العدد ٤٣ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 43 / jan. 3rd


‫‪2‬‬

‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫‪43 3 Jan. 2013‬‬ ‫‪rd‬‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‪ :‬إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻻﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ اﻟﺴﻮري‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻌﺪد‪ :‬ﻋﺒﺪ اﳊﻜﻴﻢ ﻗﻄﻴﻔﺎن‪ :‬اﻋﺘﻘﺎﻟﻲ ﻛﻤﺼﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻐﺮد ﺧﺎرج اﻟﺴﺮب‪..‬‬ ‫ﺟﺮاﺑﻠﺲ‪ :‬ﺑﺎب اﻟﻔﺮات اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ‬ ‫ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﻋﺎم ‪٢٠١٢‬‬ ‫رﻏﻢ ﻣﻨﻊ ﺑﺎﺑﺎ ﻧﻮﻳﻞ‪ ..‬اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﻳﺤﺘﻔﻠﻮن ﺑﺎﻟﻌﺎم اﳉﺪﻳﺪ‬ ‫اﳉﻴﺶ اﳊﺮ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻻﻧﺘﻤﺎء وﻗﻠﺔ اﳊﻴﻠﺔ‬ ‫ﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﺰﻋﺘﺮي‬ ‫اﺳﺘﻴﺮاد اﻟﻄﺤﲔ واﻟﺒﻘﻮﻟﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ!!‬ ‫ﻣﻨﺸﻮر ﺳﻴﺎﺳﻲ‪ :‬ﻋﺮض ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ‬ ‫ﻋﺎم اﻟﻨﺼﺮ‪ :‬ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﺑﺮﻫﺎن ﻏﻠﻴﻮن‬ ‫ﻣﻦ أﺳﻘﻂ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري؟؟‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3

issue 43 / jan. 3rd


‫‪4‬‬

‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫م‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ية العدد ‪43‬‬

‫ن‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى زنزانة الن‬

‫صرة‬

‫بات من املعروف لدى اجلميع التواجد القوي والف ّعال جلماعة جبهة الن�صرة‬ ‫وتبعيتها للقاعدة‪ ،‬وانق�سم ال�سوريون ما بني م�ؤيد ومعار�ض لها‪ ،‬فن�شاطها يف‬ ‫اجلبهات ال�شمالية كان موجع ًا للنظام‪ ،‬وحتى يف دم�شق حيث كانت املُنفذ لعدد‬ ‫من الهجمات امل�ؤثرة يف ج�سد النظام «املتهالك �أ�ص ًال»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �إبجابية «الن�صرة» ع�سكري ًا‪� ،‬إال �أن تدخلها ال�سافر «مدني ًا» هو ما‬ ‫ي�ؤثر ب�شكل مبا�شر على حا�ضنتها ال�شعبية التي باتت تخ�سرها يوم ًا بعد يوم‪ ،‬فمن‬ ‫مدار�س �شرعية مبناهج مفرو�ضة من قبلهم ووفق ر�ؤيتهم و�أفقهم ال�ضيق �أ�صال‪،‬‬ ‫�إىل ت�صرفات وتهديدات لكل من يهاجمهم يف الداخل �أو يفكر يف مناق�شتهم‪،‬‬ ‫فالطرف الآخر �إن و�ضعهم يف «خانة اليك» م�صريه التهمة اجلاهزة‪« ..‬العلمانية‬ ‫�أو املواالة للنظام»‪.‬‬ ‫من �أنت �أ�صال لتحكم على جبهة الن�صرة‪� ،‬أو حتى لتناق�شهم‪ ،‬فهم فاهمون‬ ‫للإ�سالم بجميع تفا�صيله وحيثياته لدرجة �أنهم لي�سوا بحاجة ل�سماع الر�أي الآخر‪،‬‬ ‫فالدميقراطية بنظرهم هي «رج�س من عمل ال�شيطان» والتبعية العمياء لهم‬ ‫‪:‬ثواب و�أجر عظيم»‪.‬‬ ‫ا�ستغالل الفئات العمرية ال�شا ّبة والتي ترتاوح ما بني ‪� 16‬إىل ‪ 30‬عام ًا هي الهدف‬ ‫احلايل جلبهة الن�صرة‪ ،‬لن�شر مفاهيمهم وتعاليمهم‪ ،‬كيف ال وبع�ض من مييل لهم‬ ‫ال يبذل جهد ال�س�ؤال واال�ستف�سار عما يجودون به من �أدلة �شرعية «منقو�صة» �أو‬ ‫حتى البحث عن بع�ض الأجوبة امل�ضللة التي يتمنون بها على ذلك اجليل الذي خرج‬ ‫من قمقم الأ�سد‪� ،‬إىل زنزانة «الن�صرة»‪.‬‬ ‫ثورتنا قامت على اجلهل والتبعية العمياء والت�سلط واال�ستبداد بالر�أي‪..‬‬ ‫ثورتنا قامت على حماربة التعنت بالر�أى‪ ،‬لإف�ساح املجال للر�أي الآخر‪..‬‬ ‫ثورتنا يا �سادة‪ ..‬قامت لكي نقر�أ ونبحث ونتعلم نت�أكد عن كل ما يقال لنا قبل �أن‬ ‫نوافق «على العمياين»‪..‬‬ ‫هي ثورتكم‪ ..‬كونوا لها‪ ..‬لتكون لكم‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫‪5‬‬

‫جرابلس‪ :‬باب الفرات الشمالي‬ ‫بروفايل مدينة‬

‫خا�ص ‪ /‬يا�سمني احلوراين‬ ‫جرابل� ��س‪ ،‬م�سقط ر أ�� ��س ال�شهيد البطل‬ ‫«يو�سف اجلادر» ‪.‬‬ ‫تقع على بعد ‪ 125‬كم �شمال �شرق مدينة‬ ‫حل ��ب يف �أق�صى �شم ��ال �سوريا على نهر‬ ‫الفرات ‪.‬‬ ‫بلغ ع ��دد �س ��كان املدين ��ة ‪ 30000‬ن�سمة‬ ‫ح�سب تعداد عام ‪.2008‬‬ ‫ك�ش ��ف التنقيب يف جرابل� ��س عن مدينة‬ ‫كركمي� ��ش والتي تع ��ود �إىل خم�سة �آالف‬ ‫�سن ��ه ونقلت الكثري م ��ن املكت�شفات �إىل‬ ‫متحف ‪ -‬ا�شمولني ‪ -‬يف اك�سفورد ‪ ،‬وكما‬ ‫مت الك�شف ع ��ن الكثري من االثار الهامة‬ ‫منها االبنية واملغر الأثرية‪.‬‬ ‫قدم ��ت جرابل� ��س ‪� 77‬شهي ��د اخره ��م‬ ‫ال�شهي ��د يو�س ��ف اجل ��ادر البط ��ل ( أ�ب ��و‬ ‫الف ��رات) رحم ��ه اهلل ال ��ذي ا�ست�شه ��د‬ ‫م�ؤخرا يف عملي ��ة حترير مدر�سه امل�شاة‬ ‫يف حل ��ب بع ��د ان ابك ��ت كلمات ��ه العامل‬

‫�أجمع‪.‬‬ ‫تعرب مدينة جرابل� ��س من �أوائل املدن يف‬ ‫الريف ال�ش ��رقي احللبي م ��ن املدن التي‬ ‫خرجت ن�صرة لبقية املدن الثائرة‪.‬‬ ‫اول مظاه ��رة يف املدين ��ة كان ��ت بتاري ��خ‬ ‫‪ 2011/5/23‬م ‪ ...‬ومت اقتحامه ��ا بع ��د‬ ‫�أ�سبوع م ��ن قبل قوات حفظ النظام التي‬ ‫ار�سلت من حلب‪.‬‬ ‫ويف تاري ��خ ‪ 2012- 1- 17‬ارتق ��ى اول‬ ‫�شهي ��د يف املدينة على ي ��د عنا�صر االمن‬ ‫الع�سكري‪.‬‬ ‫تع ��اين املدينة من �سوء الو�ض ��ع املعي�شي‬ ‫ك ��ون غالبية ال�سكان من طبقة الفالحني‬ ‫والعم ��ال و مل يدخ ��ل اي �صهريج مازوت‬ ‫او بنزين اىل املدينة من تاريخ ‪/7 /17‬‬ ‫‪ 2012‬لتحريره ��ا على ي ��د اجلي�ش احلر‬ ‫وتعت�ب�ر املدينة الوحي ��دة التي مل ي�ستطع‬ ‫النظ ��ام ا�ستعادته ��ا بع ��د حتريره ��ا يف‬ ‫حلب‪.‬‬ ‫يعتم ��د ال�س ��كان عل ��ى جل ��ب حاجياتهم‬

‫م ��ن اجلان ��ب الرتكي كونه ��ا تعترب معرب‬ ‫حدودي �سيطر عليه اجلي�ش احلر‪.‬‬ ‫وتفتقر جرابل�س �إىل التنظيم ال�سيا�سي‪,‬‬ ‫وتعترب منظمة اح ��رار جرابل�س الوحيدة‬ ‫العامل ��ة يف املدين ��ة والناظم ��ة لها‪ ،‬وقد‬ ‫بد�أت بالعمل على م�شروع �إدارة املجال�س‬ ‫املحلي ��ة وت�شكيل كادر �شرط ��ة تابع لقوى‬ ‫الأمن الداخلي ‪.‬‬ ‫تعت�ب�ر جرابل� ��س مدين ��ة حدودي ��ة مم ��ا‬ ‫يف�سر عدم قدرة النظام على مهاجمتها‬ ‫بامل�شاة �أو حتى املدفعية كونها بعيدة عن‬ ‫النقاط الع�سكرية للجي�ش ال�سوري‪ ،‬ولكن‬ ‫بع ��د دخ ��ول جبه ��ة الن�ص ��رة اىل مدينة‬ ‫جرابل�س وبعد اع�ل�ان امريكا بان جبهة‬ ‫الن�صرة منظم ��ة ارهابية قامت اجلي�ش‬ ‫ال�سوري ب�ش ��ن قارات جوي ��ة على مدينة‬ ‫جرابل� ��س ملواقع جبه ��ة الن�صرة مع عدم‬ ‫وق ��وع ا�ض ��رار ب�شري ��ة واقت�صارها على‬ ‫املادية منها‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫عبد الرزاق‬ ‫عبد الرحيم‬ ‫الزعبي‬

‫خا�ص ‪ /‬الريا�ض ‪ -‬يا�سمني احلوراين‬ ‫كن ��ت يف املن ��زل ح�ي�ن �سمع ��ت �أ�صوات‬ ‫القذائ ��ف وال�صوراي ��خ تت�ساقط‪ ,‬حملت‬ ‫الكام�ي�را ورك�ض ��ت أ�ن ��ا و أ�خ ��ي لن�ص ّور‬ ‫احلدث‪ ,‬قالوا �إن ثالثة �صواريخ �سقطت‬ ‫يف و�س ��ط املدين ��ة‪ ,‬و�صل ��ت �إىل موق ��ع‬ ‫الق�صف‪.‬‬ ‫�ص� � ّورت آ�ث ��ار الدم ��ار ال ��ذي �أحدث ��ه‬ ‫الق�صف‪ ,‬و�أ�سرعت اىل امل�ست�شفى حيث‬ ‫ال�شه ��داء واجلرح ��ى‪ ,‬عندم ��ا و�صلن ��ا‬ ‫ر�أين ��ا اجلرحى يف كل م ��كان‪ ,‬كانوا ُك رُث‬ ‫وكانت ي ��دي ترجتف‪ ,‬ب ��د�أت بالت�صوير‬ ‫ورح ��ت انظر يف وج ��وه النا�س لع ّلي �أجد‬ ‫�وت خمن ��وق‬ ‫�أح ��د ًا �أعرف ��ه‪ ,‬و�إذا ب�ص � ٍ‬ ‫«�أب ��و حم ��زة‪ ..‬أ�ب ��و حمزة»‪ ،‬نظ ��رت �إىل‬ ‫م ��كان ال�ص ��وت‪ ..‬وج ��دت �شاب� � ًا عل ��ى‬ ‫وجه ��ه الكثري من الدم ��اء مل �أعرف من‬ ‫ه ��و‪ ..‬حاول ��ت �أن �أتع� � ّرف علي ��ه ولكني‬

‫مل �أ�ستط ��ع‪ ,‬ق ��ال يل‪�« :‬أبو حم ��زة ات�صل‬ ‫ب�أهل ��ي وخبرّ ه ��م �إين ت�صاوبت»‪ ،‬عندها‬ ‫�أ�صابتن ��ي ال�صدمة‪ ،‬إ�ن ��ه �صديقي‪ ..‬نعم‬ ‫�إنه �صديقي عبد الرزاق «عبودي» ولكني‬ ‫مل �أعرفه لوال لهجته ال�شامية التي م ّيزته‬ ‫دائم� � ًا‪ ,‬حاول ��ت الإت�ص ��ال ولك ��ن ما من‬ ‫جميب‪ ,‬نظرت �إىل حاله‪ ,‬حاول �أن يتك ّلم‬ ‫للكام�ي�را وبد أ� بالقول‪�« :‬أ�شه ��د �أن ال �إله‬ ‫�إال اهلل‪ ،‬ولكن ��ي �أ�سرع ��ت لأتابع ت�صوير‬ ‫اجلرحى وقلت ل ��ه‪« :‬عبودي‪� ..‬إنت بخري‬ ‫�إن �ش ��اء اهلل م ��ا في ��ك �شي»‪...‬فه ��ذا ما‬ ‫ظننته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان عب ��د ال ��رزاق م�صاب� �ا ب�شظاي ��ا يف‬ ‫الرئت�ي�ن وب�سبب نق� ��ص املواد واخلربات‬ ‫الطبي ��ة ق ��رروا نقل ��ه �إىل م�ست�شف ��ى يف‬ ‫الأردن‪ ،‬ق ��ام عنا�صر م ��ن اجلي�ش احلر‬ ‫ب�إي�صال ��ه �إىل احل ��دود الأردني ��ة ويف‬ ‫الطريق كان ي ��ر ِّدد‪« :‬ادفنوين يف طف�س‪،‬‬ ‫ال تدفن ��وين يف الأردن»‪ ،‬وهم يقولون له‪:‬‬ ‫«ط ِّول بالك عبودي ب�سيطة ما فيك �شي»‪،‬‬

‫وهو يقول‪« :‬احلمد هلل‪ ..‬احلمد هلل»‪.‬‬ ‫عندم ��ا و�ص ��ل ا�ستلم ��ه اخلف ��ر الأردين‬ ‫و أ�خ ��ذه �إىل �إح ��دى امل�ست�شفي ��ات‪ ،‬ولكن‬ ‫اهلل �أراد �أن ي�ست�شه ��د هن ��اك‪ ،‬وح�ي�ن‬ ‫�أرادوا �أن يح ِّققوا �أمنيته ويعيدوه �شهيد ًا‬ ‫ليز ّفوه من بيت ��ه ويدفنوه يف ثرى مدينته‬ ‫احلبيب ��ة‪ ،‬وقف ��ت ال�سلط ��ات الأردني ��ة‬ ‫�أمامه ��م ومنعته ��م م ��ن الرج ��وع‪ ،‬مم ��ا‬ ‫�أجربهم على �أن يدفنوه يف مدينة الرمثا‬ ‫الأردنية‪.‬‬ ‫هي ق�ص ��ة ال�شهي ��د رواها �صديق ��ه «�أبو‬ ‫حمزة»‬ ‫�أنه ��ى عب ��د ال ��رزاق درا�ست ��ه الثانوي ��ة‬ ‫ودخل كلي ��ة االقت�ص ��اد ولك ��ن مل ت�سمح‬ ‫له الظ ��روف �أن يعي�ش حيات ��ه اجلامعية‬ ‫كم ��ا عا�شها الآخرون‪ ,‬فق ��د �آثر �أن يكون‬ ‫ال�سب ��اق يف نقله للخرب‪ ،‬كان يقول دائم ًا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«دعوا هذه ال�سنة تذهب �سيكون لنا عمر‬ ‫بكامله لنحيا به»‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫‪7‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها ‪!! ..‬‬

‫الإعالم الغربي‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬

‫اكذب حتى ي�صدقك النا�س‬ ‫هذه املقولة تن�سب �إىل جوزيف غوبلز «وزير‬ ‫الدعاية النازي» الذي يقال �أنه م�ؤ�س�س‬ ‫علم الإعالم احلديث (�صناعة احلدث)‬ ‫والتالعب بالأحداث �إعالمي ًا والذي ب�سببه‬ ‫قيل �أن من ميتلك الإعالم يف احلرب ف�إنه‬ ‫�صاحب القرار الأقوى‪.‬‬ ‫هذا ال�شعار الغوبلزي (الكذب) �أول ما‬ ‫ا�ستخدمه النظام �إعالمي ًا منذ اللحظة‬ ‫الأوىل للثورة ‪ ،‬ومازال م�ستمر ًا لغاية اليوم‬ ‫حتى وجدنا بع�ض �ضعيفي الإميان الثوري‬ ‫باتوا ي�صدقون ما يروج له النظام من‬ ‫�أكاذيب‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬وبغ�ض النظر عن الكذب املمنهج‬ ‫الذي ميار�سه النظام الأ�سدي القذر �إال‬ ‫�أننا �أمام حالة �إعالمية جديدة وهي ظهور‬ ‫�سوريا �أمام الغرب بغري الأ�سد عن طريق‬ ‫مرا�سلي القنوات وال�شبكات الإخبارية يف‬ ‫العامل والذي قد يكون ن�صفهم من عنا�صر‬ ‫املخابرات للدولة التي يتبع لها‪ ،‬لكن الواقع‬ ‫�أن �سوريا �أ�صبحت م�صدر جذب �إعالمي‬

‫�أو ملل‪ ،‬وكيف �أن �ضمائر �ضباط اجلي�ش‬ ‫حتى لو كان ذلك على دمائنا ‪..‬‬ ‫قال يل �صديق عا�شر ع�صر احلرب احلر ا�ستيقظت ورف�ضت �إطالق النار على‬ ‫الأفغانية ال�سوفياتية �أن الإعالم الفرن�سي املتظاهرين العزل وان�شقوا عن اجلي�ش‬ ‫كان يقوم برتويج فكرة املجاهدين العرب و�شكلوا اجلي�ش احلر للدفاع عن املدينني ‪.‬‬ ‫(الأبطال) كيف �أنهم تركوا حياة اللهو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واملرح والرفاهية وذهبوا لين�صروا �إذا الإعالم يف العامل بدءا من وكالة رويرتز‬ ‫ال�ضعفاء يف �أفغان�ستان �ضد املد ال�شيوعي و�إنتها ًء بالقناة ال�سورية الثانية م�سي�س‬ ‫ال�سيوفياتي املجرم‪ ،‬واذكركم �أعزائي �أن لأ�صحاب القرار الأقوى يف هذه الوكالة �أو‬ ‫نف�س هذا الإعالم هو �أول من �أتهم ه�ؤالء القناة‪.‬‬ ‫(الأبطال) بانهم جمموعات �إرهابية وب�سرد ب�سيط للقنوات العربية جند �أن ‪:‬‬ ‫اجلزيرة تروج للفكر االخواين وما ينا�سب‬ ‫متطرفة ديني ًا ‪!! ..‬‬ ‫اليوم بالن�سبة للو�ضع ال�سوري كل و�سيلة حكومة قطر وتركيا‪.‬‬ ‫�إعالمية �ست�صور احلدث مبا ينا�سب ر�ؤية العربية تروج للفكر الليربايل وما ينا�سب‬ ‫مالك القناة �أو الدولة التي يتبع لها‪.‬‬ ‫حكومة ال�سعودية‪.‬‬ ‫فب�إمكان مدير القناة �أن ي�أمر املرا�سلني فران�س ‪ 24‬هيثم مناع ميتلك عالقات‬ ‫بالذهاب �إىل �سوريا وت�صوير الثورة �صداقة قوية فيها وتروج لفكره‪.‬‬ ‫ال�سورية وكيفية ت�سلل �إرهابيي القاعدة بي بي �سي تغطيتها للثورة ال�سورية يف‬ ‫�إليها وقتالهم �ضد نظام الأ�سد ‪ ،‬لرتويج الفرتة الأخرية �أ�صبح مب�ستوى تغطية قناة‬ ‫فكرة �أن الثورة ال�سورية �سرقت و�أن الأ�سد الدنيا للأخبار يف �سوريا‪.‬‬ ‫يقاتل القاعدة الآن‪ ،‬و�أي�ض ًا ب�إمكان مدير اجلي�ش احلر ‪ ..‬الثوار ال�سلميني ‪ ..‬ا�صنعوا‬ ‫نف�س القناة �إر�سال مرا�سل يظهر الثورة �إعالمكم ‪� ..‬أو �أقله تعاملوا مع املاكينات‬ ‫ال�سورية البتول وكيف �أنها بال دعم حكومي الإعالمية العاملية مبا تريدون ال كما‬ ‫من �أي دولة يف العامل وكيف �أن ال�شعب يريدون هم‪.‬‬ ‫ال�سوري البطل �صامد بوجه �أعنف �آلة‬ ‫قتل يف العامل على مدار عامني دون كلل‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫سوري يكتب رسالة لصديقه الشهيد تهزم دموع الرجال‬ ‫«مازن غريبة ومظهر»األول أبكى شباب ًا والثاني أبكى بلد ًا‬ ‫خا�ص ‪ /‬دبي ‪ -‬جفرا بهاء‬ ‫�شاب ��ان �سوريا‪� ،‬أحدهما على قيد احلياة‬ ‫بينما الآخر فارقه ��ا لي�صبح من �شهداء‬ ‫�سوريا‪ ،‬الأول مازن والثاين مظهر‪ ،‬مازن‬ ‫�أبكى �شباب ًا «ب�شوارب» ومظهر �أبكى بلد ًا‬ ‫كام ًال كما كل �شهداء �سوريا‪.‬‬ ‫كت ��ب م ��ازن غريب ��ة ل�صديق ��ه ال�شهي ��د‬ ‫ر�سال ��ة ن�شره ��ا على �صفحت ��ه يف الفي�س‬ ‫ب ��وك‪ ،‬وتب ��دو الر�سال ��ة وك�أنه ��ا حماولة‬ ‫للت�أكد من �أن �صديقه معه �أو‪ ،‬على الأقل‬ ‫�أنه هو اليزال يتكلم معه وك�أنه موجود‪..‬‬ ‫«عزيزي مظهر‪,‬‬ ‫ع ��م اكتبلك ه ��ي الر�سال ��ة‪ ,‬حلتى حاول‬ ‫خل�صل ��ك �ش ��و �ص ��ار بهال�سنة‪� ,‬سن ��ة الـ‬ ‫‪ ,2012‬الل ��ي م ��ا ق ��درت تعي�شه ��ا معن ��ا‬ ‫وبيناتنا»‪.‬‬ ‫حالة �سورية‬ ‫هي حالة �سورية بامتياز‪ ،‬قد يفهمها �إىل‬ ‫حد ما غري ال�سوريني‪ ،‬ولكن لن ي�شعر بها‬ ‫�إىل ال�سوري‪ ،‬لأنه وبعد �سنتني من الثورة‬ ‫مل يتبق ��ى عائل ��ة �سورية مل تفق ��د ابن ًا �أو‬ ‫�أخ ًا �أو جار ًا �أو قريب ًا‪..‬‬ ‫بالن�سبة يل الر�سالة كانت �أ�صعب من �أن‬ ‫تق ��ر�أ كلها‪ ،‬قر�أتها عل ��ى دفعات‪ ،‬و�أعدت‬ ‫قراءته ��ا م ��رات‪ ،‬ويف كل م ��رة يتملكني‬

