010 كل هنيئاً وتحرك كثيراً ونم عميقاً

Page 1


‫ٍ‬ ‫ثــــــــوان‪...‬‬ ‫فـي‬

‫ال�صحي‬ ‫الأكل ِ‬

‫�إن املعرفة ال حدود لها لدى ال�ساعني والطاحمني المتالكها‪ .‬و�إننا ن�ؤمن‬ ‫ب�أنّ الإن�سان وحده القادر �أن ي�ضع حد ًا لأفقه املعريف‪ .‬ولكن وقبل الإبحار‬ ‫يف حميطات الآداب والعلوم‪ ،‬ن�س�أل دائم ًا �س�ؤا ًال يتبادر لأذهان الباحثني‬ ‫عن حدود الكمال الب�شري‪ .‬هل نعرف عن �أنف�سنا ما يكفي؟ لقد �سربنا‬ ‫�أغوار املعارف هنا وهناك‪ ،‬ولكن هل تعمقنا يف �أنف�سنا �أو ًال؟ وتالي ًا هل‬ ‫متكنا من معارفنا لن�ستطيع نقلها �إلى الآخرين؟ و�أخري ًا هل ت�أثرت حياتنا‬ ‫ب�شكل �إيجابي وفق ًا لتلك املعارف‪ ،‬وهل نحيا ب�أ�سلوب حياة �إيجابي؟‬

‫الن�شاط الدائم‬

‫�أ�سئلة كثرية تتبادر �إلى الأذهان يف كل �ساعة ومع كل موقف‪ ،‬وجميعها‬ ‫ب�شكل �أو ب�آخر ي�ؤثر ويت�أثر بالطاقة الإيجابية الكامنة يف كل �إن�سان‪ ،‬والتي‬ ‫حتتاج يف بع�ض الأحيان �إلى ظروف معينة �أو �أ�شخا�ص مقربني وقادرين‬ ‫على ا�ستخراجها من النا�س مما �سي�سهم يف ن�شر ال�سعادة يف الأرجاء‬ ‫املحيطة‪.‬‬ ‫من هنا ف�إنّ مبادرة كتاب يف دقائق ومن خالل الدفعة الرابعة من الكتب‬ ‫العاملية التي اخرتناها لكم �ست�ساعدكم على اكت�شاف ذاتكم وتعريفكم‬ ‫مبدى �أهمية التدريب لتتمكنوا يف امل�ستقبل بدوركم من م�ساعدة الآخرين‪.‬‬ ‫و�أخري ًا �سرت�شدكم �إلى �أ�سلوب ومنط احلياة ال�صحي وال�سليم‪ ،‬لتكون‬ ‫�أج�سادكم داعم ًا لكم يف رحلة التقدم حتى ال تكون من العقبات يف درب‬ ‫النجاح‪.‬‬ ‫وتالي ًا �ستجدون يف دفعتنا الرابعة الكتاب الأول ويحمل ا�سم‪� :‬أنت فرد‬ ‫وحدك‪ ،‬خارطة طريق لتحقيق ذاتك ب�أق�صى طاقاتك‪ ،‬من ت�أليف‪ :‬روبرت‬ ‫�ستيفن كابالن‪ ،‬ويتحدث عن مدى تفرد كل �شخ�ص منا مبا ميلكه من‬ ‫�إمكانيات ومواهب تختلف عن �أي �شخ�ص �آخر‪ ،‬وعن طرق حتفيز الذات‬ ‫وتقدير مواطن القوة ومواطن ال�ضعف يف كل منا‪ .‬والكتاب الثاين ويحمل‬ ‫ا�سم‪ :‬التدريب املوجـّه‪� ،‬إيقاد �شعلة التميز لتمكني الآخرين‪ .‬من ت�أليف‪:‬‬ ‫جيم�س فالهريتي‪ ،‬ويتحدث عن �أهمية التدريب وبناء العالقات التكاملية‬ ‫والتبادلية بني املدرب واملتدرب‪ .‬يف حني �أن الكتاب الأخري لهذا ال�شهر هو‪:‬‬ ‫كل هني ًئا وحت َّرك كثري ًا ومن عمي ًقا‪ ،‬خيارات �صغرية ت�صنع فرو ًقا كبرية‪.‬‬ ‫ال�صحي‪ ،‬والن�شاط الدائم‪ ،‬والنوم‬ ‫من ت�أليف‪ :‬توم راث ويتحدث عن الأكل َ‬ ‫الأف�ضل كعنا�صر �أ�سا�سية يف منط احلياة ال�صحي‪.‬‬ ‫�إننا ن�ؤكد دائم ًا و�أبد ًا على �ضرورة التفا�ؤل باخلري كمحفز وباعث لكافة‬ ‫الطاقات الإيجابية لدينا‪ .‬فال�سعادة لي�ست �أكرث من حالة نف�سية ن�ستطيع‬ ‫خلقها كل يوم �إن �أحببنا‪ ،‬لنبني قالع ًا من املودة والألفة ون�ستطيع على‬ ‫الطرف الآخر �أن نبتعد عنها لندفع كل من حولنا لالبتعاد عنا‪ .‬و�أخري ًا‬ ‫�أترككم الآن مع متنياتي القلبية لكم بدوام ال�سعادة‪.‬‬ ‫جمال بن حويرب ‬

‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫النوم الأف�ضل‬ ‫ال�صحي‪ ،‬والن�شاط الدائم‪،‬‬ ‫الأكل ِ‬ ‫والنوم الأف�ضل‬ ‫عندما تواظب على تناول الأطعمة ال�صحية‪ ،‬وتتحرك بن�شاط‬ ‫دائم‪ ،‬وتنعم بنوم هانىء؛ ف�إن الفوائد الكلية التي �ستجنيها تفوق‬ ‫بكثري �إجمايل نتائج كل من هذه العادات واملمار�سات على حدة‪.‬‬ ‫ال�صحي وحده‪� ،‬أو ممار�سة الريا�ضة بانتظام‪،‬‬ ‫فال يكفي الطعام ِّ‬ ‫�أو النوم الهانىء والعميق فقط‪ ،‬للمحافظة على ال�صحة العامة‪،‬‬ ‫وتن�شيط الذهن‪ ،‬و�إطالة العمر‪ .‬فمن الأخطاء ال�سلوكية ال�شائعة‬ ‫يف كل املجتمعات وبني معظم الأفراد؛ الرتكيز على واحدة �أو‬ ‫اثنتني فقط من هذه العادات ال�صحية ال�صحيحة دون الثالثة‪،‬‬ ‫�أو �إعطاء الأولوية لإحداها دون الأخريتني؛ مما يعني �أن ممار�سة‬ ‫هذه العادات يف �إطار منظومة متكاملة ومتوازنة هو ما يحقق‬ ‫النتائج الإيجابية التي يحلم بها كل �إن�سان‪.‬‬


