018 الثقة الإبداعية

Page 1


‫ٍ‬ ‫ثــــــــوان‪...‬‬ ‫فـي‬ ‫يف زمن �أ�صبحت فيه املعرفة جزء ًا ال يتجز�أ من منظومة تقدم الدول‪ ،‬بل‬ ‫�أ�صبحت املحرك الرئي�س للنمو االقت�صادي‪� .‬صار لزام ًا علينا يف م�ؤ�س�سة‬ ‫حممد بن را�شد �آل مكتوم �أن نرتقي ب�أعداد القراء وتنمية عادة القراءة‬ ‫وعدد الكتب التي يتم قراءتها لدى �شبابنا وبناتنا من خالل تذليل العقبات‬ ‫ومنح اجلمهور جرعة كافية من املعلومات والثقافة لتغذي العقول وت�صنع‬ ‫�أجيا ًال �أف�ضل ترتقي مب�ستوى املجتمع فكري ًا و�أدبي ًا وعلمي ًا‪ ،‬وهنا كانت‬ ‫مبادرة “كتاب يف دقائق” هي �شعاع النور الذي مكن َّنا من ذلك‪.‬‬ ‫‪ 6‬دفعات تناولت ‪ 18‬مو�ضوع ًا جنحت من خاللها املبادرة يف �أن‬ ‫ت�ستقطب العديد من الراغبني يف احل�صول على ملخ�صاتها من‬ ‫غري امل�شمولني بالئحة التوزيع‪ ،‬بل ونالت ا�ستح�سان وثناء امل�س�ؤولني‬ ‫يف امل�ؤ�س�سات احلكومية و�شبه احلكومية والإعالمية ملا فيها من فائدة‬ ‫ومعلومات قيمة‪ ،‬تتدفق بكل ان�سيابية من �صفحات امللخ�صات �إلى عقول‬ ‫القراء‪ .‬لقد عك�ست هذه امللخ�صات مدى ارتباط املعرفة بالقدرة‪ ،‬ومدى‬ ‫احلاجة ملوا�صلة االطالع على �أحدث املعارف كي يجد القارئ نف�سه وقد‬ ‫التحق بركب احلداثة‪.‬‬ ‫ويف الدفعة ال�ساد�سة من امللخ�صات جتدون ملخ�ص كتاب‪ :‬الإدارة والأداء‬ ‫– كيف نحقق الكثري بالقليل‪ ،‬مل�ؤلفه‪ :‬ريت�شارد كوخ‪ ،‬والذي يتناول �أمناط‬ ‫الإدارة الناجحة و�أنواع املديرين وكيفية �إ�سعاد املوظفني وحتقيق النتائج‬ ‫املبهرة‪ .‬وامللخ�ص الثاين هو كتاب‪ :‬قواعد الإتيكيت احلديثة – و�سيلتك‬ ‫العتالء القمة‪ ،‬للم�ؤلفتني‪ :‬دورثيا جون�سون وليف تايلر‪ .‬و�أخري ًا امللخ�ص‬ ‫الثالث لكتاب‪ :‬الثقة الإبداعية – �إطالق العنان لطاقتنا الإبداعية‬ ‫الكامنة‪ ،‬مل�ؤلفيه‪ :‬ديفيد وتوما�س كيلي‪ ،‬والذي ي�ؤكد �أننا كلنا مبدعون �إذا‬ ‫اكت�شفنا قدراتنا و�سخرناها بالطريقة ال�صحيحة‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬ف�إننا �إذ ن�صبو نحو خلق بيئة معرفية م�ستدامة‪ ،‬ف�إن مبادرة‬ ‫“كتاب يف دقائق” تعد �إحدى �أجنح الو�سائل التي قدمتها امل�ؤ�س�سة �إلى‬ ‫املجتمع املحلي لتحقيق ذلك الهدف ال�سامي‪ .‬وختام ًا ن�ؤكد يف م�ؤ�س�سة‬ ‫حممد بن را�شد �آل مكتوم على �أننا �سن�سعى دائم ًا نحو الأف�ضل يف‬ ‫اختيارنا لكل كتاب ذائع ال�صيت �أو ذي فائدة كبرية يف تنمية الذات‬ ‫و�صناعة القيادات‪ ،‬مبا يتوافق مع توجهاتنا لتعزيز املبادرة التي نتوقع لها‬ ‫ا�ستمرار التوهج والنجاح دفعة تلو الأخرى‪.‬‬ ‫جمال بن حويرب ‬

‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫ك ُّلنا مبدعون �إذا اكت�شفنا قدراتنا وف ّعلناها‬ ‫ما الذي يتبادر �إلى ذهنك حني ت�سمع عبارة‪“ :‬مقدرة �إبداعية”؟ لع َّلك‬ ‫وربا تعتقد �أنَّ املهند�سني‬ ‫تربط بني معنى “�إبداعي” ومعنى “ف ِّني” مَّ‬ ‫املعماريني وف َّناين الت�صميم وذوي املواهب الفنية املتن ِّوعة‪ ،‬هم فقط‬ ‫املبدعون‪ ،‬و�أنَّ نف�س الو�صف ال ينطبق على املديرين التنفيذيني‬ ‫واملحامني والأطباء‪ ،‬وغريهم من املهنيني واملوظفني‪� .‬أو لع َّلك تظنُّ‬ ‫�أنَّ الإبداع �سمة ثابتة يف ال�شخ�صية؛ ف�إ َّما �أن يولد الإن�سان ولديه‬ ‫جينات �إبداعية‪� ،‬أو ال‪ .‬ت�ش ِّكل هذه االفرتا�ضات واملفاهيم املغلوطة ما‬ ‫ميكن �أن نطلق عليه “خرافة املقدرة الإبداعية”‪ ،‬وهي على النقي�ض‬ ‫مما ن�سميه “الثقة الإبداعية‪ ”.‬وجوهر هذه الثقة هو االعتقاد ب�أ َّننا‬ ‫َّ‬ ‫جميع ًا مبدعون‪ .‬واحلقيقة هي �أ َّننا جميع ًا منلك �إمكانات �إبداعية‬ ‫ميكن ا�ستثمارها‪� ،‬إذا ما اكت�شفناها ّ‬ ‫ووظفناها بو�ضعها مو�ضع‬ ‫التطبيق‪.‬‬ ‫جوهر الثقة الإبداعية هو االعتقاد ب�أ َّنك متلك القدرة على �إحداث‬ ‫تغيري يف العامل من حولك‪� .‬إ َّنه الإميان ب�أ َّنك قادر على حتقيق ما‬ ‫لب االبتكار والقدرة على‬ ‫�شرعت يف �إجنازه‪ .‬هذه الثقة بالنف�س هي ُّ‬ ‫الإبداع‪ .‬ويف جمال الأعمال تتج َّلى املقدرة الإبداعية �أي�ض ًا يف القدرة‬ ‫على االبتكار‪ ،‬فلي�س هناك �إن�سان �أو ف َّنان �أو مدير �أو مهند�س �أو‬ ‫عبقري ي�ستطيع �أن يحتكر توليد الأفكار اجلديدة وحده‪.‬‬ ‫يحتاج كل النا�س �إلى امل�ساعدة من �أجل اكت�شاف ما ميلكونه من‬ ‫ملكات وقدرات‪ :‬القدرة على تخ ُّيل �أفكار جديدة والبناء عليها‪ .‬لكن‬ ‫القيمة احلقيقية للمقدرة الإبداعية ال تربز �إال حني نتح َّلى بال�شجاعة‬ ‫الكافية لتفعيل هذه الأفكار‪ .‬هذا املزج بني الفكرة والفعل هو الذي‬ ‫ّ‬ ‫يو�ضح معنى الثقة الإبداعية‪ ،‬ويجعلنا ندرك �أ َّنها تتج َّلى عندما‬ ‫ن�ستطيع تخ ُّيل وا�ستنباط �أفكار جديدة‪ ،‬ونتح ِّلى بال�شجاعة لتجربتها‪.‬‬ ‫عندما ك َّنا �صغار ًا؛ ك َّنا جميع ًا مبدعني‪ :‬ففي مرحلة الطفولة‪ ،‬ك َّنا‬ ‫جميع ًا نلعب وجن ِّرب �أ�شياء غريبة دون خوف �أو �شعور باخلجل‪.‬‬ ‫فاخلوف من املبادرة واملغامرة يف �سياق عام و�أمام الآخرين هو‬ ‫�شعور مكت�سب نتع َّلمه بالتدريج ونحن نكرب‪ .‬ولهذا يبقى ب�إمكاننا‬ ‫�أن ن�ستعيد قدراتنا الإبداعية ب�سرعة وبق َّوة‪ ،‬عرب اكت�شافنا لقدراتنا‬ ‫الكامنة وت�شغيلها‪.‬‬


