004 المؤثرون

Page 1


‫ٍ‬ ‫ثـــــوان‪...‬‬ ‫فـي‬ ‫“�أحب �أن �أتعلم‪ ،‬و�أقر�أ الكثري من ملخ�صات الكتب‪ ،‬و�أحب‬ ‫� ً‬ ‫أي�ضا قراءة كتب التاريخ‪ .‬التعلم والقيادة هما مقدمة‬ ‫ونتيجة‪ ،‬وال ميكن ف�صل املقدمة عن النتيجة”‪ .‬تغريدة‬ ‫�أطلقها �سيدي �صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل‬ ‫معان‬ ‫مكتوم “رعاه اهلل”‪ ،‬كلمات قليلة حملت بني �سطورها ٍ‬ ‫عميقة ونهج ًا معرفي ًا تر�سخ منذ القدم على �شكل ملخ�صات‬ ‫زخرت بها مكتبات العرب و�ساهمت يف ن�شر العلم واملعرفة‬ ‫�آنذاك‪ .‬لقد �ألهمت هذه الكلمات م�ؤ�س�ستنا ور�سمت اخلطى‬ ‫ملبادرة “كتاب يف دقائق” التي اطلقتها م�ؤ�س�سة حممد بن‬ ‫را�شد �آل مكتوم م�ؤخر ًا لت�سهم يف ن�شر الإبداعات العاملية يف‬ ‫�شتى جماالت العلوم واملعرفة وبلغتنا العربية الأ�صيلة‬ ‫لأننا نعي�ش ع�صر ًا تتعاظم فيه م�س�ؤوليات الأفراد وتتزايد‬ ‫فيه ان�شغاالتهم وتتناق�ص فيه معدالت اهتمامهم بالقراءة‬ ‫واالطالع‪ ،‬جاءت هذه املبادرة لتواكب منط هذا الزمن‬ ‫وتن�شر املعرفة ملن ي�سعون �إليها وال ميتلكون الوقت الكايف لها‪،‬‬ ‫وذلك من خالل طرح ملخ�صات تقدم ب�شكل �أنيق وممتع‬ ‫موجز ًا �سريع ًا ملختلف �أنواع الكتب التي مل ترتجم بعد يف‬ ‫خمتلف املجاالت احليوية الهامة‪.‬‬ ‫لقد ر�أينا �أن نركز كل �شهر على تلخي�ص موا�ضيع متنوعة‬ ‫يف الطاقة الإيجابية‪ ،‬وفنون القيادة ودرو�سها‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫موا�ضيع �شيقة تتمحور حول الأ�سرة واملجتمع والتاريخ‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�شهر فقد اخرتنا لكم ثالثة كتب متميزه نتطلع‬ ‫من خاللها �إلى تلبية بع�ض �أهداف امل�شروع؛ وهي‪ :‬كتاب‬ ‫امل�ؤثرون‪ :‬ال�سمات اخلفية التي ت�صنع ال�شخ�صية املقنعة‬ ‫والقوية‪ ،‬من ت�أليف‪ :‬جون نيفينجر وماثيو كوهوت‪ ،‬وي�ساعد‬ ‫باحلكم على �شخ�صيات الآخرين‪ ،‬كتاب انطلق‪ :‬كيف‬ ‫نتدفق مع احلياة ونن�ساب معها كاملياه من ت�أليف‪ :‬ميهايل‬ ‫�شيكزنتميهايل ويعطي منظور ًا جديد ًا لل�سعادة‪ ،‬و�أخري ًا كتاب‬ ‫جيل التطبيقات الإلكرتونية‪ :‬كيف يحقق ال�شباب ذواتهم‬ ‫ورغباتهم وخياالتهم يف الع�صر الرقمي من ت�أليف‪ :‬هوارد‬ ‫جاردنر وكاتي ديفيز والذي يحاكي العالقة بني جيلني عا�ش‬ ‫�أحدهما قبل التطور وعا�صره و�آخر ن�ش�أ فيه واندمج معه‪.‬‬ ‫جمال بن حويرب ‬

‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫كيف نحكم على ال�شخ�صيــة‬ ‫عندما نلتقي الآخرين �سرعان ما نبادر �إلى �إ�صدار الأحكام عليهم وعلى‬ ‫�شخ�صياتهم‪ .‬ويت�ضح �أننا حينما نتخذ قرا ًرا ب�ش�أن كنه م�شاعرنا جتاه �أحد‬ ‫الأ�شخا�ص ف�إننا حينئذ ن�صدر حكمني‪ ،‬ال حك ًما واحدً ا‪ .‬واملعياران اللذان‬ ‫يعت ّد بهما يف هذا ال�سياق هما “املقدرة” �أو قوة الأداء والقدرة على الفعل‪،‬‬ ‫و“الدفء” �أو قوة امل�شاعر واحلميمية والإح�سا�س بالآخر‪.‬‬ ‫املقدرة‪ :‬تعني قدرة املرء على الفعل و�إجناز املهام بح�شد الإمكانات‬ ‫و�إنفاذ الإرادة‪ .‬وحينما يظهر ال�شخ�ص املقدرة يكون على الآخرين �أن‬ ‫يطيعوه ويتبعوه ويحرتموه وين�صتوا �إليه‪.‬‬ ‫�شخ�صا ما ي�شاركنا م�شاعرنا واهتماماتنا‬ ‫الدفء‪ :‬هو الإح�سا�س ب�أن‬ ‫ً‬ ‫ور�ؤيتنا للعامل‪ .‬وحينما يظهر ال�شخ�ص عن�صر الدفء ف�إننا نعجب به‬ ‫ونتعاطف معه ونتفهم دوافعه ومننحه دعمنا وحما�سنا وت�أييدنا حتى‬ ‫دون �أن يطلب ذلك‪.‬‬ ‫ال�شخ�ص الذي يبدي كال العن�صرين يرتك ت�أث ًريا كب ًريا فينا‪ ،‬لأنه ي�ؤدي‬ ‫بجر�أة ويعمل ب�صدق لتحقيق �أف�ضل م�صلحة لنا؛ ولذا فنحن نوليه ثقتنا‬ ‫ونع ّده من �أ�صحاب الر�أي ال�سديد والفكر الر�شيد‪ ،‬ومن قادة التجديد‪.‬‬ ‫مثل هذا ال�شخ�ص يتمتع بالإرادة (الدفء) والقدرة (القوة) لالعتناء‬ ‫مب�صاحلنا‪ ،‬لذا فنحن نعتربه قائدً ا‪ ،‬ون�شعر بالراحة لأننا نعلم �أنه مي�سك‬ ‫بزمام الأمور‪.‬‬

‫“املقدرة والدفء هما املعياران الرئي�سيان‬ ‫اللذان تتمحور حولهما كل الأحكام االجتماعية‬ ‫التي ن�صدرها على الدوام‪”.‬‬


‫�إلى العامل (�إلى الآخرين)‪ .‬فهل نختار �أن نربز الدفء‪ ،‬الذي‬ ‫من �ش�أنه �أن ي�ؤمن لنا �إعجاب الآخرين؟ �أم الأف�ضل �أن نظهر‬ ‫املقدرة‪ ،‬التي من �ش�أنها �أن تفر�ض احرتامنا على الآخرين ً‬ ‫فر�ضا؟‬ ‫�أم الأف�ضل �أن نبذل ق�صارى جهدنا لإظهار املقدرة والدفء م ًعا‪،‬‬ ‫ونحن ندرك �أنّ �أحدهما قد يطغى ويق ّو�ض الآخر فينتهي بنا الأمر‬ ‫�إلى الف�شل يف �إظهار �أي منهما‪ ،‬يف ذات املوقف ونف�س الوقت؟‬

