ﻛــﻠــﻤــﺔ اﻟـﻌــــﺪد ﻫ ّﻤﺖ زﻋﺒﻲ* ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻨﺎﴏة إﺣﺪى اﳌﺪن اﳌﻬﻤﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄ� ،وﻳﻌﻮد ﻫﺬا ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة ،ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﱪ اﻟﻌﺼﻮر ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻨﻈﻢ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺘﻬﺎ .وﺗﺸ� اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ 1إﱃ أن أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ازدادت ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ﺣ� ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺎﻫﺘ�م ﺧﺎص ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻤﺮ؛ وﻛﺎن ﻫﺬا أﺣﺪ اﻟﺤﻜﺎم اﳌﺤﻠﻴ� ﰲ ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜ�� .ﻓﻔﻲ ﺣ� ﻛﺎﻧﺖ ،ﺣﺘﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐ�ة ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت ،ﻛﺎن ﻻﻫﺘ�م ﻣﺮﻛﺰي ﰲ ازدﻫﺎر اﳌﺪﻳﻨﺔ . ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ،وﻟﱰﻛﻴﺰه ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻣﻦ واﻟﺘﺠﺎرة ،دور ّ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﳌﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ دور ﻛﺒ� ﰲ ازدﻳﺎد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﺒﺸ�ﻳﺔ .وﺗﺰاﻣﻨًﺎ ﻣﻊ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،وﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﻣ ّﻴﺰ ﻓﱰة ﺣﻜﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻤﺮ ،ﺗﻮاﻓﺪت إﻟﻴﻬﺎ ﺣﻤﻼت ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺗﺒﺸ�ﻳﺔ وﺗﻮاﻓﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜ� ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻲ اﳌﴩق .اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻟﺘﻨﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻋﲆ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜ�� وﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� ،ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 7,400ﻧﺴﻤﺔ.
2
وﰲ ﻓﱰة اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻛﻐ�ﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺪن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻃﺆ ﰲ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻄﻮر ،ﺣﺎﻓﻈﺖ اﻟﻨﺎﴏة ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﻤﺔ أﻳﻀً ﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،وﻗﺪ اﺗﺨﺬﻫﺎ 1ﻳُﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺎﴏة ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺴﻴﺲ أﺳﻌﺪ ﻣﻨﺼﻮر ) .(1924اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻦ أﻗﺪم زﻣﺎﻧﻬﺎ إﱃ أﻳﺎﻣﻨﺎ اﻟﺤﺎﴐة .اﻟﻘﺎﻫﺮة :ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻬﻼل .وﻛﺬﻟﻚ :ﻋﻮض ،ﺧﺎﻟﺪ ،ﻳﺰﺑﻚ ،ﻣﺤﻤﻮد ،ﴍﻳﻒ ،ﴍﻳﻒ ) .(2012اﻟﻨﺎﴏة :ﺳﺠﻞ ﻣﺼﻮر :ﻣﻦ أواﺧﺮ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﺜ�� ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� .1948-1856 ،اﻟﻨﺎﴏة :ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺴﺒﺎط ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﱰاث.
2
Forman G. (2006). Military Rule, Political Manipulation, and the Jewish Settlement: Israel Mechanisms for Controlling Nazareth in the 1950s. Journal of Israeli History, 25(2), 335-359
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻣﺮﻛ ًﺰا إدارﻳًّﺎ ،وﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﺮﻛ ًﺰا ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻨﺎﴏة .وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﱪﻳﻄﺎ� ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 15,500ﻧﺴﻤﺔ.3 اﻛﺘﺴﺒﺖ اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ أﻋﻘﺎب اﻟﻨﻜﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﺟ ّﺮاء اﳌﴩوع اﻻﺳﺘﻴﻄﺎ� اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﱄ اﻟﺼﻬﻴﻮ� .ﻓﻔﻲ ﺣ� ﺟﺮى ﺗﻔﺮﻳﻎ ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺪن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴ� ،وﻣﺤﻮ أو إﻟﻐﺎء ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺎﴏة اﳌﺪﻳﻨ َﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻢﻟ ﻳﻬ ّﺠﺮ أﻫﻠﻬﺎ ،وﻳﻌﻮد ﻫﺬا ﺑﺎﻷﺳﺎس إﱃ أواﻣﺮ ﻣﺸﺪدة ﻣﻦ ﺑﻦ ﻏﻮرﻳﻮن اﺑﺘﻐﺖ ﺗﺠﻨﺐ ﻏﻀﺐ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن واﻟﻌﺎﻢﻟ اﳌﺴﻴﺤﻲ. 4 ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم إﺧﻼء اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﺈن ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﺧﺘﻼﻓًﺎ ﻛﺒ ً�ا ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻜﺒﺔ؛ إذ ﺗﺸ� اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ درﺳﺖ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة إﱃ أن %20ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﻋﺸﻴﺔ وﺧﻼل اﻟﻨﻜﺒﺔ ،وأن ﺿﻌﻒ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى اﳌﺠﺎورة ،ﺟﺮاء اﻟﻌﺪوان اﻟﺼﻬﻴﻮ�. ﻓﻔﻲ ﺣ� ﻛﺎن ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﰲ أﻳﻠﻮل ﻋﺎم 1948ﻳﻘﺎرب ،15,000ﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب 20,000ﻣﻬ ّﺠﺮ/ة ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن ﻋﺎد ﺟﺰء ﻣﻨﻬﻢ إﱃ ﻗﺮاﻫﻢ ﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﺤﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎت دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﺬﻟﻚ .ووﺻﻞ ﻋﺪد اﻟﻼﺟﺌ� ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ﻋﺎم 1949إﱃ 5,200وﺷﻜﻠﻮا رﺑ ًﻌﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ.5 ﻛﻮﻧﻬﺎ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ دون ﻃﺮد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ،ودون ﻫﺪم ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ،أﻛﺴﺒﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻫﺘ�م ورﻗﺎﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ّ أﺧﺮى .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﺮاﻗﺒﺔ واﳌﻼﺣﻘﺔ وﻣﻨﻊ اﻟﺘﻨﻈﱡﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ وﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﺤﺴﺐ أﻧﻈﻤﺔ وﻗﻮاﻧ� اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي ،ﻃﺎﻟﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ� ﻣﻤﻦ ﺗﺒﻘﻮا ﰲ ﺑﻼدﻫﻢ .إﻻ أن 3اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.337 . 4ﻋﺒـﺪ اﻟﺠـﻮاد ،ﺻﺎﻟـﺢ )" .(2006ﳌﺎذا ﻻ ﻧﺴـﺘﻄﻴﻊ ﻛﺘﺎﺑـﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﳌﻌﺎﴏ ﻣﻦ دون اﺳـﺘﺨﺪام اﳌﺼﺎدر اﻟﺸـﻔﻮﻳّﺔ" .ﰲ :ﻣﺼﻄﻔـﻰ ﻛﺒﻬﺎ )ﻣﺤ ّﺮر( ،ﻧﺤﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ رواﻳﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻜﺒﺔ )ﺻﻔﺤﺎت .(25-55 :ﺣﻴﻔﺎ :ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ -اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﻲﺑ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ.
5
Dallasheh, L. (2012). Nazarenes in the Turbulent Tide of Citizenships: Nazareth from 1940 to 1966. Thesis ( Ph.D). New York University.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺗﺤﺴ ًﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎﳼ اﳌﻌﺎرض ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎﴏةّ ، اﻧﺘﺸﺎر ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻧﺸﺎط اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ؛ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ُﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط ﰲ اﳌﺠﻤﻌﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة . ﺗﺸﻜﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ إﺣﺪى آﻟﻴﺎت ﻣﺤﺎوﻻت ﺿﺒﻂ وﺗﻄﻮﻳﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .وﻛﺎﻧﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻷوﱃ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ،ﺑﻌﺪ اﺣﺘﻼل اﻟﺒﻼد ،أﺣﺪ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺼﺎرﺧﺔ ﻟﻬﺬه اﳌﺤﺎوﻻت .ﻓﻘﺪ ﻋﺎرﺿﺖ وﻋﻄّﻠﺖ دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺠﺞ أﻣﻨﻴﺔ ،إﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻟﻌﺪة ﺳﻨﻮات ،إﱃ أن ﻋﻘﺪت أﺧ ً�ا ﻋﺎم .1954وﻗﺪ ﺣﺼﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻋﲆ أﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ) ،(%38.4وﻣﻊ ﻫﺬا ﻢﻟ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﺋﺎﺳﺔ ﻋﻴﻨﻲ إﱃ أن دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ،وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .وﺗﺸ� اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺸﻜﻞ ّ
اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺠﻬﺪ ﻛﺒ� ﳌﻨﻊ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ. 6
ﻢﻟ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺗﺪﺧﻼت اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻘﻂ ،وﻗﺪ دأﺑﺖ دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ،ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ رﺳﻤ ًّﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎ� ﻋﺎم ،1966ﻋﲆ دﻋﻢ ﻗﻮاﺋﻢ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ،وﺣﺎوﻟﺖ ﺟﺎﻫﺪ ًة ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺠ�ﻫ� اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .وﻋﻠﻴﻪ ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﳌﺼﺎدﻓﺔ أن ﺗ ُﻌﺘﱪ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم 1975ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺣﺪﺛ ًﺎ ﺳﻴﺎﺳ ًّﻴﺎ ﻣﻔﺼﻠ ًّﻴﺎ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺎﴏة واﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻓﺎز اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺠﺒﻬﺔ ،ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة واﺳﺘﻤﺮ ﰲ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺣﺘﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة -ﻣﺤﻮر ﻫﺬا اﻟﻌﺪد . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،وﻟﻸﺳﺒﺎب اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼه وﻏ�ﻫﺎ ،ﺷﻐﻠﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،ﰲ ﺟﻮﻟﺘﻴﻬﺎ )(2014-2013 ﺣ ّﻴ ًﺰا واﺳ ًﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،واﻫﺘﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ وﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .وﻛﺎن ﻣﻦ وراء ﻫﺬا اﻻﻧﺸﻐﺎل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﺧﺴﺎرة اﻟﺠﺒﻬﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻷرﺑﻌ� ﻋﺎ ًﻣﺎ ،وﻓﺸﻞ اﻷﺣﺰاب اﻷﺧﺮى ﺑﻄﺮح ﺑﺪﻳﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﲇ اﻟﺴﻼّم اﻟﺬي اﻧﺸﻖ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻧﺎﺋ ًﺒﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﻛﺮﺜ ﻣﻦ 15ﺳﻨﺔ ،وﻓﻮزه ﺑﻬﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت. ﻳﻀﺎف إﱃ ﻫﺬا اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻗﻮة اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،وﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﺤﻴﺰ اﻟﻌﺎم وﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﺣﺰاب ﺑﺎﳌﺒﺎ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ودورﻫﺎ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ أو ﻣﺤﺎرﺑﺘﻬﺎ . رﻤﺑﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﻷﺧ�ة ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﻳﺠﻮز اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ أﻳﻀً ﺎ ﻋﻦ ّ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،وﻟﻜﻦ اﻻﻫﺘ�م واﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﺎم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ذُﻛﺮت ﺳﺎﺑﻘًﺎ ،ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺤﻔ ًﺰا ﻟﻨﺎ ﰲ "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" ﻋﲆ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺤﻮار واﻟﺠﺪل ﺣﻮل إﺳﻘﺎﻃﺎت ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﺎﴏة وﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ . ﻷنّ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﻴﻨ ًّﻴﺎ ﺷﻐﻠﺖ ﴍاﺋﺢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ؛ ﻧﺎﺷﻄ� وﻧﺎﺷﻄﺎت ﺣﺰﺑﻴ�، وﻋﻠ� أﻧﻬﺎ ﺷﻐﻠﺖ اﻹﻋﻼم اﳌﻜﺘﻮب واﳌﺴﻤﻮع وﻏ� ﺣﺰﺑﻴ� ،أﻛﺎد�ﻴ� وﻧﺎﺷﻄ� ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪ�ً ، واﻣﺘﻸت ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﺑﺘﻐﺮﻳﺪات وﺗﻌﻘﻴﺒﺎت ،ﻗﺮرﻧﺎ ﰲ "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" أن ﻧﻌﺘﻤﺪ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ "ﺟﺪل" .وﺑﻐﻴﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎب أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻻت وﻣﻦ اﳌﻬﺘﻤ� واﳌﻬﺘ�ت ،أرﺳﻠﻨﺎ دﻋﻮة ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﻘﺎﻻت ُﻋ ّﻤﻤﺖ ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ واﻟﱪﻳﺪ اﻷﻟﻜﱰو� .وﻓﻌﻼً ﺗﻠﻘّﻴﻨﺎ ﻋﺪ ًدا ﻛﺒ ً�ا ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻫ�ت ﳌﻬﺘﻤ�/ات ﰲ ﻣﻮﺿﻮع ﻫﺬا اﻟﻌﺪد . ﺟﺮى ﺗﺤﺮﻳﺮ اﳌﻘﺎﻻت ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎﻻت رأي ،وارﺗﺄﻳﻨﺎ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﻀﻤﻮن اﳌﻘﺎﻻت ،إﻻّ اﺑﺘﻐﺎ َء ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻻدﻋﺎءات ﻓﻴﻬﺎ وإﺳﻨﺎدﻫﺎ .