028 اقتصاديات التعاون المفتوح

Page 1


‫نقطة حت ُّول‬

‫ٍ‬ ‫ثـوان‪...‬‬ ‫في‬ ‫ال تتهي�أ ظروف النجاح واال�ستمرارية لأي‬ ‫عمل �أو م�شروع �أو حتى عالقة �إن�سانية‬ ‫�إال بتوفر �شرطني �أ�سا�سيني وهما روح‬ ‫التعاون وامل�شاركة‪ ،‬فعالقتنا مع عائالتنا‬ ‫و�أوالدنا وجمتمعنا بالكامل عمادها‬ ‫التعاون وامل�شاركة‪ ،‬وكذلك عالقاتنا‬ ‫العملية واملهنية تتطلب وجود روح فريق العمل وامل�شاركة يف و�ضع الأفكار‬ ‫والتنفيذ‪ .‬وتربز �أهمية قيم التعاون وامل�شاركة كونهما من الأعمدة الأ�سا�سية‬ ‫التي تبني �أ�سا�سيات الثقة املتبادلة بني الأطراف‪ ،‬وهذه الثقة بدورها تظل‬ ‫عام ًال حا�سم ًا يعزز من حتقيق العالقات؛ املهنية منها �أو االجتماعية‪،‬‬ ‫نتائجها املرجوة وغاياتها امل�أمولة‪.‬‬ ‫ولي�س �أقوى من مثال تاريخي يح�ضرين هنا حول �أهمية التعاون وامل�شاركة‬ ‫يف م�سرية النجاح والتقدم‪ ،‬من احتاد دولتنا الذي يقول عنه �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س جمل�س الوزراء‬ ‫حاكم دبي “رعاه اهلل” ‪� :‬إن �أحد �أهم �أ�سباب جناحه هو روح الفريق الواحد‬ ‫التي زرعها م�ؤ�س�سو دولة الإمارات يف نفو�س �أبناء الوطن كافة‪ ،‬والطريق‬ ‫للأمام هو عرب تقوية هذه الروح‪ .‬وبالفعل �أكدت الأيام �أن قيمة هذه الروح‬ ‫وم�ساهمتها ب�شكل كبري وف َّعال يف نه�ضة وتنمية وطننا حتى �أ�صبح اليوم من‬ ‫الدول التي ي�شار �إليها بالبنان‪.‬‬ ‫ومن منطلق حر�صنا يف م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم على االرتقاء‬ ‫بامل�ستوى الثقايف للمجتمع وتقدمي �أف�ضل نتاجات فكرية لأهم ال ُكتَّاب‬ ‫العامليني‪� ،‬أ�صدرت امل�ؤ�س�سة ملخ�صات الدفعة اجلديدة ملبادرة “كتاب يف‬ ‫دقائق”‪ ،‬والتي تُ�سلط ال�ضو َء على ثالث ق�ضايا يتناول بع�ضها دور التعاون‬ ‫وامل�شاركة‪ ،‬وتناق�ش �سلوك الثقة يف النف�س‪ ،‬ومفهوم اال�ستحقاق يف تربية‬ ‫الأبناء‪� ،‬إ�ضافة �إلى اقت�صاديات التعاون املفتوح‪.‬‬ ‫ويتناول ملخ�ص الكتاب الأول “الثقة يف النف�س‪ ...‬حتويل عدم تقدير الذات‬ ‫�إلى �إجنازات وجناحات”‪� ،‬آليات النجاح يف رفع م�ستويات ثقتنا ب�أنف�سنا‪،‬‬ ‫وكيفية ربط الثقة بالنف�س بعوامل مثل‪ :‬القدرات والإمكانات واملوهبة لتحقيق‬ ‫الإجنازات يف نهاية املطاف‪ .‬فيما ينقلنا ملخ�ص الكتاب الثاين “م�صيدة‬ ‫اال�ستحقاق‪ ...‬نحو قيم �أ�سرية عمادها اال�ستثمار واالختيار” �إلى خماطر‬ ‫�أ�سلوب اال�ستحقاق املطلق يف تربية الأبناء‪ ،‬والذي يعتاد الطفل من خالله‬ ‫على التدليل املفرط والغرور والك�سل وبالتايل يكرب بال �أدنى درجة من‬ ‫حتمل امل�س�ؤولية �أو الطموح �أو اال�ستقاللية‪ .‬و ي�سلط ملخ�ص الكتاب الأخري‬ ‫ُوحد العامل والعقول” ال�ضوء على‬ ‫“اقت�صاديات التعاون املفتوح‪ ...‬حلول ت ِّ‬ ‫حت ِّول العامل �إلى الإنرتنت وما نتج عنه من اقت�صاد رقمي �أدى �إلى تكوين‬ ‫مناذج �أعمال مفتوحة تعتمد على تعاون كافة امل�شاركني‪.‬‬ ‫وال ي�سعني يف النهاية �إال �أن �أمتنى لكم ولعائالتكم قراءة �شيقة ومفيدة‬ ‫للدفعة اجلديدة من ملخ�صات مبادرة “كتاب يف دقائق”‪.‬‬

‫جمال بن حويرب ‬

‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫حني نت�أ َّمل املا�ضي ن�سرتجع اللحظة الفارقة التي‬ ‫حت َّول فيها العامل من الر�أ�سمالية ال�صناعية �إلى‬ ‫�شكل اقت�صادي جديد يعتمد على مبادئ ونظم غري‬ ‫معهودة‪ .‬فبينما ق َّدمت الطباعة للب�شرية �إمكانية‬ ‫ن�شر الكلمة؛ ح َّول الإنرتنت النا�س العاديني �إلى‬ ‫من�صة م�شرتكة‬ ‫نا�شرين وهكذا �أوجد الإنرتنت َّ‬ ‫للتوا�صل وتعزيز التعاون والتعلُّم اجلماعي‪ .‬من هنا‬ ‫برز دور الإنرتنت كنافذة مفتوحة نطل من خاللها‬ ‫على عامل من التالحم املجتمعي والتعاون االقت�صادي‬ ‫املفتوح‪ .‬ومع �أن فكرة التعاون والعمل اجلماعي‬ ‫املفتوح بني الفرق املت�شاركة واملتباعدة لي�ست جديدة‪،‬‬ ‫�إال �أن منوذج الأعمال اجلديد الذي ن�ش�أ يف ظل‬ ‫االقت�صاد الرقمي �أتاح الفر�صة ِّ‬ ‫لكل النا�س ب�أن يعملوا‬ ‫على م�شروعات م�شرتكة من دون �أن يعرف بع�ضهم‬ ‫بع�ض ًا �أو من دون �أن يلتقوا من قبل‪.‬‬ ‫يف ظل النموذج اجلديد بد�أت جمموعات عمل‬ ‫تخ�ص�صات واهتمامات م�شرتكة بالتوا�صل‬ ‫جتمعها ُّ‬ ‫وتكوين مناذج �أعمال مفتوحة تعتمد على جميع‬ ‫امل�شاركني وتهدف �إلى ا�ستثمار املدخالت وابتكار‬ ‫املخرجات عرب “فو�ضى منظمة” وفرق افرتا�ضية‬ ‫تنت�شر حول العامل م�ستخدمة تقنية (الويكي)‪.‬‬ ‫مع �أ َّنه ال يجمع ه�ؤالء املط ِّورين �أي عامل م�شرتك‬ ‫�سوى الإنرتنت واالهتمامات امل�شرتكة وقاعدة‬ ‫بيانات ب�سيطة‪ .‬يعمل هذا النموذج املتح ِّرر بتلقائية‬ ‫وجماعية ف َّعالة م�ستخدم ًا تقنية معلومات �شفافة‪،‬‬ ‫�أي �أنَّ للجميع احلقَّ يف ا�ستخدامها والدخول �إليها‬ ‫وحترير حمتوياتها بالإ�ضافة �أو احلذف �أو التعديل‬ ‫�أو املراجعة‪ .‬فهي تقنية م� َّؤ�س�سية وفردية ح َّرة‬ ‫وتلقائية‪ ..‬يف نف�س الوقت‪.‬‬


