008 الاستبصار

Page 1


‫المعرفة بعد ‪ 42‬عام ًا‬ ‫يحظى �شهر دي�سمرب مبكانة خا�صة يف قلوب �أهل الإمارات‪ ،‬بل وميتد ت�أثريه‬ ‫لي�صل املنطقة العربية والعامل �أجمع‪ .‬ففي الثاين من هذا ال�شهر �أعلن عن‬ ‫قيام احتاد بالدنا قبل ‪� 42‬سنة‪ ،‬ومن تابع تطور املعرفة والعلوم يف بالد‬ ‫زايد‪ ،‬ارت�سمت على وجهه كربى عالمات التعجب واال�ستفهام؛ فما جرى‬ ‫يف هذه الدولة الفتية �أ�شبه ما يكون باملعجزة‪� .‬أربعة عقود فقط كانت كفيلة‬ ‫بتعليم اجلاهل وت�أمني اخلائف و�إطعام اجلائع والنهو�ض بالأمة حتى �أ�صبح‬ ‫�شعب الإمارات؛ ال�شعب الأ�سعد‪.‬‬ ‫نحن ال ندعي ما لي�س فينا‪ ،‬بل وال نتجمل‪ ،‬فالقا�صي والداين �شهد لبالدنا‬ ‫مبنجزاتها‪ ،‬و�أثنى على تطلعاتها‪ ،‬بل ومتنى �أن يحظى و�أترابه يف بالده‬ ‫مب�ستوى ال�سعادة التي يحظى بها املواطن الإماراتي‪ ،‬بل واملقيم وكل زائر لهذه‬ ‫الأر�ض الطيبة‪ .‬فال�سعادة �أمر ال ت�شرتيه الأموال بل ت�صنعه العقول النا�ضجة‬ ‫والر�ؤية ال�صحيحة‪ .‬والنجاح ال يتحقق بالتمني بل يحتاج لر�ؤية عظماء‬ ‫كال�شيخ زايد وال�شيخ را�شد طيب اهلل ثراهما‪ ،‬وعزمية حكام ا�ستثنائيني‬ ‫كال�شيخ خليفة وال�شيخ حممد حفظهما اهلل ورعاهما‪ .‬ومبنا�سبة اليوم الوطني‬ ‫الثاين والأربعني‪ ،‬ونتيجة لنجاح الإمارات و�سعادة �شعبها فقد ارت�أينا �أن‬ ‫نطرح ملخ�صاتنا لتتمحور حول ال�سعادة والطاقة الإيجابية والنجاح وكلها‬ ‫عنا�صر نعي�شها يف دولة الإمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫ولذا ف�إن خال�صاتنا الثالث لهذا ال�شهر �ستكون‪:‬‬ ‫‪ u‬كتاب نعمة ال�سعادة‪ :‬املبادىء ال�سبعة للطاقة الإيجابية التي حتقق النجاح‬ ‫وتعظم الأداء‪ ،‬من ت�أليف‪� :‬شون �آكور‪ ،‬ويرى الكاتب من خالله �أن الطاقة‬ ‫الإيجابية تنتج من تفعيل الإيجابيات ال من ت�سكني ال�سلبيات‪ ،‬و�أن ال�سعادة‬ ‫ت�أتي قبل النجاح‪ ،‬وكيف متنحنا ال�سعادة ميزات تناف�سية �شخ�صية وم�ؤ�س�سية‪.‬‬ ‫‪ u‬كتاب �إدمان الإلتهاء‪ :‬كيف تتوا�صل مع العامل دون �أن تهمل �أ�سرتك �أو‬ ‫ت�ؤرق زمالءك �أو تتعب بالك‪ ،‬من ت�أليف‪� :‬ألك�س �سوجاجن كيم باجن‪ ،‬والكتاب‬ ‫يبني كيف يكون الإن�سان �أكرث عر�ضة مل�شاعر الر�ضا وال�سعادة حني ينهمك‬ ‫يف العمل وميار�س الأن�شطة واملهمات ال�صعبة‪ ،‬مبقارنة بالنجاحات الب�سيطة‬ ‫واملتقطعة‪.‬‬ ‫‪ u‬كتاب اال�ستب�صار‪ :‬كيف ي�صل القادة باالبتكار �إلى حد الإبهار‪ ،‬من ت�أليف‪:‬‬ ‫ج‪� .‬شون هانرت‪ ،‬ويعطي امل�ؤلف من خالله تعريف ًا جديد ًا للميزة التناف�سية‪،‬‬ ‫وي�شرح الفرق بني الإبداع واالبتكار‪ ،‬ويو�ضح ت�أثري االبتكار على الثقافة‬ ‫امل�ؤ�س�سية‪ ،‬وكيفية التمتع بعقلية ابتكارية‪.‬‬ ‫وبهذه املنا�سبة نتمنى لكم �سعادة دائمة وقراءات ممتعة‪.‬‬ ‫جمال بن حويرب ‬

‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫املعنى اجلديد للميزة التناف�سية‬ ‫مل تعد امليزات التناف�سية اليوم من امل�سلمات يف �أعراف الأفراد‬ ‫واملنظمات واملجتمعات‪ .‬ومل تعد املوارد الطبيعية والكثافة‬ ‫ال�سكانية والأعداد الب�شرية هي املرتكز الأول للمناف�سة‬ ‫واحتالل مواقع بارزة يف الأ�سواق العاملية‪ .‬فالإبداع واالبتكار‬ ‫واال�ستب�صار �صارت مناهج لها �أدواتها‪ ،‬و�أ�ساليب حياة ميكن‬ ‫ا�ست�شعارها وثقافات و�أخالق عمل ميكن ا�ستثمارها‪ .‬ويذكرنا‬ ‫ما يحدث اليوم يف �أ�سواق العامل املفتوح بعبارة “هرني فورد”‬ ‫ال�ساخرة والعميقة‪“ :‬كلما عينت موظ ًفا ليعينني بيديه‪ ،‬ي�أتيني‬ ‫�إن�سان ويعينني بعقله وب�صريته”‪.‬‬ ‫يف ع�صر اقت�صاد املعرفة ال تكفي معرفة االقت�صاد‪ .‬فلم تعد‬ ‫املعرفة هي امليزة التناف�سية القوية والوحيدة القادرة على‬ ‫متكني املنظمات من الت�ألق والتفوق‪ .‬فقد حتول العامل كله‬ ‫�إلى التناف�س يف اال�ستب�صار‪ ،‬ف�صار ت�سخري ودمج وتركيب‬ ‫عنا�صر التميز هو العامل احلا�سم يف االبتكار و�صناعة الإبداع‬ ‫و�إدارة امل�ستقبل‪ .‬عنا�صر التفوق حا�ضرة‪ :‬معلومات وبيانات‬ ‫ومتغريات وفر�ص و�سرعة يف الأداء وم�ؤ�شرات وخربات‬ ‫وجتارب وخماطرات‪ ،‬لكنها وحدها ال تكفي‪ .‬ال بد من‬ ‫الر�ؤية البعيدة والإح�سا�س العميق باملواقف خللط هذا املزيج‬ ‫ال�سحري يف بوتقة واحدة‪ ،‬ومن ثم اال�ستثمار الر�شيد لر�أ�س‬ ‫املال الب�شري والثقايف واالجتماعي املتاح للجميع‪ ،‬لكنه ال ي�سلم‬ ‫قوانينه ومعادالته �إال لذوي الب�صرية النافذة والر�ؤية الثاقبة‪.‬‬


