5cimitries

Page 1

‫‪082‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫وطنا‬ ‫يافا مدينة تختصر‬ ‫ً‬

‫أحمد الناطور*‬

‫مقابر يافا بين‬

‫املصالح واملفاسد‬

‫مع‬

‫‪1‬‬

‫أن يافا مقارنة بغيرها من‬ ‫مدن فلسطين‪ 2‬مل حتظ بكثير‬ ‫‪3‬‬ ‫من أضرحة األولياء وقبور الصاحلين‪،‬‬ ‫إ ّ‬ ‫ال إنها عانت‪ ،‬وبشكل مكثف‪ ،‬ضياع‬ ‫العديد من مدافنها‪ ،‬وخصوص ًا إذا ما‬ ‫‪4‬‬ ‫شمل احلديث القرى احمليطة بيافا‪.‬‬ ‫و ّ‬ ‫ملا كان من أول هموم قادة‬ ‫إسرائيل السيطرة تمام ًا على كل‬ ‫مساحة أرض احتلها جيشها يف إثر‬ ‫حرب ‪ ،1948‬عالوة على السيطرة على‬ ‫املوارد االقتصادية ألكبر األقليات‬ ‫العربية‬ ‫شرعت‬ ‫عداء للدولة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫ً‬ ‫إسرائيل منظومة من القوانين التي‬ ‫توخت منها اإلجهاز على األرض وما‬ ‫عليها ونقلها إىل أي ٍد يهودية‪ 5،‬ومن أهم‬ ‫هذه القوانين‪ 6‬قانون أمالك الغائبين‬ ‫لسنة ‪ 7.1950‬وقد سيطرت إسرائيل من‬ ‫خالل هذه التشريعات على ‪ %80‬من‬ ‫‪8‬‬ ‫مساحة البلد‪.‬‬ ‫املشرع اإلسرائيلي أي‬ ‫يفوت‬ ‫وكي ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫فرصة يف انتزاع األموال املنقولة وغير‬

‫املنقولة من الالجئين الفلسطينيين‬ ‫الذين كانوا خارج خطوط الهدنة‪ ،‬فقد‬ ‫شمل تعريف الغائب‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الشخص الذي كان طوال املدة‬ ‫الواقعة بين ‪ 16‬كسليف ‪29( 5708‬‬ ‫تشرين الثاين [نوفمبر] ‪ )1947‬واليوم‬ ‫وفقا للمادة ‪9‬‬ ‫الذي ُنشر فيه تصريح‬ ‫ً‬ ‫(د) من قانون أنظمة السلطة والقضاء‬ ‫‪ )1( 1948-5708‬يعلن بأن حالة‬ ‫الطوارئ التي أعلنتها احلكومة املؤقتة‬ ‫يف يوم ‪ 10‬أيار [مايو] ‪19( 5708‬‬ ‫أيار [مايو] ‪ ،)2( )1948‬قد زالت ـ‬ ‫املالك الشرعي ملال يف األراضي‬ ‫اإلسرائيلية وانتفع به أو وضع يده‬ ‫عليه سواء بنفسه أو بواسطة غيره‬ ‫وبصفة دائمة خالل تلك املدة‪.‬‬ ‫( ‪ )I‬أو كانت له رعوية أو جنسية‬ ‫تابعة للبنان‪ ،‬أو مصر‪ ،‬أو سوريا‪ ،‬أو‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬أو شرق‬ ‫األردن‪ ،‬أو العراق‪ ،‬أو اليمن‪ ،‬أو‬ ‫( ‪ )II‬كان يف أحد البلدان‬

‫* أستاذ الشريعة يف كلية احلقوق يف جامعة تل أبيب وكلية نتانيا‪.‬‬


‫امللف‬

‫املذكورة أو يف أي قسم من فلسطين‬ ‫خارج مساحة إسرائيل‪ .‬أو‬ ‫( ‪ )III‬كان من رعايا فلسطين وترك‬ ‫حمل إقامته العادي يف فلسطين‪:‬‬ ‫( ‌أ ) إىل مكان خارج فلسطين قبل‬ ‫يوم ‪ 27‬آب [أغسطس] ‪ 1( 5708‬أيلول‬ ‫[سبتمبر] ‪ .)1948‬أو‬ ‫( ب ) إىل مكان يف فلسطين كانت‬ ‫تسيطر عليه يف ذلك الوقت القوات التي‬ ‫قاومت إنشاء دولة إسرائيل أو حاربتها‬ ‫‪9‬‬ ‫بعد إنشائها‪.‬‬ ‫كذلك فقد شمل القانون كل‬ ‫(‪ )2‬جماعة من الناس كانت طيلة‬ ‫املدة املذكورة يف البند (‪ )1‬ـ املالكة‬ ‫الشرعية ملال يف األراضي اإلسرائيلية‬ ‫أو املنتفعة به أو الواضعة اليد عليه‪،‬‬ ‫بنفسها‪ ،‬أو بواسطة شخص آخر‪ ،‬وجميع‬ ‫مالكيه أو املشتركين فيه أو أصحاب‬ ‫أسهمه‪ ،‬أو مديريه أو مديري أشغاله‪ ،‬هم‬ ‫‪10‬‬ ‫من الغائبين حسب مدلول البند (‪.)1‬‬ ‫أما املال املقصود يف هذا القانون فهو‬ ‫ّ‬ ‫املال الذي‬ ‫يشمل العقارات واملنقوالت والنقود‬ ‫واحلق يف املال اخلاضع لوضع اليد أو‬ ‫االستحقاق‪ ،‬وحق االسم‪ ،‬وكل حق يف‬ ‫‪11‬‬ ‫شركة أو إدارتها‪.‬‬ ‫ومع أن األوقاف اإلسالمية مل ُتذكر يف‬ ‫القانون صراح ًة‪ ،‬فإن الدولة اعتبرتها‬ ‫أمالك غائبين ووضعتها يف قبضة الق ّيم‬ ‫‪12‬‬ ‫على أمالك الغائبين‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد ُأنيطت أمالك الغائبين هذه‬ ‫نهائي ًا بالق ّيم على أمالك الغائبين املع ّين‬ ‫‪13‬‬ ‫من طرف وزير املالية‪.‬‬

‫وب ّين قرار احملكمة العليا‪" ،‬بولس ضد‬ ‫وزير التطوير"‪ 14،‬أن للمتويل اجلديد الذي‬ ‫ع ّينته احملكمة الشرعية عوض ًا عن املتويل‬ ‫الغائب‪ ،‬أن يتسلم الوقف من غير أن يطلب‬ ‫حتريره من الق ّيم على أمالك الغائبين‪ ،‬وال‬ ‫سيما أن وضع الق ّيم على أمالك الغائبين‬ ‫يده على هذا الوقف إنما يكون تصرف ًا‬ ‫ِ‬ ‫بملك ليس حتت إرادته‪ 15.‬لقد كان معنى‬ ‫هذا القرار هو أن تعيين متولين جدد على‬ ‫األوقاف التي "غاب" متولوها‪ ،‬من جانب‬ ‫احملكمة الشرعية ذات االختصاص‪ ،‬من‬ ‫شأنه إعادة هذه األوقاف إىل أصحابها‪.‬‬ ‫ولتجنّب هذا االحتمال اخلطر من وجهة نظر‬ ‫احلكومة‪ ،‬فإنها قدمت إىل الكنيست مشروع‬ ‫قر يف‬ ‫تعديل للقانون ُس ِّمي تعديل رقم ‪ ،3‬و ُأ ّ‬ ‫سنة ‪ 16،1965‬وتقام بموجبه جلان ُأمناء‬ ‫على الوقف اإلسالمي يف خمس من املدن‬ ‫اخملتلطة‪ :‬يافا وحيفا واللد والرملة وعكا‬ ‫والناصرة وشفا عمرو‪ 17،‬كي حتل حمل‬ ‫اللجان االستشارية التي كانت احلكومة‬ ‫ع ّينتها يف بعض هذه املدن‪ 18.‬وجاء هذا‬ ‫ال على األوقاف اإلسالمية إذ‬ ‫التعديل وبا ً‬ ‫تقرر فيه أن الق ّيم على أمالك الغائبين مل‬ ‫يصبح مالك ًا ألمالك األوقاف فحسسب‪،‬‬ ‫بل إن هذه األمالك أصبحت متحررة من‬ ‫أي حتفظ أو حتديد وما شابه ذلك‪ ،‬كانت‬ ‫قد وردت يف أي شرع أو وثيقة يتعلقان‬ ‫بالوقف‪ ،‬أكان ذلك بعد التملك أو قبله‪،‬‬ ‫ما دام املالك أو واضع اليد أو صاحب‬ ‫التصرف أو املوقوف عليه (املنتفع)‬ ‫غائب ًا‪ 19.‬من ناحية ُأخرى‪ ،‬فإن جعل سريان‬ ‫هذا التعديل بأثر رجعي‪ ،‬وهو أمر ليس‬ ‫عادي ًا‪ ،‬يب َّين مدى شغف الدولة باستمالك‬ ‫هذه األمالك بشكل نهائي‪ 20،‬كما أن هذا‬ ‫سوغ وشرعن بأثر رجعي الصفقات‬ ‫التعديل ّ‬ ‫التي قام بها الق ّيم على هذه األمالك‪.‬‬

‫‪083‬‬


‫‪084‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫بهذه الطريقة استوىل الق ّيم على األوقاف‬ ‫املضبوطة‪ ،‬وهي التي كانت حتت إدارة‬ ‫اجمللس اإلسالمي األعلى‪ 21،‬وكذلك على‬ ‫األوقاف امللحقة والذرية‪ ،‬بعد أن اعتبر‬ ‫أن املتولين املنصوبين عليها غائبون‪.‬‬ ‫مل ْلحقة والذرية ـ التي بقي‬ ‫أما األوقاف ا ُ‬ ‫ّ‬ ‫املتولون عليها داخل حدود الدولة ـ فظلت‬ ‫املشرع يد الق ّيم‬ ‫خارج يد الق ّيم‪ 22.‬وكما أطلق‬ ‫ّ‬ ‫يف التصرف يف األمالك املوقوفة الواقعة‬ ‫وحررها من كل حكم شرعي أو قيد‬ ‫يف يده‬ ‫ّ‬ ‫ديني‪ ،‬فقد أطلق أيض ًا يد جلان األمناء يف‬ ‫التصرف يف األمالك التي أحالها إليها‪ 23،‬إ ّ‬ ‫ال‬ ‫‪24‬‬ ‫إنه منع بيع أرض عليها مسجد‪.‬‬ ‫ونحن يف هذه العجاله لن نخوض يف‬ ‫مصير األمالك التي تصرف فيها الق ّيم‪،‬‬ ‫وإنما سنقتصر على املقابر التي باعها أو‬ ‫فرط فيها املتولون أو أقطاب جلان األمناء‬ ‫ّ‬

