048 الهوية التنافسية

Page 1

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪1‬‬


‫ثوان‪...‬‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫يج�سد قدر ًة عظيمة ال‬ ‫� َّإن‬ ‫َ‬ ‫اكت�شاف مكامن الذات لدينا‪ِّ ،‬‬ ‫يدرك قيمتها الكثريون‪ ،‬فهي جتعلنا ننطلق نحو حتقيق‬ ‫الإجنازات التي كنا نحلم بها‪ ،‬كما �أنها الطريق الأ�سرع‬ ‫الذي يو�صلنا �إلى بناء عالقات ناجحة و�صحية مع كل من‬ ‫حولنا وخا�صة �أطفالنا‪ .‬ومن املهم �أن ندرك �أن اكت�شاف‬ ‫الذات �أمر حيوي جد ًا للجميع يف ع�صرنا احلايل‪ ،‬حتى ن�ستطيع مواكبة التطور العلمي‬ ‫ال�سريع من خالل القدرات التي منتلكها‪ .‬وال�شك �أن اكت�شاف الذات والقدرات الكامنة‬ ‫التي ميتلكها كل فرد لي�س بالأمر ال�سهل لكنه مع قليل من اجلهد ميكن حتقيقها‪ ،‬عرب عدة‬ ‫�صفات يجب �أن نتحلى بها وهي‪ :‬الثقة بالنف�س‪ ،‬والتخطيط وال�صرب‪ ،‬والتعليم واال�ستمتاع‬ ‫مبا نقوم به‪ ،‬وعند حتقيق كل هذه الأمور �سنكون قادرين بكل ت�أكيد على الإدارة ال�صحيحة‬ ‫لذاتنا ملا فيه تطورنا وجناحنا يف كافة املجاالت‪.‬‬ ‫ويف �إطار حر�ص م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم على امل�ساهمة يف ن�شر املعرفة يف‬ ‫خمتلف زوايا حياتنا‪ ،‬ن�ضع بني �أيديكم اليوم جمموعة جديدة من ملخ�صات لأحدث و�أهم‬ ‫الكتب العاملية‪ ،‬والتي ت�سلط ال�ضوء على مو�ضوعات مت�س ذواتنا جميع ًا منها‪� ،‬أ�ساليب‬ ‫اكت�شاف مواطن القوة‪ ،‬وطرق تنمية ح�س الوعي لدى الوالدين‪� ،‬إلى جانب مو�ضوع ت�أ�سي�س‬ ‫الهوية التناف�سية للدول واملدن‪.‬‬ ‫ومن خالل كتاب «اكت�شف موطن قوتك‪ ،‬كيف تعرف مواهبك وميولك وتغري حياتك»‬ ‫للكاتبني كني روبن�سون ولو �أرونيكا‪� ،‬سنتعرف �إلى كيفية اكت�شاف نقاط القوة لدينا ب�شكل‬ ‫�سيوفر لنا �شعور اال�ستمتاع بحياتنا ومبا ن�ؤديه من عمل‪ .‬ويو�ضح الكاتبان �أن دوافع بحثنا‬ ‫عن نقاط القوة تكمن يف �سبب �شخ�صي ندرك من خالله ما ن�ستطيع القيام به‪ ،‬و�سبب‬ ‫اجتماعي يوفر لنا الهدف يف حياتنا وبالتايل نكون يف من�أى عن الوقوع يف م�شاكل البطالة‬ ‫�أو عدم االن�سجام مع نظام التعليم على �سبيل املثال‪� .‬أما ال�سبب الثالث فهو اقت�صادي لأنه‬ ‫�سيتيح للفرد القدرة على اال�ستقرا ر يف الوظيفة �أو العالقات‪.‬‬ ‫نغي �أنف�سنا ُونكِّن �أطفالنا» للكاتبة‬ ‫ويقدم كتاب «تنمية ح�س الوعي لدى الوالدين‪ ،‬كيف ِّ‬ ‫�شيفايل تي �سباري و�صفة متكاملة للأهل للرتبية الناجحة للأبناء‪ ،‬ب�شكل ي�ضمن �أن‬ ‫يعي�شوا حياتهم وفق ًا ل�شخ�صياتهم املتفردة ولي�س انعكا�س ًا ل�شخ�صيات الوالدين‪ .‬كما‬ ‫ت�ؤكد الكاتبة على قدرة الأبناء يف �إيقاظ القوى الكامنة لدى الأهل‪ ،‬يف حال مراعاة عدة‬ ‫نقاط �أهمها حترير الأطفال من ال�شروط واملوافقات‪ ،‬والتخل�ص من الأنا واال�ستفادة من‬ ‫الدرو�س التي يقدمها الأطفال للآباء‪ .‬وت�سلط الكاتبة ال�ضوء �أي�ض ًا على الدور املتفرد الذي‬ ‫تقوم به الأم يف عملية الرتبية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �أهمية مفهوم تقدير الذات داخل الأ�سرة‬ ‫والتوا�صل مع الأطفال بكافة اجلوارح ‪.‬‬ ‫و�سوف نكت�شف مع ًا �آليات الت�سويق ال�صحيحة لكل دولة من خالل كتاب «الهوية التناف�سية‪،‬‬ ‫كيف تدير الأمم واملدن �شخ�صيتها وت�ضع ب�صمتها» للكاتب �ساميون �آنهولت‪ ،‬الذي يو�ضح‬ ‫يف كتابه �أنه وب�سبب العوملة �أ�صبح العامل عبارة عن ٍ‬ ‫�سوق واحدة‪ ،‬مما ُي َح ِّتم على كل دولة‬ ‫�أن تتناف�س مع الآخرين �إذا �أرادت �أن حتظى بن�صيب من امل�ستثمرين وامل�ستهلكني‪ .‬لذا من‬ ‫املهم �أن حتاول كل دولة اكت�شاف ال�صورة الذهنية املوجودة عنها مع تطوير ا�سرتاتيجية‬ ‫لإدارة تلك ال�صورة وحت�سينها‪ .‬ويرى الكاتب �أن الهوية التناف�سية تن�ش�أ من خالل �ست‬ ‫قنوات وهي‪ :‬الدعاية ال�سياحية والعالمات التجارية امل�صدرة والقرارات ال�سيا�سية‬ ‫واالهتمام بالأعمال‪� ،‬إلى جانب التبادل التجاري والثقايف ومواطني الدولة �أنف�سهم‪ ،‬لذا‬ ‫تت�سم الهوية التناف�سية ب�أنها �إبداعية وقابلة للتبني ووا�ضحة وتلقائية‪.‬‬ ‫كانت تلك ملحات �سريعة عن املجموعة اجلديدة مللخ�صات مبادرة «كتاب يف دقائق»‪ ،‬والتي‬ ‫ٍ‬ ‫ومعلومات جديد ٍة‪ ،‬و�أن ُت�سهم يف ر�سم طريق النجاح‬ ‫مبعارف‬ ‫نتمنى �أن ُت َز ِّو َد اجلمي َع‬ ‫َ‬ ‫للجميع يف جوانب حياتهم اليومية كافةً‪.‬‬ ‫جمال بن حويرب‬ ‫العضو المنتدب لمؤ سسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪2‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ما الهو َّية التناف�س َّية؟‬ ‫يف ع�صر العوملة‪� ،‬صار العامل �سوق ًا واحد ًا فع ًال ال جماز ًا‪.‬‬ ‫وهذا يعني �أنَّه يجب على كلِّ منطقة ودولة ومدينة �أن‬ ‫تتناف�س مع الأقاليم والدول واملدن البعيدة واملجاورة‪،‬‬ ‫وذلك �إذا ما �أرادت �أن حت�صلَ على ن�صيبها من امل�ستثمرين‬ ‫وال�سائحني وامل�ستهلكني والريا�ضيني والرياديني والباحثني‬ ‫واملفكرين واملبتكرين‪ .‬هذا ف�ض ًال عن متتعها باحرتام‬ ‫واهتمام و�سائل الإعالم العاملية والهيئات الدولية وال�شعوب‬ ‫والدول الأجنبية‪.‬‬ ‫يف �أ�سواق اليوم املزدحمة والن�شيطة ال يجد الكثري من‬ ‫النا�س وامل� َّؤ�س�سات وقت ًا كافي ًا للتع ُّرف �إلى ماهية و�شخ�صية‬ ‫املدن الأخرى‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ :‬عندما تظن �أنه لي�س لديك‬ ‫مت�س ٌع من الوقت لقراءة كتاب ما ف�إنك �ستحكم عليه من‬ ‫عنوانه وغالفه فقط‪ .‬فنحن جميع ًا نخو�ض غما َر احلياة‬ ‫ونواجه تعقيداتها حم َّملني ببع�ض املُ�سلَّمات والأفكار ال�شائعة‬ ‫من قبيل‪ :‬باري�س تعني املو�ضة‪ ،‬واليابان تعني التكنولوجيا‪،‬‬ ‫و�سوي�سرا تعني الرثوة والدقَّة‪ ،‬و«بيفريل هيلز» تعني رغد‬ ‫العي�ش‪ ،‬والربازيل تعني كرة القدم‪ ،‬و�أفريقيا تعني الفقر‬ ‫والف�ساد واحلروب واملجاعات والأمرا�ض املُعدية‪ .‬ت ؤ�ثِّر هذه‬ ‫الأفكار �أو ال�صور النمط َّية ‪� -‬سواء كانت �إيجاب َّية �أو �سلب َّية‪،‬‬ ‫وج ِل ٍّي‪ ،‬خا�ص ًة‬ ‫حقيق َّية �أو وهم َّية ‪ -‬على �سلوكنا ب�شكل جوهري َ‬ ‫عندما نتعامل مع هذه الأماكن �أو مع �سكَّانها �أو منتجاتها‪.‬‬ ‫املتقدمة والكبرية نوع ًا‬ ‫ولهذا ال�سبب ال حت�صل بع�ض الدول ِّ‬ ‫ما على االهتمام �أو الز َّوار �أو الأعمال �أو اال�ستثمارات التي‬ ‫ت�ستحقها ب�سبب �ضعف �سمعتها �أو �سلب َّيتها‪ .‬بينما ال تزال دول‬ ‫�أخرى تع ِّول على ال�صورة اجل ِّيدة التي اكت�سبتها منذ عقود �أو‬ ‫قرون م�ضت مع �أنها اليوم ال تفعل �شيئ ًا ُيذكر ليجعلها ت�ستح ُّق‬ ‫تلك املكانة‪.‬‬