‫الفرق بني الإبداع و االبتكار‬ ‫الإبداع هو القدرة على ت�صور �شيء جديد وغري تقليدي‪ ،‬بينما االبتكار هو القيام بعمل‬ ‫فريد وجديد تنتج عنه خمرجات مل تكن موجودة وال معروفة من قبل‪ .‬فالإبداع نتاج‬ ‫الفكر‪ ،‬واالبتكار نتاج العمل وحتويل الأفكار �إلى حلول‪.‬‬ ‫‪ u‬الإبداع هو �أن متار�س الع�صف ذهني‪ ،‬فتواتيك ع�شرات الأفكار اجلديدة‪ .‬ويف‬ ‫اللحظة التي تبد�أ فيها بتنفيذ �أفكارك‪ ،‬يظهر االبتكار �إلى الوجود‪.‬‬ ‫‪ u‬االبتكار هو و�ضع الإبداع مو�ضع التطبيق؛ الإبداع حم�سو�س وغري ملمو�س‪� ،‬أما‬ ‫منتجا �أو خدم ًة �أو طريق ًة مل تكن‬ ‫االبتكار فهو ابن املبادرة واملجازفة واملفاج�أة التي تقدم ً‬ ‫معروفة من قبل‪.‬‬ ‫كل اخرتاع هو يف حقيقته ابتكار جديد‪ .‬ولكن لي�س كل ابتكار اخرتاع ًا بال�ضرورة‪ .‬ف�إذا‬ ‫�أطلقت م�ؤ�س�ستك موقع ًا �إلكرتوني ًا على الإنرتنت وقدمت خدمات متميزة لعمالئها‪ ،‬ف�إنّ‬ ‫اخلدمات غري امل�سبوقة تع ّد ابتكار ًا‪� .‬أما املوقع ذاته فلي�س كذلك‪ ،‬لأنّ مواقع الإنرتنت تع ّد‬ ‫اليوم باملاليني‪ .‬موقع “تويرت” لي�س ابتكار ًا‪ ،‬لكن خدماته كذلك‪ .‬وموقع “�أمازون” لبيع‬ ‫الكتب لي�س ابتكار ًا‪ ،‬لكن �آليات عمله وخدماته الت�شغيلية كذلك‪ .‬وبرامج الكمبيوتر امل�صممة‬ ‫لإدارة احلكومة الإلكرتونية لي�ست ابتكار ًا‪ ،‬لكن مدخالتها وخمرجاتها الذكية كذلك‪.‬‬

‫تقلي�ص “فجوة االبتكار”‬ ‫الإبداع مكون �أ�سا�سي من مكونات االبتكار‪ ،‬وهذا �صحيح‪ ،‬لكنه يحتاج �إلى مناهج متكننا‬ ‫من ت�سريع عملية اخرتاع املنتج اجلديد و�إ�ضافة قيمة له‪ ،‬لتقلي�ص ما ي�سمى بـ “فجوة‬ ‫االبتكار”‪ .‬وهناك بالفعل العديد من امل�ؤ�س�سات التي بد�أت يف حل هذه امل�شكلة‪“ .‬فجوة‬ ‫االبتكار” هي امل�سافة بني قدرة امل�ؤ�س�سة على �إ�ضافة قيمة جديدة وميزة يقدرها ال�سوق‪،‬‬ ‫وبني ال�سرعة التي ميكن للمناف�سني �أن يقدموا بها منتجاتهم وخدماتهم املبتكرة �أي�ضا‪.‬‬ ‫هناك عوامل كثرية ت�ؤثر يف ات�ساع �أو ت�ضييق فجوة االبتكار يف �أ�سواق اليوم‪ .‬فهناك‬ ‫االنت�شار الكوين للتقنيات املفتوحة التي تتيح التعاون والعمل الت�شاركي عرب العامل‪ ،‬و�سهولة‬ ‫اقتبا�س الأفكار اجلديدة‪ ،‬والفر�ص املتجددة يف الأ�سواق النا�شئة‪ ،‬و�شيوع مناهج وتقنيات‬ ‫االبتكار املفتوح‪ ،‬و�إمكانية العمل مع �أفراد وعرب فرق عمل متحركة ومتجددة‪ ،‬تربط بينها‬ ‫م�شاريع مت�شابكة وتقنيات متعددة‪.‬‬

‫ت�أثري االبتكار على الثقافة امل�ؤ�س�سية‬ ‫حتتاج امل�ؤ�س�سات يف ظل حالة التقلب والتغري التي ت�شهدها الأ�سواق �إلى املرونة لكي تتمكن من النجاة ثم النجاح‪ ،‬وهذا‬ ‫�شرط ابتكاري ال ميكن جتاهله‪ .‬املرونة وال�سرعة هما عماد االبتكار الإداري اجلديد‪ .‬فامل�ؤ�س�سات التي متكنت من تخطي‬ ‫الأزمة املالية العاملية على مدار الأعوام اخلم�سة املا�ضية‪ ،‬هي التي تكيفت ب�سرعة مع املتغريات بل وتوقعتها فوظفتها‪.‬‬ ‫العامل الرئي�س امل�ؤثر يف ال�سوق الآن هو التغيري ال�سريع واملتواتر‪ ،‬على اعتبار �أن التغيري هو الثابت الوحيد يف حياة الأمم‪.‬‬ ‫فدورة حياة املنتج �أو اخلدمة �أ�صبحت فورية وحلظية‪ ،‬لأن مناف�سني كثريين �صاروا قادرين على االخرتاق واملناف�سة‪.‬‬ ‫فكل ما نحتاجه اليوم لنتمكن من املناف�سة هو ال�سرعة يف �إ�ضافة قيمة نبيلة وخالقة‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪2‬‬


‫توقعات العمالء وامل�ستهلكني‬ ‫الهدف النهائي لالبتكار هو امل�ستهلك الذي تتغري توقعاته مثل كل متغريات ال�سوق‪ .‬فهو ميلك خي ً‬ ‫اال �سباق ًا بف�ضل ما �أتيح له من معلومات‪ ،‬وما‬ ‫يدركه من بدائل وخيارات‪ .‬بل �صار ي�شارك يف االبتكار ويديل بر�أيه قبل طرح املنتج واخلدمة و�أثناء وبعد اال�ستخدام‪ .‬وهذا يعني �أن اجلمهور‬ ‫هو من ي�صنع االجتاهات ويحدد املنتجات‪ ،‬عرب مداخالته و م�شاركاته يف و�ضع اخلطط وتقرير اال�سرتاتيجيات‪.‬‬

‫�أ�صبح امل�ستهلك يف وقتنا احلايل‪:‬‬

‫‪ u‬يتمتع بوفرة من اخليارات‪ .‬فلقد �أتاح له االت�صال الرقمي �أن يت�سوق عرب الإنرتنت ويقارن بني اخلدمات ومعرفة �آراء غريه من العمالء‬ ‫يف كل �شيء قبل �شرائه‪.‬‬ ‫‪ u‬ي�شارك يف �إعداد املنتج‪ .‬ف�سواء كانت امل�ؤ�س�سات م�ستعدة لإ�شراكه �أم ال‪ ،‬فهو مت�أهب ومتوثب حتى تتحقق توقعاته و�أن ي�ستجيب مقدمو‬ ‫اخلدمات وم�صممو املنتجات لرغباته و�أن يهتموا ويحرتموا قراراته ويعتمدوا مداخالته وي�ضيفوا مل�ساته‪.‬‬ ‫‪ u‬يتطلع �إلى اكت�ساب خربات جديدة‪ .‬يبحث م�ستهلك اليوم عن املنتجات واخلدمات التي تعرب عن هويته وطموحاته‪ ،‬والتي ت�ضيف له‬ ‫خربات جديدة‪ .‬يت�ضح هذا يف ا�ستجاباته الذكية للجهود الت�سويقية التي تتعلق ب�أحا�سي�سه وجتاربه احلياتية‪.‬‬

