطل���ب من املدي���ر العام �أن‬ ‫يوف���د فري���ق تفتي����ش �إىل الدول���ة امل�شكوك‬ ‫يف امتثاله���ا‪ .‬ومبوج���ب �إج���راء «التفتي����ش‬ ‫بالتح���دي» الذي تتيح���ه االتفاقية‪ ،‬تعهدت‬ ‫ال���دول الأط���راف بالتقيد باملب���د أ� القا�ضي‬ ‫ب�إجراء عمليات تفتي�ش يف �أرا�ضيها «يف �أي‬

‫وقت‪ ،‬ويف �أي مك���ان « من دون �أن يكون لها‬ ‫احلق يف �أن ترف�ض ذلك ‪.‬‬ ‫وبغية �ضمان تنفيذ االتفاقية ب�صورة فعالة‬ ‫يج���ب على الدول الأع�ضاء تعي�ي�ن �أو �إن�شاء‬ ‫«هيئة وطنية» تكون معنية بذلك ‪.‬‬ ‫وقد دعت منظمة حظر اال�سلحة الكيميائية‬ ‫دم�ش���ق اىل توقي���ع اتفاقي���ة حظ���ر ه���ذه‬ ‫اال�سلحة حيث �أنها من ال���دول القليلة التي‬ ‫مل توق���ع عل���ى ه���ذه االتفاقي���ة ‪ .‬وه���ذا ما‬ ‫يدع���و اىل ال�شك يف نية ه���ذا النظام جتاه‬ ‫الرت�سان���ة الكبرية من الأ�سلح���ة الكيماوية‬ ‫التي متلكها ‪.‬‬ ‫فلي����س م�ستبع���دا عل���ى هك���ذا نظ���ام �أن‬ ‫ي�ستخدم���ه البادة ال�شعب ال�سوري الذي ثار‬ ‫�ضده للإجهاز على هذه الثورة ‪.‬‬ ‫واجلدير بالذك���ر �أن �سوريا قامت بالتوقيع‬ ‫على اتفاقي���ة منع جرمية الإبادة اجلماعية‬ ‫مما يحت���م على النظام ال�س���وري �أن ميتثل‬ ‫جلمي���ع بنوده���ا ‪ ,‬وباعتب���ار �أن ا�ستخ���دام‬ ‫ال�س�ل�اح الكيم���اوي �ض���د ال�شع���ب ال�سوري‬ ‫الأع���زل ه���و م���ن �أن���واع جرائ���م الإب���ادة‬ ‫اجلماعية ‪ ,‬بالتايل على املجتمع الدويل �أن‬ ‫ميار�س �صالحياته املن�صو�ص عليها يف هذه‬ ‫االتفاقية من ناحية انزال العقوبات والردع‬ ‫وزي ��ادة ال�ضغوط علي ��ه وال �أن يغ�ض النظر‬ ‫ع���ن �أفعاله الوح�شية �ض���د ال�شعب ال�سوري‬ ‫البطل �أكرث من ذلك‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 28‬‬

‫حملة يومان لسوريا‬

‫يومان‬ ‫لسوريا‬

‫«يوم قريب‪� ،‬سيعلن �أبطال الثغور حترير الأر�ض… ونعود للأر�ض‪ ..‬نلتقي بالأهايل الذين‬ ‫ثبتوا وا�ستمروا يف الن�ضال هناك رغم ق�سوة الإ�ستبداد و�سطوة الإجرام‪..‬‬ ‫ولكن يا ترى‪ ..‬ماذا �سنقول يومها �أمام �أعينهم؟‬ ‫كيف �ساعدناهم على اخلال�ص والو�صول للن�صر؟ ومباذا م�سحنا عناءهم؟!‬ ‫لأج���ل ذل���ك ندعوكم التخ���اذ خط���وة وامل�ساهمة يف حملة (يوم���ان للث���ورة) لدعم �صمود‬ ‫الداخل‪..‬‬ ‫ته���دف احلمل���ة �إىل التحفيز على التربع للث���وار و�أحرار الداخل وتفعي���ل م�ساندة الأهايل‬ ‫املت�ضررين جراء �إجرام النظام ال�ساقط والتخفيف من معاناتهم‪.‬‬ ‫ربع «راتب يومني» من دخله ال�شهري للثورة‪..‬‬ ‫ويقوم مبد أ� احلملة على تخ�صي�ص املت ّ‬ ‫يتربع بها لأي جهة يثق بها �أي ًا كانت‪ ..‬وتركز احلملة على تو�ضيح �أثر هذا الدعم وما ميكن‬ ‫�أن ينجزه رغم ب�ساطة فكرته‪..‬‬ ‫ي�ش���ارك باحلملة جه���ات ثورية ع��� ّدة‪ ،‬وكربى �صفح���ات ومواق���ع وقنوات الث���ورة ال�سورية‬ ‫والداعمة لها‪..‬‬ ‫نلف���ت الإنتباه �إىل �أن احلملة غري تابعة لأي جهة كانت‪ ،‬وال تل ّبي م�صالح هيئة �أو كيان ما‪..‬‬ ‫�إمنا تنبع من ال�شعب ال�سوري املكافح و�إليه‪..‬‬ ‫‪www.2days4syria.com‬‬


29 issue 40 / dec. 12th


‫‪issue 40 / dec 12th 30‬‬

‫أس��لمة ش��عارات الث��ورة الس��ورية وأدبياتها‬

‫�إيالف ‪ /‬ه�شام منور‬

‫ال ميكن القول بداية �إن �أدبيات الثورة‬ ‫ال�سورية قد راكمت مبا يكفي لتعرب عن‬ ‫نف�سها �أو ًال وعن ح�شود م�ؤيديها تالي ًا‪،‬‬ ‫فما كتب حتى الآن جمرد «نثار» �أدبي‬ ‫و»خواطري» وجد يف و�سائل التوا�صل‬ ‫االجتماعي «متنف�س ًا» له يف ظل ان�شغال‬ ‫اجلميع بالعمل امليداين يف الوقت الراهن‪،‬‬ ‫وعليه‪ ،‬ف�إن اخلوف �أو التخوف من «امتالء»‬ ‫بع�ض الأدبيات بامل�صطلحات وال�شعارات‬ ‫الإ�سالمية غري دقيق يف ظل ق ّلته �أو ًال‪،‬‬ ‫ووجود مقابل «علماين» �أو «�إن�ساين» يعلي‬ ‫من �ش�أن مفاهيم الدميقراطية واحلرية‬ ‫والتعدد وقبول الآخر والت�سامح املجتمعي‪،‬‬ ‫على الرغم من كل ما جرى‪ ،‬وهو �أمر‬ ‫ميكن تلم�سه ب�سهولة لدى متابعة مواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي وبع�ض ما كتب حتى‬ ‫الآن‪.‬‬

‫ال يبدو م�سعى التخويف من النزعة‬ ‫«الإ�سالمية» للحراك ال�شعبي يف �سوريا‬ ‫مقت�صر ًا على خ�صومها فح�سب‪ ،‬تلك‬ ‫حقيقة وواقع بات يدركه ال�سوريون‬ ‫وهم يرون دماءهم ت�سيل على جنبات‬ ‫مظاهراتهم التي عرفت زخم ًا جماهريي ًا‬ ‫كبري ًا قبل �أن ت�سري بهم دروب احلراك‬ ‫يف دهاليز املواجهة الع�سكرية واالحرتاب‬ ‫الداخلي‪ ،‬بق�صد �أو من دون ق�صد‪ .‬فحتى‬ ‫احللفاء واملنا�صرون من خارج �سوريا‪،‬‬ ‫وهم طيف متنوع من �أق�صى ال�شرق‬ ‫الآ�سيوي (كاليابان) وحتى �أق�صى الغرب‬ ‫على �ضفتي الأطل�سي‪ ،‬مرور ًا بالدول‬ ‫العربية التي تفاوت حجم ت�أييدها‪ ،‬كانوا‬ ‫وال يزالون يخ�شون مما ي�سمونه «تفاقم»‬ ‫نزعة الأ�سلمة حلراك �سلمي �شعبي ملجتمع‬ ‫متعدد الإثنيات والطوائف واملذاهب‪ ،‬وما من املهم الت�أكيد على �أن م�سعى‬ ‫عرف احتقان ًا او احرتاب ًا طائفي ًا داخلي ًا «ا�ستدعاء» الإ�سالموفوبيا والتخويف من‬ ‫م�ساعي الأ�سلمة و»ال�سلفنة» لكل مناحيها‬ ‫فيما �سبق‪.‬‬

‫كان هدف ًا للآلة الإعالمية الر�سمية وكل‬ ‫من حالفها من �أدوات �إعالمية �إقليمية‬ ‫يف كل من لبنان والعراق وبع�ض الدول‬ ‫العربية التي كانت ترفع لواء «العروبة»‬ ‫و»القومية» يف مواجهة خ�صومها لي�سقط‬ ‫هذا القناع مع تهاوي ح�صون القومية‬ ‫يف العامل العربي مبجيء ربيعه‪ ،‬فبد�أ‬ ‫التجيي�ش الطائفي واحلر�ص على �إبراز‬ ‫توافد اجلهاديني �إىل �سوريا من كل بقاع‬ ‫العامل‪ ،‬ومواجهة امل�شروع الإخواين‪-‬‬ ‫ال�سلفي يف �سوريا‪ ،‬وحتفيز الأدوات‬ ‫املذهبية والطائفية ملواجهة احلراك‬ ‫ال�سوري الذي كان على امل�ستوى ال�شعبي‬ ‫والنخبوي راف�ض ًا ملفردات خطاب �إعالمي‬ ‫يجرمه وي�صفه بكل �أو�صاف التطرف‬ ‫والت�شدد واملغاالة‪ ،‬على مبد أ� «رمتني‬ ‫بدائها وان�سلت»‪ ،‬فيما كانت ذات الأدوات‬ ‫الإعالمية توجه خطابها يف الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫�إىل جمهورها الأقلوي والقومي (ولو من‬ ‫حيث الظاهر) للوقوف يف وجه الهجمة‬ ‫الإ�سالمية التي تتعر�ض لها �سوريا‪ ،‬يف‬