‫الطعام واحلركة والنوم‪ :‬معادلة متكاملة‬ ‫حني ت�ستهل يومك بتناول �إفطار �صحي‪ ،‬ف�إنك �ستتمتع بالن�شاط والطاقة واحليوية على مدار اليوم‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن ا�ستعداد جهازك اله�ضمي للأكل‬ ‫بنوم ٍ‬ ‫هانئ يف نهاية يوم عمل �شاق وطويل؛ وباملقابل‪� ،‬سيعينك النوم العميق‬ ‫ب�صورة �أف�ضل وا�ستهالك كم َّيات منا�سبة من الطعام‪ ،‬متهيد ًا للتمتُّع ٍ‬ ‫على حتقيق التوازن يف تناول الطعام وتن�شيط احلركة يف اليوم التايل ‪ ...‬وهكذا‪ .‬والعك�س �صحيح‪ :‬ف�إن �أقـّ�ض الأرق م�ضجعك‪ ،‬ف�سوف ت�صحو‬ ‫ع�صبي املزاج‪ ،‬وتبد�أ يومك متكا�س ًال‪ ،‬و�ستقبل على املنبهات واملن�شطات والطعام غري ال�صحي‪ .‬وهكذا يت�ضح �أن اختالل �أحد �أطراف املعادلة‬ ‫َّ‬ ‫ي�ؤدي بال�ضرورة �إلى اختالل الطرفني الآخرين‪ ،‬فتعي�ش ‪ -‬من ثم ‪ -‬يف حالة من الوهن والك�سل وتذبذب الطاقة و�ضعف الأمل‪.‬‬

‫وداع ًا للو�صفات الغذائية غري ال�صحية‬ ‫ال ت�أبه كثري ًا بتع ُّدد النظم واحللول الغذائية املنت�شرة هذه الأيام‪ :‬ف�أنت ل�ست وحدك من يحار يف‬ ‫االختيار‪ .‬فقد �أفادت ا�ستطالعات الر�أي التي �أجريناها �أن ثالثة �أ�شخا�ص من بني كل �أربعة يجدون‬ ‫النظم والن�صائح الغذائية الع�صرية �صعبة و�أحيان ًا م�ستحيلة التطبيق‪ .‬فقد تبني �أن تغيري عاداتنا‬ ‫الغذائية �أ�صعب من تغيري عاداتنا املالية واال�ستهالكية ومن �إدارة �ش�ؤونا املالية ب�أنف�سنا‪ .‬مما‬ ‫يعني �أن معظم النا�س يعجزون عن اتباع العادات الغذائية ال�صحية بدون توجيه ومتابعة وتنبيه‪.‬‬ ‫�إذا كان هدفك هو خ�سارة ب�ضع كيلوجرامات من وزنك‪ ،‬ف�ستجد الكثري من تقاليع فقدان الوزن‬ ‫والتي ت�ساعد على حتقيق ذلك ب�شكل م�ؤ َّقت؛ بيد �أنها لي�ست حلو ًال طويلة الأمد‪� :‬إذ ين�صحك‬ ‫البع�ض بتناول الكعك �أو خمفوقات احلليب لب�ضعة �أيام‪� ،‬أو االكتفاء باخل�ضار والفواكه لب�ضعة‬ ‫�أ�سابيع‪ .‬قد ي�ساعد هذا على فقدان �سريع للوزن‪ ،‬لكنه ي�ض ُّر ب�صحتك العامة فيما بعد‪ .‬كما ال‬ ‫يكفي تناول وجبات ذات �سعرات حرارية �أقل‪ .‬فقد اك�شتف خرباء التغذية �أنه على العك�س من‬ ‫االعتقاد ال�سائد عن التغذية‪ ،‬ف�إن ال�سعرات احلرارية لي�ست مت�ساوية القيمة‪ ،‬ولذا فمن اخلط�أ‬ ‫�أن نعتقد �أن االعتدال يف تناول �أيِّ نوع من �أنواع الطعام هو �سلوك مثايل وحممود‪ .‬كما �أثبتت‬ ‫درا�سة �أجراها �إخ�صائيو التغذية يف جامعة “هارفارد” على مدى عقدين و�شملت حوايل مائة �ألف‬ ‫كميته هو ما ي�صنع الفرق يف الوزن وال�صحة‪ ،‬حيث اكت�شف الباحثون‬ ‫�شخ�ص �أنَّ نوع الطعام‪ ،‬ال ِّ‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪2‬‬


‫�أنَّ نوع الأطعمة التي نتناولها ت�ؤثر فينا وعلينا �أكرث من �إجمايل ال�سعرات احلرارية‪ ،‬وبعبارة � ّ‬ ‫أدق‪ :‬نوع الطعام �أهم من الطاقة املكت�سبة منه‪.‬‬ ‫يقول �أحد باحثي “هارفارد”‪“ :‬االعتدال يف تناول كافة �أنواع الأطعمة عذر غري مقبول وال ي�سوغ لنا �أن ن�أكل كل ما نريد”‪ .‬من امل�ؤكد �أن بع�ض‬ ‫النظم الغذائية حتتوى على عنا�صر جيدة‪� ،‬شريطة �أن تكون جزء ًا من منظومة غذائية متكاملة‪ .‬حاول �أن تتذ َّكر جميع الو�صفات الغذائية التي‬ ‫ج َّربتها و�أن ت�ستقي منها �أف�ضل مكوناتها‪ .‬ويف معادلة ب�سيطة‪ ،‬ين�صح الإخ�صائيون بعد نتائج �أبحاث “هارفارد”‪ ،‬بتناول الأطعمة التي حتتوي‬ ‫على ن�سب قليلة من الدهون‪ ،‬ون�سب متو�سطة من الن�شويات‪ ،‬و�أقل ن�سبة ممكنة من ال�س َّكر‪.‬‬

‫القيمة الغذائية ال تقا�س بعدد ال�سعرات احلرارية‬ ‫بد ًال من الرتكيز على عدد ال�سعرات احلرارية‪ ،‬هناك خيار �أ�سهل‪ :‬وهو قيا�س ن�سبة الن�شويات‬ ‫�إلى الربوتينات‪ .‬الو�ضع املثايل هو �أن يحتوى طعامك على وحدة واحدة من الربوتينات مقابل‬ ‫كل خم�س وحدات من الن�شويات‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ :‬حتتوي رقائق البطاط�س واحلبوب على‬ ‫ن�سبة ‪ 1 :10‬من الن�شويات �إلى الربوتينات‪� .‬إذ يعترب تناول كميات متوازنة من الن�شويات‬ ‫والربوتينات م�صدر ًا جيد ًا للطاقة ولتح�سني ال�صحة العامة على املدى البعيد‪ .‬ولأن توازن‬ ‫ن�سبة الربوتينات والن�شويات �أمر مثايل يف قيا�س القيمة الغذائية للطعام‪ ،‬ف�إن هذا التعادل �أو‬ ‫التوازن يبقى هو ال�ضمان الأف�ضل لعدم الإفراط يف تناول الن�شويات‪.‬‬

‫املعدة اخلاوية طريق �إلى الهاوية‬ ‫كلما ازداد �شعورك باجلوع‪ ،‬كلما �أقبلت على الأطعمة غري ال�صحية‪ .‬فحني تكون املعدة خاوية‪،‬‬ ‫تق ُّل ن�سبة “الأن�سولني” يف الدم‪ ،‬مما يزيد من رغبتك يف تناول “الهامبورجر” و“البيتزا”‬ ‫و“الآي�س كرمي” واحللويات والن�شويات‪ .‬فحني ا�ستخدم الباحثون الرنني املغناطي�سي على‬ ‫يتوجه نحو تغذية نف�سه‬ ‫املخِّ للك�شف عن ال�سبب وراء هذه الظاهرة‪ ،‬وجدوا �أن اجل�سم الب�شري َّ‬ ‫بالأطعمة ذات ال�سعرات احلرارية املرتفعة لتعوي�ض ن�سبة ال�س َّكر التي ق َّلت يف الدم‪� ،‬أو الو�صول‬ ‫بن�سبة ال�س َّكر �إلى مع َّدالتها الطبيعية‪ .‬كما �أن ال�شعور باجلوع يدفعك نحو تناول الأطعمة غري‬ ‫املفيدة حتَّى و�إن وجدت بدائل �أف�ضل‪� .‬أثبتت �إحدى التجارب التي �أُجريت على طالب حرموا‬ ‫من الطعام من ظهرية يوم حتَّى ع�ش َّية اليوم التايل �أنَّ �إقبالهم على تناول البطاط�س املقل َّية‬ ‫بلغ �ضعف الذين كانوا يتناولون وجباتهم ب�شكل طبيعي‪ .‬املالحظة الأهم هي �أن ن�سبة �أكرب من‬ ‫الطالب غري اجلائعني بد�أوا وجباتهم بتناول اخل�ضراوت‪.‬‬