‫رحلة اال�ستب�صار‬

‫�أ�صبح االبتكار �أمر ًا حتمي ًا‪ ،‬لأنّ م�ستوى �أية �أمة يعتمد بال�ضرورة على قدرة �أبنائها املواطنني على �إ�ضافة‬ ‫قيمة مبتكرة لكل الأن�شطة التي يتفاعلون معها يومي ًا‪ .‬ب�سبب هذا التفاعل قد يبدو �أنّ و�ضع منهجية‬ ‫حمددة لالبتكار �سيتناق�ض بع�ض ال�شيء مع اللحظات املفاجئة والعفوية التي تنبثق فيها فكرة ما‪،‬‬ ‫جتعلك ت�صل لالبتكار‪ .‬حيث ال ميكن حتويله �إلى عملية متوا�صلة �إال من خالل الدخول يف التفكري‬ ‫والبحث امل�ستمر والتطبيق املتوا�صل ملنهجيات اال�ستب�صار الذي يولد االبتكار‪.‬‬ ‫عنا�صر اال�ستب�صار الع�شرة‪ :‬الثقة‪ ،‬والبحث‪ ،‬واال�ستك�شاف‪ ،‬والطموح‪ ،‬واملجازفة‪ ،‬والتوا�صل‪ ،‬ودمج‬ ‫الأفكار املبدعة‪ ،‬وتنفيذها‪ ،‬و�إ�ضفاء مل�سة التفرد عليها‪ ،‬وا�ست�شراف الهدف من االبتكار ذاته‪ .‬هذه‬ ‫العنا�صر لي�ست متتابعة بال�ضرورة �أو منف�صل بع�ضها عن بع�ض‪ .‬فهي حمطات يف رحلة تبد�أ من مكان‬ ‫غري متوقع‪ ،‬ثم تنحرف عن امل�سار‪ ،‬وقد تلتف وتعود �إلى نقطة البداية‪ .‬وهي رحلة ال تنتهي طاملا ظل‬ ‫العامل يف حركة د�ؤوبة تتط ّلب ابتكارات جديدة ومتالحقة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫فلي�س حتمي ًا مث ًال‪ ،‬البدء يف خطوة اال�ستك�شاف‬ ‫ثم تركها لتنفيذ اخلطوة التالية لها‪ ،‬بل هي‬ ‫خطوة تُط ّبق على مدار عملية االبتكار‪ ،‬مع تطبيق‬ ‫خطوة البحث بعمق وبالتوازي معها‪ .‬ينطبق هذا‬ ‫على عن�صر التمتع بح�س من الطموح‪ ،‬فهو عن�صر‬ ‫يجب العودة �إليه كلما فهمنا االبتكار الذي نرغب‬ ‫يف حتقيقه خالل رحلة اال�ستب�صار‪ .‬ت ّعد كل‬ ‫خطوة يف هذه الرحلة �ضرورية ومرتبطة باخلطوة‬ ‫التالية لها‪ ،‬فهي عملية تراكمية ومتداخلة مثل‬ ‫املهارات التي نكت�سبها‪ ،‬ونوا�صل �صقلها – وال‬ ‫ن�ستغني عنها – بل ن�ضيف �إليها عندما نكت�سب‬ ‫املزيد من املهارات‪.‬‬

‫منوذج اال�ستب�صار‬ ‫ما نفعله عادة‬ ‫الن�شاط‬ ‫قيادة عملية امل�شاركة االحتفاء بالنتائج‬ ‫جمع �أفكار كبار القادة‬ ‫بناء اال�سرتاتيجيات‬ ‫توليد �أفكار جديدة‬ ‫تعظيم الإنتاج‬ ‫الو�صول �إلى الهدف‬

‫اال�ستعانة ب�آراء اخلرباء‬ ‫يف نف�س املجال‬ ‫زيادة كفاءة وحجم‬ ‫العمليات والعمل املنفذ‬ ‫�إ�ضافة قيمة ل�صالح‬ ‫امل�ؤ�س�سة وحملة الأ�سهم‬

‫قيادة اال�ستب�صار‬ ‫الإ�شادة بالتقدم امللمو�س‬ ‫اال�ستماع للجميع وتنفيذ‬ ‫الأف�ضل‬ ‫اال�ستعانة بخرباء يعملون‬ ‫يف جماالت متعددة‬ ‫زيادة اليقظة واالنتباه‬ ‫ومقدار الوقت امل�ستغرق‬ ‫يف العمل‬ ‫�إ�ضافة قيمة ل�صالح كل‬ ‫ذوي امل�صالح‬

‫‪ -1‬الثقة‪� :‬أ�سا�س القيادة الناجحة‬ ‫فيما قد يقبع بع�ض املديرين يف مكاتبهم ليعقدوا االجتماعات املطولة‪ ،‬والتي ال ت�سفر �إال عن‬ ‫ت�صريحات رنانة حول التغيري و�أهميته‪ ،‬جند املدير التنفيذي ذا الب�صرية النافذة يتفاعل مع‬ ‫اجلميع‪ .‬فهو يطلب منهم اقرتاح جماالت ومناهج التغيري يف م�ؤ�س�سته‪ ،‬ثم يبد�أ فور ًا يف �إجراء‬ ‫التغيري‪ .‬قد ي�شري القائد الب�صري ملوظفيه �إلى �أنّ بع�ض جوانب التطوير �ستحتاج �إلى وقت �أطول‪،‬‬ ‫لكنه ي�ؤكد لهم ثم يعمل معهم على تنفيذ كل ما هو مطلوب يف النهاية‪ .‬املهم هنا هو ت�أكيده على‬ ‫التزامه بالتغيري الذي اقرتحوه‪ ،‬مع �س�ؤالهم بتقدمي �إفادات راجعة تقيم م�ستوى الأداء من وجهة‬ ‫نظرهم‪ .‬فالقائد الب�صري يوظف املعطيات التالية‪:‬‬ ‫‪ u‬يعمل من �أ�سفل �إلى �أعلى‪� :‬أي يعمل على ك�سب ثقة العاملني من �أ�صغر موظف حتى �أكرب‬ ‫م�س�ؤول‪ .‬وهو يدرك �أن العمالء وموظفي اخلطوط الأمامية هم من يجب �أن يوفروا مدخالت‬ ‫التغيري‪ .‬وه�ؤالء يبادرون وي�شاركون �إذا مكناهم و�شاركناهم واكت�سبنا ثقتهم‪.‬‬ ‫‪ u‬يو�ضح كيف تتحقق الإيرادات‪� :‬إذ يجعل كل عمليات امل�ؤ�س�سة الت�شغيلية �شفافة ووا�ضحة‬ ‫للجميع ليعرفوا مدى قوة م�ؤ�س�ستهم‪ ،‬وهيكلها املايل‪ ،‬ودور كل منهم يف زيادة الإيرادات‪.‬‬ ‫‪ u‬يوظف العواطف يف �إحداث التغيري‪ :‬ير�سل ر�سائل ب�سيطة وقوية وي�ضرب الأمثلة املقنعة‬ ‫لت�سويق فكرة ومنهجية التغيري‪.‬‬ ‫ي�شجع املوظفني وين�شر الطاقة الإيجابية بينهم‪ .‬فهو يوجد حالة من التوا�صل‬ ‫‪ u‬يحفّز املوظفني‪ّ :‬‬ ‫بينه وبينهم من خالل املناق�شات املفتوحة حول التقدم والإجنازات‪ ،‬واخلطوات امل�ستقبلية التي‬ ‫�ستنفذ فيما بعد‪.‬‬

