ٍ ثـوان... في
تفكرينا هو م�صرينا
ي�سعى الإن�سان جاهد ًا ويف جميع مراحل حياته لتحقيق ال�سعادة له وملن حوله ،و�إلى �إق�صاء الأذى �أو ال�ضرر بكافة �أ�شكاله ،عن حياته ال�شخ�صية وعمله وعالقاته مع الآخرين .وال �شك �أن الإيجابية بكافة �أ�شكالها هي ال�سبيل الوحيد لتحقيق ذلك .فمن خاللها نتمكن من حتقيق الأف�ضل لأنف�سنا والنجاح بعملنا ويف كافة جماالت احلياة. لكن يجب �أن ت�شمل الإيجابية طريقة التفكري و�أ�سلوب احلياة ونظرتنا لأنف�سنا والآخرين .فمعها ننجح بعالقاتنا مع الآخرين ونتقن فن امل�شاركة الإيجابي ،ون�سهل ترتيب و�إجناز مهامنا اليومية وحتقيق م�شاريعنا مهما كانت مزدحمة .ومن خالل قوة التفكري الإيجابي نتمكن من تغيري نظرتنا للحياة وحتويل امل�شكالت �إلى فر�ص. ولي�س هناك �أبلغ من تعبري �صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم ،نائب رئي�س الدولة رئي�س جمل�س الوزراء حاكم دبي “رعاه اهلل” عن الإيجابية عندما قال “ �إن التحلي بالطاقة الإيجابية والإ�صرار على توظيفها يف م�ساقات احلياة هو املقوم الأول للنجاح والتميز ،كونه الباعث على الإبتكار واملحفز على قهر التحديات واكت�شاف الفر�ص وت�سخريها ب�أ�سلوب فاعل ي�ضمن للإن�سان رقيه وللمجتمع تقدمه ورفعته”. ومن فكر حاكم دبي ن�ستقي نحن �أي�ض ًا يف م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم الإيجابية يف كافة م�شاريعنا، خا�صة ونحن نحتفل اليوم مبرور عام على �إطالق مبادرة “كتاب يف دقائق” ،التي �ساهمت �إيجابية تفاعل اجلمهور معها يف جناحها وا�ستمراريتها ،ويف حتفيز امل�ؤ�س�سة ب�شكل دائم على تقدمي �أف�ضل النتاجات الفكرية لأهم ال ُكتاب من حول العامل ،والتي تغذي العقل والروح مع ًا .كما �شكلت الطروحات الإيجابية ملو�ضوعات الكتب معيار ًا �أ�سا�سي�أ يف اختياراتنا ال�شهرية ،لذا نحن ن ِعد اجلميع �أننا �سنبقى بهذه الروح الإيجابية و�سنعمل من خاللها على تطوير املبادرة ملا فيه من فائدة ومنفعة جلميع �أفراد املجتمع. وت�سلط الدفعة اجلديدة للمبادرة ال�ضوء على ق�ضايا تتطلب الإيجابية ب�شكل ما ،وتتناول ثقافة امل�شاركة كن�شاط �إيجابي ميار�سه الب�شر منذ الأزل ،ومو�ضوع �آليات التعامل مع املهام اليومية� ،إلى جانب قوة التفكري الإيجابي يف تغيري حياة النا�س والفرق بينه وبني التفكري ال�سلبي. الكتاب االول الذي يحمل عنوان “ثقافة امل�شاركة طريق املنفعة العامة واملجتمع املتالحم” للكاتبة بيث بوزين�سكي ،ي�سلط ال�ضوء على تاريخ �سلوك امل�شاركة الذي ي�سمح من خالله ال�شخ�ص للآخر با�ستخدام وا�ستثمار ممتلكاته ومقتنياته ل�سد حاجة �أو غاية ،ومدى ارتباطها بتطور ح�ضارة الإن�سان .و�أو�ضحت الكاتبة يف هذا الكتاب املزايا املبا�شرة للم�شاركة ،واملتمثلة يف دعم االقت�صاد املحلي ،وحماية البيئة باحلد من اال�ستهالك ،وتوفري املال .فيما ق�سمت �أمناط امل�شاركة �إلى امل�شاركة الندية ،وامل�شاركة الندية ال�شبكية، وامل�شاركة املهنية .حمدد ًة العنا�صر القابلة للم�شاركة بكل من :ال�سلع ،واملهارات ،والوقت ،وال�سكن، واملوا�صالت ،والطعام ،واملكان ،واملال. ومن خالل كتاب “�إعادة االعتبار لقائمة �أعمال اليوم ،دليلك املفيد للعمل بال تعقيد” للم�ؤلف� :إ�س جي �سكوت ،نتعلم تقنيات تنظيم الوقت اليومي بحيث ن�ستطيع �أداء كافة املهام املطلوبة يف الوقت املحدد، و�أ�ساليب �إعداد القوائم اليومية وااللتزام بها ،وكيف ميكن �أن نعيد التفكري يف قائمة الأعمال التي ن�ضعها. ويو�ضح الكاتب الأخطاء ال�شائعة يف �إدارة قوائم املهام ،ويجملها يف كتابة قوائم مطولة ،والغمو�ض، والف�شل يف تقدير الوقت ،والرتكيز على النتائج ال�سريعة� ،إلى جانب عدم ربط املهام بالأهداف ،وال�سماح للإحباط بالت�سلل �إلى نفو�سنا .وو�ضع �سكوت عدة ا�سرتاتيجيات ت�ساعدنا يف رفع م�ستويات الطاقة للقيام باملهام ،ت�شمل تدوين املعوقات املحبطة ،والبدء ب�سرعة ،وو�ضع خطة لكل عقبة ،والتفكري يف العائد. وينقلنا الكتاب الثالث “قوة التفكري الإيجابي ،غري نظرتك تتغري حياتك” للكاتب :جيف كيلر� ،إلى عامل التوجهات الفكرية التي نطل منها على احلياة ،وكيف يحدد منطنا الفكري �أو توجهنا الذهني �أُطر حياتنا. حيث يركز الكاتب على �أهمية التفكري الإيجابي يف حتقيق النجاح ،وحتويل التحديات �إلى ايجابيات .كما يو�ضح الفرق بني التفكري الإيجابي وال�سلبي ،وكيف ميكن �أن ي�صبح الإن�سان مغناطي�س ًا يجتذب الأهداف من خالل التفكري الإيجابي .ويلخ�ص الكاتب الطرق التي جتعلنا �إيجابيني من خالل النظر �إلى الأمور بحجمها الطبيعي ومواجهة املخاوف بن�ضج ،والنزول �إلى �أر�ض الواقع وتقبل الف�شل يف بع�ض الأحيان. ويف النهاية نتمنى �أن حتوز الدفعة اجلديدة مللخ�صات مبادرة “كتاب يف دقائق” �إعجاب القراء ،وتقدم لهم ولعائالتهم الفائدة الق�صوى يف كافة جوانب حياتهم. جمال بن حوير ب الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم 1