‫“�إعادة ت�شغيل” العامل‬ ‫يف حني تواجه معظم امل� َّؤ�س�سات �أ�شكا ًال متعدد ًة من الأزمات يف‬ ‫الإدارة واملناف�سة والنمو هناك نظرة م�ستقبلية �أكرث تفا�ؤ ًال و�إثار ًة‬ ‫َ‬ ‫مداخل‬ ‫للف�ضول لأنها توفر للأفراد واملنظمات التقليدية واحلديثة‬ ‫وتقنيات جديد ًة متكنها من اال�ضطالع ب�أدوار �أكرث فعالية على كل‬ ‫ٍ‬ ‫امل�ستويات ال�شخ�صية وامل�ؤ�س�سية واملحلية والدولية‪ .‬وهذه هي فكرة‬ ‫“التعاون املفتوح”‪.‬‬

‫تعريف “الويكينوميك�س”‬ ‫يجمع م�صطلح “ويكينوميك�س” بني كلمتي‪�“ :‬إكونوميك�س”‬ ‫�أي اقت�صاد و “ويكي” التي تطلق على �أحد تطبيقات‬ ‫الإنرتنت والذي ي�سمح مل�ستخدميه ب�إ�ضافة وتعديل وحتديث‬ ‫حمتويات وبيانات �أعدها �آخرون ب�شفافية وعرب نظام‬ ‫مفتوح‪ .‬وكان م�ؤلف هذا الكتاب “دون تاب�سكوت” هو �أول‬ ‫من �صاغ هذا امل�صطلح يف �أحد كتبه عام ‪ 2006‬ليتناول‬ ‫الدور احليوي الذي لعبته �شبكة الإنرتنت يف تطوير عامل‬ ‫ثم ي�شري م�صطلح “ماكرويكينوميك�س” �إلى‬ ‫الأعمال‪ .‬ومن َّ‬ ‫املو�سع لتطبيقات التعاون والت�شارك‬ ‫اال�ستخدام املجتمعي َّ‬ ‫الذي انعك�س �صداه على �شتَّى مناحي احلياة‪ .‬فمن خالل‬ ‫الإبداع اجلمعي والتوا�صل املعريف الذي �أتاحته الإنرتنت‬ ‫امتدت لت�شمل �أفرا َد وم� َّؤ�س�سات‬ ‫حدثت طفرة جديدة َّ‬ ‫ثم متكنت امل�ؤ�س�سات واملجتمعات من‬ ‫املجتمع ككل‪ .‬ومن َّ‬ ‫املبادرة واملواكبة ودفع عجلة التطوير من البيوت واملكاتب‬ ‫وامل� َّؤ�س�سات واملنظمات املعرفية والعلمية واملجتمعات‬ ‫الأو�سع نطاق ًا �أي�ضا‪.‬‬

‫مُي ِّكن عامل “الويكي” امل� َّؤ�س�سات من ا�ستثمار م�صاد َر جديد ٍة‬ ‫املغلق واخلروج للأ�سواق‬ ‫للأفكار بعدما اعتادت على العمل ِ‬ ‫بابتكارات �أع َّدتها يف �سرية تا َّمة لت�شارك وت�ستفيد من البوتقة‬ ‫لتنفتح‬ ‫العاملية التي متتزج فيها الأفكار وتن�صهر فيها املواهب‬ ‫َ‬ ‫وتتدفقَ وك�أنها �شال ٌل زاخ ٌر بالطاقات والإمكانات‪ .‬ففي ِّ‬ ‫ظل اقت�صاد‬ ‫املعرفة املفتوح �سيتم َّكن العلماء من زيادة وترية عمليات البحث‬ ‫العلمي بجعل التطبيقات والربامج التي ي�ستخدمونها مفتوحة‬ ‫امل�صدر مما يتيح ِّ‬ ‫لكل باحث – مبتدئ ًا كان �أو حمرتف ًا ‪ -‬فر�صة‬ ‫امل�شاركة يف اال�ستك�شاف واال�ستنتاج واالبتكار‪ .‬فيمكن ‪ -‬مث ًال ‪� -‬أن‬ ‫يتعاونَ الأطبا ُء مع اجلمعيات الأهلية واملر�ضى يف تبادل الر�ؤى‬ ‫الدعم ُ‬ ‫بع�ضهم لبع�ض مما‬ ‫حول احلاالت الطبية املتماثلة ويقدموا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مت�سارع يف البحث العلمي والطبي‪.‬‬ ‫تقدم‬ ‫ٍ‬ ‫يتمخ�ض عن ٍ‬

‫مبادئ منوذج الأعمال املفتوح‬ ‫يقوم اقت�صاد “الويكي” على خم�سة مبادىء هي‪ :‬التعاون واالنفتاح وامل�شاركة والنزاهة والرتابط‪ .‬هذه املبادىء ال تفيد عامل الأعمال‬ ‫فح�سب بل ميكن �أن َ‬ ‫جتعل عا َملنا ب�أ�سره مكان ًا �آمن ًا ومزدهر ًا وعاد ًال‪.‬‬

‫‪ u‬التعاون‬ ‫يف ِّ‬ ‫تقنيات تخت ُرب احلدو َد الق�صوى للإبداع الب�ش ِّري ويف بيئة اقت�صادية عاملية ال ُّ‬ ‫فر�ص جناح‬ ‫ظل‬ ‫ٍ‬ ‫تنفك تزدا ُد تعقيد ًا وت�شابك ًا �أ�صبحت ُ‬ ‫امل� َّؤ�س�سات التقليدية ذات الهياكل الهرمية �ضئيلة جد ًا‪ .‬لأن َ‬ ‫َ‬ ‫الكيانات َّ‬ ‫النماذج التقليدي َة لإدارة‬ ‫املنظمة ذاتي ًا‪ ,‬جعل‬ ‫وتكامل و�سرع َة‬ ‫ترابط‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫امل� َّؤ�س�سات واهي ًة للغاية‪ .‬فالعلم والتكنولوجيا يتط َّوران ب�سرع ٍة ال تمُ ِّكن امل�ؤ�س�سات من التميز يف كل املجاالت‪ ،‬كما ال تمُ َّكنها من اال�ضطالع‬ ‫بعمليات االبتكار والإنتاج مبفردها �أو االحتفاظ بكل املوهوبني بداخلها‪ .‬من هذا املنطلق بد�أت املنظمات الذكية حتر�ص على التعاون مع‬ ‫الكيانات والأ�شخا�ص القادرين على م�ساعدتها يف ِّ‬ ‫كل �أنحاء العامل‪ .‬فقد تحَ َ َّولت دوائ ُر التعاون ال�ضخم ِة واملت�شابك ِة عرب الإنرتنت �إلى طريقة‬ ‫قوية للت�شغيل والتفعيل والقفز على املراحل مع توزيع ثمار نتائجها على كل من ي�شارك فيها‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪2‬‬


‫‪ u‬امل�شاركة‬

‫‪ u‬االنفتاح‬ ‫دالالت كثري ٌة منها‪ :‬ال�صراحة وال�شفافية واملرونة‬ ‫لكلمة “االنفتاح”‬ ‫ٌ‬ ‫واالت�ساع وامل�شاركة‪ .‬ومع ذلك ق َّلما تُ�ستخدم هذه الكلم ُة لو�صف‬ ‫العديد من الن�شاطات االقت�صادية امل�ؤ ِّثرة يف املجتمع‪ .‬فعندما يتعلق‬ ‫الأمر بالت�شارك يف املعلومات جند �أنَّ ال�سرية هي الثقافة امل�سيطرة‬ ‫�سات مغلق ًة لأنها ق َّلما‬ ‫يف �أغلب امل� َّؤ�س�سات‪ .‬يف املا�ضي كانت كل امل� َّؤ�س ِ‬ ‫كانت حتتاج �إلى م�ساعدات خارجية متخ�ص�صة وفورية �إذ كانت‬ ‫وخا�صة ما يتعلق منها ب�أخطائها وبنقاط‬ ‫حتتفظ باملعلومات لنف�سها َّ‬ ‫�ضعف منتجاتها‪ .‬وكانت املنظمات الر�سمية تعمل على حماية‬ ‫بياناتها و�إبقائها بعيد ًا عن متناول اجلمهور‪ .‬فعلى �سبيل املثال كان‬ ‫املر�ضى يعتربون كل اخلدمات الطبي ِة غام�ض ًة وبعيد ًة عن ال�شفافية‪.‬‬ ‫وكان العلماء يتذمرون من القوانني التي تبقي اكت�شافاتهم العلمية‬ ‫طي الكتمان‪َّ � .‬أما الآن ف�إن امل�ؤ�س�سات التي ُ‬ ‫االنفتاح‬ ‫ترف�ض‬ ‫َ‬ ‫امله َّمة يف َّ‬ ‫على العامل واجلمهور تغامر ببقائها وقدرتها على املناف�سة ناهيك‬ ‫عن التميز‪.‬‬