‫‪ - 2‬البحث‪ :‬اال�ستب�صار بطرح الأ�سئلة قبل و�ضع احللول‬ ‫يعلم القائد الب�صري جيد ًا �أنّ النجاح يف االبتكار يعني مواجهة �أي حتدٍّ �أو �صعوبة ب�شكل مبا�شر‪ ،‬مهما كان هذا �شاق ًا‪ .‬لأنّ‬ ‫ظهور التحديات والعقبات يعد �أمر ًا متوقع ًا يف �أي عمل‪ ،‬لذلك يجب مواجهتها بعقل متفتح مع التمتع بح�س من الف�ضول‬ ‫لطرح كل الأ�سئلة‪ .‬تتطلب رحلة االبتكار بحث ًا وا�ستق�صاء ًا “ف�ضولي ًا” للغاية‪ .‬يتم البحث “الف�ضويل” مع �إدراك �أنك‬ ‫وكل من حولك قادرون على تنمية وزيادة مهاراتكم ومواهبكم �أثناء رحلة االبتكار‪ .‬وهذه بع�ض املعطيات التي يطبقها‬ ‫القائد الب�صري يف التفكري والتدبري‪:‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪4‬‬


‫‪ u‬ابحث و�أنت م�ؤمن بقدرتك على تنمية‬ ‫مواهبك‪� :‬أي �أنّ تطرح الأ�سئلة وتبحث وتتق�صى‬ ‫احلقائق بذهن متوقد وف�ضويل يفح�ص كل‬ ‫امل�سارات التي يقود �إليها البحث‪ .‬تتبع الأفكار‬ ‫الإيجابية املهمة لك ومل�ؤ�س�ستك وملوظفيك‪،‬‬ ‫التي �ست�ؤدي �إلى حتقيق عمل ذي قيمة حقيقية‬ ‫للجميع‪ .‬ت�شمل عملية البحث الأماكن والعمليات‬ ‫والأ�شخا�ص الذين �ست�ستعني بهم لتنفيذ االبتكار؛‬ ‫اطرح على نف�سك �أ�سئلة حول �أي �شيء وكل �شيء‪.‬‬ ‫‪ u‬كن ف�ضولي ًا‪ :‬ينتج االبتكار عن مواجهة‬ ‫التحديات ال�صعبة بعقلية متفتحة وف�ضولية؛‬ ‫لذلك حافظ دائم ًا على ف�ضولك‪.‬‬

‫منوذج اال�ستب�صار‬ ‫الن�شاط‬ ‫تخّ طي العقبات‬ ‫ت�شكيل الفريق‬ ‫ت�سريع عملية التعلم‬ ‫القيام مبجازفات‬ ‫تعيني موظفني جدد‬

‫ما نفعله عادة‬ ‫الرتكيز على امل�شكلة‬ ‫حماولة �إر�ضاء املدير‬ ‫تطوير مهارات الأفراد‬ ‫تقليل حاالت الف�شل‬ ‫تعيني املوظفني بناء‬ ‫على �سريتهم الذاتية‬ ‫و�إجنازاتهم ال�سابقة‬

‫قيادة اال�ستب�صار‬ ‫حتديد امل�شكلة‬ ‫حماولة اكت�شاف فر�ص‬ ‫جديدة‬ ‫التوجيه والتدريب املتبادل‬ ‫وتطوير �إمكانات الفريق‬ ‫درا�سة املوقف والتجريب‬ ‫والتمرين‬ ‫تعيني املوظفني بناء على‬ ‫قدراتهم وما ميكن �أنّ‬ ‫ينجزوه‬

‫‪ u‬مار�س اال�ستك�شاف التقديري‪ :‬هو منهج ف ّعال يتم تطبيقه ال�ستك�شاف وتقدير قيمة ما تبحثه �أو تبحث عنه‪ ،‬ويجعلك تتو�صل ملواطن‬ ‫قوة موظفيك وم�ؤ�س�ستك‪ ،‬لتتمكن من توظيفها بال�شكل الأمثل‪ .‬ي ّعد هذا املنهج �أ�سلوب ًا �إيجابي ًا لبحث �أي �شيء‪ ،‬وهو مالئم للخروج با�ستنتاجات‬ ‫ونتائج مبكرة‪ ،‬فعقولنا تعمل ب�شكل �أف�ضل يف جو من الإيجابية‪ ،‬كما �أن �شعورنا بال�سعادة والر�ضا يزيد من احتماالت حتقيق النجاح‪.‬‬

‫‪ - 3‬اال�ستك�شاف‪ :‬اعتزل النا�س ولي�س العمل‬ ‫يقال ب�أنّ املو�سيقي ال�شهري “جو جونز” �ألقى ب�صنج ‪� -‬أداة مو�سيقية – عند قدمي زميله عازف‬ ‫ال�ساك�سفون “ت�شاريل باركر” كانت هذه �إ�شارة �ضمنية �إلى “باركر” ب�أنّ عليه �أن يعتزل‪.‬‬ ‫توجه �إلى معتزل يف‬ ‫�شعر “باركر” بالإهانة‪ ،‬وقرر �أنّ يتمرن بجد ل�صقل مهاراته املو�سيقية‪ّ .‬‬ ‫جبال “�أوزارك” وراح يتدرب‪ ،‬حتى عاد �أكرث تفوق ًا وت�ألق ًا لي�شتهر بني جميع عازيف مو�سيقى‬ ‫اجلاز �آنذاك‪ .‬منذ ذلك احلني �أ�صبح م�صطلح “االعتزال” يعني االعرتاف ب�ضرورة االبتعاد‬ ‫وا�ستك�شاف مرحلة و�آفاق جديدة يف احلياة‪.‬‬ ‫توهج ًا‪ ،‬لكن هذا ال يعني �أنّ كل فكرة مبدعة‬ ‫قد يبد�أ االبتكار ب�شرارة �إلهام يزيدها الطموح ّ‬ ‫ميكن حتويلها �إلى ابتكار‪ ،‬لذلك �ستحتاج كل فكرة جديدة �إلى بحث وا�ستك�شاف مف�صل قبل‬ ‫تنفيذها‪ .‬يحتاج هذا العن�صر من رحلة االبتكار �إلى عمل وعزم و�إ�صرار لتعزيز مهارة االبتكار‪،‬‬ ‫لتتمكن من �إلهام موظفيك �أو ًال‪ ،‬وحتقيق النتائج املن�شودة ثاني ًا‪ .‬من املحتمل جد ًا �أن يت�شتت‬ ‫انتباهك �أو يقل حما�سك �أنت وفريقك �أثناء هذا املرحلة من رحلة االبتكار‪ ،‬لذا عليك كقائد‬ ‫ب�صري �أن تقوم مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ u‬بادر �إلى تقدمي اجلديد‪ :‬يربع قادة االبتكار يف تنفيذ الأفكار التي يهتمون بها ب�شكل �شخ�صي‪ ،‬وي�ؤمنون بقيمتها وقدرتها على حتقيق‬ ‫النجاح ورفع �أ�سهم م�ؤ�س�ساتهم وجمتمعاتهم‪ .‬لذلك ي�ساعدك العمل على �صقل هذه اخلربة وتطويرها على املبادرة بتقدمي مبتكرات تربز قدرة‬ ‫وجديد‪.‬‬ ‫فريد‬ ‫ٍ‬ ‫م�ؤ�س�ستك وموظفيك على تقدمي �شيءٍ ٍ‬ ‫‪ u‬وفر وقت ًا كافي ًا للرتكيز‪ :‬دح�ضت الأبحاث احلديثة �أهمية مبد�أ �آخر من مبادئ االبتكار التقليدية‪ ،‬الذي كان ين�ص على �أنّ ب�إمكان‬ ‫املواعيد النهائية القريبة والتفكري يف الأزمات �أن ي�ؤديا �إلى التو�صل حللول �أكرث ابتكار ًا‪ .‬الواقع �أنّ الإحلاح على املوظف للخروج بنتيجة ما‪،‬‬ ‫وعدم منحه الوقت الكايف للرتكيز‪ ،‬ي�ؤدي يف النهاية �إلى نتائج �ضعيفة‪ .‬ف�إح�سا�سه ب�أنه يعمل حتت �ضغوط كثرية يجعل عقله يتوقف عن التفكري‪،‬‬ ‫وهذا لن ي�ساعد على االبتكار‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫‪ - 4‬الطموح‪ :‬احلم حلم ًا كبري ًا ‪ ..‬لأنه قد يتحقق!‬ ‫لنفكر ملي ًا فيما �سيحدث لو �أنّ فريقك ركز �أقل على زيادة الإيرادات‪ ،‬و�أكرث على الطموح‬ ‫وغر�س مبد�أ االنتماء يف املوظفني‪ ،‬لت�صبح طموحات ال�شركة هي طموحاتهم‪،‬‬ ‫تخ ّيل مث ًال الرتكيز على‪:‬‬ ‫‪ u‬التطوير ال�شخ�صي واملهني وت�أثريه على املوظفني‪.‬‬ ‫‪� u‬صحة و�سالمة املوظفني و�أ�سرهم وفرقهم‪.‬‬ ‫‪� u‬سالمة وا�ستقامة الفرد وتالحمه املجتمعي‪.‬‬ ‫‪ u‬ت�أثري �أعمال ال�شركة على البيئة‪.‬‬ ‫ماذا يحدث لو �أنّ عملية اتخاذ القرار يف منظمتك تعتمد على النظر �إلى امل�ستقبل عرب عد�سة بعيدة‬ ‫املدى‪ ،‬تتنب�أ ب�أنّ قرارات اليوم املرتبطة باملوظفني �سيكون لها ت�أثري عظيم غد ًا على كل امل�ؤ�س�سة‪ .‬يف بيئة عمل كهذه‬ ‫يركز قادة اال�ستب�صار على الفرق الذي ي�صنعه موظفوهم عندما يعملون على �إ�ضافة قيمة م�ستدامة تقدمها امل�ؤ�س�سة للعميل وللمجتمع ككل‪،‬‬ ‫بد ًال من الت�سابق على العموالت واملكاف�آت ال�ضخمة‪ .‬كما �ستجد املوظف يطمح �إلى حتقيق �أف�ضل النتائج ل�شعوره بالر�ضا واالنتماء والدافعية‬ ‫لالبتكار والقدرة على اال�ستب�صار‪ ،‬فيتحول طموح فريق العمل �إلى �أهداف م�شرتكة يراها وي�ؤمن بها ويحققها اجلميع‪.‬‬