‫و�ضع الثقة الإبداعية مو�ضع التنفيذ‬ ‫ت�ؤ ِّثر منظومة معتقداتنا على �أفعالنا و�أهدافنا و�إدراكنا للواقع‪ .‬الذين‬ ‫ي�ؤمنون ب�أنَّ يف �إمكانهم �إحداث التغيري هم على الأرجح �أقدر على‬ ‫�إجناز ما عقدوا العزم على حتقيقه‪ .‬فالأ�شخا�ص الذين يتمتَّعون بقدر‬ ‫من الفاعلية يرنون ب�أب�صارهم �إلى �أعلى‪ ،‬ويحاولون بجد‪ ،‬ويحتملون‬ ‫ال�صعاب ملدة �أطول‪ ،‬ويظهرون مرونة يف مواجهة الف�شل‪.‬‬ ‫عندما يتجاوز املرء املخاوف التي ت�س ُّد عليه منافذ مقدرته الإبداعية‪،‬‬ ‫ف�إنَّ الفر�ص اجلديدة تبد�أ يف الظهور‪ .‬وبد ًال من النكو�ص �أو التج ُّمد‬ ‫يف مكانه خ�شية الف�شل‪ ،‬ف�إ َّنه يرى �أنَّ كل خربة حتمل يف ط َّياتها فر�صة‬ ‫للتعلُّم واال�ستثمار‪ .‬فالإح�سا�س ب�ضرورة ال�سيطرة الكاملة جتعل بع�ض‬ ‫املبدعني عالقني يف مرحلة التخطيط للم�شروع‪ .‬ولكن مع �إتقان الثقة‬ ‫الإبداعية ميلك الإن�سان املبدع هام�ش ًا من املغامرة واملخاطرة‪ ،‬ويقبل‬ ‫العمل يف ظروف يعرتيها ال�شك‪ ،‬فينتقل �أو يقفز �إلى �ساحة الفعل ويبد�أ‬ ‫التنفيذ يف ميدان العمل‪ .‬وبد ًال من قبول الأمر الواقع �أو قبول ما ح َّدده‬ ‫لهم الآخرون‪ ،‬ف�إ َّنهم ي�شعرون بحرية التعبري عن ر�أيهم وحتدِّ ي الأ�ساليب‬ ‫القائمة واحلكمة املوروثة يف �إجناز الأ�شياء‪ .‬فهم يت�ص َّرفون ب�شجاعة‬ ‫كبرية ولديهم مثابرة �أكرب يف التعامل مع ال�صعاب والتحديات‪.‬‬

‫من التفكري الت�صميمي �إلى الثقة الإبداعية‬ ‫هناك ثالثة عوامل ينبغي توافرها يف برامج االبتكار‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ الأول‪ :‬العوامل التقنية �أو اجلدوى الفنية‪ ،‬فمن املمكن �أن تكون تقنية ما‬‫جديدة ذات قيمة عالية للغاية‪ ،‬وميكن �أن تو ِّفر الأ�سا�س لإن�شاء �شركة جديدة ناجحة‬ ‫�أو خط جديد للإنتاج يكون مبثابة ثورة يف جماله‪.‬‬ ‫ الثاين‪ :‬العوامل التجارية �أو ال�صالحية االقت�صادية‪ ،‬ينبغي لهذه التقنية �أن‬‫يتم �إنتاجها وتوزيعها بطريقة جمدية اقت�صاد ّي ًا مبا ي�سمح للم�شروع‬ ‫تعمل بنجاح‪ ،‬و�أن َّ‬ ‫�أن ينجح وي�ستمر‪.‬‬ ‫ الثالث‪ :‬العامل الب�شري‪ .‬ويتع َّلق بفهم و�إدراك االحتياجات الإن�سانية‪ ،‬وهو يتط َّلب‬‫يوجه معتقداتهم‬ ‫ما هو �أكرث من مالحظة ال�سلوك‪ ،‬فيحتم معرفة ما يحفز النا�س وما ِّ‬ ‫وي�ؤ ِّثر يف قراراتهم‪.‬‬ ‫فال�سعي نحو الو�صول �إلى تلك النقطة املركزية التي يتحقَّق عندها التوازن بني اجلدوى‪ ،‬وال�صالحية‪ ،‬ورغبات العمالء واجلمهور‪ ،‬يعد جزء ًا‬ ‫من “التفكري الت�صميمي”‪ .‬فلي�ست هناك منهجية واحدة تنا�سب اجلميع ومتكنهم من توليد �أفكار جديدة وحتويلها �إلى ابتكارات مفيدة؛ لكن‬ ‫معظم برامج االبتكار ال تخلو من اخلطوات �أو املراحل الأربع التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الإلهام‪ :‬ال تنتظر تفاحة نيوتن حتى ت�سقط على ر�أ�سك‪ .‬انه�ض واقتحم امل�شكالت وا�س َع بن�شاط وفاعلية وراء اكت�ساب اخلربات التي توقد‬ ‫جذوة الفكر الإبداعي لديك‪ .‬تفاعل مع اخلرباء وجد لقدمك مو�ضع ًا يف البيئات وال�سياقات غري التقليدية‪� .‬إذ يجد الإلهام وقوده يف م�سار العمل‬ ‫متمركزة حول الإن�سان‪ ،‬يع ُّد التعاطف وتف ُّهم م�شاعر الآخرين م�صدر ًا ومنطلق ًا‬ ‫املدرو�س‪ .‬ومن �أجل بثِّ الإلهام الذي ي�ؤدي �إلى عملية ابتكار‬ ‫ِ‬ ‫للإبداع‪� .‬إدراك االحتياجات والرغبات واملحفزات التي تدفع بني الب�شر ت�ساعد على بثِّ الإلهام يف عقلك وقلبك‪ .‬كما �أنَّ مالحظة �سلوك الب�شر‬ ‫يف �سياقهم الطبيعي ميكن �أن ي�ساعد يف فهم �أف�ضل للعوامل ذات الت�أثري‪ ،‬وبالتايل ي�ساهم يف ا�ستثارة ر�ؤى جديدة تدفع جهود االبتكار �إلى الأمام‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪2‬‬


