ٍ ثـوان... في
تاريخ امل�شاركـــــــة
ي�سعى الإن�سان جاهد ًا ويف جميع مراحل حياته لتحقيق ال�سعادة له وملن حوله ،و�إلى �إق�صاء الأذى �أو ال�ضرر بكافة �أ�شكاله ،عن حياته ال�شخ�صية وعمله وعالقاته مع الآخرين .وال �شك �أن الإيجابية بكافة �أ�شكالها هي ال�سبيل الوحيد لتحقيق ذلك .فمن خاللها نتمكن من حتقيق الأف�ضل لأنف�سنا والنجاح بعملنا ويف كافة جماالت احلياة. لكن يجب �أن ت�شمل الإيجابية طريقة التفكري و�أ�سلوب احلياة ونظرتنا لأنف�سنا والآخرين .فمعها ننجح بعالقاتنا مع الآخرين ونتقن فن امل�شاركة الإيجابي ،ون�سهل ترتيب و�إجناز مهامنا اليومية وحتقيق م�شاريعنا مهما كانت مزدحمة .ومن خالل قوة التفكري الإيجابي نتمكن من تغيري نظرتنا للحياة وحتويل امل�شكالت �إلى فر�ص. ولي�س هناك �أبلغ من تعبري �صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم ،نائب رئي�س الدولة رئي�س جمل�س الوزراء حاكم دبي “رعاه اهلل” عن الإيجابية عندما قال “ �إن التحلي بالطاقة الإيجابية والإ�صرار على توظيفها يف م�ساقات احلياة هو املقوم الأول للنجاح والتميز ،كونه الباعث على الإبتكار واملحفز على قهر التحديات واكت�شاف الفر�ص وت�سخريها ب�أ�سلوب فاعل ي�ضمن للإن�سان رقيه وللمجتمع تقدمه ورفعته”. ومن فكر حاكم دبي ن�ستقي نحن �أي�ض ًا يف م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم الإيجابية يف كافة م�شاريعنا، خا�صة ونحن نحتفل اليوم مبرور عام على �إطالق مبادرة “كتاب يف دقائق” ،التي �ساهمت �إيجابية تفاعل اجلمهور معها يف جناحها وا�ستمراريتها ،ويف حتفيز امل�ؤ�س�سة ب�شكل دائم على تقدمي �أف�ضل النتاجات الفكرية لأهم ال ُكتاب من حول العامل ،والتي تغذي العقل والروح مع ًا .كما �شكلت الطروحات الإيجابية ملو�ضوعات الكتب معيار ًا �أ�سا�سي�أ يف اختياراتنا ال�شهرية ،لذا نحن ن ِعد اجلميع �أننا �سنبقى بهذه الروح الإيجابية و�سنعمل من خاللها على تطوير املبادرة ملا فيه من فائدة ومنفعة جلميع �أفراد املجتمع. وت�سلط الدفعة اجلديدة للمبادرة ال�ضوء على ق�ضايا تتطلب الإيجابية ب�شكل ما ،وتتناول ثقافة امل�شاركة كن�شاط �إيجابي ميار�سه الب�شر منذ الأزل ،ومو�ضوع �آليات التعامل مع املهام اليومية� ،إلى جانب قوة التفكري الإيجابي يف تغيري حياة النا�س والفرق بينه وبني التفكري ال�سلبي. الكتاب االول الذي يحمل عنوان “ثقافة امل�شاركة طريق املنفعة العامة واملجتمع املتالحم” للكاتبة بيث بوزين�سكي ،ي�سلط ال�ضوء على تاريخ �سلوك امل�شاركة الذي ي�سمح من خالله ال�شخ�ص للآخر با�ستخدام وا�ستثمار ممتلكاته ومقتنياته ل�سد حاجة �أو غاية ،ومدى ارتباطها بتطور ح�ضارة الإن�سان .و�أو�ضحت الكاتبة يف هذا الكتاب املزايا املبا�شرة للم�شاركة ،واملتمثلة يف دعم االقت�صاد املحلي ،وحماية البيئة باحلد من اال�ستهالك ،وتوفري املال .فيما ق�سمت �أمناط امل�شاركة �إلى امل�شاركة الندية ،وامل�شاركة الندية ال�شبكية، وامل�شاركة املهنية .حمدد ًة العنا�صر القابلة للم�شاركة بكل من :ال�سلع ،واملهارات ،والوقت ،وال�سكن، واملوا�صالت ،والطعام ،واملكان ،واملال. ومن خالل كتاب “�إعادة االعتبار لقائمة �أعمال اليوم ،دليلك املفيد للعمل بال تعقيد” للم�ؤلف� :إ�س جي �سكوت ،نتعلم تقنيات تنظيم الوقت اليومي بحيث ن�ستطيع �أداء كافة املهام املطلوبة يف الوقت املحدد، و�أ�ساليب �إعداد القوائم اليومية وااللتزام بها ،وكيف ميكن �أن نعيد التفكري يف قائمة الأعمال التي ن�ضعها. ويو�ضح الكاتب الأخطاء ال�شائعة يف �إدارة قوائم املهام ،ويجملها يف كتابة قوائم مطولة ،والغمو�ض، والف�شل يف تقدير الوقت ،والرتكيز على النتائج ال�سريعة� ،إلى جانب عدم ربط املهام بالأهداف ،وال�سماح للإحباط بالت�سلل �إلى نفو�سنا .وو�ضع �سكوت عدة ا�سرتاتيجيات ت�ساعدنا يف رفع م�ستويات الطاقة للقيام باملهام ،ت�شمل تدوين املعوقات املحبطة ،والبدء ب�سرعة ،وو�ضع خطة لكل عقبة ،والتفكري يف العائد. وينقلنا الكتاب الثالث “قوة التفكري الإيجابي ،غري نظرتك تتغري حياتك” للكاتب :جيف كيلر� ،إلى عامل التوجهات الفكرية التي نطل منها على احلياة ،وكيف يحدد منطنا الفكري �أو توجهنا الذهني �أُطر حياتنا. حيث يركز الكاتب على �أهمية التفكري الإيجابي يف حتقيق النجاح ،وحتويل التحديات �إلى ايجابيات .كما يو�ضح الفرق بني التفكري الإيجابي وال�سلبي ،وكيف ميكن �أن ي�صبح الإن�سان مغناطي�س ًا يجتذب الأهداف من خالل التفكري الإيجابي .ويلخ�ص الكاتب الطرق التي جتعلنا �إيجابيني من خالل النظر �إلى الأمور بحجمها الطبيعي ومواجهة املخاوف بن�ضج ،والنزول �إلى �أر�ض الواقع وتقبل الف�شل يف بع�ض الأحيان. ويف النهاية نتمنى �أن حتوز الدفعة اجلديدة مللخ�صات مبادرة “كتاب يف دقائق” �إعجاب القراء ،وتقدم لهم ولعائالتهم الفائدة الق�صوى يف كافة جوانب حياتهم. جمال بن حوير ب الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم 1
كتاب في دقائق
امل�شاركة ن�شاط �إن�ساين �إيجابي ميار�سه الب�شر منذ قدمي الأزل فكلنا ن�شارك ونت�شارك وهذا ما �أفعله �أنا، أنت ،وتفع ُله �أنت .امل�شاركة هي �أن ي�سمح كل وتفعلينه � ِ منا للآخرين با�ستخدام وا�ستثمار ممتلكاته ومقتنياته، �إما ل�سد حاجة �أو لتحقيق غاية. ُ وترتبط امل�شارك ُة ارتباط ًا وثيق ًا بتط ُّور احل�ضار ِة الإن�ساني ِة على مدى تاريخ الب�شرية .ولي�ست امل�شاركة الكائنات ن�شاط ًا �إن�ساني ًا حم�ض ًا كما قد نت�صور فكل ِ ُ نتائج عظيم ًة تت�شارك وت�ؤدي بفطرتها الغريزية وحتقق َ ب�سبب تفعيلها الدائم لعن�صري امل�شاركة والتعاون اجلماعي وذلك بتق�سيم امله َّمات واملوارد والتوازن يف العالقات .ف ِّكر يف :كيف حتلق �أ�سراب الطيور ،وكيف تندفع �أمواج الأ�سماك يف البحور؛ وف ِّكر يف خاليا النحل وتالل النمل؛ التي جُتزِّ ئ امله َّمات ليتقا�سمها جميع �أع�ضاء اخللية فتع ُّم املنفعة على اجلميع .وكذلك هو الإن�سان فنحن مربجمون بالفطرة لنجزل العطاء ومنار�س امل�شاركة .ورغم متط َّلبات الع�صر احلديث التي تطغى �أحيان ًا على فطرتنا النبيلة و�إيجابياتنا اجلميلة وت�ستبدل بها املنفعة ال�شخ�صية والأنانية وحب اال�ستحواذ ،فما زال بيننا من ينا�ضلون ب�أ�شكال متباينة لي�صمدوا يف وجه تلك الإغراءات.