‫التوا�صل لطرح ومناق�شة‬ ‫�إذا كانت فكرة االنفتاح تدور حول‬ ‫ِ‬ ‫املعلومات ب�شفافية بني ذوي امل�صالح يف احلكومات‬ ‫َّ‬ ‫واملنظمات ف�إنَّ امل�شارك َة تدو ُر َ‬ ‫إف�صاح عن تلك‬ ‫حول ال ِ‬ ‫أ�صول الفكري ِة مع جهات متعددة‬ ‫املعلومات‬ ‫وتبادل ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب�إتاحة بياناتها و�أ�صولها الفكرية‪ ،‬لي�ستفيد منها املهتمون‬ ‫مع توثيق اتفاقيات قانونية حتفظ لكل طرف حقه‪ .‬ومن‬ ‫احلكمة طبع ًا �أن تتح َّك َم امل� َّؤ�س�ساتُ مبواردها – ال �سيما‬ ‫الفكرية منها – من خالل براءات االخرتاع والعالمات‬ ‫التجارية امل�سجلة‪ .‬ولكن الكثري من امل�ؤ�س�سات العاملية‬ ‫ح َّلت هذه املع�ضلة بعدما وجدت �أنَّ احلفاظ والدفاع عن‬ ‫�صارم قد ي�ش ُّل قدرتها على الإبداع‬ ‫كل ما يخ�صها ب�شكل ٍ‬ ‫ويحرمها من خلق قيمة م�ضافة‪ .‬فبد�أت املنظمات الذك َّية‬ ‫َ‬ ‫�صندوق متويل م�شرتك‬ ‫تتعامل مع امللكية الفكرية باعتبارها‬ ‫ي�ض ُّم حزم ًا من الأ�صول املعلوماتية بع�ضها حممي بالكامل‬ ‫وبع�ضها ي�شارك فيه اجلميع‪.‬‬

‫‪ u‬النزاهة‬ ‫تنطلق امل�س�ؤولية املجتمعية للم�ؤ�س�سات من فكرة يلخ�صها‬ ‫�شعار‪�“ :‬أنت تتفوق على الغري عندما تفعل اخلري”‪ .‬وقد‬ ‫�سات �إلى تب ِّني �سلوكيات م�س�ؤولة جتاه‬ ‫قاد هذا ال�شعا ُر امل� َّؤ�س ِ‬ ‫ؤ�س�سات �أخرى ب�سلوكيات‬ ‫املجتمع والبيئة‪ .‬يف حني مت�س َّكت م�‬ ‫ٌ‬ ‫�ضارة لها وملجتمعاتها؛ فر َكزَّ ت على حتقيق الأرباح من‬ ‫خالل �سرقة الأفكار الإبداعية وممار�سة �أعمال غري نظامية‬ ‫ف�ض ًال عن ال�سلوكيات االحتكارية والإ�ضرار بالبيئة‪ .‬ثم‬ ‫للتح ُّول عن هذا الفكر الأناين والعمل‬ ‫ا�ضطرت امل�ؤ�س�سات َ‬ ‫ُ‬ ‫امل�ستهلك يف زمن االقت�صاد ال�شبكي‬ ‫بنزاهة‪ ,‬حني بات‬ ‫املفتوح يعرف ويراقب َّ‬ ‫كل �شيء ويعاق ُِب �أي ت�ص ُّرف غري‬ ‫نزيه‪ ،‬من قبل �أية م� َّؤ�س�سة‪ .‬وهكذا حت َّولت النزاه ُة من‬ ‫�سلوك �أخالقي مثايل �إلى فعل عملي يعرب عن تفكري‬ ‫ٍ‬ ‫براجماتي ُيحققُ‬ ‫م�صالح كاف ِة الأطراف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪ u‬الرتابط‬

‫يف زمن يرتبط فيه الإن�سان بالأ�شياء ِّ‬ ‫وبكل ما حوله من خالل‬ ‫�شبكات زجاجي ٍة ورقمي ٍة ال مرئية ال ميكن لأيِّ عمل �أو َّ‬ ‫منظمة �أو‬ ‫ٍ‬ ‫وكالة حكومية �أو دولة �أو جمتمع �أن يعمل مبعزل عن العامل‪ .‬فقد‬ ‫بد�أ االنهيا ُر االقت�صاديُ يف مكاتب الرهن العقاري الأمريكية َّثم‬ ‫اجتاح “وول �سرتيت” وو�صل يف حلظات �إلى “لندن” و“�آ�سيا”‬ ‫حتى غمر العا َمل كالطوفان‪ .‬حينها �أدرك امل�ش ِّرعون ورجال‬ ‫الأعمال �أنه يجب تن�سيق اجلهود لإجراء تغيريات يف القوانني‬ ‫واملعايري املحا�سبية العاملية لتج ُّنب تكرار هذه الأزمة املالية‪.‬‬ ‫والآن يدر�س امل�ش ِّرعون و�صانعو ال�سيا�سات هذه امل�س�ألة لو�ضع‬ ‫التدابري الوقائية امل�ستقبلية لتج ُّنب الآثار ال�سلبية للرتابط‬ ‫الكوين واال�ستفادة منه ب�شكل �إيجابي‪.‬‬


‫�إعادة فهم كوكبنا‬ ‫العون للعلماء‬ ‫ق َّدمت �أدوات الإنرتنت املجانية مثل “جوجل �إيرث” الكث َري من ِ‬ ‫املعلومات التي كان من ال�صعب الو�صول �إليها يف‬ ‫و�صانعي ال�سيا�سات؛ ف�أتاحت‬ ‫ِ‬ ‫املا�ضي للجمهور على �أو�سع نطاق‪ .‬ت�ساعد هذه الأدوات يف عر�ض املعلومات‬ ‫يف �شكل �صو ٍر ب�صري ٍة وا�ضح ٍة مما ي�ساعد يف �شرح الظواهر املعقَّدة التي‬ ‫ي�صعب فهمها وبطرق ب�سيطة ميكن لأيِّ �شخ�ص �أن يفهمها‪ .‬يقدِّ م “جوجل‬ ‫من�ص ًة مثالي ًة لتعزيز فهمنا لت�أثري �أفعالنا الب�شرية على املحيط‬ ‫�إيرث” مث ًال َّ‬ ‫احليوي يف كوكبنا‪ ،‬بدء ًا من حتديد �أماكنَ ت�س ُّرب النفط يف العامل ومعرفة‬ ‫ت�أثري ارتفاع م�ستويات البحار‪ ،‬وانتها ًء مبعرفة ن�صيب الفرد من انبعاثات‬ ‫ي�صبح من‬ ‫غاز ثاين �أك�سيد الكربون‪ .‬ولأن الت�شخي�ص هو ن�صف العالج ف�إنه‬ ‫ُ‬ ‫الأ�سهل ُ‬ ‫إجراءات الالزمة لو�ضع احللول الكونية وتنفيذها‪.‬‬ ‫اتخاذ ال‬ ‫ِ‬