‫‪ -2‬التن�سيق‪� :‬أ َّما اخلطوة التالية فهي �أنّ تبد�أ التحدِّ ي املتع ِّلق بـ“بناء املعنى” �أنت بحاجة‬ ‫�إلى �أنّ تدرك النماذج احلاكمة‪ ،‬وحتدِّ د املو�ضوعات الرئي�سة وتبحث عن املعنى فيما ترى‬ ‫وجتمع وتالحظ‪ .‬انتقل من املالحظات العامة واحلكايات الفردية �إلى احلقائق املج َّردة‪ .‬ر ِّتب‬ ‫مالحظاتك يف �شكل “خارطة تعاطف”‪� ،‬أو ا�صنع م�صفوفة لت�صنيف وتبويب احللول‪ .‬حاول �أن‬ ‫تعيد ت�أطري امل�شكلة من خالل تغيري منظور التناول حتى تختار النقاط التي �سرت ِّكز فيها طاقتك‪.‬‬ ‫‪ -3‬التجريب‪ :‬ا�ستك�شف الفر�ص اجلديدة‪ .‬حاول �أن تنتج عدد ًا كبري ًا من الأفكار وادر�س‬ ‫خياراتها املتعدِّ دة واملتن ِّوعة‪ .‬بيت الق�صيد واملفتاح ال�سحري هنا هو �أن تكون �سريع ًا‪ ،‬و�أن‬ ‫ت�ستك�شف جما ًال عري�ض ًا من الأفكار دون �أن تر ِّكز كل طاقتك على فكرة واحدة فقط‪.‬‬ ‫‪ -4‬التنفيذ‪ :‬قبل طرح فكرة جديدة‪ ،‬ن ِّقح الت�صميم وج ِّهز خارطة طريق لل�سوق‪ .‬ميكن‬ ‫للعرو�ض الت�سويقية الأولى �أن تختلف‪ ،‬ويعتمد ذلك على عنا�صر املنتج �أو اخلدمة‪ .‬ولهذا قد‬ ‫مت ُّر مرحلة التنفيذ بع َّدة جوالت وحماوالت يكتنفها العزم والإ�صرار حتى يتح َّول االبتكار �إلى‬ ‫ا�ستثمار‪.‬‬

‫التفكري الت�صميمي‬ ‫التفكري الت�صميمي طريقة الكت�شاف االحتياجات الإن�سانية وابتكار حلول جديدة با�ستخدام‬ ‫�أدوات وطرق تفكري خا�صة مبمار�سي الت�صميم‪ .‬با�ستخدام التفكري الت�صميمي‪ ،‬نتم َّكن من‬ ‫تناول جمموعة عري�ضة من التحديات ال�شخ�صية واالجتماعية والعملية ب�أ�ساليب جديدة‬ ‫و�إبداعية‪ .‬وهي تعتمد على قدراتنا الب�شرية الطبيعية القابلة للتمرين والتح�سني‪ ،‬لندرك‬ ‫النماذج احلاكمة ون�ش ِّكل الأفكار التي تدفعنا عاطف ّي ًا ووظيف ّي ًا‪ .‬ف�إذا كانت لديك م�شكلة ال‬ ‫ميكنك حتديد �أبعادها ب�سهولة �أو لي�س لديك بيانات ومعلومات كافية عنها‪ ،‬فقد مي ِّكنك‬ ‫التفكري الت�صميمي من امل�ضي قدم ًا با�ستخدام التفاعل وامل�شاركة لت�شكيل النماذج الأولية‪.‬‬ ‫حينما حتتاج �إلى حتقيق ابتكار خالق �أو قفزة �إبداعية‪ ،‬ت�ساعدك هذه املنهجية على �سرب‬ ‫�أغوار امل�س�ألة والعثور على حلول ور�ؤى جديدة وغري تقليدية‪.‬‬ ‫من ال�شروط الأ�سا�سية لتحقيق الثقة الإبداعية؛ الإميان ب�أنَّ مهاراتك‬ ‫وقدراتك االبتكارية لي�ست جامدة‪� .‬إذا كنت تظن يف الوقت احلايل‬ ‫�أ َّنك ل�ست �شخ�ص ًا مبدع ًا‪ ،‬فعليك �أ َّو ًال �أن تتخ َّلى عن هذا الظنِّ قبل‬ ‫�أن تتم َّكن من امل�ضي قدم ًا‪ .‬عليك �أن ت�ؤمن حقَّا ب�أنَّ التعلُّم والتط ُّور‬ ‫�أمران ممكنان‪ .‬بعبارة �أخرى‪� :‬أنت بحاجة �إلى �أن تعتمد على “عقلية‬ ‫التع ّلم والنمو والتط ّور”‪.‬‬ ‫ومن �أجل تقدير عقلية النم ِّو والتط ُّور حقَّ قدرها‪ ،‬قد يكون من املفيد‬

‫�أن تقارن بينها وبني نقي�ضها‪ :‬عقلية اجلمود والتخثرُّ والبيات ال�شتوي‪.‬‬ ‫و�سواء كان ذلك عن وعي �أو ال‪ ،‬ف�إنَّ الأ�شخا�ص الذين يتح َّركون بعقلية‬ ‫جامدة يعتقدون ب�أنَّ كل �شخ�ص مولود ولي�س لديه �إال قدر حم َّدد من‬ ‫الذكاء‪ ،‬ومقدار معينَّ من املوهبة‪ ،‬ال ي�ستطيع �أن يتجاوزه‪� .‬أ�صحاب‬ ‫هذه العقلية ِّ‬ ‫يف�ضلون �أن يعي�شوا ويعملوا يف املنطقة امل�ألوفة املريحة‪.‬‬ ‫وعلى النقي�ض‪ ،‬تو ِّفر عقلية التط ُّور جواز �سفر القتحام �آفاق جديدة‬ ‫لأ َّنها ت�سمح بانفتاح العقل على اعتبار �أنَّ القدرات الفردية ال ميكن‬ ‫معرفتها �إال بالتجريب‪ ،‬و�أنَّ الإمكانات غري حمدودة‪.‬‬

‫من اخلوف �إلى ال�شجاعة‬ ‫التوجه �إلى �سل�سلة من النجاحات‬ ‫ال�شكوك يف القدرة الإبداعية ميكن عالجها من خالل ُّ‬ ‫ن�سميها “احلالة‬ ‫ال�صغرية‪ .‬وميكن �أن يكون للخربة ت�أثري قوي على حياتنا‪� .‬إنَّ حالة العقل التي ِّ‬ ‫الف َّعالة” ترتبط بالثقة الإبداعية‪ .‬فالذين يتمتَّعون بثقة �إبداعية ي�صلون �إلى حتقيق اختيارات‬ ‫�أف�ضل‪ ،‬واالنطالق نحو م�سارات جديدة ب�صورة �أ�سهل‪ ،‬والو�صول بدرجة �أي�سر �إلى حلول مل�شكالت‬ ‫تبدو م�ستع�صية‪ .‬فهم يرون فر�ص ًا جديدة ويتعاونون مع الآخرين لتح�سني املواقف املحيطة بهم‪،‬‬ ‫ويقابلوا التحديات التي تواجههم ب�شجاعة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫توجهات مثل‪:‬‬ ‫يتجلَّى اخلوف من الإخفاق يف ُّ‬ ‫ اخلوف من �أنّ تكون مو�ضوع ًا لأحكام الآخرين؛‬‫ واخلوف من و�ضع قدمك على �أول الطريق؛‬‫ واخلوف من املجهول‪.‬‬‫اخلوف من الإخفاق هو �أكرب عقبة يف طريق النجاح الإبداعي‪ .‬ومن اخلرافات املنت�شرة‬ ‫على نطاق وا�سع �أنَّ العباقرة املبدعني نادر ًا ما يخفقون‪ .‬مع �أنَّ العك�س هو ال�صحيح‪:‬‬ ‫العباقرة املبدعون يخفقون كثري ًا لك َّنهم ال يدعون الإخفاق يقتل حماوالتهم‪ .‬املبدعون‬ ‫يجرون اختبارات وجتارب �أكرث من غريهم‪ .‬ف�إذا كنت ترغب يف مزيد من النجاح‪ ،‬فعليك‬ ‫وربا تكون املحاوالت‬ ‫�أن تكون على ا�ستعداد ب�أن تتمتَّع بهام�ش من الت�سامح مع الإخفاق‪ .‬مَّ‬ ‫الفا�شلة املب ِّكرة َّ‬ ‫حمطات مه َّمة على طريق النجاح يف االبتكار؛ لأ َّنك ك َّلما �سارعت �إلى معرفة‬ ‫نقاط �ضعفك خالل دورة االبتكار‪� ،‬أمكنك حت�سني اجلوانب التي حتتاج �إلى �إ�صالح �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫امل�ضي قدم ًا نحو م�ستويات تالي ٍة من النجاح‪.‬‬ ‫النجاحات ال�صغرية مفيدة لأ َّنها ت�ساعدنا على ِّ‬ ‫فالعمل الذي نعتقد �أنه ي�ستحيل �إجنازه بخطوة واحدة‪ ،‬ي�صبح قاب ًال للتح ُّكم والتد ُّبر �إذا ما‬ ‫ق�سمناه �إلى خطوات ومهام �أ�صغر‪ .‬العالقة املحتومة بني الف�شل واالبتكار هي در�س ال‬ ‫ّ‬ ‫ميكنك �أن تتع َّلمه �إال من خالل الفعل والعمل‪ .‬يعوقنا اخلوف من الف�شل عن‬ ‫حماولة تعلُّم مهارات جديدة‪ ،‬وعن املخاطرة ومواجهة‬ ‫التحديات‪ .‬بينما تطالبنا الثقة‬ ‫الإبداعية بتجاوز هذا اخلوف‪.‬‬ ‫ولكن حتَّى بعد �أن تتغ َّلب على خوفك الأ َّو ِّ‬ ‫يل من الف�شل وتكت�سب‬ ‫ثقة �إبداعية‪ ،‬ف�إ َّنك تبقى بحاجة �إلى املرونة‪ .‬مثل الع�ضالت متام ًا؛‬ ‫ف�إنَّ قدراتك الإبداعية تنمو وتقوى باملمار�سة‪ .‬يحتاج كل املبدعني‬ ‫�إلى الوثب وحتقيق قفزات كبرية‪ :‬فما احلاجة التي ينبغي عليك �أن‬ ‫تر ِّكز عليها؟ وما الفكرة التي يجب �أن تعاي�شها؟ وما االخرتاع الذي‬ ‫يجب �أن تنتج له منوذج ًا �أول ّي ًا؟ فعرب مثل هذه الت�سا�ؤالت ميكنك‬ ‫اكت�ساب اخلربة وتوليد احلد�س الالزم لإجناز ي�شبه الإعجاز‪.‬‬