أﻣﺎ اﳌﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻃﺎﺑ ًﻌﺎ ﺣﺰﺑ ًّﻴﺎ واﺿ ًﺤﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺖ ﺗﻬﺠ�ت ﻋﲆ ﺷﺨﺼﻴﺎت أو أﺣﺰاب ﻋﻴﻨﻴﺔ ،أو ﺣﻤﻠﺖ ادﻋﺎءات ﻏ� ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻏ� ﻣﺴﻨﻮدة ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤﻨﺎ 6ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع ،ﺗﺮﺟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ) -Forman (2006ﻣﺼﺪر ذُﻛﺮ ﺳﺎﺑﻘًﺎ. 4 ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ إﱃ ﻛﺎﺗﺒﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻋﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ،وﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻢﻟ ﻧﻔﻠﺢ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻌﺪﻟّﺔ ،وﻢﻟ ﺗ ُ ْﺪ َرج ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻻت ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد . اﻧﺸﻐﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻘﺎﻻت ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﰲ دور اﻷﺣﺰاب ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﻗَ َﺮﻧَﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﺑ� دور اﻷﺣﺰاب اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وذاك اﳌﻨﺸﻮد ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻣﺮﻛّﺰ ًة ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻋﲆ اﻧﻌﻜﺎس ﻫﺬا اﻟﺪور ﻋﲆ اﳌﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺎﻃﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺤﻠﻴﻞ دور اﻷﺣﺰاب ﰲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻵﻓﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص .ﻓﻴﺤﺎﺟﺞ ﺣﺴﻦ أﻣﺎرة ،ﻣﺜﻼً ،أن اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﺮﺷﺤ� ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ وﻗﻮاﺋﻢ اﳌﺮﺷﺤ� ﻟﻠﻌﻀﻮﻳﺔ واﻻﺋﺘﻼﻓﺎت واﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ،ﻗﺒﻞ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺑﻌﺪﻫﺎ ،واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى أن ﺗﻔﺮض ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ وأَ ِﺟ ْﻨﺪﺗﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮﻛﺎت ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﺳﻴﺪة اﳌﻮﻗﻒ ،وﻟﻨﺎ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﳌﺜﺎل اﻷﻛﱪ .وﻳ ّﺪﻋﻲ أﻣﺎرة أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻮﻫﻦ اﻷﺣﺰاب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤ ّﺪﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﴬورة ﺗﺴﻴﻴﺴﺎ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻐﺪو اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ أدا ًة ﻓﻌﻠﻴﺔ وﺟﺰ ًءا ﻓﻌﻠ ًّﻴﺎ وﻓ ّﻌﺎﻻً ﻣﻦ ً إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗ ُﺒﻨﻰ ﻟﺘﻮاﺟﻪ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ . ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﺳ� أﻣ� ﻣﺨﻮل ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﻘﻮﻟﺔ "اﻟﻨﺎﴏة ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ" ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣﺠﺎزي ﻣﻌﻨﻮي ﻢﻟ ﻳﻌﺪ دﻗﻴﻘًﺎ اﻟﻴﻮم ،وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ أﻣﺎرة ﺑﺸﺄن ﻗﺪرة اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺛ� أو رﻓﻊ ﺳﻘﻒ اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت اﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸ� أن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﺟﺰء ﺗﻐ�ات ﻏ� ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،و�ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءﺗﻬﺎ اﺳﺘﺸﻔﺎف ﱡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎم .وﻳﻀﻴﻒ أن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﺘ� ﻣﻔﺼﻠ ّﻴﺘ� ﺗﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة؛ أُوﻻﻫ� ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎم ،1975واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 2013-2014وﺗﺤﻤﻞ اﻷﺧ� ُة ﻣﻼﻣﺢ ﺿﻤﻮر اﻷوﱃ .وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺨﻮل أن اﻟﺘﺸﻜّﻼت اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻣ ّﻴﺰت ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ إﻧﺠﺎزات ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻏ� ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،واﺣﺘﻠﺖ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺼﺪارة .وﻋﲆ رﻏﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﺣﺰاب ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻫﻲ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻷﻗﻮى واﻷﺛﺒﺖ ،ﻓﺈنّ اﻷﻣﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ،وﻳﺸ� إﱃ أﻧﻪ إن ﻢﻟ ﻳﺠ ِﺮ اﺳﺘﺤﺪاث �ﺎذج ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ ،ﻓﻬﻨﺎك ﺧﻄﻮرة ﰲ إﺿﻌﺎف اﻷﺣﺰاب أﻛﺮﺜ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺪ إﻧﺘﺎج اﻟﻘﻮة ﻟﻠﺒﻨﻰ اﳌﺤﻠّﻮﻳّﺔ ،ﻤﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ. ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻮاودة ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﺸﺄن أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﺳﻴﺎﳼ ﻋﺎم ﻳﺸ� إﱃ ﻓﺤﺴﺐ .وﻳﺘﻮﻗﻒ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺣﻮل أﺳﺒﺎب "ﻧﻜﺴﺔ" ﻧﻜﺴﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،ﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎﴏة ْ اﻷﺣﺰاب -ﻋﲆ ﺣ ّﺪ ﺗﻌﺒ�ه ،-وﻳﺪﻋﻲ أن ﻧﻜﺴﺔ اﻷﺣﺰاب ﺗﻌﻮد إﱃ اﺑﺘﻌﺎد اﻷﺣﺰاب ﻋﻦ اﻟﺠ�ﻫ� ،وإﱃ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻟﻌﺎﺋﲇ اﻟﺬي ﻳﱪز ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وإﱃ ﻋﺪم ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﰲ أن ﺗﺘﺘﺤ ّﺪى ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻧﺎﺟ ٍﻊ َ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻷداء واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﳌﺮﺷﺤ� ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻳﻀﻴﻒ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﻐ�ات اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻷﺧ�ة ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺗﺪﻟّﻞ ﻤﺑﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﲆ ازدﻳﺎد اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت أﻣﺎم اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ّ ﺗﻄﻮل ﻣﺠﻤﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺗَﺮا ُﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠ�ﻋﻲ واﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﻴ� ،وﺗﻐﻠﻐﻞ أﻓﻜﺎر اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻲﻛ .وﻳﺪﻋﻮ اﻷﺣﺰاب اﱃ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وإﻧﻌﺎش ﻗﻮاﻫﺎ وﺗﺠﺪﻳﺪ أدواﺗﻬﺎ ،واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺪان .وﻳﺤﺬّر ﻣﻦ أﻧﻪ ﺑﺪون اﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺟِﺪﻳّﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌ� اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻗﺪ ﻧﻜﻮن ﻋﲆ أﻋﺘﺎب ﻣﺮﺣﻠﺔ "اﳌﺨﺎﺗ� اﻟﺠﺪد ". ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﻠﻴﺤﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺎﻻت ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ ﺣﻮل ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب اﻟﻔﻌﲇ ﺑ� اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻮﺻﻠﺔ وﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﺼﻨﻊ اﻟﻘﺮار وﻗﻴﺎدﺗﻪ ،إﱃ ﺧﻴﺎرات ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺧﻴﺎرات أﺧﺮى ﻛﺜ�ة .وﻳﺮﻛّﺰ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺤ ّﻴﺰﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب،
ﺟﺴﻴ� ﻣ ّﻴﺰ أﺣﺰاﺑَﻨﺎ واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﺣ ّﻮل ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ إﱃ ﻛﻠﻴﺸﻴﻬﺎت ﻏ� ُﻣ ْﺠﺪﻳﺔ. ﴫ ﻧﻈ ٍﺮ ً وﻳ ّﺪﻋﻲ أن ِﻗ َ َ اﻟﺘﻐ�ات واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ؛ وﻫﻮ ﻣﺎ أ ّدى إﱃ � ّﻮ اﻷﻃﺮاف اﻟﺘﻲ وﻳ ّﺪﻋﻲ أن اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺴﻴﺎﳼ أﺧﻔﻖ ﰲ ﻣﺠﺎراة ّ ّ اﻟﺴ ّﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ اﻟﺸﺒﻜﺎت ﺑﺪأت ﺗﻄﺎﻟﺐ ّ ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﺠ�ﻫ�ﻳّﺔ ،ﻣﺴﺘﻐﻠ ًﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﱡ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
6
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ واﻟﻨﻴﻮﻣﻴﺪﻳﺎ .وﻳﻀﻴﻒ أن ﺗﻌﺎﻇﻢ دﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وأﺣﺰاب ﻟﻄﺮح ﻣﺤﲇ ﻣﻨﺎﻃﻘﻲ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﺗﺒﺎع ﺑﻌﻀﻬﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ،ﻛ� ﺑﺮوز وﺣﺶ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺆﴍات إﱃ اﻧﻬﻴﺎر ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﰲ اﻟﺒﻨﻰ اﳌﺠﺘﻤﻌﻴّﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ .وﺑﻌﻜﺲ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ اﻟﺬﻳﻦ دﻋﻮا اﻷﺣﺰاب إﱃ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺧﻮﺿﻬﻢ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻳﺪﻋﻮ ﺣﻠﻴﺤﻞ اﻷﺣﺰاب إﱃ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ،أﺻﻼً ،ﰲ ﺟﺪوى اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻛﻞ ﺣﺰب إﱃ ﺗﻘﺪ�ﻬﺎ ﺟ ّﺮاء ذﻟﻚ. اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳّﺔ واﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ ،وﺟﺪوى اﻟﺘﺴﻮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳُﻀﻄ ّﺮ ّ اﻟﺴﻴﺎﳼ وﰲ ﻗﺮاءة اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة ،ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﺮاس ﻧﻌﺎﻣﻨﺔ ﺣﻮل ﺗﻐﻠّﺐ اﻟﺨﻄﺎب ّ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻋﲆ اﻟﺨﻄﺎب اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ .وﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﳌﺮﺷﺤﺎت اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻣﺮأة ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﺷﺪدت ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،واﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﻋﺪ ًدا ﻛﺒ ً�ا ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،ﻢﻟ ﻳﱰ َﺟﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ .وﻣﻦ ﺧﻼل
ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻳﺼﻞ ﻧﻌﺎﻣﻨﻪ إﱃ ﻧﺘﻴﺠ ٍﺔ ُﻣﻔﺎ ُدﻫﺎ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﺰاب ﻓ َِﺸﻠﺖ ﰲ ﻓﺮض أَ ِﺟ ْﻨﺪة اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص .وﻗﺪ ﺗ َﻌﺎﻇَـ َﻢ -ﺑﻨﻈﺮه -ﺗﻔ ﱡﻮق اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻧﺘﺨﺎﻲﺑ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ .وﻳﻀﻴﻒ أن ﺗﻐﻠﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﺪﻫﻮر اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﻬﺪه ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﻳﺪﻋﻮ اﻷﺣﺰاب إﱃ اﻟﴩوع ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﺑﺎ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة . أﻣﺎ اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ ﻧﴪﻳﻦ ﻣﺰاوي ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﺮﻗﻬﺎ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب ،ﻓﺈن ﺟﻞ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﰲ اﳌﻘﺎﻟﺔ ﻛﺎن ﺣﻮل ﺧﺴﺎرة اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ )اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ( ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءة اﻟﻈﺮوف اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﴏة ،واﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺮﻲﺑ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ُﻫﻮﻳّﺘﻬﻢ اﳌﺒﺘﻮرة ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﺗﺤﺎول ﻗﺮاءة إﺳﻘﺎﻃﺎت وﺗﺄﺛ� ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة .ﺑﺪاﻳﺔ ،ﺗﻘﻮم اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ ﻣﺰاوي ،وﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ ،ﻤﺑﺮاﺟﻌﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻷرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة، ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
7
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻣﻨﺬ اﻟﻔﱰة اﻟﻌﺜ�ﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ،ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻤﻴﺰات ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ وﺗﺄﺛ� اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻋﲆ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ وإدارﺗﻬﺎ .وﺗ ّﺪﻋﻲ أن ﺧﺴﺎرة اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ )اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ( ،اﻟﺬي ﺗﺮأس اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ﻟﻔﱰة ﺗﻘﺎرب اﻷرﺑﻌ� ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﻟﻴﺴﺖ وﻟﻴﺪة اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻧﺘﺎج إﺧﻔﺎق ﺳﻴﺎﳼ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷﺧ�ة ﰲ ﺻﻔﻮﻓﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻷﺧ�ة ﺧﺴﺎرة اﻟﺠﺒﻬﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .وﺗﻀﻴﻒ أن ﺗﺠﺎﻫﻞ وﺗﻐﺎﴈ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻋﻦ ِﺳ�ت اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ،وﻋﺪم ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ،ﻛﺎﻧﺖ أوﱃ ﺧﻄﻮات اﻻﻧﺰﻻق اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،وﺗﺪﻋﻲ أن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ ﻣﺎ ﻋﺠﺰت ﻋﻨﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﻌ�ر اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪار ﻋﻘﻮد وﺳﻨﻮات . ﻧﺤﻦ ﰲ "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" ﻧَ ِﻌﻲ أن اﻟﻌﺪد ﻳﺼﺐ اﻟﻜﺜ� ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب ،ﻣ� ﻳﺪل ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ودورﻫﺎ اﳌﺮﻛﺰ ّي ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ .وﻧﻌﺘﱪ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﻘﺎش واﻟﺠﺪل ﺣﻮل دور اﻷﺣﺰاب ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،ودورﻫﺎ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ وﺟﻪ وﻋﻠ� أن ﻣﺠﻠﺔ "ﺟﺪل" ﻣﺠﻠﺔ إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ وﺗﻬﺪف إﱃ ﻓﺘﺢ اﻟﺨﺼﻮص ،ﻧﻌﺘﱪ ذاك ﻣﻬ ًّ� ﺟ ًّﺪا .وﺑﻬﺬاً ، ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺟﺪل ﰲ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺗﻬﻢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ إﱃ اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﳌﻬﺘﻤ� ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺮد ﻋﲆ اﻟﻨﻘﺪ اﳌﻮﺟﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ،وﻧَ ِﻌﺪ ﺑﺄن ﻧﻘﻮم ﺑﻨﴩ اﻟﺮدود ﺑﺤﺴﺐ ﴍوط اﻟﻨﴩ ﰲ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ.