‫لكل الأ�سباب ال�سابقة‪ ،‬وغريها الكثري‪ ،‬يجب‬ ‫على قيادات كلِّ حكومة م�س�ؤولة حماولة‬ ‫اكت�شاف ال�صورة الذهنية لدولتهم يف العامل‬ ‫مع تطوير ا�سرتاتيج َّية لإدارة تلك ال�صورة‬ ‫وحت�سينهـ ــا‪ .‬و ُتع ُّد ا�سرتاتيجي ــات الت�سـوي ـ ــق‬ ‫والدعاية و�إدارة ال�سمعة واكت�س ـ ــاب املكانة‬ ‫الذهنية الإيجابية من الأ�ساليب ال�شائعة‬ ‫يف عامل الأعمال‪ .‬وقد �أ َّدت هذه املمار�سات‬ ‫الت�سويقية الذكية �إلى ظهور �أ�ساليب �إدارة‬ ‫العالمة التجار َّية والهوي ـ ــة امل�ؤ�س�سيــة‪ .‬هناك‬ ‫بالت�أكيد �أوجه اختالف كثرية بني ال�شركات‬ ‫وبني الدول واختالفات �أخرى بني �إدارة‬ ‫الأعمال وبني �إدارة امل�ؤ�س�سات العامة ولكن‬

‫؟‬

‫بع�ض نظر َّيات و�أ�ساليب �إدارة الهوية ميكن‬ ‫�أن تكون � ٍ‬ ‫أدوات تناف�س َّي ًة قو َّي ًة وعواملَ تغيري‬ ‫ �إذا ما َّمت تطبيقها بذكاء وثقة ‪ -‬على املدن‬‫املتميزة وعلى الدول �أي�ض ًا‪ .‬ومن هنا ن�ش�أت‬ ‫فكرة الهو َّية التناف�س َّية وهي م�صطلح ي�ستخدم‬ ‫لو�صف توليفة �إدارة العالمة التجار َّية مع‬ ‫الدبلوما�س َّية ال�شعبية وتن�شيط حركة ر�ؤو�س‬ ‫الأموال واال�ستثم ــار وال�سياح ـ ــة والت�صدير‬ ‫والتنمية االقت�صادية واالجتماعية‪ .‬و ُيع ُّد ذلك‬ ‫منوذج ًا جديد ًا لتعزيز القدرة التناف�س َّية‬ ‫الوطنية لكل دولة وهو النموذج الذي بد�أ‬ ‫بالفعل يف حتقيق عائد لكثري من البالد‬ ‫واملدن والأقاليم �سواء كانت غن َّي ًة �أو فقرية‪.‬‬

‫هل ال�سمات والعالمات التجارية ظاهرة �سلبية؟‬

‫ال ين َّفك مو�ضوع العالمات التجارية ُيطرح يف الإعالم على مدار ال�ساعة‪ ،‬ال �سيما يف الو�سائل التي تهتم‬ ‫بالت�سويق واملناف�سة الدولية واحل�صة ال�سوقية وجذب اال�ستثمارات الأجنبية‪ .‬ونحن كم�ستهلكني‬ ‫نتعامل يومي ًا مع الع�شرات من العالمات التجار َّية املميزة‪ .‬ويعتقد �أغلبنا � َّأن «ال�سمات التجارية» هي‬ ‫جم َّرد م�صطلحات مرا ِدفة للإعالن والدعاية والت�صميم اجلرافيكي والعالقات العا َّمة وحمالت‬ ‫الرتويج الكربى‪ .‬وعندما ي�أتي �أحدهم على ذكر الأ�سماء والعالمات التجارية يف �سياق الدول �أو‬ ‫املناطق �أو املدن‪ ،‬مييل غري العارفني بامليزات التناف�سية �إلى افرتا�ض � َّأن ا�ستخدام هذه الأ�ساليب‬ ‫�سلبي لدى ال�سامعني‪ .‬ولذا ف� َّإن مناق�شة‬ ‫ي�ؤدي �إلى «بيع» الدولة �أو امل�ؤ�س�سة وما يتبع ذلك من تفك ٍري ٍ‬ ‫ووقع ٍّ‬ ‫حد ما‪ .‬ولهذا ف�إن مفهوم الهو َّية‬ ‫فكرة تطبيق نظر َّيات العالمات التجار َّية على الدول ال ُيع ُّد �أمر ًا حممود ًا �إلى ٍّ‬ ‫التناف�س َّية َي ِ‬ ‫�ستخدم منوذج العالمات التجار َّية والتميز الت�سويقي يف �أذهان العامة ب�شكل حم َّدد وخمتلف عما يظ ُّنه عامة‬ ‫النا�س‪ .‬فهو ي�ستخدم «العالمة التجار َّية» كحافز وا�ستعارة لكيف َّية تناف�س الدول بقوة يف الع�صر احلديث‪.‬‬ ‫‪ u‬هو َّية العالمة التجار َّية‪ :‬وهي جوهر‬ ‫املنتج الذي يتم التعبري عنه ب�شكل وا�ضح ومم َّيز‬ ‫مثل‪ :‬ال�شِّ عار �أو ال�شَّ ارة �أو ال َّتغليف �أو الت�صميم‬ ‫�أو املظهر اخلارجي �أو الطرح اجلمايل‪.‬‬

‫عنـا�صر العالمــة التجار َّيــة‬ ‫�أب�سط تعريف للعالمة التجار َّية هو �أنها فكرة‬ ‫�أو مدينة �أو منتج �أو خدمة �أو م� َّؤ�س�سة ال ميكن‬ ‫احلديث عنها مبعزل عن ا�سمها وهو َّيتها‬ ‫املهم هنا التمييز بني �أربعة‬ ‫و�سمعتها‪ .‬ومن ِّ‬ ‫عنا�صر لكل عالمة جتار َّية وهي‪:‬‬

‫‪� u‬صورة العالمة التجار َّية‪ :‬وهي ت�صور‬ ‫امل�ستهلك واملتلقي ونظرته امل َُّ�سلم بها جتاه‬ ‫ن�سميه‬ ‫العالمة التجار َّية ‪ -‬وهي يف الواقع ما َّ‬ ‫�سمعة املنتج ‪ -‬التي قد تتوافق �أو ال تتوافق مع‬ ‫هو َّية العالمة التجار َّية‪ .‬ت�ضم هذه ال�صورة‬ ‫نطاق امل�شاعر والأحا�سي�س التي ُتع ُّد حم ِّركات‬ ‫مه َّمة ل�سلوك الب�شر‪ ،‬ولذا ف� َّإن ال�صورة الذهنية‬ ‫للعالمة ت�صبح �أكرث �أهمية عندما يتعلق الأمر‬ ‫بالدول واملدن والإن�سان واملكان‪.‬‬ ‫‪ u‬غاية العالمة التجار َّية‪ :‬هذه الغاية‬ ‫ت�شبه الثقافة التنظيم َّية لأية م�ؤ�س�سة وميكن‬ ‫اعتبارها نظري ًا �أو رديف ًا مك َِّم ًال للعالمة‪.‬‬

‫تعب ال�شركات عن هذا اجلانب‬ ‫وغالب ًا ما ِّ‬ ‫اخلفي للعالمة التجار َّية مب�صطلح «القيم‬ ‫امل�شرتكة» �أو «روح امل� َّؤ�س�سة»‪.‬‬ ‫‪ u‬قيمــــة العالمــــة التجار َّيــــــة‪ :‬هناك‬ ‫�إجماع عاملي على �أن اكت�ساب املكان �أو امل�ؤ�س�سة‬ ‫�أو املنتج �أو اخلدمة ل�سمعة �إيجاب َّية وم�ستق َّرة‪،‬‬ ‫ي�ساوي قيم ــة �سوقي ــة ومالي ــة �ضخم ــة تفوق‬ ‫كثري ًا قيمة الأ�صول املادية التي تدور العالمة‬ ‫التجارية حولها‪.‬‬ ‫ب�سبب امل َّكوِنات ال�سابقة ُتع ُّد العالمة التجار َّية‬ ‫مفهوم ًا قوي ًا ومهم ًا‪ ،‬ال �سيما يف �إدارة الدول؛‬ ‫لأنَّها ت�ستوعب فكرة � َّأن الأماكن يجب �أن ُتدرك‬ ‫و ُترى و ُتدار هو َّيتها و�صورتها ومكانتها و�سمعتها‬ ‫اخلارج َّيـ ــة‪ .‬وهك ــذا ترتكـ ــز �إدارة العالم ـ ــة‬ ‫التجار َّية على عنا�صرها الأربعة فت�صبح �سبب ًا‬ ‫وحافز ًا وم�صدر ًا لإلهام الدول ومواطنيها‪.‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪3‬‬


