اﳌﺮﺟﻌ ّﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨ ّﻴﺔ :ﴐورة ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻣﻨﺠﺰات وﻃﻨ ّﻴﺔ ﺣﻮل اﻻﻧﻔﺼﺎم ﺑ� اﻷداء واﳌﺮﺣﻠﺔ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ * أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷداء ﲇ ،وﻗﺪ ﻻ ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻷﺳﺒﺎب أو ﻣﻜ ّﻮﻧﺎت ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻣﻔﻬﻮم "إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪة" ﻋﲆ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻹﴎاﺋﻴ ّ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ إﴎاﺋﻴﻞ أن ﺗﻘﻮدﻫﺎ إﻟﻴﻬﺎ ،ﻟﻲﻜ ﻧﺸﻌﺮ أ ّن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻌﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة أﻛﺮﺜ ﺗﻀﻴﻴ ًﻘﺎ ﺗﺤﺎول اﻟﺘﺄﺛ� اﺗﻴﺠﻲ" ،ﻛﻮﻧﻪ ﻃﺮح إﺟﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﺆال "ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﲆ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ّ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي وﺻﻔﺘﻪ إﴎاﺋﻴﻞ ﺣﺘّﻰ ﺳﻨ� ﻣﻀﺖ ﺑـِ "اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻹﺳﱰ ّ ﻏ� ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑ� اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﴩو ًﻋﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ًّﻴﺎ وﻃﻨ ًّﻴﺎ ﺿﻤﻦ دوﻟﺔ ﻳﻬﻮدﻳّﺔ"ّ ، ﻣ� ّ ﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. اﻟﺴﻘﻒ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺳﻴﺎق اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ وﻣﻦ اﳌﻌﻨﻮﻳّﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟ ّ واﻟﺸﻴﻮﻋﻲ( ﺑﺘﺸﺨﻴﺺ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﴩو ًﻋﺎ ﺳﻼﻣﻲ وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻧﻬﺘ ّﻢ ﻓﻴﻪ ﻛﺘ ّﻴﺎرات ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ) ّ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻹ ّ ّ ﺳﻴﺎﺳ ًّﻴﺎ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻧﻬﺘﻢ ﻓﻴﻪ أﻳﻀﺎ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﴩوﻋﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ ّ◌اﻟﺬي ﻧﻄﺮﺣﻪ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ )وﻧﺤﻦ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﺴﻴﺎﳼ وﻣﺪى اﻧﺴﺠﺎﻣﻪ ﻣﻊ اﳌﴩوع اﻟﺬي ﺗﺤﻤﻠﻪ ،وﻣﺪى اﻧﺴﺠﺎﻣﻪ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮح( ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﻬﺘ ّﻢ ﺑﺘﻘﻴﻴﻢ أداﺋﻬﺎ اﻟ ّ اﳌﺮﺣﻠﺔ ،وﻟﻴﺲ أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎت ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﺳﺒﻖ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ وﻟﺘ ّﻴﺎراﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ أن أﺣﺮزﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﱰات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ ﻻ َ ﻧﻀﺎل ُﻣ ْﺠ ٍﺪ دون ﻗﺮاءة اﳌﺮﺣﻠﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻬﺎ ودون ﺗﺤﺪﻳﺪ أﻫﺪاف واﺿﺤﺔ ﻟﻬﺎ، ﻛ� ﻻ َ ﻧﻀﺎل ُﻣ ْﺠ ٍﺪ دون ﻣﺮاﻛﻤﺔ إﻧﺠﺎزات ﺳﺎﺑﻘﺔ. ﺴﻴﺎﳼ اﻟﺮاﻫﻦّ � ،ﻜﻨﻨﺎ داﻤﺋًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻬ ّﺮب ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺴﻴﺎﳼ ﻟﺪى اﻟﺘ ّﻴﺎرات واﻟﻘﻴﺎدات واﻟﺨﻄﺎب اﻟ إن ّ◌ﻏﻴﺎب أو ﺗﻐﻴﻴﺐ ﻋﻨﴫ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷداء اﻟ ّ ّ اﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻛ� ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻏ� ﺴﻴﺎﳼ ﺳﻴﺎﳼ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ وﻟﺸﻌﺒﻨﺎ ،ﺣﻮل وزن اﻟﺘﻨﺎزﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻧﻘ ّﺪﻣﻬﺎ ﺧﻼل ﻧﺸﺎﻃﻨﺎ اﻟ ﻛﺸﻒ ﺣﺴﺎب ّ ّ ّ ﺴﻴﺎﳼ .واﻷﺧﻄﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ أ ّن اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ أداﺋﻨﺎ ﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻧﻀﺎﻟﻨﺎ اﻟ آﺑﻬ� ﺑﺰﻳﺎدة وزن "روﺗ� اﻟﻌﻤﻞ"ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟ ّ ّ ﺗﻐ�ات ِﺟ ّﺪﻳّﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴّﺔ ﺗﺠﺎﻫﻨﺎ ،ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺤ ّﻮل اﻟ ﺴﻴﺎﳼ أ ّوﻻً ﺑﺄ ّول ،وﻻ ﺳﻴّ� ﰲ ﺧﻀ ّﻢ أﺣﺪاث ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ،وﺣﺼﻮل ﱡ ّ ﺴﻴﺎﳼ ﻛﻞ ﺗﺮاﺟﻊ ﰲ أداﺋﻨﺎ اﻟ ﺳﻴﺎﳼ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺣ ّﻘﻘﻨﺎﻫﺎ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻄﺮح ّ أداءات ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻟﺴﻘﻒ ّ ّ وﻛﺄﻧّﻪ "ﻓﺮﺻﺔ ﺟﺪﻳﺪة".