‫‪31 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫ا�صطفاف طائفي ومذهبي وحتى حزبي‬ ‫وجد ال�شعب ال�سوري نف�سه يف مواجهة‬ ‫خ�صوم ميتلكون كل و�سائل املواجهة �أمام‬ ‫�صوت هتافاته و�شعاراته الب�سيطة‪.‬‬ ‫«املوت وال املذلة» �شعار �سوري بامتياز‬ ‫ال يعدم املنقب عن جذوره التاريخي‬ ‫م�ستند ًا له‪ ،‬واملفاجئ �أن امل�ستند �سيكون‬ ‫هذه املرة مفارق ًا لكل ادعاءات اخل�صوم‬ ‫وتخر�صاتهم‪ ،‬فجذور ال�شعار الهتاف‬ ‫تعود �إىل الإمام احل�سني بن علي‪ ،‬ر�ضي‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬يف املعركة ال�شهرية التي‬ ‫ا�ست�شهد فيها وهو يقول‪� « :‬أال‪ ‬و�إن الدعي‬ ‫بن الدعي‪ ‬قد ركز بني اثنتني بني ال�سلة‬ ‫والذلة‪ ،‬وهيهات منا الذلة‪ ،‬ي�أبى اهلل لنا‬ ‫ذلك» وهو �شعار لطاملا ردده ال�شيعة يف‬ ‫منا�سبات ا�ستذكار الإمام احل�سني ر�ضي‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬لكنه �شعار مركوز يف غياهب‬ ‫الالوعي املجتمعي ال�سوري‪ ،‬وخرج حتت‬ ‫�شعار عري�ض ومعلن م�سمي ًا ثورته بثورة‬ ‫الكرامة‪.‬‬

‫�شعار «املوت وال املذلة» بقولهم‪« :‬املوز‪..‬‬ ‫وال البازالء»‪ ..‬وما دروا �أنهم بذلك مي�سون‬ ‫�شعار ًا يرددونه ب�أل�سنتهم دون �أن يجاوز‬ ‫عقولهم �أو حماكماتهم ملا ي�سخرون منه!؟‬ ‫لب احلراك ال�سوري‬ ‫حماولني الإيحاء �أن ّ‬ ‫هو مطالب �شعبية اقت�صادية بالدرجة‬ ‫الأوىل‪.‬‬

‫لن �أتو�سع يف �سرد ال�شعارات التي يرددها‬ ‫ال�سوريون يف كل مظاهرة تخرج يف كل‬ ‫جمعة‪ ،‬وال يف عناوين اجلمع التي اكت�ست‬ ‫عناوين وحدوية ومناطقية و�إثنية للت�أكيد‬ ‫على بعدها عن التطرف واالنق�سام‬ ‫واملذهبة التي يحاول خ�صومها ل�صقها‬ ‫بها‪ ،‬يكفي �أن تطالع على اليوتيوب‪ ،‬وهو‬ ‫امل�صدر الرئي�س للتوثيق بالن�سبة لل�سوريني‬ ‫يف الوقت الراهن‪ ،‬بعد �أن حترروا من عباءة‬ ‫�أي �إعالم موجه‪ ،‬حتى لو كان يخدمهم‬ ‫وي�ؤيدهم‪ ،‬فما ي�سمى بـ»ق�سم الثورة»‪،‬‬ ‫وهو �شعار يردده املتظاهرون يف كل جتمع‬ ‫يت�سنى لهم اخلروج فيه‪ ،‬يطفح بالت�أكيد‬ ‫على معامل ن�ضج �سيا�سي رغم �شعبية‬ ‫الطريف يف الأمر �أن كثري ًا من خ�صوم احل�ضور يف كثري من الأحيان‪ ،‬وبا�ستثناء‬ ‫الثورة ال�سورية مل يفت�ؤوا يهز�ؤون من لفظ الق�سم «�أق�سم باهلل العظيم» بداية‬

‫الق�سم‪ ،‬و»�إعالء كلمة اهلل» يف نهايته‪ ،‬ترن‬ ‫عبارة لها وقع قل نظريه بالن�سبة جلمهور‬ ‫متحم�س يف ظروف ا�ستثنائية «�أال �أكون‬ ‫طائفي ًا و�أن �أكون مت�ساحم ًا» دون �أن تقلل‬ ‫من وقعها عبارة «و�أن �أنتقم ممن �سفك‬ ‫دماء ال�سوريني»‪ ،‬فاالنتقام �شيء‪ ..‬واحلقد‬ ‫الطائفي �أو املذهبي �أو الإثني �شيء �آخر‪،‬‬ ‫وهو ال يعدو (�أي االنتقام) �أن يعرب �شعبي ًا‬ ‫عن مفهوم العدالة والق�صا�ص ال �أكرث‪.‬‬ ‫نقطة �أخرية ال بد من الإ�شارة �إليها‪،‬‬ ‫وهي �أن اخلطاب الر�سمي ال�سوري يطفح‬ ‫بالرتكيز على �شعار «�آخر معاقل العلمانية»‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وهو �شعار ال يقل ا�ستفزاز ًا‬ ‫بالن�سبة ل�شعوب املنطقة ب�أ�سرها ومن كل‬ ‫التوجهات الفكرية‪ ،‬يف ظل �ضعف متثيله‬ ‫وح�ضوره على م�ستوى اخلطاب ال�شعبي‬ ‫وما يحمل من دالالت «�إق�صائية» للدين‬ ‫من املوروث اجلمعي ل�شعوب املنطقة‪،‬‬ ‫الأمر الذي قد يربر‪ ،‬من وجهة نظر‬ ‫البع�ض‪ ،‬لكثري من ال�شعارات واخلطابات‬ ‫التي قد تكت�سي طابع ًا �إ�سالمي ًا من باب‬ ‫النكاية‪ ..‬لي�س �إال‪.‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 32‬‬

‫املؤامرة ‪ ،،‬أفيون الشعوب العربية املقهورة!!‬ ‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬فوزي مهنا‬ ‫مم���ا ال �ش���ك في���ه �أن امل�ؤام���رة لي�س���ت‬ ‫وليدة ال�ساعة بل قدمية جد ًا قدم وجود‬ ‫الإن�س���ان عل���ى ه���ذه الطبيع���ة‪ ،‬وتاري���خ‬ ‫الب�شرية حافل بحياك���ة �أ�شنع امل�ؤامرات‬ ‫و�أخطره���ا‪ ،‬منه���ا م���ا �أ�صابه���ا النجاح‬ ‫ومنها ك���ان ن�صيبها الإخفاق‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫�أن امل�ؤام���رة ق���د لعب���ت دور ًا كب�ي�ر ًا يف‬ ‫م�ص�ي�ر ال�شع���وب والأمم‪ ،‬خا�ص��� ًة الأمة‬ ‫العربية التي غا�صت حتى �أذنيها يف وهم‬ ‫امل�ؤام���رة وباتت تنام وت�صح���و على وقع‬ ‫ه���ذا الغ���ول املتوح�ش‪ ،‬وما يج���در ذكره‬ ‫هن���ا ه���و �أن ه���ذا امل�صطل���ح مل يرتبط‬ ‫بح�ض���ارة �أو �أم���ة م���ن الأمم ومل يتع�شق‬ ‫بها‪ ،‬مقدار ما ارتبطت به وتع�ش ّقت هذه‬ ‫الأم���ة م���ن حميطه���ا �إىل خليجها‪ ،‬حتى‬ ‫وقعت �ضحية تل���ك الهواج�س‪ ،‬وما رافق‬ ‫ذل ��ك من حال ��ة انحطاط وتخل ��ف‪ ،‬نتج‬ ‫عنه���ا هزائم ح�ضارية وعلمي���ة وثقافية‬

‫يف �آن‪.‬‬ ‫يقودنا ذل���ك لل�س�ؤال ال���ذي يطرح نف�سه‬ ‫با�ستمرار ه���و ملاذا وحدن���ا نحن العرب‬ ‫من ابتل���ي بهذا الوباء الفت���اك؟ وما هي‬ ‫حقيقة الأ�سب���اب الكامنة وراء ذلك؟ ثم‬ ‫من امل�ستفيد من وجود مثل هذا ال�سرطان‬ ‫القات���ل يف ظ���ل حال���ة التخل���ف املزري���ة‬ ‫الت���ي تعي�شه���ا ه���ذه الأمة؟ �أم���ا الإجابة‬ ‫عل���ى ذل���ك فبب�ساطة ه���ي �أن امل�ؤامرة ال‬ ‫تفع���ل فعلته���ا �إال لدى ال�شع���وب املقهورة‬ ‫واملغل���وب عل���ى �أمرها حتى بات���ت �أفيون‬ ‫هذه ال�شعوب‪� ،‬أم��� ّا امل�ستفيد الأكرب بهذه‬ ‫احلال���ة فهي الأنظم���ة الديكتاتورية التي‬ ‫ال ت�ستطي���ع �ضمان التحكم مبلكية البالد‬ ‫والعب���اد �إال من خالل اللجوء ل�شتى �أنواع‬ ‫و�سائ���ل القمع واال�ستب���داد وزرع اخلوف‬ ‫وانع���دام الوعي وفق���دان الثقة يف نفو�س‬

