العدد ٤١ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 41 / dec. 20th

th

issue 41 / Dec 20 2012


‫‪2‬‬

‫‪issue 41 / dec 20th‬‬

‫‪41dec‬‬ ‫‪20‬‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‪ :‬اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻌﺪد‪ :‬ﻋﻀﻮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ "ﻧﺒﺎل اﺳﺘﻨﺒﻮﻟﻲ"‬ ‫اﻟﺰﺑﺪاﻧﻲ رﺋﺔ دﻣﺸﻖ اﻟﻔﻴﺤﺎء‬ ‫ﻗﺼﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﻮﺳﻒ اﳉﺎدر‬ ‫ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻌﺎدت ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ وﻣﺤﺮوﻗﺔ‬ ‫ﻓﺪاﺋﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﺠﻮن اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ‪١٩٨٥‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﺴﻮخ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻮري‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﺘﻰ؟!‬ ‫ﻓﻠﻨﺼﻨﻊ ﺳﻮرﻳﺎ اﳋﺮاب‪ ،‬إن ﻟﻢ ﻧﺼﻨﻊ أﻧﻔﺴﻨﺎ أوﻻً!‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3

issue 41 / dec. 20th


‫‪4‬‬

‫‪issue 41 / dec 20th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫‪41‬‬

‫ض‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ج‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫رة غير مباشرة‬

‫تابع البع�ض‬ ‫�شارك فيها مباراة املنتخب ال�سوري يف بطولتي «�أمم آ��سيا» و «غرب آ��سيا» والتي‬ ‫يف معظمة عدد من الالعبني املحبوبني واملقربني من ال�شارع ال�سوري‪ ،‬الذي �صدم‬ ‫يعيث قت ًال ملوافقتهم على اللعب يف منتخب ميثل ويرفع راية النظام ال�سوري الذي‬ ‫وف�سادا يف �أقاربهم و�أبناء جلدتهم‪.‬‬ ‫جل�أ البع�ض‬ ‫ملا دفعهم « لل�شتم والقذف بجميع العبي املنتخب‪ ،‬بدون �أدنى ا�ستثناء‪ ،‬دون مراعاة‬ ‫�آخرون عنمرغمني» للم�شاكة يف اللعب مع املنتخب ال�سوري‪ ،‬يف حني �صرح ال عبون‬ ‫اخلارج‪ ،‬بعي عدم رغبتهم يف اللعب حتت راية النظام احلايل‪ ،‬كيف ال‪ ..‬وهم يف‬ ‫دون عن التهديد والأذى؟!‬ ‫خانة الت‬ ‫املوجودينخوين «اخلانة» الأكرث ازدحام ًا يف الفرتة املا�ضية ملئت ب�أ�سماء الريا�ضيني‪،‬‬ ‫بطاقتهم اليف الداخل ال�سورين بغري مراعاة لعدم ا�ستطاعتهم �أو ًال لل�صحول على‬ ‫الإبتعاد عن دولية ملغادرة البلد واالحرتاف يف دوري �آخر خارج �سوريا‪� ،‬أو حتى‬ ‫الأنظار كونه ذو ن�شاط ثوري احمرت العني عليه ب�سببه‪.‬‬ ‫امل�ضحك امل‬ ‫ولكن ب�شرطبكي‪ ،‬قبول البع�ض الآخر مب�شاركة اللعب «الثورجي» يف املنتخب مرغم ًا‪،‬‬ ‫�أال يقدم كل طاقته‪ ،‬و «يبدع» كعادته‪ ،‬فبذلك هو يرفع علم �سوريا عالي ًا‪،‬‬ ‫وك�أن ذلك العلم من اخرتاع �آل الأ�سد‪ ..‬ولكن ما نعرفه �أن التاريخ‬ ‫�سيكتب ا�سم الدولة التي ت�أهلت وفازت‪ ،‬ولي�س ا�سم النظام احلاكم!‬ ‫دموع البع�ض وحتى عدم م�شاركتهم لفرحة الن�صر‪ ،‬والرف�ض‬ ‫الكلي لرفع �صور و�أعالم متثل النظام احلايل �أكرب دليل دامغ على‬ ‫وطنيتهم التي ال وقت لكم �إال بالت�شكيك بها‪ ،‬وحبذا لو تلتهوا بغريها‬ ‫لعلكم تفيدون مري�ض ًا‪� ،‬أو جائع ًا‪� ،‬أو حتى مك�سور خاطر بكلمة ترد‬ ‫له الروح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقفاكم وقوفا على خط التما�س للإعرتا�ض والتنظري على من يف‬ ‫امليدان‪ ،‬و�أنت تعرف من الطب‪ ..‬حبة ال�سيتامول‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 41 / dec. 20th‬‬

‫‪5‬‬

‫خا�ص ‪ /‬يا�سمني احلوراين‬ ‫• تع ��د مدين ��ة الزب ��داين م ��ن �أجم ��ل‬ ‫املدن وامل�صاي ��ف ال�سورية‪ ، ‬تتبع املدينة‬ ‫�إىل حمافظ ��ة ري ��ف دم�شق‪, ‬ومنطق ��ة‬ ‫الزب ��داين تق ��ع عل ��ى م�ساف ��ة ‪ 45‬ك ��م‬ ‫�شم ��ال غ ��رب العا�صمة‪ ‬دم�ش ��ق‪ .‬ومتتد‬ ‫عل ��ى �سفوح اجلبال وت�ش ��رف على �سهل‬ ‫رائع هو �سهل الزبداين‪.‬‬ ‫• ارتب ��ط تاريخها ب�أق ��دم عا�صمة يف‬ ‫التاريخ»‪ ‬دم�شق»‪ ،‬تقع على الطريق العام‬ ‫الذي يربط دم�ش ��ق بال�ساحل وال�شمال‪،‬‬ ‫يف وه ��دة جبلي ��ة �ضمن �سل�سل ��ة اجلبال‬ ‫ال�سورية‪ ،‬ترتفع عن �سطح البحر ما بني‬ ‫‪ 1,150‬و‪ 1,250‬مرت ًا‪.‬‬ ‫• حتي ��ط باملدين ��ة جمموع ��ة م ��ن‬ ‫البلدات والقرى‪ ،‬وه ��ي‪ :‬بلودان‪ ‬وبقني‪ ‬و‬ ‫م�ضايا‪ ‬والرو�ضة‪ ،‬وتنبع من جنوبها‪ ‬مياه‬ ‫بردى‪ ‬رقراق ��ة مت ��د دم�ش ��ق وغوطته ��ا‬ ‫بامل ��اء‪ ،‬كما تكرث الينابي ��ع يف‪ ‬الزبداين‪،‬‬ ‫فمنها نبع العرق والكربي واجلرجانية‪.‬‬ ‫• الزب ��داين ه ��ي رئ ��ة دم�ش ��ق‬ ‫ت�شته ��ر مبزارعه ��ا الغن ��اء وتتن ��وع‬ ‫فيه ��ا الثم ��ار و�أ�شج ��ار الفاكه ��ة‬ ‫من‪ ‬تفاح‪ ‬الزبداين‪ ‬والأجا�ص‪ ‬واخلوخ وا‬ ‫لدراق‪ ‬واجلوز‪ ‬والتني‪ ‬والعنب‪ ‬وغريها‪.‬‬ ‫• من ��ذ بداي ��ة الث ��ورة التح ��ق �أبن ��اء‬ ‫الزب ��داين بركبه ��ا‪ّ ،‬مت اقتح ��ام املدينة‬

‫بروفايل مدينة‬

‫الزبداني رئة دمشق الفيحاء‬

‫للم ��رة الأوىل يف ‪ 2011/5/2‬وعلى �أثره‬ ‫خرجت مظاهرة ن�سائية كبرية للمطالبة‬ ‫ب�أبنائهن و�أزواجهن و�إخوانهن‪.‬‬ ‫• ق ّدم ��ت مدينة الزبداين ‪� 150‬شهيدة‬ ‫و�شهي ��د للحري ��ة‪ ,‬و‪ 671‬معتق ��ل خ ��رج‬ ‫�أغلبه ��م وبق ��ي ‪ 150‬منه ��م قابعني حتى‬ ‫الآن يف ال�سجون‪.‬‬ ‫• تعي�ش الزبداين الق�صف اليومي مثلها‬

‫مثل كل امل ��دن ال�سوري ��ة‪ ,‬مت تدمري ‪%40‬‬ ‫م ��ن البني ��ة التحتي ��ة للمدينة‪ ،‬م ��ا �أجرب‬ ‫ح ��وايل ‪%90‬من ال�سكان على النزوح �إىل‬ ‫البلدات املجاورة‪.‬‬ ‫• يف الزبداين حوايل ‪ 85‬نقطة وحاجز‬ ‫ع�سك ��ري يحيط ��ون باملدين ��ة ويحكم ��ون‬ ‫�إغالقها وح�صاره ��ا الذي ال يكاد ينتهي‬ ‫ليبد أ� من جديد‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 41 / dec 20th‬‬

‫قصة الشهيد‬ ‫العقيد يوسف‬ ‫اجلادري‬ ‫«قسما باهلل لو أنه رحل‬ ‫لكان بلدنا أفضل بلد في‬ ‫العالم»‬

‫منها»‪.‬‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫�شغ ��ل العقيد من�ص ��ب قائد كتيب ��ة دبابات‬ ‫ا�ست�شهد العقيد يو�سف اجلادر قائد معركة يف اجلي� ��ش ال�س ��وري قبل �إع�ل�ان ان�شقاقه‬ ‫ث ��وار اخلن ��ادق والقائ ��د املي ��داين ملعركة وان�ضمام ��ه للجي� ��ش احل ��ر‪ ،‬وج ��اء ق ��رار‬ ‫حتري ��ر مدر�سة امل�ش ��اة بحل ��ب وذلك بعد ان�شقاق ��ه عقب تلقيه �أوامر بق�صف منطقة‬ ‫�إعالن حترير املدر�سة بالكامل‪ ‬ب�ساعات‪ .‬احلفة يف ريف الالذقية‪.‬‬ ‫وق ��د نعى لواء التوحيد التابع للجي�ش احلر‬ ‫وب�سقوط املدر�سة‪ ،‬التي تبلغ م�ساحتها �أكرث‬ ‫ال�شهيد بالبيان التايل‪:‬‬ ‫“ب ��كل فخ ��ر واعت ��زاز يـ ��زف لك ��م لواء من �ستة هكت ��ارات‪ ،‬والتي تبع ��د عن و�سط‬ ‫التوحي ��د ال�شهي ��د القائ ��د البط ��ل اب ��ن مدين ��ة حلب ح ��وايل ‪ 15‬كم ‪ ،‬يك ��ون جنود‬ ‫جرابل� ��س بري ��ف حل ��ب العقي ��د يو�س ��ف اجلي�ش احل ��ر قد �أحكم ��وا �سيطرتهم على‬ ‫اجل ��ادر ( ابو ف ��رات ) قائ ��د معركة ثوار ريف حلب ال�شمايل بكامله‪ ،‬با�ستثناء بع�ض‬ ‫اخلنادق بعد ان اكرم ��ه اهلل بانهاء واجبه اجلي ��وب املتفرق ��ة الت ��ي مل يع ��د بالإمكان‬ ‫يف حتري ��ر مدر�سة امل�ش ��اة واعلن التحرير الدفاع عنها‬ ‫قب ��ل ا�ست�شه ��اده واحلم ��د هلل رب العاملني‬ ‫ظهر يف الفيديو الأخري جال�س ًا على الأر�ض‬ ‫‪2012-12-15‬‬ ‫بج ��وار عنا�صره ‪ ..‬حم ��د اهلل �أو ًال َّثم �شكر‬ ‫الإ�سم‪ :‬يو�سف اجلادر‬ ‫م ��ن �سان ��ده يف معركته الكب�ي�رة ‪ ..‬دون �أنْ‬ ‫يتحدث عن نف�سه ولو بكلمة ‪ ..‬وملا ُ�سئل عن‬ ‫اللقب‪� :‬أبو فرات‬ ‫�شعوره ‪ ..‬قال‪ :‬واهلل مزعوج كتري!‬ ‫م�سقط الر�أ�س‪ :‬جرابل�س ‪ -‬ريف حلب‬ ‫�س�ألوه مل ��اذا فقال‪ :‬لأنو هي دباباتنا ‪ ..‬وهي‬ ‫العمل‪ :‬عقيد يف لواء التوحيد‬ ‫املهم ��ة ا ألخ�ي�رة‪ :‬قي ��ادة معرك ��ة حتري ��ر ذخريتن ��ا ‪ ..‬واهلل العظي ��م واهلل العظي ��م‬ ‫مدر�س ��ة امل�شاة يف حلب التي متت ت�سميتها ‪-‬ك ّرره ��ا مرت�ي�ن‪ -‬كل م ��ا ب�ش ��وف ان�س ��ان‬ ‫مقت ��ول منا �أو منهون بزعل ‪ ..‬لأنون اخوتنا‬ ‫با�سمه‪.‬‬ ‫ا�ست�شه ��د العقي ��د بانفجار لغ ��م بلوكوز يف ‪ ..‬وكل ��و من ابن احلرام يلي م ��ا كان يزوق‬ ‫مدر�س ��ة امل�شاة بعد حتري ��ر �أكرث من ‪ %95‬ويرتك الكر�سي!‬


‫‪issue 41 / dec. 20th‬‬

‫‪7‬‬

‫حالة «تشبيحية» عاجلة‪ ..‬سيارات اإلسعاف لنقل عناصر النظام‬

‫خا�ص‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫مل يعد �صوت �سيارة الإ�سعاف‪ ،‬يثري �شفقة‬ ‫ال�سي ��ارات اخلا�ص ��ة والعامة الت ��ي تعرقل‬ ‫طريق �إ�سعاف �أحده ��م‪ ،‬بل �أن نداء �سائق‬ ‫�سي ��ارة الإ�سعاف الآمر باالبتعاد عن م�سار‬ ‫�سيارت ��ه �صار يبعث عل ��ى الرعب‪ ،‬ملا تذكر‬ ‫ب ��ه ن�ب�رة ال�سائ ��ق التهديدية م ��ن هوالت‬ ‫االعتقال‪ ،‬فال�شيء مين ��ع �سيارة الإ�سعاف‬ ‫«الت�شبيحي ��ة» من اعتق ��ال ال�سائق املتلكئ‬ ‫ب�إف�ساح الطريق �أمامها‪ ،‬وكل ماعليها فعله‬ ‫هو �أف�سحوا الطريق فيكون‪..‬‬ ‫�سيارات «مفيمة» وركاب م�سلحون‬ ‫بقدرة النظام‪ ،‬مت «تفيم» الزجاج اجلانبي‬ ‫ل�سي ��ارات الإ�سع ��اف يف دم�ش ��ق‪ ،‬فه ��ذه‬ ‫ال�سي ��ارات وف ��ق النا�شط والطبي ��ب �أيهم‪،‬‬ ‫مل تعد مهمتا نقل املر�ضى �إىل امل�شايف‪ ،‬بل‬ ‫تو�صيل ال�شبيح ��ة �إىل �أماك ��ن التظاهر �أو‬ ‫الإ�شتاب ��كات‪ ،‬وي�ضيف النا�شط ‪ :‬ال�شك �أن‬ ‫معظم الدم�شقيون انده�شوا يف البداية من‬

‫م�شه ��د ال�شبيحة‪ ،‬وهم ينزل ��ون من �سيارة حمافظ ��ة حم�ص‪..‬وكذلك ُينق ��ل ال�شبيحة‬ ‫الإ�سعاف‪.‬‬ ‫بلبا�سه ��م امل ��دين و�سالحه ��م الكام ��ل يف‬ ‫ال�شاحن ��ات الزراعي ��ة الكب�ي�رة‪ ،‬وقالب ��ات‬ ‫ويتابع النا�شط منتقد ًا‪� ،‬أن �سيارات �إ�سعاف الرمل‪.‬‬ ‫امل�شايف احلكومية طاملا كانت تو�صف ببطئ‬ ‫و�صوله ��ا لنق ��ل احلالة‪ ،‬يف ح�ي�ن �أنها اليوم التزمري والتهي�ص ل�سيارات ال�شبيحة‬ ‫ت�ص ��ل �إىل ال�شبيحة بلم ��ح الب�صر‪ ..‬وي�ؤكد من ا ألم ��ور الت ��ي ت�ستفز املواطن�ي�ن‪ ،‬بر�أي‬ ‫�أيه ��م �أن �سي ��ارات الإ�سع ��اف ال تق ��ف على النا�ش ��ط �أحمد هي الهي�ص ��ة التي تتق�صد‬ ‫احلواج ��ز‪ ،‬وال يت ��م تفتي�شه ��ا لأنه ��ا ح�سب �سي ��ارات ال�شبيح ��ة ب�أنواعه ��ا املختلف ��ة‪،‬‬ ‫النا�شط حتمل ورقة «مهمة �أمنية»!‪.‬‬ ‫�إثارتها ع ��ن املرور يف ال�ش ��وارع والطرقات‬ ‫ال�سكني ��ة‪� ،‬إذ يقوم �سائقي ه ��ذه ال�سيارات‬ ‫(‪ )BKS‬على ال�سيارات املدنية‬ ‫بالتزم�ي�ر والهت ��اف ل ��روح قائدهم اخلالد‬ ‫م ��ن الظواهر التي اعت ��اد الدم�شقيون على ح�سب تعبري النا�شط‪.‬‬ ‫م�شاهدته ��ا يف طرقاته ��م‪ ،‬ه ��ي ال�سيارات‬ ‫املدنية املركب على ظهرها ر�شا�ش (‪ ،)BKS‬وي�ضي ��ف �أحم ��د‪ :‬تختل ��ف ج ��ر�أة �سي ��ارات‬ ‫موجه ل�صدور املدنيني املارين يف الطريق‪ ،‬الإ�سعاف يف دم�شق‪ ،‬عنها يف الريف‪� ،‬إذ �أن‬ ‫فحتى ال�سي ��ارات املدنية ال�صغرية‪ ،‬بح�سب التخوف من هجوم مباغت يف ريف دم�شق‪،‬‬ ‫النا�ش ��ط �أحم ��د مل يوفرها النظ ��ام‪ ،‬والتي يجعل �سي ��ارات ال�شبيحة يف الريف‪ ،‬حتاول‬ ‫بغالبيتها كم ��ا �أكد النا�ش ��ط‪ ،‬م�سروقة من التخف ��ي قدر الإمكان‪ ،‬وه ��ي غالب ًا ما تكون‬ ‫�سكان ري ��ف دم�شق‪ ،‬كما يالح ��ظ �أن ن�سبة مدعمة بالدباب ��ات‪ ،‬ولذلك مت ��وه �سيارات‬ ‫كبرية من هذه ال�سيارات‪ ،‬تعود منرتها �إىل اجلي�ش واملخابرات وال�شرطة منرتها‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 41 / dec 20th‬‬

‫جرميته أنه لم يقف باستعداد ألحمد جبريل‪...‬‬ ‫فدائي فلسطيني في سجون النظام منذ عام ‪1985‬‬ ‫زمان الو�صل ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬

‫ترك جنني وعائلته الفقرية‪ ،‬قا�صد ًا‬ ‫االلتحاق بالفدائيني يف لبنان‪ ،‬معتمد ًا يف‬ ‫رحلته على �صديق طفولته ؛ �أحمد جربيل‪،‬‬ ‫دون �أن يتوقع ب�أن عدم وقوفه با�ستعداد‬ ‫عند دخول �صديقه جربيل �إىل املكتب‬ ‫�سيكون �سبب ًا باالعتقال ملا يزيد عن ‪27‬‬ ‫عام ًا‪.‬‬ ‫ع ��دم الوق ��وف لأحم ��د جربي ��ل خيان ��ة‬ ‫للوطن‬ ‫ولد ب�شار علي �صالح يف جنني بفل�سطني‪،‬‬ ‫من عائلة منعه فقرها من �إمتام درا�سته‪،‬‬ ‫و�أجربه على العمل منذ �أن كان عمره‬ ‫‪ 13‬عام‪� ،‬إال �أن حلم حترير فل�سطني‬ ‫ظل يالحقه‪ ،‬فما �إن بلغ الع�شرين من‬ ‫عمره عام ‪ ،1985‬حتى ترك الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطيني بهدف االلتحاق مبنظمة‬ ‫التحرير الفل�سطينية يف لبنان‪.‬‬ ‫ووفق ما حكا ب�شار �صالح للمعتقل ال�سابق‬ ‫د‪�.‬س‪ ،‬أُ�وقفت رحلته وحياته حلظة‬ ‫و�صوله �إىل �سوريا‪ ..‬يقول د‪�.‬س �ساخر ًا‪:‬‬ ‫لأن طريق املقاومة مير من دم�شق‪ ،‬نزل‬ ‫�صالح يف ال�شام‪ ،‬وبحكم �أن والدة ب�شار‪،‬‬

‫ربت �أحمد جربيل عندما كان �صغري ًا يف‬ ‫فل�سطني‪ ،‬ق�صد �صالح �صديقه القدمي‬ ‫جربيل ليلحقه باملقاومة يف لبنان‪..‬‬ ‫ي�شري د‪�.‬س �إىل �أن �صالح كان يغ�ض بدموعه‬ ‫وهو يخرب تفا�صيل اعتقاله‪ ،‬التي بد�أت‬ ‫حلظة و�صوله �إىل مقر جبهة التحرير‬ ‫ال�شعبية لر�ؤية احمد جربيل‪ ،‬فبينما كان‬ ‫�صالح ينتظر جربيل‪ ،‬دخل �أحمد جربيل‬ ‫ب�صحبة حرا�سه ال�شخ�صيني‪ ،‬ولأن عالقة‬ ‫قدمية تربط �صالح بجربيل‪ ،‬مل يقف‬ ‫�صالح با�ستعداد عند دخول جربيل‪،‬‬ ‫ولذلك تابع الأخري �سريه �إىل املكتب دون‬ ‫�أن ي�سلم عليه‪ ،‬وبد أ� احلرا�س مب�س�ألة‬ ‫�صالح عند �سبب عدم وقوفه للـ «املعلم»‪.‬‬ ‫ويتابع د‪�.‬س نق ًال عن �صالح‪ :‬انده�ش‬ ‫�صالح من برودة ا�ستقبال جربيل‪ ،‬و�أخرب‬ ‫احلر�س ب�أنه وجربيل تربيا يف نف�س‬ ‫املنزل!!‪� ..‬إال �أن �أحمد جربيل وفق رواية‬ ‫�صالح رف�ض لقاءه‪ ،‬واخ�ضعه لتحقيق‬ ‫من قبل اجلبهة ال�شعبية للقيادة‪ ..‬وبعد‬ ‫�أن فت�شوا �أ�شياءه وجدوا بحوزته وثيقة‬ ‫�سفر �إ�سرائيلية‪ ،‬ومن املعروف �أنها كانت‬ ‫ُتفر�ض على الفل�سطينيني ليتمكنوا من‬

‫ال�سفر‪� ،‬إال �أنهم يف القيادة العامة اعتقلوا‬ ‫�صالح ملدة ثالثة �أيام‪ ،‬ثم رحلوه �إىل الأمن‬ ‫الع�سكري‪.‬‬ ‫يف الأمن الع�سكري ُاتهم بالعمل‬ ‫اجلا�سو�سي ل�صالح �إ�سرائيل‪ ،‬ولكن �صالح‬ ‫رف�ض االعرتاف رغم التعذيب ال�شديد‬ ‫الذي تعر�ض له‪ ،‬وبقي �سنة يف الأمن‬ ‫الع�سكري‪ ،‬ومن ثم ُنقل �إىل �سجن تدمر‪.‬‬ ‫فدائي يف تدمر عو�ض ًا عن �إ�سرائيل‬ ‫يحكي املعتقل ب�شار �صالح �أنه كاد يفقد‬ ‫حياته يف يوم ا�ستقباله يف �سجن تدمر‬ ‫وتعذيب‪� ،‬ألقوا‬ ‫�ضرب‬ ‫ٍ‬ ‫ب�سبب ما تلقاه من ٍ‬ ‫به بعد اال�ستقبال يف منفردة �صادف وجود‬ ‫معتقل فل�سطيني �آخر فيها ا�سمه وليد‬ ‫بركات‪�-‬سبق �أن حتدثنا عن ق�صته‪.-‬‬ ‫ومازال ب�شار مدين بحياته لربكات‬ ‫الذي طببه وداواه قدر الإمكان‪ ،‬بقيا يف‬ ‫املنفردة منذ عام ‪ 1986‬حتى ‪ ،1995‬ليتم‬ ‫تخريجهما منها بال�صدفة‪ ،‬بعد �أن « ُن�سيا»‬ ‫وفق تعبري امل�ساعد‪ ،‬الذي �أجاب عن‬ ‫ت�سا�ؤل مدير �سجن تدمر عن �سبب طول‬ ‫مدة �إقامة هذان املعتقالن يف املنفردة‪.‬‬ ‫عند خروج ب�شار �إىل املهجع قرر �أن ي�صبح‬


‫‪issue 41 / dec. 20th‬‬

‫فدائي‪ ..‬ويعرف د‪�.‬س الفدائي يف تدمر‬ ‫ب�أنه �شاب يتطوع بجلب الطعام من باب‬ ‫املهجع �إىل داخله‪ ،‬ذلك لأن هذه العملية‬ ‫التي تُنجز خالل ثالث دقائق قد ميوت‬ ‫خاللها املعتقل‪ ،‬ب�سبب ال�ضرب ال�شديد‬ ‫الذي يحا�صره به �سجانيه الواقفني �أمام‬ ‫قدر الطعام‪ ،‬كما �أنه بالت�أكيد �سيحرق‬ ‫يديه كونه ُيجرب على �سكب الطعام‬ ‫ال�ساخن بيديه‪ ،‬حتى ولو كان ح�ساء ًا‬ ‫مغلي ًا‪.‬‬ ‫ويبينّ د‪�.‬س �أن املعتقلون ينظمون دور‬ ‫جللب الطعام‪ ،‬والفدائيني يتطوعون عن‬ ‫غريهم جللب الطعام خا�صة عندما ي�أتي‬ ‫الدور على �أحد كبار ال�سن �أو املر�ضى‪،‬‬ ‫�أو يتربع الفدائي بتلقي العذاب عندما‬ ‫ُيعاقب �شيخ‪ ،‬حيث كان ي�سقط كثري من‬ ‫ال�شهداء جراء التعذيب‪.‬‬ ‫كب ��ل الدباب ��ة ي�س ��بب ل ��ه �إعاق ��ة ع�ص ��بية‬ ‫حتولت �إىل مر�ض نف�سي‬ ‫ي�شري د‪�.‬س �إىل �أن �إ�صرار ب�شار �صالح على‬ ‫فداء زمالئه املعتقلني‪� ،‬سبب له الكثري من‬ ‫الأمرا�ض‪� ،‬أهمها الإعاقة الع�صبية التي‬ ‫�صار ي�شكوا منها‪ ،‬بعد �أن ُ�ضرب بكبل‬ ‫الدبابة ( وهو كبل كاو ت�شوك مق�صو�ص‬ ‫من طبنور دبابة‪ ،‬ومدعم ب�شبك حديد)‬ ‫ُ�ضرب به على ر�أ�سه من اخللف‪ ..‬وبح�سب‬ ‫د‪�.‬س ت�شتهر بني امل�ساجني‪ ،‬ق�صة ب�شار‪،‬‬ ‫عندما ُ�ضرب على ر�أ�سه حتى �أُغمى‬

‫عليه‪ ،‬فا�ستدعى ال�سجانني‪ ،‬امل�سئول‬ ‫ال�صحي‪ ،‬و�س�ألهوه ‪ :‬فط�س وال ل�سا؟!‪..‬‬ ‫ف�أخربهم ب�أنه مازال حي ًا فرتكوه‪..‬ويتابع‬ ‫د‪�.‬س مو�ضح ًا �أنه بعد هذه احلادثة �صار‬ ‫ب�شار يعاين من حالة ع�صبية تعيقه عن‬ ‫الرتكيز‪ ،‬وت�شتته فكري ًا‪.‬‬ ‫املحزن يف ق�صة ب�شار بح�سب د‪�.‬س‪،‬‬ ‫�أن هذه حالته الع�صبية‪� ،‬صارت تتطور‬ ‫مع الأيام‪� ،‬إذ ت�ضاعفت �ساعات �شروده‬ ‫وهذيانه‪ ،‬كما �أنه �صار يعاين من �صعوبة‬ ‫يف الكالم‪ ،‬وعلى الرغم من هذه الإ�صابة‬ ‫بقي ب�شار فدائي‪ ،‬فجميع امل�ساجني الذين‬ ‫عا�شوا معه يف تدمر‪ ،‬ال ي�ستطيعون ن�سيان‬ ‫�شهامته‪...‬‬ ‫ُنقل م�ساجني �سجن تدمر �إىل �سجن‬ ‫�صيدنايا يف العام ‪ ،2000‬وعندما تعرف‬ ‫د‪�.‬س على ب�شار‪ ،‬يف �سجن �صيدنايا كان‬ ‫قد م�ضى على اعتقاله ‪ 22‬عام‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫جوع ��ه للح ��ب �أوقع ��ه يف غ ��رام مذيع ��ة مل‬ ‫يلتقيها‬ ‫ي�شعر د‪�.‬س برغبة بالبكاء‪ ،‬كلما تذكر‬ ‫الق�صة التي يرويها معتقلي �صيدنايا عن‬ ‫ب�شار‪ ،‬عندما دخل �إىل �سجن �صيدنايا‪،‬‬ ‫ف�شاهد حينها التلفزيون للمرة الأوىل يف‬ ‫حياته‪ ،‬ولذلك انده�ش وبقي مت�سمر ًا �أمام‬ ‫ال�شا�شة حوايل �أ�سبوع‪ ،‬وبد أ� يعاين بعدها‬ ‫من حالة نف�سية موجعة‪ ،‬فقد �صار يحادث‬ ‫مذيعات التلفزيون‪ ،‬وك�أنه ي�شاهدهن يف‬

‫‪9‬‬

‫احلقيقة‪ ،‬حتى �أنه وقع يف ع�شق �إحداهن‪،‬‬ ‫و�أخرب امل�ساجني �أنها زوجته‪ ،‬وكان كلما‬ ‫�شاهدها على التلفزيون يقبل ال�شا�شة‬ ‫ويعانقها‪..‬‬ ‫ربطت بني د‪�.‬س وب�شار عالقة قوية‪،‬‬ ‫لأن د‪�.‬س �صار ي�سهر مع ب�شار‪ ،‬وي�ستمع‬ ‫لق�ص�صه املُتخيلة عن زوجته؛ املذيعة‪..‬‬ ‫يقول د‪�.‬س‪ :‬مل �أكن �أقوى على �إيقاظه من‬ ‫�أحالمه خوف ًا على م�شاعره‪.‬‬ ‫�شبح مذيعة ميلكه ال غري‬ ‫يف �إحدى املرات حاول د‪�.‬س توعيته‪ ،‬لأنه‬ ‫مل يعد يحتمل خداعه‪ ،‬ف�أخربه �أنه يحب‬ ‫وهم ًا‪ ،‬و�أن املذيعة لي�ست زوجته‪ ،‬ف�أجابه‪:‬‬ ‫بل هي ملكي‪� ،‬أال يكفي من �أنني مل اتكلم‬ ‫�أو �أحب �أنثى يف حياتي كلها‪ ،‬هل ا�ستكرثمت‬ ‫علي �أين وجدت احلب احلقيقي؟‪.‬‬ ‫ومن الق�ص�ص املوجعة �أنه عندما خرج‬ ‫د‪�.‬س من �سجن �صيدنايا يف ‪ ،2011‬و‬ ‫ُنقل ب�شار �إىل �سجن عدرا‪ ،‬ات�صل به‬ ‫ليبارك له باحلرية‪ ،‬وطلب منه رقم تلفون‬ ‫املذيعة‪ ..‬يقول د‪�.‬س‪ :‬ارتبكت ومل اعرف‬ ‫ماذا �أجيبه‪ ،‬ويف احلقيقة مل �أريد جرح‬ ‫قلبه‪ ،‬فقلت �إن�شاهلل خالل يومني ات�صل‬ ‫بك و�أعطيك الرقم‪ ..‬فكر د‪�.‬س �أكرث من‬ ‫مرة �أن يطلب من �إحدى �صديقاته التكلم‬ ‫مع ب�شار على �أنها املذيعة التي يهواها‪� ،‬إال‬ ‫�أنه تراجع عن ذلك‪ ،‬خوف ًا من �أن ي�سبب له‬ ‫مزيد ًا من الأذى‪..‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 10‬‬

‫خرجت‬ ‫فعادت‬ ‫مغتصبة‬ ‫ومحروقة‬ ‫خا�ص‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫مل تك ��ن ال�شاب ��ة دارين‪ ،‬تتوق ��ع �أن ذهابها‬ ‫للت�س ��وق يف ب ��اب توم ��ا‪� ،‬سيجعله ��ا عل ��ى‬ ‫قائم ��ة �ضحايا عمليات اخلط ��ف املنت�شرة‬ ‫الي ��وم بكرثة يف دم�ش ��ق‪ ،‬فالطريق من حي‬ ‫الزاه ��رة �إىل ب ��اب توم ��ا �آم ��ن وال يحتاج‬ ‫لإجراء ح�ساب ��ات �سالمة خا�صة �أن دارين‬ ‫خرج ��ت م ��ن منزله ��ا يف و�ض ��ح النه ��ار‪،‬‬ ‫لت�ستكمل املعدات الأخرية حللمها بالزواج‬ ‫من ب ��اب توما‪ ،‬غري �أن اخلطف كان �أقرب‬ ‫�إليها من الزواج‪ ،‬بعد �أن �أ�ضاعت ال�سعادة‬ ‫طريقها �إىل قل ��وب ال�سوريني‪ ،‬وك�أن الفرح‬ ‫ٌ‬ ‫ترف ال ي�ستحقه ال�شعب ال�سوري‪..‬‬ ‫فقدت قدرتها على الكالم واحلياة‬ ‫عندم ��ا وج ��د �أه ��ل داري ��ن‪ ،‬ابنته ��م �شبه‬ ‫جث ��ة عارية ملقاة على ب ��اب منزلهم‪ ،‬بعد‬ ‫ع ��دة �أي ��ام عل ��ى �إختفائه ��ا‪ ،‬عبث� � ًا حاولوا‬ ‫اال�ستفه ��ام عنها عم ��ا جرى له ��ا‪ ،‬خا�صة‬ ‫�أن ج�سده ��ا ووجها كانا م�شوهني باحلروق‬ ‫و�آثار �أعقاب ال�سجائ ��ر‪ ،‬وبعد مرور يومني‬ ‫كتبت دارين الت ��ايل‪� :‬أوقفت �سيارة �أجرة‪،‬‬ ‫كان فيها راكبة حمجبة جال�سة يف اخللف‪،‬‬ ‫�س�ألن ��ي ال�سائ ��ق ع ��ن وجهت ��ي‪ ،‬ف�أخربت ��ه‬ ‫ب ��اب توما‪ ،‬ا�ست�أذن الراكب ��ة بقوله ‪:‬معل�ش‬

‫حجة نركب ��ا معنا‪..‬وافق ��ت الراكبة ب�إماءة‬ ‫م ��ن ر�أ�سها‪ ،‬وقال يل تف�ضل ��ي �أختي‪..‬وجاء‬ ‫فيم ��ا كتبته دارين �أي�ض� � ًا‪ :‬كنت افتح الباب‬ ‫اخللف ��ي لأركب بجانب احلج ��ة‪ ،‬ف�أخرجت‬ ‫م ��ن حقيبتها بخ ��اخ‪ ،‬وكانت ه ��ذه ال�صورة‬ ‫�آخر �شيء �شاهدتها‪.‬‬ ‫م ��ن الوا�ض ��ح ‪-‬ح�س ��ب �أخ داري ��ن‪� -‬أنه مت‬ ‫تخديرها‪ ،‬باتفاقٍ م�سبق بني �سائق التك�سي‬ ‫والراكب ��ة الت ��ي معه‪ ،‬وهي كما ق ��ال �أخوها‬ ‫مل ت�ستطع ب�سب ��ب ذلك التعرف على املكان‬ ‫الذي �أُخ ��ذت �إليه‪ ،‬حالته ��ا ال�صحية �سيئة‬ ‫ب�سب ��ب اغت�صابها بطرق وح�شي ��ة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫لك�ث�رة التقرح ��ات اجللدية عل ��ى ج�سدها‬ ‫ووجها‪.‬‬ ‫�أي ��ن احلواجز الت ��ي تعدن ��ا باحلفاظ على‬ ‫�سالمتنا؟‬ ‫�س� ��ؤال م�ش ��روع يطرح ��ه النا�ش ��ط جميل‪،‬‬ ‫ف�ألي�س ��ت حواجز النظام توق ��ف ال�سيارات‬ ‫كل ‪ 20‬م�ت�ر؟ ي�ستف�س ��ر النا�شط‪ ..‬وبح�سب‬ ‫حتليل النا�ش ��ط‪ ،‬ال�شك �أن �سائ ��ق التك�سي‬ ‫يق ��وم بعملياته باتف ��اق وتن�سيق مع حواجز‬ ‫خط مع�ي�ن‪ ،‬و�إال ف� ��إن الإيق ��اف واالعتقال‬ ‫كان يج ��ب �أن يعيق ��ه عن تنفي ��ذ خططه‪..‬‬ ‫وي�ضي ��ف النا�شط‪ :‬التحلي ��ل املنطقي ي�شري‬

‫�إىل ا�ستحال ��ة ا�صطح ��اب داري ��ن �إىل قلب‬ ‫دم�ش ��ق‪ ،‬م ��ن طريق املحل ��ق اجلنوبي الذي‬ ‫�أوقفت التك�سي عليه‪ ،‬وذلك ب�سبب ازدحام‬ ‫ال�ش ��وارع وك�ث�رة احلواج ��ز‪ ،‬ويتاب ��ع‪� :‬إذ ًا‬ ‫الب ��د �أن ال�سائق اخذه ��ا �إىل �إحدى مناطق‬ ‫الري ��ف‪ ،‬حيث تق ��ف حواجز النظ ��ام على‬ ‫م�ش ��ارف �أبوابها �أي�ض� � ًا!!! مما ي�ؤكد ح�سب‬ ‫ر�أي النا�ش ��ط �أن كل �شيء كان مرتب له مع‬ ‫حاجز �أو �أكرث‪.‬‬ ‫االغت�ص ��اب واخلط ��ف‪ ..‬م ��ن �إ�ص�ل�احات‬ ‫ب�شار‬ ‫ي�صعب على الفتيات‪ ،‬اليوم التنقل وحدهن‬ ‫يف �ش ��وارع العا�صم ��ة‪ ،‬فعملي ��ات اخلط ��ف‬ ‫�ص ��ارت ممنهجة يف دم�شق‪ ،‬ويع ��ود ارتفاع‬ ‫أ�ع ��داد ح ��االت اخلط ��ف بح�س ��ب النا�شط‬ ‫جمي ��ل �إىل �أن العف ��و ال ��ذي �أ�ص ��دره ر�أ�س‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري ب�ش ��ار الأ�س ��د‪� ،‬شم ��ل‬ ‫أ�ف ��راد الع�صاب ��ات واملجرم�ي�ن‪ ،‬اللذي ��ن‬ ‫�شكل ��وا مافي ��ات غالب ًا ما تن�س ��ق عملياتها‬ ‫م ��ع حواج ��ز النظ ��ام‪ ،‬وتعطيهم ج ��زء من‬ ‫�أرباحه ��م اجل�سدي ��ة (فتي ��ات) واملادية‪..‬‬ ‫وي�ضي ��ف جمي ��ل‪ :‬ي�صع ��ب حتدي ��د �أع ��داد‬ ‫الفتي ��ات املغت�صب ��ات خ�ل�ال ف�ت�رة الثورة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬ذل ��ك حل�سا�سي ��ة الق�ضية وعدم‬ ‫ت�صريح الأهل عن معظم احلاالت‪.‬‬


‫‪11 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫فلنصنع سوريا اخلراب‪ ..‬إن لم نصنع أنفسنا أو ًال‬ ‫خا�ص ‪� /‬أني�س حمدون‬

‫�أ�صبحنا ندرك اليوم عدم جدية املجتمع‬ ‫الدويل يف احلفاظ على حقوق الإن�سان‬ ‫وحريته واخلوف على حياته وذلك‬ ‫بالواقع امللمو�س‪ ,‬فالتجربة علمتنا‬ ‫�أننا ك�شعب ن�ساوي فقط مقدار قوتنا‬ ‫وتطورنا ؛�أما كل املثاليات والإن�سانيات‬ ‫فهي فقط حرب على ورق‪ .‬فلو كانت‬ ‫�سوريا دولة متطورة قوية حرة ملا �سمح‬ ‫املجتمع الدويل بامل�سا�س بحقوق �شعبها‬ ‫كما يجري الآن‪ .‬و لو كنا رقم ًا حقيقي ًا‬ ‫يف كوكب الأر�ض ملا ح�صل ما ح�صل من‬ ‫جمازر‪ ,‬وخ�صو�ص ًا �أننا ال منلك البرتول‬ ‫الالعب الأ�سا�سي يف االقت�صادي‬ ‫العاملي ف�أ�صبحت دما�ؤنا ال ت�ساوي �شيئ ًا‬ ‫بالن�سبة للجميع‪.‬‬ ‫هذه املقدمة تدلنا كيف علينا �صناعة‬ ‫م�ستقبلنا وما �ست�ؤول �إليه بلدنا‪.‬‬ ‫فامل�ستقبل يحمل لنا خيارين ‪ :‬الأول‪,‬‬ ‫�سوريا �أر�ض اخلراب والتخلف بال�صورة‬ ‫الأفغانية‪ ،‬والثاين �سوريا احلرية التي‬ ‫تنه�ض بنف�سها لتواكب احلياة والو�صول‬

‫مل�صاف الدول الأوىل ذات الوجود‬ ‫احلقيقي ‪.‬‬ ‫لنكن من�صفني‪ ،‬فالواقع يعطينا توقع ًا‬ ‫�أن ال�شعب ال�سوري يرغب حق ًا يف بناء‬ ‫�سوريا القوة واحلرية علم ًا �أن هذه‬ ‫املهمة �صعبة جد ًا و�ستواجه بعقبات دول‬ ‫اجلوار فهم لن ينا�سبهم �أن جتاورهم‬ ‫دولة حرة ذات مركز اقت�صادي علمي‬ ‫ثقايف مناف�س يجعل �شعوب اجلوار‬ ‫يطالبون بحريات لي�ست من حقهم‬ ‫بنظر هذه الدول‪ ,‬فبالد ال�شام تاريخي ًا‬ ‫هي مركز ثقايف علمي تغذيها �أنهارها‬ ‫بحياة اجتماعية خ�ضراء ك�أر�ضها‪.‬‬ ‫واحلقيقة املطلقة تقول ب�أن �سوريا لن‬ ‫تتطور دون موجة حرية عارمة ت�صيب‬ ‫كل مفا�صل احلياة فيها بدء ًا من‬ ‫اجلامعات واملعامل وانتها ًء بامل�سارح‬ ‫لأن التطور �أم ٌر متكامل ال يتجز�أ‪ .‬فال‬ ‫ميكن بناء دولة متطورة دون �أن ي�صيب‬ ‫التطور كل جوانبها كامل ًة و�أول هذه‬ ‫اجلوانب هي الفرد‪ .‬فالإن�سان ال�سوري‬ ‫هو نقطة القوة وال�ضعف ب�آن مع ًا و‬

‫قرار �شعب يف �أن يعرف طريقه هو من‬ ‫�سيحدد �شكل امل�ستقبل‪ .‬فعلى الفرد‬ ‫�أن يدافع عن حق خ�صمه يف التعبري‬ ‫عن ر�أيه لأن حرية الر�أي تعني حرية‬ ‫التفكري والعمل والإبداع ف�إذا كان الفرد‬ ‫ال�سوري متطرف ًا يف قمع ر�أي خ�صمه‬ ‫كانت النتائج كارثية على م�ستقبل دولة‬ ‫�سوريا نف�سها‪.‬‬ ‫علينا �أن نبد�أ ببناء الإن�سان لأنه حجر‬ ‫الأ�سا�س يف م�ستقبلنا وبناء �إدراكه‬ ‫هو الفي�صل‪ .‬فلو ا�ستفاد �شعبنا من‬ ‫جتربته يف خم�سينيات القرن املا�ضي‬ ‫كمرحلة دميقراطية مزدهرة دعمتها‬ ‫الربجوازية الوطنية كان ذلك هو‬ ‫القرار احلكيم الذي �سي�ضيء درب‬ ‫البناء‪ .‬فهذه املرحلة ات�سمت ب�صراع‬ ‫�سيا�سي فكري ح�ضاري �سلمي‪� ,‬أجنبت‬ ‫�سوريا فيها رجاالت ومفكرين مل يكرروا‬ ‫يف عقود دكتاتورية الع�سكر واحلزب‬ ‫الواحد‪ .‬فاملناخ احلر لن ينجب‬ ‫�إال جمتمع ًا وفرد ًا متطور ًا وحراك ًا‬ ‫اقت�صادي ًا �صناعي ًا ثقافي ًا غزير ًا رفيع‬ ‫امل�ستوى‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 12‬‬

‫القبيسيات‪ ..‬ثائرات وشبيحات‬ ‫خا�ص ‪ /‬عمر جنم الدين‬

‫قد يكون ا�سم «منرية القبي�سي» هو الأكرث‬ ‫جد ًال يف الو�سط الدعوي الإ�سالمي يف‬ ‫�سوريا منذ �سنوات طويلة خلت‪ ,‬فهذه‬ ‫ال�سيدة الدم�شقية التي هي الآن يف خريف‬ ‫عمرها قد تخرجت من كلية العلوم‪,‬‬ ‫و�أحلقتها ب�شهادة �أكادميية من كلية‬ ‫ال�شريعة يف جامعة دم�شق‪ .‬بد�أت طريق‬ ‫الدعوة الإ�سالمية منذ ذلك الوقت بدعوة‬ ‫الن�ساء لاللتزام باحلجاب ال�شرعي‬ ‫وقت انت�شرت‬ ‫والفرائ�ض الإ�سالمية‪ ,‬يف ٍ‬ ‫فيه ظاهرة الن�ساء غري املحجبات‪,‬‬ ‫و�ضعف فيه االلتزام الديني نتيجة �صراع‬ ‫الأفكار والعقائد يف املجتمع �آنذاك‪.‬‬ ‫هذه الدعوة الفردية من منرية حتولت‬ ‫�إىل ظاهرة عمت املجتمع ال�سوري ُعرفت‬ ‫فيما بعد با�سم «القبي�سيات» ن�سبية ال�سم‬ ‫منظرتها الأوىل والآن�سة الكبرية كما يقال‬ ‫لها «منرية القبي�سي»‬ ‫ومل تتوقف ظاهرة انت�شار القبي�سيات على‬

‫�سوريا بل تعداه الأمر �إىل الدول العربية التجاهل ال�سلطوي لعمل هذه اجلماعة‬ ‫الأخرى كلبنان والأردن وعدد من دول الن�سائية يف بداياتها‪.‬‬ ‫اخلليج‪.‬‬ ‫يف عهد ب�شار الأ�سد‬ ‫جلي للنظر �أن ظهور الآن�سات القبي�سيات‬ ‫انت�شار القبي�سيات منذ البدايات‬ ‫كان ل�صراع الآ�سرة احلاكمة مع الأخوان ازداد ب�شكل وا�ضح يف عهد اال�سد االبن‬ ‫امل�سلمني‪ ,‬وا�ستئ�صال اجلماعة من منه يف عهد اال�سد الأب‪ ,‬ويت�ضح ذلك من‬ ‫اجل�سد ال�سوري بالعنف‪ ,‬يف ثمانينات العدد التقديري لهنّ من متابعني و�شيوخ‬ ‫القرن املا�ضي‪ ,‬نتيجة قا�سية على عدة حيث و�صل الرقم ح�سب ذلك �إىل ما‬ ‫احلركات واجلماعات ال�سيا�سية ذات يزيد عن ‪� 75‬ألف فتاة تتبع الآن�سة منرية‪.‬‬ ‫التوجه الإ�سالمي يف �سوريا متثلت ب�إيقاف وقد عمل ب�شار الأ�سد على تقوية نفوذ‬ ‫القبي�سيات يف املجتمع ال�سوري من خالل‬ ‫الن�شاطات الدعو ّية على اختالفها‪.‬‬ ‫�إال �أن انت�شار «القبي�سيات»‪ ,‬وهو اال�سم دعمهن‪ ,‬ولو ب�شكل غري مبا�شر‪ ,‬عن‬ ‫املطلق على �أتباع منرية القبي�سي‪ ,‬ب�شكل طريق فتح املجال �أمامهن للعمل الدعوي‬ ‫م ّو�سع كان يف تلك الفرتة الزمنية الأليمة يف امل�ساجد �إ�ضافة ملا يعرف عنهن من‬ ‫يف الذاكرة ال�سور ّية عموم ًا والإ�سالمية تقربهن من �شيوخ ال�سلطة كالبوطي ومن‬ ‫ال�سنية خ�صو�ص ًا‪ ,‬ويربر البع�ض هذا قبله ال�شيخ �أحمد كفتارو �أ�ستاذ الآن�سة‬ ‫التناق�ض ب�أن القبي�سيات جماعة ن�سائية الأوىل منرية القبي�سي‪.‬‬ ‫خال�صة‪ ,‬بعيدة كل البعد عن ال�سيا�سة‪,‬‬ ‫ولع ّل يف اقرتاب الآن�سة منرية القبي�سي هذا الدعم ال�سلطوي كما بدا جاء ليظهر‬ ‫من مفتي دم�شق «البوطي» ما يو�ضح هذا النظام مبظهر خمتلف عما هو يف ذهن‬


‫‪13 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫ال�شعب ال�سوري‪� ,‬أي نظام حاكم با�سم دون � ّأي ت�شذيب لدى البع�ض منهن‪.‬‬ ‫طائفة‪ ,‬فعمل على تقويتهن ليح ّلن كبديل‬ ‫عن طبقة التجار الدم�شقيني يف هرم ال�شارع ال�سوري وتلميذات الآن�سة‬ ‫ال�سلطة‪ ,‬بعد تقل�ص نفوذ هذه الأخرية يتمحور عمل القبي�سيات حول العمل‬ ‫ل�صالح �أ�شخا�ص معينني مرتبطني الدعوي يف املنازل �أو امل�ساجد ح�سب‬ ‫مبا�شرة بر�أ�س الهرم ب�شار الأ�سد وجلهم املتاح‪ ,‬وتقوم الآن�سة املكلفة بذلك بهذا‬ ‫الدور‪ ,‬ولهذه الآن�سة مكانة كبرية يف نفو�س‬ ‫من الطائفة العلو ّية‪.‬‬ ‫التلميذات‪ ,‬فهنّ ال يجادلن الآن�سة وال‬ ‫يناق�شنها و�أمرها بالن�سبة �إليهن مطاع‪.‬‬ ‫�شكل مميز للداعيات القبي�سيات‬ ‫�أكرث ما يلفت النظر �إىل القبي�سيات هو وانت�شار الآن�سات القبي�سيات موجود على‬ ‫�شكلهن املميز الذي يظهرن به يف ال�شارع كامل اخلريطة ال�سورية من �أق�صاها‬ ‫و�أمام النا�س‪ ,‬خالف ًا ملا هو منت�شر بني لأق�صاها‪.‬‬ ‫الن�ساء ال�سوريات‪ ,‬ولي�س بالع�سري �أبد ًا �أن وتروى عن الآن�سات القبي�سيات ق�ص�ص‬ ‫يرى االن�سان ذلك يف جولة ق�صرية يف �أحد كثرية النعرف مدى �صحتها فعلى �سبيل‬ ‫ال�شوارع ال�سور ّية‪ ,‬فاحلجاب (الإي�شارب) املثال ال احل�صر �أن التلميذات يت�سابقن‬ ‫ذو عقدة خمتلفة ومميزة‪ ,‬وزرقة اللون ل�شرب ف�ضالت كا�سها من املاء لينلن‬ ‫وا�ضحة مع االختالف يف درجته اللونية الربكة من ذلك‪�,‬أما الثابت والأكيد فهو‬ ‫من امر�أة لأخرى‪ ,‬ويذهب ال�شيخ البوطي املكانة الكبرية التي حتتلها الأوان�س يف‬ ‫�إىل �أن ارتدائهن لهذا احلجاب �إمنا هو قلوب التلميذات‪.‬‬ ‫لتمييزهن عن غريهن‪ ,‬كما من ال�سهل‬ ‫املالحظة ارتدائهن (للمانطو) الق�صري‪ ,‬القبي�سيات ‪ ..‬ثائرات و�شبيحات‬ ‫عدا عن ابتعاد �أغلبهن عن جتميل الوجه‪ ,‬وقفت القبي�سيات بداية الثورة يف املوقف‬ ‫فاحلاجبني يرتكان ب�شكل كثيف وحتى املعادي للمطالبني باحلر ّية والكرامة‪,‬‬

‫فاعترب البع�ض �أن زيارتهن الأوىل للأ�سد‬ ‫االبن يف عام ‪ 2011‬و�صمة عار يف تاريخ‬ ‫هذه احلركة الدعوية‪ ,‬وعلى �إثر تلك‬ ‫الزيارة ح�صلت ان�شقاقات غري مرئية يف‬ ‫�صفوف القبي�سيات‪ ,‬فالعديد من فتيات‬ ‫دم�شق مل يخ�ضعن لآن�ساتهن واجتهن‬ ‫للمظاهرات والعمل الثوري على الأر�ض‪,‬‬ ‫ويبدو �أن املوقف الأكرث و�ضوح ًا للمتابع‬ ‫هو يف مدينة حم�ص حيث كان للفتيات‬ ‫املح�سوبات على القبي�سيات وحتى الآن�سات‬ ‫موقف م�شرف جتاه الثورة ال�سورية كبقية‬ ‫�أهل املدينة‪.‬‬ ‫�أما اجلدل الأكرب حول طبيعة هذه احلركة‬ ‫الدعوية «ال�سنية» فقد ظهر منذ �أيام قليلة‬ ‫ُبعيد الزيارة الثانية للآن�سات القبي�سيات‬ ‫لب�شار الأ�سد يف ق�صره معربين عن‬ ‫دعمهن له‪ ,‬وقد عمل �إعالم النظام على‬ ‫ت�ضخيم حجم هذه الزيارة ب�شكل وا�ضح‪,‬‬ ‫�أما الإعالم الثوري فكان موقفه عنيف ًا‬ ‫جتاهها فتناقل �صورها با�ستهزاء كبري‬ ‫وغ�ضب �شديد ومل يدر بخلد �أحدهم �أنهن‬ ‫قد يكنّ جمبورات على هذه الزيارة‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 14‬‬

‫النـظـام يـخـفـي الشــمـس بـالغـــربـال‬ ‫احتياطي القطع األجنبي السوري استنزفته اآللة العسكرية‬

‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬

‫لعل االحتياطي ال�س ��وري من العمالت‬ ‫الأجنبي ��ة املو�ض ��وع الأكرث ج ��د ًال‪ ،‬بني‬ ‫الأو�ساط االقت�صادي ��ة على اعتبار �أنه‬ ‫امل�ؤ�ش ��ر الذي ميكن م ��ن خالله قيا�س‬ ‫م ��دى متا�س ��ك النظ ��ام وقدرت ��ه على‬ ‫اال�ستمرار اقت�صادي ًا على الأقل‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�ش ��ار امل�س�ؤول ��ون يف النظ ��ام ال�سوري‬ ‫خالل الأ�شهر الأوىل من الثورة �إىل �أن‬ ‫رقم االحتياطي يرتاوح ما بني ‪� 17‬إىل‬ ‫‪ 18‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وبع ��د مرور عام على‬ ‫الثورة ا�ستهلك من هذا االحتياطي ما‬ ‫يق ��در بـ ‪ 2‬مليار دوالر ح�س ��ب ما �أ�شار‬ ‫�إليه حاك ��م م�صرف �سوري ��ة املركزي‬

‫�أدي ��ب ميال ��ة‪ ،‬رق ��م وج ��ده اخل�ب�راء‬ ‫االقت�صادي ��ون منطقي� � ًا �آن ��ذاك عل ��ى‬ ‫اعتبار �أن احلركة االقت�صادية مل تكن‬ ‫متوقفة بالكامل بعد‪ ،‬فالعقود التجارية‬ ‫كانت قد �أبرمت قبل بداية الثورة‪ ،‬ومل‬ ‫تك ��ن ال�سياحة قد �ساء و�ضعها للدرجة‬ ‫التي و�صل ��ت �إليها الي ��وم‪ ،‬وحتى الآلة‬ ‫الع�سكري ��ة للنظ ��ام مل تك ��ن �أي�ض ًا قد‬ ‫امتدت لت�شمل كل املحافظات ال�سورية‪.‬‬ ‫لكن بع ��د مرور �أكرث م ��ن عام ون�صف‬ ‫من عم ��ر الثورة وما حل ��ق ب�سوريا من‬ ‫�شل ��ل اقت�ص ��ادي جع ��ل م ��ن ت�صري ��ح‬ ‫احلكوم ��ة ال�سوري ��ة الأخ�ي�ر‪ ،‬ب� ��أن‬ ‫االحتياط ��ي الأجنب ��ي م ��ا ي ��زال قوي ًا‬ ‫ومل ي�ص ��رف �س ��وى ‪ %10‬م ��ن قيمت ��ه‬

‫جمرد ت�صريح ��ات �إعالمي ��ة ال �أكرث‪،‬‬ ‫�أراد النظام من خالله ��ا الت�أكيد على‬ ‫قوت ��ه وا�ستم ��رار وج ��وده‪ ،‬فه ��و ن�سبة‬ ‫غ�ي�ر منطقي ��ة كم ��ا و�صفه ��ا خ�ب�راء‬ ‫اقت�صادي ��ون �سوري ��ون‪ ،‬خا�ص ��ة �أن‬ ‫حركة ال�ص ��ادرات يف �سورية م�شلولة‪،‬‬ ‫وال�سياح ��ة متوقف ��ة متام� � ًا‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل التكلف ��ة الباهظ ��ة الت ��ي يدفعه ��ا‬ ‫النظام ال�سوري لآلته الع�سكرية‪.‬‬ ‫وع ّلق خب�ي�ر اقت�صادي عل ��ى املو�ضوع‬ ‫قائ�ل ً�ا‪ :‬إ�ن ��ه وبغ�ض النظر ع ��ن الرقم‬ ‫الر�سمي وعدم ثقة ال�سوريني به �أ�ص ًال‬ ‫ف� ��إن القط ��ع الأجنب ��ي يف امل�ص ��رف‬ ‫تراج ��ع حتم� � ًا‪ ،‬فن�سب ��ة ال� �ـ‪ %10‬الت ��ي‬


‫‪15 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫ذكره ��ا حاك ��م امل�ص ��رف املرك ��زي‬ ‫ال مت ��ت للحقيق ��ة ب�صل ��ة‪ ،‬ذل ��ك لأن‬ ‫هن ��اك فاتورة يدفعه ��ا النظام لتمويل‬ ‫اال�ست�ي�راد‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إىل حم ��اوالت‬ ‫املرك ��زي للتدخ ��ل يف ال�س ��وق من �أجل‬ ‫احلفاظ على قيمة اللرية ال�سورية من‬ ‫االنهي ��ار‪ ،‬وه ��ذا بالت�أكيد كم ��ا يو�ضح‬ ‫«خبري» بحاجة �إىل قطع �أجنبي‪ ،‬ترافق‬ ‫مع خروج ر�ؤو� ��س الأموال الكبرية من‬ ‫�سورية‪.‬‬ ‫ويف املقابل يب�ي�ن اخلبري �أن ماتداولته‬ ‫بع� ��ض الأو�س ��اط االقت�صادي ��ة عن �أن‬ ‫قيمة القطع الأجنبي يف �سورية يرتاوح‬ ‫الي ��وم بني ‪� 2‬إىل ‪ 3‬ملي ��ار دوالر فقط‪،‬‬ ‫رق ��م ال ميك ��ن �إثبات ��ه �أو نفي ��ه‪ ،‬عل ��ى‬ ‫اعتبار �أن الأرق ��ام االقت�صاد ال�سوري‬

‫املت�ضارب ��ة الت ��ي ت�صدر ع ��ن املركزي‬ ‫بني احل�ي�ن والآخر ح ��ول ال�سماح ببيع‬ ‫ال ��دوالر‪ ،‬وم ��ن ث ��م �إيقاف البي ��ع �إمنا‬ ‫ي�شري �إىل تخبط وا�ضح يعي�شه للنظام‬ ‫ال�سوري اقت�صادي ًا‪.‬‬

‫وخا�ص ��ة النقدي ��ة منه ��ا‪ ،‬ال علم لأحد‬ ‫بها �إال النظ ��ام‪ ،‬وال ميكن احلكم على‬ ‫الأرقام �إال من خ�ل�ال بع�ض املعطيات‬ ‫والتحلي�ل�ات التي ميك ��ن متابعتها بني‬ ‫احل�ي�ن وا آلخ ��ر‪ ،‬كم ��ا ميك ��ن ‪ -‬يتابع‬ ‫اخلب�ي�ر‪� -‬أن تق ��وم إ�ح ��دى ال ��دول‬ ‫الداعمة للنظام ال�سوري ب�إنقاذه و�ضخ ويذكر �أن م�س�ؤولون حكوميون �سوريون‬ ‫�سيول ��ة معين ��ة ترف ��ع من خالل ��ه هذا كان ق ��د �صرح ��وا ب� ��أن االحتياط ��ي‬ ‫االقت�ص ��ادي ال�س ��وري ماي ��زال قادر ًا‬ ‫الر�صيد‪.‬‬ ‫عل ��ى �أن بالرغ ��م م ��ن االنخفا�ض ��ات‬ ‫ولك ��ن ب ��كل �أح ��وال وج ��د اخلب�ي�ر �أن املتتالي ��ة يف �سع ��ر �صرف الل�ي�رة �أمام‬ ‫انخفا� ��ض ر�صيد النظ ��ام من القطع ال ��دوالر‪ ،‬كم ��ا ك�شف حاك ��م م�صرف‬ ‫الأجنب ��ي الي ��وم ‪ ،‬وبغ� ��ض النظ ��ر عن �سورية املركزي �أن االحتياطي ال�سوري‬ ‫ن�سبة هذا االنخفا� ��ض‪ ،‬ف�إنه يزيد من من العمالت الأجنبية يكفي ملدة تزيد‬ ‫ه�شا�ش ��ة النظام اقت�صادي ًا وي�سرع من ع ��ن ‪� 18‬شه ��ر ًا و�إذا �ش ��دت الأحزم ��ة‬ ‫�سقوطه‪ ،‬كما �إن الإجراءات والتعاميم �ستت�ضاعف املدة‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 16‬‬

‫عضو الهيئة العا ّمة للثورة السور ّية بحلب‪:‬‬

‫الثورة السور ّية بدأت سلم ّية والتس ّلح والعسكرة فرضا عليها‬

‫نبال ا�ستانبويل‪ :‬رو�سيا تعوّدت على الدوام بيع‬ ‫حلفائها الواحد تلو الآخر‬ ‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫يرى ع�ضو الهيئة العامة للثورة ال�سورية‪،‬‬ ‫نبال ا�ستانبويل‪� ،‬أن هناك تقدم ًا كبري ًا‬ ‫على ال�صعيد امليداين والع�سكري يعك�سه‬ ‫حالة االرتباك الوا�ضح يف �صفوف جي�ش‬ ‫النظام‪ ،‬و�أن الثورة ال�سورية مل تتخل عن‬ ‫�سلميتها بدليل ا�ستمرار خروج املظاهرات‬ ‫املعار�ضة للنظام يف املناطق التي ال ت�شهد‬ ‫�أي ا�شتباكات وتخ�ضع ل�سيطرة الثوار‪.‬‬ ‫�أ�ستاذ نبال‪ ..‬مع دخول الثورة ال�سورية منعطفاً‬ ‫جديداً بعد ت�شكيل االئتالف الوطني‪ ..‬كيف‬ ‫تقيمون واقع الأمور يف �سوريا من الناحيتني‬ ‫ال�سيا�سية والع�سكرية؟‬ ‫لقد انطلقت هذه الثورة ال�سور ّية املباركة‬ ‫كثور ٍة �ض ّد الظلم واال�ستبداد وثور ٍة للتح ّرر‬ ‫نظام �شمو ّ‬ ‫يل �أحكم �سيطرته‬ ‫واالنعتاق من ٍ‬

‫على ك ّل مفا�صل احلياة يف �سوريا خالل ‪ 42‬طغم ٍة حاكمة‪ ،‬ويقتلون �أهلهم و�شعبهم يف‬ ‫�سن ٍة املا�ضية‪ ،‬وقد م ّرت هذه الثورة‬ ‫مبخا�ض �سبيل ا�ستمرارها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ومراحل �صعبة على ال�صعيدين‬ ‫ع�سري‬ ‫ال�سيا�سي والع�سكري‪ ،‬حيث عانى بلدنا من هل تخلت الثورة ال�سورية عن مبد أ� ال�سلمية‬ ‫ت�صحر �سيا�سي خالل احلقبة املا�ضية‪ ،‬الذي رفعته طوي ًال مع االجتاه نحو ع�سكرة‬ ‫ّ‬ ‫وبالتايل مل يكن من الي�سري تنظيم العمل الثورة؟‬ ‫ال�سيا�سي املعار�ض يف جبه ٍة متناغم ٍة الثورة ال�سور ّية بد�أت �سلم ّية قو ًال وفعال‪ً،‬‬ ‫متنا�سقة‪ ،‬ولكن يف ك ّل يوم ومع ا�ستمرار والت�س ّلح والع�سكرة فر�ضا عليها بعد �أن‬ ‫ن�شاط احلراك الثوري تتقارب املك ّونات تع ّر�ض املتظاهرون العزّل لعمل ّيات القمع‬ ‫ال�سيا�س ّية وتزداد قدرتها على احلوار والقتل املمنهجني‪ ،‬ف�أتت الع�سكرة كردّة‬ ‫و�صو ًال �إىل مرحل ٍة م�ستفبل ّية نرى فيها‬ ‫فعل على همج ّية النظام ووح�ش ّيته‪ .‬لكن‬ ‫ٍ‬ ‫�أجند ًة وا�ضحة تت�ض ّمن ر�ؤيتنا ك�سور ّيني حتّى الآن ويف املناطق التي يزول عنها‬ ‫ّ‬ ‫لبلدنا الغايل �سوريا‪ ،‬وذلك حتت‬ ‫اخلط بط�ش النظام‪ ،‬تخرج املظاهرات وال زلنا‬ ‫العري�ض الذي تتوافق عليه ك ّل مك ّونات ن�سمع ال�شعارات اجلميلة �شعارات احل ّرية‬ ‫املعار�ضة واملتم ّثل با�سقاط النظام‪.‬‬ ‫والكرامة التي تع ّودنا على �سماعها منذ‬ ‫أ� ّما على ال�صعيد الع�سكري‪ ،‬فهناك تقدّم بداية الثورة ال�سور ّية‪.‬‬ ‫يومي وارتفاع م�ستمر وم�ضطرد يف معنو ّيات‬ ‫الث ّوار الذين يقاتلون يف �سبيل ح ّريتهم كيف تنظرون �إىل قدرة النظام ال�سوري على‬ ‫وكرامتهم‪ ،‬وعلى النقي�ض متام ًا‪ ،‬جي�ش ال�صمود بعد كل هذه الفرتة؟‬ ‫النظام الذي يعاين من ال�ضعف والت�شتت لقد �صمد النظام يف وجه ثورتنا ال�شعب ّية‬ ‫وانهيار املعنو ّيات كونهم يقاتلون يف �سبيل املباركة نتيجة الدعم الالحمدود‬


‫‪17 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫والالمتناهي املتد ّفق من رو�سيا وال�صني‪،‬‬ ‫ومن ت�أييد املحور الإقليمي املمتد من ايران‬ ‫�إىل حزب اهلل يف لبنان‪ ،‬مرور ًا بحكومة‬ ‫املالكي يف العراق‪.‬‬ ‫لقد �أرهقت هذه الثورة الأنظمة التي تقف‬ ‫وراء نظام ّ‬ ‫ب�شار الأ�سد‪ ،‬ف�أ�صبحت تطرح‬ ‫فكرة مرحلة انتقال ّية ب�إ�شرافه‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫�أ ّننا بد�أنا ال�سري على طريق التنازالت‪ ،‬وال‬ ‫نن�سى جميع ًا �أنّ رو�سيا تع ّودت وعلى الدوام‬ ‫بيع حلفائها الواحد تلو الآخر‪ ،‬والأمثلة‬ ‫وال�شواهد على ذلك كثرية من العراق �إىل‬ ‫�صربيا �إىل ليبيا‪ ،‬والنظام ال�سوري �سيكون‬ ‫التايل يف هذه ال�سل�سلة‪.‬‬ ‫كيف ترى �إ�سهام املنظمات احلقوقية والإغاثية‬ ‫يف حل م�شكلة اللجوء والنزوح التي يعاين منها‬ ‫ال�شعب ال�سوري؟‬ ‫على الرغم من اجلهود الكبرية التي ُتبذل‬ ‫من ّ‬ ‫املنظمات الإغاث ّية الدول ّية والإقليم ّية � اّإل‬ ‫�أ ّنها تبقى عاجز ًة عن الإيفاء باحتياجات‬

‫املهجرين الالجئني يف حترير املدينة م�ستم ّرة‪ ،‬ون�أمل �أن تكون‬ ‫مئات الآالف من ّ‬ ‫دول اجلوار واملاليني التي تركت بيوتها نقطة البداية لتحرير �سوريا كامل ًة‪.‬‬ ‫و�أ�صبحت نازحة داخل �سوريا‪� .‬أعتقد هنا‬ ‫�أنّ املجتمع الدويل ي�ستطيع فعل الكثري كيف ترون م�ستقبل احلل يف �سوريا‪ ،‬و�إىل �أين‬ ‫املهجرين حتّى تتجه الأمور بر�أيكم؟‬ ‫للتخفيف من معاناة ه�ؤالء ّ‬ ‫عودتهم �إىل بيوتهم عندما يح ّل الأمن على الرغم من ك ّل الت�ضحيات اجل�سام‬ ‫وك ّل الأرواح الطاهرة التي �أزهقت ودماء‬ ‫واال�ستقرار يف �سوريا‪.‬‬ ‫ال�شهداء التي �سالت لرتوي �أر�ض الوطن‬ ‫ما ر�أيكم يف ما يجري من معارك يف حلب وترابه‪ ،‬ف�إ ّننا متفائلون بامل�ستقبل واثقون‬ ‫مب�ستقبل جديد‬ ‫بالن�صر ومفعمني بالأمل‬ ‫م�ؤخراً؟‬ ‫ٍ‬ ‫ما يجري يف حلب حال ّي ًا هو بداية ملعركة يكتبه ال�سور ّيون ب�أيديهم بعيد ًا عن � ّأي‬ ‫ّ‬ ‫تدخل �إقليمي وخارجي‪.‬‬ ‫ا�ستنزاف يخو�ضها الث ّوار لتحرير حلب‬ ‫كعا�صمة اقت�صاد ّية وخزّان ب�شري كبري‪ ،‬احل ّل ال�سيا�سي �سيكون تتويج ًا لالنت�صار‬ ‫و�إخراجها من قب�ضة هذا النظام‪ ،‬وقد الع�سكري وللحراك الثوري امل�ستمر منذ‬ ‫جنح الث ّوار يف رفع يد النظام وك ّفها عن اخلام�س ع�شر من �آذار ‪.2011‬‬ ‫يف�سر الق�صف‬ ‫مدينة حلب‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫إن�سان ح ّر وقف �إىل جانب‬ ‫الع�شوائي بالطريان احلربي با�ستخدام ك ّل ال�شكر لك ّل � ٍ‬ ‫طائرات امليغ للأحياء الآهلة بال�س ّكان الذي ال�شعب ال�سوري يف ثورته لنيل ح ّريته؛‬ ‫حقد �أعمى ي�سيطر على طريقة و�أُطمئن ك ّل ال�سور ّيني الأحرار وال�شرفاء‬ ‫عبرّ عن ٍ‬ ‫تعامل هذا النظام مع مدينة حلب‪ .‬عمل ّية ب�أنّ الن�صر قاد ٌم ال حمالة ب�إذن اهلل‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 18‬‬

‫جمع اللغة العربية مع السياسة والثقافة‬ ‫شاكر الفحام‪ ..‬سفير التعريب‬


‫‪19 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫الدكتور �شاكر الفحام (‪)2008 - 1921‬‬ ‫باحث و�أديب �سوري عمل يف الأدب‬ ‫وال�سيا�سة وال�سلك الدبلوما�سي‪ ،‬كما يعترب‬ ‫من الباحثني املو�سوعيني الذين بذلوا‬ ‫حياتهم يف خدمة اللغة العربية و�آدابها‪.‬‬ ‫ولد الدكتور الفحام يف مدينة حم�ص يف‬ ‫�سورية وهو متزوج من ال�سيدة مديحة‬

‫عنربي مديرة منظمة ‪ S.O.S‬يف �سوريا‪.‬‬ ‫ تلقى علومه الأ�سا�سية بحم�ص ثم تابع‬‫درا�سته يف دم�شق‪ ،‬ويف عام ‪ 1941‬عينّ‬ ‫مدر�س ًا م�ؤقت ًا يف �إحدى قرى اجلوالن‪،‬‬ ‫ومن ثم �أوفد �إىل القاهرة لدرا�سة الأدب‬ ‫العربي يف جامعتها‪.‬‬ ‫ عاد �إىل �سورية بعد �أن نال الإجازة يف‬‫جامعة القاهرة ليعمل مدر�س ًا للغة العربية‬ ‫يف ثانويات دم�شق و حم�ص و احل�سكة‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1957‬عاد �إىل القاهرة ملتابعة‬‫درا�سته العليا وبعد عودته منها عينّ‬ ‫مدر�س ًا للأدب العربي يف كلية الآداب‬ ‫بجامعة دم�شق‪.‬‬

‫من م�ؤلفاته‪:‬‬ ‫ الدالئل يف غريب احلديث ( لقا�سم بن‬‫ثابت ) ‪ - 1976 -‬مطبوعات جممع اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ كتاب الفرزدق ‪ - 1977 -‬من�شورات دار‬‫الفكر ب�سورية‪.‬‬ ‫ خمتارات من �شعر الأندل�س ‪- 1979 -‬‬‫املطبعة التعاونية بدم�شق‪.‬‬ ‫ نظريات يف �شعر ب�شار بن برد ‪1983 -‬‬‫مطبوعات جممع اللغة العربية‪.‬‬ ‫ كتاب الالمات لأبي احل�سني �أحمد بن‬‫فار�س ‪ - 1973 -‬مطبوعات جممع اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬

‫ �شغل من�صب �سفري ًا يف اجلزائر ومكث‬‫فيه ملدة �أربع �سنوات‪ ،‬و يف عام ‪1968‬‬ ‫عاد �إىل دم�شق و عينّ رئي�س ًا للجامعة‬ ‫و مدر�س ًا فيها ليعني عام ‪ 1970‬وزير ًا‬ ‫للتعليم العايل‪ ،‬ملدة ثالث �سنوات‪ ،‬ومن‬ ‫ثم ويف عام ‪ 1971‬اختري ع�ضو ًا يف املجل�س‬ ‫اال�ست�شاري للمو�سوعة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1971‬اختري ع�ضو ًا م�ؤازر ًا يف‬‫املجمع العلمي العراقي وانتخب ع�ضو ًا يف‬ ‫جممع اللغة العربية بدم�شق‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1973‬انتخب ع�ضو ًا يف جمل�س‬‫ال�شعب لي�شغل الحقا من�صب وزير للرتبية‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1976‬اختري ع�ضو ًا مرا�س ًال يف‬‫املجمع العلمي الهندي‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1977‬اختري نائب ًا لرئي�س املجمع‪ ‬‬‫ثم رئي�س ًا له و ع�ضو يف املجل�س اال�ست�شاري‬ ‫ملعهد املخطوطات العربية‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1978‬عني وزير ًا لتعليم العايل‬‫للمرة الثانية‪.‬‬ ‫عني رئي�س ًا للجنة الإ�شراف ملجلة درا�سات‬ ‫تاريخية ومدير ًا عام ًا لهيئة املو�سوعة‬ ‫العربية بدم�شق‪.‬‬ ‫ يف عام ‪ 1984‬انتخب ع�ضو �شرف يف‬‫جممع اللغة العربية الأردين‪.‬‬ ‫ �شغل من�صب �أمني عام م�ساعد ًا الحتاد‬‫املجامع اللغوية العربية‪.‬‬ ‫ �شارك يف العديد من اللجان و الندوات و‬‫امل�ؤمترات و املجال�س و املنظمات الوطنية‬ ‫و العربية و الدولية و اللغوية و الرتبوية و‬ ‫الثقافية‪.‬‬

‫للدكتور �شاكر الفحام الف�ضل يف تطوير‬ ‫الكثري من مراجع اللغة العربية والآداب‬ ‫املتعلقة بالعربية وعلومها‪ .‬ويذكر �أن‬ ‫عدد ًا كبري ًا من طالب الدرا�سات العليا‬ ‫وامل�شاهري يف منا�صب خمتلفة در�سوا على‬ ‫يد الدكتور الفحام‪.‬‬ ‫تويف يف ‪ 29‬حزيران ‪ 2008‬بدم�شق‪.‬‬ ‫وللفحام نتاج فكري هام �شمل املقاالت‬ ‫وامل�صنفات وحتقيق تراجم بارزة البن‬ ‫ع�ساكر كما قام بتحقيق املخطوطات‬ ‫الهامة يف مكتبة الظاهرية كالكوكبيات‬ ‫ا�ضافة للكتب ومنها كتاب الدالئل يف‬ ‫غريب احلديث‪.‬‬ ‫�إال �أن ميله للرتاث ال�شعري كان وا�ضحا‬ ‫ولعل ذلك يربز يف كتابه حول ال�شاعرين‬ ‫الفرزدق وب�شار بن برد كما يقول الدكتور‬ ‫املحا�سني‬ ‫و�ضع الدكتور الفحام مقدمات لكتب عن‬ ‫ال�شعر من مثل ديوان دريد بن ال�صمة‬ ‫الق�شريي والتعريف ب�أقدم خمطوط‬ ‫لديوان الفرزدق‬ ‫قال عنه وزير الثقافة ال�سوري الدكتور‬ ‫ريا�ض نع�سان �آغا « �إن الفقيد من الباحثني‬ ‫املو�سوعيني الذين بذلوا حياتهم كلها يف‬ ‫خدمة اللغة العربية و�آدابها وجمع يف عمله‬ ‫الثقافة وال�سيا�سة معا»‬ ‫عرف عن الفحام تفا�ؤله ال�شديد مب�ستقبل‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وحتدثت زوجته مديحة‬ ‫العنربي عن �إميانه بقدرة العربية على‬ ‫مواكبة الع�صر‪ ،‬الذي كان �سببا لدعوته‬ ‫ب�إعادة بعثها‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 20‬‬

‫‘’أأصدقا ٌء الشعب السوري‘’‪ ..‬كفاكم جعجعة!‬ ‫خا�ص ‪� /‬صايف اجلدعان‬ ‫من ��ذ بداي ��ة الث ��ورة ال�سورية ربي ��ع عام‬ ‫‪ ،2011‬انق�سم ��ت املواق ��ف الإقليمي ��ة‬ ‫ومعار�ض وبني‬ ‫والدولية حيالها بني م� ٍؤيد‬ ‫ٍ‬ ‫ب�ي�ن‪ ،‬ف�أخذت ال ��دول الغربية ومعها دول‬ ‫اجلوار ال�سنية مواقف م�ؤيدة للثورة‪ ،‬بينما‬ ‫وقف ��ت رو�سيا وال�صني وحكومات الإقليم‬ ‫ال�شيعية مواقف م�ؤيدة للحكومة ال�سورية‬ ‫وبقي ��ت دول قليل ��ة كالهن ��د والربازي ��ل‬ ‫وجن ��وب �إفريقيا يف املنت�ص ��ف‪� .‬أيا يكن‬ ‫م ��ن الأمر‪ ،‬فكل دولة بن ��ت مواقفها على‬ ‫�أ�سا� ��س م�صاحلها امل�أمول ��ة من احلدث‬ ‫ال�سيا�سي الذي ي�صن ��ع مفرداته ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري و�إرادت ��ه التحرري ��ة‪ .‬وبف�ض ��ل‬ ‫قدرته ��ا الكبرية على احل�ش ��د واملراوغة‬ ‫والتنظيم‪ ،‬متكنت الدول الغربية ب�شقيها‬

‫الأمريكي والأوربي وحلفائها‪ ،‬من ت�أطري‬ ‫عملهم �ضمن �إطار م�ؤ�س�سي �س ّمي م�ؤمتر‬ ‫�أ�صدق ��اء ال�شع ��ب ال�س ��وري عل ��ى غ ��رار‬ ‫امل ؤ�مت ��رات التي نظمته ��ا نف�س املجموعة‬ ‫م ��ن الدول ��ة تقريب� � ًا‪ ،‬بالن�سب ��ة للث ��ورة‬ ‫الليبي ��ة‪ ،‬بينم ��ا مل تنجح ال ��دول امل�ؤيدة‬ ‫لنظ ��ام الأ�س ��د بعم ��ل م�ؤمتر م ��واز رغم‬ ‫حماول ��ة طهران تنظي ��م ذلك امل�ؤمتر يف‬ ‫التا�سع م ��ن �آب‪� /‬أغ�سط�س ‪ 2012‬والذي‬ ‫�ضم ممثلي حويل ثالثني دولة ومل يتكرر‬ ‫فيما بعد‪.‬‬ ‫م ؤ�خ ��ر ًا‪ ،‬وبينم ��ا �أتاب ��ع م ؤ�مت ��ر �أ�صدقاء‬ ‫ال�شع ��ب ال�س ��وري تذك ��رت مث�ل ً�ا قدمي ًا‬ ‫يق ��ول �أن ال�صديق عند ال�ضي ��ق‪ ،‬واليوم‬ ‫�أي �ضي ��ق هو �أ�ضيق مما مي ��ر به ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري؟ وعلي ��ه ح ��ق يل �أن �أ�س�أل ماذا‬ ‫ق ��دم �أ�صدق ��اء ال�شع ��ب ال�س ��وري له ��ذا‬

‫ال�شعب منذ انطالق الثورة �إىل اليوم؟‬ ‫فعل ��ى امل�ست ��وى الإن�س ��اين و�ص ��ل الو�ضع‬ ‫�إىل م ��ز ٍر و�أع ِلنت عدة م ��دن �سورية �أنها‬ ‫منكوب ��ة‪ ،‬وعل ��ى امل�ستوى الع�سك ��ري‪ ،‬ما‬ ‫انفك ��ت �ش ��كاوى ق ��ادة اجلي� ��ش ال�سوري‬ ‫احل ��ر تت ��واىل لقل ��ة التذخ�ي�ر واحلاجة‬ ‫لل�سالح النوعي‪� .‬إن املراقب لو�ضع الثورة‬ ‫ال�سوري ��ة لن يجد كبري عناء يف مالحظة‬ ‫�أن ج ��ل الذي قدمه ه� ��ؤالء الأ�صدقاء هو‬ ‫تنظيم امل�ؤمترات و�إ�صدار البيانات‪ .‬فقد‬ ‫جت ��اوز ع ��دد ال�شه ��داء حاج ��ز اخلم�سة‬ ‫والأربع ��ون �ألف ًا �شهيد وجت ��اوز اجلرحى‬ ‫املئ ��ة �ألف واملفق ��ودون واملعتقل ��ون الربع‬ ‫ملي ��ون ناهي ��ك ع ��ن ثالث ��ة �إىل �أربع ��ة‬ ‫ملي ��ون نازح داخلي وثالث ��ة �أرباع املليون‬ ‫م ��ن الالجئ�ي�ن والذي ��ن يعان ��ون ظروف‬ ‫حياتي ��ة قا�سية من ب ��رد وجوع ونق�ص يف‬


‫‪21 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫اخلدم ��ات الغذائي ��ة وال�صحي ��ة‪ ..‬ف�أين‬ ‫�أ�صدق ��اء ال�شع ��ب ال�سوري م ��ن كل هذا‬ ‫ال�ضيق؟‬ ‫يف واقع الأمر‪ ،‬مل يرث انتباهي يف امل�ؤمتر‬ ‫الأخري املقررات التي تو�صل �إليها م�ؤمتر‬ ‫�أ�صدقاء ال�شع ��ب ال�سوري م�ساء الأربعاء‬ ‫‪ 12‬كان ��ون الأول يف مراك� ��ش‪ ،‬وال حت ��ى‬ ‫االعرتاف باالئتالف الوطني فهو ال يعني‬ ‫�شيئ ًا عملي� � ًا لأننا ل�سن ��ا ب�صدد اعرتاف‬ ‫دويل بدول ��ة �أو بحكوم ��ة وا ألم ��ر يعتم ��د‬ ‫بجميع الأحوال على النتائج العملية لهذا‬ ‫الإعرتاف‪ ،‬وع ��دم االهتمام بهذه القبيل‬ ‫م ��ن امل ؤ�مت ��رات ه ��و موق ��ف ي�شاط ��رين‬ ‫�إي ��اه الكثري م ��ن ال�سوريني ف� ��إىل جانب‬ ‫تراتبي ��ة احل ��دث بع ��د ث�ل�اث م�ؤمترات‬ ‫فا�شلة و�شح النتائج العملية زد على ذلك‬ ‫عدم اك�ت�راث معظم ال�سوريني مل�ؤمترات‬

‫خارجي ��ة يف الوقت احل ��ايل حيث جل ما‬ ‫ي�شغ ��ل بال املواطن ال�س ��وري لقمة عي�شه‬ ‫اليومية وا ألم ��ن و حاجات باتت ترفيهية‬ ‫كالكهرب ��اء �أو املاء �أو حت ��ى اخلبز الذي‬ ‫ب ��ات م�شكلة ت� ��ؤرق ال�سوري�ي�ن‪ ،‬فلم تعد‬ ‫م�ؤمترات من هذا القبيل تعني له الكثري‪.‬‬ ‫يف احلقيقة‪ ،‬ما �ش ّدين هو تكلفة التنظيم‬ ‫له ��ذا امل ؤ�مت ��ر وه ��ي مالحظ ��ة كنت قد‬ ‫احتفظت بها منذ امل�ؤمتر الأول يف تون�س‬ ‫وال ��ذي �ضم م ��ا يقارب م ��ن �سبعني وفد‬ ‫دولة‪ ،‬وثم يف امل�ؤمتر الثاين يف ا�سطنبول‬ ‫وال ��ذي �ضم ��ن نف� ��س الع ��دد تقريبا من‬ ‫الدول والثالث يف باري�س حيث اجتمع ما‬ ‫يقارب من مئة دولة ومنظمة دولية واليوم‬ ‫يف مراك� ��ش‪ ،‬حي ��ث كان هن ��اك �أكرث من‬ ‫مئة وثالثون دول ��ة حا�ضرة على امل�ستوى‬ ‫ال ��وزاري م ��ع الوف ��ود املرافق ��ة‪ ...‬لق ��د‬ ‫ت�ساءلت عن تكلفة تنظيم هذه امل�ؤمترات‬

‫ودعوة الوف ��ود وحجوزات ال�سفر والتنقل‬ ‫والإقامة والفن ��ادق مل�ؤمترات دولية بهذا‬ ‫احلج ��م‪ ،‬ا�ستعنت بالآل ��ة احلا�سبة حينا‬ ‫وباالت�ص ��ال ب�صديق حين� � ًا �آخر حماو ًال‬ ‫دومن ��ا جدوى ح�س ��اب ولو رق ��م تقريبي‬ ‫لتكلف ��ة امل�ؤمت ��رات الأربعة‪ ،‬وبعد حني مل‬ ‫�أفلح يف �إيجاد الإجاب ��ة ح�سابي ًا‪� ..‬ألقيت‬ ‫ب�أرقام بعيد ًا عندما وجدت �أجابة �أخرى‬ ‫يعرفها كل ال�سوريون‪ :‬مهما تكن التكلفة‬ ‫فهي كافية يف جميع الأحوال حلل م�شكلة‬ ‫طواب�ي�ر اخلب ��ز �أو نق�ص ال ��دواء �أو بناء‬ ‫الع�شرات من امل�ش ��ايف امليدانية �أو تدفئة‬ ‫ع�شرات الآالف م ��ن الالجئني ال�سوريني‬ ‫يف خميمات اللجوء الذين ميوتون برد ًا‪..‬‬ ‫كل ه ��ذا ول�س ��ان ح ��ال ال�سوري�ي�ن يقول‬ ‫�أ�صدقائن ��ا االع ��زاء �أ�صدق ��اء ال�شع ��ب‬ ‫ال�سوري لقد مللنا م ��ن م�ؤمتراتكم نريد‬ ‫طحينا لقد �أعيتنا جعجعتكم‪....‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 22‬‬

‫الطائفية ومخاطر التقسيم الطائفي‬ ‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬ ‫الث ��ورة ال�سوري ��ة اندلع ��ت �شرارته ��ا م ��ن‬ ‫مناط ��ق �سني ��ة وا�ستمرت حاله ��ا كذلك يف‬ ‫التم ��دد واالنت�ش ��ار ؛ مل تنت�ش ��ر الث ��ورة يف‬ ‫مناط ��ق االقليات االخرى من علويني ودروز‬ ‫وا�سماعيليني وم�سيحيني ‪.‬‬ ‫«مل يكن مقب ��و ًال» �أن يقوم جزء من ال�شعب‬ ‫بالثورة لوح ��ده ؛ فيما الباق ��ون �إما موالون‬ ‫للنظ ��ام �أو واقف�ي�ن عل ��ى احلي ��اد �أو حت ��ى‬ ‫يقومون بحراك ناعم يف �أح�سن الأحوال ‪.‬‬ ‫الإ�س�ل�ام مبذاهبه املتع ��ددة وامل�سيحية هي‬ ‫الديانات ال�سائدة يف البالد ‪.‬‬ ‫تر�سيخ الطائفية‬ ‫عم ��د النظام �إىل اال�ستف ��ادة من حتالفاته‬ ‫العميق ��ة م ��ع زعم ��اء الطوائ ��ف وخا�ص ��ة‬ ‫الأقلي ��ات وا�ستغ ��ل ذل ��ك ب�ش ��كل مواف ��ق‬ ‫مل�صاحل ��ه ال�ستمرار ه ��ذ الطوائف كحلفاء‬ ‫له �ضد الثورة النا�شبة يف البالد ؛ ومن �أجل‬

‫تكري� ��س ذل ��ك ولإيجاد امل�ب�ررات الكافية ؛‬ ‫قام بافتع ��ال الكثري من الأحداث الطائفية‬ ‫و�ساهم اعالمه الر�سم ��ي واالعالم املوايل‬ ‫له يف ذلك ‪.‬‬ ‫�سعى النظ ��ام لن�شر اخل ��وف والرعب لدى‬ ‫الأقلي ��ات م ��ن ان جن ��اح االغلبي ��ة ال�سنية‬ ‫بالث ��ورة ق ��د ت� ��ؤدي ملخاط ��ر وجودي ��ة على‬ ‫االقلي ��ات و�ضي ��اع االمتي ��ازات الت ��ي كانت‬ ‫تتمتع بها من خالل حتالفها مع النظام ‪.‬‬ ‫�أظه ��ر النظ ��ام نف�س ��ه با�ستم ��رار حامي ��ا‬ ‫«لالقليات ومدافعا» ع ��ن حقوقها ؛ و�أ�صبح‬ ‫حديثه هذا �أهم الو�سائل التي يقدم النظام‬ ‫فيه ��ا نف�سه يف املحاف ��ل الدولية ومن خالل‬ ‫دفاع حلفائه عنه ‪.‬‬ ‫ا�ستخدم النظام بع�ض التنظيمات املت�شددة‬ ‫الت ��ي كان قد �ساعد عل ��ى ان�شائها ودعمها‬ ‫وار�سالها للع ��راق لتحقيق مكا�سب �سيا�سية‬ ‫؛ كان ��ت بع� ��ض ممار�ساته ��ا العنيفة تعطي‬ ‫احلجة ل�صدق مقوالت النظام ‪.‬‬

‫�سالح اال�ستفزاز‬ ‫وكان ��ت ممار�س ��ات الت�شبي ��ح الفظيع ��ة‬ ‫باملقابل تث�ي�ر ردود فعل غا�ضبة لدى ال�سنة‬ ‫من خالل عملي ��ات القتل والتعذيب والذبح‬ ‫واالغت�صاب وتدني�س املقد�سات ‪.‬‬ ‫�أوجد النظام من خالل ت�صرفاته حالة من‬ ‫الكراهية بني االقليات وخا�صة العلوية وبني‬ ‫االكرثي ��ة ال�سني ��ة ؛ وذلك بغر� ��ض زج هذه‬ ‫االقلي ��ات �إىل �ص ��ف يف حمارب ��ة التط ��رف‬ ‫والعنف من االكرثية كما يزعم ‪.‬‬ ‫يالحظ على احل ��راك يف مناطق الطوائف‬ ‫أ�ن ��ه بق ��ي حم ��دودا» يف مناط ��ق �صغ�ي�رة‬ ‫«ال�سويداء وال�سلمية بالتحديد» كما يالحظ‬ ‫ع ��دم ان�شقاق �أي من زعم ��اء الطوائف عن‬ ‫النظ ��ام واالن�ضم ��ام ل�صف ��وف املعار�ض ��ة‬ ‫والثورة‪.‬‬ ‫اللجان ال�شعبية التي مت ت�شكيلها وت�سليحها‬ ‫من قبل النظام لكبح احلراك الثوري ومنعه‬ ‫؛ �أدت دورا «�سلبي ��ا» غل ��ى ال�صعيد الوطني‬ ‫و�ساعدت على تاجيج االنق�سام الداخلي ‪.‬‬


‫‪23 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫ي�ستطيع ��وا �أن يقوم ��وا بح ��راك ذي معن ��ى‬ ‫يالحظ �أن النظام يعمل على فر�ض زعماء ك�أبناء ممثلني لطائفتهم ‪.‬‬ ‫لالقليات ؛ ويتعامل مع الزعماء املوجودين‬ ‫عل ��ى الأر� ��ض ؛ويعطيه ��م قدر معق ��ول من �ضبابية لدور الدروز‬ ‫القيم ��ة والتمثيل الر�سم ��ي واالعرتاف بهم رج ��ال الدين ال ��دروز مل تظهر لهم مواقف‬ ‫كزعم ��اء لطوائفه ��م ؛ وال يخف ��ى �أن بع�ض وا�ضحة ؛ كانت مواقفهم مرتبطة بعالقاتهم‬ ‫ه ��ذه الزعام ��ات كان م�صطنع� � ًا وال قيم ��ة مع املرجعيات ال�سيا�سية والدينية يف لبنان‬ ‫حقيقية له على االر�ض �إال مبقدار ما يعطيه ؛ ه ��ذا الرتاب ��ط موج ��ود تاريخي ��ا» بينهما‬ ‫وال انف ��كاك في ��ه ؛ و�إن كان اجلانب الديني‬ ‫له النظام‪.‬‬ ‫خ�ل�ال عق ��ود تر�سخ يف الب�ل�اد نظام امني بتاثر بالتحالف ��ات ال�سيا�سية واال�صطفاف‬ ‫ا�ستب ��دادي ؛ حتكم ��ه قي ��ادات علوي ��ة عرب ال�سيا�سيي يف لبنان ‪.‬‬ ‫حتالف مع زعماء االقليات والع�شائر ورجال النخبة املثقف ��ة يف ال�سويداء قامت بحراك‬ ‫االعم ��ال واالدع ��اء مع ذل ��ك ب ��ان النظام �سيا�س ��ي جي ��د ؛ لك ��ن النظام جن ��د بع�ض‬ ‫علماين كونه يقبل باجلميع ظاهريا» ‪.‬‬ ‫�أبن ��اء الطائفة للت�ص ��دي للحراك ؛ واخمد‬ ‫احلراك ق�سريا» ب�سب ��ب اخلوف من الفتنة‬ ‫ال�صراع العلوي العلوي‬ ‫ال �ش ��ك ان الكثريي ��ن م ��ن �أبن ��اء الطائف ��ة‬ ‫العلوي ��ة حت�سن ��ت �أحواله ��م االجتماعي ��ة‬ ‫واالقت�صادي ��ة من خالل النظام ؛ الكثريين‬ ‫منه ��م التحق ��وا باجهزة االم ��ن وعملوا بها‬ ‫وا�ستف ��ادوا م ��ن نفوذهم لتحقي ��ق مكا�سب‬ ‫متع ��ددة ؛ وهاج ��ر ق�سم منه ��م من قراهم‬ ‫للم ��دن الكب�ي�رة كدم�ش ��ق وحم� ��ص واملدن‬ ‫ال�ساحلية ؛ و�أقاموا جتمعات �سكانية كبرية‬ ‫باتت م�صدر قل ��ق وتهديد للأغلبية ال�سنية‬ ‫مبا متلكه من �أ�سلحة ودعم �أمني ‪.‬‬ ‫داخ ��ل الطائف ��ة العلوية كان هن ��اك �صراع‬ ‫على الزعام ��ة تاريخيا» ؛ العائالت الكبرية‬ ‫ال تعت�ب�ر عائل ��ة الأ�س ��د كعائل ��ة كب�ي�رة �أو‬ ‫عريقة ؛ وهناك عداء و�صراع بني العائالت‬ ‫الكبرية �ضد �أل اال�سد ؛ لكن النظام ا�ستغل‬ ‫الث ��ورة لتوحي ��د �صفوف الطائف ��ة وتكري�س‬ ‫زعامة �أل الأ�سد ؛ ويبدو �أن جمل�س الطائفة‬ ‫العلوي ��ة قد اخذ دوره متاما» بعد الثورة بعد‬ ‫ان كان ه ��ذا الدور غائب ��ا» لفرتة من حكم‬ ‫اال�سد االبن ؛ وال ميكن ت�صور موقف جذري‬ ‫للطائفة دون قرار من جمل�س الطائفة ‪.‬‬ ‫العلوي ��ون امل�ضطه ��دون ن�سبي ��ا» واملثقف ��ون‬ ‫والنا�شط ��ون ال�سيا�سي ��ون والباحث�ي�ن ع ��ن‬ ‫حقوقه ��م قب ��ل الث ��ورة ؛ الت ��زم ق�سم كبري‬ ‫منهم ال�صمت جراء اخلوف ال�شديد ب�سبب‬ ‫قم ��ع النظام ال�شديد جت ��اه �أبناء الطائفة ؛‬ ‫وبع�ضه ��م غ ��ادر البالد هرب ��ا» والباقني مل‬

‫واالقتتال الداخلي ‪.‬‬ ‫بالن�سبة لرجال الدي ��ن فقد كان �أق�صى ما‬ ‫يقوم ��ون به هو الطل ��ب من �أبن ��اء الطائفة‬ ‫االبتع ��اد وع ��دم االنخ ��راط يف �صف ��وف‬ ‫ال�شبيح ��ة واتباع �سيا�سة الن�أي يالنف�س مثل‬ ‫الدولة اللبنانية ‪.‬‬ ‫�شه ��د اجلب ��ل با�ستم ��رار �صراع ��ات ب�ي�ن‬ ‫العائالت والع�شائر الكبرية ؛ وكان ظل هذه‬ ‫ال�صراع ��ات يخيم با�ستم ��رار على املنطقة‬ ‫وابناءها وين ��ذر باالنفجار ؛ومن هنا ميكن‬ ‫تفه ��م احل ��ذر ال�شدي ��د م ��ن بع�ضه ��م على‬ ‫خطورة االو�ضاع على مناطقهم ‪.‬‬ ‫كان م ��ن املفرت�ض لوال الظروف املعقدة �أن‬ ‫يك ��ون ال�سك منته ��ى االطر� ��ش وانحيازها‬ ‫املبك ��ر والوا�ض ��ح للث ��ورة ؛ دورا» هام ��ا» يف‬ ‫ت�أجي ��ج الثث ��ورة يف اجلب ��ل و�إحي ��اء ذكرى‬ ‫�سلط ��ان با�ش ��ا الأطر� ��ش وقيادت ��ه للث ��ورة‬ ‫ال�سورية الكربى ‪.‬‬ ‫ام تظه ��ر لدى الدروز �أي نزع ��ة انف�صالية‬


‫‪issue 41 / dec 20th 24‬‬

‫خ�ل�ال جمريات الث ��ورة ال�سورية ؛ ولكن يف‬ ‫ظل �سيناري ��و يتم ب تق�سيم البالد طائفيا»‬ ‫�أو قوميا» ؛ ف� ��إن من املتوقع ان تنتع�ش �أمال‬ ‫قدمي ��ة ل ��دى بع�ضهم بام ��كان �إقام ��ة دولة‬ ‫درزية على تخوم فل�سطني و�سورية ولبنان ؟‬ ‫ثورة ا�سماعيلية يف امل�ستقبل‬ ‫متث ��ل ال�سلمية مرك ��ز اال�سماعيل ��ة الديني‬ ‫والتاريخ ��ي ويقود الطائفة جمل� ��س للملة ؛‬ ‫ترتبط مع زعيم الطائاغفة يف العامل االغا‬ ‫خان ‪.‬‬ ‫كان الفت ��ا» �أن ي�سم ��ح النظ ��ام للأغ ��ا خان‬ ‫دخول البالد وااللتقاء مع �أبناء الطائفة يف‬ ‫ا�ستقب ��ال كبري ب�شكل يتناف ��ى مع ادعاءات‬ ‫النظ ��ام العلماني ��ة ؛ كان النظ ��ام يريد من‬ ‫خالل ذل ��ك توجيه ر�سال ��ة تطمني وا�ضحة‬ ‫لرج ��ال الدين اال�سماعيلي�ي�ن و�سواهم ب�أن‬ ‫حماية النظام ورعايت ��ه لهم مقابل والئهم‬ ‫له ‪.‬‬ ‫من امل�ؤكد ان اال�سماعيليني �سيطالبون بعد‬ ‫الثورة بحقوق ثقافي ��ة ودينية �أكرب ؛ بحيث‬ ‫تتي ��ح لهم ممار�س ��ة �شعائره ��م بعيدا» عن‬ ‫التكتم وال�سرية كما يف الوقت احلايل ‪.‬‬ ‫لكن رمبا االخطر قيامهم باالرتباط الوثيق‬ ‫مع االغا خان وم�ؤ�س�ساته املختلفة الثقافية‬ ‫والديني ��ة واال�ستثماري ��ة ؛ رمب ��ا �سيفكرون‬

‫باع ��ادة احي ��اء ال ��دور التاريخ ��ي الدين ��ي‬ ‫ملدين ��ة ال�سلمية ؛ وق ��د ينتج عن ذلك مزيد‬ ‫م ��ن الفرز الطائف ��ي يف املجتمع خ�صو�صا»‬ ‫يف حال تدخ ��ل الأغا خان وم�ؤ�س�ساته الغري‬ ‫وطنية ‪.‬‬ ‫االن مو�ض ��وع الطائف ��ة اال�سماعيلي ��ة غ�ي�ر‬ ‫ط ��ايف على ال�سطح ؛ ولك ��ن ال بد من بروزه‬ ‫بع ��د انت�صار الث ��ورة ويف �أج ��واء احلريات‬ ‫املتوقع ح�صولها يف البالد ‪.‬‬ ‫انت�شار الت�شييع‬ ‫الت�شي ��ع ب ��ات ظاه ��رة ملفت ��ة يف البالد يف‬ ‫ال�سن ��وات االخ�ي�رة ؛ خا�ص ��ة بع ��د حتالف‬ ‫النظ ��ام م ��ع �إي ��ران الدول ��ة ال�شيعية برغم‬ ‫ادعاءاته العلمانية‬ ‫ال�شيع ��ة �أقلية يف الب�ل�اد ومل يكن وجودهم‬ ‫ظاه ��را» �أو �أعدادهم معروفة �أو ن�شاطاتهم‬ ‫الديني ��ة م�سموح ��ة �أو علني ��ة �إال يف بع� ��ض‬ ‫املناطق املحدودة كال�سيدة زينب يف دم�شق‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب العالق ��ات الرا�سخ ��ة ب�ي�ن النظام‬ ‫و�إي ��ران ؛ �أ�صبح ��ت تق�ص ��د �سوري ��ة وف ��ود‬ ‫�إيراني ��ة كب�ي�رة بغر� ��ض ال�سياح ��ة الدينية‬ ‫لزي ��ارة الأ�ضرح ��ة واملقام ��ات وممار�س ��ة‬ ‫العبادة فيها ‪.‬‬ ‫�شكلت ال�سياح ��ة الدينية م�صدر دخل مهم‬ ‫للدول ��ة ولكنها بنف�س الوق ��ت كانت م�صدر‬

‫ا�ستف ��زاز للأخرين وخا�صة ال�سنة ؛ خا�صة‬ ‫بعد �أن قامت املرجعي ��ات الدينية االيرانية‬ ‫بدعم النظام ب�شكل قوي و�صريح وعلني‪.‬‬ ‫ال�صراع ال�س ّني ال�شيعي‬ ‫من امل ؤ�ك ��د االن �أن حالة العداء بني ال�شيعة‬ ‫وال�سن ��ة كبرية جدا» وال ميك ��ن توقع �أن يتم‬ ‫ردم اله ��وة ب�سرع ��ة ب�ي�ن الطرف�ي�ن ؛ ومن‬ ‫املتوق ��ع ان يح ��دث انح�سار وا�ض ��ح لل�شيعة‬ ‫والت�شي ��ع يف البالد بعد الثورة ؛ كما �أنه من‬ ‫املحتم ��ل �أن يع ��ود بع� ��ض املت�شيعني اجلدد‬ ‫ع ��ن ت�شيعهم ؛والباقون �سيع ��ودون ملمار�سة‬ ‫ال�سرية يف ن�شاطهم الديني‬ ‫م ��ن املتوق ��ع �أن ت�شه ��د الب�ل�اد موج ��ة من‬ ‫الكراهي ��ة والبغ� ��ض للت�شي ��ع وال�شيع ��ة بعد‬ ‫الث ��ورة وه ��ي موجودة يف اال�ص ��ل ؛ ويكر�س‬ ‫ذلك ا�ستقوائهم بالنظام واجهزته القمعية‬ ‫وممار�ساتهم القمعية الدموية خالل الثورة‬ ‫وحتالفهم الع�ضوي مع النظام ‪.‬‬ ‫ال�شيع ��ة �سيكونون الطائف ��ة االكرث خ�سارة‬ ‫من طوائ ��ف املجتمع ال�سوري بع ��د الثورة ؛‬ ‫ولن تك ��ون حمالت الت�شيع الت ��ي قامت بها‬ ‫اي ��ران بالتن�سي ��ق م ��ع النظام مفي ��دة على‬ ‫م�ستقب ��ل ال�شيع ��ة وكذلك اال�ستي�ل�اء على‬ ‫بع� ��ض الأماك ��ن الديني ��ة لل�سن ��ة وحتويلها‬ ‫ملزارات لل�شيعة‪.‬‬


‫‪25 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫امل�سيحية �أ�سا�س ال بدا منه‬ ‫امل�سيحي ��ون موجودون منذ القدم يف البالد‬ ‫وهم جزء �أ�سا�سي م ��ن الن�سيج االجتماعي‬ ‫ل ��ه وينق�سم ��ون لعدد م ��ن الكنائ� ��س �أهمها‬ ‫ال�شرقية والغربية‬ ‫الكني�س ��ة ال�شرقي ��ة االرثوذك�سي ��ة مرتبطة‬ ‫م ��ع الكني�س ��ة الرو�سي ��ة ؛ وغري مع ��روف �أو‬ ‫مدرو�س الرتابط بني الكني�ستني يف دورهما‬ ‫برب ��ط النظام ب�شكل ا�سرتاتيجي مع رو�سيا‬ ‫بهذا ال�شكل الوثيق ‪.‬‬ ‫ي�شكل اتب ��اع الكني�سة ال�شرقية الأغلبية بني‬ ‫املذاهب امل�سيحية ؛ وهناك ترابط وثيق بني‬ ‫رج ��ال الدي ��ن امل�سيحي والنظ ��ام ؛ النظام‬ ‫يق ��دم الرعاي ��ة والدعم وامل�سان ��دة لهم يف‬ ‫وجه �أي مت ��رد من �أبن ��اء طائفتهم ؛ لذلك‬ ‫ن ��رى با�ستمرار تدخل االجه ��زة الأمنية يف‬ ‫ن�شاطاتهم الدينية‬ ‫لع ��ب النظام على ثنائي ��ة م�سلم ‪ -‬م�سيحي‬ ‫لك�سب امل�سيحيني �إىل جانبه �ضد الثورة ؟‬ ‫ا�ستخدم اال�سالم فزاعة اال�سالم املتطرف‬ ‫املت�ش ��دد ال ��ذي �سي�أتي بفعل الث ��ورة والذي‬ ‫�سي� ��ؤدي مل�ص ��ادرة احلري ��ات الديني ��ة‬ ‫والفردية للم�سيحيني �أكرث من غريهم وهم‬ ‫باال�ص ��ل يعي�ش ��ون �أجواء انفت ��اح اجتماعي‬ ‫وتقليد للنم ��ط الغربي يف ا�سل ��وب حياتهم‬ ‫و ظهرت مواقف م�ؤي ��دة للنظام من الكثري‬

‫�سيناريوهات النظام االخرية‪.‬‬ ‫من امل ؤ�ك ��د �أن �سيناريو الدول ��ة العلوية من‬ ‫ال�صع ��ب ان ين ��ال موافقة علني ��ة حتى من‬ ‫رو�سيا الداعم االول للنظام‪.‬‬ ‫جلوء النظام باقامة دويلة علوية من جانب‬ ‫واحد معناه حماولة خلق مزيد من الفو�ضى‬ ‫واالقتت ��ال الداخلي ال �أك�ث�ر وكذلك احلكم‬ ‫على العلوي�ي�ن يف املناطف ال�سنية باملغادرة‬ ‫باجتاه ال�ساحل‪.‬‬

‫من �أبناء الطائفة ورجال الدين امل�سيحي‬ ‫مل يتح ��ول امل�سيحي ��ون لأعداء أ�م ��ام الثوار‬ ‫رغم كل �شيء ومل يتعامل معهم الثوار كذلك‬ ‫رغم كل ما ح�صل منه ��م من تاييد للنظام‬ ‫ورغم حماولة النظام ك�سب تعاطف الغرب‬ ‫مع ��ه ع ��ن طري ��ق اظهاره ��م كم�ضطهدين‬ ‫بفع ��ل االدع ��اء بان الث ��وار يتعر�ض ��ون لهم‬ ‫بالعنف والتهديد والتهجري‪.‬‬ ‫يتوقع �أن تخ ��رج الطائفة �سليمة بعد الثورة‬ ‫وان حتافظ عل ��ى مكت�سباتها �أي ��ام النظام‬ ‫وان حتقق املزيد �أي�ضا» بفعل الدعم الغربي املعار�ضة‪ ،‬ف�شلت طائفياً‬ ‫يالح ��ظ �أخ�ي�را» عل ��ى �أداء املعار�ض ��ة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة يف اخل ��ارج وقياداته ��ا ؛ ع ��دم‬ ‫الطائفة العلوية يف خطر‬ ‫امل�شكل ��ة االخط ��ر يف امل�س أ�ل ��ة الديني ��ة هي قدرته ��ا وتفهمها للمل ��ف الديني والطائفي‬ ‫مو�ض ��وع الطائف ��ة العلوي ��ة ؛ م ��ن خ�ل�ال يف الب�ل�اد ؛ وميك ��ن مالحظ ��ة ذل ��ك م ��ن‬ ‫تط ��ور االحداث هناك خم ��اوف جدية لدى خالل تعاملها مع متثيل هذه االقليات بعدد‬ ‫الكثريين من جل ��وء النظ ��ام لفر�ض دويلة حم ��دود وغ�ي�ر م�ؤثر م ��ن �أبن ��اء الطوائف‬ ‫علوي ��ة يف ال�ساح ��ل ال�سوري ؛ وي ��زداد هذا وبطريقة �شكلية بحتة‬ ‫التخ ��وف اكرث مع ق ��رب �سق ��وط النظام ؛ وكذل ��ك ع ��دم التوا�صل الفاع ��ل مع ممثلي‬ ‫وهن ��ام من يفرت� ��ض �أن النظ ��ام �سيرتاجع هذه الطوائف وامل�ؤثرين فيها بقوة‬ ‫وين�سح ��ب ملواقع قوت ��ه وحت�صنه االخري يف وحت ��ى التوا�صل م ��ع �أط ��راف خارجية لها‬ ‫نفوذ على الطوائف مل يتم بال�شكل املطلوب‬ ‫ال�ساحل‬ ‫مل يك ��ن ادراك املعار�ضة كافيا» لأهمية دور‬ ‫رمبا لن ت�سمح الظروف الدولية واالقليمية الأقلي ��ات و�أنه ��ا ميك ��ن �أن ت�ساه ��م بح�سم‬ ‫للنظ ��ام باللج ��وء ل�سيناري ��و دويل ��ة علوية ؛ الأم ��ور ب�سرعة فيما لو انح ��ازت طائفة ما‬ ‫ولك ��ن ذل ��ك ال مينع �أن يك ��ون ذلك من بني للثورة‬


‫‪issue 41 / dec 20th 26‬‬

‫صناعة املسوخ في املجتمع السوري‪ ،‬إلى متى؟‬ ‫«خذ حقك بيدك‪ ....‬وزيادة»‬ ‫خا�ص ‪ /‬منار حلب‬ ‫انرتن ��ت بعد �شجا ٍر طوي ��ل مع مديره‪ ،‬حيث‬ ‫مل �ألت ��ق به ��ذا «املع ِّلم الغام�ض» َّ‬ ‫جمددا �أ َّنني ن�سي ��ت هاتفي اجل َّوال يف املقهى ور�أى‬ ‫قب ��ل �أن حتكموا على مغزى هذه املقالة‪َ � ،‬اّإل بع ��د �شهري ��ن‪ ،‬كنت �أقف خ ��ارج مقهى �أ�صدقائ ��ي الهات ��ف بح ��وزة مدي ��ر املقهى‬ ‫دعوين �أخربكم ب� َّأن جميع الأحداث الواردة‬ ‫�أدناه‪ ،‬و�إن مل حتدث لذات ال�شخ�ص‪ ،‬لك َّنها‬ ‫�صحيح ��ة ب� �� ِّ‬ ‫أدق تفا�صيله ��ا‪ ،‬ويق ��ع مقه ��ى‬ ‫االنرتنت املذكور الحق ًا مث ًال يف احلي الأ َّول‬ ‫من حي احلمدان َّية يف حلب‪ ،‬مرحب ًا بكم يف‬ ‫دليل امل�ستخدم ل�صناعة امل�سوخ يف املجتمع‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫«ال تعطن ��ي حما�ض ��رات عن املثالي ��ة‪� ،‬أنت‬ ‫�إن�سان غ�شيم!»‬ ‫كن ��ت واقف� � ًا على طابور اخلبز بانتظار‬ ‫دوري ح�ي�ن اقرتب من ��ي مبت�سم� � ًا و�س�ألني‬ ‫«ك ��م ربط ��ة الزمك عم ��و؟»‪� ،‬أجبت ��ه ب�شكل‬ ‫تلقائ ��ي «ربط ��ة واح ��دة فق ��ط!»‪� ،‬ضح ��ك‬ ‫�ضحك� � ًة مكتوم ��ة ثم ب ��د�أ بال ��كالم بثق ٍة ال‬ ‫متناهي ��ة وك أ� َّنه �إله يتلو عل � َّ�ي �آي ًة من كتابه‬ ‫املقد�س «ربطة وحدة وواقف عالدور؟ لي�ش‬ ‫َّ‬ ‫انت ��ا غ�شي ��م هيك ي ��ا عمو؟ روح م ��د ايدك‬ ‫م ��ن ال�شب ��اك وقول بدي ربط ��ة وحدة ب�س‪،‬‬ ‫م ��ا توقف عالدور لربط ��ة وحدة ب�س!» انهى‬ ‫عبارته ب�ضحكة �شفق ٍة ممزوج ٍة باال�ستهزاء‬ ‫ورحل‪.‬‬ ‫عملت بن�صيحته وح�صلت على «ربطتي»‬ ‫مبك ��ر ًا بدون انتظار متجاوز ًا حوايل خم�س ًا‬ ‫ممن كانوا هناك قبلي‪،‬‬ ‫وع�شرين �شخ�ص� � ًا َّ‬ ‫لطاملا اعتقدت ب� َّأن النا�س يجب �أن يلتزموا‬ ‫بالطاب ��ور‪ ،‬لك َّن ��ه جعلن ��ي �أرى الأم ��ور م ��ن‬ ‫منظو ٍر خمتل � ٍ�ف الآن‪ ،‬النا�س طبيعيني لكن‬ ‫�أنا الـ»غ�شيم» هنا!‪� ،‬شعرت بالأ�سى وال�شفقة‬ ‫على نف�سي و�أكملت طريقي للمنزل‪.‬‬


‫‪27 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫الحق� � ًا‪ ،‬حني طالبت ��ه ب�أن يعي ��د �إ َّ‬ ‫يل هاتفي‬ ‫ط ��ردين م ��ن املقه ��ى بع ��د �شج ��ا ٍر قائ�ل ً�ا‬ ‫«املوبايل مو عن ��دي‪ ،‬وروح ا�شتكي لل�شرطة‬ ‫اذا م ��و عاجبك!»‪ ،‬حينها ر�أيت ذاك الرجل‬ ‫ومن باب املوا�ساة �س�ألني ما الق�صة فرويت‬ ‫له َّ‬ ‫كل �شيء‪ ،‬وعندها �س�ألني «وهلق �شو راح‬ ‫تعمل؟»‪� ،‬أجبته بثق ��ة «راح ا�شتكي لل�شرطة‬ ‫طبع ًا»‪.‬‬ ‫«لي� ��ش هي ��ك ب ��دك تبقى ط ��ول عمرك‬ ‫َّ‬ ‫ا�ستهل حديثه بهذه العبارة‬ ‫غ�شيم يا عمو؟»‬ ‫ليكم ��ل‪« :‬الزم تتعل ��م ت�أخذ حق ��ك ب�أيدك‪،‬‬ ‫ال �شرط ��ة وال غريهم بي�ساع ��دوك»‪ ،‬وفع ًال‬ ‫كان ذلك‪ ،‬ات�صلت بوالد زميلي الذي يعمل‬ ‫ك�سائ ��ق �شاحن ��ة ا�سطوان ��ات الغ ��از‪ ،‬و�صل‬ ‫للمقه ��ى خالل رب ��ع �ساعة وبرفقت ��ه �سبعة‬ ‫�شب ��اب‪ ،‬مل �أعلم ماذا ح ��دث داخل املقهى‬ ‫لكنهم خرجوا بعد دقيقتني ب�صحبة هاتفي‬ ‫املحم ��ول وع�شرة �آالف ل�ي�رة! تع َّلمت حكم ًة‬ ‫جديد ًة ذلك اليوم «خذ حقك بيدك»‪.‬‬

‫مل اعت ��د عل ��ى دف ��ع الر�ش ��اوي من قبل‪،‬‬ ‫وكم ��ا تعلم ��ون فالعملي ��ة حتت ��اج لأ�سل ��وب‬ ‫و�سال�س ��ة‪ ،‬لذلك قمت با ِّتب ��اع طريق ٍة غب َّية‬ ‫لك َّنها م�ضمون ��ة‪ ،‬و�صل ال�شرطي م ��ا َّد ًا يده‬ ‫مبخالف ��ة م ��ن النافذة بج ��واري‪ ،‬قب ��ل �أن‬ ‫ا�ستل ��م املخالف ��ة رفع ��ت ي ��دي بخم�سمئ ��ة‬ ‫ل�ي�ر ٍة قائ�ل ً�ا «مع ِّل ��م‪ ،‬هاخلم�سمي ��ة القيتها‬ ‫عالأر�ض‪ ،‬فكرتها واقعة منك»‪� ،‬أ�شرق وجه‬ ‫ال�شرطي قائ ًال «اي ها‪ ،‬من الأول قول هيك‬ ‫واهلل ما بيج ��ي مني اخالفك يا عمو»‪ ،‬فع ًال‬ ‫�أ َّنني كنت غ�شيم‪.‬‬

‫«دكتور فرانك�شتاين يواجه م�سخه»‬ ‫ال �أهم َّية لتلك الق�ص�ص الثالثة ك ِّلها لوال‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬اليوم ال ��ذي �أعطى ِّ‬ ‫لكل حادث ٍة‬ ‫وقع ��ت معي طعم ًا م� � َّر ًا بطع ��م الدم‪ ،‬حيث‬ ‫و�صل ��ت حينه ��ا �إىل َّ‬ ‫حمطة بي ��ع ا�سطوانات‬ ‫مفقود يف حلب‪ ،‬علم ًا‬ ‫الغاز‪ ،‬كان الغاز �شبه‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫املا�س ��ة للطبخ والتدفئة‪ ،‬طبعا مل‬ ‫ب�ضرورته َّ‬ ‫�أع ��د ذات الإن�س ��ان الذي يق ��ف بالطابور‪،‬‬ ‫فتجاوزت ما يق ��ارب مئ ًة وخم�س�ي�ن �سور َّي ًا‬ ‫«ال �صوت يعلو فوق �صوت النقود»‬ ‫كانت امل َّرة الثالثة التي التقيت بها بهذا لأ�صل �إىل بدايت ��ه‪ ،‬دفعت بكتفي ثاين رجل‬ ‫الرج ��ل حني كن ��ت داخل �س َّيارت ��ي املتوقفة لي�صل دوري مبا�شر ًة‪.‬‬ ‫عند زاوية د َّوار املوت يف حلب‪ ،‬ركن �س َّيارته‬ ‫كان الرج ��ل الواقف ورائي يرببر وي�شتم‬ ‫بالق ��رب م ِّن ��ي و�س�ألني‪« :‬خري ي ��ا عمو لي�ش‬ ‫�وت خافت خوف ًا م ��ن �أن يجد نف�سه يف‬ ‫واق ��ف؟ �شكلك م ��و عل ��ى بع�ض ��ك!» �أجبته ب�ص � ٍ‬ ‫ً‬ ‫�شاب ي�صغ ��ره بثالثني عاما‪ ،‬مل‬ ‫ب أ� َّنن ��ي �أنتظ ��ر �شرطي املرور لك ��ي يعود من �شج ��ا ٍر مع ٍ‬ ‫�س َّيارته باخلل ��ف وب�صحبته خمالفة ب�سبعة يب ��قَ �سوى ثالثة ج َّرات ح�ي�ن �س�ألني البائع‬ ‫�آالف ل�ي�رة «م�صباح خلفي مك�سور»‪ ،‬حينها «كم ج َّرة الزم ��ك؟»‪ ،‬علم ًا ب�أ َّنن ��ي ال �أحتاج‬ ‫�س�ألن ��ي با�ستعج ��ال قب ��ل و�ص ��ول ال�شرطي �س ��وى اثنتني لك َّنني �أجب ��ت «الزمني ثالثة‪،‬‬ ‫«يعن ��ي ما كان ياخد ر�شوة؟» َّثم تابع حديثة نحن ��ا عيلت�ي�ن �ساكن�ي�ن �س ��وا» يف الواق ��ع‬ ‫على عجالة قب ��ل �أن ي�ش َّغل �س َّيارته ومي�ضي ك َّن ��ا اثن�ي�ن فقط �أن ��ا و�أمي‪ ،‬بع ��د �أن حملت‬ ‫«خم�سمية لرية يا عمو‪ ،‬نعما �شئدك غ�شيم» اال�سطوان ��ات وهممت بالرحيل �أعلن البائع‬ ‫نفاذ الكم َّية‪ ،‬اندفع الرجل الذي كان واقف ًا‬ ‫خلفي لي�شتمني ويدفعني مفتع ًال �شجار ًا‪.‬‬

‫م ��ا كان م ِّن ��ي � َاّإل �أن دفعت ��ه بكتف ��ي ليقع‬ ‫�أر�ض� � ًا‪ ،‬وا�ستم َّري ��ت بامل�ش ��ي‪ ،‬لك � َّ�ن دور َّي ��ة‬ ‫ال�شرطة قد و�صلت يف احلال حني �سماعهم‬ ‫لل�شج ��ار‪ ،‬ابتهج الرج ��ل امللقى على الأر�ض‬ ‫و�ص ��اح عل ��ي «واهلل ليلعن ��و �شرف ��ك هل ��ق‪،‬‬ ‫عمت�ضرب واحد بق ��د ابوك يا قليل احليا»‪،‬‬ ‫مل اك�ت�رث بكالم ��ه �أب ��د ًا‪ ،‬ب ��ل هرولت نحو‬ ‫رئي� ��س الدور َّي ��ة و�صافحت ��ه دون �أن �أنط ��ق‬ ‫بحرف واح ��د‪ ،‬بعد �أن �سحبت يدي من يده‬ ‫ٍ‬ ‫وجد بيده �ألفي لرية �سور َّية‪ ،‬اعتقل عنا�صر‬ ‫الدور َّية ذاك الرج ��ل واعتذروا مني بلباقة‬ ‫واحرتام‪.‬‬ ‫وه ��م يدفعوه �إىل داخل ال�س َّيارة‪ ،‬تع َّرفت‬ ‫عليه‪� ،‬أ�صابتن ��ي ق�شعريرة‪ ،‬ال �أ�ص � ِّ�دق ب�أ َّنه‬ ‫ه ��و ذات ��ه «املع ِّل ��م الغام� ��ض»‪� ،‬إ َّن ��ه الع ��امل‬ ‫فرانك�شتاي ��ن‪ ،‬والآن هو �ضح َّية امل�سخ الذي‬ ‫�صنع ��ه‪ ،‬مل �أره جم � َّ�ددا من ��ذ ذاك الي ��وم‪،‬‬ ‫لك َّنن ��ي �أرى ذات العمل َّي ��ة يف املجتم ��ع يف‬ ‫ِّ‬ ‫كل ي ��وم‪� ،‬صناع ��ة امل�س ��وخ‪ ،‬اته ��ام النا� ��س‬ ‫ب�أ َّنه ��م لطيف�ي�ن وك� َّأن اللطف ب ��ات عيب ًا ال‬ ‫خلق ًا‪ ،‬اته ��ام النزيهني �أو اللطيف�ي�ن ب�أ َّنهم‬ ‫«غ�شيمون»‪ ،‬وت�ستمر الدورة �إىل ما ال نهاية‪.‬‬ ‫«�إىل متى؟»‬ ‫ال �أنكر يف � ِّأي جزء من املقال ب� َّأن النظام‬ ‫كان �ضليع ًا يف ِّ‬ ‫كل حادث ٍة من تلك احلوادث‪،‬‬ ‫فف�س ��اد ال�شرط ��ة وعدم اك�ت�راث املوظفني‬ ‫بالتزام النا�س بالطواب�ي�ر �أي غياب �سلطة‬ ‫القانون كان �أ�سا� ��س تلك امل�شاكل‪ ،‬لكن هل‬ ‫َّيدع ��ي �أحدهم ب� �� َّأن هذه امل�ش ��اكل الناجتة‬ ‫عن النظام �ست ��زول بزواله؟ اجلواب هو ال‬ ‫بالت�أكيد‪ ،‬فالتغيري �إن ح ��دث �سي�أخذ وقت ًا‪،‬‬ ‫لك ��ن ال�س� ��ؤال احلقيقي الذي يط ��رح نف�سه‬ ‫عل ��ى ل�سان ِّ‬ ‫كل من عانى وال يزال يعاين من‬ ‫هذه امل�شاكل هو «�إىل متى؟»‬


‫‪issue 41 / dec 20th 28‬‬

‫ثورات يصنعها الشعب والعسكر ويركبها‬ ‫السياسيون‬

‫خا�ص ‪ /‬م�صطفى الكحيل‬

‫رمبا لي�س نظام الأ�سد وحده من �أذاق‬ ‫ال�سوريني �صنوف القهر بل املعار�ضة‬ ‫اي�ضا ‪.‬فالقهر هو ماي�شعر به ال�سوري‬ ‫خالل متابعته ملذيعة قناة اجلزيرة‬ ‫العراقية ليلى ال�شيخلي وهي ت�س�أل �سفري‬ ‫االئتالف ال�سوري يف باري�س «نريد‬ ‫�أن نفهم ماهي الإ�شكاالت التي ت�ؤخر‬ ‫�إن�شاء حكومة انتقالية ينتظرها ال�شعب‬ ‫ال�سوري والدول الغربية» ‪.‬يعرتف �سفري‬ ‫االئتالف بوجود �إ�شكاالت لكنه هرب‬ ‫ثالث مرات من تو�ضيحها خالل ذلك‬ ‫اللقاء ‪.‬‬

‫ذلك اليوم بالإ�ضافة �إىل �صور املعاناة‬ ‫لآالف النازحني ‪.‬رمبا كانت ت�شعر‬ ‫بامل�س�ؤولية اجتاههم �أكرث مما يفعل‬ ‫بع�ض �أع�ضاء االئتالف الذين ي�ضعون‬ ‫�شروطا تعرقل اال�سراع يف ت�شكيل‬ ‫احلكومة ‪.‬ال يوجد دليل ي�ؤكد �أن هذه‬ ‫العراقيل مت و�ضعها مراعاة مل�صلحة‬ ‫ال�شعب ال�سوري وال يوجد دليل ي�ؤكد‬ ‫�أن هذه العراقيل تهدف �إىل منع تكرار‬ ‫حاالت املوت من الربد بني �أطفال‬ ‫خميم الزعرتي و خميم �أطمة ‪.‬وال‬ ‫يوجد ماي�ؤكد �أنهم كانوا يناق�شون �سبل‬ ‫�إي�صال املعونات العاجلة �إىل مدينة‬ ‫حلب ‪.‬‬

‫�أن يوجد مثل ذاك اخلالف بني �أع�ضاء‬ ‫االئتالف ويف مرحلة متقدمة من عمر‬ ‫الثورة ‪.‬مل تعد الأعذار ال�سابقة التي‬ ‫كنا نلتم�سها يف بداية الثورة لتربير‬ ‫الأداء الهزيل للمعار�ضة تن�صرف اليوم‬ ‫‪.‬فالقرب الذي و�ضع فيه نظام الأ�سد‬ ‫املعار�ضة ال�سيا�سية مل يعد عذرا ‪.‬‬

‫تبدو ق�ضية اندماج الوحدات الثورية‬ ‫ومن يتوىل مراكزها القيادية م�شكلة‬ ‫امل�شكالت خ�صو�صا على امل�ستوى‬ ‫ال�سيا�سي وبالرغم من ان هذه امل�شكلة‬ ‫فتكت مبختلف مفا�صل الثورة �إال �أنها‬ ‫مل تكن االكرث تعقيدا على م�ستوى‬ ‫الكتائب الع�سكرية التي كانت الأ�سرع‬ ‫رمبا �شعرت املذيعة العراقية بالقهر رمبا يتفهم املراقبون �أن يكون هناك قبوال ملطالب االحتاد وكانت نتائج ذلك‬ ‫�أي�ضا لأنها كانت للتو قد ر�أت �صورا خالف وافرتاق بني هيئة التن�سيق وبني تنعك�س على الأر�ض من خالل ال�سيطرة‬ ‫لع�شرات ال�شهداء الذين ا�ست�شهدوا يف املجل�س الوطني لكن من غري املقبول على مزيد من النقاط الع�سكرية التي‬


‫‪29 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫الدور الذي �أدته الكتائب الع�سكرية‬ ‫كان حا�سما يف ا�ستمرار الثورة على‬ ‫طريق الن�صر بالرغم من �أنه �أي العمل‬ ‫الع�سكري �ضد قوات الأ�سد تعر�ض‬ ‫لالنتقاد مرات عدة وكثريون حملوا على‬ ‫الثورة بذريعة �أن ت�سليح الثورة �سي�شكل‬ ‫عبئا عليها ‪.‬لكن كل مايجري ي�ؤكد �أن‬ ‫العبء الأثقل الذي حتملته الثورة هو‬ ‫�شخ�صيات املعار�ضة ال�سيا�سية التي‬ ‫اعتقدت طويال �أنها من خالل بكائياتها‬ ‫يف ن�شرات الأخبار قادرة على �أن ت�صنع‬ ‫من نف�سها قائدا جتري خلفه جماهري‬ ‫الثائرين يف امليدان ‪.‬‬

‫تتبع النظام ‪.‬لكن الأهم من اندماج‬ ‫هذه الكتائب الع�سكرية وتوحيد‬ ‫قياداتها متثل يف احلاجة �إىل �إيجاد‬ ‫قيادة مركزية قادرة على �ضبط العمل‬ ‫الع�سكري يف كافة املناطق مع امتالكها‬ ‫�صفة متثيلية جامعة وهذا مامت الو�صول‬ ‫�إليه م�ؤخرا من خالل ت�شكيل هيئة‬ ‫االركان ملجل�س القيادة الع�سكرية‬ ‫امل�شرتكة وانتخاب �سليم �إدري�س قائدا‬ ‫‪.‬يف الوقت الذي مازال فيه �أع�ضاء‬ ‫االئتالف يتناحرون فيما �إذا كان يجب‬ ‫�أن تكون العربة �أوال �أم احل�صان ‪.‬ومن‬ ‫يركب العربة ومن يركب احل�صان ‪.‬هذه‬ ‫العربة التي مت�شي على �أ�شالء ال�سوريني‬ ‫ودمائهم وعذابات الأحياء منهم ‪.‬‬ ‫كان ال�سوريون يف بداية الثورة بحاجة‬ ‫يدرك كثري من ال�سوريني اليوم �أن لر�ؤية قادة ورموز تن�سف �أ�سطورة‬

‫القائد الأوحد الذي الميكن لبديل‬ ‫�أن ميلأ مكانه ‪.‬هذه الأ�سطورة التي‬ ‫الحقت ال�سوريني �سنني عددا ‪ .‬بددها‬ ‫بع�ض رموز املعار�ضة لأيام معدودات‬ ‫‪.‬غري �أن طول �أمد الثورة �ساهم يف رفع‬ ‫�أقوام وو�ضع �آخرين مل يتمكنوا من‬ ‫الثبات على موقف االندماج مع اجلرح‬ ‫ال�سوري النازف و�إمنا �أ�صروا على‬ ‫االلت�صاق بزخرف املنا�صب والكرا�سي‬ ‫التي مل تتمكن م�شاهد الأ�شالء والدماء‬ ‫واملخيمات من دفعهم �إىل التحول من‬ ‫خدمة الثورة وال�شعب بدال من �أن تكون‬ ‫دماء ال�شهداء خدمة لهم لي�صلوا �إىل‬ ‫�أعلى املنا�صب ‪.‬يف حني �أنهم كانوا‬ ‫ل�سنوات و�سنوات يحلمون مبجرد العودة‬ ‫�إىل �سوريا ‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 30‬‬

‫هل حق ًا ‪ ،،‬جذور االستبداد شرقية؟؟‬ ‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬فوزي مه ّنا‬ ‫ينفرد احلاكم ال�شرقي والعربي حتديد ًا‬ ‫بخا�صية �أ�سا�سية عرب جميع الأزمنة‬ ‫والع�صور‪ ،‬وهي �أنه ال ميكن �أن يخ�ضع‬ ‫للم�ساءلة وال للمحا�سبة وال للرقابة من �أي‬ ‫نوع كانت‪ ،‬انه فوق كل ال�شبهات‪ ،‬كيف ال‬ ‫وهو �سلطان اهلل يف �أر�ضه ي�سو�سه بتوفيقه‬ ‫وت�سديده وت�أيده وتب�صريه وهو مالك‬ ‫البالد والعباد‪ ،‬لذلك ف�إنه يرتبع فوق‬ ‫كل القوانني بحيث ي�صبح م�صدر جميع‬ ‫ال�سلطات من ع�سكرية وق�ضائية و�إدارية‪،‬‬ ‫وعندما ي�ستويل على تلك ال�سلطات ف�إنها‬ ‫لن تخرج من قب�ضته �أبد ًا �إال عندما يقب�ض‬ ‫اهلل روحه فيرتكها بكل تركاتها لأبنائه‬ ‫حتى ولو كانوا مل يبلغوا بعد �سن الر�شد ‪،‬‬ ‫و�إن قام �أحدهم بانتقاده �أو �إ�سداء الن�صح‬ ‫له ف�إن م�صريه املحتوم هو القتل‪ ،‬كما‬ ‫ح�صل مع عمر املق�صو�ص �أيام اخلالفة‬ ‫الأموية‪ ،‬الذي قيل فيه �أنه كان من الرجال‬ ‫الثقاة وال ينطق �إال بالعدل‪ ،‬فعندما مات‬

‫يزيد بن معاوية خلفه ابنه معاوية الثاين‬ ‫وعمره ال يتجاوز ‪ 13‬عاما وقد ا�ست�شار‬ ‫املق�صو�ص يف �أمر البيعة ف�أجابه‪�« :‬إما �أن‬ ‫تعدل �أو تعتزل» فخاطب معاوية بن يزيد‬ ‫جدي معاوية‬ ‫النا�س قائ ًال‪� :‬أيها النا�س �إن ّ‬ ‫نازع الأمر َمن كان �أوىل به و�أحق ( يعني‬ ‫علي بن �أبي طالب ) ثم تقلده �أبي‪ ،‬ولقد‬ ‫ّ‬ ‫أحب �أن �ألقى اهلل‬ ‫كان غري خليق به‪ ،‬وال � ُّ‬ ‫عز وج بتبعاتكم‪ ،‬ف�ش�أنكم و�أمركم ولوه‬ ‫َّ‬ ‫َملنْ �شئتم‪ ،‬ثم نزل و�أغلق الباب يف وجهه‬ ‫وتخلى بالعبادة حتى مات بالطاعون‬ ‫بعد �أربعني يوم ًا‪ ،‬وكانت واليته ع�شرين‬ ‫يوما فقط‪ ،‬عندها وثب بنو �أمية على‬ ‫املق�صو�ص وقالوا‪� :‬أنت �أف�سدته وعلمته‪،‬‬ ‫فطمروه ودفنوه حي ًا (ابن العربي‪ ،‬تاريخ‬ ‫خمت�صر الدول)‬ ‫لذلك يرى �أر�سطو �أن الطغيان �صورة من‬ ‫�صور احلكم الفردي عندما يتحول �إىل‬ ‫حكم �سيئ ينفرد فيه �صاحبه بال�سلطة‬ ‫دون ح�سيب وال رقيب فال يكون هناك‬

‫قانون يحكم بل �إرادة الفرد وحده‪.‬‬ ‫والواقع �أن الطغيان يف كافة الع�صور �إمنا‬ ‫يعترب �صفة للحكومة املطلقة ب�إعطائها‬ ‫العنان‪ ،‬كي تت�صرف يف �ش�ؤون البالد‬ ‫والعباد كما ت�شاء دون �أية خ�شية من‬ ‫ح�ساب �أو عقاب حمقق‪ ،‬واحلكومة ال‬ ‫ميكن �أن تخرج عن هذه ال�صفة ما مل تكن‬ ‫حتت املراقبة ال�شديدة واملحا�سبة التي ال‬ ‫ت�سامح فيها‪ ،‬لذلك يجب علينا �أال ننده�ش‬ ‫عندما نقر أ� يف كتب الرتاث العربي‪� ،‬أن‬ ‫اخلليفة الوليد بن عبد امللك ا�ستف�سر‬ ‫فقهاء دم�شق ذات يوم يف عجب ويلكم!!‬ ‫�أميكن للخليفة �أن يحا�سب!! (تاريخ‬ ‫اخللفاء لل�سيوطي �ص‪ )٢٢٣‬بالت�أكيد ما‬ ‫ق�صده هو احل�ساب من اهلل فكيف بالب�شر‬ ‫�أن يحا�سبوه ال ق ّدر اهلل‪ ،‬ثم لن�ستمع لوالده‬ ‫اخلليفة الآخر عبد امللك بن مروان عندما‬ ‫ا�ستلم اخلالفة ماذا فعل‪ ،‬لقد �صعد‬ ‫املنرب ليلقي خطبته الد�ستورية التي تبني‬ ‫�سيا�سته القادمة‪ ،‬حيث جاء فيها‪ :‬واهلل‬ ‫ال ي�أمرين �أحد ًا بتقوى اهلل بعد مقامي‬


‫‪31 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫هذا �إال �ضربت عنقه ثم نزل (املرجع‬ ‫نف�سه �ص‪ )٢١٩‬لكن ابنه يزيد كان �أ�شد‬ ‫براع ًة من والده و�أخيه و�أكرث و�ضوح ًا‪،‬‬ ‫فعند ا�ستالمه اخلالفة عام ‪٧١‬هـ قام‬ ‫ب�إح�ضار �أربع ع�شر �شيخا ف�شهدوا له ما‬ ‫على اخللفاء ح�ساب وال عذاب!! (املرجع‬ ‫نف�سه �ص‪)٢٤٦‬‬ ‫لقد و�صف الفيل�سوف الكبري �أر�سطو‬ ‫الطغيان ال�شرقي ب�أنه النموذج احلقيقي‬ ‫للطغيان وهذا الو�صف ظل يتكرر منذ‬ ‫ع�صر الإغريق حتى يومنا احلايل‪ ،‬لذلك‬ ‫كان الأوروبيون وال يزالون عندما ينعتون‬ ‫ملكا �أو حاكما ل�شدة ا�ستبداده ف�إنهم‬ ‫ي�صفونه ب�أنه �أقرب �إىل الطاغية ال�شرقي‪،‬‬ ‫الذي يعامل املواطن معاملة ال�سيد للعبيد‪،‬‬ ‫وهنا تكمن �أ�صل الفكرة الهيجلية التي‬ ‫تقول �إن ال�شرقيني كانوا جميعا عبيدا‬ ‫للحاكم الذي ظل هو وحده الرجل احلر‬ ‫يف الدولة‪ ،‬لذلك ال جند غرابة بالأمر‬ ‫عندما �أر�سل �أر�سطو بر�سالة �إىل تلميذه‬ ‫الإ�سكندر الأكرب ر�سالة ين�صحه فيها �أن‬ ‫يتم معاملة اليونانيني كقادة و�أن يعامل‬ ‫ال�شرقيني معاملة العبيد لأنهم كما يقول‬ ‫بطبيعتهم عبيد ًا غري �أحرار‪.‬‬ ‫بعد ذلك جاء كارل فيتفوجل‬ ‫‪ ) Wittfogel‬يف القرن الع�شرين‬ ‫ليقوم بتطوير نظرية هيكل بكتابه ال�شهري‬ ‫الذي �أ�صدره عام ‪١٩٥٥‬عن ( اال�ستبداد‬ ‫ال�شرقي ) خل�ص فيه �إىل �أنه يوجد‬ ‫طريقان ال طريق واحد للتطور التاريخي‬ ‫ملذهب احلرية الفردية‪� ،‬أحدهما ي�ؤدي‬ ‫�إىل التعددية الغربية بو�ضعها الليربايل‬ ‫والآخر ينتهي �إىل ال�سلطة ال�شرقية‬ ‫ال�شاملة واجلامعة امل�ستبدة‪.‬‬ ‫وحقيقة احلال هي �أن الطغاة يف‬ ‫جمتمعاتنا ال�شرقية خا�ص ًة العربية منها‬ ‫�إمنا تقرتب �أكرث ف�أكرث من هالة القد�سية‬ ‫والت�أليه‪ ،‬و�أنه ثبت �أن احلاكم العربي‬ ‫عرب التاريخ ال ي�ستطيع �ضمان ا�ستمرار‬ ‫حكم الرعية �إال ب�شتى و�سائل الرتهيب‬ ‫والتخويف والقوة و �سلب املال حتى ال جتد‬ ‫( ‪Karl‬‬

‫ملجئ ًا �إال التزلف له و التملق‪ ،‬متخذ ًا له‬ ‫بطانة من املثقفني والفال�سفة امل�أجورين‬ ‫�إىل جانب كبار فقهاء الدين الذين يعينونه‬ ‫على ظلم النا�س با�سم اهلل‪ ،‬حتى ينجحون‬ ‫يف حتويل �أعدائه �إىل �أعداء اهلل بامتياز‪،‬‬ ‫بحيث ي�صبح من خاللها احلاكم املطلق‬ ‫وامللك القدو�س‪ ،‬ليتحول عندها ال�شعب‬ ‫ملجرد عبيد يعملون يف خدمة ال�سلطان‬ ‫وبطانته‪ ،‬كيف ال فهو �أي ال�شعب مل ُيولد‬ ‫�إال كي يجر عربة الإمرباطور‪ ،‬كما تقول‬ ‫احلكمة ال�صينية القدمية وهذا هو قدره‬ ‫املحتوم‪ ،‬وما عاداته وتقاليده و�سلوكياته‬ ‫اليومية �إن د ّلت على �شيء �إمنا تدل على‬ ‫مبلغ �ض�آلة االحرتام الذي يتلقاها كفرد‬ ‫وب�شر‪ ،‬باخت�صار �إنها �صورة ب�شعة للرجل‬ ‫ال�شرقي الذي جبل حتى �أذنيه يف العبودية‬ ‫واال�ستعباد‪ ،‬كما مثلها ال�صينيون القدماء‬ ‫يف ر�أي هيجل‪.‬‬ ‫و لي�س �أدل على هذا اال�ستبداد ال�شرقي‬ ‫ال�سرطاين الذي ُنكب به عاملنا العربي‬ ‫منذ قدمي الزمان حتى يومنا هذا مما‬ ‫ح�صل مع الكاتب العربي ال�شهري ابن‬ ‫املقفع‪ ،‬الذي حت�س�س حلرية احليوانات‬ ‫يف �إبداء الر�أي‪ ،‬عندما حاول ا�ستنطاقها‬ ‫يف كتابه كليلة ودمنة لتعرب عن م�شاعرها‬ ‫بحرية و�صدق‪ ،‬فكيف له بحرية الب�شر‬ ‫وم�صائرهم‪ ،‬فقد جاء يف كتاب (البداية‬

‫والنهاية البن كثري اجلزء العا�شر �ص‪٩٩‬‬ ‫دار الكتب العلمية بريوت) �أن ابن املقفع‬ ‫�أر�سل للخليفة املن�صور كتاب منا�صحة‬ ‫�صغري احلجم عظيم القيمة �أ�سماه‬ ‫«ر�سالة ال�صحابة» ن�صح فيه اخلليفة‬ ‫بح�سن اختيار معاونيه وح�سن �سيا�سة‬ ‫الرعية‪ ،‬فماذا كان جزاء هذا امل�سكني لأنه‬ ‫جتر�أ على الن�صح والإر�شاد ولي�س املديح‬ ‫والإ�شادة التي تعود على �سماعها خليفة‬ ‫امل�ؤمنني‪ ،‬على الرغم من �أن املقفع كان‬ ‫معروف ًا حينذاك لدى البالط كما القا�صي‬ ‫والداين ب�سعة ثقافته وتنوع معرفته‪ ،‬رغم‬ ‫ذلك فقد عوقب فقط (بتقطيع �أطرافه‬ ‫قطعة قطعة و�أحمى له تنورا وجعل اخلليفة‬ ‫يقطعه �إربا �إربا ويلقيه يف ذلك التنور حتى‬ ‫حرقه كله وهو ينظر �إىل �أطرافه كيف‬ ‫تقطع ثم حترق وقيل غري ذلك يف و�صف‬ ‫قتله‪ ،‬ولي�س انتها ًء مبا يح�صل اليوم على‬ ‫مدار ال�ساحة العربية قاطب ًة وال�سورية‬ ‫خا�ص ًة من اللجوء للعنف والعنف امل�ضاد‬ ‫وارتكاب املجازر والقتل املمنهج الذي‬ ‫يقوم به النظام الذي مل يوفر ال ب�شر ًا وال‬ ‫حجر ًا‪ ،‬كل ذلك لنتيقن من جديد ب�أن ما‬ ‫ذكره �أولئك الفال�سفة واملفكرين عن �أن‬ ‫جذور اال�ستبداد �شرقية‪� ،‬إمنا هو على‬ ‫حق‪ ،،‬وهكذا لت�ستمر حكاية اال�ستبداد‬ ‫العربي �إىل يوم الدين‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 32‬‬

‫طار املدير‪ ..‬فالسفير والوزير والضمير‪..‬‬ ‫وبقيت بالدي على احلصير‬

‫في�سب ��وك ‪ /‬من ق�ص� ��ص احلرية يف الثورة �أو الأ�سرار‪ ..‬فقط لأنها قد �أتتك فقط‬ ‫بطريق ال�صدفة �أو ال�سهولة‪.‬‬ ‫ال�سورية‬ ‫وقائع ق�صة تطري‪ ...‬ب�أجنحة ن�سجها خرجت برفقة �صديقي «�سامي» طبيب‬ ‫الأطفال‪ ..‬الذي يعمل هذه الأيام طبيب ًا‬ ‫من حروف ال حرير‪ :‬جمال َد َجوي‬ ‫يف كل �شئ‪ ..‬وكلما خرجنا من زيارة‬ ‫مري�ض ي�ضحك �أن ال �أحد ي�س�أله عن‬ ‫منا الذي اختري الرجــال �سماحــة‬ ‫بلد االخت�صا�ص‪ ...‬فيما �سابق ًا‪ ...‬كان‬ ‫وخريا �إذا هــب الرياح الزعــازع‪..‬‬ ‫هذا ال�س�ؤال الأول حينما ت�صله الأمهات‬ ‫ومنا خطيـب ال يعـاب‪ ،‬وحامـل‬ ‫باحثات عن دواء‬ ‫حامالت �أطفالهن‬ ‫�أغـر �إذا التفت عليــه املجامـــع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي�سكت البكاء والأمل‪.‬‬ ‫«الفرذدق»‬ ‫يف كثري من الأحيان تتعب وراء الأ�سرار‬ ‫فال ت�صل �إليها‪ ..‬فيما ي�أتيك �أهم‬ ‫هذه الأ�سرار بطريقة ال ميكن �أن‬ ‫تتخيلها‪ ..‬و�أحيان ًا‪ ..‬ال ت�صدق الأخبار‬

‫قال يل ذات يوم‪� ..‬أنا قبل الثورة‬ ‫كنت �صديق ًا للعويل والبكاء والأمل‪..‬‬ ‫ومل تتغري الأحوال عندي‪� ..‬إال �أعمار‬ ‫مر�ضاي‪ ..‬فقد كربوا‪ ...‬كما كرب الوطن‬ ‫ّ‬


‫‪33 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫فيهم‪ ...‬و�صار يتندر مبقولة �أن كل رجل‬ ‫يف هذه الدنيا‪ ..‬ماهو �إال طفل كبري‪..‬‬ ‫ومن الطبيعي �أن يكون بحاجة لطبيب‪..‬‬ ‫�أي طبيب‪ ..‬بزمن الدماء‪.‬‬ ‫ويف طريق العودة وبينما نحن منهمكون‬ ‫يف ات�صاالت متنوعة للت�أكد من خلو‬ ‫الطرقات من الل�صو�ص‪ ...‬و�صل‬ ‫على هاتف «�سامي» ات�صال ال يقبل‬ ‫الت�أجيل‪ ..‬ف�أحد �أهم الرجاالت‪...‬‬ ‫�أ�صيب يف مكان ما على احلدود‪ ...‬والبد‬ ‫من ا�سعافه هناك‪ ...‬فتم التوجه على‬ ‫ال�سرعة للمكان وقد بدا لنا �أن من حوله‬ ‫ال يعرفونه‪ ...‬رجل يف العقد اخلام�س‬ ‫من العمر‪ ..‬نظاراته الطبية توحي ب�أنه‬ ‫قد غادر �أحد املكاتب املخملية قبل �أن‬ ‫تقابله ر�صا�صة قنا�ص يف العتمة على‬ ‫احلدود‪.‬‬ ‫ان�شغل «�سامي» به‪ ...‬وان�شغلت �أنا مبن‬ ‫�أخرب عن مكانه‪ ..‬فالق�صة تبدو �أنها‬ ‫خمتلفة هذه املرة‪ ...‬وال�صفحة‪...‬‬

‫�صفحة من ق�ص�ص احلرية يف الثورة نف�سه‪.‬‬ ‫ال�سورية ت�س�ألني دائم ًا عن جديد‬ ‫خمتلف لي�س من ال�سهل احل�صول عليه مل �أتعب يف معرفة حقيقته‪ ...‬فهو‬ ‫�سفري هارب من البالد‪ ..‬لكنه ال‬ ‫ب�أي وقت‪.‬‬ ‫وما لفتني وقتها‪� ..‬أن من وجده‪� ..‬أخذ ينتمي ل�سفارة دولة معينة‪ ...‬بل ينتمي‬ ‫منه جواز �سفر �أجنبي‪ ..‬لكنه �أي من مل�س�ؤوليات معينة‪.‬‬ ‫�أخذ اجلواز‪ ..‬رف�ض حتى �أن يجعلني فكما �أن الل�صو�ص بكل فر�صة عليهم‬ ‫البحث عن ان�سان تافه ليعطونه‬ ‫�أراه لأعرف من �أين �أتى الرجل‬ ‫املنا�صب في�ضمنون له البقاء فيما‬ ‫اجلميع �أكد �أنهم ال يعرفونه‪ ...‬ولكن ي�ضمن لهم هو الوالء‪.‬‬ ‫هذا مل مينعهم من حمله بعدما قام كذلك الل�صو�ص �أنف�سهم‪ ...‬لي�س لديهم‬ ‫«�سامي» باال�سعاف ال�ضروري‪� ..‬إىل قرار ي�أتي من هواء �أو فراغ‬ ‫�أقرب كوخ باملنطقة‪ ...‬ليكمل هناك فكل واحد منهم‪ ...‬هناك من هو �أعلى‬ ‫الباقي فيما توزع املتجمهرون ملراقبة منه مرتبة‪ ...‬ميلي عليهم ما يجب �أن‬ ‫يفعلوا‪.‬‬ ‫املكان خ�شية ل�صو�ص الزمان‪.‬‬ ‫وعندما‪ ..‬يحني الدور على الل�ص �أن‬ ‫�أنهى «�سامي» عمله‪ ..‬وخرج لي�سرتيح يخبو �أو ميوت �أو حتى ُيحاكم‬ ‫بعيد ًا عن رائحة املواد املخدرة واملطهرة �أول �شيء يحدث‪ ..‬هو اختفاء ذلك‬ ‫التي �أزكمت املكان‪ ...‬وتركني مبهمة الغريب الذي ميلي عليه كل �شيء‬ ‫مراقبة الرجل حيث �أنه من امل�ؤكد‬ ‫�سيفتح عيونه ورمبا ي�صل به الهذيان �س�ألته م�سرع ًا‪ ...‬وقد بد�أ ميانع يف‬ ‫من الأمل واملخدر �أن ُيف�صح �أو يف�ضح �إجابة كل �س�ؤال‬ ‫هل �أنت من كان ميلي على «علي بابا»‬ ‫�شخ�صي ًا‪� ...‬أم �أنك �أدنى درجة‪..‬‬ ‫ف�أجاب‪:‬‬ ‫ال ل�ست �أنا‪ ...‬فالذي كان ميلي عليه‪...‬‬ ‫هو يف ال�سجن الآن‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 34‬‬

‫إ ّنها مسألة تطهير طويل‬

‫خا�ص ‪ /‬د‪� .‬سماح هدايا‬

‫�أمامي حبات الزيتون الأ�سود يف طبق‬ ‫الفخار‪ .‬وقطع اجلبنة البي�ضاء املقلية‬ ‫ال�شهية حماطة بالبقدون�س الطازج‪.‬‬ ‫وكرات اللبنة املغم�سة بالزيت والنعناع‪.‬‬ ‫ووعاء من الزيت والزعرت و�سلة من‬ ‫اخلبز امل�سخن وكوب من ال�شاي‬ ‫ال�ساخن‪ ...‬وفطور عائلي �شهي �آمن‬ ‫يف �صباح ممطر‪ .‬وموقد ي�شيع الدفء‬ ‫يف البيت‪ ،‬يرتاق�ص �أمام النافذة‬

‫التي يغ�سلها املطر‪ .‬وجنتمع ن�شاهد‬ ‫الأخبار باهتمام‪ ،‬ونتابعها بجد ّية؛‬ ‫فنحزن ونغ�ضب ون�شتم‪ ،‬ونتوقع ونحلل‪.‬‬ ‫و�أحيانا نبكي بي�أ�س‪ .‬و�أحيانا نهرع �إىل‬ ‫احلوا�سيب؛ لنبحث عن خرب جديد‬ ‫وق�ص�ص جديدة؛ فنقر�أ �آخرالأخبار‬ ‫وما ا�ستجد من التعليقات على كل‬ ‫ال�صفحات االلكرتونية التي نعرفها �أو‬ ‫نكت�شفها حديثا ‪....‬‬

‫ومع م�شاهد اجلرائم الإن�سانية بحق‬

‫�شعبنا‪ ،‬ومع اخلوف والقلق‪ ،‬ي�صيبنا‬ ‫مهديء قوي ا�سمه الت�أنيب ولعنة‬ ‫ال�ضمري وجلد الذات والآخر‪ ،‬بكثري من‬ ‫الأمل والوجع وال�سكون املطمئن‪ ...‬ورمبا‬ ‫نتح ّم�س وطن ّيا ون�شارك يف دعم الثورة‪،‬‬ ‫وقد ن�سهم يف التعليق الإعالمي ‪،‬‬ ‫ولعلنا نندفع ونهرول لنح�ضر م�ؤمترات‬ ‫ولقاءات ونر�سل �إغاثات ومعونات‪ .‬ورمبا‬ ‫ي�صبح بع�ضنا يف �أحزاب املعار�ضة‪،‬‬ ‫ويطلق على نف�سه وجماعته ومنربه‬ ‫وكتله �أو حزبه �أو جتمعه �أو حتالفه ا�سما‬ ‫جديدا رنانا‪ ،‬يعتقده �سبقا �سيا�سيا‪.‬‬ ‫وتزداد �أعداد املعار�ضة‪ ،‬حتى ي�صبح‬ ‫م�صطلح املعار�ضة طريقا وا�سعا‪ ،‬ي�ضم‬ ‫معار�ضة النظام‪ ،‬ومعار�ضة �أخرى‬ ‫لف�صائل مع ّينة يف الثورة ال�سورية حتت‬ ‫م�سميات الإرهاب والتع�صب‪ .‬لك ّنه‪،‬‬ ‫ك ّله‪ ،‬حراك ال يتجاوز موقعه‪ .‬و�أحيانا‬ ‫هو بال جدوى‪ .‬وغالبا هو بني ثرثرة‬ ‫و�أحكام جاهزة ووالءات و�شلل وبيوتات‬ ‫ودكاكني‪ .‬ك�أمنا نحن يف موقف �آخر من‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫وعندما �أتابع منظر طعامي و�أتابع‬ ‫نف�سي و�أنا �أتناول فطوري من دون‬ ‫�ضجيج �أو خوف �أو قلق‪ ،‬وبال حرمان‪،‬‬ ‫و�أتخيل غريي من �أ�صدقائي‪� ،‬أو‬ ‫غريي من �أهلنا املرابطني يف املعركة؛‬ ‫�أت�ساءل‪ :‬كيف ن�أكل طعامنا ون�شرب‬ ‫�شرابنا وهم بال طعام �أو ماء؟ كيف‬ ‫ننام بدفء وعلى فرا�ش وثري حتى و�إن‬ ‫غالبه الأرق‪ ،‬وهم بال �شيء يف �أحيائهم‬ ‫املحا�صرة باجلوع والظم أ� والربد؟‬ ‫هوة �سحيقة تف�صل بيننا‪ ...‬منار�س‬


‫‪35 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫الثورة عن بعد‪ ،‬بل قد نتقن �أدبياتها‪،‬‬ ‫وقد نعلن ب�شجاعة مواقفنا من نظام‬ ‫الأ�سد؛ لكننا‪ ،‬مع كل ذلك‪ ،‬ال نعي�ش يف‬ ‫دوامة اخلطر‪ ،‬ونكتفي ب�أن ن�شم رائحة‬ ‫الدماء من م�ساحة م�سافات‪ ،‬وب�أن‬ ‫ن�سمع عرب و�سائل الإعالم �صرخات‬ ‫املنكوبني واملفجوعني واملعذبني والذين‬ ‫يحت�ضرون‪.‬‬ ‫نحن يف �أمان من �سكاكني الذبح‬ ‫ور�صا�صات القن�ص وحبال امل�شانق‬ ‫واخلوازيق و�ألغام احلرق‪ ،‬حيث ال‬ ‫قذائف وال ق�صف وال معتقالت م�سعورة‬ ‫باجلرائم‪ .‬لذلك علينا �أن ن�صمت‪،‬‬ ‫كثريا‪ ،‬عندما يتكلمون هم ب�صوت‬ ‫املعركة‪ .‬وعلينا �أن نبذل جهدا كبريا‬ ‫لكي نقدم جزءا مما يقدمون‪ .‬وعلينا‬ ‫�أن ندعمهم يعملون من دون �أن ن�شو�ش‬ ‫عليهم بنقيق ثرثرة‪ ،‬ومن دون �أن نتاجر‬ ‫مبعانتهم‪.‬‬ ‫�إذا عجزنا عن حماية الوطن بالكفاح‬

‫املبا�شر‪ ،‬ب�سبب ظروفنا املختلفة؛‬ ‫فلنكافح ب�شكل �آخر‪ ،‬حتى �أق�صى ما‬ ‫ن�ستطيع‪ :‬نطعم اجلائعني الذين يقتاتون‬ ‫ك�سرات اخلبز‪ ،‬ونك�سو العراة املرجتفني‬ ‫حتت الربد وال�سماء العا�صفة‪ .‬ن�سعف‬ ‫اجلرحى ونغيث املحتاجني‪ .‬نقدم‬ ‫لأطفالنا و�شبابنا ما ي�ساعدهم ليتعلموا‬ ‫ويطلبوا املعرفة‪ .‬نو ّثق كل الأحداث‬ ‫والأفعال‪ .‬من ّد الأحرار باملال وال�سالح‪.‬‬ ‫يكفينا تعويال على املعار�ضة و�أبطالها‬ ‫ال�ضاحكني والغا�ضبني‪ .‬ويكفينا هدر‬ ‫وقتنا بنقدها‪ .‬املعار�ضة منتفخة‬ ‫ب�سرطان خبيث م�ستفحل‪ .‬فلنرتكها‬ ‫تف ّرغ �أحمال قيحها وعفونتها بعيدا عن‬ ‫عطائنا‪.‬‬ ‫التعاطف مع الثورة ال�سورية مهم‪،‬‬ ‫لكن لي�س فقط بالكالم‪ .‬يلزمنا �أن نكون‬ ‫واقعيني يف فهم املمكن وفهم ظروف‬ ‫الثورة‪ ،‬وعدم حتميل الثورة ثقل‬ ‫�أخطائنا التي �أ�س�س لها زمن طويل من‬

‫اال�ستبداد واجلهل والف�ساد والت�آكل‪.‬‬ ‫الثورة ك�شفت عن عوراتنا‪ .‬ك�أنها‬ ‫ك�شفت الغطاء عن بئر عميقة ملآى‬ ‫باملاء‪ ،‬وملأى �أي�ضا العفونة والرج�س‪.‬‬ ‫وعندما تنتقل من عفونة طويلة؛ فالبد‬ ‫�أن نحتاج لوقت‪ ،‬لكي ن�ستفيد من �ضوء‬ ‫ال�شم�س ال�ساطعة ومن تنقية املاء؛‬ ‫لكي تطهرنا‪ .‬وهذا التطهري ال يحدث‬ ‫�إال بالدم وببذل الروح‪ .‬نتعمد بدمائنا‬ ‫و�سخاء �أفعالنا‪ .‬ومن يكتفي منا بالفرجة‬ ‫�أو ال�صمت‪ ،‬لن يناله �شرف التطهر‪،‬‬ ‫وال ب�سالة التجربة‪� .‬أما الذين يتاجرون‬ ‫بالثورة ويتعرب�شون عليها؛ ف�أولئك لهم‬ ‫وقتهم لي�سقطوا‪ .‬و�سوف ي�سقطون مثلما‬ ‫�سي�سقط نظام اال�ستبداد املجرم‪.‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 36‬‬

‫مراهق سوري في بيروت‬

‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬

‫كان عم ��ري خم�سة ع�شر عام ًا عندم ��ا قررت الهجرة‬ ‫�إىل مدين ��ة �أحالم ��ي ب�ي�روت‪ .‬كن ��ت ق ��د عرف ��ت من‬ ‫�أ�صدقائ ��ي يف الإعدادي ��ة �أنهم يذهبون م ��ع �أهاليهم‬ ‫�أو لوحده ��م للعم ��ل يف مو�س ��م ال�صي ��ف يف لبن ��ان يف‬ ‫املطاع ��م �أو احلق ��ول‪ ،‬وكنت �أعرف ب�ي�روت عن ظهر‬ ‫قلب‪� ،‬شوارعه ��ا‪ ،‬باراتها‪ ،‬مقاهيه ��ا‪ ،‬مواعيد الع�شاق‬ ‫فيها و�أماكن تواجدهم‪ ،‬كانت ق�ص�ص بريوت تع�شع�ش‬ ‫دون �إذن يف تالفي ��ف م ��خ مراه ��ق �س ��وري‪ ،‬يعمل بعد‬ ‫املدر�سة كي ي�شرتي الق�ص�ص الرخي�صة التي تتحدث‬ ‫ع ��ن املراهقني الكبار‪ ،‬يف عا�صم ��ة املراهقني العرب‪،‬‬ ‫يف بريوت‪.‬‬ ‫تقدم ��ت المتحان ال�شهادة االعدادية ثم قلت لوالدي‪:‬‬ ‫�أري ��د الذهاب اىل بريوت بحث ًا ع ��ن عمل‪ .‬كان والدي‬ ‫يعاملن ��ي‪ ،‬ل�سب ��ب ال �أعرفه حت ��ى الآن‪ ،‬كرجل منذ �أن‬ ‫كنت �صغري ًا‪ ،‬مما �أفقدين طفولتي‪ ،‬فقال بعد �أن فت�ش‬ ‫جيوبه جيد ًا‪ :‬معي ع�شرة لريات وهي لك‪ .‬قبلت جبينه‬ ‫قب ��ل التوج ��ه �إىل حمطة القطار يف حم� ��ص‪ ،‬م�ستق ًال‬ ‫العرب ��ة الت ��ي كان ��ت ت�سم ��ى يف وقته ��ا (�أتومرتي�س)‪،‬‬ ‫وكان ��ت ا ألج ��رة م ��ن حم�ص اىل ب�ي�روت وقته ��ا �أربع‬ ‫لريات �سورية‪.‬‬ ‫و�صل ��ت بريوت ع�صر يوم حار م ��ن �أيام حزيران عام‬ ‫‪ ١٩٦٥‬ويف يدي حمفظة �صغرية فيها قمي�ص وبنطلون‬ ‫و�شحاط ��ة‪ ،‬ويف جيوب ��ي �أرب ��ع ل�ي�رات لبناني ��ة بعد �أن‬ ‫�صرف ��ت الل�ي�رات ال�س ��ت ال�سورية �إىل اللبن ��اين‪� .‬أول‬ ‫�شيء �أعرفه بالق�ص�ص ور�أيته حقيق ًا‪ ،‬بعد ان غادرت‬ ‫حمط ��ة القطار يف ب�ي�روت‪ ،‬كان �أوتي ��ل ال�سان جورج‪،‬‬

‫وقفت �أت�أمل م�سبحه وباب ��ه و�أرى الن�ساء يخرجن من‬ ‫ال�سي ��ارات ليدخل ��ن الأوتي ��ل‪ ،‬ثم يكم ��ل يل خيايل ما‬ ‫يحدث يف الداخل‪ .‬تابع ��ت ال�سري على الكورني�ش غري‬ ‫م�ص ��دق �أن هن ��اك‪ ،‬عل ��ى ال�شاطىء‪ ،‬غ�ي�ر بعيد عني‬ ‫ن�س ��اء يف املايوه ال ي�سرت �شيئا ع ��ري �أفخاذهن‪ .‬كانت‬ ‫امل ��رة االوىل التي �أرى فيها فخ ��ذي امر�أة حقيقية‪ ،‬مل‬ ‫�أكن يف ال�سينم ��ا وال �أت�صفح جملة‪ ،‬كان �شيئ ًا مده�ش ًا‬ ‫ومثري ًا وحمبط ًا وقريب ًا من اليد لدرجة ال ت�صدق‪.‬‬ ‫كنا يف حم�ص‪� ،‬أن ��ا و�أ�صدقائي من�ضي ال�ساعات �أمام‬ ‫مواقف البا�صات العامة ملراقبة ال�صبايا وهن ي�صعدن‬ ‫�أو يهبط ��ن من البا�ص لعلنا نرى بيا�ض حلم الفخذ ما‬ ‫فوق الركبة بقليل‪ ،‬وكنا نق�ضي ليالينا م�ستعيدين تلك‬ ‫اللحظ ��ات املثرية‪ ،‬فج�أة ومبنتهى الب�ساطة ترى فخذ ًا‬ ‫حلمي ًا كام ًال يتحرك جيئة وذهاب ًا �أمامك وك�أنك غري‬ ‫موجود‪.‬‬ ‫يداهمن ��ي الليل و�أنا ال زلت �أ�س�ي�ر يف �شارع احلمراء‪،‬‬ ‫�أ�س� ��أل كلما ر�أي ��ت مطعم ًا �إذا كان ��وا بحاجة ملن يعمل‬ ‫عندهم‪ ،‬فكان ال�س�ؤال دائما‪ :‬هل معك �إذن عمل؟‬ ‫كن ��ت اعرف انن ��ي �س�أ�صل اىل �ساحة ال�ب�رج‪ .‬وانا يف‬ ‫طريق ��ي ر أ�ي ��ت فندق� � ًا متوا�ضع ًا فدخلت ��ه و�س�ألت عن‬ ‫اج ��رة ال�سرير يف الليلة الواح ��دة‪ ،‬فقال يل رجل وراء‬ ‫مكتب ��ه‪ :‬بال�ش‪ ،‬ثماين ل�ي�رات يف الليلة‪ .‬قفزت هارب ًا‪،‬‬ ‫فقد كان معي �أربع لريات فقط‪ ،‬قد تكون كافية للعودة‬ ‫�إىل حم� ��ص ولكن دون �أن �أنام �أو �آكل �أو �أ�صرف قر�ش ًا‬ ‫واحد ًا‪.‬‬ ‫تابع ��ت �س�ي�ري وقد بد أ� القلق واخلوف م ��ن �أن ال �أجد‬ ‫عم�ل�ا ين�سيني التحدي ��ق بالن�ساء اجلمي�ل�ات اللواتي‬ ‫ك ��ن يظه ��رن فج� ��أة ليدخل ��ن يف أ�ح ��د االب ��واب التي‬


‫‪37 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫تغ�ص بالأل ��وان الكهربائية‪ ،‬كن �أجم ��ل من جميع من‬ ‫ر�أيت م ��ن ن�ساء يف ال�سينما‪ .‬وج ��دت نف�سي يف �ساحة‬ ‫ال�ب�رج‪ ،‬ور�أيت �أمامي فندق ًا يحمل ا�سم �سوريا ولبنان‬ ‫فعادت يل الروح مبجرد قراءة ا�سم �سوريا وقدرت �أن‬ ‫ه ��ذا الفندق فيه ما يكفي م ��ن �سمات الفقر كي يكون‬ ‫متطابق� � ًا مع ا�سمه ال�سوري ولكي يكون منا�سب ًا للأربع‬ ‫ل�ي�رات التي و�صلت معي‪� .‬صع ��دت الدرج بثقة و�س�ألت‬ ‫امل�س�ؤول عن �سعر ال�سرير‪ ،‬فقال‪ :‬لريتان ون�صف تدفع‬ ‫�سلف ��ا‪ .‬مل �أناق�ش‪ ،‬دفعت ما عل ��ي‪ ،‬وو�ضعت حمفظتي‬ ‫ال�صغرية يف الغرفة ثم غادرت الفندق بحثا عن بع�ض‬ ‫الطع ��ام‪ ،‬وج ��دت رغيفني م ��ن اخلبز وارب ��ع خيارات‬ ‫بن�صف لرية‪ ،‬وح�سبت‪ :‬رغيف وخيارة للع�شاء ومثلهما‬ ‫لالفط ��ار ويبقى معي لرية كاملة ليوم الغد‪ .‬عدت �إىل‬ ‫الفندق وفهمت �أن نقابة املطاعم هي يف البناء املقابل‬ ‫للفندق ويجب �أن �أذهب اليها �إذا كنت �أريد �أن �أح�صل‬ ‫على عم ��ل‪� .‬شع ��رت بالراحة النف�سية قلي�ل ً�ا‪ ،‬ودخلت‬ ‫للن ��وم ا�ستع ��داد ًا لي ��وم الغ ��د‪ ،‬وا�ستح�ض ��رت خياالت‬ ‫ال�سابح ��ات و�أفخاذهن والن�س ��اء اجلميالت يف �شارع‬ ‫احلمراء ومار�ست العادة ال�سرية وغفوت‪.‬‬ ‫يف ال�صب ��اح‪ ،‬غ ��ادرت الفن ��دق م�صطحب� � ًا مع ��ي‬ ‫حمفظت ��ي‪ ،‬الن ��ه مل يع ��د معي م ��ا يكفي م ��ن مال كي‬ ‫�أدف ��ع �أج ��رة ليل ��ة ثانية‪ .‬دخل ��ت �إىل نقاب ��ة املطاعم‪،‬‬ ‫فوج ��دت ح ��وايل ثالث�ي�ن �شخ�صا يجل�س ��ون يف قاعة‪.‬‬ ‫�س�ألن ��ي �أحده ��م يف مكتب م�شرع االب ��واب وب�صوت ال‬ ‫احرتام فيه‪ :‬ماذا تريد ؟ فقلت عم ًال‪ ،‬قال �أنت �سوري‬ ‫وال عمل ��ك ل ��ك عندن ��ا‪ ،‬همم ��ت باملغادرة فق ��ال �أحد‬ ‫اجلال�س�ي�ن يف القاع ��ة الكبرية‪ :‬تعال ي ��ا ابني واجل�س‬ ‫هن ��ا‪ ،‬لي�س عندهم �إال العمال ال�سوريني‪ .‬كلنا �سوريون‬ ‫هن ��ا‪ .‬بعد �أقل من �ساع ��ة نادى الرجل الذي يف املكتب‬ ‫قائ�ل�ا يل‪ :‬هناك عمل يف برمانا‪ ،‬يف مطعم التيفويل‪،‬‬

‫كمرمط ��ون ب ‪ ١٢٠‬ل�ي�رة بال�شهر �آكل ن ��امي‪ .‬قلت �شو‬ ‫يعن ��ي مرمطون‪ :‬ق ��ال جلاّ �صحون ي ��ا فهيم‪� .‬أعطاين‬ ‫لريتني وقال يل �أين يقف البا�ص الذاهب �إىل برمانا‪،‬‬ ‫وعن من يجب �أن �أ�س�أل يف مطعم التيفويل‪.‬‬ ‫كان املطبخ �سوريا بامتياز‪ ،‬فكل العاملني فيه �سوريني‪،‬‬ ‫مبا فيهم مي�شيل الع�ش ��ي الكبري‪ ،‬اللبناين الذي در�س‬ ‫يف حم� ��ص يف الكلي ��ة االرثوذك�سي ��ة �أو يف م ��ا �أ�صب ��ح‬ ‫يعرف بالغ�سانية‪ ،‬لذلك كانت عالقته طيبة مع العمال‬ ‫وخا�صة معي لأنني كنت اال�صغر بينهم‪� .‬سمع ذات يوم‬ ‫�أحد العمال ال�شباب يقول يل �إذا كنت راغب ًا بالذهاب‬ ‫معه �إىل بريوت لزيارة �سوق ال�شراميط‪ ،‬فقلت له نعم‬ ‫�أري ��د‪ .‬ت ��رك ال�شاب يبتع ��د ثم ن ��اداين �أن اقرتب منه‬ ‫ففعلت‪ ،‬فق ��ال يل‪ :‬ميخائيل �أنت مثل ابني‪ ،‬و�أرى �أنك‬ ‫م ��ا زلت �صغريا على جتربة الن�ساء‪� ،‬أمامك مت�سع من‬ ‫الوق ��ت لتجرب هذه املتعة‪� ،‬أنت ح ��ر وال �أحد ي�ستطيع‬ ‫�أن يج�ب�رك عل ��ى �شيء‪ .‬كان ��ت كلمات مي�شي ��ل كافية‬ ‫ك ��ي تبعدين عن اجلن�س ثماني ��ة ع�شر عام ًا �أخرى من‬ ‫عمري‪ ،‬فق ��د كانت جتربتي اجلن�سي ��ة االوىل الكاملة‬ ‫عندما تزوجت وكان عمري وقتها ‪� ٣٤‬سنة‪.‬‬ ‫انتهى �صيف بريوت م ��ع ر�سالة و�صلتني من �أبي يقول‬ ‫فيه ��ا �أنني جنحت يف ال�شه ��ادة الإعدادية بتفوق و�أنه‬ ‫ق ��دم يل اوراقي للدخ ��ول �إىل دار املعلمني يف حم�ص‪.‬‬ ‫وكت ��ب �أي�ض� � ًا‪ :‬انت تعرف يا بني ان ��ك براتب ‪ ٨٠‬لرية‬ ‫�شهري� � ًا يف دار املعلم�ي�ن ت�ستطي ��ع �أن ت�ساع ��د العائلة‬ ‫وت�صرف على نف�سك‪ ،‬قبالتي لك‪ ،‬ونحن بانتظارك‪.‬‬ ‫ع ��دت �إىل حم�ص مرتدي� � ًا طقم ًا جدي ��د ًا مع قمي�ص‬ ‫�أبي� ��ض وكراف ��ة و�أزرار كبرية للكمني‪ ،‬كن ��ت حري�ص ًا‬ ‫عل ��ى �إظهارهما كلما م ��رت �صبية بالطرف الآخر من‬ ‫ال�شارع‪.‬‬ ‫دخل ��ت دار املعلمني ودخل ��ت ع�صر البع ��ث ثم ع�صر‬ ‫اال�سد‪.‬‬


‫‪40 / dec 20‬‬ ‫‪12th 38‬‬ ‫‪issue 41‬‬

‫و‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫وا!‬

‫خا�ص ‪� /‬أراكة عبد العزيز‬

‫حني حادثتها لأطمئن بعد املجزرة ‪..‬‬ ‫قالت يل ‪ :‬راحوا �أحفاد خالتي اتنني ‪..‬‬ ‫�أ�سقط يف يدي وبقيت �أفكر يف كلمة راحو !‬ ‫هذا الرواح الذي ال يعرف �شك ًال وال يهي�ؤك مبقدمة له ‪ ..‬هذا‬ ‫ال ��رواح الذي ي�أتيك يف ثاني ��ة واحدة لتكت�شف �أن كل �أو بع�ض‬ ‫من حت ّبهم راحوا !‬ ‫هك ��ذا بب�ساط ��ة ‪ ..‬نعم كل ه ��ذه احلياة املعق ��دة تنتهي بهذه‬ ‫الب�ساطة ‪..‬‬ ‫ليب ��د أ� م ��ن بعدها الفق ��د يف الت�شكل يف داخل ��ك مثل كركوبة‬ ‫�ص ��وف ال تعرف لها ح�ل ً�ا ‪ ..‬ف�ض ًال عن �أن تعرف لها مبتد�أ �أو‬ ‫منتهى !‬ ‫لكن �إىل ما هذا الرواح ومن �أجل ماذا !‬

‫وهك ��ذا يتغلغل املعن ��ى يف تفا�صي ��ل جمردة ب ��اردة وحادة ‪..‬‬ ‫ويبد�أ املعنى دافئ ًا ب�سم ّوه ي�شذب الوجع ويق ّلم �أظافر الأمل �إذ‬ ‫تخرب�ش قلبك‬ ‫دون �أن تنتهي �إىل �ص ّدها ‪..‬‬ ‫راحل اتخ ّذ‬ ‫ويبدو ن ��ور اهلل لك يف ابت�سامة �شهيد ‪ ..‬ويف وجه ٍ‬ ‫اهلل �أ ّول غايات ��ه ‪ ..‬ويف يد ُبرتت ف�سبقت �صاحبها �إىل اجلنة‬ ‫‪..‬‬ ‫ويبدو لك الن�صر ت�ش ّقه ر�صا�صة مقاتل ‪..‬وقد يطول الطريق‬ ‫لكن « ليبلوكم �أ ّيكم �أح�سن عم ًال « ‪..‬‬ ‫لكن ��ه يع ّدك حتم ًا للنهاية الأ�سم ��ى ‪ ..‬ي�ش ّذبك بالإميان لتقر�أ‬ ‫يف الوقت املنا�سب ‪� « :‬إذا جاء ن�صر اهلل والفتح « ‪..‬‬ ‫ير�س ��م لك الطريق حني ت�ص ��ل ‪ ..‬وقد دفعت الثمن من دمك‬ ‫و�أهل ��ك وبيتك ‪ ..‬وقد �صارت هذي الدنيا يف يدك ال يف قلبك‬ ‫‪..‬‬ ‫ه ��و املعن ��ى املر�سومة ب ��ه احلياة ‪ ..‬ه ��و املعنى ا ألك�ب�ر الذي‬ ‫يحررك من كل تفا�صيل التثاقل �إىل الأر�ض ‪..‬‬ ‫املعن ��ى املرتبط بالغايات الكربى وال ��ذي يجعلنا نقدم كل ما‬ ‫نحب ومن نحب فقط يف �سبيل « حتى تر�ضى « ‪..‬‬ ‫املعنى الذي يبد أ� من داخلك ‪ ..‬والثورات مل ت� ِأت �إال لتجلوه ‪..‬‬ ‫ولتزداد �أنت مت�سك ًا به ‪..‬‬


‫‪39 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫سورية حتى‬ ‫اإلميان‪..‬‬

‫خا�ص ‪� /‬إميان جان�سيز‬ ‫كتري كان يحريين اللي بروح يعمل عملية ا�ست�شهادية‪ ..‬كيف بيتعامل مع حالو بال�ساعات‬ ‫الأخ�ي�رة؟ هل بيتعامل مع كيانو املادي والوجداين على �أنو كيان حي؟! يعني �إذا جوعان‬ ‫‪ ..‬بي ��اكل وهوي رح ميوت بعد �ش ��وي؟! �إذا بردان بيتدفا؟!! بيتم�ش ��ط؟! بيختار �شو بدو‬ ‫يلب�س بعناية وال مو مهم؟!!!‬ ‫ل ملا بحكي مع حدا من �أهلي ‪� ..‬آخر �شي بقولو ‪ :‬دير بالك على حالك‪ ..‬وبخاف دامي ًا‬ ‫ه أ‬ ‫يك ��ون احلدي ��ث الأخري‪ ..‬وم ��ع هيك ‪ ..‬وميكن م�ش ��ان هيك‪ ..‬ماعم بع ��رف �أحكي معن‬ ‫بعاطفة‪ ..‬بغ�ص‪ ..‬وبخلق �أحاديث من هون ومن هون‪ ..‬ع�أ�سا�س كل �شي عادي‪ ..‬والمرة‬ ‫خط ��ريل �أن ��و �أنا رغم �أين بعيدة عن دائرة اخلطر‪..‬ب�س بن� ��ص دائرة املوت‪..‬ك�أي كائن‬ ‫ب�شري‪ ..‬وهيك لقيت اجلواب‪ :‬طول مانحنا عاي�شني‪ ..‬بدنا نعي�ش‬ ‫بنتي وحي ��دة وماعندي غريها‪..‬وكنت خبي تيابها احللوي ��ن لبنت ما‪..‬كون بحبها كتري‬ ‫مت ��ل مابح ��ب بنتي‪�..‬صار يف ما�سة بن ��ت �أختي‪ ..‬وجممعتلها تياب كت�ي�ر حلوين‪..‬و�صار‬ ‫عندي بنات ووالد �أخ ��وات كتيييري‪ ..‬مابعرف �أ�سماءن‪ ..‬ب�س بعرف �أنو بردانني‪..‬بعرف‬ ‫�أن ��و واحد م�ن�ن الب�س برجلو كي� ��س نايلون‪..‬بعرف �أنن حتت خيمة ماب�ت�رد الهوا والبرد‬ ‫‪..‬وبعرف �أنو بدال مايلعبوا‪�..‬صاروا هني لعبة ب�إيد القدر وب�إيد الريح‪..‬‬ ‫جمعتلن كل �شي حلو‪ ..‬طويتو بكل حب‪...‬خطريل �أكتب ر�سالة وحطها بجيبة اجلاكيت‪..‬‬ ‫وق ��ول للبنت اللي رح تلب�سو‪�..‬شكرا‪�..‬شك ��را �أنك منحتيني حلظة دفء ملا دفيتي‪�..‬شكرا‬ ‫لأن ��ك �صرت ��ي �أخت لبنت ��ي الوحيدة‪�..‬شك ��را لأنو خليت ��ي ح�ضن ��ي �أكرب‪..‬و�أمومتي �أجل‬ ‫و�أحلى‪..‬خط ��ريل وخطريل‪..‬ب� ��س اكتفيت بر�ش ��ة عطر‪..‬وكم�شة أ�م ��ل‪ ..‬يف ل�سه ف�ستان‬ ‫حرير زهري‪..‬ملا بتدوري يابنتي بيربم معك‪..‬خمبيتلك �إياه‪..‬لوقت ت�شرق ال�شم�س‪.‬‬ ‫قن�ص امر�أة‪...‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال ميك ��ن فه ��م وا�ستيعاب هذه العبارة التي ت�صلح �أن تك ��ون عنوانا متخيال ‪..‬متاما ك�أن‬ ‫تقول‪ :‬طريان �سمكة‪...‬‬ ‫وعلى افرتا�ض �أن القنا�ص ذكر‪ .‬كائن غرائزي‪ ..‬كيف �إذن ال ي�ستوقفه ج�سدها الغ�ض‪..‬‬ ‫كي ��ف الي�سمع �أنفا�سها الالهثة وهي تعرب ال�ش ��ارع‪ ..‬كيف الت�ستوقفها خطواتها ال�سريعة‬ ‫املتقاربة‪�...‬أو نظراتها احلائرة املرتبكة‪...‬ميف اليرفق بقارورة من عطر‪..‬وماء وورد‪...‬‬ ‫�أما كان ابن ًا المر�أة يوم ًا؟! �أما مل�س بيده مرة ج�سد امر�أة؟!! �أما قر أ� ق�صيدة اجلميالت؟!!!‬ ‫�أما تفي�أ بظل امر�أة‪� ..‬أو �شربها يف ك�أ�س ماء‪..‬؟!!!اجلميالت هن اجلميالت‪..‬‬ ‫والقنا�صون هم قتلة اجلميالت‪...‬‬ ‫م تك ��ن املعادل ��ة بالن�سب ��ة �إىل ابراهي ��م �صعبة‪...‬ميتلك كل م ��ا يجعله �شاب� � ًا عا�شق ًا‪...‬‬ ‫و�سام ��ة ال�سوري‪� ..‬إقامة يف دول ��ة خليجية وفرت له كل �أ�سباب الرفاهية‪ ..‬رفاهية تخدر‬ ‫الكثريين‪ ..‬وتنيمهم يف الع�سل‪...‬ولأنه ميتلك عنفوان وكرامة احلر‪ ..‬باع هاتفه لي�شرتي‬ ‫بندقية‪ ..‬متام ًا كما يف ق�ص�ص غ�سان كنفاين‪ ..‬وتخلى عن الت�سعة ع�شر ربيع ًا‪ ..‬ليختار‬ ‫�أن يزه ��ر يف الربيع ال�سوري‪..‬لكنه ت ��رك يف الهاتف �صورة �أخرية ل�صفحة‪ :‬كلنا ال�شهيد‬ ‫ابراهيم‪...‬‬


‫‪issue 41 / dec 20th 40‬‬

‫‪Rim Turkmani‬‬

‫ك ��ل من يريد ت�صحيح م�سار الث ��ورة و�إعالن رف�ضه للقتل الع�شوائي وفو�ض ��ى ال�سالح‪ ...‬عليه �أوال حمل‬ ‫�سالح وتعبئة ر�صيد من القتلى واجلرحى برقبته حتى تقبل �شهادته يف املحكمة الثورية‬ ‫‪Rima Sweidan‬‬

‫�ساف ��رح عندم ��ا ي�سقط النظام‪ .‬بالت�أكيد و�سا�صف ��ق لكم و�أنتم تلوحون ببواريدك ��م‪ ..‬بالهواء‪� ..‬س�أغني‬ ‫معكم وحتم ًا �س�أكتب فيكم الق�صائد‪ ،‬لكني �سابقى �أ�صرخ طوال الوقت‬ ‫ي�سقط ال�سالح‪ ..‬ي�سقط ال�سالح…‬ ‫‪Sham Shareef‬‬

‫يف املخ ّيم متتزج من جديد دماء الفل�سطينيني و ال�سوريني‪ ،‬كما امتزجت دما�ؤنا جميع ًا باخلبز و الرتاب‬ ‫‪ ..‬يا للقهر‪ ،‬بعد كل هذا الطهر‪� ،‬سيكون على هذه الدماء �أن تُغرق بطوفانها جنا�س ًة مثل الأ�سد و زبانيته‬ ‫‪Silva Kourieh‬‬

‫ن�صيحة علنية �إن مل تكن الن�صيحة اخلا�صة تنفع‬ ‫اال�س ��اءات والتحري�ض والت�شه�ي�ر وت�شويه ال�سمعة وان ��واع البلطجة على �أر�ض الواق ��ع ام عرب �صفحات‬ ‫الفي�سب ��وك زمنها انتهى‪ ،‬بالإمك ��ان م�ستقب ًال رفع دعاوى وامام ق�ضاء عادل ونزيه ال فر�صة للموتورين‪،‬‬ ‫�صفحاتكم تدينكم فاحذروا‪....‬‬ ‫‪Marah Bukai‬‬

‫�شيخن ��ا الفا�ض ��ل العرعور‪ :‬اهلل �أكرب يف قلوبن ��ا وعلى ل�ساننا ولكن لي�س على العل ��م‪ .‬العلم رمز �سيا�سي‬ ‫ولي�س راية دينية!‬ ‫‪Hanady Alkhatib‬‬

‫بالن�سبة لرت�شيحات �شخ�صية العام ح�سب ما طرحت جملة التامي‪ ..‬يف ا�سماء بالن�سبة �إيل ما بتعني �شي‬ ‫متل مر�سي‪ ،‬و�أوباما وكلينتون «هو ومرتو»‪..‬‬ ‫اللي عجبني باملو�ضوع كتيييييييري‪� ..‬شخ�صية لعام لل�سنة املا�ضية كان‪ :‬كلمة «ذي بروتي�سرت» �أو «املحتج»‬ ‫مع �شكل رمزي لثائر تكر ًميا لن�شطاء الربيع العربي‬ ‫‪Rasha Orabi‬‬

‫�إنق ��اذ �سورية امل�ستقبل كوطن للجميع يكون بداية ب�إنقاذ ال�سوريني العلويني الذين اختطفهم الأ�سد وما‬ ‫يزال ب�سطوة الرتهيب من القادم‪.‬‬ ‫‪Mai Skaf‬‬

‫هو �أقرب مما تت�صوره خميلتنا العاجزة ‪� ..‬أقرب مما ت�صوره لك ما�ض �أباك املجرم ‪ ..‬اخرتت املا�ضي‬ ‫الأ�سود وال�شعب اختار من حتت الأنقا�ض م�ستقبال حرا �سيبنيه ‪ ...‬راجع يتعمر البلد ‪ ..‬بالك‪ ....‬يامن‬ ‫هدمت البلد ‪ ..‬ياولد ال�شعب ال�سوري ما بينذل ‪.‬‬ ‫‪Mais Katt‬‬

‫�إن ثورة تتطلع �إىل حرية وكرامة �صانعيها‪ ،‬ال تنت�صر عرب ا�ستجداء ال�سالح‪ ..‬وانتظار املدد من مقاتلني‬ ‫غام�ضني قادمني من �آفاق بعيدة‬ ‫‪Ahd Zarzour‬‬

‫بني ثائر حرق نف�سه قهر ًا‪ ..‬وثائر حرقه النظام قهر ًا‬ ‫هي امل�سافة بني قهر ال�شعوب و قهر امل�ستبد !‬ ‫للحارقني؛ للبو عزيزي الرحمة ومل�ستبدنا الزوال‪.‬‬


‫‪41 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫! بــعــدن��ي عــ��م حــــاول‬

‫ماشي احلال‬

‫يعني �شي ل�سا ما انكتب ‪..‬‬ ‫• طي ��ب‪ ،‬قربن ��ا نفه ��م �ش ��ي ‪ ،‬رح ح ��اول‬ ‫رك ��ز مع ��ك ‪ ..‬هلق ان ��ت عم حت ��اول تكتب‬ ‫�ش ��ي‪ ،‬ما�شي يعن ��ي عن �شو مث�ل�ا؟ احلب‪،‬‬ ‫الكره‪ ،‬ال�سعادة‪ ،‬الفق ��ر‪ ،‬الغنى‪ ،‬ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫االقت�صاد‪،‬ال�شح ��ار‪ ،‬التعت�ي�ر ‪ ...‬افف ولك‬ ‫يعني �شو املو�ضوع‬ ‫ اح ��م اح ��م ‪ ...‬ه ��وي �شوف يعن ��ي‪ ،‬هوي‬‫�ش ��ي ل�سا م ��ا انكتب و ال ح ��دا �سبقني‪ ،‬ب�س‬ ‫بالظب ��ط ل�سا ما بني مع ��ي‪ ،‬ب�س معك معك‬ ‫رح يبني‬ ‫• لك يعني ‪ ...‬يعني عن �شو ممكن يكون‬ ‫هال�شي ؟‬ ‫ حل عن �سمايي ي ��اه‪ ،‬خليني اعرف اكتب‬‫هال�ش ��ي‪ ،‬قبل م ��ا ت�ضيع الفك ��رة وابقى بال‬ ‫�شي ‪ ..‬ييه‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫ ولك عم حاول اكتب �شي ‪...‬‬‫• طيب متام ‪� ،‬شو هي الفكرة بالظبط‬ ‫• اللي هو ‪..‬‬ ‫ الفكرة ‪ ....‬ما هي زاتا ‪ .....‬هي بالظبط‬‫• �شو عم تكتب‬ ‫ مني هو ؟‬‫• لك اللي عم تكتبو ‪� ..‬شو ق�صتك ولو اللي عم حاول اكتب عنها هال�شي‬ ‫ ما عم اكتب ‪ ...‬ب�س عم حاول اكتب‬‫ �آ�آ�آ�آ فهمت عليك‪ ،‬متل ما قلتلك عم حاول • و لك يلعن اللي فهم عليك �شي‬‫• هاه ! و �شو عم حتاول انك تكتب؟‬ ‫ ل ��ك اي ! م ��ا هي امل�صيب ��ة ‪ ..‬انا عم دور‬‫ ما بعرف ‪ ..‬ب�س عم حاول اكتب‪....‬‬‫اكتب �شي ‪..‬‬ ‫عل ��ى هال�شي يللي انت م ��ا فهمتو ‪ ...‬وال �أنا‬ ‫• اي ‪ ،‬ب� ��س يعن ��ي �شو عم حت ��اول تكتب • اي اي‪ ،‬يعني �شي متل �شو؟‬ ‫ ه ��و �ش ��ي ‪ ..‬يعني خ ��رج ان ��و ينكتب عنو‪ ،‬فهمانو ب�صراحة‬‫يعني؟‬

‫شــروي غــروي‬

‫• �صواوويخ ‪� ,‬سووويا ‪ ,‬ايووان ‪ ,‬ووو�سيا ‪,‬‬ ‫ا�سووائيل‪� ,‬أموويكا‪ ,‬م�ؤامووة ‪...‬‬ ‫�أخي ق�سم ��ا باهلل جئمتني م�ش ��ان اهلل روح‬ ‫قاوم ب�شي منطقة خفيفة عالل�سان ثقيلة يف‬ ‫امليزان مثال عال�صني مع احلزب ال�شيوعي‬ ‫�ض ��د امل ��د الب ��وذي التاي ��واين املدعوم من‬ ‫اليابان‬ ‫• مت �إدخال ال�شعار اىل العناية املركزة بعد‬ ‫عملية نقل (دم )‪....‬‬ ‫حي ��ث �أن ج�سده مل يتعرف �إىل هذا اجل�سم‬ ‫الغريب‬ ‫• ا�سقاط النظام مل يعد هدف �أو غاية ‪...‬‬ ‫ا�صبح �ضرورة حياتية مثل البول والرباز‬


issue 41 / dec 20th 42


‫‪43 issue 41 / dec. 20th‬‬

‫«أبو فرات»‬ ‫رجل املستحيالت السوري‬ ‫دم�شق‪ -‬جفرا بهاء‬ ‫«�أبو فرات» عقيد من�شق وقائد لواء يف‬ ‫اجلي�ش احلر ابن جرابل�س بريف حلب‬ ‫قائد عملية حترير مدر�سة امل�شاة يف‬ ‫حلب‬ ‫يو�سف اجلادر‪ ..‬جمموعة رجال يف رجل‬ ‫ا�ست�شهد قبل �إغراءات املنا�صب الدنيوية‬ ‫عندما انفجر به اللغم بكى رجال �سوريا‬ ‫قبل ن�ساءها‬ ‫«�أبو فرات» م�ستحيالته ت�سجن املمكن‬ ‫م�ستحيل �إذالله‪ ،‬م�ستحيل تروي�ضه‪،‬‬ ‫وم�ستحيل �إغواءه‬ ‫حقيقته خلدت كلماته « واهلل مزعوج‪..‬‬ ‫هي الدبابات دباباتنا‪ ،‬وهادا العتاد‬ ‫عتادنا‪ ،‬واهلل العظيم كل ما ب�شوف واحد‬ ‫من مقتول بزعل»‬ ‫و�إن�سانيته �سحبت الطائفية ممن �سمعه‬ ‫ولو لدقائق «يا �أخواتنا العلويني‪ ،‬نحن‬ ‫�أخواتكن ومالنا �أعداءكم»‬ ‫وقلبه �أنقذ قلوب �أمهات «اللي عندو ولد‬ ‫مبدر�سة امل�شاة يجي ياخدو وعليه الأمان»‬

‫�سيطر على الفي�سبوك كما مل ي�سيطر‬ ‫قبله �إال حمزة اخلطيب «�شهيد الوح�شية»‬ ‫غري بروفايالت ال�سوريني لت�صبح �صورة‬ ‫رجل ع�سكري �أجمل من �صور فتيات‬ ‫ح�سناوات‬ ‫كتب عنه املثقفون والنا�شطون والب�سطاء‬ ‫والدراوي�ش‬ ‫نعاه �أ�صدقاءه و�أقرباءه ونا�س مل ولن‬ ‫يعرفهم‬

‫‪Portrait‬‬ ‫اعتربه البع�ض �أكرث قائد يف اجلي�ش‬ ‫احلر �إن�سانية وتفهم ًا‬ ‫وقال عنه �آخرون �أنه �ضمري الثورة‬ ‫ال�صاحي‬ ‫و�سماه عنا�صر اجلي�ش احلر قائد معركة‬ ‫ثوار اخلنادق‬ ‫رفعت الزبداين الفتة بكلماته تكرميا‬ ‫لذكراه‬ ‫وبقي ابنه �صامت ًا فوق جثمانه‪ ،‬وجتمدت‬ ‫دموعه يف عينيه‬ ‫«�أبو فرات» رجل من الثورة ال�سورية‬ ‫يحمل �سوريا �أيقونة يف قربه‬


issue 41 / dec 20th 44

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.