‫تعقيدات التعاون وامل�شاركة‬ ‫ينطوي التعاونُ يف االبتكار على بع�ض اجلوانب‬ ‫ال�سلبية‪ .‬فقد تفيد الربجمياتُ املفتوح ُة امل�صد ِر‬ ‫الكث َري من الأطراف وعلى ر�أ�سهم امل�ستخدمني‪.‬‬ ‫لكنها قد ت�ؤذي من تعتمد �أعمالهم على بيع �سلع‬ ‫وخدمات تنبع ميزتها التناف�سية من تف ُّردها ومن‬ ‫حقوق ملكيتها التي ت�ؤدي بدورها �إلى ازدهار‬ ‫البحث العلمي واالبتكار والإبداع‪ .‬كما ميكن‬ ‫للمواقع الإلكرتونية التي تقدم خدمات الرعاية‬ ‫معلومات موثوق ٍة‬ ‫ال�صحية �أن تو ِّفر للنا�س‬ ‫ٍ‬ ‫لكنها قد تخلق ‪� -‬أحيانا ‪ -‬حاالت من البلبلة‪.‬‬ ‫ولذا ف�إن منوذج الأعمال املفتوح لي�س و�صف ًة‬ ‫�سحري ًة لإ�صالح كل م�شاكل العامل‪ .‬فهو لي�س‬ ‫بدي ًال للحكوم ِة الناجحة وامل� َّؤ�س�سات ال�صاحلة‬ ‫وال�صحافة امل�س�ؤولة‪ .‬فامل� َّؤ�س�سات التجارية‬ ‫�ستبقى هي املح ِّرك الرئي�س لأي ازدهار �أو فر�ص‬ ‫عمل جديدة‪ .‬و�ستبقى احلكوماتُ م�س�ؤول ًة عن‬ ‫ال�ضمان االجتماعي وت�شريع القوانني مل�صلحة‬ ‫مواطنيها‪ .‬و�ستبقى اجلامعات هي واحة العلم‬ ‫والبحث واالبتكار‪.‬‬

‫التمهيد لالبتكار‪ ..‬واالزدهار‬

‫ومع ذلك ميكننا �أن نالحظ كيف جعل الذكا ُء‬ ‫أ�ساليب القدمي َة يف خلق القيمة غري‬ ‫ال�شبكي ال َ‬ ‫ُ‬ ‫كافية‪ .‬فاالبتكار القائم على التعاون �سيغيرِّ من‬ ‫طرق تدري�س التخطيط والت�سويق والت�سعري يف‬ ‫كليات �إدارة الأعمال‪ .‬وامل�ستهلكون �سيعتربون‬ ‫“قالب واح ٌد‬ ‫ينا�سب اجلمي َع” �أمر ًا ع َّفى‬ ‫مبد�أ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫عليه الزمن‪.‬‬

‫للم َّرة الأولى يف التاريخ �أ�صبح من املمكن للأفراد وامل�ؤ�س�سات ال�صغرية اال�ستفاد ُة‬ ‫أ�ساليب ت�ضاهي‬ ‫من كفاءات الأ�سواق عاملية امل�ستوى‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى خدمة العمالء ب� َ‬ ‫�أ�ساليب امل�ؤ�س�سات الكربى وكلها �أمور مل تكن متاح ًة يف املا�ضي �إال للم� َّؤ�س�سات العريقة‪.‬‬ ‫ومتو�سطة احلجم �أن تبيع منتجات يف الأ�سواق العاملية‬ ‫ميكن مث ًال لل�شركات ال�صغرية ِّ‬ ‫دون احلاجة �إلى ت�صنيع �أي �شيء ب�شكل مبا�شر‪ .‬فبف�ضل خدمات كتلك التي تقدِّ مها‬ ‫م� َّؤ�س�سة “بونوكو” يف “نيوزيلندا” ميكنك ت�صنيع منتجاتك وت�سليمها مبا�شر ًة �إلى‬ ‫العمالء يف �أي مكان يف العامل دون االنخراط يف عملية الت�صنيع‪ .‬ح ِّمل ت�صميماتك‬

‫�إعادة النظر يف امل�سلمات‬ ‫لقد حان الوقت لت�سليط ال�ضوء على ِّ‬ ‫كل املنتجات والأن�شطة الغام�ضة يف قطاع‬ ‫من�صة انطالق‬ ‫املال والتي ه َّددت اقت�صاد العامل ب�أ�سره‪ .‬وهنا يعترب الإنرتنت َّ‬ ‫الرقمي لهذه امل�شكلة تعاون ًا على نطاق وا�سع ي�شمـل‬ ‫منا�سبة لذلك‪ .‬يتطلب احل ُّل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫عمل جديد ٍة قائمة على‬ ‫كل الأطراف‪ .‬فالعديد من امل� َّؤ�س�سـات ‪ -‬التي تتبع‬ ‫مناذج ٍ‬ ‫َ‬ ‫االنفتاح وال�شفافية وامل�شاركة ‪ -‬غيرَّ ت من مالمح �سوق املــال الرئي�سية‪ ،‬بدء ًا من‬ ‫ر�أ�س املال املخاطر و�صناديق التمويل امل�شرتكة وانتها ًء بالإقرا�ض‪ .‬فلماذا ال نط ِّبق‬ ‫نف�س املنهجية على مناذج العمل املحا�سبية والأدوات املالية التي نق ِّيم بها املخاطر‬ ‫ت�صبح مفتوح ًة ومتاح ًة للتدقيق من قبل خربا َء لديهم معرف ٌة كافي ٌة يف فح�ص‬ ‫ب�أن‬ ‫َ‬ ‫هذه الأدوات‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪4‬‬


‫على الإنرتنت واخرت املوا َد التي ترغب يف ا�ستخدامها و�ستهتم “بونوكو” ببقية الأمور بل ميكنها م�ساعد ُة رجال الأعمال املبتدئني يف بيع منتجاتهم يف‬ ‫�أ�سواقها‪ .‬فالأمر هنا ي�شبه تنفيذ عملية ت�صنيع منخف�ضة التكلفة وممار�سة التجارة من مكتبك ال�صغري ومن حا�سبك ال�شخ�صي‪ .‬مثل هذه الفكرة‬ ‫مت ِّكن املبدعني من حتويل االبتكارات �إلى منتجات ب�أقل قدر من املجازفات والتكاليف والتعقيدات‪ .‬بينما يح�صل امل�ستهلك على منتجات ب�أ�سعار �أقل‬ ‫ومميزات �أكرث‪ .‬وهكذا ِّ‬ ‫تب�شر مناذج التجارة اجلديدة باحلدِّ من الأثر البيئي للإنتاج عرب التخلُّ�ص من الو�سطاء وعدم احلاجة �إلى املزيد من تكاليف‬ ‫املوا�صالت امل�ستخدمة يف نقل املنتجات‪.‬‬

‫االقت�صاد املفتوح والطاقة النظيفة‬ ‫القائم على الطاقة غري املتجددة من نهايته بينما يت�أهب‬ ‫يقرتب االقت�صاد‬ ‫ُ‬ ‫اقت�صاد الطاقة النظيفة ليح َّل حم َّله‪ .‬و�ستجني الدول التي ت�ستخدم‬ ‫التقنيات اجلديد َة �أف�ضل النتائج‪ .‬ولذا ف�إن الفر�ص املتاحة البتكار‬ ‫ِ‬ ‫منتجات جديدة ال ح�صر لها‪ .‬ومن املتو َّقع �أن توجدَ ال�شركاتُ الذكي ُة‬ ‫مهارات عالي ًة يف جماالت الهند�سة‬ ‫الكثري من فر�ص العمل التي تتط َّلب‬ ‫ٍ‬ ‫ال�شم�سية والربجميات‪ .‬وللفوز بهذه الفر�ص �سنحتاج �إلى دمج االقت�صاد‬ ‫التعاوين مع اقت�صاد الطاقة النظيفة‪� .‬سنحتاج �أي�ض ًا �إلى التعاون عرب‬ ‫قطاعات خمتلف ٍة‪ ،‬لتطوير التقنيات اجلديدة‪ .‬فتجديد البنية التحتية‬ ‫ٍ‬ ‫من�ص ٍات جديد ًة لتقدمي خدمات‬ ‫للطاقة على م�ستوى العامل �سيوجد َّ‬ ‫م�ستحدثة لتوفري هذه الطاقة‪ ،‬و�سي�ساع ُد على تعزيز ثقافة “امل�ستهلك‬ ‫املنتج” التي ي�صبح امل�ستهلك يف ظ ِّلها منتج ًا ن�شط ًا للطاقة ال جم َّرد‬ ‫م�ستق ِبل وم�ستهلك �سلبي يدفع الفوات َري وينتظر خدمات الدولة فح�سب‪.‬‬