ﻣﻨﺠﺰات اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻌﻴﻮن ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
إ ّن وﻋﻲ ﺗﺄﺛ� "إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪة" ،وﻣﺎ ﻳﺜ�ه اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ ﻣﻦ إﺣﺒﺎط وﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ واﳌﻬﺎﻧﺔ وﺿﻴﺎع اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ،ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﺮﻏَﻤ� أن ﻧﺠﻴﺐ ﺤﺘﻤﻲ :ﻫﻞ دﺧﻞ ﻧﻀﺎﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻳﻀً ﺎ "ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة"؟ أﻳﻀً ﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال ﺷﺒﻪ اﻟ ّ ﻟﻲﻜ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﻓﻬﻢ واﺿﺢ ﻟِ� ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻠﺖ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ أﻗﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ وﻧﺼﻒ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻋﺘُ ِﱪت اﻧﻘﻼﺑًﺎ ﰲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘ ّﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑ� اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﰲ ّ ﺴﻴﺎﳼ ﻟﺪى اﻟﺘ ّﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ -ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻣﺘﻔﺎوت -وﰲ ﺧﻄﺎب اﻟﻌﱪﻳّﺔ ،ﻛﺎن واﺿ ًﺤﺎ ﻓﻴﻬﺎ أ ّن ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻳُـ ْﺠ ِﻤﻊ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب واﻷداء اﻟ ّ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﺴﻘﻒ ﱟ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻳُ ْﺠ ِﻤﻊ ﻋﲆ ﻣﻼﻣﺢ واﺿﺤﺔ ﳌﴩوع وﻃﻨﻲ ّ◌ اﻟﻨﺨﺒﺔ وﰲ اﻟﺨﻄﺎب واﻟﺮوح اﳌﻌﻨﻮﻳّﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺎرع اﻟ ّ ّ ﲇ ﻣ ًﻌﺎ. اﻹﴎاﺋﻴﲇ ،وﻣﻮا ِﺟ ٍﻪ وﻷول ﻣﺮة ﻟﻠﻤﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ� وﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ وﻟﻺﺟ�ع اﻹﴎاﺋﻴ ّ وﻛﺎن واﺿ ًﺤﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ أ ّن ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻧﻔﻚ ﺑﻬﺎ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ� اﳌﻮاﻃﻨﺔ وﺑ� اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،وﻧﻘﺒﻞ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﳌﻮاﻃﻨﺔ دون ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﺼﻬﻴﻮ� ،ﺑﻞ ﻧﻌﻴﺪ ﺑﻬﺎ رﺑﻂ ﺳﻴﺎق اﳌﻮاﻃﻨﺔ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻨﻀﺎل اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﳌﻮاﺟﻪ ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،ﻫﻲ إﺑﺪاع ﺳﻴﺎﳼ ﻣﻜﻨﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻴﻤ� واﳌﺆﺳﺴﺔ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻌ�ل اﳌﻮاﻃﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﳌﴩوع اﻟﻜﻮﻟﻨﻴﺎ ّﱄ ﺑﺮﻣﺘﻪ وﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ،وﻤﺑﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻮاﻃﺆ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﳌﺎ ﺳﻤﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ "ﺑﺎﻟﻴﺴﺎر" .وﻗﺪ ﻣﻜﻨﺘﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺎدﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﺳﺆال "اﻟﻮﻻء ﻟﻠﺪوﻟﺔ" اﻟﺬي اﺳﺘﻌﻤﻠﺘﻪ اﳌﺆﺳﺴﺔ و"اﻟﻴﺴﺎر اﻟﺼﻬﻴﻮ�" ﻻﻣﺘﺤﺎن ﺟﺪﻳﺘﻨﺎ ﰲ اﳌﻮاﻃﻨﺔ ،ﻟﺴﺆال "اﻟﻮﻻء ﻟﻠﺪ�ﻘﺮاﻃﻴﺔ" اﻟﺬي ﺻ ّﺪرﻧﺎه ﻧﺤﻦ ﻟﻠﺪوﻟﺔ و"ﻟﻠﻴﺴﺎر اﻟﺼﻬﻴﻮ�" ﻻﻣﺘﺤﺎن ﺟ ﱢﺪﻳﺘﻬﻢ ﰲ اﳌﻮاﻃﻨﺔ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ إﻧﺠﺎز ﺳﻴﺎﳼ ﺳﻤﻲ ﻤﺑﴩوع "دوﻟﺔ اﳌﻮاﻃﻨ�" ﺛ ّﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﱃ اﻟﺸﺎرع وإﱃ اﻟﻨﺨﺒﺔ )اﻟﺘﺼ ﱡﻮرات اﳌﺴﺘﻘﺒﻠ ّﻴﺔ( ،ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺬا اﻹﻧﺠﺎز اﻟﺬي ﺗﺸﻌﺐ وﺗﺮﺟﻢ ﰲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ وﻣﻨﻌﻄﻔﺎت ﻛﺜ�ة ،أن ﻳﺘﻄ ّﻮر ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ دون ﲇ. ﲇ وﻣﻦ آﻟ ّﻴﺎت ﺳﻴﻄﺮة ﺗﻮﻗﱡﻌﺎت اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴ ّ اﻻﻧﻌﺘﺎق ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺴﻘﻒ اﻹﴎاﺋﻴ ّ وﺳﻤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة" ،ﺗﺸﺎؤم اﻟﻌﻘﻞ" اﻟﺬي رأى ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﱪﻳّﺔ اﳌﺎ ّد َة اﻟﻮراﺛ ّﻴﺔ ﻟﻘﺪ راﻓﻖ "ﺗﻔﺎؤل اﻹرادة" ،واﻟﻌﻨﻔﻮان واﻟﻘ ّﻮة اﻟﺘﻲ ْ ﻳﺨﺺ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻨﺎ ،وذﻟﻚ ﰲ ﺗﻨﺎﻗﺾ واﺿﺢ وﺣﺎ ّد ﻣﻊ ﺧﻄﺎب اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ وﺟﴪ اﻟﺴﻼم واﻷُﺧ ّﻮة اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﻟﻠﻤﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ� ّ◌ﰲ ّ ﻛﻞ ﻣﺎ ّ اﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ ،واﻟﺬي ُوﺻﻒ ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﺬاﺟﺔ واﳌﻬﺎ َدﻧﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ. ﺳﻴﺎﳼ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌ ّﺪ ﻟﻘﺪ ﺑﺮز ﺗﺒﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ وﻫﺬه اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ واﻟﺮوح اﳌﻌﻨﻮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺘﻬﺎ ،واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﲆ أﻧّﻬﺎ إﻧﺠﺎز ّ اﻟﺠ�ﻫ�ي ﻟﻬﺎ ،وﺗﺤ ﱡﻴﺰ "اﻟﻨ َﺨﺐ" ،وﻇﻬﻮر اﻟﺤﺮاﻛﺎت اﻟﺸﺒﺎﺑ ّﻴﺔ ،وﰲ اﺿﻄﺮار ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘ ّﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺮؤﻳﺔ ّ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻌﻬﺎ ﴏاﺣﺔ ،ﻣﺎ ﻣﻨﺢ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب واﻷداء اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻫﻴﺒﺔ وﻫﻴﻤﻨﺔ وﻃﻨﻴّﺔ ﻣ ًﻌﺎ. اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻞ واﺟﺘﻨﺎب ّ
