العدد ٣٧ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 37 / nov. 18th

th

issue 37 / nov 18 2012


issue 37 / nov 18th

37

QÉØ«dƒH - AÉ¡H GôØL - ¢Sɪq °T ≈Ÿ - »YÉaôdG ‹óæL ôjòf - Ö∏M QÉæe - Ö«£ÿG ÊÉe - ‘É«dG OQh - Ö«£ÿG ÜóMC’G Gò°T - Éæ¡e …Rƒa - ∞«µ°SG ójDƒe - õ«°ùfÉL ¿ÉÁEG ø°ùM ƒHCG - Éæq M ≈HQ - ΩÉMO q ƒHCG - »°üª◊G ó«dƒdG ƒHCG ôªY ó«°ùdG ÉjôcR - ¿hóªM ¢ù«fCG - »YÉ≤ÑdG ìôe - ÉjÉ°†e .¿É«q ∏Y ô°UÉf - »°üª◊G ó«ÑY ƒHCG - ó©°S π«FÉî«e -

www.sbhmagazine.com info@sbhmagazine.com

»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ

2


3

issue 37 / nov. 18th


‫‪4‬‬

‫‪issue 37 / nov 18th‬‬

‫افتتاحية العدد‪37‬‬

‫رح ط ّير حمام‪ ..‬لعيونك يا حبيبي‬

‫ً‬ ‫قد يكون العنوان‬ ‫الن�صر والتحرير‪،‬تفا�ؤليا بع�ض ال�شيء‪ ،‬فاحلمام االبي�ض �سريفرف يف �ساحات �سوريا يوم‬ ‫والتخل�ص من كافة رموز النظام القابع على �صدورنا الكرث من ‪40‬‬ ‫عام ًا‪.‬‬ ‫ولكن هناك حم‬ ‫بع�ض املنعطفاتطات ت�ستحق �أن يطري احلمام ا ألبي�ض فيها‪ ،‬فال تخلو الفرتة ال�سابقة من‬ ‫�صورة الأ�سد الأبالبي�ضاء يف ثورتنا (على قلتها) كمظاهرة احلميدية يف دم�شق‪ ،‬ومتزيق‬ ‫يف حم�ص‪ ،‬واعت�صام �ساحة العا�صي يف حماه‪ ..‬وغريها الكثري‪..‬‬ ‫ولكن؟! هل كل ما يطري حمام؟!‬ ‫للتما�سيح (كما‬ ‫�أ�صدقائي يظ نقول بالعامية) دور كبري يف ثورتنا من حيث الطريان‪ ،‬فالبع�ض يا‬ ‫هرون مبظهر الأفندي‪� ،‬أو البا�شا املمتطي حل�صانه الأبي�ض‪ ،‬بطقمه ا أل�سود‪،‬‬ ‫وع�صاه البا�شوية‪،‬‬ ‫ويبد أ� م�سل�سل الت ومير على رعيته ليطمئن على ما اقرتفته يداهم(من وجهة نظره)‬ ‫معتمة تكاد �أن نظري و «ك�ش التما�سيح» التي ت�سيطر على جو الثورة وت�ضفي عليه �سماء‬ ‫متطر‪.‬‬ ‫نظرية «ك�ش التما‬ ‫ال�سيا�سية املوقرة �سيح» لي�ست حم�صورة بفئة �أو طبقة �أو حتى جمال معني‪ ،‬فاملعار�ضة‬ ‫لي�ست بخالية منهم «�أي ّ‬ ‫الك�شا�شني» وقد باتوا معروفني‪ ،‬بل ومف�ضوحني‬ ‫بتعليقاتهم وت�‬ ‫تخطيط �إعالميصريحاتهم الر ّنانة‪ ،‬وحتى بع�ض قادة احلر‪ ،‬الذين �أعلنوا و�أعلنوا‪ ،‬دون‬ ‫�أفواج ًا من التما� �أو ع�سكري م�سبق‪ ،‬فذهبت ت�صريحاتهم �أدراج الرياح‪ ،‬وحلقت مكانها‬ ‫سيح‪.‬‬ ‫بع�ض ثوار الفي�س‬ ‫املر ب�أفعالهم الث بوك‪ ،‬وهم امل�ستهدفني «�صراحة» هنا‪ ،‬ال يكتفون بالتنظري‪ ،‬بل با إلدعاء‬ ‫ال�صحيح‪ ،‬فهم ورية‪ ،‬واج ًتماعاتهم اخل ّلبية‪ ،‬وخططهم اجلهنمية لت�سيري الثورة بامل�سار‬ ‫ا إلقت�صادي‪ .‬ي�سعون دوما لت�أمني الدعم ال�سيا�سي تارة‪ ،‬واالغاثي تارة �أخرى‪ ،‬وحتى‬ ‫�صديقي‪ ،‬حذار‪،‬‬ ‫ما بني ال�سجون وافال�شباب ال�سوري �أثبت علو كعبه‪ ،‬وتفوقه حتى على من تخ�ضرم �سابق ًا‬ ‫لكتب وو�ضع ب�صمته على جدران التاريخ‪.‬‬ ‫وهو فقط‪ ،‬من �سيطري حمام الن�صر يف �ساحات �سوريا الغد‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 37 / nov. 18th‬‬

‫‪5‬‬

‫اذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬ ‫( هدنة املرف�س ) ‪!! ..‬‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو ّ‬ ‫قيل ‪ :‬لي�س الغبي ب�سيد يف قومه ‪ ،‬لكن �سيد‬ ‫قومهم املتغابي‬ ‫وقيل ‪ :‬الأحمق كثري الذل يف املحنة ‪!! ..‬‬ ‫وققال �أبو نوا�س ‪ :‬هجران الأحمق ‪ ..‬قربة‬ ‫�إىل اهلل تعاىل ‪!! ..‬‬ ‫بداية الكالم بد�أت باحلمقى والأغبياء‪،‬‬ ‫والعنوان يرمي �إىل (هدنة االبراهيمي)‬ ‫حلظة كتابة هذا املقال كنت قد قر�أت‬ ‫خرب �أن الأبراهيمي بعد �أن جل�س مع زعيم‬ ‫ع�صابة الأ�سد �صرح ‪ :‬ب�أن الهدنة املرجوة‬ ‫هي «قرار منفرد» �أي �أن على الإبراهيمي‬ ‫الذهاب �إىل كل فرد من ال�شبيحة ويح�ضر‬ ‫معه «م�صا�صة متة» هدية ويرجوه �أن يوقف‬ ‫�إطالق الر�صا�ص ‪!! ..‬‬ ‫�إ�صرار غريب �صادر عن الإبراهيمي‬

‫جتاه ا�ستكمال مهمة ولدت ميتة‪ ،‬حتى بت‬ ‫على يقني �أن الرجل يتمتع ب�إحدى �صفات‬ ‫احلمقى ‪ ،‬هذا �إن مل يكن �أحمق بحق ‪!! ..‬‬ ‫يريد �أن ي�ستمر يف ظهور مظهره ك�شخ�ص‬ ‫ذليل «يرتاف�سه» ال�سا�سة يف العامل‪ ،‬بل حتى‬ ‫بات هو «مرف�س» لكل من �أراد �أن «يف�ش‬ ‫غله» ‪!! ..‬‬ ‫تاريخ الإبراهيمي ال�سيا�سي ال ي�شفع له فهو‬ ‫ولد من نظام ديكتاتوري جمرم‪ ،‬وكان وزير‬ ‫اخلارجية اجلزائري �إبان فرتة املجازر‬ ‫التي ارتكبها النظام الديكتاتوري جتاه‬ ‫�شعب اجلزائر وخلفت ع�شرات الآلف من‬ ‫القتلى ‪! ..‬‬ ‫ووجوده على ر�أ�س املهمة جتاه الثورة‬ ‫ال�سورية ‪ ،‬كمن ير�سل «علي مملوك» ملهمة‬ ‫�إن�سانية يف بورما ‪!! ..‬‬ ‫�أجد نف�سي متعاطف ًا مع ممن يرف�ضون‬ ‫مهزلة الهدنة ال�ساخرة التي يناجي العامل‬ ‫ب�أ�سره �أن حت�صل ملدة �أربعة �أيام فقط‪،‬‬ ‫فالهدف لي�س وقف القتل الذي كرهناه ‪،‬‬

‫بل هي خا�صية �سورية بحتة (ال�شغلة �شغلة‬ ‫مبد�أ) ‪!! ..‬‬ ‫كل هذه الدماء ‪ ..‬ويطلب هدنة لأربعة �أيام ‪،‬‬ ‫ومع م�ساواة بني املجرم وال�ضحية ‪!! ..‬‬ ‫و�أ�شيد بن�صيحة ال�سكرجي �أبو نوا�س ‪ ..‬ب�أن‬ ‫ابتعادنا عن االبراهيمي ‪ ..‬هو عبادة وتقرب‬ ‫�إىل اهلل ‪!! ..‬‬ ‫هي هدنة كل مني ايدو �إلو ‪ ،‬من يريد �أن‬ ‫يهدن فليهدن ‪ ،‬ومن مل يرد ‪ ،‬فال يرتدد‬ ‫بقتل �أكرب عدد من ال�شبيحة اخوتنا يف‬ ‫الوطن ‪!! ..‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 37 / nov 18th‬‬

‫• تقع تلكلخ غرب مدينة‪ ‬حم�ص‪ ‬وتبعد‬ ‫عنها م�سافة ‪ 45‬كم‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫عن ق�ضاء كبري ت� َّأ�س�ست فعلي ًا �أثناء‬ ‫االحتالل الفرن�سي ل�سوريا‪ ‬بعد �أن قام‬ ‫االنتداب ب�إلغاء الإدارة احلكومية‪ ‬يف قلعة‬ ‫احل�صن‪ ‬ونقلها �إىل تلكلخ‪ ،‬وبنى لذلك‬ ‫مبنى خا�ص يعرف بال�سرايا‪.‬‬ ‫• تقول رواية �إن ا�سم املدينة يعني‬ ‫بال�سريانية «التل العبو�س» �أو الكالح‪ ,‬لكن‬ ‫ال�سكان ين�سبونه يف الواقع �إىل نبتة الكلخ‬ ‫�أو احللتيت املحلية‪.‬‬ ‫• ووفقا لبع�ض امل�صادر‪ ,‬يعود ت�أ�سي�س‬ ‫تلكلخ �إىل العهد العثماين‪ ,‬وكانت من‬ ‫�ضمن مدن �سورية �أخرى قاومت االحتالل‬ ‫الفرن�سي‪.‬‬ ‫• يبلغ عدد �سكان املدينة نحو ‪� 65‬ألف‬ ‫ن�سمة‪.‬‬ ‫• تتم َّيز تلكلخ بجمال الطبيعة واملناظر‬ ‫اخلالبة وج ِّوها اجلميل‪ ،‬وترتبط بطرق‬ ‫حديثة مع حميطها ومع مدينة حم�ص‪،‬‬ ‫وبها حمطة قطارات ومراكز اجتماعية‬ ‫و�صحية وثقافية مثل املركز الثقايف‬ ‫العربي منذ عام ‪ ،1960‬ومراكز خدمية‬ ‫و�صوامع للحبوب وتقوم يف املدينة عدة‬ ‫�صناعات وتنت�شر املحال التجارية بكافة‬

‫بروفايل مدينة‬

‫تلكلخ‪ ..‬خط الدفاع األول عن حمص‬ ‫تخ�ص�صاتها‪.‬‬ ‫• ت�شتهر املدينة برتبية و�إنتاج �ساللة‬ ‫من‪ ‬اخليول العربية‪ ‬الأ�صيلة املنت�شرة يف‬ ‫�سوريا‪ ‬و�أوروبا‪.‬‬ ‫• تعترب‪ ‬منطقة تلكلخ‪ ‬من �أكرب املناطق‬ ‫الإدارية يف‪ ‬حمافظة حم�ص‪ ،‬حيث يتبعها‬ ‫عدد كبري من الأق�ضية والبلدات والنواحي‬ ‫والقرى‪.‬‬ ‫• انطلقت املظاهرات للم ّرة الأوىل يف‬ ‫تلكلخ من عدّة م�ساجد يف ‪� 25‬آذار‪ /‬مار�س‬ ‫‪� ،2011‬إثر قيام قوات الأمن با�ستخدام‬ ‫العنف لقمع املتظاهرين يف مدينة درعا‬ ‫بجنوب البالد‪ .‬ودعت احتجاجات تلكلخ‬ ‫يف البداية �إىل�إطالق �سراح ‪� 250‬شخ�ص ًا‬ ‫ُيعتقد �أنهم اعتقلوا على �أيدي �أفراد‬ ‫املخابرات اجلوية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫• يف ‪� 14‬أيار‪/‬مايو ‪ 2011‬توغلت قوات‬ ‫اجلي�ش يف املدينة‪ ،‬وبد�أ عدد كبري من‬

‫�سكانها بالنزوح مع �أنباء عن ح�صول‬ ‫مذابح مر ّوعة‪ ،‬رواها من مت َّكن من الهرب‬ ‫عرب نهر الكبري اجلنوبي على احلدود مع‬ ‫لبنان‪ ،‬ويف ‪ 19‬من ال�شهر ذاته بد أ� احل�صار‬ ‫ال�شامل للمدينة وحت ّولت �إىل مدينة �أ�شباح‬ ‫ا�ستباحها ال�شبيحة وجنود اجلي�ش النظامي‬ ‫نهب ًا وتدمري ًا‪.‬‬ ‫• بلغ عدد �شهدائها ‪� 148‬شهيد ًا‪ ،‬وكان‬ ‫�أولهم ال�شهيد عبد الكرمي خالد امل�صري‬ ‫الذي ارتقى بتاريخ ‪ ،2011-3-23‬وكان‬ ‫ي�ؤ ِدّي اخلدمة الإلزامية يف الفرقة‬ ‫الرابعة‪ ،‬و ُقتل لأنه رف�ض �إطالق الر�صا�ص‬ ‫على املتظاهرين‪.‬‬ ‫• مت ت�شكيل كتيبة خالد بن الوليد يف‬ ‫تلكلخ بتاريخ الأول من ت�شرين الأول عام‬ ‫‪ ،2011‬والتي ت�ألفت من ثماين �سرايا وفق‬ ‫البيان الثاين لـ «املجل�س الع�سكري للكتائب‬ ‫املن�شقة»‪.‬‬


7

issue 37 / nov. 18th


‫‪8‬‬

‫‪issue 37 / nov 18th‬‬

‫الفارس قصار‪ :‬اع ُتقل من على صهوة حصانه ألنه‬ ‫تفوق على باسل األسد‬ ‫زمان الو�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬

‫يف نف�س التوقيت م���ن كل عام‪ ،‬يتم �إخراج‬ ‫عدن���ان ق�صار من مهجعه يف �سجن تدمر‪،‬‬ ‫ل ُيع���ذب وي�سح���ق حتت الب�ساط�ي�ر‪ ،‬ليرتك‬ ‫عل���ى هيئة بقايا ج�سد‪ ..‬مل يكن يدري ملاذا‬ ‫يختار �سجان���وه هذا التوقي���ت بالتحديد‪..‬‬ ‫ا�ستغرق الأمر �أكرث من خم�س �سنوات حتى‬ ‫علم م���ن معتقل جديد �أن موعد تعذيبه هو‬ ‫ذكرى وفاة با�س���ل الأ�سد‪ ..‬ف�أدرك � َّأن لعنة‬ ‫«املعلم» تالحقه حتى بعد رحيل با�سل‪..‬‬ ‫اخليل والفرو�سية‪..‬ع�شقه و�شقاه‬ ‫كان عدن���ان حمم���د عدنان توفي���ق ق�صار‬ ‫كابنت املنتخب ال�س���وري للفرو�سية يف عام‬ ‫‪ ،1992‬ومل يك���ن لقب كاب�ت�ن وفار�س �أمر ًا‬ ‫م�ستغرب ًا على عائلته الدم�شقية‪ ،‬التي هوت‬ ‫اخليل وربته من���ذ �أجدادها‪ ،‬حتى �أنه وفق ًا‬ ‫حلدي���ث دار بني الكابنت ق�ص���ار‪ ،‬واملعتقل‬ ‫ال�ساب���ق د‪�.‬س‪ ،‬يعود لعائل���ة ق�صار الف�ضل‬ ‫يف ت�أ�سي�س نادي الفرو�سية يف الدميا�س‪..‬‬ ‫كان الكاب�ت�ن عدن���ان يعي����ش �شغف���ه �إىل‬ ‫�أق�ص���اه‪ ،‬فه���و و�أخوته ال يغ���ادرون النادي‪،‬‬

‫�إىل �أن ب���د�أ الكابو�س بدخ���ول با�سل الأ�سد‬ ‫�إىل نادي الفرو�سية‪.‬‬

‫�أم���ا نقط���ة الف�ص���ل يف خالفهم���ا‪ ،‬فكانت‬ ‫�أثناء دورة املتو�س���ط ‪ ،1992‬حيث املناف�سة‬ ‫�شديدة بني الف���رق‪ ،‬ومن املعروف � َّأن الفوز‬ ‫يف لعب���ة الفرو�سية يكون م���ن خالل جتميع‬ ‫كل فريق لنقاط يح�صله ��ا فر�سانه‪ ،‬وحكى‬ ‫ق�ص���ار لـ «د‪����.‬س» ما حدث يومه���ا‪ ،‬عندما‬ ‫ارتك���ب با�س���ل �أك�ث�ر م���ن خط أ� مم���ا �سبب‬ ‫خ�س ��ارة كب�ي�رة يف نقاط الفري ��ق‪ ،‬يف حني‬ ‫متك���ن عدنان �أثن���اء جولته م���ن رفع معدل‬ ‫الفري���ق ومل يرتك���ب وال خط أً�‪ ،‬وف���از وقتها‬ ‫الفري���ق ال�س���وري ب�سبب���ه‪ ،‬وح�ص���ل عدنان‬ ‫على �شارة الكابنت من با�سل الأ�سد‪� ..‬إال �أن‬ ‫با�سل بعد هذه احلادثة مل يخجل من ف�شله‪،‬‬ ‫ب���ل ازداد تطاو ًال على عدنان وعلى الفريق‪،‬‬ ‫وبعد م���رور عام على احلادث���ة كان عدنان‬ ‫يف الن���ادي‪ ،‬ينتظر خ���روج با�سل الأ�سد من‬ ‫احللب���ة‪ ،‬ومع���ه حقيب���ة فيه���ا م�ستلزماته‪،‬‬ ‫ولكن بعد دخول عدنان �إىل احللبة بدقائق‪،‬‬ ‫تفاج����أ بالأم���ن داخل احللب���ة يعتقلونه من‬ ‫على ح�صانه‪.‬‬

‫ب�سب ��ب غرية با�س ��ل الأ�سد وقل ��ة خربته‪..‬‬ ‫ُي�سجن عدنان‬ ‫وفق��� ًا لعدنان ق�ص���ار كان با�س���ل الأ�سد ال‬ ‫يدري الكثري عن مهارات الفرو�سية وال عن‬ ‫كيفية التعامل مع اخلي���ل‪ ،‬ورغم ذلك �أراد‬ ‫فر�ض نف�سه ور�أيه على النادي‪ ،‬وحيث �صار‬ ‫يت���درب ويت�صرف عل���ى �أ�سا����س �أنه فار�س‬ ‫متمر����س‪ ،‬وميل���ي تعليماته عل���ى املنتخب‪،‬‬ ‫مما �أزعج عدنان‪ ،‬خا�صة عندما بد أ� با�سل‬ ‫الأ�س���د يتدخل يف تفا�صيل املنتخب‪ ،‬ويحدد‬ ‫نوعية اخليول التي يريد �شرائها للمنتخب‪،‬‬ ‫وانتق���اء اخليل ح�س���ب عدنان‪� ،‬أم���ر بغاية‬ ‫التعقيد وبحاجة �إىل خربة كبرية يف جمال‬ ‫الأح�صن���ة‪ ،‬فكان���ت ه���ذه بداي���ة اخلالف‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫وح�س���ب م���ا روى ق�ص���ار للمعتق���ل ال�سابق‬ ‫«د‪����.‬س»‪ ،‬ف�إنه يف ه���ذه الفرتة كان يلعب مع‬ ‫املنتخب ال�س���وري‪ ،‬وح�صل على العديد من‬ ‫مين على الكابنت لأنه مل يعدمه‬ ‫اجلوائز على م�ستوى املتو�سط‪ ،‬مما زاد من «املعلم» ّ‬ ‫يحك���ي «د‪����.‬س» لـ»زمان الو�ص���ل» � َّأن الأمن‬ ‫حقد با�سل الأ�سد عليه‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov. 18th‬‬

‫عندم���ا حقق م���ع ق�ص���ار‪� ،‬س�أل���ه �إن كانت‬ ‫احلقيب���ة تخ�صه‪ ،‬ف�أخ�ب�ره بنعم‪ ،‬ففتحوها‬ ‫وكانت ممتلئة باملتفجرات‪ ،‬كما أُ�ل�صقت به‬ ‫تهم���ة حماولة اغتيال با�س���ل الأ�سد‪ ،‬وتهمة‬ ‫حي���ازة متفج���رات يف �سيارت���ه‪ُ ..‬نق���ل بعد‬ ‫التحقي���ق من الأم���ن الع�سك���ري �إىل �سجن‬ ‫�صيدناي���ا حيث بق���ي هن���اك ‪� 11‬شهر ًا‪ ،‬يف‬ ‫جن���اح ُيدعى «الباب الأ�سود»وهو عبارة عن‬ ‫مهج���ع خم�ص����ص للمعتقل�ي�ن املعزولني‪..‬‬ ‫وي�ش�ي�ر «د‪����.‬س» �إىل � َّأن ق�ص���ار مل يتعر�ض‬ ‫لل�ض���رب �أو التعذي���ب �أثن���اء التحقي���ق‪� ،‬إال‬ ‫�أن���ه بعد �أن �أنكر الته���م املوجهة �إليه‪ ،‬قالوا‬ ‫ل���ه �سرناجع «املعل���م» بحك���م الزمالة التي‬ ‫جتمعكم���ا‪ ،‬ف�أر�س���ل ل���ه با�س���ل الأ�سد خرب ًا‬ ‫ج���اء في���ه ‪»:‬ما قمت ب���ه �شيئ ًا كب�ي�ر ًا‪ ،‬ولوال‬ ‫اخلبز وامللح الذي يجمعنا‪ ،‬لكنت �أعدمتك‬ ‫يف �ساح���ة العبا�سي�ي�ن‪� ،‬إال �أنني �س�أعفو عن‬ ‫�إعدامك!»‪.‬‬ ‫�إىل �سج ��ن تدم ��ر‪ ..‬رحل ��ة الع ��ذاب التي ال‬ ‫تنتهي‬ ‫ي�ص���ف «د‪����.‬س» عدن���ان ب�أنه فار����س حتى‬ ‫ب�صفات���ه وبقدرت���ه عل���ى متال���ك نف�س���ه‪،‬‬ ‫فال�سجن مل يتمكن من النيل من عزة نف�سه‪،‬‬ ‫عل���ى الرغم من الأه���وال التي مرت عليه‪..‬‬ ‫وي�ص���ف «د‪�.‬س» ج���زء ًا من ه���ذه الأهوال‪،‬‬ ‫مبين��� ًا �أنه بعد مرور �شهر على وجود ق�صار‬ ‫يف مهجع «الباب الأ�س���ود» دخل �إىل املهجع‬

‫ما يزيد عن الع�شرة ع�ساكر‪ ،‬كبلوه و�أغلقوا‬ ‫عيني���ه‪ ،‬و�ضع���وه يف كي�س خي����ش‪ ،‬يف �ساحة‬ ‫ال�سج���ن‪ ،‬وب���د�ؤوا ب�ضرب���ه لأك�ث�ر من �ست‬ ‫�ساعات متوا�صلة‪ ،‬مت�سببني بك�سو ٍر يف �سائر‬ ‫�أنح���اء ج�سده‪ ،‬كما ُك�سر فكه ال�سفلي ب�شكل‬ ‫كام���ل‪ ،‬ومن ث���م رح ّلوه وهو يغ���رق بدمه يف‬ ‫الكي����س �إىل �سجن تدمر‪ ،‬حي���ث �أبقوه فرتة‬ ‫طويل���ة يف ال�سجن االنفرادي ثم و�ضعوه مع‬ ‫الإخوان امل�سلمني‪.‬‬ ‫رف����ض ق�صار امل���وت البطيء ال���ذي يت�سلل‬ ‫�إىل �أج�س���اد م�ساجني تدم���ر‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫م���ن �أن عذاب با�س���ل الأ�سد ظ���ل يالحقه‪،‬‬ ‫قرر اال�ستفادة من كونه خريجا لق�سم اللغة‬ ‫الإجنليزي���ة يف بريطاني���ا‪ ،‬فب���د أ� بتدري����س‬ ‫املعتقل�ي�ن الإجنليزي���ة م�شافه���ة يف تدمر‪،‬‬ ‫نظ���ر ًا لعدم وجود �أوراق و�أقالم‪ ،‬وبعد فرتة‬ ‫�صنع مع �سج�ي�ن �آخر لوح ًا مك ّون ًا من قطعة‬ ‫ثياب وكي�س خب���ز ودهنوه ببقاي���ا الطعام‪،‬‬ ‫و ُيكتب عليه بالإ�صبع‪.‬‬ ‫ب�ش ��ار الأ�س ��د‪ ..‬ن�ص ��ح �أهل ��ه بانتظ ��ار با�سل‬ ‫ملحاكمة عدنان‬ ‫�ضم���ن خط���ة ب�ش���ار الأ�س���د «الإ�صالحية»‬ ‫�إغ�ل�اق �سج���ن تدم���ر ع���ام ‪ ،2000‬ونق���ل‬ ‫ال�سجن���اء �إىل �صيدنايا‪ ،‬حيث حتققت نقلة‬ ‫نوعية يف حياة عدنان‪ ،‬لأن الأمن �أعفاه من‬ ‫التعذيب يف ذكرى وفاة با�سل‪ ،‬وبعد �سنوات‬ ‫عديدة مت ّكن �أهل عدن���ان من الو�صول �إىل‬

