التدخين

Page 1

‫التَدخني‬

‫لذّ ٌة سائفةٌ وتنكيلٌ بالذات‬ ‫الدكتور‬ ‫عدنان ياسني حمند القزيشي‬

‫‪2021‬‬



‫تقديم‬ ‫كنت‪ ،‬ولسنوات ِع ّدة أحاضر في قاعات الجامعات العراقية‪ ،‬واألردنية‬ ‫وغيرىما‪ ،‬عف مشكالت التموث البيئي‪ ،‬األسباب والتأثيرات الصحية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬ومف بيف تمؾ المشكالت إحت ّؿ تموث اليواء موقع الصدارة لما‬ ‫يسببو مف تأثيرات سمبية في حياة األفراد والجماعات‪ ،‬ولكوف اليواء محيطٌ بيئي‬

‫ذو خصوصية استثنائية لجميع الكائنات‪ ،‬فإف تموثو يعني انتقاؿ المموثات محمياً‬

‫ومناطقياً واقميمياً وعالمياً‪.‬‬

‫وكاف موضوع التمويث الذاتي لإلنساف‪ ،‬أي تمويث اإلنساف لذاتو‪ ،‬يحتؿ حي ًاز‬

‫في تمؾ المحاضرات ونعني بالتمويث الذاتي التدخيف‪ .‬ولطالما حاولت التفاعؿ‪،‬‬ ‫مف خالؿ محاضراتي‪ ،‬مع طمبتي باالستفسار الموضوعي عف عدد المدخنيف بيف‬ ‫أولئؾ الطمبة‪ ،‬ولكف اإلجابات كانت تأتي خجولة ومغمفة باإلحجاـ عف التصريح‬

‫الشباف ممف كانوا عمى‬ ‫أو التمميح‪ ،‬رغـ عممي بأف أعداد المدخنيف مف الشابات و ّ‬ ‫مقاعد الدرس وعددىـ في القاعة الواحدة يصؿ أحياناً إلى مئتيف ونيؼ‪ ،‬ىي‬ ‫أضعاؼ تمؾ األيدي المرفوعة بحياء‪ ،‬فمشاىداتي اليومية ألعداد المدخنيف في‬

‫ممرات البنايات التدريسية والبحثية في حرـ الجامعات التي عممت فييا كانت‬

‫كبيرة‪ ،‬ناىيؾ عف أعداد أعقاب السجائر الممقاة عمى أرضية تمؾ الممرات وداخؿ‬ ‫البنايات ومرافقيا وخارجيا‪ .‬وكانت تمؾ المشاىد وما برحت تقمقني وتؤشر بعض‬

‫المخاطر التي يتعرض ليا شبابنا مف طمبة الجامعات جراء اإلدماف عمى‬ ‫التدخيف‪ .‬وليت إف مصدر أعقاب السجائر تمؾ ىو النشاط غير الصفي لطمبتنا‬

‫فحسب‪ ،‬بؿ كاف ألعضاء ىيئتي التدريس واإلدارة نصيب ال يستياف بو مف تمؾ‬ ‫المشاىد‪.‬‬

‫ٖ‬


‫ولكف ما أشعرني بعظـ المخاطر الصحية واإلجتماعية والبيئية في المجتمع‬

‫العربي ىي تمؾ المعمومات والتصريحات الرسمية لمسؤوليف في المممكة األردنية‬

‫الياشمية‪ ،‬فضالً عف اإلصدارات الرسمية عف منظمات دولية متخصصة‬ ‫والمتعمقة باستشراء ظاىرة التدخيف بيف غالبية أفراد المجتمع في ىذا البمد‪،‬‬

‫يضاؼ إلييا األرقاـ الكبيرة لممبالغ التي تصرؼ عمى تمويث الذات بحرؽ التبغ‬

‫وغيره بصيغ وأشكاؿ متعددة‪ .‬ولقد دفعني ذلؾ كمو إلى تحرير ىذا الكتيب بيذا‬

‫عمي‪ ،‬في ىذا المضمار‪ ،‬ما أطمعت عميو مف المعمومات‬ ‫الصدد‪ .‬وقد زاد إلحافاً ّ‬ ‫الطبية الرسمية التي ربطت ارتفاع معدالت اإلصابة بسرطاف الرئة والمثانة‪،‬‬ ‫فضالً عف األمراض الخطيرة في القمب واألوعية الدموية‪ ،‬بمعضمة التدخيف في‬ ‫األردف‪ .‬وحيف وجدت ذاتي مندفعاً بيذا اإلتجاه‪ ،‬تداعت في ذاكرتي المثقمة‬

‫أسماء ألقارب ومعارؼ غادروا ىذه الدنيا بعد أف انحسرت‬ ‫باألحداث‬ ‫صور و ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫دخاف نفثتيا رئاتيـ‬ ‫قدرتيـ الذاتية في مقارعة غوؿ العصر عمى ىيئة سحب‬

‫وأنوفيـ ومعيا نفثوا حياتيـ وودعونا دوف رجعة‪.‬‬

‫المؤلف‬ ‫الحصن‪-‬اربد‪ /‬المممكة األردنية الياشمية‬ ‫نيسان ‪2021‬‬

‫ٗ‬


‫الفصل األول‬ ‫تأريخ التدخني‬

‫٘‬


ٙ


‫تأريخ التدخين‬ ‫يرجع تأريخ التدخيف في العالـ إلى بداية األلؼ الخامسة قبؿ الميالد (ٓ​ٓ​ٓ٘‬

‫قبؿ ميالد المسيح) في القارتيف األمريكيتيف مف خالؿ الطقوس التي كاف‬ ‫الشامنيوف يمارسونيا حينئذ‪.‬‬

‫والشامنيوف ىـ مجموعة كبيرة مف القبائؿ البدائية التي سبؽ وأف انتشرت في‬

‫قسـ منيـ في سيبيريا‪ ،‬وكانت معتقدات‬ ‫األمريكيتيف الشمالية والجنوبية‪ ،‬وسكف ٌ‬ ‫تمؾ القبائؿ تتركز عمى الجوانب الروحية وفقداف االرتباط المادي مع موجودات‬ ‫الكوف مف خالؿ استنشاؽ دخاف التبغ واالرتقاء بالذات إلى مستويات عالية مف‬

‫محددة‪.‬‬ ‫النشوة المصحوبة بطقوس ّ‬

‫أعداد كبيرةٌ مف البحوث وأُلفت عشرات الكتب في المجتمعات‬ ‫وقد أجريت‬ ‫ٌ‬ ‫كثر مف المثقفيف وعمماء‬ ‫األمريكية واألوروبية عف ىذه الفئة مف الناس‪ ،‬ويعتقد ٌ‬

‫عمت المجتمع الغربي‬ ‫المجتمع إف الحركات الفمسفية والدينية والسياسية التي ّ‬ ‫عموماً ذات أصوؿ تمتد إلى فمسفة وتقاليد وطقوس الشاماف‪ ،‬وتدعى أحياناً‬ ‫بالشامانية الحديثة‪ .‬وتعني كممة الشاماف ‪ Shaman‬في لغة مانجور تنجس‬

‫لتنور)‪.‬‬ ‫القديمة جدا (الشخص صاحب المعرفة وا ّ‬

‫وعند وصوؿ األوروبييف إلى أمريكا الشمالية في القرف السادس عشر‬

‫(ٔٓ٘ٔ‪ٜٔ٘​ٜ-‬ـ) انتشر استيالؾ التبغ وزراعتو والمتاجرة بو‪ .‬وكاف لعممية‬

‫التحديث التي طالت الزراعة ومكننتيا دور في زيادة توفير السجائر‪ ،‬وعندما‬

‫توسعت صناعة السجائر فإف انتشارىا قد شيد توسعاً كبي اًر‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬


‫‪ 1-1‬استخدام الحشيش ‪Cannabis‬‬ ‫كاف الحشيش شائع االستعماؿ في كؿ مف أوروبا وآسيا قبؿ وصوؿ التبغ‬

‫إلييما في القرف السادس عشر‪ ،‬كما واف استعماؿ الحشيش في ىاتيف القارتيف‬

‫كاف قد بدأ منذ ٓ​ٓ​ٓ٘ قبؿ الميالد‪.‬‬

‫يدخف مف قبؿ األشخاص مباشرة‪ ،‬بؿ‬ ‫يدخف كما كاف التبغ ّ‬ ‫ولـ يكف الحشيش ّ‬ ‫يسخف مع مجموعة مف النباتات‪ ،‬عمى الفحـ أو عمى صخور ساخنة بحيث‬ ‫كاف ّ‬ ‫تنطمؽ منيا أدخنة وأبخرة يتـ استنشاقيا بصيغة غير مباشرة‪ .‬ولـ تعرؼ عممية‬ ‫التدخيف المباشر ألي مف المواد المشار إلييا أعاله قبؿ القرف السادس عشر‪،‬‬

‫وىنالؾ اختالؼ في األداء بيذا الخصوص‪ ،‬ويعتقد المؤرخوف إف استخداـ أدوات‬ ‫تشبو الغميوف في تدخيف الحشيش يعود إلى القرف العاشر حتى القرف الثاني عشر‬