‫عامة النا�س‪ ،‬حتى باتت هذه الأنظمة ال‬ ‫تت�صل مع مواطنيها �إال بعاطفة اخلوف‪،‬‬ ‫وما ذلك �إال كي حتافظ على م�صاحلها‬ ‫جاثم���ة على �صدر ه���ذه ال�شع���وب‪ ،‬و�إن‬ ‫قمت ب�س�ؤاله���ا عن �سر تخل���ف �أوطانها‬ ‫وانع���دام فر�ص التنمي���ة لديها لأجابتك‬ ‫على الفور كما يجيب الولد العاق‪ ،‬الذي‬ ‫ُي�ص ِّنع بنف�سه وهم ًا ا�سمه امل�ؤامرة فكلما‬ ‫�س�ألته ملاذا ال تنجح وملاذا ال تكون كغريك‬ ‫من املجتهدين؟ يجيبك دون تردد ب�أن ال‬ ‫�أحد ُي ِح ُّبني‪ ،‬الك���ل يكرهني والكل يريد‬ ‫النيل من���ي‪ ،‬مع �أين �أ�شطرهم و�أقواهم‪،‬‬ ‫�أال تراهم يت�آمرون علي‪.‬‬ ‫ولتربير حالة التخلف املزرية التي تعي�شها‬ ‫ال�شعوب العربية ول�ضمان ا�ستمرار تلك‬ ‫الطغمة يف نهب الب�ل�اد والعباد ف�إنها ال‬ ‫جت���د �سبي ًال �أو �إلهام��� ًا رباني ًا �أف�ضل من‬ ‫هذه الو�صفة ال�سحري���ة املتمثلة بفزاعة‬


‫‪33 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫امل�ؤامرة التي �أثبت التاريخ العربي قدميه‬ ‫وحديث���ه �أن احلاك���م العرب���ي ال ي�ستطيع‬ ‫اال�ستمرار يف التحكم بالرعية دون وجود‬ ‫بحروب‬ ‫�أع���داء وهميني �أو �إ�شغ���ال الأمة‬ ‫ِ‬ ‫خارجي���ة ال طائ���ل له���ا‪ ،‬واملتتب���ع لذلك‬ ‫التاري���خ ف�إن���ه يج���د يف بط���ون الكتب ما‬ ‫يثبت مبا ال ي���دع ال�شك ب�أن هذه الو�صفة‬ ‫لن ومل تفارق الذهنية العربية منذ قدمي‬ ‫الزمان‪ ،‬والأمثلة على ذلك عديدة ولي�س‬ ‫�أدل عل���ى ذل���ك م���ا ح�صل م���ع اخلليفة‬ ‫الرا�ش���دي عثم���ان ب���ن ع َفان م���ع بداية‬ ‫الق���رن الأول للهج���رة‪ ،‬ف����أي عاق���ل هذا‬ ‫ميكن �أن ي�صدق �أن الفتنة التي أ�ملّت ب�أمة‬ ‫امل�سلمني �آنذاك‪ ،‬عندما ثارت �شعوب كل‬ ‫من م�ص���ر والعراق على اخلليفة عثمان‪،‬‬ ‫وقدم���ت �إىل املدين���ة ملحا�سبته وما رافق‬ ‫ذلك م���ن مناو�شات انته���ت بقتله‪ ،‬نقول‬ ‫�أي عق���ل ملوث هذا ميك���ن �أن ي�صدق �أن‬ ‫كل م���ا حدث كان نتيج���ة م�ؤامرة حاكها‬ ‫�شخ����ص واحد ه���و (عبداهلل ب���ن �سب�أ)‬ ‫و�أن ك���ل م���ا تتعر�ض ل���ه ه���ذه الأمة من‬ ‫خماطر وتهدي���دات وما متر به من وهن‬ ‫وانق�سامات ثم تناحرها يف موقعة �صفني‬ ‫ب�ي�ن كل م���ن عل���ي ومعاوي���ة‪� ،‬إىل فقدان‬ ‫فل�سطني و�أجزاء �أخرى من هذا الوطن‪،‬‬ ‫وم���ا أ� ّمل به���ا من كوارث وحم���ن وهزائم‬ ‫حتى �إحراق بوعزيزي نف�سه‪� ،‬إال امتداد ًا‬ ‫لتل���ك امل�ؤام���رة التي خطط له���ا ونفذها‬ ‫ذلك اليه���ودي (ال�سوبرمان) وغريه من‬ ‫املت�آمرين‪ ،‬ولي�س انته���ا ًء بالت�آمر الكوين‬ ‫الذي يخيط م�ؤامراته اليوم �شرق ًا وغرب ًا‬ ‫للنيل م���ن نظام املقاوم���ة واملمانعة!! مع‬ ‫�أن الكث�ي�ر من النق���اد والباحثني العرب‬ ‫منه���م الدكت���ور ط���ه ح�سني ق���د �أجمعوا‬ ‫على �أن �شخ�صية بن �سب�أ لي�ست �إال وهم َا‬ ‫م���ن الأوه���ام‪ ،‬و�أن تل���ك ال�شخ�صي���ة قد‬ ‫اخرتعه���ا املخرتعون حلاجة يف �أنف�سهم‬ ‫وبالت���ايل فال وجود له‪ ،‬وحجة طه ح�سني‬ ‫يف ذل���ك �أن امل�سلمني مل يكونوا يف ع�صر‬ ‫عثمان من الوهن بحي���ث يعبث بعقولهم‬ ‫و�آرائهم و�سلطانه���م طارئ يهودي �أ�سلم‬ ‫م�ؤخر ًا‪.‬‬

‫نخل����ص للق���ول �إىل �أن امل�ؤام���رة الت���ي‬ ‫ي�صدع���ون ر�ؤو�سن���ا به���ا ليل نه���ار‪� ،‬إمنا‬ ‫ِّ‬ ‫هي �صناع���ة عربية بامتياز تقوم بحياكة‬ ‫خيوطها �أنظم���ة اال�ستبداد عرب فقهائها‬ ‫ومنظومته���ا املخابراتي���ة القمعي���ة التي‬ ‫ُت ّ�ص ِن ُعه���ا على مقا�س ال�شع���وب العربية‪،‬‬ ‫وذل���ك به���دف ن�شر ثقافة اخل���وف وزرع‬ ‫الرع���ب ب�ي�ن جميع �أبن���اء املجتم���ع‪ ،‬وما‬ ‫ح ��االت التخل ��ف والتجزئ ��ة واالنحطاط‬ ‫الت���ي ت�شهده���ا جمتمعاتن���ا العربي���ة �إال‬ ‫نتيجة حتمي���ة حلكم اال�ستب���داد لأن لب‬ ‫م�س�أل���ة التخل���ف �إمن���ا هو بني���ة تت�صف‬ ‫بالقم���ع والقهر والت�سل���ط والر�ضوخ‪� ،‬أي‬ ‫بحرمان الإن�سان م���ن �إن�سانيته وامتهان‬ ‫كرامت���ه‪ ،‬حتى �أ�صب���ح الإن�س���ان العربي‬ ‫نف�س���ه يف �ض���وء �سل���ب حريت���ه وامتهان‬ ‫كرامته‪ ،‬وم�صادرة �إن�سانيته عقبة ك�أداء‬ ‫يف مواجه���ة �أي تغي�ي�ر ي�شه���ده املجتمع‪،‬‬ ‫وخ�ي�ر دليل عل���ى ذلك م���ا ن�شاهده على‬ ‫م���دار ال�ساحة العربية قاطب��� ًة وال�سورية‬

‫خا�ص ًة من تخندق ه���ذا الإن�سان املقهور‬ ‫مبواجه���ة م���ا يح�ص���ل م���ن حم���اوالت‬ ‫التغي�ي�ر الهادف���ة لتحري���ره م���ن ن�ي�ر‬ ‫العبودي���ة واال�ستعب���اد التي ي���رزح حتتها‬ ‫على مدار العق���ود املا�ضية‪ ،‬كل ذلك من‬ ‫�أجل احلفاظ عل���ى قهره وتخلفه وتبعيته‬ ‫لقائ���ده املف���دى لي����س �إال‪ ،‬وحقيقة ذلك‬ ‫يع���ود �إىل �أن عالقات الت�س ّلط والتخويف‬ ‫والعن���ف تل���ك �إمن���ا تتغلغ���ل يف ن�سي���ج‬ ‫الذهني���ة املتخلف���ة‪ ،‬ليتحول عل���ى �أثرها‬ ‫بخ�سة ي�سهل اقتياده‬ ‫الإن�س���ان �إىل قيمة ُم ِ‬ ‫كم���ا يق���ول الدكتور م�صطف���ى حجازي‪،‬‬ ‫لذلك ال غرابة يف �أن ت�صبح بالد العرب‬ ‫�أوطاين يف عداد الدول املتخلفة بل الدول‬ ‫التي �ستخ���رج �إن مل تكن قد خرجت بعد‬ ‫م���ن ح�ساب���ات التاريخ �إىل غ�ي�ر رجعة‪،‬‬ ‫حت���ى باتت العروبة على حد قول الراحل‬ ‫نزار قباين تختجل من عروبتنا وتختجل‬ ‫الرجول���ة م���ن رجولتن���ا ويلعنن���ا ه�ش���ام‬ ‫والوليد!!‬


‫‪issue 40 / dec 12th 34‬‬

‫ظالم يخيم على العاصمة‪..‬‬ ‫وقطع عشوائي للكهرباء يزيد عن ‪ 8‬ساعات‬ ‫خا�ص ‪ /‬غزل ب�شارة‬

‫‪� 7‬ساعات خالل ال�شتاء‪ ،‬ولكن الواقع‬ ‫ي�شري �أن هذه ال�ساعات تتجاوز الرقم‬ ‫الذي حددته الوزارة بكثري يف بع�ض‬ ‫املناطق‪.‬‬ ‫ولعل هذا احلال املظلم الذي تعي�شه‬ ‫العا�صمة ترافق مع ت�أفف كبري من قبل‬ ‫�سكان املدينة‪ ،‬والذين يتحدثون عن‬ ‫و�ضع بات اليطاق وخا�صة يف الأيام‬ ‫التي ترتكز فيه �ساعات القطع على‬ ‫الفرتات امل�سائية‪ ،‬هذا عدا �أن الفواتري‬ ‫ت�أتي مرتفعة لدرجة ت�صيب املواطن‬ ‫بالذهول‪.‬‬ ‫�إال �أنه ويف كل الأحوال ف�إن �سكان دم�شق‬ ‫وبع�ض �أريافها التي التزال �آمنة‪ ،‬مازالوا‬ ‫م�صنفني من الفئات املدللة بالن�سبة‬ ‫للنظام‪ ،‬على اعتبار �أن املناطق الثائرة‬ ‫حترم من هذه الطاقة على مدار �أيام‬ ‫متتالية و�أحيان ًا �أ�سابيع‪ ،‬حتى �إن بع�ض‬ ‫املناطق مل تعد ترى الكهرباء‪.‬‬