‫‪9‬‬

‫ب�ش���ار الأ�سد ع���ن طريق احت���اد الفرو�سية‬ ‫ال���دويل‪ ،‬وطلبوا منه �إط�ل�اق �سراح عدنان‬ ‫فرد عليهم‪ :‬الذي حب�سه يحاكمه‪ ،‬ويقرر ما‬ ‫�إن كان ي�ستحق احلرية �أم ال!!‬ ‫يق���ول «د‪����.‬س»‪� :‬إن احلري���ة تتج�س���د عن���د‬ ‫عدن���ان بركوب اخلي���ل‪ ،‬فطاملا يحل���م ب�أنه‬ ‫يق���ود الفر�س م���ن جديد‪ ،‬ولذل���ك يحافظ‬ ‫ق�ص���ار عل���ى لياقته اجل�سدي���ة يف ال�سجن‪،‬‬ ‫على �أمل �أن يخرج ويعود �إىل ركوب اخليل‪.‬‬ ‫يق�ض���ي ق�صار وقته بتنظي���م دورات لتعليم‬ ‫املعتقل�ي�ن اللغ���ة الإجنليزي���ة‪ ،‬ولذلك يريد‬ ‫اجلمي���ع ح�س���ب «د‪����.‬س» م�صادقت���ه ورد‬ ‫املع���روف له‪� ،‬إال �أن���ه يرف�ض �أن ي�ستعري من‬ ‫ال�سجن���اء �أي �ش���يء حت���ى امللح!‪..‬وه���و �أب‬ ‫لولدي���ن �شاب وفت���اة‪ ،‬انحرم م���ن ر�ؤيتهما‬ ‫منذ ع���ام ‪ 1993‬حت���ى ‪ 2005‬لأن الزيارات‬ ‫كان���ت ممنوع���ة‪ ،‬ويحز يف نف�س���ه �أن ولديه‬ ‫تربيا ك�أنهما يتيم�ي�ن‪ ،‬ولأنه يتمنى �أن يكون‬ ‫ابنه فار�س ًا مثله‪ ،‬حقق له ابنه �أمنيته‪.‬‬ ‫ويه���وى عدنان ق�ص���ار ‪-‬املوج���ود حالي ًا يف‬ ‫�سجن ع���درا‪ -‬ر�سم اخلي���ول بالفحم‪ ،‬وهو‬ ‫ينحت اخليول بال�صابون الع�سكري‪.‬‬ ‫واجلدي���ر بالذك���ر �أنّ عائلت���ه مل تن���ج م���ن‬ ‫غ�ض���ب با�سل الأ�س���د عليها‪ ،‬حي���ث ا�ضطر‬ ‫�أخ���وه لله���رب �إىل الأردن‪ ،‬وه���و م���درب‬ ‫املنتخب الأردين للفرو�سية‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 10‬‬

‫بالل الزعبي‪ ..‬اجلندي املجهول‬ ‫ما بني السلمية واإلعالم‪ ..‬والسالح‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫يع ّد ال�شهيد بالل الزعبي من �أوائل‬ ‫نا�شطي يف الثورة يف حم�ص‪ ،‬و�أحد ال�شباب‬ ‫املخل�صني الذين تخ ّلوا عن كل ما يف‬ ‫ان�ضم للجي�ش‬ ‫حياتهم لأجل الثورة‪ ,‬حتى‬ ‫ّ‬ ‫احلر وا�ست�شهد يف �أحد معارك الق�صري‬ ‫بتاريخ ‪.2012-11-10‬‬ ‫بالل من النا�شطني الذين قاموا بتن�شيط‬ ‫احلركة ال�شعبية ال�سلمية يف مدينة حم�ص‪،‬‬ ‫�إذ دعا مع جمموعة من رفاقه �إىل التظاهر‬ ‫ال�سلمي يف قلب مدينة حم�ص‪ ،‬وكان يقوم‬ ‫بدعوة �أ�صدقائه و معارفه �إىل املظاهرات‬ ‫عرب ر�سائل «‪ »SMS‬بطريقة ال يفهمها �سوى‬ ‫�أهل حم�ص ومنها ‪�« :‬أنا اليوم عازمكن على‬ ‫بوظة عند الرينبو بالدبالن جيب ال�شباب‬ ‫و تعال»‪� ،‬أو «اليوم عازم ال�صبايا على كاتو‬ ‫جيب ال�شباب و تعال»‪..‬‬ ‫بالل كان من �أ�صدقاء ال�شهيد هادي‬ ‫اجلندي‪ ،‬ومل يفرتقا حتى نال هادي‬ ‫ال�شهادة‪ ،‬بعد ذلك ن�شط يف املجال‬ ‫الإعالمي حيث كان يقوم بت�صوير‬ ‫ممار�سات النظام الأ�سدي و ين�شرها على‬ ‫�صفحات االنرتنت‪ ،‬و بعد تطور الأو�ضاع‬ ‫يف مدينة حم�ص و دخول اجلي�ش‪ ،‬قام‬

‫برفقة ال�شهيد لوران�س النعيمي بالعمل يف‬ ‫البث املبا�شر من حم�ص‪ ،‬فقاما بتغطية‬ ‫املظاهرات ال�سلمية يف �أكرث من منطقة‬ ‫يف املدينة «باب ال�سباع‪ ،‬اخلالدية‪ ،‬حم�ص‬ ‫القدمية‪ ،‬دير بعلبة‪ ،‬جورة ال�شياح»‪..‬‬ ‫و بعد ذلك رافق اجلي�ش احلر يف جمال‬ ‫الإعالم لتغطية املعارك �أثناء اقتحام‬ ‫جي�ش النظام للمناطق �أو حتريرها من قبل‬ ‫اجلي�ش احلر‪ ،‬ومن �أبرزها معركة حترير‬ ‫م�ستو�صف باب الدريب ومعركة حترير‬ ‫امل�شفى الوطني ومعركة حترير مبنى �شعبة‬ ‫احلزب يف احلميدية‪.‬‬ ‫و بعد قيام جي�ش النظام با�ستخدام‬ ‫الأ�سلحة الثقيلة من �صواريخ وقذائف‬ ‫خمتلفة يف ق�صف �أحياء مدينة حم�ص‪،‬‬ ‫نال لوران�س ال�شهادة بتاريخ ‪2012/5/27‬‬ ‫بعد ا�ستهداف �سيارته مع العديد من‬ ‫�أ�صدقائه �أبزرهم ال�شهيد البطل �أحمد‬ ‫الأ�شلق و با�سل �شحادة‪.‬‬ ‫بعد خ�سارته لأ�صدقائه‪� ،‬سافر بالل �إىل‬ ‫العا�صمة اللبنانية بريوت لزيارة �أهله‪،‬‬

‫ثم عاد �إىل دم�شق بعد �أن ق ّرر ال�سفر �إىل‬ ‫الإمارات بق�صد العمل مل�ساعدة عائلته‪،‬‬ ‫لكنه عدل عن ذلك وبقي يف �سوريا وق ّرر‬ ‫وان�ضم �إىل كتائب‬ ‫�أن يلتحق باجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الهدى يف حم�ص‪ ،‬و�شارك يف العديد من‬ ‫املعارك يف مدينة الق�صري‪.‬‬ ‫من الالفت �أن بالل مل يخرب �أحد ًا من‬ ‫�أ�صدقائه عن التحاقه باجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫�إىل �أن ا�ست�شهد بتاريخ ‪2012/11/10‬‬ ‫يف الق�صري‪� ،‬أثناء قيامه بزرع الألغام‬ ‫يف الطريق ل�صد هجمات جي�ش النظام‬ ‫وال�شبيحة‪.‬‬ ‫بالل يحمل اجلن�سية اللبنانية وال�سورية‬ ‫و�أدى اخلدمة الع�سكرية يف اجلي�ش اللبناين‬ ‫عام ‪ ،2006‬وكان قد �أو�صى بعدم ت�صويره‬ ‫بعد ا�ست�شهاده‪ ،‬فلم يظهر له �أي �شريط‬ ‫فيديو‪ ،‬كما �أو�صى �أي�ض ًا بعدم �إن�شاء �صفحة‬ ‫حتمل ا�سمه على «في�سبوك»‪.‬‬


‫‪11 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫طاوالت املقاهي حتت طائلة املسؤولية‬

‫س��اروجا‪..‬حيث احلرية متتزج‬ ‫برائح��ة القهوة وعبق األركيلة‬ ‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬ ‫كرا�سي ق�ش �صغرية‪ ،‬ال يمُ انع اجلال�سني‬ ‫عليها من اال�ستغناء عن مرتا�س الظهر‪،‬‬ ‫مراعا ًة ل�صغر املكان‪ ،‬والعديد من‬ ‫الطاوالت امل�صفوفة ب�شكل يتنا�سب مع كرثة‬ ‫الأراكيل؛ �إنها مقاهي �سوق �ساروجا العتيق‪،‬‬ ‫التي على الرغم من ب�ساطتها‪ ،‬ت�ستقطب‬ ‫�شباب دم�شق مبختلف انتمائهم الفكري‬ ‫وم�ؤخر ًا ال�سيا�سي‪..‬‬

‫ال�شعر الثائر‪..‬يف �أم�سيات �ساروجا‬

‫«نقل الثورة �إىل املقاهي‪ ،‬وحتدي االنت�شار‬ ‫الكثيف لل�شبيحة»‪ ،‬مهم ٌة حت ّمل وزرها بع�ض‬ ‫رواد مقاهي �ساروجا‪ ،‬فكانت البداية وفق‬ ‫�إحدى النا�شطات‪ ،‬من مقهى �أ�س�سه معتقل‬ ‫�سابق‪ ،‬حيث كانوا يجتمعون يف �أيام خمتلفة‪،‬‬ ‫وينظمون �أم�سيات �شعرية وثقافية‪ ،‬وبعد �أن‬ ‫تنبهت �أعني ال�شبيحة �إىل وجود جتمهر‬

‫ثقايف‪� ،‬صاروا يجربون �صاحب املقهى على‬ ‫حجز كرا�سي ثابتة لهم‪.‬‬ ‫تقول النا�شطة‪ :‬بعد الأم�سية الثانية ملّ‬ ‫ال�شبيحة ‪-‬على ما يبدو‪ -‬من ال�شعر فلم‬ ‫يح�ضروا الأم�سية‪ ،‬ولذلك قرر �صاحب‬ ‫املقهى �أن يلقي لنا بع�ض ًا من �أ�شعاره التي‬ ‫كتبها يف املعتقل‪..‬وت�ضيف النا�شطة‪ ،‬مبين ًة‬ ‫� َّأن ال�شباب حتم�سوا كثري ًا لكلماته‪ ،‬ف�صاروا‬ ‫يهتفون «حرية‪..‬حرية»‪..‬فلم مي�ضي �سوى‬ ‫دقائق‪ ،‬حتى جتمع ال�شبيحة من جديد يف‬ ‫املقهى‪ ،‬تقول‪ :‬كانوا يف حالة ده�شة‪ ،‬ولذلك‬ ‫مل يعتقوا �أحد ًا‪ ،‬ومرت الق�صة ب�سالم‪،‬‬ ‫ُو�أوقفت بعد ذلك‪ ،‬الأم�سيات‪.‬‬ ‫�إال �أنَّ ال�شباب الأحرار‪ ،‬كما ت�سمي النا�شطة‬ ‫زمالئها‪ ،‬رف�ضوا اال�ست�سالم لتواجد‬ ‫ال�شبيحة‪ ،‬فكانت مظاهرة �ساروجا التي‬ ‫خرج فيها ما يزيد عن املئة �شاب و�صبية‪،‬‬ ‫وهتفوا من قلب �أ�سواق دم�شق للجي�ش احلر‪.‬‬

‫تدمري املقاهي على ر�ؤو�س روادها‬

‫كان �أنطوان يجل�س يف على طاولته املعتادة‪،‬‬ ‫عندما امتلأ �سوق �ساروجا‪ ،‬يف نهاية ال�شهر‬ ‫املا�ضي‪ ،‬بال�شبيحة‪ ،‬وبدءوا باعتقال من‬

‫يهرب‪ ،‬وب�إجبار من بقي يف مكانه‪ ،‬على‬ ‫االنبطاح على الأر�ض‪ ،‬يقول �أنطوان‪:‬‬ ‫وجدت نف�سي منبطح ًا على الأر�ض‪ ،‬وعم‬ ‫املكان حالة هي�ستريية‪..‬وي�شرح �أنطون‬ ‫كيف تق�صد ال�شبيحة والأمن‪ ،‬تك�سري كل ما‬ ‫يقع ب�أيديهم‪ ،‬من طاوالت وكرا�سي‪ ،‬وحتى‬ ‫�أراكيل‪ ،‬م�شري ًا �إىل ال�ضرر املادي الكبري‬ ‫الذي تكبده �أ�صحاب املقاهي ب�سبب تك�سري‬ ‫الربادات‪ ،‬و�أجهزة املحا�سبة‪ ،‬كما متت‬ ‫م�صادرة بع�ض الكمبيوترات املوجودة‪.‬‬ ‫كان الأمن مدرك ًا �أن املتواجدين يف املكان‬ ‫حلظة مداهمته‪ ،‬لي�سوا بال�ضرورة ممن‬ ‫�شاركوا يف املظاهرة التي حتدته‪ ،‬ولذلك‬ ‫�أكتفوا باحتجاز ال�شباب عدة �ساعات‬ ‫و�أطلقوا �سراحهم‪ ،‬بعد �أن جعلوهم كب�ش‬ ‫فداء لكل من يجر�ؤ على التظاهر يف‬ ‫دم�شق‪ ،‬ولكن للنا�شطني ر� ٌأي �آخر‪ ،‬يف حملة‬ ‫املداهمة على ال�سوق‪ ،‬فهي ح�سب النا�شط‬ ‫جورج زادتهم �إ�صرار ًا على �إرباك الأمن‪،‬‬ ‫وت�شتيت قدرته على قمع حتركاتهم‪..‬ويبينّ‬ ‫النا�شط‪ :‬قد ن�ستبعد �ساروجا من ح�سابتنا‪،‬‬ ‫حر�ص ًا على م�صالح �أ�صحاب املقاهي‪ ،‬و�إال‬ ‫�أننا �سنتواجد يف كل مكان ال يتوقعه الأمن‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 12‬‬

‫عندما يتنكر عنصر األمن بزي سائق تكسي‪ ،‬ليجري‬ ‫استطالع «دميقراطي» عن رأي املواطنني بالنظام!‬


‫‪13 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬ملى �ش ّما�س‬

‫‪ %90‬من التك�سي العاملة اليوم هي �سيارات‬ ‫�أمني���ة‪ ،‬وميكن مالحظة ذلك منذ اللحظة‬ ‫الأوىل التي يوقف فيه���ا املواطن ال�سيارة‪،‬‬ ‫في�س�أل ال�سائق ع���ن وجهة املواطن دون �أن‬ ‫يفتح زجاج النافذة‪.‬‬ ‫ويروي النا�شط ما حدث معه‪ ،‬عندما �أوقف‬ ‫تك�س���ي يف برزة‪ ،‬فتل���ك�أ ال�سائق ريثما يفتح‬ ‫النافذة‪ ،‬و القفل الأبواب املركزي‪ ،‬وعندما‬ ‫�س�أله حممد؛» َمل كل هذا اخلوف»؟‪�..‬أخربه‬ ‫�أن���ه يك���ره ال�شبيحة ولذل���ك ال يفتح �أبواب‬ ‫ال�سيارة حتى يرتاح ل�شكل الزبون‪..‬مل يعلق‬ ‫حمم���د على اجلواب‪ ،‬خوف��� ًا من الوقوع يف‬ ‫الفخ‪.‬‬

‫«الت�ص���رف عل���ى � َّأن جمي���ع �سائق���ي‬ ‫التكا�س���ي‪ ،‬رج���ال خماب���رات �إىل �أن يثبت‬ ‫العك�س»؛حكم���ة �سوري���ة بحتة‪ ،‬خا�ص���ة � َّأن‬ ‫ال�سائ���ق املخابرات���ي‪ ،‬ميتل���ك مه���ارات‬ ‫ممي���زة يف فن اال�ست���دراج بال���كالم‪ ،‬وهو‬ ‫يتبع �سيا�سة تقليب مواجع الزبون اليومية‪،‬‬ ‫لي�ص���ل �إىل اعرتف وا�ضح من���ه‪ ،‬ب�أنه غري‬ ‫مواف���ق عل���ى �سيا�س���ة النظ���ام و قرارت���ه‪،‬‬ ‫وبينم���ا كان���ت زحم���ة الطرق���ات‪ ،‬وف�س���اد‬ ‫�شرط���ة املرور‪ ،‬نقطت���ان النطالق احلديث‬ ‫الذي يبدءوه ال�سائق متملم ًال‪ ،‬ارتفع اليوم‬ ‫ال�سق ��ف ليبد�أ م ��ن املظاه ��رات‪ ،‬و�إ�سقاط‬ ‫ً‬ ‫النظام‪ ،‬وينتهي باالعتقال‪.‬‬ ‫ولك���ن ال�سائ���ق كان ُم�ص���را عل���ى متابع���ة‬ ‫اللعبة‪ ،‬ف�س�أله‪� :‬أنت بت�شتغل مع �شباب برزة‬ ‫احلذر واخلوف‪..‬عالمات ال ي�ستطيعون مو؟‪ ،‬يقول حممد‪� :‬أجبته بالنفي‪ ،‬م�ستهجن ًا‬ ‫�إخفاءها‬ ‫«لي�ش مني هنن �شب���اب برزة يعني»‪ ..‬فقال‬ ‫ً‬ ‫تراج���ع ع���دد �سي���ارات الأج���رة يف �شوارع ال�سائ���ق‪ ،‬مت�صنع���ا اللهج���ة ال�شامية‪»:‬ي���ا‬ ‫دم�شق ب�شكل ملحوظ‪ ،‬نظر ًا لت�ضرر �سكان باطل عليك‪..‬كيف بدنا ن�سقط ب�شار الأ�سد‬ ‫الأري���اف‪ ،‬ولف�ص���ل الريف ع���ن العا�صمة‪� ،‬إذا كل ال�شب���اب متلك»؟‪..‬وي�ش�ي�ر حممد‪،‬‬ ‫فن�سب���ة كبرية من �سائقي التكا�سي هم من �إىل �أن ال�سائ���ق تاب���ع احلديث ع���ن الثورة‬ ‫�سكان ري���ف دم�شق‪ ،‬ولذلك وف���ق النا�شط وبطوالت �شبابه���ا‪ ،‬فتجاهله حممد‪� ،‬إال � َّأن‬ ‫حمم���د‪ ،‬ي�ضط���ر املواط���ن للرك���وب مع �أي املفاج�أة كانت‪ ،‬عندما و�صال �إىل �شارع ‪29‬‬ ‫تك�سي تق���ف له‪ ،‬دون مفات�ش���ة ال�سائق عن �أيار‪ ،‬ووقفت ال�سيارة على احلاجز‪ ،‬فنظر‬ ‫العداد‪ ،‬كما � َّأن املواطنون باتوا مدركني � َّأن الع�سك���ري �إىل هوي���ة ال�سائ���ق‪ ،‬و�س�أل���ه �إن‬

‫كانت �أوراق املهمة بحوذته!!‬ ‫وي�صف حمم���د حال ال�سائق حينها‪ :‬مل يعد‬ ‫يق���وى على النظر �إ ّ‬ ‫يل‪� ،‬صم���ت وتابع ال�سري‬ ‫دون �أن يتلفظ بكلمة‪.‬‬ ‫ويخربنا النا�ش���ط «�أدهم» حادثة م�شابهة‪،‬‬ ‫ح�صل���ت معه عندما رك���ب يف تك�سي‪ ،‬فقال‬ ‫له ال�سائ���ق مبا�شرة؛»قبل قلي���ل �صعد معي‬ ‫قنا����ص‪ ،‬قت���ل يف الغوطة ما يزي���د عن املئة‬ ‫�شخ�ص‪ ،‬ما ر�أيك بالقنا�صني؟‪ ،‬هل �صحيح‬ ‫�أنه���م م���ن غ�ي�ران؟»‪..‬مل يعل���ق «�أده���م» ‪،‬‬ ‫ف�ص ّعد ال�سائق من مهاجمته للنظام‪.‬‬ ‫ب�سبب املرور بجانب كراج حم�ص‪..‬‬ ‫كادت ال�سي���دة �صب���اح �أن ُتعتق���ل‪ ،‬لأن‬ ‫�سائ���ق التك�سي عند م���رور ال�سيارة بجانب‬ ‫كراج حم����ص‪ ،‬و�صف احلما�صن���ة بكلمات‬ ‫نابي���ة‪ ،‬فلم ت���درك ال�سي���دة �أن الدفاع عن‬ ‫احلما�صنة‪ ،‬تهمة ت�ستحق االعتقال‪� ،‬إذ غيرّ‬ ‫ال�سائ���ق وجهة الطريق‪ ،‬قائ ًال‪ :‬وحدة متلك‬ ‫مكان���ا الفرع‪..‬فعرف���ت �أن���ه ال�سائق ب�صدد‬ ‫اعتقاله���ا‪ ،‬ف�ص���ارت ت�ص���رخ وت�ستنج���د‬ ‫بامل���ارة‪ ،‬وه���ي ت���دق بعن���ف عل���ى النافذة‪،‬‬ ‫وتالفي ًا للف�ضيحة‪� ،‬أوق���ف ال�سائق ال�سيارة‬ ‫و�أمرها بالنزول‪ ،‬وهو يخربها �أنه �ساحمها‬ ‫هذه املرة‪،‬مراعا ًة ِلكرب �سنها!‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 14‬‬

‫أبو راجح من حي بابا عمرو‪ :‬لهذه األسباب انضممت‬ ‫إلى الثوار وحملت السالح‬ ‫زمان الو�صل ‪� /‬أبو عبيد احلم�صي‬ ‫�أبو عبيد احلم�صي‬ ‫�أبو راج���ح‪ ،‬رجل م�سن حم�ص���ي املولد من‬ ‫�سكان حي بابا عم���رو‪ ،‬يعمل �سائق تاك�سي‬ ‫يف مدينته منذ ع�شرين عام ًا‪ ،‬اعتقله الأمن‬ ‫ال�سا�س���ي بال�سب���ب وال �أي���ة تهم���ة وا�ضحة‬ ‫يف حزي���ران من العام املا�ض���ي مع بدايات‬ ‫اندالع الثورة ال�سورية وانطالق املظاهرات‬ ‫وزج ب���ه يف �أحد �سجون‬ ‫يف امل���دن ال�سورية‪ّ ،‬‬ ‫الأمن ال�سيا�سي الواق���ع يف حي الإن�شاءات‬ ‫مع مئات املعتقلني‪.‬‬ ‫يتح���دث ع���ن ق�صة اعتقال���ه‪ « :‬كن���ت �أقلّ‬ ‫ً‬ ‫رج�ل�ا وزوجته من ح���ي باب ب���اب ال�سباع‬ ‫�إىل حي باب الدريب املجاور له‪ ،‬ف�أوقفتني‬

‫دورية �أم���ن عند مدخل حي ب���اب الدريب‬ ‫و�أنزل���ت الراك���ب وزوجت���ه بداي���ة ا ألم���ر‬ ‫وتركوهما يتوجهان �سري ًا �إىل وجهتهما‪ ،‬ثم‬ ‫رم���وين �أر�ض ًا وبد�ؤوا ي�شتمونني ويركلونني‬ ‫ب�أقدامهم وه���م يتهمونني باخلائن للوطن‬ ‫وك�سروا زجاج �سيارتي»‪.‬‬ ‫بعد عملي���ة التنكيل التي قام���ت بها دورية‬ ‫الأم���ن مت اقتي���اده �إىل املعتقل يف مقر فرع‬ ‫الأم���ن ال�سيا�س���ي‪ ،‬وق���د ح�ش���ر يف زنزانة‬ ‫واح���دة مع �أكرث من مئة وخم�سني معتق ًال‪،‬‬ ‫ليبقى هناك قيد التحقيق �أكرث من �أ�سبوع‪،‬‬ ‫وخ�ل�ال هذا الأ�سب���وع ر�أى �أبو راجح ما مل‬ ‫ي���ره طيلة العقود التي عا�شها يف حياته من‬ ‫�أ�صن���اف تعذي���ب وقمع وح�ش���ي �إىل درجة‬ ‫�أو�صلته �إىل حد البكاء‪.‬‬

‫�أطلق���ت ال�سلطات الأمني���ة �سراحه دون �أن‬ ‫جتري معه �أي حتقي���ق �أو توجه له �أية تهمة‬ ‫قانوني���ة‪ ،‬وحينم���ا و�ص���ل �إىل بيت���ه يف بابا‬ ‫عمرو فوج���ئ بغياب أ�ح���د �أبنائ���ه «�أحمد‪،‬‬ ‫‪ 25‬عام��� ًا» وهو خري���ج هند�س���ة‪ ،‬فاكت�شف‬ ‫�أن الأم���ن ق���د ا�ستدرج���ه �إىل املعتقل الذي‬ ‫كان موج���ود ًا فيه والده ليقاي�ض���ه ب�إدخاله‬ ‫ال�سجن بد ًال عنه دون �إعالم الوالد بذلك‪.‬‬ ‫بع���د ‪ 15‬يوم��� ًا من غي���اب �أحم���د ات�صل به‬ ‫�ضاب���ط م���ن ا ألم���ن ال�سا�سي و�أخ�ب�ره ب�أن‬ ‫ابن���ه قد ت���ويف ب�أزم���ة قلبية ح���ادة وميكنه‬ ‫ا�ست�ل�ام جثمانه من امل�شف���ى الوطني‪ ،‬ومل‬ ‫يتمك���ن �أبو راجح م���ن العثور عل���ى جثمان‬ ‫ابن���ه ب�أي �شكل م���ن الأ�ش���كال‪ ،‬وبعد م�ضي‬ ‫�أ�سبوعني توج���ه �إىل مقر الأم���ن ال�سيا�سي‬ ‫مرة �أخرى ليطالب بجثم���ان ابنه ال�شهيد‪،‬‬ ‫ويزجوا ب���ه يف �أحد‬ ‫ليعتقل���وه مرة جدي���دة ّ‬ ‫الأقبي���ة‪ ،‬ويقاي�ضوا به ابنه الأ�صغر (يامن‪،‬‬


