036 قوة التفكير الإيجابي

Page 1


‫ٍ‬ ‫ثـوان‪...‬‬ ‫في‬

‫تفكرينا هو م�صرينا‬

‫ي�سعى الإن�سان جاهد ًا ويف جميع مراحل حياته لتحقيق‬ ‫ال�سعادة له وملن حوله‪ ،‬و�إلى �إق�صاء الأذى �أو ال�ضرر‬ ‫بكافة �أ�شكاله‪ ،‬عن حياته ال�شخ�صية وعمله وعالقاته مع‬ ‫الآخرين‪ .‬وال �شك �أن الإيجابية بكافة �أ�شكالها هي ال�سبيل‬ ‫الوحيد لتحقيق ذلك‪ .‬فمن خاللها نتمكن من حتقيق‬ ‫الأف�ضل لأنف�سنا والنجاح بعملنا ويف كافة جماالت احلياة‪.‬‬ ‫لكن يجب �أن ت�شمل الإيجابية طريقة التفكري و�أ�سلوب احلياة‬ ‫ونظرتنا لأنف�سنا والآخرين‪ .‬فمعها ننجح بعالقاتنا مع الآخرين ونتقن فن امل�شاركة الإيجابي‪ ،‬ون�سهل‬ ‫ترتيب و�إجناز مهامنا اليومية وحتقيق م�شاريعنا مهما كانت مزدحمة‪ .‬ومن خالل قوة التفكري الإيجابي‬ ‫نتمكن من تغيري نظرتنا للحياة وحتويل امل�شكالت �إلى فر�ص‪.‬‬ ‫ولي�س هناك �أبلغ من تعبري �صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬نائب رئي�س الدولة رئي�س جمل�س‬ ‫الوزراء حاكم دبي “رعاه اهلل” عن الإيجابية عندما قال “ �إن التحلي بالطاقة الإيجابية والإ�صرار على‬ ‫توظيفها يف م�ساقات احلياة هو املقوم الأول للنجاح والتميز‪ ،‬كونه الباعث على الإبتكار واملحفز على قهر‬ ‫التحديات واكت�شاف الفر�ص وت�سخريها ب�أ�سلوب فاعل ي�ضمن للإن�سان رقيه وللمجتمع تقدمه ورفعته”‪.‬‬ ‫ومن فكر حاكم دبي ن�ستقي نحن �أي�ض ًا يف م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم الإيجابية يف كافة م�شاريعنا‪،‬‬ ‫خا�صة ونحن نحتفل اليوم مبرور عام على �إطالق مبادرة “كتاب يف دقائق”‪ ،‬التي �ساهمت �إيجابية تفاعل‬ ‫اجلمهور معها يف جناحها وا�ستمراريتها‪ ،‬ويف حتفيز امل�ؤ�س�سة ب�شكل دائم على تقدمي �أف�ضل النتاجات‬ ‫الفكرية لأهم ال ُكتاب من حول العامل‪ ،‬والتي تغذي العقل والروح مع ًا‪ .‬كما �شكلت الطروحات الإيجابية‬ ‫ملو�ضوعات الكتب معيار ًا �أ�سا�سي�أ يف اختياراتنا ال�شهرية‪ ،‬لذا نحن ن ِعد اجلميع �أننا �سنبقى بهذه الروح‬ ‫الإيجابية و�سنعمل من خاللها على تطوير املبادرة ملا فيه من فائدة ومنفعة جلميع �أفراد املجتمع‪.‬‬ ‫وت�سلط الدفعة اجلديدة للمبادرة ال�ضوء على ق�ضايا تتطلب الإيجابية ب�شكل ما‪ ،‬وتتناول ثقافة امل�شاركة‬ ‫كن�شاط �إيجابي ميار�سه الب�شر منذ الأزل‪ ،‬ومو�ضوع �آليات التعامل مع املهام اليومية‪� ،‬إلى جانب قوة التفكري‬ ‫الإيجابي يف تغيري حياة النا�س والفرق بينه وبني التفكري ال�سلبي‪.‬‬ ‫الكتاب االول الذي يحمل عنوان “ثقافة امل�شاركة طريق املنفعة العامة واملجتمع املتالحم” للكاتبة بيث‬ ‫بوزين�سكي‪ ،‬ي�سلط ال�ضوء على تاريخ �سلوك امل�شاركة الذي ي�سمح من خالله ال�شخ�ص للآخر با�ستخدام‬ ‫وا�ستثمار ممتلكاته ومقتنياته ل�سد حاجة �أو غاية‪ ،‬ومدى ارتباطها بتطور ح�ضارة الإن�سان‪ .‬و�أو�ضحت‬ ‫الكاتبة يف هذا الكتاب املزايا املبا�شرة للم�شاركة‪ ،‬واملتمثلة يف دعم االقت�صاد املحلي‪ ،‬وحماية البيئة باحلد‬ ‫من اال�ستهالك‪ ،‬وتوفري املال‪ .‬فيما ق�سمت �أمناط امل�شاركة �إلى امل�شاركة الندية‪ ،‬وامل�شاركة الندية ال�شبكية‪،‬‬ ‫وامل�شاركة املهنية‪ .‬حمدد ًة العنا�صر القابلة للم�شاركة بكل من‪ :‬ال�سلع‪ ،‬واملهارات‪ ،‬والوقت‪ ،‬وال�سكن‪،‬‬ ‫واملوا�صالت‪ ،‬والطعام‪ ،‬واملكان‪ ،‬واملال‪.‬‬ ‫ومن خالل كتاب “�إعادة االعتبار لقائمة �أعمال اليوم‪ ،‬دليلك املفيد للعمل بال تعقيد” للم�ؤلف‪� :‬إ�س جي‬ ‫�سكوت‪ ،‬نتعلم تقنيات تنظيم الوقت اليومي بحيث ن�ستطيع �أداء كافة املهام املطلوبة يف الوقت املحدد‪،‬‬ ‫و�أ�ساليب �إعداد القوائم اليومية وااللتزام بها‪ ،‬وكيف ميكن �أن نعيد التفكري يف قائمة الأعمال التي ن�ضعها‪.‬‬ ‫ويو�ضح الكاتب الأخطاء ال�شائعة يف �إدارة قوائم املهام‪ ،‬ويجملها يف كتابة قوائم مطولة‪ ،‬والغمو�ض‪،‬‬ ‫والف�شل يف تقدير الوقت‪ ،‬والرتكيز على النتائج ال�سريعة‪� ،‬إلى جانب عدم ربط املهام بالأهداف‪ ،‬وال�سماح‬ ‫للإحباط بالت�سلل �إلى نفو�سنا‪ .‬وو�ضع �سكوت عدة ا�سرتاتيجيات ت�ساعدنا يف رفع م�ستويات الطاقة للقيام‬ ‫باملهام‪ ،‬ت�شمل تدوين املعوقات املحبطة‪ ،‬والبدء ب�سرعة‪ ،‬وو�ضع خطة لكل عقبة‪ ،‬والتفكري يف العائد‪.‬‬ ‫وينقلنا الكتاب الثالث “قوة التفكري الإيجابي‪ ،‬غري نظرتك تتغري حياتك” للكاتب‪ :‬جيف كيلر‪� ،‬إلى عامل‬ ‫التوجهات الفكرية التي نطل منها على احلياة‪ ،‬وكيف يحدد منطنا الفكري �أو توجهنا الذهني �أُطر حياتنا‪.‬‬ ‫حيث يركز الكاتب على �أهمية التفكري الإيجابي يف حتقيق النجاح‪ ،‬وحتويل التحديات �إلى ايجابيات‪ .‬كما‬ ‫يو�ضح الفرق بني التفكري الإيجابي وال�سلبي‪ ،‬وكيف ميكن �أن ي�صبح الإن�سان مغناطي�س ًا يجتذب الأهداف‬ ‫من خالل التفكري الإيجابي‪ .‬ويلخ�ص الكاتب الطرق التي جتعلنا �إيجابيني من خالل النظر �إلى الأمور‬ ‫بحجمها الطبيعي ومواجهة املخاوف بن�ضج‪ ،‬والنزول �إلى �أر�ض الواقع وتقبل الف�شل يف بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫ويف النهاية نتمنى �أن حتوز الدفعة اجلديدة مللخ�صات مبادرة “كتاب يف دقائق” �إعجاب القراء‪ ،‬وتقدم‬ ‫لهم ولعائالتهم الفائدة الق�صوى يف كافة جوانب حياتهم‪.‬‬ ‫جمال بن حوير ‬ ‫ب‬ ‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫ِّ‬ ‫توجهاتنا الفكرية نافِ ذَ تنا التي نطل منها‬ ‫ت�شكل ُّ‬ ‫على العامل؛ مبعنى �أننا نرى العامل كما نحن‬ ‫عليه ال كما العامل عليه‪ .‬فما يحدث يف العامل‬ ‫اخلارجي هو انعكا�س ملا يدور يف عاملنا الداخلي‬ ‫ولهذا ف�إننا عندما ننظر حولنا‪:‬‬ ‫بع�ضنا الآخر‬ ‫بع�ضنا ورد ًا وغنَا ًء‪ ،‬ويرى ُ‬ ‫‪ u‬يرى ُ‬ ‫�شوك ًا وبكا ًء‪.‬‬ ‫‪ u‬يرى املتفائلون ن�صف الكوب املمتلىء‪ ،‬ويرى‬ ‫املت�شائمون ن�صف الكوب الفارغ‪.‬‬ ‫‪ u‬يبادر الإيجابيون ويتقدمون ول�سان حالهم‬ ‫يقول‪“ :‬بلى ‪ ..‬ن�ستطيع”‪ ،‬ويرت َّدد ال�سلبيون‬ ‫ويرتاجعون ول�سانُ حالهم يقول‪“ :‬ال‪ ..‬ال‬ ‫ن�ستطيع”‪.‬‬ ‫‪ u‬يرى القياديون يف كل م�شكلة فر�صة فيبادرون‬ ‫�إلى الفعل‪ ،‬ويرى املتواكلون يف كل فر�صة‬ ‫م�شكلة‪ ،‬فيعي�شون على رد الفعل‪.‬‬ ‫يح ِّدد‬ ‫نعم؛ منطنا الفكري �أو توجهنا الذهني َ‬ ‫أطر حياتنا؛ فهو الذي قد يوهمنا ب�أننا �ضعفاء‬ ‫� َ‬ ‫وتع�ساء‪� ،‬أو ي�ؤكد لنا ب�أننا �أقوياء و�سعداء‪ .‬وهكذا‬ ‫�أي�ضا يرى بع�ض النا�س �أن العامل مع الآخرين هو‬ ‫اجلحيم‪ ،‬بينما يرى بع�ضهم الآخر �أن العامل مع‬ ‫الآخرين هو النعيم‪.‬‬ ‫فما الذي ي�صنع هذا الفرق ال�شا�سع بني التفكري‬ ‫الإيجابي والتفكري ال�سلبي؟‬