‫في بعض مناطؽ جنوب شرقي إفريقيا‪.‬‬

‫لقد شيد القرف الثاني عشر استخداـ األفيوف مضغاً باعتباره مادة طبية‪ ،‬كما‬

‫أصبح تدخيف األفيوف منتش اًر بشكؿ واسع مف خالؿ التبادؿ التجاري بيف بريطانيا‬

‫والصيف‪ .‬وفي النصؼ الثاني مف القرف التاسع عشر أمسى تدخيف األفيوف شائع‬

‫خؼ بيف األوربييف‬ ‫االستخداـ في األوساط الفنية األوربية‪ ،‬ولكف ىذا االستخداـ ّ‬ ‫خالؿ الحرب العالمية األولى‪ ،‬وبيف الصينييف خالؿ الثورة الثقافية التي قادىا‬

‫الزعيـ المعروؼ ماتوسي تونغ في النصؼ الثاني مف القرف العشريف‪.‬‬

‫وعندما انتشر تدخيف السجائر وكذلؾ زيادة متوسط األعمار المتوقعة في‬

‫القرف العشريف مما جعؿ التأثيرات الصحية السمبية أكثر وضوحاً بيف المدخنيف ‪.‬‬

‫وفي عاـ ‪ ٜٕٜٔ‬نشر األلماني فرنز ليكنت‪ ،‬مف مدينة درسدف‪ ،‬تقري اًر إحصائياً‬ ‫عف حاالت اإلصابة بسرطاف الرئة جراء تدخيف التبغ مما أدى إلى نشوء حركة‬

‫ثـ توالت التقارير الطبية والعممية في كؿ‬ ‫مضادة لمتدخيف في ألمانيا النازية‪ ،‬ومف َّ‬ ‫‪ٛ‬‬


‫مف بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية التي اعتبرت التدخيف عمالً مداناً في‬

‫ووصـ التبغ بأنو السبب الرئيس في حصوؿ األمراض‬ ‫المجاؿ الصحي لألفراد‪ُ ،‬‬ ‫المستديمة والمستعصية كالسرطاف‪.‬‬ ‫عدد مف الحضارات القديمة كالبابمية واليندية‬ ‫ومف الناحية التاريخية كانت ٌ‬ ‫والصينية قد شيدت ممارسة شعوبيا لمتدخيف كجزء مف طقوسيا الدينية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬وتشير المصادر التاريخية إلى توظيؼ أدخنة األفيوف أو الحشيش‬

‫في الدولة اآلشورية‪ ،‬في شماؿ العراؽ‪ ،‬كعالج لما سمي في حينو بمرض تسمـ‬

‫األطراؼ ويعنى بو التياب المفاصؿ‪.‬‬

‫‪ 2-1‬حروب اإلفيون‬

‫‪ 1-2-1‬الحرب األولى‬

‫كما إف الحروب تنشب بيف الدوؿ‪ ،‬وعمى مر العصور‪ ،‬ألسباب اقتصادية وسياسية‬

‫ودينية ومذىبية فإف لألفيوف حروبو أيضا‪ .‬فقد ورد في مصادر دائرة المعارؼ‬ ‫البريطانية إف حروب األفيوف اندلعت إثر محاوالت صينية لمتصدي لتجارة‬

‫األفيوف التي كاف يمارسيا تجار غربيوف‪ ،‬أساساً بريطانيوف‪ ،‬بشكؿ غير مشروع‬

‫وذلؾ بيف اليند وبيف الصيف منذ القرف التاسع عشر (ٓ​ٓ‪ )ٜٔٛ​ٜ-ٔٛ‬والتي‬ ‫نمت بشكؿ كبير منذ عاـ ٕٓ‪ ٔٛ‬إذ كانت اليند مستعمرة بريطانية فضالً عف‬

‫كؿ مف الباكستاف وبنغالدش ومنيمار‪.‬‬

‫وقد أدى انتشار األفيوف في الصيف إلى اإلدماف وظيور مشكالت اجتماعية‬

‫واقتصادية خطيرة‪ ،‬فقررت الحكومة الصينية عاـ ‪ ٖٜٔٛ‬مصادرة وتدمير نحو‬ ‫ٓ​ٓٗٔ طف مف ىذا المخدر الذي كاف ُيخ ّزف في إقميـ غوانغزو مف قبؿ التجار‬ ‫البريطانييف فأدى ذلؾ إلى تصاعد التوتر بيف الجانبيف‪ .‬وفي تموز مف عاـ‬ ‫بح ٌار بريطاني بقتؿ قروي صيني ولكف الحكومة البريطانية رفضت‪،‬‬ ‫‪ ٖٜٔٛ‬قاـ ّ‬ ‫‪ٜ‬‬


‫في حينيا‪ ،‬مثوؿ أحد رعاياىا أماـ محكمة صينية‪ .‬وبدأت أعماؿ عدائية مف قبؿ‬

‫البريطانييف في أواخر عاـ ‪ ٖٜٔٛ‬عندما قصفت سفينة حربية بريطانية ثكنةً‬

‫صينيةً في ىونغ كونغ‪ .‬ثـ قررت الحكومة البريطانية في أوائؿ عاـ ٓٗ‪ٔٛ‬إرساؿ‬ ‫قوة إلى الصيف التي وصمت إلى ىونغ كونغ في حزيراف مف العاـ ذاتو‪ .‬وبحموؿ‬

‫أيار عاـ ٔٗ‪ ٔٛ‬كانت القوات البريطانية قد احتمت كانتوف ثـ ألحقت ىزيمة‬ ‫بالقوات الصينية التي شنت ىجوماً مضاداً بسبب ضعؼ تجييزىا وتسميحيا عاـ‬

‫ٕٗ‪ ،ٔٛ‬وبعد ذلؾ استولى البريطانيوف عمى مقاطعة نانجينغ في أواخر شير آب‬ ‫مف العاـ ذاتو لتستسمـ الصيف إلى بريطانيا وتبرـ اتفاقية نانجينغ إلنياء ىذه‬ ‫الحرب‪ .‬ثـ جرى إبراـ ممحؽ ىذه االتفاقية في تشريف األوؿ عاـ ٖٗ‪ ٔٛ‬واحتوى‬ ‫عمى نص يشير إلى محاكمة البريطانييف الذيف ارتكبوا جرائـ عمى األراضي‬

‫الصينية أماـ محاكـ بريطانية‪ ،‬وليست صينية‪ ،‬وحصوؿ بريطانيا عمى وضعية‬

‫الدولة األجنبية األكثر تفضيالً‪ ،‬وسرعاف ما طالبت الدوؿ الغربية األخرى كفرنسا‬

‫بحقوؽ مماثمة وحصمت عمييا‪.‬‬

‫‪ 2-2-1‬حرب األفيون الثانية‬

‫سعت بريطانيا‪ ،‬في منتصؼ القرف التاسع عشر‪ ،‬إلى الحصوؿ عمى المزيد‬

‫مف االمتيازات التجارية في الصيف وبدأت بافتعاؿ الذرائع لغرض تجديد األعماؿ‬

‫عدد مف المسؤوليف‬ ‫العدائية‪ .‬وفي أوائؿ شير تشريف األوؿ مف عاـ ‪ ٔٛ٘ٙ‬صعد ٌ‬ ‫الصينييف إلى السفينة البريطانية (آرو) التي كانت راسية في ميناء كانتوف‬ ‫واعتقموا العديد مف الصينييف (الذيف أطمؽ سراحيـ الحقاً)‪ ،‬فيما اعتبره‬

‫البريطانيوف إىانةً‪ .‬وفي إثر ذلؾ قامت سفينة حربية بريطانية بقصؼ كانتوف‬ ‫ووقعت اشتباكات بيف القوات البريطانية والصينية‪.‬‬

‫ٓٔ‬


‫وقررت فرنسا‪ ،‬حينئذ‪ ،‬االنضماـ إلى جانب بريطانيا متذرعةً بمقتؿ مب ّش ٍر‬

‫فرنسي في الصيف أوائؿ العاـ ذاتو‪ ،‬وفي حزيراف مف عاـ ‪ ٔٛ٘ٛ‬تـ توقيع‬ ‫اتفاقية تيانجيف التي فرضت إقامة مبعوثيف لمدوؿ الغربية في بكيف‪ ،‬وفتح العديد‬

‫مف الموانئ أماـ الغربييف لإلقامة والتجارة والسماح بسفر األجانب إلى الصيف مع‬ ‫حرية التبشير عمى األراضي الصينية‪.‬‬

‫وفي أثر ذلؾ انسحبت القوات البريطانية مف تيانجيف في حزيراف عاـ ‪،ٜٔٛ٘‬‬ ‫وحاوؿ دبموماسيوف بريطانيوف وفرنسيوف التوجو إلى بكيف عبر تيانجيف لمتصديؽ‬

‫عمى المعاىدة لكف السمطات الصينية رفضت السماح ليـ بالمرور وعرضت‬ ‫طريقا بديالً إلى بكيف‪ ،‬فحاولت القوات البريطانية والفرنسية فتح الطريؽ بالقوة‬

‫شنت القوات البريطانية والفرنسية‬ ‫فأنزؿ الصينيوف بيما خسائر كبيرة‪ .‬بعد ذلؾ ّ‬ ‫فسحقت القوات الصينية‪ ،‬وفي تشريف األوؿ‬ ‫ىجوماً كبي اًر في آب عاـ ٓ‪َ ٔٛٙ‬‬

‫استولى البريطانيوف والفرنسيوف عمى بكيف وأحرقوا القصر الصيفي لإلمبراطور‬ ‫والمعروؼ بحدائؽ يوامينغ‪ .‬وفي أواخر ذلؾ الشير وقَّعت الصيف معاىدة بكيف‬

‫أقرت فييا باتفاقية تيانجيف وسمّمت البريطانييف جنوب شبو جزيرة كولوف ليتـ‬ ‫التي َّ‬ ‫الحاؽ ىذه المنطقة بيونغ كونغ‪.‬‬