ﻣﻨﺠﺰات اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻌﻴﻮن إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻜﻦ اﻷﻫ ّﻢ أ ّن اﻻﻋﱰاف ﺑﻮﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﻘ ّﻮة وﻫﺬا اﻟﺘﺤ ّﺪي ﺟﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺨﻄﺎب اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻧﻔﺴﻪ ،أي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻋﱰاف اﻟﺨﺼﻢ .ذﻟﻚ ﻣﻬ ّﻢ ﺑﺮأﻳﻲ ،ﺑﻞ ﻓﺎﺋﻖ اﻷﻫ ّﻤ ّﻴﺔ ،وذﻟﻚ أﻧّﻪ ﻋﻠﻴﻚ داﻤﺋًﺎ أﻻّ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﻗ ّﻮة ﻧﻀﺎﻟﻚ وﻣﺪى ﺗﺄﺛ�ه ﰲ ﻧﻈﺮك أﻧﺖ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻚ أ ّوﻻً أن ﺗﺴﺄل ﻋﻦ ﻣﺪى ﻗ ّﻮة ﻧﻀﺎﻟﻚ ﰲ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﺨﺼﻢ ،ﺑﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ اﻟﺨﻔ ّﻴﺔ .وﻋﻠﻴﻚ داﻤﺋًﺎ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴ� ﺗﻌﺘﱪه أﻧﺖ ﺗﺤ ّﺪﻳًﺎ ذا ﺟﺪوى وﻻ ﻳﻌﺘﱪه ﺧﺼﻤﻚ ﻛﺬﻟﻚ .إذ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺸﺨﺺ أﻧﺖ ﻧﻀﺎﻟﻚ واﻷﺛﺮ اﻟﺬي ﻳُ ْﺤﺪﺛﻪ ﰲ اﻟﺨﺼﻢ ،ﺑﻞ اﻷﻫ ّﻢ أن ﺗﻌﺮف ﻓﻌﻼ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺗﺤ ّﺪﻳًﺎ أو ﺗﺄﺛ ً�ا ذا اﻋﺘﺒﺎر. ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻠ ّﻘﻰ اﻟﺨﺼﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﺤ ّﺪي وﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛ� وﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ً اﻟﺴﻴﺎﳼ اﴈ اﻟﻬﺎدم ﻟﻠﻮﻋﻲ اﻟﺸﻌﺒﻮي ﲇ ّ وﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﻻ ﻳﻬ ّﻤﻨﺎ ﺗﻘﻴﻴ�ت اﻟﺨﻄﺎب اﻹﴎاﺋﻴ ّ ّ اﻟﺘﺤﺮﻳﴤ داﻤﺋًﺎ ،ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺳﺘﻌﺮ ّ ّ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻏ� اﻵﺑﻪ وﻏ� اﳌﺤﺘ ِﻜﻢ إﱃ اﻟﺨﻄﺎب واﻟﺘﺴﻴﻴﺲ ،ﻛ� ﻋﲆ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻣﴩو ًﻋﺎ وﺗﺤ ّﺪﻳًﺎ ﺣﻘﻴﻘ ًّﻴﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻬ ّﻤﻨﺎ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ُ ّ ﲇ واﺳﺘﻌﻼﺋﻪ .ﺗﻬ ّﻤﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ واﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴّﺔ ،أو اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﲇ وأﺣﻘﺎده أو ﻟﻠﻴﺴﺎر اﻹﴎاﺋﻴ ّ اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴ ّ "اﳌﻠﻒ اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ" ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﱪﻳّﺔ ،وﻋﲆ رأﺳﻬﻢ اﻟﺸﺎﺑﺎك. اﻷﻛﺎد� ّﻴﺔ ،وﻳﻬ ّﻤﻨﺎ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﳌﺴﺆوﻟ� ﻋﻦ ّ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻬﺎت ﻣﻊ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ،وﻣﻊ أداﺋﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ ّ◌ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ� ﺗﺤ ّﺪﻳًﺎ وﺣﺎﻟﺔ ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺆﺳﺴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ؛ وذﻟﻚ أﻧّﻬ� أﺗﻴﺎ ﻣﻨﺎﻗﻀ� ﳌﺨﻄﱠﻂ اﳌﻮاﻃَﻨﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،وﺻﻮﻻً إﱃ اﻋﺘﺒﺎرﻫ� "ﺗﻬﺪﻳ ًﺪا ﻣﻔﺎ ِﺟﺌﺔ ﺑﻞ ﺻﺎدﻣﺔ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻟﻠﻤ ّ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴًّﺎ" ،وﻤﺑﺜﺎﺑﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻌﺘﺎق ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻒ اﻟﺬي وﺿﻌﺘﻪ إﴎاﺋﻴﻞ )اﻟﺮﺳﻤﻴّﺔ/اﻟﺮﺻﻴﻨﺔ( ﻟﻨﻀﺎﻟﻨﺎ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ داﻤﺋًﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎن ﺗﺠﺎه اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ ،واﺣﺪ ﻻ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻀﺒﻂ واﻟﺴﻴﻄﺮة ،ﺑﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﻐﺮاﺋﺰ، وﺗﻔﺎﻋﻼ ﻣﻊ ﻣﻄﺎﻟﺒﻨﺎ ،ﻣﻨﻄﻠ ًﻘﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﺴﻴﻄﺮة ً ﺗﺴﺎﻫﻼ َو "ﻟﻴﱪاﻟ ّﻴ ًﺔ" ً ﻌﻨﴫي دون ﺣﺴﺎب ،وآﺧﺮ أﻛﺮﺜ ﻓﻴﻨﻔﺚ ﺳﻤﻮم ﺧﻄﺎﺑﻪ وﺳﻠﻮﻛﻪ اﻟ ّ واﻟﻀﺒﻂ ،وﻛﺎن داﻤﺋًﺎ أﻛﺮﺜ ﻣﺴﺆوﻟﻴّ ًﺔ ﰲ اﺣﺘﺴﺎب درﺟﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ واﻹرﺿﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻲﻜ ﻻ ﻧﺘﻤ ّﺮد ﰲ اﻟﻜﺎﻣﻞ وﻧﻬﺸّ ﻢ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻤﺗﺎ ًﻣﺎ. اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬ� أ ّن اﻷ ّول اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺤﻜﻢ اﻵن ،ﺿﻤﻦ ﻋﻤﻠ ّﻴﺔ ﺗﺒﺪﻳﻞ واﺳﻌﺔ ﻟﻠﻨﺨﺐ ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ )ﺗﺮاﻓﻘﺖ ﺗﺪرﻳﺠ ًّﻴﺎ ﻣﻊ ﻓﱰة "ﺗﺸﺎؤم اﻟﻌﻘﻞ ﺗﻐ� أﻳﻀً ﺎ وﺗﻔﺎؤل اﻹرادة" ﻟﺪﻳﻨﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻨﻬﺎ( ،ﻓﻴ� ﻳُ ْﻌﺮف ﺑـِ "إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪة" ،وأﺻﺒﺢ اﻟﺜﺎ� ّ أﻗﻞ ﺳﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﻨﺎ ،ﺑﻞ ّ ﻋﻠﻨﻲ ﻻ ﻋﲆ َﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻘ ّﻮة ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ ﺗﻌﺮﻳﻒ "اﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴّﺔ" ،وﻋﲆ إﻋﺎدة ﺷﻜﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ� ﻛﻠﻴﻬ� ،ﰲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﴏاع ّ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ارﺗﺪادﻳﺔ؟ ورﻤﺑﺎ ﻓﻘﺪان اﳌﻌﻨﻰ ﺟ ّﺮاء ﺣﺮف اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻐ�ات ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ ،وإزاء إﺷﺎﻋﺔ أﺟﻮاء اﻹﺣﺒﺎط ّ إزاء ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه ﱡ ﻣﺴﺎرﻫﺎ وارﺗﺪادﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﻬﺎ ،وإزاء ﻣﺬاﺑﺢ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﲆ ﻣﺮأى و َﻣ ْﺴﻤﻊ ﻣ ّﻨﺎ ،وإزاء اﻧﺨﺮاط ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ﻏ� اﳌﻬ ﱠﺪدة ﺑﺜﻮرات ﰲ ﻗﻤﻊ اﻟﺜﻮرات ودﻋﻢ اﳌﻨﻈّ�ت اﻹرﻫﺎﺑﻴّﺔ ،وإزاء اﻧﻬﻴﺎر ﻣﴩوع اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﺔ وﺗﺤ ﱡﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ إﱃ وﻛﻴﻞ ﻟﻼﺣﺘﻼل وإﱃ ﻣﺤﺘﻤﻴﺔ ﺑﻪ، اﻟﻘﴪي ﻟﻌﺰﻣﻲ وإزاء أﺣﺪاث ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺜّﻞ اﻋﺘﺪا ًء إﴎاﺋﻴﻠ ًّﻴﺎ ﺳﺎﻓ ًﺮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ،وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ :اﻟﺨﺮوج ّ ﺑﺸﺎرة ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ،وإﺧﺮاج اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ اﻟﺸ�ﻟﻴّﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﻣﻼﺣﻘﺔ ﻛﻮادر اﻟﺘﺠ ّﻤﻊ ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ واﺳﻊ ،وإﺟﺮاء اﻋﺘﻘﺎﻻت واﺳﻌﺔ ﰲ اﻟﺸﻌﺒﻲ وإﻏﻼق اﻟﺸﻮارع .وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧَﺮ ﻣﺜّﻞ إرادة ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﻃﻤﻮﺣﺔ وﺟﺪﻳﺮة ﺑﺤ�ﻳﺘﻬﺎ ﺻﻔﻮف اﻟﺸﺒﺎب ﳌﻨﻊ ﺗﻜﺮار وﺗﻄ ﱡﻮر ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻨﻀﺎل ّ اﻟﺘﻐ�ات ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاف )وأﻣﻴﻞ إﱃ اﻻﻋﺘﻘﺎد أﻧّﻨﺎ اﺳﺘﻬ ّﻨﺎ وﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻧﺴﺘﻬ� ﺑﺄﺑﻌﺎد ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ( ،ﻣﻘﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ،أﻗﻮل إزاء ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه ﱡ ﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺎ ّﱄ ﻣﺘﺼﺎﻟﺢ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻌﻴﺶ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻘﺪ�ﻬﺎ؟ وﻫﻞ أداؤﻧﺎ اﻟ واﳌﻨﻌﻄﻔﺎت ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﺰا ًﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺴﺄلّ : ّ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺎﺑﺔ؟ وﻫﻞ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﻨﺪ وﻳﺤﻤﻲ وﻳﺤﺘﻤﻲ ﻤﺑﺎ ورﺛﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎت ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ. اﻟﺪﻳﻨﻲ ﲇ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻋﲆ ازدﻳﺎد ﻗ ّﻮة اﻟﻴﻤ� ﺗ ُ ْﺠ ِﻤﻊ اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ،ﻛ� اﻟﻘﺮاءة اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴّﺔ وﺣﺘّﻰ اﻟﻴﻤ� اﻹﴎاﺋﻴ ّ ّ ﻣﺠ�ة ﻤﺗﺎ ًﻣﺎ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن واﳌﺼﺎدرة واﻻﺳﺘﻴﻼء، واﻻﺳﺘﻴﻄﺎ ّ� ،وﻋﲆ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﺗﻐﻴ� ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃ ّﻴﺔ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﱠ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،واﺷﱰاط اﻟﺤﻘﻮق اﳌﺪﻧﻴّﺔ )ﻣﻴﺰاﻧﻴّﺎت؛ وﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺴﻴﺎدة اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴّﺔ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨ� ،وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ إﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻨﻀﺎل ّ ﻣﺴﻄﱠﺤﺎت أر ٍ اض؛ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻨﻒ( ﺑﴩوط ﺗﻘﻊ ﰲ داﺋﺮة اﻟﻮﻻء ،ﻧﺤﻮ :اﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﺪﻧ ّﻴﺔ؛ اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﻟﻠﴩﻃﺔ؛ ﻫﺪم ﺑﻴﻮت .وﻗﺪ ﺷﻬﺪت اﻷﻗﻞ %80ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧ� اﻟﺘﻲ ﺳﻨّﺘﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﰲ وﺗﻌﺪﻳﻼ ﻋﻨﴫﻳًّﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮازي ﻋﲆ ّ ً اﻟﺴﺖ اﻷﺧ�ة ﺑﺤﺴﺎب ﻓ ّﻆ ﻧﺤ َﻮ 50ﻗﺎﻧﻮﻧًﺎ اﻟﺴﻨﻮات ّ اﻟـ 62ﺳﻨﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ! )اﻧﻈﺮ ﺗﻘﺮﻳ َﺮ ﻣﺪار اﻟﺜﺎ� ﺣﻮل اﻟﺘﴩﻳﻌﺎت اﻟﻌﻨﴫﻳّﺔ 2017ﻣﻦ إﻋﺪاد ﺑﺮﻫﻮم ﺟﺮاﻳﴘ-وﻫﻮ ﻳﻐﻄّﻲ ﺟﺰ ًءا ﲇ ﻟﺨﺎرﻃﺘﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﱰة(.ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻣﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﺨﻄﻮة ﻏ� ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺟﺮاء ﺗﻐﻴ� ﻓﻌ ّ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﻤﺑﻼﺣﻘﺎت واﺳﻌﺔ ﰲ ﺻﻔﻮف ﻛﻮادر ﺣﺰب ﻹﺣﺪى أﻫ ّﻢ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد ،أﻻ وﻫﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ اﻟﺸ�ﻟﻴّﺔً ، ﺆﺳﺴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ ﻋﲆ إﺟﺮاء ﲇ ﻟﺪى اﳌ ّ اﻟﺘﺠ ّﻤﻊ ،ﻣﻨﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﺼﺎ واﻟﺠﺰرة إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌﺸﻨﻘﺔ واﻟﺠﺰرة ،ﻓﻴ� ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻌﺰم اﻟﻔﻌ ّ ﺴﻴﺎﳼ ،ﻣﻌ ﱢﺰز ًة ﻣﺎ ﺗﻌ ّﺮﻓﻪ ﺑـِ "ﻗﻮى اﻻﻋﺘﺪال" ،وﻗﺎﺿﻴ ًﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﺸ ّﺨﺼﻪ ﺑﺄﻧّﻪ "ﺑﺆر ﺗﻐﻴ�ات ﺟﺬرﻳّﺔ ﰲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﰲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟ ّ ﻤﺗ ﱡﺮد". ﻓﻌﻼ ﺴﻴﺎﳼ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻣﺎ زال ﻳﺴﻴﻄﺮ ً ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﻧﻈﺮﻳًّﺎ -ﴍط اﻟﺘﻐﺎﴈ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ وﺟﻮد اﳌﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﳌﴩوع اﻟ ّ ﻋﲆ ﺑﺮاﻣﺞ اﻷﺣﺰاب اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ )وذاك ﻳﻌﻨﻲ أﻧّﻪ ﻏ� ﻣﻤﻜﻦ ﺣﺘّﻰ ﻧﻈﺮﻳًّﺎ( -أن ﺗﺆ ّدي ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ إﱃ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺬي ﻳﻄﺮﺣﻪ اﻟﻼ�� ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ ،وﺗﻌﻤﻴﻖ ُﻫﻮﻳّﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﻛﺒﺪﻳﻞ ِﺟ ّﺪ ّي وﻛﺎﻣﻞ ﻷﺟﻮاء اﻟﻔﺎﺷ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ اﻟﻴﻤ� ،وأن ﻳﻔﻬﻢ أﻧّﻪ ﻻ اﻧﻔﺼﺎ َم ﺑ� ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺎﺷﻴّﺔ وﻣﺤﺎرﺑﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺪاء ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� ﻻ ﻛﻤﻮاﻃﻨ� ﻓﺤﺴﺐ ،وإ�ّ ﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺄﺻﺤﺎب وﻃﻦ ،إﻻّ أ ّن اﻟﻌﻜﺲ ﺣﺼﻞ وﺑﺼﻮرة ﺗﺮاﻛﻤﻴّﺔ وﺑﻄﻴﺌﺔ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻏ� ﺗﻨﺼ ًﻼ ً أﻳﻀً ﺎ وأﻛﺮﺜ ﺻﻤﺘًﺎ ّ ﺗﻨﺼﻞ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﻞ ﱡ وأﻗﻞ دراﻣ ّﻴ ًﺔ؛ ﻓﻘﺪ ّ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﳌﻐﺮﺿﺔ "ﻟﺤ ّﺒﻪ ﻟﻠﻌﺮب" أو "ﻟﻴﺴﺎرﻳّﺘﻪ" ،ﻓﻜﺎن أ ْن ّ ﺒ� ﺷﺒ َﻪ ﺗﻄﺎﺑُﻖ ﺑ� اﺳﻤﻪ ﺑﺮﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻟﻴﻐﺪو اﺳﻤﻪ "اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ�" .ﺗﻀﺎف إﱃ ذﻟﻚ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎتُ رأي ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺠﺰع ،ﺗ ُ ﱢ ُ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� )ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ( ﻟﺪى ﺛﻠﺚ ﻣﺼ ّﻮﻲﺗ أﺣﺰاب اﳌﺮﻛﺰ أو اﻟﻼ�� ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺼ ّﻮﻲﺗ أﺣﺰاب اﻟﻴﻤ�، ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،وﰲ ذاك إﺷﺎرة واﺿﺤﺔ إﱃ أﺣﺪ أﺳﺒﺎب وﻧﺘﺎﺋﺞ إﴏار ﻗﻴﺎدات ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب ﻋﲆ ﻋﺪم ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮرﺗﻬﺎ "ﻛ ُﻤ ِﺤ ّﺒﺔ ﻟﻠﻌﺮب". وﻳﺸ� ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺪار اﻋﻼه أ ّن ﻛﺘﻠﺔ "اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ�" أﻇﻬﺮت اﻧﺠﺮاﻓًﺎ أﻛﱪ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﻮاﻧ� اﻟﻌﻨﴫﻳّﺔ وﺗﻠﻚ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل واﻻﺳﺘﻴﻄﺎن، ﻋﻨﴫي .