* ﻫ ّﻤﺖ زﻋﺒﻲ ﻃﺎﻟﺒﺔ دﻛﺘﻮراة ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻦ ﻏﻮرﻳﻮن -ﺑﱤ اﻟﺴﺒﻊ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
8
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
أزﻣﺔ اﻷﺣﺰاب ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﺣﺴﻦ أﻣﺎرة* ﺗﺸﻜّﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺪى اﳌﻮاﻃﻨ� اﻟﻌﺮب داﺧﻞ دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ؛ وذﻟﻚ أﻧّﻬﺎ ﺣ ّﻴﺰ ﺗﺄﺛ� ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ اﻟﻌﺮﻲﺑ ﰲ اﳌﺸﺎرﻛﺔ واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤﲇ، وﻫﺬا ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﻟﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﺮف ﻧﻔﺴﻬﺎ دوﻟﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس ،وﺗﺘّﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻣﻤﻨ َﻬﺞ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨ� اﻟﻌﺮب ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺧﺎرج داﺋﺮة اﻟﺘﺄﺛ� اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺎم ،ﻓﺘﺸﻜﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ اﳌﺘﻨﻔ َﱠﺲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺬا اﳌﻮاﻃﻦ ﻟﻴﺸﺎرك وﻟﻴﺸﻌﺮ أﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺗﺄﺛ� ِ وﻣﺘﺨﺬ ﻗﺮار . ﻫﺬه اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺗﻨﺒﻊ –ﰲ اﻷﺳﺎس -ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ "اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺤﲇ"؛ ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ اﻟﺬراع اﳌﻨﻔّﺬ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ "اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺮﻛﺰي" )اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ( ﰲ ﻣﺠﺎل ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻋﲆ اﻟﻨﻄﺎق اﳌﺤﲇ ،إﻻ أﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻧﻪ ُﻣﻨﺘ َﺨ ًﺒﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻜﺎن اﳌﺤﻠﻴ� ﰲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪة وﺑﻠﺪة ،وﻟﺬا ﺗﺪأب اﻷﺣﺰاب ﻋﲆ أن ﺗﻜﻮن ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺗﺄﺛ� ،وﻋﲆ أﺧﺬ َد ْور ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ . اﻟﺸﻜﻞ واﻹﻃﺎر اﳌﻨﺎﺳ َﺒ ْ� ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺒ� اﳌﻮاﻃﻨ� ﻋﻦ آراﺋﻬﻢ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﻠّﻢ أوﻟﻮﻳّﺎﺗﻬﻢ َ ﻤﺗﺜّﻞ اﻷﺣﺰاب ﻟﻮﺿﻊ اﻟﱪاﻣﺞ واﻟﺨﻄﻂ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹدارة ﺷﺆوﻧﻬﻢ؛ ﻓﺒﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﺤﺰب ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨ� ذوي ﻣ� ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻗﺎدرﻳﻦ أن ﻳﺘﺤﺮﻛﻮا اﻷﻫﺪاف واﳌﺼﺎﻟﺢ اﳌﺸﱰﻛﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻒ وآراء ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ،وﻫﻮ ّ ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﺟ�ﻋﻲ أﻛﺮﺜ ﺻ ْﻮ َب ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﳌﺮﺟ ّﻮ .وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال اﳌﺤﻮري :ﻣﺎ ﻫﻮ دور اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ داﺧﻞ اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ؟ ﻫﻞ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب أن ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺤﻠﻴﺔ ذات ﺗﺄﺛ� ﻓﻌﲇ ﻋﲆ ﺣﻴﺎة اﳌﻮاﻃﻨ�؟ ﻫﻞ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة -ﻣﺤﻠّ ًّﻴﺎ أو ﻗُﻄْﺮﻳًّﺎ ،-ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ؟ ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ �ﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ وﺣﺸﺪه ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺠ�ﻋﻴﺔ واﻟﻮﺟﻮدﻳﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،أم ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﴏاع ﻣﻨﺎﺻﺐ واﻣﺘﻴﺎزات؟ ﻫﻞ ﻟﻬﺬه اﻷﺣﺰاب اﻟﻘﺪرة اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻘﻮى اﳌﺤﻠﻴﺔ اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻋﺎﺋﲇ وﺣ�ﺋﲇ وﻃﺎﺋﻔﻲ؟ وﻣﺎ ﻫﻮ دور ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ؟ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ وﻏ�ﻫﺎ ﺗ َﻄﺮح أﻣﺎم اﻷﺣﺰاب ﺗﺤ ّﺪﻳﺎت ِﺟ ّﺪﻳّﺔ وﺗﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜ َ� ﰲ ﺣﻠﻮل وﺧﻄﻂ ﻟﻬﺬه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت. إن اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﳌﻌﻀﻼت ﻳﺘﻤﺤﻮر -ﰲ ﻧﻈﺮي -ﺣﻮل ﻗﺪرة اﻷﺣﺰاب ﰲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ واﻟﺠﻬﻮﻳّﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔ ّﻴﺔ وﰲ ذات اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺴﻴﻴﺲ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ﻛﻨﻘﺎط ﻣﺤﻮرﻳﺔ ﻟﺒﻨﺎء وﻋﻲ ﺳﻴﺎﳼ اﺟﺘ�ﻋﻲ ﺟ�ﻋﻲ ،وﻛﺮﻛﻴﺰة ﳌﺤﺎرﺑﺔ ﻇﻮاﻫﺮ اﻟﺘﴩذم واﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت داﺧﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ . إ ّن ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺗُﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ أن اﻟﻘﻮى اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ أو اﻟﺤﺎراﺗﻴﺔ )وﺣﺘﻰ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ( اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ -ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﺑﺎﻟﻎٍ -أن ﺗﺘﺼﺪر اﳌﺸﻬﺪ وأن ﺗﻀﺒﻂ إﻳﻘﺎع اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .إذ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻷﻃﺮاف أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻜﻠﻤ ُﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﺮﺷﺤ� ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ وﻗﻮاﺋﻢ اﳌﺮﺷﺤ� ﻟﻠﻌﻀﻮﻳﺔ واﻻﺋﺘﻼﻓﺎت واﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ،ﻗﺒﻞ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺑﻌﺪﻫﺎ ،واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى أن ﺗﻔﺮض ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ وأَ ِﺟﻨْﺪﺗﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮﻛﺎت ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﺳﻴﺪة اﳌﻮﻗﻒ ،وﻟﻨﺎ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﳌﺜﺎل اﻷﻛﱪ. اﻋﺘﻘﺪﻧﺎ أن اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑ� ﻗﻮى وﺣﺮﻛﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﰲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﲆ أَ ِﺟﻨْﺪة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺧﺪﻣﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ،وﻟﻜﻦ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺒﺪدت ﻫﺬه "اﻷﺣﻼم" واﻧﻜﺸﻒ زﻳﻔﻬﺎ ،ﺑﺪ ًءا ﺑﺎﻟﴫاع اﻟﺬي ﺣﺼﻞ داﺧﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ واﻧﺸﻘﺎق ﻋﲇ ﺳﻼّم ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ –وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ان ﺻﻤﻤﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻋﲆ إﻋﺎدة ﺗﺮﺷﻴﺢ راﻣﺰ ﺟﺮاﻳﴘ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت َ اﻧﺴﺤﺎب ﻋﲇ ﺳﻼّم ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻬﺔ داﺧﻞ اﻟﺤﺰب ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺪﻣﺎء وﻃﺮح ﻣﺮﺷﺤ� ﺟﺪد ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﻗﺪ ﺳﺒﻖ َ ٌ اﻧﺸﻘﺎق آ َﺧﺮ ﺑﺨﺮوج ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻃﺮﺣﺖ ﻗﺎﻤﺋﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻫﻲ "ﻗﺎﻤﺋﺔ ﺷﺒﺎب ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻟﺘﻐﻴ�" .إن ﻫﺬه اﻻﻧﺸﻘﺎﻗﺎت –ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي -ﺗﻌﻜﺲ ﺣﺪة اﻷزﻣﺔ داﺧﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺪد وإﻳﺠﺎد أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪة وﻓﺮز ﻗﻴﺎدة ﺟﺪﻳﺪة وﺷﺎﺑﺔ ،وإن اﻋﺘ�دﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﺮﺷﺢ أﻣﴣ أﻛﺮﺜ ﻣﻦ 24 ﻋﺎ ًﻣﺎ ﰲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻳﻌﻜﺲ -ﰲ رأﻳﻲ -ﴏاﻋﺎت وﺗﻨﺎﻓﺴﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﻷَ ِﺟ ْﻨﺪة ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺘﺴﻴﻴﺲ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ أو ﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﺸﻐﺎﻟﻬﺎ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ اﻟﺪاﺧﲇ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب اﻟﻬ ّﻢ اﻟﻌﺎ ّم ،وﻫﻨﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ أﺣﺪ اﳌﺆﴍات ﻷزﻣﺔ اﻷﺣﺰاب ﰲ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻣﻼ َءﻣﺔ ﻛﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺠﺪات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ . ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬة اﳌﻌﻀﻠﺔ )ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺗﺴﻴﻴﺲ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ( ﻋﲆ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻓﻘﻂ ،وإ�ّ ﺎ ﻫﻲ ﻣﻴﺰة ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة وﺑﺎرزة ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة؛ ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )أو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳُﻌﺮف ﺑـِ "اﳌﻮﺣﺪة"( اﻧﻘﺴﻤﺖ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،واﻧﺤﴪ ﻤﺗﺜﻴﻠﻬﺎ اﻧﺤﺴﺎ ًرا ﺷﺪﻳ ًﺪا ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮ َة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي واﳌﻨﺎﻓﺲ اﻟﻘﻮي ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ،وﻫﺬا ﻛﺎن أﻳﻀً ﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﴏاﻋﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﴬورة ﺑﺎﻟﻬ ّﻢ اﻟﻌﺎ ّم. َ وﻟﻴﺲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا ،ﺑﺄﻣﺎرة ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ ﺧﻮض اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺼﻔﺘﻪ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ،إذ اﺧﺘﺎر ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﺎﻤﺋﺔ أﻫﻠﻴﺔ .وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺼﻮل ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻗﺎﻤﺋﺘﻪ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﰲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﱃ ،وﺗﺤ ﱡﻮﻟﻪ وﺗﺄﻳﻴﺪه ﳌﺮﺷﺢ ﻗﺎﻤﺋﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . إن ﻫﺬه اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ،وﻋﺪم ﻗﺪرة اﻷﺣﺰاب ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺪد ،ووﺟﻮد اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت واﻧﺸﻘﺎﻗﺎت داﺧﻠﻬﺎ وﴏاﻋﺎت ﺑ� أﻋﻀﺎﺋﻬﺎَ ،ﻣ َﺮ ﱡدﻫﺎ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮ ّﻫﻞ وﺿﻌﻒ ﺗﻨﻈﻴﻤ ّﻴ� ،وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﺟﺘﺬاب ﻗﻄﺎﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة، واﻋﺘ�دﻫﺎ ﻋﲆ أﻳﻘﻮﻧﺎت ﺟﺎﻫﺰة ﺑﺪل ﻓﺮز ﻗﻴﺎدات ﺟﺪﻳﺪة ﺷﺎﺑﺔ ﻗﺎدرة ﻋﲆ اﻟﺘﻐﻴ� وﺿ ّﺦ روح ﺟﺪﻳﺪة ﰲ ﺟﺴﻢ اﻷﺣﺰاب اﳌﻬﱰئ .إن ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻷﺣﺰاب ﻋﲆ ﺗﺴﻴﻴﺲ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ إﺧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺑﺈﻗﻨﺎع اﻟﻨﺎس أن ﺗﺤﺼﻴﻞ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻳﺘﺄﻰﺗ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺣﻘﺎق اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺠ�ﻋﻴﺔ وأن اﻟﻬ ّﻢ ّ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺎ ّم .وﻗﺪ أﺧﻔﻘﺖ اﻷﺣﺰاب ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﰲ أﺧﺬ دورﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺨﺪﻣﺎ ّﻲﺗ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻬ ّﻢ ّ ّ ﻧﺤ ٍﻮ ِﺟ ّﺪ ّي وﻃﺮح اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻌﻘﻼ� اﻟﺤﺪﻳﺚ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﻗﻮى اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ واﻟﺘﴩذم اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ واﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ اﻟﺤ�ﺋﻠﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ �ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب -وﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ- ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻓﺸﻠﺖ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻓﺮد واﺣﺪ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﱃ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﺰﺑﻴﺔ أو ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﺿﺤﺔ ،اﺳﺘﻄﺎع ﺧﻼل ﻓﱰة ﻗﺼ�ة أن ﻳﺤﺼﺪ ﻋﺪد أﺻﻮات ﻛﺒ ً�ا واﻟﻔﻮز ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،وﻋﺪد أﻋﻀﺎء ﻫﻮ اﻟﺜﺎ� ﻣﻦ ﺑ� اﻟﻜﺘﻞ ﰲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي -وﻫﻨﺎ ﻤﺛ ّﺔ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺘﻮﻗﻒ وإﺟﺮاء ﺑﺤﺚ أﻋﻤﻖ ﻟﺪراﺳﺔ أ�ﺎط اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻤﻲ ودﻗﻴﻘﺔ ﻻ �ﻜﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﻴﺎن أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ . دراﺳﺔ ّ ﻳﻌﻜﺲ ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻷﺣﺰاب ﻋﲆ إﻗﻨﺎع اﻟﻨﺎس أن ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ورﺿﻮﺧﻬﺎ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺤ�ﺋﻠﻴﺔ واﻟﺤﺎراﺗﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻳﻌﻜﺲ ﺟﺎﻧ ًﺒﺎ ﻣﻦ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻴﺎدة وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤ ّﺪﻳﺎت ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ إﱃ إﻋﺎدة ﻗﺮاءة ﻣﺎ ﺟﺮى ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﺰﻧﺔ ،وﻳﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻌﻤﻞ وﺑﺬل اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻜﺒ�ة ﻟﺘﺨﻄّﻲ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﺑﻐﻴﺔ إﻋﺎدة اﻟﻬﻴﺒﺔ واﻟ ِﺠ ّﺪﻳّﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﻮﻃﻨﻲ وﻟﺴﻠﻮك اﻷﺣﺰاب ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠ ّﻴﺔ . وﰲ ﻇﻞ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻄﻠﺐ ﺑﻨﺎء إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴ ٍﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌ ٍﺔ ﺗﻜﻮنُ اﻟﺴﻠﻄﺎتُ اﳌﺤﻠﻴﺔ أدا ًة ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ وﻟﺒﻨﺎء ﻗﻴﺎدة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ذات ﺑﻮﺻﻠﺔ وﻃﻨﻴﺔ ورؤﻳﺔ واﺿﺤﺔ وﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﳌﻄﻠﺐ َﻣﻬ ّﻤﺔ ﻣﻠ ّﺤﺔ ﺟ ًّﺪا. * ﺣﺴﻦ أﻣﺎرة ،ﻃﺎﻟﺐ ﰲ ﻣﺴﺎر اﻟﺒﺤﺚ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻴﻔﺎ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺿﻤﻮر اﻟﻨﻤﻮذج وﻏﻴﺎب اﻟﺒﺪاﺋﻞ؟! أﻣ� ﻣﺨﻮل* ﻣﺆﴍا أﺣﺪ اﳌﻌﺎﻳ� ﻷﻫ ّﻤ ّﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑ� اﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ "إﴎاﺋﻴﻞ" ﻳﺘﺤ ّﺪد ﻤﺑﺪى ﻣﺎ ﺗ ُﺸﻜ ُﱢﻞ ّ ً ﻟﺘﺤﻮﻻت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ،وأﺛ ًﺮا ﻋﲆ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﻴﺎﻧﻴّﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺠﻤﻬﻮر ،أو ﻤﺑﻘﺪار اﺳﺘﺤﺪاث �ﺎذج ﻟﻔﻌﻞ ﺳﻴﺎﳼ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ. اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻷﺳﺒﺎب ﺑﻨﻴﻮﻳّﺔ وﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ اﳌﺮﺟﻌﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﳌﺮﻛﺰي اﻹﴎاﺋﻴﲇ وأﻧﻈﻤﺘﻪ، ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﺑﺤ ّﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻟﺮﻓﻊ ﺳﻘﻒ اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت اﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ .وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ أدوات ﺣﻜﻢ ذاﻲﺗ ،ﻣﻊ ﴐورة اﻹﺷﺎرة اﱃ اﺧﺘﻼف دورﻫﺎ ﺑﻘﻴﺎدة ﻗﻮى وﻃﻨﻴﺔ وﻗﻮى اﻟﺘﻐﻴ� -وان ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺿﻤﻦ اﳌﺤﺪودﻳﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ. اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﺟﺰء ﻏ� ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺗﻜﺘﻤﻞ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﺣ� ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ .ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي ،ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﳌﻐﺎﻻة ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻴﺎت "اﳌﺼ�ﻳﺔ" ،ﺑﻞ ﺣﺘﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣﺠﺎز ّي .وإن ﻛﺎن ﰲ اﻹﻣﻜﺎن اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ "ﻋﺎﺻﻤﺔ" ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﰲ أﻋﻘﺎب اﻟﺘﺤﻮل اﻷﻛﱪ واﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،وﰲ ﺻﺪارﺗﻬﺎ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺑﻘﻴﺎدة ﺗﻮﻓﻴﻖ زﻳّﺎد .ﻓﻘﺪ ﺷﻜّﻞ ذﻟﻚ اﻧﺘﺼﺎ ًرا وﻃﻨ ًّﻴﺎ ﺷﻌﺒ ًّﻴﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴًّﺎ ﻋﲆ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴّﺔ ،وﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤ ّﻮل ﰲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺪاﻤﺋﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺨﻴ�ت اﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ،ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ اﻻﻧﺘﺼﺎر ،أﺣ َﺪ أﻫ ّﻢ وأرﻗﻰ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﻤﻞ ّ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﻣﺴ�ة ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ واﻟ ُﻬﻮﻳّﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ ﻓﻠﺴﻄ� اﻟﻮﻃﻦ ﻛﻠﻪ، ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
وﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻢﻟ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ذاك روح اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻨﺎﻫﻀﺔ واﳌﺘﺠﺪدة .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد ﺛﻼﺛﺔ. ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪت ﺳﻨﻮات اﻟﺴﺒﻌ� ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻬﻀﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ واﻟﻌﺮﻲﺑ واﻟﻌﺎﳌﻲ اﳌﻨﺎﻫﺾ ﻟﻼﺳﺘﻌ�ر ،واﻧﻌﻜﺴﺖ ﻋﲆ ﺟ�ﻫ� ﺷﻌﺒﻨﺎ ﰲ ﻓﻠﺴﻄ� .48 ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﺘﺎن ﻣﻔﺼﻠ ّﻴﺘﺎن ﺗﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة؛ أوﻻﻫ� ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎم ،1975واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت -2014 - 2013وﺗﺤﻤﻞ اﻷﺧ� ُة ﻣﻼﻣﺢ ﺿﻤﻮر اﻷوﱃ. ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺪﻣﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺴﻼم واﳌﺴﺎواة ﻗﺪ ﻓﻘﺪت ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎم 2013ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮأّﺳﺖ ﺳﻠﻄﺎﺗِﻬﺎ اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دﻟﻴﻞ أن اﻟﻨﺎﴏة ﻟﻴﺴﺖ اﺳﺘﺜﻨﺎء ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﻐ�ات اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻﻧﺤﺴﺎر ﻗﻴﺎد ّي ﰲ "اﻟﺠﺒﻬﺔ" وﻟﺼﺪارﺗﻬﺎ ،وﻫﻲ دﻟﻴﻞ ﺣﺼﻮل ﱡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. أﺟﺮﻳﺖ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة وﺣﺪﻫﺎ( ﻣ ّﻬﺪت ﻟﺘﺤﻮﻻت وﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا ،ﻧﺸ� أ ّن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم 1975اﳌﺬﻛﻮرة ) ْ وﺑﴩت ﺑﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﻋﲆ ﺣﺴﻢ اﳌﻮﻗﻒ ﻟﺼﺎﻟﺢ إﴐاب ﻳﻮم اﻷرض ﻋﺎم ،1976 ﻛﱪى ّ وﻋﲆ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم 1977ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻹﴎاﺋﻴﲇ .وﻧﺠﺢ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﰲ ﺑﻠﻮرة وﺗﻌﻤﻴﻢ �ﻮذج اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺠﺒﻬﻮﻳﺔ ﻣﺤﻠّ ًّﻴﺎ وﻗﻄﺮﻳًّﺎ ،ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻧﺘﺼﺎ ًرا ﻣﺰدو ًﺟﺎ؛ إذ ﺣﺼﻠﺖ -وﻷ ّول ﻣﺮة -ﻋﲆ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﺻﻮات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺖ ،ﻟﺘﱰاﺟﻊ اﻷﺣﺰاب اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ وﻧﻔﻮذﻫﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎزت "اﻟﺠﺒﻬﺔ" ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻟﺘﻔﺸﻞ ﺑﺬﻟﻚ "ﻟﺠﻨﺔ رؤﺳﺎء اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ" ،اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮ ّﺧﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﺘﻌ�ري ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن أداة ﻃ ّﻴﻌﺔ ﺑﻴﺪه وﺿﻤﻦ أدوات اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ واﻟﻀﺒﻂ وﳌﺤﺎﴏة ﻧﻬﺞ "اﻟﺘﻄ ّﺮف" .وﻫﻜﺬا ﺟﺮت ﻣﺤﺎﴏة اﳌﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ�. ﰲ اﻟﻌﺎم ،1975ﺷﺎ َرﻛﺖ اﱃ ﺟﺎﻧﺐ "اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ" ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ "ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻴﺔ" ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺸﻜﱡﻼتُ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ،ﻗﻮى اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﻘﺪم واﻟﻨﺨﺐ اﻟﺤﺪاﺛﻮﻳﺔ ،ﰲ ﺣ� ﻧﻔﺮت ﰲ اﻟﻌﺎم 2013ﻣﻦ اﺋﺢ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﺸﻜّﻼت أﻫﻠﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ﴍﻳﻜﺔ ﰲ اﻟﻘﺮار وﺗﻐﻴ� اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻻ "اﻟﺠﺒﻬﺔ" ﴍ ُ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻣﺠ ّﺮد داﻋﻤﺔ ﳌﺘّﺨﺬي اﻟﻘﺮار .وإذ ﺷﻜّﻠﺖ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﱃ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺧﺴﺎرة اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ "ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ" )ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺣﺼﻮل "اﻟﺠﺒﻬﺔ" ﻋﲆ أﻛﺮﺜﻳّﺔ أﺻﻮات ﺑﻔﺎرق ﻃﻔﻴﻒ ﺟ ًّﺪا( ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﳌ ُﻌﺎدة ﴐﺑﺔ ﻋﱪت ﻋﻦ إرادة ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة ،وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﻓﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻊ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺬي ﻗﺎد اﻟﺒﻠﺪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﱪى ّ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ،وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ ﰲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ ،وﻣﻦ دﻋﺎﻣﺎﺗﻪ ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ أن "اﻟﺠﺒﻬﺔ" ﻫﻲ أ ّول وأﻛﺮﺜ ﻣﻦ راﻫﻦ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺒﻠﺪي وأﺛ ّﺮ ﻓﻴﻪ .وﻫﻲ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺬي ﻃ ّﻮر �ﻮذج اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت وﻢﻟ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺪاﺋﻞ ﻣﺒﻠﻮرة ﻟﻪ ﺳﻮى ﻣﺎ ﺑﺪر ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة ﰲ اﻟﻨﺎﴏة وﻏ�ﻫﺎ؛ إذ إنّ ﺗﺂﻛﻞ ﻗﻮة اﻟﺠﺬب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﻳﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻧﺤﺴﺎر ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺼﺪارة ﻷﺣﺪ أﻛﺮﺜ اﻟﺘﻴﺎرات ﻋﺮاﻗ ًﺔ وأﺛ ًﺮا ﰲ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﳌﱰاﻛﻢ .وﰲ اﻋﺘﻘﺎدي أ ّن أﺣﺪ إﺷﻜﺎﻻت ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻫﻮ أن اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ زاد وزﻧﻬﺎ ،ﻣﻘﺎ َرﻧ ًﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ وﻣﺒﺎدىء وأﺧﻼق ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻣﻌﺎﻳ�ﻫﺎ .وﻫﺬا ﺣ ّﻴﺪ ﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻜﻮادر وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﻗﺼﺎء ﻟﺘﱰك اﻹﻃﺎر اﱃ اﻟﻬﺎﻣﺶ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺘﻘﻰ ﰲ "ﺷﺒﺎب اﻟﺘﻐﻴ�" –ﻣﺜﻼً .-ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺌﺎت اﻷوﺳﻊ اﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻫﻲ ﴍاﺋﺢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣ ًﺠﺎ ﺳﻴﺎﺳ ًّﻴﺎ اﺟﺘ�ﻋ ًّﻴﺎ ،وﺟﺪت ﰲ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" اﻹﻃﺎر اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﺄﺛ� واﻟﺘﻐﻴ� وﻤﺗﺜﻴﻞ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ. إن اﻟﺘﺸﻜّﻼت اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻣ ّﻴﺰت ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ إﻧﺠﺎزات ﻏ� ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،واﺣﺘﻠﺖ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺼﺪارة .وﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ،ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻋﲆ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺠ�ﻫ� اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،و�ﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﺘﺎج ﻫﺬا اﻟﺘﺤ ّﻮل؛ وذﻟﻚ أنّ اﺗﺴﺎع اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ﻢﻟ ﻳﺤﺼﻞ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻋﲆ ﻫﻴﺌﺔ أﺣﺰاب أو ﺗﻴﺎرات ﺟﺪﻳﺪة وﺑﺮاﻣﺞ ،وإ�ّ ﺎ ﻋﲆ ﻫﻴﺌﺔ ﴍاﺋﺢ ﺷﻌﺒﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﺗﺄﻃّﺮت ﺣﻮل اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ. ﻟﻘﺪ ﺟﺎءت ﻗﻴﺎدات وأوﺳﺎط واﺳﻌﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺸﻜﱡﻼت ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ،وﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ .وﻫﻲ ﻻ ﺗﺰال ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺬات إﻃﺎر "ﻧﺎﴏﻲﺗ" وﻻ ﻳﺰال ﻏ� واﺿﺢ ﻣﻨﺤﺎﻫﺎ ّ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﻮز ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ؛ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺤﻠﻴﺔ أم ﻗﻄﺮﻳﺔ أم ﻛﻠﺘﺎﻫ� ﻣ ًﻌﺎ ،وﻛﻞ اﻟﺨﻴﺎرات ﴍﻋﻴﺔ؟ ﺗﻀﻤﺤﻞ .واﻷﻣﺮ َﻣﻨﻮط ّ وﻗﺪ ﺗﺘﺒﻠﻮر وﺗﺘﺤﻮل اﱃ ﺣﺰب أو ﺣﺮﻛﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺣﺰب ﻗﺎﺋﻢ وﻗﺪ ﻤﺑﺮﻛّﺒﺎت "ﻧﺎﴏﻲﺗ" وﺑﻜﻴﻔﻴﺔ إدرﺗﻬﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ،وﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳﺼﺐ ﰲ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم اﻟﺠ�ﻋﻲ اﻟﻨﴫاوي واﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻣﻊ اﻻﻗﺘﻨﺎع أن إﻋﺎدة وأي ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺳﻴﺆدي اﻷﻟﻔﺔ وﺣ�ﻳﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻫﻲ اﻟﻬﺪف اﻷﺳﻤﻰ واﻻﻣﺘﺤﺎن اﻷﻫﻢّ ، اﻧﺘﻘﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﴍﻛﺎء اﻷﻣﺲ ﺳﻴﺠﻌﻞ اﻟﺸّ ﺪ ﰲ اﺗﺠﺎه اﱃ ﺗﻔﻜﻚ وإﱃ ﻓﻘﺪان اﻟﴩﻋﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ إن أ ّي ﺗﻮ ّﺟﻪ ّ اﻻﻧﻜ�ش واﻻﺿﻤﺤﻼل .ﻋﻼوة ﻋﲆ ﻫﺬا ،إنّ أ ّي ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﻨﻬﺞ اﻟﻮﻃﻨﻲ أو ﺗﺮ ّدد ﰲ ﺗﺒﻨّﻴﻪ وﺗﻘﺎﺳﻢ اﳌﻬﺎم اﻟﻮﻃﻨ ّﻴﺔ ﺳﻮف ﻳﺸ ّﺪ ﰲ اﺗﺠﺎه اﻻﺿﻤﺤﻼل واﻟﺘﻔﻜﻚ وﻓﻘﺪان اﻟﴩﻋ ّﻴﺔ . رﻏﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت ،إ ّن اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮﻛﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻷﻗﻮى واﻷﺛﺒﺖ ،وﻫﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻘﺮار َ أﺷﻜﺎل ﺗﻨﻈﻴﻢ أﺧﺮى ﺗﻬ ّﺪد ﺻﺪارﺗﻬﺎ -وﻫﺬا إﻳﺠﺎ ّﻲﺑ .-ﻟﻜﻦ اﻷﻣﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ، ﰲ "ﻟﺠﻨﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ" ،وﻻ ﻓﻬﻨﺎك إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﺎﺋﺾ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ واﻟﻘﻮة ﰲ "ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء" وﺗﻀﺨﻢ ﰲ وزﻧﻬﺎ ﰲ "اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ" .وﰲ ﺣﺎل إﻗﺮار ﻗﺎﻤﺋﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺖ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻟﻸﺣﺰاب اﳌﻌﻨﻴﺔ ،وإذا ﻛﺎن ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ اﻻﺿﻄﺮارﻳﺔ ﻫﻮ اﳌﺤﺎﺻﺼﺔ ،ﻓﺈن اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﺳ ّﻴﺪة اﳌﻮﻗﻒ .وﺳﻮف ﺗﺠﺪ اﻟﺘﺸﻜﱡﻼت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﺎ ﻳﺸ ّﺪﻫﺎ إﱃ اﳌﺤﺎﺻﺼﺔ ،إ ّﻣﺎ ﺿﻤﻨﻬﺎ أو ﺿﻤﻦ دﻋﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﻠّﻴًّﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ دﻋﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻀﻌﻒ اﻷﺣﺰاب أﻛﺮﺜ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،وﻳﻌﻴﺪ إﻧﺘﺎج اﻟﻘﻮة ﻟﻠﺒﻨﻰ اﳌﺤﻠّﻮﻳّﺔ ،ﻤﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ. ﻣﻊ دﺧﻮل "اﻟﻼﻋﺒ� اﻟﺠﺪد" ،ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴ�ات ﺑﻌﻴﺪة اﳌﺪى إنْ أُ ْﺣ ِﺴﻦ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ، إﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ وﻳﺘﺤﺪد ﰲ اﺳﺘﺤﺪاث �ﺎذج ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ ،وﻣﻨﻬﺎ اﳌﻌﺮوف ﻋﺎﳌ ًّﻴﺎ، وﻫﺬا ﺗ َ َﺤ ﱟﺪ ّ وﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ واﻟﺤﺮاﻛﺎت اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜّﻞ ﻓﻀﺎ ًء رﺣ ًﺒﺎ ﻟﻜﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎدات اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ واﳌﻌﻨ ّﻴﺔ ﻟﺘﺠﺘﻤﻊ ﻣ ًﻌﺎ وﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﺘ�ﻳﺰاﺗﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف ﻋﻠﻴﺎ .وﻫﺬا، إﱃ ﺟﺎﻧﺐ "ﻟﺠﻨﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ" ،ﻳﺮﻓﺪﻫﺎ وﻳﺠ ّﺪدﻫﺎ ﺑﻘﻮة اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻏ� اﳌﺤﺪودة ،وﰲ ذﻟﻚ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻟﺪور ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﻲ اﻟـ 48ﺑﻜﻞ أﺑﻌﺎده وﻟﺘﻮﺳﻴﻊ أﻓﻖ اﻷﻃﺮ اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي ،إن ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻷرﻗﻰ ﻫﻮ اﻻﻧﺘﺨﺎب اﳌﺒﺎﴍ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄ� ،48واﻋﺘ�د اﳌﻨﺘﺨﺒ� واﳌﻨﺘﺨﺒﺎت ﺿﻤﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﻣﻨﻈّﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا أﺑﻌﺪ أﻓﻘًﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳّﺔ. * أﻣ� ﻣﺨﻮل ،ﺣﻴﻔﺎ ،أﺳ� ﺳﻴﺎﳼ ﺑﺴﺠﻦ اﻟﺠﻠﺒﻮع ،ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم "اﺗﺠﺎه"-اﺗﺤﺎد ﺟﻤﻌﻴﺎت أﻫﻠﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﺤ� ﻳﻮم اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻋﺎم .2010
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻧﻜﺴﺔ اﻷﺣﺰاب ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ :اﻟﻨﺎﴏة ﻛﻨﻤﻮذج ودﻳﻊ ﻋﻮاودة*