‫ثورة املوا�صالت‬ ‫بد�أ جيل جديد من رجال الأعمال البارعني والعاملني يف‬ ‫جماالت املوا�صالت يف ابتكار منهجيات متط ِّورة لقطاع‬ ‫النقل الذي كان غارق ًا يف امل�شاكل فيما م�ضى‪ .‬فقد‬ ‫�ساعدت مناذج العمل واال�ستثماراتُ اجلديد ُة يف حتقيق‬ ‫تغيري جذري يف هذا القطاع؛ بدء ًا من اللحاق بالتكنولوجيا‬ ‫املتقدمة وانتها ًء بطرح جيل جديد من ال�سيارات عالية‬ ‫أ�شكال جديدة من البنية‬ ‫الكفاءة‪ .‬ويجري حالي ًا بنا ُء � ٍ‬ ‫التحتية للموا�صالت واختبارها‪ .‬كما ظهرت خدمات مبتكرة للم�شاركة يف ا�ستخدام ال�سيارات ‪ -‬كتلك التي تقدِّ مها م� َّؤ�س�سة “زيبكار” ‪ -‬يف‬ ‫�إعادة ت�شكيل فكرة ملكية ال�سيارة‪ .‬وت�سود العامل اليوم موج ٌة من التطبيقات التي يخدم بع�ضها مدن ًا كاملة والتي تُو ِّفـق بني �صاحب ال�سيارة‬ ‫ومن ي�شاركونه خدمات الذهاب والعودة من العمل‪ .‬وت�ساهم تطبيقات �أخرى يف ن�شر الأخبار اللحظية من ال�سائقني ومرافقيهم عن حالة‬ ‫الطرق فت�ساعد اجلميع على حتويل اجتاهاتهم وجتنب االزدحامات املرورية اخلانقة‪.‬‬

‫التعليم التعاوين‬ ‫حد كبري على قدرة الطالب على تخزين املعلومات مع القدرة على ا�سرتجاعها يف �أوقات‬ ‫يعتمد‬ ‫ُ‬ ‫التعليم يف النموذج التقليدي �إلى ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫مب�سطة للتالميذ الذين عليهم ا�ستقبالها كما هي‪ .‬وبالن�سبة‬ ‫االمتحانات‪ .‬ويقت�صر دور املعلم على بث املعلومات بطريقة َّ‬ ‫“بث املعلومات” قد عفَّى عليه الزمن‪.‬‬ ‫لتالميذ اليوم يعترب هذا النموذج يف ِّ‬

‫‪5‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫يف ال�سابق كنا نتخ َّرج يف اجلامعة م�ستعدين ملواجهة احلياة‪ .‬والآن ت�ؤهِّ لنا‬ ‫اجلامعات ملواجهة احلياة مل َّدة �أيام �أو �أ�سابيع فقط‪ ،‬ف�إذا كنت تدر�س‬ ‫منهج ًا تقني ًا �ستجد املعلومات التي در�ستها وجنحت فيها عدمية الفائدة‬ ‫قبل �أن ت�صل �إلى ال�سنة الأخرية يف اجلامعة‪ .‬ال �شك يف �أنك حتتاج �إلى‬ ‫معرفة وا�سعة وهذا هو ما جتنيه من الدرا�سة اجلامعية اليوم‪� ،‬إذ لن ميكنك‬ ‫اال�ستعانة بـ“جوجل” يف ِّ‬ ‫كل ن�شاط تقوم به‪ .‬ولكنَّ الأهم من القاعدة‬ ‫املعرفية هي قدرتك على موا�صلة التعلُّم مدى احلياة وعلى التفكري والعثور‬ ‫على املعلومات وحتليلها وعلى ِّ‬ ‫حل امل�شكالت وعلى التعاون والتوا�صل مع‬ ‫الآخرين‪ .‬هذه املهارات مه َّمة ‪ -‬ب�شكل خا�ص ‪ -‬لأ�صحاب الأعمال واملديرين‬ ‫امل�ضطرين للمناف�سة على امل�ستوى الدويل فكل الأ�سواق اليوم �أ�صبحت عاملية‬ ‫وال ترتبط بدولة �أو مدينة واحدة‪.‬‬ ‫التو�سع يف التعلُّم عن بعد لي�س هو احلل الوحيد للتعليم املفتوح‪ .‬كما �أنَّ و�صول الطالب للمحا�ضرات التي يلقيها كبار‬ ‫لكن جم َّرد ُّ‬ ‫الأ�ساتذة عرب املواقع املجانية على الإنرتنت مثل “�أكادمييك �إيرث” لي�س هو احل ُّل �أي�ض ًا؛ على الرغم من �أنَّ هذه املمار�سات �أثبتت‬ ‫جناحها‪ .‬احل ُّل هو التقنيات املتط ِّورة ومناذج التعليم القائمة على التوا�صل والتعاون والتي ميكن بلورتها يف امل�ستويات الثالثة التالية‬ ‫لتغيري منظومات التعليم‪:‬‬

‫امل�ستوى الثاين‪ :‬االبتكار يف املناهج‬

‫امل�ستوى الأول‪ :‬تعديل املناهج‬ ‫يف النموذج اجلديد ت�ضع اجلامعات موا َّدها التعليمية على‬ ‫الإنرتنت وجتعل ما كان يف ال�سابق �أحد �أ�صولها الفكرية وجزء ًا‬ ‫من ميزتها التناف�سية متاح ًا للعامة‪ .‬لقد لعب معهد “�إم �آي تي”‬ ‫دور ًا رائد ًا يف تنفيذ هذه الفكرة واليوم تعمل �أكرث من مائتي‬ ‫م� َّؤ�س�سة للتعليم العايل على نف�س املنوال ومن بينها جامعة “ييل”‬ ‫وغريها من جامعات امل�ستوى الرفيع‪.‬‬ ‫ظهرت فكرة “املناهج مفتوحة امل�صدر” عندما طلب معهد‬ ‫“�إم �آي تي” من �أع�ضائه �إيجاد و�سيل ٍة لال�ستفاد ِة من الإنرتنت‬ ‫لدفع عجلة التعليم العايل‪ .‬فر�أى �أع�ضاء هيئة التدري�س �أنَّ‬ ‫احلل هو ن�شر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫كل مواد التدري�س اخلا�صة بهم مثل‪ :‬املالحظات‬ ‫واملحا�ضرات واالمتحانات عرب الإنرتنت‪ .‬بد�أ هذا عام ‪2002‬‬ ‫وبحلول ‪ 2007‬اكتملت خطة ن�شر مناهج املعهد و�شمل هذا‬ ‫‪ 1800‬مق َّرر درا�سي ِّ‬ ‫تخ�ص�ص ًا �أكادميي ًا‪.‬‬ ‫يغطي ثالثة وثالثني ُّ‬ ‫املحتوى متاح عرب الإنرتنت وميكن لأيِّ �شخ�ص اال�ستفادة منه‬ ‫ون�سخه وتوزيعه وترجمته وتعديله‪.‬‬