‫جتنّب الك�سل‬ ‫التخلُّ�ص من الك�سل املزمن �أف�ضل من ق�ضاء فرتات ق�صرية يف ممار�سة الريا�ضة العنيفة‪ .‬فحني �أجرى باحثو املعهد القومي لل�صحة اختباراتهم‬ ‫على نحو ‪� 240‬ألف من البالغني على مدى ع�شر �سنوات‪ ،‬اكت�شفوا �أن الرت ُّي�ض وحده ال يكفي؛ لدرجة �أنَّ ق�ضاء �سبع �ساعات يوم ًّي ًا يف ممار�سة‬ ‫الريا�ضة املعتدلة �أو العنيفة مل تكن كافية لتجديد الن�شاط وبث الطاقة واحليوية‪ .‬كما تبني �أنَّ �أكرث املجموعات ن�شاط ًا‪ ،‬والتي كانت متار�س‬ ‫الريا�ضة مل َّدة جاوزت �سبع �ساعات �أ�سبوعي ًا كانت تق�ضي َّ‬ ‫جل وقتها جال�سة‪ ،‬وهو �أمر من �ش�أنه رفع مع َّدالت الوفاة لأ�سباب متعددة‪ ،‬حيث و�صلت‬ ‫ن�سبة الوفيات بني من يرتي�ضون ثم يتكا�سلون �إلى ال�ضعف‪ .‬رغم �أهمية الريا�ضة‪� ،‬إال �أنها ال تقلل من خماطر اجللو�س ل�ساعات طويلة‪ :‬ف�أنت‬ ‫جتل�س لتناول �إفطارك يف ال�صباح بينما ت�شاهد ن�شرة الأخبار‪ ،‬ثم تق�ضي من ‪� 30‬إلى ‪ 60‬دقيقة جال�س ًا يف ال�سيارة �أو القطار‪ ،‬يف طريقك �إلى‬ ‫العمل‪ .‬ويف املكتب جتل�س وتعمل من ‪� 8‬إلى ‪� 10‬ساعات‪ .‬ويف نهاية اليوم لديك رحلة جلو�س �أخرى �إلى منزلك‪ ،‬تليها جل�سة تتناول فيها الع�شاء‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫مع �أ�سرتك‪ ،‬ورمبا تق�ضي بعدها �ساعة �أو اثنتني ت�شاهد التلفزيون قبل �أن تخلد‬ ‫�إلى النوم‪ .‬قد تتخ َّلل تلك ال�ساعات الطويلة من اجللو�س �سويعات من الن�شاط‪،‬‬ ‫ولكن يت�شكل يومنا العادي يف الغالب من فرتات جلو�س تفوق فرتات الن�شاط‬ ‫واحلركة؛ وك َّلما زادت الفجوة بينهما‪ ،‬كلما زادت املخاطر ال�صحية‪.‬‬

‫حت َّرك قلي ًال حترق كثري ًا‬ ‫يزيد اجللو�س من ترهل ج�سم الإن�سان‪� .‬أظهرت �أ�شعة الرنني املغناطي�سي التي �أجراها‬ ‫الباحثون على �أن�سجة الع�ضالت �أن اجللو�س لفرتات طويلة ي�ضغط على تلك الأن�سجة ويدفع‬ ‫اجل�سم �إلى �إنتاج دهون تزيد بن�سبة ‪ %50‬عن الكميات التي ينتجها عاد ًة‪ .‬ن�ستنتج من‬ ‫هذا �أنَّ ال�ضغط على �إحدى مناطق اجل�سم ي�ؤدي �إلى زيادة رقعة �أن�سجتها مبرور الوقت‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬ف�إن الرت ُّي�ض وحده ال مينع جت ُّمع الدهون يف �أج�سام من يظلون جال�سني بال حراك‬ ‫لفرتات طويلة‪.‬‬ ‫فما هو احلل؟ �إن كان من عاداتك اجللو�س بال حراك ل�ساعات طوال‪ ،‬ميكنك �أن ت�ضبط‬ ‫من ِّبهك ليذكرك َّ‬ ‫كل �ساعة ب�أن تنه�ض من مكانك لت�ؤدي مهمة ما‪ ،‬مهما كانت ب�سيطة‬ ‫و�سريعة‪ .‬وميكنك �أي�ض ًا �شرب كميات كبرية من املاء �أو ال�شاي الأخ�ضر غري املح ّلى‪� ،‬أو‬ ‫القهوة اخلفيفة؛ مما يحفزك على القيام من مكانك والتحرك يف �أرجاء البيت �أو املكتب‪.‬‬

‫ال�ساعة ب�سنة‬ ‫ي�ؤكد الربوف�سور “�آندرز �إريك�سون” �أ�ستاذ علم النف�س يف جامعة “فلوريدا” �أن الفنانني‪� ،‬أو الريا�ضيني‬ ‫�أو غريهم من املتميزين يف �أي جمال يحتاجون نحو ‪� 10‬آالف �ساعة من املمار�سة املنتظمة للو�صول‬ ‫�إلى مرتبة الت�أ ُّلق والتفوق؛ وقد �أثارت هذه النظرية كثريا من اجلدل حول دور املوهبة يف حتقيق‬ ‫التم ُّيز‪ :‬فهل املوهبة املط َّعمة بالتدريب هي مفتاح التم ُّيز‪� ،‬أم �أن هناك حلقة مل تزل مفقودة‬ ‫يف هذه ال�سياق؟ يعود بنا هذا الت�سا�ؤل �إلى عام ‪ 1993‬حينما �أجرى “�إريك�سون” درا�سته‬ ‫الفارقة‪ ،‬والتي �أثبتت وجود عامل ثالث م�ؤ ِّثر وحم ِّفز على حتقيق التم ُّيز‪� :‬إ َّنه النوم‪ .‬لقد ات�ضح‬ ‫�أن املتم ِّيزين ينامون �أكرث من غريهم‪ ،‬و�أن متو�سط �ساعات نوم النجوم ي�صل �إلى ثماين �ساعات‬ ‫و‪ 36‬دقيقة‪ ،‬بينما يح�صل ال�شخ�ص العادي على ق�سط من النوم يرتاوح بني �ست و �سبع �ساعات‪.‬‬ ‫لقد بينت درا�ساتنا وم�سوحاتنا الإح�صائية �أن �أف�ضل الطيارين‪ ،‬و�أمهر اجل َّراحني‪ ،‬و�أنبغ‬ ‫املع ِّلمني‪ ،‬و�أعظم القادة‪ ،‬ينامون ‪ -‬يف الغالب ‪ -‬لفرتات �أطول وبعمق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬جند من‬ ‫احل�سا�سة ي�شعرون ب�أن اليقظة هي مفتاح النجاح؛ وهو اعتقاد غري �صحيح‬ ‫يحتلُّون هذه املراكز َّ‬ ‫علمي ًا‪ُ .‬ي�ضاف �إلى ما �سبق �أن �أكرث من ‪ %30‬من العاملني ال ينامون �سوى �ست �ساعات كل‬ ‫ليلة‪ .‬ي�شري هذا �إلى �أنَّ �ضعف الإنتاجية ميكن �أن ُيعزى �إلى ق َّلة النوم‪ .‬فقد �أثبتت الدرا�سة‬ ‫املتفح�صة �أن امل� َّؤ�س�سات تفقد نحو �ألفي دوالر يف العام لكل �شخ�ص ينام �أقل من املتو�سط فتنخف�ض‬ ‫بالتايل �إنتاجيته‪� .‬إذ ي�ؤدي انخفا�ض عدد �ساعات النوم �إلى �أقل من �ست �ساعات �إلى الإح�سا�س‬ ‫بالإعياء‪ .‬ف�إن كنت تروم النجاح‪ ،‬فيجب �أن تت�أ َّكد �أنَّ �ساعات عملك ال تتعار�ض مع �ساعات نومك‪،‬‬ ‫وال ت�سمح للأولى ب�أن تطغى على الثانية‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪4‬‬