‫تتيح املمار�سة الدائمة التي ِّ‬ ‫يغذيها العزم والإ�صرار قاعدة بيانات‬ ‫ت�س َّمى “اخلربة املرتاكمة” التي ميكن �أن ترجع �إليها حتى تتم َّكن‬ ‫من �صنع اختيارات �أكرث ن�ضج ًا ومبنية على املعرفة واحلد�س‪.‬‬ ‫ومبج َّرد �أن تدخل يف دوائر االبتكار ال�سريعة‪� ،‬ستتو َّلد لديك �ألفة‬ ‫بالعملية و�ستثق يف قدرتك على تقييم الأفكار اجلديدة‪ .‬ينتج عن‬ ‫هذه الثقة قلق �أقل يف مواجهة الغمو�ض الذي يتو َّلد مع طرح �أفكار‬ ‫جديدة لتغيري العامل‪.‬‬

‫الإخفاق البنَّاء‬ ‫حت�سن �سريع خالل �إنتاج الأفكار اجلديدة �إذا منحت نف�سك ومن‬ ‫ب�إمكانك حتقيق ُّ‬ ‫حولك م�ساحة الرتكاب الأخطاء من وقت �إلى �آخر‪ .‬رخ�صة الف�شل ت�أتي ب�سهولة‬ ‫ت�شجع ر َّواد‬ ‫�أكرب يف بع�ض ال�سياقات مقارنة ب�سياقات �أخرى‪ .‬ويف الثقافات التي ِّ‬ ‫الأعمال‪ ،‬يوجد تقدير �أكرب وتف ُّهم لطبيعة “الإخفاق الب َّناء” �أطلق على الفكرة‬ ‫التالية التي �ستخو�ضها “جتربة”‪ ،‬ون ِّبه من حولك �إلى �أ َّنك جتري بع�ض املحاوالت‪.‬‬ ‫اجعل تو ُّقعات الآخرين منخف�ضة‪ ،‬بحيث يقودك الإخفاق – �إن حدث – �إلى التعلُّم‬ ‫من �أخطائك دون تدمري م�سريتك املهنية وو�أد حماوالتك التجريبية‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪4‬‬


‫يقول املثل‪:‬‬ ‫“للنجاح �آباء كثريون �أ َّما الف�شل فهو يتيم” لكي تتع َّلم من الف�شل عليك �أو ًال �أن تق َّر به‪ .‬ف ِّكر ب�ش�أن ما‬ ‫يتح�سن �أدا�ؤك يف املرات القادمة‪ .‬االعرتاف بالأخطاء �أمر مهم من‬ ‫حدث من �أخطاء‪ ،‬وكيف ميكن �أن َّ‬ ‫وامل�ضي قدم ًا‪ .‬حينما ك َّنا �أطفا ًال مل نكن ندرك �أ َّننا مبدعون‪ .‬ك ُّل ما ك َّنا نعرفه هو �أ َّنه ال‬ ‫�أجل اال�ستمرار‬ ‫ِّ‬ ‫حرج �إن حاولنا وج َّربنا ومل ننجح يف ت�سلُّق �س َّلم‪� ،‬أو ركل كرة‪� ،‬أو كتابة ق�صة‪� ،‬أو تركيب لعبة‪ .‬ك َّنا نوا�صل‬ ‫التجربة ونحن ن�شعر �أنَّ ث َّمة �شيئ ًا مثري ًا لالهتمام �سيربز يف النهاية مع ا�ستمرار املحاوالت‪.‬‬

‫املقارنات رهانات خا�سرة‬ ‫ين�صب‬ ‫من طرق تب ِّني املقدرة الإبداعية �أال تقارن نف�سك بالآخرين‪ .‬عندما‬ ‫ُّ‬ ‫تفكريك على كيفية حتقيق جناحات كالتي حقَّقها الآخرون‪ ،‬فلن ت�أخذ‬ ‫املبادرة لكي تخاطر‪ ،‬ولن تفتح باب ًا جديد ًا يف امل�ساعي واجلهود الإبداعية‪.‬‬ ‫فحينما ي�شعر املرء بغياب الأمان الداخلي‪ ،‬ف�إ َّنه ال يكون يف �أف�ضل حاالته‪:‬‬ ‫فمن ال ي�شعر �أ َّنه يحظى باحرتام الأقران واملدير‪ ،‬يحاول �أن يعزِّ ز مكانته من‬ ‫خالل الرتويج للذات من غري عمل‪ .‬بد ًال من الرتكيز على عملك وما يخلقه‬ ‫من �شعور ط ِّيب‪� ،‬سيعرتيك القلق ب�ش�أن ما يظ ُّنه الآخرون بك وتقييمهم لك‪.‬‬