‫منوذج اال�ستب�صار‬ ‫الن�شاط‬ ‫اكت�شاف مواهب كل ع�ضو يف‬ ‫فريق العمل‬ ‫تطوير العمليات‬ ‫التعاون اخل ّالق‬ ‫االبتكار‬ ‫تقييم الأداء‬ ‫�إعادة تعريف النجاح‬

‫ما نفعله عادة‬ ‫�إعادة تعريف النجاح‬ ‫حتديد العمليات وااللتزام بها‬ ‫تطوير عمليات مبتكرة وا�ستبعاد العمليات غري‬ ‫املالئمة‬ ‫تطوير عمليات مبتكرة وا�ستبعاد العمليات غري‬ ‫املالئمة‬ ‫طرح �س�ؤال‪ :‬من هو �صاحب �أرقى و�أف�ضل �أداء؟‬ ‫حتقيق نتائج ملمو�سة ت�سمى جناح ًا‬

‫قيادة اال�ستب�صار‬ ‫متكني املوظفني من اختيار املهام بناء على‬ ‫مواطن قوتهم‬ ‫تطوير عمليات مبتكرة وا�ستبعاد العمليات‬ ‫غري املالئمة‬ ‫تطوير عمليات مبتكرة وا�ستبعاد العمليات‬ ‫غري املالئمة‬ ‫�إ�ضافة منتجات وابتكارات ا�ستثنائية‬ ‫يحتاجها امل�ستهلك‬ ‫طرح �س�ؤال‪ :‬ماذا تعلمنا من التجريب‬ ‫واال�ستك�شاف والبحث؟‬ ‫رفع القدرة على التكيف مع املتغريات‬ ‫(جناح دائم)‬

‫‪ - 5‬التحليق‪ :‬بلوغ �أعلى م�ستويات املخاطرة املح�سوبة‬ ‫بالو�صول �إلى هذه املرحلة من رحلة االبتكار يعي�ش القائد وفريقه �شعور ًا قوي ًا بالت�سارع‬ ‫واالنطالق‪ ،‬مع ت�سارع عملية التعلم وزيادة درجة الإبداع‪ .‬يطلق على هذه اخلطوة‬ ‫“مرحلة التدفق” لأنّ العقل يندمج بدرجة متناهية يف عملية االبتكار‪ ،‬ويبد�أ بدفع نف�سه‬ ‫للخروج باملزيد من االبتكارات‪ .‬عند بلوغ هذه احلالة الذهنية‪ ،‬ين�صب تركيز القائد‬ ‫وموظفيه على العمل الذي ي�ؤدونه فقط‪ .‬يطلق املو�سيقيون على هذه احلالة “ال�سلطنة”‬ ‫�أو “االنهماك املطلق” ويطلق عليها الريا�ضيون “منطقة احل�سم”‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪6‬‬


‫ت�سريع التع ّلم الذكي �أو الواعي‬ ‫كثري ًا ما نظن �أنّ التع ّلم يحتاج دائم ًا �إلى وقت طويل‪ ،‬بينما تتم حلظة‬ ‫�أو وم�ضة التع ّلم دائم ًا ب�سرعة‪ .‬ال يعتمد الأمر على عدد ال�ساعات‬ ‫التي نق�ضيها يف التدريب والبحث والتحليل واال�ستك�شاف‪ ،‬و�إمنا‬ ‫على الرتكيز واالنطالق‪ ،‬وعلى التمرن “الهادف” الذي يقوم به كل‬ ‫ع�ضو مركز ًا على ما يجيد ويبدع ليت�ألق وينتج ويفيد‪ .‬هذا ال يعني‬ ‫�أن نتوقف عن تطبيق الطرق التقليدية يف التع ّلم‪ ،‬و�إمنا ت�سريع عملية‬ ‫التع ّلم الهادف لكل الفريق‪ .‬لأنه ال بد �أثناء رحلة االبتكار من اكت�ساب‬ ‫مهارات و�سلوكيات جديدة‪ .‬وهنا على القائد الب�صري �أن يلج�أ �إلى‬ ‫الأدوات التالية �أثناء عمله مع فريقه‪:‬‬ ‫‪� u‬أطلب من موظفيك �أن ي�ساعدوك يف حتديد مواطن‬ ‫قوتك‪ .‬قد يعتقد كل منا ب�أنه يعرف نقاط قوته‪ ،‬وهذا ما ي�شكل‬ ‫ت�صورنا عن �أنف�سنا‪ .‬امل�شكلة هنا هي �أنّ هذا الت�صور ي�ضع حدود ًا‬