‫امل�ستوى التايل هو التعاون الفعلي يف و�ضع حمتوى املناهج‬ ‫التعليمية‪ .‬وبنف�س الطريقة التي يتبعها حم ِّررو موقع “ويكيبيديا”‬ ‫املنت�شرون حول العامل لكتابة وحتديث وحترير حمتويات املو�سوعة‬ ‫على الإنرتنت‪ ،‬ي�شارك �أ�ساتذة اجلامعات يف و�ضع مواد تعليمية‬ ‫جديدة ‪ -‬مع اال�سرت�شاد مبواد “�إم �آي تي” وغريها من اجلامعات‬ ‫امل�شاركة ‪ -‬ومن َّثم فتحها للعامل ليفيد منها اجلميع‪ .‬كما ميكن‬ ‫تطبيق النهج املتبع يف م�شروع “جامعة ويكي” الذي تنفذه م� َّؤ�س�سة‬ ‫“ويكيبيديا”‪ .‬فبد ًال من و�ضع مناهج ثابتة تتيح “جامعة ويكي”‬ ‫لطالبها حتديد املواد التي يرغبون يف تعلُّمها َّثم يتعاون اجلميع‬ ‫يف تطوير م�شروعات و�أن�شطة تل ِّبي رغبات الدار�سني‪ .‬مثل هذه‬ ‫امل�شروعات هي التي ِّ‬ ‫�ستن�شط املجتمع الأكادميي العاملي وتغيرِّ‬ ‫اقت�صاديات وفل�سفات التعليم املفتوح‪.‬‬

‫امل�ستوى الثالث‪ :‬التعليم التعاوين‬ ‫يخو�ض الطالب يف هذا امل�ستوى جترب ـ ًة تعليمي ًة “م�ص َّمم ًة‬ ‫خ�صي�ص ًا له” من ع َّدة جامعات‪ .‬يلتحق الطالب بجامعته‬ ‫الرئي�سية ويعينَّ له مر�ش ٌد تعليمي م�س�ؤول عن العمل معه لإعداد‬ ‫التجربة وامل�سارات التعليمية واختيار املواد التي �سيدر�سها و�أماكن‬ ‫درا�ستها وت�سجيل نتائج هذه التجربة‪ .‬فقد يلتحق الطالب بكلية‬ ‫ي�سجل يف جامعة “�ستانفورد”‬ ‫يف “�أوريجون” كجامعة رئي�سية َّثم ِّ‬ ‫لدرا�سة علم النف�س ويف “كامربيدج” لدرا�سة االقت�صاد ال�سلوكي‪.‬‬ ‫هذه الت�شكيلة املنهجية املنتقاة من جامعات بارزة َّ‬ ‫تتخطى جم َّرد‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪6‬‬


‫�سياقات‬ ‫اختيار امل�سار التعليمي وتن�سيق جمموعة من املواد واملناهج للطالب‪ .‬لأن هذا اجليل من �أع�ضاء هيئة التدري�س يعمل على ابتكار‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫معارف جديد َة للعامل‬ ‫معارف خمتلف ًة‪َّ ،‬ثم يقدِّ موا‬ ‫تعليمية مت ِّكن طالب العامل من امل�شاركة يف املناق�شات واملنتديات والتطبيقات ليكت�سبوا‬ ‫أهم م�شاكل العامل‪.‬‬ ‫باعتبارهم جمتمع ًا متكام ًال من الدار�سني الذين ي�شاركون يف مواجهة ومعاجلة � ِّ‬

‫قرب اندثار �صحف الأخبار‬ ‫لي�ست التكاليف هي امل�شكلة الوحيدة التي تواجهها و�سائل‬ ‫الإعالم التقليدية يف الوقت احلايل‪ .‬فلو كانت �شركات الإعالم‬ ‫َ‬ ‫تكاليف باهظ ًة ملواكبة االقت�صاد املفتوح فلن تكون هناك‬ ‫تتك َّبد‬ ‫م�شكلة �إذ ب�إمكانها توظيف التكنولوجيا اجلديدة لتبدع �أعما ًال‬ ‫�أكرث ربحية‪ .‬لكن امل�شكلة هي �أنه يتم التعامل مع املعلومات‬ ‫املن�شورة على الإنرتنت ب�شكل خمتلف عن التعامل مع املجالت‬ ‫والكتب وال�صحف الورقية‪ .‬فمع تكنولوجيا “ويب ‪ ”2.0‬مل‬ ‫أ�صبح �أدا ًة للتوا�صل والت�شارك وتكوين عالقات اجتماعية ت�ؤ�س�س‬ ‫يعد الإنرتنت جمرد �أدا ٍة لت�صفُّح وقراءة وم�شاهدة الأخبار فقط‪ .‬بل � َ‬ ‫ملجتمعات مت�صلة رغم التباعد اجلغرايف لأع�ضائها‪ .‬هنا ي�شرتك “امل�ستهلكون املنتجون” يف جمع وت�صنيف الأخبار والتعليق عليها وقد‬ ‫ي�صل بهم الأمر �إلى �صناعة الأخبار‪ .‬وقد امتد ك ُّل هذا �إلى كل و�سائل الإعالم وكافة �أ�شكال املحتوى مبا يف ذلك املو�سيقى والأفالم‬ ‫والتلفزيون والأخبار‪ .‬يف الواقع مل ي�س ِبق للقدرة الب�شرية على اجلمع والتحليل والت�أليف والإبداع والإنتاج والعمل والأداء مثلما تفعل الآن‪.‬‬ ‫فهناك �ألف تغريدة تن�شر على “تويرت” كل ثانية‪ .‬وي�ضاف “لـ في�سبوك” ‪ 2.5‬مليار �صورة �شهري ًا كما ي�سجل “يوتيوب” �أكرث من مليار‬ ‫م�شاهدة يومي ًا وهناك �أرقام �ضخمة ملواقع �أخرى كثرية – �ضخمة لدرجة جتعلك ُّ‬ ‫ت�شك يف �صحتها‪ ،‬مما ي�ؤ ِّكد �أنَّ النا�س يق�ضون على‬ ‫مما يق�ضونه يف قراءة ال�صحف وم�شاهدة التلفاز‪.‬‬ ‫املواقع الإلكرتونية وقت ًا �أطول َّ‬

‫الرعاية ال�صحية يف ثوبها اجلديد‬ ‫منذ ت�سعينيات القرن املا�ضي اكتنزت �شبكة الإنرتنت ك ّم ًا هائ ًال من‬ ‫ومع�ضالت طبي ٍة والعالج املنا�سب لها‪.‬‬ ‫وحاالت‬ ‫جتارب‬ ‫املعلومات عن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫بع�ض هذه املعلومات تفتقد للدقة وال ميكن للمر�ضى االعتماد عليها‪.‬‬ ‫وقد �أثارت فكرة جلوء املر�ضى �إلى “الدكتور جوجل” قبل الذهاب‬ ‫�إلى الأطباء موج ًة من اال�ستياء يف �أو�ساط املجتمع الطبي‪ .‬ويف عام‬ ‫‪ 2001‬رفعت اجلمعية الطبية الأمريكية �شعار‪“ :‬ثقوا يف �أط َّبائكم‬ ‫ال يف غرف الدرد�شة”‪ ،‬و�أ َّكدت �أنَّ املعلومات املتاحة على الإنرتنت‬ ‫قد تُع ِّر�ض حيا َة املر�ضى للخطر‪.‬‬ ‫لكن املواقع اجلديدة التي تعمل بنظام “ويب ‪ ”2.0‬فتحت‬ ‫تقدم منوذج ًا‬ ‫للمر�ضى �سياق ًا جديد ًا لتلقي املعلومات‪ .‬فهي ِّ‬ ‫مغاير ًا للمعرفة الطبية ي�س َّمى “الرعاية ال�صحية التعاونية”‪.‬‬ ‫يقدم هذا النموذج نظام ًا معرفي ًا �أكرث �أمن ًا‪� .‬أه ُّم مك ِّون يف‬ ‫يقدمها ز َّوار املواقع الطبية‪.‬‬ ‫هذا النموذج هو املدخالت التي ِّ‬ ‫وهنا تلعب تقنية “ويب ‪ ”2.0‬دور ًا بارز ًا يف �صناعة الرعاية‬ ‫ال�صحية‪ ،‬فهي مت ِّكن النا�س من‪ :‬تنظيم �أنف�سهم ذاتي ًا والإ�ضافة‬ ‫�إلى قاعدة املعرفة ال�صحية وتبادل املعلومات ودعم بع�ضهم‬ ‫‪7‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫بع�ض ًا‪ .‬وكما يتعاون الطالب ويتع َّلمون عرب الإنرتنت مب�ساعدة‬ ‫حقيقي‬ ‫مع ِّلمني وم�شرفني �سيكون للمر�ضى وعامة املواطنني دو ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫ب�صحتهم وتبادل اخلربات مع‬ ‫يف البحث عن املعلومات املتع ِّلقة َّ‬ ‫املتخ�ص�صني يف الرعاية ال�صحيــة‬ ‫املر�ضى الآخرين والت�شاور مع‬ ‫ِّ‬ ‫ب�صحتهم ب�شكل‬ ‫ما �سي�ؤ ِّدي �إلى تقليل التكاليف واهتمام املر�ضى َّ‬ ‫�أف�ضل مع حت�سني النتائج‪ .‬هذا ما يحدث الآن بالفعل ولكن على‬ ‫نطاق حمدود‪ .‬وك َّلما ات�سع هذا النطاق زادت النتائج الإيجابية‬ ‫املتو َّقعة منه‪.‬‬