‫ظمت ىونغ كونغ تحت السيطرة البريطانية إلى حيف أعادتيا إلى الصيف قبؿ‬

‫ثالثة عقود مع استمرار احتفاضيا بوضع خاص فييا‪.‬‬

‫‪ 3-1‬تأريخ التدخين في الشرق األوسط‬ ‫ابتدأ استخداـ النرجيمة (األرجيمة) وتسمى باإلنجميزية ‪ Water pipe‬لتدخيف‬ ‫التبغ في منطقة الشرؽ األوسط بحدود القرف السادس عشر‪ ،‬وكاف مصدر ذلؾ‬ ‫الصيف وذلؾ مف خالؿ الرحالت التجارية بيف بمداف الشرؽ األوسط وبيف دولة‬

‫الصيف‪ ،‬ورغـ إنو في البداية استخدمت النرجيمة لتدخيف أوراؽ التبغ ولكنيا‬ ‫ٔ​ٔ‬


‫خمطت‪ ،‬بعد ذلؾ‪ ،‬مع مادة األفيوف والحشيش (القنَّب)‪ .‬ونظ اًر إلنتشار التبغ في‬

‫عموـ الشرؽ األوسط وشماؿ أفريقيا فقد ازدىرت تجارة الحشيش خالؿ بضعة‬ ‫عقود مف الزمف‪ .‬وخالؿ القرنيف السادس عشر والسابع عشر أمسى لمحشيش‬

‫شعبية كبيرة في مناطؽ واسعة امتدت مف تركيا غرباً إلى النيباؿ في الشرؽ‪،‬‬ ‫ووصمت شعبيتو ذروتيا في القرنيف التاسع عشر والعشريف‪.‬‬

‫أما في المممكة األردنية الياشمية التي تحتؿ المرتبة الثالثة أو الثانية عالمياً‬

‫في قائمة الدوؿ التي ينتشر التدخيف فييا‪ ،‬فمف الناحية التاريخية كاف أوؿ معمؿ‬ ‫لتصنيع السجائر (الدخاف) في األردف قد تـ إنشاؤه عاـ ٕٗ‪ ،ٜٔ‬وكانت شركات‬ ‫التبغ تنتج السجائر المحتوية عمى التبغ التركي الذي كاف مستساغاً مف قبؿ‬ ‫المستيمكيف األردنييف إلى أف حمت الحرب العالمية الثانية وتغير ذوؽ المدخنيف‬

‫المصنعة مف التبغ الفرجيني‪ ،‬إذ أصبح‬ ‫في ىذا البمد باتجاه تدخيف السجائر‬ ‫ّ‬ ‫‪ %ٜ​ٜ‬مف المدخنيف األردنييف يفضموف السيجارة الفرجينية‪ ،‬واقتضى ذلؾ بطبيعة‬ ‫الحاؿ توجو المزارعيف األردنييف إلى زراعة التبغ الفرجيني‪.‬‬

‫تأسس أوؿ معمؿ إلنتاج السيجار في عماف سنة ٕٗ‪ ٜٔ‬مف قبؿ شركة‬

‫قرمان ديك وسمطي وشركاىم‪ ،‬وكاف ليذه الشركة معمؿ مماثؿ في فمسطيف‪ .‬ثـ‬ ‫أسس السيد مصطفى شرباتي وشركاه شركة جديدة‪ ،‬إلى أف استحوذت شركة‬ ‫قرمان ديك وسمطي عمى ىذه الشركة األخيرة سنة ‪ ٜٕٜٔ‬وأصبح اسـ الشركة‬ ‫الجديدة‪ ،‬شركة دخان وسجائر الشرق العربي الوطنية المساىمة‪.‬‬ ‫عدد مف أصحاب رؤوس األمواؿ شركة أخرى في‬ ‫أسس ٌ‬ ‫وفي سنة ٖٓ‪ّ ٜٔ‬‬ ‫مدينة عماف لمغرض ذاتو برأس ماؿ قدره اثنتا عشر ألؼ جنيو فمسطيني‪ ،‬وأطمقوا‬

‫عمى ىذه الشركة اسـ "شركة التبغ والسجائر األردنية الياشمية" إلى أف حؿ‬ ‫عاـ ٔ‪ ٜٔٙ‬إذ كاف ىنالؾ ثالث شركات لصنع السجائر ىي‪:‬‬ ‫ٕٔ‬


‫‪ -1‬شركة التبغ والسجائر األردنية المساىمة في مدينة عمان‪.‬‬ ‫‪ -2‬شركة الدخان والسجائر الوطنية المساىمة المحدودة في مدينة عمان‬ ‫(شركة دخان الشرق العربي الوطنية المساىمة سابقاً)‪.‬‬

‫‪ -3‬شركة منصور ومركزىا بيت لحم‪.‬‬

‫وقد وصؿ عدد الشركات المسجمة في غرفة صناعة عماف سنة ٕ٘ٔٓ تحت‬

‫تصنيؼ (سجائر) إلى (‪ )17‬سبعة عشر شركة‪.‬‬

‫تخضع زراعة التبغ في األردف إلى إشراؼ الحكومة األردنية بشكؿ مباشر‬ ‫وذلؾ لمحيمولة دوف التالعب بيذه الصناعة‪ .‬وتحدد الحكومة مساحة األراضي‬ ‫المزروعة تبغاً بنحو عشريف ألؼ دونـ (عشرين مميون متر مربع) سنوياً‪ ،‬أي ما‬

‫يفي باالحتياجات االستيالكية المحمية‪ .‬ويبمغ اإلنتاج المحمي لمتبغ نحو مميون‬

‫كيموغرام (ألف طن) سنوياً‪ ،‬كما وأنو ال يسمح بزراعة أي مف أصناؼ التبوغ‬ ‫العالمية غير التبغ الفرجيني تماشياً مع رغبة المدخنيف‪.‬‬

‫ٖٔ‬


ٔٗ


‫الفصل الجاني‬ ‫حجه املشكلة عامليًا وحملياً‬

‫٘ٔ‬


ٔٙ


‫حجم المشكمة عالمياً ومحمياً‬ ‫ال بد مف استعراض حجـ مشكمة التدخيف عالمياً ومحمياً بصيغة مختصرة كي‬

‫تتوفر الفرصة لمقارئ الكريـ لتقدير أىمية التصدي ليذا الموضوع ‪ .‬ففي دراسة‬ ‫صدرت عف المعيد الطبي األكاديمي في مدينة ىيوستف‪ ،‬والية تكساس‬

‫األمريكية‪ ،‬جاءت إشارةٌ إحصائيةٌ إلى أف أعداد المدخنيف في العالـ سنة ‪2115‬‬ ‫قدرت بحوالي ‪ 1.1‬مميار مدخناً‪ ،‬وفي الواليات المتحدة األمريكية كاف عدد‬ ‫المدخنيف ‪( 45‬خمسة وأربعين) مميوناً مف مجموع السكاف الكمي وىو ‪327.16‬‬

‫مميوناً‪ ،‬أي أف نسبة المدخنيف في ىذا البمد تعادؿ ‪ ،%13.7‬مقارنة بنسبة‬

‫المدخنيف في األردف التي وصمت في أحدث إحصائية إلى ‪ %29‬مف مجموع‬

‫السكاف الكمي (‪ )9,823,627‬مميوناً لمف ىـ في سف ‪ 18‬سنة فما فوؽ‪ ،‬بينما‬ ‫تصؿ نسبة تدخيف السجائر بيف الشباب لمفئة العمرية ‪ 15-13‬سنة إلى ‪.%14‬‬

‫تعد‬ ‫كما أف منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أف نسبة المدخنيف في األردف ّ‬ ‫مف النسب األعمى في العالـ‪ ،‬وتصؿ بيف الذكور إلى ‪ ،%ٚٓ.2‬لتحتؿ المركز‬ ‫األوؿ في منطقة الشرؽ األوسط‪ ،‬والمركز الثاني أو الثالث عالمياً‪ ،‬فيما تتصدر‬

‫الميسرة إنفاقاً كبي اًر يطاؿ جيوب‬ ‫إندونيسيا المركز األوؿ‪ .‬وتعني ىذه اإلحصاءات‬ ‫ّ‬ ‫عبر الدكتور محمد شريـ‪ ،‬رئيس جمعية مكافحة‬ ‫المدخنيف وعوائميـ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫التدخيف‪ ،‬في تصريح لو إلى جريدة الرأي بتاريخ ٗٔ كانوف الثاني عاـ ‪،ٕٓٔٙ‬‬

‫عف ذلؾ بإشارتو إلى ( إف األردف ينفؽ أكثر مف أربع مميار دينار سنوياً عمى‬

‫وبيف في المؤتمر الصحافي الذي عقد في‬ ‫التدخيف بطريقة مباشرة وغير مباشرة)‪ّ .‬‬ ‫غرفة تجارة عماف لإلعالف عف إطالؽ المؤتمر الوطني الثاني لموقاية مف وباء‬ ‫التدخيف برعاية رئيس الوزراء في حينو بعنواف (البعد االقتصادي ودور اإلعالـ)‪،‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬


‫إف األردنييف ينفقوف (‪ )518‬مميون دينار سنوياً مباشرةً عمى شراء منتجات‬ ‫التبغ‪.‬‬ ‫وأشار الدكتور محمد شريـ إف (المبمغ الذي ينفقو األردنيوف عمى شراء‬

