ﻛــﻠــﻤــﺔ اﻟـﻌــــﺪد ﻫ ّﻤﺖ زﻋﺒﻲ* ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻨﺎﴏة إﺣﺪى اﳌﺪن اﳌﻬﻤﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄ� ،وﻳﻌﻮد ﻫﺬا ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة ،ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﱪ اﻟﻌﺼﻮر ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻨﻈﻢ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺘﻬﺎ .وﺗﺸ� اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ 1إﱃ أن أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ازدادت ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ﺣ� ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺎﻫﺘ�م ﺧﺎص ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻤﺮ؛ وﻛﺎن ﻫﺬا أﺣﺪ اﻟﺤﻜﺎم اﳌﺤﻠﻴ� ﰲ ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜ�� .ﻓﻔﻲ ﺣ� ﻛﺎﻧﺖ ،ﺣﺘﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐ�ة ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت ،ﻛﺎن ﻻﻫﺘ�م ﻣﺮﻛﺰي ﰲ ازدﻫﺎر اﳌﺪﻳﻨﺔ . ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ،وﻟﱰﻛﻴﺰه ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻣﻦ واﻟﺘﺠﺎرة ،دور ّ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﳌﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ دور ﻛﺒ� ﰲ ازدﻳﺎد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﺒﺸ�ﻳﺔ .وﺗﺰاﻣﻨًﺎ ﻣﻊ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،وﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﻣ ّﻴﺰ ﻓﱰة ﺣﻜﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻤﺮ ،ﺗﻮاﻓﺪت إﻟﻴﻬﺎ ﺣﻤﻼت ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺗﺒﺸ�ﻳﺔ وﺗﻮاﻓﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜ� ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻲ اﳌﴩق .اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻟﺘﻨﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻋﲆ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜ�� وﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� ،ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 7,400ﻧﺴﻤﺔ.
2
وﰲ ﻓﱰة اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻛﻐ�ﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺪن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻃﺆ ﰲ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻄﻮر ،ﺣﺎﻓﻈﺖ اﻟﻨﺎﴏة ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﻤﺔ أﻳﻀً ﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،وﻗﺪ اﺗﺨﺬﻫﺎ 1ﻳُﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺎﴏة ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺴﻴﺲ أﺳﻌﺪ ﻣﻨﺼﻮر ) .(1924اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻦ أﻗﺪم زﻣﺎﻧﻬﺎ إﱃ أﻳﺎﻣﻨﺎ اﻟﺤﺎﴐة .اﻟﻘﺎﻫﺮة :ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻬﻼل .وﻛﺬﻟﻚ :ﻋﻮض ،ﺧﺎﻟﺪ ،ﻳﺰﺑﻚ ،ﻣﺤﻤﻮد ،ﴍﻳﻒ ،ﴍﻳﻒ ) .(2012اﻟﻨﺎﴏة :ﺳﺠﻞ ﻣﺼﻮر :ﻣﻦ أواﺧﺮ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﺜ�� ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� .1948-1856 ،اﻟﻨﺎﴏة :ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺴﺒﺎط ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﱰاث.