‫مقبرة مأمن الله‬

‫واللجان االستشارية يف يافا‪ .‬فرئيس‬ ‫ينصب القاضي‬ ‫جلنة األمناء كان أحيان ًا ّ‬ ‫متولي ًا على املقابر‪ 25‬ويفوض إليه بيعها‬ ‫والتصرف فيها‪.‬‬ ‫لقد أدى قاضي احملكمة الشرعية يف‬ ‫العقود األوىل لقيام الدولة‪ ،‬دوراً رئيسي ًا يف‬ ‫تسويغ بيع املقابر‪ ،‬إذ كان اإلفتاء يطلب‬ ‫منه أن يعتبر املقبرة مندرسة‪ ،‬فيصدر‬ ‫أمراً بأنها بهذا صارت وقف ًا عام ًا‪ ،‬ويف‬ ‫املرحلة التالية يجري االدعاء أنها بحاجة‬ ‫إىل َمن يديرها أو يستثمرها‪ ،‬وعندها يع ّين‬ ‫القاضي متولي ًا ويفوضه التصرف فيها‪.‬‬ ‫ومع أن القاضي قد يسوغ حكمه هذا‬ ‫أحيانا بأن احلفاظ على حرمة املقابر‬ ‫تعذّر‪ 26،‬وأحيانا بأن الدفن انقطع فيها‬ ‫منذ زمن بعيد‪ 27،‬أو بأن "املصلحة العامة"‬ ‫تتطلب إباحة املقبرة ونقل القبور والبناء‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫عليها‪ 28،‬فإن هذه املسوغات يف أغلبيتها‬ ‫مل تكن حقيقية‪ .‬فمقبرة مأمن الله‪ 29‬التي‬ ‫ُأفتي يف سنة ‪ 1964‬بأنها مندرسة‪ 30‬ـ‬ ‫أي ‪ 16‬عام ًا فقط بعد جالء املسلمين عن‬ ‫غربي القدس من غير أن يعاينها القاضي‬ ‫صاحب الفتوى‪ 31‬ـ فقد ثبت بالدليل القاطع‬ ‫أن فتواه خمالفة للواقع حتى بعد مرور ‪42‬‬ ‫عام ًا على تلك الفتوى‪ ،‬إذ ُأخرجت هياكل‬ ‫عظمية كاملة يف حفريات ما يسمى متحف‬ ‫‪32‬‬ ‫التسامح‪.‬‬ ‫ويف هذه املقالة سنستطلع املسوغات‬ ‫التي استخدمها القضاة يف إفتاءاتهم‬ ‫هذه‪ ،‬يساندهم ويبرر تصرفاتهم بعض‬ ‫الباحثين اإلسرائيليين‪ ،‬بدعوى أنهم‬ ‫اعتمدوا "املصلحة" كمصدر من مصادر‬ ‫التشريع وكانوا يف ذلك صائبين‪.‬‬ ‫أهرون اليش‪ ،‬الذي‬ ‫من أهم هؤالء‪َ ،‬‬ ‫اعتبر أن ما فعلته إسرائيل جتاه األوقاف‬ ‫اإلسالمية من "دجمها يف عجله اإلقتصاد‬ ‫اإلسرائيلي"‪ 33،‬ومن مصادرة وتأميم‪ ،‬إنما‬ ‫هو عملية إصالحية‪ ،‬مثل اإلصالحات‬ ‫التي جرت يف مصر وسورية بشأن‬ ‫األوقاف األهلية‪ ،‬وهي يف أساسها تستند‬ ‫إىل "املصلحة"‪ .34‬كما أن "اإلصالحات"‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬وبخالف الدول اإلسالمية‬ ‫غير يف أحكام‬ ‫اجملاورة والعديدة‪ ،‬مل ُت ّ‬ ‫الوقف الشرعية‪ 35.‬ونحن إذ نتفق مع دمبر‬ ‫على أن هذا قول مضلل‪ 36،‬فإننا نرى‬ ‫ال واستخفاف ًا بالناس‪،‬‬ ‫أن فيه استغفا ً‬ ‫وخصوص ًا أن الق ّيم استملك هذه األمالك‬ ‫وأحالها إىل أي ٍد يهودية‪ ،‬ال إىل أي ٍد إسالمية‪،‬‬ ‫أكان ذلك أيدي املنتفعين أم غيرهم‪ .‬ثم إن‬ ‫االعتماد على "املصلحة" يف دولة إسالمية‬ ‫يختلف تمام ًا عن "املصلحة" يف الدولة‬ ‫اليهودية‪ 37،‬وسنستفيض يف هذا االمر‬ ‫فيما يلي‪.‬‬

‫امللف‬

‫قال اليش يف شهادته اخلطية أمام‬ ‫احملكمة العليا‪ 38،‬مسوغ ًا فتاوى الشيخ‬ ‫حماد (قاضي يافا منذ تأسيس‬ ‫طاهر ّ‬ ‫احملكمة الشرعية هناك حتى أواسط‬ ‫الستينيات) أو الشيخ توفيق عسلية (قاضي‬ ‫يافا الشرعي منذ أواسط الستينيات)‪ ،‬وهي‬ ‫التي تبيح البناء على املقابر واقتالع‬ ‫القبور‪ ،‬إنها هي التي تمثل احلكم الشرعي‪،‬‬ ‫إذ "إن آراء القضاة طاهر الطبري (مفتي‬ ‫طبرية سابق ًا) وموسى الطبري قاضي‬ ‫عكا آنذاك وحسن أمين احلبش قاضي‬ ‫املثلث الشرعي‪ ،‬التي ُتتيح حفر القبور‬ ‫وحتى حرث األرض والبناء عليها‪ ،‬تتفق‬ ‫مع الشرع اإلسالمي‪ ،‬اعتماداً على مبدأ‬ ‫‪39‬‬ ‫'املصلحة'‪".‬‬ ‫ثم يستنتج اليش أن املقبرة حين تكون‬ ‫"مندرسة" فإنه يجوز حفر القبور ونقلها‬ ‫إىل مكان آخر‪ ،‬شرط أن تكون "املصلحة"‬ ‫ويفسر اليش أن حكم‬ ‫حت ّتم ذلك‪ 40،‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫"االندراس" يستند إىل افتراض قضائي‬ ‫ب ِبلى املوتى‪ 41،‬ويتابع بأن الشيخين‬ ‫حماد وعسلية‪ ،‬هما مفسران مؤهالن‬ ‫ّ‬ ‫ألحكام الشريعة اإلسالمية بروح احلركة‬ ‫التجديدية التي شرع بها الشيخ حممد‬ ‫عبده (مفتي مصر يف أواخر القرن التاسع‬ ‫ال‬ ‫عشر) الذي جعل "املصلحة العامة" أص ً‬ ‫ال الستنباط األحكام‪ ،‬من دون التقيد‬ ‫مستق ً‬ ‫‪42‬‬ ‫باألصول النصية القرآنية أو احلديث‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وملا كانت مسألة "اإلندراس" ـ‬ ‫وهي ِبلى القبر وصيرورته تراب ًا ـ التي‬ ‫جعلها الزيلعي‪ 43‬شرط ًا ال بد منه الستخدام‬ ‫أرض امليت‪ ،‬لدى اليش فرضية قضائية‪،‬‬ ‫ال ادعاء يجب ثبوته أمام القضاء‪ ،‬فإن‬ ‫الفارق بينهما‪ ،‬هو أن املفتي يكتفي يف‬ ‫احلال األول بعدد األعوام التي يفترض‬ ‫معها ِبلى جسد امليت‪ ،‬واحلكم به‪ ،‬مع أن‬

‫‪085‬‬


‫‪086‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫االفتراض قد ال يوافق احلقيقة من حيث‬ ‫أما الثاين فإنه يستند إىل ثبوت‬ ‫املبدأ‪ّ ،‬‬ ‫احلقيقة‪ ،‬بحيث يتيقن القاضي من واقع‬ ‫احلال بالفحص العيني واملعاينة‪ .‬إ ّ‬ ‫ال إن‬ ‫اعتماد القاضيين ح ّماد وعسلية اتباع‬ ‫االفتراض من دون التحقق القضائي يشفع‬ ‫‪44‬‬ ‫لاليش يف ذلك‪.‬‬ ‫احلقيقة هي أن القاضيين املذكورين‬ ‫مل يعتمدا على مبدأ "املصلحة" صراحة‬ ‫يف جميع احلاالت التي أفتيا فيها بحفر‬ ‫القبور‪ ،‬وإنما اعتمدا أساس ًا على رأي‬ ‫الزيلعي املذكور‪ ،‬ثم على قول البن‬ ‫‪46‬‬ ‫عابدين‪ 45‬عارض فيه التاتارخانية حين‬ ‫كرهت دفن ميت آخر يف قبر ميت قبله‪،‬‬ ‫حتى لو صار األول تراب ًا‪ ،‬بقوله‪" :‬قلت‪ :‬لكن‬ ‫يف هذا مشقة عظيمة‪ ،‬فاألوىل إناطة اجلواز‬ ‫ِ‬ ‫بالبلى إذ ال يمكن أن ُي َع ّد لكل ميت قبر ال‬ ‫يدفن فيه غيره‪ ،‬وإن صار األول تراب ًا‪ ،‬ال‬ ‫سيما يف األمصار الكبيرة‪ ،‬اجلامعة‪ ،‬وإالّ‬ ‫‪47‬‬ ‫لزم أن تعم القبور السهل والوعر‪".‬‬ ‫ولو أن قول ابن عابدين هذا‪ ،‬يحدد‬ ‫إباحة النبش يف حال ضرورة دفن ميت‬ ‫آخر يف قبر قائم‪ ،‬خوف ًا من أن يمتلىء‬ ‫السهل والوعر بالقبور‪ ،‬ومل تعد األرض‬ ‫تكفي للدفن‪ ،‬فإن قياس احلالة الياف ّية‬ ‫يمت‬ ‫على هذا القول‪ ،‬هو قياس ُمضلل ال ّ‬ ‫إىل احتاد العلة بصلة‪ ،‬ذلك بأن األمر ال‬ ‫يتعلق بضرورة دفن أموات املسلمين يف‬ ‫تراب املقابر ذاتها‪ ،‬وإنما بإباحة أراضي‬ ‫املقابر ملتعهدين ومؤسسات رسمية‬ ‫‪48‬‬ ‫وشركات جتارية اسرائيلية‪.‬‬ ‫حماد "بقياس"‬ ‫لقد قام القاضي ّ‬ ‫مماثل لتسويغ إذنه بحرث املقابر‪ ،‬حين‬ ‫اعتمد على إباحة نبش القبور ونقل رفات‬ ‫ٍّ‬ ‫بحق آلدمي يف أرض‬ ‫املوتى بسبب يتعلق‬ ‫مغصوبة‪ُ ،‬دفن فيها ميت‪ ،‬أو يف أرض‬