‫لقدراتنا الفعلية‪ ،‬ويجعلنا نحاول القيام ب�أعمال و�أدوار ال قبل لنا‬ ‫بها‪ .‬كما قد نغفل عن فر�ص ثمينة العتقادنا ب�أنها غري مالئمة‬ ‫لت�صوراتنا عن ذاتنا‪ .‬من املهم هنا �أن نطلب ونثق يف تقييم الآخرين‬ ‫لنا‪ ،‬لنعرف مواطن قوتنا من خالل و�صفهم لفرتات ت�ألقنا وحاالت‬ ‫ازدهارنا‪.‬‬ ‫‪ u‬ا�سلك غري ال�سالك واطرق غري املطروق‪ :‬ال�سري يف نف�س‬ ‫الطريق الآمن مرة بعد �أخرى‪ ،‬وجت ّنب الطرق الوعرة وامل�سارات‬ ‫اجلديدة من النادر �أن يحقق نتائج ا�ستثنائية ال يحققها غرينا‪ .‬يف‬ ‫العادة يو َلد الإبداع من رحم املغامرة التي تظهر التحديات‪ ،‬وتتزامن‬ ‫مع �شعور بالتوتر وعدم التوازن يف مكان العمل‪ ،‬وهذا ما قد يجعل‬ ‫الكثريين يحجمون عن املجازفة �أ�ص ًال‪ .‬املدير الب�صري يجازف وهو‬ ‫يحاول اخلروج من الفو�ضى ب�شيء جديد فيحولها �إلى فو�ضى خالقة‪.‬‬

‫‪- 6‬التفاعل‪ :‬تعاون ‪ ..‬كي تبتكر‬ ‫يرى منوذج الأعمال التقليدي �أن عدد ًا حمدود ًا من املوظفني يف كل م�ؤ�س�سة هم من يتمتعون ‪ -‬دون غريهم ‪ -‬بالر�ؤى املبدعة والب�صائر‬ ‫النافذة‪ .‬بينما ال يقدم الآخرون �سوى دعم معنوي �أو ع�ضلي لتنفيذ هذه الر�ؤى‪ .‬امل�شكلة هنا �أنّ هذا النموذج يهدر‬ ‫طاقة الر�ؤى وثمار الب�صائر التي قد يتمتع بها كل العاملني‪ .‬فلي�س هناك �إن�سان غري قادر على الإبتكار �إذا ُو�ضع‬ ‫يف املكان املنا�سب‪ ،‬يف الفريق املنا�سب‪ ،‬ويف الوقت املنا�سب‪ .‬وحتى يتمكن القائد من تفعيل التعاون بني موظفيه‬ ‫عليه مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ u‬ط ّبق منوذج الإدارة الأفقية‪ .‬ر�أى قادة “جوجل” �أنّ �شركتهم لن تزدهر‬ ‫�إال يف بيئة عمل �أفقية وغري هرمية‪ .‬ومع ازدياد خربتهم وتع ّمق جتربتهم يف �إدارة‬ ‫“جوجل” وجد التنفيذيون �أنّ فرق العمل اجلماعي تتخذ قرارات �أف�ضل من‬ ‫الأفراد‪ ،‬والحظوا �أهمية �شعور املوظف بال�شغف جتاه عمله‪ ،‬و�إميانه ب�أنّ ما يقدمه‬ ‫‪7‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫ي�صنع فرق ًا‪ ،‬و�أنه �سيحظى بتقدير منا�سب و�سيكاف�أ على جهوده من �أجل م�صلحة العمل‪“ .‬جوجل” جتذب املبتكرين ب�سهولة للعمل لها‪ ،‬وبعد‬ ‫توظيفهم يتم تق�سيمهم �إلى فرق عمل غري تقليدية‪ .‬فكل ع�ضو يف الفريق م�س�ؤول عن جزء من العمل وعن كل ما يتعلق به على م�ستوى الإدارة‪،‬‬ ‫في�شعرون بالتمكني وك�أنهم يديرون �أنف�سهم ب�أنف�سهم‪.‬‬ ‫‪ u‬ركز على العمليات ال على النتائج فقط‪ .‬ت�صمم معظم امل�ؤ�س�سات نظم احلوافز واملكاف�آت بناء على النتائج التي يحققها املوظف‪.‬‬ ‫وجه وقتك‬ ‫فعندما ت�صبو �إلى االبتكار‪ ،‬عليك �أنّ تهتم �أي� ًضا بالعمليات وبطرق حتقيق النتائج‪ .‬لكي تتمكن من التوا�صل الفعال مع موظفيك‪ّ ،‬‬ ‫وجهودك كقائد �إلى احلوار معهم وحثهم على فح�ص م�ستوى �أدائهم ب�أنف�سهم‪ ،‬وم�ستوى تعاونهم داخل فرقهم‪.‬‬ ‫نوجه احلديث �إلى �أنف�سنا �أي� ًضا‪ ،‬ونحن �إمنا نفعل ذلك لنعزز يف داخلنا ر�ؤيتنا‬ ‫‪� u‬شاركهم ر�ؤيتك‪ :‬عندما ن�سدي الن�صح لإن�سان ما ف�إننا ّ‬ ‫للعامل ون�شارك الآخرين خرباتنا وما تعلمناه يف املواقف ومن ال�صعوبات وامل�شكالت التي تواجهنا ونواجهها يف حياتنا‪ .‬ينطبق هذا على‬ ‫القياديني امل�ستب�صرين الذين ميلكون ر�ؤى نافذة‪ ،‬ومن واجبهم م�شاركة �أتباعهم بها‪ ،‬لكي يزدادوا هم �أي� ًضا تعمق ًا فيها وت�شبث ًا بها‪ ،‬وينطلقوا‬ ‫كاخليول الأ�صيلة �إلى حتقيقها‪.‬‬

‫‪� - 7‬صهر الأفكار يف بوتقة واحدة‬ ‫من �أكرث اخلطوات �إمتاع ًا يف عملية االبتكار هي مرحلة مزج الأفكار‬ ‫املتباينة ودجمها للخروج بفكرة متكاملة و�شاملة‪ .‬عندما يتوا�صل ويتفاعل‬ ‫املوظفون من �أق�سام امل�ؤ�س�سة املختلفة‪ ،‬تبد�أ عملية جمع ودمج �أفكارهم‪.‬‬ ‫القائد نافذ الب�صرية يدعو املزيد من العاملني يف م�ؤ�س�سته لتقدمي املزيد‬ ‫من الأفكار وامل�شاركة يف عملية االبتكار‪ .‬ميكنك هذا التفاعل املفرط من‬ ‫اخلروج مبزيج �إبداعي وحم�صلة نهائية هي خال�صة فكر وجهد ومو�ضع‬ ‫طموح وتطلع اجلميع �أي� ًضا‪ .‬من هذا املنطلق ن�ؤكد مرة �أخرى على �أهمية‬ ‫التكوين الأفقي للم�ؤ�س�سات‪ ،‬بد ًال من البناء الهرمي املتدرج‪.‬‬ ‫معادلة جمع الأفكار‬

‫جمع الأفكار ودجمها = �آلية �سل�سة جلمع الأفكار ‪ +‬مرونة يف الفهم واال�ستيعاب ‪ +‬قيادة تنفيذية ذكية‪.‬‬

‫منوذج اال�ستب�صار‬ ‫قيادة اال�ستب�صار‬ ‫ما نفعله عادة‬ ‫الن�شاط‬ ‫ابتكار �أ�سواق جديدة وخا�صة بامل�ؤ�س�سة‬ ‫تطوير ممار�سات منا�سبة لكل درا�سة املناف�سني بهدف التفوق عليهم‬ ‫وحدها‬ ‫مرحلة‬ ‫ت�شجيع املوظفني على التعبري واملكا�شفة‬ ‫حماكاة الثقافات الناجحة يف �شركات �أخرى‬ ‫تطوير ثقافة امل�ؤ�س�سة‬ ‫لرت�سيخ ثقافة فريدة‬ ‫م�ضاهاة ال�سيا�سات ال�شائعة وحت�سينها ح�سب ظروف متكني املديرين املبدعني من اتخاذ‬ ‫و�ضع �سيا�سات للإجازات‬ ‫القرارات املنا�سبة لكل حالة على حدة‬ ‫العمل‬ ‫احلوارات غري الر�سمية يف‬ ‫العمل‬ ‫و�ضع املعايري‬ ‫ا�سرتاتيجية اال�ستثمار‬