2
Forman G. (2006). Military Rule, Political Manipulation, and the Jewish Settlement: Israel Mechanisms for Controlling Nazareth in the 1950s. Journal of Israeli History, 25(2), 335-359
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻣﺮﻛ ًﺰا إدارﻳًّﺎ ،وﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﺮﻛ ًﺰا ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻨﺎﴏة .وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 15,500ﻧﺴﻤﺔ.3 اﻛﺘﺴﺒﺖ اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ أﻋﻘﺎب اﻟﻨﻜﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﺟ ّﺮاء اﳌﴩوع اﻻﺳﺘﻴﻄﺎ� اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﱄ اﻟﺼﻬﻴﻮ� .ﻓﻔﻲ ﺣ� ﺟﺮى ﺗﻔﺮﻳﻎ ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺪن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴ� ،وﻣﺤﻮ أو إﻟﻐﺎء ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺎﴏة اﳌﺪﻳﻨ َﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻢﻟ ﻳﻬ ّﺠﺮ أﻫﻠﻬﺎ ،وﻳﻌﻮد ﻫﺬا ﺑﺎﻷﺳﺎس إﱃ أواﻣﺮ ﻣﺸﺪدة ﻣﻦ ﺑﻦ ﻏﻮرﻳﻮن اﺑﺘﻐﺖ ﺗﺠﻨﺐ ﻏﻀﺐ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن واﻟﻌﺎﻢﻟ اﳌﺴﻴﺤﻲ. 4 ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم إﺧﻼء اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﺈن ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﺧﺘﻼﻓًﺎ ﻛﺒ ً�ا ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻜﺒﺔ؛ إذ ﺗﺸ� اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ درﺳﺖ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة إﱃ أن %20ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﻋﺸﻴﺔ وﺧﻼل اﻟﻨﻜﺒﺔ ،وأن ﺿﻌﻒ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى اﳌﺠﺎورة ،ﺟﺮاء اﻟﻌﺪوان اﻟﺼﻬﻴﻮ�. ﻓﻔﻲ ﺣ� ﻛﺎن ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﰲ أﻳﻠﻮل ﻋﺎم 1948ﻳﻘﺎرب ،15,000ﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 20,000ﻣﻬ ّﺠﺮ/ة ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن ﻋﺎد ﺟﺰء ﻣﻨﻬﻢ إﱃ ﻗﺮاﻫﻢ ﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﺤﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎت دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﺬﻟﻚ .ووﺻﻞ ﻋﺪد اﻟﻼﺟﺌ� ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ﻋﺎم 1949إﱃ 5,200وﺷﻜﻠﻮا رﺑ ًﻌﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ.5 ﻛﻮﻧﻬﺎ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ دون ﻃﺮد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ودون ﻫﺪم ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ،أﻛﺴﺒﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻫﺘ�م ورﻗﺎﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ّ أﺧﺮى .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﺮاﻗﺒﺔ واﳌﻼﺣﻘﺔ وﻣﻨﻊ اﻟﺘﻨﻈﱡﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ وﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﺤﺴﺐ أﻧﻈﻤﺔ وﻗﻮاﻧ� اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي ،ﻃﺎﻟﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ� ﻣﻤﻦ ﺗﺒﻘﻮا ﰲ ﺑﻼدﻫﻢ .إﻻ أن 3اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.337 . 4ﻋﺒـﺪ اﻟﺠـﻮاد ،ﺻﺎﻟـﺢ )" .(2006ﳌﺎذا ﻻ ﻧﺴـﺘﻄﻴﻊ ﻛﺘﺎﺑـﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﳌﻌﺎﴏ ﻣﻦ دون اﺳـﺘﺨﺪام اﳌﺼﺎدر اﻟﺸـﻔﻮﻳّﺔ" .ﰲ :ﻣﺼﻄﻔـﻰ ﻛﺒﻬﺎ )ﻣﺤ ّﺮر( ،ﻧﺤﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ رواﻳﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻜﺒﺔ )ﺻﻔﺤﺎت .(25-55 :ﺣﻴﻔﺎ :ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ -اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﻲﺑ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ.