‫‪15 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫‪ 22‬عام��� ًا) خري���ج معه���د جت���اري‪ ،‬ودون‬ ‫ا�ست�شارت���ه ي�ستدع���ون يام���ن ويزجوا به يف‬ ‫ال�سجن ويفرجوا عنه دون �إجراء �أي حتقيق‬ ‫�أو توجيه �أية تهمة �إليه‪.‬‬ ‫ومت نقل «يام���ن» بعد نحو �شهر �إىل ال�سجن‬ ‫املركزي‪ ،‬وبعد حماوالت �أبو راجح امل�ضنية‬ ‫لإط�ل�اق �س���راح ابن���ه يام���ن دف���ع خاللها‬ ‫مئ ��ة �ألف ل�ي�رة لأحد ال�ضب ��اط الذي وعده‬ ‫ب�إمكانية الإفراج عنه‪ ،‬متت ت�صفيته و�ألقوا‬ ‫بجثمان���ه يف �أح���د �ش���وارع ح���ي البيا�ض���ة‪،‬‬ ‫وتع���رف علي���ه نا�شط���ون هناك حي���ث كان‬ ‫ي�شارك يف تظاهرات حي البيا�ضة‪.‬‬ ‫بع���د �أ�شهر من احل���زن على ولدي���ه ات�صل‬ ‫بابن���ه راجح الذي يعم���ل بت�صميم الديكور‬ ‫يف ب�ي�روت ومنعه م���ن الع���ودة �إىل حم�ص‬ ‫ب����أي �ش���كل م���ن الأ�ش���كال‪ ،‬وق���د طلب من‬ ‫ابنت���ه وزوجها ال���ذي كان يعم���ل موظف ًا يف‬ ‫�شرطة النج���دة الهروب �إىل ب�ي�روت خوف ًا‬ ‫من ابتزازه من جدي���د وتعر�ضهما للخطر‪،‬‬ ‫ولك���ن مل ين���ج زوج ابنته م���ن القتل‪ ،‬حيث‬ ‫مت���ت ت�صفيت���ه بكمني حاكه ل���ه زمالءه يف‬ ‫حي عكرم���ة‪ ،‬وا�ستدرج���وه �إىل منطقة حي‬ ‫ك���رم ال�شامي املواج���ه حلي ب���اب ال�سباع‪،‬‬ ‫و�أطل���ق النار عليه من قبل قنا�صة بينما هو‬ ‫ينتظرهم لت�سليمه �أوراق ًا تتعلق بال�سماح له‬ ‫بال�سفر‪.‬‬ ‫بع���د ذلك‪ ،‬مت تهريب ابنته الأرملة وطفليها‬ ‫وزوجته �إىل لبنان‪ ،‬وقرر �أبو راجح امل�شاركة‬ ‫يف املظاه���رات احلا�شدة يف حي بابا عمرو‬ ‫والت���ي ا�ست�شه���د �أثناءه���ا �شقيق���ه و�أبن���اء‬ ‫عموم���ه الثالث���ة‪ ،‬بينم���ا بق���ي م�ستم���ر ًا يف‬ ‫امل�شاركة يف املظاهرات‪ ،‬وكان ي�صيغ بع�ض‬ ‫ال�شع���ارات املناه�ضة للنظ���ام‪ ،‬وي�شارك يف‬ ‫تنظي���م احل�شود املتجمه���رة يف �شوارع بابا‬ ‫عمر‪.‬‬ ‫وب���د�أ أ�ب���و راجح يواج���ه م�شكل���ة احلواجز‬ ‫الع�سكرية التي تقطع �أو�صال املدينة‪ ،‬حيث‬ ‫حت��� ّول معظمه���ا �إىل مراك���ز تنطل���ق منها‬ ‫عنا�ص���ر ال�شبيحة وتهاجم �س���كان الأحياء‬ ‫وتعتدي على �أرزاقه���م‪ ،‬كما حتول معظمها‬

‫�إىل نق ��اط تفتي�ش �صارم ��ة‪ ،‬فلديها جداول‬ ‫ب�أ�سماء �آالف املطلوبني لأمن الدولة والأمن‬ ‫الع�سكري‪ ،‬وحينم���ا تداهم دورية �أمن �أحد‬ ‫النا�شط�ي�ن يف �أحي���اء مث���ل ك���رم ال�شام���ي‬ ‫وامليدان ف�إن املرجعي���ة تكون لأقرب حاجز‬ ‫حي���ث لديه قائم���ة ب�أ�سماء العائ�ل�ات التي‬ ‫ت�سكن يف احلي وتكون مبثابة دليل �إر�شادي‬ ‫ي�س ّرع من عملية االعتقال‪.‬‬ ‫و�شاه���د �أب���و راج���ح كي���ف يق���وم عنا�ص���ر‬ ‫احلواج���ز املقام���ة عل���ى طري���ق الوع���ر‬ ‫ب����إذالل النا����س‪ ،‬يق���ول‪ « :‬كان احلاج���ز‬ ‫يوقف احلافالت الت���ي تنقل الركاب وتقوم‬ ‫باعتق���ال ال�شباب من ه���م يف �سن اخلدمة‬ ‫االلزامي���ة‪ ،‬وجتربهم بالق���وة على اخلروج‬ ‫م���ن احلافل���ة ويقومون ب�ضربه���م و�شتمهم‬ ‫�أمام �أهليهم وذويهم «‪.‬‬ ‫بع���د تعر�ض ح���ي باب���ا عمر للق�ص���ف قرر‬ ‫�أب���و راج���ح حم���ل ال�س�ل�اح‪ ،‬فب���اع �سيارته‬ ‫الت���ي كان ي�ت�رزق منه���ا‪ ،‬وا�ش�ت�رى بندقية‬ ‫كال�شينكوف وقاذف �آر بي جي‪ ،‬وانتقل �إىل‬ ‫خمتل���ف �أحي���اء حم�ص القدمي���ة وا�شرتك‬ ‫يف مواجه���ات حي ب���اب ال�سب���اع وباب هود‬ ‫واخلالدي���ة‪ ،‬وه���و �إىل الآن يف �أحد الأحياء‬ ‫احلم�صي���ة م���ازال رغ���م تقدم���ه يف ال�سن‬ ‫يقاوم وفق و�صفه «االحتالل الأ�سدي للبلد»‪،‬‬ ‫يقول ‪« :‬ه���ذا النظام قتل ولدين يل‪ ،‬و�شرد‬ ‫عائلتي‪ ،‬لن �أق���ف م�ست�سلم ًا �أمام احلواجز‬ ‫�أبد ًا‪ ،‬و�س�أقاوم بط����ش النظام حتى الن�صر‬ ‫�أو اال�ست�شهاد دفاع ًا عن �أهل املدينة»‪.‬‬ ‫�صد‬


‫‪issue 37 / nov 18th 16‬‬

‫انتبه‪....‬حاجز‪!!!!..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬

‫م�س���اءا بعد تفكري طويل بخ���ط ال�سري مننا‬ ‫ونح���ن نفك���ر باليوم الت���ايل وكي���ف �ستبد�أ‬ ‫معاناتنا املعتادة مع حواجز النظام‪.‬‬ ‫قب���ل التوج���ه �إىل �أي م���كان علي���ك ال�س�ؤال‬ ‫‪,‬كيف هو مزاج احلاج���ز الع�سكري اليوم؟‬ ‫ه���ل يق���وم با�ستف���زاز النا����س‪� ,‬أم يتعام���ل‬ ‫معهم ب�شكل عادي وه���ل هناك تدقيق على‬ ‫الهوي���ات امل�شبوه���ة (بالن�سبة له���م) �أم �أن‬ ‫االعتقاالت �ستك���ون ع�شوائية دون مراجعة‬ ‫القوائ���م ‪,‬و�أك�ث�ر من �س����ؤال وبالتحديد ملن‬ ‫كان يتعر����ض ملواق���ف متع���ددة عل���ى تل���ك‬ ‫احلواجز‪.‬‬ ‫ف�إذا تكلمنا ع���ن دم�شق فيتم ف�صل املدينة‬ ‫ع���ن ريفها بحواج���ز عديدة ت�ص���ل لداخل‬ ‫املدين���ة نف�سها حيث يت���م تق�سيمها وف�صل‬ ‫�أحيائها عن بع�ضه���ا البع�ض خ�شية حدوث‬ ‫�أي توا�ص���ل وجتم���ع ي�ض���م �أبن���اء الأحي���اء‬ ‫الثائرة �أو خمافة ح���دوث اقتحام ع�سكري‬ ‫و�سيط���رة على منطق���ة �أو حي م���ا من قبل‬ ‫اجلي����ش احل���ر‪ ,‬وم���ع م���رور الأي���ام �أ�صبح‬ ‫احلاج���ز �شيئ���ا مفرو�ض���ا عل���ى �شوارعن���ا‬ ‫خا�ص���ة باملدن والأحي���اء ال�سوري���ة الثائرة‬ ‫واعت�ب�ره الكث�ي�رون نقطة تفتي����ش خطرية‬ ‫للنا�شطني وبالأخ����ص الذين يتنقلون كثريا‬

‫�إما للعمل �أو لأ�شياء �أخرى‪..‬‬ ‫جنتمع م�ساءا وكل من���ا لديه �شيئا ليخربنا‬ ‫به ويتحدث ع���ن ذلك احلاجز اللعني الذي‬ ‫�أوقف���ه يق���ول �أحدهم ‪� »:‬أنا ب�شتغ���ل بال�شام‬ ‫وكل ي���وم الزم روح ع�شغلي لأنو بتعرف �أخي‬ ‫ما �ض���ل عنا هلأ غري ال�شغ���ل‪ ,‬ب�س امل�شكلة‬ ‫ان���و وق���ف عل���ى اكرت م���ن ع�ش���ر حواجز و‬ ‫بتختل���ف ال�سيناريوهات اللي بت�صري ح�سب‬ ‫كل حاجز‪ ,‬فم���رة �صارت مع���ي انو نزلوين‬ ‫عحاجز ق���ال لأنو هويت���ي م�شبوهة بتعرف‬ ‫خانتي من وين و�أنا من بيت �شو و عال�شبهة‬ ‫�ضرب���وين وخلوين اكرت م���ن ‪� 3‬ساعات عم‬ ‫يت�سلوا فيني ب�س من وقتا قررت ما عد وقف‬ ‫عحاجز و�ص���رت انزل قبل احلاجز من�شان‬ ‫ما ي�شوفو الهوية امل�شبوهة (تبعي)»‬ ‫ويتاب���ع �آخ���ر ‪ »:‬وقفونا عاحلاج���ز اكرت من‬ ‫�ساعت�ي�ن ويا ريت يف �ش���ي ب�س هيك من�شان‬ ‫يذلون���ا وت�أخ���رت عال�شغ���ل و�سمع���ت ميت‬ ‫كلمة لأنو ت�أخرت‪ ,‬ب����س متمني ام�سكو لهاد‬ ‫الأ�شق���ر ‪,‬يف علك���ة دائم���ا بتم���و عرفتوه مو‬ ‫‪...‬يا �شباب واهلل �إذا �ضل يوم واحد بحياتي‬ ‫بدي ام�سكو ووقتا بذكركن‪.....‬‬ ‫ «�إي ي���ا زمل���ة ط���ول بال���ك �شو ب���دك فيه‬‫خل�ص ان�سى واللي ب�صري معك ان�ساه فورا»‬ ‫‪...‬فيبت�سم ويكمل‪� »:‬أن���ا اليوم مثال نزلوين‬

‫عاحلاجز اللي ب�أول البلد وات�سلو فيني �شي‬ ‫�ساعة ب�س �شو يعني مو �أول مرة «‪,‬ون�ضحك‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫ «وين ال�ش���اي ‪�,‬أنا ما بعرف قول �شو �صار‬‫معي بدونو»‬ ‫« «تف�ضل���وا �شب���اب ه���ي ال�شاي وي�ل�ا �سيد‬ ‫عام���ر هات لن�شوف �شو �ص���ار معك اليوم ‪,‬‬ ‫م�شي احلال اتفقت معن و�أدي�ش بدن ؟‬ ‫«�شباب هاحلاج���ز‪ ,‬مع انو �صاروا منزليني‬ ‫علي���ه اكرت من مرة وكل م���رة بكره ال�ساعة‬ ‫الل���ي رح���ت لهني���ك‪ ,‬ب����س �شو ق���ال متويه‬ ‫من�ش���ان م���ا حدا ي�ش���ك فيهن ب����س اطمنوا‬ ‫«‪!!!..‬‬ ‫‪»....‬بك���را بنف����س الوقت الل���ي اتفقنا عليه‬ ‫ب�س قال املرة اجلاي بدنا نزيد الهدية �شوي‬ ‫ماعد تويف معن»‬ ‫وال ب���د م���ن التنوي���ه �إىل �أن احلاجز يت�ألف‬ ‫عادة من عدة عنا�صر من اجلي�ش الأ�سدي‬ ‫و عنا�صر م���ن الأمن و�أي�ضا يوجد اختالف‬ ‫بعنا�ص���ر الأم���ن املوجودي���ن‪� ,‬أي اخط���ر‬ ‫احلواج���ز هو م���ن يتواجد في���ه املخابرات‬ ‫اجلوية لتاريخهم الأ�سود يف نظر ال�سوريني‪,‬‬ ‫وطبع���ا ي���زداد خطرها بوج���ود �أ�سلحة من‬ ‫ر�شا�ش���ات موجه���ة للمدين���ة و مدرع���ات‬ ‫ت�ستخدم حلماية احلاجز �أو لق�صف املدينة‬ ‫عندما ي�أتي دورها‪..‬‬


‫‪17 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫من املجلس الوطني السوري إلى االئتالف الوطني السوري‬

‫خا�ص ‪ /‬د‪� .‬صادق املو�صلي‬ ‫ظهرت املبادرة الت���ي تقدم واجهتها ال�سيد‬ ‫ريا����ض �سي���ف يف وق���ت �صع���ب و بطريق���ة‬ ‫�أث���ارت كثريا من التحفظ���ات �ضدها‪ ،‬ذلك‬ ‫الن ال�سيد ريا�ض �سيف و الذي هو ع�ضو يف‬ ‫املجل�س الوطن���ي ال�سوري مل يطرح املبادرة‬ ‫ب�ش���كل وا�ضح منذ البداية‪ ،‬مما �آثار الكثري‬ ‫من التكهنات حوله���ا و حول �إمكانية دخول‬ ‫م���ا ق���د ينبثق عنه���ا يف ح���وار م���ع النظام‬ ‫ال�سوري‪ ،‬و هذا ما يرف�ضه ال�سوريون‪� .‬أ�ضف‬ ‫�إىل ذلك ع���دم و�ضوح وج���ود �أي �ضمانات‬ ‫م���ن القائمني عل���ى املبادرة عم���ا قد يقوم‬ ‫به املجتمع الدويل جت���اه اجل�سم ال�سيا�سي‬ ‫اجلدي���د‪ ،‬ناهي���ك ع���ن خم���اوف املجل����س‬ ‫الوطني ب�إمكانية جتاوزه ب�شكل نهائي ي�ؤدي‬ ‫�إىل حتجيم���ه و م���ن ثمة �إلغ���اء دوره ب�شكل‬ ‫كام���ل‪ .‬و للتاري���خ أ�ق���ول ان طريق���ة عر�ض‬ ‫الأ�ستاذ ريا�ض �سيف للمبادرة على �أع�ضاء‬ ‫املجل�س يف الدوحة خالل اجتماعات الهيئة‬ ‫العام���ة �ساهمت يف تقوي���ة املوقف املعار�ض‬ ‫له���ذه املب���ادرة‪ ،‬فه���و مل ي�ستط���ع تو�صي���ل‬ ‫الفكرة بالطريق���ة املنا�سبة لك�سب م�ؤيدين‬

‫له���ا‪ ،‬و جت���اوز يف حديثه ح���دود االعرتاف �إ�سقاط النظام ب ��كل �أركانه‪� ،‬أما مرحلة ما‬ ‫بق���رارات املجل�س و حتديدا الأمانة العامة‪ ،‬بعد ال�سقوط فيح ��دد معاملها م�ؤمتر وطني‬ ‫هذا كل���ه �آثار حفيظة بع�ض الأع�ضاء‪ ،‬حتى جامع‪.‬‬ ‫ان الكثري م���ن احلا�ضرين ممن كانوا على‬ ‫موقف �إيجابي م���ن املبادرة غريوا موقفهم الو�صول �إىل ه���ذه النتيجة �أمر يف م�صلحة‬ ‫�إىل ال�سلبي بعد عر�ض الأ�ستاذ �سيف لها‪ .‬ال�سوري�ي�ن و يلغ���ي حج���ج املجتم���ع الدويل‬ ‫يج���ب ان نعلم ان املجل����س الوطني ال�سوري الت���ي حال���ت حت���ى الآن دون دع���م وا�ض���ح‬ ‫هو عنوان م���ن عناوين املعار�ضة ال�سورية و للمعار�ض���ة و الث���ورة ال�سوري���ة‪ ،‬و يب�شر ان‬ ‫ان كان الأك�ب�ر يف متثيله و هو من منجزات �صدق���ت الوعود بتحول نوعي على الأر�ض و‬ ‫الث���ورة ال�سوري���ة الت���ي ارتقى فيه���ا الكثري يف املي���دان الذي و�ص���ل �أ�صال برغم �ضعف‬ ‫من ال�شهداء‪� ،‬إال ان���ه يبقى �أداة من �أدوات م���وارده بجي�ش���ه احل���ر �إىل موق���ع متق���دم‬ ‫�إ�سقاط النظام‪ ،‬و مل ي�سجل احد من �أع�ضاء بات يهدد ب�سقوط �سري ��ع للنظام‪ ،‬و يدرك‬ ‫املجل����س خوفه على املجل�س كمجل�س يف حد املجتمع ال���دويل هنا �أهمية ان يكون له دور‬ ‫ذات���ه‪ ،‬بل كج�سم �سيا�س���ي يف خدمة الثورة وا�ضح الآن‪ ،‬حتى ي�ستطيع كذلك الت�أثري يف‬ ‫و اخل���وف م���ن ان تف�شل املب���ادرة و يذهب مرحلة م���ا بعد النظام و ال�س����ؤال هنا‪� :‬إىل‬ ‫�أي ح���د �سيكون هذا ممكن���ا؟ و �إىل �أي حد‬ ‫بعدها املجل�س و املبادرة هباء منثورا‪.‬‬ ‫�سيذهب الدع���م الدويل الآن بع���د ت�أ�سي�س‬ ‫تغيري طبيعة املبادرة من هيئة جامعة ي�شكل االئتالف و الإعالن بعد ذلك عن احلكومة‬ ‫ف�شله���ا ‪ -‬ال قدر اهلل ‪ -‬خط���را على الغطاء االنتقالي ��ة‪ ،‬و �إحدى النقاط املطروحة الآن‬ ‫ال�سيا�س���ي للث���ورة ال�سوري���ة‪ ،‬ه���ذا التغيري ه���ي ان ي�شغل ممثل ع���ن االئتالف الوطني‬ ‫م���ن هيئ���ة �إىل ائتالف وطني ب�ي�ن املجل�س ال�س���وري مكان املقع���د ال�سوري يف اجلامعة‬ ‫الوطن���ي و مكونات املعار�ضة الأخرى يعطي العربي���ة يف القاه���رة‪ ،‬و �سرنى م���ا ت�أتي به‬ ‫�شيئا من االطمئنان لهذه املكونات �إىل حني الأيام !‬


‫‪issue 37 / nov 18th 18‬‬

‫معارضون سوريون‪ :‬أحمد معاذ اخلطيب‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫�أحم���د معاذ اخلطي���ب احل�سن���ي (ولد يف‬ ‫دم�شق‪� ،‬سنة ‪1380‬هـ‪1960/‬م) هو خطيب‬ ‫وفقي���ه �س���وري اجلن�سي���ة‪ .‬اعتقل���ه الأمن‬ ‫ال�سوري عدة مرات يف �سنتي ‪ 2011‬و‪2012‬‬ ‫على خليفة دعمه للحراك ال�شعبي املطالب‬ ‫ب�إ�سقاط نظام ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫الن�سب والعائلة‬ ‫وال���ده ال�شي���خ حمم���د �أب���و الف���رج خطيب‬ ‫دم�شق و�أحد وجوه العلم فيها‪ ,‬يرجع ن�سبه‬ ‫�إىل احل�س���ن ب���ن علي �سب���ط النبي حممد‬ ‫�صلى اهلل عليه و �سلم ‪ .‬له �أخان و�أخت‪ ،‬هم‬ ‫م�صون���ة (م ّدر�سة يف �أ�صول الفقه)‪ ،‬وعبد‬ ‫القادر (خطي���ب جامع بني �أمية الكبري –‬ ‫�أ�ستاذ يف التف�سري و�أ�صول الفقه ‪ -‬مهند�س‬ ‫ميكانيك) وحممد جم�ي�ر (�أ�ستاذ يف علم‬ ‫احلديث – حمقق وم�ؤلف)‪.‬‬ ‫مت���زوج و لدي���ه �أربع���ة �أبن���اء‪� :‬أمان‪,‬عب���د‬ ‫الرحمن‪�,‬أ�سماء‪,‬ها�شم‪.‬‬

‫وحا�ض���ر وخط���ب يف نيجريي���ا والبو�سن���ة‬ ‫و�إنكل�ت�را والوالي���ات املتح���دة الأمريكي���ة‬ ‫وهولندا وتركية وغريها‪.‬‬ ‫���ب �إىل اجلمعي���ة اجليولوجي���ة‬ ‫كم���ا انت�س َ‬ ‫ال�سوري���ة و اجلمعي���ة ال�سوري���ة للعل���وم‬ ‫النف�سية‪.‬‬

‫ن�ش�أته و حياته‬ ‫ا�ستف���اد من وال���ده خطيب ال�ش���ام وعاملها‬ ‫حمم���د �أبو الفرج اخلطي���ب وعلماء �آخرين‬ ‫كال�شي���خ حم���دي اجلويجات���ي وال�شي���خ‬ ‫عب���د الغن���ي الدق���ر وال�شي���خ عب���د القادر‬ ‫الأرن ��ا�ؤوط‪ .‬در�س اجليوفيزي ��اء التطبيقية‬ ‫وعمل مهند�س ًا برتوفيزيائي ًا قريب ًا من �ستة‬ ‫�أعوام يف �شركة الفرات للنفط‪.‬‬ ‫اعتقاله‬ ‫ُع���رف عن���ه دعوت���ه للعدال���ة االجتماعي���ة‬ ‫كان خطي���ب جامع بني �أمية الكبري قبل ‪ 20‬والتعددية احلزبية و نبذ الطائفية‪ ،‬وا�شتُهر‬ ‫عام ًا‪ ،‬وقام باخلطاب���ة ل�سنوات يف م�ساجد بجر�أت���ه يف قول احلق‪ ،‬مما جعل جتربته مع‬ ‫�أخ���رى‪ ،‬كما �أنه كان يف �أحد الأوقات رئي�س الأمن ال�س���وري كبرية كان �آخره���ا اعتقاله‬ ‫جمعي���ة التم���دن الإ�سالم���ي‪ ،‬وال زال ي�شغل عل���ى خلفي���ة تفاعله م���ع احل���راك ال�سلمي‬ ‫من�ص���ب الرئي�س الفخ���ري للجمعية حالي ًا‪ .‬ال���ذي بد أ� يف �سوريا يف منت�ص���ف �شهر �آذار‬ ‫����س عدة مواد �شرعي���ة يف معهد املحدث �سن���ة ‪ ،2011‬و�شهدت البالد على �إثره موجة‬ ‫د َّر َ‬ ‫ال�شي���خ ب���در الدي���ن احل�سن���ي وه���و �أ�ستاذ م ��ن القمع الأمني املف ��رط املمار�س من قبل‬ ‫مادت���ي الدع���وة الإ�سالمي���ة واخلطاب���ة يف �أجهزة ا ألم���ن والدولة يف حماولة لو�ضع حد‬ ‫معه���د التهذي���ب والتعليم للعل���وم ال�شرعية لالحتجاج���ات ال�شعبي���ة املمت���دة واملطالبة‬ ‫ب�إ�سق ��اط النظام‪ .‬وقد َ‬ ‫بدم�شق حالي ًا‪.‬‬ ‫اعتقل مرات عديدة‪،‬‬ ‫بلغ���ت �أربعة حتى الآن‪ ،‬كان���ت �آخرها يف ‪27‬‬ ‫�أقام العديد من الدورات الدعوية والعلمية‪ ،‬ني�سان ‪.2012‬‬


‫‪19 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫اقتبا�سات من �أفكار ال�شيخ �أحمد معاذ‬ ‫اخلطيب‪:‬‬ ‫‪-1‬امل���ر�أة والرج���ل مت�ساوي���ان يف الكرامة‬ ‫الإن�سانية‪.‬‬ ‫‪-2‬املنابر �أمانة ولي�ست حرفة‪.‬‬ ‫‪-3‬ال إ�مي���ان م���ن دون ت�ضحي���ة‪ ،‬ونرف����ض‬ ‫مناهج اجلنب والهروب‪ ,‬ومهما تكن �ضريبة‬ ‫احلري���ة فادح���ة ف����إن �ضريبة ال���ذل �أفدح‬ ‫بكث�ي�ر‪ .‬و�إن التلط���ف يف دع���وة النا�س �إىل‬ ‫احل���ق‪ ،‬ينبغ���ي �أن يك���ون يف الأ�سلوب الذي‬ ‫يب ِّلغ به الداعية‪ ،‬ال يف احلقيقة التي يب ّلغها‪.‬‬ ‫‪-4‬يف الأم���ة خ�ي�ر كث�ي�ر وفط���رة عميق���ة‪،‬‬ ‫ونرف�ض الفكر التكفريي الغ�ضوب‪ ،‬ونعتقد‬ ‫�أن الإ�سالم ر�سالة هداية للب�شرية جميع ًا‪.‬‬ ‫‪-5‬ال نر�ض���ى الفتنة وحمل ال�سالح يف الأمة‬ ‫الواحدة مهما يكن ال�سبب‪ ،‬وننبذ الطائفية‬ ‫والع�صبية و�ضيق الأفق‪ .‬كما نرف�ض حتجيم‬ ‫الإ�سالم وفق �أهواء العوام �أو احلكام‪.‬‬ ‫‪-6‬ال�سيا�سة و�سيل���ة ال غاية‪ ،‬وعمل الأنبياء‬ ‫ه���و الهداية‪ ،‬ونف�ض���ل �أن ي�صل الإميان �إىل‬