‫التناق�ض ما بني احلزن ال�شديد والبكاء‪ ،‬الطالب ال�سوريني‪ ,‬م ��ا عم يقدرو يكملو‬ ‫وما بني رغبتي بالتكلم مع مازن لأت�شاجر درا�س ��ة‪ ,‬ب�س ال ته ��كل هم ��ون‪ ,‬بتعرفون‬ ‫معه بال �أي �سبب ميكنني �أن �أ�صرح به‪ .‬قب�ضايات وبين�شد فيون ال�ضهر»‪.‬‬ ‫«عملنال ��ك �صفح ��ة عل ��ى الفي�سب ��وك‪,‬‬ ‫ب� ��س هاملرة عن ج ��د‪ ,‬ما مت ��ل ال�صفحة تفا�صيل باكية‬ ‫الل ��ي اتخوتنا عليك فيها ب� ��أول الثورة ‪ ..‬تفا�صي ��ل تفا�صي ��ل‪ ،‬ه ��و م ��ا تب ��ه مازن‪،‬‬ ‫بتتذكرها ؟ �صفحة بنت عمك «مظاهرة تفا�صي ��ل جمع ��ت الكث�ي�ر م ��ن الأ�سم ��اء‬ ‫احلم�صية‪� ،‬أ�سماء يعرفهم مظهر جيد ًا‪،‬‬ ‫ط ّيارة‪.‬‬ ‫عيلتك بخ�ي�ر احلمداهلل‪ ,‬هن ��ي هلأ برا ويعرفونه �أكرث‪..‬‬ ‫�سوري ��ا‪ ,‬عند أ�ب ��وك‪ ,‬وو�ضعن احلمداهلل جميعه ��م م�شاري ��ع �شه ��داء‪ ،‬كله ��م بكوا‬ ‫بخ�ي�ر‪ ,‬أ�خ ��وك ط ��ارق اتخ� � ّرج و�ص ��ار مظهر‪ ،‬و�أكرثهم يعاين من قلب حمموم‬ ‫دكت ��ور وم ��ن ك ��ذا ا�سبوع جن ��ح بفح�ص لأ�سباب تعددت مع �أن امل�سبب واحد‪:‬‬ ‫مزاولة املهن ��ة بال�سعودية‪ ,‬عبودي وغيث «كل واح ��د ب�شلتن ��ا �ص ��ار بدي ��رة‪� ،‬سمرا‬ ‫ا�شتاقول ��ك كت�ي�ر‪ ,‬حال ��ن متل ح ��ال كل تخ ّرج و�صار مهند� ��س‪ ,‬م�ستحيل ت�ص ّدق‬ ‫م ��ا ؟ وهلأ هو ن ��ازح مع �أهل ��و بعيدا عن‬ ‫حماه‪.‬‬ ‫ك ��رز وريزان ��و بال�ش ��ام‪ ,‬نقل ��و لهني ��ك‪,‬‬ ‫وان�شاهلل هال�سنة بيخل�صو جامعة‪.‬‬ ‫وبال ��و وغيداء خطبو‪ ,‬هيي هلأ بالنم�سا‪,‬‬ ‫وبال ��و عن قريب ان�شاهلل بي�صري ب�أملانيا‪,‬‬ ‫طبع ��ا ل�سات ��و بالو مت ��ل ما ه ��وي ‪ ..‬كوال‬ ‫و�سكراب ��ز وبالو ‪ ,‬وم�شتقلك كتري وبي�ضل‬ ‫عم يحكي ب�سريتك‪.‬‬ ‫عبودي وملي�س كم ��ان خطبو‪ ,‬عبودي هلأ‬ ‫بخليجينيا‪ ,‬راح يدير بري النفط تبع �أبوه‪.‬‬ ‫�أب بل حقق حلمو و�صار ب�أكرت بلد ينتمي‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫ل ��ه‪ ,‬اليابان‪ ,‬وغالبا رح يتجوز �شي مانغو‬ ‫من هنيك‪.‬‬ ‫عبج ��و‪ ,‬باالمارات ع ��م ي�شتغ ��ل‪ ,‬اعتقلو‬ ‫�أخ ��وه وه ��وي ه�ل��أ زع�ل�ان ب�س م ��ا عم‬ ‫يفرجينا‪.‬‬ ‫الل ��وز والعزو ‪ ..‬ل�سات ��ون عم يرفعو را�س‬ ‫ال�شل ��ة كلها‪ ,‬وي�شتغل ��و ع ال�ساكت‪ ,‬و�شغل‬ ‫بريف ��ع الرا� ��س كالع ��ادة‪ ,‬م ��ا بينخ ��اف‬ ‫عليون‪.‬‬ ‫�أميون ��ة �ص ��ار مب�صر‪ ,‬ع ��م ي�شتغل‪ ,‬وعم‬ ‫يقن ��ع �أهلو انو رح يكمل جامع ��ة‪ ,‬ب�س �أنا‬ ‫وان ��ت منع ��رف ان ��و ك ��ذاب‪ ,‬ب� ��س ل�ساتو‬ ‫�أميون ��ة الليمون ��ة‪ ,‬ول�ساتن ��ي ع ��م غنيلو‬ ‫�أميونة ايه الأ�سباب كل ما حكيتو‪.‬‬ ‫العبيد واله�ي�رل‪ ,‬كالعادة‪ ,‬تعتيييييم كب‬ ‫كب ‪ ..‬ب� ��س انتي بتع ��رف قدي�ش بحبوك‬ ‫وقدي� ��ش �شغال�ي�ن وبيحط ��و �ش ��ي ‪200‬‬ ‫ائتالف بجيبتون‪.‬‬ ‫االميي� ��ص‪ ,‬اهلل ي�شفيه �ص ��ار عامل �شي‬ ‫�سب ��ع عمليات من�ش ��ان عينو‪ ,‬ه ��وي هلأ‬

‫‪9‬‬

‫مب�ص ��ر‪ ,‬وان�شاهلل ع ��ن قري ��ب بيخل�ص �أكرث �أن ر�سالة مازن غريبة �سرتعبه �أكرث‬ ‫م ��ن كل العملي ��ات وبيق ��وم وبريجعلن ��ا بكث�ي�ر من كل م�ؤمترات العامل ومعار�ضة‬ ‫اخلارج والداخل وما بينهما مع ًا‪..‬‬ ‫بال�سالمة‪.‬‬ ‫واتزهد باحلياة‪,‬‬ ‫جا�ضو‪ ,‬ط ��ول �شعراتو‪ّ ,‬‬ ‫«م ��ا كان بدي خربك �ش ��ي ما منيح‪ ,‬ب�س‬ ‫و اي‪ ,‬للأ�سف‪ ,‬ل�ساتو هيئة تن�سيق‪.‬‬ ‫ال ��زر والفر‪ ,‬بحم� ��ص‪ ,‬اهلل يكون معهون حم� ��ص القدمي ��ة احتا�ص ��رت م ��ن كل‬ ‫اجلهات‪ ,‬وما عم ينفك هاحل�صار يا �أبو‬ ‫ويحميهون» ‪..‬‬ ‫ظهري‪ ,‬وبيرب� ��س باحل�ص ��ار‪ ,‬وعم يرفع‬ ‫را�س الب�شرية كلها ميكن‪.‬‬ ‫دير بالك على حالك‬ ‫�سيطرت الر�سالة عل ��ى عقلي وتفكريي‪ ،‬ب� ��س ‪ ..‬اعتقل ��و �سيم ��و ل ��ك ي ��ا مظهر ‪..‬‬ ‫فك ��رت كث�ي�ر ًا بطريق ��ة �أو�صله ��ا لب�شار اعتقل ��وه ‪� ..‬صارل ��و �أرب ��ع �شه ��ور ون� ��ص‬ ‫معتق ��ل‪ ,‬اعتقل ��وه وه ��وي ع ��م يتعالج ‪..‬‬ ‫الأ�سد‪ ،‬لي�س ا�ستعطاف ًا بالطبع‪..‬‬ ‫ولكنن ��ي على يق�ي�ن �أن ذل ��ك «الب�شار» ال و�ضعو ما كتري مني ��ح ‪ ..‬حباب دير بالك‬ ‫يرق ��ى تفك�ي�ره �إىل الآن ملحاول ��ة معرفة عليه‪ ,‬بعرف ما بدك تو�صاية‪.‬‬ ‫�شاب واحد من �شباب الثورة‪ ،‬وعلى يقني يال �أبو ظهري ‪ ..‬دير بالك ع حالك‪ ,‬ودير‬ ‫بالك علينا‪.‬‬ ‫�أخوك ‪ ..‬مازن‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 10‬‬

‫نظرة على الثورة في عام ‪2012‬‬

‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬حمزة اخل�ضر‬ ‫ع ّمار منال ح�سن‬ ‫ ‬

‫�أ َّو ًال ‪ -‬ال�شهداء واملعتقلني‪:‬‬ ‫�شهداء الثورة خالل ‪( 2012‬ذكور‪�/‬إناث)‬ ‫‪� 41664 :2012‬شهيد‬ ‫ال�شهيدات (�إناث)‪� 4029 :‬شهيدة‬ ‫ال�شهداء (ذكور)‪� 37635 :‬شهيد‬ ‫ال�شهداء الأطفال‪ 3764 :‬طفل‬ ‫املعتقلني عام ‪ ١٥٦٢٠ :٢٠١٢‬معتقل‬ ‫�أكرث جمعة دمو َّية‪:‬‬ ‫رم�ض ��ان الن�ص ��ر �سيكت ��ب يف دم�ش ��ق‪،‬‬ ‫‪� 253 ،2012/7/20‬شهيد‬ ‫دموي‪:‬‬ ‫�أكرث يوم ّ‬ ‫�سبت جمزرة اخلالدية‪400 ،2012/2/4 ،‬‬ ‫�شهيد‬ ‫دموي‪:‬‬ ‫�أكرث �شهر ّ‬ ‫�سبتمرب‪�/‬أيلول‪،2012 ،‬‬ ‫‪6301‬‬

‫�شهيد‬

‫ثانياً ‪ -‬املجازر‪:‬‬ ‫�أكرب ع�شرة جمازر عام ‪:2012‬‬ ‫جمزرة اخلالدية‪ ،‬حم� ��ص‪،2012/2/4 ،‬‬ ‫‪� 342‬شهيد‬ ‫جم ��زرة احلولة‪ ،‬حم� ��ص‪،2012/5/25 ،‬‬ ‫‪� 103‬شهيد‬ ‫جمزرة القبري‪ ،‬ري ��ف حماه‪،2012/6/6 ،‬‬ ‫‪� 140‬شهيد‪.‬‬ ‫جمزرة �إعزاز‪ ،‬ريف حلب‪،2012 /8/15 ،‬‬ ‫‪� 80‬شهيد‪.‬‬ ‫داري ��ا‪ ،‬ري ��ف دم�ش ��ق‪،‬‬

‫‪� 258 ،2012/8/25‬شهيد‬ ‫الرتمي�س ��ة‪ ،‬حم� ��ص‪227 ،2012/7/12 ،‬‬ ‫�شهيد‬ ‫عدة �أحياء يف دم�شق‪154 ،2012/7/18 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫�شهيد‬ ‫الذياب َّية‪ ،‬ريف دم�شق‪104 ،2012/9/26 ،‬‬ ‫�شهيد‬ ‫جم ��زرة خمب ��ز حلفاي ��ا‪،2012/12/23 ،‬‬ ‫�أكرث من ‪ 300‬قتيل‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ -‬االن�شقاقات‪:‬‬ ‫‪ 2012/1/15‬عم ��اد غلي ��ون ع�ضو جمل�س‬ ‫�شع ��ب ممثل حلم� ��ص‪ ،‬ان�شق وغ ��ادر �إىل‬ ‫القاهرة‬ ‫‪ 2012/7/11‬نواف الفار�س‪� ،‬سفري‬ ‫�سوريا يف العراق‬ ‫‪ 2012/7/24‬العمي ��د من ��اف‬ ‫طال�س‪� ،‬شخ�صية ع�سكرية‬ ‫بارزة جد ًا‬ ‫‪ 2012/8/6‬ريا� ��ض‬ ‫حج ��اب‪ ،‬رئي� ��س‬ ‫احلكومة‬


‫‪11 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫‪ 2012/12/3‬جه ��اد املقد�س ��ي‪ ،‬املتح ��دث‬ ‫با�سم اخلارجية‬ ‫‪ 2012/6/22‬مرعي احلمادة‪ ،‬ط َّيار‪ ،‬ان�شق‬ ‫بط َّيارته (ميغ ‪ )21‬باجتاه الأردن‬ ‫ان�شق ��اق العقي ��د الطي ��ار ح�س ��ن مرع ��ي‬ ‫احلم ��ادة بطائرت ��ه الـ(مي ��غ ‪ )21‬وجل� ��ؤه‬ ‫للأردن حيث هبط بطائرته يف قاعدة امللك‬ ‫م�سج ًال‬ ‫ح�سني اجلوية ال�ساعة ‪� 11‬صباحا‪ِّ ،‬‬ ‫بذلك �أ َّول ان�شقاقٍ من نوعه عن �سالح اجل ِّو‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫و يف دم�ش ��ق �أعل ��ن التلفزي ��ون ال�سوري عن‬ ‫فق ��دان االت�ص ��ال بالطائ ��رة بالق ��رب من‬ ‫احل ��دود االردني ��ة حيث كان ��ت الطائرة يف‬ ‫طلعة تدريب َّية‪.‬‬ ‫رابعاً ‪ -‬قتلى النظام‪:‬‬ ‫‪� ،2012/7/18‬آ�ص ��ف �شوك ��ت‪ ،‬نائب وزير‬ ‫الدفاع و�صهر ب�شار الأ�سد‬ ‫‪ ،2012/7/18‬داوود راجحة‪ ،‬وزير الدفاع‬ ‫‪ ،2012/7/18‬ح�سن تركماين‪ ،‬رئي�س خلية‬ ‫الأزمة‬ ‫‪ ،2012/7/18‬ه�شام اختيار‪ ،‬رئي�س مكتب‬ ‫الأمن القومي‬ ‫‪ ،2012/7/18‬تفجري خل َّية الأزمة‪:‬‬ ‫ح ��دث يف العا�صم ��ة ال�سور َّي ��ة دم�ش ��ق‪،‬‬ ‫ا�سته ��دف اجتم ��اع خلل َّي ��ة الأزم ��ة املك َّونة‬ ‫�آن ذاك م ��ن التالي ��ة �أ�سما�ؤه ��م‪( :‬ح�س ��ن‬ ‫تركم ��اين‪ ،‬داوود راجحة‪ ،‬حمم ��د ال�شعار‪،‬‬ ‫حممد �سعيد بخيتان‪� ،‬آ�صف �شوكت)‬ ‫تب َّن ��ى اجلي�ش احل ��ر العمل َّية‪ ،‬حي ��ث �أ َّدعت‬ ‫بع�ض الكتائ ��ب بالتن�سيق م ��ع �أحد عنا�صر‬ ‫احلر� ��س اجلمه ��وري داخ ��ل املبن ��ى لتد ُّبر‬ ‫التفجري‪.‬‬ ‫خام�ساً ‪ -‬التطورات الع�سكر َّية الها َّمة‪:‬‬ ‫‪ ،2012/12/6‬كتيبة االن�شاءات الع�سكرية‪،‬‬ ‫دم�شق وريفها‬ ‫‪ ،2012/11/25‬مط ��ار م ��رج ال�سلط ��ان‪،‬‬ ‫دم�شق وريفها‬ ‫‪ ،2012/11/19‬فوج النقل‪ ،‬دم�شق وريفها‬ ‫‪ ،2012/10/13‬كتيبة دفاع جوي‪ ،‬العتيبة‪،‬‬ ‫ريف دم�شق‬ ‫‪ ،2012/10/1‬كتيب ��ة �صواري ��خ‪ ،‬دم�ش ��ق‬

‫وريفها‬ ‫‪ ،2012/8/31‬مطار �أبو ال�ضهور‪ ،‬ادلب‬ ‫‪ ،2012/11/17‬مطار احلمدان الع�سكري‪،‬‬ ‫البوكمال‪ ،‬دير الزور‬ ‫‪ ،2012/12/15‬مدر�سة امل�شاة‪ ،‬حلب‬ ‫�أعل ��ن اجلي� ��ش احل ��ر ع ��ن �سيطرت ��ه على‬ ‫املدر�س ��ة بعد معارك دامت ما يقارب ثالثة‬ ‫ا�سابي ��ع مب�شارك ��ة من ل ��واء التوحيد و لواء‬ ‫الفتح ولواء �أبو العلم�ي�ن القادمة من حماة‬ ‫وكتائب �أخرى متفرقة اىل منطقة املدر�سة‬ ‫خانق على املدر�سة‬ ‫وت�ض َّمنت فر�ض ح�صا ٍر ٍ‬ ‫ملن ��ع و�ص ��ول االم ��دادات اليه ��ا والتح�ضري‬ ‫للهجوم عليها‪.‬‬ ‫وتق ��ع مدر�س ��ة امل�ش ��اة يف حل ��ب يف منطقة‬ ‫امل�سلم َّي ��ة الت ��ي تق ��ع عل ��ى م�ساف ��ة ‪ 20‬كم‬ ‫تقريبا من مركز املدينة ومتتد على م�ساحة‬ ‫‪ 2.5‬كل ��م ط ��وال وعر�ض ‪ 1.5‬كل ��م وتتكون‬ ‫�ان �أ�سا�س َّية ه ��ي‪ :‬كل َّية امل�شاة‬ ‫م ��ن ثالث مب � ٍ‬ ‫ث ��م الكتيبة ث ��م مبن ��ى التدري ��ب اجلامعي‬ ‫حت�صن فيه جنود النظام يف املرحلة‬ ‫ال ��ذي َّ‬ ‫الأخرية من املواجهات‪.‬‬ ‫‪ ،2012/11/18‬الفوج ‪ ،46‬ريف حلب‬ ‫ا�ستي�ل�اء اجلي�ش احلر عل ��ى الفوج “‪”46‬‬ ‫التاب ��ع جلي�ش النظام مبنطق ��ة الأتارب يف‬ ‫ريف حلب و�أ�س ��ر قائده‪ ،‬بعد معارك عنيفة‬ ‫وح�ص ��ار دام ‪ 55‬يوم ��ا‪ .‬ووفق ��ا مل�ص ��ادر‬ ‫املعار�ض ��ة‪ ،‬ف� ��إن «الفوج ‪ 46‬ق� � َّوات خا�صة»‬ ‫يعد من �أ�ضخ ��م القطع الع�سكرية املوجودة‬ ‫يف حمافظ ��ة حلب‪� ،‬إذ «ميت ��د على م�ساحة‬ ‫‪ 2800‬هكتار م ��ن الأرا�ضي غ�ي�ر امل�أهولة‪،‬‬ ‫مبا يعادل قريت�ي�ن»‪ ،‬وهو النقطة الع�سكرية‬ ‫الأقوى للجي�ش ال�سوري يف �شمال البالد‪.‬‬ ‫‪ ،2012/9/7‬ثكنة هنانو‪ ،‬حلب‬ ‫‪ ،2012/12/4‬كتيب ��ة امل�سيف ��رة – دف ��اع‬ ‫جوي‪ ،‬ريف درعا‬ ‫‪ ،2012/10/13‬كتيب ��ة الدف ��اع اجل ��وي‪،‬‬ ‫ديرفول‪ ،‬ريف حم�ص‬

‫‪ ،2012/7/22‬اجلي� ��ش احل ��ر يعلن معركة‬ ‫بدء حترير حلب‬ ‫يف ه ��ذا اليوم �أعلن اجلي�ش احلر يف مدينة‬ ‫حل ��ب عن بدء معركته م ��ع النظام ال�سوري‬ ‫لتحري ��ر مدينة حلب بع ��د معارك ا�ستمرت‬ ‫مل ��دة ثالث اي ��ام على الت ��وايل‪ ،‬حيث �ص َّرح‬ ‫قائ ��د املجل�س الع�سك ��ري للجي� ��ش ال�سوري‬ ‫احل ��ر يف حمافظة حلب العقيد عبد اجلبار‬ ‫حمم ��د العكيدي يف بيان م�ص� � َّور “يف هذه‬ ‫االي ��ام املبارك ��ة من عم ��ر ثورتن ��ا وبعد ان‬ ‫قطعن ��ا �شوطا كب�ي�را يف كفاحن ��ا من اجل‬ ‫حريتن ��ا‪ ،‬يعلن املجل� ��س الع�سكري ملحافظة‬ ‫حل ��ب بدء عملي ��ة حل ��ب ال�شهب ��اء لتحرير‬ ‫حا�ض ��رة حل ��ب من اي ��دي ع�صاب ��ة اال�سد‬ ‫امللوثة باجلرائم املنكرة»‪.‬‬ ‫‪� ،2012/3/1‬سق ��وط ح ��ي باب ��ا عم ��رو يف‬ ‫قب�ضة اجلي�ش النظامي‬ ‫�سق ��وط ح ��ي باب ��ا عم ��رو يف حم� ��ص بي ��د‬ ‫اجلي� ��ش النظامي بعد معرك ��ة دامية دامت‬ ‫ل ‪ 25‬يوم ��ا حي ��ث ان�سحبت ق ��وات اجلي�ش‬ ‫احل ��ر ان�سحاب ًا تكتيكيا‪ ،‬و ق ��د �شهد احلي‬ ‫دم ��ارا وا�سع ��ا ادى اىل تهدم احل ��ي ب�شكل‬ ‫كامل تقريب ًا‪ ،‬وح�صول جمازر وا�سعة جراء‬ ‫الق�صف الهمجي و الوح�شي على احلي من‬ ‫قبل اجلي�ش النظامي‪.‬‬ ‫‪� ،2012/10/26‬أ َّول �أ َّي ��ام الهدن ��ة الت ��ي‬ ‫تو�صل �إليها االبراهيمي بني اجلي�شني احلر‬ ‫َّ‬ ‫و النظامي ‪:‬‬ ‫حيث �أعلن اجلي�ش�ي�ن احلر و النظامي عن‬ ‫توق ��ف العملي ��ات الع�سكرية يف �صب ��اح �أ َّول‬ ‫�أ َّيام عيد الأ�ضحى ا�ستجاب ًة لهدن ٍة �أق َّرهتها‬ ‫الأمم املتح ��دة و اجلامع ��ة العربي ��ة بع ��د‬ ‫ولكن‬ ‫اقرتاح مندوبها خل�ض ��ر االبراهيمي َّ‬ ‫الهدن ��ة بائت بالف�شل ب�سب ��ب خرق النظام‬ ‫له ��ا منذ الي ��وم الأ َّول بع�ش ��رات االنتهاكات‬ ‫من ق�صف واعتقال‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 12‬‬