�إن كنت ممن ي�ستعريون الكتب �أو ي�ست�أجرون ال�شقق ،ف�إن مفهوم “م�شاركة املوارد” �سيكون م�ألوف ًا لك .لقد طرحت التكنولوجيا احلديثة - وما �صاحبها من تط ُّور يف �أ�ساليب التوا�صل – فر�ص ًا جديدة للتعاون وامل�شاركة بطرق مل تكن معهودة من قبل؛ �إذ تغ َّلبت الآليات احلديثة على �أوجه العجز والق�صور التي �شابت �أ�ساليب امل�شاركة فيما م�ضى والتي حدت باحل�ضارات القدمية �إلى التخ ِّلي – يف مرحلة ما -عن امل�شاركة ك�أ�سلوب حياة.
اال�ستهالك التعاوين
القيمة امل�ضافة للمقاي�ضة امل�شاركة من �أهم املبادئ الإن�سانية التي تحُ ِّ�سن معي�شتنا وترثي قيمنا وت�ضمن بقاءنا وا�ستمرارنا .فقد حر�صت املجتمعات القدمية على �إعالء قيمة التعاون وحتفيز الأفراد لتب ِّني ت�صب يف �صالح املجتمع ككل وتُعلي ال�سلوك َّيات واملناهج التي ُّ مفهوم امل�صلحة امل�شرتكة قيمة اجلماعة على الفرد .حتى �أخذ ُ يتط َّور فظهر نظام “املقاي�ضة” .من خالل عمليات املقاي�ضة مت ِّكن الأفراد من ا�ستبدال عنا�صر ذات قيمة ب�أخرى هم يف “لدي ما غنى عنها� .أي �أنَّ فكرة املقاي�ضة قامت على مبد�أ: َّ فلم ال نقاي�ض هذا بذاك؟” فبعدما حتتاجه ولديك ما �أحتاجه َ انتقل الإن�سان من جمتمع اجلمع وال�صيد �إلى جمتمع الزراعة �صارت املا�شية �أ�شهر عمالت املقاي�ضة ف�صار لكل نوع معينَّ من التو�سع ال�سكاين وما الأبقار قيمة ثابتة ومتعارف عليها .ومع ُّ �صاحبه من تعقيد يف االحتياجات �أ�صبح من ال�صعب ا�ستخدام تلك الآلية املُ َب َّ�سطة فظهرت احلاجة �إلى معيار ثابت و�أ�سهل حم ًال ونق ًال من الأبقار .فا�ستخدمت الأ�صداف البحرية واخلرز والقمح كعمالت خمتلفة القيمة .لقد تعلمنا من تلك العمالت الب�سيطة در�س ًا مهم ًا وهو �أ َّننا نحن الذين ن�صنع مما �سبق �أنَّ االتفاق اجلماعي من �أهم عنا�صر القيمة .يت�ضح َّ �إ�ضفاء القيمة امل�ضافة للعملة .ثم اندثرت بع�ض هذه القيم التي تقوم على دعم االقت�صاد املح ِّلي باالعتماد على العمالت البديلة كملة .وقد َّ متخ�ض النجاح وحجم التداول الذي حقَّقته هذه واملُ ِّ العمالت عن نزعة جماعية للتخ ِّلي عن الأنظمة االقت�صادية القائمة �آنذاك.
ي�أتي بعد ذلك ع�صر اال�ستهالك التعاوين �أو اقت�صاد امل�شاركة، غني بالرثوات واملوارد التي والذي يقوم على اعتقاد �أنَّ العامل ٌّ من �ش�أنها �أن تل ِّبي احتياجاتنا وت�ضمن لنا حياة �سعيدة .تلك الرثوات �إ َّما �أن تكون مهدرة �أو خاملة �إن مل جتد من ي�ستثمرها على �أكمل وجه .ففي حني �أنَّ ال�سلوكيات القائمة على امل�شاركة والتعاون ،اقت�صرت فيما م�ضى على املجتمعات املغلقة �إال �أنَّ ع�صر االنفتاح الذي ن�شهده الآن بف�ضل التكنولوجيا ومواقع التوا�صل االجتماعي قد �أتاح لنا فر�صة نادرة لنط ِّبق هذا النظام على �أو�سع نطاق ون�ضيف �إليه املزيد.
العملـــــة البديلــــــة “البريك�شريز” �أو العملة البديلة هي عملة حملية متداولة يف منطقة “بريك�شري” يف والية ما�سات�شو�ست�س يف الواليات املتحدة الأمريكية .ووفق ًا للنظام يف تلك املنطقة ف�إن الـ 95 �سنت ًا من عملة البريك�شريز تعادل دوالر ًا �أمريكي ًا واحد ًا .وتتم عملية اال�ستبدال من خالل 12م�صرف ًا حملي ًا وعرب 370 منفذ ًا ت�شمل املطاعم ودور احل�ضانة وال�شركات ،وغريها من مرافق وخدمات حملية .وقد َّمت �إ�صدار ما يزيد على 2.5 مليون ورقة مالية من هذه العملة منذ عام 2006حتَّى الآن. وي�شري املوقع الر�سمي امل�س�ؤول عن �إ�صدار العملة �إلى �أنَّ هدفها هو توفري بديل للعمالت التقليدية ال �أن َّ حتل حم َّلها؛ �إذ يقول �أحد امل�س�ؤولني: كتاب في دقائق
2
“يتخذ م�ستخدمو هذه العملة قرار ًا واعي ًا ب�إعالء قيمة املنتج املحلي �أو ًال؛ �أي �أ َّنهم يتح َّملون على عاتقهم م�س�ؤولية تالحم جمتمعهم من خالل و�ضع �أ�سا�س �صلب القت�صاد حملي ن�شط ومنتع�ش”. ومن املتو َّقع �أن يت�سع نطاق تداول هذه العملة لي�شمل �إن�شاء احل�سابات امل�صرفية وت�سهيل التداوالت املالية الإلكرتونية والإقرا�ض طويل الأجل لتحفيز الت�صنيع والإنتاج املحلي.