ﻛ� ﻳﺸ� اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻧﻔﺴﻪ وﻗﺪ ﺑﺎدرت ﰲ اﻟﺴﻨﺘ� اﻷﺧ�ﺗ� ﻓﻘﻂ إﱃ َﺳ ّﻦ 5ﻗﻮاﻧ� ﻋﻨﴫﻳّﺔ ،وﺷﺎرﻛﺖ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ 37اﻗﱰاح ﻗﺎﻧﻮن ّ إﱃ أ ّن 22ﻋﻀﻮ ﻛﻨﻴﺴﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﳌﻌﺴﻜﺮ )ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع (24ﺷﺎرﻛﻮا ﰲ اﳌﺒﺎدرة ﻟ َﺴ ّﻦ ﻗﻮاﻧ� ﻋﻨﴫﻳّﺔ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،أﻳّﺪ اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� ﻧﺤﻮ %18ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧ� اﻟﻌﻨﴫﻳّﺔ ،واﻋﱰض ﻋﲆ %36ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،وﺗﻐﻴّﺐ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﰲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻠّﻌﻦ %44ﻣﻨﻬﺎ. اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﺑَﻠْ َﻮروه وﺣ َﻤ ْﻮه واﺣﺘ َﻤ ْﻮا ﺑﻪ وﺗﺒﺎ َﻫ ْﻮا ﺑﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴّﺔ ﻫﻲ اﻷﻛﺮﺜ اﻧﺘﻈﺎ ًرا ﻟﻲﻜ ﻳﻄﺮح اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻮن ﺑﺪﻳﻠﻬﻢ ّ ﺧﻼل اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﻗﺪ ﻧﻜﻮن ﺑﺼﺪد اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨ ّﻴﺔ اﻷﻛﺮﺜ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑًﺎ -إن ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ذاك اﺣﺘﻀﺎﻧًﺎ -ﻟﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻨﺎه ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺸﺎؤم اﻟﻌﻘﻞ وﺗﻔﺎؤل اﻹرادة :دوﻟﺔ اﳌﻮاﻃﻨ� ﺑﻜﻞ أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ وﻟﻠﻤﴩوع اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﱄ ،اﻟﺬي أﻧﺸﺄﻫﺎ؛ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑ� اﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ ﲇ ﻟﻠﻤﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� واﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴ� ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﲆ َد ْور ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ وﻋﲆ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻪ ﻣ ًﻌﺎ؛ واﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻴّﺔ؛ ﺗﺒَﻨّﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﴎاﺋﻴ ّ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘّﻔﻘﻮن ﻣﻌﻪ. ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻠﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ّ وﻃﻨﻲ وﺣﺪة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴ� اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﴩوع ّ ّ ﻢﻟ ﻳﻜﻦ أﺻﺤﺎب ﺗﺸﺎؤم اﻟﻌﻘﻞ وﺗﻔﺎؤل اﻹرادة ﻟﻴﺠﺪوا ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺎرﻳﺨ ّﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﻔﺎل اﻟﻔﺎﺷﻴّﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ ،ﻟﻲﻜ ﻳﻄﺮﺣﻮا أﻓﻀﻞ ِﻣﻦ ﺗﻮ ﱡﺣﺪ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻗ ّﻮة .وﻟﻦ ﻳﺠﺪ َﻣﻦ ﻳﻌﻲ ﻗ ّﻮة وﻣﻌﻨﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﺻﺔ َ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻮاﺿﺢّ ، ﻮﻃﻨﻲ ّ اﻃﻲ اﻟ ّ ﻣﴩوﻋﻬﻢ اﻟﺪ�ﻘﺮ ّ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴّﺔ ﰲ ﻗﺎﻤﺋﺔ واﺣﺪة وﻷ ّول ﻣ ّﺮة ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف أﺣﻴﺎﻧًﺎ-وﻟﺪرﺟﺔ ﺻﺎدﻣﺔ-ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﺮأ ،أو ﻛﻴﻒ ﻳﺨﺎف ﻣﻦ ﻗ ّﻮﺗﻪ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻄﺮح وﻣﺎ زال ﻫﻮ اﻟﺠﻮاب اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ اﳌﻘﻨﻊ ﺿ ّﺪ اﻟﻔﺎﺷﻴّﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﻌﺎﻢﻟ اﻵن ﺑﺄوﺿﺢ وأﻧﺼﻊ ﺻﻮرﻫﺎ، ﺑﻞ اﳌﻔﻬﻮم أﻳﻀً ﺎ ﻟﻠﻌﺎﻢﻟ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺎت .ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻗﻴﺎدة ،واﻟﻘﻴﺎدة ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻘﺮأ اﻟﻔﺮص اﻟﺘﺎرﻳﺨ ّﻴﺔ وﺗ ُ ْﺤﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴّﺔ ﻫﺬه ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺄدﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﺪور اﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻧﺤﻦ ﻢﻟ ﻧﺴﺘﺜﻤﺮ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻔﺎﺷ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﻗﺎﻤﺋﺔ ﻋﺮﺑ ّﻴﺔ واﺣﺪة ،ﻟﻲﻜ ﻧﻄﺮح ﺑﻘ ّﻮة ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ،ﺑﻞ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﱃ ﺗﺮاﺟﻌﺎت ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ واﺿﺤﺔ، ﻣ ّﺮت ﻣﺮور اﻟﻜﺮام ،دون ﻧﻘﺪ ودون أد� اﻧﺘﺒﺎه أو ﺗﺴﺠﻴﻞ. ﺑﺸﻖ اﻟﻨﻔﺲ ،واﻟﻌﻮدة ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ "ﻗﻴﺎدة" ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ أن ﺗﺤﺎول )وإ ْن ﻣﺠ ّﺮد ﻣﺤﺎوﻟﺔ( اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨ ّﺪﻳّﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ّ ﲇ" ،أو "ﻋﺪم اﺳﺘﻔﺰازه"؟ ﲇ ،وﺗﺘﻮﻳﺞ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺜﻞ "ﻋﺪم إﻏﻀﺎب اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴ ّ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌ ّﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﻟﺘﻮﻗﱡﻌﺎت اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴ ّ وﻋﻦ أي ﺷﺎرع ﻧﺘﺤﺪث؟ وﻣﻦ ﻫﻮ اﻹﴎاﺋﻴﲇ اﻟﺬي ﻻ ﻧﺮﻳﺪ إﻏﻀﺎﺑﻪ؟ وأﻳﻦ ذﻫﺐ اﳌﻜﺴﺐ اﻟﻄﺎزج ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ "ﻟﺪوﻟﺔ اﳌﻮاﻃﻨ�" اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أن ﺗﺴﺪ ﺣﺠﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻬﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻄﺮف أو "رﻓﺾ اﻟﻌﻴﺶ ﻣﻊ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴ�"؟ أﻳﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﺆال اﻟﻮﻻء واﺑﺘﺰاز اﻣﺘﺤﺎن "اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ" وﺣﺴﻦ اﻟﻨﻮاﻳﺎ؟ . ﻋ� ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أﻧّﻨﺎ ﺗﺠﺎوزﻧﺎه ﻣﻦ ّ ﻓﻚ اﻟﺘﺒﻌﻴّﺔ ﻣﻊ "اﻟﻴﺴﺎر اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ�" واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ " ﻛﻘ ّﻮة ﺻﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ﻣﻮﻛﻠﺔ ﻛﻴﻒ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻔ َﺰ ّ اﻃﻲ" ،وﳌﺎذا ﻧﱰاﺟﻊ ﻧﺤﻦ اﻵن ﰲ ﻋﺰ اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ،ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ" ،إﱃ ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺤﺎﻟﻒ "ﻟﴬب" اﻟﻔﺎﺷ ّﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺷﺎﻛﻠﺔ "اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺪ�ﻘﺮ ّ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻴﺔ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﺑﺪا أﻧﻨﺎ ﺛﺒﺘﺎه؟ وﳌﺎذا ﻻ ﻧﺤﺮص ﻋﲆ أن ﻧﺜﺒﺖ ﻧﺤﻦ اﳌﻌﺎﻳ� اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺪ�ﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻓﻖ درﺟﺔ اﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﻬﺎ؟ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻼ ﺗ َ ْﺼﻠﺢ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺎﺷ ّﻴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ أو ﻫﺒﻮط اﻟﺤﺎﻟﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳّﺔ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ )إﴎاﺋﻴﻞ واﻟﻌﺎﻢﻟ اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ وﺳﻮرﻳﺎّ ، وﻫﻞ ً ﻟﻴﺲ ﻧﺤﻦ( ﻟﺘﱪﻳﺮ ذﻟﻚ؟
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﴫ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل أ ّن اﻟﻌﻜﺲ ﻳَ ْﺼﻠﺢ أن ﻳﻜﻮن ﺻﺤﻴ ًﺤﺎ ،ﺑﻨﻔﺲ اﳌﻘﺪار ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أ ّن اﻟﺴﻴﺎق ﻻ ﻳ ّﱪر وﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻔﺴ� اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻣﺎ دام ﻳ ّ ﺑﻜﻞ ﻗ ّﻮة .وﻳﺮى ﻫﺬا اﳌﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎق ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻹﻓﺮاز ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ :ﺗﺼﻠﺢ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺎﺷ ّﻴﺔ أن ﺗ َﻜﻮن ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎرﻳﺨ ّﻴﺔ ﻟﻲﻜ ﺗﻄﺮح ﻣﴩوﻋﻚ ّ أ ّن ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬا اﻻﻧﻘﻼب ﰲ أﻣﺮﻳﻦ :اﻧﻘﻼب وﺣﺪة اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﻗ ّﻮة إﱃ ﻋﺎﻣﻞ ﺿﻌﻒ ،ﻷﻣﺮ ذاﻲﺗّ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، أﺻﻼ( ،وﻳﻌﻮد -ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى- ﻳﻌﻮد -ﻣﻦ ﺟﻬﺔ-إﱃ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ دون اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ )ﻓﺸﻠﺖ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ً ﻣﻜﺘﺴﺐ وﺗﺠﻌﻠﻪ ﻏ� ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﱰاﺟﻊ. إﱃ اﻧﻌﺪام ﻣﺮﺟﻌﻴّﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ ُﻋﻠﻴﺎ ﻟﻸﺣﺰاب وﻟﺤﺮﻛﺎﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺗﺜﺒّﺖ ﱠ ﻛﻞ َ اﳌﻜﺘﺴﺒﺎت ﻏ� ﻗﺎﺑﻠﺔ إن اﳌﺮﺟﻌﻴّﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ واﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻻ ﺗﻀﺒﻂ اﻷداء ﻓﻘﻂ ،وإ�ّ ﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻲ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت وﺗﺠﻌﻞ َ واﳌﻜﺘﺴﺒﺎت. ﻟﻠﺮ ّدة ،وﻣﻦ ﻳﺨﴪ ﻣﺮﺟﻌﻴّﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ ،أو ﻻ ﻳﺤﺮص ﻋﲆ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت َ
اﻟﻮﺣﺪة ﻗﻮة ﺴﻴﺎﳼ اﻷﺑﺮز ﻋﲆ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻫﻮ إﻗﺎﻣﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﳌﺘﻐ� اﻟ وإذا ﻛﺎن ّ ّ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﺠ�ﻫ� ّي ﲇ واﻟﺪو ّﱄ، ﻫﺬا اﻟﻜ ّﻢ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻀﺎن واﻟﺘﻮﻗّﻊ ّ اﻟﺠ�ﻫ�ي واﻟﻴﻘﻈﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ ،وﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﻫﺘ�م اﻹﴎاﺋﻴ ّ ّ ﺴﻴﺎﳼ ،ﺑﺼﻮرة ﻢﻟ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﱪﳌﺎ ّ� اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ ﻣﺠﺘ ِﻤ ًﻌﺎ أن ﺣﻈﻲ ﺑﻬﺎ )ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴّﺔ اﺳﺘﺜ�ره وﻋﻦ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗ ُﺤﺘﻤﻞ واﻟ ّ ﻹﺟﻬﺎض ﺗﻠﻚ اﻟﻘ ّﻮة( ،وإذا ﻛﻨّﺎ ﻧﺆﻣﻦ أ ّن اﻹﻃﺎر اﻟﱪﳌﺎ ّ� اﳌﺸﱰك ﺑ� اﻟﺘ ّﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ �ﻜﻦ أن ﻳُﺴﺘﺜﻤﺮ ﰲ اﺗ ّﺠﺎه ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻘﺎش ﻮﻃﻨﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﺣﺼﺎر اﻟﻨﺰوات اﻟﺸﺨﺼ ّﻴﺔ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ "اﻟﻮﺣﺪة ﻗ ّﻮة" ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﺳﻨﻔﻬﻢ ﳌﺎذا ﻳُﻌﺘﱪ اﻟ ّ ﺴﻴﺎﳼ ﺑ� اﻷﺣﺰاب وﺗﻌﻤﻴﻖ اﻹﺟ�ع اﻟ ّ ﺗﺤﻠﻴﻞ أداء اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳًّﺎ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ وﺗﻮ ﱡﺟﻬﺎﺗﻬﺎ. ﻛﺒ�ا ﰲ اﳌﺠﺎل ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،ودون ﺗﻠﻚ اﻟﻘ ّﻮة اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﰲ اﳌﺸﱰﻛﺔ ،ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻨﺎ اﺣﺘﻼل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﱪﳌﺎ ّ� وزﻧًﺎ ً ﺆﺳﺴﺔ ﻣ ًﻌﺎ ،ﺑﺘﺤ ّﺪﻳﻪ أو ﻣﻬﺎدﻧﺘﻪ أو اﺳﺘﻌﺮاﺿﻪ أو ﻋﻤﻘﻪ اﻟ ﺴﻴﺎﳼ؛ ﻓﺨﻄﺎب وأداء أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻟﻌﺮب ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺼﻞ إﱃ اﻟﻨﺎس وإﱃ اﳌ ّ ّ ﺆﺳﺴﺔ أو ﺳﻄﺤ ّﻴﺘﻪ ،وﻣﻨﻪ ﺗ ُﻘﺮأ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻷﺣﺰاب وﺗﺄﺛ�ﻫﺎ ﻋﲆ ﺷﻌﺒﻨﺎ .وﺗﻘﻊ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻀﻌﻒ ﻫﺬه ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﻃﺮدﻳّﺔ ﻣﻊ ﻣﻘﺪار ﺣﺼﺎر اﳌ ّ ﺆﺳﺴﺔ ﺗﻄﻮﻳﻊ أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ أﻧﻔﺴﻬﻢ، اﻹﴎاﺋﻴﻠ ّﻴﺔ وﺗﺤﺮﻳﻀﻬﺎ ﻋﲆ أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻟﻌﺮب .وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول ﻓﻴﻬﺎ اﳌ ّ ﲇ ،وإدراﻛﻬﺎ أن ﺗﻨﺠﺢ إﱃ ﺣ ّﺪ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻛﺮﺜَ اﳌﺮاﺣﻞ اﺣﺘﻴﺎ ًﺟﺎ إﱃ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﺗﻌﺰﻳﺰ آﻟ ّﻴﺎت ﺗﺒﻌ ّﻴﺘﻬﻢ ﻟﺮﴇ اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴ ّ اﳌﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﺤﺰﺑﻴّﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﱪﳌﺎ ّ� ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. واﻟﺠ�ﻫ�ي ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﱪﳌﺎﻧﻴّﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻟﺘﻘﻮﻳﺔ آﻟﻴّﺎت اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺤﺰ ّﻲﺑ ّ َ ّ إن ّ◌أﻫ ّﻢ ﺗﻠﺨﻴﺼﺎت اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﻟﻠﻤﺸﱰﻛﺔ )اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻤ ّﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻤ ّﺮ َوﻓﻖ اﻟﺨ ّﻂ اﻟﺬي ﺗﺴ� ﻋﻠﻴﻪ اﻵن( ﻳﺸ� إﱃ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ واﺿﺤﺔ وﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ إﻧﺠﺎزات اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺗﺎرﻛ� ﻗﺮار اﻻﻟﺘﺰام ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺎ ّﱄ( إﱃ اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت اﻟﺬاﺗﻴّﺔ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎت ﻣﺮﺣﻠﺔ "ﺗﻔﺎؤل اﻹرادة" أي اﻟﺬي ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﺘﻄ ّﻮ ًرا ﺑﺪرﺟﺎت ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷداء اﻟ )اﻟﺬي ﻋ َﻜ َﺲ َ ّ ﳌﺮﻛّﺒﺎت اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أ ّدى اﻧﻌﺪام اﳌﺮﺟﻌﻴّﺔ ﺗﻠﻚ إﱃ ﺗﺬﺑﺬب واﺿﺢ ﺑﻞ إﱃ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت واﺿﺤﺔ .ﻓﻔﻲ أﺣﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻨﺎ اﻟﺼﺎدرة ﻗﺒﻞ ﻓﱰة ﻗﺼ�ة أﻛﺪﻧﺎ أن "ﺗﺼﻮﻳﺖ ﻛﺘﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ َو ''اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ�'' ﻟﺠﺎﻧﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮاﻧ� اﻟﻌﻨﴫﻳّﺔ ﻳﻜﺸﻒ اﻟ َﺒ ْﻮن اﻟﻮاﺳﻊ ﺑ� اﻷﻗﻮال ﲇ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﻮ ﱡﺟﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ واﻟﺘﴫﻳﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﺴﻼم وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ،وﺳﻠﻮﻛﻬﻢ اﻟ ﺴﻴﺎﳼ اﻟﻔﻌ ّ ّ اﳌﺘﻄ ّﺮﻓﺔ". إن اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻣﺆﻤﺗﺮات ﻫﺮﺗﺴﻠﻴﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ وﺑﺎﻋﱰاف إﴎاﺋﻴﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺗﻬﺪف إﱃ رﺳﻢ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻃﻲ" أو ﻗﺒﻮل اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴ� ﺑﻬﺪف "ﻛﺸﻒ أوراﻗﻨﺎ" ،واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ "اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺪ�ﻘﺮ ّ ﻮﻃﻨﻲ ،وﻗﺒﻮل أن ﻧﺨﻄﺐ ﰲ ذﻛﺮى ﻣﻘﺘﻞ راﺑ� )ﺛ ّﻢ ﻳﺄﻲﺗ ﻣﻦ ﻳﺸﺒﻬﻮن ﻣﻈﺎﻫﺮة ﰲ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﻤﺑﺸﺎرﻛﺔ اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� وﺑﺘﺤﻴﻴﺪ اﻟﺘﺠ ّﻤﻊ اﻟ ّ ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻷداء ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ وﻳﺮﻓﻀﻮن ﻫﺬه اﳌﺸﺎرﻛﺔ( ،واﻟﺘﴫﻳﺤﺎت اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ﺑﺎﻟﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﻋﺪم اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺟﻨﺎزة ﺑ�س واﻋﺘﺒﺎر ذﻟﻚ ﺧﻄﺄًّ ، اﻟﻔﺮدي ﻳﺒﺪو ﻣﺘﻨﺎﻗﻀً ﺎ ﻤﺗﺎ ًﻣﺎ أﻳﻀً ﺎ ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﳌﺸﱰﻛﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻨﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ .إ ّن ذﻟﻚ اﻟﺒﻮن اﻟﺸﺎﺳﻊ ﺑ� اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ واﻷداء ﻻ ﺗ ّﱪره أﺟﻮاء ّ اﻟﻔﺎﺷﻴّﺔ ،وﻻ "إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪة".
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
أﻛﺮﺜ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻫﻮس " ﻋﺪم اﺳﺘﻔﺰاز إﴎاﺋﻴﻞ" ،ﻓﻜﺎن ﻫﺬا ﺣﻜﻤﻨﺎ ﺑﻌﺪ أي ﺧﻄﺎب أو ﺳﻠﻮك ﻳﺤﺪث ﺿﺠﺔ ﰲ اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴﲇ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻋﻜﺲ أداء أﺻﺒﺢ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻣﻦ أداﺋﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺧﻼل اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .وذﻟﻚ ﺑﺪل أن ﻧﴫ، ﻛ� ﻓﻌﻠﻨﺎ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻋﲆ أداء ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ اﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻛﺠﺰء ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ. ﻧﻀﻴﻒ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺘﺨﺒّﻂ ،اﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ ﰲ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻟﺼﻤﺖ ﻣﻄﺒﻖ وﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧُـﻤﻨﻊ ﰲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴّﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻷﻗﴡ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺣﺘّﻰ أن ﻧﻄﺮح ﺑ ِﺠ ّﺪﻳّﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺗﺠﻤﻴﺪ ﻋﻤﻠﻨﺎ اﻟﱪﳌﺎ ّ� ﺑﻌﺪ إﺧﺮاج اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣ ّﻴﺔ اﻟﺸ�ﻟ ّﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻏﺎﻓﻠ� أو ﻏ� ﺗﻘﻞ أﻫ ّﻤﻴّﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ،وأ ّن ﻓﺘﺢ ﻛﺎﻓّﺔ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﺗﺰﻳﺪك داﻤﺋًﺎ ﻗ ّﻮة، ﻣﺪرﻛ� أ ّن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟ ِﺠ ّﺪ ّي ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﻮﻟّﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻗﺪ ﻻ ّ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻬﻮ ًﻣﺎ ﺿﻤﻨًﺎ. وﻳﻘﻠّﻞ ﻣﻦ اﺣﺘ�ل ﺟﻌﻠﻚ ﻣﺘﻮﻗﱠ ًﻌﺎ ،وﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗ ّﻮة ﺧﻴﺎر اﳌﺸﺎ َرﻛﺔ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ّ ﺗﺆﴍ ﻟﱰا ُﺟﻌﺎت ِﺟ ّﺪﻳّﺔ ﰲ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ .أﻛﺮﺜ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،إن ﻫﺬا ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻻ ﻧﺴﺘﻐﺮب ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﻟﻠﺸﺎرع اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ اﻟﺘﻲ ّ اﻷداء اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻫﻮ أﻛﺮﺜ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﺑﺮوز �ﻮذج ﻏ� ﺳﻴﺎﳼ ﺷَ ْﻌ َﺒﻮ ّي وﺳﻄﺤﻲ ﻳﺒﻨﻲ ﱠﺷﻌﺒﻮﻳﺘﻪ ﻋﲆ ﺗﺮا ُﺟﻊِ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ واﻟﻨﻀﺎﻟﻴّﺔ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ ،وﻋﲆ ﺧﻔﺾ ﻣﻨﺴﻮب اﻟﻨﻘﺎش واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ�.