‫رغم منع بابا نويل‪ ..‬السوريون يحتفلون بالعام اجلديد‬ ‫ال�سوري ��ون م ��ن التكي ��ف عل ��ى امل�صائب‬ ‫واخلراب امل�سيطر على حياتهم‪.‬‬ ‫�سهرة الأ�شباح‬ ‫يقول النا�شط عن حال دم�شق‪ ،‬يف �سهرة‬ ‫ر�أ� ��س ال�سن ��ة‪ :‬يف الليلة الأك�ث�ر ازدحام ًا‬ ‫وبهج� � ًة يف م ��دن الع ��امل‪ ،‬خل ��ت �ش ��وارع‬ ‫دم�ش ��ق‪ ،‬م ��ن املاري ��ن‪ ،‬با�ستثن ��اء رجال‬ ‫الأمن وال�شبيحة‪ ،‬اللذي ��ن احتلوا �شوارع‬ ‫ال�شام وحولوها �إىل ثكنة ع�سكرية‪..‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �صال ��ح �إىل �أن وح�شي ��ة عنا�ص ��ر‬ ‫الأم ��ن‪ ،‬ت�ضاعف ��ت ي ��وم ر�أ� ��س ال�سن ��ة‪،‬‬ ‫وك�أنه ��م يو�ص ّل ��ون للدم�شق�ي�ن ر�سال ��ة‬ ‫الدم واحل ��رب التي تنتظره ��م يف العام‬ ‫اجلديد‪.‬‬

‫خا�ص‪ /‬دم�شق ‪ -‬ملى �ش ّما�س‬ ‫ن�سي ال�سوريون منذ بداية الثورة‪ ،‬واجب‬ ‫املعايدة واالحتف ��ال‪ ،‬فالأعياد تزيد من‬ ‫وط� ��أة �أحزانه ��م‪ ،‬وت�شعره ��م بالف ��راغ‬ ‫ال ��ذي خلفه غي ��اب �شهدائهم‪ ،‬غ�ي�ر � َّأن‬ ‫�أحداث احلرب امل�ؤملة‪ ،‬مل تخلو من ح�س‬ ‫الفكاه ��ة وروح الدعابة‪ ،‬الت ��ي ابتدعها‬ ‫أ�شكال‬ ‫�شع � ٌ�ب يت ��ذوق كل ي ��وم امل ��وت‪ ،‬ب� ٍ‬ ‫ألوان ف�صله ��ا نظام الأ�سد على مقا�س‬ ‫و� ٍ‬ ‫ث ��وا ٍر عنون ��وا م�ستقبله ��م باحلرية‪ ،‬فلم‬ ‫يع ��د القت ��ل واحلرمان يثنيه ��م عن بلوغ‬ ‫كرامتهم‪.‬‬ ‫ر�سائل �إلكرتونية برائحة الر�صا�ص‬ ‫ي�ص ��ف النا�شط �صالح‪ ،‬يوم ر�أ�س ال�سنة‬

‫يف دم�ش ��ق‪ ،‬بقول ��ه‪� :‬إن التنق ��ل لل�سهر �أو‬ ‫املعاي ��دة ال�شخ�صي ��ة يف مو�س ��م الأعياد‬ ‫املجيدة‪ ،‬أ�م� � ٌر �صعب وخط�ي�ر يف �شوارع‬ ‫العا�صمة التي ُملئت باحلواجز الأمنية‪..‬‬ ‫وي�ضيف‪ :‬لذلك لزم الأهايل منازلهم يف‬ ‫ليلة ر�أ�س ال�سن ��ة‪ ،‬و ُاخت�صرت املعايدات‬ ‫بر�سائ ��ل �إلكرتونية منكهة بطعم احلرب‬ ‫التي يعي�شونها‪.‬‬ ‫ويزودن ��ا النا�شط ب إ�ح ��دى الر�سائل التي‬ ‫اقت�ص ��رت مع ��امل الع ��ام جدي ��د عليها‪،‬‬ ‫وهي‪« :‬يف �سوريا نر�سل ال�شوق بالدبابات‪،‬‬ ‫والر�سائ ��ل بالراجم ��ات‪ ،‬و�إذا خل� ��ص‬ ‫الر�صيد نر�سل بالهاون املعايدات»‪.‬‬ ‫وي�ش�ي�ر النا�ش ��ط �إىل �أن ال�سخري ��ة على‬ ‫الأمل ه ��ي احل ��ل الوحي ��د‪ ،‬ال ��ذي يمُ ّكن‬

‫�سنة حرية‬ ‫ً‬ ‫ويفت ��ح الن�ش ��اط نافذة �أكرث تف ��ا�ؤال على‬ ‫الع ��ام الق ��ادم‪ ،‬مبين ًا � َّأن ر�أ� ��س ال�سنة مل‬ ‫تكن �س ��وداء بكليتها‪ ،‬ففي بع�ض الأماكن‬ ‫املح ��ررة‪ ،‬يف ب ��رزة وركن الدي ��ن وبع�ض‬ ‫�أجزاء الريف‪ ،‬احتفل الثوار وفق النا�شط‬ ‫ب�سهرة حرية‪ ،‬رددوا فيه ��ا �أغاين الثورة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬واحتفلوا بالن�ص ��ر القادم مع‬ ‫ال�سنة اجلديدة‪..‬‬ ‫ووف ��ق �صالح عم ��ل النا�شط ��ون يف حقل‬ ‫الإغاث ��ة الإن�سانية‪ ،‬عل ��ى ت�أمني ما تي�سر‬ ‫له ��م م ��ن م�ستلزم ��ات غذائي ��ة للعوائل‬ ‫النازح ��ة‪ ،‬خا�صة � َّأن اجلمي ��ع كان يتوقع‬ ‫�أن ُتغل ��ق الأ�س ��واق ورمبا ال�ش ��وارع لعدة‬ ‫�أيام‪...‬ويتاب ��ع‪ :‬ح ��اول النا�شطون ت�أمني‬ ‫�أكيا� ��س فيه ��ا �ألع ��اب للأطف ��ال‪ ،‬ع َّله ��م‬ ‫يذكرون ال�صغار اللذين �أ�ضاعت احلرب‬ ‫طفولته ��م‪� ،‬أنه ��م مازال ��وا �أطف ��ا ًال‪..‬و‬ ‫يو�ضح النا�شط �أن بع�ض زمالئه‪ ،‬حاولوا‬ ‫التنكر بزي «بابا نويل» من �أجل الأطفال‬ ‫النازحني يف لليلة امليالد‪� ،‬إال � َّأن الت�شديد‬ ‫الأمني منع «باب ��ا نويل» من الو�صول �إىل‬ ‫الريف‪.‬‬


‫‪13 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫داريا تقطع االتصاالت عن الغوطة الغربية‪..‬‬ ‫ومضـــر األســــد يحــتــل جــديــدة‬

‫خا�ص‪ /‬دم�شق ‪ -‬ملى �ش ّما�س‬

‫تق ��ف بلدت ��ي داري ��ا ومع�ضمي ��ة ال�ش ��ام‬ ‫�شوكت ��ان يف حل ��ق النظام‪ ،‬ال ��ذي ف�شل‬ ‫يف اقتح ��ام البلدتني عدة مرات‪ ..‬ورغم‬ ‫الأ�س ��ى ال ��ذي خلفت ��ه جم ��زرة داريا يف‬ ‫نفو�س الأهايل والث ��وار‪ ،‬مازالت املدينة‬ ‫ع�صي ��ة على النظام‪� ،‬إذ تقف اليوم على‬ ‫أ�ب ��واب داري ��ا دباب ��ات النظ ��ام‪ ،‬مزودة‬ ‫بعد�س ��ة كام�ي�را التلفزي ��ون ال�س ��وري‪،‬‬ ‫لت�صوي ��ر اقتح ��ام و «حتري ��ر» داريا‪� ،‬إال‬ ‫�أنه ووفق� � ًا مل�ص ��ادر يف اجلي�ش احلر مت‬ ‫تدم�ي�ر يف ليلة ر�أ�س ال�سنة‪� ،‬ست دبابات‬ ‫و�إعط ��اب خم�س ��ة‪ ،‬و�إ�ضاف ��ة �إىل تدمري‬ ‫ع ��دد �آخر من الأ�سلح ��ة الثقيلة‪ ،‬ولذلك‬ ‫�أجل النظام اقتحامه للبلدة‪..‬‬ ‫النظام قوي على املدنيني فقط‬ ‫يعو�ض النظام ف�شله �أمام اجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫من خ�ل�ال تفريغ غ�ضبه ب�أهايل الغوطة‬

‫املطلوبني‪� ،‬أما املطلوبني يف نظرهم فهم‬ ‫�شباب ُتهمته ��م هويتهم وم ��كان تولده‪..‬‬ ‫ويو�ض ��ح‪ :‬ميكن اعتق ��ال �أو �سرقة ونهب‪،‬‬ ‫كل من ت�شري هويت ��ه �إىل �أنه تولد دم�شق‬ ‫وحلب وحماة ودرعا‪..‬‬ ‫كما يبينّ النا�شط � َّأن احلواجز يف الغوطة‬ ‫الغربية عام ًة‪ ،‬ال تتوانى عن تفتي�ش الأهايل‬ ‫ب�شكل مرهق‪ ،‬رغم �أنها منت�شرة يف كل ‪20‬‬ ‫مرت‪ ،‬بحجة �أنهم يحمون املدنيني‪.‬‬

‫الغربية‪ ،‬وي ؤ�ك ��د النا�شط يف بلدة جديدة‬ ‫عرط ��وز‪َّ � ،‬أن قطنا وجديدة وداريا وباقي‬ ‫بلدات الغوطة الغربية‪ ،‬كلها حمرومة من‬ ‫االنرتنت‪ ،‬منذ ما يزيد عن الع�شرة �أيام‪،‬‬ ‫كما � َّأن النظام ‪-‬بح�سب النا�شط‪ -‬يقطع‬ ‫االت�ص ��االت الهاتفي ��ة ب�ش ��كل ع�شوائ ��ي‬ ‫ع ��ن الغوطة‪..‬وين ��وه �إىل � َّأن احلواج ��ز‬ ‫تقط ��ع الطرق ��ات الت ��ي ت�ص ��ل الغوط ��ة‬ ‫الغربي ��ة بدم�ش ��ق يف �أوق ��ات ع�شوائي ��ة‪،‬‬ ‫مما تعي ��ق املدنيني من الهرب من نريان‬ ‫حواجز باخت�صا�ص «خطف وقتل»‬ ‫اال�شتباكات‪� ،‬إىل �أماكن �آمنة‪..‬‬ ‫ويحذر منار من �أحد الأ�ساليب اجلديدة‬ ‫«جديدة» يف قب�ضة ال�شبيح م�ضر الأ�سد الت ��ي بات ��ت تخت�ص بها حواج ��ز الغوطة‬ ‫وفق ًا للنا�شط منار‪ ،‬ي�سيطر على حواجز الغربية‪ ،‬وه ��ي �إيقاف ال�سيارات والطلب‬ ‫جدي ��دة عرط ��وز والف�ض ��ل‪ ،‬ال�شبي ��ح من ال�سائ ��ق تو�صي ��ل �أح ��د الزمالئهم‪،‬‬ ‫ا ألك�ب�ر م�ض ��ر الأ�سد‪ ،‬وبح�سب م ��ا �أكده �إال �أن النتيج ��ة تك ��ون اختف ��اء ال�سائ ��ق‬ ‫من ��ار يح ��اول م�ض ��ر‪ ،‬جتمي ��ل �صورت ��ه و�سيارته‪ ،‬و�إيجاد جثت ��ه يف �أحد املناطق‬ ‫أ�م ��ام �أقليات البلدة‪ ،‬مدعي� � ًا �أنه ال يقبل بعد ع ��دة �أي ��ام‪ ،‬ولذل ��ك ينب ��ه النا�شط‬ ‫بالغلط!!‪..‬وي�ضي ��ف النا�ش ��ط‪ :‬الغلط يف ال�سائق�ي�ن م ��ن حتا�ش ��ي امل ��رور عل ��ى‬ ‫مفهوم ال�شبي ��ح م�ضر‪ ،‬عدم اعتقال غري احلواجز مبفردهم‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 14‬‬

‫في ليلة رأس السنة‪..‬‬ ‫دمشق مدينة كئيبة تودع عام ًا موجع ًا‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫ا�ستقبل ال�سوريون عامهم اجلديد بدون‬ ‫احتف ��ال‪ ،‬وكي ��ف االحتفال بع ��د �أن حول‬ ‫النظام �سوريا �إىل بركة من الدماء‪ ،‬و�إىل‬ ‫�أ�سر م�شردة ينهكه ��ا اجلوع والربد تقف‬ ‫على �أطالل �شهدائها‪ ،‬لتقت�صر املعاديات‬ ‫يف ليلة ر�أ�س ال�سن ��ة على الدعوات ب�سنة‬ ‫جديدة حتمل معها اخلري وال�سالم‪.‬‬ ‫جرحك يا دم�شق‬ ‫دم�شق هذه الليلة مل تكن ت�صدح كعادتها‬ ‫باحلياة حتى �ساع ��ات مت�أخرة من الليل‬ ‫فمطاعمه ��ا �أغلق ��ت �أبوابه ��ا ح ��داد ًا‪،‬‬

‫و�شوارعه ��ا كئيب ��ة وفارغ ��ة م ��ن ال�ساعة‬ ‫الثامنة والعا�صمة �أ�شبه مبدينة للأ�شباح‬ ‫ملأتها احلواج ��ز الأمنية التي كثفت من‬ ‫تواجده ��ا يف هذه الليلة لتزيد من خوف‬ ‫النا�س وخوف ًا‪.‬‬ ‫�أم ��ا العائ�ل�ات الدم�شقي ��ة يف املناط ��ق‬ ‫الت ��ي الزالت �آمنة اجتمعت هذه الليلة يف‬


‫‪15 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫املن ��ازل حول مائ ��دة مل تخلو من الغ�صة‬ ‫واحلرق ��ة حي ��ث مل يع ��د للف ��رح م ��كان‬ ‫بينه ��ا‪ ،‬لي�ستذك ��ر �أفرادها رحل ��ة الآالم‬ ‫والأوج ��اع التي مرت عليه ��م‪ ،‬خالل عام‬ ‫مل يخل ��و يوم من �أيام ��ه دون خرب عاجل‬ ‫تناقلته القنوات التلفزيونية عن ح�صيلة‬ ‫نهائي ��ة لأعداد ال�شهداء ال�سوريني الذين‬ ‫حت�صدهم �آلة القمع والطغيان‪.‬‬ ‫ا�ستقبال بالدم‬ ‫وبينما العامل يحتفل يف ال�ساحات العامة‬ ‫ويبد�أ بالعد التن ��ازيل ابتهاج ًا با�ستقبال‬ ‫عام جديد يحمل مع ��ه حظوظ ًا جديدة‪،‬‬ ‫دقت ال�ساعة الثانية ع�شر لي ًال يف �سورية‬ ‫حاملة معها مزي ��د ًا من الرهبة واخلوف‬ ‫حيث م�ل��أت �أ�ص ��وات الر�صا�ص خمتلف‬ ‫�أنح ��اء املدين ��ة لتف�سد عل ��ى الدم�شقيني‬ ‫حتى �أوىل حلظاتهم يف ا�ستقبال عامهم‬ ‫اجلديد‪.‬‬

‫و�أ�شار نا�شط رف�ض ذك ��ر ا�سمه لأ�سباب‬ ‫�أمني ��ة �أن ليلي ��ة ر�أ�س ال�سنة ه ��ذا العام‬ ‫كان ��ت قا�سية على ال�سوري�ي�ن ب�شكل عام‬ ‫كباق ��ي املنا�سب ��ات والأعي ��اد التي مرت‬ ‫عليه ��م خالل الع ��ام املا�ض ��ي‪ ،‬فمظاهر‬ ‫الف ��رح �أ�ضح ��ت غريب ��ة‪ ،‬وحل ��ت حملها‬ ‫مظاهر احلزن‪ ،‬الفت ًا �أن ال�شعب ال�سوري‬ ‫مل يعاي ��د بع�ض ��ه ه ��ذا العام �إمن ��ا كانت‬ ‫املعايدات عبارة عن دعوات و�صلوات ب�أن‬ ‫يك ��ون القادم �أجمل لهذا ال�شعب العظيم‬ ‫ال ��ذي ي�ستح ��ق �أن يحمل الع ��ام اجلديد‬ ‫مع ��ه انت�ص ��ار ًا لثورته احل ��رة التي بذل‬ ‫الكثري من �أجلها‪.‬‬ ‫‪ ،٢٠١٢‬عام املوت بال منازع‬ ‫متني ��ات بالن�ص ��ر وال�س�ل�ام �أطلقه ��ا‬ ‫ال�سوريون بداية عام ‪ ،٢٠١٢‬ولكن الواقع‬ ‫خال ��ف تل ��ك التوقع ��ات بج ��دارة و�سجل‬ ‫�إح�صائي ��ة مرعب ��ة �سرق ��ت �أرواح �آالف‬

‫ال�سوري�ي�ن‪ ،‬فقد جتاوز عدد ال�شهداء ‪٤١‬‬ ‫الف �شهي ��د‪ ،‬مبتو�سط ‪� ١١٥‬شهيد يوميا‪،‬‬ ‫�سقط منهم ما يقارب ‪ ٤٠٨٠‬من الإناث‪،‬‬ ‫و‪� ٣٤٧٧‬شهيد ًا من الأطفال‪.‬‬ ‫وكان �شه ��ر �آب �أغ�سط� ��س الأك�ث�ر عنف ��ا‬ ‫ب‪� ٦٣٠٢‬شهيد بينما كان كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناي ��ر �أقله ��ا عنف� � ًا‪ ،‬وموت ًا بواق ��ع ‪١١٧٧‬‬ ‫�شهيد‪.‬‬ ‫‪!٢٠١٣‬‬ ‫يرف ��ع ال�سوري ��ون �أيديه ��م �إىل ال�سم ��اء‬ ‫طالب�ي�ن الن�ص ��ر وال�س�ل�ام‪ ،‬ع ّله ��م‬ ‫ي�ستطيع ��ون م ��داواة جراحه ��م الت ��ي‬ ‫ا�ستم ��رت مل ��ا يق ��ارب ال�سنت�ي�ن‪ ،‬فكانت‬ ‫املعايدة ال�شائعة بني ال�سوريني بتمنياتهم‬ ‫�أن يكون عام ن�صر وحرية‪ ،‬وخال�ص من‬ ‫الأ�سد ومافيته القاتلة‪ ،‬راف�ضني التنازل‬ ‫ع ��ن حقوقه ��م الت ��ي قدم ��وا من�أجله ��ا‪،‬‬ ‫الغايل والرخي�ص‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 16‬‬

‫اجليش احلر ما بني االنتماء وقلة احليلة‬ ‫خا�ص ‪ /‬حم�ص ‪ -‬عمر جنم الدين‬

‫دائم� � ًا م ��ا كان احلدي ��ث يتم هم�س� � ًا حول‬ ‫و�ضع اجلي� ��ش احلر والكتائ ��ب املختلفة يف‬ ‫حم� ��ص وريفها بعد ح�صار املدينة القدمية‬ ‫فيها‪ ,‬لكن الهم�س ازدادت قوته وانقلب �إىل‬ ‫�ص ��وت عال وغا�ضب يف بع�ض الأحايني بعد‬ ‫اقتح ��ام حي دي ��ر بعلبة‪ ,‬فب ��ات هناك من‬ ‫ي�س� ��أل ع ّما حدث ويطال ��ب بك�شف خلفيات‬ ‫ه ��ذا االقتحام‪ ,‬ومنهم من حم� � ّل امل�س�ؤولية‬ ‫�إىل �أ�شخا� ��ص معينيني بذاته ��م حتى و�صل‬ ‫الأمر �إىل حد و�صفهم باخلائنني‪.‬‬ ‫الأم ��ر مل يتوق ��ف عن ��د ه ��ذا احل ��د‪ ,‬فق ��د‬ ‫ث ��ارت �أ�سئل ��ة عدي ��دة ع ��ن م ��دى التعاون‬ ‫والتنا�سق بني كتائب اجلي�ش احلر املختلفة‬ ‫و�إمكانياته ��م القتالي ��ة والع�سكرية و�إن كان‬ ‫بقدرتهم ف ��ك احل�صار عن �أحي ��اء املدينة‬ ‫القدمية‪� ,‬إ�ضافة �إىل ت�سا�ؤالت عديدة حول‬ ‫قادة الكتائب املنت�شرة يف حم�ص من حيث‬ ‫انتماءاته ��ا ال�سيا�سية وطبيع ��ة تعاملها مع‬ ‫الق ��وى املختلفة و�أهدافها ما ظهر منها وما‬ ‫خفي‪.‬‬

‫ال ّب ��د و�أن ف ��ك احل�ص ��ار وم ��ن ث ��م حترير‬ ‫املدينة من قوات النظام هو ال�شغل ال�شاغل‬ ‫ل ��ك ّل «احلما�صن ��ة» ‪ .‬ف ��ك احل�ص ��ار الذي‬ ‫يعني التخل�ص م ��ن �أحد احلواجز املحيطة‬ ‫باملدين ��ة ال يحتاج �إال لكتيب ��ة مدر ّبة تدريب ًا‬ ‫كاف‪ ,‬خ�صو�ص ًا مع‬ ‫جيد ًا وجمهزة ب�س�ل�اح ٍ‬ ‫�سح ��ب النظ ��ام للعديد من �آليات ��ه وجنوده‬ ‫بحم�ص لتمتني و�ضعه يف العا�صمة دم�شق‪,‬‬ ‫لكن امل�ساوم ��ة الدولية تقوم كلها على عدم‬ ‫فك احل�صار عن تلك الأحياء‪ ,‬وال�سبب كما‬ ‫يرى البع�ض ينطلق م ��ن �أن الدول الداعمة‬ ‫للثورة ترى خط ��ر ًا على الأقليات يف املدينة‬ ‫وحتديد ًا العلويني يف حال ّ‬ ‫فك احل�صار عن‬ ‫�أحياء حم� ��ص القدمية مما �أدى فيما يبدو‬ ‫�إىل �ص ��دور قرار بتجميد الو�ضع يف حم�ص‬ ‫على ما هو عليه‪.‬‬ ‫لك ��ن �آخرون يع ��زون الأمر فق ��ط �إىل عدم‬ ‫وحدة ال�صف الع�سكري يف اجلي�ش ال�سوري‬ ‫احل ��ر ووجود ح�ساب ��ات �شخ�صي ��ة و�أخرى‬ ‫�سيا�سي ��ة لدى قادة الكتائ ��ب املوجودة على‬

‫الأر�ض و�آخرون يقولون �أن اتخاذ قرار فك‬ ‫احل�ص ��ار ال ّبد و�أن مير ع ��ن طريق ممويل‬ ‫الكتائ ��ب‪ ,‬فهم �أ�صح ��اب الكلم ��ة العليا يف‬ ‫هذا املو�ض ��وع‪ ,‬كما يزعم ��ون‪ ,‬و�أنهم �أي�ض ًا‬ ‫يخ�ضع ��ون حل�ساباتهم ال�سيا�سية اخلا�صة‪,‬‬ ‫ومنه ��م م ��ن ي ��رى �أن ��ه حتى ق ��رار ممويل‬ ‫الكتائب غري م�ستقل ويخ�ضع لأوامر دولية‪.‬‬ ‫ه ��ذه ال�شماع ��ات املختلف ��ة‪ ,‬الت ��ي تربر ما‬ ‫يح ��دث بقلة حيل ��ة اجلي�ش ال�س ��وري احلر‬ ‫�إىل انتماءات ق ��ادة الكتائب‪ ,‬خلقت نتيجة‬ ‫واح ��دة هي �أحي ��اء مدم ��رة بالكامل وعدة‬ ‫�آالف من املقاتل�ي�ن واملدنيني يرزحون فيها‬ ‫حما�صري ��ن منذ �شهور عدة‪ ,‬و�أحياء �أخرى‬ ‫تخنقه ��ا قاطنيها والالجئني فيها ال�سيطرة‬ ‫الأمني ��ة لق ��وات النظام‪ ,‬واخلا�س ��ر الأكرب‬ ‫�أمام هذا الو�ض ��ع الع�سكري يف النهاية هي‬ ‫حم�ص و�أهل حم�ص‪.‬‬