كيف ال نت�شارك امل�شاركة ب�سيطة يف جوهرها لأنها من �أوائل الدرو�س التي نتلقَّاها يف مقتبل حياتنا لكنها لي�ست در�س ًا اً �سهل .وي�ش ِّكل الأطفال منوذج ًا حي ًا للطبيعة الب�شرية املعطاءة، ولنت�أمل هذا املوقف: “يحت�ضن خالد لعبة جديدة ويا�سر يرمقه من قريب .و�أمام خالد الآن ثالثة خيارات: � uإما �أن يت�ش َّبث بلعبته وي�صرخ مدافع ًا عن ح ِّقه يف اللعب بها وحيد ًا، � uأو يلعب بلعبته القدمية حتى يح�صل يا�سر على لعبة جديدة �أي�ض ًا، � uأو يق ِّرر �أن يت�شاركا ويلعبا وي�ستمتعا مع ًا. يف العادة ينزع الآباء �إلى دفع �أبنائهم نحو اخليار الأخري ا�ستناد ًا �إلى مبد�أ امل�شاركة غري امل�شروطة .وهذا املثال ال ي�س ِّلط ال�ضوء على طبيعة النف�س الب�شرية فح�سب ،و�إنمَّ ا ِّ يو�ضح كيف تقودنا الأنانية واال�ستحواذ �إلى ال�سعادة “امل�ؤ َّقتة” بينما تقودنا امل�شاركة �إلى �سعادة “دائمة” للجميع. �إال �أن مفهوم امل�شاركة يزداد تعقيد ًا ك َّلما تق َّدم بنا العمر �إذ ُ ُ وندرك قيم َة اجلهد املبذول تختلف نظرتُنا �إلى قيمة الأ�شياء القتنائها .ويف كثري من الأحيان نختلق الأعذار وامل ِّربرات لت�ص ُّرفاتنا الأنانية – حتَّى و�إن �أنكرنا ذلك جمل ًة وتف�صي ًال. فكثري ًا ما تتح َّول امل�شاركة �إلى ما ي�شبه “التحايل” الذي ينتهجه نف ٌر من “املتكا�سلني” ليقتن�صوا ن�صيبهم من مكا�سب
“املجتهدين ”.ومن هنا نبد�أ يف ت�صنيف الأ�شياء ما بني مُ�ستخدَ ٍم وقد ٍمي لن�ضعها يف مرتبة �أقل من ِّ كل ما هو جديد ونادر وباهظ الثمن .وربمَّ ا نتمادى يف كث ٍري من الأحيان لنقي�س جناحنا يف احلياة بحجم ما لدينا من ممتلكات ومقتنيات -وبقيمتها؛ ُ تت�ضاءل قيم ُة مقارن ًة بزمالئنا وجرياننا .وملثل هذه الأ�سباب ت�صبح فكرة م�ستهلك ًة وغ َري امل�شاركة يوم ًا بعد �آخر� ،إلى �أن َ واقعية فال ميار�سها غري الأطفال بينما يغرق احلكماء الكبار يف عامل التناف�س الذي يطلقون عليه �أحيان ًا “التعاف�س” �أو (التعاون التناف�سي) من قبيل التهكم �أو لت�سمية الأ�شياء بغري م�سمياتها. فال عجب �إذن �أن نت َ َّخذ من “البيع وال�شراء” �أ�سلوب حياة ونتنا�سى �أنَّ هناك �أ�سلوب ًا �أف�ضل و�أعم وهو امل�شاركة التعاونية.
ملاذا ال نت�شارك ن�ستطيع �أن نرى الآن ِّ يدم َر كوكبنا وبكل و�ضوح كيف �أن اال�ستهالك امل َّب ِذر واملته ِّور يكاد �أن ِّ واقت�صادنا ورخاءنا .وحتى عندما حتدونا رغب ٌة يف التغيري فث َّمة ما يعوق تق ُّد َمنا ويق ِّو�ض حماوالتنا .فالنف�س الب�شرية ال متيل �إلى تق ُّبل التغيري بل تتج َّنبه خوف ًا من احتماالت الف�شل. رغم �أننا لن جندَ منا�ص ًا وال خال�ص ًا من د َّوامة اال�ستهالك املته ِّور وما ي�صحبه من �سلبيات �إال بتب ِّني �سلوكيات جديدة والتخلُّ�ص من املعتقدات البائدة التي ال تنطوي على �أية فائدة. َ البديل الأمثل لال�ستهالك املته ِّور والذي وت�أتي امل�شاركة يف مقدمة هذه ال�سلوكيات باعتبارها ال يتطلب تناز ًال عن م�ستوىً ِّ معي�ش ٍي معينَّ �أو الت�ضحية الدائمة يف �سبيل الآخرين .ورغم �إمياننا الدفني ب�أهمية هذا البديل ف�إ َّننا ال ُّ ننفك ْنخ َت ِل ُق الأعذا َر التي حتول بيننا وبني التعاون الت�شاركي .وهذه بع�ض املعوقات التي حتول بيننا وبني تب َّني التغيري: 3
كتاب في دقائق
uاملــــال
u
الوقت
لدي ما يكفي من الوقت” هذا هو العذر الأكرث “�أنا م�شغو ٌل للغاية ولي�س َّ طلب م َّنا ُ بذل �شيوع ًا والذي يجري على �أل�سنتنا تلقائي ًا مبج َّرد �أن ُي َ القليل من اجلهد .ولكن امل�شكلة ال تكمن يف افتقارنا للوقت و�إنمَّ ا يف عدم ُ البدائل القائم ُة على تطرح قدرتنا على �إدارة الوقت بفاعلية .فبمج َّرد �أن َ ونتحجج اعتقاد ًا م َّنا ب�أ َّنه لي�س لدينا ما يكفي من الوقت امل�شاركة نته َّرب َّ واجلهد .بالطبع يتط َّلب قرار امل�شاركة جهد ًا ووقت ًا من جانبنا ولكن �ألي�س هذا حال ِّ عمل يحدوه �أم ٌل يف احلياة؟ كل ٍ
حني يف ِّكر بع�ضنا ب�أنَّ التعاونَ يف تعميم امل�شاركة وبناء جمتمع قائم على التالحم بامل�شاركة يحتاج �إلى �إنفاق املال ف�إن هذا يثنيهم عن جمرد املحاولة ،ولك َّنهم يغفلون يف هذا عن �أنَّ املال لي�س املقيا�س الوحيد للقيمة .فنحن نح ِّب ُذ ا�ستئجا َر غرف ٍة يف فندق بد ًال من النزول لدى �أحد الأقارب �أو الأ�صدقاء يف مدينة ما ،ولكن هل ب�إمكان الفندق �أن يوفر لنا �أف�ضل الأطعمة املحلية، �أو يذكرنا بتاريخنا التليد وعاداتنا وتقاليدنا الرائعة وما �إلى ذلك من خدمات وم�شاركات ال يقد ُمها �سوى �أبناء جلدتنا؟ هذا هو جوهر امل�شاركة وتلك هي قيمتها التي ال ت�ساويها �أموال وال تزنها مقايي�س وقوانني �إدارة الأعمال.