كتاب في دقائق
ِّ توجهاتنا الفكرية نافِ ذَ تنا التي نطل منها ت�شكل ُّ على العامل؛ مبعنى �أننا نرى العامل كما نحن عليه ال كما العامل عليه .فما يحدث يف العامل اخلارجي هو انعكا�س ملا يدور يف عاملنا الداخلي ولهذا ف�إننا عندما ننظر حولنا: بع�ضنا الآخر بع�ضنا ورد ًا وغنَا ًء ،ويرى ُ uيرى ُ �شوك ًا وبكا ًء. uيرى املتفائلون ن�صف الكوب املمتلىء ،ويرى املت�شائمون ن�صف الكوب الفارغ. uيبادر الإيجابيون ويتقدمون ول�سان حالهم يقول“ :بلى ..ن�ستطيع” ،ويرت َّدد ال�سلبيون ويرتاجعون ول�سانُ حالهم يقول“ :ال ..ال ن�ستطيع”. uيرى القياديون يف كل م�شكلة فر�صة فيبادرون �إلى الفعل ،ويرى املتواكلون يف كل فر�صة م�شكلة ،فيعي�شون على رد الفعل. يح ِّدد نعم؛ منطنا الفكري �أو توجهنا الذهني َ أطر حياتنا؛ فهو الذي قد يوهمنا ب�أننا �ضعفاء � َ وتع�ساء� ،أو ي�ؤكد لنا ب�أننا �أقوياء و�سعداء .وهكذا �أي�ضا يرى بع�ض النا�س �أن العامل مع الآخرين هو اجلحيم ،بينما يرى بع�ضهم الآخر �أن العامل مع الآخرين هو النعيم. فما الذي ي�صنع هذا الفرق ال�شا�سع بني التفكري الإيجابي والتفكري ال�سلبي؟
التفكري الإيجابي ومبادئ النجاح يتط َّلب النجاح ما هو �أكرث من النظرة الإيجابية .فحتى نتم َّكن من االرتقاء ب�إمكاناتنا وحتقيق ذواتنا �سنحتاج -بالإ�ضافة �إلى التوجه الإيجابي – جمموعة من املبادئ احلاكمة والرا�سخة ُّ نتائج باهر ٍة يف م�سريات التي �ساعدت الكثريين على حتقيق َ حياتهم. والتوجهات الذهنية فما عالقة هذه املبادئ بال�سلوكيات ُّ للإن�سان؟
النظرة الفطرية الإيجابية وتوجهات �إيجابية �أي نحن جميع ًا ن�ستقبل حياتنا بطباع ُّ بنافذة ذهنية مفتوحة ومبر�آة داخلية �صافية .وميكننا الت�أكد من هذا عندما نراقب الأطفال فهم ي�ضحكون وميرحون طيلة الوقت وينظرون �إلى العامل بروح م�شرقة، ويح ُّبون ا�ستك�شاف كل ما هو جديد على الدوام. َ الطفل الذي بد�أ يتع َّلم امل�شي للتو .ماذا يفعل عندما ت�أ َّمل رَّ يتعث؟ ما لن يفعله هو �أن يغ�ضب� ،أو يلقي بالالئمة على من حوله .لن يتهم والديه ب�أنهما �أجنباه يف املكان اخلط�أ، ويف الزمان اخلط�أ ،ومل ُيح�سنا تعليمه وتهذيبه .ولأن مرج َعه الفط ِّر َي ين ُبع من داخله ،ف�إنه لن ي�ست�سلم؛ بل �سوف ينه�ض، وقد يبت�سم وهو ُيك ِّرر املحاولة ،ومي�شي من جديد .فنظرته نحو العامل نقي ٌة ومو�ضوعية و�إيجابية وق ِّوية ،ول�سوف توحي له ب�أنه ي�ستطي ُع مواجه َة العامل ب�أ�سره. مراحل ُّ منونا وتقدمنا يف ميادين احليــاة وعرب ِ وعندما نكبرُ َ ي�أتي من ُيع ِّلمنا ب�أن احليا َة مملوء ٌة بال�صعوبات .وهنا يبد�أ ُ بع�ضنا بر�ؤية الأترب ِة على نوافذنا الذهنية وال�ضباب منعك�س ًا فالنوافذ التي كانت م�شرع ًة ل ُنـق َ ُ ْبل على مرايانا الداخلية. منها على العامل باتت تتل َّوث بنقد الوالدين واملع ِّلمني لنا؛ َّ وتتلطخ ب�سخرية الأقران م َّنا؛ وتتَّ�سخ برف�ض املديرين لنا؛ وتُغلقُ بتَواتُر خيبات �آمالنا؛ وتَ�س َو ُّد مب�شاعر ِّ ال�شك التي تنمو وت�ستمر الأتربة يف الرتاكم دون �أن نح ِّرك �ساكن ًا بداخلنا. ِّ وننف�ضها عن نفو�سنا ال�صافية .فنم�ضي يف احلياة بنوا ِف َذ معتم ٍة ور�ؤي ٍة م�ش َّو�ش ٍة لنفقدَ حما�سنا جتاه كل �شيء ،وتتم َّلكنا م�شاع ُر الإحباط ونتخ َّلى عن �أحالمنا لأ َّننا مل نف ِّكر يف �أن ِ ُنط ّهر مرايانا الداخلية و ُن َ�ص ِّوب نظرتنا اخلارجية.
التوجه الإيجابي لن تف ِّكر يف تب ِّني هذه املبادئ ،ناهيك من دون ُّ عن تطبيقها وتفعيلها .فعندما تتح َّفز وت�شرع يف تنقية نافذتك الذهنية وت�صفية مر�آتك الداخلية من ال�شوائبَ ،ت�سطع ُ مبادئ النجاح �أمام ناظريك ،فال يبقى عليك �سوى و�ضعها مو�ضع التطبيق .ف�إن ظ َّلت نوافذك م�سدود ًة �أو معتمة؛ فلن ترى �سوى فر�ص �شعاع خافت يف نهاية النفق ،ورمبا لن ترى �شيئ ًا ،لت�صبح ُ ٍ جناحك حمدود ًة� ،إن مل تكن م�ستحيلة.