‫‪17 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫جولة‬

‫في‬

‫خا� ��ص ‪ /‬تن�س ��يقية املغرتب�ي�ن ال�س ��وريني‬ ‫لدعم الداخل ‪ -‬املكتب الإعالمي‬ ‫يق�ت�رب الع ��ام الث ��اين م ��ن عم ��ر الث ��ورة‬ ‫ال�سوري ��ة من مللم ��ة �أوراقه والرحي ��ل معلن ًا‬ ‫ب ��دء الع ��ام الثال ��ث ‪ ،‬وت�ستمر مع ��ه معاناة‬ ‫�أهلنا ال�سوريني ب�سبب بط�ش النظام اجلائر‬ ‫ف�ضاقت بال�سوري�ي�ن �سبل احلياة و�أ�صبحوا‬ ‫مهجري ��ن وم�شردين‪ ،‬خرجوا م ��ن بيوتهم‬ ‫مبالب�سه ��م يهيمون على وجوههم بحث ًا عن‬ ‫الأمان لهم ولأبنائهم‪.‬‬

‫و�أ�صبح الأردن �أحد املالذات الآمنة التي جل�أ‬ ‫�إليها ال�سوري ��ون‪ .‬فقد و�صل عدد املهجرين‬ ‫�إىل الأردن مايق ��ارب مائ ��ة وخم�س�ي�ن �ألف‬ ‫مهج ��ر ‪.‬وكان ملخي ��م الزع�ت�ري الن�صي ��ب‬ ‫الأكرب م ��ن �أعداد املهجري ��ن كونه الأقرب‬ ‫�إىل احل ��دود ال�سورية‪ .‬تق ��ول الإح�صائيات‬ ‫�أن عدد ال�سوري�ي�ن يف املخيم يرتاوح مابني‬ ‫‪� 50000 – 45000‬ألف مهجر‪.‬‬ ‫ا�ستطاع ��ت جمموعة من �أع�ض ��اء تن�سيقية‬ ‫املغرتبني ال�سوريني لدع ��م الداخل التقاط‬ ‫ت�سجي�ل�ات ن ��ادرة بعيد ًا عن �أع�ي�ن الرقابة‬ ‫لتوثي ��ق �أح ��وال الالجئ�ي�ن ال�سوري�ي�ن يف‬

‫مخيم‬

‫املخي ��م‪ .‬قام ��ت املجموعة بتنظي ��م زيارة‬ ‫�إىل خمي ��م الزع�ت�ري بتاري ��خ ‪-12 -20‬‬ ‫‪ 2012‬و�أع ��دت تقاري ��ر و ّثقت م ��ن خاللها‬ ‫بال�ص ��وت وال�ص ��ورة معان ��اة املهجري ��ن‬ ‫م ��ن كاف ��ة النواحي داخ ��ل املخي ��م ومنها‬ ‫امل�شفى ال�سعودي وامل�شفى املغربي وامل�شفى‬ ‫الفرن�س ��ي وامل�شف ��ى الأردين الإيط ��ايل ‪.‬‬ ‫زار الوف ��د كذل ��ك اخليم الت ��ي يقيم فيها‬ ‫ال�سوري ��ون و�سمع ��وا معاناته ��م وم�شاكلهم‬ ‫وتعرف ��وا عل ��ى التغيري الكب�ي�ر الذي جرى‬ ‫بحياته ��م ب�سب ��ب اللجوء‪.‬كان ��ت ق�ص�ص� � ًا‬ ‫كثرية وم�ؤملة‪ ،‬فهناك من فقدت زوج ًا وابن ًا‬ ‫وهناك من فقد كل ماميلك و�أ�صبح وحيد ًا‬ ‫يعاين الفاقة والوحدة‪.‬‬ ‫�إن �أه ��م م ��ا يعاين من ��ه املهج ��رون ق�سراً‬ ‫ه ��و �ضع ��ف الإم ��دادات ب�شكل كب�ي�ر‪ ،‬فال‬ ‫وج ��ود للحوم واللنب واحللي ��ب لعدم وجود‬ ‫ال�ب�رادات‪ ،‬وتنع ��دم التدفئ ��ة حالي� � ًا لعدم‬ ‫وجود امل�ستلزم ��ات الأ�سا�سية للتدفئة‪ ،‬كما‬ ‫ويعانون من �شح الإعانات وامل�ساعدات‪.‬‬ ‫تربز �أحد �أكرب م�شكالت املخيم وهي كرثة‬ ‫امل�ستغلني للعمل الإغاثي وحماولتهم ركوب‬ ‫املوجة للتج ��ارة مب�أ�ساة �إخوانهم وقد عمد‬ ‫ه�ؤالء �إىل ن�ش ��ر ال�شائعات حول اجلمعيات‬ ‫و�إ�ضعاف ثقة املتربعني بها‪.‬‬ ‫تعمل امل�شايف ب�ش ��كل جيد والأدوية م�ؤمنة‪،‬‬ ‫لك ��ن هناك �شح يف الوعي وقلة يف كوادر‬ ‫الدع ��م االجتماعي والنف�سي‬ ‫بحي ��ث ت�ب�رز‬ ‫�أهمية‬

‫الزعتري‬

‫�إر�شاد الالجئني ل�ض ��رورة التوجه �إىل تلك‬ ‫امل�ش ��ايف يف ح ��ال ت ��دين حالته ��م ال�صحية‬ ‫والتعامل مع املو�ضوع ب�شكل ح�ضاري‪.‬‬ ‫وال ميك ��ن �إغف ��ال م�شكل ��ة تع ��اين منها كل‬ ‫املخيمات وه ��ي كرثة �أع ��داد العاطلني عن‬ ‫العم ��ل م ��ن فئ ��ة ال�شباب مم ��ا ي�ؤث ��ر على‬ ‫�سوء حالتهم النف�سي ��ة وتتفاقم م�شكالتهم‬ ‫االجتماعية يوم ًا بعد يوم‪ .‬بينما يعمل الكثري‬ ‫م ��ن ال�شباب داخل املخيم ببيع اخل�ضروات‬ ‫وامل ��واد الأ�سا�سي ��ة الأخرى ب�أج ��ور زهيدة‬ ‫جد ًا ال تكف ��ي لتغطية احتياجات فرد واحد‬ ‫ليوم واحد‪.‬‬ ‫الح ��ظ الزائ ��رون وج ��ود تع ��اون ماب�ي�ن‬ ‫ال�سلط ��ات الأردني ��ة والعامل�ي�ن ال�سوري�ي�ن‬ ‫يف املخي ��م لإدارة وتنظي ��م الأمور احليايتة‬ ‫للمخيم‪ ،‬لك ��ن �ضخام ��ة االحتياجات تربز‬ ‫احلاج ��ة لكثري من الكوادر‪ ،‬وينعك�س نق�ص‬ ‫امل�ساعدات �سلب ًا عل ��ى احلياة االجتماعية‪،‬‬ ‫وتبذل ك ��وادر املخيم وال�سوريون املوجودون‬ ‫فيه جهد ًا كبري وجبار ًا يف �إعانة الالجئني‪.‬‬ ‫وم ��ن أ�ب ��رز اجلهات الت ��ي ت�ساع ��د يف هذا‬ ‫املجال رابطة املر�أة ال�سورية ووحدة الدعم‬ ‫النف�س ��ي واالجتماع ��ي يف امل�شفى ال�سعودي‬ ‫‪.‬وكان لتن�سيقي ��ة املغرتبني ال�سوريني لدعم‬ ‫الداخل بهذه الزيارة دور �أرادت من خالله‬ ‫�إي�ص ��ال ر�سالته ��ا للأه ��ايل ب� ��أن م�ستعدة‬ ‫لتخفيف معاناته ��م و�إي�صال الدعم الالزم‬ ‫لهم على كافة الأ�صعدة‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 18‬‬

‫استيراد الطحني والبقوليات جديد احلكومة السورية!!‬ ‫لقرارات املتخبطة سيتحمل املواطن تبعاتها‬

‫خا�ص‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫ق ��رارات جدي ��دة رمب ��ا ت�ض ��ع �إ�شارات‬ ‫ا�ستفهام �أمام الأمن الغذائي يف �سوريا‪،‬‬ ‫وه ��ي الت ��ي �ست�ست ��ورد ولأول م ��رة يف‬ ‫تاريخها م ��ادة الدقيق بكمي ��ة �سترتواح‬ ‫بني ‪ 50-40‬أ�ل ��ف طن من الطحني وهي‬ ‫قابلة للزي ��ادة‪ ،‬كما مت رف ��ع �أحكام منع‬ ‫اال�سترياد عن كل من والعد�س واحلم�ص‬ ‫والفول والبازالء‪ ،‬مبعنى �آخر ف�إن �سوريا‬ ‫�ست�ستورد البقوليات �أي�ض ًا‪ ،‬وهو مايدعو‬ ‫اليوم للت�سا�ؤل عن مدى كفاية املخازين‬ ‫من تلك املواد الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من التطمينات احلكومية‬ ‫ب� ��أن هذه القرارات هي جمرد �إجراءات‬ ‫احرتازي ��ة‪� ،‬إال �أن املواطن ال ��ذي اعتاد‬ ‫عل ��ى الك ��ذب واملراوغة من قب ��ل نظام‬

‫مل يعرتف باحلقيق ��ة على مدار تاريخه‪،‬‬ ‫الميك ��ن �إال ان يقل ��ق ويب ��د أ� بتموين تلك‬ ‫امل ��واد‪ ،‬وهو ماع ��ززه �أي�ض� � ًا ت�صريحات‬ ‫م ��ن بع� ��ض املتابعني لل�ش� ��أن الزراعي يف‬ ‫�سوريا ب�أن هناك تخوف ًا بالن�سبة للمو�سم‬ ‫الزراع ��ي الق ��ادم ب�سبب الظ ��روف غري‬ ‫امل�ستق ��رة يف �أري ��اف بع� ��ض املحافظات‬ ‫التي تعترب زراعية بامتياز‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫م�ش ��اكل يف النقل و�صعوب ��ة بت�أمني مادة‬ ‫امل ��ازوت وغريها م ��ن امل�ش ��اكل الأخرى‬ ‫التي تنهك الزراعة واملزارع لدرجة اجته‬ ‫الكثريون منه ��م �إىل ا�ستبدال زراعاتهم‬ ‫ب�أخرى رمب ��ا حتتاج �إىل جه ��د وتكاليف‬ ‫�أٌقل‪.‬‬ ‫ويف حتلي ��ل للمو�ض ��وع وج ��د خب�ي�ر‬ ‫اقت�صادي ف�ضل عدم ذكر ا�سمه لأ�سباب‬ ‫�أمني ��ة أ�ن ��ه بالن�سب ��ة ملو�ض ��وع ا�ست�ي�راد‬

‫الطح�ي�ن فهو يع ��ود �إىل عج ��ز وا�ضح يف‬ ‫الطاق ��ة الطحنية يف �سوريا ب�سبب توقف‬ ‫عدد كبري من املطاحن العامة و اخلا�صة‬ ‫ع ��ن اخلدمة �أكرث من ��ه تراجع مبخزون‬ ‫القمح اال�سرتاتيج ��ي‪ ،‬وبنى حتليله هذا‬ ‫على اعتب ��ار �أن �أ�سعار القمح بقيت ثابتة‬ ‫ومل ترتفع‪ ،‬يف حني �شهدت �أ�سعار الدقيق‬ ‫ارتفاع ًا ملحوظ ًا حيث يرتاوح �سعر جملة‬ ‫كيل ��و الطحني يف �سوريا ب�ي�ن ‪� 80‬إىل ‪81‬‬ ‫ل‪�.‬س‪ ،‬حت ��ى �إن �أ�سع ��اره يف دم�شق �أعلى‬ ‫م ��ن �أ�سع ��اره يف حل ��ب يف وق ��ت تتحدث‬ ‫فيه الت�صريح ��ات احلكومية عن تهريب‬ ‫الدقي ��ق �إىل تركيا من حلب لكن يت�ساءل‬ ‫اخلب�ي�ر مل ��اذا �سع ��ره يف حل ��ب �أق ��ل من‬ ‫دم�شق‪� ،‬إذا كان يهرب؟!!‬ ‫وكان النائب االقت�صادي قدري جميل قد‬ ‫�أ�شار م�ؤخر ًا ب� ��أن �أزمة اخلبز يف �سورية‬


‫‪19 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫�سببها �أزمة الطحني ولذلك ف�إن احلكومة‬ ‫بد�أت بو�ض ��ع اليد عل ��ى مطاحن خا�صة‬ ‫�س ��واء بالرتاخي� ��ص �أو بق ��وة بالقان ��ون‪،‬‬ ‫يف كل دم�ش ��ق وحم� ��ص وال�سويداء‪ ،‬وهو‬ ‫ماو�صف ��ه اخلبري االقت�صادي بالقرارات‬ ‫الع�شوائي ��ة حيث من املفرت� ��ض �أن تقوم‬ ‫الدولة با�ستئج ��ار تلك املطاحن بطريقة‬ ‫ر�سمي ��ة‪ ،‬و�أن ت�ت�رك لأ�صحابه ��ا هام�ش‬ ‫حمدد من الربح يف حال �أرادت ت�شغيلها‪،‬‬ ‫ولي�س اال�ستيالء عليها تع�سفي ًا‪ ،‬كما �أ�شار‬ ‫جمي ��ل يف ت�صريحه� �ـ �إال �أن اخلب�ي�ر مل‬ ‫ي�ستغ ��رب ت�صريح جمي ��ل على اعتبار �أن‬ ‫الأخري �أ�شار يف ذات الت�صريح �أن توقف‬ ‫‪ 23‬مطحنة يف حلب الميكن حله بو�سائل‬ ‫اقت�صادي ��ة و إ�من ��ا حتت ��اج �إىل و�سائ ��ل‬ ‫ع�سكرية‪.‬‬ ‫وع ��اد اخلب�ي�ر ليب�ي�ن �أن املطحنت�ي�ن‬

‫اخلا�صت�ي�ن يف دم�شق تق ��ع �إحداهما يف‬ ‫الك�سوة وهي هادئ ��ة �أمني ًا لكن‪ ،‬الثانية‬ ‫فتقع بني عرب�ي�ن وحر�ستا وه ��ي منطقة‬ ‫�ساخن ��ة‪ ،‬وبالتايل حتى ل ��و مت اال�ستيالء‬ ‫عليه ��ا �سيج ��د النظام �صعوب ��ة يف ت�أمني‬ ‫العمال للو�صول �إليها‪.‬‬ ‫أ�م ��ا بالن�سب ��ة لق ��رار ال�سم ��اح با�سترياد‬ ‫البقولي ��ات يتابع اخلب�ي�ر �أن هذا القرار‬ ‫يعت�ب�ر �ضرب ��ة قا�سمة لكل م ��ن منطقتي‬ ‫ح ��وران وال�سوي ��داء وهم ��ا املحافظتان‬ ‫املنتجت ��ان ملختل ��ف أ�ن ��واع البقولي ��ات‬ ‫‪ ،‬مبين� � ًا �أن اال�ست�ي�راد ل ��ن يح ��ل م ��ن‬ ‫امل�شكل ��ة‪ ،‬ف� ��إذا حتججت احلكوم ��ة ب�أن‬ ‫هناك م�شكلة يف نق ��ل تلك املنتجات �إىل‬ ‫باق ��ي املحافظات فم ��اذا ع ��ن الكميات‬ ‫امل�ست ��وردة التي �ست�صل �أي�ض� � ًا �إىل مرف�أ‬

‫طرطو� ��س و�سيواجه التجار ذات امل�شكلة‬ ‫يف نقله ��ا؟!! هذا بالإ�ضافة �إىل �أن �أ�سعار‬ ‫تلك امل ��واد عاملي ًا �أعلى م ��ن �أ�سعارها يف‬ ‫�سوري ��ا حيث ي�ص ��ل ثمن كيل ��و احلم�ص‬ ‫حملي ًا مايع ��ادل الدوالر �أي ‪ 100‬ل‪�.‬س‪،‬‬ ‫يف حني �أن �سعره يف تركيا يبلغ دوالر و‪20‬‬ ‫�سنت� � ًا‪ ،‬وبالتايل ف�إن تكلفت ��ه بعد و�صوله‬ ‫�إىل �سوري ��ة �ستكون �أعلى من ذلك بكثري‬ ‫مع �إ�ضافة �أجور النقل‪.‬‬ ‫وخت ��م اخلب�ي�ر كالم ��ه ب� ��أن الق ��رارات‬ ‫ال�ص ��ادرة ه ��ي عب ��ارة ع ��ن ق ��رارات‬ ‫ع�شوائي ��ة ل ��ن تزي ��د �إال م ��ن الط�ي�ن بلة‬ ‫و�ست�ساه ��م ب�ش ��كل �أو ب�آخر برف ��ع �أ�سعار‬ ‫تلك املنتجات‪ ،‬وه ��و ما �سيتحمل عواقبه‬ ‫املواطن ال�سوري فقط‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 20‬‬

‫إجمالي االنتاج احمللي السوري‪ %5.9 :‬للجيش و‪ %2‬للصحة‬ ‫خا�ص‪ /‬دم�شق ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫غزل ب�شارة‬ ‫ ‬ ‫لع ��ل �سيا�س ��ة تغيي ��ب الرق ��م االقت�صادي‬ ‫الدقي ��ق‪ ،‬وال ��ذي يعترب م�ؤ�ش ��ر ًا مهم ًا على‬ ‫تطور بل ��د ما‪ ،‬لي� ��س م�ستغرب� � ًا على نظام‬ ‫ا�ستب ��دادي كالنظام ال�س ��وري والذي كان‬ ‫يكتف ��ي وعلى مدار ‪� 40‬سن ��ة ب�إخفاء بع�ض‬ ‫الأرقام االقت�صادي ��ة والتالعب يف بع�ضها‬ ‫الآخ ��ر‪ ،‬فجمل ��ة واح ��دة تتلخ� ��ص بث�ل�اث‬ ‫كلمات‪ ( :‬معلومات �أمن قومي) كانت كفيلة‬ ‫مبنع �أي رقم �أو حت ��ى معلومة من الت�سرب‬ ‫لو�سائل الإعالم‪ .‬واليوم وبعد �أكرث من عام‬ ‫ون�صف على ث ��ورة يقودها ال�شعب ال�سوري‬ ‫�أنهك ��ت النظ ��ام عل ��ى خمتل ��ف ال�صع ��د‪،‬‬ ‫وال�سيما اقت�صادي ًا عمل الأخري على زيادة‬ ‫ذل ��ك التعتي ��م الإعالم ��ي يف حماولة منه‬ ‫لإخف ��اء مدى انهياره‪ ،‬ليعم ��ل الإعالم من‬ ‫خالل بع�ض الأرقام الب�سيطة والتحليالت‬ ‫التي يتوقعه ��ا بع�ض اخلرباء االقت�صاديني‬ ‫املتابعني لل�ش�أن ال�سوري‪.‬‬ ‫واليوم عمل ��ت جملة (�سوري ��ا بدا حرية)‬ ‫على ن�شر بع�ض الأرق ��ام االقت�صادية التي‬

‫�أث ��رت باالقت�ص ��اد ال�س ��وري ماقب ��ل الثورة‬ ‫و�شكلت ماي�سم ��ى �إجم ��ايل الإنتاج املحلي‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال درا�س ��ة �أعده ��ا‪....‬‬ ‫بين ��ت ن�سب منو ه ��ذا االقت�ص ��اد بالن�سبة‬ ‫لالقت�صاد العاملي‪ ،‬كما �سلطت ال�ضوء على‬ ‫ميزان ��ه التج ��اري ور�صدت قوت ��ه العاملة‪،‬‬ ‫ون�سب البطالة والفق ��ر بالإ�ضافة �إىل قيمة‬ ‫العملة خالل الأعوام املا�ضية‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت الدرا�س ��ة بداي ��ة �إىل �أن �إجمايل‬ ‫الإنتاج املحلي يف �سورية بلغ وفق �إح�صائيات‬ ‫عام ‪ 2010‬حوايل ‪ 59,33‬مليار دوالر وهي‬ ‫بذلك حتتل املرتبة ‪ 67‬عامل َّي ًا‪ ،‬كما � َّأن من َّوها‬ ‫الإجمايل قد بلغ ‪ % 3.6‬لتحتل املرتبة ‪116‬‬ ‫عامل َّي ًا‪َّ � ،‬أما �إجم ��ايل الإنتاج املح ِّلي الفردي‬ ‫فق ��د بل ��غ ‪ 4800‬دوالر �أي �إنها حتتل املرتبة‬ ‫‪ 152‬عامل َّي� � ًا‪ ،‬و�أ�ش ��ارت الدرا�س ��ة �إىل �أن‬ ‫الزراع ��ة ت�أخ ��ذ ن�سب ��ة ‪% 17.1‬م ��ن ن�سبة‬ ‫الإنتاج املحل ��ي يف �سورية‪ ،‬يف حني �أن ن�سبة‬ ‫اخلدمات ت�ص ��ل �إىل ‪� %55.7‬أما ال�صناعة‬ ‫فن�سبتها‪.% 27,3‬‬ ‫وي�ش � ِّ�كل الدي ��ن الوطني ن�سب ��ة ‪ % 27,8‬من‬ ‫�إجم ��ايل الإنت ��اج املحل ��ي ال�س ��وري ح�س ��ب‬ ‫الدرا�س ��ة‪ ،‬لتحتل �سوريا املرتب ��ة اخلام�سة‬ ‫والت�سع�ي�ن‪ ،‬يف حني يبل ��غ الدين اخلارجي‬ ‫‪ 7,682‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫حيث و َّقعت �سوريا يف كانون الثاين من عام‬

‫‪ 2005‬ا ِتّفاق َّي� � ًة مع رو�سي ��ا‪ ،‬لتتنازل مو�سكو‬ ‫ع ��ن ‪ % 80‬م ��ن �إجم ��ايل دينه ��ا ل�سوري ��ا‪،‬‬ ‫خم ِّف�ض� � ًة م ��ن قيمة الدي ��ن م ��ن ‪ 13‬مليار‬ ‫دوالر �إىل ‪ 3,6‬ملي ��ار دوالر وه ��ي ج ��زء من‬ ‫�سددت �سوريا‬ ‫�صفق ��ة ا�سترياد �أ�سلحة‪ ،‬كما َّ‬ ‫يف كان ��ون الأ َّول عام ‪ ،2004‬مبلغ ‪ 27‬مليون‬ ‫دوالر لبولن ��دا م ��ن �إجم ��ايل الدي ��ن البالغ‬ ‫‪ 261,7‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ولفت ��ت الدرا�س ��ة �أن تل ��ك الدي ��ون لي�س ��ت‬ ‫�سوى �أجزاء من الديون ال�سور َّية اخلارج َّية‬ ‫فهناك ديون من �إيران و البنك الدويل‪.‬‬ ‫وبالن�سب ��ة للجي� ��ش ال�سوري يب ��دو �أنه ينال‬ ‫ح�ص ��ة الأ�سد م ��ن الإنتاج املحل ��ي ال�سوري‬ ‫بن�سب ��ة ت�ص ��ل �إىل ‪ % 5,9‬و�سوري ��ا مع هذه‬ ‫الن�سب ��ة م ��ن املخ�ص�ص ��ات حتت ��ل املرتب ��ة‬ ‫احلادية ع�ش ��رة عاملي ًا ‪ ،‬كما لفتت الدرا�سة‬ ‫�أن البع� ��ض كم ��ا يق � ِّ�در البع� ��ض ب� �� َّأن هذا‬ ‫اال�ستهالك قد ي�صل �إىل ‪ ،%7‬مقابل ‪ % 2‬يف‬ ‫َّ‬ ‫ال�صحة فقط‪.‬‬ ‫لقطاع‬ ‫َّ‬ ‫كم ��ا �سلط ��ت الدرا�س ��ة ال�ض ��وء عل ��ى �أهم‬ ‫ال�صناع ��ات يف �سوري ��ة ه ��ي الب�ت�رول و‬ ‫القما� ��ش‪ ،‬ال�صناع ��ات الغذائ َّي ��ة‪ ،‬التب ��غ‪،‬‬ ‫وا�ستخراج الفو�سفات‪ ،‬و�صناعة اال�سمنت‪،‬‬ ‫الفت ��ة �أن من ��و الإنتاج ال�صناع ��ي يف �سوريا‬ ‫وف ��ق �إح�صائيات ع ��ام ‪ 2010‬بلغ ‪ %6‬فقط‬ ‫لتحت ��ل املرتب ��ة ‪ 72‬عاملي� � ًا‪ ،‬مو�ضح ��ة �أن‬ ‫انتاج �سوريا من النفط ي�صل �إىل ‪401000‬‬ ‫برمي ��ل يف اليوم يف حني ت�ستهلك ‪292000‬‬ ‫برميل يف اليوم‪ ،‬و ت�صدر مايعادل ‪263000‬‬ ‫برمي ��ل من النفط يف اليوم‪ ،‬ولكنها ت�ستورد‬ ‫يف املقابل ‪ 55280‬برميل يف اليوم‪.‬‬