uالأمان نحن مربجمون بطبيعتنا وفطرتنا للبحث عن �سبل البقاء مما يدفعنا التخاذ ِّ ال�صحة والأمان .فتجدنا -على كل االحتياطات والتدبريات التي تكفل لنا َّ �سبيل املثال -نح ِّبذ قيادة �سياراتنا اخلا�صة و�شراء الأ�شياء اجلديدة كلي ًا والتي اخلا�صة وجتعلنا �أ�سياد املوقف واملتح ِّكمني متنحنا القدرة على �صياغة تو ُّقعاتنا َّ يف زمام الأمور .وي�ش ِّكل اخلروج عن هذا الإطار امل�ألوف خروج ًا �صريح ًا عن دائرة الأمان اخلا�صة بك ٍّل م َّنا .فالبقاء يف منزل �أحد الأ�صدقاء – يف مقابل حجز غرفة يف فندق – على �سبيل املثال يعني �أ َّننا قد ن�ضط ُّر �إلى االلتزام بقوانني املنزل اخلا�صة ،والتي من املمكن �أ َّال تالئمنا – كتناول �أطعمة ال تروق لنا �أو يف مواعيد مغايرة ملا اعتدناه .وكذلك احلال حني نرت�ضي �أن ي�صطحبنا �أحدهم يف طريقه �إلى مكان ما فعندها قد نجُبرَ على تغيري جدولنا الزمني وفق ًا جلدول هذا ال�شخ�ص .باخت�صار �شديد تتط َّلب م َّنا امل�شاركة تب ِّني بع�ض اخل�صال – كاملرونة والثقة بالآخرين – والتي يف حدِّ ذاتها قد جتعلنا عر�ضة للأرق – كمثال املنزل �أو التو ُّتر �أو ال�سيارة �أو ربمَّ ا اخلطر – فمن م َّنا يو ُّد �أن يع ِّر�ض نف�سه ملواقف غري م�ألوفة ي�صعب عليه التح ُّكم يف ِّ كل متغيرِّ اتها .وعلى مما نحن عليه الآن. هذا الأ�سا�س نبني معتقدنا ب�أنَّ امل�شاركة جتعلنا �أق َّل �أمان ًا َّ �صحة هذا املعتقد .فمن بني ماليني ورغم ذلك لي�س هناك ث َّمة دليل قاطع على َّ ال�صفقات ،واملبادالت وعمليات امل�شاركة التي تدور على مدار اليوم ،ق َّلما جتد منها ما يخرج عن نطاق ال�سيطرة �أو يتح َّول �إلى كارثة� .أي �أ َّنه اليزال هناك جمد للجميع. املاليني حول العامل يثقون بقيمة امل�شاركة ويتقنون �إدارتها ب�شكل ٍ
uالثقة ُ ا�ستخدام الآخرين – وال ا�ستعمالهم - يختلف ال ُ اخلا�صة عن ا�ستخدامك �أنت لأغرا�ضهم لأدواتك َّ ري للقلق والتوتُّر .فكيف لك �إذن �أن “تثقَ ” فكالهما مث ٌ َ املنزل الذي ت�شاركه مع قريب �أو زميل يتمتَّع ب�أنَّ بالنظافة الكافية� ،أو �أنَّ الأطعم َة تُطهى بعناية� ،أو �أنَّ اجلريانَ غري مزعجني؟ فاحلذر واجب كما يقولون. فالطريقة املثلى للتعامل مع انعدام الثقة هي �أن تكون �أنت جدير ًا بالثقة �أي�ض ًا .فلي�س مقبو ًال �أن تتجاو َز عات الإن�سان من الآخرين تو ُّقعاتِه لنف�سه؛ مبعنى تو ُّق ُ �أنك ال ت�ستطيع �أن تتو َّقع من الآخرين ما ال تقوى �أنت ُ وال�صدق من على تقدميه لهم .ولذا تعترب ال�صراح ُة �أهم مق ِّومات املُ�شاركة الف َّعالة �إذ يت�صارح اجلميع ب�ش�أن الإخفاقات والأخطاء املحتملة � -سواء كانت عملية م�شاركة ب�سيطة بني اجلريان �أو وا�سعة النطاق بني البلدان. كتاب في دقائق
4
امل�شاركةُ يف ثو ٍبها اجلديد �شاع مفهوم امل�شاركة يف ع�صرنا احلديث من خالل املكتبات العامة واجلمعيات التعاونية وبع�ض اخلدمات التي تقدِّ مها مواقع مثل� ”eBay“ :أو “ ”.Netflixفما الداعي �إذن �إلى ابتكار وا�ستثمار املزيد من �أ�شكال امل�شاركة؟ من املفيد �أن نلقي نظرة خاطفة على بع�ض اجتاهات التغيرُّ احل�ضاري عرب القرنني املا�ضيني .لقد ازدادت الكثافة ال�سكانية ب�شكل ملحوظ ليزداد معها ا�ستهالكنا ومن ثم املخ َّلفات وامل َّلوثات التي قد ال يقوى كوكبنا على ا�ستيعابها؛ الأمر الذي يت�س َّبب يف �إف�ساد احلياة على الأر�ض و�إحلاق ال�ضرر بها يوم ًا بعد يوم باملقابل ف�إن الثور َة التكنولوجية التي �أ�شاعت ا�ستخدام �أجهزة احلا�سوب املتن ِّقلة والهواتف الذكية قد �أتاحت لنا فر�صة بناء وتق ُّدم املجتمعات ب�شكل غري م�سبوق. يتّ�ضح مما �سبق �أنَّ امل�شاركة من خالل التعاون اال�ستهالكي هي �أهم �سبيل لتعزيز ثقتنا واعتدادنا باملجتمع ومن ثم تطوير ا�سرتاتيجيات �إدارته وتنظيمه� .إذ يمُ ِّكننا اال�ستهالك التعاوين من تر�سيخ ال�سلوكيات الإيجابية وعلى ر�أ�سها حت ُّمل امل�س�ؤولية من قبل الفرد واجلماعة .هذا يف نف�س الوقت الذي تُعزِّ ز فيه ُدعم اجلماعات التي جتمعها �أهداف م�شرتكة. العالقات وت َ كما ن�ستطيع من خالل امل�شاركة �أن نق ِّلل من حجم املخ َّلفات
املهدرة ونح َّد من اال�ستهالك املته ِّور حتى مما نطلق عليه “املنتجات اخل�ضراء” �أي املنتجات ال�صديقة للبيئة .فمن خالل الرتكيز على تبادل املنافع والتوفري اجلماعي ن�ستطيع �أن نق ِّل�ص مع َّدالت ا�ستهالك الطاقة فنقلل من ظاهرة االحتبا�س احلراري َّ ال�ضارة بكوكبنا .فلم ال نعي�ش بب�ساطة وندخر املال ونقدِّ ر اجلمال ونتب َّنى ال�سلوكيات الإيجابية ب�أن نغيرِّ ب�ؤرة الرتكيز من� :أنا �إلى نحن ،ومن م�صلحتي �إلى م�صلحتنا؟
املزايا املبا�شرة للم�شاركة
1
دعم االقت�صاد املحلي من خالل: uحتفيز امل�شاركة املجتمعية. uحتفيز الإبداع وروح املبادرة. uتوزيع الرثوات ب�شكل من�صف حتَّى ت�صل �إلى اجلميع.
2
حماية البيئة من خالل: uتقلي�ص حجم املخ َّلفات. uاحلدِّ من ا�ستهالك الطاقة. uحتفيز االبتكارات ال�صديقة للبيئة.
3
توفري املال من خالل: uتخفي�ض حجم التكلفة وزيادة العائد بتقليل حجم املخاطرة.