‫التفكري الإيجابي ومبادئ النجاح‬ ‫يتط َّلب النجاح ما هو �أكرث من النظرة الإيجابية‪ .‬فحتى نتم َّكن‬ ‫من االرتقاء ب�إمكاناتنا وحتقيق ذواتنا �سنحتاج ‪ -‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫التوجه الإيجابي – جمموعة من املبادئ احلاكمة والرا�سخة‬ ‫ُّ‬ ‫نتائج باهر ٍة يف م�سريات‬ ‫التي �ساعدت الكثريين على حتقيق َ‬ ‫حياتهم‪.‬‬ ‫والتوجهات الذهنية‬ ‫فما عالقة هذه املبادئ بال�سلوكيات‬ ‫ُّ‬ ‫للإن�سان؟‬

‫النظرة الفطرية الإيجابية‬ ‫وتوجهات �إيجابية �أي‬ ‫نحن جميع ًا ن�ستقبل حياتنا بطباع ُّ‬ ‫بنافذة ذهنية مفتوحة ومبر�آة داخلية �صافية‪ .‬وميكننا‬ ‫الت�أكد من هذا عندما نراقب الأطفال فهم ي�ضحكون‬ ‫وميرحون طيلة الوقت وينظرون �إلى العامل بروح م�شرقة‪،‬‬ ‫ويح ُّبون ا�ستك�شاف كل ما هو جديد على الدوام‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الطفل الذي بد�أ يتع َّلم امل�شي للتو‪ .‬ماذا يفعل عندما‬ ‫ت�أ َّمل‬ ‫رَّ‬ ‫يتعث؟ ما لن يفعله هو �أن يغ�ضب‪� ،‬أو يلقي بالالئمة على‬ ‫من حوله‪ .‬لن يتهم والديه ب�أنهما �أجنباه يف املكان اخلط�أ‪،‬‬ ‫ويف الزمان اخلط�أ‪ ،‬ومل ُيح�سنا تعليمه وتهذيبه‪ .‬ولأن مرج َعه‬ ‫الفط ِّر َي ين ُبع من داخله‪ ،‬ف�إنه لن ي�ست�سلم؛ بل �سوف ينه�ض‪،‬‬ ‫وقد يبت�سم وهو ُيك ِّرر املحاولة‪ ،‬ومي�شي من جديد‪ .‬فنظرته‬ ‫نحو العامل نقي ٌة ومو�ضوعية و�إيجابية وق ِّوية‪ ،‬ول�سوف توحي‬ ‫له ب�أنه ي�ستطي ُع مواجه َة العامل ب�أ�سره‪.‬‬ ‫مراحل ُّ‬ ‫منونا وتقدمنا يف ميادين احليــاة‬ ‫وعرب ِ‬ ‫وعندما نكبرُ َ‬ ‫ي�أتي من ُيع ِّلمنا ب�أن احليا َة مملوء ٌة بال�صعوبات‪ .‬وهنا يبد�أ‬ ‫ُ‬ ‫بع�ضنا بر�ؤية الأترب ِة على نوافذنا الذهنية وال�ضباب منعك�س ًا‬ ‫فالنوافذ التي كانت م�شرع ًة ل ُنـق َ‬ ‫ُ‬ ‫ْبل‬ ‫على مرايانا الداخلية‪.‬‬ ‫منها على العامل باتت تتل َّوث بنقد الوالدين واملع ِّلمني لنا؛‬ ‫َّ‬ ‫وتتلطخ ب�سخرية الأقران م َّنا؛ وتتَّ�سخ برف�ض املديرين لنا؛‬ ‫وتُغلقُ بتَواتُر خيبات �آمالنا؛ وتَ�س َو ُّد مب�شاعر ِّ‬ ‫ال�شك التي تنمو‬ ‫وت�ستمر الأتربة يف الرتاكم دون �أن نح ِّرك �ساكن ًا‬ ‫بداخلنا‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وننف�ضها عن نفو�سنا ال�صافية‪ .‬فنم�ضي يف احلياة بنوا ِف َذ‬ ‫معتم ٍة ور�ؤي ٍة م�ش َّو�ش ٍة لنفقدَ حما�سنا جتاه كل �شيء‪ ،‬وتتم َّلكنا‬ ‫م�شاع ُر الإحباط ونتخ َّلى عن �أحالمنا لأ َّننا مل نف ِّكر يف �أن‬ ‫ِ‬ ‫ُنط ّهر مرايانا الداخلية و ُن َ�ص ِّوب نظرتنا اخلارجية‪.‬‬

‫التوجه الإيجابي لن تف ِّكر يف تب ِّني هذه املبادئ‪ ،‬ناهيك‬ ‫من دون ُّ‬ ‫عن تطبيقها وتفعيلها‪ .‬فعندما تتح َّفز وت�شرع يف تنقية نافذتك‬ ‫الذهنية وت�صفية مر�آتك الداخلية من ال�شوائب‪َ ،‬ت�سطع ُ‬ ‫مبادئ‬ ‫النجاح �أمام ناظريك‪ ،‬فال يبقى عليك �سوى و�ضعها مو�ضع‬ ‫التطبيق‪ .‬ف�إن ظ َّلت نوافذك م�سدود ًة �أو معتمة؛ فلن ترى �سوى‬ ‫فر�ص‬ ‫�شعاع خافت يف نهاية النفق‪ ،‬ورمبا لن ترى �شيئ ًا‪ ،‬لت�صبح ُ‬ ‫ٍ‬ ‫جناحك حمدود ًة‪� ،‬إن مل تكن م�ستحيلة‪.‬‬

‫مفاتيح النجاح يف الداخل‬ ‫ا�ستخدم “�إيرل نايتنجيل” م�صطلح مفاتيح النجاح وت�ساءل‪:‬‬ ‫ملاذا ينجح بع�ض الأ�شخا�ص بينما يف�شل �آخرون؟ كان “نايتنجيل”‬ ‫كاتب ًا ومذيع ًا وحما�ضر ًا مهت َّم ًا بعوامل النجاح‪ .‬ويف ر�سالته‬ ‫امل�سجلة بعنوان “�أغرب �سر” حدد �أهم مبد�أ للنجاح كما‬ ‫ال�شهرية َّ‬ ‫يراه حني قال‪“ :‬نحن ُن�صبح ما نف ِّكر فيه وال نح ِّقق �إال ما نرى �أ َّننا‬ ‫قادرون على حتقيقه‪ُ”.‬‬ ‫عندما نمُ عن التفك َري يف هدف معينَّ ونوا�صل الرتكيز عليه ف�إننا نبد�أ‬ ‫باتخاذ اخلطوات الالزمة لتحقيقه‪ .‬فطبق ًا لـ “قانون اجلذب”‬ ‫الذي �شرحه “نايتنجيل”‪ ،‬ف�إن ك ًال منا هو نتاج معتقداته‪ .‬ف�إذا‬ ‫اعتقدت ب�أنك قادر على حتقيق �إجناز علمي غري م�سبوق وابتكار‬ ‫َتوجه نح َو ذلك‬ ‫نظام مل يفكر فيه �أحد‪ ،‬ف�إن طاقتك الإيجابية ت َّ‬ ‫الهدف م�سبوق ًة بثقتك و�إميانك ب�أن ما تريده لي�س ممكن ًا فقط بل‬ ‫هو م�ؤكد �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪2‬‬