‫�إال �أنّ التحدي الذي يواجهنا ب�ش�أن هذين املعيارين هو �صعوبة‬ ‫�إبرازهما م ًعا‪ ،‬والتعامل معهما ب�شكل متكامل‪ .‬لأنّ كال منهما‬ ‫ً‬ ‫يبدو م�ضادًا‬ ‫ومتناق�ضا مع الآخر‪ .‬فم�صدر ال�صعوبة هو �أنّ‬ ‫املقدرة والدفء بينهما توتر ومواجهة مبا�شرة‪� ،‬أحدهما مقابل‬ ‫الآخر‪ .‬ومن �ش�أن هذا التوتر �أن يطرح �أمامنا مع�ضلة‪ :‬حيث علينا‬ ‫�أن نقرر يف كل حلظة � ّأي نوع من الإ�شارات االجتماعية �سرن�سل‬

‫قدرتنا على ت�س ُّيد املوقف والتحكم يف توتر مب�ستوى هذا ال�ضغط‬ ‫العايل‪ ،‬لكي نظهر ونعرب عن قوتنا وحميميتنا‪ ،‬وعن ثقتنا‬ ‫ب�أنف�سنا ورحابة م�شاعرنا‪ ،‬يف الوقت ذاته فهو �أمر �صعب ونادر‬ ‫احلدوث‪ ،‬لدرجة �أننا نحتفي ونحتمي بالأ�شخا�ص الذين يتمكنون‬ ‫من التح ّكم فيهما م ًعا‪ ،‬فن�ضعهم يف القمة ويتملكنا �شعور بالغبطة‬ ‫نحوهم‪ .‬ولقد �أطلقنا م�سميات كثرية على هذه “الهبة الإلهية”‬ ‫منها‪ :‬عظمة‪ ،‬وقيادة‪ ،‬وبطولة‪ ،‬و�شجاعة‪ ،‬وت�أثري‪ ،‬ومتيز‪ ،‬وت ّفرد‪،‬‬ ‫ونلخ�صها �أحيانا بكلمة واحدة كبرية ن�سميها‪“ :‬كاريزما”‪.‬‬

‫كيف نفهم املقدرة‬ ‫املقدرة ت�ضمن �إجناز املهام‪ .‬وبو�صفها �سمة �شخ�صية فهي معيار للقدر الذي يتمكن به املرء من‬ ‫فر�ض �إرادته على عاملنا‪ .‬فكل من يظهر هذه ال�سمة يجذب اهتمامنا‪ ،‬و�سبب ذلك‪ ،‬هو �أن ّنا نحتاج‬ ‫�أن نعرف ما �إذا كان �سي�ستغل مقدرته هذه مل�ساعدتنا �أم �ضدنا؛ ل�صاحلنا وهو معنا‪� ،‬أم ل�صاحله هو‬ ‫فقط‪ .‬و�سواء خاجلنا �شعور باحل�سد �أو بالغبطة‪ ،‬فنحن نظهر االحرتام لكل الأ�شخا�ص الذين تربز‬ ‫فيهم �سمة املقدرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا ال تنف�صم عراه‪ .‬ونحن ننظر �إلى ال�شخ�ص �صاحب املقدرة‬ ‫وترتبط القيادة ب�سمة املقدرة‬ ‫كقائد لأنه ي�ستطيع �أن يوفر احلماية لنا �ضد املخاطر التي تتهددنا �شخ�ص ًيا �أو تهدد جمتمعنا‪ .‬لأنّ‬ ‫املقدرة تت�شكل بدورها من عن�صرين �أ�سا�سيني‪ :‬القدرة على �إحداث الت�أثري يف العامل‪ ،‬والتح ّلي بروح‬ ‫املبادرة للقيام بعمل ما‪.‬‬

‫• القدرة‬

‫تت�ضمن القدرة �أي �شيء ي�سمح لك بالت�أثري يف العامل‪ .‬وي�شتمل هذا على �سمات القوة اجل�سمانية واملهارات التقنية‬ ‫املكت�سبة واملهارات االجتماعية الذكية واحلكمة التي هي ثمرة التجارب املح َّنكة‪ .‬وي�شري علماء االجتماع �إلى جممل ذلك‬ ‫كله مب�صطلح �أو مفهوم‪“ :‬الكفاءة”‪.‬‬

‫• الإرادة‬

‫�إذا كانت القدرة تعني �أن متتلك الأدوات لإجناز املهام‪ ،‬فالإرادة هي املقدرة ال�شخ�صية الالزمة لل�شروع يف الفعل‪.‬‬ ‫قدما‪ ،‬بل (�أو على وجه اخل�صو�ص) يف مواجهة العقبات واملقاومة وال�صمود‪.‬‬ ‫فالإرادة تتب ّدى بو�صفها‬ ‫التزاما بامل�ضي ً‬ ‫ً‬ ‫فنحن نتحدث عن هذه ال�صفة طوال الوقت ون�سميها الت�صميم‪� ،‬أو العزم‪� ،‬أو التحفيز‪� ،‬أو الطموح‪� ،‬أو املرونة‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪2‬‬


‫• الدفء‬

‫�أما الدفء فهو ما ي�ست�شعره النا�س حينما يدركون �أنهم يت�شاركون يف امل�صالح والهموم‪� .‬إ ّنه ال�شعور باالنتماء �إلى فريق �أو م�ؤ�س�سة �أو جمتمع‬ ‫�أو وطن‪ .‬ف�إذا كانت املقدرة تتعلق با�ستطاعة املرء تنفيذ ما عزم عليه‪ ،‬فالدفء يتعلق مبا �إذا كنت �ستكون �سعيدً ا ومتفائلاً‬ ‫ومتحم�سا لقطف‬ ‫ً‬ ‫ثمار جهودك‪ .‬فحينما يظهر الأ�شخا�ص الدفء ف�إننا نعجب بهم‪ ،‬ونعمل على توطيد عالقتنا معهم‪ .‬والدفء ي�شتمل على مفاهيم ومكونات‬ ‫ذات �صلة منها‪ :‬التعاطف‪ ،‬والألفة‪ ،‬واحلب‪.‬‬

‫• التعاطف �أو التفهم‬

‫�إظهار التعاطف يعني �أن ت�ضع نف�سك مو�ضع الآخرين‪.‬‬ ‫التعاطف مينحنا الراحة‪ ،‬ذلك ال�شعور ب�أننا ل�سنا وحدنا‪� .‬إال �أنّ التعاطف ال ينتهي عند امل�شاعر وح�سب؛ فثمة ُبعد �إدراكي للتعاطف‪� ،‬إذ �إنّ‬ ‫ال�شعور امل�شرتك يقوم على �إدراك م�شرتك‪ ،‬وتتوثق و�شائجه بامل�شاركة والتفهم املتبادل‪ .‬ويتجلى هذا بو�ضوح عندما نقول‪�“ :‬أُ ُ‬ ‫درك هذا”‪،‬‬ ‫أفهم �سبب �شعورك هذا‪”.‬‬ ‫مبعنى “� ُ‬

