ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺣﺮاك ﺷﺒﺎﻲﺑ ﺣ �ﻘﺎ ﰲ ﻓﻠﺴﻄ�؟ ﺟﱪﻳﻞ ﻣﺤ ّﻤﺪ* ُﻋﺮف ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻟﺸﺒﺎب" ﻛﻤﻔﻬﻮم واﺳﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﰲ اﻷراﴈ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،إﺑّﺎن اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﻜﱪى ﻋﺎم ،1987ﻓﻘﺪ ﺗﻜﺮر اﳌﺼﻄﻠﺢ ﺑ� وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﻟﻴﺪﻟﻞ ﻋﲆ اﳌﻨﺘﻔﻀ� اﳌﻨﻄﻠﻘ� ﰲ ﺷﻮارع اﳌﺪن وﺣﻮاري اﻟﻘﺮى ﻣﺘﺼﺪﻳﻦ ﻟﺪورﻳﺎت اﻻﺣﺘﻼل ،أو ﰲ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻛﻤﺮاﻗﺒﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ،أو ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷﴎ اﳌﺤﺘﺎﺟﺔ ،واﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺘﻲ ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻻﺣﺘﻼل أو اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺰرﻋﺔ اﻟﺒﻴﺘﻴﺔ" ،ﺟﺎء اﻟﺸﺒﺎب أو ذﻫﺐ اﻟﺸﺒﺎب أو ﺧﺮج اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻈﺎﻫﺮة" ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻌﺒ�ات اﻷﻛﺮﺜ ﺳﻼﺳﺔ وﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻋﲆ أﻟﺴﻦ اﻟﻨﺎس ﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم. وﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈن دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﻜﱪى ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻘﻄ ًﻌﺎ ﻋﻦ ﺟﺬوره اﳌﻤﺘﺪة إﱃ ﺗﺮﺑﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺠ�ﻫ�ي اﻟﻌﺎم ﻗﺒﻞ اﻧﻄﻼق اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﻻ ﺑﻞ إﻧﻪ اﺳﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻧﺨﺮاﻃﻪ ﰲ اﳌﻨﻈ�ت اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ واﻟﻠﺠﺎن اﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ واﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌ�ﻟﻴﺔ ﺧﱪة وﻣﻌﺮﻓﺔ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﻧﺸﺎﻃﻪ اﻻﻧﺘﻔﺎﴈ ،ﻟﺘﺰﻳﺪ ﻣ�رﺳﺘﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﻴﺪا� اﻻﻧﺘﻔﺎﴈ ﻣﻦ ﺧﱪﺗﻪ وﺗﺼﻘﻠﻬﺎ ،ﻟﻨﻜﻮن إزاء ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜﻘﻔﺔ وﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ، إﺿﺎﻓﺔ ﻻﺳﺘﻌﺪادﻫﺎ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎم اﻟﻌﺎﱄ ﰲ اﳌﻨﻈ�ت واﻟﻠﺠﺎن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪت ﰲ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ .ﻟﻘﺪ ﺳﻤﺢ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻷوﱃ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن دور اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺤﻮرﻳًّﺎ ،وأن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ� اﻟﻜﺎدر اﳌﻴﺪا� واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺤﺰﻲﺑ أﻛﺮﺜ ﻣﺮوﻧﺔ ،ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺤﺰﻲﺑ ﻣﻨﻈ ًﱢ� ﺛﺎﻧﻮﻳًّﺎ ،وﻣﻦ اﻟﻜﺎدر ﺻﺎﺣﺐ اﻹﺑﺪاﻋﺎت ﰲ أﺷﻜﺎل اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻘﺎدة ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻛﻴﻒ ﺗﺪار اﳌﻨﺎﺷﻂ اﳌﻴﺪا� َ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎ� واﻟﻌﴩون /ﺷﺒﺎط 2015
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