‫التناف�سية‬ ‫الهو َّية‬ ‫َّ‬

‫تتوا�صل الدول مع العامل ِ‬ ‫�ست قنوات طبيع َّية هي‪:‬‬ ‫وتن�شئُ �سمع َتها من خالل ِّ‬ ‫ال�سياحية‪ :‬وهي التجربة‬ ‫الدعاية‬ ‫َّ‬ ‫الأولى للأ�شخ ـ ــا�ص عنــد زيــارته ــم‬ ‫للمدينة ك�س َّياح �أو كم�سافرين �أو بغر�ض‬ ‫العمل‪ .‬و ُيعترب االنطبا ُع الأول �صوت ًا‬ ‫مهيمن ًا يف عملية «التمييز التجاري»‬ ‫ل ِّأي � َّأمة ولكل مدينة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫امل�صـــدرة‬ ‫العالمـــــات التجار َّيـــة‬ ‫َّ‬ ‫واملنت�شـــــرة يف اخلــــــارج‪ :‬وه ــي‬ ‫تعمل مبثابـ ـ ــة �سفـ ـ ــراء م ؤ� ِّثرين علــى‬ ‫�صورة ِّ‬ ‫كل دولة يف اخلارج‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫القرارات ال�سيا�س َّيـــــة للدولــــــة‬ ‫املعن َّية‪� :‬سواء كانت قرارات خارج َّية‬ ‫ت�ؤ ِّثر مبا�شرة خـارج البالد‪� ،‬أو قرارات‬ ‫داخل َّي ـ ــة ت َْظهر يف و�سائل الإعالم‬ ‫الدول َّي ـ ــة‪.‬‬ ‫االهتمام بالأعمال‪ :‬وهو الأ�سلوب‬ ‫الذي جتتذب به الدولة اال�ستثمارات‬ ‫اخلارجية �إلى الداخل وطريقة توظيف‬ ‫وتو�سع‬ ‫املواهب والط ــالب الأج ـ ــانب ُّ‬ ‫ال�شركات الأجنب َّية يف تلك الدولة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫التبـــــادل التجـــــاري والأن�شطة‬ ‫الثقاف َّية والريا�ضية‪ :‬مثل جول ـ ــة‬ ‫فريق ريا�ضي يف �أنحاء الع ــامل �أو‬ ‫�أعمال ال�شعراء وال ُك َّتــاب وفـ ــوز �أبنـ ــاء‬ ‫الدول بجوائز �أو منا�صب دولية رفيعة‪.‬‬ ‫مواطنو الدولة �أنف�سهم‪ :‬كالقادة‬ ‫املعروفني وجنوم الإعالم والريا�ضة‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى باقي ال�س َّكان ب�شكل عام‬ ‫و�سلوكياتهم خالل وجودهم خارج‬ ‫البالد وكيف َّية تعاملهم مع �ضيوفهم‬ ‫وز َّوار بلدهم‪.‬‬

‫التكامل والتفاعل وجوهر الهوية‬ ‫ت ُ‬ ‫َ�سلك م�ؤ�س�سات وهيئات بع�ض الدول �سلوك «ال�سلطعون» يف �س َّلة ال�ص َّياد‪ .‬فال يرت َّدد ال�صيادون يف ترك ال�سلطعونات بعد ا�صطيادها يف‬ ‫ال�سالل طول اليوم لأنهم ال يخ�شون هروبها‪ ،‬رغم �أن ب�إمكانها �أن تخرج ب�سهولة �إذا ما تعاون بع�ضها البع�ض ولكنها ال تتعاون �أبد ًا‪ .‬وباملثل‬ ‫ي�سعى بع�ض امل�ستثمرين يف �أغلب الدول وراء م�صاحلهم َّ‬ ‫اخلا�صة فقط من دون �أدنى اهتمام بدولتهم �أو ب�أعمال‬ ‫ال�ضيقة ور�سم �صورتهم‬ ‫َّ‬ ‫تعب عنها يف العامل اخلارجي‪ ،‬فال ي�ساهم ه�ؤالء يف تق ُّدم �أمتهم‪ ،‬بل‬ ‫ُر�سم لتلك الدولة �صور ٌة كاملة وجميلة ِّ‬ ‫مواطنيهم و�أندادهم‪ .‬وبالتايل ال ت َ‬ ‫�إنهم ُيلحقون ال�ضرر ‪ -‬يف نهاية املطاف ‪ -‬ب�أنف�سهم‪ .‬كما ير ِّوج ه�ؤالء امل�ستثمرون لـ«منتجاتهم» ب�أ�سلوب ال ي�أخذ االنت�شار وقوة الدفع وتراكم‬ ‫قيمة ال�سمعة امل�ضافة يف االعتبار‪ .‬ف�أ�ساليب الت�سويق العاد َّية عندما تنفَّذ من دون ا�سرتاتيج َّية قوم َّية طويلة املدى وذات �أهداف حم َّددة م�سبق ًا‬ ‫ف�إنها ال ُ َّ‬ ‫ت ِقق �سوى جناحات �سريعة وحمدودة وال يكتب لها البقاء على املدى الطويل‪ .‬فمثل هذه اال�سرتاتيجيات َّ‬ ‫ال�س ْطحية‬ ‫اله�شة وال�سيا�سات َّ‬ ‫تتناق�ض متام ًا مع الإدارة ال�سليمة للعالمات التجار َّية وقد تنتهي ببيع الدولة والقيم والرتاث واحل�ضارة للم�ستثمرين الأجانب‪.‬‬ ‫التناف�سية هو �أن َت ْع ِرف كل حكومة �شخ�صية‬ ‫ولهذا ف�إن جوهر الهو َّية‬ ‫َّ‬ ‫دولتها وما ترمز �إليه وما تعنيه للعامل و�إلى �أين �ستتجه؛ مما ُي َح ِّتم‬ ‫على احلكومات �أن ُت َن ِّ�سق بني الإجراءات واال�ستثمارات وال�سيا�سات‬ ‫ال�سدا�سي‪ ،‬مما ي�ساهم يف‬ ‫واالت�صاالت القائمة بني عنا�صر ال�شكل ُّ‬ ‫ومينح احلكوم َة فر�ص ًة‬ ‫�إبراز قيمة الإن�سان وفكرة املكان ويدعمها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تناف�سية‪ ،‬مع احلفاظ على روحها وطبيعتها‬ ‫قومية‬ ‫َّ‬ ‫رائع ًة لبناء هو َّية َّ‬ ‫وجوهرها داخلي ًا وخارجياً‪ .‬ولذا ال ينبغى �أن يكون ك ُّل عمل دعائي �أو‬ ‫تبادل �أو متثيل هدف ًا يف ذاته بل فر�ص ًة لبناء �سمعة الدولة ب�أكملها‪،‬‬ ‫بحيث تلتقي كل الهيئات وامل� َّؤ�س�سات يف منظومة مندجمة وتعمل‬ ‫اال�سرتاتيجية الوطنية العليا‪ .‬وهكذا ميكن‬ ‫مع ًا ليتوافق �سلو ُكها مع‬ ‫َّ‬ ‫الب ْو َتقة ومن نطاق حدودها ال�ضيقة و�صورتها‬ ‫للدولة اخلروج من َ‬ ‫وتنطلق يف العامل و�إلى العامل لكي ُتعطي وت�أخذ‬ ‫النمطية املُن َغ ِل َقة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يكون �شعارها دائم ًا هو �أن ُتعطي �أكرث مما ت�أخذ و ُت�صلح‬ ‫على �أن َ‬ ‫�أكرث مما ُتخَ ِّرب‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫التناف�سيـــــــة‬ ‫الدورة احلـمـيـدة للهو َّيـــــــــة‬ ‫َّ‬

‫ِّ‬ ‫ت�صبح �أكرث تناف�س َّية‪ .‬يعتمد‬ ‫تو�ضح الدورة احلميدة املب َّينة يف ال�شكل كيف ميكنُ لهو َّية أ� َّمة �أن‬ ‫َ‬ ‫هذا �أو ًال على امتالك ا�سرتاتيجية تناف�س َّية منا�سبة للدولة بالإ�ضافة �إلى ا�ستحداث‬ ‫ثقافة االبتكار يف ِّ‬ ‫كل قطاع مثل‪ :‬احلكومة والثقافة وال�سياحة والأعمال والتعليم‬ ‫�سيل م�ستم ٍّر‬ ‫وت�شجيع اال�ستثمار وال�صناعة‪ .‬وبذلك تبد أ� الدولة يف �إنتاج ٍ‬ ‫من الأفكار اجلديدة تثبت جميعها �صدق اال�سرتاتيجية وحت ِّقق الهدف‬ ‫املرجو منها‪ .‬ولكن مثل هذه املبادرات يجب �أن تُنفَّذ بطرق ف َّعالة ووفق ًا‬ ‫يتم توظيف �أف�ضل‬ ‫لأعلى املعايري العامل َّية‪ .‬ويف هذه املبادرات يجب �أن َّ‬ ‫ن�شر‬ ‫الأفكار يف‬ ‫اال�ستثمارات؛ لأ َّنه ال �شيء ي�ؤ ِّثر بدرجة �سلب َّية على �صورة الدولة �أكرث من‬ ‫كل العامل‬ ‫الأفكار اجل ِّيدة التي َّمت تنفيذها على نحو رديء‪ .‬تبد�أ احلكومة �أو القيادة‬ ‫بعد ذلك يف ن�شر ق�ص�ص جناحها يف العامل من خالل الإعالم‪� ،‬أو �إلى‬ ‫تي�سر ذلك‪ .‬وهكذا ت�صبح العمل َّية دائر َّية‬ ‫النا�س حول العامل مبا�شرة ك َّلما َّ‬ ‫ُ‬ ‫الق�ص�ص اجل ِّيدة‬ ‫و�سائل الإعالم‬ ‫ومتوالية ومعت َّدة بذاتها‪ ،‬وذلك عندما ت�أ َل ُف‬ ‫َ‬ ‫واجلديدة واحلقيق َّية لالبتكارات الناجحة القادمة من تلك املنطقة‪ .‬وبذلك‬ ‫تنعك ُ�س بدورها على الدولة من خالل‬ ‫تبد�أ هذه ال�صورة يف تر�سيخ ال�سمعة التي ِ‬ ‫واحلما�س‬ ‫و�سائل الإعالم الدول َّية والر�أي العام العاملي؛ الأمر الذي ُي ْلهِ ُب الفخ َر الوطني‬ ‫َ‬ ‫وينعك�س على اخرتاعات جديدة يف نف�س القطاع وقطاعات �أخرى ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬ ‫اجلماهريي‬ ‫ُ‬