مفاتيح النجاح يف الداخل ا�ستخدم “�إيرل نايتنجيل” م�صطلح مفاتيح النجاح وت�ساءل: ملاذا ينجح بع�ض الأ�شخا�ص بينما يف�شل �آخرون؟ كان “نايتنجيل” كاتب ًا ومذيع ًا وحما�ضر ًا مهت َّم ًا بعوامل النجاح .ويف ر�سالته امل�سجلة بعنوان “�أغرب �سر” حدد �أهم مبد�أ للنجاح كما ال�شهرية َّ يراه حني قال“ :نحن ُن�صبح ما نف ِّكر فيه وال نح ِّقق �إال ما نرى �أ َّننا قادرون على حتقيقهُ”. عندما نمُ عن التفك َري يف هدف معينَّ ونوا�صل الرتكيز عليه ف�إننا نبد�أ باتخاذ اخلطوات الالزمة لتحقيقه .فطبق ًا لـ “قانون اجلذب” الذي �شرحه “نايتنجيل” ،ف�إن ك ًال منا هو نتاج معتقداته .ف�إذا اعتقدت ب�أنك قادر على حتقيق �إجناز علمي غري م�سبوق وابتكار َتوجه نح َو ذلك نظام مل يفكر فيه �أحد ،ف�إن طاقتك الإيجابية ت َّ الهدف م�سبوق ًة بثقتك و�إميانك ب�أن ما تريده لي�س ممكن ًا فقط بل هو م�ؤكد �أي�ض ًا. كتاب في دقائق
2
كن مغناطي�س ًا يجتذب �أهدافك �إذا ف َّكرت با�ستمرار يف هدف معينَّ ،ف�ستبد�أ يف اتخاذ اخلطوات الالزمة لتحقيقه .فلنقل مث ًال �إنَّ �شخ�ص ًا ما يعتقد �أ َّنه قادر على جني � 30ألف دوالر يف العام ،عندها يتح َّول هذا ال�شخ�ص �إلى مغناطي�س وميتلك طاقة �إيجابية جاذبة ت�ساعده على اقتنا�ص وا�ستثمار فر�ص العمل التي �ستم ِّكنه من ال�سري باجتاه هدفه الذي حدَّده .وما دام قد ت�ش َّبث بهذه الفكرة دون غريها ،ف�سيتم َّكن فع ًال من حتقيق هذا الهدف املادي يف ذلك العام. ولكن ماذا لو ف َّكر هذا ال�شخ�ص يف جني املزيد من املال الذي يتنا�سب مع خرباته العملية التي اكت�سبها م�ؤخر ًا ،ولتلبية احتياجات �أ�سرته املتزايدة بعد التحاق ابنه بجامعة مرموقة ،ومن ثم فقد حدَّث نف�سه قائ ًال�“ :س�أبذل ق�صارى جهدي لكي �أك�سب � 300ألف دوالر يف العام”؛ فهل �سيزيد دخله بالفعل؟ �سيعتمد الأمر حتم ًا على مدى �إميان هذا ال�شخ�ص بقدرته على حتقيق ع�شرة �أ�ضعاف ما حققه يف العام ال�سابق .ومن املحتمل �أن ي�شعر باحتياجه �إلى هذا املبلغ ،ولكن من دون �أن ي�ؤمن بقدرته على حتقيقه يف الواقع ،ومن ثم فلن يتم َّكن من حتقيق هدفه .ولكن �إذا وا�صل التفكري يف ك�سب دخل �أكرب ،و�آمن بقدرته على حتقيق هذا الهدف ،ف�سوف يتم َّكن فع ًال من زيادة دخله ليجني ما ا�ستهدفه يف خياله وتفكريه ،وما عمل من �أجل حتقيقه ،حتى و�إن كانت طموحاته الق ِّوية غري م�سبوقة� ،أو كانت تبدو للآخرين غري واقعية.
�أفكارك حتكمك ..وت�صنع حياتك لطاملا برزت فكر ُة “نحن ن�صبح ما نف ِّكر فيه” يف قانون الأفكار املهيمنة �أو الأفكار احلاكمة، والذي يقول �إنَّ يف داخل ك ٍّل م َّنا ق َّو ًة تدفعه باجتاه تنفيذ الأفكار التي حتكم عقله. كلمة ال�سر هنا هي( :الأفكار احلاكمة) .فال ميكنك تو ُّقع نتائج �إيجابية �إذا كنت تق�ضي ثوان فقط يف التفكري ب�إيجابية بينما ت�ستهلك كل طاقتك على مدار ال�ست ع�شرة ع�شر ٍ �ساعة التي تق�ضيها م�ستيقظ ًا و�أنت تفك ُر يف النتائج ال�سلبية .عليك �أن تحُ ِك َم �سيطرتك على ن�شاطك الذهني ،و�أن تف ِّكر ب�إيجابية على مدار هذا اليوم وك َّل يوم ،حتَّى يتح َّول هذا الأ�سلوب �إلى عادة تلقائية ،فتعود بطاقاتك وقدراتك القوية �إلى فطرتك الطبيعية.
ت�ص َّور طريق النجاح لكي تنفتح �أنت متار�س التخ ُّيل منذ الطفولة املب ِّكرة لت�صنع لنف�سك ظروف ًا و�أحداث ًا مغايرة ملا يبدو �أمر ًا واقع ًا .وهذاهو ما ن�سميه “خيال العقل” �أو “الت�صور الذهني ”.فنحن نخزِّ ن يف رات لنوع و�شكل العالقات الإن�سانية التي ن�ستح ُّقها ،ودرجة النجاح التي �سن�صل عقولنا ت�ص ُّو ٍ �إليها ،ومدى قدرتنا على القيادة ،والرثوات التي �سنجنيها ون�ستثمرها يف حياتنا .فمن �أين تنبع كل هذه الت�ص ُّورات؟ نحن نبد�أ يف ت�شكيل “تخ ُّيالتنا العقلية” يف فرتة مب ِّكرة من حياتنا .و�إذا تع َّر�ضنا للنقد �ست�سجل هذه الأحداث وامل�شاعر املرتبطة �أو �شعرنا بالإهمال ونحن �صغار ،ف�إن عقولنا ِّ بها ك�أ�شرطة م�صورة يف عقولنا .ولأ َّننا منعن التفكري فيها ،ثم نلج�أ �أو نعود �إليها ،ف�سوف نعمد بوعينا �أو من دونه� ،إلى �إعادة �صياغة مواقف و�أحداث حياتنا بطريقة تتطابق مع هذه ال�صور. ولكن الكثريين م َّنا ال يقومون على حتديث �أو تعديل هذه التخ ُّيالت التي تنتجها عقولنا يف الطفولة ،فن�ستمر يف الو�صول �إلى نتائج حتول بيننا وبني اال�ستفادة من قدراتنا و�إمكاناتنا �إلى �أق�صى حدٍّ ممكن ،لتت�ضاءل معها قدرتنا على حتقيق النجاح. 3
كتاب في دقائق
ابتكر ت�ص ُّورات جديدة نحن قادرون على �إنتاج تخ ُّيالت ذهنية جديدة وقتما ن�شاء .وعندما نر�سم �صور ًا جديد ًة يف عقولنا حت ِّفز بداخلنا توجه ًا �إيجابي ًا قوي ًا ،ونر ِّكز عليها ،نبد�أ يف الت�ص ُّرف ب�أ�سلوب يدعم هذه ال�صور .فاخلطوة الأولى لتحقيق النجاح هي تكوين �صورة دقيقة للنتائج التي تتطلع �إليها .فال �شيء يحول بينك وبني النجاح �سوى تخ ُّيالتك و�أفكارك. مما �سبق ،ف�إن هذه ال�صور ال تتحقَّق بني ع�ش َّية و�ضحاها .فال ت�صبح واقع ًا �إال بالرتكيز عليها على الرغم َّ واملثابرة يف ال�سعي نحوها ،حتَّى نبد�أ يف الت�ص ُّرف بتلقائية تدعم هذه ال�صور وحت ِّققها.