‫تتواىل الأزمات على ال�سوريني يومي ًا‬ ‫ليحتل مو�ضوع انقطاع التيار الكهربائي‬ ‫�أبرزها على اعتبار �أن هذه الطاقة‬ ‫�أ�ضحت اليوم �ضرورية للتدفئة مع‬ ‫نق�ص حاد تعاين منه �سورية يف ت�أمني‬ ‫الوقود الالزم للمواطنني هذا ال�شتاء‪،‬‬ ‫حيث زادت �ساعات انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي يف مدينة دم�شق لتزيد عن ‪8‬‬ ‫�ساعات‪ ،‬وحتى يف �أكرث املناطق مركزية‬ ‫يف العا�صمة‪.‬‬ ‫ولعل ما اعتاد عليه ال�سوريون على مدار‬ ‫ال�سنوات املا�ضية حول �إ�صدار ما ي�سمى‬ ‫بربامج التقنني كانت ت�ساعد املواطن‬ ‫على �أقل تقدير يف برجمة حياته ح�سب‬ ‫�ساعات القطع‪ ،‬حرم منها اليوم‬ ‫ليتحول القطع مع بداية ف�صل ال�شتاء‬ ‫�إىل ع�شوائي‪ ،‬وغري منتظم حيث‬ ‫الميكن حتى توقع �ساعاته‪ ،‬واكتفت‬ ‫وزارة الكهرباء بت�صريح جاء على ويف حتليل عن و�ضع الطاقة الكهربائية‬ ‫ل�سان وزيرها حددت فيه �أن �ساعات �أ�شار �أحد اخلرباء االقت�صاديني رف�ض‬ ‫القطع بالن�سبة لدم�شق �ست�صل �إىل ذكر ا�سمه لأ�سباب �أمنية �إىل �أن‬

‫النظام ال�سوري يعاين اليوم من �ضغط‬ ‫كبري على هذه الطاقة خا�صة �أن معظم‬ ‫ال�سوريون يلج�ؤون �إىل هذا امل�صدر‬ ‫للتدفئة مع �أزمة حقيقية يعاين منها‬ ‫النظام �أي�ض ًا يف ت�أمني مادة املازوت‬ ‫الغري متوفرة اليوم بالكميات املطلوبة‪.‬‬ ‫وتابع اخلبري �أن النظام يجد �صعوبة يف‬ ‫ت�أمني مادة الفيول الأ�سا�سية يف ت�شغيل‬ ‫حمطات توليد الطاقة على اعتبار‬ ‫�أن ن�صف كمية الفيول امل�ستخدمة‬ ‫يف ت�شغيل تلك املحطات ت�ستورد من‬ ‫اخلارج‪ ،‬وهو �أمر بات بالغ ال�صعوبة‬ ‫مع العقوبات االقت�صادية التي فر�ضت‬ ‫على النظام ال�سوري‪ ،‬وي�ضاف �إىل‬ ‫ذلك ال�صعوبات التي تواجه �صهاريج‬ ‫نقل الوقود �إىل املحطات ب�سبب الفلتان‬ ‫الأمني على الطرقات‪.‬‬ ‫ليتابع اخلبري �أن ذلك ف�ض ًال عن �أعمال‬ ‫التخريب التي تتعر�ض له حمطات توليد‬ ‫الكهرباء‪ ،‬والتي تزيد من الو�ضع �سوء ًا‬ ‫وت�ساهم يف زيادة �ساعات التقنني يف‬ ‫العا�صمة‪ ،‬وهي عوامل توقع النظام يف‬ ‫م�أزق ت�أمني هذا امل�صدر الهام للطاقة‪.‬‬


‫‪35 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬جفرا بهاء‬

‫نتربى على الكذب‪..‬‬ ‫الكذب أبيض للرجال وأسود للنساء‬

‫لأ َّننا مازلن���ا نعي�ش يف املوروث ال�شعبي‪،‬‬ ‫فالك���ذب لي����س عيب��� ًا‪ ،‬و إ�من���ا ه���و ملح‬ ‫الرج���ال و�سك���ر الن�س���اء‪ ،‬وال ي�سج���ل‬ ‫للماغ ��وط براءة اخرتاع لعيد الكذب يف‬ ‫م�سرحيته»غربة»�إذ �إن العامل كله يحتفل‬ ‫بعي���د للك���ذب �سنوي��� ًا‪ ،‬ولك���ن ي�سجل له‬ ‫اعتب���اره كذب الرجال �أبي�ض فيما كذب‬ ‫الن�س���اء �أ�س���ود‪ ،‬وبالنتيجة ك ّل���و بيكذب‬ ‫على ك ّلو‪..‬‬ ‫الرجل الذكي هو الذي يكذب ويكذب وال‬ ‫ت�ضبطه زوجته متلب�س ًا‪ ،‬واملر�أة الذكية‬ ‫هي التي تقنع رجلها �أنها الأكرث �صدق ًا‬ ‫و�شفافية بني ن�ساء الأر�ض‪ ،‬و�ضمن لعبة‬ ‫التذاكي ينك�شف االثنان‪ ،‬ومهما كان‬ ‫لونه‪ ،‬فالكذب خطيئة‪ ..‬ولكن الكذبة‬ ‫الأوىل مع الر�ضعة الأوىل‪.‬‬ ‫اجتماعي ًا نعرتف بالكذب ونختلق‬ ‫له املربرات‪ ،‬ت�ساعدنا العادات على‬ ‫ذلك‪ ،‬ونر�ضعه منذ ال�صغر مع �أول‬ ‫كذبة نعي�شها بالر�ضعة اال�صطناعية‬

‫بدل حليب الأم‪ ،‬وتدريجي ًا نتعاي�ش معه‬ ‫لي�صبح جزء ًا من يومياتنا‪.‬‬

‫وثمة فرق بني كذب الرجل وكذب‬ ‫املر�أة‪ ،‬فالرجل عندما يكذب فلأنه‬ ‫ي�شعر بقرارة نف�سه �أنه وبتخليه عن‬ ‫حياة العزوبية ودخوله القف�ص الذهبي‬ ‫�إمنا ي�ضحي بحريته‪ ،‬ويفرت�ض �أن حقه‬ ‫على زوجته ب�أن ال ت�ضيق عليه اخلناق‬ ‫ب�أ�سئلتها و�إحلاحها‪ ،‬وتفادي ًا للتوتر‬ ‫ي�ضطر �أن يكذب يف بع�ض الأمور غري‬ ‫املهمة»من وجهة نظره»كمكان تواجده‪،‬‬ ‫�أو �سبب ت�أخره‪ ،‬ولكذب الرجل �أحيان ًا‬ ‫دوافع �إيجابية كمجاملة زوجته ببع�ض‬ ‫عبارات الغزل على �سبيل»جربان‬ ‫اخلاطر»وهذا كله يدخل �ضمن تو�صيف‬ ‫الكذب الأبي�ض‪� ،‬أما الكذب الأ�سود فهو‬ ‫الذي �إن انك�شف ال يغتفر‪ ،‬وقد يهدم‬ ‫حياة كاملة كاخليانة مث ًال‪.‬‬

‫قد تكون �أكرث مهارة بالكذب‪ ،‬ومتيزها‬ ‫يتجلى ب�أنها هي نف�سها ت�صدق كذبتها‪،‬‬ ‫وقد تتفاعل مع الق�صة التي اختلقتها‬ ‫فتبكي �إذا كان ذلك �ضروري ًا‪.‬‬ ‫كذب املر�أة غري مربر اجتماعي ًا غالب ًا‪،‬‬ ‫فما �إن تنك�شف الكذبة حتى تفقد ثقة‬ ‫زوجها �أو عائلتها �إن مل يكن للأبد‪،‬‬ ‫فلفرتة طويلة‪ ،‬و�ضمني ًا تعرف املر�أة‬ ‫�أنها �ستق�ضي معظم عمرها تدفع ثمن‬ ‫كذبة‪ ،‬بينما تق�ضي اجلزء املتبقي من‬ ‫حياتها متجاهلة كذب �شريكها‪ ،‬موهمة‬ ‫�إياه �أنها تعي�ش يف عامل �آخر من الثقة‬ ‫املطلقة لت�صل للحظة ت�صدق هي‬ ‫نف�سها �أنه ال يكذب فرتتاح وتريح‪..‬‬

‫يقال �إن الن�ساء متلك رادارات‬ ‫عالية اجلودة لك�شف كذب الرجال‪،‬‬ ‫بينما ميلك هو ما يكفي من احلرية‬ ‫لي�ضبطها متلب�سة عندما تكذب‪،‬‬ ‫وت�صبح عبارة»اكذب‪ ...‬اكذب‪ ...‬حتى‬ ‫الزوج يكذب على زوجته‪ ،‬وال�شاب على ي�صدقك النا�س» �شعار ًا يرفعه اجلميع‬ ‫حبيبته‪ ،‬وهذا لي�س قاعدة‪� ،‬إذ يخطئ لنكت�شف �أننا ق�ضينا حياتنا �إما كاذبني‬ ‫من يظن �أن املر�أة �ضحية هنا‪ ،‬لأنها �أو مكذوب ًا علينا‬