‫• الألفة‬

‫�شخ�صا �أو �شي ًئا غري م�ألوف ف�إننا نكون حذرين – �أي نكون‬ ‫الأ�شياء والأحا�سي�س امل�ألوفة م�صدر �ضروري خللق ال�شعور باالرتياح‪ .‬فحينما نواجه ً‬ ‫م�ستعدين لال�ستجابة بقوة (لأننا خائفون) – ونبقى مت�أهبني حتى نت�أكد �أن ال خطر حقيقيا وكبريا يتهددنا‪.‬‬

‫• احلب‬

‫حدد الباحثون ثالث منظومات �أو حاالت بيولوجية خمتلفة نطلق عليها ا�سم “احلب”‪ :‬وهي احلب الرومان�سي �أو الأفالطوين احلامل‪،‬‬ ‫واالجنذاب اجل�سدي يف احلب الغريزي‪ ،‬وم�شاعر املودة العامة �أو التفاعل ال�شخ�صي واجلماعي‪ .‬والنوع الثالث – �أي م�شاعر املودة والتعلُّق‬ ‫والتفهم – هي التي تعنينا يف مو�ضوع الدفء وتطبيقاته يف القيادة والت�أثري‪.‬‬

‫الهالة والطاقة املتحركة‬ ‫املقدرة والدفء عن�صران يكمل �أحدهما الآخر‪ ،‬ولي�سا �ضدان �إذا ح�ضر �أحدهما غاب الآخر‪ ،‬وهناك قدر كبري من‬ ‫التفاعل املتبادل بينهما‪.‬‬ ‫فهناك �أو ًال ت�أثري الهالة‪ :‬فنحن منيل �إلى �أن نن�سب �سمات �إيجابية للأ�شخا�ص الذين يتمتعون ب�سمات �إيجابية �أخرى‪.‬‬ ‫على �سبيل املثال‪� :‬إذا كان املرء منا يعجب بطبيبه اخلا�ص فلرمبا �أخرب الأ�صدقاء ب�أن الطبيب نبيه للغاية وبارع‪ ،‬حتى‬ ‫�إذا مل يكن لدينا �أي مربر لإ�صدار �أحكام ب�ش�أن الكفاءة الطبية التي يتمتع بها �أو م�ستوى ذكائه العلمي وقدراته الفنية‪.‬‬

‫طاقة الدفء واملقدرة متحركة ومتنقلة‬ ‫مبجرد �أن نعجب ب�شخ�ص ما ينطلق ت�أثري الهالة ويبد�أ عمله‪ ،‬فنجد �أنه من ال�سهولة مبكان �أن نك ّون‬ ‫ر�أ ًيا مغال ًيا ب�ش�أنه وي�صبح من ال�صعب �أن نظن �أي �شيء �آخر‪ .‬غري �أنّ هناك �آلية �أخرى تتدخل هنا‪،‬‬ ‫وهي يف �صراع مع ت�أثري الهالة‪.‬‬ ‫هناك ت�أثري هيدروليكي ومتحرك ومتنقل ومتبادل بني املقدرة والدفء‪ :‬فحينما يرتفع �أحد العن�صرين‬ ‫عادة‪ ،‬يهبط من�سوب العن�صر الآخر‪ .‬ارفع �صوتك حتى ي�صل �إلى م�سامع الآخرين خالل اجتماع‪،‬‬ ‫و�ستبدو وك�أنك غا�ضب‪� .‬أظهر مزيدً ا من االحرتام ب�صدر رحب جتاه زمالئك‪ ،‬و�ستبدو كما لو كنت‬ ‫�شخ�صا م�ستكي ًنا‪ .‬فكل ما تفعله تقري ًبا لزيادة مقدرتك يقلل من �سمة �أو طاقة الدفء لديك‪ .‬وكل ما‬ ‫ً‬ ‫تفعله لزيادة حميميتك يقلل من �سمة ومن طاقة املقدرة لديك �أي�ضا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫املقدرة ‪ +‬الدفء‬ ‫�أب�سط طريقة للتفكري ب�ش�أن كم املقدرة والدفء اللذين يظهرهما �شخ�ص ما هو قيا�س امل�شاعر التي تعرتينا حيال ت�صرفاته‪ .‬لقد ر�أى‬ ‫مكيافيلي �أن املقدرة العالية ميكن �أن تثري اخلوف‪ ،‬بينما ميكن للإ�سراف يف الدفء �أن يثري املحبة‪ .‬وتبدو ال�صورة �أعقد قلي ًال حينما ننظر �إلى‬ ‫�أ�شكال خمتلفة من امتزاج املقدرة بالدفء‪ .‬فقد قدمت “�إميي كادي” من جامعة هارفارد‪ ،‬بح ًثا هو مبثابة بذرة ملا تاله من �أبحاث‪ .‬وبينما‬ ‫ركز البحث على فهم كيفية �إ�صدار الأحكام ب�آلية منطية‪ ،‬فقد اعترب عن�صري‪( :‬املقدرة والدفء) عاملني عامليني ي�شكالن �أحكامنا ب�ش�أن‬ ‫الآخرين‪ .‬ويو�ضح ال�شكل التايل ا�ستجاباتنا ال�شعورية جتاه الأ�شخا�ص الذين يظهرون م�ستويات خمتلفة من املقدرة والدفء‪.‬‬

‫املقدرة‬ ‫الركن الأمين يف الأعلى هو بكل و�ضوح ركن امل�ستقبل‪.‬‬ ‫الأ�شخا�ص املوجودون به ينتمون �إلى فريقنا‪ ،‬وهم �أف�ضل‬ ‫الالعبني‪ .‬هناك‪ ،‬يقبع الأ�شخا�ص �أو القادة الذين نخلع‬ ‫عليهم �سمة “الكاريزما”‪ .‬وهناك‪ ،‬ال ترى �أ�شخا�صا‬ ‫كثريين‪ ،‬لأنه من ال�صعب ال�سيطرة على التوتر �أو حالة‬ ‫ال�شد واجلذب بني كل من املقدرة والدفء و�إظهار ما‬ ‫يكفي من كليهما يف الوقت ذاته من �أجل ك�سب عميق‬ ‫االحرتام وخال�ص املودة‪.‬‬

‫الإعجاب‬

‫احل�سد‪/‬اخلوف‬

‫التعاطف‬

‫الإزدراء‬

‫الدفء‬

‫قانون “الطماطم”‬ ‫تعمل �سمة الدفء على �أ�سا�س نطلق عليه ا�سم “قاعدة �أو مبد�أ الطماطم”‪ :‬فمثلما ميكن لليلة باردة‬ ‫واحدة �أن تدمر حقل طماطم ب�أكمله‪ ،‬كذلك قد تت�سبب واقعة واحدة تظهر فيها ال مباالتك – ب�أنك‬ ‫اهتماما مبا ي�شعر – مما يجعل �إعادة بث ال�شعور‬ ‫�شخ�صا �آخر م�صاحله �أو ال تبدي‬ ‫ال ت�شارك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالدفء بينكما �أم ًرا �صع ًبا‪� .‬إذا ما ت�صرفت بـال مباالة ولو ملرة واحدة ف�إنّ االنطباع ال�سلبي �سيلت�صق‬ ‫بالأذهان‪� .‬أما املقدرة فتعمل بطريقة معاك�سة‪ :‬ف�إذا ما �أظهرت مقدرتك و�أكدتها ملرة واحدة وح�سب‬ ‫فمن �ش�أن هذا �أن يث ّبت قدميك ك�شخ�ص مقتدر وقوي وم�ؤثر‪.‬‬