جوهر االلتزام واملثابرة كان م�ؤ ِّلف هذا الكتاب يظن �أ َّنه يفهم معنى االلتزام واملثابرة ب�أنها ال�سعي احلثيث ،والقيام بالعديد من املحاوالت .لكنه مل ي�ستوعب اجلوهر احلقيقي لهذين املبد�أين حتَّى قر�أ كتاب ًا �صغري ًا بعنوان “ال�س ُّر الكبري لتحقيق ما تريد” من ت�أليف“ :مايك هريناكي” . ف�أدرك حينها �أنَّ االلتزام هو جوهر الأمور .يرى “هريناكي” �أن مفتاح احل�صول على �أيِّ �شيء ترغب فيه هو “�أن تطلبه ب�شدة و�أن َ متلك الإرادة لفعل كل ما ت�ستطيع لتحقيق ما تريد”؛ من دون �أن تخالف القيم واملبادىء� ،أو تت�س َّبب يف �إحلاق �ضرر بالنا�س �أو يف التوجهات البيئة العاملية التي حتيط بك .لأن “الإرادة” هي من ُّ الإيجابية التي جتعلك تف ِّكر على النحو التايل: � uإذا احتاج الأمر 5خطوات للو�صول �إلى هديف ،ف�س�أن ِّفذ اخلطوات اخلم�س كاملة. � uإذا احتاج الأمر 55خطوة للو�صول �إلى هديف ،ف�س�أن ِّفذ اخلطوات اخلم�س واخلم�سني كاملة. � uإذا احتاج الأمر 155خطوة للو�صول �إلى هديف ،ف�س�أنفذ اخلطوات املائة واخلم�س واخلم�سني كاملة. فال �أحد يعرف يف البداية عدد اخلطوات التي يحتاجها للو�صول �إلى الهدف .فلكي تنجح ،عليك االلتزام بالقيام بكل ما يتط َّلبه الأمرِّ ، بغ�ض النظر عن عدد اخلطوات التي �ستن ِّفذها .ف�إن املثابرة ال توجد وال تظهر وال تعمل �إال بعد االلتزام بهدف؛ فنبد�أ العمل بعزم ويقني حتى نح ِّقق النتائج املرج َّوة.
ح ِّول امل�شكالت �إلى فر�ص ما �أول رد فعل تقوم به عند مواجهة �إحدى امل�شكالت؟ �إذا كنت مثل �أغلب النا�س ،ف�أ َّول “رد فعل” هو ال�شكوى“ .ملاذا �أنا بالذات؟ ما الذي �س�أفعله الآن؟ لقد د َّمرت ك َّل َّ خمططاتي!” من الطبيعي �أن يكون هذا هو �أول رد فعل لك .لكن ،وبعد ال�شعور املبدئي بخيبة الأمل ي�صبح �أمامك قرار لتتخذه .ف�إ َّما �أن تعي�ش يف ب�ؤ�س وترتك العنان لعقلك ليف ِّكر يف اجلوانب ال�سلبية للموقف� ،أو تبحث عن الإيجابيات وت�ستخل�ص العرب من ذلك امل�أزق. �ستم ُّر بفرتة من ِّ ال�شك �أو تواجهك بع�ض ال�صعوبات ،لكنَّ هناك دائم ًا جانب ًا م�شرق ًا لهذه ال�صعوبات .فما مت ُّر به لي�س م�شكلة على الإطالق؛ بل قد يكون فر�صة يف حدِّ ذاته .ف�أنت على الأرجح تعرف �أو �سمعت عن �شخ�ص فقد وظيفته ،فبادر �إلى ت�أ�سي�س م�شروعه اخلا�ص .فلو �أنه مل يف�صل من عمله ،مل يكن ليفكر �أو يخطط لت�أ�سي�س �شركة ناجحة .فما بد�أ مبحنة حتول �إلى منحة وما بد�أ ب�أزمة �شخ�صية حتول �إلى فر�صة ذهبية. كتاب في دقائق
4
كلماتك تر�سم طريقك وتلونه هل تفكر يف اختيار الكلمات التي ت�ستخدمها كل يوم؟ تتمتَّع لغتنا بقوة هائلة قد ال ندرك مداها .فهي قادرة على بناء م�ستقبل م�شرق� ،أو تدمري م�ستقبل م�شرق �أي�ض ًا .كلماتنا تعزِّ ز �أفكارنا ومعتقداتنا ،فت�صنع تفا�صيل واقعنا .ف ِّكر يف ذلك عرب العملية الت�سل�سلية التالية:
�أفكار
كلمات
معتقدات
مث ًال: “رمزي” مهند�س متفوق يف عمله ،وقد �صمم عدة م�شروعات كربى .وبعد ت�صميمه لأحد امل�شروعات اخلا�صة التي ال يريد رئي�سه الإعالن عنها ،طلب منه كتابة تقرير ي�شرح كافة تفا�صيل امل�شروع و “الفكرة” الكامنة وراء الت�صميم العجيب .وم�ضى يوم و�أيام و�أ�سبوع، وهو يقول“ :ال �أجيد كتابة التقارير” فهو مل ي�ستدع فكرة عجزه عن الكتابة مرة واحدة وال مرتني وال ثالث ًا ،بل مئات املرات وظل يفعل ذلك ،حتى ا�ضطر مديره �إلى كتابة التقرير. ي�ستخدم “رمزي” “كلمات” �سلبية تدعم فكرته وهو يف حوار داخلي مع نف�سه ثم مع زمالئه ثم مع رئي�سه وهو يقول“ :ال ميكنني تعلم كتابة التقارير”� ،أو “�أكره كتابة التقارير” لأنني ر�سام وم�صمم ول�ست كاتب ًا. يق ِّوي كل ما �سبق “معتقدات” “رمزي” ،فتبد�أ امل�شكالت يف الظهور؛ لأن ك َّل ما نح ِّققه يف حياتنا ينبع من معتقداتنا .فها هو “رمزي” يخزن يف ذهنه معتقد ًا م�ؤداه �أنه من امل�ستحيل �أن يتقن الكتابة. فهو يقارن بني قدراته الفنية وبني قدراته التعبريية ،رغم �أن رئي�سه مل يطلب منه تقرير ًا عظيم ًا .فما طلبه هو و�صف �أو �شرح لفكرته الإبداعية يف الت�صميم .لكن قناعته بتوا�ضع قدراته يف الكتابة �صارت عقيدة را�سخة يف تفكريه وحتولت تدريجي ًا لتعي�ش يف عقله الالواعي.
�أفعال
نتائج
فما هي نتيجة هذا االعتقاد؟ لن يحاول “رمزي” حتى �أن يجرب الكتابة ،وبالتايل فلن يتخذ اخلطوات الالزمة ليمار�س ولو نوع ًا مب�سط ًا من الكتابة ،لأ َّنه ال يعتقد وال ي�ؤمن بقدرته على هذا .بعد ذلك يح ِّقق “رمزي” “نتائج” �ضعيفة للغاية يف عمله .ولتزداد الأمور �سوء ًا يبد�أ يف تب ِّني املزيد من الأفكار ال�سلبية ...ويك ِّرر املزيد من الكلمات ال�سلبيةِّ ... ليعزز معتقداته ال�سلبية ...ليح ِّقق املزيد واملزيد من النتائج ال�سلبية؛ ليظ َّل �أ�سري دائرة من ال�سلبية التي ال تنتهي �أبد ًا. بالطبع كان ميكن لهذه العملية بر َّمتها �أن تنتهي على نحو �سعيد، فقط لو كان “رمزي” اختار “�أفكار ًا” �إيجابية منذ بادئ الأمرَّ ،ثم دعمها بـ“كلمات” �إيجابية .حينها ِّ �سيعزز عقله “معتقد” �أ َّنه ناجح يف َّ كتابة التقارير .وكنتيجة لهذا ،كان لين ِّفذ “الأفعال” املت�سقة مع هذا املعتقد ...لينتهي به امل�آل حم ِّقق ًا نتائج باهرة. الدر�س امل�ستفاد :ال تق ِّلل من �ش�أن الدور الذي تلعبه “كلماتك” يف عملية التفكري .الأ�شخا�ص الذين يغ ُّذون �أنف�سهم بالأفكار ال�سلبية يفكرون بطريقة �سلبية طوال الوقت .فلي�س منطقي ًا �أن تتحدث بلغة �سلبية ،وتتوقع �أن تكون �شخ�ص ًا ناجح ًا؛ فالكلمات ال�سلبية ت�ؤدِّي �إلى نتائج �سلبية.