‫ألحد فيها حق الشفعة‪ ،‬فقال‪" :‬إذا كان‬ ‫يجوز نبش القبر ونقل امليت ألسباب تتعلق‬ ‫باحلق اخلاص كالشفعة (أ) فال يجوز ذلك‬ ‫من باب أوىل إذا كانت املصلحة العامة‬ ‫تقتضيه سواء كانت املقبرة مندرسة أو‬ ‫‪49‬‬ ‫ال‪"...‬‬ ‫حماد يرى أن مسألة‬ ‫وهذا معناه أن ّ‬ ‫اإلندراس التي يجعلها الزيلعي وابن‬ ‫عابدين شرط ًا لزرع القبر والبناء عليه أو‬ ‫دفن آخر فيه‪ ،‬ليست ذات قيمة‪ ،‬وإنما هي‬ ‫"املصلحة العامة"‪ .‬ويتابع ح ّماد قوله‪:‬‬ ‫"وحيث إن السلطة هي التي تقرر ما هي‬ ‫املصلحة العامة‪ ،‬وما هو الصالح العام‪،‬‬ ‫فإن النص الشرعي ينطبق واحلالة هذه‬ ‫‪50‬‬ ‫على هذه القضية [‪"]....‬‬ ‫وملن يتساءل عن أي هي السلطة العليا‬ ‫َ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫يقصدها‬ ‫التي‬ ‫حماد هنا‪ ،‬فهو يجيب قائ ً‬ ‫ّ‬ ‫"[‪ ]....‬فإذا وافق ذوو السلطة والسلطات‬ ‫على طلب بلدية تل أبيب ورأوا يف‬ ‫‪51‬‬ ‫استجابته املصلحة العامة [‪ ."]....‬فمن‬ ‫الواضح تمام ًا أنه يقصد الدولة اإلسرائيلية‬ ‫وموظفيها ال إمام املسلمين أو ويل أمرهم‪.‬‬ ‫ويف كتابه إىل مدير دائرة الشؤون‬ ‫االسالمية‪ ،‬ور ّداً على طلب األخير اإلذن‬ ‫لبلدية الرملة شق طريق يف مقبرة‬ ‫إسالمية‪ ،‬يوضح القاضي ح ّماد‪ ،‬أنه "ال‬ ‫يباح ملثلي ـ بوصفي قاضي ًا شرعي ًا‬ ‫ورئيس ًا دينيا للجنة االسالمية ـ تأييد‬ ‫عمل خمالف للشرع‪ ،‬كما ال يباح يل قانون ًا‬ ‫أن أوافق عليه ألن مثل هذه الصالحية‬ ‫للمجلس اإلسالمي‪ .‬واسمحوا يل أن ألفت‬ ‫نظركم إىل أن املقابر واملساجد ليست حتت‬ ‫إدارة احملاكم الشرعية‪ ،‬بل املعروف أنها‬ ‫حتت إشراف وزارة األديان‪ ،‬والصالحية‬ ‫أبين احلكم الشرعي‬ ‫الوحيدة يل هي أن ّ‬ ‫يف احلاالت التي يحدث فيها أو تستدعي‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫امللف‬

‫أشغال داخل مقبرة الرملة‬ ‫حرمه وقدسية هذه األماكن املقدسة‬ ‫‪52‬‬ ‫[‪".]....‬‬ ‫وهذا معناه أنه يدع األمر للسلطات‬ ‫اإلسرائيلية مطلق ًا‪ ،‬ويحصر دوره يف تبيان‬ ‫احلكم الشرعي فقط‪.‬‬ ‫ومع ذلك فقد أصدر القاضي نفسه يف‬ ‫سنة ‪ ،1964‬ما سماه "قرار فتوى" أمر‬ ‫بموجبه بإزالة القبور من مقبرة مأمن الله‬ ‫يف القدس الشريف‪ ،‬من أجل إقامة مرافق‬ ‫وحديقة عامة‪ ،‬استجابة لطلب رئيس بلدية‬ ‫‪53‬‬ ‫القدس الغربية‪.‬‬ ‫ويف فتواه "إلزالة معامل القبور يف‬ ‫‪54‬‬ ‫يبرر القاضي‬ ‫مقبرة إجليل الغربية"‬ ‫ّ‬ ‫توفيق عسلية موقفه هذا بقوله‪" :‬وقد قمت‬ ‫بزيارة املقبرة املشار إليها وشاهدتها‬ ‫فوجدتها كما ورد من ترك الدفن فيها وأنها‬

‫أصبحت غير الئقة من وجود األوساخ فيها‪،‬‬ ‫وعليه فال مانع من إزالة معامل القبور يف‬ ‫مقبرة إجليل الغربية [‪ ]....‬بشرط أن ُينقل‬ ‫القبر القائم البارز مع الرفات يف داخله‬ ‫وكذا ما يخرج من عظام املوتى إىل مقبرة‬ ‫ويدفن فيها بعد أداء ما يجب شرع ًا‬ ‫أُخرى ُ‬ ‫وحتت إشرايف وبعدها يمكن استعمال‬ ‫‪55‬‬ ‫األرض للمصلحة العامة‪".‬‬ ‫ونحن إذ نالحظ أن القاضي يعي تمام ًا‬ ‫أن هذه املقبرة ليست مندرسة‪ 56،‬فإن لنا‬ ‫أن نتساءل هل ما سماه عسلية "املصلحة‬ ‫العامة" هنا يف مدينة ال يسكنها مسلمون‪،‬‬ ‫هي "املصلحة" املقصودة شرع ًا؟‬ ‫إن املسألة األساسية يف كل ما تقدم‬ ‫هي‪ :‬ما هي "املصلحة" التي يعتمدها هؤالء‬ ‫أساس ًا للحكم الشرعي ويبرر بها الباحثون‬

‫‪087‬‬


‫‪088‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫اإلسرائيليون إحالة أراضي املقابر‬ ‫اإلسالمية إىل األيدي اليهودية‪ ،‬وهل يجوز‬ ‫جتيير هذا األصل لضياع مقابر يافا‪ ،‬حتى‬ ‫صار خرابها وبناء املصالح اإلسرائيلية‬ ‫عليها "مصلحة"؟‬ ‫وفيما يلي سنستطلع مدى مالءمة‬ ‫"املصلحة" الشرعية املشروعة للحال الذي‬ ‫نحن فيه كأساس للحكم؟‬

‫معنى "املصلحة"‬

‫إن املصلحة يف األصل إنما هي جلب‬ ‫منفعة أو دفع‬ ‫مضرة‪ ،‬ومعنى ذلك احملافظة‬ ‫ّ‬ ‫‪57‬‬ ‫على مقصود الشرع‪ ،‬ومقصود الشرع‬ ‫من اخللق خمسة‪ :‬وهو أن يحفظ عليهم‬ ‫‪58‬‬ ‫دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم‪،‬‬ ‫ومعناه أن كل ما يف ّوت هذه األصول‪ ،‬إنما‬ ‫هو مفسدة‪ ،‬ودفعه مصلحة‪ 59.‬ولذا‪ ،‬فإن‬ ‫املصلحة‪ ،‬ليس املراد بها مالءمة الطبع أو‬ ‫منافرته‪ ،‬بل ما َي ْعت ُّد به الشارع ويرتب عليه‬ ‫مقتضياتها‪ ،‬ذلك ألنه هو النظر يف مسببات‬ ‫األسباب من حيث كانت األسباب مشروعة‬ ‫أو غير مشروعة‪ ،‬أي من جهة ما هي داخلة‬ ‫حتت نظر الشرع‪ ،‬ال من جهة ما هي أسباب‬ ‫عادية ملسببات عادية‪ 60.‬أي أن تقدير ما‬ ‫به يكون الصالح والفساد عائد إىل الشريعة‬ ‫ذاتها‪ ،‬ومعيار قياس ذلك هو املقاصد‬ ‫اخلمسة‪ :‬حفظ الدين والنفس والعقل والنسل‬ ‫‪61‬‬ ‫واملال‪.‬‬ ‫ويفهم من ذلك أن معيار املصالح‬ ‫ُ‬ ‫يف الشريعة اإلسالمية منضبط باحلياتين‪:‬‬ ‫احلياة الدنيا واحلياة اآلخرة مع ًا‪ 62،‬وليس‬ ‫هناك جمال للفصل بينهما‪ ،‬ألن مصلحة‬ ‫‪63‬‬ ‫الدنيا مرهونة بمصلحة اآلخرة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن ما يخالف يف كنهه املقاصد‬ ‫مما يشابه املصلحة يف‬ ‫اخلمسة‪ ،‬ولو كان ّ‬ ‫ظاهره‪ ،‬فإنه يف حقيقته ينتمي إىل نوع‬