‫‪issue 40 / dec 12th 36‬‬

‫منظومة مؤسسات مجتمع مدني سورية تطلق حملة‬ ‫«تطوع»‪ ..‬لتحفيز الشباب على العمل التطوعي‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫�أعلى)‪ ،‬وذلك يوم ‪ 28‬دي�سمرب‪� ،‬أما‬ ‫العا�صمة الرتكية ا�سطنبول ف�ست�شهد‬ ‫ال يكل احلراك املدين ال�سوري عن �إقامة برنامج (�سفراء التنمية) يومي‬ ‫العمل ل�صالح �أبناء جمتمعه‪ ،‬وتتقاطر ‪ 16 - 15‬دي�سمرب‪.‬‬ ‫الأعمال التطوعية واخلريية املتنوعة‬ ‫لتقدم لهم العون الذي يحتاجونه‪ .‬وي�شري معاذ ال�سباعي ‪ /‬رئي�س منظومة‬ ‫وتزامن ًا مع اليوم العاملي للتطوع‪� ،‬أطلقت (وطن) �إىل �أن «احلملة اجلديدة ت�سعى‬ ‫م�ؤخر ًا منظومة (وطن) ال�سورية حملة لتحفيز اجلمهور على العمل التطوعي‬ ‫«تطوع»‪ ،‬وهي حملة تهدف �إىل ن�شر وا�ستقطاب املزيد من الأع�ضاء‬ ‫الوعي مبفهوم العمل التطوعي‪ ،‬والعمل للمنظومة ب�سبب احلاجة لأكرب عدد‬ ‫اجلماعي‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدين‪ ،‬من املتطوعني لتفعيل امل�شاريع الكبرية‬ ‫وذلك مب�شاركة نخبة من املدربني التي نقوم بالتخطيط لها»‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫املحرتفني يف جماالت العمل االداري‪ ،‬ال�سباعي «�ﻷﻥ ﻧﻬ�ﻀﺔ �ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺗﻌﻨﻴﻨﺎ‪،‬‬ ‫والإعالم‪ ،‬وعلم النف�س‪ ،‬يف ٍ‬ ‫عدد من ﻭﻻﻧﻨﺎ ﺣﺮﻳ�ﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺗﻤﻴﻊ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫الدول العربية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫ﺍﺠﻟﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻟﺒﻨﺎء ﻧﻬ�ﻀﺔ �ﺳﻮﺭﻳﺎ‪،‬‬ ‫ﻭ�ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻤﻟ�ﺆ�ﺳ�ﺴﺎﺗﻲ ﻫﻮ �ﺃ�ﺳﺎ�ﺱ ﺑﻨﺎء‬ ‫وت�ستمر احلملة التطوعية اجلديدة ﺍﻤﻟﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬فقد ﺟﺎءﺕ ﻓﻜﺮﺓ (ﻭﻁﻦ)‬ ‫خالل الفرتة ‪ 26-5‬دي�سمرب لعام ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣ� ً‬ ‫ﺸﺮﻭﻋﺎ لبناء الوطن‪ ،‬وخطوات‬ ‫‪2012‬م‪ ،‬حيث �سيتم يف العا�صمة على ت�أ�سي�س عمل جماعي ي�صب ﻲﻓ‬ ‫الكويتية‪ ،‬عقد دورة (العمل اجلماعي) ﻣ�ﺼﻠﺤﺔ ﺍﻤﻟﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟ�ﺴﻮﺭﻱ»‪.‬‬ ‫يومي ‪ 12‬و ‪ 13‬دي�سمرب‪ ،‬ودورة (�إدارة وهذا ويذكر ان وطن هي ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫الفرق) يومي ‪ 26-25‬دي�سمرب‪ ،‬كما ﻣ�ﺆ�ﺳ�ﺴﺎﺕ ﺠﻣﺘﻤﻊ ﻣﺪﻲﻧ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ‬ ‫�ستعقد مبدينة جدة �أعمال (ملتقى ﺍﻤﻟ�ﺴﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﺗﻌﻤﻞ على ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫العمل اخلريي) يوم ‪ 18‬دي�سمرب‪ ،‬ﻣ�ﺆ�ﺳ�ﺴﺎﺕ ﺍﻤﻟﺠﺘﻤﻊ ﺍﻤﻟﺪﻲﻧ ﻲﻓ ﺍﻤﻟﺠﺘﻤﻊ‬ ‫بينما �ست�شهد العا�صمة الريا�ض تنظيم ﺍﻟ�ﺴﻮﺭﻱ‪ ،‬ﻭتقوم ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻤﻟ�ﺆ�ﺳ�ﺴﺎﺕ‬ ‫ملتقى تدريبي بعنوان (�سوريا‪..‬مهارات‬

‫ﻛﻮﺍﺩﺭ �ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻣﺘﺨ�ﺼ�ﺼﺔ‪ ،‬ﻭهي ﻟﻜﻞ‬ ‫ﺍﻟ�ﺴﻮﺭﻳﻦﻴ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻧﺘﻤﺎءﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬وحتر�ص على بناء‬ ‫ﺍ�ﻹﻧ�ﺴﺎﻥ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻡ‬ ‫ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻲﻓ ﺍﻤﻟﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وامل�ساهمة‬ ‫يف ﺍﻟﺘ�ﺄﺛﺮﻴ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟ�ﺴﻴﺎ�ﺳﻴﺔ يف‬ ‫�سوريا ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻤﻟ�ﺴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺪﻡ‬ ‫ﺍﻟﻮﻁﻦ ﻭﺍﻤﻟﻮﺍﻁﻦ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﻟﻘﻮﻕ‬ ‫ﻭﺍﻤﻟﻜﺘ�ﺴﺒﺎﺕ‪.‬‬


37 issue 40 / dec. 12th


‫‪issue 40 / dec 12th 38‬‬

‫احلب مرة أخرى‬

‫الى عمرو سعد في عيد ميالده السابع‬ ‫والعشرين‬

‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬

‫يف �صباح هذا اليوم‪،١٩٨٥-١١-٢٧ ،‬‬ ‫منذ ‪� ٢٧‬سنة ولد ابني البكر عمرو‪.‬‬ ‫وت�شاء ال�صدف ان تكون والدته يف‬ ‫حلب‪ ،‬املدينة التي تولد الآن من رحم‬ ‫الثورة مع خما�ض �صعب‪ ،‬وان ت�صر‬ ‫زوجتي ان تكون الوالدة يف بيت اهلها‪،‬‬ ‫فهي ال تثق بامل�ست�شفيات‪ ،‬خا�صة وان‬ ‫امها قد ولدت ن�صف اطفال ازرع‬ ‫بيديها ال�ساحرتني‪.‬‬ ‫يف الرابعة والن�صف من ذلك ال�صباح‪،‬‬ ‫اطلق عمرو بن ميخائيل عطية ابراهيم‬ ‫�سليمان �سعد �صرخته االوىل معلنا‬ ‫قدومه اىل احلياة دون ان يعرف ماذا‬ ‫ينتظره فيها‪ ،‬وال اي اللغات �سيتكلم‬ ‫رغم انه‪ ،‬كما �صرح فيما بعد‪� ،‬سمع‬ ‫فريوز ووديع ال�صايف ون�صري �شم�س‬ ‫الدين وام كلثوم وفهد بالن‪ ،‬وهو ما‬ ‫زال يف بطن �أمه‪ .‬مل يكن عمرو يعرف‬ ‫�أنه ولد يف زمن حافظ اال�سد‪ ،‬وانه‬ ‫�سيتعرف على نعمة �سجونه قبل ان يبلغ‬ ‫الثالث �سنوات من عمره‪ ،‬عندما زار‬ ‫والده املعتقل يف فرع فل�سطني حامال له‬ ‫موزة كهدية‪� ،‬سيكررها فيما بعد‪ .‬ومل‬

‫يكن ابني يعرف انه �سيرتك البيت الذي‬ ‫عا�ش فيه يف حم�ص‪ ،‬واملكتبة التي حبا‬ ‫بها‪ ،‬واجلدة التي كانت ترك�ض وراءه يف‬ ‫زقاقات بني ال�سباعي وب�ستان الديوان‪،‬‬ ‫والعم الذي كان ما ان ي�أتي من مدر�سته‬ ‫حتى ي�ضعه �أمامه على دراجته الهوائية‬ ‫وي�صطحبه يف �شوارع حم�ص في�سمع‬ ‫تلطي�ش الفتيات يخرج من فم عمه‬ ‫كال�شعر‪ ،‬وي�ستقبل هو على خديه قبل ان‬ ‫يبلغ الثالث �سنوات كل انواع القبل من‬ ‫�سوريات مل ي�س�ألنه عن دين والديه او‬ ‫ثروتهم‪.‬‬ ‫فج�أة‪ ،‬ودون ان يفهم ملاذا‪ ،‬ا�صبح عمرو‬ ‫�سعد‪ ،‬الذي كان �شاغل الدنيا يف حي‬ ‫ب�ستان الديوان‪ ،‬وحيدا‪ .‬والده خرج من‬ ‫ال�سجن اىل كندا‪ ،‬عمه ا�صبح طالبا يف‬ ‫دم�شق‪ ،‬جدته ذهبت اىل القرية‪ ،‬املكتبة‬ ‫�أغلقت‪ ،‬ومت بيعها فيما بعد‪ ،‬البيت‬ ‫الذي مل يكن يخلو من الزوار ا�صبح‬ ‫فارغا اال منه ومن امه وبع�ض االقرباء‪،‬‬ ‫ا�صبح زمنه موزعا بني حم�ص وحلب‪.‬‬ ‫ات�صلت بعيد ميالده الرابع ب�أمه التي‬ ‫كانت عند اهلها يف حلب لأطمئن واقول‬ ‫لها كل عام وانتم بخري‪ ،‬ف�سمعت بكاء‬ ‫عمرو‪ ،‬قالت امه ان كان يتعارك مع ابن‬