�أمناط امل�شاركــــة ال �شك �أ َّننا جميع ًا -خا�صة من يتمتَّعون بروح املبادرة -من ُّر مبواقف ن�ست�شعر من خاللها ب�أهمية امل�شاركة ٍّ كحل مل�شكلة �أو خمرج من �أزمة. ف�إن كنت تعي�ش يف جمتمع حديث العهد بامل�شاركة – �أو �إن كنت مل تلم�س مرامي هذا املفهوم بعد – فيمكنك �أن تبد�أ مبتابعة وت�ص ُّفح املواقع الإلكرتونية لت َّكون ر�ؤية �شاملة عن مفهوم امل�شاركة وعن املجتمعات التي باتت تطبقه على نط ــاق �أو�سـ ــع. 5
كتاب في دقائق
ال يتط َّلب اال�ستهالك التعاوين �أكرث من الأ�شياء التي متتلكها والأفراد الذين تعرفهم بالفعل� .إذ يكفي �أن تكون قادر ًا على �إجراء مكاملة حمركات البحث لتمتلك َّ كل الأدوات ال�ضرورية لتحفيز العمل هاتفية �أو ح�ضور منا�سبة اجتماعية �أو ترتيب اجتماع ما �أو حتَّى ا�ستخدام َّ العزم وتتهي�أ للم�شاركة يف واحد �أو �أكرث اجلماعي ال�ضروري للحدِّ من اال�ستهالك وتقلي�ص حجم املخ َّلفات وتر�شيد ا�ستثمار املوارد؛ ثم تعتق ُد َ من �أمناطها التالية:
الندية uامل�شاركة ِّ امل�شاركة الندِّ ية هي �أحد �أ�شكال امل�شاركة املحلية غري الر�سمية .وكما ي�شري اال�سم تت ُّم هذه امل�شاركة عن طريق الأنداد �أي على م�ستوى الأفراد بع�ضهم وبع�ض، ونظر ًا لب�ساطتها ف�إن جميع �أ�شكال امل�شاركة قابلة للتطبيق على هذا امل�ستوى. ُي َف َّعل هذا النوع من امل�شاركة بالتبادل املبا�شر للخدمات واملنافع بني فرد و�آخر �أو بني فرد وجمموعة �أفراد .لكن هذه امل�شاركة تختلف عن امل�شاركة عرب �أحد نظم �أو مناذج الأعمال حيث يكون ال�شيء حمل امل�شاركة مملوك ًا ل�شخ�ص �أو جزء ًا من كيان �إداري يديره عدد حمدود من الأفراد .وقد ت�أتي امل�شاركة الندِّ ية من جمموعة من الأفراد الذين ي�ستجمعون مواردهم بهدف �إ�ضافة قيمة عظيمة ميكن م�شاركتها على نطاق �أو�سع – مثل ا�شرتاك بع�ض اجلريان يف �إن�شاء حديقة يف احلي ليفيد منها جميع ال�ساكنني والعابرين.
الندية ال�شبكية uامل�شاركة ِّ هنا تعمل مواقع التوا�صل االجتماعي كهمزة و�صل بني الأفراد من جميع �أنحاء العامل – الأمر الذي ي�س ِّهل قيام جمتمعات من �أ�شخا�ص ال يعرفون بع�ضهم بع�ض ًا وال يلتقون �أبد ًا .فقد �أتاحت خدمات القائمة امل�شاركة ال�شبكية فر�ص ًا غري معهودة للمقاي�ضة ،وتبادل اخلربات واملعارف بني خمتلف ال�شخ�صيات واملنظمات واملجتمعات ذات اخللفيات الثقافية املتنوعة .و�أهم ما مي ِّيز هذا النوع من امل�شاركة هو انخفا�ض بل وغياب احتماالت املخاطرة.
uامل�شاركة املهنية واملتو�سطة – بقدرة تتمتَّع ال�شركات املحلية – ال �س َّيما ال�شركات ال�صغرية ِّ على امل�شاركة تتف َّوق على كل ما عداها فال تقت�صر امل�شاركة هنا على ال�شركات و�أع�ضاء املجتمع من خالل اخلدمات واملنتجات بل ميكن �أن تقوم على ت�أ�سي�س جمتمعات متكاملة بني ال�شركات بع�ضها وبع�ض� .إذ ت�ستطيع هذه ال�شركات ت�أ�سي�س منظومات عمل قائمة على التبادل بني الأفراد �أو بني ال�شركات وعمالئها .وهنا تقدِّ م �إحدى ال�شركات منوذج ًا حي ًا لهذا النمط املخ�ص�صة للم�شاركة بني العمالء بد ًال من �إذ تو ِّفر �أ�سطو ًال من ال�سيارات َّ الت�أجري وذلك مقابل ا�شرتاك �شهري �أو �سنوي .كما ميكن لنماذج الأعمال الربحية �أن جتد لنف�سها مكان ًا يف عامل امل�شاركة .وتعترب �أ�سواق املقاي�ضة التجارية املنت�شرة يف جميع �أنحاء العامل من �أبرز مناذج امل�شاركة املهنية الفعالة �إذ تتبادل هذه الأ�سواق ال�صفقات فيما بينها دون االعتماد على نظام الدفع بالعمالت مقابل احل�صول على املنتجات. كتاب في دقائق
6
العنا�صر القابلة للم�شاركــــــة -1ال�سلع
�سمات امل�شارك الناجح رغم �أن امل�شاركة لي�ست �سلوك ًا اجتماعي ًا جديد ًا �إال �أن تبنِّيها �أم ٌر ينطوي على الكثري من التحفُّظات. فلكي تكون مواطن ًا �صاحل ًا وم�ؤ ِّثر ًا يف جمتمع بد �أن تتم َّتع بروح املغامرة امل�شاركة احلقيقية ال َّ و�شغف املبادرة من ناحية وباملرونة من ناحية �أخرى لكي تتفاعل وتتعامل مع احتياجات الآخرين .ف�أنت طلب ال ت�ستطيع �أن تدير ظهرك لل�صعاب حينما ُي ُ تت�صدى لأزمة تواجه جمتمعك .امل�شاركون منك �أن َّ يت�صدرون ال�صفوف الأولى املُفلِحون هم من َّ أ�ساليب جديد ًة للم�شاركة التي يوفرونها ويبتكرون � َ للمجتمع .ه�ؤالء امل�شاركون الإيجابيون ال يحفلون كثري ًا بالنتائج الفردية بقدر ما ي�أبهون باملحاولة حد ذاتها. وامل�شاركة اجلماعية يف ِّ تت�صدر كلَّ ممار�سات وهناك مبد�أ �أو قاعدة ذهبية َّ امل�شاركة املح ِّلية والعاملية تقول“ :ال ت�شارك الآخرين يف �شيء �أنت ل�ست م�ستعد ًا القرتا�ضه �أو �شرائه ،وال تبالغ يف ا�ستغالل موارد الآخرين يف �أي �شيء قد يحتاجون �إلى بيعه �أو �شرائه” .وتذكَّر دائم ًا �أنَّك كما تُدين ..تُدان .فمهما تزايدت �أعداد امل�ستهرتين بنظام امل�شاركة �أو متخذي القرارات غري امل�س�ؤولة ف�إن ن�سبتها �ستبقى حمدودة مقارنة مبن َّ يطبقون قول ال�شاعر “احلطيئة”: “من يفعل اخلري ال يعدم جوازيه ..ال يذهب العرف بني اهلل والنا�س”. 7
كتاب في دقائق
تت�شابه م�شاركة الب�ضائع �إلى حدٍّ كبري مع �أحد املفاهيم ال�شائعة يف ربعات” .ومبا �أنَّ امل�شاركة تهدف �إلى �إطالة ع�صرنا احلديث “الت ُّ دورة احلياة اخلا�صة بخدمة �أو �سلعة عرب انتقالها من يد �إلى �أخرى، وموا�صلة ا�ستخدامها فمن واجبنا �أن نختار منط امل�شاركة الأن�سب والذي ي�سمح با�ستمرار هذه الدورة لأطول فرتة ممكنة .كما �أنَّ اختيار أم�س احلاجة �إليها الآن -ال يق ُّل امل�ستخدم الأمثل – �أي من هو يف � ِّ �أهمية عن اختيار منط امل�شاركة .وتعترب “املبادلة” �أق�صر الطرق لإدراك هذا وذاك. تت ُّم املبادلة �إ َّما عن طريق التوا�صل املبا�شر – وجه ًا لوجه – �أو التوا�صل الإلكرتوين .ولكي تتبادل على �أكمل وجه ال بد �أن تف�صح �أو ًال عما متتلكه وما حتتاجه يف املقابل. تدرك مواقع املبادلة الإلكرتونية �أ َّنه من ال�صعب �أن تت�صادف االحتياجات ومن هذا املنطلق جتدهم مينحون النقاط للم�ستخدمني نظري كل عن�صر يطرحونه للتبادل .ومتكنهم هذه النقاط فيما بعد من احل�صول على �شيء ما من م�ستخدم �آخر متى وكيفما �أردوا .و�أ َّي ًا كانت الطريقة التي تختارها تذ َّكر �أنَّ “املبادلة” هي جم َّرد م�صطلح رمزي للعطاء الهادف واملُ َّ نظم.