‫منتجات التبع يكفي إلنشاء (‪ )ٛ‬ثماني مستشفيات شبيية بمستشفى الزرقاء‬ ‫الجديدة‪ ،‬بسعة ‪ 511‬سرير‪ ،‬والتي بمغت كمفة إنشائيا (‪ )65‬خمسة وستون‬ ‫مميون دينا ارً)‪ .‬أما رئيس غرفة تجارة عماف‪ ،‬حيدر مراد‪ ،‬فقد ّبيف في ىذا‬ ‫االجتماع ( إف استيالؾ المممكة مف السجائر بمغ ميمون و(‪ )711‬سبعمائة ألف‬

‫كرتونة سنوياً‪ ،‬واف متوسط إنفاؽ األسرة األردنية عمى التدخيف يبمغ نحو ‪431‬‬ ‫دينار سنوياً أي بمعدؿ يصؿ إلى ‪ 81‬دينار سنوياً لمفرد الواحد أي بنسبة ‪%5‬‬

‫مف معدؿ دخؿ المواطف األردني‪ .‬واف ما يباع مف السجائر رسمياً ال يتجاوز‬

‫‪ %25‬فحسب فيما يباع ‪ %75‬من السجائر بطرؽ غير رسمية )‪.‬‬

‫وكاف الدكتور محمد شريـ قد أشار في ىذا المؤتمر إلى إف قضية مكافحة‬

‫وباء التدخيف تعد قضية وطف منوىاً إلى أف (‪ )39‬تسعة وثالثون مواطناً‬ ‫يموتون أسبوعيا جراء اإلدماف عمى التدخيف بأنواعو المختمفة‪ ،‬أي إف المجموع‬

‫الكمي يصؿ إلى (‪ )1566‬وفاة سنوياً‪.‬‬

‫ررري يررررأمر النرررراس بررررالتقى‬ ‫وغيررررر تقر ّ‬

‫طبيرررب يرررداوي النررراس وىرررو عميرررل‬

‫لـ يعد خطر التدخيف مقتص اًر عمى مضاره الصحية‪ ،‬إذ تتعاظـ مخاطره عندما‬

‫تجد طبيباً مد ّخناً‪ ،‬فمخاطر التدخيف بيف فئة األطباء‪ ،‬وىـ األدرى بمضاره‪،‬‬

‫المدخنوف مف عامة‬ ‫تتعاظـ لكونيـ يش ّكموف قوة المجتمع الصحية‪ ،‬إذ أمسى‬ ‫ّ‬ ‫مدخنوف السيما حيف تتحدث مع أحدىـ‬ ‫الناس يشيروف إلى األطباء بأنيـ‬ ‫ّ‬ ‫إلقناعو باإلقالع عف التدخيف وتحذيره مف اإلصابة باألمراض التي يتسبب بيا‪.‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬


‫ووفقاً لدراسة قاـ بيا أحد األطباء‪ ،‬فإف نسبة التدخيف بيف األطباء تصؿ إلى‬

‫ٖٗ‪ %‬وىي نسبة قريبة مف عدد أعضاء مجمس نقابة األطباء المدخنيف مف‬ ‫القطاع العاـ بالمقارنة مع زمالئيـ في القطاع الخاص‪.‬‬

‫تعد‬ ‫فتدخيف العامميف في المجاؿ الطبي مف أطباء وكوادر صحية وممرضيف ّ‬ ‫ظاىرة مؤرقة لمعامميف في مجاؿ مكافحة التدخيف وغالباً ما تسبب ليـ اإلحراج‬

‫عد مف أشد المعارضيف‬ ‫أحياناً‪ ،‬إال أف أحد وزراء الصحة في األردف الذي كاف ُي ّ‬ ‫لمتدخيف‪ ،‬تجاوز ىذا الحرج في إحدى المناسبات العامة التي حضرىا في أحد‬ ‫يدخف في قاعة‬ ‫الفنادؽ إذ طمب مف المعنييف في الو ازرة اعتبار كؿ مف كاف ّ‬ ‫الفندؽ مخالفاً لمتعميمات وعرضةً لتطبيؽ القانوف ضده‪.‬‬ ‫ويقوؿ عضو المجنة الوطنية لمكافحة التدخيف‪ ،‬المستشار اإلعالمي لوزير‬

‫الصحة الدكتور باسـ الكسواني‪ ،‬إف و ازرة الصحة مستمرة لمخالفة المدخنيف في‬

‫األماكف العامة واألطباء جزٌء منيـ‪ ،‬واف ىناؾ نسبة مخالفة عالية لتعميمات‬ ‫أكد الكسواني‪ ،‬اإلخصائي بأمراض األطفاؿ‪ ،‬اّف‬ ‫التدخيف في تمؾ األماكف‪ .‬و ّ‬ ‫منيج حقيقي وفاع ٌؿ لما يمثمو مف خطورة عمى‬ ‫األواف ألف يكوف لمكافحة التدخيف‬ ‫ٌ‬ ‫وزف األطفاؿ حديثي الوالدة ألميات مدخنات‬ ‫صحة الفرد والمجتمع مبيناً إف أ ا‬ ‫أقؿ مف وزف حديثي الوالدة ألميات غير مدخنات‪.‬‬

‫ويرى مختصوف إف أمراض التدخيف لـ تأخذ حقيا في سمـ األولويات ضمف‬

‫األمراض الخطيرة التي تسبب الوفيات السيما واف التدخيف ىو المسبب األوؿ‬ ‫لألمراض والوفيات في العالـ‪.‬‬ ‫ويستذكر المؤلؼ إنو زار‪ ،‬في أحد األياـ‪ ،‬مدير إحدى المستشفيات الحكومة‬

‫الرصينة وىو طبيب جراح لغرض تينئتو بتسمـ موقعو الجديد‪ .‬ولكثرة انشغاؿ‬ ‫األخير في ذلؾ اليوـ فقد اقترح عمى الزائر المينئ أف يستقبمو في غرفة صغيرة‬ ‫‪ٜٔ‬‬


‫ممحقة بمكتبو‪ ،‬وىناؾ حضر اثناف مف األطباء المتخصصيف لمتينئة كذلؾ‪ .‬وبعد‬

‫دقائؽ قميمة امتدت أيدي األطباء الثالثة إلى جيوبيم ليخرجوا من جوفيا عمب‬ ‫السجائر ويبدأوا احتفا ًال مكثفاً من التدخين غير المعمن وبعيداً عن أعين‬ ‫المرضى المساكين الذين طالما استمعوا‪ ،‬من ىؤالء األطباء‪ ،‬إلى الكثير من‬ ‫النصائح المغمفة بالتيديد إن ىم لم يمتزموا بتمك النصائح لالبتعاد عن المم ِيمة‬

‫(السيجارة)‪ ،‬مع شروحات عن مضار التدخين ومثالبو في إحداث العمل في‬ ‫أجساد الناس والممل‪.‬‬ ‫وكاف المؤلؼ قد شعر‪ ،‬حينيا‪ ،‬وبعد بضعة دقائؽ إنو يكاد يختنؽ مف فرط‬

‫ؾ‬ ‫ما أحدثو أولئؾ األطباء مف غابات األدخنة داخؿ تمؾ الغرفة الصغيرة‪ ،‬ولـ ي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫آسؼ عمى نعمة النأي بالجسد والروح‬ ‫أمامو سوى اإلستئذاف ومغادرة المكاف غير‬ ‫المدمرة‪ ،‬وفي دواخمو حسرةٌ ح ّرى عمى الطب وبعض أىمو‪ .‬وفي‬ ‫عف ىذه االّفة‬ ‫ّ‬ ‫طريؽ ىروبو ذلؾ راح يستذكر‪ ،‬مف خالؿ تداعيات الذاكرة‪ ،‬ما حصؿ قبؿ سنيف‬

‫عدة مضت حيف لجأ إلى أحد األطباء المشيود ليـ بالمعرفة في أمراض القمب‬ ‫ّ‬ ‫واألوعية الدموية في العاصمة العراقية‪ ،‬بغداد‪ ،‬خالؿ عقد التسعينات مف القرف‬ ‫الماضي‪ ،‬كي يعرض عميو والدتو (رحميا اهلل) التي كانت تعاني مف أمراض‬ ‫القمب‪ ،‬الذي أودى بحياتيا بعدئذ‪ .‬وكاف سعيداً حيف تمكف مف الحصوؿ عمى‬

‫موعد مع ذلؾ الطبيب في عيادتو الخاصة في محمة المنصور مف حاضرة‬ ‫العاصمة العراقية‪ ،‬وبعد انتظار طاؿ أمده‪ ،‬وحيف بدأت المعاينة الطبية وانيالت‬ ‫األسئمة عف تاريخ المرض وأعراضو وما استخدـ في عالجو حتى ذلؾ الحيف‪،‬‬

‫عرضي إف كانت المريضة قد اقتربت مف السجائر‪ ،‬وحيف جاء‬ ‫ثـ جاء سؤا ٌؿ‬ ‫ٌ‬ ‫ؾ لحالة تدخيف قبؿ عشر سنوات ولمدة لـ تتجاوز‬ ‫الجواب بالنفي عدا استد ار ٌ‬ ‫الشيريف فحسب‪ ،‬حينيا رفع الطبيب الحكيـ نظارتو الطبية عف عينيو المتعبتيف‬ ‫ٕٓ‬


‫وصرح بأف ذلؾ أحد مسببات ما تعانيو المريضة مف إجياد في القمب وعمة في‬ ‫ّ‬ ‫الشراييف‪ .‬وبعد ىنيية راح طبيبنا الحكيـ يدوف أسماء الفحوصات المطموبة‬ ‫واألدوية الضرورية عمى الورقة النظامية (الروشيتة)‪ ،‬وقبؿ أف يسمـ تمؾ الورقة‬