‫تطوير ا�سرتاتيجية تناف�سية‬

‫�إثراء‬ ‫اال�سرتاتيجية‬ ‫ب�أفكار‬ ‫عظيمة‬

‫تنفيذ الأفكار بذكاء عظيم‬

‫�شكل رقم ‪ - 1‬ر�سم تو�ضيحي من الكتاب‬

‫وعليه‪ ،‬ف�إنَّ ابتكار هو َّية تناف�س َّية لدولة �أو مدينة هو ‪ %80‬ابتكار ًا و�إبداع ًا و ‪ %15‬تعاون ًا و ‪ %5‬توا�ص ًال‪ .‬وال حتتاج �أية دولة �أو مدينة لأكرث من املزيج‬ ‫التايل لكي حتقق جناح ًا م�شهود ًا‪:‬‬ ‫‪ u‬تقرير ا�سرتاتيج َّية الهو َّية و�إيجاد عدد منا�سب من امل�ستثمرين الداعمني لها‪.‬‬ ‫‪ u‬امل�ساعدة يف �إيجاد ُمناخ جديد لالبتكار بني ه�ؤالء امل�ستثمرين‪.‬‬ ‫‪ u‬تو�ضيح كيف ميكن لهذه االبتكارات �إفادة امل�ستثمرين يف �أعمالهم والتوافق مع ا�سرتاتيجية الهو َّية التناف�س َّية يف نف�س الوقت‪.‬‬ ‫‪ u‬ت�شجيع امل�ستثمرين على �إظهار الهو َّية وتعزيزها يف ِّ‬ ‫كل �شيء ِّ‬ ‫يفكرون �أو يتف َّوهون �أو يقومون به‪.‬‬ ‫�إذا اتَّبعت الدولة اخلطوات املذكورة �آنف ًا ف�إ َّنها �ستتم َّكن من �إدارة �سمعتها بطريقة �أف�ضل من الدول التي مل تفطن لذلك بعد‪.‬‬ ‫يعالج امللل فهو‬ ‫إبداعيــة‪ :‬الإبداع‬ ‫‪� 1‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫العامل الأكرث �ضمان ًا لكي حت�صل �أ َّمة �أو‬ ‫منطقة �أو مدينة على فر�صة جتعلها بارز ًة يف‬ ‫�سوق عاملي �صاخب با�ستمرار‪ .‬ورغم ذلك‬ ‫ف� َّإن هذا الإلزام يجب �أن يت�ساوى مع حقيقة‬ ‫� َّأن ا�سرتاتيجية الهو َّية التناف�س َّية ال ميكن‬ ‫اخرتاعها‪ ،‬ولذا َيك ُمن الإبدا ُع يف «املنطلق» �أو‬ ‫«احلافز» �أو املنظور املنبثق من ر�ؤية الأ َّمة‪.‬‬

‫ا�سرتاتيجية الهو َّية‬ ‫�سمات‬ ‫َّ‬ ‫التناف�سية اجليدة‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫واحلفاظ‬ ‫ُيع ُّد بنا ُء هو َّية تناف�س َّية لدولة ما‬ ‫عليها م�شروع ًا وطني ًا م�ستمر ًا‪ ،‬ولذا يجب �أن‬ ‫تكون ا�سرتاتيج َّية الهو َّية التناف�س َّية‪:‬‬

‫للتبني‪� :‬أي �أن تكون مزيج ًا‬ ‫‪ 2‬قابلـــة َّ‬ ‫من امل�صداق َّية والتم ُّيز؛ وهذه هي ال�سمة‬ ‫التي ت�صف ب�شكل ف َّعال عام ًال �أو �أكرث من‬ ‫العوامل التي مت ِّيز املكان عن مناف�سيه ب�شكل‬ ‫مو�ضوعي‪ .‬حتتاج ال ُهو َّية التناف�س َّية املرغوب‬ ‫بها لدولة �أو مدينة �أو منطقة ما �أ�سلوب ًا‬ ‫وخطاب ًا �صادق ًا يرتبط ب�سمعتها‪ ،‬وبغري ذلك‬ ‫تكون امله َّمة م�ستحيلة‪.‬‬

‫‪ 3‬وا�ضحـــة‪ :‬مبعنى مركَّزة ولي�ست‬ ‫ق�ص ًة حم َّدد ًة ومع َّينة للمكان‬ ‫عا َّمة وتروي َّ‬ ‫حتى ال تكون ا�سرتاتيج َّية مبتذلة �أو مفتعلة‬ ‫هجنة لكي ت�صلح لكل زمان‬ ‫�أو من�سوخة �أو ُم َّ‬ ‫ومكان‪ .‬فهناك دول ومدن كثرية متتلك‬ ‫ُخطط ًا ونوايا ج ِّيدة حق ًا‪ ،‬ولكن هذه املبادرات‬ ‫ال تكون ملحوظة ل�سبب �أو لآخر‪ ،‬ورمبا لأن هذه‬ ‫اال�سرتاتيجيات ال تتم َّيز باجلر�أة واجلذب‬ ‫الكافيني جلذب انتباه العامل ب�شكل خمتلف؛‬ ‫فتبقى اخلطط عا َّمة �أو غام�ضة في�صعب على‬ ‫اخليال الب�شري ا�ستيعابها‪.‬‬ ‫توجه الأ�شخا�ص‬ ‫‪ 4‬حم ِّفـــــزة‪ :‬حيث ِّ‬ ‫�إلى �سلوك َّيات جديدة وخمتلفة نحو احلكومة‬ ‫والقطاع اخلـ ــا�ص واملجتمـ ــع املدين‪ ،‬فرت�سم‬ ‫يف �آفاق املكان �صور ًة خمتلفةً‪ .‬وقد تبوء‬ ‫اال�سرتاتيج َّيـ ــة اجل ِّيدة للهو َّيـ ــة التناف�س َّيـ ـ ــة‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪5‬‬


‫ا�سم‬ ‫بالف�شل �إذا حاولت �أن تكون جمرد ٍ‬ ‫المع فقط‪ ،‬وغفلت عن تطبيقها‬ ‫جتاري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مما يرتك �أثر ًا وو�صف ًا‬ ‫ك�سيا�سة ج ِّيدة‪َّ ،‬‬ ‫فعالة‬ ‫�سلبي ًا لهو َّية الدولة بد ًال من كونها ق َّوة َّ‬ ‫للحفاظ عليها �أو متييزها‪ .‬وميكن اختبار‬ ‫التناف�سية القابلة‬ ‫ا�سرتاتيجية الهو َّية‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ب�سيط مثل‪« :‬هل‬ ‫للتطبيق بطرح �س� ٍؤال‬ ‫الطريقة التي نعمل ونتعامل بها �ستكون‬ ‫عام ًال حمفز ًا �أم معوق ًا للتغيري؟»‬

‫‪ 5‬مالئمة‪ :‬بع�ض اال�سرتاتيج َّيات تكون‬ ‫ذات َّية املرجع‪� ،‬أي تبقى مبثابة تذكري مبناقب‬ ‫وهدف املكان بد ًال من تقدمي وعود م�ستقبلية‬ ‫�إيجابية وقوية للعمالء والعامل‪ .‬بينما ترتبط‬ ‫اال�سرتاتيج َّية اجل ِّيدة للهو َّية التناف�س َّية ِ‬ ‫ب�صل ٍة‬ ‫وا�ضح ٍة بكل احتياجات العمالء لتمنحهم‬ ‫�سبب ًا جلي ًا لل�شراء والقدوم والتعامل والتفا�ؤل‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫تلقائيـــة وطبيعيـــة‪� :‬أي ب�سيطة‬

‫امل�ؤ�شر ال�سدا�سي لهوية مدينة‬ ‫الو�ضع الراهن‬ ‫خيـــــال‬

‫املكــــــان‬

‫الإن�ســـــان‬

‫نب�ض‬ ‫املتطلبــــــــات‬ ‫�شكل رقم ‪ - 2‬ر�سم تو�ضيحي من الكتاب‬

‫التناف�سية‬ ‫الهوية‬ ‫تنفيذ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والتخل�ص من هويتها‬ ‫تغيري �صور ِتها النمطي ِة ال�سلبي ِة‪،‬‬ ‫عندما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حتاول الدول ُة َ‬ ‫ال�ضعيفة �أو منتهية ال�صالحية فال يكفيها �أن تنتج وتبيع منتجاتها‪ .‬بل عليها‬ ‫ال�سدا�سي‪.‬‬ ‫ا�ستيعاب َّ‬ ‫كيفية ا�ستخدام النقاط ال�ست امل�شار �إليها يف ال�شكل ُ‬ ‫و�أف�ضل ت�شبيه ميكن ا�ستخدامه هنا هو تخ ُّيل ال َّأمة ك�سفينة ف�ضاء‪ .‬فتحريك‬ ‫ال�سفينة �إلى الأمام يعتمد على دفعات حم�سوبة بد َّقة من االبتكار والتوا�صل‬ ‫مهمة الفريق امل�س�ؤول‬ ‫بني �س َّتة �صواريخ توجه ال َّأمة نحو امل�ستقبل‪ .‬وتكون َّ‬ ‫التناف�سية هي حتديد مو�ضع «�سفينة‬ ‫ا�سرتاتيجية الهو َّية‬ ‫عن تنظيم و�إدارة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الف�ضاء» احلايل بد َّقة وحتديد الوجهة املنا�سبة لها وبناء الفريق الذي‬ ‫أ�سا�سية؛ ليدرك املواطنون وامل�ستثمرون وال�سائحون‬ ‫�سيقودها يف مهمتها ال َّ‬ ‫وي�صدقوها ويدعموها لت�أتي «الدفعات»‬ ‫والوافدون والعابرون �آفاق تلك الرحلة‬ ‫ِّ‬ ‫ال�ست كلُّها يف توقيتها املنا�سب ويف �أماكنها ال�صحيحة‪ ،‬فال تتزاحم �أو تتدافع‬ ‫ُّ‬ ‫فيما بينها بل ت�سري جميعها يف ٍ‬ ‫م�سار ٍ‬ ‫واحد ٍ‬ ‫وثابت نحو الوجهة املطلوبة‪.‬‬

