أوراق معـلـومــــاتـيـة النساء الفلسطينيات في سوق العمل اإلسرائيلي همّت زعبي* يحظى موضوع عمالة النساء باهتمام واسع في العالم ،لِما له من أهمّـيّة وتأثير على مكانة المرأة كفرد، والنساء كشريحة ،وذلك بناء على ما يراه الكثيرون/ات أنّه باإلضافة إلى أنّ العمل المأجور ينطوي على منفعة شخصيّة لكلّ امرأة عاملة على صعيد رفع مكانتها االجتماعيّة وتنمية قدراتها اإلنسانيّة ،وقد يساهم في استقاللها الشخصيّ واالقتصاديّ ،يشكّل هذا العملُ رافعةً في دفع مكانة النساء كمجموعة مهمَشة تعاني التمييز في حقوقها االجتماعيّة واالقتصاديّة والسياسيّة. لقد شغل موضوعُ عمل النساء الكثيرَ من الباحثين والباحثات واألطر النسويّة المحلّـيّة والعالميّة المهت ّمات/ين بمجال عمالة النساء ،وكثرت األبحا تميّزت األبحا
التي تناولته من جوانبه المختلفة .في هذا المجال،
النسويّة بثالثة محاور أساسيّة وجّهت من خاللها نقدها صوب آليّات البحث الذكوريّة
المتّبَعة في هذا المجال وفرضيّاته .تَمركَزَ المحور األوّل في استئناف النسويّات حول تعريف مصطلح العمل ،مدّعياتٍ أنّ اإلحصاءات الرسميّة تتجاهل -على نحو منهجيّ -المَهامَ المنزليّة وتربية ورعاية األطفال -وهي مَهامّ ما زالت النساء يقمنَ بها كجزء من تقسيم الوظائف التقليديّة وَفق النوع االجتماعيّ، مقلِلة بهذا من أهمّـيّة إسهامات المرأة في االقتصاد العامّ ومشيرات إلى تبعات هذا التهميش على تكريس دونيّة مكانة المرأة في المجتمع (كتّاب .)8002 ،أمّا المحور الثاني ،فيتركّز في نقدهنّ أنّ اإلحصاءات المركزيّة ال تشمل العمل في القطاع غير الرسميّ ،مثل الزراعة والعمل في مصالح عائليّة وأعمال أخرى ،حيث تشير الدالئل إلى وجود فائض تمثيل للنساء ضمن هذا القطاع في معظم مناطق العالم، وبخاصّة في الدول النامية ( ،)Sethuraman, 2000األمر الذي يُبقي نسبة كبيرة من النساء العامالت جـدل العدد الرابع /تشرين أول 9002
1
مدى الكرمل www.mada-research.org