‫‪21 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫�أم ��ا �إنتاجها م ��ن الكهرب ��اء فو�صل بح�سب‬ ‫الدرا�س ��ة �إىل ‪ 78,71‬ملي ��ار كيل ��و واط‬ ‫بال�ساع ��ة عام ‪ 2010‬وه ��ي بذلك ال�ساد�سة‬ ‫واخلم�سون عامل َّيا‪� ،‬إال �أن الدرا�سة اعتمدت‬ ‫على �إح�صائيات عام ‪ 2009‬لت�سليط ال�ضوء‬ ‫على �إنت ��اج �سورية من الغ ��از‪ ،‬والذي و�صل‬ ‫�إىل ‪ 6,19‬ملي ��ار م�ت�ر مك َّع ��ب �سنو َّي� � ًا وهي‬ ‫بذلك حتت ��ل املركز ‪ 48‬عامل َّي ًا‪ ،‬وت�ستهلك يف‬ ‫املقابل ‪ 7,1‬مليار مرت مك َّعب �سنو َّي ًا‪ ،‬وحتتل‬ ‫املرتب ��ة ‪ 53‬عامل َّي ًا‪ ،‬وبالت ��ايل ف�إنها ت�ستورد‬ ‫ل�سد احتياجها م ��ن الغاز ماي�صل �إىل ‪910‬‬ ‫مليون مرت مك َّع ��ب �سنو َّي ًا وحتتل املرتبة ‪59‬‬ ‫عامل َّي ًا‪.‬‬ ‫وت�ضي ��ف الدرا�س ��ة �أن �سوري ��ة تنتج ‪% 1,9‬‬ ‫م ��ن �إنت ��اج الفو�سف ��ات العامل ��ي و ترتيبه ��ا‬ ‫التا�سع ��ة عامل َّي ًا و ذلك وف ��ق ما �أ�شارت �إليه‬ ‫�إح�صائيات عام ‪.2009‬‬ ‫ام ��ا بالن�سب ��ة للمي ��زان التج ��اري �أظهرت‬ ‫الأرقام �أن �سورية ت�ستورد �أكرث مما ت�صدر‬ ‫حيث تبلغ قيم ��ة الواردات مايقارب ‪16,98‬‬ ‫ملي ��ار دوالر وه ��ي ‪ 77‬عاملي� � ًا يف ح�ي�ن �أنها‬ ‫ت�ص ��در بقيمة ‪ 14,03‬ملي ��ار دوالر وهي يف‬ ‫املركز ‪ 76‬عامل َّي ًا‪.‬‬ ‫وترتك ��ز م�ست ��وردات �سوري ��ة عل ��ى الآالت‬

‫‪áæ°ùdG‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬

‫وو�سائ ��ل النق ��ل ‪ ،‬واملع ��ادن و املنتج ��ات‬ ‫املعدن َّي ��ة‪ ،‬والكيماو َّي ��ة ‪ ،‬والبال�ستي ��ك‪،‬‬ ‫ال ��ورق‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل املنتج ��ات الغذائ َّية‪،‬‬ ‫وامللبو�سات‪،‬حي ��ث تن ��ال ال�ص�ي�ن املرتب ��ة‬ ‫الأوىل بالن�سب ��ة مل�ست ��وردات �سورية بن�سبة‬ ‫ت�صل �إىل ‪ ،% 10,8‬يف حني حتتل ال�سعودية‬ ‫ثاني� � ًا بن�سب ��ة ت�ص ��ل �إىل ‪� % 10.1‬أما قيمة‬ ‫امل�ست ��وردات من ترك َّيا فت�صل ن�سبتها ‪، % 7‬‬ ‫و الإمارات ‪ ،% 5‬و �إيطاليا ‪� ،% 4,9‬أما كوريا‬ ‫اجلنوب َّي ��ة فت�صل قيمة م�ست ��وردات �سورية‬ ‫منه ��ا �إىل ‪ ،% 4,7‬و�أملاني ��ا ‪ ،% 4,5‬و رو�سيا‬ ‫‪ ،% 4,2‬و لبن ��ان ‪ ،% 4,1‬يف ح�ي�ن �أن م�ص ��ر‬ ‫‪.% 4,1‬‬ ‫وع ��ن ال�ص ��ادرات �أو�ضح ��ت الدرا�سة انها‬ ‫تت ��وزع بني نف ��ط خام‪ ،‬ومع ��ادن‪ ،‬ومنتجات‬ ‫برتول َّي ��ة‪ ،‬وفواكه و خ�ضار‪ ،‬وخيوط القطن‪،‬‬ ‫و�ألب�س ��ة و حلومات و حيوان ��ات ح َّية‪،‬وقمح‪،‬‬ ‫ويحت ��ل الع ��راق الن�سبة الأكرب ب�ي�ن الدول‬ ‫امل�ست ��وردة لتلك املنتجات حيث ت�صل ن�سبة‬ ‫م�ستوردات ��ه م ��ن �سوري ��ة �إىل ‪� %30‬سورية‪،‬‬ ‫ولبنان ي�أتي ثاني ًا بن�سبة ت�صل ‪� ،% 11,7‬أما‬ ‫�أملانيا فت�صل ن�سبة ال�صادات ال�سورية �إليها‬ ‫مايق ��ارب ‪ ،% 8,8‬وال�سعود َّي ��ة ت أ�ت ��ي �أخري ًا‬ ‫بن�سبة ‪.% 5‬‬

‫‪(Q’hódG πHÉ≤e IÒ∏dG) ᪫≤dG‬‬ ‫‪3^94‬‬ ‫‪3^92‬‬ ‫‪28,8‬‬ ‫‪35,3‬‬ ‫‪49,68‬‬ ‫‪56,68‬‬ ‫‪51,689‬‬ ‫‪50,0085‬‬ ‫‪46,5281‬‬ ‫‪46,708‬‬ ‫‪46,456‬‬

‫ولفت ��ت الدرا�سة يف هذا الإط ��ار �أن �سوريا‬ ‫تعترب الدولة الـ‪ 139‬عامل َّي ًا من ناحية القيود‬ ‫املفرو�ضة على االقت�ص ��اد و اال�ستثمار وهو‬ ‫مايطل ��ق عليه بالتح� � ُّرر االقت�ص ��ادي‪ ،‬كما‬ ‫ت�ص َّنف الـ‪ 14‬م ��ن �أ�صل ‪ 17‬دولة يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪.‬‬ ‫وبين ��ت الدرا�س ��ة �أن �أع ��داد العامل�ي�ن يف‬ ‫�سوري ��ة الق� � َّوة يبل ��غ ‪ 5,527‬ملي ��ون عام ��ل‬ ‫يتوزعون على قطاعات الزراعة وال�صناعة‬ ‫واخلدمات وحي ��ث بين ��ت �إح�صائيات عام‬ ‫‪� 2008‬أن قطاع اخلدمات ي�ش ّغل الفئة الأكرب‬ ‫من أ�ع ��داد اليد العامل ��ة بن�سبة و�صلت �إىل‬ ‫‪� ،%67‬أما الزراعة فت�شغل ‪ %17‬من �إجمايل‬ ‫اليد العاملة يف ح�ي�ن �أن الن�سبة العاملة يف‬ ‫قطاع ال�صناعة ال تتجاوز الـ ‪.%16‬‬ ‫وبل ��غ مع� � ّدل البطال ��ة يف �سوري ��ا‪ ،‬وف ��ق‬ ‫�إح�صائيات ‪� 2010‬إىل ‪ % 8,3‬وحتتل املركز‬ ‫اخلام� ��س والت�سع ��ون عاملي� � ًا‪� ،‬إال �أن ن�سب ��ة‬ ‫ال�سكان حتت خط الفق ��ر و�صل خالل عام‬ ‫‪ 2006‬حوايل ‪.% 11.9‬‬ ‫وبالن�سب ��ة للعمل ��ة ال�سوري ��ة فق ��د او�ضحت‬ ‫الدرا�س ��ة من خ�ل�ال اجلدول الت ��ايل قيمة‬ ‫هذه العمل ��ة �أمام ال ��دوالر الأمريكي خالل‬ ‫ال�سنوات ال�سابقة حتى عام ‪.2010‬‬

‫‪(¿ƒ«∏ŸÉH) ¿Éµnq °ùdG OóY‬‬ ‫‪8,971‬‬ ‫‪10,815‬‬ ‫‪12,720‬‬ ‫‪14,610‬‬ ‫‪16,510‬‬ ‫‪19,121‬‬

‫‪(»µjôeC’G Q’hódÉH) GDP‬‬ ‫‪$ 78270‬‬ ‫‪$ 146225‬‬ ‫‪$ 268328‬‬ ‫‪$ 570975‬‬ ‫‪$ 903944‬‬ ‫‪$ 1677417‬‬

‫‪21,092‬‬

‫‪$ 59633000‬‬

‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬

‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬

‫واجلدير �أن مفهوم «�إجمايل الإنتاج املحلي» �أو كما يعرف باللغة االنكليز َّية «»‪.GDP‬وهو �أحد الأ�س�س الهامة لدرا�سة اقت�صاد دولة ما‪،‬‬ ‫فه ��و يت�ضم ��ن جمموع القيمة ال�سوق َّية لكل اخلدمات و املنتجات بداخل حدود البلد ‪ ،‬حيث يتم احت�ساب قيمة اي منتج �سوا ًء �أنتجته �شركة‬ ‫حمددة (غالب ًا ما تكون �سنة واحدة)‪.‬‬ ‫حمل َّية �أو �أجنب َّية‪ ،‬خالل َّ‬ ‫مدة زمن َّية َّ‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 22‬‬

‫عبد احلكيم قطيفان‪ ..‬اعتقالي هم مصير‬ ‫كل من يغرد خارج السرب‪..‬‬

‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬ع ّمار منال ح�سن‬ ‫حمزة اخل�ضر‬ ‫ ‬

‫الفنان عبد احلكيم قطيفان الفنان الذي‬ ‫رف�ض اتخاذ موقف احلياد او ال�صمت‬ ‫و الذي غرد خارج ال�سرب ح�سب قوله‬ ‫مل متنعه امل�ضايقات التي تعر�ض لها يف‬ ‫الو�سط الفني من النقابة ب�سبب موقفه‬ ‫ال�سيا�سي من االنتفا�ضة ال�شعبية‪.‬‬ ‫كان لنا اللقاء ال�صحفي التايل مع الفنان‬ ‫عبد احلكيم قطيفان جنم الدرامة‬ ‫ال�سورية يف الفعاليات الثقافية ال�سورية‬ ‫االخرية يف العا�صمة امل�صرية القاهرة ‪...‬‬ ‫ال ميك ��ن التح ��دث ع ��ن قطيف ��ان ب ��دون‬ ‫التح ��دث ع ��ن حادثة اعتقال ��ه التي دامت‬ ‫لت�س ��ع �س ��نوات بخلفي ��ة �سيا�س ��ية‪ ،‬ه ��ل لنا‬ ‫بت�سليط ال�ضوء على هذه احلادثة؟‬ ‫هي لي�ست حادث ‬ة‪ ‪،‬هي قدر ال�شعب ال�سوري‬ ‫بال ا�ستثناء هي قدر كل �شخ�ص قال ال يف‬ ‫يوم من االيام او غرد خارج ال�سرب او مل‬ ‫ينحن امام اجلرناالت بكل تاكيد �سوف‬ ‫ِ‬ ‫يتعر�ض لالعتقال ولكن يختلف تاثري هذا‬ ‫القدر من �شخ�ص الخر فمنهم من يهتز و‬ ‫منهم من يعتربها در�سا يتعلم منه و تقويه‬ ‫يف االيام القادمة على ال�صعيد ال�شخ�صي‬ ‫هنالك فلم لعمر املختار يقول فيها جملة‬ ‫كان لها االثر كبري يف نف�سي (ال�ضربة‬ ‫التي ال تك�سر الظهر ت�صلبه) فانا اعتقد‬ ‫ان هذه التجربة بكل مرارتها بكل ق�ساوتها‬ ‫هي بالن�سبة يل جتربة مهمة عززتني و‬ ‫متنتني ولكن هنالك دائما خ�سارات اىل‬ ‫جانب املكت�سبات فاحلياة لها وجهان‬ ‫مثلما اكت�سبت ا�شياء اىل جنبها خ�سرت‬ ‫ا�شياء‪.‬‬

‫م ��ن نقاب ��ة الفنانني او من �س ��وها ب�س ��بب‬ ‫موقفك؟‬ ‫الفنان قطيفان ‪ :‬هذا مو�ضوع يطول‬ ‫�شرحه لكن انا قلت منذ البداية ال اطلب‬ ‫من احد ان ينطوي حتت ما ميكن ت�سميته‬ ‫الثورة او احلراك الثوري ولكن على االقل‬ ‫اطلب من زمالئي الفنانني الوقوف موقف‬ ‫اخالقي مما يحدث انتم مع النظام او‬ ‫لديكم م�صالح معه ال م�شكلة لدي ل�ست‬ ‫�ضدكم لكن يف اعتقادي هذا معيب جدا‬ ‫ان�سانيا يف املرتبة االوىل و اخالقيا يف‬ ‫املرتبة الثانية ان تقفوا مع هذا الدم مع‬ ‫هذا الدمار مع هذا القتل ل�سبب واحد ان‬ ‫الطرف الثاين خمتلف معاكم �سيا�سيا‬ ‫انا خمتلف معاكم �سيا�سيا ولكن هذا ال‬ ‫يعطيني �سببا لقتلك ابدا لال�سف لقد‬ ‫و�صل البع�ض منهم لدرجة كبرية من‬ ‫االذى و بع�ض منهم �صامت و بع�ض منهم‬ ‫واقف موقف احليادف فهو طيف متكامل‬ ‫متعدد االلوان‪.‬‬

‫كون ��ك واح ��د من اب ��رز رم ��وز الدرامة يف‬ ‫�س ��وريا كيف ترى تاثري الثورة ال�س ��ورية‬ ‫على الدراما يف �سوريا؟‬ ‫بالتاكيد الدرامة ال�سورية �سيكون بني‬ ‫يديها ماليني الق�ص�ص ماليني االحداث‬ ‫ماليني التفا�صيل ل�سبب مهم جدا يف‬ ‫اعتقادي ان كل مواطن �سوري هو‬ ‫عبارة عن فلم او م�سل�سل طويل‬ ‫و بالتايل كل عائلة �سورية هي‬ ‫مهرجان �سينمائي او عبارة عن‬ ‫ظاهرة تلفزيونية و مهرجان‬ ‫تلفزيوين كامل ‪,‬االمل كبري‬ ‫و الوجع كبري فامتنى‬ ‫ان ن�صل لرائحة بخار‬ ‫الدم الذي قدمه‬ ‫ه ��ل لك ان حتدثنا عن موقف زمالئك يف ال�شعب ال�سوري‬ ‫الو�س ��ط الفن ��ي حول الث ��ورة او على االقل يف �سعيه للحرية‬ ‫ن�صل‬ ‫هل جوبهت مب�ض ��ايقات يف الو�س ��ط الفني ان‬

‫لت�ضحياتهم التي قدموها امتنى من‬ ‫الدرامة ال�سورية ان ت�ستطيع مللمة هذه‬ ‫املا�ساة امامنا عمل كثري و كبري و �إن �شاء‬ ‫اهلل ن�ستحق لقب ابناء الثورة‪.‬‬

‫ختاما �سيد عبد احلكيم قطيفان ال نريد‬ ‫ان ناخذ كثريا من وقتك كلمة اخرية عن‬ ‫ه ��ذه الفعاليات و اهميته ��ا يف هذا الوقت‬ ‫برايك؟‬ ‫نحن االن نتعر�ض ملحنة ك�شعب �سوري‬ ‫كمجتمع �سوري كبنية حتتية �سورية جمتمع‬ ‫بكامله يدفع الثمن بال ا�ستثناء فاعتقد‬ ‫بان الفنانني لهم دور مثلما االطباء لهم‬ ‫دور و التجار لهم دور فانا اعتقد ان‬ ‫الفنانني الذين ملا ي�ستطيعوا ان يحملو‬ ‫ال�سالح مل ي�ستطيعوا ان يقوموا بعمل‬ ‫اغاثي من املمكن ان يقدموا جهدهم‬ ‫االبداعي يف لوحة او لوحتني و‬ ‫يذهب رعيهم لالغاثة لدعم‬ ‫النا�س املت�ضررين يف‬ ‫الداخل ال�سوري انا‬ ‫اعتقد ان هذه‬ ‫اخلطوة‬


‫‪23 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫نبيلة خطوة مهمة جدا ن�شكرهم عليها و‬ ‫هذا يدل على ان ال�شعب ال�سوري واحد‬ ‫ال�شعب ال�سوري مرتابط يف وجه الظلم و‬ ‫دائما �إن �شاء اهلل‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 24‬‬

‫منشور سياسي‬ ‫عرض مسرحي ما بعد أيديولوجي‬ ‫خا�ص‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫يف قل ��ب العا�صمة امل�صري ��ة القاهرة‬ ‫وعلى م�سرح روابط ‪ ،‬عر�ض م�سرحية‬ ‫من�شور �سيا�سي من املدر�سة التفاعلية‬ ‫‪ ،‬فكرة و �إخراج عادل عبد الوهاب‬ ‫كم ��ا �ضمت عدد م ��ن املمثلني امل�سرح‬ ‫من م�ص ��ر �سوريا وال�سودان ‪ ،‬طرحت‬ ‫م ��ن خاللها عدد م ��ن الق�ضايا يف ما‬ ‫يخ� ��ص الربيع العربي ‪ ،‬بد ًء من املر�أة‬ ‫والأدي ��ان والثورات يف الع ��امل العربي‬ ‫ومت الإ�سق ��اط عل ��ى مو�ض ��وع تق�سيم‬ ‫ال�سودان واحلري ��ات‪ ،‬خالل عدد من‬

‫الأحيان ‪.‬‬ ‫ففي البدء حتدث عن الأديان بطريقة‬ ‫عبثي ��ة وكيفي ��ة توظي ��ف الدي ��ن يف‬ ‫ال�صراع ��ات ال�سيا�سي ��ة ‪ ،‬لينتقل عرب‬ ‫لوحة منف�صلة متاما غري مرتبطة مبا‬ ‫قبلها و حتدثت فيها عن املر�أة وق�ضايا‬ ‫التحر�ش ونظرة املجتمع �إليها ‪ ،‬لينقلنا‬ ‫بعده ��ا �إىل لوح ��ة تتكلم ع ��ن مواجهة‬ ‫املدن ّية بني عن�صر الأمن واملواطن‪.‬‬

‫اللوح ��ات املنف�صل ��ة‪ ،‬تفاع ��ل خالل ��ه‬ ‫اجلمه ��ور م ��ع املمثل�ي�ن من ��ذ البدء يف‬ ‫فكرة احلاجز الأمني والهوية فطرحها‬ ‫املخ ��رج بطريقة �إبداعية تب ��د�أ ب�س�ؤال‬ ‫املمثلني للجمهور من ��ذ حلظة الدخول‬ ‫البطاقة لو �سمحت‪..‬؟!‬ ‫فيم ��ا ي�شب ��ه احلواج ��ز الت ��ي انت�شرت‬ ‫خ�ل�ال الث ��ورات م ��ن جي� ��ش النظ ��ام‬ ‫�إىل احل ��ر يف �سوريا ومي ��دان التحرير‬ ‫يف الث ��ورة امل�صري ��ة ‪� ...‬إىل �صال ��ة‬ ‫العر� ��ض والت ��ي انتقل ��ت �إىل ج ��دران فيما عر� ��ض املمثل ال�س ��وري فارو�سي‬ ‫ال�صال ��ة الدائرية عرب جه ��از �إ�سقاط الق�ضية ال�سورية يف عدد من اللوحات‬ ‫�ضوئي (‪ )projector‬يف كثري من ‪ ،‬فب ��د�أ كان الطرح عل ��ى عملية توريث‬


‫‪25 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫م ��ن القائ ��د اخلال ��د املف ��دى امل ّعظ ��م‬ ‫املبجل �إىل االب ��ن الدكتور قائد عملية‬ ‫التدمري والتخري ��ب يف �سوريا وكيفية‬ ‫تعاط ��ي الإع�ل�ام الوطن ��ي بطريقت ��ه‬ ‫العفن ��ة ‪،‬وبينّ مزج ما يف الذاكرة ‪،‬وما‬ ‫على ال�شا�شة امل�سرح من تغزل بالقائد‬ ‫االب ��ن ‪ ،‬اجلمي ��ل ‪� ،‬صاح ��ب العيني�ي�ن‬ ‫الزرقاوي ��ن‪ ،‬ثاق ��ب الب�ص�ي�رة‪ ،‬وطوله‬ ‫املم�ش ��وق‪ ،‬والت ��ي ت ��دل عل ��ى مفه ��وم‬ ‫اجتماعي مبهم املعاين‪.‬‬ ‫لوح ��ة �أخرى تتعلق بالق�ضي ��ة ال�سورية‬ ‫كان ��ت منول ��وج ب�شخ�صي ��ة ازدواجي ��ة‬ ‫ب�ي�ن �ضاب ��ط �أمن وطف ��ل م ��ن �أطفال‬ ‫درع ��ا يف �إحدى �أقب ّية ال�سجون ‪ ،‬والتي‬ ‫تبد�أ ب�س�ؤال ��ه عن ا�سمه فيجيب الطفل‬ ‫حم ��زة لي�ش�ي�ر هن ��ا �إىل ال�شخ�صي ��ة‬ ‫الرمز حمزة اخلطيب ‪ ،‬ليطلب بعدها‬ ‫ال�ضاب ��ط بالكف عن نداءه ((عمو ))‬