‫التناف�سيــــــة‬ ‫ال�سياحة والهو َّيــــــة‬ ‫َّ‬ ‫ُتع ُّد ال�سياحة �صاروخ الدفع الأقوى والأهم لل َّأمة من بني ال�صواريخ ال�ستة الأخرى‪.‬‬ ‫يرجع ذلك �إلى �سبب ب�سيط‪ ،‬وهو أ� َّنها متلك ت�صريح ًا بالت�سويق للدولة ب�شكل مبا�شر‬ ‫حني تتحول مكاتب ال�سياحة املنت�شرة حول العامل �إلى ممثِّل �شرعي‬ ‫للدولة يف �أماكن تواجدها‪ .‬وتكفي �إجازة واحدة يق�ضيها ال�سائح يف‬ ‫مدينة ما �أن تف�ضي له مبكنون �أ�سرار تلك املدينة من �شخ�صية املكان‬ ‫وثقافة الإن�سان‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الطق�س والطعام واحل�ضارة والتاريخ‪ .‬ويف‬ ‫كل الظروف تبقى قناة ال�سياحة طريق ًة ذائع ًة ونافع ًة يف ن�شر �صورة الدولة‬ ‫ال�سائح مف َّو�ض ًا بالوكالة لينقل‬ ‫ي�صبح‬ ‫و�سمعتها لدى كل زائر �أجنبي؛ حيث‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�صورة للآخرين وي�شرح عناوينها وتفا�صيلها‪ .‬وغالبا ما مييلُ النا�س ب�سبب‬ ‫االنطباع الإيجابي �إلى �شراء منتجات تلك الدولة لأنها حتمل �شيئ ًا من �سحرها؛‬ ‫مثلما مييلون �إلى ا�ستهالك اخلدمات الأكرث �شيوع ًا و�شهر ًة يف تلك الدولة‪ .‬لقد‬ ‫ا�ستخدمت ك ٌّل من نيوزيالندا و�أ�سرتاليا الدعاية ال�سياح َّية بهذه الو�سيلة لإي�صال‬ ‫جتتذب الأفرا َد بد ُال من �إقناع �أعداد‬ ‫فكرة � َّأن الدولة تو ُّد بناء «عالمة جتار َّية عامل َّية»‬ ‫ُ‬ ‫كبرية من الأ�شخا�ص بزيارتها‪ ،‬فنجحت الدولتان يف زيادة عدد الزائرين‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫وعمل َّية وغن َّية بدرجة كافية جتعلها ذات‬ ‫معنى لكثري من النا�س يف الكثري من املواقف‬ ‫مل َّدة طويلة من الزمن‪ .‬فمن املهم �أن تكون‬ ‫عمل َّية يف تنفيذها وفق ال�سياق الذي يتعامل‬ ‫فيه امل�ستثمر ب�شكل يومي يف عمله و�أهدافه‬ ‫ع�ص ِّية‬ ‫اخلا�صة‪ .‬ف�إذا كانت اال�سرتاتيج َّية َ‬ ‫َّ‬ ‫على الفهم وال�شرح �أو مرتبطة بحدث �أو‬ ‫معي فلن ُت َ�ش ِّكل ق َّو ًة دافعة للدولة كلها‬ ‫موقف َّ‬ ‫وال حتى ملدينة واحدة من مدنها‪.‬‬


‫عدة خيارات �أخرى ُ‬ ‫القرارات اال�ستثمار َّية الأ�سا�س َّية �إذ منيل كب�شر �إلى ربط ال�صور املرئ َّية ب�أفكارنا‪،‬‬ ‫ت�شمل‬ ‫ِ‬ ‫وت�ؤ ِّثر الدعاية ال�سياح َّية الف َّعالة على َّ‬ ‫الفر�ص التي يف ِّكر فيهــا‬ ‫فمث ًال �إذا نظرنا داخل عقل �أحد قيادات الإدارة العليا يف اللحظة التي يف ِّكر فيها يف � ِّأي بلد يبد�أ ا�ستثماراته ف�سرنى‬ ‫َ‬ ‫كـ«لقطات ت�صوير َّية» ملا يتخ َّيله هو عن كل دولة‪ .‬ف�إذا كانت ال�صورة َّ‬ ‫جذابة ف�سوف ت�ؤدِّي �إلى انحياز �إيجابي جتاه هذه الدولة والعك�س �صحيح‬ ‫�أي�ض ًا‪� .‬إال �أن �إبرام اتفاق ا�سرتاتيجي بني مكاتب ال�سياحة وامل�ستثمرين الآخرين يف �سمعة �أي بلد لي�س بامله َّمة اله ِّينة دوم ًا‪� ،‬إذ يجب التن�سيق بني‬ ‫الر�سائل التي ير�سلها امل�ستثمرون املختلفون وربطها با�سرتاتيج َّية قو َّية ومم ِّيزة للهو َّية التناف�س َّية ت ؤ�دِّي �إلى زيادة هائلة يف الظهور وبلورة ال�سمعة‬ ‫دومنا حاجة �إلى زيادة الإنفاق على الرتويج ال�سياحي‪.‬‬

‫ال�سكان والهو َّية التناف�س َّية‬ ‫يقرتب م�صطلح «املواطن الدبلوما�سي» يف‬ ‫ُ‬ ‫معناه من الهو َّية التناف�س َّية �إذ ُيعترب ُّكل‬ ‫خارج بلده مبعوث ًا دبلوما�سي ًا غ َري‬ ‫مواطن‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ر�سمي‪ .‬يحدث هذا عندما ي�سافر جز ٌء كبري‬ ‫ِّ‬ ‫من ال�س َّكان املحفزين واملنتمني �إلى خارج‬ ‫بالدهم ويجوبون العامل حم َّملني بالطموح‬ ‫الوطني احلميد‪ ،‬ليقتن�صوا ُّكل فر�ص ٍة تلوح‬ ‫لهم و ُيخربوا العامل عن وطنهم ومدنهم‬ ‫وثقافتهم وقيمهم‪ .‬عندها يتح َّول ك ُّل ال�س َّكان‬ ‫�إلى ناطقني غري ر�سميني با�سم قيم الدولة‬ ‫ومم ِّيزاتها ف�إنهم ي�شكلون �آل ًة �إعالمي ًة‬ ‫َ‬ ‫و�إعالني ًة �ضخمة ت�ستطيع � َ‬ ‫ر�سائل‬ ‫إي�صال‬ ‫عدد كب ٍري من النا�س‬ ‫�إيجابي ٍة متوالي ٍة �إلى ٍ‬ ‫َ‬ ‫الهدف‬ ‫وعلى مدار ال�ساعة‪ .‬وهذا يعني �أن‬

‫الأ�سمى الذي ت�سعى �إليه الهو َّية التناف�س َّية هو‬ ‫خلق هذا الإح�سا�س بالفخر والعزمية‪ ،‬والذي‬ ‫ُ‬ ‫يجعل جمي َع ال�س َّكان وب�شكل غريزي وتلقائي‬ ‫وم�ؤثر ي�ؤدون مهمة ال�سفري غري املقيم ك َّلما‬ ‫رحلوا وحيثما حلُّوا‪.‬‬ ‫قد يبدو �أث ُر ِّ‬ ‫كل حدث وكل �صورة فع ًال ت�سويقي ًا‬ ‫فردي ًا وم�ؤ�شر ًا �صغري ًا على الت�ص ُّور العاملي‬ ‫للدولة وك�أنه قطر ُة ماءٍ يف حميط كبري ولكن‬ ‫كل املحيطات تت�شكل يف البدايات من جمموع‬ ‫القطرات‪ .‬ومن ثم ف�إن اخلط أ� الأكرب هو‬ ‫الآالف من الب�شر واملنتجات وامل�ؤ�س�سات‬ ‫وال�شخ�صيات والأدوات احل�ضارية التي تبعث‬ ‫بر�سائل مت�ضاربة عن بلدهم ومدنهم و�أمتهم‬ ‫دون خطة تنظمها وال �إر�شاد يوجهها وال‬ ‫ا�سرتاتيجية وال ر�ؤية وال حتَّى هدف م�شرتك‬ ‫يجمعها‪.‬‬