‫القلب وطهارة النف����س �أ�سا�س يف كل عمل‪.‬‬ ‫والإح�س���ان �إىل اخلل���ق والقي���ام ب�شع���ب‬ ‫الإمي���ان فرائ����ض جماعية وتركه���ا معا�ص‬ ‫غليظة الميكن ال�سكوت عنها‪،‬‬ ‫‪-10‬الر�سالة اخلامتة ت�سع الزمان واملكان‪،‬‬ ‫وال ت�ضي���ق عن �شعوب الأر����ض‪ ،‬والأ�صل يف‬ ‫العالق���ة مع خمتلف الأمم وال�شعوب ينطلق‬ ‫من فكر الهداية والبحث عن احلق‪ ،‬ال فكر‬ ‫احلرب والإلغاء والتدمري‪ .‬و�إن التوا�صل مع‬ ‫الب�شر كله���م ملن �أعظم مهم���ات امل�سلم يف‬ ‫الأر�ض (وما �أر�سلناك �إال رحمة للعاملني)‪.‬‬ ‫‪-11‬ال ميكن للعالمِ �أن يعطي احلرية لأحد‪،‬‬ ‫قب���ل �أن يك���ون هو ح���ر ًا وناجي ًا م���ن الأ�سر‬ ‫والو�صاية واالحتواء‪.‬‬

‫�أ�صح���اب الكرا�سي‪ ،‬على �أن ي�صل �أ�صحاب‬ ‫الإميان �إىل الكرا�سي‪.‬‬ ‫‪-7‬املطالب���ة باحلري���ات العام���ة يف كل‬ ‫ب�ل�اد امل�سلمني‪ ،‬و�إط�ل�اق �س���راح املعتقلني‬ ‫ال�سيا�سي�ي�ن‪ ،‬و�إلغ���اء قوان�ي�ن الط���وارئ‬ ‫والأح���كام العرفي���ة واالعتق���ال التع�سف���ي‪.‬‬ ‫و�إلغ���اء �سيطرة احلزب الواح���د‪ ،‬وحماربة‬ ‫الر�ش���وة والف�س���اد ال�سيا�س���ي واالجتماعي‬ ‫واالقت�ص���ادي‪ ،‬و�إيق���اف نهب �أم���وال الأمة‬ ‫امل�سلم���ة‪ .‬وتذك�ي�ر النا�س بحقوقه���ا ومنها‬ ‫الرعاي���ة االجتماعي���ة و�ضم���ان ال�شيخوخة‬ ‫والع�ل�اج الطب���ي‪ .‬كل ذل���ك م���ن �صمي���م‬ ‫الإ�س�ل�ام‪ ،‬وجت���اوزه ه���و زراي���ة بالدي���ن‬ ‫وا�ستغباء للنا�س وتالعب بهم‪.‬‬ ‫‪-8‬حمارب���ة جن���ون الت�سل���ح والتج���ارب‬ ‫النووي���ة‪ ،‬و�إيق���اف التل���وث واحلف���اظ على ل���ه العديد م���ن الأبح���اث املن�ش���ورة باللغة‬ ‫البيئ���ة وتوازنها‪ .‬ومن���ع انت�ش���ار املخدرات العربي���ة وترج���م بع�ضه���ا �إىل الإنكليزي���ة‬ ‫وغريها فرو�ض ح�ضاري���ة‪ ،‬وحمور �أ�سا�سي والبو�سنية‪.‬‬ ‫يف عامليةالإ�سالم و�شموله‪.‬‬ ‫‪�-9‬إن اهلل جمي���ل يح���ب اجلم���ال‪ ،‬و�صالح‬


‫‪issue 37 / nov 18th 20‬‬

‫االئتالف الوطني لقوى الثورة واملعارضة السورية‪..‬‬ ‫باب األمل األخير‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫«هي فر�ص��� ٌة �أخرية»‪..‬و�صف يطلقه معظم‬ ‫ث���وار الداخ���ل ال�س���وري عل���ى «االئت�ل�اف‬ ‫الوطني لقوى الث���ورة واملعار�ضة ال�سورية»‪،‬‬ ‫مرات‬ ‫فبعد �أن ف�شل���ت املعار�ضة ال�سيا�سية ٍ‬ ‫عدة‪ ،‬ب�أن تكون بحجم الظلم والقمع الذي‬ ‫يتعر����ض ل���ه الث���وار‪ ،‬قل���ت الآم���ال املبينة‬ ‫عليه���ا‪ ،‬وباتت ُمطالب���ة ب�إع���ادة الثقة �إىل‬ ‫حتركاته���ا‪� ،‬إذ ي�صعب على الث���وار الذين‬ ‫هن����ؤوا بع�ضه���م بت�أ�سي�س املجل����س الوطني‬ ‫قب���ل ع���ام تقريب��� ًا‪� ،‬أن يفرح���وا بنف����س‬ ‫احلما����س لت�أ�س�س االئتالف الوطني اليوم‪،‬‬ ‫�أما ما ُينقذ مبادرة ريا�ض �سيف‪ ،‬هي تعلق‬ ‫الغريق بالق�شة‪ ،‬التي يتمن���ى ال�سوريون �أال‬ ‫تكون ت�سهم يف غرقهم‪..‬‬ ‫واحلدي���ث ع���ن االئتالف الوطن���ي‪ ،‬يجرنا‬ ‫للتط���رق �إىل وجوهه‪ ،‬الذي���ن مت انتخابهم‬ ‫ي���وم الإع�ل�ان عنه‪ ،‬حيث انتخ���ب الإتالف‬ ‫�أحمد معاذ اخلطيب بـ « ‪�54‬صوت من �أ�صل‬ ‫‪ »60‬رئي�س ًا له‪ ،‬وهو من مواليد دم�شق‪1960‬‬ ‫وع���رف اخلطي���ب بكونه داعي���ة وخطيب‬ ‫‪ُ ،‬‬

‫�سابق للم�سجد الأموي‪ ،‬ان�ضم �إىل �صفوف‬ ‫الثورة منذ بداياتها مما كان �سبب ًا العتقاله‬ ‫م���ن قبل الأم���ن يف ع���ام ‪ ،2011‬و ُيذكر � َّأن‬ ‫اخلطيب‪ ،‬در�س اجلي���و فيزياء التطبيقية‪،‬‬ ‫وعم���ل مهند�س��� ًا ب�ت�رو فيزيائي��� ًا‪ ،‬حلوايل‬ ‫�ستة �أعوام يف �شركة الفرات للنفط‪ ،‬وكان‬ ‫رئي����س جمعية التم���دن الإ�سالمي‪ ،‬و ي�شغل‬ ‫حالي ًا من�صب الرئي����س الفخري للجمعية‪،‬‬ ‫وهو �أي�ض ًا �أ�ستاذ مادتي الدعوة الإ�سالمية‬ ‫واخلطاب���ة يف معه���د التهذي���ب والتعلي���م‬ ‫للعلوم ال�شرعية بدم�شق‪..‬‬ ‫كما اخت���ار �أع�ضاء الإتالف ريا�ض �سيف «‬ ‫‪�37‬ص���وت «‪ ،‬و �س�ي�ر الأتا�سي « ‪�32‬صوت «‪،‬‬ ‫نائبني للرئي�س‪ ،‬و ُترك مقعد النائب الثالث‬ ‫للتمثي���ل الك���ردي‪ -‬بعد �أن رف����ض الأكراد‬ ‫امل�شارك���ة يف االئت�ل�اف‪ -‬وكان املعار����ض‬ ‫ريا����ض �سي���ف‪ ،‬ق���د وع���د يف وق���ت �سابق‬ ‫بت�شكيل قيادة �سيا�سة ير�ضى عنها ال�شعب‬ ‫ال�س���وري والع���امل‪ ،‬م�ش�ي�ر ًا �إىل � َّأن عودت���ه‬ ‫ملمار�سة العم���ل ال�سيا�سي نابعة من حمبته‬ ‫ل�سوريا ولي�س من رغبته بت�سلم املنا�صب‪..‬‬ ‫و ُيذك���ر � َّأن �سيف يتمتع بثقة كبرية من قبل‬

‫�شريحة وا�سعة من ال�سوريني‪ ،‬الذين تعرفوا‬ ‫علي���ه يف عام ‪ ،1994‬كع�ضو ملجل�س ال�شعب‪،‬‬ ‫ومل���ع جنمه �أكرث ع���ام ‪ 1998‬عندما انتخب‬ ‫يف املجل����س مرة ثانية‪ ،‬حيث ب���د�أت كلماته‬ ‫حينه���ا تت�سم بالكث�ي�ر من اجل���ر�أة والنقد‬ ‫االقت�ص���ادي وال�سيا�سي‪ ،‬كم���ا يعترب ريا�ض‬ ‫�سيف �أحد رواد ربيع دم�شق‪.‬‬


‫‪21 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫يف الع���ام ‪ ،2001‬فتح �سي���ف ملف �صفقات‬ ‫الهات���ف اخلليوي لرامي خملوف يف جمل�س‬ ‫ال�شع���ب‪ ،‬وا�شار �سي���ف يف املجل����س �إىل �أن‬ ‫ال�صفقة ت�ضيع على الدولة قرابة ‪ 346‬مليار‬ ‫ل�ي�رة �سورية‪ ،‬هو ما يعادل ‪ 7‬مليارات دوالر‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬وقدم درا�س���ة مف�صلة حتت عنوان‬ ‫«�صفقة عقود اخللي���وي»‪ ،‬ومت اعتقاله على‬ ‫خلفي���ة ذلك‪ ،‬بعد �أن ُرفع���ت عنه احل�صانة‬ ‫النيابي���ة‪ ،‬وحكمت علي���ه حمكمة اجلنايات‬ ‫بال�سجن خلم�س �سنوات‪ ،‬كما تعر�ض �سيف‬ ‫�أثن���اء الث���ورة ال�سوري���ة للتعذي���ب عل���ى يد‬ ‫�شبيحة النظام‪.‬‬ ‫�أم���ا النا�شط���ة ونائب���ة رئي����س االت�ل�اف‬ ‫الوطن���ي؛ �سه�ي�ر الأتا�سي موالي���د حم�ص‪،‬‬ ‫فه���ي خريج���ة م���ن ق�س���م اللغ���ة الفرن�سية‬ ‫يف كلي���ة الآداب بجامع���ة دم�ش���ق‪ ،‬وحا�صلة‬ ‫عل���ى دبل���وم بالرتبية م���ن جامع���ة دم�شق‪،‬‬ ‫ا�شتغل���ت يف مي���دان الإنت���اج الثق���ايف ومنه‬ ‫الإنت���اج ال�سينمائ���ي‪ ،‬ت�أث���رت �أتا�س���ي بفكر‬ ‫والده���ا الراح���ل املفكر جم���ال الأتا�سي‪ ،‬و‬ ‫ت�شـبعت بطروحات���ه الدميقراطية‪ ،‬ولذلك‬

‫الث���ورة الذي���ن كان���وا جمهول�ي�ن‪ ،‬وال�صباغ‬ ‫من مواليد حمافظة الالذقية‪ ،‬رجل �أعمال‬ ‫وع�ضو يف املجل�س الوطني‪ ،‬وهو �أي�ض ًا رئي�س‬ ‫املنتدى ال�سوري للأعمال‪.‬‬

‫تولت رئا�سة منت���دى الأتا�سي للحوار‪ ،‬رغم‬ ‫ما كلفها ذلك م���ن ت�ضحيات‪ ،‬وقد ُاعتقلت‬ ‫الأتا�سي يف �آذار ‪ ، 2011‬ب�سبب دفاعها عن‬ ‫الثورة وم�شاركتها يف املظاهرات‪.‬‬ ‫و�أثن���اء امل�ؤمت���ر و�ص���ف اخلطي���ب‪� ،‬أم�ي�ن‬ ‫الإت�ل�اف م�صطف���ى ال�صب���اغ‪ ،‬ب�أحد جنود‬

‫من امل�ؤمتر‬ ‫• يف امل�ؤمت���ر‪ُ ،‬رف���ع علم الث���ورة ال�سورية‬ ‫�إىل جان���ب العلم القط���ري‪ ،‬وعلم اجلامعة‬ ‫العربية‪ ،‬وهذا ُيعت�ب�ر �سابقة لأن امل�ؤمترات‬ ‫ال�سابقة كانت تتحا�شى رفع � ٌأي من العلمني‬ ‫ال�سوريني‪.‬‬ ‫• ح�صل االئتالف على اعرتاف اجلامعة‬ ‫العربي���ة ب�أن���ه املمث���ل ال�شرع���ي لل�شع���ب‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫• رف����ض ا ألك���راد امل�شارك���ة‪ ،‬ب�سبب عدم‬ ‫تلبية مطابه���م‪ ،‬التي عل���ى ر�أ�سها؛ مراعاة‬ ‫�أهمي���ة التمثيل الكردي ب�ش���كل يتنا�سب مع‬ ‫كتلت���ه الب�شرية يف �سوري���ة‪ ،‬ومع �أهمية ت�أثر‬ ‫التاريخ ال�سوري بالقومية الكردي‪.‬‬ ‫• انتخ���اب �أحم���د مع���اذ اخلطي���ب ج���اء‬ ‫مفاج����أة للجميع‪ ،‬خا�ص���ة � َّأن ا�سمه مل يكن‬ ‫مطروح ًا يف ال�سابق‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 22‬‬

‫(وفاء مني للذين ساروا من أجل الوطن بأقدام متورمة كتبت ‪)...‬‬

‫هذا املجلس من ذاك النظام‬

‫�شذا الأحدب‬ ‫كاتبة وباحثة �إعالمية واجتماعية‬

‫جنوم �إىل قوائم الطعام املزدحمة بكافة‬ ‫الأ�صناف املعروفة وغري املعروفة ‪ ،‬كانت‬ ‫امل�ست�ضيفة قطر حا�ضرة بكل التفا�صيل‪،‬‬ ‫تفا�صيل التنظيم و�أ�صول ال�ضيافة ومل‬ ‫تغفل عن �أي منا�سبة لإظهار كرمها وح�سن‬ ‫ا�ستقبالها ‪ ،‬بالرغم من �سوء ت�صرف‬ ‫الكثريين من الأع�ضاء و�إظهارهم الكثري‬ ‫من الإمتعا�ض والت�أفف من تفا�صيل ال‬ ‫تخطر على بال �أي �شخ�ص �سوري عا�ش‬ ‫يف �سوريا وحلق يف �سمائها وركب طائراتها‬ ‫وق�صد فنادقها ‪ ،‬وباملقابل كانت �أجوبة‬ ‫القطريني ومنهم �شخ�صيات مهمة تدور‬ ‫حول التمنيات والآمال ب�أن يتم الإتفاق‬ ‫وحل االزمة ل�صالح �سورية وال�سوريني مع‬ ‫احلر�ص ال�شديد من قبلهم بعدم التدخل‬ ‫ال من قريب وال من بعيد ب�أي قرار �أو حتى‬ ‫تقدمي الن�صيحة ‪ ،‬وهذا ما ظهر ب�شكل جلي‬ ‫يف امل�ؤمتر‪.‬‬

‫الإجتماعات حفاظا على مكانتهم ‪ ،‬وجداول‬ ‫�أعمال ال تطبق بالإ�ضافة لكثري من الق�ضايا‬ ‫املهمة التي مل تتطرح للنقا�ش والدرا�سة‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة لربنامج عن امل�ؤمتر وزع يف اليوم‬ ‫الثاين وقد �شمل هذا الربنامج �أحداث‬ ‫�أو جمريات كان من املفرو�ض انها حدثت‬ ‫ولكن يف الواقع �أنها مل حتدث �أبدا ‪.‬‬ ‫وهنا ن�صل �إىل االجتماع الذي عقد ملناق�شة‬ ‫موا�ضيع ونقاط بغاية الأهمية من �أهمها‬ ‫مناق�شة ( القانون االنتخابي ) املفاجاة التي‬ ‫كانت �أنه مت وخالل �ساعات طويلة مناق�شة‬ ‫�أمور ثانوية والدخول يف مناق�شات �صغرية‬ ‫م�ستنفذين بذلك الوقت وال�صرب والرتكيز‬ ‫�أما القانون االنتخابي فقد متت منا ق�شته‬ ‫ب�ساعة متاخرة من الليل بحيث مل يبق‬ ‫من االع�ضاء �إال �أ�صحاب الأقدام واالرواح‬ ‫املتورمة ‪ ،‬وهنا جاء اقرتاح من قبل �أحدهم‬ ‫يطلب فيه من الأع�ضاء بو�ضع مالحظاتهم‬ ‫حول القانون االنتخابي ملناق�شتها يف اليوم‬ ‫التايل نظرا ل�ضيق الوقت ‪.‬‬

‫يف الوقت الذي متتلئ القبور ب�أبناء �سورية‬ ‫يقف �أبناء �سورية �أنف�سهم يف امل�ؤمترات‬ ‫ليتقا�سموا تركة مل يورثهم �إياها �أحد‪،‬‬ ‫ومتتلئ ال�صحف اليوم ب�أخبار املجل�س‬ ‫الوطني وانتخاب �صربا ومن فرح فرح ومن‬ ‫حزن حزن ولكن �أال يحق للر�أي العام �أن‬ ‫يعلم ماذا جرى يف كوالي�س املجل�س الوطني‬ ‫وخ�صو�صا �أن املجل�س ينفي متاما وجود �أي‬ ‫خالفات بني �أع�ضائه !‬ ‫فج�أة جتد نف�سك �أمام م�سرحية تتكرر‪،‬‬ ‫ولكن مع اختالف الأبطال ‪ ،‬وتبقى اخللفية‬ ‫التي تتالعب بالأبطال وبالأحداث واحدة‬ ‫‪،‬ويبقى ال�شعب هو البطل الوحيد الذي‬ ‫تتجاهله �أكف امل�صفقني‪ ،‬و�إليكم ف�صول‬ ‫امل�سرحية التي �أ�صنفها �ضمن امل�سرحيات‬ ‫الهزلية ‪ ،‬والتي �ست�أخذ جائزة باعتبارها‬ ‫هزلية من الطراز الأول ‪.‬‬ ‫ف�صل امل�ؤمتر ‪:‬‬ ‫وهنا تنتهي فقرة التنظيم لتتلوها فقرة‬ ‫ف�صل الدولة امل�ضيفة‬ ‫الفو�ضى فمن ت�أخر للمواعيد من قبل ف�صل القانون االنتخابي‬ ‫من الطائرات اخلا�صة �إىل فنادق اخلم�سة ر�ؤ�ساء املجل�س لأع�ضاء ترفعوا عن ح�ضور جاء اليوم الثاين وهو اليوم املحدد لإجراء‬


‫‪23 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫االنتخابات ومل يتم فيه مناق�شة مالحظات‬ ‫الأع�ضاء ومت جتاهلها وبد�أت االنتخابات‬ ‫ت�سري بناء على القانون االنتخابي املعتمد ‪.‬‬ ‫وهنا تكمن حبكة امل�سرحية حيث ين�ص‬ ‫قانون االنتخاب على متثيل كل ‪ 16‬ع�ضو‬ ‫من تيار �أو حزب معني بع�ضوين ير�شحان‬ ‫للأمانة العامة وهذا يعني ان الأحزاب‬ ‫التي متتلك ثمانية �أع�ضاء متثل بواحد ومن‬ ‫ميتلك ‪ 4‬ميثل (ب�صفر) ‪� ،‬إال �إذا مت ايجاد‬ ‫حتالف فكيف ين� أش� هذا التحالف ؟‬ ‫‪ 4‬عند التكتل والتحالف ت�أخذ ن�صف مع‬ ‫اثنني = اثنني ون�صف وهنا القانون يعتمد‬ ‫على النق�صان ال الزيادة �أي اثنني فقط ‪،‬‬ ‫وهنا احلزب �صاحب اال�سمني خ�سر ا�سم‬ ‫ل�صالح حزب �آخر وهنا تنتفي الرغبة‬ ‫بالتكتل وتنتفي الرغبة بالتحالف وين�سف‬ ‫بقنبلة ذرية مبد�أ التعاون والت�ضامن لأجل‬ ‫الوطن‪.‬‬

‫ل�شخ�صيات وطنية عرفت بتاريخها الوطني‬ ‫الطويل وكان البد من وجودها داخل الأمانة‬ ‫العامة للمجل�س ومنها باخو�س الذي �شكل‬ ‫قائمة لوحده ووعد باالنتخاب والتزم وعند‬ ‫ف�ض �أوراق االنتخاب مل يجد �إال �صوته‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة ال�ستبعاد جناتي طيارة �أما من‬ ‫كان ميتلك الذكاء من الأع�ضاء وفهم اللعبة‬ ‫كغليون و�سيف مثال ن�أى بنف�سه وابتعد ‪.‬‬

‫ف�صل املبادرة‬ ‫بالطبع الكل قر أ� عن مبادرة رجل الأعمال‬ ‫�سيف الذي اقرتح ايجاد حكومة انتقالية يف‬ ‫املنفى ل�سد الفراغ الذي �سيح�صل بزوال‬ ‫الأ�سد وبناء على هذا االقرتاح ف�إن هذه‬ ‫احلكومة �ست�ضم ‪ % 23‬من املجل�س والباقي‬ ‫�سيوزع بني الثوار ومعار�ضي الداخل وبني‬ ‫تكنوقراط احلكومة ال�سابقة‪.‬‬ ‫وال يخفى �أن هذه املبادرة مباركة من قبل‬ ‫�أمريكا خوفا طبعا على م�صاحلها وهي‬ ‫�أمن ا�سرائيل ولكن الرف�ض جاء من رئا�سة‬ ‫ف�صل اال�ستبعاد والنفي‬ ‫وهنا �أهم ف�صل هزيل قدمته امل�سرحية‪ ،‬املجل�س العتبار �أنف�سهم وارثني �شرعيني‬ ‫حيث مت ار�سال �أع�ضاء لإجراء حتالفات للوطن ولي�س كمكون من مكونات الدولة‪.‬‬ ‫وهمية مع تقدمي باقة من الوعود الكاذبة وعند اجتماع معاونة وزير اخلارجية‬ ‫يف احدى الزوايا مع �أ�شخا�ص مهيمنني‬ ‫ومهمني يف املجل�س ويف �أثناء ابداء ا�ستيائه‬

‫وانزعاجه من فكرة �سيف جاء فورد ويعمل‬ ‫يف اخلارجية االمريكية ليح�ضر النقا�ش‬ ‫الذي ال يحتوي على ار�ضية م�شرتكة بني‬ ‫الطرفني بالغ�ضافة لعدم وجود احلد‬ ‫الأدنى لألف باء العمل ال�سيا�سي لينهي‬ ‫النقا�ش بطريقة مهينة من دون �أي تعليق‬ ‫من قيادات املجل�س‪.‬‬ ‫ف�صل ال�شعب هو البطل‬ ‫من �ضمن كل الف�صول ال�سيئة وامل�شاهد‬ ‫التيئي�سية يظهر يف نهاية امل�سرحية �شعاع‬ ‫نور حيث يعمد �أحد الأع�ضاء الذين ير�أ�سون‬ ‫تيار ما على التحالف مع حزب م�سيحي‬ ‫بالرغم من �أن هذا التحالف �سوف يخ�سره‬ ‫ع�ضو من �أع�ضائه يف القائمة االنتخابية‬ ‫لكي يفي بالتزام ووعد للحزب امل�سيحي‪.‬‬ ‫وهنا يظهر �أحد االبطال ليقول للمجل�س‬ ‫«لقد دققتم �آخر م�سمار يف نع�ش املجل�س‬ ‫�إما لأنكم عمالء او لأنكم غاية يف الغباء‬ ‫واالرجح الإحتمال الثاين»‬ ‫وهنا ت�سدل ال�ستائر لتعلن عن نهاية‬ ‫امل�سرحية ويقف املتفرجني ينتظرون‬ ‫قافلة من الرتبويني ليعلموننا �ألف باء‬ ‫الدميقراطية وليعلموننا احرتام �أنف�سنا كي‬ ‫نحرتم قانون بذلنا لأجله الكثري ويبقى هذا‬ ‫املجل�س من ذاك الأ�سد‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 24‬‬

‫بتفاؤل حذر‪..‬ينظر السوريون إلى سفيرهم‬ ‫منذر ماخوس‪ ،‬أول سفير لسوريا اجلديدة في فرنسا‬

‫�سورية بدا حرية‬ ‫�أعل���ن الرئي����س الفرن�سي فرن�س���وا هوالند‬ ‫� َّأن فرن�س���ا �ست�ستقب���ل من���ذر ماخو�س‪ ،‬يف‬ ‫باري�س �سفري ًا لالئتالف املعار�ض ال�سوري‬ ‫اجلدي���د بع���د اجتماع���ه برئي�س���ه �أحم���د‬ ‫مع���اذ اخلطي���ب»‪ ،‬كم���ا �أ�شار هوالن���د �إىل‬ ‫�أنه �سيكون هن���اك �سفري ل�سوريا يف فرن�سا‬ ‫معني من قبل رئي�س االئتالف»‪ ،‬م�ضيفا �أن‬ ‫«احلكومة املقبل���ة التي �سي�شكلها االئتالف‬ ‫يج���ب �أن ت�ض���م كاف���ة مكون���ات �سوري���ا‬ ‫خ�صو�صا امل�سيحيني والعلويني»‪.‬‬ ‫وبهدف معرفة ت�أثري تعيني ماخو�س �سفري ًا‬ ‫للمعار�ض���ة يف باري����س‪ ،‬تعرفن���ا عل���ى �آراء‬ ‫�شريحة من ال�شارع ال�سوري‪.‬‬

‫�سالم ��ة كيل ��ة‪ :‬نكاي ��ة‬ ‫بالرو�س والأمريكيني‬ ‫بداي���ة �أخربن���ا املفك���ر‬ ‫�سالم���ة كيل���ة‪َّ � ،‬أن اختي���ار‬ ‫ماخو����س لي�س بالأمر املهم يف واقع الثورة‪،‬‬ ‫لأن امل�س أ�ل���ة تتعلق بتط���ور الو�ضع الداخلي‬ ‫وتطوير �آليات الث���ورة‪ ،‬و�أ�ضاف كيلة‪ :‬هذا‬ ‫موق���ف فرن�سي �أظن �أن���ه «نكاية» يف �سياق‬ ‫�شع���ور الفرن�سي�ي�ن � َّأن الأم���ور رمب���ا ت�سري‬ ‫يف �سي���اق تفاهم �أمريك���ي رو�سي‪ ،‬وكذلك‬ ‫يقلل نائل حري���ري من �ش�أن هذه اخلطوة‪،‬‬ ‫وا�صف��� ًا �إياه���ا باللعبة �إعالمي���ة‪ ،‬ال�ساعية‬ ‫لل�ضغ���ط عل���ى املجتم���ع ال���دويل بواجه���ة‬ ‫«علوي���ة مدني���ة»‪ ،‬ويق���ول احلري���ري‪« :‬لن‬ ‫ي ؤ�ث���ر املو�ضوع نهائي ًا عل���ى � ّأي من تفا�صيل‬ ‫الأحداث»‪.‬‬