اﻟﻌﻮدة ﻟﺘﻔﺎؤل اﻹرادة ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﳌﺸﱰﻛﺔ ،اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻤﻠ ًّﻴﺎ ﻋﻦ دوﻟﺔ اﳌﻮاﻃﻨ� وﻋﻦ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﻠﻴﺎت ﻫﺬا اﻷداء اﺑﺘﻌﺎدا ﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻣﻨﺠﺰات ﺳﺎﺑﻘﺔ ْ ﴐورة ﺗﻨﻈﻴﻢ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﻮﻣﻴًّﺎ ،أي اﻟﺬي ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺘﺎج ﻣﻨ َﺠﺰات اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .أي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﲆ أداﺋﻨﺎ ﰲ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن أﻻ ﻧﺨﺮج اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺎق ﻧﺸﻮﺋﻬﺎ وأﻻ ﻧﻀﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻤﺑﺴﺄﻟﺔ رﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﺴﻢ ،ﻓﺴﻴﺎﻗﻬﺎ اﻷﻋﻤﻖ ﻫﻮ ﺳﻴﺎق ﺗﻄﻮر ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺬاﻲﺗ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﺳﻴﺎق ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻸﻃﺮ "اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ" .وﺣﺘّﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻧﻘﻠّﻞ ﻣﻦ أﻫ ّﻤ ّﻴﺔ اﻻ ّدﻋﺎء أﺻﻼ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺣﺰاب ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﳌﻮاﻗﻒ ،وأ ّن اﻻﺧﺘﻼف ﺑ� اﻟﺘﺠ ّﻤﻊ واﻟﺠﺒﻬﺔ -اﳌﻜ ﱢﻮﻧَ ْ� اﻷﻛﺮﺜ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟ ّﻴ ًﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄ ّن اﳌﺸ َﱰﻛﺔ ﻫﻲ ً اﳌﺸﱰﻛﺔ -ﺑﻘﻲ وﺳﻴﺒﻘﻰ ﻛ� ﻫﻮ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻻّ ﻧﺘﻮﻗّﻊ ﻣﻨﻬﺎ أداء ﺳﻴﺎﺳ ًّﻴﺎ ﻗﻮﻳًّﺎ ،ﻓﺈ ّن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺤﺠﻴﻢ ﻫﺬا اﻻ ّدﻋﺎء ﻛﺎ ّدﻋﺎء ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴّﺔ ﻏ� ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎورة ،وذﻟﻚ ﻟﻸﺳﺒﺎب اﳌﺮﻛﺰﻳّﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :أ ّوﻻً ،أ ّن ﻫﺬا اﻻ ّدﻋﺎء ﻳﻘﻔﺰ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎه أو ﺑﻌﺪم اﻧﺘﺒﺎه ﻋﻦ أ ّن اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻫﻲ أﻳﻀً ﺎ ﻧﺘﺎج ﺳﻴﺎق ﺗﻄ ﱡﻮر اﻟﻘ ّﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻫﻲ أﺣﺪى ﻧﺘﺎﺟﺎت ﻣﺮﺣﻠﺔ "ﺗﻔﺎؤل اﻹرادة" واﻻﻧﻌﺘﺎق ﻣﻦ وﺻﺎﻳﺔ وﺗﻮﻗّﻌﺎت ﺆﺳﺲ ﲇ ﺑﻌﺎ ّﻣﺔ ،ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ :أ ّن اﻟﻮﺣﺪة ﻫﻲ داﻤﺋًﺎ ً أﺻﻼ ﺑ� ﻣﺨﺘﻠﻔ� ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻢﻟ �ﻨﻌﻬﺎ أن ﺗ ّ ورﴇ أﺣﺰاب اﻟﻼ�� اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� واﻟﺸﺎرع اﻹﴎاﺋﻴ ّ ﲇ .ﺛﺎﻟﺜًﺎ :أ ّن اﻟﺴﻌﻲ اﳌﺘﺤ ّﻤﺲ ﻟﻨﺴﺞ ﺗﻔﺎ ُﻫ�ت ﻣﻊ " َﻣﻦ ﳌﻔﻬﻮم "اﻟﻮﺣﺪة ﻗ ّﻮة" ،ﻣﺎ ﻢﻟ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻃﺒ ًﻌﺎ ﰲ ﻟﻌﺒﺔ ﻫﻴﻤﻨﺔ وﺑﻨﺎء ﻧﻔﻮذ داﺧ ّ أﺛﺒﺘﻮا أﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ" )ﺑﺪل ﺑﺬل اﻟﺠﻬﻮد ﻋﲆ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﱰﻛﺔ ،وﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ ﻟﻠﻤﺸﱰَﻛﺔ( ،ﻳﺮاﻫﻦ ﻋﲆ ﻗ ّﻮة اﳌﺸﱰﻛﺔ "ﻛﻘ ّﻮة ﺑﺮﳌﺎﻧ ّﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ" ،ﻻ ﻋﲆ ﺿﻌﻔﻬﺎ " ﻛﺄداة ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻟﻴﺲ إﻻّ " .ﻓﻬﻞ ﺗ َ ْﺼﻠﺢ اﳌﺸﱰَﻛﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻗ ّﻮة وﻃﻨﻲ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻔﺎﻫ�ت "ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺒﻬﻮن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ" ،وﻻ ﺗﺼﻠﺢ أن ﺗﻜﻮن ﻗ ّﻮة ﻣﻐﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﴩوع ّ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻌﻪ؟ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻔﺘﻮح ّ ّ إ ّن ﻏﻴﺎب ﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ وﻃﻨ ّﻴﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻻ ﻳﺆ ّدي ﻓﻘﻂ إﱃ ﻋﺪم ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻨ َﺠﺰات ﺷﻌﺒﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ وإﱃ ﻤﺗﻜﱡﻦ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ اﻻرﺗﺪاد ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺆﺳﺴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴّﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪﻫﻢ وﺗﻌﺘﱪ إﻧّﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻤﺗ ﱢﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﱰاﺟﻌﺎت "ﻛﻔﺮﺻﺔ" ،ﻏ� ﻣﻨﺘﺒﻬ� إﱃ أ ّن اﳌ ّ ﻮﻃﻨﻲ وﺗﻌﺰﻳﺰﻫﻢ "ﻛﻘﻮى اﻋﺘﺪال"-وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﻣﺎذا ﻋﻨﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻨﺬ اﻟﻨﻜﺒﺔ أداءﻫﻢ "ﻓﺮﺻﺔ" ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻣﺨﻄﱠﻄﻬﺎ ،وﴐب ﻧﻀﺎﻟﻨﺎ اﻟ ّ ﺑﻘﻮى اﻻﻋﺘﺪال. واﻟﺸﻴﻮﻋﻲ واﻹﺳﻼﻣ ّﻲ،- اﻟﻘﻮﻣﻲ وﻃﻨﻲ ﺗﻘﻮده اﻟﺘ ّﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ - ﺗﺤﺘﺎج اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟ ّﻴﺔ ،وﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﺣﺎﺳﻢ ،إﱃ ﺑَﻠْ َﻮرة إﺟ�ع ّ ّ ّ ﻧﺜﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻨ َﺠﺰاﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ،و�ﻨﻊ ﺗﻔﺮﻳﻐﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺟﻮاء اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ،ﻛ� ﻧﺤﺘﺎج ﻟﻔﻬﻢ أن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳّﺔ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ واﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻫﻲ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﻧﻘﻮدﻫﺎ وﻻ ﻧﻨﻘﺎد ﻟﻬﺎ .ﻛ� ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﺤﺬر ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ إﻏﺮاءات "اﻟﺘﺄﺛ� ﻋﲆ اﻵ َﺧﺮ" اﻟﺘﻲ ﻤﺗﺎ َرس أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﺄﻋﻀﺎء اﻟﱪﳌﺎن ﺑﺤﻴﺚ �ﻴﻞ إﱃ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻟﻌﺒﺔ ﻗ ّﻮة ﻣﻮﻫﻮﻣﺔ ،ﻧﺘﻮ ّﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛ� ،دون أن ﻧﻌﻲ أ ّن ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬه ﻗﺪ ﺗﺄﻲﺗ ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
6
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
واﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺸﺒﺎﻲﺑ )وﻫﺬا ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻮﺿﻊ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻫﺘ�م واﻟﺠ�ﻫ�ي ﻋﻼوة ﻋﲆ ﻫﺬا ،ﺗﺤﺘﺎج ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ إﱃ زﻳﺎدة وزن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﺰ ّﻲﺑ ّ ّ ﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺎ ّم ،ﺣﺘّﻰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﺣﺰاب ﺣ�ﻳﺔ أداﺋﻬﺎ اﻟﱪﳌﺎ ّ� واﻟﻨﻀﺎﱄ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﻮع ﻷﺟﻮاء اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ( ﺿﻤﻦ اﳌﺠﺎل اﻟ ّ وﻗﻮاﻧ� اﻹﻗﺼﺎء ،أو ﻹﻏﺮاءات اﻟﺘﺄﺛ� اﳌﻮﻫﻮﻣﺔ.
• ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ -ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻲ -اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﻼﺛﻮن /اﻳﺎر 2017
7
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org