‫من اخلوف �إلى الإثارة‬ ‫قال “رالف والدو �إمر�سون”‪“ :‬افعل ما تخافه لتقتل اخلوف”‬ ‫هل �سبق لك �أن راقبت الأطفال وهم يلعبون؟ وهل الحظت طف ًال يج ِّرب لعبة لأ َّول م َّرة يف حياته؟ امل َّرة الأولى تكون دائم ًا م�شبعة باخلوف‬ ‫والرت ُّدد‪ .‬ك ُّل الأطفال يقاومون يف البداية فكرة �صعود ال�س َّلم‪ .‬ودائم ًا ترت�سم على وجوههم عالمات اخلوف‪ .‬يعلم الكبار �أنَّ املغامرة �آمنة‪ ،‬لكن‬ ‫الطفل ال يدرك ذلك‪ .‬يف البداية يحاول الكبار دعمه وت�شجيعه حتى يخطو �أولى خطواته‪ .‬بع�ض الأطفال يت�س َّلقون ب�ضع درجات �إلى �أعلى ثم‬ ‫يت�شجع الطفل وي�صعد ليج ِّرب‪ .‬عندئذ يحدث ال�سحر‪ :‬ينقلب‬ ‫يخافون فيهبطون ثانية‪ .‬وبعد وقت قليل ور�ؤية ال�سعادة على الوجوه من حوله‪َّ ،‬‬ ‫اخلوف �إلى �إثارة و�سعادة يف غم�ضة عني‪ .‬وهي نف�س ال�سعادة التي نراها على وجوه املديرين والعلماء ومديري املبيعات والتنفيذيني عندما‬ ‫يدخلون �أول جتربة ت�صميم وي�صلون �إلى النتائج النهائية �أو املرحلية ويف جعبتهم فكرة مبتكرة‪.‬‬ ‫هناك دائم ًا قوى حافزة تدفعنا �إلى الأمام يف حماوالتنا الإبداعية‪ :‬ك�أن ن�سمع كلمة مدح من مع ِّلم لنا‪� ،‬أو نرى الت�سامح يف وجوه الوالدين �إذا‬ ‫متجد الأفكار التقليدية امل�ألوفة‪ .‬الأهم يف ذلك هو الإميان بقدرتك على �إحداث‬ ‫ترحب بالأفكار اجلديدة وال ِّ‬ ‫�أخط�أنا‪� ،‬أو �أن نعي�ش ونعمل يف بيئة ِّ‬ ‫تغيري �إيجابي‪ ،‬وال�شجاعة الكافية التخاذ خطوة حيال ذلك‪ .‬املقدرة الإبداعية لي�ست بال�ضرورة موهبة َّ‬ ‫فذة �أو مهارة خارقة؛ فهي تعتمد على ما‬ ‫تعتقد �أنَّ ب�إمكانك �أن تفعله مبا لديك من مواهب وقدرات و�إمكانات كامنة بالفعل‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫من �صفحة بي�ضاء �إلى ر�ؤية مكتوبة‬ ‫وتنميها‬ ‫الوم�ضة الإبداعية التي حتتاجها لكي ت�أتي بحلول جديدة هي �شرارة عليك �أن توقدها ِّ‬ ‫با�ستمرار‪ .‬من الطرق التي ميكن �أن تبد�أ بها هي �أن ت�ستزيد من الإلهام الذي ميكنك احل�صول عليه‬ ‫يف حياتك اليومية‪ .‬هذه بع�ض اال�سرتاتيجيات التي ميكنك �أن تبد�أ بها‪ ،‬ثم حت ِّولها من ورقة بي�ضاء‬ ‫و�أمل‪� ،‬إلى ر�ؤية َّ‬ ‫وخطة عمل‪:‬‬ ‫‪ -1‬قرار الإبداع‪ :‬لكي تكون �أكرث �إبداع ًا‪ ،‬عليك �أو ًال �أن تتخذ القرار ب�أ َّنك تريد ذلك و�ستجعله يحدث‪.‬‬ ‫‪ -2‬انظر بعني امل�سافر‪ :‬انظر �إلى كل ما حولك من زاوية خمتلفة ومبنظور جديد‪.‬‬ ‫‪ -3‬االنتباه با�سرتخاء‪ :‬يحدث اال�ستب�صار حينما يكون ذهنك يف حالة ا�سرتخاء‪ ،‬حيث ي�ستطيع العقل �أن ي� ِّؤ�س�س ومي َّد روابط بني �أفكار‬ ‫و�أ�شياء كانت تبدو يف ال�سابق غري مرتابطة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ا�ستهدف حل �إحدى امل�شكالت‪� :‬سوف تخرج ب�أفكار �إبداعية عندما تفهم ال�سياق الذي تعي�ش فيه وامل�شكالت التي تعرتيه وتق ِّرر �شراء‬ ‫�أو ابتكار حلول لها‪.‬‬ ‫‪ -5‬تعلَّم مما حولك‪ :‬عندما تالحظ الآخرين وتالم�س الواقع �ستكت�شف فر�ص ًا جديدة ال ترى ب�سهولة للوهلة الأولى‪.‬‬ ‫لب امل�س�ألة‪ ،‬وتر�سم لك خطوط ًا وا�ضحة‬ ‫‪ -6‬اطرح �أ�سئلة‪ ،‬وابد�أ بـ“ملاذا”‪� :‬سوف تخرجك الأ�سئلة من زحام التفا�صيل‪ ،‬وت�أخذك �إلى ِّ‬ ‫حول امل�شكلة‪.‬‬ ‫‪� -7‬إعادة �صياغة امل�شكلة‪� :‬أحيان ًا تكون �أول خطوة نحو احلل املنا�سب هي �إعادة طرح ال�س�ؤال‪� ،‬أو طرحه ب�شكل معكو�س‪.‬‬ ‫‪ -8‬ك ِّون �شبكة عالقات �إبداعية‪ :‬تنطلق القدرة الإبداعية ويزداد زخمها عندما تتعاون مع فريق مبدع ت�ستم ُّد من �أع�ضائه الأفكار‪،‬‬ ‫وتلهمهم بر�ؤيتك الوا�ضحة نحو االبتكار‬

‫من التخطيط �إلى العمل‬ ‫يدور االبتكار حول �سرعة حتويل الأفكار اجلديدة �إلى م�شروعات مفيدة‪ .‬ال تقف‬ ‫عند مرحلة التخطيط‪ .‬بع�ض النا�س يراوحون مكانهم‪ ،‬فيجل�سون �إلى نف�س املكاتب‬ ‫وعلى نف�س الكرا�سي بجوار نف�س الأ�شخا�ص امل�ألوفني‪ ،‬ويذهبون �إلى ذات الأماكن‪،‬‬ ‫بينما العامل من حولهم يتغيرَّ ويتط َّور‪ .‬وهناك من يخطون �إلى الأمام ولكن يف نف�س‬ ‫اخلطوط وامل�سارات امل�ألوفة‪ ،‬فيك ِّررون ح�ضور برامج التخطيط املعتادة‪ ،‬ويقومون‬ ‫بنف�س عمليات املراجعة امل�ألوفة‪ ،‬ويتخذون نف�س خطوات الإجناز املتبعة منذ �أمد‪.‬‬ ‫لكي تتغ َّلب على الك�سل‪ ،‬ال يكفي �أن تخرج ب�أفكار مبتكرة‪ .‬امل� َّؤ�س�سات والفرق والأمم‬ ‫التي حت ِّقق النجاح امل�ستدام‪ ،‬تبادر بالفعل‪ ،‬وتطلق دورات ابتكار �سريعة فتتع َّلم من‬ ‫خالل الفعل والعمل‪.‬‬

‫عقلية “الفعل”‬ ‫�إحدى ال�سمات التي نعجب بها يف الأ�شخا�ص ذوي الثقة الإبداعية هي �أ َّنهم لي�سوا مراقبني �سلبيني‪ .‬حتَّى‬ ‫ن�ص ًا فريد ًا حلياتهم‪،‬‬ ‫يف املواقف ال�صعبة ال يت�ص َّرفون ك�ضحايا �أو مغلوبني على �أمرهم‪ .‬فهم يكتبون ّ‬ ‫ويعاودون العثور على م�سارهم �إذا واجهتهم عقبات‪ ،‬ودائم ًا يبحثون عن بدائل‪ .‬وهكذا يكون لهم ت�أثري‬ ‫حتدث فرق ًا‪ ،‬ولذلك هم يعملون ويفعلون‪.‬‬ ‫�أكرب على العامل من حولهم‪ .‬وهم ي�ؤمنون ب�أنَّ �أفعالهم ميكن �أن ِ‬ ‫هم يدركون �أنَّ انتظار و�ضع َّ‬ ‫خطة مثالية قد ي�ستغرق العمر كله‪ ،‬ولذلك يتح َّركون �إلى الأمام وهم يعلمون‬ ‫�أ َّنهم لي�سوا على �صواب دائم ًا‪ ،‬لك َّنهم متفائلون ب�أنَّ قدراتهم على التجريب وت�صحيح امل�سار تكفي‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪6‬‬