‫نظرة �أكرث تفا�ؤ ًال‬ ‫يتج���اوز عم���ر ح���داد‪،‬‬ ‫النظ���ر �إىل تعيني خماو�س‬ ‫لريى � َّأن املعن���ى الأهم لها‬ ‫هو �سق ��وط نظ ��ام الأ�سد نهائي� � ًا بالن�سبة‬ ‫لفرن�س���ا‪ ،‬ويق���ول‪ :‬ال وجود خل���ط رجعة �أو‬ ‫خلي���ار �صفق���ة �سيا�سي���ة ب�ي�ن املعار�ضة و‬ ‫النظام‪ ،‬مما ي�شكل �ضغطا �سيا�سيا هائال‪،‬‬ ‫ويتابع حداد‪:‬‬ ‫اعتقد �أن املوق���ف الفرن�سي �سيتبعه موقفا‬ ‫م�شابها من عدة دول قريبا‪..‬‬ ‫وم���ن جهت���ه يج���د م�ؤي���د‬ ‫ا�سكي���ف‪� ،‬أنه���ا اع�ت�راف‬ ‫باملعار�ض���ة‪ ،‬و تكري����س‬ ‫لتهمي����ش املعار�ض���ة ‪،‬‬ ‫باعتبارها ممثال �شرعي��� ًا و وحيدا لل�شعب‬ ‫ال�س���وري ب���ذات الوق���ت ‪ ،‬ويو�ض���ح‪ :‬كان‬


‫‪25 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫يج���در بفرن�س���ا �أن تعيني ماخو����س �سفريا‬ ‫للجمهورية ال�سورية‪ ،‬لأن ال�سفري ميثل بلد‪،‬‬ ‫ولي�س حزب �أو ائتالف‪ ..‬ولذلك ف�إن وجود‬ ‫�سف�ي�ر لالئت�ل�اف ال�س���وري بر�أي���ه خطوة‬ ‫�إيجابية ولكنها منقو�ص���ة‪ ،‬تكتمل بت�سميته‬ ‫�سفريا للجمهورية‪..‬‬ ‫لعبة �سوريا الكربى‬ ‫يق���ول ط���ارق اخلواج���ة‪:‬‬ ‫�إنه���ا بداي���ة مرحل���ة لعبة‬ ‫�سوري���ا الك�ب�رى‪ ..‬ف�أوروبا‬ ‫ب���ر�أي اخلواج���ة‪ ،‬تري���د منطق���ة تناف�سية‬ ‫عل���ى حدودها ع�ب�ر املتو�سط فيه���ا فر�ص‬ ‫عم���ل‪ ،‬و�صناع���ات ب�سيطة و�س���وق للتبادل‬ ‫اقت�صادي‪ ،‬لأن ذلك يخل�صها من الهجرة‬ ‫العربي���ة ‪ ،‬و�سوري���ا ه���ي تتو�س���ط �أوربا‪ ،‬و‬ ‫الدول الأخرى‪ ،‬و�ستحقق �أوربا ذلك ح�سب‬ ‫خواج���ة بتف���كك املنطق���ة �أو ًال‪ ،‬ث���م تعي���د‬ ‫جتميعها ب�صيغة فدرالي���ة مثال يكون فيها‬ ‫الغلبة لإ�سرائيل كمركز مايل واقت�صادي‪،‬‬ ‫وال مان���ع م���ن �أن تك���ون دم�ش���ق عا�صم���ة‬ ‫�سيا�سي���ة‪ ،‬ويختم اخلواجة‪ :‬الأيام القادمة‬ ‫�ستحمل بدء تنفيذ اخلطة‪� ،‬أما نحن فعلينا‬

‫اخلو����ض يف لعب���ة ال�سيا�سة‬ ‫وفق م�صلحتنا‪.‬‬ ‫وي���رى �صال���ح ال�سع���ود‪َّ � ،‬أن‬ ‫ماخو����س معار����ض لنظ���ام‬ ‫الع�صابة‪ ،‬التي نهدف �إىل �إزاحتها‪ ،‬را�ضني‬ ‫ب�سوري���ا دميوقراطي���ة تعددي���ة‪ ،‬م�ضيف��� ًا‪:‬‬ ‫� َّإن �صن���دوق االق�ت�راع �سيك���ون احلك���م يف‬ ‫امل�ستقب���ل‪� ،‬أما يف املرحل���ة احلالية‪ ،‬فعلينا‬ ‫�أن نوحد جهودنا لإ�سقاط نظام الع�صابة‪.‬‬ ‫من هو منذر ماخو�س؟‬ ‫• ول���د يف الالذقي���ة ع���ام ‪ ،1946‬يحمل‬ ‫�شه���ادة يف الهند�س���ة‪ ،‬وماج�ست�ي�ر يف‬ ‫الكيمي���اء اجليولوجي���ة (‪ ،)1969‬ودرج���ة‬ ‫الدكت���وراه يف الكيمي���اء اجليولوجي���ة‬ ‫وال�ث�روات املعدني���ة (‪ ،)1974‬ودكت���وراه‬ ‫العلوم يف جمال �إنت���اج البرتول (‪،)1993‬‬ ‫ُيد ِّر����س يف جامع���ة بي�ي�ر وم���اري كوري يف‬ ‫باري�س منذ ت�سعينيات القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫• ع�ض���و يف املجل����س الوطن���ي ال�س���وري‪،‬‬ ‫من�س���ق العالقات اخلارجية‬ ‫�شغ���ل من�صب ِّ‬ ‫يف �أوروبا الغربية‪.‬‬ ‫• ع�ض���و يف الكتل���ة الوطني���ة‪� ،‬أح���د‬

‫االئتالف���ات امل� ِّؤ�س�سة داخل املجل�س الوطني‬ ‫ال�سوري‪ ،‬وع�ضو يف جلن���ة ‪� 15‬آذار‪/‬مار�س‬ ‫للتغيري الدميقراطي‪ ،‬التي ُ�ش ّكلت يف �أيار‪/‬‬ ‫ماي���و ‪ ،2011‬وه���و �أي�ضا مم ّث���ل للمعار�ضة‬ ‫ال َع َلو ّية يف اخلارج‪.‬‬ ‫• �أعلنت فرن�سا اختياره �سفري ًا لالئتالف‬ ‫الوطن���ي يف باري����س يف ‪،2012-11-17‬‬ ‫وكان���ت قبل �أيام من ه���ذا التاريخ اعرتفت‬ ‫ً‬ ‫ممث�ل�ا �شرعي ًا ووحي���د ًا لل�شعب‬ ‫باالئتالف‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫أ�ب ��رز ت�صريحات ��ه خ�ل�ال الث ��ورة ال�سورية‬ ‫حول خماوف التق�سيم‪:‬‬ ‫«م���ن يحل���م ب�إقامة دول���ة علوية ه���م �أق ّلية‬ ‫�صغ�ي�رة ج���د ًا‪ ،‬ال �أنف���ي �أن هن���اك بع����ض‬ ‫املجانني �أو امل�شبوهني يحلمون ب�إقامة دولة‬ ‫علوي���ة‪ ،‬و�إذا كان هناك م���ن ي�ساورهم مثل‬ ‫ه���ذا احلل���م فهم �أق ّلي���ة‪ ،‬ولكن ذل���ك يمُ ِّثل‬ ‫م�ؤام���رة خط�ي�رة‪ ،‬ال على الوط���ن ال�سوري‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل على العلويني �أنف�سهم»‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 26‬‬

‫الثورة السورية ‪....‬وسيناريو احلسم األخير‬

‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬ ‫تو ّقعات خائبة‬ ‫توق���ع الكث�ي�رون �سيناري���و ينه���ي الث���ورة‬ ‫ال�سوري���ة بانت�ص���ار �ساح���ق و�سريع وذلك‬ ‫من���ذ بداي���ات الث���ورة ال�سوري���ة بزخمه���ا‬ ‫اجلماه�ي�ري الوا�س���ع وطابعه���ا ال�سلم���ي‬ ‫الرائع ؛‬ ‫كان ال�سيناريو التون�سي �أو امل�صري متوقعا»‬ ‫يف البداي���ة به���رب الأ�سد خ���ارج البالد �أو‬ ‫تنحيه‬ ‫ال �أزال �أذك���ر حال���ة الرتق���ب والأم���ل يف‬ ‫انتظ���ار �إطالل���ة الرئي����س الأمريكي ليعلن‬ ‫�أن عل���ى الأ�س���د الرحي���ل وت���رك ال�سلطة ؛‬ ‫لك���ن �إطاللة �أوباما كان���ت باهتة جدا» ومل‬ ‫يكن يف كالمه ما يوحي �إىل موقف �أمريكي‬ ‫حازم ل�ل��إدارة الأمريكية بانتهاء النظام ؛‬ ‫وبقي هذا املوقف الأمريكي املرتدد باجتاه‬ ‫دعم الثورة ال�سورية للأن‬ ‫ال �ش���ك �أن الكث�ي�ر م���ن ال�سوري�ي�ن كان‬ ‫عاطفيا» لدرجة �أنهم توقعوا انهيار النظام‬ ‫�سريع���ا بت�أث�ي�ر امل���د الث���وري اجلماهريي‬

‫ال�ساح���ق وب�سب���ب التخب���ط والع�شوائي���ة‬ ‫والفو�ضى لردود فعل النظام جتاه الثورة ‪.‬‬ ‫معار�ضة دون امل�ستوى‬ ‫رغ���م ادراك اجلمي���ع �أن احلال���ة ال�سورية‬ ‫خمتلف���ة ومتمي���زة يف كل �ش���يء على مدى‬ ‫التاري���خ ؛ �إال �أن الكثريي���ن تنا�س���وا ذل���ك‬ ‫ووقع ��وا يف �ش ��راك االعتماد عل ��ى ا�سقاط‬ ‫النظ���ام باالعتم���اد عل���ى اخل���ارج ؛ ورمبا‬ ‫�سيك���ون ذلك �أكرب خط�أ ا�سرتاتيجي وقعت‬ ‫فيه املعار�ضة وال يزال م�ستمرا»‬ ‫ب���د�أت تت�شكل مالمح املعار�ضة ال�سورية يف‬ ‫اخلارج من �شخ�صي���ات �إعالمية ا�شتهرت‬ ‫خ�ل�ال الث���ورة وم���ن �أ�شخا����ص حقوقي�ي�ن‬ ‫و�أكادميي�ي�ن ومنفيني خارج البالد وخا�صة‬ ‫م���ن جماعة االخ���وان امل�سلم�ي�ن املحظورة‬ ‫والتي غادرت كوادره���ا البالد بعد �أحداث‬ ‫الثمانين ��ات الت ��ي ف�شل ��ت فيه ��ا ب�إ�سق ��اط‬ ‫النظام ؛‬ ‫هذا املزيج غ�ي�ر املتجان�س والذي ال ينتمي‬ ‫لتيارات �أو �أحزاب �سيا�سية وجد �صعوبة يف‬ ‫التحول باجتاه العم���ل ال�سيا�سي اجلماهي‬

‫املنظ���م ع�ب�ر تي���ار �أو هيئ���ة جتم���ع ه���ذه‬ ‫الأطياف وال�شخ�صيات املتناف�ضة ؛‬ ‫بد�أت جه���ود املعار�ضة نحو توحيد �صفوفها‬ ‫حت���ت �ضغ���ط ال�ش���ارع واحلاح���ه ؛ كان���ت‬ ‫املحاول���ة االوىل يف م�ؤمتر انطاليا ومل تكن‬ ‫حماول���ة نا�ضج���ة او ناجح���ة ؛ وتتالت بعد‬ ‫ذل���ك امل�ؤمترات واالجتماع���ات حتى ظهور‬ ‫املجل�س الوطني ؛ كان املجل�س الوطني ميثل‬ ‫حاجة ملحة للثوار لك���ي ميثلهم يف اخلارج‬ ‫ويعرب ع���ن مطالبهم ؛ لك���ن طريقة �إعالن‬ ‫املجل����س وطريق���ة ت�شكيل���ه املت�سرعة وغري‬ ‫املتوازنة بقيت تالحق املجل�س وت�شكل عبئا»‬ ‫م�ستمرا «‬ ‫حي���ث مل ي�ستطع املجل�س �أن ي�ضم او يحتوي‬ ‫القوى ال�سيا�سي���ة وخا�صة القوى الثورية يف‬ ‫الداخ���ل وبالتايل بقي قا�ص���را» عن اللحاق‬ ‫باحلراك الثوري ومتثيله بال�شكل ال�صحيح‬ ‫يف ظ���ل هيمن���ة وا�ضح���ة لتي���ار االخ���وان‬ ‫امل�سلمني على قرار املجل�س وادائه ؛‬ ‫كان املجل�س الوطن���ي ي�أمل باعرتاف فوري‬ ‫ب�شرعيته ف���ور االعالن عن���ه ؛ لكن ما لبث‬ ‫�أن تبدد ذلك �سريعا وبدا وك�أن املجل�س �إما‬


‫‪27 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫أ�ن���ه وقع يف �س���وء التقدي���ر �أو اخلديعة ؛ �إذ‬ ‫�سرعان م���ا حتولت هذه الوعود باالعرتاف‬ ‫غلى م�ؤمت���رات لأ�صدقاء ال�شع���ب ال�سوري‬ ‫وانتهت بربع اعرتاف ال �أكرث باعتباره احد‬ ‫ف�صائ���ل الث���ورة ال�سوري���ة الرئي�سية املمثلة‬ ‫للثورة ال�سوري���ة وممثال» غري وحيد لل�شعب‬ ‫ال�سوري ‪.‬‬ ‫كان املجل�س الوطن���ي ي�أمل منذ ان�شائه ب�أن‬ ‫يحاكي جتربة املجل����س االنتقايل الليبي يف‬ ‫ا�ستدعاء تدخل ع�سكري عرب اقامة منطقة‬ ‫عازلة ولكن ذلك تب���دد �سريعا مع الرتاجع‬ ‫يف مواق���ف الق���وى الداعمة للث���ورة ؛ حيث‬ ‫ظه���ر وك�أن تعقي���دات الو�ض���ع وامل�صال���ح‬ ‫االقليمية والدولية وبخا�ص���ة �أمن ا�سرائيل‬ ‫هي العوامل اال�سا�سية يف اتخاذ �أي قرار ؛‬ ‫�ش���كل تراجع ال�سناري���و الليبي عن الواجهة‬ ‫حتوالباجت���اه تطبي���ق �سيناري���و �أخ���ر ه���و‬ ‫ال�سيناري���و اليمن���ي يف حتقي���ق االنتق���ال‬ ‫ال�سيا�سي كما ب���ات ي�سمى منذ ذلك الوقت‬ ‫؛ كان اله���دف من ه���ذا ال�سيناريو احلفاظ‬ ‫عل���ى بنية وم�ؤ�س�سات الدول���ة دون ان تنهار‬ ‫وخا�ص���ة م�ؤ�س�س���ة اجلي�ش وعل���ى ذلك يتم‬ ‫ا�سق ��اط النظ ��ام ع�ب�ر االنتق ��ال ال�سيا�سي‬ ‫ولي�س بالقوة الع�سكرية ‪.‬‬

‫من���ذ ذل���ك الوق���ت ب���د أ� يتكررط���رح ه���ذا‬ ‫ال�سيناري���و يف كل املب���ادرات م���ن اجلامعة‬ ‫العربي���ة ومنظم���ة التع���اون اال�سالم���ي‬ ‫واخلليج���ي واالمم املتح���دة ووثيقة جنيف‬ ‫ويف كاف���ة املب���ادرات االقليمي���ة والدولي���ة‬ ‫االخرى ويف مهمة املبعوثني املتتابعني للبالد‬ ‫موقفان ال يلتقيان‬ ‫مل يظه���ر �أي تقدم باجتاه احل���ل ال�سيا�سي‬ ‫ع�ب�ر ط���رح مب���ادرات االنتق���ال ال�سيا�سي‬ ‫املختلف���ة ؛حي���ث كان هن���اك حائ���ط �صلب‬ ‫يف�ص���ل ب�ي�ن موقف�ي�ن متناق�ض�ي�ن متاما ال‬ ‫ميك���ن ان يلتقي���ا ؛ موقف النظ���ام وحلفا�ؤه‬ ‫يف احلفاظ على النظام ب�أي ثمن ؛ وموقف‬ ‫الث ��وار و�أ�صدق ��اء الثورة ب�ض ��رورة ا�سقاط‬ ‫النظ���ام ؛ كان���ت املب���ادرات ومناق�ش���ات‬ ‫جمل����س االمن تبدو عبثية متاما وبال نتيجة‬ ‫اطالق���ا ؛ رغ���م اع�ل�ان النظام م���رارا انه‬ ‫ملت���زم باخلطط واملب���ادرات اال انه مل يكن‬ ‫ينفذ ويلتزم بالبنود الأخرى منها ؛‬ ‫حت���ول تف�س�ي�ر عملي���ة االنتق���ال ال�سيا�سي‬ ‫اعتبارا»م���ن وثيقة جني���ف بالن�سبة للرو�س‬ ‫ب�أنه ال يعني بال�ضرورة رحيل اال�سد او حتى‬ ‫تغيري النظام ب�شكل جذري ؛‬

‫يف ظ���ل الف�ش���ل يف الت�سوي���ق ل�شخ�صية من‬ ‫النظ���ام لتق���ود املرحل���ة االنتقالي���ة �س���واء‬ ‫كان نائ���ب الرئي�س فاروق ال�ش���رع �أو رئي�س‬ ‫ال���وزراء املن�ش���ق ريا����ض حجاب ت�أك���د �أن‬ ‫ال�سيناريو اليمني قد �أ�صيب بالف�شل التام ؛‬ ‫ب�سق ��وط ال�سيناريوه ��ات املختلفة مل يبقى‬ ‫اال خي ��ار ا�سقاط النظ ��ام بالقوة او احلوار‬ ‫معه ؛‬ ‫م���ع عدم قي���ام االط���راف الداعم���ة للثورة‬ ‫ال�سوري���ة بتزوي���د اجلي�ش احل���ر باال�سلحة‬ ‫النوعي���ة الت���ي ت�ساه���م ب�ش���كل ا�سا�س���ي‬ ‫با�سق ��اط النظام ؛ ظهر وك�أن هناك توجها‬ ‫لعدم ا�سقاط النظ ��ام بالقوة واطالة عمره‬ ‫االم ��ر ال ��ذي �سم ��ح ل ��ه بالتق ��اط االنفا�س‬ ‫والقام باعمال همجية تدمريية وا�سعة دون‬ ‫خوف من اي م�ساءلة ‪.‬‬ ‫مكانك راوح‬ ‫ظه���ر �أن االزمة تراوح مكانه���ا وال تتقدم ؛‬ ‫وك�أن ال���دول تريد �أن ت���راوح االمور مكانها‬ ‫ال�ستنزاف الق���وى من كل االطراف جلرها‬ ‫اىل طاولة املفاو�ضات بع���د ان يتم انهاكها‬ ‫لرت�ض ��خ ل�ش ��روط املفاو�ضات ع�ب�ر طائف‬ ‫�سوريحت���ى ر�أ����س النظ���ام لف�ت�رة زمني���ة‬


‫‪issue 37 / nov 18th 28‬‬

‫حمدودة حلني حتقيق االنتقال ال�سيا�سي ‪.‬‬ ‫املوق���ف االمريك���ي اال�سا�سي ع���ادة مل يعد‬ ‫م�ؤث���را ب�ش���كل وا�ض���ح وبا�ش���ر الرتباط���ه‬ ‫باالنتخابات االمريكية القائمة ولكنه �سجل‬ ‫حتوال الفت���ا عند ت�صري���ح كلينتون ال�شهري‬ ‫الذي �ضع�ضع املجل�س الوطني بعدم اعتباره‬ ‫اجل�س���م ال�سيا�س���ي الرئي�س���ي املعار����ض‬ ‫و�ض���رورة انبثاق ج�سم جدي���د �أو�سع لي�ضم‬ ‫قوى املعار�ضة االخرى وخا�صة الداخلية‬ ‫هن���ا ظه���رت بالتزام���ن مب���ادرة الهيئ���ة‬ ‫الوطني���ة وك�أنه���ا ا�ستجابة لن���داء كلينتون‬ ‫لت�شكيل ج�سم �سيا�سي تنبثق عنه حكومة او‬ ‫�سلطة تنفيذية‬ ‫املجل�س الوطن���ي الذي مل ي�ستط���ع �أن يلبي‬ ‫طم���وح الث���وار وال اقتن���اع االخري���ن بادائه‬ ‫عم���ل عل���ى ط���رح فك���رة التو�سي���ع واعادة‬ ‫الهيكلة وطرح ذلك ام���ام الهيئة العامة يف‬ ‫م�ؤمتر الدوحة احلايل‬ ‫لك���ن يبدو ان خطوة املجل�س جاءت متاخرة‬ ‫ولن حتق���ق املرجو منها وعل���ى االخ�ص ان‬ ‫بوادرها ال تعطي م�ؤ�ش���رات ايجابية ويبدو‬ ‫دور املجل�س متجها نحو االنح�سار اىل احلد‬ ‫ال���ذي جعل اع�ض���اء فيه يطالب���ون باالبقاء‬

‫ب�ش���يء ب���ل �سي����ؤدي الزدواجي���ة بينها وبني‬ ‫عليه كديكور �سيا�سي تاريخي‬ ‫م�ش���روع هيئة املبادرة الوطنية يبدو نظريا املجل�س الوطني‬ ‫اكرث منه عمليا حيث يقرتح ج�سما �سيا�سيا‬ ‫بطريق���ة حتا�ص�صية اثبت���ت ف�شلها الذريع �أ�صب���ح م���ن ال�ض���روري بالن�سب���ة للدول يف‬ ‫ب�ش���كل م�ستم���ر خ�ل�ال العم���ل ال�سيا�س���ي �سبي���ل تطبي���ق احل���ل ال�سيا�س���ي �أن هناك‬ ‫�سلط���ة وقي���ادة موح���دة للمعار�ض���ة �سواء‬ ‫للمجل�س الوطني‬ ‫ع�سكري���ا او �سيا�سيا ورمبا ه���ذا هو الدافع‬ ‫م���ن جان���ب اخ���ر ف���ان اجل�س���م التنفيذي لدى ال���دول باجتاه اجل�سم اجلديد وكذلك‬ ‫املنبث���ق ع���ن املب���ادرة ال يحم���ل يف طيات���ه باجتاه ال�ضغط لتوحيد القوى الع�سكرية‬ ‫امكاني���ة النج���اح ومقوماته ورمب���ا �سيكون واق���ع احل���ال الظاهر يتج���ه باعتم���اد حل‬ ‫�سقف���ه ان ي�ش���كل مكاتب ت�ستطي���ع ان تقوم �سيا�س���ي يحق���ق االنتق���ال ال�سيا�س���ي ع�ب�ر‬ ‫بالدور الغائب واملفرت�ض للمجل�س الوطني احلوار ويظهر ذلك من خالل ال�ضغط على‬ ‫ولي�س ه���ذا ت�شا�ؤم���ا بل ي�ستن���د اىل الواقع الث���وار وعدم دعمه���م واعطائه���م ال�سالح‬ ‫بخا�ص���ة اذا علمن���ا ان احلكومات ال ميكن النوعي حل�سم املعركة وهذا ي�سبب باطالة‬ ‫ان تعم���ل بدون اعرتاف دويل بها وال اعتقد عمر النظ���ام واملزيد م���ن اخل�سائر للنا�س‬ ‫ان هن���اك توجه���ا بذل���ك ؛ لأن ذل���ك يعقد وي����ؤدي لتاخري ح�س���م املعرك���ة عربتقطيع‬ ‫امل�س�ألة �أك�ث�ر بن�شوء �سلطت�ي�ن على االر�ض الوق���ت بانتظ���ار ن�ض���وج ح���ل دويل بع���د‬ ‫وبالت���ايل يحم���ل يف طيات���ه خط���ر تق�سيم االنتخاب���ات االمريكية او ان ي����ؤدي التطور‬ ‫البالد مع وجود ال�شروط املو�ضوعية لذلك امليداين ل�صالح الث���وار على االر�ض لتغيري‬ ‫ع�ب�ر الكتائ���ب املنت�شرة عل���ى االر�ض وغري ج���ذري من الدول ل�صاحلهم وبكل االحوال‬ ‫اخلا�ضعة ل�سلطة مركزي���ة واحدة وي�ضاف ل���ن يح�سم املعرك���ة اال الثوار عل���ى االر�ض‬ ‫اىل ذل���ك ان مقوم���ات جن���اح احلكوم���ة و�سيبق���ى القرار لهم ول���ن ن�شهد تدخال اال‬ ‫املو�ضوعي���ة غ�ي�ر متوف���رة م���ن اع�ت�راف يف الربع ال�ساعة االخرية من عمر النظام‪.‬‬ ‫و�سي���ادة و�أر����ض و�شع���ب واقت�ص���اد ؛ ام���ا‬ ‫التحول نح���و حكومة منفى فلن يفيد الثورة‬