‫بطاقاتك و�أدواتك و�إدارة اللعبة‬ ‫من �أول الأ�شياء التي يعرفها النا�س عنك ال�سمات اجل�سمانية‪ :‬جن�سك‪ ،‬ج�سمك‪ ،‬مالحمك‪،‬‬ ‫عرقك‪� ،‬أ�صلك وف�صلك‪ ،‬وعمرك‪ .‬وبقدر ما تتكون هذه املعرفة املبدئية بطريقة �سريعة‬ ‫و�سطحية‪ ،‬ف�إنّ هذه ال�سمات توحي بالفعل ب�صورة ظلية �أو �شبحية �أو منعك�سة ل�صورتك العامة‬ ‫املكونة من املقدرة والدفء‪.‬‬ ‫جن�سك وانتما�ؤك العرقي ومالحمك هي البطاقات التي بحوزتك‪ .‬و�أ ًيا كانت �صفات‬ ‫وم�سميات هذه البطاقات فب�إمكانك �أن تلعب بها جيدً ا بحيث يدرك الآخرون ال�سمات العظيمة‬ ‫ل�شخ�صيتك‪ .‬ولكي تبد�أ ف�سوف ي�ساعدك كث ًريا �أن تفهم كيف ت�سري الأمور بينك وبني النا�س‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪4‬‬


‫لقد طورنا كب�شر‪ ،‬جمموعة من الدوائر الع�صبية الكثرية لإ�صدار‬ ‫�أحكام قيمية وحلظية قائمة على عوامل ج�سدية �أ�سا�سية‪ .‬هذه‬ ‫احل�سابات ال�سريعة حتدث ب�صورة تلقائية‪ ،‬فيما وراء العقل‬ ‫الواعي‪ ،‬بقدر �ضئيل للغاية من املجهود‪ .‬ولي�ست الأولويات هنا هي‬ ‫حتري املو�ضوعية والدقة‪ ،‬فالتقييمات الكافية وال�سليمة قد تفي‬ ‫بالغر�ض و�إن كانت �سريعة‪ .‬يف كتابه “التفكري ب�سرعة والتفكري‬ ‫ببطء ‪ -‬ال�صادر عام ‪ )2011‬يطلق عامل النف�س “دانيال كامنان”‬ ‫احلا�صل على جائزة نوبل يف االقت�صاد ال�سلوكي‪ ،‬على هذه العمليات‬

‫القائمة على التفكري ال�سريع “�آلة القفز �إلى اال�ستنتاجات‪”.‬‬ ‫من �ش�أن القفز �إلى اال�ستنتاجات حول الآخرين �أن يجعلنا ن�شعر‬ ‫بثقة �أكرب وقدر �أقل من ال�شك �إزاء العامل من حولنا‪ .‬لكن مبجرد �أن‬ ‫�شخ�صا ما‪ ،‬ف�إننا جنري عملية تر�شيح‬ ‫نبد�أ يف التفكري ب�أننا نفهم‬ ‫ً‬ ‫للمعلومات الآتية ومنيل �إلى ا�ستبعاد الأفكار التي ال تتواءم وال�صورة‬ ‫التي ر�سمناها يف �أذهاننا على عجل‪ ،‬بو�صفها جمرد انحرافات‬ ‫تفتقر �إلى املغزى‪ .‬وبهذا ي�صبح املرء �سجني ت�صوراته امل�سبقة‪،‬‬ ‫وكذلك يكون الآخرون الذين يخ�ضعون لأفكارنا النمطية امل�سبقة‪.‬‬

‫النوع االجتماعي (اجلن�س)‬ ‫من امل�سلمات �أن الرجال �أقوياء‪ ،‬و�أنهم غري ودودين �إلى حد ما‪ .‬باملقابل نفرت�ض �أنّ الن�ساء يتمتعن بدفء �أكرب لكنهن �أ�ضعف‪.‬‬ ‫وهناك �سبب بيولوجي وراء ذلك‪ :‬فلدى الرجال ن�سبة �أكرب من هرمون “التي�ستو�سرتون” مقارنة بالن�ساء الالئي لديهن ن�سبة �أكرب من هرمون‬ ‫“�إ�سرتوجني‪ ”.‬يرتبط هرمون التي�ستو�سرتون بالقوة اجل�سمانية والت�صميم‪ ،‬لكنه يتعلق � ً‬ ‫أي�ضا باالنف�صال االجتماعي والعاطفي‪ .‬وعلى النقي�ض‬ ‫يت�صل هرمون �إ�سرتوجني بالتناغم �أكرث مع م�شاعر الآخرين‪ .‬كما ينظر �إلى الرجال على �أنهم �أقدر على املوازنة بني املقدرة والدفء ب�شكل‬ ‫عام‪ .‬يف حني تعترب الن�ساء �أ�ضعف‪ ،‬مع جرعات فائ�ضة من الدفء العاطفي‪.‬‬

‫االنتماء العرقي‬ ‫مفتاحا لفهم اخلربات احلياتية التي رمبا يكون‬ ‫مثل اجلن�س والعمر يعد االنتماء العرقي �أحد املحددات املرئية التي تقدم للرائي ً‬ ‫�شخ�ص ما قد مر بها‪ .‬ففي حني �أنّ الب�شر مييلون �إلى التوا�صل االجتماعي مع �أقرانهم من داخل جماعتهم‪ ،‬هناك بالفعل درجة معقولة من‬ ‫االتفاق عرب الثقافات ب�ش�أن � ّأي الثقافات تتمتع بدفء �أكرب و�أ ّيها يتمتع مبقدرة �أكرب ب�صورة عامة‪ .‬فمثال يعتقد البلجيكيون �أنّ الربازيليني يتمتعون‬ ‫بدفء �أكرب‪ ،‬لكنهم �أقل كفاءة‪ ،‬لكنهم – � ْأي البلجيكيون – يرون اليابانيني �أكف�أ و�أقل متت ًعا بالدفء العاطفي مقارنة بهم‪ .‬فالأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعي�شون يف دول ذات دخل متو�سط يعتربون الآخرين يف الدول ذات الدخل املادي الأعلى ب�صفة عامة �أقوى‪ ،‬لكنهم �أقل دف ًئا مقارنة ب�أنف�سهم‪.‬‬