)اﻷﻧﺸﻄﺔ( اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﻛﻴﻒ �ﻜﻦ ﺗﺮﻛﻴﻤﻬﺎ )ﻣﺮاﻛﻤﺘﻬﺎ( ،وﻛﺎن اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻬﺬا ﻣﺤﻮ َر اﻟﻌﻤﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎﴈ رﻏﻢ ﺷﻤﻮل اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻟﻄﺒﻘﺎت وﻓﺌﺎت اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﺎﻓﺔ. ﻏ� أن أﺛﺮ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ -وأﺑﺮزﻫﺎ اﻟﻌﺪوان ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق ﻋﺎم -1990ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ أﻣﺎم اﻟﺘﺤﺸﻴﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق وﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺴ ﱡﻴﺪ ﻟﻠﻘﻄﺐ اﻷوﺣﺪ )وﻫﻮ أﻣﺮﻳﻜﺎ( ،ودﺧﻮل اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ إﱃ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺪرﻳﺪ وﻣﻦ ﺛ َ ّﻢ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺻﻔﻘﺔ أوﺳﻠﻮ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺑﺪد ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،وأﺣﺒﻂ اﻟﺸﺒﺎب ،ﻟﺘﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺸﺒﺎب ﻗﺎدﺗ ْﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﻟﻴﺪة ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺘﺠﻨﻴﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﻄﺎء اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﰲ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻓﻀﻼً ﻋ ّﻤﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﲆ وﻇﺎﺋﻒ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﻟﺘﻨﺘﴩ ﻋﺪوى اﻟﻼ ﻣﺒﺎﻻة وﻟﻴﻨﻔﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻦ أﻃُﺮﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻮﻫﺎ ﺑﺠﻬﺪﻫﻢ ﻟﻴﻌﺒﺊ اﻟﻔﺮا َغ ﻣﻨﻈ�تٌ أﻫﻠﻴﺔ وروح اﻟﺨﻼص اﻟﻔﺮدي، ّ اﻋﺘﻤﺪت ﺧﻄﺎﺑًﺎ ﻧﻴﻮﻟﻴﱪاﻟ ًّﻴﺎ ﺗﺠﺎه اﻟﺸﺒﺎب ،ﺗﺤﺖ دﻋﻮى اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﳌﺪ� وﺣﻠﻮل اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ وﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ،اﻟﺘﻲ -ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ -ﻢﻟ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﺗﻨﺘﺞ ﺣﺮﻛﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ أو ﻛﻞ وﻋ ًﻴﺎ ﺷﺒﺎﺑ ًّﻴﺎ ﻋﺎ ًّﻣﺎ وﻣﻬﻴﻤﻨًﺎ ،ﺣﻴﺚ أﺛﺒﺘﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﴩﻳﻌﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﺎم 2006أنّ ّ ﺟﻬﺪ اﳌﻨﻈ�ت اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻢﻟ ﻳﺘﻀﺢ أﺛﺮه ﰲ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع ﻋﱪ اﻟﺘﻌﺒ� ﻋﻦ ﴐورة اﻟﺤﻴﺎة اﳌﺪﻧﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ زال ﻳﺜ� إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻘﺪ أدى اﻧﺴﺪاد اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻘﺎن وﺟﺪت ﰲ ﻛﺎرﺛﺔ اﻻﻧﻘﺴﺎم ﻣﺘﻨﻔ ًﱠﺴﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻣ� ﻋﻤﻖ اﻟﻼ ﻣﺒﺎﻻة واﻹﺣﺒﺎط ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ،وﻋﺰز ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻌﺰوف ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم ،واﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ دروب اﻟﺨﻼص اﻟﻔﺮدي ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ﻣﺎ ُﻋﺮف ﺑﺎﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﻲﺑ ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﻮاﻣﻪ اﻷﺳﺎس اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﺒﺎﻲﺑ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻔﺌﺎت اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﺬﻳﻦ �ﺘﻠﻜﻮن ﺛﻘﺎﻓﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ أو ﺟﻴﺪة ،ﻟﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺤﺮاﻛﺎت -وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ -أن ﺗﻬﺰ ﻋﺮوﺷً ﺎ ﻳﺌﺲ ﻛﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ� ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻫﺘﺰازﻫﺎ .وﻣﻊ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻣﴫ وﺳﻘﻮط ﻣﺒﺎرك ،ﺧﺮج اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﻋﻔﻮﻳًّﺎ إﱃ ﺷﻮارع رام اﻟﻠﻪ ﺑﺄﺳ�ء ﺣﺮاﻛﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻣﻈﺎﻫﺮة ﻛﺒ�ة ،ﻟﻴﺤﺘﻔﻠﻮا ﺑﻨﴫ اﳌﴫﻳ� ،ﻣﻌﱪة ﻋﻦ أﻣﻠﻬﺎ ﰲ أن اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎ� واﻟﻌﴩون /ﺷﺒﺎط 2015