‫التناف�سيــــة والعوملــــــة‬ ‫الهو َّية‬ ‫َّ‬ ‫املحرك الرئي�س للهو َّية التناف�س َّية لأنها تعني ظهور �سل�سلة‬ ‫العوملة هي ِّ‬ ‫وال�سمعة‬ ‫من الأ�سواق الإقليم َّية والأفكار ومناطق النفوذ والثقافة ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫مت�سارع يف‬ ‫ب�شكل‬ ‫وامل�صداق َّية واالهتمام‪ ،‬والتي تن�صه ُر جميعها‬ ‫ٍ‬ ‫جمتمع عاملي �أو قرية كونِّي ٍة واحدة‪ .‬فمن لديه القدرة من ه�ؤالء‬ ‫ٍ‬ ‫مناطق �أو م� َّؤ�س ٍ‬ ‫�سات تعليم َّية‬ ‫الالعبني ‪� -‬سواء كانوا دو ًال �أو مدن ًا �أو‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫منظمات مدنية �أو �أفراد ًا ‪ -‬على الو�صول �إلى �سوق عاملي مت�سع‬ ‫�أو‬ ‫وجذابة وخمطَّ ط‬ ‫وخمتلف بهو َّية ور�ؤية وا�سرتاتيج َّية جل َّية و�صادقة َّ‬ ‫لها جيداً‪ ،‬هو فقط من �سيتمكَّن من املناف�سة‪ .‬وهناك من َّيدعي � َّأن‬ ‫هذا الو�ض َع ُيعطي للدول الغني ِة الأف�ضل َّي َة يف الت�سويق لنف�سها �أكرث من‬ ‫غريها‪ ،‬ولكن هذا الر�أي يفرت�ض � َّأن الهو َّية التناف�س َّية ميكن بنا�ؤها‬ ‫بنف�س طريقة بناء العالمات وال�سلع التجار َّية املادية‪ ،‬والتي يتو َّقف‬ ‫ب�شكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كامل على كم الأموال التي �ستنفقها على الت�سويق‬ ‫جناحها‬ ‫ُ‬ ‫والإعالن والإعالم‪ ،‬وهذا لي�س �صحيح ًا متاماً؛ لأن الهو َّية التناف�س َّية‬ ‫القو َّية ذات اخليال الوا�سع ُتع ُّد ُمن َتج ًا ثقافي ًا ولي�س ر�أ�س ٍ‬ ‫مال جمرد‬ ‫من القيم املعنوية‪.‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪7‬‬


‫اخلي ُة تعترب �أكرث ت�أثري ًا من ر�ؤو�س الأموال ال�ضخمة التي يت ُّم �إنفاقها على ر�سائل‬ ‫فاللم�سات احل�ضاري ُة والعالق ُة الإن�ساني ُة والنوايا احل�سن ُة واملبادرات ِّ‬ ‫دعائية غري مه َّمة جلماهري الهية يف جمتمعات غري مه َت َّمة‪.‬‬ ‫واملدن بالفوائد والعوائد التي �أتقنتها امل�ؤ�س�سات التجارية يف الت�سويق وبناء ال�صورة الذهنية القوية ومتييز منتجاتها وخدماتها‬ ‫أماكن‬ ‫ُ‬ ‫لكي تت َمتَّع ال ُ‬ ‫عن كافة مناف�سيها؛ حتتاج املدن والأماكن �إلى ت َّعلُم تلك الأ�ساليب الذي متخ�ضت عنها نظريات الت�سويق والعالقات العامة والبيع يف القرن املا�ضي‬ ‫أ�سهم‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬لكي حتول جهودها �إلى قيمة م�ضافة للمواطن‪ ،‬كما ح َّولت‬ ‫ال�شركات ا�سرتاتيجياتها وخططَ ها الت�سويقي َة �إلى قيم ٍة م�ضاف ٍة حل َم ِلة ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫وذوي امل�صالح‪.‬‬

‫التناف�سية والتعليم‬ ‫الهو َّية‬ ‫َّ‬ ‫يلعب التعليم دور ًا مهم ًا يف تر�سيخ �صورة‬ ‫الدولة لدى الأجيال القادمة ويف تثقيف‬ ‫ال�سكَّان وامل�ستثمرين وامل�ؤ ِّيدين والداعمني‪.‬‬ ‫فعندما يتعلَّم الأطفال در�س ًا عن مدينة ما‪،‬‬ ‫�ضمن درو�س مادة اجلغرافيا مثالً‪ ،‬تت�شكَّل‬ ‫ٍ‬ ‫وب�شكل عاطفي‬ ‫خا�صة‬ ‫يف داخلهم م�شاع ُر َّ‬ ‫جلي نحو هذا املكان‪ ،‬وهي م�شاعر �شخ�ص َّية‬ ‫ٍّ‬ ‫ينتج عنه ـ ــا وال ٌء م ــدى احلي ـ ــاة‪ .‬وميكن‬ ‫مالحظة أ� َّنه عند تدري�س �شخ�صية املكان‬ ‫والإن�سان وتقدمي �أية دولة يف �صورة مم َّيزة‬ ‫للطالب‪ ،‬ف�إن هذا الت�سويق اجلغرايف غري‬ ‫ٍ‬ ‫وجذب‬ ‫دفع‬ ‫املبا�شر ينطوي على �إحلاح وق َّوة ٍ‬ ‫إحلاح الأطفال‪ ،‬وهو �أكرث فائد ًة من‬ ‫ت�شبه � َ‬ ‫خطط الت�سويق امل َم َّولة واملرتفعة التكاليف‪.‬‬ ‫وتبني جتارب �أماكن مثل‪« :‬والت ديزين»‬

‫الأمريكية‪ ،‬و«مدينة ليغو» الدامناركية � َأثر‬ ‫مي ُّل الأطفال من‬ ‫التعليم يف هذا املجال‪ .‬فقد َ‬ ‫ِ‬ ‫الإعالنات التلفزيون َّية املتكررة والتي ُ�ص ِّممت‬ ‫خ�صي�ص ًا لـ«غ�سيل عقولهم» ويتجاهلونها‪،‬‬ ‫ثم ي�ضغطون ويجربون �آباءهم على الذِّ هاب‬ ‫بهم �إلى �أماكن اجلذب التعليمية هذه‪� .‬إذ‬ ‫يتحدثون‬ ‫يثق الأطفالُ مبعلِّميهم عندما‬ ‫َّ‬ ‫�إليهم �أكرث من ثقتهم ب�إعالن تلفزيوين‬ ‫يبيعهم �إذ يتعلَّق الأمر �أكرث بالأثر العميق‬ ‫للعمل َّية التعليم َّية التي تختلف عن عالقة‬ ‫الرتفيه الأحاد َّية اجلانب التي تتكون من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم�ستقبل ال ُيبايل‪.‬‬ ‫مر�س ٍل َن ِ�شط‬ ‫الدول ت�ستثمر‬ ‫و ُيع ُّد التعليم مهم ًا �أي�ض ًا لأن‬ ‫َ‬ ‫من خالله يف الأجيال القادمة؛ فيتم تعليم‬ ‫ال ِ‬ ‫أطفال جذو َر ح�ضارتهم واالنتماء والوطنية‬ ‫واالفتخار ب� َّأمتهم‪ .‬فالهو َّية التناف�س َّية هي‬ ‫�إحدى الطرق الف َّعالة والقليلة ملنع هجرة‬

‫التناف�سيــــة‬ ‫احل�ضــارة والهو َّيــــة‬ ‫َّ‬

‫تظن بع�ض الدول � َّأن املعامل وامل� ِّؤهالت الثقاف َّية للدولة ال «تبيع» ‪ -‬وال تو ِّفر عائد ًا لال�ستثمار‬ ‫ بنف�س القدر والطريقة التي توفرها �صادرات اال�ستثمار االقت�صادي وال�سياحة‪ ،‬ولكن يف‬‫تلعب احل�ضار ُة والآثا ُر دور ًا �أ�سا�سي ًا يف �إثراء �سمعة الدولة من حيث توجيه الت�ص ُّور‬ ‫الواقع ُ‬ ‫والرتاث‬ ‫أعم ي�شمل احل�ضار َة‬ ‫َ‬ ‫العام للنا�س عن دولة ذات حدود �سيا�سية‪� ،‬إلى ت�ص ُّو ٍر �أ�شمل و� َّ‬ ‫والقيم اخلالدة‪ .‬ومن الفوائد الأخرى للح�ضارة يف �سياق الهو َّية التناف�س َّية هي � َّأن لكلِّ دول ِة‬ ‫َ‬ ‫ح�ضار ًة مت ِّيزها عن الأخرى متام ًا مثل طبيعتها اجلغراف َّية و�شخ�صيتها ال�سكانية‪ .‬فعندما‬ ‫ننظر �إلى املم ِّيزات ‪ -‬بعني ت�سويق َّية بحتة ‪� -‬سنجد حتم ًا � َّأن كلَّ دولة ت�شبه الأخرى‪ .‬مثال ذلك‬ ‫وال�سماء ال�صافية وال�شم�س الدافئة والرمال‬ ‫تلك احلمالت املت�شابهة التي ت�س ِّوق للبحر الأزرق َّ‬ ‫الذهبية الناعمة والغابات اخل�ضراء‪ ،‬مع �أن كل البحار زرقاء وكل الغابات خ�ضراء‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫وهروب ال�سكَّان‪ .‬عندما يدرك ال�شباب وكل‬ ‫حم َّط �أنظا ِر العامل‬ ‫املواطنني � َّأن بلدهم َ‬ ‫ومو�ض َع احرتام الآخرين‪ ،‬ف�إنهم ي�شعرون‬ ‫بالعزة وال�سعادة بانتمائهم �إليه‪ ،‬وال ُي ِ‬ ‫ذعنون‬ ‫لقوى اجلذب اخلارجية لكي يهاجروا‬ ‫وي َك ِّلفوا وطنهم الكث َري من ا�ستنزاف العقول‬ ‫واملواهب واملوارد الب�شرية‪.‬‬ ‫ومن زاوية عمل َّية بحتة من املهم تعليم‬ ‫يرحبون‬ ‫الأطفال منذ نعومة �أظفارهم كيف ِّ‬ ‫بالغرباء‪ .‬فك ُّل مكان يعتمد بقا�ؤه على الز َّوار‬ ‫وال�سياحة يف�شل �أهله يف �أداء واجباتهم‬ ‫�إذا مل يو ِّفر نوع ًا منا�سب ًا من التدريب على‬ ‫الرتحيب والإح�سا�س املرهف لدى �أطفاله‪.‬‬ ‫مما ميكن فعله يف التدريب‬ ‫وهناك الكثري َّ‬ ‫على ال�ضيافة وح�سن اال�ستقبال والأمن‬ ‫ال�شخ�صي والغذائي واخلدمات ال�صحية‬ ‫وتوفري الرفاهية للزائرين مثل املواطنني‪.‬‬