أﻓﺮزت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺤﲇ اﻟﻌﺮﻲﺑ ﰲ اﻟﺨﺮﻳﻒ اﳌﺎﴈ ﻣﻔﺎﺟﺂت ﻫﺎﻣﺔ ،أﺑﺮزﻫﺎ ﺧﺴﺎرة اﻟﺠﺒﻬﺔ ﺣﺼﻨﻬﺎ اﳌﺮﻛﺰي ،ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،وﺑﺨﺴﺎرة ﻣﺮﺷﺤﻲ أﺣﺰاب ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻗﺎﻤﺋﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻓﺮد واﺣﺪ .وﻫﺬا ﺗﻜﺮر ﰲ ﺑﻠﺪات ﻋﺮﺑﻴﺔ أﺧﺮى ﺷﻬﺪت ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺿﻌﻒ وﺿﻤﻮر اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬه اﻟﺨﺴﺎرة اﳌﻮﺟﻌﺔ ،ﻓﻘﺪت اﻟﺠﺒﻬﺔ ﺑﻠﺪات ﻫﺎﻣﺔ أﺧﺮى :ﺷﻔﺎﻋﻤﺮو ،ﻃﻤﺮة ،ﻋﺮاﺑﺔ اﻟﺒﻄﻮف، دﻳﺮ ﺣﻨﺎ ،وﻢﻟ ﺗﺴﱰد ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺳﺨﻨ� )أﺿﻼع ﻣﺜﻠﺚ ﻳﻮم اﻷرض( .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﻳُﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﺧﺴﺎرة ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻢﻟ ﺗﻜﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺆاﻣﺮة ،ﺑﻞ ﻣﺮدﻫﺎ إﱃ أﺳﺒﺎب ﻣﱰاﻛﻤﺔ وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ُﻣ ِﻨ َﻲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺑﺨﺴﺎرة ﻻﻓﺘﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ،ﺑﺤﺼﻮل ﻋﻀﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﺟ ًّﺪا ،رﻏﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺰﺑًﺎ ﻣﻌﺎرﺿً ﺎ ﻃﺮح اﻟﺒﺪاﺋﻞ )وﻫﻜﺬا ﰲ ﻛﻔﺮ ﻛﻨﺎ ﺑﺤﺼﻮل ﻣﺮﺷﺤﻪ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﺰب واﺻﻞ ﻃﻪ ﻋﲆ اﳌﻜﺎن اﻟﺮاﺑﻊ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺷﻐﻞ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻣﺮﺗ�( .ﻛﺬﻟﻚ ﺧﴪت ﻗﺎﻤﺋﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )اﳌﻮﺣﺪة( ﺧﺴﺎرة ﺟﺴﻴﻤﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺮﺷﺤﻬﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ %50ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺮﺷﺢ اﻟﺠﺒﻬﺔ. اﻧﻘﺴﺎم ﺑ�وت ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﰲ ﻣﺴ�ة ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻋﲆ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻜﺒ� ﻋﺎم ،1975 ﺗﻘﻒ ﺟﻤﻠﺔ أﺳﺒﺎب أﻫﻤﻬﺎ ﺗﺮ ﱡﻫﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ وإدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ،وﻻ ﺳﻴ� أن أﺟﻬﺰة اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ واﻹﻧﺬارات اﳌﺒﻜﺮة ﺗﺪ� اﻟﺨﺪﻣﺎت وﺳﻮء اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ داﺧﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻢﻟ ﺗﻌﻤﻞ رﻏﻢ ازدﻳﺎد اﻟﺸﻜﺎوى ﰲ اﻟﺸﺎرع اﻟﻨﴫاوي ﻣﻦ ّ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
وﺑُﻌﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻦ اﻷﻫﺎﱄ واﻷﺣﻴﺎء اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .وﺗﺸ� ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ إﱃ اﻧﻬﻴﺎر ﻣﻘﻮﻟﺔ "ﻣﺎ ﰲ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻔﻼن" .وأﺧﻄﺄ ،ﰲ ﻧﻈﺮي ،رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ راﻣﺰ ﺟﺮاﻳﴘ )واﻟﺠﺒﻬﺔ( ﺑﻌﺪم ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ اﳌﺒﻜّﺮة ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ٍ ﻣﻀﺾ ﻣﻌﻠَﻦ ،وﺑﻌﺪم ﻗﺮاءة اﻟﺘﻐﻴ�ات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺟﻴﻞ ﺷﺎب ﻳﻮاﺻﻞ اﳌﺸﻮار ،وﺑﱰﺷﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ وﻣ� ﻳﺪﻟّﻞ ﻋﲆ ﺗﺮﻫﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ وإدارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻧﺸﻮء ﺣﺮﻛﺔ "ﺷﺒﺎب اﻟﺘﻐﻴ�" اﳌﺪﻳﻨﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﰲ ﻫﻮاﻣﺸﻬﺎّ . وﺟﻞ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺟﺒﻬﻮﻳﻮن . ّﻋﱪت ﻋﻦ اﻧﺤﻴﺎز ﻟﻌﲇ ﺳﻼّم. ﻋﱪت اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻦ رﻏﺒﺔ اﻟﻨﺎﺧﺐ ﰲ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋﲆ أداء اﻟﺠﺒﻬﺔ ،أﻛﺮﺜ ّ ﻣ� ّ ﻟﺬا ّ وﺗ ُﻈﻬﺮ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أن اﻟﻨﺎﺧﺒ� ﻳﻨﺘﺨﺒﻮن ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻬﻢ وﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ رواﺑﻂ اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻣﻌﻬﻢ؛ ﻓﻌﲇ ﺳﻼّم ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﺎرﻳﺰﻣﺎ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،وﻗﻮﺗﻪ ﰲ ﺿﻌﻔﻪ وﰲ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،وﰲ اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻤﺑﺴﺎﻋﺪات ﻋﻴﻨﻴﺔ ﻓﺮأوا ﻓﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﺳﻘﺎط اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﴎاﻳﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ .ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻤﺑﻘﺪور ﻋﲇ ﺳﻼّم وﻻ ﻏ�ه أن ﻳُ ِ ﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻬﺰ�ﺔ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ،وﺗﺨﻠّﺼﺖ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻼﺋﻴﺔ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ،وﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﲆ ﺻﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻬﻮر ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻷﺳﺎﳼ -اﻟﻔﻘﺮاء واﳌﻬﻤﺸ� -وﻢﻟ ﺗﺴﺘﺒﺪل اﻟﻀﻮاﺣﻲ واﻷﻃﺮاف ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ .أﻣﺎ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﻔﺮﻃﺔ ﰲ ﺳﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻨﻮان "ﻋﲇ ﺳﻼّم ﺳﻴﺪﻣﺮ اﻟﺒﻠﺪ"، ﻓﺰادت ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻣﻞ أﺻﺤﺎب ﺣﻖ اﻻﻗﱰاع .إن اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﺗﺨﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﱰك اﻟﺠﺒﻬﺔ أو ﻳﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﻢﻟ ﻳﻌﺪ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻣﺸﺎﺑﻪ وﻣﺨﻄﻮء ﻣﻊ "اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ" َو "أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ". ﺳﻼ ًﺣﺎ ُﻣ ْﺠ ِﺪﻳًﺎ ،وﻫﻮ ﻳﺬﻛّﺮ ﺑﺴﻠﻮك ّ وﻻ �ﻜﻦ إﻏﻔﺎل اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻓﺨﻼل ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ إدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻢﻟ ﺗﻨﺠﺢ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﻌﺎر "دﻳﺮوا ﺑﺎﻟﻜﻢ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ" اﻟﺬي رﻓﻌﻪ اﻟﺮاﺣﻞ ﺗﻮﻓﻴﻖ زﻳﺎد ،واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﺎﻧﺖ أن أﺣﻴﺎء اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻇﻠﺖ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة ﻻ ﺗﺠﻤﻊ ﺷﺒﻴﺒﺘَﻬﺎ أﻧﺪﻳ ٌﺔ أو ﻓﺮق رﻳﺎﺿﻴﺔ أو ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت اﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ .وﻗﺪ زﻋﺰﻋﺖ ﻣ� ﺳﺎﻫﻢ ﻧﺴﻴﺞ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ،وﻇﻠﺖ ﺟﺮ ًﺣﺎ ﻢﻟ ﻳﻨﺪﻣﻞّ ، ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻬﺎب اﻟﺪﻳﻦ ،ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨ ّﻴﺎتَ ، ﱠ ﰲ ﻧﺸﻮء ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎدت ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﻘﺴﺎم ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﺑ� ﺑ�وت ﴍﻗﻴﺔ وﺑ�وت ﻏﺮﺑﻴﺔ ،وﻫﺬا اﻧﻌﻜﺲ ،ﻛﺬﻟﻚ ،ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﻧﺘﺨﺎﻲﺑ .
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻴﻖ ﺗ ُﻼزِم اﻟﺠﻤﻬﻮ َر ،وﺗﻜﺸﻒ اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻧﺤﺴﺎر اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ واﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻌﺎﻳ� ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﺣﺎراﺗﻴﺔ وﻃﺎﺋﻔﻴﺔ - ﻧﻔﻌﻴﺔ ،وﺗﺘﻮﻫﻢ أوﺳﺎط ﺷﻌﺒﻴﺔ أن إﺳﻘﺎط اﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺘﻐﻴ� أوﺿﺎﻋﻬﻢ ،ﺑﻴﻨ� ﻛﺎﻧﺖ أوﺳﺎط أﺧﺮى ﺗﺮى ﰲ ﻋﲇ ﺳﻼّم "ﻓَﺸّ ﺔ ﺧﻠﻖ" ،وﺗﺮى ﰲ إﺳﻘﺎط اﻟﺠﺒﻬﺔ واﺣﺘﻜﺎرﻫﺎ ﻣﻜﺴ ًﺒﺎ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ .وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ،ﻢﻟ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎﴏة ﻛﺜ ً�ا ﻋﻦ اﻟﻘﺮى اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ -إﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ -اﺳﺘﻄﻼع "ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ" اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي أﻓﺎد أن %60ﻳﺮون اﻻﻧﺘ�ء اﻟﻌﺎﺋﲇ أﻫ ﱠﻢ اﳌﻌﺎﻳ� ﻋﻨﺪ ﻣ�رﺳﺔ ﺣﻖ اﻻﻗﱰاع .ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻃﻴﻨﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﺑﻠﺔ وﻳﻌ ّﺮﺿﻪ ﻟﻼﻧﺘﻜﺎس ﻫﻮ ﻻﻣﺒﺎﻻة واﻧﻜﻔﺎء اﳌﺜﻘﻔ� وﻫﺠﺮة أﻋﺪاد ﻛﺜ�ة ﻣﻦ ﻣ� ﻳﻌﻴﻖ ﺗﺒﻠﻮر اﻟﻨﺎﴏة وﻣﻦ اﻷرﻳﺎف إﱃ اﳌﺪن "اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ" )ﻛﻨﺘﺴ�ت ﻋﻠﻴﺖ -ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل(ّ ، وﺗﻌﻤﻴﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ اﳌﺪ� ﰲ ﺑﻠﺪاﺗﻬﻢ. ﺧﺴﺎرة اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻳﻨﻄﺒﻖ اﻟﻜﺜ� ﻣﻨﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ،ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘّﺼﻞ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻮاﺳﻊ. ﻓﺮﻏﻢ أﻧّﻪ ﻛﺎن ﰲ ﻣﻮﻗﻊ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﻢﻟ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ أﺧﻄﺎء اﻹدارة اﻟﺠﺒﻬﻮﻳﺔ ،ﺑﺪا ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺰﺑًﺎ ﻧﺨﺒﻮﻳًّﺎ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﻌﺎم ،ﻣﻜﺘﻔﻴًﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗّﺼﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻬﻮر ﻻ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻤﺑﻌﻈﻤﻪ َوﻓﻖ ﻧﺨﺒﻮي ،وﺣﻤﻠﺖ ﻣﻀﺎﻣ� ﻣﻌﺎﻳ� ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ اﺗﺴﻤﺖ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة ﺑﻄﺎﺑﻊ ّ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ إدراك ﺟﻤﻬﻮر أﺻﺤﺎب ﺣﻖ اﻻﻗﱰاع .ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻳُﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺤﺰب ﴬر اﻧﺘﺨﺎﺑﻴًّﺎ ﺑﱰﺷﱡ ﺢ اﻣﺮأة ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﳌﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ أوﺳﺎط ﻗﺪ ﺗ ّ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ -ﻛ� ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -أﺑﻮﻳﺔ وذﻛﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻮ ﱡﺟﻬﺎت )ﻋﺪد اﳌﺮﺷﺤﺎت ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ واﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة ﻳﻘﻞ ﻋﻦ %).1 إن إﺣﺮاز ﻣﺮﺷ َﺤﻲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺘ� ﻫﺎﻣﺘ� )ﺳﺨﻨ� وﺷﻔﺎﻋﻤﺮو( ﻣﺎزن ﻏﻨﺎﻳﻢ وأﻣ� ﻋﻨﺒﺘﺎوي ﻣﻘﺎﺑﻞ إدارة ﺟﺒﻬﻮﻳﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺘ� ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻳﺮى ﰲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺧﻴﺎ ًرا ﰲ اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺤﲇ ﻛﺬﻟﻚ، ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
رﻏﻢ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻨﺨﺒﻮي .وﻗﺪ ﻳﻌﻜﺲ ﻧﺠﺎﺣﻬ� ﰲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﺪى أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺮب اﳌﺮﺷﺤ� ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر أﻳﻀً ﺎ .ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻄﺮح ﺳﺆاﻻً ﻫﺎ ًّﻣﺎ :ﳌﺎذا ﻧﺠﺢ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ ﺷﻔﺎﻋﻤﺮو وﺳﺨﻨ� وأﺧﻔﻖ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة وﻛﻔﺮ ﻛﻨﺎ؟ وﻫﻞ ﺗﻄﻮل اﻷﺳﺒﺎب اﻋﺘﺒﺎرات ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﲆ ُﻫﻮﻳّﺔ اﳌﺮﺷﺤ�؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻌﻄﻴﺎت واﻟﺒﺤﺚ. وإن رﻏﺐ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪور ﻏ� ﻫﺎﻣﴚ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ اﺳﺘﺨﻼص دروﺳﻪ ودروس ﻏ�ه؛ ﻓﻨﺘﺎﺋﺠﻪ ﰲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﱃ -ﻻ ﺳ ّﻴ� ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﱰﺷﻴﺢ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ -ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺴﺎرة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺜﻠ� ﻫﻮ ﺣﺎل ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺠﻠﺲ ﻛﻔﺮ ﻛﻨﺎ .ﺣﺮ ّي ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻊ ،اﻟﺬي أﻋﻠﻦ ﻧﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم أو ﻋﺎﻣ� ﻣﻮازﻧﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﱪﳌﺎ� ﺣﺮي ﺑﻪ ﻋﺪم اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻀﻌﻒ اﻟﺠﺒﻬﺔ ،واﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺧﻄﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﳌﻴﺪا� واﻻﻫﺘ�م ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔّ ، وأﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ،واﳌﻜﺎﺳﺐ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣﺮﺷﺤﻮه أو اﳌﻘﺮﺑﻮن ﻣﻨﻪ ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ أن ﺗﺸﻜّﻞ ﻣﺼﺪ َر ﻗﻮة وﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﻟﻪ ﻧﺤﻮ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﻮر ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ . َ رﻤﺑﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄن ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة أن ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﻘﻼب ،ﻟﻮ أﻗﺪﻣﺖ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻳﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎﴏة، ﺣﻴﺚ أول ﻣﺠﻠﺲ ﺣﺰﻲﺑ -ﺟﺒﻬﻮي ﰲ اﻟﺒﻼد ،ﺑﺎﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ﻣﺮة ﻛﻞ دورﺗ� ،وﺑﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻮاﺳﻊ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻷﻳﺎم –ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧ�ة . ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺆاﻣﺮة أﻣﺎ ﺗﻔﺴ� اﻟﺠﺒﻬﺔ أو أوﺳﺎط ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺨﺴﺎرﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻋﻢ أﻧﻬﺎ وﻟﻴﺪة ﻣﺆاﻣﺮة ،ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻜﺲ رﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﻬﺮب ﻣﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺼﺪﻳﺮ اﻷزﻣﺔ إﱃ اﻟﺨﺎرج .وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال ﻣﻠ ًّﺤﺎ :ﻫﻞ ﺟﺎءت اﻟﺨﺴﺎرات اﻟﺠﺒﻬﻮﻳﺔ ﰲ ﺷﻔﺎﻋﻤﺮو وﻃﻤﺮة وﺳﺨﻨ� وﻋﺮاﺑﺔ ودﻳﺮ ﺣﻨّﺎ وﻏ�ﻫﺎ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ وﻟﻴﺪة ﻣﺆاﻣﺮة؟ وأﻳﻦ ﻣﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﺒﻬﺔ؟ ﻳُﺴﺘﻨﺘَﺞ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻨﺎﴏة أن اﻟﱰﻫﻞ وﻋﺪم اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻷداء واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﳌﺮﺷﺤ� ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻫﻲ ﻋﻨﺎﴏ ﻗﺎدرة ﻋﲆ إﻓﺸﺎل ﺣﺘﻰ ﺣﺰب ﻋﺮﻳﻖ وﻗﻮي ﻣﺜﻞ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة وﻣﺜﻞ ﺣﺮﻛﺔ "ﻓﺘﺢ" اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أو ﺣﺰب اﻟﻌﻤﻞ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﺠﺮﺑﺘﻴﻬ� وﺗﺮاﺟﻌﻬ�.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺗﻐ�ات اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﺗﺪﻟّﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻤﺑﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﲆ ازدﻳﺎد اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت أﻣﺎم اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ّ ﺗﻄﻮل ﻣﺠﻤﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺗَﺮا ُﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻠ� اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺠ�ﻋﻲ واﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﻴ� ،وﺗﻐﻠﻐﻞ أﻓﻜﺎر اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻲﻛ .ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -وﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻓﺤﺴﺐ- ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ،وإﻧﻌﺎش ﻗﻮى ،وﺗﺠﺪﻳﺪ أدوات ،واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺪان ،ﻻ ﺗﺮﻛﻴﺰ ُﺟ ّﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﱪﳌﺎن .وﺑﺪون ﻫﺬه اﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻗﺪ ﻧﻜﻮن ﻋﲆ أﻋﺘﺎب ﻣﺮﺣﻠﺔ "اﳌﺨﺎﺗ� اﻟﺠﺪد" رؤﺳﺎء ﻗﻮاﺋﻢ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ وﺣﺎراﺗﻴﺔ وﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮن ﺿﻌﻒ اﻟﻄﺮوﺣﺎت واﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ. * ودﻳﻊ ﻋﻮاودة ،ﻛﺎﺗﺐ ﺻﺤﻔﻲ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻷﺣﺰاب رﻫﻴﻨﺔ اﻷ�ﺎط اﳌﺤﻠ ّﻴﺔ :اﻟﻨﺎﴏة ﻣﺜﺎﻻً ﻋﻼء ﺣﻠﻴﺤﻞ*
ﻤﺗ ّﺮ اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ ﰲ ﺗﻐﻴ�ات ﻛﺒ�ة ﰲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧ�ة ،ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠ ًﺒﺎ وإﻳﺠﺎﺑًﺎ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺒﺎدي ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب ﻋﲆ واﻗﻊ ﺣﻴﺎة أﻓﺮادﻫﺎ .وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﺘﻐﻴ�ات اﻟﺴﻠﺒ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻤﺗ ّﺮ ﺑﻬﺎ اﻷﻗﻠﻴﺔ ُ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﰲ اﻟﺘﻐ�ات اﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ واﻟﺪ�ﻐﺮاﻓ ّﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓ ّﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ّ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ّ ﲇ واﺿﺢ أو اﺳﺘﴩا ّﰲ ،ﻳﻌﻜﺲ ﻫﺬه ﻋﺠﺰ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ ﻋﻦ وﺿﻊ ﻣﺨﻄﻂ ﻣﺴﺘﻘﺒ ّ اﻟﺘﻐ�ات وﻳﺤﺎول ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻠﻮل ﺷﺎﻓﻴﺔ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ داﺋﺮة ر ّد اﻟﻔﻌﻞ ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻼﻗﺔ ّ اﻟﺴﻴﺎﳼ ،أم ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌﺠﺘﻤﻌ ّﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠ ّﻴﺔ .وﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ذﻟﻚ اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻨﻈﺎم ّ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪ� ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ وﺛﺎﺋﻖ رؤﻳﺎ وﻣﻄﻠﺒ ّﻴﺔ ،ﳌﺤﺎوﻟﺔ ﺳ ّﺪ اﻟﻔﺮاغ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺎ ﻗﻴﺎم ّ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﳌﻨﺸﻮد . ﲇ ﺑ� اﻟﻨﺎس ،ﻣﻦ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻬ ّﻤﻨﻲ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﺄﺛ� اﻟﺬي ﺧﻠّﻔﻪ ﺗﺮاﺟﻊ أداء اﻷﺣﺰاب اﻟﻔﻌ ّ وﻣﺮﺟﻌ ّﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﺼﻨﻊ اﻟﻘﺮار وﻗﻴﺎدﺗﻪ ،إﱃ ﺧﻴﺎرات ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺧﻴﺎرات أﺧﺮى ﻛﺜ�ة ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻌﺰف ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﺰ ّﻲﺑ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺠﻨﺢ ﻧﺤﻮ اﻻﻧﺨﺮاط اﻟﺘﺎ ّم ﰲ ﺑﻨْﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴّﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ، اﻟﺤﻤﻴﻤﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆ ّدي –ﺑﻨﻈﺮي -إﱃ ﺗﻘﻠّﺺ ﻣﺴﺘﻤ ّﺮ ﰲ وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﱰﻛّﺰ ﰲ اﻟﺤ ّﻴﺰ اﻟﻘﺮﻳﺐ ّ
ﻣﻔﻬﻮم "اﻟﻮﻃﻦ" ،ﻟﻴﻐﺪو ﻟﺪى اﻟﻜﺜ�ﻳﻦ اﳌﻨﻄﻘ َﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﻘﺮﻳﺔ /اﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻣﺮﻛّﺒﺎت َﺟﻤﻌﻴّﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ أﺧﺮى .إﺣﺪى ﻋﻼﺋﻢ ذﻟﻚ ﺗﻌﺎﻇُ ُﻢ اﻹﻋﻼم اﳌﺤﲇ )اﻹﻟﻜﱰو ّ� ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص( ﺣﻴﺚ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺧﺎص ﺑﻬﺎ )أو أﻛﺮﺜ( ،ﻳﻬﺘ ّﻢ ﺑﺸﺆون اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺼﻐّﺮة وﻳُﺤ ّﻮل ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ أﺿﺤﻰ ّ ﻟﻜﻞ ﻗﺮﻳﺔ /ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻮﻗﻊ ّ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ. اﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ اﻟﻬﺎ ّﻣﺔ واﻟﺘﺎﻓﻬﺔ إﱃ ﻣﺤﻮر اﻻﻫﺘ�م ّ وﻟﺬﻟﻚ ،ﺗﺸﻜّﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﻷﺧ�ة �ﻮذ ًﺟﺎ ﺣ ًّﻴﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺸ� –أﻛﺮﺜ ﻣﻦ ﻏ�ﻫﺎ ،وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻨﺎﴏة "ﻋﺎﺻﻤﺔ" اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ -إﱃ ﺿﻌﻒ اﳌﺮﻛﺰ و� ّﻮ اﻷﻃﺮاف ،وﻗﺪ ﻳﺴ ّﻤﻴﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻮدة اﻟ ّﺮﻳﻒ وﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺑﻨﺎء اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ اﳌﺘﺨ ّﻴﻠﺔ .اﻟﻨﺎﴏة ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻔﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ اﳌﺪﻳﻨ َﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﰲ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﺒﻐﺔ، ﻋﻼﻣﻲ واﻟﺤﺰ ّﻲﺑ ً ّ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ اﳌﻔﱰﺿﺔ ،وﻗﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﺨﻄﺎب اﻹ ّ ﰲ ﻓﱰة ﺗﻮﻓﻴﻖ زﻳّﺎد ،إﻻّ أنّ ﺗﺮاﺟﻊ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ وﺑﻌﺪ دﺧﻮل ﻗﻮى ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ أﺧﺮى ،ﺟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻐ�ات اﻟﻼﻫﺜﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﴩ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب أﻗﺮب إﱃ اﻟﻨﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ .ﻻ ﻳُﻌﺎب أﺣ ٌﺪ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،إذ إنّ ّ اﻟﻌﴩﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻧﺤﻦ ،ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻘﻮى ﻛﻮﻧ ّﻴﺔ وﺗ ّﻴﺎرات ﺛﻘﺎﻓ ّﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ أن ﻗﴫ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺠﺴﻴﻢ اﻟﺬي ﻣﻴّﺰ –وﻣﺎ ﻳﺰال -أﺣﺰاﺑﻨﺎ ﺗ ُﻘﺎوم ﺑﺎﻷدوات اﳌﺘﺎﺣﺔ .ﻟﻜ ّﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻷﻛﱪ ﺗﺠﻠّﺖ ﰲ َ وﺣﺮﻛﺎﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،وﺗﺤ ﱡﻮل ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ )اﻟﺬي �ﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧّﻪ –ﰲ أﻗّﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ -ﺧﻄﺎب ﻣﻤﺠﻮج وﻏ� اﻟﺘﻐ�ات ُﻣﺒﺪع( إﱃ ﻛﻠﻴﺸﻴﻬﺎت ﻏ� ُﻣ ْﺠﺪﻳﺔ -ﺑﺮﻏﻢ ﺻ ّﺤﺔ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ .-ﻟﻘﺪ ﻓﺸﻞ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ ﻣﺠﺎراة ّ ّ ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ )ﺗﻨﻈﻴﻤﻴًّﺎ وإﻋﻼﻣﻴًّﺎ وﺷﻌﺒﻴًّﺎ( ،وﻫﻮ ﻣﺎ أ ّدى إﱃ � ّﻮ اﻷﻃﺮاف اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﻄﺎﻟﺐ ّ
اﻟﺴ ّﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ واﻟﻨﻴﻮﻣﻴﺪﻳﺎ. اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﺠ�ﻫ�ﻳّﺔ ،ﻣﺴﺘﻐﻠ ًﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﱡ
اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي، اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻻﻧﺸﻘﺎق اﻟﺬي ﺣﺪث ﰲ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،وﻃﺮح ﻋﲇ ﺳﻼّم ﻟﻘﺎﻤﺋﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻪ ّ ّ ﺳﻴﺎﳼ ﺟﺪﻳﺪ ﺟﺮى ﻓﻴﻪ إﺑﺮاز ﻣﺤﻠّ ّﻴﺔ اﻟﻄﺮح )"ﻧﺎﴏﻲﺗ"( ﺑﺪﻻً وأﺳﺴﺎ ﻟﻮاﻗﻊ ﻗَﻠَ َﺒﺎ ﻣﻌﺎدﻟﺔ "ﻣﺮﻛﺰ-أﻃﺮاف"ّ ، ّ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﻞ اﻷﺿﻤﻦ واﻷﺳﻬﻞ ﰲ وﺿﻌﻨﺎ ُﻄﺮي .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﻋﲇ ﺳﻼّم ّ ﻣﻦ "اﻟﺠﺒﻬﺔ" واﻣﺘﺪادﻫﺎ اﻟﻘ ّ ّ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي .وﻣﻦ أﺟﻞ ﺿ�ن ﻧﺠﺎح ﻫﺬا اﳌ ُﱰ ّدي :اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ واﳌﻨﺎﻃﻘ ّﻴﺔ ،واﻟﺨﺮوج اﻟﺤﺎﺳﻢ واﻟﴩس ﻋﲆ اﳌﺮﻛﺰ ّ اﳌﺴﻌﻰ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎت ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ وﺟﻬﻮﻳّﺔ وﻃﺎﺋﻔ ّﻴﺔ وﺛﺄرﻳّﺔ ﺿ ّﺪ اﻟﺠﺒﻬﺔ ،وﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﻠﺖ اﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ .
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺸﻪ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧ�ة، ﻟﻘﺪ ﺷﻜّﻠﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻨﺎﴏة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ّﻴﺔ ﺗﻌﺒ ً�ا ﻣﺆﳌ ًﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ّ �ﻜﻨﻨﻲ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﻌﺾ ﻣﻤ ّﻴﺰاﺗﻪ ﻤﺑﺎ ﻳﲇ: ُﻄﺮي ،وذﻟﻚ ﺑﺪواﻓﻊ ﺛﺄرﻳّﺔ-ﺗﺎرﻳﺨ ّﻴﺔ (1ﺗﻌﺎﻇﻢ دﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت وأﺣﺰاب ﺳﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﻟﻄﺮح وﻣﺤﲇ ﻏ� ﻗ ّ ﻣﻨﺎﻃﻘﻲ ّ ّ ّ وﺗﺠﲆ ذﻟﻚ ﺑﺪﻋﻢ "اﻟﺘﺠﻤﻊ" اﳌﻄﻠﻖ ﻟﺴﻼّم ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎداﺗﻪ واﻟﺪﻋﻮة إﱃ ﻋﺪم اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻪ ﰲ ﻣﻊ اﻟﺠﺒﻬﺔ؛ ّ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﱃ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺟﺰ ًءا ﻣﻦ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ّي اﻟﻔﺎﺷﻞ ،واﻟﺪﻋﻢ اﻟﺼﺎﻣﺖ اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣ ّﻴﺔ ﰲ ﺷ ّﻘ ْﻴﻬﺎ ﻟﱰﺷﻴﺢ ﺳﻼّم. (2ﻟﺠﻮء "اﻟﺠﺒﻬﺔ" ،ﻣﻤﺜﱠﻠ ًﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ واﻟ ُﻘﻄْﺮﻳّﺔ ،إﱃ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ ﺗﺮ ّدي ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺪﻳﻨﺔ واﳌﺠﺘﻤﻌﻲ ﰲ ﺣﺎل ﻧﺠﺎح "ﻧﺎﴏﻲﺗ" وﻋﲇ ﺳﻼّم وﻤﺗﻮﺿﻊ ﻣﺼ ّﻮﻲﺗ اﻷﺣﻴﺎء "ﻏ� اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ" ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻷﺧﻼﻗﻲ ّ ّ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺪاﻋﻲ إﱃ اﻟﻴﺴﺎري ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار .وﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب ،ﺗﺨﻠﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻧﻬﺎﺋ ًﻴﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ ّ ّ ﻋﺒﺜﻲ ﻧﺎﺻﺒﺖ ﻓﻴﻪ اﻻﻟﺘﺤﺎم ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺎت اﳌﺴﺤﻮﻗﺔ واﳌﻬ ّﻤﺸﺔ )ﻛ� ﻛﺎن ﺧﻄﺎب ﺗﻮﻓﻴﻖ زﻳّﺎد( ،وﻧﺸﺄ وﺿﻊ ّ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺎﴏة وﻗﺒﺎﻃﻨﺘﻬﺎ اﻟﻌﺪا َء ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أن ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺸﺎﺋﺮ اﻟﻌﺪل واﻟﺘﺤ ّﺮر. (3ﺑﺮوز وﺣﺶ اﻟﻄﺎﺋﻔ ّﻴﺔ وإذﻛﺎؤه .واﻟﻄﺎﻣﺔ اﻟﻜﱪى ﺗﻜﻤﻦ –ﺑﻨﻈﺮي -ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻟﺪى "اﻟﺠﺒﻬﺔ" ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ راﻳﺔ اﳌﺴﺎواة واﻻﻟﺘﺤﺎم اﻟﻨﻀﺎ ّﱄ وﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴّﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﻴّﺔ .ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أنّ اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻛﻞ اﻟﻨﺎس" ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻢﻟ ﺗﺼﻤﺖ ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺋﻔ ّﻴﺔ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،إﻻّ أ ّن اﳌﺘﺄ ﱠﻣﻞ ﻣﻦ "ﺟﺒﻬﺔ ّ اﻟﻨﻬﺞ ذا وﻗﻊ أﻛﱪ . ﻫﺬه اﳌﻤ ّﻴﺰات –وﻏ�ﻫﺎ -ﺗﺸ� ﺑﻮﺿﻮح إﱃ اﻧﻬﻴﺎر ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﰲ اﻟﺒﻨﻰ اﳌﺠﺘﻤﻌ ّﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ ،وﻫﻮ واﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻓﺘﺒ ﱡﺪل اﻟﻨ َﺨﺐ اﻟﺠﻤﻌﻲ اﻧﻬﻴﺎر ﻟﻴﺲ ﺳﻠﺒﻴًّﺎ ﺑﺎﻟﴬورة ،إذا ﻧﺰع ﻧﺤﻮ ﺗﺠﺪﻳﺪ أدوات وآﻟﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ّ ّ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ .ﻣﺎ ﻳﺜ� اﻟﺨﻮف ﻫﻨﺎ أن ﺗﺠﻨﺢ اﳌﺮاﻛﺰ واﳌﺮاﻛﺰ وﻧﺸﻮء ﻣﺮاﻛﺰ ﺟﺪﻳﺪة ﻫ� "ﺣﺘﻤ ّﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨ ّﻴﺔ" ّ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،أو اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،إﱃ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺛﺄرﻳّﺔ ﻣﻦ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،أو إﱃ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ وأداﺋ ّﻴﺔ
ﻛﻞ اﻟﺒُﻨﻴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﴬورة ﻧﻔﺴﺎﻧﻴّﺔ وﺷﻌﺒﻴّﺔ ،دو�ﺎ ﻓﺤﺺ ﻟِ� ﻳﺠﺐ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ ّ وﺗﻄﻮﻳﺮه .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﺣﺪ اﳌﺆﴍات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ رﻓﺾ ﺳﻼّم إﺟﺮاء ﻣﻈﺎﻫﺮة ﻗُﻄْﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺗﻨﺪﻳ ًﺪا ﺑﺎﻟﺤﺮب ﻋﲆ ﻏﺰة ،ﺣﻴﺚ ﻗﺮرت ﻟﺠﻨﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ذﻟﻚ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﻗُﻄْﺮﻳﺔ ،ﻓﻴ� رﻓﺾ ﺳﻼّم ﻫﺬه أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻓﻴﻬﺎ إﻧّﻬﺎ ﻏ� ﻣﻮﻓﱠﻘﺔ. اﳌﺒﺎدرة ﺧﺸﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺘﺠﺎرة .ﻫﺬه ﺑﺪاﻳﺔ ﱡ أ ّﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ اﻵن اﻟﺘﻔﻜ� ﻣﻠ ًّﻴﺎ ﰲ ﺟﺪوى اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳّﺔ ﻛﻞ ﺣﺰب إﱃ ﺗﻘﺪ�ﻬﺎ ﺟ ّﺮاء ذﻟﻚ .إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺎﺋﻔ ّﻴﺔ واﻟﺤ�ﺋﻠ ّﻴﺔ واﳌﺤﻠ ّﻴﺔ ،وﺟﺪوى اﻟﺘﺴﻮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳُﻀﻄ ّﺮ ّ ﻛﻞ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ﺑﺄ ّن وﺟﻮدﻫﺎ ﻫﻨﺎك �ﻨﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈنّ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد ﺗﻄﻐﻰ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،رﻏﻢ ّ ﲇ. ْﺮي وﻻ ﻳﻌﻮد ّ ﴬ ﺑﺎﻷﺣﺰاب ورﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟ ُﻘﻄ ّ ﺑﺄي ﻓﺎﺋﺪة ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤ ّ ﻳ ّ * ﻋﻼء ﺣﻠﻴﺤﻞ ،ﻛﺎﺗﺐ وﺻﺤﺎ ّﰲ؛ رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﻮﻗﻊ "ﻗﺪﻳﺘﺎ" ﻟﻸدب واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠّ ّﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة -أﻳﻦ اﻟﺘﻐﻴ�؟! ﻓﺮاس ﻧﻌﺎﻣﻨﺔ*