“كيف حالك؟” قد تبدو �إجابتنا عن �س�ؤال “كيف حالك؟” �أمر ًا ب�سيط ًا ال �أهمية له .لك َّننا جنيب عن هذا ال�س�ؤال حوايل 10مرات يف اليوم على � ِّ أقل تقدير ،وقد ت�صل �إلى 50مرة يف بع�ض الأحيان؛ ولذا ،ال يجب �أن ن�ستهني بدور هذا ال�س�ؤال اليومي؛ فهو جز ٌء من حياتنا يتكرر على الدوام عرب �أحاديثنا اليومية. ما الذي تقوله عندما ي�س�ألك �أحدهم “كيف حالك”؟ يف العادة ال تزيد الإجابة على ب�ضع كلمات .ومع ذلك ف�إن ردك املوجز �سيقول الكثري عنك وعن توجهك .بل �إن ردَّك �سي�شكل �شخ�صيتك ويحدد نتائج باملعني احلريف للكلمة .فقد تبني �أن الإجابات ُّ ً التي يطلقها النا�س ر ّدا على �س�ؤال“ :كيف حالك؟” ،تنق�سم �إلى ثالثة م�ستويات� :سلبي ومنطي و�إيجابي .حيث ت�شمل الإجابات ال�سلبية عبارات مثل“ :ل�ست على ما يرام” “ال �أدري” “�أنا مرهق” و “�أحمد اهلل �أنَّ اليوم هو �آخر يوم يف هذا الأ�سبوع” �أو “ملاذا ت�س�أل؟”. عندما ير ُّد عليك �أحدهم قائ ًال“ :ملاذا ت�س�أل” فهذا يعني �أنه ال يتقبل احلوار �أو يظن �أنه لي�س م�س�ؤو ًال عن و�ضعه املزري ،و�إذا ما حتدث ف�سوف ميعن يف ال�شكوى من الظروف والتربم من احلياة، وقد يحملك امل�س�ؤولية عن م�شكالته و�أزماته التي يظنها بال حل. 5
كتاب في دقائق
كـــن �إيجــابيــ ًا
الردود النمط َّية تف�صل املنتمني �إلى هذه ال�شريحة عن ال�سلبية درجة واحدة ،وبالتايل يبقى �أمامهم الكثري ليقوموا به كي توجههم ال�سلبي ،ومن �أبرز وي�صحِ حوا ُّ ِّ يح�سنوا مزاجهم َّ العبارات التي ترت َّدد على �أل�سنتهم: “ال ب�أ�س” “عادي” “مثلي مثل غريي من النا�س” ؛ “�سوف تتح�سن الأمور”. فهل ترغب حق ًا يف ق�ضاء وقتك �أو العمل ثماين �ساعات يف اليوم مع �شخ�ص يتطلع �إلى �أن تتح�سن الأمور من تلقاء نف�سها؟ �أو يعترب نف�سه عادي ًا مثل بقية النا�س؟ وهل تظنه فع ً ال يعني ما يقول؟ عندما ن�ستخدم عبارات منطية �أو “عادية” ف�إنَّنا ن�ستنفد الطاقة الإيجابية القوية الكامنة بداخلنا .فالذين ي�ستخدمون كلمات منطية يعي�شون �أي�ض ًا حياة روتنية ومتكررة وال يحققون �سوى نتائج عادية .وال نخالك تبحث عن الت�ألق والتفوق يف هذه احلياة من خالل منط �سلوكي عادي. املتحم�سني املقبلني على احلياة �أما ال�شريحة الثالثة فت�ضم ِّ والذين يفاجئوننا دائم ًا ب�أعلى م�ستويات التوجه الفكري، وت�أتي ردودهم يف غاية القوة والإيجابية وهم يقولون: “رائع” “مده�ش” “عظيم” “ممتاز” “احلمد هلل� ،أنا يف غاية ال�سعادة”. �أ�صحاب الردود الإيجابية ال�سابقة ال ي�صلون �إلى �أهدافهم �سري ًا على الأقدام بل يحلقون �إليها حتليق ًا وهم ي�ستقبلون كل يوم من �أيام حياتهم بثقة وطم�أنينة وبر�ؤية وا�ضحة، وهم ي�سعون لتحقيق �أهدافهم النبيلة و�أهداف م�ؤ�س�ساتهم وجمتمعاتهم .ولذا ف�إن جمرد وجودهم بيننا يجعلنا ن�شعر ب�أننا �أف�ضل حا ًال و�أح�سن م�آ ًال.
راجع ردود ال�شرائح الثالث – ال�سلبية والعادية والإيجابية .ما الردود التي ت�ستخدمها �أغلب الوقت؟ وما الردود التي يردِّدها �أ�صدقا�ؤك و�أفراد عائلتك با�ستمرار؟ �إذا وجدت نف�سك تنتمي �إلى الفئة ال�سلبية �أو النمطية نن�صحك ب�إعادة النظر على الفور يف ردودك وعالجها ،لتنتقل خطوة تلو الأخرى �إلى ال�شريحة الإيجابية� .سن�شرح لك فيما يلي �سبب �أهمية هذا الأمر .عندما ي�س�ألك �أحدهم “كيف حالك؟” وتر ُّد �أنت قائ ًال “فظيع” �أو “الأمور لي�ست �س ِّيئة للغاية” تت�أ َّثر نف�سيتك ب�شكل �سلبي وتدفعك للتعبري ب�شكل ملمو�س عن هذه احلالة. فريتخي كتفاك وينخف�ض ر�أ�سك ويبد�أ ج�سمك كلُّه يف اتخاذ و�ضع َّية ال�شخ�ص املحبط. ماذا عن م�شاعرك؟ هل ت�شعر �أ َّنك �أف�ضل حا ًال الآن؟ بالطبع ال بل �ستخترب املزيد واملزيد من امل�شاعر ال�سلبية لأنَّ هذا هو ما ت�سفر عنه الكلمات والأفكار ال�سلبية ،وهو ما َّ يتمخ�ض يف النهاية عن نتائج �سلبية �أي�ض ًا. تعامل مع كلماتك باعتبارها م�ستقبلك �إذا قلت “كل �شيء �سيئ” ينجذب عقلك �إلى الأ�شخا�ص واملواقف ال�س ِّيئة التي ت�ساعدك �صحة هذه العبارة .على اجلانب الآخر �إذا �ص َّرحت على �إثبات َّ با�ستمرار �أنَّ حياتك رائعة ف�سيدفعك عقلك للتح ُّرك باجتاه ِّ كل ما هو �إيجابي. ت�أ َّمل مث ًال ماذا �سيحدث �إذا قلت �إ َّنك يف حالة رائعة �أو ممتازة. �سوف ت�ستجيب م�شاعرك و�أفكارك وقراراتك لهذه الكلمات لتتطابق مع لغتك الإيجابية فت�صبح حالتك النف�سية والبدنية �أف�ضل حا ًال .و�سوف جتتذب طاقتك وروحك املفعمة باحليوية وتتح�سن عالقاتك املهن َّية والإن�سانية مع ِّ كل من حولك. الآخرين َّ ولكن ،هل �ستختفي ك ُّل م�شكالتك يف احلياة فور ًا ومبج َّرد قول هذا الكالم الإيجابي؟ بالطبع ال ،لك َّنك �ستكون قد بد�أت يف تطبيق مبد�أ رائع يف القيادة خ�صو�ص ًا واحلياة عموم ًا“ :نحن نح�صل دائم ًا على ما نتو َّقعه من احلياة و ُن�صبح من نريد �أن نكونه �أي�ض ًا”.