‫كن مغناطي�س ًا يجتذب �أهدافك‬ ‫�إذا ف َّكرت با�ستمرار يف هدف معينَّ ‪ ،‬ف�ستبد�أ يف اتخاذ اخلطوات الالزمة لتحقيقه‪ .‬فلنقل مث ًال �إنَّ‬ ‫�شخ�ص ًا ما يعتقد �أ َّنه قادر على جني ‪� 30‬ألف دوالر يف العام‪ ،‬عندها يتح َّول هذا ال�شخ�ص �إلى‬ ‫مغناطي�س وميتلك طاقة �إيجابية جاذبة ت�ساعده على اقتنا�ص وا�ستثمار فر�ص العمل التي �ستم ِّكنه‬ ‫من ال�سري باجتاه هدفه الذي حدَّده‪ .‬وما دام قد ت�ش َّبث بهذه الفكرة دون غريها‪ ،‬ف�سيتم َّكن فع ًال من‬ ‫حتقيق هذا الهدف املادي يف ذلك العام‪.‬‬ ‫ولكن ماذا لو ف َّكر هذا ال�شخ�ص يف جني املزيد من املال الذي يتنا�سب مع خرباته العملية التي اكت�سبها‬ ‫م�ؤخر ًا‪ ،‬ولتلبية احتياجات �أ�سرته املتزايدة بعد التحاق ابنه بجامعة مرموقة‪ ،‬ومن ثم فقد حدَّث نف�سه‬ ‫قائ ًال‪�“ :‬س�أبذل ق�صارى جهدي لكي �أك�سب ‪� 300‬ألف دوالر يف العام”؛ فهل �سيزيد دخله بالفعل؟‬ ‫�سيعتمد الأمر حتم ًا على مدى �إميان هذا ال�شخ�ص بقدرته على حتقيق ع�شرة �أ�ضعاف ما حققه يف‬ ‫العام ال�سابق‪ .‬ومن املحتمل �أن ي�شعر باحتياجه �إلى هذا املبلغ‪ ،‬ولكن من دون �أن ي�ؤمن بقدرته على‬ ‫حتقيقه يف الواقع‪ ،‬ومن ثم فلن يتم َّكن من حتقيق هدفه‪ .‬ولكن �إذا وا�صل التفكري يف ك�سب دخل‬ ‫�أكرب‪ ،‬و�آمن بقدرته على حتقيق هذا الهدف‪ ،‬ف�سوف يتم َّكن فع ًال من زيادة دخله ليجني ما ا�ستهدفه‬ ‫يف خياله وتفكريه‪ ،‬وما عمل من �أجل حتقيقه‪ ،‬حتى و�إن كانت طموحاته الق ِّوية غري م�سبوقة‪� ،‬أو كانت‬ ‫تبدو للآخرين غري واقعية‪.‬‬

‫�أفكارك حتكمك ‪ ..‬وت�صنع حياتك‬ ‫لطاملا برزت فكر ُة “نحن ن�صبح ما نف ِّكر فيه” يف قانون الأفكار املهيمنة �أو الأفكار احلاكمة‪،‬‬ ‫والذي يقول �إنَّ يف داخل ك ٍّل م َّنا ق َّو ًة تدفعه باجتاه تنفيذ الأفكار التي حتكم عقله‪.‬‬ ‫كلمة ال�سر هنا هي‪( :‬الأفكار احلاكمة)‪ .‬فال ميكنك تو ُّقع نتائج �إيجابية �إذا كنت تق�ضي‬ ‫ثوان فقط يف التفكري ب�إيجابية بينما ت�ستهلك كل طاقتك على مدار ال�ست ع�شرة‬ ‫ع�شر ٍ‬ ‫�ساعة التي تق�ضيها م�ستيقظ ًا و�أنت تفك ُر يف النتائج ال�سلبية‪ .‬عليك �أن تحُ ِك َم �سيطرتك‬ ‫على ن�شاطك الذهني‪ ،‬و�أن تف ِّكر ب�إيجابية على مدار هذا اليوم وك َّل يوم‪ ،‬حتَّى يتح َّول هذا‬ ‫الأ�سلوب �إلى عادة تلقائية‪ ،‬فتعود بطاقاتك وقدراتك القوية �إلى فطرتك الطبيعية‪.‬‬

‫ت�ص َّور طريق النجاح لكي تنفتح‬ ‫�أنت متار�س التخ ُّيل منذ الطفولة املب ِّكرة لت�صنع لنف�سك ظروف ًا و�أحداث ًا مغايرة ملا يبدو‬ ‫�أمر ًا واقع ًا‪ .‬وهذاهو ما ن�سميه “خيال العقل” �أو “الت�صور الذهني‪ ”.‬فنحن نخزِّ ن يف‬ ‫رات لنوع و�شكل العالقات الإن�سانية التي ن�ستح ُّقها‪ ،‬ودرجة النجاح التي �سن�صل‬ ‫عقولنا ت�ص ُّو ٍ‬ ‫�إليها‪ ،‬ومدى قدرتنا على القيادة‪ ،‬والرثوات التي �سنجنيها ون�ستثمرها يف حياتنا‪ .‬فمن �أين‬ ‫تنبع كل هذه الت�ص ُّورات؟‬ ‫نحن نبد�أ يف ت�شكيل “تخ ُّيالتنا العقلية” يف فرتة مب ِّكرة من حياتنا‪ .‬و�إذا تع َّر�ضنا للنقد‬ ‫�ست�سجل هذه الأحداث وامل�شاعر املرتبطة‬ ‫�أو �شعرنا بالإهمال ونحن �صغار‪ ،‬ف�إن عقولنا‬ ‫ِّ‬ ‫بها ك�أ�شرطة م�صورة يف عقولنا‪ .‬ولأ َّننا منعن التفكري فيها‪ ،‬ثم نلج�أ �أو نعود �إليها‪ ،‬ف�سوف‬ ‫نعمد بوعينا �أو من دونه‪� ،‬إلى �إعادة �صياغة مواقف و�أحداث حياتنا بطريقة تتطابق مع هذه‬ ‫ال�صور‪.‬‬ ‫ولكن الكثريين م َّنا ال يقومون على حتديث �أو تعديل هذه التخ ُّيالت التي تنتجها عقولنا يف‬ ‫الطفولة‪ ،‬فن�ستمر يف الو�صول �إلى نتائج حتول بيننا وبني اال�ستفادة من قدراتنا و�إمكاناتنا‬ ‫�إلى �أق�صى حدٍّ ممكن‪ ،‬لتت�ضاءل معها قدرتنا على حتقيق النجاح‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫ابتكر ت�ص ُّورات جديدة‬ ‫نحن قادرون على �إنتاج تخ ُّيالت ذهنية جديدة وقتما ن�شاء‪ .‬وعندما نر�سم �صور ًا جديد ًة يف عقولنا حت ِّفز‬ ‫بداخلنا توجه ًا �إيجابي ًا قوي ًا‪ ،‬ونر ِّكز عليها‪ ،‬نبد�أ يف الت�ص ُّرف ب�أ�سلوب يدعم هذه ال�صور‪ .‬فاخلطوة الأولى‬ ‫لتحقيق النجاح هي تكوين �صورة دقيقة للنتائج التي تتطلع �إليها‪ .‬فال �شيء يحول بينك وبني النجاح �سوى‬ ‫تخ ُّيالتك و�أفكارك‪.‬‬ ‫مما �سبق‪ ،‬ف�إن هذه ال�صور ال تتحقَّق بني ع�ش َّية و�ضحاها‪ .‬فال ت�صبح واقع ًا �إال بالرتكيز عليها‬ ‫على الرغم َّ‬ ‫واملثابرة يف ال�سعي نحوها‪ ،‬حتَّى نبد�أ يف الت�ص ُّرف بتلقائية تدعم هذه ال�صور وحت ِّققها‪.‬‬