‫إلى المؤلؼ لـ يتوانى عف سحب درج مكتبو ليخرج منو عمبة سجائره المفضمة ثـ‬ ‫أشعؿ إحداىا بعصبية واضحة وراح ينفث دخانيا في جو الغرفة المخصصة‬

‫لممعاينة‪ ..‬ومف ثَّـ رسـ عمى وجيو إبتسامةً وىو يتفوه بمبمغ المعاينة ويسعؿ‬ ‫سعاالً مقرفاً‪ ..‬وىكذا راحت عينا المؤلؼ تنتقالف بيف شفتي الطبيب‪ ،‬وىو يكرر‬ ‫سحب دخاف سيجارتو‪ ،‬وبيف عيني والدتو المتعبتيف والمتيف زادىما تعباً ما اقترفو‬ ‫ذلؾ الطبيب مف ذنب مزدوج بحؽ ذاتو وبحقيا‪.‬‬

‫وقد تناىى إلى مسامع المؤلؼ بعد ستة أشير ونيؼ مف ذلؾ التاريخ إف ذلؾ‬

‫الطبيب األخصائي قد أصيب بسرطاف الحنجرة‪ ،‬واف حنجرتو قد أزيمت بعممية‬ ‫ٍ‬ ‫بسيطة‬ ‫جراحية معقّدة وأمسى بعدىا شبو أخرس يعتمد في كالمو عمى أد ٍاة‬ ‫إلخراج أصوات محشرجة تكاد ال تفيـ مف قبؿ السامعيف‪.‬‬

‫إف إيراد ىذيف المثاليف ال يعني إف التدخيف صفة مالزمة لألطباء‪ ....‬ولكف‬

‫كثرة الحاالت بيف ىذه الفئة االجتماعية المسؤولة عف حياة المواطنيف يؤشر نمطاً‬ ‫غير اعتيادي في السموؾ العممي الطبي واإلرشادي‪.‬‬

‫ىل يوفر التدخين شعو ارً بالسعادة؟‬

‫قبؿ الخوض في مضمار األضرار التي يحدثيا التدخيف في جسد المدخنيف‪،‬‬

‫يجدر بنا مناقشة السؤاؿ الوارد في عنواف ىذه الفقرة‪ ،‬إذ إف انتشار عادة التدخيف‬ ‫تشد‬ ‫بيف مئات مالييف البشر في عموـ الكرة األرضية البد أف يقؼ خمفو‬ ‫مسببات ّ‬ ‫ٌ‬ ‫المدخف إلى عدـ إعالف طالقو مف ىذه العادة‪ ،‬رغـ التحذيرات الطبية لما تسببو‬

‫الصعد‪.‬‬ ‫مف أضرار شتى وعمى مختمؼ ُ‬

‫ٕٔ‬


‫لقد أُجريت عدة دراسات عممية عمى أدمغة األشخاص المدخنيف الختبار تأثير‬

‫التدخيف في شعور المدخنيف‪ ،‬وأظيرت تمؾ الدراسات إف المدخنيف يمارسوف ىذه‬ ‫العادة ألنيا تحاكي الشعور بالسعادة وتيدأة األلـ‪ ،‬والشعور الجميؿ رغـ عدـ‬

‫واقعيتو‪ ،‬أي أف الشعور بالمتعة ولكنيا متعة زائفة وغير ثابتة إذ أنيا وقتية‬ ‫تتالشى بمجرد انخفاض تركيز النيكوتيف في الجسـ وىو المادة الرئيسة المسببة‬ ‫لذلؾ الشعور‪ ،‬إذ أف انخفاض تركيز ىذه المادة يستوجب إلحاؽ المدخف سيجارتو‬

‫األولى بثانية وثالثة وىمُـ جرا‪ ،‬إلى أف يصؿ عدد السجائر المستيمكة مف قبؿ‬ ‫البعض إلى عشريف ومضاعفاتيا‪.‬‬

‫ومف تمؾ الدراسات التي نوىنا إلييا أعاله‪ ،‬ما أشار إليو ديفيد سكوت‪ ،‬طالب‬

‫الدراسات العميا في برنامج عموـ األعصاب في جامعة مشيكاف‪ ،‬بقولو إف الذي‬ ‫يحدث ىو تدفؽ اإلفيونات (جمع إفيوف) في مناطؽ مف دماغ المدخف‬

‫المتخصصة بالمشاعر‪.‬‬

‫كما أشار الطبيب النفساني والعصبي‪ ،‬جوف زوبيتا‪ ،‬إلى إف تفاعؿ مكونات‬

‫التبغ‪ ،‬تحديداً النيكوتيف‪ ،‬مع كيمياء الدماغ يحدث بصيغة غير اعتيادية‪ ،‬وتفسير‬ ‫الشعور بالسعادة واالرتياح النفسي والجسدي لدى المدخف ناجـ عف كوف‬

‫النيكوتيف يعمؿ كمنشط وميدئ فور استنشاقو‪ ،‬إذ ينشط إف ارزات الغدة الكظرية‬

‫(راجع الشكؿ ٕ‪ ) ٔ-‬وانتاج ىورموف األدرينالين الذي يساعد عمى الشعور‬ ‫بالنشاط الجسدي‪ ،‬ويسبب إطالؽ سكر ﮔلوكوز إلى الدـ وزيادة ضغط الدـ‬ ‫المستنشؽ الذي يصؿ‬ ‫ومعدؿ ضربات القمب وحركة التنفس‪ .‬كما يسبب النيكوتيف ُ‬ ‫إلى الدـ إطالؽ مادة الدوبامين المسؤولة عف الشعور بالغبطة والتحفز‪ .‬ومجموع‬ ‫ىذه التفاعالت والتغيرات الفسيولوجية تماثؿ إلى حد كبير‪ ،‬ما يحدث عند تداوؿ‬

‫ٕ​ٕ‬


‫العقاقير المخدرة األخرى مثؿ الكوكائين والييروين‪ ،‬وىذا ىو السر وراء‬ ‫األحاسيس المذىمة التي تجتاح المدخف‪.‬‬

‫وىكذا نصؿ إلى نتيجة استنتاجية مفادىا إف المتعة التي يوفرىا التدخيف‬

‫لإلنساف المدخف ال تدوـ سوى دقائؽ تقؿ عف خمس عشرة دقيقة‪ ،‬فيي إذاً متعة‬

‫مؤقتة وزواليا السريع يفسر حالة اإلد مان‪.‬‬

‫الشكل (‪ ) 1-2‬موقع الغدة الكظرية في الجسم‬

‫ٖٕ‬


ٕٗ


‫الفصل الجالح‬ ‫أدوات التدخني‬

‫ٕ٘‬


ٕٙ


‫أدوات التدخين‬ ‫سنتطرؽ ىنا إلى األدوات التي استخدمت وما زالت تستخدـ في التدخيف مع‬

‫إحدى األدوات المستحدثة‪ ،‬مع العرض بأف الغرض مف ذلؾ ىو تكامؿ البحث‬ ‫في ىذا الموضوع‪ ،‬وليس لمترويج ألي منيا‪ ،‬فجميعيا أدوات يؤدي استخداميا‬

‫إلى اإلضرار بصحة الفرد ومف ىـ حولو‪.‬‬

‫‪ 1-3‬الغميون‬ ‫ىو أحد أدوات تدخيف التبغ ولو أشكاؿ وأحجاـ مختمفة ويعتقد أف سبب‬

‫استخدامو في البداية كاف لتصفية وترشيح الدخاف مف النيكوتيف والقطراف‪ ،‬كما‬ ‫اعتُِق َد في حينو‪ ،‬رغـ عدـ ثبوت ىذا االعتقاد‪ .‬كما أنو يعمؿ عمى خفض ح اررة‬ ‫الدخاف قبؿ وصولو إلى الفـ‪.‬‬

‫صنع تجويؼ الغميوف عادة مف أغصاف الورد البري أو كوز الذرة أو مف‬ ‫ُي ّ‬ ‫الصمصاؿ‪ ،‬كما يصنع أحياناً مف خشب الكرز أو خشب شجرة الزيتوف أو‬

‫البموط‪ .‬ورغـ إف استخدامو لتدخيف التبغ قد تراجع شعبياً ولكنو ما زاؿ مستخدماً‬ ‫عمى نطاؽ واسع بيف المدخنيف في الدوؿ اإلسكندنافية‪.‬‬

‫أما في القرف العشريف فقد استخدـ الغميوف بشكؿ تفضيمي عف بقية أدوات‬

‫التدخيف الستنشاؽ مجموعة مف المخدرات المؤثرة في المدخنيف‪.‬‬

‫ص نعت أنواع مختمفة مف الغميونات في مناطؽ العالـ وبأحجاـ مختمفة‪ ،‬إذ‬ ‫ُ‬ ‫كانت األنواع الغربية كبيرة الحجـ تستخدـ لتدخيف األنواع الشديدة المذاؽ مف‬

‫التبغ بينما استخدمت األنواع صغيرة الحجـ المعروفة "بالمدواخ" لتدخيف أنواع‬

‫التبغ األخؼ مذاقاً مثؿ دوخا ‪ Dokha‬أو أنواع مف الحشيش‪.‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬


‫وتجدر اإلشارة إلى مشاىير العالـ الذيف استخدموا الغميوف ومنيـ‪:‬‬

‫ جارلس داروف – العالـ اإلنجميزي المشيور (ٕ‪.)ٜٔٛٓ-ٔٛ​ٛ‬‬‫ البرت انشتايف – العالـ األلماني المعروؼ (٘​٘‪.)ٜٔٛٚ-ٜٔ‬‬‫‪ -‬تشي جيفا ار – الثائر البوليفي (‪.)ٜٕٔٛ-ٜٔٙٚ‬‬