‫لقد �أثبت الربوف�سور “�إريك�سون” �أنَّ املو�سيقيني املتميزين‪ ،‬والريا�ضيني املت�أ ِّلقني‪ ،‬واملم ِّثلني البارعني‪ ،‬والعبي ال�شطرجن‬ ‫النابغني يح�صلون �أي�ضا على ق�سط وافر من النوم‪ ،‬و�أنَّ جل�سات التدريب املر َّكزة التي يتلقَّونها عادة لي�ست هي ال�سر‪ ،‬فهم‬ ‫يتدربون �أقل وينامون �أكرث‪ .‬ي�ضاف �إلى ما �سبق �أ َّنهم يح�صلون على فرتات راحة لتج ُّنب الإجهاد والت�أ ُّكد من التعايف ال ُك ِّلي‪،‬‬ ‫مما مي ِّكنهم من موا�صلة الن�شاط والأداء بقوة يف اليوم التايل‪.‬‬ ‫ال تدع النوم يجافيك ويرتكك فري�س ًة للتعب والعزوف عن العمل‪ .‬كما �أنَّ االنكباب على مه َّمة بعينها لوقت طويل يقلل من جودة‬ ‫وم�ستوى الأداء‪ .‬ولكي تتج َّنب هذا‪ ،‬ق�سم مهماتك �إلى �سال�سل متقطعة‪ ،‬واح�صل على فرتات راحة‪ ،‬وخذ ق�سط ًا معقو ًال من‬ ‫النوم حتى ال تنخف�ض �إنتاجيتك‪ ،‬لأن حاجتك �إلى �ساعة من الطاقة الإيجابية ت�ساوي ح�صولك على �ساعة من النوم الهادئ‪.‬‬

‫النوم يقي من �أمرا�ض الربد‬ ‫كثريون ال يدركون هذا‪ ،‬لكنَّ ليلة واحدة من النوم العميق تغيرِّ كيمياء اجل�سم‪ .‬احلرمان من النوم‬ ‫يرفع �ضغط الدم‪ ،‬ويزيد من ح َّدة االلتهابات‪ ،‬ويرفع مع َّدالت الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب واجللطات‪.‬‬ ‫كل هذه املعطيات تقودنا �إلى اعتبار النوم مبثابة لقاح �أو م�صل يقينا من خمتلف الأمرا�ض‪.‬‬ ‫أم�س احلاجة �إلى النوم لدرء �أ َّية عدوى‬ ‫يف مو�سم انت�شار �أدوار الربد‪ ،‬يكون جهاز املناعة يف � ِّ‬ ‫ال�سفر مث ًال‪ ،‬فمن املهم �أن تخطط لتح�صل‬ ‫منت�شرة يف الأجواء‪ .‬فحني ي�ضطرب نومك ب�سبب َ‬ ‫على ق�سط وافر من النوم قبل وبعد ال�سفر لتزيد مناعتك الطبيعية �ض َّد خماطر الإ�صابة باملر�ض‪.‬‬

‫�إنه�ض من مقعدك وحترك‬ ‫اجللو�س من �أخطر �أمرا�ض الع�صر احلديث؛ فهو وباء يدمر ال�صحة �أكرث من التدخني‪ ،‬لقد ثبت‬ ‫�أن اجللو�س لأكرث من �ست �ساعات يومي ًا يعجل بالوفاة‪ .‬فمهما مار�ست الريا�ضة‪� ،‬أو تناولت طعام ًا‬ ‫�صحي ًا‪� ،‬أو جت َّنبت التدخني‪� ،‬أو التزمت بالعادات ال�صحية احلميدة‪ ،‬فلن يحميك هذا من خماطر‬ ‫اجللو�س لفرتات طويلة‪ .‬فكل �ساعة تق�ضيها جال�س ًا يف �سيارة‪� ،‬أو �أمام التلفاز �أو الكمبيوتر �أو على‬ ‫املكتب‪ ،‬ت�ستنزف طاقتك وت�ضر ب�صحتك‪.‬‬ ‫اجللو�س الطويل يجعلك بدين ًا‪ :‬فقد �أثبتت الأبحاث �أنَّ االحتفاظ مبعدالت حمية ثابتة‪ ،‬مع‬ ‫زيادة �ساعات اجللو�س ت�ضاعف معدالت ال�سمنة‪ .‬ويف هذا يقول �أحد الباحثني يف جمال مر�ض‬ ‫“ال�س َّكري”‪�“ :‬ساعات اجللو�س الطويلة ت�س ِّبب خماطر �صحية م�ؤكدة مثل التدخني والتع ُّر�ض‬ ‫لأ�ش َّعة ال�شم�س لفرتات طويلة”‪ .‬ويرى �أطباء كثريون �أن اجللو�س لفرتات طويلة ي�ساوي يف خطورته‬ ‫�سرطان اجللد‪.‬‬ ‫لقد ارتفع عدد �ضحايا “مر�ض اجللو�س” كثري ًا مع زيادة اعتماد الإن�سان على الآلة؛ ففي اللحظة‬ ‫التي جتل�س فيها‪ ،‬تخمد الطاقة الكهربائية ال�سارية يف ع�ضالت �ساقيك‪ ،‬ويق ُّل عدد ال�سعرات‬ ‫احلرارية التي حترقها �إلى �سعر حراري واحد يف الدقيقة‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن هبوط �إنتاج “الإنزمي” املفتِّت‬ ‫للدهون مبعدل ‪ .%90‬فبعد �ساعتني من اجللو�س‪ ،‬تقل ن�سبة الدهون ال�صديقة (الكولي�سرتول‬ ‫يف�سر ت�ضاعف ن�سبة �إ�صابة َّ‬ ‫املوظفني الإداريني ب�أمرا�ض القلب‬ ‫غري ال�ضار) مبع َّدل ‪ ،%20‬مما ِّ‬ ‫والأوعية الدموية‪ .‬وي�ؤكد باحث يف �أمرا�ض “ال�س َّكري” �أن �ساعتني من ممار�سة الريا�ضة ال تزيل‬ ‫الآثار ال�سلبية للجلو�س ملدة اثنتني وع�شرين �ساعة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫البعيد عن العني ‪ ..‬بعيد عن الفم‬ ‫ي�ؤكد خرباء الت�سويق �أن احتمال �شرائك لل�سلع املو�ضوعة يف م�ستوى نظرك يف حمالت‬ ‫البقالة و “ال�سوبرماركت” �أكرب من احتمال �شراء ال�سلع املخفية يف الرفوف ال�سفلى‪ .‬فمكان‬ ‫وجود ال�سلعة ي�ؤ ِّثر يف �سلوك امل�ستهلك ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫فكيف ت�ستفيد من هذه احلقائق يف منزلك؟ �ضع الأطعمة ال�صحية من خ�ضروات وفواكه يف‬ ‫مكان على م�ستوى النظر‪ .‬بيد �أنَّ ‪ %85‬منا ال ي�أكلون الأطعمة املفيدة‪ ،‬لأنهم يخفونها يف‬ ‫�أماكن بعيدة عن �أنظارهم‪ ،‬ومن ثم عن �أذهانهم؛ والبعيد عن العني بعيد عن الفم‪.‬‬ ‫من عادات التخزين املعروفة �أن نخفي الثمار الطازجة من خ�ضر وفاكهة يف الدرج ال�سفلي‬ ‫للثالجة‪ .‬ينطبق هذا �أي�ضا على �أماكن تخزين الأطعمة حيث تقع �أعيننا دائما على‬ ‫“ال�شيب�س” واحللويات والن�شويات‪ ،‬فنبقيها على الدوام خيارنا الأول‪ .‬كما مت ِّثل الأطعمة‬ ‫التي تفرت�ش امل�آدب خطر ًا �أكرب‪ :‬فك َّلما نظرنا �إليها‪ ،‬كلما ازددنا نهما لها‪ .‬ولذا ين�صح‬ ‫خرباء التغذية الأذكياء بو�ضع الأطعمة ال�صحية كالتفاح والف�ستق يف مقدمة املائدة‪.‬‬