‫جوهر االلتزام واملثابرة‬ ‫كان م�ؤ ِّلف هذا الكتاب يظن �أ َّنه يفهم معنى االلتزام واملثابرة ب�أنها‬ ‫ال�سعي احلثيث‪ ،‬والقيام بالعديد من املحاوالت‪ .‬لكنه مل ي�ستوعب‬ ‫اجلوهر احلقيقي لهذين املبد�أين حتَّى قر�أ كتاب ًا �صغري ًا بعنوان‬ ‫“ال�س ُّر الكبري لتحقيق ما تريد” من ت�أليف‪“ :‬مايك هريناكي” ‪.‬‬ ‫ف�أدرك حينها �أنَّ االلتزام هو جوهر الأمور‪ .‬يرى “هريناكي” �أن‬ ‫مفتاح احل�صول على �أيِّ �شيء ترغب فيه هو “�أن تطلبه ب�شدة و�أن‬ ‫َ‬ ‫متلك الإرادة لفعل كل ما ت�ستطيع لتحقيق ما تريد”؛ من دون �أن‬ ‫تخالف القيم واملبادىء‪� ،‬أو تت�س َّبب يف �إحلاق �ضرر بالنا�س �أو يف‬ ‫التوجهات‬ ‫البيئة العاملية التي حتيط بك‪ .‬لأن “الإرادة” هي من ُّ‬ ‫الإيجابية التي جتعلك تف ِّكر على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪� u‬إذا احتاج الأمر ‪ 5‬خطوات للو�صول �إلى هديف‪ ،‬ف�س�أن ِّفذ‬ ‫اخلطوات اخلم�س كاملة‪.‬‬ ‫‪� u‬إذا احتاج الأمر ‪ 55‬خطوة للو�صول �إلى هديف‪ ،‬ف�س�أن ِّفذ‬ ‫اخلطوات اخلم�س واخلم�سني كاملة‪.‬‬ ‫‪� u‬إذا احتاج الأمر ‪ 155‬خطوة للو�صول �إلى هديف‪ ،‬ف�س�أنفذ‬ ‫اخلطوات املائة واخلم�س واخلم�سني كاملة‪.‬‬ ‫فال �أحد يعرف يف البداية عدد اخلطوات التي يحتاجها للو�صول‬ ‫�إلى الهدف‪ .‬فلكي تنجح‪ ،‬عليك االلتزام بالقيام بكل ما يتط َّلبه‬ ‫الأمر‪ِّ ،‬‬ ‫بغ�ض النظر عن عدد اخلطوات التي �ستن ِّفذها‪ .‬ف�إن‬ ‫املثابرة ال توجد وال تظهر وال تعمل �إال بعد االلتزام بهدف؛ فنبد�أ‬ ‫العمل بعزم ويقني حتى نح ِّقق النتائج املرج َّوة‪.‬‬

‫ح ِّول امل�شكالت �إلى فر�ص‬ ‫ما �أول رد فعل تقوم به عند مواجهة �إحدى امل�شكالت؟ �إذا كنت‬ ‫مثل �أغلب النا�س‪ ،‬ف�أ َّول “رد فعل” هو ال�شكوى‪“ .‬ملاذا �أنا بالذات؟‬ ‫ما الذي �س�أفعله الآن؟ لقد د َّمرت ك َّل َّ‬ ‫خمططاتي!” من الطبيعي‬ ‫�أن يكون هذا هو �أول رد فعل لك‪ .‬لكن‪ ،‬وبعد ال�شعور املبدئي بخيبة‬ ‫الأمل ي�صبح �أمامك قرار لتتخذه‪ .‬ف�إ َّما �أن تعي�ش يف ب�ؤ�س وترتك‬ ‫العنان لعقلك ليف ِّكر يف اجلوانب ال�سلبية للموقف‪� ،‬أو تبحث عن‬ ‫الإيجابيات وت�ستخل�ص العرب من ذلك امل�أزق‪.‬‬ ‫�ستم ُّر بفرتة من ِّ‬ ‫ال�شك �أو تواجهك بع�ض ال�صعوبات‪ ،‬لكنَّ هناك‬ ‫دائم ًا جانب ًا م�شرق ًا لهذه ال�صعوبات‪ .‬فما مت ُّر به لي�س م�شكلة على‬ ‫الإطالق؛ بل قد يكون فر�صة يف حدِّ ذاته‪ .‬ف�أنت على الأرجح تعرف‬ ‫�أو �سمعت عن �شخ�ص فقد وظيفته‪ ،‬فبادر �إلى ت�أ�سي�س م�شروعه‬ ‫اخلا�ص‪ .‬فلو �أنه مل يف�صل من عمله‪ ،‬مل يكن ليفكر �أو يخطط‬ ‫لت�أ�سي�س �شركة ناجحة‪ .‬فما بد�أ مبحنة حتول �إلى منحة وما بد�أ‬ ‫ب�أزمة �شخ�صية حتول �إلى فر�صة ذهبية‪.‬‬ ‫كتاب في دقائق‬

‫‪4‬‬


‫كلماتك تر�سم طريقك وتلونه‬ ‫هل تفكر يف اختيار الكلمات التي ت�ستخدمها كل يوم؟‬ ‫تتمتَّع لغتنا بقوة هائلة قد ال ندرك مداها‪ .‬فهي قادرة على بناء م�ستقبل م�شرق‪� ،‬أو تدمري م�ستقبل م�شرق �أي�ض ًا‪ .‬كلماتنا تعزِّ ز �أفكارنا‬ ‫ومعتقداتنا‪ ،‬فت�صنع تفا�صيل واقعنا‪ .‬ف ِّكر يف ذلك عرب العملية الت�سل�سلية التالية‪:‬‬

‫�أفكار‬

‫كلمات‬

‫معتقدات‬

‫مث ًال‪:‬‬ ‫“رمزي” مهند�س متفوق يف عمله‪ ،‬وقد �صمم عدة م�شروعات‬ ‫كربى‪ .‬وبعد ت�صميمه لأحد امل�شروعات اخلا�صة التي ال يريد رئي�سه‬ ‫الإعالن عنها‪ ،‬طلب منه كتابة تقرير ي�شرح كافة تفا�صيل امل�شروع و‬ ‫“الفكرة” الكامنة وراء الت�صميم العجيب‪ .‬وم�ضى يوم و�أيام و�أ�سبوع‪،‬‬ ‫وهو يقول‪“ :‬ال �أجيد كتابة التقارير” فهو مل ي�ستدع فكرة عجزه عن‬ ‫الكتابة مرة واحدة وال مرتني وال ثالث ًا‪ ،‬بل مئات املرات وظل يفعل‬ ‫ذلك‪ ،‬حتى ا�ضطر مديره �إلى كتابة التقرير‪.‬‬ ‫ي�ستخدم “رمزي” “كلمات” �سلبية تدعم فكرته وهو يف حوار داخلي‬ ‫مع نف�سه ثم مع زمالئه ثم مع رئي�سه وهو يقول‪“ :‬ال ميكنني تعلم كتابة‬ ‫التقارير”‪� ،‬أو “�أكره كتابة التقارير” لأنني ر�سام وم�صمم ول�ست كاتب ًا‪.‬‬ ‫يق ِّوي كل ما �سبق “معتقدات” “رمزي”‪ ،‬فتبد�أ امل�شكالت يف الظهور؛‬ ‫لأن ك َّل ما نح ِّققه يف حياتنا ينبع من معتقداتنا‪ .‬فها هو “رمزي”‬ ‫يخزن يف ذهنه معتقد ًا م�ؤداه �أنه من امل�ستحيل �أن يتقن الكتابة‪.‬‬ ‫فهو يقارن بني قدراته الفنية وبني قدراته التعبريية‪ ،‬رغم �أن رئي�سه‬ ‫مل يطلب منه تقرير ًا عظيم ًا‪ .‬فما طلبه هو و�صف �أو �شرح لفكرته‬ ‫الإبداعية يف الت�صميم‪ .‬لكن قناعته بتوا�ضع قدراته يف الكتابة �صارت‬ ‫عقيدة را�سخة يف تفكريه وحتولت تدريجي ًا لتعي�ش يف عقله الالواعي‪.‬‬

‫�أفعال‬

‫نتائج‬

‫فما هي نتيجة هذا االعتقاد؟ لن يحاول “رمزي” حتى �أن يجرب‬ ‫الكتابة‪ ،‬وبالتايل فلن يتخذ اخلطوات الالزمة ليمار�س ولو نوع ًا‬ ‫مب�سط ًا من الكتابة‪ ،‬لأ َّنه ال يعتقد وال ي�ؤمن بقدرته على هذا‪ .‬بعد ذلك‬ ‫يح ِّقق “رمزي” “نتائج” �ضعيفة للغاية يف عمله‪ .‬ولتزداد الأمور �سوء ًا‬ ‫يبد�أ يف تب ِّني املزيد من الأفكار ال�سلبية‪ ...‬ويك ِّرر املزيد من الكلمات‬ ‫ال�سلبية‪ِّ ...‬‬ ‫ليعزز معتقداته ال�سلبية‪ ...‬ليح ِّقق املزيد واملزيد من‬ ‫النتائج ال�سلبية؛ ليظ َّل �أ�سري دائرة من ال�سلبية التي ال تنتهي �أبد ًا‪.‬‬ ‫بالطبع كان ميكن لهذه العملية بر َّمتها �أن تنتهي على نحو �سعيد‪،‬‬ ‫فقط لو كان “رمزي” اختار “�أفكار ًا” �إيجابية منذ بادئ الأمر‪َّ ،‬ثم‬ ‫دعمها بـ“كلمات” �إيجابية‪ .‬حينها ِّ‬ ‫�سيعزز عقله “معتقد” �أ َّنه ناجح يف‬ ‫َّ‬ ‫كتابة التقارير‪ .‬وكنتيجة لهذا‪ ،‬كان لين ِّفذ “الأفعال” املت�سقة مع هذا‬ ‫املعتقد‪ ...‬لينتهي به امل�آل حم ِّقق ًا نتائج باهرة‪.‬‬ ‫الدر�س امل�ستفاد‪ :‬ال تق ِّلل من �ش�أن الدور الذي تلعبه “كلماتك” يف‬ ‫عملية التفكري‪ .‬الأ�شخا�ص الذين يغ ُّذون �أنف�سهم بالأفكار ال�سلبية‬ ‫يفكرون بطريقة �سلبية طوال الوقت‪ .‬فلي�س منطقي ًا �أن تتحدث بلغة‬ ‫�سلبية‪ ،‬وتتوقع �أن تكون �شخ�ص ًا ناجح ًا؛ فالكلمات ال�سلبية ت�ؤدِّي �إلى‬ ‫نتائج �سلبية‪.‬‬