‫فح�ضارة كل دولة هي مزي ٌج مر َّك ٌب ومتداخ ٌل ومتكام ٌل ير�سم �صورتها يف املا�ضي ويعك�سها على‬ ‫مرايا امل�ستقبل‪ .‬فلو اقت�صرت �صور ُة �إيطاليا مث ًال على عالماتها التجار َّية ذات البعد االقت�صادي‬ ‫فقط‪ ،‬والتي ت�شمل الطعام والأزياء �أ�سا�س ًا‪ ،‬ف�ستبدو ح�ضار ًة �سطح َّية و�ضحل ًة ومكان ًا ع�صري ًا جد ًا‬ ‫لي�س له جذور يف التاريخ‪ ،‬وال امتدادات للم�ستقبل‪ .‬يف حني �أن الوعي ب�أ�شخا�ص ورموز خالدة مثل‪:‬‬ ‫دانتي وجاليليو وفريدي ومايكل �أجنلو‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الأماكن التارخية مثل‪ :‬البندق َّية وفلورن�سا‬ ‫النا�س بالقيم العميقة الكامنة وراء احلا�ضر و�أحداث الع�صر‬ ‫وروما‪ ،‬ي�ضيف حلن ًا ُي َع ِّمقُ �‬ ‫إح�سا�س ِ‬ ‫َ‬ ‫فالتحدي الأكرب �أمام ِّ‬ ‫كل الدول هو �إيجاد �أ�ساليب تعر�ض ومت ِّثل ح�ضارتَهم و�إجنازا ِتهم‬ ‫العابر‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ال�سابقة با�ستمرار‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع معطيات احل�ضارة احلديثة‪.‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪9‬‬


‫العالمات التجار َّيــة‬ ‫والهو َّية التناف�س َّيــــــة‬ ‫تلعب العالمات التجار َّية اخلا�صة بقطاع الأعمال‬ ‫دور ًا حيوي ًا وقوي ًا يف بناء ال�صورة الذهنية وتوجيه‬ ‫نظرة العامل ال ُك ِّلية �إلى الدول‪ .‬فمث ًال ر ُّد الفعل الأ َّول‬ ‫لأغلب الأطفال عند �س�ؤالهم عما يعرفونه عن اليابان‬ ‫يكون «�سوين» �أو «نينتندو»‪ .‬ولكن اعتماد الدول على‬ ‫قوة العالمات التجارية مل�ؤ�س�ساتها وحدها ال يكفي‬ ‫حدين‪ .‬ف�شهرة عالمة‬ ‫لأنها قد تكون �سالح ًا ذا َّ‬ ‫معينة تر�سم يف منظور العامل اخلارجي �أن هذه‬ ‫الدولة جتيد يف جمال واحد فقط؛ وهذا غري دقيق يف‬ ‫معظم الأحيان‪ .‬فمن ال�صعب على العامة قبول فكرة‬ ‫متيز �صناعة الأزياء الأملانية ‪ -‬مث ًال ‪ -‬رغم وجود‬ ‫«ماركات» م�شهورة وذات جودة عالية جد ًا‪ ،‬وذلك‬ ‫لأنَّ منتجات الأزياء ال تتالءم مع ت�ص ُّور امل�ستهلك‬ ‫لأملانيا كدولة �صناعية وتقنية‪ ،‬وهي ال�صورة التي‬ ‫نتجت عن عالمات جتارية مثل‪�« :‬سيمنز وبور�شه‬ ‫وبي �إم دبليو ومر�سيد�س»‪.‬‬ ‫تعمل املنتجات على �أر�ض الواقع عمل ال�سفراء‬ ‫لن�شر ال�صورة الوطنية ب�شكل �أكرث فاعل َّية من‬ ‫احلمالت الدعائ َّية‪ ،‬ولكن تكمن ال�صعوب ُة هنا يف‬ ‫�أن �إقناع مالكي هذه العالمات املم َّيزة بالتعبري‬ ‫عن تقديرهم لبلد املن� أش� يف التغليف والت�سويق ويف‬ ‫و�سائل الإعالم‪ .‬فقد كان ب�إمكان دولة ا�سكندنافية‬ ‫�صغرية مثل فنلندا مثال‪� ،‬أن ت َُّ�س ِوق نف�سها من خالل‬ ‫نظامها التعليمي املتميز ومن خالل �شركة «نوكيا»‬ ‫عندما كانت يف �أوج جمدها‪ .‬فعندما ت�صبح بع�ض‬ ‫ال�شركات �أقوى من دولها فمن م�صلحة تلك الدولة‬ ‫ت�سويق نف�سها من خالل عالماتها التجارية الناجحة‬ ‫يف عامل الأعمال‪ .‬فعدد �أن�صار «ريال مدريد» و‬ ‫«بر�شلونه» �أ�ضعاف عدد �سكان �أ�سبانيا‪ ،‬بل هم �أكرث‬ ‫من كل الناطقني باللغة الأ�سبانية يف العامل‪.‬‬ ‫منتج ذي‬ ‫ن�ستنتج مما �سبق �أنه من ال�صعب بيع ٍ‬ ‫عال �إذا عرف امل�ستهلك‬ ‫ب�سعر ٍ‬ ‫عالم ٍة جتار َّية قوية ٍ‬ ‫منتجات عالية‬ ‫�أنَّ بلد من�شئه �أو دولته ال تُنتج‬ ‫ٍ‬ ‫تكت�سب‬ ‫اجلودة‪ .‬واملفارقة هنا هي �أن الدول ال‬ ‫ُ‬ ‫‪10‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫�سمع ًة ج ِّيد ًة �إذا مل يبد أ� مالكو ومروجو عالماتها التجار َّية يف �إخبار‬ ‫امل�ستهلكني �صراحة ببلد املن�ش�أ‪ .‬ومع ازدياد الوعي و�سهولة نقل التقنية‬ ‫وتبادل اخلربات وت�سويق االمتيازات وفر�ص الإنتاج و�إعادة الت�صدير‪،‬‬ ‫بد�أت امل�ؤ�س�سات ذات العالمات التجارية الكربى تف َِّرق بني بلد املن� أش�‬ ‫وتنتج داخل‬ ‫ت�ص ِّن ُع ُ‬ ‫وبني مكان الت�صنيع؛ ال �سيما بعدما بد�أت الدول َ‬ ‫�أ�سواقها اال�ستهالكية وبخربات �أبنائها ومب�ستويات عالية من اجلودة‪،‬‬ ‫حتى �صارت مهارة جذب اال�ستثمارات و�إدارة خطوط الإنتاج و�سال�سل‬ ‫التوريد �أ�صعب ‪� -‬إن مل تكن �أهم ‪ -‬من البحث والتطوير واالبتكار‪،‬‬ ‫الذي ميكن نقله �أو �شراء خرباته‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬

‫‪Branding the Nation‬‬ ‫‪The Global Business‬‬ ‫‪Of National Identity‬‬ ‫‪By Melissa Aronczyk. 2013‬‬

‫ِّ‬ ‫احلظ والرثوة‬ ‫ال ُهو َّية �أكرب من‬ ‫تظن بع�ض الدول ب�أنها ال تتمتَّع برثوات اقت�صاد َّية‪ ،‬مع �أنها فعلي ًا غن َّية‬ ‫ُ‬ ‫متتلك ذخري ًة وت�شكيل ًة‬ ‫ب�أ�صولها املعنو َّية‪ .‬فك ُّل دولة على هذا الكوكب‬ ‫من ر�أ�س املال احل�ضاري والتاريخي واجلغرايف والثقايف والعلمي‬ ‫ُ‬ ‫الظروف املنا�سبة‬ ‫والفكري‪ .‬ولكن ‪ -‬يف �أغلب احلاالت ‪ -‬ال تتوا َفر‬ ‫والقدر ُة احلافز ُة على ترجمة هذه الأ�صول املعنوية للموارد الب�شرية‬ ‫والرثوات الطبيع َّية �إلى �أداء �شامل ومتناغم‪� .‬إذ يبقى ر�أ�س املال‬ ‫الب�شري هو العامل الأهم يف التق ُّدم االقت�صادي خ�صو�ص ًا‪ ،‬واحل�ضاري‬ ‫جناح وت�أثري الدول من املوازنة بني «قوة الإقناع» و‬ ‫عموم ًا‪ .‬ويت�أ َّلف‬ ‫ُ‬ ‫إدارات والياتها ومدنها ُنظم ًا‬ ‫«ق َّوة الإكراه»؛ مبعنى �أن ت�ضع الدول ُة �أو � ُ‬ ‫وت�شريعات �إجباري ًة �صارم ًة تدف ُع باجتاه تكوين هو ٍّية تناف�سية بارزة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويحتاج هذا الدف ُع الق ِو ُّي �إلى قيادة �سيا�سية واقت�صادية و�أمنية ذكية‪.‬‬ ‫النا�س على اال�ستجابة واملبادرة من خالل‬ ‫�أما ق َّوة الإقناع فهي �أن تدف َع َ‬ ‫التحفيز و�إذكاء الروح الوطنية‪ ،‬ولفت انتباه اجلميع �إلى �إجنازات‬ ‫الدولة والإميان بقدراتها ومم ِّيزاتها ور�ؤية قياداتها‪.‬‬ ‫التناف�سية للدول واملدن �إحدى �ضرورات العوملة‬ ‫لقد �أ�صبحت الهو َّية‬ ‫َّ‬ ‫أماكن التي تفتقد ل ُه ِو َّية‬ ‫ومن �أ�س�س التنمية بكافة �أ�شكالها‪ .‬و�ستواجه ال ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�صعوبات متعدد ًة يف التجارة والتعاون مع البالد الأخرى فتخ�سر‬ ‫تناف�سية‬ ‫َّ‬ ‫العاملية من الأ�سواق وامل�ستهلكني وال�سائحني وامل�ستثمرين‬ ‫ح�ص َتها‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫واملوهوبني‪ ،‬ثم تخ�سر اهتمام العا ِمل بها وب�شعبها‪ .‬وقد ال تكون الهو َّية‬ ‫الوحيد الذي يقي�س تق ُّد َم الأمم ونق ِّيم به �أداءها‪،‬‬ ‫النظام‬ ‫التناف�سية هي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫إن�ساني ًة من‬ ‫ونحكم من خالله على م�ؤ�شراتها؛ ولك َّنها تبقى �أكرث عدال ًة و� َّ‬ ‫فر�ض الأمر الواقع باحلروب وقوة ال�سالح والهيمنة ال�سيا�سية والع�سكرية‬ ‫واملبادرات َّ‬ ‫ِ‬ ‫اخللقة‪.‬‬ ‫ُجرد ِة من املعاي ِري الأخالقي ِة‬ ‫واالقت�صادية امل َّ‬