‫خالته‪ ،‬اخذ الهاتف قائال وهو يبكي‪:‬‬ ‫هلق‪ ،‬هلق بدك جتي لهون‪ .‬قلت له يا‬ ‫حبيبي انا بعيد وال ا�ستطيع احل�ضور‬ ‫فورا‪ ،‬قال‪ :‬ادخل ب�شريط التلفون وتعا‪.‬‬ ‫اده�شتني الفكرة‪ ،‬كيف ومتى �سنتمكن‬ ‫من التحول اىل موجات �صوتية وننتقل‬ ‫عرب اال�سالك؟!‬ ‫كان عمرو ن�سيجا �سوريا كامال‪ ،‬فجده‬ ‫المه كان من قرية الغ�سانية‪ ،‬وجدته‬ ‫المه كانت من الالذقية‪ ،‬وابن خالته‬ ‫االول كان م�سلما من معرة النعمان‪،‬‬ ‫وابن خالته الثانية كان �سريانيا من‬ ‫احل�سكة‪ ،‬وابن خاله كان ن�صفه من‬ ‫حوران‪ ،‬وابن خاله الثاين كان ن�صفه‬ ‫من ارمن حلب‪ ،‬وابن عمه كان ن�صفه‬ ‫من حم�ص وابن عمه الثاين كان‬ ‫حزوري االب واالم واملقيم يف حم�ص‪،‬‬ ‫اما عمرو فقد كان �سوريا‪.‬‬ ‫و�صل عمرو و�أمه اىل مطار مونرتيال‬ ‫يف ‪ ،١٩٩٠-٦-١‬اي بعد و�صويل ب‪١١‬‬ ‫�شهرا‪ ،‬وكان معهما ‪ ٢٠٠‬دوالر‪ .‬ومل‬ ‫ت�ستطع �شرطة املطار منعه من اخلروج‬ ‫ملالقاة والده واالرمتاء بني اح�ضانه‪،‬‬ ‫وكان �سالحه الفتاك هو ال�صراخ اىل ان‬


‫‪39 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫حقق انت�صاره االول يف كندا وخرج مع‬ ‫ال�شرطي‪ .‬وكان قد اح�ضر من �سوريا‪،‬‬ ‫يف حقيبته ال�صغرية موزة لوالده‪ ،‬التي‬ ‫قدمها يل بعد االنتهاء من موجة القبل‪،‬‬ ‫فرمبا كان املوز يف كندا ممنوعا كما هو‬ ‫االمر يف �سوريا اال�سد‪.‬‬ ‫مع بداية ال�شهر التا�سع بد�أت رحلة‬ ‫البحث عن مدر�سة‪ ،‬وملا كان دون عمر‬ ‫املدر�سة الر�سمية‪ ،‬فقد �ساعدتني‬ ‫ال�صدف ان وجدت له مكانا جمانيا‬ ‫خم�ص�صا للفقراء يف مدر�سة للراهبات‬ ‫الطليان‪ .‬بعد ا�سبوعني قالت يل املعلمة‪:‬‬ ‫ان ابنك بد أ� يخل�ص نف�سه بالفرن�سية‪.‬‬ ‫كان عمرو ا�سرعنا يف حت�س�س الفروقات‬ ‫املعي�شية بني �سوريا وكندا‪ ،‬ففي‬ ‫عقله الطفويل ال يوجد اوهام الكبار‬ ‫وتخيالتهم التي يرون من خاللها الواقع‬ ‫كما يحبون‪ ،‬ولي�س كما هو‪ .‬فقد اكت�شف‬ ‫خالل فرتة مل تتجاوز ال�ستة ا�شهر اننا‬ ‫قد حتولنا يف كندا اىل فقراء‪ ،‬بعد ان‬ ‫كنا يف �سوريا يف عداد الطبقة الو�سطى‪.‬‬ ‫اوىل مالحظاته انه �س�أل‪ :‬بابا ملاذا كل‬ ‫رفاقي يذهبون اىل املدر�سة ب�سياراتهم‬ ‫ونحن نذهب بالبا�ص؟ ثم بعد فرتة‬ ‫قال‪ :‬ملاذا رفاقي يف املدر�سة عندهم‬ ‫العاب الكرتونية وانا ال يوجد عندي ايا‬ ‫منها؟ ملاذا تلفزيوننا �صغري وقدمي؟‬ ‫ملاذا ال نذهب يوم االحد اىل املطاعم‬ ‫مثل كل رفاقي؟ ملاذا‪...‬ملاذا‪ ..‬ومل تنته‬ ‫هذه اللماذا حتى ا�صبح �شابا‪ ،‬وكان رد‬ ‫فعله على اجاباتنا غري املقنعة انه قرر‬ ‫ان ال يتحدث ابدا عن ما يجري معه‬ ‫خارج املنزل‪ ،‬وا�ستمر يف ذلك اىل ما‬ ‫يقارب ال�سنتني املا�ضيتني‪.‬‬ ‫ع�شت مع عمرو ع�شر �سنوات من‬ ‫العذاب احلقيقي لرجل �شرقي يحب‬ ‫ابنه وال ي�ستطيع ان يفعل له �شيئا‪.‬‬ ‫فال العودة ل�سوريا ممكنة بالن�سبة‬ ‫يل‪ ،‬فقد غدوت مطلوبا لأنني تقدمت‬

‫بطلب جلوء �سيا�سي وقبلت‪ ،‬وال كان‬ ‫الت�أقلم مع القوانني الكندية املتعلقة‬ ‫بحقوق الطفولة �سهال‪ ،‬ومل يكن ابني‬ ‫من االوالد املطيعني للوالدين اللذين‬ ‫اف�سداه منذ طفولته‪ .‬كانت احلياة‬ ‫خارج البيت بالن�سبة لعمرو �ساحرة منذ‬ ‫بلغ الرابعة ع�شرة من عمره‪ ،‬فقد بد�أ‬ ‫يدخن‪ ،‬ثم بد أ� يت�أخر يف املدر�سة‪ ،‬ثم‬ ‫بد�أت ق�صة الغياب‪ ،‬وعندما و�صل اىل‬ ‫ال�صف الثامن قرر انه مل يعد بحاجة‬ ‫للمدر�سة‪ ،‬فهو اكرب منها‪ ،‬وخرباته‬ ‫اكرب من خربات زمالئه‪ ،‬ومل يكن‬ ‫مبقدوري اجباره‪ ،‬كان مبقدوري ان‬ ‫ات�صل بال�شرطة كي ي�أخذونه اىل دور‬ ‫رعاية املراهقني حيث �سيتخرج بعدها‬ ‫اما مدمنا او جمرما‪ ،‬فقررت قبول‬ ‫�أهون ال�شرين وهو هجره للمدر�سة‪.‬‬ ‫كانت مديرة الثانوية قد قالت يل ان‬ ‫ابنك ال يخاف �شيئا‪ ،‬فكان علي ان‬ ‫ا�سهر كل يوم باحثا عنه او متوقعا يف‬ ‫كل حلظة ان تت�صل ال�شرطة لتقول يل‬ ‫ان ابنك يف ال�سجن او انه وجد ميتا‪.‬‬ ‫وو�صلت بي االمور ان كتبت خطابا انعيه‬ ‫فيه وهو يف الثامنة ع�شرة من عمره‪،‬‬ ‫قلت فيه‪ :‬لقد عا�ش ابني ‪� ١٨‬سنة عرف‬ ‫فيها احلياة خم�سة ا�ضعاف ما عرفتها‬

‫وانا يف الثانية واخلم�سني من عمري‪،‬‬ ‫فلماذا �س�أحزن عليه‪ ،‬هو من يجب ان‬ ‫يحزن على والديه وطريقة حياتهم‬ ‫املقيدة ب�ألف قانون وعرف وعادة‪.‬‬ ‫طوال فرتة عربدته‪ ،‬وغيابه وح�ضوره‬ ‫مل يتجاوز يف حديثه معي حدود عالقة‬ ‫االبن ب�أبيه من حيث االحرتام وطبقة‬ ‫ال�صوت واملحبة الوا�ضحة واملتبادلة‬ ‫بيننا‪ .‬وطوال فرتة مراهقته مل اجتاوز‬ ‫حدودي وامد يدي عليه ال تهديدا وال‬ ‫حقيقة‪ ،‬ف�أنا �ضد العنف حتى دون‬ ‫قوانني‪ ،‬فكيف والقوانني الكندية‬ ‫�صارمة يف منعه‪ .‬كنت بني فرتة واخرى‬ ‫ا�س�أله اذا كان يود العودة اىل املدر�سة‪،‬‬ ‫فكان يقول‪ :‬ال‪ ،‬ال رغبة عندي يف ذلك‪.‬‬ ‫و�شيئا ف�شيئا بد�أ عمرو يكرب وبد�أت‬ ‫�أ�شيخ‪ ،‬وكان هو ملاح ومراقب ذكي‪ ،‬لقد‬ ‫اكت�شف ان يوم اخلمر قد انتهى وجاء‬ ‫يوم الأمر‪ .‬كانت �سعادتي فيه ال تو�صف‪،‬‬ ‫فقد بد�أ ب�سرعة يت�أقلم مع العمل ومع‬ ‫واجباته العائلية وم�س�ؤولياته جتاه امه‬ ‫و�أخيه ال�صغري‪ ،‬اىل ان ا�صبح هو املدير‬ ‫احلقيقي ملحلنا‪ ،‬قبل ان يجد عمال‬ ‫مغريا قبل ا�سبوعني من عيد ميالده‬ ‫ال‪ ،٢٧‬فباركت له وقبلته‪..‬‬ ‫يف العامني االخرين ارتبط بعالقة‬ ‫جدية‪ ،‬بعد ع�شرات العالقات العابرة‪،‬‬ ‫مع فتاة جامعية احبته و�ساهمت بتغيري‬ ‫م�سار حياته‪..‬‬ ‫لقد انقذنا احلب‪ ،‬فبه وحده وبوا�سطته‬ ‫ا�ستطاعت العائلة جتاوز �صعوبات لي�س‬ ‫من ال�سهل جتاوزها‪.‬‬ ‫لقد كان ا�ستقرار عمرو هو انت�صاري‬ ‫على الغربة‪ ،‬اما الثورة ال�سورية فهي‬ ‫انت�صاري على قدر الهجرة‪ ،‬وانت�صار‬ ‫ال�سوريني على غربتهم التي ا�ستمرت‬ ‫على مدى خم�سني عاما‪.‬‬ ‫انه احلب مرة �آخرى‪ ،‬حب ال�سوريني‬ ‫للحرية والكرامة والعدل‪ ،‬وكل عام‬ ‫واوالدكم واوالد �سوريا بخري‬