كتاب في دقائق
6
انظر �إلى الأمور بحجمها الطبيعي يرى خرباء االت�صال والتنمية الب�شرية �أن الأ�شخا�ص دائمي ال�شكوى يفتقرون �إلى الر�ؤية الوا�ضحة يف حياتهم – فهم ِّ ي�ضخمون م�شكالتهم ب�شكل مبالغ فيه .الر�ؤية الوا�ضحة هي“ :القدرة على ر�ؤية الأمور َّ وتخ ُيل درجة �أهميتها احلقيقية يف احلياة ”.ف ِّكر فيمن تعرفهم: هل لديك زميل �أو �صديق تع َّكر مزاجه وفق �أع�صابه ب�سبب تلف �إطار �سيارته وهو على الطريقال�سريع؟ وهل �صادفت مدير ًا ي�صرخ ب�أعلى �صوته لأنك �أو �أحد زمالئك ارتكب خط�أً عادي ًا يرتكبه املوظفون يف كل مكان كل يوم؟ من الوا�ضح �أن ه�ؤالء الغا�ضبني لأتفه الأ�سباب ال ي�ستطيعون � -أو مل يفكروا �أ�ص ًال -يف وزن الأمور وو�ضعها يف ن�صابها ال�صحيح. لقد مكث “�إيدي ريكينباكر” ي�صارع من �أجل البقاء ملدة 21يوم ًا وهو يعي�ش على طوق جناة يف منت�صف املحيط الهادئ دون وجود بارقة �أمل يف �إنقاذه .وقد قال مقولته ال�شهرية بعد جناته من حمنته�“ :إذا كنت متلك ما ًء لت�شرب وطعام ًا لت�أكل فلماذا ال�شكوى والتذ ُّمر �إذ ًا؟” ما الأمر الذي ت�شكو منه الآن �أو �شكوت منه م�ؤخر ًا؟ هل ي�ستحق كل تلك الطاقة املُّهدَرة يف التذ ُّمر وال�شكوى؟” �إذا ما غرك هواك و�ضل بك تفكريك لتتذمر من كل ما تظنه م�شكالت فام�سك قلم ًا وورق ًة واكتب ك َّل النعم التي تتم َّت ُع بها وا�شكر اهلل عليها. لأن امل�ستقبل يبد�أ الآن ،ف�إن “الآن” هو الوقت املنا�سب لتَّتخذ اخلطوات القوية والتي من �ش�أنها حتويل �أحالمك �إلى حقيقة واقعة .فالتفكري الإيجابي ال يكفي وحده حتى لو كنت �أكرث �إن�سان �إيجابية يف العامل .يقول “جيل �إيجلز”“ :عندما تُـق ِّرر �أن تنجح ،ق ِّرر �أي�ضا �أن تَـتعب”.
ملاذا ُن ْق ِبل على اخلوف �أحيان ًا
واجه خماوفك بن�ضج كي تتم َّكن من حتقيق �أهدافك وا�ستثمار �إمكاناتك يجب �أن تت�أهَّ ب للكدِّ والعمل بج ٍّد – ف�أنت على و�شك �أن تقوم ب�أمور كنت تخ�شاها .هذه هي الطريقة الوحيدة لتنمية وتطوير �إمكاناتك .قد يبدو الأمر ب�سيط ًا للوهلة الأولى ،لكن �أغلب النا�س يرتاجعون ويحجمون عندما يواجهون ال�صعاب والتحديات ب�سبب م�شاعر اخلوف والرهبة -الطبيعية -التي تتم َّلكهم. كلنا ن�شعر باخلوف والقلق عندما نخرج من منطقة الراحة ونتحول من ال�سكون �إلى احلركة .منطقة الراحة هي منطقة عاداتنا و�سلوكياتنا امل�ألوفة -فقط -لنا ،ولذا ن�شعر فيها بالراحة والأمان“ .منطقة الراحة” عبارة عن دائرة وك ُّل الأعمال والأقوال التي تقع داخلها تبقى معروفة وم�ألوفة لنا ولذا فهي -يف ظاهرها -ال تنطوي على م�شكالت وتهديدات ،لكننا نن�سى �أي�ض ًا �أنها ال حتمل لنا فر�ص ًا �أو حتدِّ يات. واحلياة اخلالية من التحديات ال تكون حيا ًة كامل ًة ونا�ضجة. 7
كتاب في دقائق
عند مواجهة موقف يثري م�شاعر اجلزع يف داخلنا يق ِّرر �أغلبنا الرتاجع لتج ُّنب اخلوف والقلق ولكننا نخ�سر تلك الأحا�سي�س الرائعة التي كنا �سنختربها ،والتي ال تتمخ�ص �إال عن مواجهة التحديات. رئي�سك �إلقاء حما�ضرة �أمام جمهور عري�ض، مثال� :إذا َطلب منك ُ �أو يف مو�ضوع جديد متام ًا ف�إن �أول ما �ستفكر فيه هو االعتذار ،ومن ليال طوال من الأ َرق والقلق ،وهذا لي�س �إال هروب ًا من ثم توفري عناء ٍ م�شاعر التوتُّر التي قد نختربها دائم ًا ونحن ن�ست ِّع ُد ملواجهة �أي �شيء. الفائدة الوحيدة التي جننيها من الرتاجع هي جت ُّنب م�ؤ َّقت مل�شاعر اخلوف واجلزع .هل ميكنك ذكر �أ َّية فائدة ميكن �أن يجنيها الإن�سان عندما يهرب من خماوفه؟ طرحنا هذا ال�س�ؤال على �آالف الأ�شخا�ص ،ومل يتم َّكن �أحد منهم �أن يقدِّ م �سبب ًا مقنع ًا للخوف والهروب ،وال�سبب وا�ضح لي�س للخوف فائدة واحدة!
ال تهرب يقول “رالف والدو �إمير�سون”“ :ال ته ُرب مما تخ�شاه و�إ َّال قتلك اخلوف” هذه الن�صيحة منطقية لأنَّ الهرب هو ا�سرتاتيجية اخلا�سرين التي ت�ؤدي بهم �إلى املزيد من اخلوف. ميكنك الآن �أن تواجه خماوفك وتخرج من دائرة الراحة� .إذ يرى “�إمير�سون” �أي�ض ًا �أن لل�شجاعة ع�ضالت ،وهي تنمو بالتمرين واملمار�سة .فعندما متار�س ن�شاط ًا خارج دائرة راحتك وتكرره ع َّدة مرات؛ ي�صبح هذا الن�شاط جز ًءا من دائرة راحتك ف�ض ًال ينمي الإح�سا�س بالثقة يف داخلك وب�شكل عن �أن اخلروج من دائرتك ملواجهة حتدياتكِّ ، �سيفاجئك كما فاج�أين وفاج�أ الكثريين حول العامل.