‫�سجائر ال�سكَّر‬ ‫ال�س َّكر مادة غذائية �سامة؛ فهو يرفع معدالت الإ�صابة بال�س َّكري وال�سمنة‪ ،‬ويزيد خماطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب وال�سرطان‪ .‬يبلغ معدل‬ ‫ا�ستهالك الفرد �أكرث من ‪ 70‬كيلوغرام ًا من ال�س َّكر كل عام‪ .‬وهناك من يقارن خماطر ال�سكر بالكوكايني والهريوين وغريهما من املخدرات‪.‬‬ ‫ي�صف �أحد التقارير الطبية ال�س َّكر ب�أنه “حلو يقودك �إلى املر”‪ ،‬لأنه حم ِّفز خلاليا ال�سرطان‪ :‬حيث ي�ؤدِّي تناول ال�سكريات �إلى �سرعة‬ ‫�إ�صابة اخلاليا بال�شيخوخة ويحفز منو الأورام‪ .‬ومع تق ُّدم الأبحاث الطبية وجد العلماء �أنه حتَّى لن�سبة ال�س َّكر الطبيعية (من ‪� 82‬إلى ‪110‬‬ ‫مللجرامات‪ /‬لرت دم) ت�أثري �سلبي على ال�صحة العامة مبرور الوقت‪� ،‬إذ ترتبط الن�سبة الطبيعية العليا لل�س َّكر بال�ضمور يف خاليا املخ؛ فكلما‬ ‫يعجل ب�شيخوخة اخلاليا‪ .‬لذا ال ين�صح بتناول ال�سكر مبعدل يزيد عما‬ ‫تناولت ال�س َّكريات‪ ،‬كلما زادت احتماالت �إ�صابتك بااللتهابات‪ ،‬مما ِّ‬ ‫ن�ستهلكه يف اخل�ضر والفاكهة‪.‬‬ ‫ويح�سن مزاجنا‪ .‬ثم اكت�شفنا �أن التدخني يت�س َّبب يف‬ ‫يف املا�ضي كنا نظن �أنَّ التدخني يخ ِّفف من حدة التوتُّر‪ ،‬وي�شبع رغبة دفينة يف �أعماقنا‪ِّ ،‬‬ ‫تدمري تراكمي يف خاليا اجل�سم‪ ،‬وي�س ِّبب ال�سرطان‪ ،‬ويجعلنا نبدو �أكرب �سن ًا‪ ،‬ويهدر طاقاتنا‪.‬‬ ‫وال فرق كبري بني ال�سكاكر وال�سجائر‪ :‬فكالهما يقود �إلى الإدمان‪ .‬يف كل م َّرة نتناول احللوى تنفجر يف املخ طلقات “الدوبامني” وحتفزنا على‬ ‫تناول املزيد من احللوى‪ .‬يقول باحث يف املخِّ والأع�صاب‪“ :‬احللوى ِّ‬ ‫تن�شط مراكز‬ ‫ال�سعادة يف املخِّ مثل �سائر الأدوية‪ .‬وكما هو احلال مع الأدوية‪ ،‬والكحوليات‪،‬‬ ‫والتبغ‪ ،‬يتو َّلد يف املخ ت�سامح كيميائي مع ال�س َّكر مبرور الوقت‪ ،‬فنعتاد‬ ‫تناوله‪ ،‬ثم نزيد يف جرعته‪ ،‬كي ن�شعر بالراحة �أو ال�سعادة‪”.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪6‬‬


‫فوائد الفواكه يف �ألوانها‬ ‫ل�سنا بحاجة لنعيد ونذكر بفوائد اخل�ضار والفواكه‪ :‬الغذاء ال�صحي‬ ‫يدحر الأمرا�ض‪ ،‬ويطيل العمر‪ ،‬ويجعلنا نبدو �أكرث �شباب ًا وحيوية‪ .‬بيد‬ ‫�أن الكثريين يحجمون عن تناول اخل�ضر والفواكه‪ ،‬ويقبلون على تناول‬ ‫الأطعمة غري املفيدة‪.‬‬ ‫ي�ؤ ِّثر هذا ال�سلوك يف ال�صحة البدنية‪ ،‬ويف ال�صحة النف�سية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫فقد �أثبتت درا�سة �أُجريت على نحو ‪� 80‬ألف �شخ�ص �أنَّ الكمية الكلية‬ ‫للخ�ضر والفواكه التي يتناولها ال�شخ�ص حتدِّ د مدى �سعادته‪ ،‬و�أن‬ ‫تناول �سبع وجبات من اخل�ضار والفاكهة ي�سهم يف حت�سني املزاج‬ ‫العام للإن�سان‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ما زلنا نتلقَّى ن�صائح متباينة من م�صادر خمتلفة‪ ،‬كما تحُيرِّ نا اخليارات املتعدِّ دة يف حمال البقالة وقوائم املطاعم‪ .‬ولذا‪ ،‬علينا‬ ‫اخت�صار الطريق بتناول ما يقع بني �أيدينا من ثمار داكنة وطازجة‪ :‬فاخل�ضروات ت�شبه �إ�شارة املرور اخل�ضراء التي ت�سمح لك بالتح ُّرك‬ ‫ب�أمان واطمئنان‪ :‬مثل “الربوكويل” و“ال�سبانخ” و“الكرنب” و“الكرف�س” و“اخليار” و“الفلفل” و“القرع” وغريها من اخل�ضر املورقة التي‬ ‫تفيد �صحتك‪� .‬أ َّما من الفواكه‪ ،‬فتناول كل ما هو �أزرق �أو �أحمر مثل التفاح‪ ،‬والتوت‪ ،‬والطماطم؛ فكلها غنية بالعنا�صر الغذائية الهامة مثل‬ ‫الفيتامينات وم�ضادات الأك�سدة‪.‬‬