‫‪issue 40 / dec 12th 40‬‬

‫تساؤالت على حافة املنفى ‪..‬‬ ‫خا�ص ‪� /‬أراكة عبد العزيز‬

‫�أع�ت�رف �أن املنف���ى خطيئتي الك�ب�رى ‪ ..‬التي �أ�ستغف���ر اهلل عنها‬ ‫�سبعني دمعة يف كل جمل�س !‬ ‫�أع�ت�رف �أن امل�ساف���ات هي وجع���ي الأكرب ‪ ..‬وهاج�س���ي الأكرب �أن‬ ‫�أحرقها ‪� ..‬أن �أذيبها ‪..‬‬ ‫حتى �أ�صل �إىل احللم الذي يتناو�شني كل ليلة ‪ ..‬و�أجعله واقع ًا ‪..‬‬ ‫كيف لل�شهداء �أن يغفروا يل �أن �صوتي غاب عن ت�شييعهم ‪!..‬‬ ‫كي���ف يغفر يل املعتقلون �أن يد ًا لهم م���ا مل�ستُها كي �أ�ؤكد لهم �أين‬ ‫�س�أبقى على قيد االنتظار حتى نك�سر ق�ضبان الطغاة �سوية ‪! ..‬‬ ‫كي���ف يعفو الأيتام ع ّني وراحتي مل مت�سح بع ُد ر�ؤو�سهم وما هزّت‬ ‫لهم �أرجوحة !‬ ‫عل���ى ما ت�شكرين الثكاىل و ما اغبرّ ت يل ي ٌد بطحني اخلبز الذي‬ ‫ي�صنعنه لث ّوار املدينة !‬ ‫مقاتل مل �أ�ساعده يف تنظيف بندقيته !‬ ‫كيف �س�أنظر يف عيني ٍ‬ ‫كيف لع�صا جدتي �أن ت�شتد و�أنا مل �أ�ساعد جدتي يف االتكاء عليها‬ ‫!‬ ‫كي���ف �سي�ساحمني َح َم���ام املدينة و�أنا التي غب���تُ عنه حني ر ّوعه‬ ‫الق�صف على حني خديعة !‬ ‫ً‬ ‫كيف للطريق �أن ير�ضى و�أنا مل �أردم حفرة يف �صدره ‪!..‬‬ ‫كي���ف لعائل���ة �أن تعف���و ح�ي�ن مل �أكن �شمعته���ا الت���ي ت�ضيئ عتمة‬ ‫انقطاع الكهرباء !‬ ‫كيف لالجئ �أن ال يحزن حني مل يكن قلبي خيمته !‬ ‫كي���ف جل��� ّدي « �أبو �صبحي « �أن يرتاح يف ق�ب�ره و�أنا مل �أربت على‬ ‫�شيخوخته ومل �أق ّبل بع ُد يده وجبهته !‬ ‫كي���ف للر�صي���ف �أن ي�سامح حني م ّر على ظه���ره خائن وما مررت‬ ‫�أنا !‬ ‫ّ‬ ‫كي���ف للناع���ورة �أن تغفر يل بعدي حني �أنت وم���ا ما م�سحت على‬ ‫�صدرها كي �أخفف من روعها !‬ ‫وكيف للفرات والعا�صي وبردى �أن ال يتوجعوا حني ارجتفوا عط�ش ًا‬ ‫وما اغرتفتُ منهم حتى يرتووا بقربي !‬ ‫ما هو �أم ّر من ذلك ‪ ..‬كيف �س�أقنع ه�ؤالء ب�أين فعلتُ كل هذا رغم‬ ‫هذه امل�سافات !‬


‫‪41 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫إميانيات‪..‬‬ ‫حرة‬ ‫ّ‬

‫خا�ص ‪� /‬إميان جان�سيز‬ ‫داخل احل�صة اليوم‪ ..‬كان ثمة م�ؤامرة‪..‬ال�س�ؤال الأول‪� :‬ضع تاء مربوطة �أو مفتوحة يف‬ ‫الفراغ‪ ..‬بد�أت بالكتابة على ال�سبورة‪..‬‬ ‫و�صل���ت �إىل الكلم���ة الأخرية( ح���ري‪� ..)..‬أح�س�س���ت و�أنا �أ�ضع الت���اء املربوطة باللون‬ ‫الأحم���ر كمن يك�شف الغبار عن كنز مدفون‪� ..‬أق�س���م �أنني �شعرت عند اكتمال الكلمة‬ ‫�أن �شم�س��� ًا �أ�شرق���ت يف روح���ي‪..‬مل �أجت���ر�أ �أن �أحتدث عنه���ا‪ ..‬كمن يخ�ش���ى افت�ضاح‬ ‫�س���ر‪� ..‬شعرت للحظة �أنها تخ�صنا نحن ال�سوريني فق���ط‪ ..‬رغم �إمياين بها قمح ًا لكل‬ ‫اجلائعني‪..‬‬ ‫ال�س����ؤال الثاين هات مرتادف���ات لكلمة العنف���وان‪� ..‬صمت للحظ���ات‪ ..‬انفلت خاللها‬ ‫حبل اجللب���ة والرثثرة داخل الف�صل وبد�أت �أ�ستح�ضر �أ�سم���اء املدن ال�سورية و�أ�سماء‬ ‫ال�شه���داء‪ ..‬ومع كل ا�س���م �ألتقط واحد ًا م���ن املرتادفات‪ ..‬حم����ص‪ :‬ال�شموخ‪ ..‬درعا‪:‬‬ ‫الرفعة‪..‬دم�ش���ق‪ :‬الإباء‪ ..‬حلب‪ :‬الع���زة‪ ..‬دير الزور‪ :‬الكرامة‪�..‬إدل���ب‪ :‬الأنفة‪..‬حماة‪:‬‬ ‫الكربياء‪..‬البوكم���ال‪ :‬ال�شم���م‪ ....‬رن اجلر�س‪ ..‬و�أنا هائم���ة يف �سحر هذه املرتادفات‬ ‫التي مل تت�سع لكافة املدن ال�سورية‪ ..‬كان ثمة م�ؤامرة حق ًا‬ ‫يك�ث�ر يف الغربة م�ؤخر ًا التق���اء ال�سوريني يف مكاتب ال�صرافة والتحويل‪..‬يت�شابهون يف‬ ‫هذا املكان‪..‬ت�ضج يف عيونهم اللهفة‪..‬ويقطر من وجوههم احلنني‪..‬يوحدهم ال�شوق‪..‬‬ ‫م�ؤيدي���ن ومعار�ضني‪..‬هنا‪..‬الكل �سوري���ون فقط‪..‬ينظرون يف وج���وه بع�ضهم الآخر‪..‬‬ ‫يتفر�سون يف مالحمها‪ ..‬يتعارفون‪.‬ي�صافح بع�ضهم بع�ض ًا‪..‬‬ ‫�س�أل �أحدهم الآخر عن قريته عندما �سمع لهجته‪�..‬أجاب ‪ :‬من بر�شني‪..‬تعرفها؟؟‬ ‫ومن ذا الذي اليعرف بر�شني وتفاحها؟!‬ ‫يت�ساعدان يف ملء البيانات‪..‬يبدو �أن الآخر معتاد عليها‪..‬‬ ‫�سبب التحويل‪..‬اكتوب ‪ :‬متويل الع�صابات امل�سلحة‪..‬‬ ‫يلقي بتلك النكتة في�ستغرق كل من يف املكتب بال�ضحك املرير‪..‬‬ ‫ي�ضيف الآخر‪ :‬اكتوب حق خبز!!!‬ ‫ي�س�أل �آخر‪� :‬إميتى بتو�صل احلوالة؟ يجيب املوظف‪:‬بعد �أ�سبوع‪..‬‬ ‫الوق���ت هنا يعن���ي الكثري‪..‬لي�س ك����أي وقت‪..‬الأ�سب���وع هنا‪..‬هو �أكرث م���ن �سبعة �أيام‪..‬‬ ‫يوق���ع اجلميع على تعهد ع���دم م�س�ؤولية املكتب يف حال عدم و�ص���ول احلوالة‪..‬يوقعون‬ ‫بر�ضى‪...‬طامل���ا ثم���ة �أمل ب����أن ت�ص���ل احلوالة‪..‬فت�شع���ل مدف�أة‪..‬يخ���رج اجلميع‪..‬بعد‬ ‫التحويل ‪..‬بجيوب خالية الوفا�ض‪..‬وقلوب ملأى ب�صرب يهدهد االنتظار‪..‬‬ ‫ي���وم اجلمعة طلع���ت ال�صبح‪ ..‬من دون ه���دف‪ ..‬مريت �صدفة من ق���دام فرن و�أدامو‬ ‫طاب���ور‪ ..‬ك���ل الطابور رج���ال‪� ..‬إجي���ت �صفي���ت بالآخر‪ ..‬و�ص���رت �أ�ستن���ى‪ ..‬مبا�شرة‬ ‫�أ�ص���ر عامل الفرن مي�شين���ي �أول وحدة‪ ..‬وانتخو الرجال كل مني ب���دو يعطيني دورو‪..‬‬ ‫مار�ضيت‪..‬اترك���وين‪ ..‬بدي وقف بطابور الفرن‪ ..‬بدي �أعرف �شو يعني اخلبزة ت�ساوي‬ ‫امل���وت مبقدار مابت�س���اوي احلياة‪�.‬ش���و يعني �أنو احلي���اة واملوت يتماهو ه�ل��أد بطابور‬ ‫الف���رن‪ ...‬م�شي���ت‪ ..‬مانزل فوقن���ا �صاروخ‪�..‬أخ���دت خبزتني‪..‬عطيت وح���دة ‪..‬و�أكلت‬ ‫التانية و�أنا عم ببكي مع كل لقمة‪ ..‬مر‪ ..‬طعمها مر‪..‬‬