‫املفاسد‪ ،‬ويجب أن ُيلتفت إىل مثل ذلك‬ ‫احترازاً‪ .‬إن من حمترزات املقاصد جت ّنب‬ ‫اعتبار ما يشمل امللذات مصلحة‪ ،‬ألنه‬ ‫يخالف حقيقة املقاصد اخلمسة‪ ،‬ومنها‬ ‫أيض ًا ما مل يخالفها يف جوهره‪ ،‬لكنه ينقلب‬ ‫بسبب سوء القصد‪ ،‬إىل وسيلة لهدم روح تلك‬ ‫املقاصد أو اإلخالل بها‪ 64،‬ويف ذلك يقول‬ ‫الشاطبي‪" :‬إن األخذ باملشروع من حيث مل‬ ‫يقصد به الشارع ذلك القصد‪ ،‬أخ ٌذ يف غير‬ ‫شرعه ألمر‬ ‫مشروع حقيقة‪ ،‬ألن الشارع إنما ّ‬ ‫معلوم بالغرض‪ ،‬فإذا أخذ بالقصد إىل غير‬ ‫ذلك األمر املعلوم‪ ،‬فلم يأت بذلك املشروع‬ ‫‪65‬‬ ‫ال [‪".]....‬‬ ‫أص ً‬ ‫هذا‪ ،‬وبخالف ما قاله اليش‪ ،‬من أن‬ ‫ال الستنباط‬ ‫ال مستق ً‬ ‫املصلحة أصبحت دلي ً‬ ‫األحكام‪ ،‬من دون التقيد بالقرآن أو‬ ‫ال‬ ‫باحلديث‪ 66‬فإنها يف احلقيقة ليست دلي ً‬ ‫ال من األدلة الشرعية كالكتاب والسنّة‬ ‫مستق ً‬ ‫‪67‬‬ ‫واإلجماع والقياس ل ُتبنى عليها االحكام‬ ‫اجلزئية‪ ،‬وإنما هي معنى ك ّلي اس ُتخلص‬ ‫من جمموع جزيئات األحكام املأخوذة‬ ‫من أدلتها الشرعية‪ ،‬أي أنها بحاجة إىل‬ ‫دعم دليل شرعي من األدلة الشرعية‬ ‫‪68‬‬ ‫التفصيلية‪.‬‬ ‫يستخلص من ذلك أن عبء إثبات أن‬ ‫أمراً ما هو مصلحة يقع على َمن يراه كذلك‪،‬‬ ‫أي أن عليه أن يب ّين أن ما يراه مصلحة إنما‬ ‫هو حافظ ملقاصد الشريعة اخلمسة‪.‬‬ ‫إن التعامل مع املقاصد اخلمسة التي‬ ‫أجمع عليها املسلمون‪ 69،‬يجب أن يكون‬ ‫وفق ترتيبها‪ ،‬فيؤخذ باألول مرتب ًة‪ ،‬حتى إن‬ ‫‪70‬‬ ‫مما دونه‪.‬‬ ‫قضت الضرورة التضحية بجزء ّ‬ ‫فمصلحة حفظ الدين وتقويم شرعته واجب‬ ‫حتى لو استلزم األمر فوات ما دونه ـ وهو‬ ‫مصلحة حفظ النفس‪ ،‬ولذلك ُش ِّرع اجلهاد‪.‬‬ ‫وكذا حفظ النفس واجب حتى لو اقتضى‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫ذلك فوات ما دونها وهو مصلحة حفظ‬ ‫العقل‪ ،‬وبذلك جاز للمرء أن يفتدي حياته‬ ‫باخلمر إن ُأكره عليها‪ ،‬وكذا حفظ ضوابط‬ ‫‪71‬‬ ‫النسل وإن اقتضى األمر تفويت املال‪.‬‬ ‫وبذا‪ ،‬جتتمع مصالح الدين والدنيا‪،‬‬ ‫ألنها مبنيه على احملافظة على األمور‬ ‫اخلمسة‪ ،‬حيث اع ُتبر قيام هذا الوجود‬ ‫الدنيوي مبني ًا عليها حتى إذا انخرمت مل‬ ‫يبق للدنيا وجود‪ ،‬وكذلك األمور األخروية ال‬ ‫َ‬ ‫‪72‬‬ ‫قيام لها إ ّ‬ ‫ال بذلك‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إىل وسيلة حفظ املقاصد‬ ‫ّ‬ ‫اخلمسة‪ ،‬فإنها تندرج يف ثالث مراحل‬ ‫وفق ًا ألهميتها وهي‪ :‬الضروريات‬ ‫واحلاجيات والتحسينات‪ 73،‬وقد جعلها‬ ‫‪74‬‬ ‫صاحب املوافقات‪ ،‬أقسام ًا للمقاصد‪.‬‬ ‫فالضرورية منها مع ما كان ال بد منها‬ ‫هي قيام مصالح الدين والدنيا‪ ،‬بحيث إذا‬ ‫ُفقدت مل جت ِر مصالح الدنيا على استقامة‪،‬‬ ‫وإنما على فساد وتهارج وفوت حياة‪،‬‬ ‫‪75‬‬ ‫أما‬ ‫ويف األُخرى فوت النجاة والنعيم‪ّ ،‬‬ ‫احلاجيات فهي تلك التي تتحقق من دونها‬ ‫األمور اخلمسة لكن مع الضيق‪ ،‬ومثالها‬ ‫يف الدين الرخص اخملففة‪ 76،‬والتحسينات‬ ‫ما كان تركها ال يؤدي إىل ضيق‪ ،77‬لكن‬ ‫مراعاتها متفقة مع مبدأ األخذ بما يليق‬ ‫من مكارم األخالق‪ .78‬ومن ناحية ُأخرى‬ ‫فإن املقاصد الضرورية يف الشريعة أصل‬ ‫‪79‬‬ ‫للحاجية والتحسينية‪.‬‬ ‫إنه ملن املعلوم أن املصالح واملفاسد‬ ‫إنما ُتفهم على مقتضى ما ُغلب‪ ،‬فإن كان‬ ‫الغالب جهة املصلحة‪ ،‬فهي املصلحة‬ ‫املفهومة عرف ًا ‪ ،‬وإذا غلبت اجلهةاألُخرى‬ ‫فهي املفسدة املفهومة عرف ًا‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن الفعل ذا الوجهين ُي ْنسب إىل جهته‬ ‫‪80‬‬ ‫الراجحة‪.‬‬ ‫وإنك لترى أن التفريط يف املقابر على‬

‫امللف‬

‫تلك الشاكلة من تفويت حرمتها وضياع‬ ‫أرضها‪ ،‬ليس فيه حفظ للدين وال للنفس‬ ‫وال للعقل وال للنسل وال للمال‪ ،‬بل إنه ضرر‬ ‫حمض بهم جميع ًا‪ ،‬وال سيما أنه ال ينضوي‬ ‫أي من الضروريات أو احلاجيات أو‬ ‫حتت ٍّ‬ ‫التحسينات‪.‬‬

‫حتقيق املناط واعتبار املآل‬

‫إن من مواضع تعيين املناط األسباب‬ ‫املوجبه لتقرير األحكام‪ ،‬أي األسباب التي‬ ‫نزلت فيها اآلية أو احلديث الشريف‪ ،‬عندها‬ ‫يكون الدليل بحسبه‪ 81،‬ومنها أن ُيتوهم‬ ‫ال أو خارج ًا عنه‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال‬ ‫بعض املناطات داخ ً‬ ‫‪82‬‬ ‫إنه ليس كذلك يف احلكم‪ ،‬وقد يكون مثاله‬ ‫اعتماد الشيخ عسلية على كراهة تبييض‬ ‫القبور‬ ‫باجلص سبب ًا إلزالة القبور‪ 83.‬ومنها‬ ‫ّ‬ ‫أيض ًا التمييز بين املناط العام واملناط‬ ‫ملا كان "ال يصح للعا ِلم إذا ُسئل‬ ‫اخلاص‪ .‬و ّ‬ ‫عن أمر كيف يحصل يف الواقع‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أن‬ ‫يجيب حسب الواقع‪ .‬فإن أجاب على غير‬ ‫ذلك أخطأ يف عدم اعتبار املناط املسؤول‬ ‫عن حكمه‪ ،‬ألنه ُسئل عن مناط معين‪،‬‬ ‫فأجاب عن مناط غير معين‪ 84".‬وقد ينطبق‬ ‫هذا املعيار على اعتماد جواز دفن ميت يف‬ ‫‪85‬‬ ‫قبر قائم إلباحة نبش القبور عامة‪.‬‬ ‫إن معرفة احملكوم فيه تمام ًا‪ ،‬ومعرفة‬ ‫ما يدخل فيه وما ال يدخل فيه‪ ،‬يقتضي‬ ‫معرفة الواقع جيداً ومعرفة األشياء‬ ‫‪86‬‬ ‫وأوصافها‪ ،‬واألفعال وأسبابها وآثارها‪.‬‬ ‫إن غير ذلك يؤدي إىل جعل األحكام يف غير‬ ‫ما ُوضعت له‪ ،‬كما يمكن أن ُي َّ‬ ‫عطل احلكم مع‬ ‫‪87‬‬ ‫وجود حمله ومناطه‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬و"على اجملتهد أ ّ‬ ‫ال يحكم على فعل‬ ‫من األفعال الصادرة عن املكلفين باإلقدام‬ ‫أو باإلحجام‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال بعد نظره إىل ما يؤول إليه‬

‫‪089‬‬


‫‪090‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫ذلك الفعل‪ ،‬مشروع ًا ملصلحة تستجلب‪ ،‬أو‬ ‫‪88‬‬ ‫ملفسدة تدرأ‪".‬‬ ‫ونحن إذ نعي أن مدار احلوار هنا هو‬ ‫ليس عن جمتهد يعمل يف استنباط األحكام‬ ‫ال إننا نالحظ أن‬ ‫من أدلتها التفصيلية‪ ،‬إ ّ‬ ‫حماولة قياس القاضيين املذكورين الواردة‬ ‫يف بعض فتاواهما‪ ،‬قد ص َّورتهما كذلك‪.‬‬

‫الضرورة‬

‫لقد اعتمدت بعض تلك الفتاوى إلباحة‬ ‫املقابر وحرث قبورها على أن "املقبرة‬ ‫الفالنية" يف حال غير الئق وأنه قد تعذّر‬ ‫احلفاظ على حرمتها‪ 89،‬األمر الذي يستدعي‬ ‫التساؤل ع ّما إذا كانت هذه حماولة تلميح‬ ‫إىل "الضرورة" كأساس للحكم‪ .‬ونحن‬ ‫نفترض أن القاضي ـ وهو صاحب الوالية‬ ‫العامة على الوقف‪ ،‬وصاحب الصفة‬ ‫اإلسالمية الرسمية الوحيدة التي تبقت‬ ‫للمسلمين يف البلد‪ 90،‬بعد انهيار الهيكلية‬ ‫الدينية للمجتمع االسالمي‪ 91،‬كان يتوقع‬ ‫منه أن يصرخ مطالب ًا باحلفاظ على‬ ‫ال من أن يشارك‬ ‫مقدسات املسلمين‪ ،‬بد ً‬ ‫يف عملية ضياعها‪ ،‬على طريقة معاجلة‬ ‫املريض بالقتل‪.‬‬ ‫إن الضرورة بتعريف شامل هي‪" :‬أن‬ ‫تطرأ على اإلنسان حالة من اخلطر واملشقة‬ ‫الشديدة يخاف حدوث ضرر أو أذى‬ ‫بالنفس أو بالعضو أو بالعرض أو بالعقل‬ ‫أو باملال وتوابعها‪ 92".‬وكي يجوز األخذ‬ ‫بحكم الضرورة‪ ،‬ال بد من حتقق ضوابطها‬ ‫وشروطها وهي أن تكون قائمة حاضرة‪ ،‬أو‬ ‫يجري التحقق من أن هناك خطراً حقيقي ًا‬ ‫على إحدى الضروريات اخلمس‪ 93‬وهي‬ ‫املقاصد اخلمسة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ال يكون هناك وسيلة‬ ‫أوىل للتعامل مع املوقف إ ّ‬ ‫ال اخملالفة‪ ،‬وأن‬