‫كل ببطء‬ ‫ال ي�ؤدي تناول الطعام ب�سرعة �إلى الإفراط يف ا�ستهالكه فح�سب‪ ،‬بل يرفع ن�سب‬ ‫الإ�صابة بال�سمنة وال�س َّكري مبعدل م َّرتني ون�صف‪ .‬والعك�س �صحيح‪ :‬حني تتناول‬ ‫وجبتك ببطء‪ ،‬ف�إنك ت�ستمتع مبذاق الطعام وتتناول كمية �أقل‪ ،‬فتتج َّنب م�شكلة‬ ‫الإفراط يف الأكل‪.‬‬ ‫يت�س َّبب تناول الطعام ب�سرعة يف ال�شعور بعدم الراحة بعد الأكل‪ :‬فحني ت�أكل ب�سرعة‪،‬‬ ‫تُدخل قدر ًا كبري ًا من الهواء �إلى قناتك اله�ضمية‪ ،‬فتتعب معدتك وتفرز املزيد من‬ ‫احلام�ض‪ ،‬فت�شعر ب�آالم القولون‪� ،‬أو ما يعرف طبي ًا بارجتاع املريء‪ .‬فقد �أثبتت �إحدى‬ ‫الدرا�سات �أن االرجتاع يزيد كلما �أ�سرعت يف تناول الطعام‪.‬‬

‫اجلينات بريئة من االتهامات‬ ‫وجود جينات خبيثة يف �ساللتك لي�س عذر ًا لأن تعي�ش حياة غري �صحية‪ .‬بل �إن العك�س هو ال�صحيح‪ ،‬وذلك بعد �أن اكت�شف العلماء‬ ‫�أن منط حياة الإن�سان و�أ�سلوبه يف اختيار الطعام‪ ،‬وال�شراب هو ما ُيحدث التغيريات اجلينية يف ج�سمه‪ .‬ف�إن كانت ال�سمنة �أو‬ ‫�أمرا�ض القلب من الأمرا�ض الوراثية يف عائلتك‪ ،‬ف�أنت �ست�ستفيد حتم ًا من اتباع العادات الغذائية ال�سليمة‪ ،‬وااللتزام بالريا�ضة‪،‬‬ ‫والتمتُّع بق�سط وافر من النوم‪ .‬مَّربا ت�ؤ ِّثر عاداتك واختياراتك يف خلف َّيتك اجلينية‪ .‬فالن�شاط وحده م�س�ؤول عن خف�ض قابليتك‬ ‫لل�سمنة مبعدل ‪ %40‬طبق ًا ملا �أثبتته درا�سة �أُجريت على ‪� 20‬ألف �إن�سان‪ .‬فبينما ت�سهم اجلينات يف جعلك بدين ًا‪ ،‬فهي ال‬ ‫حتول دون �أن تكون �سليم ًا‪.‬‬ ‫كما �أثبتت جتربة �أخرى �أن الذين ق�ضوا ثالثة �أ�شهر يف ت�صحيح جوانب مه َّمة من منط حياتهم �سواء يف النظام الغذائي �أو‬ ‫التمارين الريا�ضية؛ �أحدثوا تغيري ًا يف ‪ 500‬من جيناتهم‪� :‬إذ زاد ن�شاط اجلينات املقاومة للأمرا�ض َّ‬ ‫وقل ن�شاط اجلينات امل�سببة‬ ‫لها‪ ،‬ومت تعديل التح ُّور اجليني امل�س�ؤول عن الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‪ .‬وقد ُعزى العلماء هذا التحور �إلى تناول‬ ‫اخل�ضر والفاكهة بكرثة‪ .‬ففي حني ال ي�ستطيع الإن�سان تغيري تركيبته اجلينية الكلية‪ ،‬ميكنه ت�صحيح م�سارها وت�أثريها على �صحته‬ ‫مبرور الوقت‪ .‬ف�إن كنت ال ت�ستطيع تغيري تاريخ عائلتك‪ ،‬ف�إنه ميكنك على الأقل ت�صحيح م�ستقبلها من خالل اختياراتك احلالية‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫حافظ على عمودك الفقري‬ ‫ين�صح جراحو العظام ِّ‬ ‫بتوخي احلذر عند االنحناء‪� ،‬أو حمل الأ�شياء‪� ،‬أو ّ‬ ‫لف اجل�سم‪� .‬إذ‬ ‫تُعر�ض تلك احلركات عمودك الفقري للخطر وت�صيبك بال�ضرر‪ .‬فحني تُ�ضطر �إلى االنحناء‬ ‫انحن على ركبتيك بد ًال من ثني ظهرك الذي يجب �أن حتتفظ‬ ‫اللتقاط �شيء �أو للعط�س مثال‪ِ ،‬‬ ‫به م�ستقيم ًا دائم ًا‪ .‬ومن املهم �أال ت�شد �أوتار ظهرك حني ت�شرع يف البحث عن �شيء‪.‬‬

‫جتنَّب الأ�ضواء قبل النوم‬ ‫جت َّنب التع ُّر�ض للأ�ضواء ال�ساطعة قبل �أن تخلد �إلى النوم‪ ،‬فمن �ش�أن ذلك �أن يق ِّلل ن�سبة “امليالتونني” يف دمك‪ ،‬ويجعلك عاجز ًا‬ ‫عن اال�ستغراق يف النوم‪ ،‬كما يق ِّلل من هدوء نومك‪ ،‬ومن املمكن �أن يزيد من احتمال �إ�صابتك ب�أمرا�ض القلب �أو ال�س َّكري‪.‬‬ ‫يلعب “امليالتونني” دور ًا مهم ًا يف تنظيم دورة النوم واال�ستيقاظ لدى الإن�سان‪ .‬ولدرا�سة تقلُّبات ن�سب “امليالتونني”‪ ،‬قام‬ ‫فريق من الباحثني ب�إجراء درا�سة على ‪ 116‬متطوع ًا ملدة خم�سة �أيام متتالية بو�ضع ق�سطرة يف الأوردة الذراعية له�ؤالء‪ ،‬مما‬ ‫م َّكنهم من قيا�س ن�سب امليالتونني بانتظام‪ .‬وقد اكت�شفوا �أن التع ُّر�ض للأ�ضواء املبهرة قبل النوم يق ِّل�ص من الأثر الإيجابي‬ ‫للميالتونني ويقلل ‪ 90‬دقيقة من النوم الهادئ مقارنة مبن يتع ُّر�ضون لل�ضوء اخلافت‪.‬‬