-2املهارات /الوقت تعترب م�شاركة الوقت واملعرفة واملهارات من �أهم مق ِّومات اال�ستهالك التعاوين .فحني يتقا�سم الأفراد وقتهم تُط َّور املهارات وتُ�صنع الفر�ص وت َّ ُوطد العالقات ويتحقَّق االكتفاء الذاتي .ومع مرور الوقت ن�ستعيد القيم التي فقدناها يف خ�ضم انهماكنا بال�شراء واال�ستحواذ .وال ي�شرتط �أن تكون خبري ًا خم�ضرم ًا كي ينهل الآخرون من نبع معرفتك فامل�شاركة هدف يف حدِّ ذاتها.
حتَّى و�إن مل متتلك من املهارات ما مي ِّيزك وي�ؤهِّ لك للم�شاركة يكفيك �أن ت�شارك الآخرين �أهم مواردك “وقتك الثمني” ،فالوقت من ذهب الوقت املوجه لل�صالح االجتماعي ُي َح ِّول َ كما يقولون .الوقت اجلماعي َّ �إلى �أ�سهم ميكن مقاي�ضتها بالأ�شياء واخلدمات .فالأعمال اجلماعية و“�شبكات الإجناز” – التي تقوم على جمموعة من املتط ِّوعني بوقتهم وخربتهم -يمُ َ ِّك َنان اجلريان من ا�ستعانة بع�ضهم ببع�ض لإجناز الإ�صالحات املنزلية واملهمات االجتماعية التي تتطلب ا�ستدعاء عمال متخ�ص�صني لإمتامها .ومن َّثم ن�ستطيع من خالل م�شاركة فنيني �أو ِّ َ ن�ستعي�ض عن ال�سيارات الأربع �أو اخلم�س التي ن�ستخدمها الوقت �أن عادة يف رحلة جماعية ،ب�سيارتن �أو ثالث على �أق�صى تقدير؛ الأمر وي�صب يف النهاية يف م�صلحة املجتمع. الذي يو ِّفر املال ويقلل التلوث، ُّ
-3ال�سكن ب�شكل دائم �أو �شبه دائم �أو م�ؤ َّقت. تتم ٍ ميكن مل�شاركة ال�سكن �أن َّ ويح ِّبذ بع�ض النا�س الإقامة امل�ؤ َّقتة باعتبارها بدي ًال للطرق التقليدية ال�سائدة .ويتخذ �آخرون من م�شاركة ال�سكن �أ�سلوب ًا دائم ًا للتعاي�ش عرب جمتمعات الإ�سكان امل�شرتك. الإ�سكان امل�شرتك �إن كنت من املح ِّبذين للإقامة امل�شرتكة وتو ُّد �أن تفيد من مزاياها �إلى �أق�صى ح ٍّد ممكن فمن اجل ِّيد �أن ت�ضع يف اعتبارك مفهوم الإ�سكان امل�شرتك. يعي�ش القاطنون �ضمن جمتمعات الإ�سكان امل�شرتك يف ُن ُز ٍل منف�صلة، ولكن جتمعهم وحدة النطاق واتخاذ القرار وم�س�ؤولية ال�صيانة أهم والإ�صالحات .وتعترب املنا�سبات والأن�شطة االجتماعية من � ِّ مق ِّومات هذه املجتمعات؛ فال عجب �إذن �أن جتمع قاطنيها عالقات جمتمعات م�ص َّغرة قائمة على امل�شاركة .يف هذه وطيدة في� ِّؤ�س�سون ٍ املجمعات التكاملية يت ُّم الت�صويت على القرارات ب�شكل علني وعادل يتيح جلميع �أع�ضاء املجتمع امل�شاركة يف اتخاذها وبالطبع تنفيذها. �أما ال�سكن امل�شرتك � -أي �أن يتقا�سم �أكرث من فرد ال�سكن ذاته - فيزداد اعتماد الأفراد عليه يوم ًا تلو الآخر ومن �أ�شهر �أمثلته م�ساكن الطالب.
-4املوا�صالت تخ َّيل �أنك مل تعد بحاجة �إلى تك ُّبد عناء وتكاليف �شراء �سيارة و�أن تكتفي بالدفع مقابل ال�ساعات املحدَّدة التي حتتاج فيها �إلى من ُيقلُّك �إلى مكان ما .ذلك هو جوهر م�شاركة و�سائل املوا�صالت والتي �أ�صبحت متاحة على �أو�سع نطاق بف�ضل اخلدمات التي تقدِّ مها بع�ض �شركات النقل اخلا�صة واحلكومية �أو بع�ض الأفراد الذي ينظمون مثل هذه امل�شاركات فيما بينهم.
كي تتج َّنب امل�شاركة الفا�شلة uادر�س اخلدمات التي تدعم امل�شاركة جيد ًا قبل �أن َّ تن�ضم �إليها. � uشارك يف اخلدمات التي ُت َّوفر بيانات �شخ�صية كاملة عن ِّ كل ع�ضو من �أع�ضائها. َّ uمت�سك ب�إبرام اتفاقيات وعقود مكتوبة. َّ u اطلع على القوانني املحلية قبل االن�ضمام �إلى �إحدى اخلدمات التعاونية. uال ت�شارك يف الأ�شياء الأثرية والعزيزة عليك والتي قد تو ِّلد بداخلك �أمل ًا �أو غ�ضب ًا من م�ستخدميها.