‫فجوة املعرفة والفعل‬ ‫�أول خطوة نحو الإبداع هي ِّ‬ ‫بكل ب�ساطة �أن تتجاوز حالة الرت ُّيث‬ ‫واالنتظار‪ ،‬و�أن ترتجم �أفكارك �إلى �أفعال‪ .‬بقليل من الثقة الإبداعية‬ ‫ميكنك �أن تطلق �شرارة الفعل الإيجابي يف العامل من حولك‪ .‬ومن‬ ‫خالل العقلية الإيجابية �ستبد�أ يف ر�ؤية فر�ص �أكرب من حولك‪ .‬يف‬ ‫ثقافة امل�ؤ�س�سات احلية ميكن �أن يرتجم الرت ُّدد �إلى ما ي�س َّمى “فجوة‬ ‫املعرفة – الفعل”؛ �أي تلك الثغرة القائمة بني ما نعرف �أ َّننا ينبغي‬ ‫�أن نفعله‪ ،‬وبني ما نفعله ح ّق ًا‪ .‬فقد يت�سبب الرت ُّدد يف �إ�صابة امل� َّؤ�س�سة‬ ‫ب�شلل حينما ي�صبح الكالم بدي ًال للفعل‪.‬‬ ‫لكي ت�صل �إلى حل �أو فكرة مبتكرة‪� ،‬أنت بحاجة فقط �إلى �أن تبد�أ بغ�ض النظر عن الإخفاقات ال�صغرية التي قد حتدث خالل امل�سرية‪ .‬ومن غري‬ ‫املرجح �أن تت ِّوج حماولتك الأولى بالنجاح‪ .‬ومن ال�صعب بالطبع �أن تكون الأف�ضل على الفور‪ .‬التزم بالتح�سينات ال�سريعة وامل�ستمرة‪ ،‬و�إال ف�إنَّ‬ ‫َّ‬ ‫الرغبة يف �أن تكون “الأف�ضل على الإطالق” ميكن �أن ت�ش ِّكل عائق ًا يف طريقك لتكون “الأف�ضل” يف �أي جمال‪� .‬إذا كنت ترغب يف �أن تفعل �شيئ ًا‬ ‫عظيم ًا ف�أنت بحاجة �إلى �أن تبد�أ و�أن “تفعل” الآن‪ .‬وهذه بع�ض حم ِّفزات الفعل‪:‬‬ ‫متخ�ص�ص �أو زميل ولو لفرتة ق�صرية‪.‬‬ ‫‪ -1‬اطلب امل�ساعدة‪ :‬من‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -2‬ا�ستفد من �ضغط الأقران‪� :‬أعلن عن بع�ض االلتزامات من جانبك‪ ،‬و�أخرب بها زمي ًال‪� ،‬أو �صديق ًا‪� ،‬أو مدرب ًا لي�ضعوا عليك نوع ًا من‬ ‫ال�ضغط الذي يدفعك �إلى �إجناز العمل‪� ،‬أو حتويل الفكرة �إلى �إجناز‪.‬‬ ‫توجه �إلى جمهور‪ :‬اعرث على م�ستمع ين�صت �إليك حتى تنقل الفكرة الوليدة من ر�أ�سك �إلى العامل اخلارجي‪ .‬ف�إذا �أمكن للم�ستمع �أن‬ ‫‪َّ -3‬‬ ‫يعطيك ر�أي ًا يف فكرتك ف�إنَّ هذا �سيفيدك كثري ًا‪.‬‬ ‫ان�س م�س�ألة �إ�صدار الأحكام الآن ب�ش�أن ابتكارك‪� .‬أجنز �شيئ ًا وح�سب‪ ،‬ميكنك �أن تبد�أ مث ًال بن�شر “�إعالن‬ ‫‪ -4‬ارتكب بع�ض الأخطاء‪َ :‬‬ ‫�سريع وعابر” عن منتجك؛ �إعالن �سريع ي�صف املنتج ب�أيِّ طريقة كانت‪.‬‬ ‫‪ -5‬ق ِّلل ن�سبة الإح�سا�س باملخاطر‪� :‬إذا كانت امل�شكلة التي تعمل عليها تبدو مهمة للغاية لدرجة �أنَّ كل �شيء يتو َّقف عليها‪ ،‬اجعلها تبدو‬ ‫�أقل �أهمية حتى تق ِّلل �أو تخف�ض من�سوب التوتُّر‪.‬‬

‫ٍّ‬ ‫ب�سجل للم�شكالت‬ ‫احتفظ‬ ‫نحن دائم ًا حماطون بالكثري من املنتجات واخلدمات وامل�شكالت واملحاوالت؛ فهناك ابتكارات‬ ‫و�أدوات وطرق ن�ستخدمها كل يوم‪ ،‬ثم نكت�شف �أ َّنها ال تعمل بالكفاءة املطلوبة‪� ،‬أو �أ َّنها �أبط�أ مما‬ ‫ينبغي لها �أن تكون‪ .‬فاكت�شاف جوانب ق�صور ما يف حياتنا يع ُّد م�س�ألة جوهرية و�شرط ًا �أ�سا�س ّي ًا‬ ‫للخروج ٍّ‬ ‫بحل �إبداعي لعالج ذلك الق�صور‪ .‬ميكن �أن ت�ساعدك “قائمة امل�شكالت” على ر�ؤية‬ ‫فتوجه �إليها تركيزك وقدراتك الإبداعية الكامنة‪ .‬من‬ ‫فر�ص جديدة حل ِّلها �أو للتعامل معها‪ِّ ،‬‬ ‫الناحية النظرية‪ ،‬ميكن ِّ‬ ‫لكل م�شكلة �أن تنطوي على فر�ص للتطوير والتح�سني‪ ،‬و�أن جتعلنا نتعامل‬ ‫مع العامل من حولنا بروح �أكرث �إيجابية‪ ،‬وبطريقة �أكرث ن�شاط ًا واندماج ًا‪ .‬فك ُّل نق�ص �أو فجوة يف‬ ‫اخلدمات �أو ق�صور يف �أداء املنتجات �أو �صعوبة يف تطبيقات النظريات‪ ،‬يعني �أنَّ هناك فر�ص ًا‬ ‫وجماالت للتح�سني والتطوير و�إحداث نوع من التغيري‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫القيود حافز للإبداع‬ ‫على الرغم من �أنَّ تعبري “القيود الإبداعية” يبدو للوهلة الأولى وك�أ َّنه جمع‬ ‫لنقي�ضني‪ ،‬ف�إنَّ �إحدى و�سائل احلثِّ على الإبداع �أن جترب نف�سك على العمل‬ ‫يف ظروف �صعبة‪ ،‬و�أن تتك َّيف وتقبل بالقيود �أثناء عملك على م�شروع �أو فكرة‬ ‫ما‪ .‬من حيث املبد�أ وبدافع الفطرة الإن�سانية‪ ،‬يريد ك ٌّل منا ميزانية �أكرب‬ ‫وفريق ًا �أكرب ووقت ًا �أطول حتى ينتهي من �أيِّ عمل‪ .‬لكنَّ القيود ُ‬ ‫و�شح املوارد‬ ‫ميكن �أن حتفز املقدرة الإبداعية وت�ستثري فينا نوع ًا من التحدِّ ي والفعل‬ ‫لإجناز �أي �شيء يف نطاق املوارد املتاحة ما دامت لدينا ثقة �إبداعية بقدراتنا‪.‬‬ ‫هذه بع�ض طرق ا�ستغالل القيود كمرتكزات للعمل‪:‬‬ ‫‪ -1‬تناول جزء ًا من م�شكلة ميكن ح ّله‪ :‬ابد�أ بالعمل �أو ًال على �أ�سهل جزء‪ .‬حدِّ د خياراتك من خالل النظر �إلى كيفية جعل التق ُّدم يف‬ ‫العمل يحدث على الفور‪.‬‬ ‫‪ -2‬حدِّ د �أهداف ًا �صغرية ميكن حتقيقها‪ :‬عالج م�شاكل اجلوع يف العامل مه َّمة م�ستحيلة‪ ،‬وال ميكن �أن تتم بني ع�ش ّية و�ضحاها‪ .‬ولكن‬ ‫ميكننا �أن نتط َّوع للعمل يف َّ‬ ‫منظمة خريية يف جمتمعنا‪� ،‬أو �أن نت َّربع ببع�ض �أموالنا من �أجل عالج جزء من هذه امل�شكلة العاملية الكبرية‪.‬‬ ‫وميكن �أن نر ِّكز جهودنا بوعي وتركيز فرنعى طف ًال يف منطقة فقرية‪� ،‬أو نكفل يتيم ًا ون�ساهم يف تعليمه وت�أهيله لي�صبح �إن�سان ًا منتج ًا‪.‬‬ ‫‪ -3‬حدِّ د العالمات واملعامل‪ :‬حينما تعمل على م�شروع طويل‪ ،‬من املفيد �أن تقي�س الأداء وتق ِّيم كل مرحلة؛ فك ُّل ما ميكننا قيا�سه‪ ،‬ميكننا‬ ‫�إدارته‪ .‬وغالب ًا ما ي�شعر الفريق القائم على امل�شروع بحما�س كبري يتج َّلى يف الإنتاجية الكبرية مع قرب انتهاء املدة املتاحة �أو �إجناز‬ ‫مرحلة‪ ،‬والو�صول �إلى نقطة فارقة‪ .‬لذلك من املفيد‪ ،‬بد ًال من �أن حتدِّ د موعد ًا نهائ ّي ًا واحد ًا لإمتام امل�شروع �أن حتدِّ د عدة مواعيد نهائية‬ ‫“ق�صرية” يلتزم بها الفريق؛ فيزداد حما�س �أفراده‪ ،‬ويتو َّزع حما�سهم على امتداد مدة امل�شروع مهما طالت‪.‬‬