‫“كيف حالك؟”‬ ‫قد تبدو �إجابتنا عن �س�ؤال “كيف حالك؟” �أمر ًا ب�سيط ًا ال �أهمية له‪ .‬لك َّننا جنيب عن هذا ال�س�ؤال‬ ‫حوايل ‪ 10‬مرات يف اليوم على � ِّ‬ ‫أقل تقدير‪ ،‬وقد ت�صل �إلى ‪ 50‬مرة يف بع�ض الأحيان؛ ولذا‪ ،‬ال يجب‬ ‫�أن ن�ستهني بدور هذا ال�س�ؤال اليومي؛ فهو جز ٌء من حياتنا يتكرر على الدوام عرب �أحاديثنا اليومية‪.‬‬ ‫ما الذي تقوله عندما ي�س�ألك �أحدهم “كيف حالك”؟‬ ‫يف العادة ال تزيد الإجابة على ب�ضع كلمات‪ .‬ومع ذلك ف�إن ردك املوجز �سيقول الكثري عنك وعن‬ ‫توجهك‪ .‬بل �إن ردَّك �سي�شكل �شخ�صيتك ويحدد نتائج باملعني احلريف للكلمة‪ .‬فقد تبني �أن الإجابات‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫التي يطلقها النا�س ر ّدا على �س�ؤال‪“ :‬كيف حالك؟”‪ ،‬تنق�سم �إلى ثالثة م�ستويات‪� :‬سلبي ومنطي‬ ‫و�إيجابي‪ .‬حيث ت�شمل الإجابات ال�سلبية عبارات مثل‪“ :‬ل�ست على ما يرام” “ال �أدري” “�أنا مرهق”‬ ‫و “�أحمد اهلل �أنَّ اليوم هو �آخر يوم يف هذا الأ�سبوع” �أو “ملاذا ت�س�أل؟”‪.‬‬ ‫عندما ير ُّد عليك �أحدهم قائ ًال‪“ :‬ملاذا ت�س�أل” فهذا يعني �أنه ال يتقبل احلوار �أو يظن �أنه لي�س‬ ‫م�س�ؤو ًال عن و�ضعه املزري‪ ،‬و�إذا ما حتدث ف�سوف ميعن يف ال�شكوى من الظروف والتربم من احلياة‪،‬‬ ‫وقد يحملك امل�س�ؤولية عن م�شكالته و�أزماته التي يظنها بال حل‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫كتاب في دقائق‬


‫كـــن �إيجــابيــ ًا‬

‫الردود النمط َّية‬ ‫تف�صل املنتمني �إلى هذه ال�شريحة عن ال�سلبية درجة‬ ‫واحدة‪ ،‬وبالتايل يبقى �أمامهم الكثري ليقوموا به كي‬ ‫توجههم ال�سلبي‪ ،‬ومن �أبرز‬ ‫وي�صحِ حوا ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫يح�سنوا مزاجهم َّ‬ ‫العبارات التي ترت َّدد على �أل�سنتهم‪:‬‬ ‫“ال ب�أ�س” “عادي” “مثلي مثل غريي من النا�س” ؛‬ ‫“�سوف تتح�سن الأمور”‪.‬‬ ‫فهل ترغب حق ًا يف ق�ضاء وقتك �أو العمل ثماين �ساعات يف‬ ‫اليوم مع �شخ�ص يتطلع �إلى �أن تتح�سن الأمور من تلقاء‬ ‫نف�سها؟ �أو يعترب نف�سه عادي ًا مثل بقية النا�س؟ وهل تظنه‬ ‫فع ً‬ ‫ال يعني ما يقول؟ عندما ن�ستخدم عبارات منطية �أو‬ ‫“عادية” ف�إنَّنا ن�ستنفد الطاقة الإيجابية القوية الكامنة‬ ‫بداخلنا‪ .‬فالذين ي�ستخدمون كلمات منطية يعي�شون �أي�ض ًا‬ ‫حياة روتنية ومتكررة وال يحققون �سوى نتائج عادية‪ .‬وال‬ ‫نخالك تبحث عن الت�ألق والتفوق يف هذه احلياة من خالل‬ ‫منط �سلوكي عادي‪.‬‬ ‫املتحم�سني املقبلني على احلياة‬ ‫�أما ال�شريحة الثالثة فت�ضم‬ ‫ِّ‬ ‫والذين يفاجئوننا دائم ًا ب�أعلى م�ستويات التوجه الفكري‪،‬‬ ‫وت�أتي ردودهم يف غاية القوة والإيجابية وهم يقولون‪:‬‬ ‫“رائع” “مده�ش” “عظيم” “ممتاز” “احلمد هلل‪� ،‬أنا يف‬ ‫غاية ال�سعادة”‪.‬‬ ‫�أ�صحاب الردود الإيجابية ال�سابقة ال ي�صلون �إلى �أهدافهم‬ ‫�سري ًا على الأقدام بل يحلقون �إليها حتليق ًا وهم ي�ستقبلون‬ ‫كل يوم من �أيام حياتهم بثقة وطم�أنينة وبر�ؤية وا�ضحة‪،‬‬ ‫وهم ي�سعون لتحقيق �أهدافهم النبيلة و�أهداف م�ؤ�س�ساتهم‬ ‫وجمتمعاتهم‪ .‬ولذا ف�إن جمرد وجودهم بيننا يجعلنا ن�شعر‬ ‫ب�أننا �أف�ضل حا ًال و�أح�سن م�آ ًال‪.‬‬

‫راجع ردود ال�شرائح الثالث – ال�سلبية والعادية والإيجابية‪ .‬ما‬ ‫الردود التي ت�ستخدمها �أغلب الوقت؟ وما الردود التي يردِّدها‬ ‫�أ�صدقا�ؤك و�أفراد عائلتك با�ستمرار؟‬ ‫�إذا وجدت نف�سك تنتمي �إلى الفئة ال�سلبية �أو النمطية نن�صحك‬ ‫ب�إعادة النظر على الفور يف ردودك وعالجها‪ ،‬لتنتقل خطوة تلو‬ ‫الأخرى �إلى ال�شريحة الإيجابية‪� .‬سن�شرح لك فيما يلي �سبب‬ ‫�أهمية هذا الأمر‪ .‬عندما ي�س�ألك �أحدهم “كيف حالك؟” وتر ُّد‬ ‫�أنت قائ ًال “فظيع” �أو “الأمور لي�ست �س ِّيئة للغاية” تت�أ َّثر نف�سيتك‬ ‫ب�شكل �سلبي وتدفعك للتعبري ب�شكل ملمو�س عن هذه احلالة‪.‬‬ ‫فريتخي كتفاك وينخف�ض ر�أ�سك ويبد�أ ج�سمك كلُّه يف اتخاذ‬ ‫و�ضع َّية ال�شخ�ص املحبط‪.‬‬ ‫ماذا عن م�شاعرك؟ هل ت�شعر �أ َّنك �أف�ضل حا ًال الآن؟ بالطبع ال بل‬ ‫�ستخترب املزيد واملزيد من امل�شاعر ال�سلبية لأنَّ هذا هو ما ت�سفر‬ ‫عنه الكلمات والأفكار ال�سلبية‪ ،‬وهو ما َّ‬ ‫يتمخ�ض يف النهاية عن‬ ‫نتائج �سلبية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫تعامل مع كلماتك باعتبارها م�ستقبلك �إذا قلت “كل �شيء �سيئ”‬ ‫ينجذب عقلك �إلى الأ�شخا�ص واملواقف ال�س ِّيئة التي ت�ساعدك‬ ‫�صحة هذه العبارة‪ .‬على اجلانب الآخر �إذا �ص َّرحت‬ ‫على �إثبات َّ‬ ‫با�ستمرار �أنَّ حياتك رائعة ف�سيدفعك عقلك للتح ُّرك باجتاه ِّ‬ ‫كل‬ ‫ما هو �إيجابي‪.‬‬ ‫ت�أ َّمل مث ًال ماذا �سيحدث �إذا قلت �إ َّنك يف حالة رائعة �أو ممتازة‪.‬‬ ‫�سوف ت�ستجيب م�شاعرك و�أفكارك وقراراتك لهذه الكلمات‬ ‫لتتطابق مع لغتك الإيجابية فت�صبح حالتك النف�سية والبدنية‬ ‫�أف�ضل حا ًال‪ .‬و�سوف جتتذب طاقتك وروحك املفعمة باحليوية‬ ‫وتتح�سن عالقاتك املهن َّية والإن�سانية مع ِّ‬ ‫كل من حولك‪.‬‬ ‫الآخرين‬ ‫َّ‬ ‫ولكن‪ ،‬هل �ستختفي ك ُّل م�شكالتك يف احلياة فور ًا ومبج َّرد قول‬ ‫هذا الكالم الإيجابي؟ بالطبع ال‪ ،‬لك َّنك �ستكون قد بد�أت يف‬ ‫تطبيق مبد�أ رائع يف القيادة خ�صو�ص ًا واحلياة عموم ًا‪“ :‬نحن‬ ‫نح�صل دائم ًا على ما نتو َّقعه من احلياة و ُن�صبح من نريد �أن نكونه‬ ‫�أي�ض ًا”‪.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪6‬‬