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
اﳌﴫﻳﺔ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻨﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑﻴًّﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ اﳌﻈﺎﻫﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ رﻓﻊ ﺷﻌﺎر ﻳﻌﱪ ﻋﻦ رﻏﺒﺎﺗﻪ أو ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ،ﺳﻮاء ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺘﺤﺮري أو ﰲ واﺣﺪ ﻣﺤﺪد ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴ� ّ اﳌﺠﺎل اﻻﺟﺘ�ﻋﻲ اﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻲ .ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪدت اﻟﺸﻌﺎرات ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺠﻠﺔ ،وﻢﻟ ﻳﱪز ﺷﻌﺎر واﺣﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻧﺎﻇ� ﻟﻠﻤﻈﺎﻫﺮة. ﻳﺸﻜّﻞ ً إﻻ أن ﻣﻈﺎﻫﺮة اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﳌﴫﻳﺔ ،وﻣﻌﻬﺎ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ،ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺤﻔ ًﺰا ﻟﺪﻋﻮات ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﺮاﻛﺎت ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﺳﻮاء ﻧﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدرات ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ،أو ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﻨﻈ�ت أﻫﻠﻴﺔ، أو ﻣﻦ أﺣﺰاب د�ﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻳﺴﺎرﻳﺔ .ﻟﻜﻦ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﻜﺸﻒ ﺗﺸﺘّﺖ اﻟﺸﺒﺎب وﺿﺤﺎﻟﺔ وﻋﻴﻬﻢ ،رﻏﻢ ﻛﻞ وﺳﺎﺋﻞ وأدوات اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈ�ت أﻫﻠﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺸﺒﺎب ﻤﺑﺨﺘﻠﻒ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ ﱠ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮوا ﻋﺠ ًﺰا واﺿ ًﺤﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﻠﻬﺎم ﻣﻌﻴﻘﺎت اﺳﺘﻜ�ل ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ،وﻫﻲ ﻏﻴﺎب اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ،وﻏﻴﺎب اﻟﺸﻌﺎرات اﳌﻮ ﱢﺣﺪة ﻟﻠﺠﻬﺪ واﳌﻮ ﱢﺟﻬﺔ ﻟﻪ .دﻓﻌﺖ ﺣﺎﻟﺔ اﻻرﺗﺒﺎك ﻫﺬه ﻗﻴﺎد َة وﴍذﻣﺘﻪ ،وﺣﴫه ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﺿﻤﻦ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺴﻠﻄﺔ وﺗﻴﺎرﻫﺎ اﳌﺮﻛﺰي إﱃ اﺣﺘﻮاء ﻫﺬا اﻟﺤﺮاك َ اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﻌ� وﻧﻌﻠ� واﻟﻨﺒﻲ ﺻﺎﻟﺢ وﻏ�ﻫﺎ. أﻣﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ -وإن ﻇﻬﺮت ﻛﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻠﺤﺮاك -ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻘﻮﻳﻀﻪ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺧﺘﻼف ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺎرات وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺠﻴ� اﻟﺤﺮاك ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺮح ﴐورة اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻼﻧﻘﺴﺎم وإﻧﻬﺎﺋﻪ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋ ﱠﻮ َم اﳌﻮﺿﻮع ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر "اﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ إﻧﻬﺎء اﻻﺣﺘﻼل" ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ راح ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺪ�ﻘﺮاﻃﻴﺔ ،وﻛﺜ� ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺘﻲ ﻢﻟ ﺗﻜﻦ ﻣﺪروﺳﺔ أو ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻛﺘﻠﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﺣﻮل ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺣﺎﺳﻤﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ .وﻢﻟ ﻧﺠﺪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺣﺮاﻛًﺎ ﺷﺒﺎﺑ ًّﻴﺎ ﻳﻄﺮح ﺣﻘﻮﻗًﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻔﺌﺔ -ﻛﺎﻟﺤﻖ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ أو اﻟﺴﻜﻦ وﻏ�ه. ﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺔ إﴐاب اﻷﴎى اﻹدارﻳ� ﻋﻦ اﻟﻄﻌﺎم ،ﻢﻟ ﻧﻼﺣﻆ ﺣﺮاﻛًﺎ ﺷﺒﺎﺑ ًّﻴﺎ واﺳ ًﻌﺎ ،أو ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺟِ ّﺪﻳّﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﺧﻴﺎم اﻻﻋﺘﺼﺎم ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﴎى ﻟﻴﺴﻮا ﻗﻀﻴﺔ ﺧﻼﻓﻴﺔ ،ﻛ� ﻢﻟ ﻧﺠﺪ ﺣﺮاﻛًﺎ ﺷﺒﺎﺑ ًّﻴﺎ ﻓﻌﺎﻻً
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎ� واﻟﻌﴩون /ﺷﺒﺎط 2015
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
وﻣﺴﺘﻘﻼًّ ﻳﺴﺎﻧﺪ ﻧﻀﺎل اﻷﴎى .ﻛﺬﻟﻚ إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮن اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن وﻋﺪواﻧﻪ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺷﺒﻴﺒﺔ ﺗﺘﺼﺪى ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻈﱠﻢ ووا ٍع ﻟﺮدع ﻋﺮﺑﺪات اﳌﺴﺘﻮﻃﻨ�. ﺷﻜّﻞ اﺧﺘﻄﺎف اﻟﻔﺘﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻀ� وﺣﺮﻗﻪ ﺣ ًّﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨ� ﴍارة ﻛﺎدت ﺗﺸﻌﻞ اﻷراﴈ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،وأﻇﻬﺮ ﺷﺒﺎن اﻟﻘﺪس وﺿﻮاﺣﻴﻬﺎ اﺳﺘﻌﺪا ًدا ﻧﻀﺎﻟ ًّﻴﺎ ﻋﺎﻟ ًﻴﺎ وﻗﺪرة ﻋﲆ إرﺑﺎك اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ؛ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺷﻞ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪس ﻟﻌﺪة أﻳﺎم ،ﻛ� اﺳﺘﻘﻄﺒﻮا ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺎﻣﻦ واﺳﻌﺔ ﺑ� ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻲ 48أرﺑﻜﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ،وﻟﻮﻻ أﻧﻬﺎ ﻧﻔﺴﺖ اﻷﻣﺮ ﰲ ﺷﻦ اﻟﺤﺮب اﳌﺠﻨﻮﻧﺔ ﻋﲆ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻻﻣﺘﺪ اﻷﻣﺮ إﱃ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻏ� أن دﺧﻮل اﻟﺤﺮب اﳌﺴﻌﻮرة ﻋﲆ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﺣ ّﻮل اﺗﺠﺎه اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ إﱃ أﻋ�ل ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﻮﺗ�ة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻢﻟ ﺗ َ ْﺮ َق إﱃ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﻘﻴﺎدة وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﻮﻣﻲ. ﻋﻼوة ﻋﲆ ﻫﺬا ،ﻢﻟ ﻳﱪز اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﺒﺎﻲﺑ ﺑﺮوزًا ﻓﻌﻠ ًّﻴﺎ ﰲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻄﺎع ،ﺑﻞ إن ﻣﺎ ﺟﺮى ﲇ ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﻨﻈ�ت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪ� ،ﻓﻠﻢ ﻧﺠﺪ ﻫﻮ اﻧﺨﺮاط ﻋﻤ ّ ﺑﻴﺎﻧﺎت أو إﺷﺎرات ﺗﺪل ﻋﲆ ﻗﻮى ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة داﻋﻴﺔ وﻗﺎﺋﺪة ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺤﺮك اﻟﺠ�ﻫ�ي ،ﺑﻞ اﻧﺨﺮط اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ أن أي إﻃﺎر ﺗ َﺸَ ﻜ َﱠﻞ وﻋﻨﻮاﻧُﻪ ﺣﺮاك ﺷﺒﺎﻲﺑ ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ أﻋﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺘﻐ�ات ،وأن ﻣﺴﺘﻮى ﻓﻌﻞ اﻟﺤﺮاﻛﺎت اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺧﺒﺎ وارﺗﴣ أن ﻳﻜﻮن ﺿﻤﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻗﺎﺋ ًﺪا ﻟﻬﺎ ،أو ﻣﺤ ﱢﺮﻛًﺎ ﺑﺎرزًا ﻓﻴﻬﺎ. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﺒﺎﻲﺑ ﰲ اﻷراﴈ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ ﻢﻟ ﻳﻜﻦ ﺳﻮى ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻋﺎﺟﺰة ﻟﻠﺤﺮاك اﻟﺸﺒﺎﻲﺑ اﻟﻌﺮﻲﺑ؛ ﻓﻬﻮ ﺣﺮاك ﺟﺎء ﻛﺮدة ﻓﻌﻞ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻢﻟ ﻳﻘﺮأ ﺟﻴ ًﺪا ﻇﺮوﻓﻪ وأوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ،وﺑﻬﺬا أﺻﺒﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻣﻦ ﻃﺎﻣﺤ� ،أو ﺣﺘﻰ ﻋﻨﻮاﻧًﺎ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎت ﻛ� ﺟﺮى ﻣﻊ اﻟﺤﺮاك اﻟﺬي ﻫﺎﺟﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻓ ّﻴﺎض اﻹﻓﻘﺎرﻳﺔ ﻣﻦ دون ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺳﻮى ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺑ� اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺮﻛﺰي ﰲ اﻟﻀﻔﺔ وﻓﻴﺎض.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎ� واﻟﻌﴩون /ﺷﺒﺎط 2015
4
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
وﻋﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ،وﺗﺤﻀ�ٍ ﺟﻴﺪ ﻹﻧﺠﺎح اﳌﻬﻤﺔ ،ﻫﻮ ﺣﺮاك اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻧﺠﺢ وﻋﱪ ﻋﻦ ٍ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻲ 48ﺿﺪ ﻣﺨﻄﻂ ﺑﺮاﻓﺮ؛ ﻓﻘﺪ أﻧﺠﺰ ﻫﺬا اﻟﺤﺮاك ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻤﺗﺜﻠﺖ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﻟﻮ ﻣﺮﺣﻠ ًّﻴﺎ ،وﺗﺨﻔﻴﺾ وﺗ�ة اﻟﺘﺤﺮش ﰲ اﻟﻨﻘﺐ ،ﺑﻴﻨ� -ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪد ﻣﺴﻤﻴﺎت اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﺒﺎﻲﺑ ﰲ اﻟﻀﻔﺔ- ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻹﻧﺠﺎز ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺮاك ﻧﻔﺴﻪ. ﻻ ﻧﺠﺪ أﺛ ًﺮا ً رﻤﺑﺎ ﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﺴﻠﻄﺔ وأﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ؟ وﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻟﺤﺮﻛﺔ رﻳﺎدﻳﺔ أن ﺗﺨﺎف ﻣﻦ ﻫﻞ ّ رﻤﺑﺎ ﻳﻌﻮد إﱃ اﺣﺘﻮاء اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻟﻠﺤﺮاك؟ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﺘﻘﻼًّ و�ﺜﻞ ﻗﻄﺎ ًﻋﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪات؟ ﻫﻞ ّ رﻤﺑﺎ ﻳﻌﻮد اﻷﻣﺮ إﱃ ﺿﻌﻒ اﻟﻘﻴﺎدة )وﻫﺬا ﻫﻮ ﻋﺮﻳﻀً ﺎ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﺣﺘﻮاء .ﻫﻞ ّ اﻷرﺟﺢ(؟ ﻓﺎﻟﻘﻴﺎدة اﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎﺷﻄﻮن ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮاﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺮؤﻳﻮي ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻫﻮ اﻟﺴﺎﺋﺪ ،وﺗﺠﺮﻳﻒ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻓﺼﻴﻠﻬﺎ واﻻﺟﺘ�ﻋﻴﺔ ،وﺿﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﻋﻲ ّ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﻨﻈ�ت اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﺑ� اﻟﻌ�ل واﻟﻄﻼب وﻏ�ﻫﺎ أدى إﱃ ﻫﺬا اﻟﻬﺰال اﻟﻘﻴﺎدي. إﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﺪم ﻫﻨﺎ ﺻﻮرة ﺳﻮداوﻳﺔ ﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﺣﺎﻟﺔ إﺣﺒﺎط ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻧﻨﺒﻪ اﻟﻌﺎﻣﻠ� ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺸﺒﺎب إﱃ اﳌﻌﻴﻘﺎت واﳌﺤﺎذﻳﺮ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺮﻳﺎدة اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ؛ ﻓﻬﺬه اﻷﻣﻮر ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ إﻻ ﻓﻮرة ﻋﻘﻠﻴﺔ وذﻫﻨﻴﺔ دﻓﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﺬي ﻳﻜﴪ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﺠﺎﻫﺰة ،وﻳﻨﺄى ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ واﳌﺤﺎﻛﺎة ﻧﺤﻮ إﺑﺪاع ﻳﻼﺋﻢ ﴐورات اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. * ﺟﱪﻳﻞ ﻣﺤ ّﻤﺪ ،ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎ� واﻟﻌﴩون /ﺷﺒﺎط 2015
5
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org