‫النموذج الأ َّويل‪:‬‬ ‫ا�صنع منوذج ًا �أول ّي ًا �أو مبدئي ًا لتعمل عليه‪ .‬الهدف من ا�ستخدام هذا النموذج يف �أو�ساط مف ِّكري ومبدعي الت�صميم هو‬ ‫التجريب‪� .‬إذ يجربنا فعل الإبداع على طرح �أ�سئلة واتخاذ قرارات ب�ش�أن كل اخليارات‪ .‬فهناك دائم ًا قدر من الإخفاق‬ ‫يبدو حتم ّي ًا‪ .‬ولذا �ستجد نف�سك م�ضط ّر ًا �إلى حت�سني امل�ستوى وتاليف تكرار الأخطاء‪ ،‬مع ا�ستمرار التجريب‪.‬‬ ‫�إلى جانب فائدة النماذج الأولية يف ت�سريع عملية التجريب من �أجل الإبداع‪ ،‬تع ُّد هذه النماذج غري مك ِّلفة ومن ال�سهل‬ ‫اال�ستغناء عنها �إذا ما ثبت ف�شلها‪ ،‬لأنَّ الإبداع يتط َّلب تدوير العديد من الأفكار‪ .‬كما �أنَّ �إن�شاء النماذج الأولية ب�سرعة‬ ‫وبتكلفة قليلة ي�سمح باالحتفاظ بالعديد من املفاهيم لفرتة �أطول لن�ستخدمها فيما بعد باعتبارها �أفكار ًا قابلة للتطوير‪.‬‬ ‫فبد ًال من املراهنة نحو مقاربة واحدة‪ ،‬ميكننا اختبار العديد من الأفكار‪.‬‬

‫من �أداء الواجب �إلى احلما�س الإيجابي‬ ‫ي�ضع املجتمع قيمة كبرية على الوفرة والرثوة‪ ،‬لكنَّ كثريين ممن حقَّقوا ثروات طائلة‬ ‫ال يعي�شون حياة �سعيدة‪ .‬فاملال و�سيلة �سهلة حل�ساب مقدار ما جمعه �إن�سان من عمله‪،‬‬ ‫لكنَّ معرفة ما يح ِّققه القلب يتط َّلب جهد ًا �أكرب‪ .‬مهما يكن عمرك‪ ،‬ف�إ َّنك ت�ستطيع‬ ‫يف �أيِّ وقت �أن ت�سعى بحما�سك لتح ِّقق �أحالمك‪ .‬يجب �أن ت�شعر بقيمة ما تعمل من‬ ‫حيث املعنى واملغزى‪� .‬سيفتح �أمامك هذا التغيرُّ يف املنظور كنوز ًا من الفر�ص لتعيد‬ ‫اكت�شاف ذاتك كي ت�ستثمر قدراتك‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪8‬‬


‫حني يعمل املرء بحما�س ف�إ َّنه ي�ستغل �إمكاناته الداخلية‬ ‫وي�ستم ُّد منها طاقاته الإيجابية‪ .‬لتعرف مواردك الداخلية‬ ‫وما ميكنك ا�ستغالله منها‪ ،‬حدِّ د تلك اللحظات من‬ ‫حياتك التي �شعرت فيها ب�أ َّنك مفعم بالن�شاط واحليوية‪.‬‬ ‫ما الذي كنت تعمله ومع من؟ ما الذي �أحببته ب�ش�أن عملك‬ ‫ذاك؟ كيف ميكنك �إعادة توظيف هذه العنا�صر الرئي�سة‬ ‫يف مواقف �أخرى الآن؟ مبجرد �أن حتدِّ د امل�ساحات التي‬ ‫تريد �إعادة اكت�شافها يف حياتك‪ ،‬ر ِّكز جهودك على بذل‬ ‫جهد يومي �إ�ضايف من �أجل تعميق خرباتك يف هذا املجال‪.‬‬ ‫ولكي تكت�شف العمل الإبداعي الذي خلقت لأجله‪ ،‬ا�ستغل‬ ‫وقت فراغك يف الرتكيز على اهتماماتك وهواياتك‪.‬‬ ‫ميكن مل�شروع جديد يف عطلة نهاية الأ�سبوع �أن يجعلك‬ ‫ت�شعر بطاقة ون�شاط وحيوية طوال الأ�سبوع‪ .‬كما ميكن‬ ‫للم�شاريع اجلانبية �أن تف�ضي �إلى عمل ذي معنى ي�شحذ‬ ‫طاقاتك الإبداعية يف العمل‪ .‬ابحث عن طرق ت�ستغل‬ ‫بها عطلة نهاية الأ�سبوع حتى ت�صل �إلى نوع من التكامل‬ ‫وتخ�ص�صك ووظيفتك‪.‬‬ ‫والتوازن بني هواياتك َ‬