‫تطبيق مبادئ االقت�صاد التعاوين يف جمالك‬ ‫ي�ؤكد االقت�صاد التعاوين املفتوح “الويكينوميك�س” حقيقتني متناق�ضتني‪ :‬ف�أو ًال‪ :‬تبدو العديد من امل� َّؤ�س�سات‬ ‫تلوح يف الأفق �إمكاناتٌ‬ ‫التي خدمتنا يف العقود املا�ضية جامدة وغري قادرة على موا�صلة التق ُّدم‪ .‬وثاني ًا‪ُ :‬‬ ‫أ�شخا�ص يتمتَّعون باحلافز واخلربة التي مت ِّكنهم من اال�ستفادة من الأدوات التي يتيحها‬ ‫جديد ٌة ل‬ ‫ٍ‬ ‫الإنرتنت واالنخراط ب�شكل �أعمق يف جعل عاملنا مكان ًا �أكرث ازدهار ًا وا�ستدامة‪.‬‬ ‫يطرح اقت�صاد التعاون املفتوح فكرة التجديد يف مواجهة التجميد وال�صعود يف مواجهة ال�صعود‬ ‫وهكذا ُ‬ ‫مما ُيحتِّم على كل قائد �أن يجيب بح�سم عن ال�س�ؤال التايل‪ :‬هل �أعيد جتديد وت�شغيل النماذج واملناهج‬ ‫املو�سع واملفتوح؟ �أم �أكتفي مبراقبة امل�شهد و�أن�سحب من ميادين‬ ‫القدمية وت�شكيلها وفق مبادىء التعاون َّ‬ ‫العامل اجلديد؟‬ ‫للتحول �إلى منوذج الأعمال اجلديد هناك �ستة مبادىء و�أ�س�س ال بد من فهمها واتباعها كما يلي‪:‬‬

‫�أو ًال‪ :‬بيئة التنظيم الذاتي‬ ‫ت�ستخدم بع�ض امل� َّؤ�س�سات �أ�سلوب ًا مكلف ًا يف �إدارتها‬ ‫للإنرتنت‪ .‬فعندما حتتاج نظام ًا لتح�سني الأداء تبد�أ بتقييم‬ ‫ت�صمم النظام انطالق ًا من ذلك التقييم‬ ‫ثم ِّ‬ ‫ما يحتاجونه َّ‬ ‫وتبد�أ بالعمل به‪.‬‬ ‫ثم تتبع نف�س النهج مرة �أخرى عند �إ�ضافة حمتوى جديد‬ ‫�سوا ًء كان موقع ًا �أو تطبيق ًا على الإنرتنت �أو خدم ًة جديد ًة �أو‬ ‫نظام ًا لإدارة عالقات العمالء‪.‬‬ ‫للنجاح يف �إدارة منوذج �أعمال تعاوين مفتوح ال ميكنك‬ ‫اعتبار م� َّؤ�س�ستك مقدم ًا ملحتوى �أو مبادرة �أو منتج �أو خدمة‬ ‫يقدم للآخرين‬ ‫فح�سب‪ .‬بل عليك التح ُّول �إلى‬ ‫“من�سق” ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫من�صــ ًة ت�سمح لفرق العمل اجلديدة بالتنظيم‬ ‫�سياقـ ًا �أو َّ‬ ‫الذاتي دون احلاجة �إلى تدخُّ لك املبا�شر والدائم‪ .‬بهذا‬ ‫الفكر التعاوين املفتوح ميكنــك فقط ابتكار تطبيقات وتنفيذ‬ ‫مبادرات ذات قِ يمة لك وملجتمعك وللعامل �أجمع‪.‬‬

‫�سري‬ ‫ثاني ًا‪ِ � :‬أعد النظر فيما هو ِّ‬ ‫وما هو علني‬ ‫�أ�شرنا فيما �سبق �إلى �أهمية تخ ِّلي امل� َّؤ�س�سات عن‬ ‫االنغالق وحيوية االنفتاح لي�س فقط بتو�صيل املعلومات‬ ‫ذات ال�صلة لذوي امل�صالح ولكن �أي�ض ًا من خالل‬ ‫الت�شارك بالأفكار والأ�صول واملحتوى مع �أطراف متعددة‪.‬‬ ‫وال تقت�صر م�س�ألة امل�شاركة على جمرد التعامل مع‬ ‫الآخرين و�إنمَّ ا متت ُّد لت�شمل م�شاركتهم يف النمو واالبتكار‬ ‫والعوائد‪.‬‬ ‫حتتاج امل� َّؤ�س�سات بالطبع �إلى حماية ملكيتها الفكرية‬ ‫وميزتها التناف�سية لكنَّها لن تتم َّكن من التعاون بفاعلية‬ ‫وم�شاركة الآخرين �إن احتكرت َّ‬ ‫كل �أ�صولها الفكرية‬ ‫�سرية ومبن�أى عن اجلميع‪� .‬إذا �أردت الدخول يف‬ ‫و�أبقتها ِّ‬ ‫ع�صر التعاون الرقمي وامل�شاركــة ف�ستحتاج �إلى �إعادة‬ ‫النظر يف �أولويات �إدارتك ملمتلكاتك الفكرية لتحدد �أيها‬ ‫�سريته و�أيها ميكن فتحه وطرحه على امللأ‬ ‫�ستحافظ على ِّ‬ ‫ليفيد منه اجلميع ب�أن ت�سمح لأكرب عدد من الأ�شخا�ص‬ ‫واجلهات املتخ�ص�صة بالتفاعل بحرية مع �أ�صولك‬ ‫املعرفية حتَّى يتم َّكنوا من البحث عن م�شاريع وفر�ص‬ ‫جديدة للتعاون معك ومع غريك‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪8‬‬


‫أرخ قب�ضتك‬ ‫ثالث ًا‪ِ � :‬‬ ‫�أهم مفارقة يف حقبة “الويكينوميك�س” هي‪“ :‬لكي ت�صبح‬ ‫قوي ًا وتفر�ض �سيطرتك وحتافظ على مكانتك عليك �أن ترخي‬ ‫قب�ضتك‪ .‬ينطوي هذا على الكثري من اخلطوات مثل منح‬ ‫موظفيك مزيد ًا من املرونة ليتم َّكنوا من االبتكار والعمل مع‬ ‫�أقرانهم‪� .‬أو ت�سجيل �أفكار �شركائك واملو ِّردين والتعاون معهم‬ ‫ب�شكل وثيق يف ت�صميم وت�صنيع منتجات جديدة �أو ال�سماح‬ ‫للجمهور مب�شاركتك بع�ض �أ�صولك لتجذب عدد ًا �أكرب من‬ ‫الأ�شخا�ص الذين �سيقدِّ مون لك بدورهم �أفكار ًا ور�ؤى جديدة‬ ‫املتحم�س بالعمل على من ِّو عالمتك‬ ‫�أو ال�سماح جلمهورك‬ ‫ِّ‬ ‫التجارية والرتويج لها باال�ستعانة بحمالت ت�سويقية ين ِّفذونها‬ ‫لأنف�سهم ومي ِّولونها ب�أنف�سهم‪ .‬وبالن�سبة للمبادرات التعاونية‬ ‫احلكومية ف�سينطوي هذا على دعوة املواطنني واملوظفني‬ ‫واملقيمني �إلى امل�شاركة يف االقرتاحات واالبتكارات والإبداع‬ ‫يف التفاعل مع ال�سيا�سات الإبداعية املحلية واال�سرتاتيجيات‬ ‫التناف�سية الدولية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫رابع ًا‪� :‬شكِّل جمموعات القيادات‬