‫انظر �إلى الأمور بحجمها الطبيعي‬ ‫يرى خرباء االت�صال والتنمية الب�شرية �أن الأ�شخا�ص دائمي ال�شكوى يفتقرون �إلى الر�ؤية الوا�ضحة‬ ‫يف حياتهم – فهم ِّ‬ ‫ي�ضخمون م�شكالتهم ب�شكل مبالغ فيه‪ .‬الر�ؤية الوا�ضحة هي‪“ :‬القدرة على‬ ‫ر�ؤية الأمور َّ‬ ‫وتخ ُيل درجة �أهميتها احلقيقية يف احلياة‪ ”.‬ف ِّكر فيمن تعرفهم‪:‬‬ ‫ هل لديك زميل �أو �صديق تع َّكر مزاجه وفق �أع�صابه ب�سبب تلف �إطار �سيارته وهو على الطريق‬‫ال�سريع؟ وهل �صادفت مدير ًا ي�صرخ ب�أعلى �صوته لأنك �أو �أحد زمالئك ارتكب خط�أً عادي ًا يرتكبه‬ ‫املوظفون يف كل مكان كل يوم؟ من الوا�ضح �أن ه�ؤالء الغا�ضبني لأتفه الأ�سباب ال ي�ستطيعون ‪� -‬أو‬ ‫مل يفكروا �أ�ص ًال ‪ -‬يف وزن الأمور وو�ضعها يف ن�صابها ال�صحيح‪.‬‬ ‫لقد مكث “�إيدي ريكينباكر” ي�صارع من �أجل البقاء ملدة ‪ 21‬يوم ًا وهو يعي�ش على طوق جناة يف‬ ‫منت�صف املحيط الهادئ دون وجود بارقة �أمل يف �إنقاذه‪ .‬وقد قال مقولته ال�شهرية بعد جناته من‬ ‫حمنته‪�“ :‬إذا كنت متلك ما ًء لت�شرب وطعام ًا لت�أكل فلماذا ال�شكوى والتذ ُّمر �إذ ًا؟”‬ ‫ما الأمر الذي ت�شكو منه الآن �أو �شكوت منه م�ؤخر ًا؟ هل ي�ستحق كل تلك الطاقة املُّهدَرة يف التذ ُّمر‬ ‫وال�شكوى؟” �إذا ما غرك هواك و�ضل بك تفكريك لتتذمر من كل ما تظنه م�شكالت فام�سك قلم ًا‬ ‫وورق ًة واكتب ك َّل النعم التي تتم َّت ُع بها وا�شكر اهلل عليها‪.‬‬ ‫لأن امل�ستقبل يبد�أ الآن‪ ،‬ف�إن “الآن” هو الوقت املنا�سب لتَّتخذ اخلطوات القوية والتي من �ش�أنها حتويل �أحالمك �إلى حقيقة واقعة‪ .‬فالتفكري‬ ‫الإيجابي ال يكفي وحده حتى لو كنت �أكرث �إن�سان �إيجابية يف العامل‪ .‬يقول “جيل �إيجلز”‪“ :‬عندما تُـق ِّرر �أن تنجح‪ ،‬ق ِّرر �أي�ضا �أن تَـتعب”‪.‬‬

‫ملاذا ُن ْق ِبل على اخلوف �أحيان ًا‬

‫واجه خماوفك بن�ضج‬ ‫كي تتم َّكن من حتقيق �أهدافك وا�ستثمار �إمكاناتك يجب �أن تت�أهَّ ب للكدِّ‬ ‫والعمل بج ٍّد – ف�أنت على و�شك �أن تقوم ب�أمور كنت تخ�شاها‪ .‬هذه هي‬ ‫الطريقة الوحيدة لتنمية وتطوير �إمكاناتك‪ .‬قد يبدو الأمر ب�سيط ًا للوهلة‬ ‫الأولى‪ ،‬لكن �أغلب النا�س يرتاجعون ويحجمون عندما يواجهون ال�صعاب‬ ‫والتحديات ب�سبب م�شاعر اخلوف والرهبة ‪ -‬الطبيعية ‪ -‬التي تتم َّلكهم‪.‬‬ ‫كلنا ن�شعر باخلوف والقلق عندما نخرج من منطقة الراحة ونتحول من‬ ‫ال�سكون �إلى احلركة‪ .‬منطقة الراحة هي منطقة عاداتنا و�سلوكياتنا‬ ‫امل�ألوفة ‪ -‬فقط ‪ -‬لنا‪ ،‬ولذا ن�شعر فيها بالراحة والأمان‪“ .‬منطقة‬ ‫الراحة” عبارة عن دائرة وك ُّل الأعمال والأقوال التي تقع داخلها تبقى‬ ‫معروفة وم�ألوفة لنا ولذا فهي ‪ -‬يف ظاهرها ‪ -‬ال تنطوي على م�شكالت‬ ‫وتهديدات‪ ،‬لكننا نن�سى �أي�ض ًا �أنها ال حتمل لنا فر�ص ًا �أو حتدِّ يات‪.‬‬ ‫واحلياة اخلالية من التحديات ال تكون حيا ًة كامل ًة ونا�ضجة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫عند مواجهة موقف يثري م�شاعر اجلزع يف داخلنا يق ِّرر �أغلبنا‬ ‫الرتاجع لتج ُّنب اخلوف والقلق ولكننا نخ�سر تلك الأحا�سي�س الرائعة‬ ‫التي كنا �سنختربها‪ ،‬والتي ال تتمخ�ص �إال عن مواجهة التحديات‪.‬‬ ‫رئي�سك �إلقاء حما�ضرة �أمام جمهور عري�ض‪،‬‬ ‫مثال‪� :‬إذا َطلب منك ُ‬ ‫�أو يف مو�ضوع جديد متام ًا ف�إن �أول ما �ستفكر فيه هو االعتذار‪ ،‬ومن‬ ‫ليال طوال من الأ َرق والقلق‪ ،‬وهذا لي�س �إال هروب ًا من‬ ‫ثم توفري عناء ٍ‬ ‫م�شاعر التوتُّر التي قد نختربها دائم ًا ونحن ن�ست ِّع ُد ملواجهة �أي �شيء‪.‬‬ ‫الفائدة الوحيدة التي جننيها من الرتاجع هي جت ُّنب م�ؤ َّقت‬ ‫مل�شاعر اخلوف واجلزع‪ .‬هل ميكنك ذكر �أ َّية فائدة ميكن �أن‬ ‫يجنيها الإن�سان عندما يهرب من خماوفه؟ طرحنا هذا ال�س�ؤال‬ ‫على �آالف الأ�شخا�ص‪ ،‬ومل يتم َّكن �أحد منهم �أن يقدِّ م �سبب ًا مقنع ًا‬ ‫للخوف والهروب‪ ،‬وال�سبب وا�ضح لي�س للخوف فائدة واحدة!‬


‫ال تهرب‬ ‫يقول “رالف والدو �إمير�سون”‪“ :‬ال ته ُرب مما تخ�شاه و�إ َّال قتلك اخلوف” هذه الن�صيحة‬ ‫منطقية لأنَّ الهرب هو ا�سرتاتيجية اخلا�سرين التي ت�ؤدي بهم �إلى املزيد من اخلوف‪.‬‬ ‫ميكنك الآن �أن تواجه خماوفك وتخرج من دائرة الراحة‪� .‬إذ يرى “�إمير�سون” �أي�ض ًا‬ ‫�أن لل�شجاعة ع�ضالت‪ ،‬وهي تنمو بالتمرين واملمار�سة‪ .‬فعندما متار�س ن�شاط ًا خارج‬ ‫دائرة راحتك وتكرره ع َّدة مرات؛ ي�صبح هذا الن�شاط جز ًءا من دائرة راحتك ف�ض ًال‬ ‫ينمي الإح�سا�س بالثقة يف داخلك وب�شكل‬ ‫عن �أن اخلروج من دائرتك ملواجهة حتدياتك‪ِّ ،‬‬ ‫�سيفاجئك كما فاج�أين وفاج�أ الكثريين حول العامل‪.‬‬