‫‪How to Brand Nations,‬‬ ‫‪Cities and Destinations‬‬ ‫‪ByTeemu Moilanen‬‬ ‫‪& Seppo Rainisto. 2009‬‬

‫‪Nation Branding‬‬ ‫‪Practice, Issues, Concepts‬‬ ‫‪By By Keith Dinnie. 2007‬‬

‫قراءة ممتعة‬ ‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬ ‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬ ‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬ ‫تواصلوا معنا على‬

‫لخدمات الطباعة والنشر‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫‪11‬‬


‫ﻢ َوا ْﻟ َﻤ ْﻌ ِﺮ َﻓ َﺔ أَ ْﻗ َﻮى‬ ‫" ِإ ﱠن ا ْﻟ َﻘ َﻠ َ‬ ‫ﻴﺮ ﻣِ ْ‬ ‫ـﺮى "‬ ‫ـﻦ أَ ﱢ‬ ‫ِﺑ َﻜ ِ‬ ‫ـﺜ ٍ‬ ‫ي ُﻗ ﱠ‬ ‫ـﻮ ٍة أُ ْﺧ َ‬ ‫اﻟﺴ ُﻤﻮّ ﱠ‬ ‫َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم‬ ‫ﺤ ﱠﻤﺪ ِﺑﻦ ر ِ‬ ‫ﺻ ِ‬ ‫َ‬ ‫اﻟﺸﻴْ ُﺦ ُﻣ َ‬ ‫ﺎﺣ ُ‬ ‫ﺐ ‬ ‫ﺑ َ‬ ‫ﻢ وَ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ‪،‬‬ ‫ِﻬ ِﺬهِ ا ْﻟ َﻤ ُﻘﻮ َﻟ ِﺔ ﻳُﺮْ ِ‬ ‫اﻣ َﻬﺎ ا ْﻟ ِﻌ ْﻠ ُ‬ ‫ِﻢ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َِﺔ ا ْﻟ ُﻤ ْ‬ ‫ﺳ ُﻤﻮ ه دَ ﻋَ ﺎﺋ َ‬ ‫ﺳﻲ ُ‬ ‫اﻣ ِﺔ وَ ِﻗﻮَ ُ‬ ‫ﺴ َﺘ َﺪ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﻄﻮ ِر ا ﱠﻟ ِﺬي ا ْﻧ َ‬ ‫وَ ُﻫ َﻤﺎ ر َ​َﻛﺎﺋ ُِﺰ اﻟ ﱠﺘ َ‬ ‫ﻄ َﻠﻘ ْ‬ ‫َاﺷﺪ آل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم‪،‬‬ ‫ﺴﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ‬ ‫ﺖ ِﻣ ْﻦ أ ْﺟﻠ ِ​ِﻪ ُﻣﺆ ﱠ‬ ‫ﺳ َ‬

‫ﻮس ﱠ‬ ‫وَ ا ْﻟ َﻬﺎدِ َﻓ ُﺔ ِإ َﻟﻰ َﻧ ْ‬ ‫ﻻ ْﺑﺘ َ‬ ‫ﺸﺮِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﺛ َﻘ َ‬ ‫َض‬ ‫اع وَ ا ِ‬ ‫اﻟﺸﺒ ِ‬ ‫ﺎﻓ ِﺔ ا ْﻟ ِﺈﺑ َْﺪ ِ‬ ‫َﺎب ﺑ َِﻐﺮ ِ‬ ‫ِﻜﺎ ِر ِﻓﻲ ُﻧ ُﻔ ِ‬ ‫ﻃﺮِ ُ‬ ‫ﺎت ﻋَ َﺮ ِﺑﻴﱠﺔٍ ر َِﻛﻴ َﺰ ُﺗ َﻬﺎ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ُﺔ وَ َ‬ ‫ﺎء‪.‬‬ ‫ﻳﺠﺎدِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ‬ ‫ﻳﻘ َﻬﺎ اﻟ ﱠﺘ ْﻨ ِﻤﻴ َُﺔ وَ ًﻏﺎ َﻳ ُﺘ َﻬﺎ ا ِ‬ ‫ِإ َ‬ ‫ﻻ ْزدِ َﻫﺎ ُر وَ اﻟﺮﱠ َﺧ ُ‬ ‫َاﺷﺪ آَل َﻣ ْﻜ ُﺘﻮم َﺗ ْﻬ ِﺪ ُ‬ ‫ف‬ ‫َات وَ ا ْﻟ َﺒﺮ ِ‬ ‫ﺴ ُﺔ ُﻣ َﺤ ﱠﻤﺪ ﺑِﻦ ر ِ‬ ‫ِإ ﱠن ا ْﻟ ُﻤﺒَﺎدَ ر ِ‬ ‫َاﻣ َﺞ ا ﱠﻟﺘِﻲ أَ ْﻃ َﻠ َﻘ ْﺘ َﻬﺎ ُﻣ َﺆ ﱠ‬ ‫ﺳ َ‬ ‫ﺎت َﻗﺎﺋ َِﻤﺔٍ ﻋَ َﻠﻰ ْ‬ ‫ﻴﻌ َﻬﺎ ِإ َﻟﻰ ِﺑ َﻨﺎءِ ُﻣ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ٍ‬ ‫ﺎل ِإ ْﺛﺮَاءِ‬ ‫َﺟ ِﻤ ُ‬ ‫اﻗﺘ َ‬ ‫ِﺼﺎدِ ا ْﻟ َﻤ ْﻌﺮِ َﻓ ِﺔ‪َ ،‬‬ ‫اء ِﻣ ْﻦ ِﺧ َﻠ ِ‬ ‫ﺳﻮَ ً‬ ‫َ‬ ‫ﺎت ﺑِﺎ ْﻟ ِﻔ ْﻜﺮِ وَ ﱠ‬ ‫اﻟﺜ َﻘ َ‬ ‫ﻴﻦ اﻟ ﻠ َﻐ ِﺔ ا ْﻟ َﻌ َﺮ ِﺑﻴ ِﱠﺔ وَ َﺗ ْﻌﺰِ ﻳﺰِ َﻣ َﻜﺎ َﻧﺘ َ‬ ‫ِﻬﺎ َﻟ َﺪى‬ ‫ا ْﻟ ُﻤ ْﺠ َﺘ َﻤ َﻌ ِ‬ ‫ﺎﻓ ِﺔ ‪ ،‬أوْ دَ ﻋْ ِ‬ ‫ﻢ وَ َﺗ ْﻤ ِﻜ ِ‬ ‫َات وَ ﱠ‬ ‫َﺎل ا ْﻟ َﻘﺎدِ َﻣ ِﺔ ‪ ،‬وَ َﻛ َﺬﻟ َ‬ ‫اﻟﺜ َﻘ َ‬ ‫ض اﻟ ﱠﻨ َﺘ ِﺎجَ ا ْﻟ ِﻔ ْﻜﺮِ ﱢي ِﻟ ْﻠ َﺤ َ‬ ‫ﺎت ا ْﻟ ُﻤ ْﺨ َﺘﻠ ًِﻔ ِﺔ ‪،‬‬ ‫ﺎﻓ ِ‬ ‫ﻀﺎر ِ‬ ‫ِﻚ ﻋَ ْﺒ َﺮ ﻋَ ﺮْ ِ‬ ‫ا ْﻟ َﺄ ْﺟﻴ ِ‬ ‫ﺎق ﺑِﺎﻟ ﱠﺘ َ‬ ‫ﻴﻞ ِﻣﻦ ا ْﻟ ُﻤﺒ ِْﺪﻋِ َ‬ ‫ﺿ َ‬ ‫ﺑِﺎ ْﻟ ِﺈ َ‬ ‫ﻄﻮ ِر‬ ‫ﻴﻞ وَ إِﻋْ َﺪادِ ِﺟ ٍ‬ ‫ﺎﻓ ِﺔ ِإ َﻟﻰ َﺗ ْﺄ ِﻫ ِ‬ ‫ﻴﻦ َﻗﺎدِ ٍر ﻋَ َﻠﻰ دَ ْﻓ ِﻊ ا ْﻟ ُﺄ ﱠﻣ ِﺔ ِﻟ ﱢﻠ َﺤ ِ‬

‫‪12‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ﻲ‪.‬‬ ‫ا ْﻟ َﻌﺎ َﻟ ِﻤ ﱢ‬

‫‪www.mbrf.ae‬‬

‫‪mbrf.ae‬‬

‫‪MBRF_News‬‬

‫‪MBRF_News‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.