‫‪ -‬ىارولد ماكميالف – رئيس وزراء بريطانيا لمفترة ‪ ،ٜٖٔٙ-ٜٔ٘ٚ‬والذي عاش‬

‫خالؿ (ٗ‪.)ٜٔٛٙ-ٜٔٛ‬‬

‫ جوزيؼ ستاليف – رئيس وزراء االتحاد السوفيتي السابؽ (ٖ٘‪.)ٔٛٚٛ-ٜٔ‬‬‫الميسر تاريخياً‪ ،‬ال يعني تكريماً لمتدخيف ألف مف‬ ‫إف ىذا االستعراض‬ ‫ّ‬ ‫استخدمو كاف وما زاؿ مشيو اًر‪ ،‬وأضرار التدخيف قد أصابت ىؤالء الرجاؿ‬

‫كغيرىـ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬السيجار‬ ‫صنع‬ ‫وي ّ‬ ‫ىو عبارة عف لفافة مف أوراؽ التبغ المجففة والمخمرة بطريقة خاصة‪ُ .‬‬

‫السيجار بأشكاؿ وأحجاـ مختمفة‪ ،‬ويعود تاريخ استخداـ السيجار أو شبييو في‬ ‫مناطؽ المايا‪ ،‬في أمريكيا الالتينية‪ ،‬السيما في كواتمياال بحدود القرف العاشر‬

‫ويعد السيجار الكوبي مف األنواع المعروفة بجودتيا والتي تصنع يدوياً‬ ‫الميالدي‪ّ .‬‬ ‫مف قبؿ النساء في ىذا البمد‪.‬‬ ‫ال يختمؼ استخداـ ىذه الصيغة لتدخيف التبغ عف غيرىا‪ .‬ومف المشاىير‬

‫الذيف اعتادوا عمى استخداـ السيجار‪:‬‬

‫ فيدؿ كاسترو – الرئيس الكوبي السابؽ‪.‬‬‫ ونستف تشرشؿ – رئيس الوزراء البريطاني األسبؽ‪ ،‬وقد سمي نوع مف‬‫السيجار باسـ ىذا الرجؿ‪.‬‬

‫ سيجموند فرويد – المحمؿ والطبيب السيكولوجي النمساوي‪.‬‬‫‪ٕٛ‬‬


‫‪ -‬تشي جيفا ار – الثائر البوليفي المعروؼ‪.‬‬

‫ الفريد ىتشكوؾ – المخرج والمنتج السينمائي البريطاني‪.‬‬‫‪ -‬ادوارد الثاني عشر – ممؾ بريطانيا األسبؽ‪.‬‬

‫‪ 1-4‬النارجيمة (النرﮔيمة‪ ،‬الشيشة‪ ،‬األرﮔيمة)‬ ‫كانت قاعدة النارجيمة في األصؿ تُصنع مف جوز اليند‪ ،‬ثـ استخدـ الزجاج‬ ‫وغيره بديالً عنو‪ .‬وباستعماليا في التدخيف يتـ إمرار دخاف التبغ‪ ،‬المشتعؿ فوؽ‬ ‫الفحـ‪ ،‬بالماء مف خالؿ خرطوـ قبؿ استنشاقو مف قبؿ المدخف‪ .‬وكممة "شيشة"‬

‫أعجمية األصؿ ومعناىا الزجاج أو(ﮔ اززة)‪ ،‬كما إف كممة نارجيمة فارسية األصؿ‬

‫وتعني حبة جوز اليند‪ ،‬وأمست ىذه التسمية شائعة االستعماؿ في مصر وغيرىا‬ ‫مف البمداف‪ .‬كما أنيا انتشرت في أقطار الوطف العربي وشاع استعماليا مف قبؿ‬

‫فئات المجتمع كافة ولكال الجنسيف وشتى األعمار‪.‬‬

‫ويعتقد أف أوؿ مف اخترعيا كاف طبيباً‪ !!..‬واسـ ىذا الطبيب عبدالفتاح‬

‫الجيالني إذ كاف طبيب البالط أياـ السمطاف المغولي (أكبر) في اليند‪ ،‬والذي‬

‫حكـ اليند خمسيف عاماً (‪ )ٔٙٓ٘-ٔ٘​٘ٙ‬وقد خشى ذلؾ الطبيب عمى صحة‬ ‫مضاره عميو مف خالؿ ابتكار فكرة‬ ‫السمطاف جراء كثرة التدخيف فأراد أف يخفؼ‬ ‫ّ‬ ‫إمرار الدخاف في الماء ظناً منو أف ذلؾ سيعمؿ عمى تنقية الدخاف مف المواد‬ ‫الضارة‪ .‬ليكوف بذلؾ أوؿ مخترع ليذه األداة‪ ،‬وقد أسماىا الينود في حينو "اليوكا"‬

‫وىو االسـ الذي اعتمده الغربيوف في لغاتيـ بالمفظ ذاتو تقريباً‪.‬‬

‫قاـ الفرس بإحداث تحويرات عمى النارجيمة‪ ،‬إذ عمدوا إلى استبداؿ القاعدة‬

‫المصنوعة مف جوز اليند بالزجاج كي يتسنى ليـ رؤية الفقاعات في الماء عند‬ ‫مرور الدخاف فييا وعدـ االكتفاء بسماع صوتيا فحسب‪.‬‬

‫‪ٕٜ‬‬


‫المعسؿ" بيف رواد مقاىي النارجيمة في األردف‬ ‫لطالما تردد سماع "التبغ‬ ‫ّ‬ ‫والوطف العربي‪ ،‬إذ انتشر استخداـ ىذه األداة بشكؿ واسع وممفت لمنظر‪ .‬وتعود‬ ‫المعسؿ" إلى قصة طريفة وقعت ألحد التجار حيف حاوؿ إنقاذ شحنة‬ ‫تسمية "‬ ‫ّ‬ ‫التبغ العائدة لو بعد سقوطيا عمى ظير سفينة الشحف وامتزاجيا بالعسؿ‬

‫المسكوب عمى ظير تمؾ السفينة أيضاً‪ .‬إذ حاوؿ تجفيفيا ولكنو لـ ينجح في‬ ‫مسعاه‪ ،‬فقرر استخداميا كما ىي ممزوجة بالعسؿ لتبدأ منذ ذلؾ التاريخ فكرة‬

‫"بالمعسؿ"‪.‬‬ ‫التبغ بالنكيات أو ما عرؼ الحقاً‬ ‫ّ‬

‫‪ 5-3‬السيجارة‬

‫السيجارة عبارة عف شكؿ اسطواني ألوراؽ معبئة بالتبغ بوجود قطعة تدعى‬

‫مرشح ‪ .Filter‬تشعؿ السيجارة مف احد طرفييا‪ ،‬واحتراؽ التبغ في الداخؿ مع‬ ‫بعض اإلضافات الكيميائية يؤدي إلى إنتاج دخاف يحوي عدداً كبي اًر مف‬

‫المركبات الكيميائية أغمبيا النيكوتيف‪ ،‬يتـ استنشاقيا مف قبؿ المدخف‪ .‬والسيجارة‬

‫ىي أكثر أدوات التدخيف شيوعاً في عموـ العالـ لذ فإف التعريؼ بيا ال يتطمب‬

‫الكثير مف الشروحات‪.‬‬

‫‪ 6-3‬السيجارة اإللكترونية‬

‫الشكل (‪ )1-3‬أنواع مختمفة من السيجارة اإللكترونية‬ ‫ٖٓ‬


‫ىي عبارة عف نظاـ الكتروني لتزويد الجسـ بالنيكوتيف بواسطة جياز صغير‬

‫يعمؿ بالبطارية‪ ،‬الشكؿ (ٖ‪ ،)ٔ-‬وتستخدـ مف قبؿ الكثيريف في اآلونة األخيرة‬

‫كبديؿ عف السيجارة االعتيادية‪.‬‬

‫تطمؽ ىذه السيجارة عند استخداميا ابخرة تحوي عمى النيكوتيف والمنكيات‬

‫ومواد كيميائية أخرى‪ .‬وتشبو السجائر اإللكترونية مف حيث الشكؿ الغميوف أو‬

‫القمـ أو ‪( USB‬الفالشة بالتسمية الشعبية المستعممة في جياز الحاسوب)‪.‬‬ ‫وبغض النظر عف شكؿ ىذه األداة إال أنيا تتشابو مف حيث المواد التي تصنع‬

‫منيا‪ .‬وتشيد األسواؽ العالمية حالياً وجود أكثر مف ٓ‪( ٗٙ‬أربعمئة وستوف)‬ ‫عالمة مسجمة‪.‬‬

‫تتألؼ السيجارة اإللكترونية مف أربعة أجزاء ىي‪:‬‬

‫‪ ‬مخزف يحوي سائالً لمزيج مف التبغ والمنكيات ومواد كيميائية أخرى‪.‬‬ ‫مسخف‪.‬‬ ‫‪ ‬جزء لتكويف األبخرة أو ما يدعى بال ّ‬

‫‪ ‬مصدر لمطاقة التي تسخف ىذا النوع مف السجائر‪.‬‬ ‫‪ ‬المشرب حيث يضع المدخف فمو‪.‬‬