‫التحدث عن كل �شيء من الطق�س �إلى حفالت نهاية‬ ‫الأ�سبوع‬ ‫الإلتزام بالنظام‬

‫التحدث عن �أهداف العمل ومقا�صد‬ ‫امل�ؤ�س�سة‬ ‫الإلتزام بالقيم‬

‫حتقيق منو �سريع لأعمال امل�ؤ�س�سة احلالية‬

‫تو�سيع الأعمال لت�شمل جماالت جديدة‬ ‫وافتتاح �أ�سواق فريدة‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪8‬‬


‫‪ - 8‬التنفيذ‪ :‬ابد�أ بالعمل و ال تفقد الأمل!‬ ‫التطبيق هو ما ي�صنع الفرق بني االبتكار والإبداع‪ .‬عند هذه املرحلة يجب �أن تكون التجارب التي �أجريت للو�صول �إلى االبتكار كثرية‪ ،‬وعلى‬ ‫القائد الب�صري �أن يحتفي بالف�شل والنجاح على حد �سواء‪ ،‬وال يعاقب �إال من ال يطبق ومن يتباط�أ يف التنفيذ‪ .‬يتطلب هذا اجلزء من عملية‬ ‫االبتكار الكثري من النماذج التجريبية للأفكار املبدعة و�إجراء التجارب عليها‪ .‬وقد تتوقف العديد من رحالت االبتكار عند هذه املرحلة ب�سبب‬ ‫الدخول يف التنظري والف�شل يف التنفيذ‪� ،‬أو لعدم و�ضع خطة حتول الفكرة �إلى �إجناز‪� ،‬أو الف�شل يف ت�صميم منوذج منا�سب‪ .‬وهنا عليك كقائد‬ ‫ذي ب�صرية نافذة مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ u‬ال ُت�صب بالغرور‪ :‬قد تقف ثقتك الزائدة يف نف�سك وقدراتك عقبة يف طريقك‪ ،‬وجتعلك تتوقف عن العمل‪ .‬ف�إذا مل تلتزم بثقافة امل�ؤ�س�سة‬ ‫ومببادىء الإدارة‪ ،‬ومل تراقب نف�سك‪ ،‬ميكن لثقتك هذه �أن تتحول �إلى غرور ي�ؤدي �إلى تقاع�سك عن العمل �أو ف�شلك يف اتخاذ قرارات متزنة‪.‬‬ ‫للحذر من هذا اخلطر ي�صغي القادة الناجحون �إلى معاونيهم ويطلبون �آراءهم فيهم‪.‬‬ ‫‪ u‬انظر �إلى الأمور من زوايا خمتلفة‪ :‬ق ِّيم احتماالت جناحك بو�ضع �أف�ضل و�أ�سو�أ ال�سيناريوهات التي قد تواجهك‪ .‬ت�ساعدك هذه‬ ‫اخلطوة على اتخاذ قرارات متزنة وغري متهورة فيما يتعلق بامل�ضي قدم ًا يف العمل على حتويل الأفكار �إلى ابتكار‪.‬‬

‫‪� - 9‬ضع ب�صمتك‪ :‬ابتكارك هو �أنت‬ ‫�أن تظهر م�ؤ�س�ستك يف ال�سوق مت�أخرة بع�ض ال�شيء لي�س م�شكلة على الإطالق‪ .‬فـقد‬ ‫ظهرت �شركة “في�سبوك” �إلى الوجود ودخلت املناف�سة بعد “فريند�سرت” و“ماي‬ ‫�سبي�س” كما ت�أخرت �شركة “�أبل” ثماين �سنوات يف جمال الهواتف الذكية‪ .‬ت�أمل الآن‬ ‫و�ضع هذه امل�ؤ�س�سات يف ال�سوق والنجاح الذي حققته‪ .‬هذه امل�ؤ�س�سات مل تقدم حلو ًال‬ ‫وتخ�صها هي وحدها‪.‬‬ ‫مكررة‪ ،‬بل قدمت حلو ًال ا�ستثنائية ومبتكرة وفريدة من نوعها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�إذا كنت تطمح �إلى احتالل املركز الأول يف ال�سوق �أو �أن تكون وتبقى “الأف�ضل”‪ ،‬يجب‬ ‫تخ�صك وت�شري �إليك‪ .‬فعندما‬ ‫�أن ت�ضفي على كل ما تعمل وتفعل مل�سة وب�صمة التفرد التي ّ‬ ‫تخ�ص�ص امل�ؤ�س�سة املزيد من اجلهد والطاقة واملوارد والوقت للعمل على تقدمي حلول‬ ‫متفردة حتمل توقيعها‪� ،‬ستتمكن من حتقيق ثالثة �أ�شياء‪:‬‬ ‫‪ u‬تقدمي املنتجات �إلى ال�سوق ب�شكل �أ�سرع‪ .‬ال تخ�سر عنا�صر تفردك وتبالغ يف حتليل و�ضع م�ؤ�س�ستك وتقارنها مقلد ًا �أو حماكي ًا‬ ‫مناف�سيك‪ .‬ال�سرعة يف الأداء واجلر�أة يف الإنتاج والطرح والتوزيع ت�ساعد على انت�شارك وتعميق ب�صمتك ون�شرها ب�سرعة تتجاوز املناف�سني‪ .‬لأن‬ ‫املنظمات التي تركز على ر�سم طريقها اخلا�ص‪ ،‬وت�ضع ب�صمتها الفريدة‪ ،‬تركز على االبتكار �أكرث من تركيزها على املناف�سة فتخرتق الأ�سواق‬ ‫ب�سرعة‪ ،‬وتت�صدر ال�سباق‪.‬‬ ‫‪ u‬يكون �إنتاجها وعملها الفريد ع�ص ّي ًا على التقليد‪ .‬عندما تعمل امل�ؤ�س�سة على تطوير ابتكارات فريدة وتطرح �أنواع ًا من املنتجات‬ ‫واخلدمات جديدة ومفيدة‪ ،‬فهي تقدم �شيئ ًا ال ميكن ملناف�سيها تقليده‪ .‬واملنتج الذي ي�صعب تقليده‪ ،‬ي�صعب حتييده‪.‬‬ ‫‪ u‬تو�سيع قاعدة العمالء‪ .‬يلج�أ العمالء �أي�ضا �إلى �شراء ما هو جديد ومفيد‪ ،‬ولن يفكروا يف التعامل مع م�ؤ�س�سات ال توفر لهم منتجات‬ ‫�أف�ضل �أو �أرخ�ص �أو �أجمل‪ .‬هذا لأنّ امل�ؤ�س�سات املبتكرة ت�ضيف للعميل قيمة تعك�س �أ�ساليبها يف العمل والبحث والإنتاج واخلدمة واملتابعة‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ي�ؤكد فهمها الحتياجات العميل‪ ،‬و�أنها تتخذ قراراتها تلبية ل�صوت العميل وا�ستجابة لهدف نبيل‪.‬‬