‫موظفون جمتهدون ال جمهدون‬ ‫يف عام ‪ ،1951‬وبعد درا�سة ا�ستغرقت ‪ 18‬عام ًا‪ ،‬تو�صل فريق من الباحثني الذين �أجروا جتارب على م�سجونني بالأ�شغال ال�شاقة يف “�سان‬ ‫فران�سي�سكو” �إلى العوامل التي جعلت ه�ؤالء الرجال معر�ضني لأمرا�ض ال�شريان التاجي‪ .‬وحني ن�شروا اكت�شافهم‪ ،‬تبينَّ �أن ارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬ ‫والتدخني‪ ،‬وال�سمنة هي الأ�سباب املبا�شرة لأمرا�ض القلب‪.‬‬ ‫وكان �أكرث االكت�شافات �إثارة هو �أنَّ الرجال الذين كانوا يق�سمون عملهم �إلى نوبات (�أي ال يعملون با�ستمرار) كانوا �أق َّل تعر�ض ًا للموت ب�أمرا�ض‬ ‫ال�شرايني التاجية‪ .‬كان ه�ؤالء هم عمال املوانىء املك َّلفني بتحميل ال�سفن بالب�ضائع‪ ،‬وهو �أ�سلوب عمل مل تعرفه �صناعة النقل قبل خم�سني عام ًا‪.‬‬ ‫وك�شفت الأبحاث احلديثة عن �أن امل� َّؤ�س�سات التي متنح موظفيها وقت ًا للرت ُّي�ض خالل �ساعات العمل تك�سب �أكرث مما تخ�سر‪ ،‬فهي تك�سب عاملني‬ ‫جمتهدين وم�شروعات ناجحة‪ .‬وحتَّى لو عملت �ساعات �أقل يف الأ�سبوع‪ ،‬ف�إن النتائج تكون �إيجابية بالن�سبة للعامل و�صاحب العمل‪ .‬وب َّينت‬ ‫ويح�سن �صحته‪.‬‬ ‫درا�سات �أخرى �أن الرت ُّي�ض يزيد دخل املوظف لأنه يزيد ن�شاطه ِّ‬

‫كل وال ت�أكل‬ ‫ال ّ‬ ‫ينفك الزمالء والأقرباء والأ�صدقاء يك ِّررون عبارة‪“ :‬ك ُّل هذه القطعة ال�صغرية؛ فهي وحدها‬ ‫لن ت�ض َّرك على �أية حال‪ ”.‬هم يفعلون هذا بح�سن نية ودون التفكري بالنتائج ال�سلبية للأكل حتت‬ ‫ال�ضغط‪ .‬فالأمر لي�س �سه ًال بالن�سبة ِّ‬ ‫لكل من يحاولون اتباع نظام غذائي �سليم‪ ،‬وجت ُّنب ال�س َّكريات‪:‬‬ ‫�إذ �إن هذه العبارة “املع�سولة” جتعلهم يعجزون عن مقاومة الإغراء فمن ال�سهل علينا �أن ن�ضغط على‬ ‫�أحدهم لي�أخذ قطعة من الكعك‪ ،‬لكن َّ‬ ‫يتعذر علينا �أنّ نقنعه ب�أنّ يكتفي بقطعة واحدة‪.‬‬ ‫لعالج املدمنني يتم �إبعادهم عن �أي بيئة فيها �إغراء �أو �أ�صدقاء �سوء‪ ،‬ولكن من امل�ستحيل �إبعاد مر�ضى‬ ‫ال�سكري وال�سمنة عن �أماكن و�أوقات توفر الطعام‪ .‬فمن ي�ضعفون �أمام �إغراءات الطعام يجدون‬ ‫اتخاذ القرارات اخلا�صة بتناول الأطعمة املنا�سبة حلالتهم ال�صحية �أكرث تعقيد ًا؛ �إذ حتتاج مثل هذه‬ ‫القرارات �إلى خو�ض �صراع نف�سي مرير‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ويجعل العي�ش يف جمتمعات وفرق و�أ�سر كبرية تلك الأمور �أكرث تعقيد ًا‪ .‬فقد �أثبتت �إحدى التجارب‬ ‫�أن ن�صف املتط ِّوعني الذين خ�ضعوا ل�ضغط �أقرانهم وتناولوا ما قدموه لهم من �أطعمة مل يكونوا يتبعون‬ ‫نظام ًا غذائي ًا‪ ،‬و�أن ‪ %35‬منهم كانوا ي�سخرون من نظامهم الغذائي‪� .‬إذ �أفاد ثلث املتطوعني ب�أن‬ ‫�أقرانهم طلبوا لهم وجبات يف املطاعم مل يكن حممود ًا اختيارها ب�سبب نظامهم الغذائي‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪8‬‬


‫الأطباق ال�صغرية تعالج امل�شكالت الكبرية‬ ‫ب َّينت التجارب �أنَّ الدافع الداخلي (اجلوع) �أقل قوة وت�أثري ًا من الإغراء اخلارجي املتمثل‬ ‫يف الأطعمة خمتلفة الأنواع والكميات‪ :‬فحني يعطيك �أحدهم كي�س “بطاط�س” من احلجم‬ ‫العائلي‪� ،‬ست�أكل ‪ %45‬منه‪ .‬كما �ستحت�سي �سوائل تزيد بن�سبة ‪� %37‬إن تو َّفرت لك �أكواب‬ ‫ق�صرية ووا�سعة‪ ،‬مقارنة بالأكواب الطويلة والرفيعة‪ .‬وت�شكل حجوم �أوعية الطعام وال�شراب‬ ‫خطر ًا �أكرب على الأطفال الذين يتناولون كميات �أكرث عندما يح�صلون على عبوات �أكرب‪.‬‬ ‫كما ي�ؤ ِّثر لون الأطباق على ما نتناوله‪� .‬إذ ب َّينت درا�سة من�شورة يف جملة “�أبحاث‬ ‫امل�ستهلكني” �أن ت�أثري لون الطبق كبري جد ًا‪ .‬فالتباين بني لون الطبق والطعام يجعل‬ ‫النا�س يحجمون عن الإفراط يف تناول الطعام‪� .‬أثبتت �إحدى التجارب �أن تقدمي‬ ‫“املعكرونة” بال�صو�ص الأبي�ض يف طبق �أبي�ض اللون يجعل النا�س يتناولون كم ًا �أكرب‬ ‫بن�سبة ‪ %30‬من الذين تقدم لهم نف�س الوجبة يف طبق �أحمر اللون‪.‬‬

‫احلركة دائم ًا بركة‬ ‫تزداد كفاءة ِّ‬ ‫خمك بعد ممار�سة الريا�ضة‪ .‬فقطع م�سافة ميل �أ�سبوعي ًا يقي املخ من خطر‬ ‫ال�ضمور‪ .‬فقد �أثبتت درا�سة بد�أت منذ ع�شرين عام ًا وجود عالقة بني معدالت الن�شاط وحجم‬ ‫املخِّ يف �أكرث من ‪� 400‬شخ�ص‪ .‬فقد راقب العلماء ممار�سي ريا�ضة امل�شي و�أجروا عليهم‬ ‫ثالثي الأبعاد لتحديد التغريات التي تطر�أ على حجم ِّ‬ ‫خمهم‪ .‬اجلدير‬ ‫رنين ًا مغناطي�سي ًا َّ‬ ‫بالذكر �أنَّ تقلُّ�ص حجم املخِّ م� ِّؤ�شر على موت خالياه‪.‬‬

‫�أطعمة �سيئة ال�سمعة‬ ‫يح�سن تغيري نظرتك �إلى الأطعمة غري املفيدة و�إلى اختياراتك لوجباتك‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫(بغ�ض النظر عن‬ ‫ت�سهم معرفتك ملعلومات �أكرث عن حمتويات طعامك‬ ‫عالمتها التجارية) يف ت�صحيح عاداتك الغذائية‪ .‬ميكنك مث ًال اال�ستعا�ضة‬ ‫عن الت�سايل املعلبة واملعاجلة مبواد حافظة‪ ،‬باجلزر؛ وا�ستبدال رقائق‬ ‫البطاط�س املقلية “ال�شيب�س” باللوز والف�ستق والكاجو والبندق‪ .‬عندما‬ ‫ت�شرتي الطعام ال�صحي بد ًال من ال�ضار‪� ،‬ست�ضطر ‪ -‬دائم ًا وكلما �شعرت‬ ‫باجلوع ‪ -‬للبحث عن املفيد بد ًال من التناول احلتمي للأطعمة ال�ضارة‪.‬‬ ‫فمن امل�ؤكد �أن �ضبط عاداتك يح�سن اختياراتك‪.‬‬