ﻻ ﺷﻚ أن ﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺎﴏة ،أﻛﱪ اﳌﺪن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ،ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺣﻈﻴﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة ﺑﺎﻫﺘ�م وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ ﻓﺌﺎت ﻛﺜ�ة ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ .وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻮارد اﻟﺤﺎل ،اﻫﺘﻤﺖ ﺑﻬﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺰاب اﻟﻘﻄْﺮﻳﺔ ،ﻛ� أﻧﻬﺎ ّ ﺑﴩﻳﺔ وﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ وﻣﺘﺘﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻘﺮارات ﻓﺮوﻋﻬﺎ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة . اﺧﱰت ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ إﺣﺪى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﱰﺷﻴﺢ ﻧﺴﺎء ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وأﺑﺮزﻫﺎ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ .وﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴ� -ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ -ﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻟﱰاﻛﻢ ﻋﻤﻞ وﺗﻐﻴ� ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﻔ ّﻌﺎﻟﺔ ﻗﻄﺮﻳًّﺎ ،واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﺼﻦ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻣﻀﻤﻮﻧًﺎ ﻤﺗﺜﻴﻞ أﻛﱪ ﰲ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﰲ ﻗﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت؛ وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺘﺠﻤﻊ أول ﺣﺰب ّ ﻟﻠﻤﺮأة ،وأول ﺣﺰب ﻋﺮﻲﺑ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ إدﺧﺎل اﻣﺮأة ﻋﺮﺑﻴﺔ إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ )ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ( .وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺴﻼم واﳌﺴﺎواة ،ﺣﻴﺚ ﺣﺎوﻟﺖ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻷﺧ�ة أن ﺗﻀﻤﻦ ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﻣﺘﻘ ّﺪ ًﻣﺎ ﻻﻣﺮأة ﰲ ﻗﺎﻤﺋﺘﻬﺎ )ﻧﺒﻴﻠﺔ إﺳﺒﻨﻴﻮﱄ( ،وﻟﻜﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺣﺎﻟﺖ دون ذﻟﻚ .وﻣﻊ ﻫﺬا، ﲇ ﻳﻘﻮم ﺑﺤﺴﺒﻪ اﳌﺮﺷﱠ ﺤﻮن اﻷول واﻟﺜﺎ� ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ اﻟﻔﱰة، ﻧﺠﺤﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﰲ إﺑﺮام اﺗﻔﺎق داﺧ ّ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻟﻴﻔﺴﺤﻮا ﻣﺠﺎﻻً ﻟﺪﺧﻮل اﳌﺮﺷّ ﺤﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )ﻧﺒﻴﻠﺔ إﺳﺒﺎﻧﻴﻮﱄ -وﻛﺬﻟﻚ اﳌﺮﺷّ ﺢ اﻟﺴﺎدس أ�ﻦ ﻋﻮدة( ﻟﻌﻀﻮﻳّﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ . إن اﻻﻫﺘ�م ﻤﺑﻮﺿﻮع ﻤﺗﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﺤ ّﻴﺰ اﻟﻌﺎ ّم ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﻳﻄﺮح اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ وﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،أﺑﺮزﻫﺎ :ﻫﻞ وﺟﻮد ﻧﺴﺎء ﻣﺮﺷﺤﺎت ﻳﺸ� ﺑﺎﻟﴬورة إﱃ أﻧﻬﻦ ﺻﺎﺣﺒﺎت ﻗﺮار وﺗﺄﺛ� داﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﺰب؟ وﻫﻞ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﻧﺴﺎء ،ووﺻﻮﻟﻬﻦ إﱃ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ،ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﴬورة ﺣﺼﻮل ﺗﻐﻴ� ﰲ ﻃﺮح ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب ﻣﻦ ﺣﻴﺚ رؤﻳﺘﻬﺎ ﻟﺪورﻫﺎ ﰲ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ اﻟﺪﻓﻊ ﻗُ ُﺪ ًﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﻤﺑﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص؟ أم إنّ ﻫﺬه ﻣﺠ ّﺮد إﺳﱰاﺗﻴﺠ ّﻴﺔ ،ورﻏﻢ أﻫ ّﻤ ّﻴﺘﻬﺎ واﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻮد ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺴﺐ ﺣﺰ ّﻲﺑ ﻓﻘﻂ؟ ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﻨﺴﺎء: ﻟﻮﺣﻆ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﴏة اﻷﺧ�ة ازدﻳﺎد ﻋﺪد اﻟﻨﺴﺎء اﳌﺮﺷﺤﺎت ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬا أﺻﺒﺢ ﻣﻄﻠ ًﺒﺎ ﴐورﻳًّﺎ وﴍﻃًﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﻧﻘﺪ اﳌﺘﻨﺎﻓﺴ� ،ﺣﻴﺚ اﻓﺘﺨﺮ ﻋﲇ ﺳﻼّم )ﻣﺮﺷﺢ ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ واﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت( ﺑﱰﺷﻴﺢ ﻧﺴﺎء ﰲ ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" ﰲ أﻛﺮﺜ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،وﻛﺎن ﻳﺮد ﺑﻬﺬا ﻋﲆ اﺗﻬﺎﻣﺎت ُو ﱢﺟﻬﺖ إﻟﻴﻪ ،ﺑﺨﺼﻮص ﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﻟﺪور اﳌﺮأة. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ،وأﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﻨﺴﺎء وﺗﺄﺛ�ه اﳌﻔﱰض ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال :ﻫﻞ وﺟﻮد ﻧﺴﺎء ﻣﺮﺷﺤﺎت ﰲ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻦ ﺑ ِﺠ ّﺪﻳّﺔ؟ وﻛﻴﻒ أﺛ ّﺮ وﺟﻮد ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺷﺤﺎت ﻋﲆ ﺳ�ورة إﻳﺼﺎل ﺻﻮت اﻟﻨﺴﺎء وﺗﻨﺎول ّ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﺑﻌﺎ ّﻣﺔ ،وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص؟ وﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ اﻷﺣﺰاب ﻣﻊ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺑ� اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى؟ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
أﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﺧﻼل ﻓﱰة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .ﻓﻠﻨﺄﺧﺬ -ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل -ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻷﺣﺰاب ذاﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﴫﻳﺢ ﻟﻌﲇ ﺳﻼّم ﰲ إﺣﺪى اﳌﻘﺎﺑﻼت، ﻳﻠﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﴫﻳﺢ اﻟﺬﻛﻮري - إذ ﻗﺎل" :ﻓﻴﻪ ﺣﺪا ﺑﻴﺤ ّﺒﺶ اﻟﻨﺴﻮان؟ّ اﻟﲇ ﺑﻴﺤ ّﺒﺶ اﻟﻨﺴﻮان ﻻ ِز ْﻣﻠﻮ ﻃَ ّﺦ" .ﻢﻟ َ ﻳﻠﻖ اﺳﺘﻬﺠﺎن اﻟﺤﺰﺑ� وﻫﺬا ﻣﺜﺎل واﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺪة أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮى -اﻋﱰاﺿً ﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺎء ﻗﺎﻤﺋﺔ "ﻧﺎﴏﻲﺗ" .ﻛ� ﻢﻟ َ اﳌﻨﺎﻓﺴ�" :اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ اﻷﻫﻠﻴﺔ" ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ ﻋﻀﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻲَ ،و "اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺴﻼم واﳌﺴﺎواة" .ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗّﻊ ،ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻬﺠﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﻮن ﻟﺴﻼّم ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ،اﺳﺘﺨﺪﻣﻮﻫﺎ ﻫﻲ وﻏ�ﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات ﳌﻨﺎﻛﻔﺎت ﺑ� اﻟﻘﺎﻤﺋﺘ� ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺘﻬ� ﺑﺎﳌﺮﺷﺢ ﻋﲇ ﺳﻼّم )اﺗﻬﻤﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺘﺠ ّﻤﻌ ّﻴ� أﻧّﻬﻢ أﻳّﺪوا ﻋﲇ ﺳﻼّم ،واﺗﻬﻢ اﻟﺘﺠ ّﻤﻊ اﻟﺠﺒﻬﺔ أﻧﻬﺎ اﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻷﻛﺮﺜ ﻣﻦ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎ ًﻣﺎ( ،وﻫﻜﺬا ﺑﻘﻴﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﺧﺎرج اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،وﺗﻐﻠﺒﺖ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻇﻮاﻫﺮ اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ . أﻣﺎ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﻬﻤﻨﻲ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ،ﻓﺘﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﺑ� اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل ﰲ اﻟﺤﻠﻘﺎت ﻣﻬ� ﺑﱰﺷﱡ ﺤﻬﺎ ،ﻛﺄول اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ )ﻣﺮﺷﺤﺔ "اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ اﻷﻫﻠ ّﻴﺔ"( إﻧﺠﺎزًا ًّ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ أﻛﱪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﴍﻳﺤﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻧُﻈّﻤﺖ اﻟﻌﴩات ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﺒﻴﺘﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻓﻘﻂ ،وﻗﺎﻣﺖ ﻤﺑﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻬ ّﻦ ،ﻣﺜﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻈﺮوف اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ ّ وﺟﻌﻬﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ ّ وﺗﻔﻌﻴﻠﻬﻦ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا وأﻫ ّﻤ ّﻴﺘﻪ، اﻟﺬي أدى إﱃ اﻧﺨﺮاط ﻋﺪد أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ّ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﺑ� اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ -ﰲ ﻇﺮي . ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ دﻓﺎع ﻧﺴﻮﻳّﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮل" :ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮق ﺷﺎﺳﻊ ﺑ� ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ وﻛﻴﻒ ﻧﺮﻳﺪ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻢ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﺠﺘﻤ ًﻌﺎ ﻻ ﺗ ُﻔﺼﻞ ﺑﻪ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ اﻟﺤﻴﺰ اﻟﻌﺎم ،ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒ�ة ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻌﺘﺎدة ﻋﲆ اﻟﺠﻠﻮس ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪة ،وأﻧّﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺧﻄﺎﺑًﺎ واﺣ ًﺪا ﻳُﻔﺮض ﻓﺮﺿً ﺎ دون أن ﻳﺬ ﱠوت داﺧﻞ اﻟﻨﻔﻮس" )ﻣﻘﺎل ﻷﻓﻨﺎن إﻏﺒﺎرﻳﺔ -ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪ�ﻮﻗﺮاﻃﻲ- ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻧُﴩ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﺮب 48ﰲ .(07.03.2014وأﻧﺎ أﺗﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﺸﻖ اﻷول ﻣﻦ اﳌﻘﻮﻟﺔ ،إﻻّ ّأ� أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ -ﻣﻦ ﺑﺎب اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ -ﻋﲆ اﻷﺣﺰاب اﻟ َﻌﻠ�ﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﰲ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ إﱃ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ وإﱃ رﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﴩ ِﻋ َﻦ اﳌﺮأة ،أن ﺗﺮﻓﺾ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ؛ وذﻟﻚ أنّ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ واﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻣ�رﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳُ َ ْ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ وﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ . ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب ،اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﰲ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ ﴐورة اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ وﺗﺮﻓﻊ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ راﻳﺔ دﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة ﻗُ ُﺪ ًﻣﺎ ،أن ﻤﺗﺎرس ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،إذا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﺒ�ة ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ .وﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺬوﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ داﺧﻞ اﻟﻨﻔﻮس ،ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﳌ�رﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻧُ ْﺠ ِﻤﻊ ﻋﲆ رﻓﻀﻬﺎ ﻛ� ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺎل اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ،ﻻ أن ﻧﺘ�ﳽ ﻣﻌﻬﺎ . اﳌﺤﺼﻠﺔ ،ﻓ َِﺸﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺮﺷﺤ� ﰲ ﻓﺮض أَ ِﺟﻨْﺪة اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﻤﻼﺗﻬﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ،وﰲ ﰲ ّ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص .وﻗﺪ ﺗ َﻌﺎﻇَ َﻢ ﺗﻔ ﱡﻮق اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻧﺘﺨﺎﻲﺑ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﰲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وأﻇﻬﺮت ﻧﺘﺎﺋﺢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻣﺮأة )ﻫﻲ ﺣﻨ� زﻋﺒﻲ( ﺷﺪدت ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،واﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﻋﺪ ًدا ﲇ ﻋﲆ أ�ﺎط ﻛﺒ ً�ا ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،ﻢﻟ ﻳﱰ َﺟﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ،وﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺬا ﺗﺄﺛ� ﻓﻌ ّ ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﺴ ْ� اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﱠ ْ� ﻋﲇ ﺳﻼّم وراﻣﺰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ .وﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﺟ ًّﺪا ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﻣﻘﺎرﻧ ًﺔ َ ﺟﺮاﻳﴘ . ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي ،ﺗﻐﻠﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﺪﻫﻮر اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﻬﺪه ،ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ،وﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻷﺣﺰاب ﺑ ِﺠ ّﺪﻳّﺔ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﺟﺘ�ﻋ ّﻴﺔ ،ﻧﺤﻮ :اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ اﻟﻨﺴﺎء ،وﻗﺘﻞ اﻟﻨﺴﺎء ،واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،واﻟﻬﻮﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ ،وﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧﺮى ﻣﻠ ّﺤﺔ ﺟ ًّﺪا وﻻ ﺗﻘﻞ أﻫ ّﻤ ّﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺴﻴﺎﳼ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب اﻟﴩوع ﰲ اﻟﺘﻐﻴ� اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﴍﻳﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎب .ﻓﻌﲆ ﻳﺘﺄﻰﺗ اﻟﺘﻐﻴ� اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﴍﻳﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺰداد ﻗﻮة ،وﺣﻀﻮر ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻐﻴ� ﺳﻴﺎﳼ واﺟﺘ�ﻋﻲ ،ﻟﻦ ّ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﳌﻨﺸﻮد ﻣﺎ داﻣﺖ اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ واﻟ َﻌﻠ�ﻧﻴﺔ ﺗﺮﻓﺾ ﺗﺬوﻳﺖ اﻟﻔﻜﺮة أن اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﻴﻢ ﻳﻌﺎ ِﻣﻞ ﻛﻞ أﻓﺮاده ﺑﺎﺣﱰام ﻫﻮ أوﻻً واﺟﺒﻬﺎ ﺗﺠﺎه ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﻣﺎ داﻣﺖ ﻏ� واﻋﻴﺔ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴ� ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﲆ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ . وأﺧ ً�ا ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻗﺪ ﺟﺎءت ﺑﺘﻐﻴ� ﻣﺎ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﴩت وﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ ،ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ،أﻧﻪ -ﺑﺨﻼف اﻟﺸﻌﺎرات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ّ ووﻋﺪت ﺑﺎﻟﺘﻐﻴ� ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ّﻴﺔ ،ﻛﻤﺮﺷﺤﺎت وﻧﺎﺧﺒﺎت -ﻢﻟ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻐﻴ� اﻟﺬي ﺗﻮﻗﻌﻨﺎه. ﻋﻲ. * ﻓﺮاس ﻧﻌﺎﻣﻨﺔ ،ﻧﺎﺷﻂ ّ ﺳﻴﺎﳼ اﺟﺘ� ّ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻗﺮاءة ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻧﴪﻳﻦ ﻣ ّﺰاوي*