‫�إىل ((�سي ��دي )) وكم ��ا ه ��و متعارف عمامي فرحانني وعم يقولوا انت�صرنا‬ ‫عليه يف �سوري ��ا ‪.‬لينتهي بعدها احلوار احلمد هلل ‪...‬قال �سيدي قال))‬ ‫‪ ،‬بطلقة م�سد�س من ال�ضابط‪.‬‬ ‫فيم ��ا تتال ��ت اللوح ��ات الأخ ��رى‬ ‫منول ��وج �أخر ‪ ،‬بني حمزة اخلطيب من ب�إرها�ص ��ات الربي ��ع العرب ��ي ُ‬ ‫‪،‬فط � ِ�رح‬ ‫درع ��ا و عال جب�ل�اوي م ��ن الالذقية‪ ،‬فيه ��ا م�ش ��اكل كعزل ��ة �صعي ��د م�ص ��ر‬ ‫واالنتخابات امل�صرية و�أحالم ال�شباب‬ ‫والذي كان على النحو التايل ‪:‬‬ ‫((بتع ��ريف ع�ل�ا حئل ��ك عل ��ى �س ��ر ما امل�ص ��ري ‪ ،‬فيم ��ا �س ّل ��ط الدرامات ��ورج‬ ‫حدا بيعرف ��و ‪ ،‬وقت ئلو للع�سكري هات واملمث ��ل ح�سام ه�ل�ايل م ��ن ال�سودان‬ ‫امل�سد� ��س كنت ع ��م �أت�شاه ��د ‪ ،‬ب�س ما ال�ضوء على �إرها�ص ��ات الربيع العربي‬ ‫بعرف لي� ��ش فرغ الر�صا�صات بج�سمي يف ال�سودان وق�ضي ��ة تق�سيم ال�سودان‬ ‫م ��ع �أين مت ��ت وق ��رب من ��ي ‪...‬وقته ��ا لتنته ��ي امل�سرحي ��ة بن�ش ��ر �صفح ��ات‬ ‫�شمي ��ت ريحتو خمتلط ��ة دخان بريحة فارغ ��ة عل ��ى جمه ��ور طالب�ي�ن منه ��م‬ ‫الغرف ��ة وكن ��ت عم �أ�سم ��ع �أ�صوات عم قراءته ��ا ‪ ،‬لتنتهي ب�أقم ��اع يو�ضع فيها‬ ‫يق ��ول «جبلك غريو �سي ��دي» ممزوجة البزر «اللب»‪.‬‬ ‫فخ ��ر وت�شفي ‪ ،‬و�صوت م ��ن برا بيقول‬ ‫‪ ...‬قتلو و�صوت ت ��اين بيقول �أنا بقرف من�ش ��ور �سيا�س ��ي هو العم ��ل اخلام�س‬ ‫�شيل ��و ‪ ..‬روح �شيل ��و �إنتا‪...‬بتعريف عال للمخرج عادل عبد الوهاب‪.‬‬ ‫�شاي ��ف الباب ��ا راف ��ع عل ��م الث ��ورة مع‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 26‬‬

‫عام النصر‬ ‫باري�س ‪� /‬أ‪ .‬برهان غليون‬

‫بالرغم مما �شهده عام ‪ ٢٠١٢‬من م�آ�سي‬ ‫على ال�شعب ال�سوري‪ ،‬مع قوافله امل�ستمرة‬ ‫م ��ن ال�شه ��داء واجلرح ��ى واملعتقل�ي�ن‬ ‫واملختف�ي�ن والنازح�ي�ن واملهجري ��ن‪� ،‬إال‬ ‫�أن ��ه كان اي�ض ��ا عاما مليئ ��ا بالبطوالت‪.‬‬ ‫وفيه انق�صم ظهر ه ��ذا النظام الظامل‬ ‫وقو� ��ض الث ��وار بنيان ��ا ق�ض ��ى الطغ ��اة‬ ‫واملت�آمرون على حق ��وق ال�شعب ال�سوري‬ ‫وحريات ��ه وم�ستقبله م ��ا يقارب الن�صف‬ ‫ق ��رن يف �إقامته وتعزي ��زه‪ ،‬بدعم من كل‬ ‫الدول التي كانت لها م�صلحة يف حتييد‬ ‫ال�شع ��ب ال�س ��وري و�ش ��ل �إرادت ��ه‪� ،‬سواء‬ ‫من اجل التحكم مب�ص�ي�ره �أو اغت�صاب‬ ‫ارا�ضي ��ه �أو ت�شيي ��د �ص ��رح امربطوري ��ة‬ ‫�إقليمية على ح�سابه‪ .‬واليوم يتهاوى هذا‬ ‫ال�ص ��رح ال�شام ��خ لنظ ��ام مل يتقن �شيئا‬ ‫أ�ك�ث�ر من اتقانه �سيا�سة االرهاب والقتل‬ ‫واالبتزاز واالحتي ��ال‪ ،‬وتت�ساقط �أعمدته‬

‫كقلعة من الورق املقوى‪.‬‬ ‫يف بداية هذا العام اجلديد جندد العهد‬ ‫لث ��ورة احلري ��ة والدميقراطي ��ة‪ ،‬ل�سورية‬ ‫اجلديدة الواحدة املوحدة‪ ،‬ل�شعب �سورية‬ ‫البط ��ل ال ��ذي مل يع ��رف ثقاف ��ة العن ��ف‬ ‫واحلقد والقتل واالنتقام واالرهاب يف كل‬ ‫تاريخ ��ه‪ ،‬ولن يقبل االنزالق‪ ،‬مهما حاول‬ ‫جمرم ��وا النظ ��ام دفع ��ه‪� ،‬إىل مث ��ل هذه‬ ‫الثقافة البغي�ضة‪ ،‬ل�شباب �سورية الأحرار‬ ‫الذي ��ن حمل ��وا الث ��ورة عل ��ى اكتفاه ��م‪،‬‬ ‫ووقف ��وا‪ ،‬خالل �شهور طويل ��ة‪ ،‬مت�سلحني‬ ‫ب� ��إرادة كاحلديد وت�صمي ��م �أ�سطوري يف‬ ‫مواجه ��ة �ألة احل ��رب و االرهاب والقتل‪،‬‬ ‫متحدين كل املخاطر والتهديدات‪.‬‬ ‫التحية لن�س ��اء �سوري ��ة و�شاباتها اللواتي‬ ‫حملن الن�صيب الأكرب من معاناة ال�شعب‬ ‫يف هذه املحنة العظيمة‪ ،‬و�ضربن يف هذه‬ ‫الث ��ورة املثل مبا متيزن به من روح الكرم‬ ‫والعط ��اء والت�ضحي ��ة ونك ��ران ال ��ذات‪.‬‬ ‫وله ��ن يرجع الف�ضل ا ألك�ب�ر يف ا�ستمرار‬ ‫الث ��ورة و�صالبة ت�صمي ��م الرجال الذين‬ ‫خا�ضوها وال يزالون يخو�ضونها‪.‬‬ ‫التحية ل�شه ��داء احلرية والكرامة الذين‬ ‫خط ��وا بدمائهم تاري ��خ �سورية اجلديدة‬ ‫و�صنعوا من بطوالته ��م م�ستقبال جديدا‬ ‫ل ��كل ال�سوريني‪ .‬ونعاهدهم على ان نبقى‬ ‫�أوفياء للقي ��م التي ماتوا م ��ن �أجلها وان‬ ‫يظلوا يف قلوبنا نورا ن�ست�ضيء به ونربا�سا‬

‫يوجهن ��ا يف طريقنا‪ .‬املج ��د واخللود لهم‬ ‫والرحمة على �أرواحهم الطاهرة‪.‬‬ ‫التحية جلمي ��ع ال�سوريني الذين حتملوا‪،‬‬ ‫وحيدين‪ ،‬ب�إباء عز نظريه‪ ،‬ما مل يتحمله‬ ‫�شع ��ب‪ ،‬للق�ضاء عل ��ى �أح ��د �أركان نظام‬ ‫االرهاب والقهر واالذالل العاملي‪ ،‬وقبلوا‬ ‫ب ��كل الت�ضحي ��ات م ��ن �أج ��ل ان يحرروا‬ ‫بلده ��م م ��ن طغي ��ان اجله ��ل واحلق ��د‬ ‫واجلرمي ��ة املنظم ��ة‪ ،‬و�أن ي�صنع ��وا منه‬ ‫وطنا للحرية ومدر�سة للقيم االن�سانية ‪.‬‬ ‫التحي ��ة وال�شكر له�ؤالء جميع ��ا‪ ،‬بانتظار‬ ‫ان نحتف ��ل والع ��امل �أجم ��ع ه ��ذا الع ��ام‬ ‫بالن�ص ��ر ال ��ذي ال ي�ستحق ��ه �شع ��ب كما‬ ‫ي�ستحقه ال�سوريون‪ ،‬الن�صر على النظام‬ ‫الظامل بالت�أكيد‪ ،‬لكن �أكرث من ذلك ومن‬ ‫وراء ذل ��ك على كل القي ��م التي ج�سدها‬ ‫وكان ��ت وراء ا�ستم ��راره‪ :‬قي ��م الأناني ��ة‬ ‫واال�ستقال ��ة الأخالقي ��ة واال�ستهان ��ة‬ ‫باالن�س ��ان واال�ستهتار باحلي ��اة والكرامة‬ ‫وروح الوطنية‪.‬‬ ‫كل ع ��ام و�سوري ��ة يف انت�ص ��ار واخل ��زي‬ ‫والع ��ار لأعداء االن�ساني ��ة‪ ،‬قتلة ال�شعوب‬ ‫وجالديها‪.‬‬


27 issue 43 / jan. 3rd


‫‪issue 43 / jan. 3rd 28‬‬

‫من أسقط النظام السوري؟؟‬ ‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي مهنا‬

‫من املُ ّ�سلم ب ��ه �أن ال�سلطة احلاكمة تلعب‬ ‫دورا �أ�سا�سي� � ًا يف م�ص�ي�ر الأوطان‪ ،‬فهي‬ ‫�إما �أن تبن ��ي �أمة عظيمة �إن كانت �سلطة‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات تق ��وم عل ��ى اح�ت�رام �سي ��ادة‬ ‫القانون وحتقيق مبد أ� العدالة وامل�ساواة‪،‬‬ ‫�أو �أنه ��ا تت�سبب بهدم بنيان الأمة وكل ما‬ ‫�أجنزته خالل �سنواتها الطويلة‪� ،‬إن كانت‬ ‫دولة ت�سل ��ط وا�ستعباد تقتل وتهدم بنيان‬ ‫الوطن‪ ،‬كما هو عليه احلال لدى �أنظمتنا‬ ‫العربية امل�ستب ��دة‪ ،‬منها النظام ال�سوري‬ ‫الت�سلطي الذي قام منذ انقالبه امل�شئوم‬ ‫يف بداي ��ة ال�سبعينيات من القرن املا�ضي‬ ‫على ثالثي ��ة اال�ستبداد‪ ،‬القمع والإق�صاء‬

‫ورعاي ��ة الف�س ��اد‪ ،‬لذلك ف ��ان �أردن ��ا �أن‬ ‫نعرف ملاذا انه ��ار النظام ال�سوري وملاذا‬ ‫ف�شل وعج ��ز عن اال�ستم ��رار يف التحكم‬ ‫مب�ص�ي�ر الب�ل�اد والعب ��اد وجتنيبه ��ا كل‬ ‫ه ��ذه امل�آ�س ��ي والويالت‪ ،‬رغ ��م حت�صنه‬ ‫ب�أعت ��ى الأجهزة القمعي ��ة املت�سلطة التي‬ ‫تبلغ من ال�شرا�سة ما مل تبلغه �أية �أجهزة‬ ‫يف الع ��امل‪ ،‬نقول �إذا �أردن ��ا التعرف على‬ ‫�أ�سباب ه ��ذا ال�سقوط امل� � ّدوي‪� ،‬سندرك‬ ‫عنده ��ا مب ��ا ال ي ��دع ال�ش ��ك مل ��اذا وقعت‬ ‫الف أ�� ��س بالر أ�� ��س ومل ��اذا ح ّل ��ت كل ه ��ذه‬ ‫امل�صائب على هذا الوطن ور�ؤو�س �أبنائه‬ ‫�أجمعني‪.‬‬ ‫وكي نتع� � ّرف على حقيق ��ة الأ�سباب التي‬ ‫�أدت ل�ضع ��ف ه ��ذا النظ ��ام ووهن ��ه من‬

‫ث ��م ا�ستع ��داده لل�سق ��وط‪ ،‬ف�إن ��ه ال بد لنا‬ ‫م ��ن العودة مل ��ا كتب عن �أ�سب ��اب �سقوط‬ ‫ال ��دول‪ ،‬ومن �أبرز م ��ن كتب عن ذلك هو‬ ‫اب ��ن خلدون الذي يعترب �أن من �أهم هذه‬ ‫الأ�سباب ه ��ي‪ :‬اال�ستبداد‪� ،‬س ��وء اختيار‬ ‫الأع ��وان‪ ،‬ال�ت�رف والف�س ��اد الأخالق ��ي‪،‬‬ ‫الظلم‪ ،‬عدم متيي ��ز العدو من ال�صديق‪،‬‬ ‫�ضعف الأ�سا�س الذي قامت عليه الدولة‪،‬‬ ‫الكي ��د اخلارج ��ي عل ��ى الدول ��ة‪� ،‬ضعف‬ ‫الرقابة على امل�سئولني‪ ،‬ف�ساد االقت�صاد‪،‬‬ ‫بينم ��ا يرى امل�ؤرخ الربيط ��اين توينبي �أن‬ ‫الدول ��ة عندم ��ا ت�ص ��ل �إىل مرحلة تعجز‬ ‫فيه ��ا ع ��ن اال�ستجاب ��ة للتحدي ��ات الت ��ي‬ ‫جتابهها‪ ،‬ف�إنها تدخل يف مرحلة االنهيار‪.‬‬ ‫وم ��ن ا�ستعرا� ��ض جمم ��ل م ��ا ذك ��ر من‬


‫‪29 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫�أ�سب ��اب �سنجد �أن جمرد �أن يحل �أحدها‬ ‫يف �أم ��ة �أو دولة مهما كان حجمها وقوتها‬ ‫دون �أن تعم ��ل عل ��ى مقاومت ��ه واحل ��د‬ ‫م ��ن انت�ش ��اره ف إ�ن ��ه �سيلحق به ��ا بطبيعة‬ ‫احلال ال�ضعف والوه ��ن امل�ؤديني للتهلكة‬ ‫وال�سقوط‪ ،‬فكيف بها �إن اجتمعت واحد ًا‬ ‫بعد �آخر‪ ،‬كم ��ا اجتمعت يف بنية وهيكلية‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري احل ��ايل‪ ،‬ال ��ذي بن ��ا‬ ‫�إمرباطوريت ��ه على الت�سل ��ط واال�ستبداد‬ ‫ونهب املال العام ورعاية الف�ساد وحماية‬ ‫املف�سدي ��ن الذي ��ن بلغوا م ��ن ال�سطوة �أن‬ ‫�أحده ��م �أ�صبح ميل ��ك �أكرث من ‪ %60‬من‬ ‫اقت�صادي ��ات الب�ل�اد الت ��ي ال زالت ترفع‬ ‫�شع ��ارات اال�شرتاكي ��ة‪� ،‬إ�ضاف� � ًة ل�س ��وء‬ ‫اختي ��ار فقهاء ال�سلطة ومن�سوبيها الذين‬ ‫ال ه ��م لهم �سوى �إر�ضاء الأجهزة الأمنية‬ ‫و�سطوته ��ا‪ ،‬حت ��ى بات ��ت ال�سم ��ة العامة‬ ‫لإدارات الدول ��ة وم�ؤ�س�ساته ��ا ومفا�صلها‬ ‫املختلف ��ة (هي �أن املوظ ��ف ال�سيئ يطرد‬ ‫املوظ ��ف اجلي ��د م ��ن الوظيف ��ة العامة)‬ ‫كم ��ا بنيت تلك الإمرباطورية على الظلم‬ ‫واجلور الذين حلقا ب�أبناء الوطن‪ ،‬ممن‬ ‫ُ�ش� � ّردوا واعتقل ��وا وتغ ّرب ��وا وحرموا من‬

‫الوظيف ��ة العام ��ة �أو ف�صل ��وا منها دومنا‬ ‫�سبب‪� ،‬س ��وى جم ��رد قيامه ��م بالإ�شارة‬ ‫لبع� ��ض موا�ض ��ع اخلل ��ل والف�س ��اد‪ ،‬كم ��ا‬ ‫ح�صل مع بع�ض �أع�ض ��اء جمل�س ال�شعب‬ ‫(ريا� ��ض �سي ��ف وم أ�م ��ون احلم�ص ��ي)‬ ‫كذل ��ك ممن وق ّع ��وا على �إع�ل�ان بريوت‬ ‫دم�ش ��ق ع ��ام ‪ 2006‬وغريه ��م الكث�ي�ر‪،‬‬ ‫حت ��ول ه�ؤالء على �أثرها من �أبناء الوطن‬ ‫لأعدائه بامتياز‪ ،‬عندما �صدرت بحقهم‬ ‫خمتل ��ف الق ��رارات اجلائ ��رة و�شت ��ى‬ ‫ا ألح ��كام الق�ضائية امل�س ّي�س ��ة‪ ،‬ثم �أخري ًا‬ ‫بخاف عل ��ى القا�صي والداين مدى‬ ‫لي�س ٍ‬ ‫�أهمية موقع �سوري ��ا اجليو�سيا�سي الهام‬ ‫ودورها الريادي يف املنطقة التي اختطته‬ ‫منذ عهود اال�ستقالل وجعل منها مطمع ًا‬ ‫وهدف� � ًا للق ��وى املعادي ��ة م ��ن �صهيوني ��ة‬ ‫وغربي ��ة يف �آن أ�خ ��ذت ترتب� ��ص بها على‬ ‫مر ال�سنني‪.‬‬ ‫مم ��ا �سب ��ق ن�ستطي ��ع الق ��ول �أن �سيا�سة‬ ‫الت�سل ��ط والقم ��ع والإق�ص ��اء وحماي ��ة‬ ‫الف�ساد والفا�سدين وم�صادرة ا�ستقاللية‬ ‫الق�ض ��اء‪ ،‬وم ��ا نت ��ج عن ذلك م ��ن خرق‬ ‫فا�ض ��ح حلق ��وق الإن�س ��ان وغي ��اب مبد�أ‬

‫العدال ��ة وامل�س ��اواة‪� ،‬إىل جان ��ب تال�شي‬ ‫فر� ��ص الإ�صالح‪ ،‬كل ذل ��ك �أدى لرتاجع‬ ‫ثق ��ة ال�شع ��ب ب ��ل تذ ّم ��ره م ��ن قيادات ��ه‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإدارية املتهرئة من جمل�س‬ ‫�شع ��ب ووزراء وبقي ��ة مفا�ص ��ل الدول ��ة‬ ‫مدنية وع�سكري ��ة وق�ضائية على ال�سواء‪،‬‬ ‫وبطبيع ��ة احل ��ال ف�إن ��ه عندم ��ا تغي ��ب‬ ‫العدال ��ة وي�ست�ش ��ري الف�س ��اد ب�ي�ن جميع‬ ‫�إدارات الدول ��ة وكاف ��ة مكوناته ��ا ف إ�ن ��ه‬ ‫تتال�ش ��ى معه ��ا فر�ص الإ�ص�ل�اح وتنعدم‬ ‫الثق ��ة ب�سلطات الدولة و�أركانها‪ ،‬وتتحول‬ ‫عندئذ ملنط ��ق ال�سم ��ك‪ ،‬الكبري‬ ‫الدول ��ة‬ ‫ٍ‬ ‫ي� ��أكل ال�صغ�ي�ر‪ ،‬وبذلك تك ��ون مقدمات‬ ‫االنهي ��ار قد ب ��د�أت تل ��وح فع�ل�ا وال يهم‬ ‫حينئ ��ذ عمر هذه ال�سلط ��ة وقوة حزامها‬ ‫الأمن ��ي‪� ،‬س ��واء كان ��ت تع ��ود لق ��رون �أم‬ ‫حديثة الوالدة‪ ،‬فالنتائج الكارثية �ستكون‬ ‫واح ��دة‪ ،‬الن امل�س ��ار اخلاط ��ئ ال ي� ��ؤدي‬ ‫بالنتيج ��ة �إال �إىل نتائج خاطئة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يك ��ون النظام وفق ًا ملا �سبق قد زرع بيديه‬ ‫ب ��ذور فنائ ��ه‪ ،‬ومن ثم وحده م ��ن �أ�سقط‬ ‫يجر البالد �إىل ما ت�شهده‬ ‫نف�سه‪ ،‬قبل �أن ُ‬ ‫من م� ٍآ�س وويالت‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 30‬‬

‫تاريخ املتفائلني‪ ..‬وحدود التفاؤل‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو ظبي ‪ -‬ملهم هنداوي‬

‫عا�شت �سوريا حرة �أبية‪...‬وعا�ش املجتمع‬ ‫ال�س ��وري لعقود ال يعي من هذا ال�شعار�إال‬ ‫حروف ��ه العربي ��ة‪ ,‬كان ال ��كل يف �سب ��ات‬ ‫عمي ��ق وحياتن ��ا خالي ��ة م ��ن �أي �شرح ملا‬ ‫حتتوي ��ه املفاهيم املج ��ردة التي مل جند‬ ‫له ��ا ح�ل ً�ا يف عقولن ��ا‪ ..‬ح ��ب‪ ..‬عدالة‪..‬‬ ‫وطنية‪ ..‬حرية‪.‬‬ ‫هنا كانت طفولتنا م ��ا يعني �أننا خ�سرنا‬ ‫الكثري‪ ...‬فم ��ع دخول جيلن ��ا �أول جتربة‬ ‫�سيا�سي ��ة ظه ��رت العدي ��د م ��ن ال�ص ��ور‬ ‫ال�ش ��اذة‪ ,‬ب�ي�ن م ؤ�ي ��د لإ�ستبداد ي ��رى �أنه‬ ‫ال يطال ��ه‪ ,‬وم ��ن الي ��رى حرية ب�ل�اده �إال‬ ‫م ��ن خ�ل�ال �أيديولوجي ��ا يعتنقه ��ا‪ ,‬ومن‬ ‫يعت�ب�ر الإقتن ��اع �ضعف ��ا و اليهم ��ه يف‬ ‫النقا�ش احل�ض ��اري �إال تنمية براعته يف‬ ‫�إقن ��اع الآخرين‪,‬و�أ�صح ��اب مقولة حاور‬ ‫بندقيت ��ي وم ��ن ال ي ��رى يف طائفيته عيبا‬ ‫لأن �أحق ��داه مربرة‪ ..‬فقد قدم ت�ضحيات‬ ‫للوطن‪...‬وبينم ��ا يج ��ر ه� ��ؤالء وغريهم‬ ‫عرب ��ة م�ستقبلن ��ا تدو� ��س يف طريقه ��ا‬