انزل �إلى �أر�ض الواقع ..واف�شل هل تتذ َّكر عندما كنت تتم َّرن على ركوب الد َّراجة يف ال�صغر؟ على الأرجح بد�أتَ التعلُّم حينها م�ستعين ًا بعجلتني خلفيتني �إ�ضاف َّيتني. وبالت�أكيد واجهت �صعوبة يف احلفاظ على توازنك عندما نزعت وربا هاتني الركيزتني .كما حاولت مرار ًا �أن تتحا�شى ال�سقوط مَّ �سقطت بالفعل ع َّدة مرات وجرحت نف�سك� .أنت يف ذلك احلني كنت تتع َّلم در�س ًا مبكر ًا عن �أهمية الف�شل امل�ؤدِّي للنجاح. من املرجح �أي�ض ًا �أنَّ �أحد والديك كان يقف بجانبك يف �أثناء التمرين، وي�شجعك ،ويحول دون �سقوطك �إذا ليوجهك بالتعليمات والإر�شادات ِّ ِّ ما فقدت توازنك .لقد امتزجت يف داخلك م�شاعر اخلوف بالإثارة �آنذاك وت�ش َّوقت لإدراك حلظة النجاح – �أن تقود الد َّراجة مبفردك. لهذا ال�سبب واظبت على التم ُّرن يوم ًا تلو الآخر حتَّى حقَّقت غايتك يف النهاية. ما الذي �صنع هذا النجاح؟ �أكرث ما �ساعدك هو املثابرة وتكرار املحاولة ُمعزَّزين ب�إ�صرارك على النجاح .فقد كنت م�ص ّر ًا على
التم ُّرن حتَّى تتقن القيادة ِّ بغ�ض النظر عن الفرتة التي قد ي�ستغرقها الأمر .و�ساعدك �أي�ض ًا �شعورك باحلما�س جتاه حتقيق الهدف الذي و�ضعته لنف�سك – ف�أنت تنتظر الو�صول �إلى هدفك بفارغ ال�صرب .فال ميكننا �أبد ًا التقليل من �ش�أن الت�شجيع الإيجابي. ولهذا كنت �أكرث حما�س ًة و�أنت ترى والديك يقفان خلفك ي�شجعانك وي�شدان من �أزرك. ك َّنا ن َت َّعلم عندما كنا �صغار ًا كيف ن�سقط مرار ًا وتكرار ًا قبل �أن نتقن قيادة الد َّراجة .وباملثل يعرف الناجحون �أ َّنهم �سينالون ن�صيبهم من الف�شل �إلى �أن ي�شقُّوا طريقهم �إلى النجاح .حتَّى و�إن مل ي�ستمتعوا ب�إخفاقاتهم ،فقد تعلموا �أن يتعاملوا معها باعتبارها جزء ًا �ضرور ّي ًا من رحلتهم �إلى الن�صر .ففي النهاية �سيتط َّلب �إتقان �أ َّية مهارة الكثري من الوقت واجلهد والنظام واالنتظام واملواظبة على التم ُّرن ِّ بغ�ض النظر عن كل ال�صعوبات التي ال بد و�أن تعرت�ض طريقك.
�أ�سئلة م ِّه َمة و ُملهمة �إذا مل حت ِّقق النتائج التي ترجوها� ،أو �شعرت بالإحباط ب�سبب حالة ف�شل ،فا�س�أل نف�سك: uهل جدويل وخططي وبراجمي غري واقعية؟ uهل �أنا ملتزم ح ّق ًا بتحقيق �أهدايف؟ uهل �أتع َّر�ض مل�ؤ ِّثرات �سلبية تت�س َّبب يف �إحباطي؟ uهل �أنا م�ستع ٌّد ح ّق ًا للنجاح؟ uهل �أنا م�ستع ٌّد للت�صدِّ ي للف�شل يف �سبيل حتقيق هدف نبيل؟
كتاب في دقائق
8
�شبكات النجاح مبجرد �أن ي�شتعل فتيل النجاح ترتفع مع َّدالته تدريجي ـ ًا بف�ضل عالقاتك وارتباطاتك بالنا�س من حولك .وهذا يعني �أنك لن حت ِّقق جناح ًا �ضخم ًا باالعتماد على نف�سك فقط ومبعزل عن الآخرين .من هنا يربز دور �شبكة العالقات الف َّعالة خا�صة �إذا جمعتك عالقاتك ب�أ�شخا�ص تربطهم بك منافع وم�صالح م�شرتكة. فكيف مننت �شبكة عالقاتنا؟ حاول تق�سيم �شبكة العالقات �إلى �أربع فئات هي:
والت�صرف التوجه -1 ُّ ُّ توجه ًا ذهني ًا و�سلوك ًا �إيجاب ّي ًا جتاه كل من تعرف. � uأظهر ُّ � uشارك يف �أن�شطة الأعمال املهنية واملجتمعية. uاخدم الأ�شخا�ص املوجودين يف دائرة عالقاتك.
-2الإحاالت والتزكيات � uإذا �أو�صيت �أو ز َّكيت �أحد الأ�شخا�ص للعمل يف مكان ما مث ًال ت�أ َّكد من �أن يذكر هذا ال�شخ�ص ا�سمك باعتبارك �صاحب التو�صية. تزك َّ uكن دقيق ًا يف اختياراتك فال ِّ ودب. كل من هَ َّب َّ
-3التوا�صل uكن م�ستمع ًا جيد ًا. uات�صل مبعارفك من وقت �إلى �آخر ال ل�شيء �إال لأ َّنك تهت ُّم بهم. تتاح لك ملقابلة �أ�شخا�ص جدد. uاقتن�ص كل الفر�ص التي ُ َ uعامل ك َّل من تقابله باعتباره �شخ�ص ًا مه ّم ًا وهو يف الواقع كذلك فلماذا تقابل من لي�س مفيد ًا؟ uتع َّرف �إلى �أ�شخا�ص خمتلفني وجدد يف االجتماعات واملحا�ضرات التي ت�شارك فيها. uكن دائم َا م�ستع ّد ًا للخروج من �إطار دائرة الراحة. uاطلب بع�ض اخلدمات من معارفك بني احلني والآخر ،وحاول �أن ت�ساعد كل من يلج�أ �إليك ،ب�شرط �أال تخالف النظام وال جتور على القيم والأخالق.
9
كتاب في دقائق
-4املتابعـــــــة موجز ًة جد ًا لكل من تقابله لأول مرة بعد ِ �u أر�سل ر�سالة ُ�ش ٍ كر َ انتهاء لقائك الأول معه. uعبرِّ عن �إعجابك بالعرو�ض التقدميية التي حت�ضرها واملقاالت اجل ِّيدة التي تقر�ؤها. uعبرِّ عن تقديرك خلطابات التو�صية واخلدمات التي ير�سلها �إليك الآخرون؛ � َّإما ب�إر�سال مذ ِّكرة �شكر �أو مبكاملة هاتفية. أر�سل الورود وبطاقات التهنئة ملعارفك و�أ�صدقائك يف ِ �u املنا�سبات املنا�سبة.