‫تكون الضرورة ملجئة وأ ّ‬ ‫ال جتري خمالفة‬ ‫‪94‬‬ ‫ملا كان من‬ ‫مبادئ الشريعة األساسية‪ .‬و ّ‬ ‫غير املباح للمضطر إتالف حقوق الغير‪،‬‬ ‫فعل فإنه ُيض َّمن‪ 95،‬فإن تضمين‬ ‫فإن َ‬ ‫ْ‬ ‫املفرط يف احلق العام من غير ضرورة وارد‬ ‫ّ‬ ‫من باب أوىل‪.‬‬ ‫من ناحية ُأخرى فإن القاضي إن قضى‬ ‫‪96‬‬ ‫أما إذا‬ ‫باجلور فالغرم عليه يف ماله هو‪ّ ،‬‬ ‫اعتبرنا قضاءه باجلور من غير عمد‪ ،‬فإن‬ ‫‪97‬‬ ‫نصبته قاضي ًا‪.‬‬ ‫الضمان على الدولة التي ّ‬ ‫أما بالنسبة لنبش القبر للضرورة ـ فقد‬ ‫ّ‬ ‫أباحت الشافعية فتح القبر إذا ُدفن امليت‬ ‫من غير أن ُيغسل أو إذا وضع على غير‬ ‫‪98‬‬ ‫أما احلنفية‬ ‫القبلة‪ ،‬أو يف أرض مغصوبة‪ّ ،‬‬ ‫فقد رأوا أن مفسدة هتك حرمة امليت تغلب‬ ‫فوات غسله بعد دفنه‪ ،‬ولذا فقد حرموا نبشه‬ ‫‪99‬‬ ‫بعد أن أهيل عليه التراب‪.‬‬ ‫وإنك لترى أن النبش لدى َمن يبيحه‬ ‫إنما هو حمدود بقدره فقط‪ ،‬ألن الضرورة‬ ‫‪100‬‬ ‫تقدر بقدرها‪.‬‬ ‫قلت باستبدال الوقف‬ ‫ْ‬ ‫وإن َ‬ ‫للضرورة‪ ،‬فإن هذا مشروط بتعطيل‬ ‫االنتفاع به بالكلية‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ال يكون هناك ريع‬ ‫يع ّمر به‪ ،‬ثم أ ّ‬ ‫ال يكون البدل بغبن فاحش‬ ‫وأن يحل حمله عقار آخر لضمان مصلحة‬ ‫‪101‬‬ ‫الوقف‪.‬‬ ‫أما يف حالنا هذا ‪ ،‬فإنك لترى أن‬ ‫ّ‬ ‫النبش مل يكن لفوات حكم شرعي أو ألن‬ ‫األرض مغصوبة‪ ،‬وإنما ألن الفتاوى‬ ‫املذكورة "قاست" على حكم فتح قبر امليت‬ ‫يف األرض املغصوبة لتحلل لنفسها نبش ًا‬ ‫مطلق ًا يف كل حال وألي غرض‪ 102.‬من‬ ‫ناحية ُأخرى فإن بيع هذه املقابر كان‬ ‫بغبن فاحش من جهة‪ ،‬ثم إنه مل يج ِر‬ ‫استبداله بعقار وقف جديد يحل حمله‪.‬‬ ‫واألخطر من هذا وذاك‪ ،‬أن املال الذي ُقبض‬ ‫ال يدري أحد مصيره‪ 103،‬كما أن احملكمة‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫مل حتاسب املتوليين أو تسألهم ع ّما فعلوا‬ ‫باملال‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ومن نافل القول إن االعتداد بتعذّر‬ ‫حفظ حرمة املقبرة‪ ،‬حتى على فرض‬ ‫صحته‪ ،‬ال يشكل بأي حال "ضرورة" لبيعها‬ ‫أو حرثها وبناء األحياء اليهودية عليها‪.‬‬

‫خالصة‬

‫إن "املصلحة" إذاً هي ما كانت حتفظ‬ ‫املقاصد اخلمسة‪ ،‬بدءاً بأعالها رتب ًة ثم‬ ‫ما يليه‪ ،‬ويتعين من أجل احلكم بقيامها‬ ‫بيان جهات حفظ هذه املقاصد‪ :‬بالنسبة‬ ‫إىل الدين من حيث الوجود ومن حيث‬ ‫تقويم األركان ودرء الفساد‪ ،‬وحفظ النفس‬ ‫من حيث الوجود ومن حيث املنع‪ ،‬وحفظ‬ ‫النسل من حيث الوجود ومن حيث املنع‬ ‫ملا كان على الفقية أن يب ّين‬ ‫وهكذا‪" ...‬و ّ‬ ‫كيف يكون ما يراه من أفعال 'مصلحة'‪ ،‬فإن‬ ‫عبء ِتبيان كون فتواه حافظة للمقاصد‬ ‫اخلمسة واقع عليه‪ ،‬أو قل إن عليه أن يب ّين‬ ‫على األقل أن قوله ليس خمالف ًا للمقاصد‪،‬‬ ‫وذلك أضعف اإليمان‪ ،‬ألن ما كان غالب ًا‬ ‫عليه الضرر واملفسدة‪ ،‬إنما هو مفسده ال‬ ‫حمالة‪ 104،‬بل إنه ال يمكن أن يكون 'مصلحة'‬ ‫ملا كانت مصالح العباد الدنيوية‬ ‫بحال‪ .‬و ّ‬ ‫‪105‬‬ ‫إنما هي مقدمات لنتائج املصالح"‪،‬‬ ‫فإن ضياع أراضي املقابر يف يافا كما‬ ‫هو احلال يف سائر أراضي البلد عام ًة‪ ،‬ال‬ ‫يمكن أن يندرج حتت راية املصالح‪ .‬لقد‬ ‫ال أن‬ ‫درج هؤالء القضاة على القرار أو ً‬ ‫الدفن يف املقبرة انقطع‪ ،‬وأنها مهملة يتعذر‬ ‫فيقضى بحرثها وإزالة‬ ‫احلفاظ عليها‪ُ ،‬‬ ‫قبورها‪ ،‬ثم أنها بذلك صارت وقف ًا عام ًا‬ ‫يجري عليها ما يجري على األرض العادية‬ ‫‪107‬‬ ‫من األحكام‪ 106.‬بعدها يأتي َمن يطلب‬

‫امللف‬

‫ٍّ‬ ‫متول عليها‪ ،‬هو يف العادة رئيس‬ ‫تنصيب‬ ‫‪108‬‬ ‫جلنة األمناء املنصوبة من طرف الدولة‪،‬‬ ‫نصبه القاضي ويفوضه بالتصرف كما‬ ‫ُي ّ‬ ‫يرى بامللك‪ 109.‬ثم تباع هذه األرض وال‬ ‫يدري أحد أين يذهب الثمن‪ ،‬مع أن من واجب‬ ‫القاضي أن ُيجري حماسبة املتويل ع ّما‬ ‫قبض وع ّما أنفق‪ 110،‬ألنه صاحب الوالية‬ ‫العامة‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال إنه‪ ،‬يف أي حال من األحوال‪ ،‬مل‬ ‫يفعل‪ ،‬على الرغم من أن القاضي ممنوع من‬ ‫التصرف يف الوقف إ ّ‬ ‫ال يف وجه مصلحة‬ ‫الوقف‪ 111.‬وليس أقل من إفتاء هؤالء‬ ‫القضاة ذاته كونهم شكلوا نمط ًا لبعض َمن‬ ‫ممن هم أصغر منهم سن ًا‪ :‬لقد وقّع‬ ‫تبعهم ّ‬ ‫زكي مدلج ـ الذي كان ُع ّين للقضاء يف سنة‬ ‫‪ ،1985‬صفق َة مقبرة االستقالل يف حيفا‬ ‫ملصلحة شركة إسرائيلية‪ ،‬ثم أدى به األمر‬ ‫إىل أن ُعزل عن القضاء‪ ،‬بعد أن أدين بجملة‬ ‫وحكم عليه باحلبس‬ ‫من التهم اجلنائية ُ‬ ‫املوقوف من جانب حمكم َتي حيفا ـ الصلح‬ ‫‪112‬‬ ‫واملركزية‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ونؤكد هنا أنه مل يجر امتالك متر‬ ‫ال من هذه العقارات املبيعة‪ ،‬األمر‬ ‫واحد بد ً‬ ‫الذي يجعل َعزو هذه األفعال إىل املصلحة‬ ‫هو ضالل وتضليل‪ ،‬إذ إن ضياع املوقع‬ ‫اإلسالمي يف مدن وقرى صارت يهودية‬ ‫السكان‪ ،‬من حيث املبدأ‪ ،‬هو مفسدة وضرر‬ ‫خالصان من جهة‪ ،‬ومن جهة ُأخرى‪ ،‬فإنه‬ ‫حمو الصلة اإلسالمية مع مكان غلب عليه‬ ‫غياب املسلمين فيه‪.‬‬ ‫أما من ناحية املقاصد الشرعية فإن‬ ‫ّ‬ ‫هذا التوجه ليس فيه فقط ما يمت بصلة إىل‬ ‫حفظ الدين أو النفس أو العقل أو النسل أو‬ ‫املال‪ ،‬بل هو ضرر واقع عليها جميع ًا‪.‬‬ ‫إن اعتبار املصلحة رعاية املقاصد‬ ‫الشرعية يجعلها مصلحة إسالمية خالصة‪،‬‬ ‫أي أنها "مصلحة األمة"‪ 113،‬ال ضرر األمة‪،‬‬

‫‪091‬‬


‫‪092‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫سوغ تصرف جهات جتارية إسرائيلية‬ ‫بأن ُي ّ‬ ‫مع "مكتب األراضي اإلسرائيلية" يف أرض‬ ‫املقبرة اإلسالمية‪ 114.‬ومع استذكار أن‬ ‫املرسوم القضائي رقم (‪ 115)1‬منع قضاة‬ ‫الشرع من اتباع هذه الفتاوى‪ ،‬وخصوص ًا‬ ‫أنه جاء بعد فتاوى عديدة أصدرناها‬ ‫لتثبيت قدسية مقبرة اجلماسين‪ 116،‬وهي‬ ‫الفتوى التي أرست قواعد تثبيت قدسية‬ ‫املقابر اإلسالمية ومنع بيعها‪ ،‬وبذا فإنها‬ ‫تشكل نقطة التحول التاريخي يف هذا‬ ‫‪117‬‬ ‫الشأن‪ ،‬وكذلك فتوى الشيخ مونس‬ ‫ومقابر ُأخرى عديدة‪.‬‬ ‫إن هذا املقام ال يتسع للخوض يف‬ ‫مسألة تأصيل حرمة نبش القبور شرع ًا‬ ‫‪118‬‬ ‫وهو الذي عليه فتاوانا حاضراً‪،‬‬