‫ال�شجاعة الالزمة لالنطالق‬ ‫بينما يتمتَّع اجلميع ب�إمكانات كبرية للإبداع‪ ،‬ف�إنَّ النجاح يف تفعيل القدرة الإبداعية يف حياتك‬ ‫وعملك يتط َّلب �شيئ ًا �أكرب من ذلك‪ :‬يتط َّلب �شجاعة كافية لالنطالق واملخاطرة‪ .‬لكي حت ِّقق‬ ‫قفزة نوعية من الإلهام والتفكري‪� ،‬إلى الفعل والتطوير‪ ،‬ف�إنَّ النجاحات ال�صغرية هي املفتاح‪� .‬إال‬ ‫�أنَّ اخلوف مينعنا من اتخاذ اخلطوة الأولى لبدء م�شروع ما‪ ،‬كما �أنَّ ثقل وط�أة الو�ضع الراهن‬ ‫ي�ش ِّكل عائق ًا �أمام �إجراء تغيريات جذرية يف م�سريتنا املهنية‪ .‬ولذا ف�إنَّ اخلطوات االنتقالية‬ ‫ال�صغرية ميكن �أن حت ِّفزك وحت ِّركك جتاه هدفك‪� .‬إذا �أردت �إدخال تغيريات على حياتك‪،‬‬ ‫لتنتقل من جمرد �أداء الواجب �إلى العمل ب�إح�سا�س وحما�س‪ ،‬يجب �أن تدرك �أنَّ و�ضعك احلايل‬ ‫لي�س هو اخليار الوحيد املتاح �أمامك‪ ،‬و�أنَّ ب�إمكانك �أن ت�صنع وحت ِّقق ما هو �أف�ضل‪ .‬ولهذا‬ ‫ميكننا اعتبار الإخفاقات ثمن ًا وقت ّي ًا ندفعه مقابل التجريب والتدريب‪.‬‬

‫املجموعات �صاحبة الثقة الإبداعية‬ ‫بع�ض �أنواع التغيري التي ن�سعى �إلى �إحداثها من حولنا تتط َّلب جهد ًا جماع ّي ًا‪� .‬أنت بحاجة �إلى‬ ‫فريق عمل لتحقيق ابتكارات م�شهودة على نطاق وا�سع‪ .‬فنادر ًا ما يكون التغيري داخل امل� َّؤ�س�سات‬ ‫والكيانات الكبرية ن�شاط ًا فرد ّي ًا‪� .‬إذا �أردت لفريقك �أن يبدع ويبتكر با�ستمرار‪ ،‬فعليك �أن تخلق‬ ‫ثقافة �إبداعية‪ .‬لبناء م�ؤ�س�سة �إبداعية �أنت بحاجة �إلى بناء ثقة �إبداعية يف الأ�شخا�ص الفاعلني‬ ‫الأ�سا�سيني‪ .‬ولكي تبني ثقافة الإبداع‪� ،‬ستحتاج �إلى دعم من الأعلى ومن الأ�سفل‪ ،‬من القمة ومن‬ ‫ح�س‬ ‫القاعدة؛ �أي من الإدارة ومن املوظفني‪ .‬ولكي ِّ‬ ‫حت�سن م�ستوى الثقافة الإبداعية حافظ على ِّ‬ ‫الفكاهة وا�ستغل طاقات الآخرين وق ِّلل امل�ستويات الوظيفية يف الهيكل الإداري‪ ،‬و�أظهر التقدير‬ ‫للثقة وال�صداقة داخل الفريق‪ ،‬و� ِّأجل التقييم و�إ�صدار الأحكام ولو م�ؤ َّقت ًا‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫اللغة ت�شكِّل الثقافة‬ ‫الكلمات التي نختارها مر�آة تعك�س مناذج التفكري لدينا‪ ،‬وهي كذلك ت�ش ِّكل هذه‬ ‫التوجهات‬ ‫النماذج‪ .‬فما نقوله وكيف نقوله ي�ؤ ِّثر بقوة على ثقافة امل� َّؤ�س�سة‪ .‬لتغيري ُّ‬ ‫توجه احلوارات نحو‬ ‫وال�سلوكيات‪ ،‬عليك بتغيري اللغة ال�سائدة واملتداولة �أو ًال‪ .‬فحني ِّ‬ ‫الأفكار اجلديدة ف�إنَّ هذا ي�ؤ ِّثر ت�أثري ًا �إيجاب ّي ًا على كل مناذج ال�سلوك يف امل�ستقبل‪.‬‬

‫زيادة ت�أثري فريقك الإبداعي‬ ‫‪ u‬كن “مغناطي�س ًا جاذب ًا للمواهب” واجذب �أف�ضل املبدعني و�ساعدهم على ا�ستثمار قدراتهم؛‬ ‫وتو�سع �آفاقهم؛‬ ‫‪ u‬اعرث على حتدٍّ ما �أو مه َّمة حت ِّفز الفريق ِّ‬ ‫�شجع احلوار الذي ي�سمح بربوز الأفكار املختلفة َّثم درا�ستها واحلما�س يف تنفيذها؛‬ ‫‪ِّ u‬‬ ‫‪ u‬اعرتف دائم ًا بف�ضل وجناح اجلميع وان�سب الف�ضل �إلى الفريق ال �إلى نف�سك‪.‬‬ ‫الإبداع لي�س هبة نادرة تتمتَّع بها فئة حمظوظة من النا�س‪ ،‬بل هو جزء طبيعي من التفكري الب�شري‬ ‫وال�سلوك الإن�ساين‪ .‬هناك عوامل كثرية تعوق القدرة الإبداعية لدى الكثريين‪ ،‬ولك َّنها قيود وحدود‬ ‫ميكن التح َّرر منها واالنطالق من جديد‪� .‬أطلق �شرارة �إبداعك وانطلق نحو �صناعة م�ستقبل جدير‬ ‫باملغامرة الإبداعية‪ ،‬وتخ َّيل كيف �سي�ؤ ِّثر ذلك �إيجاب ّي ًا على ذاتك و�أ�سرتك وم� َّؤ�س�ستك وجمتمعك‬ ‫الأثري وعاملك الكبري‪.‬‬ ‫المؤلفان‪:‬‬ ‫مؤسس “‪ .”IDEO‬ومن مساهماته البارزة في مجال التفكير‬ ‫ديفيد كيلي‪ :‬هو‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫التصميمي المنهج المتمركز حول اإلنسان وثقافة االبتكار‪ .‬وقد شارك مؤخرا في‬ ‫إنشاء “مدرسة التصميم” في جامعة ستانفورد‪.‬‬ ‫توم كيلي‪ :‬أحد الشركاء في شركة “آيديو” ‪ ،IDEO‬ومؤلف كتاب “فن االبتكار”‬ ‫‪ ،The Art of Innovation‬وكتاب “الوجه العاشر لالبتكار” ‪The Ten Face of‬‬ ‫‪ ،Innovation‬وزميل تنفيذي في كلية “هاس” لألعمال‪ ،‬بجامعة كاليفورنيا في بركلي‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬

‫‪1. The Ten Faces of Innovation‬‬ ‫‪DEO’s Strategies for Driving Creativity Throughout Your Organization,‬‬ ‫‪By: Tom Kelley, Jonathan Littman 2005‬‬

‫األوجه العشرة لالبتكار‪ :‬استراتيجيات لنشر اإلبداع في أرجاء المؤسسة‪.‬‬ ‫تأليف توم كيلي‪ ،‬و جوناثان ليتمان‪2005 ،‬‬ ‫‪2. Change by Design‬‬ ‫‪How Design Thinking Transforms Organizations and Inspires Innovation,‬‬ ‫‪By: Tim Brown 2009‬‬ ‫تصميم التغيير‪ :‬كيف يرتقي التفكير المخطط بالمنظمات ويلهم االبتكار‪ .‬تأليف‪ :‬توم براون‪2009 ،‬‬

‫‪3. Design Thinking‬‬ ‫‪Integrating Innovation, Customer Experience, and Brand Value,‬‬ ‫‪By: Thomas Lockwood 2009‬‬ ‫التفكير التصميمي المدروس‪ :‬تفاعالت االبتكار مع خبرات العمالء وقيمة المنتجات‪ .‬تأليف‪ :‬توماس لوكوود‪2009 ،‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪10‬‬


‫“عندما يتجاوز املرء املخاوف‬ ‫التي ت ُّ‬ ‫�سد عليه منافذ مقدرته‬ ‫الإبداعية‪ ،‬ف� َّ‬ ‫إن الفر�ص‬ ‫اجلديدة تبد�أ يف الظهور”‬ ‫ديفيد كيلي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.