-5الطعام ال تقت�صر م�شاركة الطعام على منح الأطعمة الغذائية للمحتاجني و�إنمَّ ا يت ُّم هذا النوع من امل�شاركة على �أكرث من م�ستوى – بداي ًة من الإنتاج والت�صنيع وحتَّى اال�ستهالك .م�شاركة الطعام يف جوهرها تت َّعلق بالتوزيع ولي�س بالطعام يف حدِّ ذاته .و�إنمَّ ا �أي�ض ًا بالوقت والقيمة والتكلفة التي تترَّ تب على �إنتاجه وحت�ضريه ونقله .وك َّلما متت هذه العملية على نطاق حملي – يف مقابل نقلها عرب �آالف الأميال – كان لذلك �أثر كبري يف دعم االقت�صاد من خالل ت�أ�سي�س بنك طعام حملي وا�سع النطاق. كتاب في دقائق
8
-6احل ِّيز واملكان تعترب امل�ساحة واحل ِّيز من �أف�ضل النماذج التي ميكن �إثراء املجتمع من خاللها وتقلي�ص �ضغوطنا و�أثرها ال�سلبي على البيئة ،ومن دون التنازل عن �أمالكنا �أو مقاي�ضة �أي �شيء .وميكن للم�ساحات املكانية �أن تخ�ضع للم�شاركة ب�أكرث من �صورة بداي ًة من �سرير �صغ ٍري .ففي الوقت الذي ال مبنى ب�أكمله وو�صو ًال �إلى غرفة فردية �أو حتَّى ٍ تقوى فيه معظم ال�شركات املبتدئة على حت ُّمل نفقة �شراء �أو ت�أجري مكان كبري ،ي�ش ِّكل “العمل امل�شرتك” – �أي ا�شرتاك �أكرث من �شخ�ص يف مكان عمل واحد -البديل الأمثل� ،إذ ي�ستطيع �أ�صحاب الأعمال احلرة �أن ي�ستثمروا هذا احل ِّيز يف ا�ستقبال العمالء والزبائن ،والتعاون مع من يتقا�سمون معهم م�ساحات املكان ب�شكل ُمثمر.
العمل امل�شرتك م�صطلح العمل امل�شرتك يف و�صف بيئات العمل اجلماعية املرنة والتي تقدم خدماتها لرجال الأعمال املغرتبني �أو امل�سافرين ُي�ستخدم ُ حدب و�صوب .وهناك عدد من ال�شبكات الإلكرتونية التي توفر ميزة امل�شاركة يف مثل واملوظفني امل�ستق ِّلني ،و�أ�صحاب الأعمال احل َّرة من كل ٍ هذه البيئات يف خمتلف �أنحاء العامل ،مثل: wiki.coworking.com / Liquidspace.com / DesksNear.Me / OpenDesks.com / DeskSurfing.net / DeskWanted.com
ف�إن كان لديك حيز قابل للم�شاركة ميكنك �أن تُعلن عنه عرب هذه املواقع مب ِّينا َّ كل ما يلزم من تفا�صيل من موقع وم�ساحة وتكاليف.
م�ساحات العباقرة هل لديك �شغف عميق جتاه التكنولوجيا احلديثة؟ هل تهوى ا�ستك�شاف الأ�شياء وتفكيكها وجتميعها من جديد؟ هل تو ُّد امل�شاركة يف عمل �إبداعي مبتكر؟ ك ُّل ذلك و�أكرث تو ِّفره لك “ف�ضاءات العباقرة” وهي �أماكن �أو ور�ش عمل تت ُّم �إدارتها وت�شغيلها بوا�سطة �أفراد من املجتمع جتمعهم الهوايات واالهتمامات امل�شرتكة -ال �سيما يف جماالت احلا�سوب والتكنولوجيا ،والت�صنيع والبحث العلمي والتجريب والفنون الرقمية والإلكرتونية املختلفة؛ ليتبادلوا اخلربات واملعارف واملع َّدات ،ويتعاونوا لإجناز م�شروعات م�شرتكة.
-7املال بع�ض من ي�سمعون بامل�شاركة التعاونية يفرت�ضون �أنَّ م�شاركة املال تعني التنازل عنه متام ًا ،ومن دون مقابل� .إال �أنَّ هذا االفرتا�ض لي�س �صحيح ًا .فامل�شاركة باملال تعني توفريه ملن يحتاجه يف الوقت املنا�سب ومبا يعود بالنفع على اجلميع ويح ِّقق م�صالح م�شرتكة� .إال �أنَّ هناك بع�ض �أ�شكال امل�شاركة باملال التي يتنازل فيها الفرد عن عن بع�ض ماله ربع ل�صالح اجلمعيات اخلريية مث ًال. مقابل هدف �أ�سمى – كالت ُّ
الإقرا�ض امل َُ�صغَّر
التو�سع يف منح القرو�ض املب�سط يعني ُّ الإقرا�ض امل�ص َّغر �أو التمويل َّ ال�صغرية �إلى �شريحة من املقرت�ضني الذين ال يتمتعون بوظيفة ثابتة �أو �أر�صدة مالية ،ومل ي�سبق لهم التعامل مع البنوك باالقرتا�ض والتمويل االئتماين .وتعترب القرو�ض املهنية التي ال تتجاوز �ألف دوالر من �أكرث اخلدمات التي تقدِّ مها م� َّؤ�س�سات التمويل امل�ص َّغر �شيوع ًا. 9
كتاب في دقائق
اقت�صـــاد امل�شاركـــــــة اجلديد
عندما ر َّكزت الأ�صوات املنادية باقت�صاد امل�شاركة على كيفية و�آليات بناء و�صياغة اال�ستهالك التعاوين مبا ين�سجم مع الفكر االقت�صادي املعا�صر والرد على امل�شك ِّكني يف فحواه وجدواه؛ �ساد اعتقاد ب�أنَّ جمرد نزعة �أو نزوة عابرة .ففي اقت�صاد هذا الت َّو ُجه التعاوين لي�س َّ حللول قدمية بهدف امل�شاركة �إحياء ملفهوم قدمي وهو ت�ص ُّور جدي ٌد ٍ مواكبة التط ُّور ال�سريع الذي ي�شهده ع�صرنا� .إذ يدفعنا اال�ستهالك التو�سع يف ا�ستخدام مواقع التوا�صل االجتماعي للتعاون التعاوين نحو ُّ يف تقلي�ص املخاطر وم�ضاعفة امل�شاركة .ومب�ساعدة املبادئ الفطرية التي ن�ش�أنا عليها يعيد اقت�صاد امل�شاركة �صياغة مفهومنا عن املواطنة يف جمتمع متالحم ومتكافل وعن دورنا كمواطنني عامليني على امل�ستوى الإن�ساين. ومهما تعدَّدت امل�صطلحات التي ن�ستخدمها للإ�شارة �إلى اال�ستهالك التعاوين فهو حقيقة و�أمر واقع من �ش�أنه �أن ي َّغيرِ املعايري القدمية املتعلقة بالنجاح الوظيفي والرثوة ال�شخ�صية واملواطنة والتالحم
املجتمعي وي�ستبدل بها معاي َري �أكرث واقعية وفاعلية .فامل�شاركة تطرح معنى جديد ًا للقيمة ال يرتبط بالعملة ور�أ�س املال ،بقدر ما يرتبط مبدى ً قدرة كل فرد يف املجتمع على �إثراء حياتنا ودفعها نحو الأف�ضل. عندما ننظر عن كثب عرب عد�سة اال�ستهالك التعاوين يت�ضح لنا كيف �أنَّ الوفرة ولي�س الندرة ،والعطاء ولي�س اال�ستحواذ هو ما يل ِّبي احتياجاتنا و ُي�شبع رغبا ِتنا .فحتَّى و�إن مل ت� ِأت امل�شاركة بالطرق احلديثة وعرب ال�شبكات الإلكرتونية وا�سعة النطاق؛ ف�إنَّ هذا ال يق ِّلل من �ش�أنها وال يتعار�ض مع نبل جوهرها .فهي مبثابة ر�ؤية مب ِّكرة ملا ميكن وملا ينبغي �أن يكون عليه كوكبنا �إذا تخ َّل�صنا من �أمناط اال�ستهالك املفرط ،وحت َّولنا �إلى اال�ستهالك الر�شيد و�إعادة التدويروتكامل الت�شغيل .فالأمر ال يتوقف عند “مقاي�ضة” مالب�سنا القدمية ب�أخرى جديدة �أو تبادل ال�سيارات؛ بل هو طفرة جذرية و�شاملة ومتكاملة يف �آليات �إنتاجنا و�أدوات ا�ستهالكنا و�إدارتنا لرثواتنا املعنوية واملادية من �أجل خري جمتمعنا وخري الب�شرية جمعاء.