ﻛ� ﻫﺎﺋﻼً ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺎﴏ ِة اﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ) (2014-2013ﻋﻜﺴﺖ ًّ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﳌﺠﺘﻤﻊِ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ :اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻄﺒﻘﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺠﻨﺪر وﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟ ُﻬﻮﻳّﺔ وﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻼﺟﺌ� ،وﻣﻌﻨﻰ اﳌﻮاﻃَﻨﺔ واﻟﺤﻘﻮق ،إﺿﺎﻓﺔ اﱃ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻛﻤﺮﻛﺰ ﺳﻴﺎﳼ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وإﱃ ﺟﺪﻟﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻤﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎء؛ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺘﻌﻤﻖ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﺘﺴﻊ ﻫﻨﺎ ﻟﻬﺬا وﺳﺄﻛﺘﻔﻲ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ﺑﻘﺮاءة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺮاءة ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﴫ ﻋﲆ اﻟﻈﺮوف اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﴏة وﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﺑﻞ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺮﻲﺑ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ُﻫﻮﻳّﺘﻬﻢ اﳌﺒﺘﻮرة ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وإﺳﻘﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﻄﻮر اﻷﺣﺪاث واﻷﻣﻮر . ﻓ ْﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﻨﺎﴏة اﻟﻴﻮم ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ،ﺑﻨﻈﺮي ،ﻗﺮاءة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ .وﻛﺈﻃﺎر ﻟﻘﺮاءة ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﻨﺎﴏة اﻟﻴﻮم ،أﻗﱰح ﺗﻨﺎول أرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻣﺮت ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ،وﻗﺪ أﻓﺮزت اﻷﺧ�ة ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ .وأ ّدﻋﻲ أن ﺧﺴﺎرة اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ )اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ( اﻟﺬي ﺗﺮأس اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ﻟﻔﱰة ﺗﻘﺎرب اﻷرﺑﻌ� ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻟﻴﺴﺖ وﻟﻴﺪة اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻧﺘﺎج إﺧﻔﺎق ﺳﻴﺎﳼ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷﺧ�ة ﰲ ﺻﻔﻮف اﻟﺠﺒﻬﺔ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،وﺟﺎءت ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻷﺧ�ة ،ﺧﺴﺎرة اﻟﺠﺒﻬﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ . ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ؛ وﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻃﺎﺋﻔﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﺎم ) (1877ﺣﺘﻰ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﱃ ﻟﻠﻨﻜﺒﺔَ .وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺜ�� ،ﺟﺮى ﺧﻼل ﻫﺬة اﻟﻔﱰة اﻧﺘﺨﺎب ﻣﺠﻠﺲ ﺑﻠﺪي ﻋﲆ أﺳﺎس ﻤﺗﺜﻴﻞ ﻃﺎﺋﻔﻲ ،وﻗﺪ ﺗﺮﻛﺐ اﳌﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ أﻋﻀﺎء ﻣﺜﻠﻮا ﻛﻼًّ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤ� واﻟﺮوم اﻷرﺛﻮذﻛﺲ واﻟﺮوم اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎ ٍو .إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬاُ ،ﻋ ﱢ� رﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﲆ ﻧﻔﻮذﻫﺎ .وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻻﻧﺘﺪاب وﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺎم 1
.1954
اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )(1967 - 1954؛ وﻫﻲ ﻓﱰة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي .وﻤﺗﻴﺰت ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺪﻋﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻟﻠﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ وﻋﺮﻗﻠﺔ اﻟﺘﻨﻈﱡﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﺰﻲﺑ .وﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا ﺟﻠ ًّﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ أﺣﺪاث اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷوﱃ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻜﺒﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ اﻟﻌﺎم 1954؛ إذ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻨﻊ إﺟﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ اﳌﺤﺪد ،إﻻ أﻧﻬﺎ رﺿﺨﺖ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﺧﺘﺎرت أن ﺗﺼﺐ ﺟﻞ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،اﻟﺤﺰب اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة آﻧﺬاك ،ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ، اﻣﺘﺼﺎص ﻏﻀﺐ اﻟﺸﺎرع اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﺮض ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻮاﺋﻢ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ . وﺣﺎوﻟﺖ ﺑﻬﺬا َ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺠﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺆﺳﺴﺔ ،أﻓﺮزت اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم 1954ﻋﻦ ﻓﻮز اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ %38.4ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ،أي ﺳﺘّﺔ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻣﻦ أﺻﻞ ،15إﱃ ﺟﺎﻧﺐ 9ﻣﻤﺜﻠ� ﻋﻦ ﻗﻮاﺋﻢ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ-ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻢﻟ ﺗ ُﻔﻠﺢ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﻟﻠﺤﺆول دون وﺻﻮل اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ إﱃ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ. ﺷﻬﺪت اﻟﻨﺎﴏة ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﺗﻮﺗﺮات ﺷﺪﻳﺪة ﻛﺎن ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ دور ﻛﺒ� ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛ� ﺗﺸ� اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻷرﺷﻴﻔﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺷﺎءت ﻫﺬه ﻋﺮﻗﻠ َﺔ اﺟﺘ�ﻋﺎت اﳌﺠﻠﺲ إذ ﺑﺎت واﺿ ًﺤﺎ ﻟﻬﺎ أﻧﻪ ﰲ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ ﺳﻴﺠﺮي اﻧﺘﺨﺎب اﻟﺴﻴﺪ ﻓﺆاد ﺧﻮري ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،وﻫﻮ ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ واﳌﺮﺷﺢ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ .وﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﻛﺒ� ﻣﻦ ِﻗ َﺒﻠﻬﺎ ،اﻧﺘُ ِﺨﺐ ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،وﺑﻬﺬا ُﺣﻘّﻖ ﻣﺎ ﺳﻌﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻔﺮض ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ وﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ .وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮت ﻫﺬه اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم . 1975 Forman G. (2006). Millitary Rule, Political Manipulation, and the Jewish Settlement: Israel Mechanisms for Controlling Nazareth in the 1950s. Journal of Israeli History, 25(2), 335-359
1
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) - 1967ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨ ّﻴﺎت(؛ وﻫﻲ ﻓﱰة اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي وﺑﺪء اﻻﺣﺘﻼل اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻟﻠﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻏﺰة .وﻤﺗﻴﺰت ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺤﺮاك ﺳﻴﺎﳼ ﻗﻄْﺮي ﺷﺎﻣﻞ ﰲ ﺻﻔﻮف اﻟﺠ�ﻫ� اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﺗﺄﺛﺮت ﺑﻌﺪة ﻋﻮاﻣﻞ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﻣﺤﻠﻴﺔ أدت اﱃ ﻓﻮز اﻟﺸﻴﻮﻋﻴ� ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم .1975اﺳﺘﻤﺮت ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﻋﴩﻳﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻋﺎﻧﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺷُ ّﺢ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺎت ،وﻋﻤﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﻨﻤﻴﺔ روح اﻻﻧﺘ�ء واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠ�ﻫ�ي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ، وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﻣﺨﻴ�ت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻄﻮﻋﻲ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ ﺳﻨﻮات اﻟﺘﺴﻌ� اﻷوﱃ . اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ )ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴّﺎت (2014-؛ وﻫﻲ ﻓﱰة اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴّﺔ .واﻟﺴﻨﻮات اﻷوﱃ ﻟﻬﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ُﻋﺮﻓﺖ ﺑﻔﱰة "أوﺳﻠﻮ" وﺗﺨﻠﻠﻬﺎ �ﻮ ﴎﻳﻊ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ وﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪ� ،ﺗﺮأّس ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺜﻨﺎ ّﻲﺋ راﺑ� وﺑ�س اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ وﻤﺗﻴﺰت ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات ﺑﺎﻧﻔﺘﺎح ﻧﺴﺒﻲ ﺗﺠﺎه اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻧﻌﻜﺲ ﺑﻮﻓﺮة اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ وﺑﻮﻋﻮد واﺳﺘﺜ�رات ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻢﻟ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﻨﺎﴏة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻣﴩوع "اﻟﻨﺎﴏة "2000ﻛﺎن أول ﻫﺬه اﳌﺸﺎرﻳﻊ وأﺿﺨﻤﻬﺎ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت ﻛﺎﻓّ ًﺔ .وﻗﺪ ﺗﺰاﻣﻦ ﻫﺬا ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻐﺮﻲﺑ ،وﻣﻊ زﻳﺎرة رﺋﻴﺲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎ� ﻟﻠﻨﺎﴏة . ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻢﻟ واﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺷﻬﺪت ﺳﻨﻮات اﻟﺘﺴﻌ� اﻧﻬﻴﺎر اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ وﻫﺒﻮط اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑ� اﻟﴩق واﻟﻐﺮب اﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ "اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة" ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻨﻮات "اﻻﺳﺘﴩاس اﻟﺮأﺳ�ﱄ" اﻟﺘﻲ ازداد ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑ� اﻟﺸ�ل واﻟﺠﻨﻮب ،ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻧﺰاﻋﺎت إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺼﺐ ﰲ ﻟ ُّﺐ اﻟﴫاع ﺣﻮل اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﺰاﻣﻦ ﻫﺬا ﻣﻊ �ﻮ ﺣﺮﻛﺎت دﻳﻨﻴﺔ ،ﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﺣﺮﻛﺎت ﻣﻘﺎوﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺣﻤﻠﺖ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ راﻳﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻟﻨﻬﺠﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي .ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ، ﺻﻌﺪ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ اﻟﻔﱰة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑ� اﻟﻌﺎﻣ� َ 1998و ،2003ﺧﻼل ﻣﺎ ُﻋﺮف ﺑـِ "أزﻣﺔ ﺷﻬﺎب اﻟﺪﻳﻦ" .وﺗﺰاﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺼﻌﻮد ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤﲇ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻣﻊ "اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻷﻗﴡ" ،واﺳﺘﻤﺮ ﻟﻔﱰة وﺟﻴﺰة ﻧﺴﺒ ًّﻴﺎ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻤﻞ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ،وﻃﻐﺖ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻔﱰة أﺟﻮاء ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻢﻟ ﺗ َ ْﺨ ُﻞ ﻣﻦ ﺗﺪ ّﺧﻼت ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ،ﻣ� ﻳﺸ� إﱃ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﴏة ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ .وﻗﺪ ﺗﺮاﺟﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻴﺎر ﺗﺮاﺟ ًﻌﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇًﺎ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻟﻼﺣﻘﺔ ،إﻻّ أﻧﻪ –ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻷﺣﺰاب اﻷﺧﺮى -ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧ�ة -وﻫﺬا أﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪه ﰲ ﻣﻘﺎﻻت أﺧﺮى . ﻣﻊ اﻟﺘﻮﻗﻒ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺴﻼم ،اﻧﺨﻔﻀﺖ اﻻﺳﺘﺜ�رات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ أﻳﻀً ﺎ ،ودﺧﻠﺖ ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات ﻛﻐ�ﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ إﱃ ﻣﻮﺟﺔ ﺧﺼﺨﺼﺔ اﻧﺒﺜﻘﺖ ﻋﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎم .2003وﺷﻤﻠﺖ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷﺧ�ة ﺧﺼﺨﺼﺔ ﺟﺰء ﻛﺒ� ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ إﴎاﺋﻴﻞ ،ﻣﻨﻬﺎ :ﺧﺪﻣﺎت اﻟﱰﺑﻴﺔ؛ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﺗﴫﻳﻒ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت؛ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺮﻓﺎه؛ ﺷﺒﻜﺔ اﳌﻴﺎه؛ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﻜﺎن -وﻏ�ﻫﺎ .وﺑﻴﻨ� ﻛﺜﻔﺖ اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﻧﻀﺎﻟﻬﺎ ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷرض واﳌﺴﻜﻦ ،ﻢﻟ ﻳﻌﱰض أي ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻫﺬه ،وﺑﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺠﺒﻬﺔ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺎرض ﻫﺬا ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﺤﺪى ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ ورأس اﳌﺎل .أ ّﻣﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮﻲﺑ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻣﺮ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﻬﺪوء ﻧﺴﺒ ًّﻴﺎ . وﻫﻨﺎ ﺑﻮ ّدي اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﺠﺒﻬﺔ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻟِ� ﺣﺪث ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻄﻮ ﺗﺤﺖ اﳌﺴﻤﻰ "ﺧﺼﺨﺼﺔ" ،واﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﺄﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ أوﱃ ﺧﻄﻮات اﻻﻧﺰﻻق ﰲ ﻣﻨﺤﺪر ﺳﻴﺎﳼ أدى إﱃ ﻧﺸﻮء ﴏاﻋﺎت ﻗﻮى داﺧﻠﻴﺔ وإﱃ اﻧﺸﻘﺎﻗﺎت أدت إﱃ ﺧﺴﺎرﺗﻬﺎ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻗﺪ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺨﺴﺎرة ﰲ ﺣﻀﻦ اﻟﺠﺒﻬﺔ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ،وﺗﺘّﺴﻢ ﻫﺬه ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑ� اﻟﺴﻠﻄﺔ ورأس اﳌﺎل .وﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﱃ ﴏاع ﻗﻮى ﺑ� أﻃﺮاف ﻣﺘﻨﺎزﻋﺔ ﻳﺒﻖ ﻟﻠﻤﻨﺸﻘّ� وﻟﻠﻘﻮاﺋﻢ وأﺧﺺ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷﺧ�ة ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ -ﻢﻟ َ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﳌﺎل ّ - اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺳﻮى اﻻﺋﺘﻼف ﻟﺤﺼﺪ ﻤﺛﺎر ﻫﺬا اﻟﺘﻬﺎون وﻫﺬه اﻟﺨﺴﺎرة . وﺧﺘﺎ ًﻣﺎ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة أن ﻓﻮز ﻗﻮاﺋﻢ اﳌﺴﺘﻘﻠ� ،اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ رﺟﺎل اﻷﻋ�ل ،ﻫﻲ ﻣﻦ ِﺳ�ت ُﺠ� ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟ ُﻬﻮﻳّﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻸﻃﺮاف ﻛﺎﻓّﺔ، اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻋﺎ ّﻣ ًﺔ اﻟﺘﻲ ﺗ ﱠ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺣﺪوث ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﺎ ّم ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺤﻠﻴﺔ؛ ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
وﺗﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﴏة ﺑﱰاﺟﻊ ﻋﺎ ّم ﰲ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺎﴏة ﻛﻤﺮﻛﺰ ﺳﻴﺎﳼ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ، وﺑﺎﺿﻤﺤﻼل دورﻫﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﻢ -وﺑﻬﺬا ﺗﻨﺠﺰ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﺠﺰت ﻋﻨﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﻌ�ر اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪار ﻋﻘﻮد وﺳﻨﻮات. * ﻧﴪﻳﻦ ﻣ ّﺰاوي ،ﺑﺎﺣﺜﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻋﻠﻮم اﻻﻧﺴﺎن.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩون /ﻛﺎﻧﻮن أول 2014
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org