ميكنك �أن تكون �إيجاب ّي ًا وا�ستثنائ ّي ًا بتوجه �إيجابي م�ستمر .ه�ؤالء نادرون هم من يتم َّتعون ُّ يدركون معنى الت�ألُّق والتم ُّيز والنجاح ،لأنهم يعرفون واقع ملمو�س .الإيجابيون � َّأن �أفكا َرهم تتح َّول �إلى ٍ “اال�ستثنائ ُّيون” يراقبون كلماتِهم ،ويربجمون عقولهم على ا�ستقطاب النجاح ورف�ض الف�شل. واال�ستثنائيون �أي�ض ًا يتم َّتعون باجلر�أة املطلوبة ملواجهة خماوفهم ،فهم يعلمون � َّأن املواجهات املتوا�صلة للتحديات هي القوة الدافعة التي ترتقي بهم �إلى �آفاق غري متوقعة، وم�ستويات غري معهودة من الإجناز والإبهار يف الأداء والعطاء .كما �أنهم يت�ش َّبثون ب�أهدافهم ،وي�سريون نحوها إيجابي ،وميلكون من املثابرة والعزم ما بخطى ثابتةٍ ُّ وتوجهٍ � َّ ً يكفل لهم حتقيق النجاح املن�شود ،وهو “جناح بال حدود”.
المؤلف: مؤسس ورئيس شركة “أتتيود ”Attitudeوأحد رواد التفكير اإليجابي جيف كيلر :هو ِّ ِّ ومنظريه ومؤ ِّلفيه.
كتب مشابهة:
1. The Turning Point Creating Resilience in a Time of Extremes. By Gregg Braden. January 2014.
2. Perspective The Calm Within the Storm. By Robert J. Wicks. March 2014.
3. Million Dollar Habits 10 Simple Steps to Getting Everything You Want in Life. By Robert Ringer. January 2014.
كتاب في دقائق
10
ﻢ َوا ْﻟ َﻤ ْﻌ ِﺮ َﻓ َﺔ أَ ْﻗ َﻮى " ِإ ﱠن ا ْﻟ َﻘ َﻠ َ ﻴﺮ ﻣِ ْ ـﺮى " ـﻦ أَ ﱢ ِﺑ َﻜ ِ ـﺜ ٍ ي ُﻗ ﱠ ـﻮ ٍة أُ ْﺧ َ اﻟﺴ ُﻤﻮّ ﱠ َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم ﺤ ﱠﻤﺪ ِﺑﻦ ر ِ ﺻ ِ َ اﻟﺸﻴْ ُﺦ ُﻣ َ ﺎﺣ ُ ﺐ ﺑ َ ﻢ وَ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ، ِﻬ ِﺬهِ ا ْﻟ َﻤ ُﻘﻮ َﻟ ِﺔ ﻳُﺮْ ِ اﻣ َﻬﺎ ا ْﻟ ِﻌ ْﻠ ُ ِﻢ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َِﺔ ا ْﻟ ُﻤ ْ ﺳ ُﻤﻮ ه دَ ﻋَ ﺎﺋ َ ﺳﻲ ُ اﻣ ِﺔ وَ ِﻗﻮَ ُ ﺴ َﺘ َﺪ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َ َ َ َ ْ ﱠ ُ ُ ْ ْ وَ ُﻫ َﻤﺎ رَﻛﺎﺋِﺰ اﻟﺘﻄﻮ ِر اﻟ ِﺬي اﻧﻄﻠﻘ ْ َاﺷﺪ آل َﻣﻜﺘﻮم، ﺴﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ ﺖ ِﻣﻦ أ ْﺟﻠ ِِﻪ ُﻣﺆ ﱠ ﺳ َ ﻮس ﱠ وَ ا ْﻟ َﻬﺎدِ َﻓ ُﺔ ِإ َﻟﻰ َﻧ ْ ﻻ ْﺑﺘ َ ﺸﺮِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﺛ َﻘ َ َض اع وَ ا ِ اﻟﺸﺒ ِ ﺎﻓ ِﺔ ا ْﻟ ِﺈﺑ َْﺪ ِ َﺎب ﺑ َِﻐﺮ ِ ِﻜﺎ ِر ِﻓﻲ ُﻧ ُﻔ ِ ﻃﺮِ ُ ﺎت ﻋَ َﺮ ِﺑﻴﱠﺔٍ ر َِﻛﻴ َﺰ ُﺗ َﻬﺎ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ وَ َ ﺎء. ﻳﺠﺎدِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ ﻳﻘ َﻬﺎ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َُﺔ وَ ًﻏﺎ َﻳ ُﺘ َﻬﺎ ا ِ ِإ َ ﻻ ْزدِ َﻫﺎ ُر وَ اﻟﺮﱠ َﺧ ُ َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم َﺗ ْﻬ ِﺪ ُ ف َات وَ ا ْﻟ َﺒﺮ ِ ﺴ ُﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ ِإ ﱠن ا ْﻟ ُﻤﺒَﺎدَ ر ِ َاﻣ َﺞ ا ﱠﻟﺘِﻲ أَ ْﻃ َﻠ َﻘ ْﺘ َﻬﺎ ُﻣ َﺆ ﱠ ﺳ َ ﺎت َﻗﺎﺋ َِﻤﺔٍ ﻋَ َﻠﻰ ْ ﻴﻌ َﻬﺎ ِإ َﻟﻰ ِﺑ َﻨﺎءِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ ﺎل ِإ ْﺛﺮَاءِ َﺟ ِﻤ ُ اﻗﺘ َ ِﺼﺎدِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔَ ، اء ِﻣ ْﻦ ِﺧ َﻠ ِ ﺳﻮَ ً َ ﺎت ﺑِﺎ ْﻟ ِﻔ ْﻜﺮِ وَ ﱠ اﻟﺜ َﻘ َ ﻴﻦ اﻟ ﻠ َﻐ ِﺔ ا ْﻟ َﻌ َﺮ ِﺑﻴ ِﱠﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﻣ َﻜﺎ َﻧﺘ َ ِﻬﺎ َﻟ َﺪى ا ْﻟ ُﻤ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ِ ﺎﻓ ِﺔ ،أوْ دَ ﻋْ ِ ﻢ وَ َﺗ ْﻤ ِﻜ ِ ﱠ ً َ َ ْ ْ ْ َ ْ َات وَ اﻟﺜﻘ َ ض اﻟ ﱠﻨ َﺘ ِﺎجَ اﻟ ِﻔﻜﺮِ ﱢي ِﻟﻠ َﺤ َ ﺎت اﻟ ُﻤ ْﺨ َﺘﻠِﻔ ِﺔ ، ﺎﻓ ِ ﻀﺎر ِ َﺎل ا ْﻟ َﻘﺎدِ َﻣ ِﺔ ،وَ ﻛ َﺬﻟِﻚ ﻋَ ْﺒ َﺮ ﻋَ ﺮْ ِ ا ْﻟ َﺄ ْﺟﻴ ِ ﺎق ﺑِﺎﻟ ﱠﺘ َ ﻴﻞ ِﻣﻦ ا ْﻟ ُﻤﺒ ِْﺪﻋِ َ ﺿ َ ﺑِﺎ ْﻟ ِﺈ َ ﻄﻮ ِر ﻴﻞ وَ إِﻋْ َﺪادِ ِﺟ ٍ ﻴﻦ َﻗﺎدِ ٍر ﻋَ َﻠﻰ دَ ْﻓ ِﻊ ا ْﻟ ُﺄ ﱠﻣ ِﺔ ِﻟ ﱢﻠ َﺤ ِ ﺎﻓ ِﺔ ِإ َﻟﻰ َﺗ ْﺄ ِﻫ ِ ﻲ. ا ْﻟ َﻌﺎ َﻟ ِﻤ ﱢ
www.mbrf.ae
mbrf.ae
MBRF_News
MBRF_News