‫فلسطينيون ينظفون مقبرة اجلماسين‬ ‫املصدر‪ :‬املوقع اإللكتروين "هوية"‬

‫وبموجبها ت َّمت حماية مقابر غير قليلة من‬ ‫‪120‬‬ ‫يد املتغلبة‪ ،‬كاجلماسين‪ 119‬وكفر سابا‬ ‫وأم التوت‪ 121‬وغيرها‪ ،‬فقد ب ّينا أن هذا هو‬ ‫‪122‬‬ ‫احلكم الشرعي من حيث املبدأ‪.‬‬ ‫ويذكر أنه‬ ‫ُ‬ ‫منذ صدور هذا التحريم َعنّا‪ ،‬مل جتر حالة‬ ‫‪123‬‬ ‫بيع واحدة ملقابر إسالمية‪.‬‬ ‫إن املصلحة املقصودة بطبيعة احلال‪،‬‬ ‫هي مصلحة املسلمين‪ 124‬ال غيرهم‪،‬‬ ‫وخصوص ًا يف سياق نزاع على األرض‪،‬‬ ‫معلوم على رؤوس األشهاد‪ .‬لذا فإنه لعسير‬ ‫ال تبرير‬ ‫على الفهم تمام ًا كيف يمكن مث ً‬ ‫إباحة أرض مقبرة بئر السبع من أجل بناء‬ ‫حمطة باصات مركزية لشركة الباصات‪،‬‬ ‫أما‬ ‫وبناء حي سكني يهودي عليها؟! ّ‬ ‫القاضي فع ّلل فتواه بقوله‪" :‬وبناء على ما‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫شاهدته يف التاريخ املذكور من حيوية‬ ‫التنظيم يف املدينة‪ ،‬ووقوع القسم املقترح‬ ‫ضمه للتنظيم قرب منطقة سكنية وإفتاء‬ ‫العلماء [‪ ]....‬يوجد به بعض القبور القديمة‬ ‫التي ال يمكن احملافظة عليها‪ ،‬وعليه ال‬ ‫مانع من ضم القسم املقترح ضمه خارج‬ ‫اخلط األحمر حسب اخملطط اجلديد لقسم‬ ‫التنظيم [‪ 125".]....‬وكذلك األمر بالنسبة إىل‬ ‫‪126‬‬ ‫بيع مقبرة طاسو يف تل الريش يف يافا‬ ‫ملا جعل اإلمام‬ ‫لشركة جتارية يهودية‪ .‬و ّ‬ ‫الطويف أساس رعاية املصالح من حديث‬

‫امللف‬

‫الرسول ﷺ "ال ضرر وال ضرار"‪ 127،‬فإنه‬ ‫ال يجوز التمويه بمعنى املصالح لدرجة‬ ‫اعتبار الضرر احملض واحدة منها‪ .‬ومع‬ ‫أننا ال نرى جواز نبش القبور حتى يف بلد‬ ‫إسالمي‪ ،‬وخصوص ًا إذا ما كانت األرض‬ ‫موقوفة أصال للدفن‪ 128،‬فإننا نختلف مع‬ ‫َمن يرى جواز ذلك‪ 129‬يف حالنا هذا‪ ،‬وال‬ ‫سيما أن أي ًا من شروط اجلواز الذي يرددها‬ ‫هؤالء أنفسهم سنداً لفتواهم ليس قائم ًا‬ ‫ال وأولها‪ ،‬بل أساسها‪ ،‬مصلحة املسلمين‬ ‫أص ً‬ ‫من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫املصادر‬ ‫‪1‬‬

‫للتوسع انظر ‪:‬‬

‫‪Ahmad Natour , “The Battle Over The Moslem Cemeteries In Israel”, in Sacred Space in‬‬ ‫‪Israel and Palestine: Religion and Politics, edited by M.J.Breger, Y. Reiter and L Hammer‬‬ ‫‪(New York, London: Routledge, 2012), pp. 168-192.‬‬

‫‪ 2‬يذكر املقدسي أن يف بيت املقدس ألف قبر من قبور األنبياء عليهم السالم‪ .‬انظر‪ :‬املقدسي‪ ،‬شهاب‬ ‫الدين‪ ،‬حتقيق "مثير الغرام إىل زيارة القدس والشام"‪ ،‬أحمد اخلطيمي (بيروت‪ :‬دار اجليل‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪ ،)1994‬ص ‪.249‬‬ ‫‪ 3‬هناك أضرحة النبي روبين (مسجد) جنوبي يافا‪ ،‬ومقام ـ مسجد علي بن ُعل َْيم شمايل يافا ـ‬ ‫على ساحل أرسوف‪ ،‬ومقام عبد النبي يف مقبرة عبد النبي يف تل أبيب‪ ،‬ومقام الشيخ رسالن‬ ‫يف البلدة القديمة (مه ّدم)‪ ،‬وضريح الشيخ العجمي قرب مسجد العجمي‪ ،‬وضريح الصحابي‬ ‫أما توفيق كنعان فال يذكر منها إ ّ‬ ‫ال النبي روبين وسيدنا علي ومزار تل‬ ‫سلمة بن هشام اخملزومي‪ّ .‬‬ ‫يونس‪ .‬انظر‪ :‬توفيق كنعان‪" ،‬األولياء واملزارات اإلسالمية يف فلسطين"‪ ،‬ترجمة نمر سرحان (رام‬ ‫أما املقدسي فمع أنه حين يستعرض‬ ‫الله‪ :‬وزارة الثقافة الفلسطينية‪ ،)1998 ،‬ص ‪ّ .298 – 290‬‬ ‫فضل مواضع الشام يذكر بيت حلم واللد وعسقالن وغزة والرملة وبيت املقدس‪ ،‬فال يذكر يافا‪،‬‬ ‫كما يب ّين فضل الدفن يف بيت املقدس‪ .‬املقدسي‪ ،‬ص ‪ 246‬وما يليها‪.‬‬ ‫‪ 4‬يحيط يافا من القرى‪ :‬يازور؛ بيت دجن؛ السافرية؛ سلمة؛ اخليرية؛ ساقية؛ كفرعانة؛‬ ‫فجة؛ امل ّر؛ املويلح؛ عرب السواملة؛ اجلماسين الغربي واجلماسين‬ ‫العباسية؛ رنتية؛ ّ‬ ‫الشرقي؛ جريشة؛ املسعودية؛ الشيخ ّ‬ ‫مونس؛ عرب أبو كشك؛ إجليل الشمالية والقبلية؛ بيار‬ ‫عدس؛ قرية احلرم ـ سيدنا علي‪ .‬لالستزادة انظر‪ :‬مصطفى الدباغ‪" ،‬بالدنا فلسطين" (فلسطين‪:‬‬ ‫دار الهدى‪ ،‬اجلزء ‪ ،4‬قسم ‪ ،2‬ط ‪ ،)2002‬ص ‪.360-301‬‬

‫‪093‬‬


‫‪094‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫‪5‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫‪D. Peretz, “Israel and the Palestinian Arabs” (Washington, D.C.: Middle East Institute,‬‬ ‫‪1958), p. 143.‬‬

‫‪ 6‬مثل قانون استمالك االراضي ـ ‪ ،1953‬حقيبة املنشورات ‪ 352‬بتاريخ ‪ ،1954/5/20‬قانون‬ ‫التقادم ـ ‪ ،1958‬كتاب القوانين ‪ ،251‬ص ‪ 112‬بتاريخ ‪ 1958/4/6‬وغيرهما‪.‬‬ ‫‪" 7‬قانون أمالك الغائبين ‪ ،"1950‬اجلريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،)1948/5/25( 2‬يف "كتاب القوانين"‪،‬‬ ‫العدد ‪ 23 ،27‬تشرين الثاين‪/‬نوفمبر‪.1949 ،‬‬ ‫‪ 8‬انظر‪:‬‬ ‫‪“Absentee Property Law”, statute book 5710, no. 37, 20 march 1950, Supra note 5, p. 143.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫"قانون أمالك الغائبين"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬املادة ‪( 1‬ب ـ ‪.)1‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬املادة ‪( 1‬ب ـ ‪.)2‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬املادة ‪( 1‬أ)‪.‬‬ ‫البت فيها من طرف احملاكم اإلسرائيلية‪ .‬ففي التماس رقم ‪ 282/61‬حممد‬ ‫هذه املسألة مل يج ِر‬ ‫ّ‬ ‫السروجي وآخرين ضد وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬اعتمدت احملكمة تصريح ًا للمدعو كهانا ـ ممثل‬ ‫تلك الوزارة ومديرها العام‪ ،‬أن أعضاء اجمللس األعلى غائبون‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال إنه مل يقدم وثيقة تشهد‬ ‫بذلك‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪Natour, op.cit.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬

‫"قانون أمالك الغائبين"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬املادة ‪( 2‬أ)‪.‬‬ ‫التماس حمكمة عليا ‪ 69/55‬بولس حنا بولس ضد وزير التطوير ‪ )1( 10‬قرارات عليا‪– 673 .‬‬ ‫‪( 1956‬بالعبرية)‪.‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.681‬‬ ‫"قانون أمالك الغائبين" (تعديل رقم ‪" )3‬حترير واستغالل أمالك االوقاف" ـ ‪ ،1965‬يف‪" :‬كتاب‬ ‫القوانين"‪ ،‬العدد ‪ ،1965/2/5 ،445‬ص ‪.58‬‬ ‫مل تع ّين احلكومة جلان ًا يف الناصرة ويف شفا عمرو‪.‬‬ ‫يف حيفا وعكا ويافا‪.‬‬ ‫انظر تعديل املادة ‪( 1 ،4‬أ) (أ‪ )1( )1‬يف‪”Absentee Property Law”, op.cit. :‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪Ibid. 20‬‬ ‫‪ُ 21‬أسس اجمللس اإلسالمي األعلى يف فلسطين بأمر املندوب السامي يف ‪ 9‬كانون األول ‪ /‬ديسمبر‬ ‫‪ ،1921‬انظر‪:‬‬ ‫‪“Supreme Muslim Shari’a Council”, Official Gazette of the Government of Palestine 58,‬‬ ‫‪Jerusalem, January 1st, 1921, pp. 2-4.‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫مايكل دمبر‪" ،‬سياسة إسرائيل جتاه األوقاف اإلسالمية يف فلسطين ‪( "1988-1948‬بيروت‪:‬‬ ‫مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ط‪ ،)1992 ،1‬ص ‪.32‬‬ ‫انظر املادة ‪29‬أ (أ)‪( ،‬ب)‪(29 ،‬ج) يف‪”Absentee Property Law, op.cit. :‬‬ ‫‪ ،Ibid‬املادة ‪(29‬ج)‪ ،‬يف‪Ibid. :‬‬ ‫املدعو علي رشيدي الذي كان رئيس ًا للجنة األمناء يف يافا‪ ،‬كان متولي ًا على العديد من املقابر‬ ‫يف لواء يافا بتعيين من القاضي توفيق عسلية‪.‬‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪30‬‬