المؤلفة: المتجددة، متخصصة في التكنولوجيا النظيفة ،والموارد بيث بوزينسكي :مؤلفة ِّ ِّ والبيئات الوفيرة.
كتب مشابهة:
1. What’s Mine Is Yours The Rise of Collaborative Consumption. By Rachel Botsman & Roo Rogers. 2010.
2. The Mesh Why the Future of Business Is Sharing. By Lisa Gansky. 2010.
3. The Zero Marginal Cost Society The Internet of Things, the Collaborative Commons. By Jeremy Rifkin. 2014.
كتاب في دقائق
10
ﻢ َوا ْﻟ َﻤ ْﻌ ِﺮ َﻓ َﺔ أَ ْﻗ َﻮى " ِإ ﱠن ا ْﻟ َﻘ َﻠ َ ﻴﺮ ﻣِ ْ ـﺮى " ـﻦ أَ ﱢ ِﺑ َﻜ ِ ـﺜ ٍ ي ُﻗ ﱠ ـﻮ ٍة أُ ْﺧ َ اﻟﺴ ُﻤﻮّ ﱠ َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم ﺤ ﱠﻤﺪ ِﺑﻦ ر ِ ﺻ ِ َ اﻟﺸﻴْ ُﺦ ُﻣ َ ﺎﺣ ُ ﺐ ﺑ َ ﻢ وَ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ، ِﻬ ِﺬهِ ا ْﻟ َﻤ ُﻘﻮ َﻟ ِﺔ ﻳُﺮْ ِ اﻣ َﻬﺎ ا ْﻟ ِﻌ ْﻠ ُ ِﻢ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َِﺔ ا ْﻟ ُﻤ ْ ﺳ ُﻤﻮ ه دَ ﻋَ ﺎﺋ َ ﺳﻲ ُ اﻣ ِﺔ وَ ِﻗﻮَ ُ ﺴ َﺘ َﺪ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َ َ َ َ ْ ﱠ ُ ُ ْ ْ وَ ُﻫ َﻤﺎ رَﻛﺎﺋِﺰ اﻟﺘﻄﻮ ِر اﻟ ِﺬي اﻧﻄﻠﻘ ْ َاﺷﺪ آل َﻣﻜﺘﻮم، ﺴﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ ﺖ ِﻣﻦ أ ْﺟﻠ ِِﻪ ُﻣﺆ ﱠ ﺳ َ ﻮس ﱠ وَ ا ْﻟ َﻬﺎدِ َﻓ ُﺔ ِإ َﻟﻰ َﻧ ْ ﻻ ْﺑﺘ َ ﺸﺮِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﺛ َﻘ َ َض اع وَ ا ِ اﻟﺸﺒ ِ ﺎﻓ ِﺔ ا ْﻟ ِﺈﺑ َْﺪ ِ َﺎب ﺑ َِﻐﺮ ِ ِﻜﺎ ِر ِﻓﻲ ُﻧ ُﻔ ِ ﻃﺮِ ُ ﺎت ﻋَ َﺮ ِﺑﻴﱠﺔٍ ر َِﻛﻴ َﺰ ُﺗ َﻬﺎ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ وَ َ ﺎء. ﻳﺠﺎدِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ ﻳﻘ َﻬﺎ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َُﺔ وَ ًﻏﺎ َﻳ ُﺘ َﻬﺎ ا ِ ِإ َ ﻻ ْزدِ َﻫﺎ ُر وَ اﻟﺮﱠ َﺧ ُ َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم َﺗ ْﻬ ِﺪ ُ ف َات وَ ا ْﻟ َﺒﺮ ِ ﺴ ُﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ ِإ ﱠن ا ْﻟ ُﻤﺒَﺎدَ ر ِ َاﻣ َﺞ ا ﱠﻟﺘِﻲ أَ ْﻃ َﻠ َﻘ ْﺘ َﻬﺎ ُﻣ َﺆ ﱠ ﺳ َ ﺎت َﻗﺎﺋ َِﻤﺔٍ ﻋَ َﻠﻰ ْ ﻴﻌ َﻬﺎ ِإ َﻟﻰ ِﺑ َﻨﺎءِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ ﺎل ِإ ْﺛﺮَاءِ َﺟ ِﻤ ُ اﻗﺘ َ ِﺼﺎدِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔَ ، اء ِﻣ ْﻦ ِﺧ َﻠ ِ ﺳﻮَ ً َ ﺎت ﺑِﺎ ْﻟ ِﻔ ْﻜﺮِ وَ ﱠ اﻟﺜ َﻘ َ ﻴﻦ اﻟ ﻠ َﻐ ِﺔ ا ْﻟ َﻌ َﺮ ِﺑﻴ ِﱠﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﻣ َﻜﺎ َﻧﺘ َ ِﻬﺎ َﻟ َﺪى ا ْﻟ ُﻤ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ِ ﺎﻓ ِﺔ ،أوْ دَ ﻋْ ِ ﻢ وَ َﺗ ْﻤ ِﻜ ِ ﱠ ً َ َ ْ ْ ْ َ ْ َات وَ اﻟﺜﻘ َ ض اﻟ ﱠﻨ َﺘ ِﺎجَ اﻟ ِﻔﻜﺮِ ﱢي ِﻟﻠ َﺤ َ ﺎت اﻟ ُﻤ ْﺨ َﺘﻠِﻔ ِﺔ ، ﺎﻓ ِ ﻀﺎر ِ َﺎل ا ْﻟ َﻘﺎدِ َﻣ ِﺔ ،وَ ﻛ َﺬﻟِﻚ ﻋَ ْﺒ َﺮ ﻋَ ﺮْ ِ ا ْﻟ َﺄ ْﺟﻴ ِ ﺎق ﺑِﺎﻟ ﱠﺘ َ ﻴﻞ ِﻣﻦ ا ْﻟ ُﻤﺒ ِْﺪﻋِ َ ﺿ َ ﺑِﺎ ْﻟ ِﺈ َ ﻄﻮ ِر ﻴﻞ وَ إِﻋْ َﺪادِ ِﺟ ٍ ﻴﻦ َﻗﺎدِ ٍر ﻋَ َﻠﻰ دَ ْﻓ ِﻊ ا ْﻟ ُﺄ ﱠﻣ ِﺔ ِﻟ ﱢﻠ َﺤ ِ ﺎﻓ ِﺔ ِإ َﻟﻰ َﺗ ْﺄ ِﻫ ِ ﻲ. ا ْﻟ َﻌﺎ َﻟ ِﻤ ﱢ
www.mbrf.ae
mbrf.ae
MBRF_News
MBRF_News