‫الإفطار �أهم من الع�شاء‬ ‫لتكن وجبة الإفطار �أهم وجبات يومك‪ .‬حني تتجاهل وجبة الإفطار �ست�ضطر �إلى تناول الطعام‬ ‫ب�شراهة طيلة اليوم‪ .‬كما �أن �إهمال وجبة الإفطار ب�شكل منتظم يعر�ضك لتخزين دهون �أكرث يف‬ ‫منطقة اخل�صر‪ ،‬مقارنة مبن يتناولون �إفطار ًا �صحي ًا ب�صفة يومية‪ .‬وقد �أكدت درا�سة طريفة ن�شرتها‬ ‫جملة ال�صحة العامة �أن الذين يتناولون وجبة الإفطار بانتظام يكونون �أكرث ذكاء ًا ور�شاقة‪.‬‬

‫�أطعمة واقية من ال�سرطان‬ ‫يعد االحتفاظ بج�سم نحيل ذكاء ًا �صحي ًا ملقاومة خمتلف �أنواع ال�سرطان‪ .‬فقد تبني للأطباء �أنَّ ال�سمنة من الأ�سباب املحفزة ملر�ض ال�سرطان‬ ‫لأنها تخلق حالة التهاب مزمنة ت�س ِّهل منو وانت�شار اخلاليا ال�سرطانية يف ج�سم الإن�سان‪ .‬ومما �أكدته الأبحاث والإح�صائيات �أنَّ مر�ضى ال�سمنة‬ ‫مع َّر�ضون للإ�صابة بال�سرطان بن�سبة ت�صل �إلى نحو ‪ .%50‬ويف حاالت مثل �سرطان الكبد‪ ،‬ترتفع هذه الن�سبة �إلى ‪ .%450‬وهذا يعني‬ ‫�أن االحتفاظ بوزن مثايل قد يكون �أف�ضل الطرق لتقليل خماطر الإ�صابة بال�سرطان على املدى الطويل‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫فوائد القهوة وال�شاي واملاء‬ ‫من �أف�ضل طرق تزويد اجل�سم بكميات منا�سبة ومتوا�صلة من ال�سوائل احت�ساء كميات كبرية من امل�شروبات الطبيعية مثل املاء والقهوة وال�شاي‪.‬‬ ‫ورغم ت�ضارب الآراء حول القهوة على مر ال�سنني‪ ،‬جند الأبحاث احلديثة ت�ؤيد �شربها بكميات كبرية لأنها‬ ‫حتتوي على ن�سب عالية من م�ضادات الأك�سدة املقاومة لل�سرطان‪ .‬كما برهنت �أبحاث متتالية على �أن‬ ‫القهوة تطيل العمر‪ ،‬وتقاوم حاالت بطء الإدراك امل�صاحب لتق ُّدم ال�سن‪ ،‬وحت ِّفز الن�شاط‬ ‫وحت�سن احلالة املزاجية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ف�إن مل تكن من هواة القهوة فعليك بتناول ال�شاي‪ :‬فهو يحتوي على ربع كمية الكافايني‬ ‫املوجودة يف القهوة‪ ،‬ف�ض ًال عن كونه خفيف ًا على املعدة‪ .‬هذا‪ ،‬ويوفر ال�شاي الأخ�ضر‬ ‫ع َّدة فوائد لل�صحة العامة‪ :‬بد ًءا من مقاومة االلتهابات‪ ،‬و و�صو ًال �إلى حماية اجللد‪.‬‬ ‫ي�ضاف �إلى ما �سبق �أن لل�شاي الأخ�ضر ت�أثري ًا �إيجابي ًا على املخِّ ‪ ،‬واال�ستيعاب‪،‬‬ ‫تن�س احت�ساء املاء بكرثة‪ :‬فهو ِّ‬ ‫يرطب اجل�سم‪ ،‬ويطرد‬ ‫والذاكرة‪ .‬و�أخري ًا‪ ،‬ال َ‬ ‫ال�سموم‪ ،‬ويحمل املواد الغذائية خلالياه‪ ،‬كما يرطب الأذنني‪ ،‬والأنف‪ ،‬واحللق‪،‬‬ ‫ويقلل الآثار امل�صاحبة للح�سا�سية‪.‬‬ ‫حني تبد�أ يف ت�صحيح عاداتك اليومية وتتطلع �إلى حياة �سعيدة وتفكر يف كل الفر�ص واالحتماالت املتاحة لزيادة فعاليتك و�إنتاجيتك‪ ،‬خذ خطوة‬ ‫�إ�ضافية و�إيجابية �إلى الأمام‪ :‬هيئ ثقافة التمتُّع بال�صحة والر�شاقة واحليوية لكل من حولك‪ ،‬وكن مثا ًال يحتذى يف اتباع العادات ال�صحية‬ ‫ال�سليمة و تطبيق ال�سلوكيات الإيجابية‪� .‬ساعد نف�سك وذويك وزمالءك و�أفراد جمتمعك على العي�ش ب�سعادة‪ ،‬لأنَّ احلياة التي تتطلب املبادرة‪،‬‬ ‫ت�ستحق �أي�ض ًا خو�ض املزيد من التجارب والتحديات املفعمة باملغامرة‪.‬‬ ‫المؤلف‪:‬‬ ‫توم راث‪ :‬عمل “توم راث” لسنوات في مؤسسة “جالوب” العالمية المتخصصة في‬ ‫األبحاث االجتماعية والسلوكية والمشهورة باستقصاءاتها وتحليالتها اإلحصائية‪ .‬وهو‬ ‫صحته وعمله وأدائه بشكل عام‪ .‬وقد‬ ‫يتخصص في دراسة تأثير سلوك اإلنسان على َّ‬ ‫اشتهر بعد نشر كتابه المعروف‪“ :‬هل دلوك ممتلىء؟”‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫‪1. Wellbeing‬‬ ‫‪The Five Essential Elements,‬‬ ‫‪By Tom Rath 2010‬‬ ‫العيش الرغيد‪ :‬الرخاء وعناصره الخمسة‪ .‬تأليف‪ :‬توم راث‪2010 .‬‬ ‫‪2. The Blue Zones‬‬ ‫‪9 Lessons for Living Longer From the People Who’ve Lived the Longest‬‬ ‫‪By Dan Buettner, 2012‬‬ ‫المناطق الزرقاء‪ 9 :‬دروس لتعمر أطول وتعيش أفضل‪ .‬تأليف‪ :‬دان بيوتنر‪2012 .‬‬ ‫‪3. Positivity‬‬ ‫‪Top-Notch Research Reveals the 3 to 1 Ratio That Will Change Your Life.‬‬ ‫‪By Barbara Fredrickson. 2009‬‬ ‫الحياة اإليجابية‪ :‬معادلة ‪ 3‬إلى ‪ 1‬التي ستغير حياتك إلى األفضل‪ .‬تأليف‪ :‬باربرا فريدريكسون‪2009 .‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪10‬‬


‫“�ضبط عاداتك يح�سن اختياراتك؛‬ ‫فحني تبد�أ يف ت�صحيح عاداتك‬ ‫اليومية وتتطلع �إلى حياة �سعيدة‪،‬‬ ‫خذ خطوة �إ�ضافية‪ :‬هيىء ثقافة‬

‫التمتُّ ع بال�صحة واحليوية ملن حولك”‬

‫تـــــوم راث‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.