‫خام�س ًا‪ :‬عزِّ ز ثقافة التعاون‬

‫كي تتمكَّن من ت�سخري طاقات �أولئك‬ ‫الأ�شخا�ص القادرين على تنظيم �أنف�سهم‬ ‫من�صات و�إيجاد �سياقات‬ ‫حتتاج �أو ًال �إلى بناء َّ‬ ‫تمُ ِّكنهم من القيام بكل هذا‪ .‬وقد ال يكون‬ ‫هذا كافي ًا‪ .‬فال ميكن ل ِّأي جمتمع تعاوين‬ ‫�أن يحقِّق جناحات دون وجود القيادات‪.‬‬ ‫مهمة ه�ؤالء القادة هي و�ضع الر�ؤى والقيم‬ ‫َّ‬ ‫التي �سيعمل الآخرون وفق ًا لها وامل�ساعدة‬ ‫يف �إدارة التفاعل داخل املجموعات وجذب‬ ‫املزيد من النا�س لهذا املجتمع املفتوح‪ .‬هذه‬ ‫املجموعة ال�صغرية من الالعبني الرئي�سيني‬ ‫تقوم بدور كبري وتوفِّر الدعم االجتماعي‬ ‫والبنية التقنية التحتية التي يحتاجها‬ ‫امل�شاركون الآخرون لإجناز ن�صيبهم من‬ ‫العمل‪ .‬هذه املجموعات هي حجر الزاوية‬ ‫الذي حتتاجه لتك ِّون جمتمع ًا ذاتِّي التنظيم‪.‬‬

‫�أ�صعب حتدٍّ يواجهه كل من يريد االنتقال مب� َّؤ�س�سته وجمتمعه �إلى ع�صر‬ ‫“الويكي” هو تعميق وتعزيز ثقافة التعاون داخل هذه امل� َّؤ�س�سة والعاملني‬ ‫فيها‪ .‬لتتم َّكن من هذا يجب �أن متلك رغبة حقيقية يف التعاون مع‬ ‫الآخرين‪ .‬وهذا يعني التعامل بانفتاح مع الأفكار اجلديدة ِّ‬ ‫بغ�ض النظر عن‬ ‫م�صدرها بد ًال من جتاهلها �أو انتظار الفر�صة املنا�سبة لتقوي�ضها‪ .‬كما‬ ‫يعني التخ ِّلي عن غريزة الإفراط يف حماية ممتلكاتك الفكرية مع توفري‬ ‫البيئة املالئمة لتد ُّفق الأفكار واملعلومات بحر َّية داخل م� َّؤ�س�ستك‪ .‬كما‬ ‫�ستحتاج �إلى التخ ِّلي عن هياكل ونظم العمل الهرمية وت�شجيع العاملني‬ ‫على التح ُّدث بع�ضهم مع بع�ض على اختالف منا�صبهم و�إداراتهم‪ .‬وعلى‬ ‫لي�شجعوا‬ ‫الر�ؤ�ساء التنفيذيني وكبار الفنيني �أن يتح َّلوا هم �أو ًال بهذه القيم ِّ‬ ‫مر�ؤو�سيهم على تب ِّنيها مثلهم‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫�ساد�سا‪ :‬مكِّن جيل الإنرتنت‬ ‫أ�شرك ال�شباب املبادرين واملنفتحني واملتميزين فهم‬ ‫� ِ‬ ‫الأبطال الرئي�سيون يف احلرب الرقمية التي ي�شهدها‬ ‫العامل اليوم‪ .‬تابع �أعمالهم و�أوجد حال ًة من الزخم‬ ‫وعمق مفاهم و�أهمية‬ ‫يف �سلوكهم و�أ�ساليب عملهم ِّ‬ ‫التغيري يف داخلهم وتخ َّل�ص من النماذج القدمية‬ ‫يف التعاون والتفكري والتنفيذ اجلمعي ِّ‬ ‫لتمكنهم من‬ ‫االبتكار والتجديد والتح�سني امل�ستمر‪.‬‬

‫م�ستقبل اقت�صاديات التعاون وامل�شاركة‬ ‫ما ن�ستخل�صه ونتع َّلمه من اقت�صاديات التعاون ونظم الأعمال املفتوحة‬ ‫“الويكي” هو �أنَّ الأفراد وامل� َّؤ�س�سات واملجتمعات املغلقة والتي تر ِّكز على‬ ‫نف�سها فقط وتعمل بفكر احتكاري يعزلها عن الآخرين هي يف �سبيلها �إلى‬ ‫االندثار‪ .‬قد يبدو ع�صر التعاون والأداء اجلماعي غري م�ألوف يف بدايته‬ ‫وغام�ض ًا بع�ض ال�شيء �إال �أ َّنه على قادة امل�ستقبل تب ِّني الفكر التعاوين وعلى‬ ‫املتفردة للعمل‬ ‫املجتمعات وامل�ؤ�س�سات الرائدة �إف�ساح الطريق �أمام القدرات ِّ‬ ‫يف ج ٍّو من امل�شاركة ت�سوده املبادرات الذاتية والتعاون على م�ستويات‪ :‬التفكري‬ ‫املو�سع واملفتوح‪.‬‬ ‫والتخطيط والتطبيق‪ .‬هذا هو �صميم عامل الأعمال َّ‬ ‫المؤلفــان‪:‬‬ ‫يقدم استشارات في استراتيجيات‬ ‫دون تابسكوت‪ :‬رجل أعمال تعاوني منفتح‪ِّ ،‬‬ ‫األعمال والمجتمع في العصر الرقمي‪.‬‬ ‫أنتوني ويليامز‪ :‬خبير في االبتكار التعاوني‪ ،‬ومؤلف مشارك في كتاب (ويكينوميكس)‬ ‫الذي َّ‬ ‫حقق مبيعات عالية في مختلف اللغات‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬

‫‪1. The Mesh‬‬ ‫‪Why the Future of Business Is Sharing.‬‬ ‫‪By: Lisa Gansky, 2012‬‬

‫‪2. All That We Share‬‬ ‫‪How to Save the Economy, The Environment ... Our Communities and Everything‬‬ ‫‪Else that Belongs to All of Us.‬‬ ‫‪By: Jay Walljasper & Bill McKibben, 2010‬‬

‫‪3. What’s Mine Is Yours‬‬ ‫‪The Rise of Collaborative Consumption.‬‬ ‫‪By: Rachel Botsman & Roo Rogers, 2010‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪10‬‬


‫“للم�شاركة يف التعاون الرقمي‪� ،‬أعد‬ ‫النظر يف �إدارتك للملكية الفكرية‬ ‫ِّ‬ ‫�سريته‬ ‫وحدد �أيها �ستحافظ على ِّ‬ ‫و�أيها ميكن فتحه وطرحه على امللأ‪.‬‬ ‫عندما ت�سمح للعامل بالتفاعل مع‬ ‫�أ�صولك املعرفية ب�أريحية �ستنبثق‬ ‫فر�ص جديدة وتنطلق م�شاريع مفيدة‬ ‫لك ومل�ؤ�س�ستك وللعامل �أجمع”‬

‫دون تابسكوت‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.