‫وحيف يبدأ الشخص عممية التدخيف‪ ،‬يبداً جياز التبخير (التسخيف) الذي تمده‬

‫البطارية بالطاقة ومف ثـ تبدأ عممية التبخير لمسائؿ الموجود في المخزف‪ .‬بعدىا‬

‫يبدأ المدخف استنشاؽ البخار الناتج‪.‬‬

‫يحوي السائؿ المستخدـ في السيجارة اإللكترونية خميطاً مف النيكوتيف‪ ،‬برويميف‬

‫جاليكوف‪ ،‬وجميسيريف الفاكية مع ماء مقطر وبعض النكيات‪ .‬وعند تعريض ىذا‬ ‫الخميط إلى الح اررة الناجمة عف الطاقة التي تولدىا النضيدة (البطارية) تتكوف‬

‫أبخرة أو رذاذ ناعـ عمى ىيئة أدخنة وتكوف كثيفة مقارنة بالدخاف المنطمؽ مف‬

‫إشعاؿ السيجارة االعتيادية‪.‬‬

‫ٖٔ‬


‫َّ‬ ‫صح ىذا التعبير) السيجارة اإللكترونية في عاـ ٖٓ​ٕٓ مف‬ ‫تـ اختراع (إف‬

‫قبؿ الصيدالني الصيني "ىوف لينؾ" وبيعت أوؿ وحدة مف ىذا المنتج في عاـ‬

‫ٗٓ​ٕٓ‪ ،‬وفي عاـ ‪ ٕٓٔٛ‬كاف معظـ السجائر اإللكترونية صينية‪ .‬وفي الوقت‬ ‫الحاضر ىنالؾ ما يقارب مف ٓ​ٓ٘ منتج تجاري (عالمة مسجمة) لمسيجارة‬

‫ومبيعات تجاوزت (‪ )ٚ‬مميارات دوالر أمريكي‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫اإللكترونية عالمياً‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لمدخني ىذه األداة فقد وصؿ عددىـ في عاـ ٖٕٔٓ إلى عدة مالييف رغـ قصر‬ ‫الفترة التي مضت عمى أوؿ إنتاج‪ .‬وكانت شركة ريواف التي يعمؿ فييا المكتشؼ‬

‫"ىوف لينؾ" قد بدأت تصدير منتجاتيا إلى العالـ في عاـ ‪ ،ٕٓ​ٓٙ‬ثـ حصمت‬ ‫عمى براءة اختراع عالمية في عاـ ‪ .ٕٓ​ٓٚ‬وخالؿ ىذيف العاميف تـ ابتكار فكرة‬ ‫الكارتومايزر‪ ،‬أو الجياز الذي يحتوي عمى خرطوش وبخاخ‪ ،‬ويقوـ بتسخيف‬

‫المحموؿ عف طريؽ ممؼ إلكتروني (سمؾ ممفوؼ عمى شكؿ بكرة) موجد داخؿ‬ ‫الخرطوش‪ ،‬ثـ تـ تبني الفكرة في بريطانيا في عاـ ‪ ٕٓ​ٓٚ‬وأصبح تصميـ البخاخ‬

‫مستخدماً حالياً بشكؿ كبير مف قبؿ شركات تصنيع السجائر اإللكترونية ‪ .‬ومف‬ ‫البمداف التي تصرح رسمياً ببيع ىذا النوع مف السجائر الصيف‪ ،‬الواليات المتحدة‬

‫األمريكية‪ ،‬األردف‪ ،‬العراؽ‪ ،‬مصر‪ ،‬إنجمترا‪ ،‬فنمندا‪ ،‬لبناف‪ ،‬ىولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬تركيا‪.‬‬

‫وفي حيف انطمقت دعوات في بريطانيا في عاـ ‪ ٕٓٔٛ‬العتماد ىذه السجائر‬

‫كوصفة عالجية لإلقالع عف التدخيف تعتبر مدينة ساف فرانسيسكو األمريكية أوؿ‬

‫مدينة تعمد إلى حظر بيع السجائر اإللكترونية‪ ،‬وذلؾ في عاـ ‪ ٕٜٓٔ‬إذ تـ منع‬ ‫بيعيا في المتاجر أو طمبيا وتوصيميا إلى المستيمؾ عبر اإلنترنت‪ ،‬إلى حيف‬ ‫التأكد مف تأثيراتيا الصحية‪.‬‬

‫ورغـ حداثة إنتاج واستخداـ ىذا النوع مف السجائر فقد تنوعت تصاميميا‬

‫وىي‪:‬‬

‫ٕٖ‬


‫أ‪ -‬ذات التصميم الصغير الشبيو بالسجائر التقميدية‪:‬‬ ‫يتميز ىذا التصميـ بصغر الحجـ‪ ،‬ويتـ إنتاج البخار عند الشفط‪ .‬وغالباً‬

‫يحوي مصباح صغير ينير عند الشفط ويتـ استبداؿ خزاف المحموؿ والفتيمة عند‬

‫انتياء المحموؿ‪ ،‬ويعاد شحف البطارية الصغيرة الحجـ‪ ،‬وىذا التصميـ مناسب لمف‬ ‫إعتاد تدخيف أقؿ مف عشر سجائر في اليوـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ذات االستخدام الواحد‪:‬‬

‫وتكوف شبيو بالنوع األوؿ لكف ال يمكف إعادة شحف بطاريتيا وال استبداؿ‬

‫الخزاف‪ ،‬لذلؾ يتـ رمييا بعد االنتياء منيا‪ ،‬وىي مناسبة لمف رغب بتجربة ىذا‬

‫النوع مف السجائر‪.‬‬

‫ج‪ -‬ذات الحجم المتوسط‪:‬‬

‫وفي ىذا التصميـ يتـ تعبئة المحموؿ فقط دوف استبداؿ عمبة الخزاف‪ .‬يتـ إنتاج‬

‫البخار عند الضغط عمى زر موجود عمى البطارية المتوسطة الحجـ التي يعاد‬ ‫شحنيا‪ ،‬وىي مناسبة لمف اعتاد تدخيف ٕٓ سيجارة وأكثر في اليوـ‪.‬‬

‫د‪ -‬القابمة لمتعديل‪:‬‬

‫وفي ىذا التصميـ المتقدـ تباع البطارية وعمبة التخزيف ك ٌؿ عمى حدة‪ .‬وتوجد‬

‫عمب محموؿ مصنوعة مف الزجاج‪ ،‬يمكف استبداؿ ممؼ التسخيف عند الحاجة‪.‬‬

‫يتـ إنتاج البخار عند الضغط عمى الزر الخاص‪ .‬وتعد مف األنواع المكمفة مادياً‪.‬‬

‫ٖ​ٖ‬


ٖٗ


‫الفصل الزابع‬ ‫األمزاض النامجة عن التدخني‬

‫ٖ٘‬


ٖٙ


‫األمراض الناجمة عن التدخين‬ ‫‪ -4‬ا األمراض السرطانية‬

‫أثبتت الكثير مف الد ارسات العممية الموثقة عالقة التدخيف بأمراض سرطانية عدة‬

‫يمكف أف تغزو الكثير مف أعضاء جسـ اإلنساف كما في الشكؿ (ٗ‪ ،)ٔ-‬وفي ىذا‬

‫الفصؿ سيتـ التعرض إلى أىـ تمؾ األمراض وكما يأتي‪.‬‬

‫الشكل(‪ )1-4‬األمراض السرطانية الناجمة عن استخدام التبغ‬ ‫بكافة الصيغ ومنيا التدخين‬ ‫‪ 1-1-4‬سرطان الرئة‬ ‫تقدر الدراسات العممية أف حوالي ٔ‪ ٔ.‬مميار إنساف يمارسوف التدخيف عالمياً‬

‫يعد مدخناً‪ .‬كما يقدر أف خمسة‬ ‫أي أف واحد مف سبعة أشخاص مف البشر ّ‬ ‫مالييف إنساف يالقوف حتفيـ سنوياً بسبب التدخيف في عموـ الكرة األرضية‪ .‬وفي‬ ‫‪ٖٚ‬‬


‫نخفاض في عدد المدخنيف أو أف نسبة المدخنيف إلى‬ ‫دوؿ العالـ المتقدـ يالحظ ا‬ ‫ٌ‬ ‫عموـ السكاف لـ تتصاعد خالؿ العقديف المنصرميف‪ ،‬بينما تتزايد ىذه النسبة في‬ ‫دوؿ العالـ الثالث السيما بيف الفئات األقؿ ثقافة ووعياً‪ ،‬وفي ىذه الدوؿ كانت‬ ‫أعداد المدخنيف مف الرجاؿ ىي السائدة‪ ،‬ولكف ذلؾ تغير منذ عقد الثمانينات في‬ ‫القرف المنصرـ إذ اقتربت نسبة النساء المدخنات مف نسبة الرجاؿ في ىذا‬

‫المضمار‪.‬‬

‫إف اإلحصائيات العالمية تشير إلى أف تدخيف التبغ في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية مسؤو ٌؿ عف واحدة مف كؿ خمس وفيات‪ ،‬وفي عاـ ‪ 2012‬قدرت‬ ‫حاالت اإلصابة بسرطاف الرئة نتيجة التدخيف بيف الرجاؿ بحدود (‪)116,470‬‬

‫وبيف النساء (‪ )109,690‬مئة وست عشرة ألؼ وأربعمائة وسبعيف‪ ،‬ومئة وتسع‬ ‫آالؼ وستمائة وتسعوف عمى التوالي‪.‬‬