‫رقاب املظلومني وتب ��دد �أطياف االحالم‬ ‫اجلميلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن ال ت�ستغربوا علينا �أفعالنا رجاء�أ‪...‬‬ ‫فنحن جي ��ل �أخذ ثقافت ��ه ال�سيا�سية عن‬ ‫مدر�س بعثي وح�ص ��ة الرتبية الع�سكرية‪,‬‬ ‫وق ��د �أجمعن ��ا عل ��ى حمارب ��ة الليربالية‬ ‫والر�أ�سمالي ��ة والإ�س�ل�ام ال�سيا�س ��ي‬ ‫والإ�شرتاكي ��ة �س ��ر ًا وكل ذن ��وب الب�شرية‬ ‫الأخرى الت ��ي حدثنا عنها �شيخ اجلامع‪,‬‬ ‫أ�م ��ا اجلزء غرياملحظور م ��ن الدين فقد‬ ‫ا�ستهلكن ��اه بتعل ��م الطه ��ارة وا�ستخدام‬ ‫ال�س ��واك وقليل من الأخ�ل�اق الإ�سالمية‬ ‫داخ ��ل ح ��رم اجلام ��ع‪ ,‬مدار�سن ��ا كانت‬ ‫ف�سح ��ة رائعة للعب الك ��رة و�أما عن تقبل‬ ‫الر�أي االخر فقد تكفلت م�شاجرات �أهل‬ ‫احلي ب�إعطاءن ��ا ملحة عنه‪,‬حرية التعبري‬ ‫ورثتها ع ��ن �أبي الذي تعل ��م كثريا بدوره‬ ‫من جتربة جيله ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫مل نع ��رف يوما ما تعنيه تيارات فكرية �أو‬ ‫�أح ��زاب‪ ,‬مل نخف من طائفي ��ة �أوعرقية‬ ‫�أوغريه ��ا فل ��م يك ��ن هناك جي ��د و�سيئ‬ ‫كان ��ت جميعه ��ا طال�س ��م وكان ال ��كل يف‬ ‫�سب ��ات‪..‬كان ع�صر ًا يخ ��اف فيه الطفل‬ ‫من «املخابرات»‬ ‫ه ��ذا تاريخنا القريب‪ ...‬حال جهل وفقر‬

‫وتخل ��ف ممنهج �صرف نظ ��ام الإنقالب‬ ‫الع�سكري الكثري من طاقاته لرت�سيخها‪,‬‬ ‫وكان لها نتائج ظهرت الآن و�صارت �سببا‬ ‫للت�ش ��ا�ؤم والإح�سا� ��س بالعبثي ��ة عندم ��ا‬ ‫نقارن �أه ��داف الثورة الت ��ي �أردناها مبا‬ ‫و�صلن ��ا �إليه اليوم‪ ,‬عبثي ��ة �سببها قفزات‬ ‫�أمل حامل ال تراعي تاريخنا وما كنا عليه‬ ‫والوقت الكايف لتغيري ذلك وجتعلنا نلقي‬ ‫باللوم عل ��ى الثورة مع �أنه ��ا لي�ست �سبب‬ ‫ظه ��ور �أخطاءنا �إمنا ه ��ي نتيجة لرتاكم‬ ‫هذه الأخطاء‪.‬‬ ‫الن�ص ��ر مل يت�أخ ��ركل م ��ا يف الأم ��ر �أننا‬ ‫خلطنا بني التف ��ا�ؤل ال�ضروري والأحالم‬ ‫املتفائل ��ة و�سببن ��ا الإحب ��اط لأنف�سن ��ا‬ ‫والن�ص ��ر بق ��ي عل ��ى موعده‪...‬فالأم ��ل‬ ‫ي�صن ��ع ث ��ورة والأحالم ت�صن ��ع �سذاجة‪,‬‬ ‫وما نعي�شه اليوم ال يخرج عن �إطار ال�سري‬ ‫املنطق ��ي لتط ��ور املجتمع ��ات الإن�ساني ��ة‬ ‫الت ��ي دفع ��ت �أثمان ًا باهظة ع�ب�ر التاريخ‬ ‫قبل �أن ت�ستعيد جدليتها وتعود للخريطة‬ ‫الإن�سانية من جديد‪.‬‬


‫‪31 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫نحن نحيا بكل ما اوتينا من ثورة‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫الي ��وم الأول م ��ن ال�سن ��ة اجلدي ��دة ‪ ،‬هو‬ ‫لعم ��ري و عمرك ‪� ،‬ش ��يء عظيم يف هذه‬ ‫الأيام التي ا�صبحت ثقيلة احلركة ك�أنها‬ ‫ال تريد �أن تبارح مكانها ‪.‬‬ ‫ق ��ال حكيم م ��ا ‪ ،‬و ه ��و لي� ��س بال�ضرورة‬ ‫احلكي ��م نف�س ��ه ال ��ذي دائما م ��ا يقول ‪،‬‬ ‫‪� ..‬أي ��ام الث ��ورة املثقلة بجث ��ث املوتى ‪ ،‬ال‬ ‫تختل ��ف فقط بحمله ��ا عن �أي ��ام ما قبل‬ ‫الث ��ورة ‪ -‬الغ�ي�ر مثقل ��ة ‪ ، -‬ب ��ل بالل ��ون‬ ‫االحمر املمزوج بنداءات احلرية ‪ ،‬الذي‬ ‫يغط ��ي امل�شهد يف هذه الأي ��ام ‪ ،‬بدال من‬ ‫دم ��وع القه ��ر ‪ ،‬املمزوجة ب�ت�راب الذل ‪،‬‬ ‫الت ��ي كانت تغط ��ي كل �ش ��يء يف زمن ما‬ ‫قبل الثورة ‪.‬‬ ‫خال�صة ‪ ،‬ال حتتاج لقول اي نوع من انواع‬ ‫احلكماء ‪ .. ،‬هذه االيام العظيمة امتالت‬ ‫حت ��ى التخمة باالن�سان ال�س ��وري ‪ .‬توقفو‬ ‫عن االحتف ��ال بال�سنة اجلديدة يا تع�ساء‬ ‫العامل ! فف ��ي �سوريا كل يوم يعادل مئات‬ ‫من �سن�ي�ن اخلزي و الع ��ار التي تغطيكم‬ ‫بذل ال�صمت ‪.‬‬ ‫ال�صدف ��ة الغبي ��ة ق ��ادت �أحده ��م ايل ‪،‬‬ ‫لي�س�ألن ��ي ب�ب�راءة ‪ ...‬الث ��ورة تدخل �سنة‬ ‫جديدة ‪ ،‬هل نتفاءل لأنها �سنة كاملة ‪ ،‬ام‬ ‫لأنه ��ا جديدة ؟ ‪ ...‬مل اجب ��ه ‪ ،‬فكما قلت‬ ‫لكم انها كانت جمرد �صدفة غبية ‪.‬‬ ‫كت ��ب �أحده ��م ‪ ،‬و ه ��و غالبا م ��ا يبكي ‪،‬‬ ‫يف مدونت ��ه ‪ :‬الي ��وم قب�ضت عل ��ى نف�سي‬ ‫باجلرم امل�شه ��ود ‪ ...‬كنت �أ�ضحك ‪ ،‬اين‬ ‫�أعتذر من دماء ال�شهداء و دموع االمهات‬ ‫و ‪...‬و ‪...‬و ‪. ...‬كلم ��ا حكيت ق�صته الحد‬

‫ال�سوري�ي�ن ‪ ،‬و ان ��ا ا�شع ��ر بالفخ ��ر بهذا‬ ‫ال�شع ��ور االن�ساين الرائع ‪ ،‬كان ي�ضحك و‬ ‫ي�ضح ��ك ‪ ...‬حتى ان جارتنا والدة �شهيد‬ ‫و معتقل و مقاتل يف �صفوف اجلي�ش احلر‬ ‫‪ ،‬حني حكيت لها ‪� ...‬ضحكت �أي�ضا ‪.‬‬ ‫يتعج ��ب �صديق ��ي م ��ن النا� ��س يف بلدي‬ ‫‪ :‬كي ��ف ي�ضحك ��ون ‪ ،‬يتبادل ��ون التحيات‬ ‫‪ ،‬يرق�ص ��ون ‪ ،‬يغن ��ون ‪ ...‬رغ ��م كل ه ��ذا‬ ‫الدم ��ار و احلق ��د ال ��ذي غمرن ��ا في ��ه (‬ ‫ال�ش ��يء ) ؟ رغم كل الأحب ��اب و الغوايل‬ ‫الذين ودعناهم ‪ ،‬رغم �شتاء بال مازوت ‪،‬‬ ‫رغم ا�صوات القذائف و الر�صا�ص ‪ ،‬رغم‬ ‫الرعب و احلقد الذي ين�شره ( ال�شيء )‬ ‫و مرتزقت ��ه ‪ ....‬فال�سوري ال ي�ستحي من‬ ‫فرحه و �ضحكه لأن �ضمريه مرتاح ‪ ،‬و هو‬

‫يحيا بكل ما اوتي من ثورة ‪.‬‬ ‫يف �سوري ��ا نتبادل التهاين كل �صباح ‪ :‬كل‬ ‫يوم و انت طيب ‪ ،‬ان�شاهلل اليوم بنخل�ص‬ ‫من ��و ‪ .‬ال �شك �أنه يف بل ��د ‪ ،‬ما زال ‪ ،‬يحيا‬ ‫فيه مرتزقة ( ال�شيء ) ال ميكن ان نقول‬ ‫لبع� ��ض كل �سن ��ة و انت طي ��ب ‪ ...‬لذلك‬ ‫اقت�ض ��ت ال�ض ��رورة �أن نق ��ول لبع�ضن ��ا ‪:‬‬ ‫الن�ص ��ر بهال�سنة ان�ش ��اهلل ‪ ....‬ب�س يعني‬ ‫ان�شاهلل باولها ‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 32‬‬

‫أنا وجثة البير كامو‬


‫‪33 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬ ‫ارج ��و �أن ال يذه ��ب عقلك ��م بعي ��د ًا يف‬ ‫اال�ستنتاج‪ .‬فنحن ل�سنا يف دم�شق او احلولة‬ ‫او قب�ي�ر او ترمي�سة �أو حم� ��ص ‪ ،‬ما �أق�صده‬ ‫بجثث مونرتيال �شيئ� � ًا خمتل ًفا متام ًا‪ ،‬رغم‬ ‫الراب ��ط البعي ��د واخلفي بينهم ��ا‪ ،‬فما هي‬ ‫ق�صة مونرتيال؟‬ ‫نه�ض ��ت �صباح� � ًا كالع ��ادة يف اخلام�س ��ة‬ ‫�صباح� � ًا رغم حماوالتي البق ��اء يف ال�سرير‬ ‫ا�ستن�شق عطر زوجتي التي تدير يل ظهرها‬ ‫بكل ا�ستخف ��اف‪ ،‬و�أ�سبح يف الأحالم‪ ،‬ولكن‬ ‫لكزة قوية من كوع احلبيبة مع نربة �صوتها‬ ‫احلن ��ون ي�أم ��رين بالنهو�ض‪ ،‬جعلن ��ي �أقفز‬ ‫خ ��ارج ال�سري ��ر العري�ض و�أتوج ��ه للمطبخ‬ ‫لتح�ض�ي�ر ركوة القه ��وة العربية‪ .‬املهم �أنني‬ ‫قبلت اعتذار زوجتي عن لكزة الكوع امل�ؤملة‪،‬‬ ‫وال ��ذي مل تعلنه �صراحة‪ ،‬وامن ��ا ا�ستنتتجه‬ ‫وحيد ًا كي �أُداري كربيائي املجروحة ‪ ،‬لي�س‬ ‫بفعل �سكني من �سكاكني ال�شبيحة‪ ،‬واحلمد‬ ‫هلل‪ ،‬و�إمن ��ا بفع ��ل الرجولة امله ��دورة والتي‬ ‫يراق عل ��ى جوانبه ��ا الدم وه ��ي �ساكنة يف‬ ‫�أ�س ّرة املعار�ضة املزدوجة‪.‬‬ ‫بال كرت عالك وتباكي‪� ،‬أو�صلت ال�سيدة �إىل‬ ‫عمله ��ا وعدت �إىل البيت عل ��ى �أمل ان �أنام‬ ‫�ساع ��ة او �أكرث قبل التوجه �إىل عملي‪ ،‬ولكن‬ ‫م ��ا ح ��دث البارح ��ة يف دم�شق م ��ن ق�صف‬ ‫للأحي ��اء باملدفعي ��ة والطائ ��رات جعلني يف‬ ‫حال ��ة ا�ستنف ��ار عقل ��ي وج�س ��دي‪ ،‬فقررت‬ ‫التوج ��ه �إىل العم ��ل �س�ي�ر ًا عل ��ى االق ��دام‬ ‫ملمار�سة ريا�ضتي اليومية‪ ،‬ولتفريغ �شحنات‬ ‫الغ�ض ��ب متع ��ددة امل�ص ��ادر والأن ��واع م ��ن‬ ‫ج�سدي‪.‬‬ ‫كان �شارع القدي�س هيوبرت بانتظاري‪ .‬وملا‬ ‫كنت غا�ضب ًا من الب�شر والآلهة ملا يحدث يف‬ ‫�سوريا‪ ،‬فقد بد�أت �أفكر با�سم هذا القدي�س‬ ‫و�أ�سم ��اء القدي�سني الآخري ��ن املنت�شرين يف‬ ‫�شوارع مونرتيال اك�ث�ر من انت�شار الك�شك‪.‬‬ ‫ف�ل�ا تكاد جت ��د �شارع� � ًا �أو �ساح ��ة عامة �أو‬ ‫منتزه� � ًا �إال ويحمل ا�س ��م قدي�س‪ ،‬ومع ذلك‬

‫كن ��ت ات�ساءل عن معنى غي ��اب كل مظاهر‬ ‫الدي ��ن والتدين من احلياة العامة الكندية‪،‬‬ ‫فالقان ��ون هو احلا�ض ��ر الوحيد يف ال�شوارع‬ ‫الآن‪ .‬والدلي ��ل �أن الي ��وم ه ��و ي ��وم رماي ��ة‬ ‫امل ��واد املنزلي ��ة القابل ��ة لإع ��ادة التدوي ��ر‬ ‫(الري�س ��كالج)‪ ،‬وفي ��ه مين ��ع رم ��ي الزبالة‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬ك ��ي ال تختل ��ط م ��ع امل ��واد الت ��ي‬ ‫ميكن �إع ��ادة اال�ستفادة منه ��ا‪ .‬كنت �أ�سري‬ ‫م�ستغرق ًا يف �أفكاري‪ ،‬ولكن مل مينعني ذلك‬ ‫م ��ن ممار�س ��ة هوايتي يف النظ ��ر والتدقيق‬ ‫يف العل ��ب املخ�ص�ص ��ة للتدوي ��ر‪ ،‬فه ��ي نوع‬ ‫م ��ن الزبال ��ة الت ��ي اهواه ��ا من ��ذ كن ��ت يف‬ ‫�سوريا‪ ،‬وال �أزال‪ ،‬وق ��د يكون ال�سبب اخلفي‬ ‫لتعلق ��ي يف النظ ��ر اىل الأ�شي ��اء القدمي ��ة‬ ‫هي تل ��ك الأمنية اخلرافي ��ة يف العثور على‬ ‫م�صب ��اح ع�ل�اء الدين‪ ،‬الذي ‪ ،‬ل ��و �أ�سعفني‬ ‫احل ��ظ ووجدت ��ه يف زبالة الغ ��رب‪ ،‬لطلبت‬ ‫من اجلني ال ��ذي يعرف العربية والفار�سية‬ ‫والرو�سي ��ة واالنكليزية وكل اللغات العاملية‪،‬‬ ‫ان يتدخل يف �سوريا فور ًا ويقتلع بيت الأ�سد‬ ‫وحا�شيته ��م ويرميهم يف ج ��زر واق الواق �أو‬ ‫يف زبال ��ة غربي ��ة‪ ،‬ولكن لي� ��س كل ما يتمنى‬ ‫امل ��ر�ؤ يدرك ��ه‪ ،‬وخا�ص ��ة اذا كان ��ت الأمنية‬ ‫مبنية على حديث خرافة‪.‬‬ ‫و�صل ��ت يف �س�ي�ري �إىل منطق ��ة �سكني ��ة‪،‬‬ ‫ميك ��ن ت�صنيف �سكانها ب�أنه ��م من الطبقة‬ ‫الو�سط ��ى‪ .‬لفت انتباهي علب ��ة حتتوي كتب ًا‬ ‫قدمي ًة‪ ،‬جتاوزت العلبة ثم عدت‪ ،‬مل �أ�ستطع‬ ‫تركه ��ا دون تقلي ��ب الكت ��ب‪ .‬الت�ص ��ق كتاب‬ ‫منه ��ا يف ي ��دي‪� ،‬أخذته و�س ��رت‪ ،‬كان رواية‬ ‫الغري ��ب للكات ��ب الفرن�س ��ي ال�شه�ي�ر البري‬ ‫كام ��و‪ ،‬الذي ولد وعا� ��ش وكتب يف اجلزائر‬ ‫وا�شتهر يف الغرب‪ .‬ما هذه ال�صدفة اليوم؟‬ ‫الغري ��ب يف الزبال ��ة وان ��ا يف مونرتيال منذ‬ ‫‪� ٢٣‬سن ��ة‪ ،‬وكام ��و �صاح ��ب العبثي ��ة و أ�ح ��د‬ ‫م�ؤ�س�س ��ي الوجودي ��ة االوروبي ��ة‪ ،‬وم ��ع ذلك‬ ‫ق ��رر �صاحب البي ��ت رمي ه ��ذه الرواية مع‬ ‫غريها من الرواي ��ات الكال�سيكية كالأحمر‬ ‫والأ�س ��ود وروميو وجوليي ��ت يف الري�سكالج‬ ‫لإع ��ادة تدوير الورق بالأكيد‪ ،‬ولي�س الأفكار‬ ‫الواردة يف ه ��ذه الروايات‪ ،‬الت ��ي مت �سابق ًا‬

‫إ�ع ��ادة تدويره ��ا عدة مرات قب ��ل جتاوزها‬ ‫�إىل فل�سف ��ة �ص ��راع احل�ض ��ارات‪ ،‬و�ص ��و ًال‬ ‫�إىل ع�ص ��ر االنرتني ��ت والفاي�سب ��وك الذي‬ ‫يعطي ��ك فر�ص ��ة احلدي ��ث م ��ع �شخ�ص يف‬ ‫الطرف االخر من الك ��رة االر�ضية بينما ال‬ ‫تعرف ج ��ارك الذي هو يف ال�شقة املجاورة‪،‬‬ ‫ويف �أح�سن ا ألح ��وال تقول له �صباح اخلري‪.‬‬ ‫�إنه ��ا عبثية التوا�ص ��ل مع البعي ��د واالبتعاد‬ ‫عن القري ��ب املال�صق‪� .‬إنه ��ا عبثية اجلثث‬ ‫املنت�ش ��رة يف كل م ��كان يف �سوريا‪ ،‬واجلثث‬ ‫الت ��ي متل�ؤ �ش ��وارع دم�ش ��ق ( يق ��ال بحدود‬ ‫‪ ٢٠٠‬جثة البارحة)‪ ،‬وجثث الكتب واالفكار‬ ‫املرمية يف �شوارع مونرتيال‪.‬‬ ‫لفت انتباهي �أي�ض� � ًا موظفة البلدية ال�شابة‬ ‫اجلميل ��ة‪ ،‬حاملة بني يديها �آل ��ة املخالفات‬ ‫لل�سي ��ارات‪ ،‬الت ��ي ن�س ��ي �أ�صحابه ��ا تغي�ي�ر‬ ‫�أماكنه ��ا ما بني الثامن ��ة والتا�سعة �صباح ًا‪،‬‬ ‫قيم ��ة كل خمالف ��ة ‪ ٥٢‬دورا كندي ��ا‪ ،‬والت ��ي‬ ‫ت�ساع ��د البلدية على اال�ستم ��رار يف تقدمي‬ ‫اخلدم ��ات للمواطن�ي�ن‪ ،‬كم ��ا �أنه ��ا‪� ،‬أي‬ ‫املخالف ��ات ‪ ،‬و�سيل ��ة م ��ن و�سائ ��ل تطبي ��ق‬ ‫القان ��ون‪ ،‬ال ��ذي �أ�ش ��رت �إلي ��ه يف البداية‪،‬‬ ‫لأن ه ��ذه اجلهة من ال�ش ��ارع يجب �أن تكون‬ ‫فارغ ��ة م ��ن ال�سي ��ارات ك ��ي ي�سه ��ل عملية‬ ‫مرور �سي ��ارات البلدي ��ة املخ�ص�صة لكن�س‬ ‫ال�شوارع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جت ��اوزت جامع� �ا �صغريا جلماع ��ة مغاربية‬ ‫ت�سكن هذا احلي‪ ،‬ثم مررت من �أمام كني�سة‬ ‫عمالقة فارغ ��ة كما هي بقي ��ة الكنائ�س يف‬ ‫مونرتي ��ال‪ .‬عل ��ى بع ��د �أمت ��ار قليل ��ة التقت‬ ‫�سيدة خم�سيني ��ة مع رجل يقاربها يف العمر‬ ‫ب�ي�ن يديه كلبه الأبي� ��ض ال�صغري‪ ،‬فاقرتبت‬ ‫وقبل ��ت الكل ��ب قب ��ل ان تقب ��ل الرج ��ل من‬ ‫�شفتيه‪ .‬كان على ي�ساري فرن خلبز ال�صاج‬ ‫ال�شرق ��ي وعل ��ى ميين ��ي ك ��راج االطفائية‪،‬‬ ‫وكن ��ت افكر يف م ��ا ميكن ان يح ��دث اليوم‬ ‫يف �سوري ��ا‪ ،‬فال احد يعرف م ��اذا يتفتق يف‬ ‫عقل هذا الول ��د املجنون الذي يحاول حكم‬ ‫�سوريا رغم انت�شار اجلثث فيها ب�أوامر منه‬ ‫مبا�شرة‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 34‬‬

‫دخن عليها تنجلي‬ ‫من ق�ص�ص احلرية يف الثورة ال�سورية‬ ‫ق�صة بعود ثقاب‪ :‬لـ جمال د َ​َجوي‬

‫كانت «�أمل» تت�ص ��ور �أن احلياة بكل الهدوء‬ ‫الذي تعي�شه‪� ..‬شي جميل‪� .‬أب ذو �شخ�صية‬ ‫متوازنة بالبيت‪ ..‬و�أم حميمة‪ ..‬حكيمة‪ ..‬مل‬ ‫عال‪ ..‬بل‬ ‫ت�سمعه ��م يوم ًا على خالف �صوتي ٍ‬ ‫عل ��ى العك�س‪ ...‬كان ��ت ت�ستمتع وهي تراهم‬ ‫يتحادث ��ون ك�أ�صدق ��اء‪ .‬ف ��كان ه ��ذا ال�ش ��ي‬ ‫ينعك� ��س عليه ��ا بازدياد االعج ��اب بوالدها‬ ‫يوم ًا بعد يوم‪.‬‬

‫على املنزل بكل �شي‪ ..‬فبدا وك�أن �شخ�صية‬ ‫الأب ق ��د ب ��د�أت بالذوبان �أم ��ام �شخ�صية‬ ‫الزوجة و�شدتها و�سيطرتها‪.‬‬