‫العمر‬ ‫هناك عالقة �أ�سا�سية بني املقدرة والدفء والعمر يف بع�ض الثقافات‪� .‬إذ ينظر �إلى الأطفال وكبار ال�سن باعتبارهم �أقل كفاءة‬ ‫وقدرة‪ ،‬لكنهم يتمتعون بدفء �أكرب من البالغني‪ .‬وبالن�سبة �إلى الكفاءة‪ ،‬يحتاج ك ٌّل من �صغار ال�سن وكبار ال�سن �إلى م�ستويات متفاوتة من العون‬ ‫فيما يتعلق بالوظائف الأ�سا�سية يف احلياة اليومية‪� .‬أما بالن�سبة �إلى الدفء فهو �أمر منطقي � ً‬ ‫أي�ضا‪ :‬فبداخلنا تعاطف �إن�ساين طبيعي جتاه‬ ‫ال�ضعفاء‪ .‬يولد ال�صغار ولهم جاذبية كبرية لأنهم يعتمدون علينا‪ .‬وتتبع القوة منحنى اجلر�س فت�صل �إلى القمة يف وقت مبكر بالن�سبة �إلى‬ ‫الريا�ضيني‪ ،‬ثم �إلى املحرتفني‪.‬‬ ‫�أما منط كبار ال�سن فهو مرن‪� ،‬أو على الأقل فيما يتعلق بغياب الكفاءة‪ .‬فلدى الغالبية العظمى م ّنا والد �أو ج ّد �أو عمة �أو خال يجدون �صعوبة‬ ‫متاما عن التعامل مع مواقف احلياة اليومية‪.‬‬ ‫يف تذكر الأ�سماء �أو يقودون �سياراتهم وهم يف حالة �شرود‪ ،‬وفج�أة ي�صبح هذا ال�شخ�ص عاجزً ا ً‬ ‫وغال ًبا ما نعترب ذلك عالمة على ال�ضعف واله�شا�شة ال باعتبارها م�س�ألة م�ستقلة‪ ،‬بل باعتبارها بداية منزلق‪ ،‬وهذا يعني �أننا منيل �إلى �إغفال‬ ‫�إ�شارات �أخرى ب�أنّ كبار ال�سن ما زالوا �أقوياء وقادرين‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫ا�ستثمار ما لديك‬ ‫يف حني �أنّ �أغلب ال�سلوكيات تتم بطريقة غري واعية‪ ،‬ف�إنه ميكن �إخ�ضاعها كلها تقري ًبا لالختيار الواعي‪.‬‬ ‫ب�إمكانك �أن تختار ‪ -‬لي�س فقط ‪� -‬أن تت�صرف بطريقة مغايرة‪ ،‬بل و�أن تتعلم كيف تت�صرف بطريقة مغايرة‪:‬‬ ‫ميكنك �أن تتخذ خطوات تغري من الأ�سلوب الذي ت�ستجيب به بطريقة غري �شعورية يف امل�ستقبل‪ .‬وهناك‬ ‫طرق عديدة ميكنك �أن ُتظهِ ر من خاللها مقدرة �أكرب ودف ًئا �أكرب لتحقق التوازن بني الإ�شارات التي تر�سلها‪.‬‬ ‫وبعبارة �أخرى‪ :‬ميكنك تغيري الواقع‪.‬‬

‫التوا�صل بغري كالم‬ ‫يرتبط التوا�صل ال�صامت مبا�شرة بالثقة‪ .‬حينما حتت�شد كل الإ�شارات – تعبريات الوجه وو�ضع اجل�سد والإمياءات ونغمة ال�صوت‬ ‫والكلمات – لرتوي حكاية مت�سقة‪ ،‬ف�إننا نثق ب�أنّ هذه الإ�شارات هي تعبري دقيق عما ي�شعر به ال�شخ�ص‪ .‬وعلى النقي�ض‪ ،‬حينما تخربنا‬ ‫�إ�شارات خمتلفة بق�ص�ص خمتلفة‪ ،‬ف�إنّ ال�شك يخامرنا ب�أن هذا ال�شخ�ص متناق�ض وح�ضوره ال يبعث على االطمئنان‪ ،‬بل رمبا هو يحاول‬ ‫�أن يخفي �شي ًئا‪ .‬ومن غري التفكري ب�صورة واعية يف الأمر‪ ،‬نلحظ التناق�ضات غري اللفظية ون�ستخدمها لكي ن�ست�شعر غياب الأمان وال�شك‬ ‫وال�ضعف‪ .‬هذه الو�سائل هي التي متكننا من معرفة �أنّ هناك �شي ًئا ما غري �صحيح‪.‬‬

‫امل�ساحة‬ ‫امتالك امل�ساحة �أمر يتعلق باملقدرة �أكرث مما يتعلق بالدفء‪ .‬الطريقة التي تَ�ستغل بها امل�ساحات يف املكان تقول الكثري عن مقدرتك‪.‬‬ ‫الأقوياء واملقتدرون يت�صرفون ب�أريحية يف �أي مكان‪ ،‬وي�شغلون م�ساحة كبرية ويتحركون بحرية وبال قيود‪ .‬عندما يتوا�صل طرفان‪ ،‬ف�إنّ‬ ‫�أحدهما يق ّرب امل�سافة ت�أكيدً ا للهيمنة‪ .‬وقد ي�ستخدم امل�ساحة بطريقة مغايرة‪ْ � :‬أي يبتعد ويتجنب الآخرين‪ .‬فعندما يهيمن �شخ�ص ما‬ ‫على معظم امل�ساحة ف�إنه يوحي للآخرين مبن هو القائد يف هذا املكان‪ .‬كما �أنّ تقريب امل�سافات هو ما نفعله ب�صورة منوذجية حينما‬ ‫نظهر الدفء‪ .‬وعلى العك�س‪ ،‬فاالبتعاد عن �شخ�ص ما قد يوحي بغياب الدفء‪ ،‬حتى و�إن كان هذا االبتعاد ناجت عن االحرتام‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪6‬‬


‫و�ضع اجل�سد‬

‫و�ضع اجل�سد وحتريكه ب�صورة م�ستقيمة ومالئمة تظهر املقدرة‪ .‬الأمر هنا يتعلق بامتالك م�ساحة كبرية‪ ،‬ر�أ�س ًيا فقط‪ :‬فمن �ش�أن الوقوف‬ ‫بقامة م�ستقيمة �أن يظهر ثقتك بنف�سك‪ .‬كما �إنّ اتخاذ و�ضعية ج�سدية متلأ امل�ساحات من �ش�أنه �أن ير�سل ر�سالة �ضمنية وغري لفظية ال‬ ‫تختلف يف فحواها كث ًريا عن امتالكك �سيارة فارهة �أو منز ًال فخ ًما‪ :‬انظروا �إ ّ‬ ‫يل؛ �أنا �شخ�ص مهم‪.‬‬

‫الإمياء‬

‫كيف ميكننا �إظهار املقدرة والدفء با�ستغالل الذراعني؟ ل َرن �أو ًال كيف نظهر املقدرة‪.‬‬ ‫• امل�سافة‪ :‬ميكنك �أن تظهر مقدرتك بتحريك الذراعني والكوعني‪ ،‬بعيدً ا عن جذعك‪.‬‬ ‫وق�صد وهدوءٍ ور�شاق ٍة‪ .‬والهدف من ذلك‬ ‫• التحكم‪ :‬لي�س املحك �أن حترك الذراعني ع�شوائ ًيا ك�أنك م�ستثار‪ ،‬بل �أن حتركهما بت�أنٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫تاما يف مكان ج�سدك ويف امل�ساحة التي ت�شغلها‪.‬‬ ‫�أن تظهر حتك ًما ً‬

‫ال�سرعة‬

‫مرتاحا �أو منتب ًها �أو ع�صب ًيا‪ .‬يفيد م�ستوى االرتياح واالنتباه يف �إظهار كل من املقدرة‬ ‫توحي �إمياءاتك كذلك مب�ستوى طاقتك‪� :‬أي ما �إذا كنت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منخف�ضا للغاية ف�إن هذا ي�ستنفد كال من مقدرتك ودفئك‪.‬‬ ‫والدفء‪ .‬وعلى النقي�ض‪ ،‬حينما يكون م�ستوى طاقتك مرتف ًعا للغاية �أو‬

‫اليدان‬

‫الطريقة التي حترك بها يديك تر�سل �إ�شارة �إلى املحيطني بك‪ .‬ف�إذا ثنيت �أ�صابعك لت�شكل قب�ضة بيديك‪� ،‬أو ب�سطت يديك كما لو كنت ت�ؤدي‬ ‫�إحدى حركات لعبة الكاراتيه ف�أنت توحي باملقدرة‪� .‬أما الإ�شارة بال�سبابة فهي حركة توحي بقوة مبالغ فيها‪ ،‬ولذا ف�إن ال�سا�سة يتجنبون مثل‬ ‫هذه الإمياءة‪.‬‬