‫انزل �إلى �أر�ض الواقع ‪ ..‬واف�شل‬ ‫هل تتذ َّكر عندما كنت تتم َّرن على ركوب الد َّراجة يف ال�صغر؟ على‬ ‫الأرجح بد�أتَ التعلُّم حينها م�ستعين ًا بعجلتني خلفيتني �إ�ضاف َّيتني‪.‬‬ ‫وبالت�أكيد واجهت �صعوبة يف احلفاظ على توازنك عندما نزعت‬ ‫وربا‬ ‫هاتني الركيزتني‪ .‬كما حاولت مرار ًا �أن تتحا�شى ال�سقوط مَّ‬ ‫�سقطت بالفعل ع َّدة مرات وجرحت نف�سك‪� .‬أنت يف ذلك احلني كنت‬ ‫تتع َّلم در�س ًا مبكر ًا عن �أهمية الف�شل امل�ؤدِّي للنجاح‪.‬‬ ‫من املرجح �أي�ض ًا �أنَّ �أحد والديك كان يقف بجانبك يف �أثناء التمرين‪،‬‬ ‫وي�شجعك‪ ،‬ويحول دون �سقوطك �إذا‬ ‫ليوجهك بالتعليمات والإر�شادات ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ما فقدت توازنك‪ .‬لقد امتزجت يف داخلك م�شاعر اخلوف بالإثارة‬ ‫�آنذاك وت�ش َّوقت لإدراك حلظة النجاح – �أن تقود الد َّراجة مبفردك‪.‬‬ ‫لهذا ال�سبب واظبت على التم ُّرن يوم ًا تلو الآخر حتَّى حقَّقت غايتك‬ ‫يف النهاية‪.‬‬ ‫ما الذي �صنع هذا النجاح؟ �أكرث ما �ساعدك هو املثابرة وتكرار‬ ‫املحاولة ُمعزَّزين ب�إ�صرارك على النجاح‪ .‬فقد كنت م�ص ّر ًا على‬

‫التم ُّرن حتَّى تتقن القيادة ِّ‬ ‫بغ�ض النظر عن الفرتة التي قد‬ ‫ي�ستغرقها الأمر‪ .‬و�ساعدك �أي�ض ًا �شعورك باحلما�س جتاه حتقيق‬ ‫الهدف الذي و�ضعته لنف�سك – ف�أنت تنتظر الو�صول �إلى هدفك‬ ‫بفارغ ال�صرب‪ .‬فال ميكننا �أبد ًا التقليل من �ش�أن الت�شجيع الإيجابي‪.‬‬ ‫ولهذا كنت �أكرث حما�س ًة و�أنت ترى والديك يقفان خلفك ي�شجعانك‬ ‫وي�شدان من �أزرك‪.‬‬ ‫ك َّنا ن َت َّعلم عندما كنا �صغار ًا كيف ن�سقط مرار ًا وتكرار ًا قبل �أن‬ ‫نتقن قيادة الد َّراجة‪ .‬وباملثل يعرف الناجحون �أ َّنهم �سينالون‬ ‫ن�صيبهم من الف�شل �إلى �أن ي�شقُّوا طريقهم �إلى النجاح‪ .‬حتَّى و�إن‬ ‫مل ي�ستمتعوا ب�إخفاقاتهم‪ ،‬فقد تعلموا �أن يتعاملوا معها باعتبارها‬ ‫جزء ًا �ضرور ّي ًا من رحلتهم �إلى الن�صر‪ .‬ففي النهاية �سيتط َّلب �إتقان‬ ‫�أ َّية مهارة الكثري من الوقت واجلهد والنظام واالنتظام واملواظبة‬ ‫على التم ُّرن ِّ‬ ‫بغ�ض النظر عن كل ال�صعوبات التي ال بد و�أن تعرت�ض‬ ‫طريقك‪.‬‬

‫�أ�سئلة م ِّه َمة و ُملهمة‬ ‫�إذا مل حت ِّقق النتائج التي ترجوها‪� ،‬أو �شعرت بالإحباط ب�سبب‬ ‫حالة ف�شل‪ ،‬فا�س�أل نف�سك‪:‬‬ ‫‪ u‬هل جدويل وخططي وبراجمي غري واقعية؟‬ ‫‪ u‬هل �أنا ملتزم ح ّق ًا بتحقيق �أهدايف؟‬ ‫‪ u‬هل �أتع َّر�ض مل�ؤ ِّثرات �سلبية تت�س َّبب يف �إحباطي؟‬ ‫‪ u‬هل �أنا م�ستع ٌّد ح ّق ًا للنجاح؟‬ ‫‪ u‬هل �أنا م�ستع ٌّد للت�صدِّ ي للف�شل يف �سبيل حتقيق هدف نبيل؟‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪8‬‬


‫�شبكات النجاح‬ ‫مبجرد �أن ي�شتعل فتيل النجاح ترتفع مع َّدالته تدريجي ـ ًا بف�ضل عالقاتك وارتباطاتك بالنا�س من حولك‪ .‬وهذا يعني �أنك لن حت ِّقق جناح ًا �ضخم ًا‬ ‫باالعتماد على نف�سك فقط ومبعزل عن الآخرين‪ .‬من هنا يربز دور �شبكة العالقات الف َّعالة خا�صة �إذا جمعتك عالقاتك ب�أ�شخا�ص تربطهم بك‬ ‫منافع وم�صالح م�شرتكة‪.‬‬ ‫فكيف مننت �شبكة عالقاتنا؟‬ ‫حاول تق�سيم �شبكة العالقات �إلى �أربع فئات هي‪:‬‬

‫والت�صرف‬ ‫التوجه‬ ‫‪-1‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫توجه ًا ذهني ًا و�سلوك ًا �إيجاب ّي ًا جتاه كل من تعرف‪.‬‬ ‫‪� u‬أظهر ُّ‬ ‫‪� u‬شارك يف �أن�شطة الأعمال املهنية واملجتمعية‪.‬‬ ‫‪ u‬اخدم الأ�شخا�ص املوجودين يف دائرة عالقاتك‪.‬‬

‫‪ -2‬الإحاالت والتزكيات‬ ‫‪� u‬إذا �أو�صيت �أو ز َّكيت �أحد الأ�شخا�ص للعمل يف مكان ما مث ًال ت�أ َّكد من �أن يذكر هذا ال�شخ�ص ا�سمك باعتبارك �صاحب التو�صية‪.‬‬ ‫تزك َّ‬ ‫‪ u‬كن دقيق ًا يف اختياراتك فال ِّ‬ ‫ودب‪.‬‬ ‫كل من هَ َّب َّ‬

‫‪ -3‬التوا�صل‬ ‫‪ u‬كن م�ستمع ًا جيد ًا‪.‬‬ ‫‪ u‬ات�صل مبعارفك من وقت �إلى �آخر ال ل�شيء �إال لأ َّنك تهت ُّم بهم‪.‬‬ ‫تتاح لك ملقابلة �أ�شخا�ص جدد‪.‬‬ ‫‪ u‬اقتن�ص كل‬ ‫الفر�ص التي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ u‬عامل ك َّل من تقابله باعتباره �شخ�ص ًا مه ّم ًا وهو يف الواقع كذلك‬ ‫فلماذا تقابل من لي�س مفيد ًا؟‬ ‫‪ u‬تع َّرف �إلى �أ�شخا�ص خمتلفني وجدد يف االجتماعات واملحا�ضرات‬ ‫التي ت�شارك فيها‪.‬‬ ‫‪ u‬كن دائم َا م�ستع ّد ًا للخروج من �إطار دائرة الراحة‪.‬‬ ‫‪ u‬اطلب بع�ض اخلدمات من معارفك بني احلني والآخر‪ ،‬وحاول‬ ‫�أن ت�ساعد كل من يلج�أ �إليك‪ ،‬ب�شرط �أال تخالف النظام وال‬ ‫جتور على القيم والأخالق‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪ -4‬املتابعـــــــة‬ ‫موجز ًة جد ًا لكل من تقابله لأول مرة بعد‬ ‫‪ِ �u‬‬ ‫أر�سل ر�سالة ُ�ش ٍ‬ ‫كر َ‬ ‫انتهاء لقائك الأول معه‪.‬‬ ‫‪ u‬عبرِّ عن �إعجابك بالعرو�ض التقدميية التي حت�ضرها‬ ‫واملقاالت اجل ِّيدة التي تقر�ؤها‪.‬‬ ‫‪ u‬عبرِّ عن تقديرك خلطابات التو�صية واخلدمات التي ير�سلها‬ ‫�إليك الآخرون؛ � َّإما ب�إر�سال مذ ِّكرة �شكر �أو مبكاملة هاتفية‪.‬‬ ‫أر�سل الورود وبطاقات التهنئة ملعارفك و�أ�صدقائك يف‬ ‫‪ِ �u‬‬ ‫املنا�سبات املنا�سبة‪.‬‬


