ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة -أﻳﻦ اﻟﺘﻐﻴ�؟! ﻓﺮاس ﻧﻌﺎﻣﻨﺔ*
ﻻ ﺷﻚ أن ﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،أﻛﱪ اﳌﺪن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺣﻈﻴﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة ﺑﺎﻫﺘ�م وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ ﻓﺌﺎت ﻛﺜ�ة ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ .وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻮارد اﻟﺤﺎل ،اﻫﺘﻤﺖ ﺑﻬﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺰاب اﻟﻘﻄْﺮﻳﺔ ،ﻛ� أﻧﻬﺎ ّ ﺑﴩﻳﺔ وﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ وﻣﺘﺘﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻘﺮارات ﻓﺮوﻋﻬﺎ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة . اﺧﱰت ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ إﺣﺪى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﱰﺷﻴﺢ ﻧﺴﺎء ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وأﺑﺮزﻫﺎ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ .وﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴ� -ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ -ﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻟﱰاﻛﻢ ﻋﻤﻞ وﺗﻐﻴ� ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﻔ ّﻌﺎﻟﺔ ﻗﻄﺮﻳًّﺎ ،واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﺼﻦ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻣﻀﻤﻮﻧًﺎ ﻤﺗﺜﻴﻞ أﻛﱪ ﰲ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﰲ ﻗﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت؛ وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺘﺠﻤﻊ أول ﺣﺰب ّ ﻟﻠﻤﺮأة ،وأول ﺣﺰب ﻋﺮﻲﺑ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ إدﺧﺎل اﻣﺮأة ﻋﺮﺑﻴﺔ إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ )ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ( .وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺴﻼم واﳌﺴﺎواة ،ﺣﻴﺚ ﺣﺎوﻟﺖ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻷﺧ�ة أن ﺗﻀﻤﻦ ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﻣﺘﻘ ّﺪ ًﻣﺎ ﻻﻣﺮأة ﰲ ﻗﺎﻤﺋﺘﻬﺎ )ﻧﺒﻴﻠﺔ إﺳﺒﻨﻴﻮﱄ( ،وﻟﻜﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺣﺎﻟﺖ دون ذﻟﻚ .وﻣﻊ ﻫﺬا، ﲇ ﻳﻘﻮم ﺑﺤﺴﺒﻪ اﳌﺮﺷﱠ ﺤﻮن اﻷول واﻟﺜﺎ� ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ اﻟﻔﱰة، ﻧﺠﺤﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﰲ إﺑﺮام اﺗﻔﺎق داﺧ ّ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻟﻴﻔﺴﺤﻮا ﻣﺠﺎﻻً ﻟﺪﺧﻮل اﳌﺮﺷّ ﺤﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )ﻧﺒﻴﻠﺔ إﺳﺒﺎﻧﻴﻮﱄ -وﻛﺬﻟﻚ اﳌﺮﺷّ ﺢ اﻟﺴﺎدس أ�ﻦ ﻋﻮدة( ﻟﻌﻀﻮﻳّﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ . إن اﻻﻫﺘ�م ﻤﺑﻮﺿﻮع ﻤﺗﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﺤ ّﻴﺰ اﻟﻌﺎ ّم ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﻳﻄﺮح اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ وﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،أﺑﺮزﻫﺎ :ﻫﻞ وﺟﻮد ﻧﺴﺎء ﻣﺮﺷﺤﺎت ﻳﺸ� ﺑﺎﻟﴬورة إﱃ أﻧﻬﻦ ﺻﺎﺣﺒﺎت ﻗﺮار وﺗﺄﺛ� داﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﺰب؟ وﻫﻞ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﻧﺴﺎء ،ووﺻﻮﻟﻬﻦ إﱃ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ،ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﴬورة ﺣﺼﻮل ﺗﻐﻴ� ﰲ ﻃﺮح ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب ﻣﻦ ﺣﻴﺚ رؤﻳﺘﻬﺎ ﻟﺪورﻫﺎ ﰲ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ اﻟﺪﻓﻊ ﻗُ ُﺪ ًﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﻤﺑﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص؟ أم إنّ ﻫﺬه ﻣﺠ ّﺮد إﺳﱰاﺗﻴﺠ ّﻴﺔ ،ورﻏﻢ أﻫ ّﻤ ّﻴﺘﻬﺎ واﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻮد ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺴﺐ ﺣﺰ ّﻲﺑ ﻓﻘﻂ؟ ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﻨﺴﺎء: ﻟﻮﺣﻆ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﻷﺧ�ة ازدﻳﺎد ﻋﺪد اﻟﻨﺴﺎء اﳌﺮﺷﺤﺎت ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬا أﺻﺒﺢ ﻣﻄﻠ ًﺒﺎ ﴐورﻳًّﺎ وﴍﻃًﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﻧﻘﺪ اﳌﺘﻨﺎﻓﺴ� ،ﺣﻴﺚ اﻓﺘﺨﺮ ﻋﲇ ﺳﻼّم )ﻣﺮﺷﺢ ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ واﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت( ﺑﱰﺷﻴﺢ ﻧﺴﺎء ﰲ ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" ﰲ أﻛﺮﺜ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،وﻛﺎن ﻳﺮد ﺑﻬﺬا ﻋﲆ اﺗﻬﺎﻣﺎت ُو ﱢﺟﻬﺖ إﻟﻴﻪ ،ﺑﺨﺼﻮص ﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﻟﺪور اﳌﺮأة. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ،وأﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﻨﺴﺎء وﺗﺄﺛ�ه اﳌﻔﱰض ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال :ﻫﻞ وﺟﻮد ﻧﺴﺎء ﻣﺮﺷﺤﺎت ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻦ ﺑ ِﺠ ّﺪﻳّﺔ؟ وﻛﻴﻒ أﺛ ّﺮ وﺟﻮد ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺷﺤﺎت ﻋﲆ ﺳ�ورة إﻳﺼﺎل ﺻﻮت اﻟﻨﺴﺎء وﺗﻨﺎول ّ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﺑﻌﺎ ّﻣﺔ ،وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص؟ وﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ اﻷﺣﺰاب ﻣﻊ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺑ� اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى؟ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
أﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﺧﻼل ﻓﱰة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .ﻓﻠﻨﺄﺧﺬ -ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل -ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻷﺣﺰاب ذاﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﴫﻳﺢ ﻟﻌﲇ ﺳﻼّم ﰲ إﺣﺪى اﳌﻘﺎﺑﻼت، ﻳﻠﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﴫﻳﺢ اﻟﺬﻛﻮري - إذ ﻗﺎل" :ﻓﻴﻪ ﺣﺪا ﺑﻴﺤ ّﺒﺶ اﻟﻨﺴﻮان؟ّ اﻟﲇ ﺑﻴﺤ ّﺒﺶ اﻟﻨﺴﻮان ﻻ ِز ْﻣﻠﻮ ﻃَ ّﺦ" .ﻢﻟ َ ﻳﻠﻖ اﺳﺘﻬﺠﺎن اﻟﺤﺰﺑ� وﻫﺬا ﻣﺜﺎل واﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺪة أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮى -اﻋﱰاﺿً ﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺎء ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" .ﻛ� ﻢﻟ َ اﳌﻨﺎﻓﺴ�" :اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ اﻷﻫﻠﻴﺔ" ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ ﻋﻀﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻲَ ،و "اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺴﻼم واﳌﺴﺎواة" .ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗّﻊ ،ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻬﺠﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﻮن ﻟﺴﻼّم ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ،اﺳﺘﺨﺪﻣﻮﻫﺎ ﻫﻲ وﻏ�ﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات ﳌﻨﺎﻛﻔﺎت ﺑ� اﻟﻘﺎﻤﺋﺘ� ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺘﻬ� ﺑﺎﳌﺮﺷﺢ ﻋﲇ ﺳﻼّم )اﺗﻬﻤﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺘﺠ ّﻤﻌ ّﻴ� أﻧّﻬﻢ أﻳّﺪوا ﻋﲇ ﺳﻼّم ،واﺗﻬﻢ اﻟﺘﺠ ّﻤﻊ اﻟﺠﺒﻬﺔ أﻧﻬﺎ اﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻷﻛﺮﺜ ﻣﻦ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎ ًﻣﺎ( ،وﻫﻜﺬا ﺑﻘﻴﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﺧﺎرج اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،وﺗﻐﻠﺒﺖ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻇﻮاﻫﺮ اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ . أﻣﺎ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﻬﻤﻨﻲ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ،ﻓﺘﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﺑ� اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل ﰲ اﻟﺤﻠﻘﺎت ﻣﻬ� ﺑﱰﺷﱡ ﺤﻬﺎ ،ﻛﺄول اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ )ﻣﺮﺷﺤﺔ "اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ اﻷﻫﻠ ّﻴﺔ"( إﻧﺠﺎزًا ًّ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ أﻛﱪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﴍﻳﺤﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻧُﻈّﻤﺖ اﻟﻌﴩات ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﺒﻴﺘﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻓﻘﻂ ،وﻗﺎﻣﺖ ﻤﺑﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻬ ّﻦ ،ﻣﺜﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻈﺮوف اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ ّ وﺟﻌﻬﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ ّ وﺗﻔﻌﻴﻠﻬﻦ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا وأﻫ ّﻤ ّﻴﺘﻪ، اﻟﺬي أدى إﱃ اﻧﺨﺮاط ﻋﺪد أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ّ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﺑ� اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ -ﰲ ﻇﺮي . ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ دﻓﺎع ﻧﺴﻮﻳّﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮل" :ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮق ﺷﺎﺳﻊ ﺑ� ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ وﻛﻴﻒ ﻧﺮﻳﺪ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻢ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﺠﺘﻤ ًﻌﺎ ﻻ ﺗ ُﻔﺼﻞ ﺑﻪ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﺤﻴﺰ اﻟﻌﺎم ،ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒ�ة ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻌﺘﺎدة ﻋﲆ اﻟﺠﻠﻮس ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪة ،وأﻧّﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺧﻄﺎﺑًﺎ واﺣ ًﺪا ﻳُﻔﺮض ﻓﺮﺿً ﺎ دون أن ﻳﺬ ﱠوت داﺧﻞ اﻟﻨﻔﻮس" )ﻣﻘﺎل ﻷﻓﻨﺎن إﻏﺒﺎرﻳﺔ -ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻲ- ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻧُﴩ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﺮب 48ﰲ .(07.03.2014وأﻧﺎ أﺗﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﺸﻖ اﻷول ﻣﻦ اﳌﻘﻮﻟﺔ ،إﻻّ ّأ� أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ -ﻣﻦ ﺑﺎب اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ -ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب اﻟ َﻌﻠ�ﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﰲ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ إﱃ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ وإﱃ رﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﴩ ِﻋ َﻦ اﳌﺮأة ،أن ﺗﺮﻓﺾ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ؛ وذﻟﻚ أنّ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ واﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻣ�رﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳُ َ ْ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ وﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ . ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب ،اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﰲ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ ﴐورة اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ وﺗﺮﻓﻊ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ راﻳﺔ دﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة ﻗُ ُﺪ ًﻣﺎ ،أن ﻤﺗﺎرس ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،إذا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﺒ�ة ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ .وﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺬوﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ داﺧﻞ اﻟﻨﻔﻮس ،ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﳌ�رﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻧُ ْﺠ ِﻤﻊ ﻋﲆ رﻓﻀﻬﺎ ﻛ� ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺎل اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ،ﻻ أن ﻧﺘ�ﳽ ﻣﻌﻬﺎ . اﳌﺤﺼﻠﺔ ،ﻓ َِﺸﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺮﺷﺤ� ﰲ ﻓﺮض أَ ِﺟﻨْﺪة اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﻤﻼﺗﻬﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ ﰲ ّ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص .وﻗﺪ ﺗ َﻌﺎﻇَ َﻢ ﺗﻔ ﱡﻮق اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻧﺘﺨﺎﻲﺑ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﰲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وأﻇﻬﺮت ﻧﺘﺎﺋﺢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻣﺮأة )ﻫﻲ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ( ﺷﺪدت ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،واﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﻋﺪ ًدا ﲇ ﻋﲆ أ�ﺎط ﻛﺒ ً�ا ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،ﻢﻟ ﻳﱰ َﺟﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ،وﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺬا ﺗﺄﺛ� ﻓﻌ ّ ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﺴ ْ� اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﱠ ْ� ﻋﲇ ﺳﻼّم وراﻣﺰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ .وﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﺟ ًّﺪا ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﻣﻘﺎرﻧ ًﺔ َ ﺟﺮاﻳﴘ . ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي ،ﺗﻐﻠﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﺪﻫﻮر اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﻬﺪه ،ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ،وﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻷﺣﺰاب ﺑ ِﺠ ّﺪﻳّﺔ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ ،ﻧﺤﻮ :اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ اﻟﻨﺴﺎء ،وﻗﺘﻞ اﻟﻨﺴﺎء ،واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،واﻟﻬﻮﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ ،وﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧﺮى ﻣﻠ ّﺤﺔ ﺟ ًّﺪا وﻻ ﺗﻘﻞ أﻫ ّﻤ ّﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺴﻴﺎﳼ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب اﻟﴩوع ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﴍﻳﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎب .ﻓﻌﲆ ﻳﺘﺄﻰﺗ اﻟﺘﻐﻴ� اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﴍﻳﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺰداد ﻗﻮة ،وﺣﻀﻮر ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻐﻴ� ﺳﻴﺎﳼ واﺟﺘ�ﻋﻲ ،ﻟﻦ ّ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﳌﻨﺸﻮد ﻣﺎ داﻣﺖ اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ واﻟ َﻌﻠ�ﻧﻴﺔ ﺗﺮﻓﺾ ﺗﺬوﻳﺖ اﻟﻔﻜﺮة أن اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﻴﻢ ﻳﻌﺎ ِﻣﻞ ﻛﻞ أﻓﺮاده ﺑﺎﺣﱰام ﻫﻮ أوﻻً واﺟﺒﻬﺎ ﺗﺠﺎه ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﻣﺎ داﻣﺖ ﻏ� واﻋﻴﺔ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴ� ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﲆ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ . وأﺧ ً�ا ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻗﺪ ﺟﺎءت ﺑﺘﻐﻴ� ﻣﺎ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﴩت وﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ ،ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ،أﻧﻪ -ﺑﺨﻼف اﻟﺸﻌﺎرات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ّ ووﻋﺪت ﺑﺎﻟﺘﻐﻴ� ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،ﻛﻤﺮﺷﺤﺎت وﻧﺎﺧﺒﺎت -ﻢﻟ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻐﻴ� اﻟﺬي ﺗﻮﻗﻌﻨﺎه. ﻋﻲ. * ﻓﺮاس ﻧﻌﺎﻣﻨﺔ ،ﻧﺎﺷﻂ ّ ﺳﻴﺎﳼ اﺟﺘ� ّ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org