‫امللف‬

‫ال فتوى عسلية بشأن مقبرة إجليل القبلية بتاريخ ‪ ،1967/2/19‬وكذلك فتوى بشأن‬ ‫انظر مث ً‬ ‫مقبرة "اليهودية" بتاريخ ‪.1967/1/2‬‬ ‫ال الفتوى بشأن مقبرة "اليهودية" يف املصدر نفسه‪ ،‬وكذلك‪ ،‬فتوى عسلية بشأن مقبرة‬ ‫انظر مث ً‬ ‫ّ‬ ‫الشيخ مونس بتاريخ ‪ ،1967/3/19‬وغيرها كثير‪.‬‬ ‫مما‬ ‫انظر فتوى مقبرة قيسارية بتاريخ ‪" ،1968/8/14‬تطوير األماكن األثرية وإنشاء احلدائق ّ‬ ‫يستلزم إزالة آثار القبور"‪.‬‬ ‫تقع مقبرة مأمن الله يف ظاهر القدس من اجلهة الغربية (وتنحصر اليوم ما بين شارع امللك‬ ‫ال وشرق ًا‪ ،‬وشارع أغرون جنوب ًا)‪ ،‬ومساحتها تربو على ‪120‬‬ ‫جورج غرب ًا وشارع هليل شما ً‬ ‫ال عن األمراء‬ ‫دونم ًا‪ ،‬وهي مقبرة تاريخية ُدفن فيها أعالم القضاء واإلفتاء الشرعيين‪ ،‬فض ً‬ ‫واجملاهدين املعروفين‪ ،‬ومنهم‪ :‬قاضي القضاة عماد الدين الكركي؛ شيخ اإلسالم ابن الهائم؛‬ ‫القاضي جنم الدين األنصاري القاضي شمس الدين أبو عبد الله األنصاري؛ القاضي زين الدين‬ ‫أبو املكارم الزرعي؛ القاضي شرف الدين القرقشندي؛ قاضي القضاة وخطيب اخلطباء برهان‬ ‫الدين أبو إسحاق بن جماعة الكناين وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫حماد بشأن مقبرة مأمن الله ‪ ،‬حمكمة يافا‪ ،‬امللف رقم ‪ 79/64‬بتاريخ‬ ‫فتوى الشيخ طاهر ّ‬ ‫‪" ،1964/6/7‬ملف الفتاوى الشرعية"‪ ،‬رئاسة حمكمة االستئناف ‪ ،‬القدس‪.‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫"هآرتس"‪ ،)2006/2/8( ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪Layish A., “The Muslim Waqf in Israel”, Asian and African studies, vol. 2, 1966, Jerusalem, 33‬‬ ‫‪Israel, p.66.‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪Eisnman, R., Islamic Law in Palestine and Israel: A history of the Survival of Tanzimat and 35‬‬ ‫‪Ibid., p. 67.‬‬

‫‪Shari’a in the British Mandate and the Jewish State (Leiden: E.J. Brill, 1978), p. 232.‬‬

‫‪ 36‬دمبر‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪3‬؛ ‪.98-96‬‬ ‫‪Natour, op. cit. 37‬‬ ‫‪ 38‬رأي خبير مقدم من اليش إىل احملكمة العليا يف ‪ ،2006/2/5‬من خالل التماس ‪ 52/06‬شركة‬ ‫األقصى لتطوير أمالك الوقف اإلسالمي م‪.‬ض‪ .‬ضد جمعية متحف مركز شمعون ويزنثال وآخرين‪،‬‬ ‫دينيم عليون (احملكمة العليا)‪ ،‬بتاريخ ‪ .2008/10/29‬تاك ـ عال ‪.1074)4(2008‬‬ ‫‪ 39‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪ 40‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.6‬‬ ‫‪ 41‬املصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 42‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪ 43‬فخر الدين الزيلعي‪" ،‬تبيين احلقائق"‪ ،‬اجمللد ‪( 1‬بيروت‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،).‬ص ‪.246‬‬ ‫حماد بشأن مقبرة مأمن الله‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ .‬وكذلك كتاب الشيخ‬ ‫‪ 44‬انظر‪ :‬فتوى الشيخ طاهر ّ‬ ‫عسلية بشأن مقبرة سلمة (ب) بتاريخ ‪ ،1969/2/20‬بعنوان "ملن يهمه االمر"‪ ،‬إذ ُيفهم منه أنه‬ ‫زار املقبرة فقط بعد أن جرت إزالة قبورها‪ .‬انظر‪" :‬ملف الفتاوى الشرعية"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬

‫‪095‬‬


‫‪096‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪64‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫حممد أمين ابن عابدين‪" ،‬رد احملتار على الدر اخملتار" (بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ،2‬اجمللد ‪ ،2‬اجلزء‬ ‫‪.)1979 ،2‬‬ ‫الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند‪" ،‬الفتاوى الهندية وبهامشه فتاوى قاضيخان والفتاوى‬ ‫ّازية" (بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬اجلزء ‪ ،)1991 ،2‬ص ‪.471‬‬ ‫البز ّ‬ ‫ابن عابدين‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪ .234 – 233‬انظر فتوى الشيخ عسلية بشأن مقبرة سلمة (ب)‬ ‫التي أباح فيها إزالة معامل القبور‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1969/1/1‬بحجة أنه "انعدم الدفن فيها واستلزم‬ ‫العمران"‪" ،‬ملف فتاوى قديمة"‪ ،‬رئاسة حمكمة االستئناف الشرعية‪ ،‬القدس‪.‬‬ ‫مقبرة طاسو يف تل الريش بيعت لشركة يوسي‪ ،‬ومقبرة عبد النبي استُغلت إلقامة فندق هيلتون‬ ‫يف تل أبيب‪ ،‬وهكذا ‪...‬‬ ‫رد على‬ ‫لكنه‬ ‫تاريخ)‪،‬‬ ‫دون‬ ‫(من‬ ‫يافا‬ ‫يف‬ ‫اإلسالمية‬ ‫اللجنة‬ ‫سكرتير‬ ‫إىل‬ ‫اد‬ ‫حم‬ ‫ّ‬ ‫كتاب القاضي طاهر ّ‬ ‫كتاب األول بتاريخ ‪ 1961/4/9‬بشأن مقبرة يف تل أبيب ‪ ،‬يبدو أنها مقبرة "عبد النبي"‪.‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫حماد إىل مدير دائرة الشؤون اإلسالمية يف وزارة األديان يف ‪" ،1955/2/26‬ملف‬ ‫كتاب القاضي ّ‬ ‫الفتاوى القديمة"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫حماد‪ ،‬حمكمة يافا الشرعية‪ ،‬فتوى يف ملف رقم ‪ ،79/64‬بتاريخ ‪،1964/6/7‬‬ ‫الشيخ طاهر ّ‬ ‫"ملف الفتاوى القديمة"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ .‬وصدرت هذه الفتوى يف الوقت الذي كان القاضي‬ ‫حماد قد قُ دم إىل احملكمة اجلنائية بتهمة االحتيال و ُأدين بها‪ .‬انظر‪ :‬ملف جنائي ‪ ،822/64‬دولة‬ ‫ّ‬ ‫حماد بتاريخ ‪( 66/1/2‬مل ُينشر)‪.‬‬ ‫إسرائيل ضد طاهر بن حممد ّ‬ ‫اليوم ُأقيمت هناك مدينة هيرتسليا‪ ،‬وتقع املقبرة يف حوض ‪ ،7320‬قسيمة ‪.21‬‬ ‫إن "املصلحة العامة" التي قصدها عسلية هنا كانت شق طريق عامة يف أرض املقبرة‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫فتوى الشيخ توفيق عسلية ‪ ،‬حمكمة يافا الشرعية (د‪.‬ت‪" ،).‬ملف الفتاوى القديمة"‪ ،‬مصدر سبق‬ ‫ذكره‪.‬‬ ‫تكررت احلالة نفسها يف فتواه بالنسبة إىل مقبرة العباسية (اليهودية)‪ ،‬بتاريخ ‪.1978/11/2‬‬ ‫انظر‪ :‬الشيخ عسلية‪ ،‬حمكمة يافا الشرعية‪" ،‬ملف الفتاوى القديمة"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ .‬وأيض ًا‬ ‫فتواه بشأن مقبرة قيسارية يف ‪ ،1968/1/17‬املصدر نفسه‪.‬‬ ‫أبو حامد الغزايل‪" ،‬املستصفى من علم األصول"‪ ،‬حتقيق حممد األشقر (بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬ ‫ط ‪ ، 1‬ج ‪ ،)1997 ، 1‬ص ‪.416‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪" ،‬املوافقات يف أصول الشريعة"‪ ،‬شرح عبد الله دراز (بيروت‪ :‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬اجمللد ‪ ،1‬اجلزء ‪ ،1‬د‪.‬ت‪ ،).‬ص ‪.178‬‬ ‫حممد رمضان البوطي‪" ،‬ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية" (بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬ ‫ط ‪ ،)1977 ، 2‬ص ‪.15‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.124‬‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪90‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪94‬‬