‫‪29 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫الكثير من االشياء ال ميكن القول عنها انها حدثت ( فجأة )‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫ف�أنا مل اتعلم امل�شي و النطق ‪ ....‬فج�أة‪.‬‬ ‫كما �أين مل �أتعلم تقليم �أظافري و حالقة‬ ‫ذقني ‪ ....‬فج�أة‪.‬‬ ‫مل �أتعلم �أن �أحب روايات حيدر حيدر‪..‬‬ ‫منيف و ماركيز ‪ ،‬و �أن �أكره روايات جنيب‬ ‫حمفوظ ‪ ...‬حنا مينة و عبد القدو�س‪....‬‬ ‫فج�أة ‪� ،‬أن �أحب �شعر دروي�ش ‪ ...‬لوركا‬ ‫و جورج حاوي ‪ ،‬و �أن �أكره �شعر �سعاد‬ ‫ال�صباح ‪� ..‬سعدي يو�سف و نزيه ابو عف�ش‬ ‫‪ ....‬فج�أة‪.‬‬ ‫مل �أتعلم التحايل على الكلمات و اللعب‬ ‫باملعاين لإخفاء ما يجب اخفا�ؤه و �إظهار ما‬ ‫يحبه الآخرين ‪ ....‬فج�أة ‪� ،‬أن �أقر�أ العيون‬ ‫و �أن ال �أتوه يف عملية تفكيك اجلمل و‬ ‫املقا�صد اخلفية لقراءة املراد قوله حقيقة‬ ‫‪ ....‬فج�أة‪.‬‬ ‫مل �أتعلم �أن �أكيل ال�شتائم حلافظ الأ�سد‬ ‫كلما واجهتني م�صيبة كبرية كانت �أم‬ ‫�صغرية ‪ ....‬فج�أة ‪ ،‬و �أن �أزيد كمية ال�شتائم‬ ‫بعد موته ب�سبب وريثه الأحمق ‪ ....‬فج�أة‪.‬‬ ‫مل �أتعلم �أن �أعمل يف �أكرث من جمال و‬ ‫�أذهب للخدمة االجبارية و �أدر�س و �أبني‬ ‫غرفتني و حمام و �أ�سهر مع �أ�صدقائي حتى‬ ‫ال�صباح و �أقر�أ الكتب و �أتابع الأخبار و‬ ‫الأفالم االجنبية و �أ�شارك يف النقا�شات‬ ‫ال�سيا�سية ال�سرية و �أتهرب من امل�سريات‬ ‫الإجبارية و �أن �أحب و �أكتب الأ�شعار و �أدمن‬ ‫االنرتنت و �أبرع رغم �أميتي الكمبيوترية يف‬ ‫ك�سر بروك�سيات الأ�سد و �أ�ساليب التهرب‬ ‫من جت�س�سه على ن�شاطاتي و �إمييالتي و �أن‬ ‫�أكون عزيز النف�س رغم خواء جيوبي و �أن‬ ‫�أحول طبق الفول �إىل ا�سطورة باملعلمية و‬ ‫الفن املطبخي و �أن �أدخل �أفخم املطاعم‬

‫اذا ا�شتهيت ذلك رغم �أن معظم �أيامي ال‬ ‫ترى عن الفالفل بديال ‪ ....‬فج�أة‪.‬‬ ‫مل �أتعلم �أن �أ�سخر من حزب اهلل و �سيده‬ ‫ح�سن ‪ ....‬فج�أة ‪ :‬رغم �أنني خالل حرب‬ ‫متوز و بني بكاء و لعن لب�شار املتخاذل‬ ‫(الذي يحبه ح�سن و ذلك لي�س غريبا اذ‬ ‫يليقان ببع�ضهما ) و بكاء �آخر و لعن ‪ ،‬كنت‬ ‫�أبحث عن الجئ لبناين لأقدم له بيتي و‬ ‫كل ما �أملك بل و �أعتذر منه عن تق�صريي‬ ‫(وهذا حقه علي حتى و �إن كنت يف بلدي‬ ‫ال �أجد �إال كفايتي بطلوع الروح ) و هذا‬ ‫كان �أ�ضعف االميان‪ ،‬مبا �أن ح�سن ن�صر‬ ‫اهلل كان يعتقل ال�شبان ال�سوريني الذاهبني‬

‫للم�شاركة‪ ،‬بتهور الثوري الأ�صيل‪ ،‬ليقوم‬ ‫بت�سليمهم اىل املخابرات ال�سورية‪ ،‬بنذالة و‬ ‫انتهازية ‪� ..‬أ�صيلة �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫مل �أتعلم ان ال �أ�صدق �أمريكا و من امتهن‬ ‫جتاهلي و ال�سخرية مني حني يدعون حبي‬ ‫و احلر�ص على �سالمتي ‪ ...‬فج�أة ‪ ،‬و �أن‬ ‫ال �أ�صدق �أن ديكتاتورا يقتل �شعبه كبوتني‬ ‫و خامنئي �أو جمنونا متطرفا كت�شافيز و‬ ‫كا�سرتو ميكن �أن يعرتفوا يوم ًا ب�إن�سانيتي‬ ‫‪ ...‬فج�أة ‪.‬‬ ‫مل �أتعلم �شيئا مما �سبق و غريه الكثري ال‬ ‫�سيما ( اهلل �أكرب حرية )‪ ..‬فج�أة ‪ ،‬و ما زال‬ ‫هناك من يقول بخبث �أو غباء كيف لل�سوري‬ ‫�أن ي�صنع ثورته العظيمة ‪ ...‬فج�أة !!‬


‫‪issue 37 / nov 18th 30‬‬

‫هل انتهى دور احلراك السلمي في الثورة السورية‬ ‫خا�ص‪ /‬حممد الأ�سعد‬ ‫«�سلمية ‪� ..‬سلمية» هكذا بد�أناها حتت ده�شة العامل �أجمع ويف بدايتهم نحن ال�سوريني‪ ،‬كلنا �أمل �أن ت�ستمر وتنتهي‬ ‫به���ا‪ ،‬ليفر����ض الواقع نف�سه ب�ضرورة حم���ل ال�سالح حلماية املظاه���رات واملدنيني يف فرتة كان���ت الثورة ال�سورية‬ ‫معر�ض���ة خلطر الإخم���اد النح�سارها يف مناطق حمدودة وتعر�ضها ل�ضغط �أمني م�سل���ح‪ ،‬لن�صل اليوم �إىل العمل‬ ‫امل�سلح يف ظل اجلي�ش احلر الذي دخل مرحلة املبادرة بعملية حترير �سورية �إنطالق ُا من حلب ‪..‬‬


‫‪31 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫ال �صوت يعلو فوق �صوت املعركة ‪ ..‬ولكن يف الثورات‬ ‫ال �صوت يعلو فوق �صوت الثورة ‪..‬‬ ‫تعم���د و�سائل الإعالم الي���وم يف الغالب �إىل �إظهار‬ ‫الثورة ال�سورية عل���ى �إنها �صراع حم�ض بني اخلري‬ ‫املتمثل يف اجلي�ش احلر وال�شر املتمثل يف ملي�شيات‬ ‫الأ�سد لترت�سخ ال�ص���ورة الع�سكرية للثورة يف ذهن‬ ‫املتاب���ع مفرغ��� ًة الث���ورة م���ن هدفه���ا الرئي�سي يف‬ ‫حتقيق قيم احلرية والعدالة يف املجتمع‪.‬‬ ‫حت���ت ركام املب���اين املدم���رة‪ ،‬بني جث���ث الأطفال‬ ‫والن�س���اء و�صرخات الث���كاىل‪ ،‬يف �ضجيج القذائف‬ ‫و�أزيز الر�صا�ص يتوه اجلانب الأهم يف الثورة ويكاد‬ ‫�أن ينح�س���ر حتى ي�صبح معدوم��� ًا يف بع�ض املناطق‬ ‫�إنه خ���ط ال�سكة الأ�سا����س الذي ي�س�ي�ر عليه قطار‬ ‫الث���ورة جنب ًا �إىل جن���ب مع خط العم���ل امل�سلح �إنه‬ ‫(الن�شاط املدين ال�سلم ��ي)‪ ،‬نعم قد يبدو الن�شاط‬ ‫امل�سل���ح ه���و الأك�ث�ر جاذبية لظه���ور نتائج���ه على‬ ‫الأر�ض ب�صورة �أ�سرع‪ ،‬ولكن هذا ال يعني الإ�ستغناء‬ ‫عن احلراك ال�سلمي �أو احلد منه‪.‬‬ ‫يقول �سلمان العودة «اللجوء �إىل العنف مبد�أ خطري‬ ‫يفت���ح الباب وا�سع ًا للحروب الأهلية عك�س احلراك‬ ‫ال�سلمي املدرو����س الذي ي�ؤدي غالب��� ًا دور ًا �إيجابي ًا‬ ‫غ�ي�ر متوقع ح�ي�ن يكون ح���راك ال�شع���ب ب�أطيافه‪،‬‬ ‫ولي����س خا�ص ًا بطائفة �أو جماعة �أو ف�صيل �سيا�سي»‬ ‫فما احل���ل وقد وجدنا �أنف�سن���ا جمربين على حمل‬ ‫ال�س�ل�اح وبد�أنا ن�ست�شعر بع�ض خماطره اليوم؟ �إذ ًا‬ ‫ال ب���د من تفعيل احل���راك ال�سلمي املدين جنب ًا �إىل‬ ‫جنب م���ع العمل امل�سلح متى ما وجد الوقت واملكان‬ ‫املنا�سب لذلك والعمل على تو�سيعه‪.‬‬ ‫غالب ًا ن�سبة امل�شاركة ال�شعبية يف الثورات هي ن�سبة‬ ‫قليل���ة يف املجتم���ع (‪ )%20 - 2‬وغالبيتها من الفئة‬ ‫املت�شرب���ة بقي���م احلرية و�ض���رورة تغي�ي�ر املجتمع‬ ‫للأف�ض���ل‪ .‬فالث���ورات تعمل على جبهت�ي�ن‪ ،‬اجلبهة‬ ‫الأوىل م���ع النظ���ام ال�سيا�سي احلاك���م عرب �ضرب‬ ‫مراك���ز قوته ومواجهته بال�سالح‪ ،‬واجلبهة الأخرى‬ ‫هي مع الن�سبة املتبقية الغري م�شاركة يف الثورة التي‬ ‫غالب��� ًا ما تكون حمافظة على القالب الفكري الذي‬ ‫عمل النظام عل���ى �إر�سائه يف املجتمع خالل حكمه‬ ‫يف فرتة ما قبل الثورة‪ ،‬ويكون ذلك عرب العمل على‬

‫زرع قيم احلرية ورف����ض الإ�ستبداد ومبادئ املبادرة‬ ‫وقيم التكافل الإجتماعي وقبول الآخرلإعداد املجتمع‬ ‫ملرحلة ما بعد الثورة ع�ب�ر الأن�شطة ال�سلمية واملدنية‬ ‫املتنوع���ة واملوجهة �إىل املجتمع‪ ،‬يق���ول تعاىل « َو َما َك‬ ‫انَ ‪ ‬المْ ُ�ؤ ِْم ُنونَ ‪ِ ‬ل َي ْن ِف ُروا‪َ ‬كا َّف ًة‪َ ‬ف َل ْولاَ‪َ ‬ن َف َر ِ‪ ‬م���نْ ُك ِّل‪ِ ‬ف ْر َق��� ٍة‪ ‬‬ ‫وا‪ ‬فيِ‪ ‬الد ِين َ‪ ‬و ِل ُي ْن ِذ ُروا‪َ ‬ق ْو َم ُه ْم‬ ‫ِم ْن ُه ْم َ‪ ‬طا ِئ َف ٌة‪ِ ‬ل َي َت َف َّق ُه‬ ‫ِّ‬ ‫�إِ َذا‪َ ‬ر َج ُعوا‪� ‬إِ َل ْيهِ ْم َل َع َّل ُه ْم َي ْح َذ ُرونَ » [‪ ‬التوبة ‪] 122 :‬‬ ‫تع���ود �أهمي���ة احل���راك ال�سلم���ي امل���دين مل���ا يحققه‬ ‫من ك�س���ب �شرائح جدي���دة للثورة وحت���ى تفعيل تلك‬ ‫ال�شرائح �ضمن هذا الن�شاط فهي غالب ًا جتد اجلانب‬ ‫امل�سل���ح من ّف���ر ًا‪ ،‬وم���ا يحقق���ه �أي�ض��� ًا م���ن اطمئن���ان‬ ‫للم�ستقبل فهو ي�ساع���د على متا�سك املجتمع يف فرتة‬ ‫الث���ورة وما بعدها‪ ،‬بالإ�ضاف���ة ملا يحققه من راحة يف‬ ‫نفو�س املدنيني التي قد تكون �أُتعبت من م�شاهد القتل‬ ‫والدم���ار‪ ،‬والأه���م من ذل���ك م�ساهمت���ه يف خلق بيئة‬ ‫�إجتماعية واعية حا�ضنة للجي�ش احلر والعمل امل�سلح‬ ‫متعاونة معه في�ساهم يف �ضبط حراك الثورة ال�شامل‬ ‫وزيادة الفاعلية‪.‬‬ ‫الن�ش ��اط ال�سلمي متنوع ومرن‪ ،‬ممكن تطبيق �أن�شطة‬ ‫معين���ة يف �أماكن �أو�أوقات معينة لذلك يجب �أن يكون‬ ‫مدرو�س ًا بعناية‪ ،‬ففي حم�ص مث ًال هناك بع�ض الأحياء‬ ‫ما زال ميكن تفعيل الن�شاط ال�سلمي املدين فيها مثل‬ ‫الأحياء التي ت����أوي النازحني‪ ،‬وهن���اك مناطق قابلة‬ ‫لتطبي ��ق الن�ش ��اط ال�سلمي امل ��دين يف �أوقات متقطعة‬ ‫كم���ا ح�صل يف داريا يف الآون���ة الأخرية حيث تختلف‬ ‫�ش���دة اخلناق الأمن���ي والع�سكري بني ف�ت�رة و�أخرى‪،‬‬ ‫وتختل���ف و�سائله من من�ش���ورات �أو غرافيتي �أو توزيع‬ ‫ورود مرفق بها بطاقات حتمل ر�سائل �إيجابية تهدف‬ ‫للتوعية و�إر�س���اء قيمة �أخالقية ورف���ع الروح املعنوية‬ ‫لأفراد املجتمع الثائر بكل �أطيافه وبو�سائل خمتلفة‪.‬‬ ‫�أ�سا����س الث���ورة العم���ل عل���ى معاجلة ج���ذور امل�شكلة‬ ‫ولي����س ظواهره���ا‪ ،‬م�شكلتنا الرئي�سي���ة يف الثورة هي‬ ‫تغي�ي�ر املجتم���ع وخل���ق جمتمع �أك�ث�ر وعي��� ًا ومتا�سك ًا‬ ‫تك�سب���ه الثقة بقدرته على التغيري يف مرحلته احلالية‬ ‫وتهيئه للمرحلة امل�ستقبلية وهي املعركة الأهم مقارنة‬ ‫ب�إ�سقاط النظام لإن �إغف ��ال ذلك اجلانب ممكن �أن‬ ‫يكلفن ��ا بعد �سق ��وط النظام �أكرث مم ��ا كلفتنا الثورة‬ ‫وقد ي�أخذ وقت ًا �أطول من وقت الثورة نف�سها ملعاجلته‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 32‬‬

‫ثورة املرأة السورية‬

‫ل���ن �أحتدث ع���ن �أن «العقلية الذكورية» هي‬ ‫الت���ي تريد تهمي�ش امل���ر�أة ومتنعها من �أخذ‬ ‫دورها احلقيقي يف العمل والت�أثري و�صناعة‬ ‫القرار �سواء كان ال�سيا�سي �أو حتى املدين‬ ‫وعن �أن هذه هي العقلية التي �أق�صت الن�ساء‬ ‫اللوات���ي يف الث���ورة ال�سورية ويف غريها هن‬ ‫م���ن نظم���ن املظاه���رات‪ ،‬االعت�صام���ات‪،‬‬ ‫�صممن الالفتات املعربة وقدمن املبادرات‬ ‫يف اغاثة املنكوبني وتقدمي الدعم االعالمي‬ ‫للث���ورة م���ن خ�ل�ال الر�ص���د والتوثي���ق وما‬ ‫يحتاج���ه من �صرب ومثابرة ومتابعة وتدقيق‬ ‫واثب���ات م�صداقية ل���دى املنظمات الدولية‬ ‫املخت�ص���ة بتق���دمي تقاريره���ا �إىل �صن���اع‬ ‫الق���رار يف الع���امل و�ص���و ًال �إىل اال�ش���راف‬ ‫املبا�شر عن انتاح �صحافة الثورة ومنابرها‬ ‫العديدة الغنية اخلالقة‬ ‫ه���ن يعمل���ن ه���ذا و�أك�ث�ر ‪ ..‬م���اذا ميك���ن‬ ‫�أن يك���ون �أك�ث�ر م���ن �أن تق���ول �أم البنها يف‬ ‫ال�صب���اح وهو ذاهب للتظاهر �أو لالن�ضمام‬ ‫للمقاومة ال�شعبية «رمبا لن نلتقي يف امل�ساء‬ ‫يا حبيبي»‬

‫م���ا الذي ميكن �أن يك���ون �أكرث فجائعية من‬ ‫ه���ذا ‪ ..‬و�أكرث من ه���ذه الت�ضحية امللحمية‬ ‫النادرة ؟‬ ‫ال �شيء ‪ ..‬ال �شيء على االطالق ‪...‬‬ ‫وم���اذا ع���ن الن�س���اء اللوات���ي تعر�ض���ت‬ ‫�أج�ساده���ن حلق���د و�سفال���ة �آل���ة اجلرمية‬ ‫املنظمة الت���ي حتكم �سورية م���ن اغت�صاب‬ ‫وانتهاك �أعرا�ض ‪...‬‬ ‫لي�س���ت هي «العقلية الذكوري���ة» لب امل�شكلة‬ ‫مع كل ما تزاوله من تهمي�ش واق�صاء ‪...‬‬ ‫لب امل�شكلة ه���ن الن�ساء �أنف�سهن اللواتي مل‬ ‫ي�صل���ن �إىل مرحلة كافية من الثقة بالنف�س‬ ‫ومن روح التع���اون القادر عل���ى العبور بهم‬ ‫�إىل بوابة الفع���ل والتواجد احلقيقي و�صو ًال‬ ‫�إىل امل�شاركة يف تغيري جوهر وبنية القوانني‬ ‫الت���ي حتك���م الدول���ة الت���ي قام���ت الث���ورة‬ ‫ال�شعبية املباركة يف �سوريا من �أجل بنائها‬ ‫ه���ن الن�س���اء اللوات���ي �إذا مل يقتع���نَ م���ن‬ ‫ق���رارات �أنف�سه���ن ب�أخ���ذ الأدوار الفاعل���ة‬ ‫وامتالك ال���روح االقتحامية العالية الثبات‬ ‫م���ا لديهن من طاق���ات ومعرف���ة والتن�سيق‬

‫خا�ص ‪ /‬مانيا اخلطيب‬ ‫فيما بينه���ن لت�شكيل لوب���ي حقيقي م�ؤثر ال‬ ‫ميكن لأي «عقلي���ة ذكورية» �أن ت�صمد �أمام‬ ‫اع�صاره املدوي‬ ‫م���اذا عن �إمر�أة تزغرد ملقتل ابنتها على يد‬ ‫�أخيها �أو �أبيها لغ�سل العار؟ تزغرد جلرمية‬ ‫ب�سمونها زور ًا جرمية «�شرف» ؟؟‬ ‫�إذا مل تقتن���ع امل���ر�أة نف�سها من �أعمق نقطة‬ ‫يف كيانه���ا �أنه���ا لي�س���ت «�ضلع قا�ص���ر» و�أن‬ ‫�إم���ر�أة غريها ميكنه���ا �أن متد لها يد العون‬ ‫لخ���رى وتلك وتل���ك حت���ى تت�شكل‬ ‫ومت���د ل أ‬ ‫�أر�ضي���ة �صلب���ة من الثق���ة املتبادل���ة لو�ضع‬ ‫اجلميع �أمام م�س�ؤولياته التي من امل�ستحيل‬ ‫جتاوزها وجتنبها واق�صائها وتهمي�شها‬ ‫هذه هي ث���ورة امل���ر�أة ال�سوري���ة التي ت�سري‬ ‫بالتزام���ن م���ع ث���ورة احلري���ة والكرام���ة‬ ‫ال�سورية ولي�س و�ض���ع ديكورات وماكياجات‬ ‫له���ذا التجم���ع �أو ذاك كم���ا كان بال�ضب���ط‬ ‫يفع���ل نظام الف�س���اد واالج���رام التي تقلعه‬ ‫هذه الثورة املجي���دة كلي ًا من جذوره العفنة‬ ‫‪....‬و�ص���و ًال ا�سرتج���اع االن�س���ان ال�س���وري‬ ‫ب�شكل عام واملر�أة ال�سورية ب�شكل خا�ص‬


‫‪33 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫‪ 150‬متر ًا بعد اخللود‬

‫خا�ص ‪ /‬منار حلب‬

‫يح���اول �أن يتذك���ر �أين هو و كي���ف �أتى �إىل‬ ‫هنا؟ كيف انتهى به املطاف حام ًال التابوت‬ ‫اخل�شب���ي املفتوح واملغط���ى بعلم اال�ستقالل‬ ‫���دق بالأبني���ة‬ ‫خ�ل�ال ه���ذا الت�شيي���ع؟ يح ِّ‬ ‫املحيطة به ع�ساه ي�ستطي���ع �أن مي ِّيز احلي‪،‬‬ ‫لكن ذاكرت���ه بعيد ٌة عن���ه الآن‪ ،‬ي�شعر وك� َّأن‬ ‫َّ‬ ‫هن���اك فراغ ًا �أجوف��� ًا يف ر�أ�س���ه عو�ض ًا عن‬ ‫الأفكار والذكريات‪.‬‬ ‫«كم من الطرق يجب على الرجل �أن مي�شيها‬ ‫قب���ل �أن ت�سم ِّيه رج ًال‪ ،‬كم م��� َّر ًة ح َّلقت فيها‬ ‫الق���وارب ال�شراع َّية يف ال�سماء قبل �أن متنع‬ ‫للأبد من الطريان»‬ ‫يلتف���ت �إىل ميين���ه ل�ي�رى �أخاه وه���و يحمل‬ ‫التاب���وت م���ن الطرف الثاين وق���د انتفخت‬ ‫عين���اه واحم َّرت���ا م���ن الب���كاء‪« ،‬ال َّبد ب���� َّأن‬

‫���د و�أ َّنه هو من‬ ‫ال�شهي���د كان مق َّرب��� ًا له‪ ،‬ال ب َّ‬ ‫ا�صطحبن���ي �إىل هذه الت�شييع» يفكر قبل �أن‬ ‫ينادي���ه لكن ب���دون �أن يرفع �صوت���ه «ع َّمار‪،‬‬ ‫ع َّمار! وين نحنا؟ م�ي�ن ال�شهيد؟ ع َّمار وين‬ ‫لكن �أخاه ي�ستمر يف امل�شي‬ ‫نحنا؟ ب�أي حي؟» َّ‬ ‫ي�صدق ب� َّأن‬ ‫�صامت ًا وم�صعوق ًا‪ ،‬كما لو �أ َّنه ال ِّ‬ ‫اليوم ال���ذي �سي�شارك فيه بهذا الت�شييع قد‬ ‫�أتى‪.‬‬ ‫«ك���م من ال�سن�ي�ن ميكن جلب���ل �أن ينت�صب‬ ‫قب���ل �أن ميحيه البحر‪ ،‬ك���م م َّرة من املمكن‬ ‫للرج���ل �أن ي�شيح بنظ���ره ويتظاه���ر ب�أ َّنه ال‬ ‫يرى»‬ ‫تخرج مظاهرة الت�شييع من �إحدى ال�شوارع‬ ‫الفرع َّي���ة لت�ص���ل �إىل �ش���ارع �سي���ف الدولة‬ ‫الرئي�س���ي‪ ،‬ي�شعر ب�صدم ٍة ف���ور تع ًّرفه على‬ ‫ال�شارع «نحن يف �سيف الدولة؟ كيف ن�سيت‬ ‫الأحي���اء والأز َّقة التي ن�ش�أت فيه���ا؟» بل � َّإن‬

‫الت�شييع كان م َتّجه ًا بالقرب من بيته‪ ،‬يزداد‬ ‫ف�ضو ًال حول هو َّية ال�شهيد‪ ،‬يحاول �أن يتذ َّكر‬ ‫كيف �أتى �إىل هنا �أو مني �أتى لكن ال جدوى‪.‬‬ ‫«ك���م م���ن امل��� َّرات ينظ���ر الرجل فيه���ا �إىل‬ ‫الأعلى قبل �أن ي�ستطيع �أن يرى ال�سماء‪ ،‬كم‬ ‫من الوف َّيات �ستجعلنا نعرف ب� َّأن العديد من‬ ‫النا�س قد ماتوا»‬ ‫تدخل املظاهرة بداية ال�شارع الفرعي الذي‬ ‫ينته���ي مبنزل���ه‪ ،‬يتذكر وم�ض���ات من حيث‬ ‫�أتى‪ ،‬مظاهرة يف حي �ص�ل�اح الدين‪ ،‬تتجه‬ ‫نح���و ال�ساحة‪ ،‬ق َّنا�ص‪ ،‬النا�س ترك�ض يف ِّ‬ ‫كل‬ ‫مكان‪ ،‬يف نهاية ال�شارع ن�صبت خيمة عزاء‬ ‫�س���وداء‪ ،‬ت�ستن���د �أخ���ت ال�شهي���د على كتف‬ ‫والدها‪ ،‬بينما ميلئ عويل أ� ُّمه احلي ب�أكمله‪،‬‬ ‫كانت تبك���ي كما لو �أ َّنها ج َّن���ت‪ ،‬كما لو �أ َّنها‬ ‫قد �سمع���ت اخلرب للت���و‪ ،‬تبكي كما ل���و �أ َّنها‬ ‫ت���رى �شبح ابنه���ا مي�شي �أمامه���ا وعالمات‬ ‫الف�ضول واال�ستغراب بداية على وجهه‪.‬‬ ‫«كم م���ن ال�سنني عا�شها بع����ض النا�س قبل‬ ‫�أن يدرك���وا ب�أ َّنه���م �أح���رار‪ ،‬كم م���ن الآذان‬ ‫�سيحتاج �أحدهم لي�سمع �صوت البكاء»‬ ‫تع���ود ذاكرت���ه �إلي���ه فج����أ ًة‪ ،‬يتم َّن���ى لو كان‬ ‫با�ستطاعت���ه �أن يخاطب � ِّأم���ه �أو �أن يخ ِّفف‬ ‫من روعه���ا ويخربها ب�أ َّنه بخري‪ ،‬لو ب�إمكانه‬ ‫�أن يعان���ق �أخته ال�صغ�ي�رة �أو �أن ير َّبت على‬ ‫كت���ف �أخيه الذي يرف����ض �أن ينزل التابوت‬ ‫ي�صدق ب� َّأن من يرقد فيه هو‬ ‫كما يرف�ض �أن َّ‬ ‫�أخاه ال�صغري‪.‬‬ ‫«اجل���واب ي���ا �صديق���ي يح ِّل���ق م���ع الرياح‪،‬‬ ‫اجلواب يح ِّلق مع الرياح»‬ ‫ترتف���ع قدماه ع���ن الأر�ض‪ ،‬يب���د�أ بال�صعود‬ ‫نح���و اخللود‪ ،‬يلق���ي نظر ًة م���ن الأعلى على‬ ‫ج َّثته‪ ،‬على وجهه الذي َ‬ ‫مزّقته الر�صا�صات‬ ‫الثالث���ة‪ ،‬يلقي نظر ًة عل���ى امل�أ�ساة والعويل‪،‬‬ ‫يرى �س َّيارات الأمن قادم ًة من بعيد لرتتكب‬ ‫جم���زرة �أخرى‪ ،‬لك َّن���ه انتهى م���ن َّ‬ ‫كل هذا‪،‬‬ ‫الآن ه���و خالد هناك يف الأعل���ى‪ ،‬يح ِّلق مع‬ ‫الرياح‪ ،‬يا �صديقي �إ َّنه يح ِّلق مع الرياح‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 34‬‬