5
Dallasheh, L. (2012). Nazarenes in the Turbulent Tide of Citizenships: Nazareth from 1940 to 1966. Thesis ( Ph.D). New York University.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺗﺤﺴ ًﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎﳼ اﳌﻌﺎرض ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎﴏةّ ، اﻧﺘﺸﺎر ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻧﺸﺎط اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ؛ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ُﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط ﰲ اﳌﺠﻤﻌﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة . ﺗﺸﻜﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ إﺣﺪى آﻟﻴﺎت ﻣﺤﺎوﻻت ﺿﺒﻂ وﺗﻄﻮﻳﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .وﻛﺎﻧﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻷوﱃ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ،ﺑﻌﺪ اﺣﺘﻼل اﻟﺒﻼد ،أﺣﺪ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺼﺎرﺧﺔ ﻟﻬﺬه اﳌﺤﺎوﻻت .ﻓﻘﺪ ﻋﺎرﺿﺖ وﻋﻄّﻠﺖ دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺠﺞ أﻣﻨﻴﺔ ،إﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻟﻌﺪة ﺳﻨﻮات ،إﱃ أن ﻋﻘﺪت أﺧ ً�ا ﻋﺎم .1954وﻗﺪ ﺣﺼﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻋﲆ أﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ) ،(%38.4وﻣﻊ ﻫﺬا ﻢﻟ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﺋﺎﺳﺔ ﻋﻴﻨﻲ إﱃ أن دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ،وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .وﺗﺸ� اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺸﻜﻞ ّ
اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺠﻬﺪ ﻛﺒ� ﳌﻨﻊ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ. 6
ﻢﻟ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺗﺪﺧﻼت اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻘﻂ ،وﻗﺪ دأﺑﺖ دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ،ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ رﺳﻤ ًّﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎ� ﻋﺎم ،1966ﻋﲆ دﻋﻢ ﻗﻮاﺋﻢ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ،وﺣﺎوﻟﺖ ﺟﺎﻫﺪ ًة ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺠ�ﻫ� اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .وﻋﻠﻴﻪ ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﳌﺼﺎدﻓﺔ أن ﺗ ُﻌﺘﱪ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم 1975ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺣﺪﺛ ًﺎ ﺳﻴﺎﺳ ًّﻴﺎ ﻣﻔﺼﻠ ًّﻴﺎ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺎﴏة واﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻓﺎز اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺠﺒﻬﺔ ،ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة واﺳﺘﻤﺮ ﰲ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺣﺘﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة -ﻣﺤﻮر ﻫﺬا اﻟﻌﺪد . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،وﻟﻸﺳﺒﺎب اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼه وﻏ�ﻫﺎ ،ﺷﻐﻠﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،ﰲ ﺟﻮﻟﺘﻴﻬﺎ )(2014-2013 ﺣ ّﻴ ًﺰا واﺳ ًﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،واﻫﺘﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ وﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .وﻛﺎن ﻣﻦ وراء ﻫﺬا اﻻﻧﺸﻐﺎل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﺧﺴﺎرة اﻟﺠﺒﻬﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻷرﺑﻌ� ﻋﺎ ًﻣﺎ ،وﻓﺸﻞ اﻷﺣﺰاب اﻷﺧﺮى ﺑﻄﺮح ﺑﺪﻳﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﲇ اﻟﺴﻼّم اﻟﺬي اﻧﺸﻖ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻧﺎﺋ ًﺒﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﻛﺮﺜ ﻣﻦ 15ﺳﻨﺔ ،وﻓﻮزه ﺑﻬﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت. ﻳﻀﺎف إﱃ ﻫﺬا اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻗﻮة اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،وﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﺤﻴﺰ اﻟﻌﺎم وﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﺣﺰاب ﺑﺎﳌﺒﺎ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ودورﻫﺎ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ أو ﻣﺤﺎرﺑﺘﻬﺎ . رﻤﺑﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﻷﺧ�ة ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﻳﺠﻮز اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ أﻳﻀً ﺎ ﻋﻦ ّ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،وﻟﻜﻦ اﻻﻫﺘ�م واﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﺎم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ذُﻛﺮت ﺳﺎﺑﻘًﺎ ،ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺤﻔ ًﺰا ﻟﻨﺎ ﰲ "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" ﻋﲆ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺤﻮار واﻟﺠﺪل ﺣﻮل إﺳﻘﺎﻃﺎت ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﺎﴏة وﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ . ﻷنّ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﻴﻨ ًّﻴﺎ ﺷﻐﻠﺖ ﴍاﺋﺢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ؛ ﻧﺎﺷﻄ� وﻧﺎﺷﻄﺎت ﺣﺰﺑﻴ�، وﻋﻠ� أﻧﻬﺎ ﺷﻐﻠﺖ اﻹﻋﻼم اﳌﻜﺘﻮب واﳌﺴﻤﻮع وﻏ� ﺣﺰﺑﻴ� ،أﻛﺎد�ﻴ� وﻧﺎﺷﻄ� ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪ�ً ، واﻣﺘﻸت ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﺑﺘﻐﺮﻳﺪات وﺗﻌﻘﻴﺒﺎت ،ﻗﺮرﻧﺎ ﰲ "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" أن ﻧﻌﺘﻤﺪ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ "ﺟﺪل" .وﺑﻐﻴﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎب أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻻت وﻣﻦ اﳌﻬﺘﻤ� واﳌﻬﺘ�ت ،أرﺳﻠﻨﺎ دﻋﻮة ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﻘﺎﻻت ُﻋ ّﻤﻤﺖ ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ واﻟﱪﻳﺪ اﻷﻟﻜﱰو� .وﻓﻌﻼً ﺗﻠﻘّﻴﻨﺎ ﻋﺪ ًدا ﻛﺒ ً�ا ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻫ�ت ﳌﻬﺘﻤ�/ات ﰲ ﻣﻮﺿﻮع ﻫﺬا اﻟﻌﺪد . ﺟﺮى ﺗﺤﺮﻳﺮ اﳌﻘﺎﻻت ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎﻻت رأي ،وارﺗﺄﻳﻨﺎ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﻀﻤﻮن اﳌﻘﺎﻻت ،إﻻّ اﺑﺘﻐﺎ َء ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻻدﻋﺎءات ﻓﻴﻬﺎ وإﺳﻨﺎدﻫﺎ .أﻣﺎ اﳌﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻃﺎﺑ ًﻌﺎ ﺣﺰﺑ ًّﻴﺎ واﺿ ًﺤﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺖ ﺗﻬﺠ�ت ﻋﲆ ﺷﺨﺼﻴﺎت أو أﺣﺰاب ﻋﻴﻨﻴﺔ ،أو ﺣﻤﻠﺖ ادﻋﺎءات ﻏ� ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻏ� ﻣﺴﻨﻮدة ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤﻨﺎ 6ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع ،ﺗﺮﺟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ) -Forman (2006ﻣﺼﺪر ذُﻛﺮ ﺳﺎﺑﻘًﺎ. 4 ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ إﱃ ﻛﺎﺗﺒﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻋﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ،وﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻢﻟ ﻧﻔﻠﺢ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻌﺪﻟّﺔ ،وﻢﻟ ﺗ ُ ْﺪ َرج ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻻت ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد . اﻧﺸﻐﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻘﺎﻻت ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﰲ دور اﻷﺣﺰاب ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﻗَ َﺮﻧَﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﺑ� دور اﻷﺣﺰاب اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وذاك اﳌﻨﺸﻮد ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻣﺮﻛّﺰ ًة ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻋﲆ اﻧﻌﻜﺎس ﻫﺬا اﻟﺪور ﻋﲆ اﳌﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺎﻃﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺤﻠﻴﻞ دور اﻷﺣﺰاب ﰲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻵﻓﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص .ﻓﻴﺤﺎﺟﺞ ﺣﺴﻦ أﻣﺎرة ،ﻣﺜﻼً ،أن اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﺮﺷﺤ� ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ وﻗﻮاﺋﻢ اﳌﺮﺷﺤ� ﻟﻠﻌﻀﻮﻳﺔ واﻻﺋﺘﻼﻓﺎت واﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ،ﻗﺒﻞ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺑﻌﺪﻫﺎ ،واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى أن ﺗﻔﺮض ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ وأَ ِﺟ ْﻨﺪﺗﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮﻛﺎت ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﺳﻴﺪة اﳌﻮﻗﻒ ،وﻟﻨﺎ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﳌﺜﺎل اﻷﻛﱪ .