‫امللف‬

‫‪097‬‬

‫الشاطبي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬اجمللد ‪ ،1‬اجلزء ‪ ،2‬ص ‪.254‬‬ ‫رأي خبير مقدم من اليش إىل احملكمة العليا يف قضية مأمن الله (انظر الهامش رقم ‪.)38‬‬ ‫يالحظ أن اإلمام الطويف يعتبر رعاية املصالح أقوى من اإلجماع‪ ،‬انظر‪" :‬رسالة يف رعاية‬ ‫املصلحة"‪ ،‬حتقيق أحمد السايح (القاهرة‪ :‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬ط ‪ ،)1993 ،1‬ص ‪.25‬‬ ‫البوطي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.116‬‬ ‫الغزايل‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪140‬؛ الشاطبي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬اجلزء ‪ ،2‬ص ‪.10‬‬ ‫البوطي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫الشاطبي‪ ،‬املوافقات‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬اجمللد ‪ ،2-1‬اجلزء ‪ ،2‬ص ‪.13‬‬ ‫البوطي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫الشاطبي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫البوطي ‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.120‬‬ ‫املصدر نفسه‪.‬‬ ‫الشاطبي ‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫املصدرنفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫الشاطبي ‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫فتوى الشيخ عسلية بشأن مقبرة قيسارية‪ ،‬حمكمة يافا الشرعية بتاريخ ‪" ،1968/8/14‬ملف‬ ‫الفتاوى القديمة"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫الشاطبي ‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫انظر فتوى الشيخ عسلية بخصوص مقبرة سلمة (ب)‪ ،‬حمكمة يافا بتاريخ ‪" ،1969/1/1‬ملف‬ ‫الفتاوى القديمة"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫أحمد اليوسفي‪" ،‬االجتهاد" (دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ،)2000 ،1‬ص ‪.64‬‬ ‫كما هي احلال يف الفتاوى املذكورة‪.‬‬ ‫الشاطبي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫ّ‬ ‫مونس بتاريخ ‪ ،1963/2/16‬وفتوى مقبرة بئر السبع يف‬ ‫انظر مثالً‪ ،‬فتوى مقبرة الشيخ‬ ‫‪ ،1968/1/17‬وكالهما للشيخ عسلية‪ ،‬وفتوى مقبرة عبد النبي بشأن مقبرة عبد النبي‪ ،‬يف‬ ‫‪ ،1952/6/30‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪Layish, op. cit., p. 42.‬‬

‫بعد نكبة ‪ ،1948‬مل يعد هناك مف ٍ‬ ‫ت وال جملس إسالمي أعلى أو دور أيتام أو مدارس دينية‪.‬‬ ‫وهبة الزحيلي‪" ،‬نظرية الضرورة الشرعية" (بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪ ،)1985 ، 4‬ص ‪.68 – 67‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪( 71‬منها إقرار الغاصب ألرض على غصبه)‪.‬‬


‫‪098‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫‪ 95‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.227‬‬ ‫‪ 96‬ابن عابدين‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬اجمللد ‪ ،5‬ص ‪.418‬‬ ‫‪ 97‬املصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 98‬وهبة‪ ،‬الزحيلي‪" ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته" (بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ،4‬اجلزء ‪ ،)1997 ،2‬ص ‪.1558‬‬ ‫املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.227‬‬ ‫‪ 99‬زين الدين ابن النجيم‪" ،‬البحر الرائق‪ ،‬شرح كنز الدقائق" (بيروت‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬ط ‪ ،3‬اجلزء ‪،2‬‬ ‫‪ ،)1993‬ص ‪.187‬‬ ‫‪ 100‬انظر‪ :‬رستم باز‪" ،‬جملة األحكام العدلية وشرحها" (بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪ 1328 ،3‬ه ــ‪،).‬‬ ‫املادة ‪.22‬‬ ‫‪ 101‬انظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬اجلزء ‪ ،4‬ص ‪ 425‬وما بعدها‪.‬‬ ‫حماد‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪ 102‬انظر‪ :‬فتوى الشيخ طاهر ّ‬ ‫‪ 103‬هناك تقارير ملراقب الدولة تدين جلان االمناء‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪State Ombudsman’s Annual Report, no. 45 (1994), in http://www.mevaker.gov.il‬‬

‫‪ 104‬الشاطبي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪ 105‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫‪ 106‬انظر أوراق فتوى الشيخ ّ‬ ‫مونس يف ‪ ،1967/3/19‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪ 107‬غالب ًا ما اعتاد الشيخ عسلية أ ّ‬ ‫ال يذكر يف قراره أسماء الشهود وكان يكتفي بالقول‪" :‬حضر َمن‬ ‫أما يف‬ ‫شهد" انظر مث ً‬ ‫ال‪ :‬فتوى مقبرة إجليل الشمالية بتاريخ ‪ ،1967/2/17‬مصدر سبق ذكره‪ّ .‬‬ ‫حاالت أُخرى فقد حضر شخصان يبدو من بصمة أحدهما أنه أ ُّمي‪.‬‬ ‫‪ 108‬املدعو علي رشيدي وسعيد الهباب‪.‬‬ ‫‪ 109‬أضاف القاضي عسلية أحيان ًا القول "بإذن هذه احملكمة"‪.‬‬ ‫‪ 110‬انظر‪ :‬حممد قدري باشا‪" ،‬العدل واإلنصاف للقضاء على مشكالت األوقاف" (القاهرة‪ :‬طبعة‬ ‫بوالق‪ ،)1902 ،‬املادة ‪ 217‬وما يليها‪.‬‬ ‫‪ 111‬املصدر نفسه‪ ،‬املادة ‪.209‬‬ ‫‪ 112‬شموئيل بيركوفيتش‪" ،‬كم هو رهيب هذا املكان"‪" ،‬كارتا"‪ ،‬القدس‪ ،2006 ،‬ص ‪.240‬‬ ‫‪ 113‬انظر املرسوم القضائي رقم ‪ 1‬الصادر عن رئيس حمكمة االستنئاف الشرعية القاضي الناطور‬ ‫يف ‪ ،1994/6/21‬الكشاف عن قرارات االستئناف‪" ،‬هيرتسليا"‪ ،1995 ،‬ص ‪.8-5‬‬ ‫‪ 114‬انظر فتوى الشيخ عسلية بشأن مقبرة إجليل القبلية‪ ،‬حمكمة يافا الشرعية بتاريخ‬ ‫‪ ،1967/2/19‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪ 115‬قرر املرسوم القضائي رقم ‪ ،1‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬أن حرمة املقابر قائمة دائمة ال تزول وال تزال‪.‬‬ ‫‪ 116‬امللف رقم ‪ ،187/851‬حمكمة يافا الشرعية‪" ،‬سجل املقدسات"‪ ،‬ص ‪.10 – 7‬‬ ‫‪ 117‬انظر‪Natour, op. cit., p 2. :‬‬ ‫‪ 118‬منذ ذاك احلين اتبع قضاة الشرع هذا التوجه يف البلد كافة‪.‬‬ ‫‪ 119‬انظر قرار احملكمة املركزية يف تل أبيب ‪ 1417/91‬نخسي هالخا ( م‪.‬ض‪ ).‬ضد جلنة أمناء‬ ‫الوقف اإلسالمي‪ ،‬ت ق ـ م ح ‪( ،)2008( 6728 ،)3( 2008‬بالعبرية)‪ ،‬الذي قرر احلكم ببطالن بيع‬ ‫املقبرة لعدم موافقة احملكمة الشرعية عليه‪.‬‬


‫مقابر يافا بين املصالح واملفاسد‬

‫امللف‬

‫‪ 120‬قررت حمكمة صلح كفر سابا اعتماد فتوى القاضي ناطور ومنع شركة املياه "مكوروت" من مد‬ ‫أنابيبها يف مقبرة النبي يمين‪ ،‬ألنها بهذا تستبيح حرمتها‪ ،‬انظر ملف مدين ‪ 6005/04‬حمكمة‬ ‫صلح كفر سابا‪ 19 ،‬أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪( ،2004‬مل ُينشر)‪.‬‬ ‫‪ 121‬انظر‪ :‬رسالة املهندس ليبون مدير شركة "ديرخ إيرتس" إىل الرئيس ناطور بتاريخ ‪2005/8/9‬‬ ‫("ملف املقدسات" برئاسة حمكمة االستئناف)‪ ،‬يب ّلغه فيها استجابته ملوقف القاضي ناطور‬ ‫بحرمة املقبرة التاريخية أم التوت‪ ،‬من عهد الفتح العمري‪ ،‬وبقراره تغيير مسار الطريق‬ ‫السريع اجلديد ـ رقم ‪ ،6‬لتجنب املس بالقبور‪.‬‬ ‫ال‪ :‬حسام املعاين الطرابلسي‪" ،‬كتاب اإلنصاف يف أحكام األوقاف" (مصر‪ :‬مطبعة‬ ‫‪ 122‬انظر مث ً‬ ‫هندية‪ ،‬ط ‪ ،)1902 ،2‬ص ‪80‬؛ "فتوى األزوجندي" يف "الفتاوى الهندية"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪،‬‬ ‫ص ‪1471‬؛ مصادر معاصرة أُخرى‪.‬‬ ‫‪ 123‬بيركوفيتش‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.239‬‬ ‫‪ 124‬الطويف ‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪ 125‬فتوى الشيخ عسلية‪ ،‬حمكمة يافا ‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1968/1/17‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪ 126‬انظر قرار االستئناف رقم ‪ 22/1974‬يف‪ :‬أبو غوش‪" ،‬قرارات شرعية من احملكمة االستئنافية"‬ ‫(القدس‪ :‬وزارة األديان‪ ،)1992 ،‬ص ‪.205-203‬‬ ‫‪ 127‬الطويف ‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫ال إنها مل ّ‬ ‫ال وبين أرض ُيدفن فيها‪ ،‬إ ّ‬ ‫توقف على‬ ‫‪ 128‬لقد ميز الفقهاء بين أرض موقوفة على الدفن أص ً‬ ‫الدفن فجعلوا حرمة األوىل حرمة أبدية‪ .‬انظر فتوى الشيخ بكر الصديف‪ ،‬س ‪ 5‬م ‪ 166‬ـ ص ‪،49‬‬ ‫‪ 29‬جمادى األوىل لسنة ‪ ،1328‬وفتوى الشيخ حممد البرديسي ـ س ‪ 20‬م ‪ 196‬ـ ص ‪27 ،52‬‬ ‫ربيع األول ‪ 1339‬يف "الفتاوى اإلسالمية من دار اإلفتاء املصرية" (القاهرة‪ :‬م ‪ ،4‬ط ‪،)1997 ،2‬‬ ‫ص ‪.1374 – 1373 ،1332‬‬ ‫‪ 129‬يوسف القرضاوي‪" ،‬فتاوى معاصرة" (القاهرة‪ :‬دار القلم‪ ،‬اجلزء ‪ ،1‬ط ‪ ،)2000 ،8‬ص ‪ ،729‬الذي‬ ‫أفتى بجواز مد أنابيب جماري يف مقبرة قديمة يف دبي‪ ،‬فقد خالفناه تمام ًا بفتوانا التي حت ّرم‬ ‫مد أنابيب كهذه يف مقبرة اجلماسين يف تل أبيب بدعوى أن هذه جنسة‪ ،‬وبما أنها تالمس تراب‬ ‫امليت فإنها تدنسه‪ .‬انظر فتوى القاضي ناطور‪ ،‬حمكمة االستئناف الشرعية‪ ،‬بتاريخ ‪،5/10/3‬‬ ‫رئاسة حمكمة االستئناف‪.‬‬

‫‪099‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.