‫‪ – 10‬هدف االبتكار‬ ‫لي�س الغر�ض من �إن�شاء امل�ؤ�س�سات وطرح املبادرات هو مناذج الأعمال التي ت�صممها واخلدمات املبتكرة التي تقدمها‪ ،‬وال�سيا�سات‬ ‫الرائعة التي تطبقها‪� ،‬أو قاعدة العمالء التي تكت�سبها‪� ،‬أو الأرباح التي حتققها‪ .‬لدى كل امل�ؤ�س�سات �آليات ت�شغيل وعمليات‬ ‫تنفيذ‪ ،‬ف�ض ًال عن ال�سيا�سات وال�شكليات التي متكنها من البقاء يف ال�سوق‪ .‬لكي يكتب اخللود لأية منظمة �أو كيان اقت�صادي‪،‬‬ ‫يتحتّم عليها موا�صلة تقدمي منتجات وخدمات ت�ضيف قيمة‪ .‬ولكي تتمكن من هذا‪ ،‬عليها تعيني موظفني مبادرين ومبدعني‪،‬‬ ‫ومتكينهم من املحافظة على روح الإبداع واالبتكار‪ .‬ولذا ال بد من وجود هدف م�شرتك ي�سعى �إليه اجلميع‪ .‬وهنا يظهر دور‬ ‫القائد الب�صري؛ القادر على غر�س هذا الهدف داخل كل العاملني‪ ،‬بحيث ي�شعر كل منهم ب�أهمية دوره مهما كان �صغري ًا �أو فقري ًا‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫تر�سيخ الثقافة امل�ؤ�س�سية‬ ‫وجود ثقافة م�ؤ�س�سية تنطوي على منظومة من القيم امل�شرتكة يوفر بيئة عمل للإبداع ثم لالبتكار‪ .‬ت�ؤطر هذه الثقافة �أ�س�س ال�سلوكيات‬ ‫وال�سيا�سات واملهارات واحلقوق والواجبات املتوقعة من العاملني والواقعة عليهم‪ .‬قد ي�شمل هذا �أمناط التوا�صل والتعاون بني املوظفني‪،‬‬ ‫والعالقات يف �إدارة امل�شروعات‪ ،‬والتعامل مع املواقف الطارئة واملفاج�آت غري املتوقعة‪ .‬فعندما يواجه املوظفون عقبات �أو مواقف غام�ضة‪،‬‬ ‫ت�ساعدهم القيم امل�شرتكة وا�ستيعابهم لأهداف م�ؤ�س�ساتهم على ا�ستغالل طاقاتهم و�إمكاناتهم ملواجهتها والإبداع فيها‪ .‬كما ت�شجع القيم‬ ‫امل�شرتكة املوظفني على اتخاذ القرارات ال�صحيحة والتحلي بروح املبادرة واملخاطرة‪.‬‬ ‫ولهذا يعترب خرباء ال�سلوك التنظيمي �أخالق العمل مقيا� ًسا دقيق ًا لرثوات ال�شعوب‪ .‬وبها فقط ت�ستطيع �أن حتدد مقدار وم�ستقبل ثروتك‬ ‫وثروة م�ؤ�س�ستك وبلدك‪ .‬فما هو �ضمني واعتباري‪� ،‬أعلى و�أقوى و�أولى مما هو ر�سمي و�إجباري‪� .‬صحيح �أنّ ما نكتبه يف �سطور ر�ساالتنا ور�ؤانا‬ ‫وتقاريرنا و�أدلة �إجراءاتنا مهم‪ ،‬لكن ما ال نقوله وما نرتكه ليوحي وينطق ما بني ال�سطور‪� ،‬أهم‪.‬‬

‫التمتع بعقلية ابتكارية‬ ‫‪ u‬جتاهل االجتاهات ال�سائدة ووا�صل االبتكار‪ .‬يف عاملنا‬ ‫املو�صوف ب�سرعة التغري‪ ،‬ي�صبح التفا�ؤل والإ�صرار على االبتكار‬ ‫هما �سر البقاء وال�صمود ثم التفوق واالزدهار‪� .‬إذ يق�ضي التغيري‬ ‫واال�ضطراب على الأفكار التقليدية‪ ،‬وميهدان الطريق لظهور الأفكار‬ ‫واملبادرات الإبداعية‪.‬‬ ‫‪َّ u‬‬ ‫حتل بروح املجازفة‪ .‬على امل�ؤ�س�سات �أن تواظب على تقييم‬ ‫و�إعادة النظر يف �أنظمتها‪ ،‬لتتمكن من موا�صلة التقدم‪ .‬ن�سبة قليلة‬ ‫من الأ�ساليب و�أنظمة العمل التقليدية القدمية �سيكتب لها النجاة‬ ‫والتقدم عرب عقود القرن احلادي والع�شرين‪� .‬أما الأنظمة البالية‬ ‫وبغ�ض النظر عن جناحها يف املا�ضي‪ ،‬فال بد من جتاهلها �أو �إعادة‬

‫�صياغتها وتطويرها على �أقل تقدير‪ ،‬مع ابتكار نظم جديدة تواكب ما‬ ‫نراه �شاهد ًا على التحديث من حكومات ذكية ونظم �إدارة �إلكرتونية‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬على القادة املبتكرين �أن يواكبوا وينفذوا كل هذا وهم‬ ‫ي�ضعون قيم م�ؤ�س�ساتهم اجلوهرية وثقافتها التنظيمية ن�صب �أعينهم‬ ‫ويعتربونها البو�صلة والرادار‪.‬‬ ‫‪ u‬كن م�ستعد ًا للإبداع‪ .‬لأننا نعمل يف بيئات عمل �صاعدة‪ ،‬ف�إنّ‬ ‫�أمامنا فر�ص ًا واعدة للمناف�سة والنمو‪ .‬فلم تعد هناك طريقة واحدة‬ ‫�صحيحة للعمل‪ ،‬بل هناك العديد واملزيد من اخليارات‪ .‬ولهذا‪ ،‬وبناء‬ ‫على كل ما �سبق من �أ�سباب‪ ،‬يجب �أن يتمتع القائد الب�صري ذو الر�ؤية‬ ‫الثاقبة‪ ،‬باملهارات والقدرات الذهنية واالبتكارية ال�ضرورية‪ ،‬ليمكن‬ ‫م�ؤ�س�سته من انتهاز الفر�ص ال�سانحة‪ ،‬والإبداع يف اتخاذ القرارات‬ ‫ال�صائبة‪.‬‬

‫المؤلف‪:‬‬ ‫شون هانتر‪ :‬نائب رئيس شركة “سكيل سوفت”‪ ،‬والمسؤول عن برامج تطوير القيادات فيها‪.‬‬ ‫حاور المؤلف مئات الخبراء والمؤلفين والتنفيذيين والمدربين في سبيل تأليف هذا الكتاب‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫‪1. The Three Rules‬‬ ‫‪How Exceptional Companies Think.‬‬ ‫‪By Michael E. Raynor. 2013‬‬ ‫القواعد الثالثة‪ :‬كيف تفكر المؤسسات االستثنائية الناجحة‪ .‬تأليف‪ :‬مايكل إي راينور‪2013 . ،‬‬ ‫‪2. Inside the Box‬‬ ‫‪A Proven System of Creativity for Breakthrough Results.‬‬ ‫‪By Drew Boyd. 2013‬‬ ‫داخل الصندوق‪ :‬نظام إبداع ناجح لتحقيق نتائج باهرة‪ .‬تأليف‪ :‬درو بويد‪2013 .‬‬ ‫‪3. Seeing What Others Don’t‬‬ ‫‪The Remarkable Ways We Gain Insight.‬‬ ‫‪By Gary Klein. 2013‬‬ ‫رؤية ما ال يراه اآلخرون‪ :‬أساليب مميزة للخروج برؤى مبدعة‪ .‬تأليف‪ :‬جاري كالين‪2013 .‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪10‬‬


‫“كلما عينت موظف ًا ليعينني‬ ‫بيديه‪ ،‬ي�أتيني �إن�سان‬ ‫ويعينني بعقله وب�صريته”‬

‫هنري فورد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.