‫‪issue 40 / dec 12th 42‬‬

‫‪Ghassan Ibrahim‬‬

‫اق�سم لكم بكل املقد�سات التي ي�ؤمن به ال�شعب ال�سوري‪:‬‬ ‫لن ننت�صر على النظام حتى ننت�صر على االنتهازيني من املعار�ضة ‪ ..‬وحتديدا منهم االخوان امل�سلمني‬ ‫(تو�ضيح للجهالء فقط‪ :‬االخوان امل�سلمني لي�س فيهم من اخالق اال�سالم اال اال�سم ‪ ..‬يتاجرون بالدين‬ ‫والوط���ن ‪ ..‬ام���ا اال�سالميون احلقيقني فلهم دور كبري يف �صمود الثورة حتى الن�صر – نعم لال�سالميني‬ ‫الوطنيني و ال لالخوان االنتهازيني)‬ ‫‪Kinan Kilani‬‬

‫بك���ل علمانيت���ي وي�ساريتي وليرباليت���ي وال طائفيتي من يتوقع من���ي �أن �أرف�ض �إ�سالمي���ا يقاتل ويحارب‬ ‫وينا�ض���ل (م���ن أ�ج���ل حقوقه وحقوق���ي ) و�أقبل حاقدا» طائفي���ا» اليهمه يف هذه الدني���ا �إال �أن ال يحكمه‬ ‫الإ�سالمي���ون حت���ى ولو حكمه قراقو�ش للأبد ‪ ...‬من هنا ولآخر اخل���ط ان مل يظهر طرف ثالث فانا مع‬ ‫الإ�سالميني‬ ‫‪Khaled Burhan‬‬

‫�شعبن���ا تع ّود عاجلبهات الغري �شك���ل‪ ...‬جبهة اجلوالن‪ ..‬اجلبهة الوطنية التقدّمي���ة‪ ...‬اجلبهة ال�شعبية‬ ‫لتحرير فل�سطني «القيادة العامة»‪..‬‬ ‫بقى وقفت هلأ على جبهة الن�صرة‪ ..‬ايييه يا ح�سرة‪...‬‬ ‫‪Homam Albunni‬‬

‫مل يكن اال�سالم يوما متطرفا او ارهابيا‬ ‫و مل ميثل اال�سالم يوما جماعة او حزب او جبهة‬ ‫اال�سالم امة عظيمة عادلة يحاربها من يعرفها حق املعرفة ‪.‬‬ ‫‪Orwa Al Ahmad‬‬

‫وبعد �أن تكاتف العديد من ال�سوريني مع جبهة الن�صرة �إ ّبان و�ضعها على الئحة الإرهاب الدو ّ‬ ‫يل م�ؤخر ًا‬ ‫‪ ..‬و�س ّموا جمعتهم با�سمها وهتفوا بتمثيلها لهم رغم اختالف الكثريين معها يف الفكر ‪.‬‬ ‫�أ�صب���ح م���ن املحتّم على جبهة الن�صرة �أن تع�ت�رف ب�سور ّية هذه الثورة و�أن ترفع �أع�ل�ام الثورة ال�سور ّية‬ ‫ك�أخالق ّيات ر ّد اجلميل لهذا ال�شعب الكرمي ‪� ,‬إال �إذا كانت تخجل من علم الثورة �أو تعتربه بدع ًة ‪.‬‬ ‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫مع � َّأن �أ�سماء ا ُ‬ ‫أهم �ألف مرة من‬ ‫جلمع �أ�صبحت �أمر ًا ثانوي ًا جد ًا ‪� ..‬إال �أن التذكري بحلب ومعاناة �أهلها ‪ّ � ..‬‬ ‫الكونكر�س الأمريكي وجبهة الن�صرة والنقا�ش الدائر حولهما!‬ ‫‪Omar Haddad‬‬

‫لتح�ص���ل على �صك الوطنية علي���ك ان ت�صفق لب�شار اال�سد و لتح�صل على �ص���ك الثورية عليك التهليل‬ ‫جلبهة الن�صرة و لتك�سب �أن تكون �سوريا حقا عليك �أن تدفع ثمن معار�ضتهما معا‬ ‫‪Mazen Sawaf‬‬

‫الدكتات���ور ال يجل����س فق���ط يف الق�صر الرئا�سي بدم�ش���ق‪ ،‬الدكتاتور يجل�س بداخلن���ا جميع ًا‪ .‬يف كل منا‬ ‫م�شروع ديكتاتور �صغري م�ستعد للخروج عند �أول فر�صة �إن مل ن�ضبط غرورنا و �إعتدادنا بالذات‪.‬‬ ‫‪Hicham Munawar‬‬

‫من اطرف التعليقات التي ناق�شني بها احد املنحبكجح�شية بعد ان اقر بان معظم ال�شعب ال�سوري ثائر‬ ‫�ضد النظام‪ ..‬قوله‪ »:‬عندما يكون املزاج ال�شعبي �ضد النظام وم�صلحة الوطن‪ ..‬فيجب حينها تقوميه‪..‬‬ ‫وحتى ابادته»؟! م�صلحة الوطن؟‬ ‫ب�صراحة ‪ ...‬حرت جوابا‪..‬‬ ‫وادركت ان من ال يزال على والئه للنظام‪ ..‬معتوه‪ ..‬معتوه‪ ..‬معتوه‪ ...‬يا ولدي!!‬


‫‪43 issue 40 / dec. 12th‬‬

‫ماشي احلال!‬

‫شــروي غــروي‬ ‫�أنـا بـح ـكـي �شــروي غــروي‪ ..‬وبــدي حــريــة‬

‫عزيزي ايل �صورتني �صورة الهويه بدي ا�سالك �س�ؤال ‪ :‬بربك �ضمريك مرتاح؟!‬ ‫من يحارب مع النظام �إما مرتزقة او عقائديني ‪ ...‬املرتزقة �شغلتهم ب�سيطة طيارتني ‪ F16‬بي�سلموا‬ ‫عل���ى و�ضح���ة ‪ ...‬بي�صف���ى العقائديني �إما عقي���دة طائفية وه���دول مالهم حلة قتال حت���ى املوت �أو‬ ‫عقائدي�ي�ن م�ؤمنني ب�شخ�صية القائ���د امللهم ب�سام هدول بدهم �صدري���ة باملقلوب وجل�سات كهرباء‬ ‫وم�ؤبد بالع�صفورية ‪ ...‬حملولة‬ ‫قلها حمدي ربك اين اجتوزتك‬ ‫قالتلو احلمداهلل الذي اليحمد على مكروه �سواه‬ ‫مفاو�ض���ات ب�ش���ار الأ�سد للج���وء اىل فنزويال وا�صلة عل���ى مراحلها الأخرية والعقب���ة الوحيدة هي‬ ‫�سرع���ة االنرتنيت هو يريد ‪ 8‬جيجا وهم الي�ستطيعوا �أن يقدموا �أكرث من ‪ 1‬جيجا ‪ ...‬يف الت�سريبات‬ ‫�أن �شهرزاد وعدته بفيديوهات بدال» من ال�صور �إن هو قبل مببادرة التنحي‬ ‫بعد خام�س لفة على (باريكينغ ) فا�ضي بتطلع بتالقي موقف املعاقني فا�ضي خطريل وب�شكل جدي‬ ‫�أن اجم���ع تواقيع جمي���ع ال�سوريني ممن هم من جي���ل احلركة الت�صحيحي���ة (‪ )1980-1970‬على‬ ‫عري�ضة نقدمها اىل حكومة دبي العتبارنا من �ضمن املعاقني (نف�سيا) ‪ ...‬يعني �إنف�صام �شخ�صية‬ ‫�أ�ضعف الإميان‬ ‫حم�صي مري�ض بالزهامير‪ ،‬الزملة حب يعمل ريا�ضه‪ ،‬نزل ع�شارع اخلراب بحم�ص وبل�ش يرك�ض‬ ‫ويرك�ض ويرك�ض يا معلم ‪.....‬‬ ‫تعب الرجال ‪ ..‬وقف وحط �إيديه على ركبه من التعب !‬ ‫بعد �شوي رفع را�سو‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫‪� ..‬سمع اهلل ملن حمده ! ‪ ...‬ربنا لك احلمد وال�شكر‬ ‫االعالن عن ت�شكيل كتيبة «بيكات�شو» التابعة للواء « داي ال�شجاع «‬ ‫يف �سوريا ‪..‬‬ ‫ليه �سيادة الرئي�س ب�شار ماعندو ح�ساب تويرت ‪ ..‬لأنو ثيادة الرئي�س‪ ....‬يقاقي ‪ ....‬ما بغرد‬

‫بس‬ ‫يا أخي‬ ‫حلوة‬

‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫ يا �أخي حلوة‬‫اي ب�س يعني ‪-..‬‬ ‫ ال تب�سب�سلي هلق مو �شا يفها ما �أحالها‬‫ال ق�صدي انو اول‪-..‬‬ ‫ اي���ه ‪� ...‬سبح���ان اخلال���ق‪ .....‬عل���ي‬‫احلالل �ضربة معلم‬ ‫و لك يا زملة روق �شوي لألك �شغلة‪-..‬‬ ‫ �ش���و ب���ك‪ .....‬ول���و ل�س���ا طالعل���ي متل‬‫ال�سنج���ق عر�ض‪� ،‬شو �أعم���ى ‪..‬مو �شايف‬ ‫هالعيون‬ ‫ولك �سماع ‪-...‬‬ ‫ مو �شايف هالو�ش متل القمر‬‫تخنتا‪-..‬‬ ‫مو �شايف هال�شعرات ‪-..‬‬ ‫ ا�سكوت بقا خليني احكي‬‫ ولك ‪ ..‬اييه‪� ...‬شو بدك حتكي‬‫ ي���ا زملة �ش���و �صايرل���ك عمي���ت و ال ما‬‫بت�ستح���ي ‪ ..‬م���و �شاي���ف انه���ا مرت���ك (‬ ‫ترارارارا ‪ ..‬مب )‬ ‫ �شل���ون كي���ف ‪ ..‬و لك عمتجدبا علييي‬‫هل���ق ‪ ...‬ا�شو ما بعرف مرتي يعني ‪ ..‬مو‬ ‫بتف�صل ع�شرة من هي‬ ‫خ���ود ح���ط ن�ضارات���ك ح���ط ‪ ...‬تق�ب�ر‬ ‫حالك‪..‬‬


issue 40 / dec 12th 44

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.