‫« ُثاليا اليمن» و «أطفال درعا»‬ ‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي مهنا‬

‫يف منت�ص���ف خم�سين���ات الق���رن املا�ضي‪،‬‬ ‫ق���ام �أحم���د ال ُثالي���ا بالث���ورة عل���ى ظل���م‬ ‫وا�ستب���داد الإم���ام �أحم���د حمي���د الدي���ن‪،‬‬ ‫حاكم اليمن �آن���ذاك‪ ،‬مل ت�ستمر ثورته تلك‬ ‫�س���وى ب�ضعة �أيام‪ ،‬وعندما مت القب�ض عليه‬ ‫�أق���ام الإمام ل���ه حماكمة �شعبي���ة �صاخبة‬ ‫يف ملع���ب كرة القدم مبدينة تع���ز‪ ،‬بعد �أن‬ ‫�أح�ض���ر املرتبطني ب�سلطان���ه من احلا�شية‬ ‫والفقه���اء والأعوان من �ضعف���اء النفو�س‪،‬‬ ‫و�أخ���ذ يخاطبه���م ً‬ ‫قائ�ل�ا‪� :‬إن ه���ذا املجرم‬ ‫قد خ���ان الأمان���ة‪ ،‬فماذا حتكم���ون عليه؟‬ ‫ف���رددوا ب�ص���وت واح���د الإع���دام! عندها‬ ‫توج���ه �إليه���م ال ُثالي���ا قائ ًال‪� :‬أيه���ا ال�شعب‬ ‫احلبي���ب لقد ثرت من �أجلكم لأنني كرهت‬ ‫النظام و�أربابه ولأنك���م تعانون كل �أ�سباب‬ ‫القمع والفقر والب�ؤ�س وال�شقاء‪� ،‬أنا ما ثرت‬ ‫�إال من �أج���ل �أن تعي�شون كما يعي�ش الب�شر‪،‬‬ ‫ب���ل كما يعي�ش ه����ؤالء الذي���ن ي�ستعبدونكم‬

‫لي���ل نهار‪ ،‬هنا م���ا لبثت �أن تعال���ت �أ�صوات‬ ‫اجلمي���ع هاتفني‪ :‬فلتذه���ب للجحيم انك ال‬ ‫ت�ستح���ق �سوى االع���دام‪ ،‬عنده���ا خاطبهم‬ ‫�شعب‬ ‫الثاليا بعبارته امل�شهورة‪ُ « :‬ق َ‬ ‫بحت من ٍ‬ ‫�أردتُ لك احلياة و�أردتَ يل املوت»‪.‬‬ ‫وم���ع بداي���ة تفت���ح ورود �آذار ربي���ع الع���ام‬ ‫املا�ضي وانت�شار رحيقه���ا يف �سماء �سورية‪،‬‬ ‫ع���اد ال ُثاليا من جدي���د كطائر الفينيق بعد‬ ‫�أن نف�ض جناحي���ه يف �سيدي بوزيد وميدان‬ ‫التحري���ر و�ساح���ات �صنعاء وبنغ���ازي‪ ،‬لقد‬ ‫ع���اد م���ع انتفا�ضة �أطف���ال درع���ا و�شهداء‬ ‫�سوري���ة الأبرار‪ ،‬عاد ليول���د من قلب �سهول‬ ‫ح���وران‪ ،‬الت���ي طاملا متي���زت ع�ب�ر التاريخ‬ ‫بخ�صوب���ة ما حتت �أر�ضها وم���ا عليها‪ ،‬لقد‬ ‫فعله���ا ه����ؤالء الفتي���ة ال�صغ���ار‪ ،‬و�أقحم���وا‬ ‫�أنف�سه���م باملحرمات قب���ل �أن ي�شتد عودهم‬ ‫ويت���م �إر�ضاعهم حب النظ���ام بد ًال من حب‬ ‫الوط���ن‪ ،‬الذي���ن طامل���ا ر�ضع���وه م���ع حليب‬ ‫الأمه���ات‪ ،‬فعلوه���ا قب���ل �أن يت���م تهجينهم‬ ‫وتقييده���م ب�أغ�ل�ال و�أ�صف���اد م���ا ي�سم���ى‬

‫مبنظم���ات طالئع البع���ث وال�شبيبة واحتاد‬ ‫الطلبة والنقابات املهنية‪ ،‬وذلك كي يتعرفوا‬ ‫من خاللها عل���ى املقد�سات يف هذا الوطن‬ ‫���ارات خ�شبية ر ّنانة‬ ‫���ات ط َنانة و�شع ٍ‬ ‫من كلم ٍ‬ ‫وحمنط���ات!! �أج���ل فعلوها �أ�شب���ال حوران‬ ‫رغ���م �أنوف الكب���ار‪ ،‬ونحتوا كلم���ات الثورة‬ ‫الأوىل يف وج���ه الت�سل���ط الأمن���ي والنظ���ام‬ ‫ال�شمويل‪.‬‬ ‫�أما م���ن �سيحكم بالإعدام ه���ذه املرة على‬ ‫ُثاليا (درعا وح�سن) فه���م �أنف�سهم فقهاء‬ ‫ال�سلط���ان م���ن �أع�ض���اء جمل����س ال�شع���ب‪،‬‬ ‫ب�صمت مريب يف‬ ‫�أولئك العجزة القابع���ون‬ ‫ٍ‬ ‫م����أوى بوابة ال�صاحلية‪ ،‬كذل���ك ما ي�سمون‬ ‫ب�أع�ضاء اجلبه���ة الوطنية التقدمية‪ ،‬الذين‬ ‫مل مينّ النظام على قيادات �أحزابهم ب�أكرث‬ ‫من طاول���ة مت�آكلة وكر�سي مهرتئ‪ ،‬و�سيارة‬ ‫من اخلردة ال�سك���راب‪ ،‬ف�ض ًال عن الت�سبب‬ ‫���ات و ان�شط���ارات ال ح���دود لها‪،‬‬ ‫يف انق�سام ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�أولئ���ك الذي���ن ال يعرفون لون���ا وال ذوقا وال‬


‫‪35 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫طعم ًا‪� ،‬إال كما يراه �سيدهم (البعث) الذين‬ ‫ال يجي���دون �سوى ف���ن الت�صفي���ق والتطبيل‬ ‫والتهريج واالبت�سامات امل�صطنعة‪ ،‬والذين‬ ‫ال تعل���وا �أ�صواتهم �إال يف أ�ي���ام الكرنفاالت‪،‬‬ ‫نعم ه���م �أنف�سهم م���ن حكموا عل���ى �أولئك‬ ‫الأطف���ال‪ ،‬فب���د ًال م���ن �أن تعل���و �صيح���ات‬ ‫االحتج���اج على �سيا�س���ة القت���ل واالعتقال‬ ‫والتعذي���ب وتدمري املدن‪ ،‬تعال���ت �أ�صواتهم‬ ‫لتهت���ف وت�صفق وتزك���ي وت�شرع قت���ل �أبناء‬ ‫الوطن‪ ،‬م�ستغل ًة دماء ال�ضحايا وعذاباتهم‪،‬‬ ‫الذي���ن كما يدعون متثيلهم‪ ،‬وليحكموا على‬ ‫ُثالي���ا درعا وح�سن‪ ،‬ب�أنهم ال ي�ستحقون �أقل‬ ‫م���ن ال�سج���ن وخل���ع الأظافر‪ ،‬ب���ل الإعدام‬ ‫�سلف��� ًا ل���كل من طال���ب بن�سمة م���ن احلرية‬ ‫وف�سح���ة من الر�أي‪ ،‬بعد �أن اعتقد �أن �سماء‬ ‫هذا الوطن �إمنا هي ملك للجميع‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغم م���ن مرور �أكرث م���ن ع�شرين‬ ‫�شه���ر ًا م���ن عم���ر االحتجاج���ات املطالب���ة‬ ‫باحلرية والكرام���ة‪ ،‬وا�ستمرار نزيف دماء‬ ‫�أبناء الوطن الطاه���رة‪ ،‬التي �شملت معظم‬ ‫املناط���ق ال�سوري���ة‪ ،‬و ما رافقها م���ن �أب�شع‬ ‫�صور القمع من �سحل واعتقال للمتظاهرين‬

‫�أينما ارتفع���ت �أ�صواتهم‪ ،‬وح�ص���ار غالبية‬ ‫امل���دن ال�سوري���ة و�إح���داث التدم�ي�ر فيه���ا‬ ‫���زوح وتهجري‬ ‫وم���ا ترت���ب عن ذل���ك م���ن ن ٍ‬ ‫باجتاه الدول املج���اورة‪ ،‬وتعر�ض املواطنني‬ ‫ال�سوريني لكافة �صن���وف العذاب واملعاناة‪،‬‬ ‫التي ما فت�أت تنقله خمتلف و�سائل الإعالم‬ ‫م���ن ت�شريد وجتويع على وق���ع �أنني الأطفال‬ ‫وعوي���ل الأمهات و�آهات ال�شي���وخ‪ ،‬نقول �أنه‬ ‫عل���ى الرغ���م من كل م���ا ح�ص���ل �إال �أن من‬ ‫يدع���ون متثيله���م له���ذا ال�شع���ب مل ترتف���ع‬ ‫�أ�صواته���م‪ ،‬وك�أن م���ا ي���دور م���ن حوله���م‪،‬‬ ‫كوكب آ�خ���ر ال يعنيهم ب�شيء‪،‬‬ ‫إ�من���ا يدور يف ٍ‬ ‫وه���ذا ما يثبت مبا ال ي���دع جما ًال لل�شك ب�أن‬ ‫���واد وممثليه من‬ ‫ال�شع���ب ال�سوري �إمنا هو ب ٍ‬ ‫�أع�ضاء م���ا ُي�سمى مبجل�س ال�شعب وقياداته‬ ‫من حزب البع���ث و�أحزاب اجلبهة الوطنية‬ ‫���واد �آخر‪ ،‬بل‬ ‫التقدمي���ة ور�ؤ�ساء النقابات ب ٍ‬ ‫�أثبتت الوقائع ب�أنه���م ال ميثلون �أنف�سهم وال‬ ‫حتى النظام الأمني ال���ذي �أ�سهم بتعيينهم‬ ‫قبل �أن تظه���ر نتائج االنتخابات للنور‪ ،‬وهو‬ ‫ما ي�ؤك���د بالنتيجة �صحة نتائ���ج اال�ستبيان‬ ‫الذي قامت به جملة االقت�صادي ال�سورية‪،‬‬ ‫مبنا�سبة قرب انته���اء والية جمل�س ال�شعب‬

‫ال�ساب���ق املمتدة من عام ‪ 2007‬حتى ال�شهر‬ ‫اخلام����س م���ن الع���ام املا�ضي‪ ،‬حي���ال ر�ضا‬ ‫ال�شع���ب ال�س���وري ع���ن �أداء املجل�س خالل‬ ‫تل���ك الدورة‪ ،‬الت���ي ب ّينت تل���ك النتائج ب�أن‬ ‫‪ %20‬فق���ط م���ن ال�شع���ب را�ضون ع���ن �أداء‬ ‫جمل�سه���م‪ ،‬يف حني ‪ %36‬ال يعرفون ا�سم �أي‬ ‫ع�ض���و من �أع�ضائه البالغ�ي�ن (‪ )228‬بينما‬ ‫‪ %65‬ال يثق���ون بكفاءته���م‪ ،‬يف ح�ي�ن ‪ %69‬ال‬ ‫يذكرون �أي ق�ضية ق���ام املجل�س مبناق�شتها‬ ‫و�أوج���د لها ح ًال‪ ،‬أ�م���ا بالن�سبة لعدد املرات‬ ‫الت���ي �شاه���د فيه���ا املواط���ن الع�ض���و الذي‬ ‫انتخب���ه خ�ل�ال ال�سن���وات الأرب���ع‪ ،‬فكان���ت‬ ‫النتيج���ة �أن ‪ %40‬مل ي���روا ع�ض���و املجل����س‬ ‫ال���ذي انتخبوه وال مرة واح���دة‪ ،‬بينما ‪%27‬‬ ‫ر�أوه مر ًة واحدة‪ ،‬و‪ %16‬مرتني‪ ،‬و‪ %17‬ثالث‬ ‫مرات‪.‬‬ ‫•(ح�س���ن) ه���و الطال���ب ح�س���ن مهنا ذو‬ ‫الع�شري���ن ربيع ُا من ال�سويداء‪ ،‬الذي اعتقل‬ ‫مع �أطفال درعا بتهمة كتابة �شعار (ال�شعب‬ ‫يري ��د ا�سقاط النظام) عل ��ى طريق دم�شق‬ ‫ال�سوي���داء‪ ،‬أو�ف���رج عنه بنف����س اليوم الذي‬ ‫�أفرج فيه عن �أطفال درعا الأبطال‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 36‬‬

‫التعليم‬ ‫يا أيها الرجل املعلم غيره أفال لنفس��ك كان ذا‬ ‫ُ‬

‫خا�ص ‪ /‬املحامي نا�صر عل ّيان‬

‫ه�ؤالء �أذكياء النظام ‪.‬‬

‫كثري ًا ما ي�ضمني مع الإخوة العرب من‬ ‫جن�سيات خمتلفة جل�سات تثور فيها‬ ‫حوارات متنوعة وب�صراحة �سيا�سية‬ ‫وغريها وال �أخفي عليكم فامل�شهد ال�سوري‬ ‫هو حمور احلوارات هذه الأيام‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد �أنا �شخ�صي ًا �أعتب على‬ ‫اجلامعة العربية فقد ارتكبت خط ًأ� فادح ًا‬ ‫يف �إيقاف بث القنوات الف�ضائية ال�سورية‬ ‫على القمر « عرب �سات « ف�أ�صحابي –‬ ‫و�أنا �أي�ض ًا – منار�س «ريا�ضة ال�ضحك»‬ ‫عندما ن�ستمع �إىل قنوات ال�ضحك واملهزلة‬ ‫ال�سورية ومن لف لفها‪ ،‬فلماذا ياجامعتنا‬ ‫العربية حترمينا من �أب�سط حقوقنا يف‬ ‫ال�ضحك ؟‬ ‫عندما يخرج املهرج « طالب الإبراهيم» �أو‬ ‫« �شريف �شحادة» والذي يحلوا مل�شاهدي‬ ‫القنوات الف�ضائية �أن يدعوه «�شريف‬ ‫�شحاطة» وهو ا�سم يليق به فهو ال يعدوا‬ ‫�أن يكون « �شحاطة» يف قدم ب�شار الأ�سد‬ ‫‪� ،‬أقول عندما يخرج ه�ؤالء وغريهم على‬ ‫القنوات الف�ضائية ي�س�ألني �أ�صحابي من‬ ‫ل نف�سي ال�سعادة ‪:‬‬ ‫ه�ؤالء ؟ �أجيب و�أنا مت أ‬

‫والذي فاته قراءة الد�ستور اجلديد‬ ‫�أنقل له باحلرف ما ورد فيه ب�ش�أن حرية‬ ‫ال�صحافة ‪ ،‬فقد ورد قوله «تكفل الدولة‬ ‫حرية ال�صحافة والطباعة والن�شر وو�سائل‬ ‫الإعالم وا�ستقالليتها وفق ًا للقانون»‬ ‫وقد ي�س�أل �سائل ماعالقة هذا بذاك ؟‬ ‫�أقول ال ت�ستعجلو علي « ال�صرب طيب» ‪.‬‬ ‫من يتابع قناة الإخبارية ال�سورية اليفوته‬ ‫بالت�أكيد �إ�ست�شهاد هذه القناة ب�شكل دائم‬ ‫ب�أقوال �صحف املعار�ضة الرتكية وما‬ ‫تن�شره من هجوم على حكومة تركيا ‪ ،‬وهذه‬ ‫ال�صحف ال تقيم يف املريخ بل موجودة‬ ‫داخل تركيا وال تخ�شى هذه ال�صحف �أن‬ ‫تتوجه ب�أي نقد للحكومة الرتكية احلالية بل‬ ‫ولرئي�س الوزراء والرئي�س نف�سه يعني متل‬ ‫ما بيقو ل املتل ( قاعد يف ح�ضننا وينتف‬ ‫بذقننا ) وال يخ�شى ه�ؤالء بط�ش احلكومة‬ ‫وال يقوم رئي�س الوزراء �أو الرئي�س الرتكي‬ ‫ب�إر�سال « قطعان ال�شبيحة» لينفذوا يف‬ ‫ر�ؤ�ساء حترير �أو �صحافيي هذه ال�صحف‬ ‫الإعدامات امليدانية �أمام هذه ال�صحف �أو‬ ‫مكاتبها ‪.‬‬

‫�أريد �أن �أ�سال كل من يطبل ويزمر لع�صابات‬ ‫القتلة برئا�سة ب�شار الأ�سد يف �سوريا هل‬ ‫هناك �صحيفة �سورية يف الداخل تتجر أ�‬ ‫�أن تتحدث عن ب�شار الأ�سد وع�صاباته كما‬ ‫تتحدث ال�صحف الرتكية عن احلكومة‬ ‫الرتكية ؟ بالت�أكيد ال ‪ ،‬و�إن كنت خمط أً�‬ ‫�صححوا يل بالدليل القاطع ‪.‬‬ ‫الإعالم ال�سوري ال يت�سحيي �أبد ًا ولي�س يف‬ ‫وجهه مزقة حلم‪� ،‬إ�صالحات وفهمناها‪،‬‬ ‫ود�ستور يحمي احلريات نعم ‪ ،‬لكن ال يعدوا‬ ‫�أن يكون حرب ًا على ورق حتى الذي �سهر‬ ‫عليه يوقن حق اليقني �أن ما يجري على‬ ‫الأر�ض غري ما ت�ضمه دفتي الد�ستور ‪ ،‬و�إال‬ ‫ملاذا الجند �صحيفة تنتقد رئي�س الع�صابة‬ ‫وتقول له �أوقف تدمري �سوريا ‪ ،‬وملاذا يذهب‬ ‫الإعالم ال�سوري �إىل تركيا بد ًال من �أن يوجه‬ ‫�أدواته امل�أجورة �إىل الداخل لي�ضع يديه على‬ ‫جراح الأبناء النازفة ؟‬ ‫�أردت �أن �أثبت لكم يا�سادة يا كرام �أن‬ ‫�أبواق النظام هم �أذكياء النظام و�أرجوا‬ ‫من اجلامعة العربية �أن تعيد بث القنوات‬ ‫الف�ضائية الأ�سدية كي ن�ضحك وت�ضحك‬ ‫معنا الدنيا ‪.‬‬


37 issue 37 / nov. 18th


‫‪issue 37 / nov 18th 38‬‬

‫وهذه هويتي ‪...‬‬

‫خا�ص ‪ /‬وائل احلم�صي‬ ‫البح���ث ع���ن الهوي���ة يف ظ���ل ازدح���ام‬ ‫االنتم���اءات املتنوع���ة يف الع���امل العرب���ي‬ ‫عموم��� ًا ويف �سوريا خ�صو�ص��� ًا لأمر �صعب‪,‬‬ ‫بحثت عن هويتي كثري ًا فثارت �أمامي �أ�سئلة‬ ‫ال ح�صر له���ا‪ ,‬هل انتمي للأم���ة العربية �أو‬ ‫الأم���ة الإ�سالمي���ة؟ �أم االثنتني مع��� ًا؟ وهل‬ ‫ال�سوري يف حدوده‬ ‫�أنا �س���وري انتمي للوطن‬ ‫ّ‬ ‫احلالي���ة �أم انتمي للأمة ال�سور ّية يف حدود‬ ‫هاللها اخل�صيب؟‬ ‫زحم���ة الأفكار هذه ق���د جتدها يف عقل كل‬ ‫مواط���ن �س���وري‪ ,‬و�أحيان��� ًا دون �أن ي���دري‪,‬‬ ‫ويت�ض���ح ذلك م���ن خ�ل�ال تف�س�ي�ره للهوية‬ ‫الت���ي ينتمي �إليها‪ ,‬فهو غالب��� ًا ما يجمع بني‬ ‫الهويات الثالثة الوطنية والقومية والدينية‬ ‫دون �أن يف���رق بينه���ا وال يج���د داعي لذلك‬

‫�أ�سا�س��� ًا‪ ,‬ولع���ل ال�سب���ب املبا�ش���ر لذلك هو‬ ‫ما م��� ّر على �سوريا من �أنظم���ة حكم‪� ,‬سواء‬ ‫العثمانية �أو من بعدها االحتالل الفرن�سي‪,‬‬ ‫فلم جتد الهوي���ة الوطنية ال�صرفة طريقها‬ ‫�إىل عقول النا����س‪ ,‬كما مل يتح نظام البعث‬ ‫�أن تن�ش����أ يف �سوري���ة دول���ة وطني���ة تنم���ي‬ ‫املواطنة بني النا����س بعد اغت�صابه ال�سلطة‬ ‫ع���ام ‪ 1963‬ويظهر ذلك جلي��� ًا يف خطاباته‬ ‫الرنانة واملتغرية بتغري الأحداث ال�سيا�سية‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫�أ�صب���ح املواطن ال�سوري من خالل كل ذلك‬ ‫عربي ًا فق���ط ال يهتم النتمائ���ه الوطني كما‬ ‫�أن���ه �أحيان ًا ينتمي �إىل �أم���ة �أو�سع و�أكرب هي‬ ‫الأم���ة الإ�سالمي���ة و�أحيان��� ًا �س���وري �صرف‬ ‫تعود به خطابات ال�سلطة �إىل عهود �سحيقة‬ ‫وتفر����ض علي���ه – دون �أي ر�أي ل���ه‪ -‬هوي���ة‬ ‫�سورية جمردة عن عروبته���ا �أو �إ�سالميتها‬

‫بالع���ودة �إىل عه���ود م���ا قب���ل التاري���خ كما‬ ‫ظه���ر ذلك يف خطاب ب�ش���ار الأ�سد مع بابا‬ ‫الفاتي���كان عندم���ا زار دم�ش���ق �أخ���ر مرة‪,‬‬ ‫وال�سب���ب �سيا�سي يعود خلالفات عديدة مع‬ ‫الدول العربية الأخرى‪.‬‬ ‫الهوي���ة الوطنية مل تتجذر بعد لدى املواطن‬ ‫ال�سوري‪ ,‬ولعل الثورة ك�شفت لنا هذا العيب‬ ‫الذي يعاين من���ه ال�سوريون جميع ًا فظهرت‬ ‫�أزم���ة الهوية ب�ش���كل وا�ض���ح وفا�ضح ‪ ,‬مما‬ ‫�أ�ض���اف على عاتق الث���ورة عبئ ًا جديد ًا وهو‬ ‫خل���ق هوي���ة وطني���ة �سوري���ة �صرف���ة جتمع‬ ‫املواطنني ال�سوريني على اختالف عقائدهم‬ ‫وقومياته���م م���ع احتفاظ���ه كل منه���م على‬ ‫متيزه واختالف���ه‪ ,‬فاحلديث عن الهوية هو‬ ‫حديث عما يجم���ع وبذات الوقت هو حديث‬ ‫عما يفرق ومييز ‪.‬‬


‫‪39 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫االسنان العلوية والسفلية‬ ‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬ ‫فاج�أين اليوم طبيب الأ�سنان عندما قال يل‬ ‫�أن �آالم عنق���ك وحن���كك وكتفيك وما ميكن‬ ‫�أن ينت���ج عنه���م م���ن الآم يف بقي���ة �أع�ضاء‬ ‫اجل�سد‪ ،‬هو ب�سبب الإطباق ال�سيء‪ .‬ومبا �أن‬ ‫طبيبي من �أ�صول لبنانية مارونية متعاطف‬ ‫م���ع املمانع���ة وال�صم���ود‪ ،‬فق���د �شككت مبا‬ ‫قاله‪ ،‬وقلت له‪ :‬ما هو الإطباق يا دكتور‪ ،‬هل‬ ‫له عالقة باال�سنان �أم باملمانعة وال�صمود؟‬ ‫�ضح���ك �ضحك���ة �صفراوي���ة تن�سج���م م���ع‬ ‫املارونية‪-‬احل���زب الالوي���ه وق���ال‪ :‬ه���و‪ ،‬يا‬ ‫عزيزي املعار����ض ال�سوري‪� ،‬إطباق الأ�سنان‬ ‫العلوية عل���ى ال�سفلية‪ .‬يف احلالة الطبيعية‪،‬‬ ‫يعني �أن تك���ون اال�سنان طبيعية دون ج�سور‬ ‫�أو تلبي�س���ات ذهبي���ة �أو ف�ضي���ة �أو معدني���ة‪،‬‬ ‫يكون هنا الإطباق طبيعيا ولي�س من م�شكلة‬