‫ومف ضمف ىذه األعداد كانت نسبة اإلصابة بسرطاف الرئة ‪ %ٕٜ‬مف‬

‫الرجاؿ‪ ،‬و‪ %ٕٙ‬مف النساء وجميعيا كانت تعد مميتة‪ .‬وكانت حاالت الوفيات‬ ‫بسبب التدخيف تشكؿ نسبة ٖٓ‪ %‬مف مجموع وفيات السرطاف‪ ،‬كما شكمت نسبة‬

‫الكمية بسبب سرطاف الرئة‪ .‬ىذا فضالً عف عدد مف‬ ‫‪ %ٛٚ‬مف مجموع الوفيات ّ‬ ‫حاالت اإلصابة بسرطاف الممرات التنفسية‪ ،‬والجيوب األنفية‪ ،‬والقناة التنفسية‬ ‫والقناة اليضمية العميا‪ ،‬البنكرياس‪ ،‬المعدة‪ ،‬القولوف‪ ،‬الكمية والمثانة فضالً عف‬

‫سرطاف الدـ الحاد‪.‬‬

‫أما التدخيف السمبي أي تعرض األشخاص غير المدخنيف إلى دخاف التبغ مف‬ ‫خالؿ وجودىـ مع المدخنيف في السكف أو مواقع العمؿ وغيرىا‪ ،‬فقد وجد أف ذلؾ‬

‫تسبب بوفاة حوالي (‪ )50,000‬خمسيف ألؼ سنوياً جراء اإلصابة بأمراض‬

‫السرطاف‪.‬‬

‫‪ٖٛ‬‬


‫تزداد خطورة اإلصابة بسرطاف الرئة بيف المدخنيف تبعاً لعامميف رئيسيف وىما‬

‫مدخناً‪ ،‬وكذلؾ أعداد‬ ‫أمد التدخيف‪ ،‬أي عدد السنوات التي يقضييا الشخص ّ‬ ‫السجائر أو مصادر التدخيف وأدواتو األخرى‪ .‬وأثبتت البحوث العممية في ىذا‬

‫المجاؿ إف خطورة اإلصابة بسرطاف الرئة تزداد إذا كاف المدخف يستيمؾ ٕٓ‬

‫سيجارة أو أكثر يومياً‪ ،‬واذا كاف أمد التدخيف بيذا النمط أكثر مف عشريف سنة‪،‬‬ ‫رغـ أف ىنالؾ حاالت تش َّذ عف ىذه القاعدة إذ إف ىنالؾ أشخاص أصيبوا بيذا‬ ‫المرض بعد خمس سنوات وأكثر السيما إذا كاف المدخف يستيمؾ أكثر مف ثالثيف‬

‫سيجارة يومياً‪ .‬كما البد مف اإلشارة إلى وجود اختالؼ بيف األفراد تبعاً لمصفات‬ ‫الوراثية ولعوامؿ أخرى كضعؼ المناعة والضغط النفسي التي تؤدي بمجموعيا‬

‫إلى ارتفاع درجة الخطورة والتسريع بظيور المرض واستفحالو‪.‬‬

‫‪ 2-1-4‬سرطان المثانة‬

‫تشكؿ المثانة العضو قبؿ األخير في قناة البوؿ التي تنتيي باإلحميؿ ومف ثـ‬

‫إلى خارج الجسـ الشكؿ (ٗ‪ .)ٕ-‬ويمكف أف تستوعب المثانة ما يقرب مف ٓ​ٓٗ‬

‫مميمتر (سنتمتر مكعب) مف البوؿ‪ ،‬ومعنى ذلؾ إف كمية البوؿ تصؿ إلى‬

‫(ٓ​ٓ٘ٔ – ٓ​ٓ​ٕٓ مميمتر) أي لتر ونصؼ إلى لتريف‪،‬الذي يخزف في المثانة‬ ‫ويفرغ منيا‪ ،‬يومياً في فترات متباينة‪ .‬وىذا يعني إف كميات متنوعة مف الفضالت‬ ‫الزائدة‪ ،‬والمذابة في الماء‪ ،‬يتطمب إخراجيا‪ ،‬لكونيا ضارة‪ ،‬كي ال تسبب التسمـ‬ ‫عند تراكميا‪ .‬لذا فإف أنسجة المثانة معرضة لممواد السامة الناتجة عف التدخيف‬

‫والتي يحمميا الدـ إلى المصفاة الرئيسة في الجسـ وىي الكميتيف ومنيا إلى‬ ‫المثانة‪ .‬وخالؿ تجمع ىذه المواد وتراكميا في المثانة فإنيا تسبب التمؼ الفسمجي‬ ‫الذي يمثؿ السرطاف أخطر نتائجو‪.‬‬

‫‪ٖٜ‬‬


‫الشكل (‪ )2-4‬تركيب جياز البول‬ ‫ٕ‪ :‬الكمية‪ :3 ،‬حوض الكمية‪ :4 ،‬حالب‪ :5 ،‬المثانة‪ :6 ،‬إحميل الجانب األيسر‬ ‫‪:7‬غدة كظرية‪ :8 ،‬شريان كموي ووريد كموي‪ :9 ،‬وريد أجوف سفمي‪،‬‬ ‫‪ :11‬أبير بطني‪ :11 ،‬شريان وركي أصمي (أحمر) ووريد وركي أصمي‬ ‫(أزرق)‪ :12 ،‬الكبد‪ :13 ،‬الحوض‪ :14 ،‬األمعاء الغميظة‬

‫لقد توصمت مجموعة مف الباحثيف في معيد السرطاف الوطني األمريكي‪ ،‬ومف‬

‫ومطوؿ‪ ،‬إلى إف العالقة النسبية بيف تدخيف التبغ‬ ‫معمؽ‬ ‫خالؿ بحث عممي ّ‬ ‫ّ‬ ‫واإلصابة بسرطاف المثانة كانت بحدود ٓ٘‪ %ٙ٘-‬في الرجاؿ و ٕٓ‪ %ٖٓ-‬في‬ ‫النساء‪ .‬كما أشار الباحثوف إلى إف معدالت اإلصابة في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية بقيت ثابتة نسبياً خالؿ ثاللة عقود مف الزمف‪ ،‬فبيف الرجاؿ كانت‬ ‫النسبة تتراوح بيف‪ ٕٖٔ.ٛ‬وبيف ٕ‪ ٕٔٗ.‬لكؿ ٓ​ٓ​ٓ‪ ٔٓ​ٓ,‬رجؿ‪ ،‬وبيف النساء‬

‫كانت النسبة تتراوح بيف ٘‪ ٖٕ.‬وبيف ٘‪ ٖ​ٖ.‬لكؿ ٓ​ٓ​ٓ‪ ٔٓ​ٓ,‬إمرأة‪ .‬كما أشارت‬ ‫اإلحصائية الموثقة عف حاالت اإلصابة بسرطاف المثانة في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية بسبب التدخيف في سنة ٕٗٔٓ‪ ،‬إلى حدوث (ٓ‪ )ٜٚٗٙ‬إصابة بيذا‬ ‫ٓٗ‬


‫المرض وأدت إلى وفاة (ٓ‪ )ٔ٘​٘ٛ‬مدخناً مف بينيـ (ٓ​ٓٔ​ٔ​ٔ) رجالً و(ٓ‪)ٗ​ٗٛ‬‬

‫يعرض جسـ‬ ‫إمرأة‪ .‬وقدرت الدراسات العممية إف كؿ نفثة مف دخاف السجارة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫األنساف إلى حوالي ٓ‪ٍ ٙ‬‬ ‫سامة معظميا مسرطف تـ الكشؼ المخبري عنيا‬ ‫مادة‬

‫في عينات البوؿ لمألشخاص المدخنيف‪.‬‬

‫‪ 3-1-4‬سرطان الكمية (الشكل‪ 1-2‬والشكل ‪)2-4‬‬ ‫ال ُكْمية ((جمعيا ُكمَى)) ىي عضو ىاـ مف أعضاء جسـ اإلنساف شبيية مف‬

‫حيث الشكؿ ببذرة الفاصوليا لونيا بني مائؿ لمحمرة‪ ،‬ولكف حجميا أكبر مف بذرة‬ ‫وتعد الكمية العضو المسؤوؿ عف تنقية‬ ‫الفاصوليا إذ يبمغ طوليا حوالي ٕٔ سـ‪ّ ،‬‬ ‫وتصفية الدـ مف السموـ والعوادـ الناتجة عف عممية األيض (ىي عممية نحدث‬

‫داخؿ الخمية الحية وفييا يتـ ىدـ المواد الممتصة مف الطعاـ وتحويميا إلى طاقة‬ ‫يستفيد منيا جسـ الكائف الحي)‪ ،‬والمسؤوؿ كذلؾ عف التحكـ بحجـ السوائؿ في‬

‫الجسـ وعف موازنة كمية العناصر الكيربية مثؿ األيونات واألمالح‪ ،‬كما يطمؽ‬ ‫عمى العمـ الذي يختص بدراسة وظائؼ الكمى طب الكمى‪.‬‬

‫تقع الكميتيف عند اإلنساف في جوؼ البطف‪ ،‬واحدة عمى كؿ جانب مف العمود‬

‫قميال خمؼ الصفاؽ‪.‬‬ ‫الفقري تحت الحجاب الحاجز‪ ،‬حيث توجد بزاوية مائمة ً‬

‫رغـ إف اإلصابة بسرطاف الكمية يعود إلى مجموعة عوامؿ‪ ،‬كالعمر والبدانة‬

‫وغيرىا‪ ،‬ولكف تدخيف التبغ يعد عامالً فعاالً في إحداث المرض‪ .‬وقد ُوجد في‬ ