وﺿﻊ ﻓﻠﺴﻄ� ﰲ ﻋﺎﻢﻟ ﻣﺸ ّﺘﺖ ﺳﻼﻣﺔ ﻛﻴﻠﺔ
ﺣ� اﻧﻔﺠﺮت اﻟﺜﻮرات ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ ،ﻇﻬﺮ أ ّن ﻓﻠﺴﻄ� ﺿﺎﻋﺖ ﰲ ﻣﺘﺎﻫﺎت اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرات ،ﻓﺎﺧﺘﻔﺖ ﻣﻦ اﻹﻋﻼم إﱃ ﺣ ّﺪ أن "ﻧﺨ ًﺒﺎ" ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ اﻋﺘﱪت ذﻟﻚ ﻣﺆاﻣﺮ ًة ﻋﲆ اﻟﻘﻀ ّﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ،وﺗﻐﻴﻴ ًﺒﺎ ﻟﻬﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد ﻋ� ﻳﺠﺮي ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺑﻌﺪ أن اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ أﻧّﻪ ﻣﻦ اﳌﻬ ّﻢ أن ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻘﻀ ّﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﻣﺘﺼﺪ ّر ًة اﻹﻋﻼم ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ّ اﺳﺘﻤ ّﺮت ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻷرض وﺑﻨﺎء اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﰲ اﻟﻀﻔّﺔ اﻟﻐﺮﺑ ّﻴﺔ ،وﺟﺮى دﻓﻦ اﺗ ّﻔﺎق اﻷﻣﻨﻲ ،وﺗﻜﺮﻳﺲ ﻏﻴﺎب ﻓﻠﺴﻄ� ﻓﻌﻠ ًّﻴﺎ. أوﺳﻠﻮ ﻣﻊ إﺑﻘﺎء اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﻟﻲﻜ ﺗﻘﻮم ﺑﻮاﺟﺒﻬﺎ ّ ﺑﺤﻞ اﻟﺪوﻟﺘ� ﻣﻨﺬ أن ﺑﺪأت ﰲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻋﱪ ﺗﻨﺎزﻻت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ،1974 ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ ّ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘ� ﻫﻮ و ْﻫﻢ ،وأ ّن ﻫﺪف اﻟﺪوﻟﺔ واﺷﺘﻐﻠﺖ ﻤﺑﺎ ﻳﺪ ّﻣﺮ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ،ﻓﺈ ّن اﻷﻣﻮر وﺿّ ﺤﺖ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات أ ّن ّ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ﻣﻦ اﺗّﻔﺎق أوﺳﻠﻮ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﰲ ﻛﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﺗﺸﻜﻴﻞ "ﻗ ّﻮة أﻣﻨ ّﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ" ﺗﻘﻮم ﺑ َﺪ ْور اﻟﻘﺎﻣﻊ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗُﺒﻘﻲ ﻫﻲ ﻗ ّﻮاﺗﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﻔَﺮة ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻀﻔّﺔ اﻟﻐﺮﺑ ّﻴﺔ و ِﻗﻄﺎع ﻏ ّﺰةً ، ﻟﻨﺸﺎط اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴ� ﰲ ّ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى .وﻛﺴﺐ اﻟﺰﻣﻦ ﻳﻬﺪف إﱃ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﻀﻔّﺔ اﻟﻐﺮﺑ ّﻴﺔ ،وﺣﴫ اﻟﺴﻜّﺎن ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺤﺪودة وﻣﺤﺎﴏة ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻣﺘﻌ ّﺪدة ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳّﺔ واﻟﻄﺮق اﻻﻟﺘﻔﺎﻓ ّﻴﺔ واﻟﺠﺪار اﻟﻌﺎزل .وﻛ ّﺮﺳﺖ إﴎاﺋﻴﻞ اﻧﻔﺼﺎل اﻟﻀﻔّﺔ َ اﻟﻐﺮﺑ ّﻴﺔ و ِﻗﻄﺎع ﻏ ّﺰة ﺑﻌﺪ أن أوﺟﺪت ﻃﺮﻓ� ﻳﺘﻘﺎﺗﻼن ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ. ﺗﻮﺻﻠﺖ ّ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻛﺎن واﺿ ًﺤﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ اﺳﺘﻤ ّﺮت ﰲ اﻟﺘﻔﺎوض وﻻ زاﻟﺖ ،ﺣﺘّﻰ ﺑﻌﺪ أن ّ إﱃ أﻧّﻬﺎ ﻣﻔﺎوﺿﺎت "ﻋﺒﺜ ّﻴﺔ"؛ ﺣﻴﺚ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﺎﻣﻮس اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ﻓﻜﺮة ﺣﻮل "دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ" ،وﻫﺬه إﺣﺪى ﻻءات اﻟﺤﻞ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺘ�؛ ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ وﻛﻞ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪو ّﱄ ﻻ ﻳﺴ� ﻧﺤﻮ اﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ ّ ﺧﻤﺲ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ّ .1967 اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ﻫﻲ "ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳّﺔ" ﻣﻐﻠّﻔﺔ ﻤﺑﺠﺘﻤﻊ "ﻣﺪ ّ�" ،ﻫﺪﻓﻬﺎ ردع ﺗﻄ ﱡﻮر اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ ووﺣﺪﺗﻪ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﳌﻨﻈﻮر اﻟﺤﻞ َوﻓْﻖ رؤﻳﺘﻬﺎ ﺗﻮﺳﻌﻬﺎ وﻓﺮﺿﻬﺎ ﻛﻘ ّﻮة إﻗﻠﻴﻤ ّﻴﺔ ،وﺗﺤﻘﻴﻖ ّ اﻹﻣﱪﻳﺎ ّﱄ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ إﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻗ ّﻮة ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ ،وﻫﺬا ﻳﺴﺘﻠﺰم ﱡ وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ. ﴬ ﺑﻬﺎ ،وﺗﺤ ﱡﻮ ٍ ﻻت إﻗﻠﻴﻤﻴّﺔ وﻋﺎﳌﻴّﺔ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻨﻬﺎ. ﻟﻬﺬا ﻛﺎن وﺿﻊ اﻟﻘﻀﻴّﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﻳﱰاﺟﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻴﺎﺳ ٍﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ ّ ﻓﻘﺪ اﻧﻬﺎرت اﻻﺷﱰاﻛﻴّﺔ ﻟﺘﺘﻔﺮد أﻣ�ﻛﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺮأﺳ�ﻟﻴّﺔ ﻏﺮﻗﺖ ﰲ أزﻣﺔ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﳌﺎ ّﱄ اﻟﺬي ﺣﺪث ﺳﻨﺔ ورﻤﺑﺎ ﻢﻟ ﻳﺒﺪأ ﺑﻌﺪ .ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أ ّن ﻟﻠﻘﻀﻴّﺔ ،2008ﻓﺎﻧﻔﺘﺢ اﻟﻌﺎﻟَﻢ ﻋﲆ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت وﴏاﻋﺎت وﺗﻘﺎﺳﻢ ﻢﻟ ﻳﻨﺘ ِﻪ ﺑﻌﺪّ ، ﻛﻞ اﻟﺮأﺳ�ﻟﻴّﺎت ﺗﻌﻮد ﻻﺣﺘﻀﺎن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ،وﻫﺎ إﻧّﻨﺎ ﻧﺠﺪ روﺳﻴﺎ ﺗﺘﻘ ّﺪم ﻛﻞ ذﻟﻚ؛ وذﻟﻚ أ ّن ّ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﺔ ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﰲ ّ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﻌﺎ ّم ﴎﻳ ًﻌﺎ ﻟﻲﻜ ﺗﺮث أﻣ�ﻛﺎ ﺑﻌﺪ أن اﻧﺴﺤﺒﺖ ﻫﺬه اﻷﺧ�ة ﻣﻦ "اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ" .وﺿﻤﻦ ذﻟﻚ ،ﻧﺠﺪ أ ّن اﳌﻴﻞ ّ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﺗﺮﺣﻴﻞ اﻟﻼﺟﺌ� اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� ﻣﻦ ﻣﺨﻴّ�ﺗﻬﻢ وأﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮاﺟﺪﻫﻢ ﰲ ﻣﺤﻴﻂ ﻓﻠﺴﻄ� إﱃ أﻗﺎﴆ اﻷرض ،ﻛ� ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون /ﻣﺎرس 2016
1
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﺣﺪث ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﻲ اﻟﻌﺮاق اﻟﺬﻳﻦ ﻧُﻘﻠﻮا إﱃ أﻣ�ﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨ ّﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻢﻟ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ دول اﻟﺠﻮار )اﻷرد ّن وﺳﻮرﻳّﺔ( ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل إﱃ أراﺿﻴﻬﺎ .وﺑﺎت ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﻮ ﺳﻮرﻳّﺔ ﻣﻌ ﱠﺮﺿ� ﻟﻠﺘﻬﺠ� ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺪﻣ� اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﳌﺨ ّﻴ�ﺗﻬﻢ ،ﻣﻦ درﻋﺎ إﱃ اﻟﻼذﻗ ّﻴﺔ وﺣﻠﺐ وﺣﻤﺺ إﱃ ﻣﺨ ّﻴﻢ اﻟ�ﻣﻮك ،ﺣﺘّﻰ ﻣﺨ ّﻴﻢ ﺧﺎن اﻟﺸﻴﺢ .وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﻮ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮن إﱃ اﻟﻬﺠﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ .وﻛﺬﻟﻚ إ ّن ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻲ اﻷرض اﳌﺤﺘﻠّﺔ ﺳﻨﺔ 1948ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ واﻟﻘﻤﻊ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ. ورﻤﺑﺎ أﻓﻀﺖ ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ اﻷوﺿﺎع ﺗﺸ� إﱃ ﻣﻴﻞ ﻋﺎ ّم ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻘﻀ ّﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ إﻧﻄﻼق اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔّ ، اﻟﺜﻮرات إﱃ ﻣﺴﺎر ﻣﺨﺘﻠﻒ .وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺠﺮي ﳌﺴﻪ ،أو ﻳﺠﺮي ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ ،ﺣﻴﺚ إ ّن اﻟﺜﻮرات ﺗﻨﺬر ﺑﺎﻧﻘﻼب ﻛﺒ� ﰲ وﻛﻞ اﻟﺮأﺳ�ﻟﻴّﺎت .وﻟﻘﺪ أ ّدت إﱃ أن ﻳﻌﻮد اﻟﺘﻔﻜ� ﰲ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴّﺔ ّ ﻗﺒﻞ ﺷﺒﺎب ﻓﻠﺴﻄ� ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗ َ َﻮﺿﱠ ﺢ ﰲ اﻟﺤﺮاك اﻟﺬي ﺣﺪث ﰲ اﻟﻔﱰة اﻷﺧ�ة ،واﳌﺴﻤﻰ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺑُ ِﺬﻟﺖ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻛﻞ اﻟﺘﻘﺴﻴ�ت اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺗﻨﻬﺎر ،رﻏﻢ ّ اﻟﺴﻜﺎﻛ� .وﻇﻬﺮ واﺿ ًﺤﺎ أ ّن ّ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘ�. ﻋﲆ أ ّن ﻓﻠﺴﻄ� ﻫﻲ اﻟﻀﻔّﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ و ِﻗﻄﺎع ﻏ ّﺰة ،ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻔﻜّﻜﺖ ﻓﻠﺴﻄ� ﻫﺬه ،وﺳﻘﻂ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ ّ ورﻏﻢ اﻟﺤﻮاﺟﺰ ،واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول ﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﻔﺼﻞ ﺑ� ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻲ اﻷرض اﳌﺤﺘﻠّﺔ ﺳﻨﺔ ،1948وﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻲ اﻟﻀﻔّﺔ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﺷﻌﺐ .وﻫﻮ ﺷﻌﺐ ﻳﺮاد ﺗﻔﻜﻴﻜﻪ اﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ ،وﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻲ ِﻗﻄﺎع ﻏ ّﺰة ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻲ اﻟﺸﺘﺎت ،ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ أ ّن ّ ﻳﻈﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻗﺎد ًرا ﻋﲆ اﻟﺘﻤ ّﺮد واﻟﺜﻮرة وإزاﻟﺘﻪ ،ﻟﻲﻜ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻠﺴﻄ� "دوﻟﺔ ﻳﻬﻮدﻳّﺔ" .ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺒﺪو أ ّن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻦ ،ﺣﻴﺚ ّ ﻛﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ. رﻏﻢ ّ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ أن ﻳﻌﺎد ﺑﻨﺎء اﻟﺮؤﻳﺔ واﻟﻬﺪف ﺑﻌﺪ أن ﺗﻼﺷﺖ اﻷﻫﺪاف وﺗﻘ ّﺰﻣﺖ اﳌﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ "اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ". "اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺳﻂ" اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ ّ ﻓﻘﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄ� ،ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﻣﺎﻟﺖ إﱃ اﻟﻘﺒﻮل ﺑ ِـ اﻹداري، ّ اﻟﻘﺒﻮل ﺑـِ "دوﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠّﺔ" ﰲ اﻟﻀﻔّﺔ و ِﻗﻄﺎع ﻏ ّﺰة ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺎد إﱃ ﻛﺎرﺛﺔ أوﺳﻠﻮ وﺗﺄﺳﻴﺲ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﻲﺗّ ﻛﻞ ﻓﻠﺴﻄ� ﺑﻌﺪ ﺣﴫ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� ﰲ َﻣﻌﺎزل .وﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ أ ّن اﻷﻣﺮ ﻋﺎد وﺑﺎﺗﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ﺗﻬﻀﻢ ّ واﺿ ًﺤﺎ ،وﻳﺘﻤﺜّﻞ ﰲ أﻧّﻪ ﻋﲆ أرض ﻓﻠﺴﻄ� ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك دوﻟﺔ واﺣﺪة .ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪه اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ،وﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ أي ﺷﱪ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺳﻮى "اﻟﺪوﻟﺔ أﺟﻠﻪ ،وﰲ ﻣﻨﻈﻮرﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻓﻠﺴﻄ� ،ﻻ ﻋﲆ اﻟﻀﻔّﺔ و ِﻗﻄﺎع ﻏ ّﺰة وﻻ ﻋﲆ ّ اﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ" .ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺟﺮت اﻟﻌﻮدة إﱃ ﻃﺮح ﺷﻌﺎر اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،اﻟﺬي ﺗﺠﺮي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻄﺮﺣﻪ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺪوﻟﺔ ﻇﻞ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴّﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ دوﻟﺔ واﺣﺪة ،ﻷﻧّﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺻﻬﻴﻮﻧﻴّﺔ ،وﻳﺠﺮي إﻟﺤﺎق اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺗﻐﻴ� ﺷﻜﻠﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﰲ ّ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّ� ﺑﻬﺎ. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﻔﺮض أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺗﻘﺰﻳﻢ ﻓﻠﺴﻄ� ،وأن ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻮﻫﻢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﻗﻴﺎم "دوﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠّﺔ" ﰲ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ّ ﴩدﻳﻦ وﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳّﺔ اﻟﺘﺼ ّﻮر أ ّن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴّﺔ ﻫﻲ دوﻟﺔ "ﻃﺒﻴﻌ ّﻴﺔ" ﻫﺪﻓﺖ إﱃ ّ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻳﻬﻮد ﻣ ﱠ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﳌﴩوع إﻣﱪﻳﺎ ّﱄ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ �ﻜﻦ أن ﺗﻘﺒﻞ ﺑـِ "اﻟﺘﻨﺎزل" ﻋﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄ� ،وأن ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ واﻟﺴﻼمّ . أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﴬورة ،وأن ﻳﻌﺎد ﺑﻨﺎء اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻘﻀﻴّﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨ ّﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أﻧّﻬﺎ ﻗﻀﻴّﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﴩوع إﻣﱪﻳﺎ ّﱄ اﺳﺘﻴﻄﺎ ّ� ﻫﺪﻓﻪ ﻛﺒﺢ ﺗﻄ ﱡﻮر اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ وﺗﻜﺮﻳﺲ ﺗﺨﻠﱡﻔﻪ وﺗﻔﻜﱡﻜﻪ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ إﻧّﻬﺎ ﻗﻀ ّﻴﺔ ﻋﺮﺑ ّﻴﺔ ،اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻮن ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ، وإن ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﻌ ّﺮﺿﻮا ﻣﺒﺎﴍة ﻟﻮﺣﺸﻴﺔ اﳌﴩوع اﻻﺳﺘﻴﻄﺎ ّ�. اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ دوﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺤﺮاك اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺷﻤﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻠﺴﻄ� ،ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌﴩوع ّ َﻋﻠ�ﻧﻴّﺔ د�ﻘﺮاﻃﻴّﺔ ﻋﺮﺑﻴّﺔ ،ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻮﺟﻮد "اﻟﻴﻬﻮد" ﰲ إﻃﺎرﻫﺎ ،اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ أﻧّﻬﻢ ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟﻘﻮﻣﻴّﺎت أﺧﺮى ،وﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ أ ّن ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون /ﻣﺎرس 2016
2
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org
ﻫﻨﺎك ﻋﺮﺑًﺎ ﻳﻬﻮد ﺟﺮى َﺟ ﱡﺮﻫﻢ إﱃ ﻓﻠﺴﻄ� ﺑﺘﺪ ّﺧﻼت ﻣﺘﻌ ّﺪدة .ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﱃ أزﻣﺔ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟ ّﻴﺔ واﻧﻌﻜﺎس ذﻟﻚ ﻓﻜﻞ ذﻟﻚ اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺿ ّﺪ اﻟﻄﻐﻢ اﻟﺮأﺳ�ﻟ ّﻴﺔ اﳌﺴﻴﻄﺮةّ . ﻋﲆ وﺿﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧ ّﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ �ﻜﻦ أن ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ اﻟﴫاع ّ ﻫﻮ اﻟﺬي �ﻜﻦ أن ﻳﻘﻮد إﱃ إﻧﻬﺎء اﳌﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� ﻛﻤﴩوع إﻣﱪﻳﺎ ّﱄ وﻛﺪوﻟﺔ ﻗﺎﻤﺋﺔ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ،واﺳﺘﻐﻼل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻴﻬﻮدي ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ. ّ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﺬي رﻓﻌﺘﻪ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻊ ﺳ�ﻫﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ،وﻳﻌﻴﺶ اﳌﴩوع اﻟﺼﻬﻴﻮ ّ� أزﻣﺔ وﺟﻮد ﻟﻘﺪ اﻧﺘﻬﻰ اﳌﴩوع ّ رﻤﺑﺎ ﻏﻴﺎب اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻫﺬا اﳌﴩوع ﻛﺄداة إﻣﱪﻳﺎﻟ ّﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻊ "ﺿﻌﻒ أﻣ�ﻛﺎ" وﺗﺤ ّﻮﻻت اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪو ّﱄ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ّ اﳌﺆﴍات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻛ� اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴّﺔ ﺗﻌﺎ� ﻣﻦ أزﻣﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ،ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌﴩوع اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ّ ﻛﻞ ّ ﻳﺠﺐ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻐﻴ� .وﺳﺘﻜﻮن اﻟﺜﻮرات ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤ ﱡﻮ ًﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻷﻧّﻬﺎ وﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﲆ ذﻟﻚ� ،ﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺳﻮف ﺗ ُﻔﴤ ﺑﺎﻟﴬورة إﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﻈﻢ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺮأﺳ�ﻟﻴّﺔ ،وﺗﺘﺼﺎدم ﻣﻊ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴّﺔ. ً ﻟﻜﻞ اﻟﺜﻮرات اﻟﻘﺎﻤﺋﺔ واﻟﺘﻲ �ﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث. اﳌﺆﴍ ّ ري اﻟﻌﺮ ّﻲﺑ ﻟﻲﻜ ﻳﻜﻮن ّ ﺑﴬورة إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌﴩوع اﻟﺘﺤ ﱡﺮ ّ
ﺟـﺪل اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون /ﻣﺎرس 2016
3
ﻣﺪى اﻟﻜﺮﻣﻞ www.mada-research.org