‫�صحية يف الأمر‪ .‬ولكن عندما يكون �شخ�ص‬ ‫مثلك‪ ،‬ي�ضع بدل���ة ا�سنان �صناعية‪ ،‬مطعمة‬ ‫ب�سنني �أو ثالثة �أ�سنان طبيعية‪ ،‬فقد يحدث‬ ‫انزي���اح ما‪ ،‬مين���ع الإطب���اق �أن يحدث كما‬ ‫يجب فتح���دث الآالم التي ت�شكو منها االن‪.‬‬ ‫وتاب���ع قائ�ل�ا‪ :‬وه���ذا يح���دث عن���د الب�شر‬ ‫وغريهم‪.‬‬ ‫قلت له‪� :‬أرجوك ان ت�ضع عدتك و�سكاكينك‬ ‫عل���ى جنب‪ ،‬ث���م تعيد الكر�س���ي �إىل و�ضعها‬ ‫الطبيعي‪ ،‬لأن عندي جوز كالم �أريد قولهما‬ ‫لك‪.‬‬ ‫نف���ذ الطبيب ما قال الزبون‪ ،‬ثم قال بلهجة‬ ‫�ساخ���رة ت�ضمر جدية تتيح ل���ه الهروب من‬ ‫حما�سب���ة داف���ع االم���وال‪ :‬تف�ض���ل �أ�ست���اذ‬ ‫ميخائيل‪.‬‬ ‫قل���ت له‪ :‬هل تنطب���ق نظري���ة الإطباق على‬ ‫ال�سيا�سة؟‬

‫قال‪ :‬كيف على ال�سيا�سة؟‬ ‫قلت ل���ه‪ :‬على افرتا����ض �أن طق���م الأ�سنان‬ ‫ال�س���وري م�ؤلف م���ن الأ�سن���ان العلوية التي‬ ‫متث���ل‪ ،‬افرتا�ضي���ا‪ ،‬ال�سلط���ة‪ ،‬والأ�سن���ان‬ ‫ال�سفلية التي متثل ال�شعب‪ ،‬غري متطابقني‪،‬‬ ‫فه���ل يح�ص���ل الأمل يف الر�أ����س والعن���ق‬ ‫والكتف�ي�ن واالط���راف وكاف���ة اجل�سد‪ ،‬وهل‬ ‫�سيحت���اج املري����ض �إىل ب�ت�ر وقط���ع‪ ،‬وه���ل‬ ‫ميت���د الأمل �إىل ج�سد اجل�ي�ران والأ�صدقاء‬ ‫والأحباب؟‬ ‫وما هو الع�ل�اج احلقيقي‪ ،‬وه���ل يكفي خلع‬ ‫الأ�سن���ان العلوي���ة �أم يجب خل���ع وتغيري كل‬ ‫الأ�سنان‪ ،‬ما ر�أيك دكتور؟؟؟؟؟؟‬ ‫كن���ت قد و�صل���ت اىل الب���اب عندم���ا ك�شر‬ ‫عن ابت�سامة �صفراء وق���ال‪ :‬يجب ان ت�أخذ‬ ‫موعدا جديدا‪.‬‬ ‫قل���ت له‪� :‬أعرف انك �ستك���ون بحاجة دائمة‬ ‫يل‪ ،‬ف�أنا من يدفع‪.‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 40‬‬

‫املرثية األخيرة‬

‫أكتب املرث ّية التي لن يقر�أها ‪..‬‬ ‫�إىل عبد اهلل ‪ُ � ..‬‬

‫أجل�س عليها ‪..‬‬ ‫بني ‪� ..‬أك ّوم حجارة الأيام و� ُ‬ ‫ها �أنا ذا يا ّ‬ ‫�أواج���ه ق�ب�رك ‪ ..‬م���ن هن���ا تب���د�أ ح���دود ال�سم���اء ‪� ..‬أ�ست�شرفها‬ ‫َ‬ ‫ق�ب�رك ‪ ..‬يرتقي معارج‬ ‫���ي يبتد�أ م���ن‬ ‫‪ ..‬و�أ�ست�ش���رف الأف���ق البه ّ‬ ‫ال�صديقني ‪!..‬‬ ‫لكن ما حيل ُة اجلال�س عل���ى الرتاب ‪ ..‬يغ�سل الآ�س مبطر �أوجاعه‬ ‫‪ ..‬ويزرعه على قربك ‪ ..‬يكرب الآ�س ويكرب معه احلزن ‪..‬‬ ‫ويت�س ّل���ل الوجع �إىل عروق القل���ب ‪ ..‬وتنتحب الأيام �إذ ما اعتادت‬ ‫كل هذا ال ُبعد الذي فاجئنا بر�صا�صة ‪!..‬‬

‫خا�ص ‪� /‬أراكة عبد العزيز‬ ‫يا عبداهلل ‪ ..‬يادمي امل�سروق مني ‪ُ ..‬‬ ‫ظامئ الروح �أنا ‪ ..‬يا ج ّنتي‬ ‫جحيم خ ّلفتني ‪..‬‬ ‫على الأر�ض ‪ ..‬لأي‬ ‫ٍ‬ ‫ي���ا �صوتي الراحل ‪ ..‬كيف �س�أغ ّني من بعدك ‪ :‬ج ّنة ‪ ..‬ج ّنة ‪ ..‬و�أنا‬ ‫الكهل الذي ال ُ‬ ‫يعرف الكذب ‪!..‬‬ ‫وي���ا وطني ‪ ..‬كل العيون بعد عيني���ك منايف ‪ ..‬و�أنا الغريب وجواز‬ ‫�سفري �أن �أمت ّدد هنا ‪ ..‬هنا بجوارك ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫يوم ج�سدك‬ ‫يعرفك الآ�س يا عبد اهلل ‪ ..‬يا طوبى له ‪ ..‬يتن ّف�س كل ٍ‬ ‫املثقوب حتت الرتاب ‪..‬‬ ‫و�أنا الواقف هنا على ّ‬ ‫حواف ال�سماوات �أبحث عن حفنة نور !‬ ‫�شيبني الفقد يا عبد اهلل ‪ ..‬تعال و ُك ّف عني �شيبي ووجعي ‪ ..‬تعال‬ ‫وام�سح على قلبي براحة روحك ‪..‬‬

‫يا �أب القلب الذي بد�أ رحلة ال ُيتم من بعدك ‪ ..‬و يا حديث الروح‬ ‫�إذ ُتنهكه���ا الوحدة ‪ ..‬ويا م�ؤن�س النب�ض ح�ي�ن ُيدير العامل ظهره‬ ‫�إ ّ‬ ‫يل ‪..‬‬ ‫�أثقلتني �أغالل الفقد يا عبداهلل ‪ ..‬والأيام بدونك دائر ٌة ال �أعرف‬ ‫لها مبتد�أ وال منتهى !‬ ‫�أ�ستغيثُ الطريق ‪..‬‬ ‫ق���ل يل �أين ب�إمكاين �أن �أق���ف ‪ ..‬ي�ض ّيعني الوجد بعينيك املثقلتني‬ ‫بالرتاب ‪..‬‬ ‫وي�ضنين���ي الفقد ‪ ..‬وما بني والوجد والفقد �أغدو و�أروح مثل ط ٍري‬ ‫يروح خما�ص ًا ‪ ..‬ويغدو ‪ .....‬خما�ص ًا يا عبداهلل ‪!..‬‬

‫حت ّبك الأر�ض يا عبد اهلل ‪ ..‬وملا ا�شتاقتك �ض ّمتك �إىل �صدرها ‪..‬‬ ‫ف�أخرب الأر�ض عني ‪ ..‬ع ّلها ترتّفق ب�شوقي !‬ ‫حت ّب���ك ال�سماء ي���ا عبد اهلل ‪ ..‬ومل���ا ا�شتاقتك �ض ّم���ت روحك �إىل‬ ‫�صدرها ‪ ..‬ف�أخرب ال�سماء عني ‪ ..‬ع ّلها ترتّفق ب�شوقي ‪!..‬‬

‫� ُ‬ ‫أ�ص���ل �إىل قربك ‪� ..‬أم ّرغ يدي بالرتاب ع��� ّل دفئ ًا ي�صيبها ‪ ..‬عبث ًا‬ ‫�أنتظ���ر وتغت�س���ل يدي ويبت���ل الق�ب�ر �إذ �أ�صابه غي���م الأوجاع م ّرة‬ ‫�أخرى !‬

‫وقل لهما عا�ش ٌق طاعنٌ يف ال�شوق ‪ ..‬كان يت ّكئ على قلبي ‪..‬‬ ‫واليوم كاد �أن يقع لوال �أن تداركه بع�ض �ص ٍرب جميل ‪..‬‬ ‫فرفق ًا به ‪ ..‬فقد �أتانا حام ًال معه �آ�س قربه !‬

‫هل ت�سمع اخلفق �إذ يت�سارع ك ّلما قلتُ ا�سمك ‪ ..‬وك ّلما قلتُ ا�سمك‬ ‫ع ّر�ش على �شفاهي اليا�سمني ‪..‬‬ ‫حتت الرتاب ‪..‬‬ ‫كنت َ‬ ‫وك ّلما �آويتُ �إىل ركنك تزهر الروح ولو َ‬


‫‪41 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫إميانيات ‪ ..‬قصيرة جدا‪ ..‬مشاعر حمصية‬

‫خا�ص ‪ /‬مروة احلافظ‬ ‫�إميان جان�سيز‬ ‫• ليتك تعلم كم حلمت بك‪ ..‬كم عبقت ب�أنفي رائحة ج�سدك الطري‪ ..‬كم داعبت‬ ‫�أ�صابع���ك برف���ق‪ ..‬ك���م بحثت لك عن ا�س���م يليق بك‪..‬ك���م تفننت يف ابت���داع �أغنيات‬ ‫ت�أخ���ذك ب�أم���ان �إىل النوم‪..‬ك���م �آن�ستني زقرقات���ك و�أنا �أدغ���دغ �صدرك‪..‬كم تو�سدت‬ ‫�ص���دري و�أنت تخم�ش وجه���ي ب�أظافرك‪..‬كم �أع���ددت لك م���ن الأمنيات‪..‬لكنني الآن‬ ‫�أعتذر لك‪ ..‬ف�أنا لن �أجنب طف ًال ي�ستبد بقلبي‪ ..‬ويف بلدي �أطفال دون �أمهات‪..‬‬ ‫لهم قلبي وكل ما�سي�أتي ‪ ..‬فاعذرين �أيا طفلي الذي لن �أجنبه‪..‬‬ ‫• يعدد �أ�سماء ال�شهداء الأطفال‪ ..‬فرا�شة‪ ..‬فرا�شتان‪� ..‬سرب فرا�شات‪ ...‬ولي�س يف‬ ‫النع�ش �سوى كتلة بي�ضاء‪� ..‬شرنقة‪..‬‬ ‫• ا�ست���وي قلي ًال �أيته���ا الأر�ض‪ ..‬لنمدد جثام�ي�ن �شهدائنا‪..‬وامنحينا ب�ضع حلظات‬ ‫لل�ص�ل�اة عليه���ا‪ ..‬ثم جودي علينا �أيته���ا ال�سماء ب�أجنحة‪ ..‬فلي����س فينا من يقوى على‬ ‫وطء ترابها‪..‬‬ ‫• املناك�ي�ر الأحم���ر ع�أ�ضافره���ا لل�صغرية‪...‬لي����ش يا�صغرية‪ ..‬لي����ش كربتي حالك‬ ‫ب�سرعة؟!!!ال�شهيدة الطفلة �إ�سراء ال�صلخدي‪..‬ماتت اليوم‪..‬بكامل �أنوثتها‪..‬‬ ‫• �أطف���ال الوعر‪ ..‬غلبوا املوت مرتني‪ ..‬عندما انق�سموا �إىل فريقني ليلعبوا الكرة‪..‬‬ ‫وعندما انتهت اللعبة �إذ ماتوا فريق ًا واحد ًا‪..‬‬ ‫�إنه���ا لعبة ك���رة القدم الوحيدة التي انت�صر فيها جمي���ع الالعبني‪..‬لي�ست لعبة املوت‪..‬‬ ‫ب���ل هي لعبة احلياة‪� ..‬أ�صغوا �إىل �ضحكاتهم‪ ..‬مازالت يف �ساحة امللعب‪ ..‬ومازال قلبي‬ ‫هناك يتدحرج بني �أقدامهم املمزقة‪..‬‬ ‫• متطر ‪..‬يف بلد‪..‬الحتتاج �إىل ال�شرفات‪..‬‬ ‫متطر يف بلد‪..‬تغيب فيه حبال الغ�سيل‪..‬وجدائل الثوم‪..‬وعقود حبات البامية املجففة‪..‬‬ ‫متطر‪..‬دون �أن تخ�شى الأمهات على �أغرا�ض من�سية يبللها املطر‪..‬‬ ‫متطر‪..‬دون حبيبني تت�شابك �أ�صابعهما‪..‬ويت�صيدان بروحهما املطر‪..‬‬ ‫متطر ‪..‬لكن الرعد يف قلبي‪..‬‬

‫حم�ص‪..‬‬ ‫اااه كم �أحبك‪..‬‬ ‫وااه كم �أهواك‪..‬‬ ‫وااه كم ع�شقت ترابك‪..‬‬ ‫ااه ك���م متني���ت العي����ش ب�ي�ن �سمائك‬ ‫و�أر�ضك‪...‬‬ ‫وااه كم ا�شتقت اليك‪..‬‬ ‫ااه كم خذلك النا�س‪....‬‬ ‫مل يبقى فيهم م�شاعر وال اح�سا�س‪..‬‬ ‫لكنك �ستبقني مرفوعة الرا�س‪...‬‬ ‫و�سيبقى فيك �أروع النا�س‬ ‫�ستبقني ع�شقي االبدي‪..‬‬ ‫و�ستبقني �أجمل بلد‪..‬‬ ‫فداكي روحي وكبدي‪..‬‬ ‫وفداكي مايل وولدي‪..‬‬ ‫�شبابك حملو ال�سالح‪..‬‬ ‫وهموا للجهاد والكفاح‪...‬‬ ‫لكن الكلب ا�ستمر بالنباح‪..‬‬ ‫وا�ستمر بقتلهم يف امل�ساء وال�صباح ‪..‬‬ ‫�أهاليك �صعدوا لل�سماء ‪...‬‬ ‫و�أ�صبحو ي�سمون بال�شهداء‪...‬‬ ‫ت�أكدي انا اليك عائدون‪..‬‬ ‫ولأبنيتك معمرون‪..‬‬ ‫ول�شهدائك ذاكرون‪..‬‬ ‫وان ياحم�ص لك حمبون‪...‬‬


‫‪issue 37 / nov 18th 42‬‬

‫‪Fadwa Gamil‬‬

‫يا �صديقي ‪ ...‬ملا بدك تبني وطن بدك ت�شمر عن زنودك منيح ‪ ...‬يعني مو ن�ص ت�شمرية الاااااااا‬ ‫و خ���ود هاحلكم���ة من هالبنت املعرتة ‪ :‬بدك تكون �سيف وقت الغل���ط بيكون موجه حتى بوج مني معك ‪,‬‬ ‫النو معك ‪ ,‬و لأنو �أقرب �ألك ‪.‬‬ ‫‪Wissam Al Jazairy‬‬

‫ملا ت�شوف �إن�سان حلم و دم و روح ع�شت معه ن�ص حياتك بحالوتها و مرارها و فج�أة يقولولك مات وهو‬ ‫ل�سى عمره ‪� 22‬سنة بتعرف ان كل �شئ بهل حياة م�ؤمل و كل �شئ زائل‬ ‫‪Radwan Ziadeh‬‬

‫يج���ب على املعار�ضة ال�سيا�سية ان تواكب االنت�ص���ارات الع�سكرية للجي�ش احلر فمقابل كل مدينة حترر‬ ‫ع�سكريا يجب ان حترر �سفارة من نظام اال�سد لإنهاء �شرعيته‬ ‫‪Burhan Ghalioun‬‬

‫نظ���ام اال�سد لي����س نظاماعميال ال�سرائيل ولكنه �شريكه يف منظومة واحدة هي منظومة حتييد ال�شعوب‬ ‫العربي���ة يف امل�شرق وفكم���ا ان نظام الأ�س���د كان ال�ضامنةاالكرب لأمن ا�سرائيل خل�ل�ال عقود طويعركة‬ ‫الق�س���ام يف غ���زة‪ ،‬هي معركة اجلي����ش احلر يف ريف ال�شام‪ .‬ه���ي معركة واحدة‪� ،‬ضد ع���دوان هدفهما‬ ‫واحد‪ ،‬وهو قتل االرادة‪ ،‬وقتل الروح يف قلب االمة‪.‬‬ ‫‪Omar Haddad‬‬

‫يف امل���ول و خ�ل�ال �شرائ���ي لبع�ض الفواك���ه كان �سعر �أف�ضل و اجم���ل �أنواع التفاح ‪ 5‬ري���ال و كان موجود‬ ‫بالق���رب منه تفاح نخب ثالث و غ�ي�ر م�صفر ب�شكل كاف و لأين ابن رباح ف�أنا �أعرف جيدا هذا التفاح ‪.‬‬ ‫الظريف بالأمر �أين عندما اقرتبت وجدت مكتوب على لوحة �صغرية تفاح �سوري ‪ 6‬ريال ‪.‬‬ ‫يبدو �أن العامل ب�أ�سره يعرف �أن تراب �سوريا هو الأطيب‪.‬‬ ‫‪Hanady Alkhatib‬‬

‫�شعب يتفاهم بالنظرات‪ ،‬يتعاطف بالنظرات‪ ،‬يتعانق بالنظرات‪ ،‬يحدد موعد املظاهرة بالنظرات‪� ،‬آخر‬ ‫ما ميوت فيه قبل قلبه نظرته‪ ،‬يحب بنظرة ويكره بنظرة‪..‬‬ ‫حتولنا �إىل �شعب النظرة فالدمعة فاالبت�سامة‪ ..‬ولكن بال موعد وال لقاء فقبلة‪ ..‬لعل الأيام ت�سعفنا‬ ‫‪Moayad Skaif‬‬

‫بالأم�س عدت من �سوريا ‪� ..‬أ�ستطيع �أن �أقول ب�أن الفي�سبوك مكان مليئ باالختناق و الأمل ‪ ..‬رغم امل�آ�سي‬ ‫الكثرية ‪� ..‬إال �أن معاي�شة الثورة على الأر�ض ال�سورية �أرحم ب�ألف مرة من هذا الهذيان هنا ‪..‬‬ ‫�أ�ستطي���ع �أن �أق���ول �أي�ضا ب�أن���ه يف �سوريا ما يكفي من احلب لتنظيف ما عل���ق يف النفو�س من �سواد ‪ ..‬يف‬ ‫�سوريا يقطر احلب من عيون النا�س ‪ ..‬و من ابت�ساماتهم احلاملة بغد �أف�ضل ‪..‬‬ ‫‪Hakam Al Waheb‬‬

‫مع �أن ر�أ�س ال�صهاينة قابع يف فل�سطني‬ ‫�إال �أن حافرهم الأ�سدي موجود عندنا يف �سوريا ‪ ..‬لذلك نتلقى الرف�سة الأقوى‬

‫‪Mustafa Alloush‬‬

‫الدع���م ببع�ض امل���ال ‪� ..‬أو االعرتاف مبمثل ع���ن ال�شعب ال�سوري بعد عامني من اخل���ذالن ‪ ..‬ال ي�ستحق‬ ‫ال�شك���ر ‪ ..‬النف���اق مهمة ال�سيا�سيني ‪ ..‬بالن�سبة يل ل���ن �أقول �شكر ًا لأي دولة عربي���ة �أو غربية ‪� ..‬أبد ًا ‪..‬‬ ‫وال وحدة‬


‫‪43 issue 37 / nov. 18th‬‬

‫شــروي غــروي‬ ‫�أنـا بـح ـكـي �شــروي غــروي‪ ..‬وبــدي حــريــة‬

‫ما�ضل ��ت �شغل ��ة ماحتججوا فيه ��ا لت�أجيل ا�سقاط‬ ‫النظ���ام م���ن حماي���ة ح���دود ا�سرائي���ل لل�س�ل�اح‬ ‫الكيم���اوي وتوحي���د املعار�ض���ة و�ص���وال حلماي���ة‬ ‫الأقلي���ات واللي اذا ت�أمن���ت رح يطالبوا باحلفاظ‬ ‫عل���ى قانون االحرتاف الك���روي وت�أمني ميداليات‬ ‫الكرام���ة الف�ضي���ة تبعي���ت و�صيف �آ�سي���ا وبالآخر‬ ‫بدون يلعبونا طرة نق�ش على ا�سقاط البغل‬ ‫ال�شع���ب ال�س���وري يتق���دم مبب���ادرة جدي���ة حل���ل‬ ‫الق�ضي���ة الفل�سطيني���ة ‪ ...‬خذوا الأ�س���د و�أعطونا‬ ‫�إ�سرائيل‬ ‫�س���وا ربين���ا يف لبن���ان ‪ ...‬و�س���وا ا�ست�شهدن���ا يف ب�شكله لي�صري قابل للحياة بني الب�شر ‪ ...‬مابالقي‬ ‫فل�سطينا‬ ‫�شي بيلبقله �أكرت من القتل و�أنو يكون وجهه القبيح‬ ‫ملوث بالدم وعليه �آثار الأمل‬ ‫ياجماع���ة الق�ص���ة و�صل���ت لآخره���ا وقرب���ت‪...‬‬ ‫�ل�� اذا �ضلين���ا ع���م ن�س���ب املجل����س الوطن���ي‬ ‫اخلالف كله على طريق���ة الدفع ‪ ...‬بوتني ماعما ه أ‬ ‫ير�ض���ى غ�ي�ر �شن���دي و البك���ي عل���ى را����س امليت واملعار�ضة اخلارجية بي�سقط النظام ؟!!؟‬ ‫واخلليج بدهم ياها خمي�سيات‬ ‫ب�ش���ار الأ�س���د الي���وم ‪� :‬إن مت الهجوم عل���ى �سوريا‬ ‫�أ ّل���و �ش���و ا�سم���ك �أخ���ي ‪� ..‬أ ّل���و ‪ :‬ف�ستكون الكلفة غالية جدا على العامل �أجمع ‪.....‬‬ ‫ب�س�س�س�س�س�س�س�س�س�س�س�س�س�س�س���ام أ� ّلل���و �ش���و الأخ ق�سم���ا ب���اهلل حريتني وماع���اد �أعرف اي���ا مر�ض‬ ‫بيتئت���ىء يعن���ي �أ ّل���و الء ب����س الوال���د كان بيتئتىء نف�سي معك‬ ‫ّ‬ ‫وموظف النفو�س كان حمار بيعيد الع ّنك ‪...‬‬ ‫ال�شخ�صي���ة التوافقي���ة يف �سوري���ا ‪ ...‬م�سلم �سني‬ ‫أ�م���ه علوية ومرت���ه م�سيحية واخت���ه اخدها درزي‬ ‫وبيحك���ي عربي وبيكتب ك���ردي ويجي���د الأرمنية‬ ‫�شيوع���ي املنبت �إ�سالمي اله���وى قومي التوجه يف‬ ‫قلب���ه ال�سلمي���ة وبعقل���ه الت�سليح يح���ب �سوريا من‬ ‫درع���ا اىل الدي���ر (مع ك�ش���ة ناعم���ة بالوجه عند‬ ‫القرداحة)‬

‫كن���ا بالزمان���ات بامللع���ب وكان���ت مب���اراة كرامة‬ ‫واحت���اد وواح���د م���ن املتفرج�ي�ن كان قائ���م بدور‬ ‫امل���درب كل هجمة يبل�ش ي�ص���رخ ويعطي تعليمات‬ ‫‪ ,‬و ب�إح���دى الهجم���ات كان ر�ض���وان عجم هاجم‬ ‫بالطاب���ة واملتف���رج بل�ش اي ر�ضوان رك���ود ايه لفو‬ ‫ايه ياهلل ‪ ...‬املهم و�صل ر�ضوان لعند راية الكورنر‬ ‫وحواليه مدافع�ي�ن فاحتار �أخونا �ش���و بدو يوجهه‬ ‫ق���ام �صرخله ‪ :‬دبر را�سك ياعج���م ‪ ...‬وهدا اللي‬ ‫�صاي���ر ب�إيران ورو�سيا عما يندهوله لطوالن ‪ :‬دبر‬ ‫را�سك ياب�سام‬

‫التع���داد ال�س���كاين الق���ادم ‪ 2 :‬مالي�ي�ن رجال ‪3,‬‬ ‫مالي�ي�ن ن�س���اء ‪ 4 ,‬مالي�ي�ن �أطف���ال ‪ 16 ...‬مليون‬ ‫�أع�ضاء جمل�س وطني‬ ‫اول الثورة كان ال�شب���اب مايف مركزية قرار �شغل‬ ‫دبر را�سك والثورة كانت على مبداء فتت لعبت‬ ‫هلأ �شايفلك �صار النظام ماعندو مركزية قرار‬ ‫كل ما بتطلع �صورة كلب من كالب النظام بحاول وع���م ي�شتغ���ل بخطة طجت لعبت فت���ت لعبت وكل‬ ‫اق�ت�رح بين���ي وب�ي�ن ح���ايل اذا بيلبقل���ه �أي تعديل واحد بدبر حالو‬

‫معقول نكون فهمانني ا�ص���رار الغرب على توحيد‬ ‫املعار�ض���ة ب�ش���كل خاط���ئ ؟؟؟ اليك���ون ق�صدهم‬ ‫توحي���د م���ن توحد مو م���ن وح���دة ‪ ...‬يعني بدهم‬ ‫املعار�ض�ي�ن كلهم ت�ص�ي�ر حتكيهم وه�ن�ن غايبني‬ ‫عنك وبعدين يبل�شوا ي�ضربوا على را�سهم ؟‬ ‫جمه���وري ايه الل���ي �إنت جاي تقول علي���ه ‪� ...‬إنت‬ ‫عارف قبال معنى احلر �إيه‬ ‫ملك ال�شاورما وملك حالوة اجلنب ‪ ,‬ملك الفالفل‬ ‫ومل���ك النمورة بلوزة ‪ ...‬ه���ذا كل مامار�سناه من‬ ‫�سيا�سة خالل الأربعني ال�سنة املا�ضية‬ ‫ل���ك قلتلك مليون م���رة يا غبي املزرع���ة ال�سعيدة‬ ‫مافيك تزرع متي فيها‬ ‫واحد عم يدعي ربو ويقول‪:‬‬ ‫يارب���ي كنت �صغ�ي�ر وعطيتني الطفول���ه و�أخدتها‬ ‫مني‬ ‫وعطيتني ال�شباب واخدتو مني‬ ‫وعطيتني مرتي وانت ادرى باحلال‬ ‫يااااااارب‪.................‬‬ ‫يل���ي بدو يزعل ويلي بدو ير�ضا كلمتني بدي قولون‬ ‫واالجر على اهلل‬ ‫لوال اخلارج ماعا�ش الداخل‬ ‫ولوال الداخل مارجعت كرامة اخلارج‬


issue 37 / nov 18th 44

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.