‫عندم ��ا كان ��ت ت�سم ��ع �صوته ��ا الع ��ايل‪...‬‬ ‫وكالمه ��ا الغ�ي�ر الئق م ��ع الأب‪ ...‬اختارت‬ ‫لنف�سه ��ا ال�صمت واالن ��زواء‪ ..‬ولكن خوف ًا‬ ‫عل ��ى �أفكاره ��ا م ��ن الذوب ��ان يف ال�صمت‬ ‫املحيط‪� ..‬شجعت نف�سها على الوعي فبقدر‬ ‫ماكانت ت�صمت‪ ..‬كانت تزداد وعي ًا‪ ..‬وبلغ‬ ‫فيها هذا ال�شيء �أنه بيوم من الأيام فر�ض‬ ‫عليها والدها زوج� � ًا من �أقرباء الزوجة‪...‬‬ ‫وفج�أة تغ�ي�رت الأحوال‪ ...‬توفيت والدتها‪ ..‬ال ��ذي ارتفع ��ت مراتب ��ه �إىل �أن �أ�صب ��ح‬ ‫وبعد زمن لي�س بطويل‪ ...‬تزوج مرة ثانية‪ .‬ال�سكرتري اخلا� ��ص لأبيها‪� ..‬أو بالأحرى‪...‬‬ ‫الرئي�س له‪.‬‬ ‫تل ��ك الزوجة التي بد�أت من حلظة و�صولها‬ ‫بال�سيط ��رة عل ��ى كل �شئ‪ ...‬ب ��ل وامتالكها فكان ��ت بدق ��ة مالحظته ��ا‪ ..‬ت ��رى �أن يف‬ ‫لأتب ��اع من �أقرباء و�أ�صدق ��اء و�أهل‪ ..‬يمُ لون �آرائه ��ا �شيئ ًا م ��ن اال�ساءة ل�ل��أب‪ ..‬ولكنها‬ ‫مل تق ��در �أن تفعل �شيء‪ ...‬فمقدار اعجاب‬ ‫الأب به بعدما يغادر كل مرة‪ ..‬كان يدفعها‬ ‫ثانية لل�صمت‪ ..‬ف�أين لها �أن تفعل �أي �شيء‬ ‫جتاه �سيل ج ��ارف‪� ...‬سريع ك�سرعة اخلرب‬ ‫الذي و�صل �إليها بقرب افال�س �أبيها ب�سبب‬ ‫تدهور �أعماله‪ ..‬و�إدارتها‪.‬‬ ‫ه ��ي‪ ..‬ال ر�أي له ��ا‪ ..‬وال اختي ��ار له ��ا‬ ‫بال ��كالم‪ ..‬فبحث ��ت يف ذهنها لرتى‬ ‫الأج ��واء التي حوله ��ا‪ ..‬فخرجت‬ ‫ب�أفكاره ��ا �إىل الع ��امل خ ��ارج‬ ‫الأ�س ��رة‪ ..‬العائل ��ة‪..‬‬ ‫البلد‪ ...‬العامل العربي‪.‬‬

‫تل ��ك اللحظ ��ة ل�ص ��ور احل ��كام الع ��رب‬ ‫و�أعوانه ��م‪ ..‬وكيف �أنه م�صريه ��م �سيكون‬ ‫بي ��د ه�ؤالء الأعوان‪ ..‬فف ��ي اليوم الذي ر�أت‬ ‫فيه ��ا «جيم�س بيكر» وزير خارجية الواليات‬ ‫املتح ��دة ولق ��اءه مع «ط ��ارق عزي ��ز» وزير‬ ‫خارجي ��ة الع ��راق يومه ��ا‪ ...‬والر�سالة التي‬ ‫فتحه ��ا «طارق عزيز» الت ��ي مل تكن موجهة‬ ‫�إليه �أ�ص ًال بل كانت لرئي�سه‪ ..‬تدعوه لإعالن‬ ‫االن�سح ��اب الفوري من الكوي ��ت‪ ..‬فما كان‬ ‫م ��ن «عزي ��ز» يومه ��ا �إال �أن �أع ��اد الر�سالة‬ ‫ل� �ـ «بيكر» قائ�ل ً�ا‪« :‬مع الرف� ��ض»‪ ...‬هذا رد‬ ‫«�ص ��دام ح�سني» على الر�سالة‪ ...‬ذلك الرد‬ ‫الذي تبعه انهيار الع ��راق الذي تبعه �شكلي ًا‬ ‫�إعدام «�صدام ح�سني» لكن واقعي ًا بتق�سيمه‬ ‫�إىل ثالث دويالت وفئات �سكانية‪.‬‬ ‫مل تط ��ل م ��دة‪ ...‬و�إذ بها ت�سم ��ع ما يحدث‬ ‫يف تون� ��س ون�صيحة قائد اجلي� ��ش �إىل «بن‬ ‫علي» ب�أن عليه �أن يغادر البالد‪ ...‬ثم جاءت‬ ‫ثالثة الأ�سايف يف «القذايف و�أوالده» والنهاية‬ ‫التي و�ص ��ل �إليها بقتل ��ه‪ ..‬بطريقة خمتلفة‬ ‫عن «�صدام ح�سني» لك ��ن النتيجة واحدة‪..‬‬ ‫ثم �ص ��ورة «عمر �سليمان» وه ��و يتلو امتثال‬ ‫«ح�سني مب ��ارك» لن�صيحة القوات امل�سلحة‬ ‫ب�أن علي ��ه املغادرة وقد انتهت ب� �ـ «�سليمان»‬ ‫بالقت ��ل‪ ...‬و ب� �ـ «مب ��ارك» �إىل م�شفى ي�شبه‬ ‫حلد كبري م�ست�شفي ��ات الأمرا�ض العقلية‪..‬‬ ‫و امل�شه ��د اليمن ��ي يف رئي�س جن ��ا من املوت‬ ‫ب�إعجوبة‪ ...‬يوقع عل ��ى اتفاقيات املغادرة‪..‬‬ ‫بحرقتني‪ ..‬داخلية وخارجية فيه‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ث ��م حط ��ت ال�ص ��ورة يف �سوري ��ا‪ ..‬وب ��د�أت‬ ‫كم حلظة انهيار �أهواله ��ا تتفوق على الآخري ��ن‪ ..‬ولكن على‬ ‫ال�سط ��ح‪ ..‬ب ��دا وك�أن املخرج ُيع ��د الرتتيب‬ ‫�أعمال‬ ‫�أبيها‪ ...‬للم�شه ��د ا ألخ�ي�ر للم�سرحي ��ة‪ ..‬فهاه ��و‬ ‫ت�شبه «الأخ�ض ��ر االبراهيمي» ميرر بخجل ر�سالة‬ ‫الرحي ��ل‪ ...‬فيم ��ا االجابة املتوقع ��ة‪« ...‬مع‬ ‫الرف�ض»‪.‬‬ ‫ثم عادت «�أمل» لنف�سها تقول‪:‬‬ ‫هل من عاقل �أو مت�شائم �أو متفاءل �أن يختار‬ ‫�صورة للعامل العربي بعد ع�شر �سنوات‪.‬‬


35 issue 43 / jan. 3rd


‫‪th‬‬ ‫‪issue4243/ dec‬‬ ‫‪/ jan.27‬‬ ‫‪3rd‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪36‬‬

‫رسالة ما بعد منتصف الليل‬ ‫ريزان خليل‬ ‫نافذة حتر�س الوقت من غواية ال�ضوء‬ ‫و�أجرا� ��س الكني�س ��ة يف عي ��د امل�سيح ن�شيج‬ ‫يرتفع على درجات الرع�شة‬ ‫كمان يعزف وج ��ع ال�صباح القادم ب�سكون‬ ‫الأنثى الغارقة يف �أح�صاء اجلنود الراحلني‬ ‫‪ ...‬ال ايق ��اع ينظ ��م الأي ��دي املرتفع ��ة �أو‬ ‫يبادلها بن�شيد ال�صمت‬ ‫ه ��ذه ال�شه ��وة املجزئ ��ة ماب�ي�ن فخ ��ذي‬ ‫ال�صباح ووجه اللي ��ل‪ ..‬ارجتاالت ال�صدى‬ ‫يف �أخاديد ال�شقاء‬ ‫رياح املوت القادمة من خلف الزجاج‬ ‫وامل�سيح نائم يف ح�ضن اهلل‬ ‫ماذا ا�صنع بالأحالم ؟!‬ ‫يت�سع نطاق الف�ضاء‪..‬‬ ‫�أزهار القطن ‪ ..‬رائحة الق�ش الذي ق�ضمته‬ ‫اغنام البدو‪..‬‬ ‫رياح ترجتف من �ضوء ال�صباح‬ ‫وثلج قابع خلف نافذتي‬ ‫هي املغامرة ت�أخذ بيدي �إىل حقول ال�شمال‬ ‫�إىل التمثيل على م�سرح معلب يف حبة قمح‬


‫‪rd th‬‬ ‫‪42 / jan.‬‬ ‫‪dec.327‬‬ ‫‪37 issue 43‬‬

‫وش ْك يا وطن‬ ‫مشتاق ُح َ‬ ‫املند�سة ‪� /‬سمري‬

‫و�ش ْك َبلدنا‬ ‫حابب ُح ِ‬ ‫َ‬ ‫كرج‬ ‫و متل ح ّبات املطر اكرج ْ‬ ‫عخدودك‬ ‫و عنهودك‬ ‫ا�سرح والعب ْب ْح ْجراتك‬ ‫ومتل الطفل‬ ‫�أ ْو َق ْع ويكرتوا �ضحكاتك‬ ‫حابب ُح َ‬ ‫و�شك يا وطن‬ ‫و�أو َق ْف ِم ْتل ما َعنّ عالبال‬ ‫ْب َه ْو ْك ال�شوارع احللوين‬ ‫لل�سما‬ ‫كل �شارع بيو�صل ّ‬ ‫ْب ِي ْب َع ْت معه �آمال‬ ‫وحبال ِت ْن ِز ْل‬ ‫و ِتن ِو ِ�ص ْل بحبال‬ ‫ال�سمااا والأر�ض‬ ‫بني ّ‬ ‫تو�صل من حكمتو مر�سال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫لل ّنا�س ال َع ْم بيو ِقفوا بال ّدو ْر‬ ‫ِي َب ْحب�شوا عن َك ْ�س ِرة خبز‬ ‫عن ُعو ِد ْة حطب‬ ‫ووو ِغ�ص ْن ُه ْم ِب ِر ْد‬ ‫�صدرهم ْ‬ ‫َ‬ ‫هل ِمل َيانْ ُح ّب ق ْر َم ْ�ش‬ ‫َق ْر َم ْ�ش من اخلوف‬ ‫من الق�صف‬ ‫من كرتة اجلروحات‬ ‫جروحات نا�س �ض ّيعوا والدهم‬ ‫جريانهم‬ ‫بيوتهم‬ ‫بو�سهم ِك ْل ُه ْم‬ ‫م�شتهي‬ ‫و �شو‬ ‫ُ‬ ‫و اعطيهم ورد‬ ‫اعطيهم حبق‬ ‫و�سالل خبز مز ّينة ْرياح ْني‬

‫وياخدوا الرياحني وي�شبعوا‬ ‫من ريحتو‬ ‫املليانة حرية وعزّة و�صرب‬ ‫*****‬ ‫وحك ُحم�ص‬ ‫م�شتاق انزل ْب ُر ِ‬ ‫�شفتك اليوم بردانة بال بيوتك‬ ‫ووالدك اخل ّالن‬ ‫َت ْر ُكوكي غ�صب‬ ‫تركولك كلمة ح ّنا معاكي للموت‬

‫حم�ص‬ ‫يا ْ‬ ‫ح ّنا معاكي للموت‬ ‫وللموت بنق ّلو هال‬ ‫وللحرية م ّية هال‬ ‫وراجعني نغزل بح�ضنك نغم‬ ‫نغم بتَلج كانون‬ ‫وبزهر �آذار‬ ‫بتتذ ّكري يا حم�ص �آذار؟‬ ‫م�شتاق جلبالك َ�ش ْامنا‬ ‫وار�سم عجبينها َو ِ�ش ْم ‪:‬‬ ‫نحنا كلنا واحد‬ ‫واحد‬ ‫واحد‬ ‫واحد‬ ‫وترق�ص رق�صتها جبالك‬ ‫فرحانة فرح‬ ‫و تتلج هالدين تلج‬ ‫وتن�سال َم ّيتها بنهورك �سورِيا‬ ‫وتثور‬ ‫تبعت �أمل‬ ‫تبعت فرح‬ ‫ويتعانقوا القطرات‬ ‫ويتف ّرجوا هال ّنا�س ويتباو�سوا‬

‫ومن كرت ما ْ�ش ُعو ْرهُ م حامي‬ ‫يرجع مطر‬ ‫يرجع مطر‬ ‫وارجع ا�شتاقلك �سوريا‬ ‫و ان�شر على َ�شعرك عطر‬ ‫واكتب �شعر‬ ‫وروح تا زورك حلب‬ ‫تب‬ ‫حامل َع ْ‬ ‫هال�سيف‬ ‫َ�ص ْمتك َ�ص ْ‬ ‫مت وبت ْ​ْح ْم ِلي ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيقطع �سيقان الورد‬ ‫هل �ض ّلت تا حتمل وراق‬ ‫وراق البلد‬ ‫موجوع من ِح ّدة �سيوفك حلب‬ ‫وانك�سر �ضهري‬ ‫ون�ش ِفت دموعي عليك‬ ‫يا ابو فرات‬ ‫�آخ �شو كنت الأمل‬ ‫وحت�ضل الأمل‬ ‫ِومت َل ْك ِط ِر ْت‬ ‫ِط ِر ْت عال�شام ِز ْر ْت املخ ّيم‬ ‫�شفتو انحرق‬ ‫تعا نغ ّنيلو انت و�أنا‬ ‫ّميا مويل الهوا‬ ‫ّميا مويل ّيا‬ ‫�ضرب اخلناجر وال‬ ‫حكم النذل ف ّيا‬ ‫نزلوا �شباب كتار‬ ‫كرمال الق�ضية‬ ‫قالوا فيه طفال زغار‬ ‫بدرعا الأب ّية‬ ‫َق ّطع ْو ُلن ايديهم‬ ‫َج َك ْر باحلرية‬ ‫وم�شيت ب�شوارعكي‬ ‫يا حم�ص العد ّية‬ ‫ولقيت جي�ش البلد‬ ‫عم ي�ضرب عل ّيي‬ ‫يا جي�شنا حرام‬ ‫عم بتذ ّبح ف ّيا‬ ‫يا حيف واهلل يا حيف‬ ‫جي�شنا ين�ض ّْر‬ ‫يا حيف كرمال يا حيف‬ ‫كلمة اهلل و �أكرب‬ ‫و َحيعو ْد جي�ش البلد‬ ‫حامي للحر ّية‬ ‫وبعيون جي�شنا هاحلر‬ ‫وحدتنا الوطن ّية‪.‬‬


‫‪issue 43 / jan. 3rd 38‬‬

‫‪Ammar Mnla Hasan‬‬

‫ب�شار الأ�سد �أباد خم�سني �ألف �سوري؟‬ ‫ح�سن ��ي مب ��ارك �أباد ‪ 85‬مليون م�ص ��ري‪� ،‬شعب كامل معدم تائه‪ ،‬ال ثقاف ��ة ال ح�ضارة ال وعي ال هدف ال‬ ‫م�ستقبل‬ ‫يلعن روحك يا مبارك �أ�سو�أ رئي�س �سقط يف الربيع العربي‬ ‫‪Rasha Omran‬‬

‫ال �أفه ��م كي ��ف ميكن لأحد الآن �أن يعي� ��ش بذاكرة ‪� 1400‬سنة ما�ضية و�أن تكون ه ��ذه الذاكرة هي م�سار‬ ‫�سلوكه‪..‬ال افهم وال ا�ستوعب وال �أريد‬ ‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫من كرت ما �شحدوا امل�س�ؤوليني يف لبنان والأردن على ق�ضية الالجئني ال�سوريني ‪ ..‬خايف بكرا االقت�صاد‬ ‫تبعون ينهار ب�س تنحل الأزمة ‪ ..‬تعلموا ع البحبحة لأنو!‬ ‫‪Hicham Munawar‬‬

‫وزير الطاقة اللبناين جربان با�سيل لـ«ال�سفري»‪�« :‬إن تدفق النازحني ال�سوريني والفل�سطينيني جعل لبنان‬ ‫ي�ص ��ل اىل مرحل ��ة االنتفاخ التي تهدد باالنفج ��ار‪ ،‬و�إذا كان �سعينا اىل منع االنفج ��ار �سيجعلنا متهمني‬ ‫بالعن�صرية‪ ،‬فال ب�أ�س بت�ضحية �إ�ضافية من �أجل احلفاظ على م�صلحة البلد»!!‪.‬‬ ‫انتفاخ ينذر باالنفجار!!‪..‬‬ ‫‪Bassam Ballan‬‬

‫�أكاد أ�ج ��زم ب� ��أن ال�سب ��ب احلقيقي لق�ص ��ف «الكازي ��ة» يف املليحة بري ��ف دم�شق ه ��و �أن مالكها مل يقل‬ ‫ل�سيادت ��ه‪ :‬الوطن العربي قليل عليك يا�سيادة الرئي�س �إنت الزم حتكم العامل‪ ..‬وكل �صاحب «كازية» من‬ ‫هون وهيك يدير بالو على كازيته‪...‬‬ ‫‪Ahd Zarzour‬‬

‫بيو�صف خطاب الآخرين املختلفني معه بالر�أي‪ ،‬بـ «ينعقون ويزعقون» !‬ ‫عندي م�شكلة مع ال�شخ�ص اللي ّ‬ ‫م�شكلة حقيقة !‬ ‫‪Sajed Shukfeh‬‬

‫نحنا بحاجة للحب ‪ ....‬و‪ 2‬كيلو ثقافة‬ ‫ب�س‬ ‫‪Rim Turkmani‬‬

‫العقل‪ ,‬ال القتل هو مفتاح الطريق �إىل اخلال�ص‪ .‬لو �أعملت كل الأطراف عقلها �أكرث ف�ست�صل �إىل حتقيق‬ ‫م�صلحتها دون �أن تلج�أ �إىل القتل الذي ي�أتي بنتائج ال ت�صب يف �صاحلها �أ�ص ًال‪.‬‬ ‫أندم يوم ًا على الدعوة �إىل‬ ‫ق ��د �أنظ� � ُر يوم ًا ما �إىل الوراء و�أَح ُك ُم ب�أنني َ�أخط�أتُ يف َّ‬ ‫عد ِة أ�م ��ور‪ ,‬لكنني لن � َ‬ ‫التَع ُقّل‪.‬‬ ‫‪Orwa Nyrabia‬‬

‫م ��ن جكري م ��ن كتري �شغ�ل�ات ‪ ...‬ابني التالت ب ��دي �سميه املال يزيد اب ��ن املال كنان الأم ��وي املعاويي‬ ‫اليزيدي حمب �آل البيت الكيالين ‪ ...‬والدته ‪ :‬ال للطائفية‬ ‫‪Emad Ghalioun‬‬

‫م ��ن امل�ؤمتر ال�صحفي جلماعة فيا�ض ‪ :‬ال�سيد الرئي� ��س ب�شار الأ�سد حتول من رئي�س �إىل �صمام ؟ طيب‬ ‫مربوك لكم �صمامكم‬


‫‪39 issue 43 / jan. 3rd‬‬

‫وعد يا جامعتي‬ ‫حركة وعي‬ ‫• و �أن ��ا عم ا�سم ��ع الق�صف و الر�ش يلي‬ ‫ا�شتغ ��ل بال�شام مع بداي ��ة العام اجلديد‪..‬‬ ‫قررت غم�ض عيوين و �إتذكر‪..‬‬ ‫ال�صي ��ف و ال�شت ��ا و الربي ��ع و اخلري ��ف‪..‬‬ ‫الربد احلر املطر التلج ‪..‬‬ ‫و بعده ��ا م�سك ��ت ورق ��ة و �ص ��رت �إحل ��م و‬ ‫�أر�سم م�ستقبل �سورية‪.....‬‬ ‫ميك ��ن هامل�ستقبل بعد ع�ش ��ر �سنني‪ ،‬ميكن‬ ‫بعد ع�شرين‪ ،‬ميكن �أقرب بكتري!‬ ‫�شايف �إدامي‪..‬‬ ‫بل ��د كل النا�س فيه عاي�ش ��ة بكرامة‪ ،‬مليان‬ ‫ح ��ب و عدل‪..‬جامعاتو من �أرق ��ى و �أف�ضل‬ ‫جامع ��ات الع ��امل‪ ،‬و النا� ��س بتحل ��م ببعثة‬ ‫حت�صل عليها ب�سوري ��ة‪� ..‬شايف ال�سوريني‬ ‫عم ��روا الوطن يل ��ي عم يحلم ��وا فيه‪ ..‬كلو‬ ‫خ�ي�ر و حمبة‪ ،‬كل ��و �سعادة و �أم ��ل‪� ..‬شايف‬ ‫ال�سوري�ي�ن عم ي�ش ّعوا على العامل �إ�شعاعهم‬ ‫اخلا� ��ص‪ ..‬و ي�ضيف ��وا للح�ض ��ارة الإ�ضافة‬

‫�أنا طالبة حق ��وق �سنة �أوىل بجامعة حلب‪،‬‬ ‫تكرمت علينا جامع ��ة دم�شق وا�ست�ضافتنا‬ ‫هون بال�شام وح�ضرت مع طالب دم�شق ‪..‬‬ ‫اجي ��ت لأ�ستف�س ��ر ع ��ن االمتحان ��ات و�أنو‬ ‫�أن ��ا من وين ب ��دي �أدر�س ؟؟ م ��ن مقررات‬ ‫جامعة حلب �أو دم�شق ؟‬ ‫كان رد �ش� ��ؤون الط�ل�اب ‪ ::‬ادر�س ��ي م ��ن‬ ‫حما�ضرات حلب ‪ ..‬ب�س روحي لعند العميد‬ ‫وا�س�أيل‪...‬‬ ‫رح ��ت لعند العمي ��د و كان الرد من املكتب‬ ‫أ�ن ��و ادر�س ��ي حما�ض ��رات دم�ش ��ق ‪ ..‬ممم‬ ‫�س�أل ��ت دكت ��ور بيعطي حما�ض ��رات لل�سنة‬ ‫الأوىل قلي ‪ :‬ادر�سي امل�شرتك !!‬ ‫�أنا ماكزب ��ت خرب جبت حما�ضرات دم�شق‬ ‫لـ ‪ 6‬مواد‬ ‫ورح جي ��ب حما�ض ��رات حل ��ب ل� �ـ ‪ 6‬م ��واد‬ ‫وادر�سون ‪ ....‬يعني رح ادر�س بف�صل واحد‬ ‫‪ 12‬مادة‬ ‫لأنو مايف قرار بيحدد �شو و�ضعنا !!‬

‫ال�سورية‪ ..‬عل ��ى الطريقة ال�سورية‪� ..‬شايف‬ ‫ال�سوريني و�صل ��وا للوطن يل ��ي بي�ستحقوا‪..‬‬ ‫�شايفهم كلهن �سوى مع بع�ض بال�شارع‪ ،‬عم‬ ‫مي�شوا برحلة الوطن‪ ،‬و رحلة ال�سعادة‪..‬‬ ‫ميك ��ن ر�سمي م ��ا كت�ي�ر حلو‪ ..‬ب� ��س بعرف‬ ‫ح ��ايل �شو �شاي ��ف‪ ،‬ولوين راي ��ح‪ ،‬ومن هون‬ ‫بدي ��ت رحلتي ‪ ...‬و النهاية بعقلي‪ ..‬و ان �شا‬

‫اهلل لح او�صللها‪ ..‬و حقق �أ�سبابها‬ ‫احلري ��ة ل�سوري ��ة‪ ..‬احلري ��ة للمعتقل�ي�ن‪..‬‬ ‫احلرية لعقولنا و قلوبنا‬ ‫‪ ..2013‬عام جديد‪ ،‬و الن�صر �صار بالتغيري‬ ‫يلي بديناه ب�ضمرينا ‪ ..‬و عقلنا ‪ ..‬و قلبنا‬ ‫كل عام و �إنتو اخلري‬


issue 43 / jan. 3rd 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 sbh.magazine@gmail.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.