‫ميكنك �أن تكون �إيجاب ّي ًا وا�ستثنائ ّي ًا‬ ‫بتوجه �إيجابي م�ستمر‪ .‬ه�ؤالء‬ ‫نادرون هم من يتم َّتعون ُّ‬ ‫يدركون معنى الت�ألُّق والتم ُّيز والنجاح‪ ،‬لأنهم يعرفون‬ ‫واقع ملمو�س‪ .‬الإيجابيون‬ ‫� َّأن �أفكا َرهم تتح َّول �إلى‬ ‫ٍ‬ ‫“اال�ستثنائ ُّيون” يراقبون كلماتِهم‪ ،‬ويربجمون عقولهم على‬ ‫ا�ستقطاب النجاح ورف�ض الف�شل‪.‬‬ ‫واال�ستثنائيون �أي�ض ًا يتم َّتعون باجلر�أة املطلوبة ملواجهة‬ ‫خماوفهم‪ ،‬فهم يعلمون � َّأن املواجهات املتوا�صلة للتحديات‬ ‫هي القوة الدافعة التي ترتقي بهم �إلى �آفاق غري متوقعة‪،‬‬ ‫وم�ستويات غري معهودة من الإجناز والإبهار يف الأداء‬ ‫والعطاء‪ .‬كما �أنهم يت�ش َّبثون ب�أهدافهم‪ ،‬وي�سريون نحوها‬ ‫إيجابي‪ ،‬وميلكون من املثابرة والعزم ما‬ ‫بخطى ثابتةٍ ُّ‬ ‫وتوجهٍ � َّ‬ ‫ً‬ ‫يكفل لهم حتقيق النجاح املن�شود‪ ،‬وهو “جناح بال حدود”‪.‬‬

‫المؤلف‪:‬‬ ‫مؤسس ورئيس شركة “أتتيود ‪ ”Attitude‬وأحد رواد التفكير اإليجابي‬ ‫جيف كيلر‪ :‬هو‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومنظريه ومؤ ِّلفيه‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬

‫‪1. The Turning Point‬‬ ‫‪Creating Resilience in a Time of Extremes.‬‬ ‫‪By Gregg Braden. January 2014.‬‬

‫‪2. Perspective‬‬ ‫‪The Calm Within the Storm.‬‬ ‫‪By Robert J. Wicks. March 2014.‬‬

‫‪3. Million Dollar Habits‬‬ ‫‪10 Simple Steps to Getting Everything You Want in Life.‬‬ ‫‪By Robert Ringer. January 2014.‬‬

‫كتاب في دقائق‬

‫‪10‬‬


‫ﻢ َوا ْﻟ َﻤ ْﻌ ِﺮ َﻓ َﺔ أَ ْﻗ َﻮى‬ ‫" ِإ ﱠن ا ْﻟ َﻘ َﻠ َ‬ ‫ﻴﺮ ﻣِ ْ‬ ‫ـﺮى "‬ ‫ـﻦ أَ ﱢ‬ ‫ِﺑ َﻜ ِ‬ ‫ـﺜ ٍ‬ ‫ي ُﻗ ﱠ‬ ‫ـﻮ ٍة أُ ْﺧ َ‬ ‫اﻟﺴ ُﻤﻮّ ﱠ‬ ‫َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم‬ ‫ﺤ ﱠﻤﺪ ِﺑﻦ ر ِ‬ ‫ﺻ ِ‬ ‫َ‬ ‫اﻟﺸﻴْ ُﺦ ُﻣ َ‬ ‫ﺎﺣ ُ‬ ‫ﺐ ‬ ‫ﺑ َ‬ ‫ﻢ وَ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ‪،‬‬ ‫ِﻬ ِﺬهِ ا ْﻟ َﻤ ُﻘﻮ َﻟ ِﺔ ﻳُﺮْ ِ‬ ‫اﻣ َﻬﺎ ا ْﻟ ِﻌ ْﻠ ُ‬ ‫ِﻢ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َِﺔ ا ْﻟ ُﻤ ْ‬ ‫ﺳ ُﻤﻮ ه دَ ﻋَ ﺎﺋ َ‬ ‫ﺳﻲ ُ‬ ‫اﻣ ِﺔ وَ ِﻗﻮَ ُ‬ ‫ﺴ َﺘ َﺪ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وَ ُﻫ َﻤﺎ رَﻛﺎﺋِﺰ اﻟﺘﻄﻮ ِر اﻟ ِﺬي اﻧﻄﻠﻘ ْ‬ ‫َاﺷﺪ آل َﻣﻜﺘﻮم‪،‬‬ ‫ﺴﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ‬ ‫ﺖ ِﻣﻦ أ ْﺟﻠ ِ​ِﻪ ُﻣﺆ ﱠ‬ ‫ﺳ َ‬ ‫ﻮس ﱠ‬ ‫وَ ا ْﻟ َﻬﺎدِ َﻓ ُﺔ ِإ َﻟﻰ َﻧ ْ‬ ‫ﻻ ْﺑﺘ َ‬ ‫ﺸﺮِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﺛ َﻘ َ‬ ‫َض‬ ‫اع وَ ا ِ‬ ‫اﻟﺸﺒ ِ‬ ‫ﺎﻓ ِﺔ ا ْﻟ ِﺈﺑ َْﺪ ِ‬ ‫َﺎب ﺑ َِﻐﺮ ِ‬ ‫ِﻜﺎ ِر ِﻓﻲ ُﻧ ُﻔ ِ‬ ‫ﻃﺮِ ُ‬ ‫ﺎت ﻋَ َﺮ ِﺑﻴﱠﺔٍ ر َِﻛﻴ َﺰ ُﺗ َﻬﺎ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ وَ َ‬ ‫ﺎء‪.‬‬ ‫ﻳﺠﺎدِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ‬ ‫ﻳﻘ َﻬﺎ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َُﺔ وَ ًﻏﺎ َﻳ ُﺘ َﻬﺎ ا ِ‬ ‫ِإ َ‬ ‫ﻻ ْزدِ َﻫﺎ ُر وَ اﻟﺮﱠ َﺧ ُ‬ ‫َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم َﺗ ْﻬ ِﺪ ُ‬ ‫ف‬ ‫َات وَ ا ْﻟ َﺒﺮ ِ‬ ‫ﺴ ُﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ‬ ‫ِإ ﱠن ا ْﻟ ُﻤﺒَﺎدَ ر ِ‬ ‫َاﻣ َﺞ ا ﱠﻟﺘِﻲ أَ ْﻃ َﻠ َﻘ ْﺘ َﻬﺎ ُﻣ َﺆ ﱠ‬ ‫ﺳ َ‬ ‫ﺎت َﻗﺎﺋ َِﻤﺔٍ ﻋَ َﻠﻰ ْ‬ ‫ﻴﻌ َﻬﺎ ِإ َﻟﻰ ِﺑ َﻨﺎءِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ‬ ‫ﺎل ِإ ْﺛﺮَاءِ‬ ‫َﺟ ِﻤ ُ‬ ‫اﻗﺘ َ‬ ‫ِﺼﺎدِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔ‪َ ،‬‬ ‫اء ِﻣ ْﻦ ِﺧ َﻠ ِ‬ ‫ﺳﻮَ ً‬ ‫َ‬ ‫ﺎت ﺑِﺎ ْﻟ ِﻔ ْﻜﺮِ وَ ﱠ‬ ‫اﻟﺜ َﻘ َ‬ ‫ﻴﻦ اﻟ ﻠ َﻐ ِﺔ ا ْﻟ َﻌ َﺮ ِﺑﻴ ِﱠﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﻣ َﻜﺎ َﻧﺘ َ‬ ‫ِﻬﺎ َﻟ َﺪى‬ ‫ا ْﻟ ُﻤ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ِ‬ ‫ﺎﻓ ِﺔ ‪ ،‬أوْ دَ ﻋْ ِ‬ ‫ﻢ وَ َﺗ ْﻤ ِﻜ ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َات وَ اﻟﺜﻘ َ‬ ‫ض اﻟ ﱠﻨ َﺘ ِﺎجَ اﻟ ِﻔﻜﺮِ ﱢي ِﻟﻠ َﺤ َ‬ ‫ﺎت اﻟ ُﻤ ْﺨ َﺘﻠِﻔ ِﺔ ‪،‬‬ ‫ﺎﻓ ِ‬ ‫ﻀﺎر ِ‬ ‫َﺎل ا ْﻟ َﻘﺎدِ َﻣ ِﺔ ‪ ،‬وَ ﻛ َﺬﻟِﻚ ﻋَ ْﺒ َﺮ ﻋَ ﺮْ ِ‬ ‫ا ْﻟ َﺄ ْﺟﻴ ِ‬ ‫ﺎق ﺑِﺎﻟ ﱠﺘ َ‬ ‫ﻴﻞ ِﻣﻦ ا ْﻟ ُﻤﺒ ِْﺪﻋِ َ‬ ‫ﺿ َ‬ ‫ﺑِﺎ ْﻟ ِﺈ َ‬ ‫ﻄﻮ ِر‬ ‫ﻴﻞ وَ إِﻋْ َﺪادِ ِﺟ ٍ‬ ‫ﻴﻦ َﻗﺎدِ ٍر ﻋَ َﻠﻰ دَ ْﻓ ِﻊ ا ْﻟ ُﺄ ﱠﻣ ِﺔ ِﻟ ﱢﻠ َﺤ ِ‬ ‫ﺎﻓ ِﺔ ِإ َﻟﻰ َﺗ ْﺄ ِﻫ ِ‬ ‫ﻲ‪.‬‬ ‫ا ْﻟ َﻌﺎ َﻟ ِﻤ ﱢ‬

‫‪www.mbrf.ae‬‬

‫‪mbrf.ae‬‬

‫‪MBRF_News‬‬

‫‪MBRF_News‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.