‫الكرة ال�سحرية‬ ‫هناك تطبيق ف ّعال ميكنك الإعتماد عليه لإظهار “املقدرة” بحركات يديك‪ .‬تخيل �أنك مت�سك بكرة‬ ‫لعبة الطائرة بيديك على م�ستوى خ�صرك‪ ،‬وبعيدً ا عن ج�سدك بقليل‪� .‬أثن �أ�صابعك كما لو �أن هناك‬ ‫كرة فع ًال بني �أ�صابعك‪ .‬والآن �أنظر يف املر�آة‪ .‬من هذا الو�ضع ميكنك تو�سيع امل�سافة بني كفيك ك�أنك‬ ‫مت�سك بكرة �أكرب متاثل كرة ال�سلة‪� ،‬أو كرة �أ�صغر يف حجم كرة �أطفال مت�سكها بيد واحدة‪ ،‬بينما الذراع‬ ‫الأخرى �إلى جانبك‪ .‬ميكنك �أن ت�س ّلم الكرة للجمهور اجلال�س �أمامك �أو تتابع حديثك وتهز الكرة بيدك‬ ‫قلي ًال كي ت�ضفي مزيدً ا من الت�أكيد على منطقك يف الإقناع‪ .‬قد تبدو هذه ال�صورة غريبة‪ ،‬لكنك �سرتى‬ ‫متاما‪ .‬ف�إن �شعرت باحلرج يف‬ ‫بنف�سك عددًا ال ح�صر له من املتحدثني يفعلون ذلك‪ ،‬ويبدو الأمر طبيع ًيا ً‬ ‫� ّأي وقت و�أنت تتحدث للجمهور‪ ،‬وال تدري ماذا �ستفعل بيديك‪ ،‬تذكر هذه الكرة‪ .‬توفر لك �صورة الكرة‬ ‫عددًا ال ح�صر له من الأو�ضاع واحلركات الدائرية التي ت�ضفي دف ًئا على �أدائك‪ ،‬ب�شرط �أن تكون راحة‬ ‫اليد مفتوحة والأ�صابع مثنية والكوعان بعيدين عن جذعك قلي ًال‪.‬‬

‫وجه ي�شع دف ًئا‬ ‫�أف�ضل بداية لتحليل العنا�صر املرئية املتعلقة بالدفء تبد�أ من الوجه‪ ،‬و�أول طريقة نظهر بها الدفء‬ ‫هي االبت�سامة‪ .‬االبت�سامة و�سيلة �أ�سا�سية للتوا�صل غري اللفظي را�سخة يف �أعماق ال�سلوك الإن�ساين يف‬ ‫كل العامل‪ .‬فنحن نن�سب ال�صفات احلميدة ملن يبت�سمون يف وجوهنا‪ ،‬ونراهم دائ ًما �سعداء وجذابني‬ ‫و�أذكياء وناجحني و�إيجابيني‪ .‬كما �إنّ االبت�سامة ت�صنع الهالة‪ ،‬مما يجعلنا نك ّون عالقات وروابط مع‬ ‫كل من يقابلوننا باالبت�سام‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫�سلوكك وت�أثريك يف بيئة العمل‬ ‫عقدت �إحدى امل�ست�شارات اجتماعني مع اثنني من املديرين يف �شركتني من �أكرب �شركات‬ ‫قائمة جملة “فورت�شن ‪ .”500‬كان �أحدهما مدير بنك‪ ،‬والثاين مدير جمموعة �إعالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حمافظا للغاية‪ :‬حلة �سوداء‪ ،‬وت�صفيفة �شعر‬ ‫لبا�سا‬ ‫يف لقائها مع مدير البنك ارتدت ً‬ ‫كال�سيكية‪ ،‬وكيا�سة يف حديثها و�إتزان يف حركاتها‪ .‬ومل تفاج�أ �أن �سار اجتماعها على نحو‬ ‫جيد لأنّ مظهرها نا�سب ثقافة �إدارة البنك وتوقعاتهم‪ .‬يف ذات اليوم‪ ،‬ح�ضرت اجتماع‬ ‫ال�شركة الإعالمية بنف�س الهيئة وت�صرفت بنف�س الطريقة‪ .‬يف بداية االجتماع الحظت �أنّ‬ ‫مديري ال�شركة كانوا ودودين جتاهها‪ ،‬ثم تبني لها تدريج ًيا �أنهم كانوا �أي�ضا مت�شككني‬ ‫ومتحفظني جتاه �شخ�صيتها القوية و�سلوكها اجلاد والر�سمي �أكرث مما ينبغي‪ .‬و�سرعان ما‬ ‫وجدت نف�سها جتاهد لكي تقنعهم ب�أنها تفهم ثقافة �شركتهم التي ت�ضع االنفتاح والب�ساطة‬ ‫والإبداع والتعاون على ر�أ�س �أولوياتهم‪.‬‬ ‫كانت ثقافة البنك قوية ور�سمية وحتتاج لإظهار املقدرة‪ ،‬بينما متتاز ثقافة ال�شركة الإعالمية‬ ‫بالدفء واالنطالق واالبتكار �أكرث من الروتني‪ .‬لقد فازت مع البنك لأنها �أبرزت املقدرة‪،‬‬ ‫وخ�سرت مع �شركة الإعالم لأنها جتاهلت الدفء‪ ،‬مما �أوحى للمديرين �أنها لن تفهم ثقافتهم‬ ‫ولن ت�ستطيع الغور يف �صميم احتياجاتهم‪.‬‬

‫اخرتاق دائرة جمهورك‬ ‫كيف تدخل دائرة م�ستمعيك؟ يريد جمهورك دائما معرفة ما �إذا‬ ‫كنت تتعاي�ش معهم على نف�س املوجة الوجدانية التي ي�ست�شعرونها‪.‬‬ ‫مفتاح الولوج �إلى هذه الدائرة ب�سيط‪� :‬أظهر مل�ستمعيك �أنك ت�شعر‬ ‫بالطريقة ذاتها التي ي�شعرون بها لتمنح م�شاعرهم ما ت�ستطيع من‬ ‫امل�شروعية وامل�صداقية‪.‬‬ ‫�إذا كان م�ستمعوك ي�شعرون بالإحباط جتاه م�س�ألة ما وكذلك �أنت‪،‬‬ ‫فاظهر لهم �شعورك بالإحباط‪ .‬و�إذا كان م�ستمعوك ي�شعرون‬ ‫بال�سعادة حيال �أمر ما و�أنت � ً‬ ‫أي�ضا‪� ،‬شاركهم الإح�سا�س بال�سعادة‪.‬‬ ‫و�إذا كان جمهورك ي�شعر باالرتباك والتناق�ض الوجداين ب�ش�أن‬ ‫م�س�ألة ما‪ ،‬ف�أظهر لهم �أنك ت�شعر مبا ي�شعرون‪.‬‬ ‫عندما ال تتفق مع م�ستمعيك �أو وجدت نف�سك ال ت�شعر بنف�س‬ ‫م�شاعرهم‪ ،‬ف�إنّ الولوج �إلى الدائرة يكت�سب �أهمية �أكرب‪ ،‬لكنه لن‬ ‫يكون �سه ًال بكل ت�أكيد‪ .‬يف هذه احلالة عليك �أن تتوا�صل مع م�ستمعيك‬ ‫وجدان ًيا وفكر ًيا‪ ،‬حتى على الرغم من اختالفك مع ر�ؤيتهم‪ .‬فكيف‬ ‫ميكن فعل ذلك؟‬