وﻳ ّﺪﻋﻲ أﻣﺎرة أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻮﻫﻦ اﻷﺣﺰاب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤ ّﺪﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﴬورة ﺗﺴﻴﻴﺴﺎ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻐﺪو اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ أدا ًة ﻓﻌﻠﻴﺔ وﺟﺰ ًءا ﻓﻌﻠ ًّﻴﺎ وﻓ ّﻌﺎﻻً ﻣﻦ ً إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗ ُﺒﻨﻰ ﻟﺘﻮاﺟﻪ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ . ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﺳ� أﻣ� ﻣﺨﻮل ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﻘﻮﻟﺔ "اﻟﻨﺎﴏة ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ" ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣﺠﺎزي ﻣﻌﻨﻮي ﻢﻟ ﻳﻌﺪ دﻗﻴﻘًﺎ اﻟﻴﻮم ،وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ أﻣﺎرة ﺑﺸﺄن ﻗﺪرة اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺛ� أو رﻓﻊ ﺳﻘﻒ اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت اﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸ� أن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﺟﺰء ﺗﻐ�ات ﻏ� ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،و�ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءﺗﻬﺎ اﺳﺘﺸﻔﺎف ﱡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎم .وﻳﻀﻴﻒ أن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﺘ� ﻣﻔﺼﻠ ّﻴﺘ� ﺗﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة؛ أُوﻻﻫ� ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎم ،1975واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 2013-2014وﺗﺤﻤﻞ اﻷﺧ� ُة ﻣﻼﻣﺢ ﺿﻤﻮر اﻷوﱃ .وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺨﻮل أن اﻟﺘﺸﻜّﻼت اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻣ ّﻴﺰت ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ إﻧﺠﺎزات ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻏ� ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،واﺣﺘﻠﺖ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺼﺪارة .وﻋﲆ رﻏﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﺣﺰاب ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻫﻲ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻷﻗﻮى واﻷﺛﺒﺖ ،ﻓﺈنّ اﻷﻣﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ،وﻳﺸ� إﱃ أﻧﻪ إن ﻢﻟ ﻳﺠ ِﺮ اﺳﺘﺤﺪاث �ﺎذج ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ ،ﻓﻬﻨﺎك ﺧﻄﻮرة ﰲ إﺿﻌﺎف اﻷﺣﺰاب أﻛﺮﺜ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺪ إﻧﺘﺎج اﻟﻘﻮة ﻟﻠﺒﻨﻰ اﳌﺤﻠّﻮﻳّﺔ ،ﻤﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ. ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻮاودة ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﺸﺄن أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﺳﻴﺎﳼ ﻋﺎم ﻳﺸ� إﱃ ﻓﺤﺴﺐ .وﻳﺘﻮﻗﻒ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺣﻮل أﺳﺒﺎب "ﻧﻜﺴﺔ" ﻧﻜﺴﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،ﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎﴏة ْ اﻷﺣﺰاب -ﻋﲆ ﺣ ّﺪ ﺗﻌﺒ�ه ،-وﻳﺪﻋﻲ أن ﻧﻜﺴﺔ اﻷﺣﺰاب ﺗﻌﻮد إﱃ اﺑﺘﻌﺎد اﻷﺣﺰاب ﻋﻦ اﻟﺠ�ﻫ� ،وإﱃ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻟﻌﺎﺋﲇ اﻟﺬي ﻳﱪز ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وإﱃ ﻋﺪم ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﰲ أن ﺗﺘﺘﺤ ّﺪى ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻧﺎﺟ ٍﻊ َ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻷداء واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﳌﺮﺷﺤ� ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻳﻀﻴﻒ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﻐ�ات اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻷﺧ�ة ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺗﺪﻟّﻞ ﻤﺑﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﲆ ازدﻳﺎد اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت أﻣﺎم اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ّ ﺗﻄﻮل ﻣﺠﻤﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺗَﺮا ُﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠ�ﻋﻲ واﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﻴ� ،وﺗﻐﻠﻐﻞ أﻓﻜﺎر اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻲﻛ .وﻳﺪﻋﻮ اﻷﺣﺰاب اﱃ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وإﻧﻌﺎش ﻗﻮاﻫﺎ وﺗﺠﺪﻳﺪ أدواﺗﻬﺎ ،واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺪان .وﻳﺤﺬّر ﻣﻦ أﻧﻪ ﺑﺪون اﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺟِﺪﻳّﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌ� اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻗﺪ ﻧﻜﻮن ﻋﲆ أﻋﺘﺎب ﻣﺮﺣﻠﺔ "اﳌﺨﺎﺗ� اﻟﺠﺪد ". ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﻠﻴﺤﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺎﻻت ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ ﺣﻮل ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب اﻟﻔﻌﲇ ﺑ� اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻮﺻﻠﺔ وﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﺼﻨﻊ اﻟﻘﺮار وﻗﻴﺎدﺗﻪ ،إﱃ ﺧﻴﺎرات ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺧﻴﺎرات أﺧﺮى ﻛﺜ�ة .وﻳﺮﻛّﺰ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺤ ّﻴﺰﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب،
ﺟﺴﻴ� ﻣ ّﻴﺰ أﺣﺰاﺑَﻨﺎ واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﺣ ّﻮل ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ إﱃ ﻛﻠﻴﺸﻴﻬﺎت ﻏ� ُﻣ ْﺠﺪﻳﺔ. ﴫ ﻧﻈ ٍﺮ ً وﻳ ّﺪﻋﻲ أن ِﻗ َ َ اﻟﺘﻐ�ات واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ؛ وﻫﻮ ﻣﺎ أ ّدى إﱃ � ّﻮ اﻷﻃﺮاف اﻟﺘﻲ وﻳ ّﺪﻋﻲ أن اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺴﻴﺎﳼ أﺧﻔﻖ ﰲ ﻣﺠﺎراة ّ ّ اﻟﺴ ّﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ اﻟﺸﺒﻜﺎت ﺑﺪأت ﺗﻄﺎﻟﺐ ّ ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﺠ�ﻫ�ﻳّﺔ ،ﻣﺴﺘﻐﻠ ًﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﱡ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
6
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ واﻟﻨﻴﻮﻣﻴﺪﻳﺎ .وﻳﻀﻴﻒ أن ﺗﻌﺎﻇﻢ دﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وأﺣﺰاب ﻟﻄﺮح ﻣﺤﲇ ﻣﻨﺎﻃﻘﻲ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﺗﺒﺎع ﺑﻌﻀﻬﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ،ﻛ� ﺑﺮوز وﺣﺶ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺆﴍات إﱃ اﻧﻬﻴﺎر ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﰲ اﻟﺒﻨﻰ اﳌﺠﺘﻤﻌﻴّﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ .وﺑﻌﻜﺲ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ اﻟﺬﻳﻦ دﻋﻮا اﻷﺣﺰاب إﱃ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺧﻮﺿﻬﻢ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻳﺪﻋﻮ ﺣﻠﻴﺤﻞ اﻷﺣﺰاب إﱃ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ،أﺻﻼً ،ﰲ ﺟﺪوى اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻛﻞ ﺣﺰب إﱃ ﺗﻘﺪ�ﻬﺎ ﺟ ّﺮاء ذﻟﻚ. اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳّﺔ واﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ ،وﺟﺪوى اﻟﺘﺴﻮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳُﻀﻄ ّﺮ ّ اﻟﺴﻴﺎﳼ وﰲ ﻗﺮاءة اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة ،ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﺮاس ﻧﻌﺎﻣﻨﺔ ﺣﻮل ﺗﻐﻠّﺐ اﻟﺨﻄﺎب ّ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻋﲆ اﻟﺨﻄﺎب اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ .وﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﳌﺮﺷﺤﺎت اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻣﺮأة ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﺷﺪدت ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،واﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﻋﺪ ًدا ﻛﺒ ً�ا ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،ﻢﻟ ﻳﱰ َﺟﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ .وﻣﻦ ﺧﻼل
ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻳﺼﻞ ﻧﻌﺎﻣﻨﻪ إﱃ ﻧﺘﻴﺠ ٍﺔ ُﻣﻔﺎ ُدﻫﺎ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﺰاب ﻓ َِﺸﻠﺖ ﰲ ﻓﺮض أَ ِﺟ ْﻨﺪة اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص .وﻗﺪ ﺗ َﻌﺎﻇَـ َﻢ -ﺑﻨﻈﺮه -ﺗﻔ ﱡﻮق اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻧﺘﺨﺎﻲﺑ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ .وﻳﻀﻴﻒ أن ﺗﻐﻠﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﺪﻫﻮر اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﻬﺪه ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﻳﺪﻋﻮ اﻷﺣﺰاب إﱃ اﻟﴩوع ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﺑﺎ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة . أﻣﺎ اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ ﻧﴪﻳﻦ ﻣﺰاوي ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﺮﻗﻬﺎ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب ،ﻓﺈن ﺟﻞ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﰲ اﳌﻘﺎﻟﺔ ﻛﺎن ﺣﻮل ﺧﺴﺎرة اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ )اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ( ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءة اﻟﻈﺮوف اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﴏة ،واﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺮﻲﺑ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ُﻫﻮﻳّﺘﻬﻢ اﳌﺒﺘﻮرة ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﺗﺤﺎول ﻗﺮاءة إﺳﻘﺎﻃﺎت وﺗﺄﺛ� ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة .ﺑﺪاﻳﺔ ،ﺗﻘﻮم اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ ﻣﺰاوي ،وﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ ،ﻤﺑﺮاﺟﻌﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻷرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة، ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
7
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻣﻨﺬ اﻟﻔﱰة اﻟﻌﺜ�ﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ،ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻤﻴﺰات ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ وﺗﺄﺛ� اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻋﲆ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ وإدارﺗﻬﺎ .وﺗ ّﺪﻋﻲ أن ﺧﺴﺎرة اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ )اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ( ،اﻟﺬي ﺗﺮأس اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ﻟﻔﱰة ﺗﻘﺎرب اﻷرﺑﻌ� ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﻟﻴﺴﺖ وﻟﻴﺪة اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻧﺘﺎج إﺧﻔﺎق ﺳﻴﺎﳼ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷﺧ�ة ﰲ ﺻﻔﻮﻓﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻷﺧ�ة ﺧﺴﺎرة اﻟﺠﺒﻬﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .وﺗﻀﻴﻒ أن ﺗﺠﺎﻫﻞ وﺗﻐﺎﴈ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻋﻦ ِﺳ�ت اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ،وﻋﺪم ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ،ﻛﺎﻧﺖ أوﱃ ﺧﻄﻮات اﻻﻧﺰﻻق اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،وﺗﺪﻋﻲ أن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ ﻣﺎ ﻋﺠﺰت ﻋﻨﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﻌ�ر اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪار ﻋﻘﻮد وﺳﻨﻮات . ﻧﺤﻦ ﰲ "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" ﻧَ ِﻌﻲ أن اﻟﻌﺪد ﻳﺼﺐ اﻟﻜﺜ� ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب ،ﻣ� ﻳﺪل ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ودورﻫﺎ اﳌﺮﻛﺰ ّي ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ .وﻧﻌﺘﱪ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﻘﺎش واﻟﺠﺪل ﺣﻮل دور اﻷﺣﺰاب ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،ودورﻫﺎ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ وﺟﻪ وﻋﻠ� أن ﻣﺠﻠﺔ "ﺟﺪل" ﻣﺠﻠﺔ إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ وﺗﻬﺪف إﱃ ﻓﺘﺢ اﻟﺨﺼﻮص ،ﻧﻌﺘﱪ ذاك ﻣﻬ ًّ� ﺟ ًّﺪا .وﺑﻬﺬاً ، ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺟﺪل ﰲ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺗﻬﻢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ إﱃ اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﳌﻬﺘﻤ� ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺮد ﻋﲆ اﻟﻨﻘﺪ اﳌﻮﺟﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ،وﻧَ ِﻌﺪ ﺑﺄن ﻧﻘﻮم ﺑﻨﴩ اﻟﺮدود ﺑﺤﺴﺐ ﴍوط اﻟﻨﴩ ﰲ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ.
* ﻫ ّﻤﺖ زﻋﺒﻲ ﻃﺎﻟﺒﺔ دﻛﺘﻮراة ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻦ ﻏﻮرﻳﻮن -ﺑﱤ اﻟﺴﺒﻊ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
8
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org