‫�أو ًال‪ :‬عليك �أن تظهر تعاطفك‪ .‬حدد �شي ًئا ما ي�شعر به جمهورك‬ ‫وميكنك �أن ت�شعر به � ً‬ ‫أي�ضا‪ ،‬ثم �أظهر لهم �أنك ت�شعر مثلهم متاما‪.‬‬ ‫�إذا كنت ترغب يف �أن يتعامل الآخرون مع وجهة نظرك بجدية فعليك‬ ‫�أن تتعامل مع وجهات نظرهم بنف�س اجلدية‪.‬‬ ‫لكن ماذا لو �أنّ الإجابة مل تعجبك؟‬ ‫وماذا لو �أن امل�ستمعني �أظهروا حدة يف الطبع و�شي ًئا من العناد وكث ًريا‬ ‫من التع�صب‪...‬؟‬ ‫ا�س�أل نف�سك عن الظروف التي جعلتهم ي�شعرون ب�شعور معنيّ‪� .‬إذا‬ ‫كان م�ستمعوك ي�ضمرون الكراهية‪ ،‬فيمكنك �أن تتعاطف مع م�شاعر‬ ‫الإحباط التي دفعتهم لتبني هذه الكراهية‪ .‬ا�س�أل نف�سك‪ :‬ماذا لو‬ ‫وجدت نف�سك تعي�ش نف�س الظروف وتعاين نف�س املعاناة! ف�أنت دائما‬ ‫بحاجة لأن تعرب عن ذاتك وتقر‪ ،‬بل وتعلن �أنك وم�ستمعوك ميكن‬ ‫أعم و�أهم من �شكاوى‬ ‫فعلاً �أن تتفقوا‪ .‬ما �ستتطلع �إليه‪� ،‬سيبقى دائما � ّ‬ ‫م�ستمعيك اخلا�صة – التي تختلف معهم ب�ش�أنها – ولذا عليك دائ ًما‬ ‫�أن تعرب عن امل�شاعر التي وراء ال�شكاوى‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪8‬‬


‫دالالت ا�ستخدام “�أنا” و“نحن”‬ ‫ا�ستخدام ال�ضمريين “�أنا” و“نحن” ينبئنا بالكثري عن املقدرة والدفء‪ .‬فقد علمتنا اخلربات واحلياة �أنّ الإفراط يف ا�ستخدام ال�ضمري‬ ‫“�أنا” يوحي بالتمركز حول الذات والأنانية‪ ،‬وهو ما يث ّبت �سمة املقدرة ويلغي �سمة الدفء‪ .‬وقد يوحي هذا ال�سلوك �أنّ املتكلم يعاين من بع�ض‬ ‫املخاوف التي يحاول �إخفاءها‪ .‬ويف كل الأحوال ف�إن الإ�سراف يف ا�ستخدام ال�ضمري “�أنا” ال يعبرّ عن الدفء‪.‬‬ ‫فر�صا لإبراز �إدراكك وفهمك‬ ‫باملقابل ف�إنّ ا�ستخدام ال�ضمري “نحن” يظهر وع ًيا بالآخرين‪ ،‬ويوفر ً‬ ‫لأفكارهم وم�شاعرهم‪ .‬فهذا ي�ساهم يف �إظهار الدفء من خالل نقل الإح�سا�س باالهتمامات‬ ‫وامل�صالح امل�شرتكة‪ .‬عندما ن�ستخدم “نحن” بهذه الطريقة ف�إننا نفكر فيها باعتبارها “لغة الدائرة”؛‬ ‫فهي ت�سمح لك بالولوج �إلى الدائرة مع م�ستمعيك من خالل ر�سم الدائرة لت�شملهم وت�شملك معهم‪.‬‬ ‫عندما ي�ستخدم قادة امل�ؤ�س�سات ال�ضمري “نحن” وهو ما يفعلونه كث ًريا‪ ،‬ف�إنهم ي�ستخدمونه للحديث‬ ‫نيابة عن امل�ؤ�س�سة كلها‪ ،‬وهذا �أ�سلوب قد يخلق ن�أ ًيـا وتباعدً ا عاطف ًيا بد ًال من �أن ي�سد الفجوة؛‬ ‫فحينما يخرب رئي�س مر�ؤو�سيه‪“ :‬نحن بحاجة �إلى �إجناز هذا الأمر” ف�إنّ م�ضمون لهجته الآمرة‬ ‫ينبىء بغياب الدفء والتعاطف‪ .‬فهم يدركون �أنه ي�أمرهم‪ ،‬ولن ي�شاركهم العمل مبا�شرة‪.‬‬ ‫الأف�ضل �أن يقول‪�“ :‬أنتم �ستنجزون هذا العمل مبنتهى الفعالية وال�سرعة‪ ،‬و�س�أكون‬ ‫دائما م�ستعدً ا لدعمكم وم�ؤازرتكم” فهنا متتزج قدرته بقدرتهم‪ ،‬ودفئه بدفئهم‪،‬‬ ‫وي�شعرون �أنهم فري ًقا واحدً ا‪ ،‬القائد مثل التابع‪ ،‬واملدير مثل الأجري‪.‬‬

‫القيادة‬ ‫عندما نفكر بكيفية اختيار امل�ؤ�س�سات للقيادات‪ ،‬فغال ًبا ما نكت�شف عدم املوازنة بني املقدرة والدفء‪ .‬ال مييل من يختارون‬ ‫القادة ب�صورة منطية �إلى االهتمام با�صطفاء ال�شخ�ص القادر على �إجناز املهام فقط؛ فهم ال يرون ‪ -‬على الأرجح ‪� -‬إال‬ ‫اجلانب امل�شرق يف املوظفني املر�شحني للرتقيات‪ .‬وغال ًبا ما يتم احلط من �ش�أن �سمة الدفء‪.‬‬ ‫�أما �إذا نظرنا �إلى املهارات التي يحتاجها القادة الأكفاء‪ ،‬ف�سيت�ضح لنا �أنّ الدفء واملقدرة ي�سريان جنبا �إلى جنب يف �شخ�صية كل قائد م�ؤثر‪.‬‬ ‫هناك العديد من مناذج القيادة التي يناف�س بع�ضها ً‬ ‫بع�ضا‪ ،‬ومنها‪ :‬النموذج التفاو�ضي والتحويلي واملرن والكاريزمي والرئا�سي والأبوي‪ ،‬وهذه‬ ‫جمرد �أمثلة حمدودة وح�سب‪ .‬وقد حاول الدكتور “جوزيف ناي” من جامعة هارفارد ت�صنيف املهارات التي تكون القائد ال�شامل‪� .‬أجرى‬ ‫م�سحا لكل ت�صنيفات ودرا�سات القيادة م�ستخدما القيادة الرئا�سية كنموذج‪ ،‬فخرج بتوليفة القائد ال�شامل التي �شملت القدرات التالية‪:‬‬ ‫“ناي” ً‬ ‫التوا�صل‬ ‫الذكاء العاطفي‬ ‫املهارات ال�سيا�سية �أو املكيافيلية‬

‫املهارات التنظيمية‬ ‫الر�ؤية‬ ‫الذكاء املرتبط بال�سياق (القيادة املوقفية)‬

‫الذكاء العاطفي مي ّكن القادة من فهم �أنف�سهم والآخرين بطريقة ت�سمح لهم بحفز النا�س على العطاء والفعل‪ .‬وقد الحظ “جوزيف ناي”‬ ‫�أنّ الذكاء العاطفي ي�شمل‪ :‬ت�صعيد الذات (التحكم واملقدرة)‪ ،‬والو�صول �إلى الآخر (الدفء)‪.‬‬ ‫التوا�صل يظهر املقدرة والدفء م ًعا‪ .‬وتعد مهارة التوا�صل الفعال �سمة ملقدرة القائد وحتكمه‪ ،‬بينما تعد القدرة على التوا�صل مع املر�ؤو�سني‬ ‫ممار�سة لعن�صر الدفء‪.‬‬ ‫الر�ؤية هي منظور القائد الذي ي�صف احلا�ضر وي�صوغ فكره ب�ش�أن كيفية الو�صول مل�ستقبل �أف�ضل‪ .‬فالقدرة على ابتداع ر�ؤية مقنعة تعد و�سيلة‬ ‫قوية لت�أ�سي�س �شعور بوجود م�صالح واهتمامات م�شرتكة مما يقوي عن�صر الدفء‪.‬‬ ‫املهارات التنظيمية ت�سمح للقادة بفهم وت�صميم وتنفيذ النظم التي توجه املوارد املطلوبة للحفاظ على �سري العمل بفاعلية وكفاءة‪ .‬ويتج ّلى‬ ‫�أثر امتالك املهارات التنظيمية املمتازة يف �إبراز عن�صر املقدرة‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫املهارات ال�سيا�سية املكيافيلية تكون �أعلى جتليات املقدرة التي‬ ‫ميكن حتديدها ب�سهولة‪� .‬إ ّنها القدرة على تقييم الآخرين والتعامل‬ ‫مع ما يطلق عليه “جوزيف ناي” مواقف “القوة اخل�شنة” التي‬ ‫تتطلب �إما الرتغيب و�إما الرتهيب؛ �أي ا�ستخدام اجلزرة والع�صا‬ ‫جنبا �إلى جنب‪.‬‬

‫الذكاء املوقفي (املرتبط بال�سياق) ويعني القدرة على قراءة‬ ‫املوقف وحتديد املقاربة املالئمة للتحدي الذي يفر�ضه‪ .‬وكما �أو�ضح‬ ‫الربوفي�سور “ناي” فكل موقف يتطلب اال�ستعداد للتعامل مع ثقافة‬ ‫امل�ؤ�س�سة (الدفء)‪ ،‬و�سيا�سات القوة (املقدرة)‪ ،‬واحتياجات �أع�ضاء‬ ‫امل�ؤ�س�سة (الدفء)‪ ،‬والفي�ض املعلوماتي وكرثة اخليارات والبدائل‬ ‫املتاحة (املقدرة)‪.‬‬

‫هذه املهارات جميعها �ضرورية للتعامل مع حتديات القيادة‪ ،‬على الرغم من �أنّ الثقل الن�سبي لكل واحدة من هذه املهارات ومدى �أهميتها هما‬ ‫�أمران يعتمدان على ال�سياق‪.‬‬

‫املقدرة والدفء وحاالت التناغم ال الت�صادم‬ ‫إح�سا�سا بالإنتماء‪ .‬الت�س ّيد والإنتماء‬ ‫املقدرة والدفء طاقات‪ ،‬وقوى حياتية �أ�سا�سية‪ .‬املقدرة متنحنا �شعو ًرا بالت�س ّيد‪� ،‬أما الدفء في�سبغ علينا � ً‬ ‫هما الو�سيلتان اللتان نتمكن بهما من التحكم يف م�شاعر القلق البدائية لدينا‪ ،‬وعندما ي�سعدنا احلظ ف�إننا ن�ست�شعر الإثارة التي تنطوي عليها‬ ‫احلياة‪ .‬املقدرة متكن الدفء‪ ،‬وتعطيه م�ساحة �أرحب‪ .‬ذوو املقدرة فقط‪ ،‬يدافعون عن ر�ؤاهم‪ ،‬وذوو املقدرة والدفء يدافعون عن م�شاعر‬ ‫الآخرين وعن ر�ؤاهم‪ .‬والدفء � ً‬ ‫أي�ضا ميكن املقدرة‪ ،‬فيداوي جراحنا ومينحنا هد ًفا يجعلنا �أقوياء‪ .‬لكل من املقدرة والدفء فوائدهما‬ ‫اخلا�صة‪ ،‬ولكن حينما يتناغمان وين�سجمان‪ ،‬ف�إنّ احلياة كلها ت�ستقيم وت�صبح لها � ً‬ ‫أي�ضا نكهتها اخلا�صة‪.‬‬ ‫هذا ما يحدث عندما متتزج العنا�صر بع�ضها ببع�ض‪ .‬فالأمر �أكرب من كونك ال تخ�شى ظلك‪ ،‬و�أكرب من جمرد �إتقان مهارات تواجه بها احلياة‪.‬‬ ‫هو �أكرب لأنه ي�صنع حياة من نوع خا�ص؛ بل ي�صنع حيوات لها نكهاتها وغاياتها‪ .‬فالأمر يتعلق بالإنخراط وجدان ًيا يف اللحظة‪ ،‬من خالل �إدراك‬ ‫�أقوالك‪ ،‬والإح�سا�س ب�أفعالك التي تعرب عن مقدرتك ودفئك‪ .‬يف تلك اللحظات ت�شعر ب�أنك قوي ومت�صل ح ًقا بالعامل وبالآخر‪ .‬وهذا هو ما‬ ‫يجعلك مقن ًعا �أمام الآخرين‪ ،‬لأنك حتما �ستكون مقن ًعا �أمام نف�سك‪.‬‬ ‫المؤلفان‪:‬‬ ‫“جون نيفينجر” و “ماثيو كوهوت” شريكان في شركة “كيه إن بي لإلتصاالت”‬ ‫اإلستشارية‪ ،‬وهي شركة متخصصة في فنون العرض والتقديم والتدريب‬ ‫واستراتيجيات اإلتصال‪ .‬ويدرس المؤلفان الشريكان ً‬ ‫أيضا في كلية هارفارد لألعمال‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫‪1. Influence‬‬ ‫‪The Psychology of Persuasion.‬‬ ‫‪By Robert Cialdini. 2006‬‬ ‫التأثير وسيكولوجية اإلقناع‪ .‬تأليف‪ :‬روبرت سيالديني‪2006 .‬‬ ‫‪2. Letters from Leaders‬‬ ‫‪Personal Advice for Tomorrow’s Leaders from the World’s Most Influential People.‬‬ ‫‪By Henry O. Dormann. 2009‬‬ ‫رسائل القادة‪ :‬نصائح شخصية للقيادات المستقبلية من أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا‪ .‬تأليف‪ :‬هنري دورمان‪2009 .‬‬ ‫‪3. Getting to Yes‬‬ ‫‪Negotiating Agreement Without Giving In.‬‬ ‫‪By Roger Fisher. 2011‬‬ ‫الحصول على “نعم”‪ :‬مفاوضات بال تنازالت‪ .‬تأليف‪ :‬روجر فيشر‪2011 .‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪10‬‬


‫“احلقيقة الب�سيطة هي �أنك �إذا �أردت �أن‬ ‫حتوز الإعجاب وتقود‪ ،‬فعليك �أن تكون‬ ‫حمبو ًبا‪ .‬و�إذا �أردت �أن تكون حمبو ًبا‪،‬‬ ‫فعليك �أن حتب النا�س بال �شروط”‬

‫“جون نيفينجر”‬ ‫و“ماثيو كوهوت”‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.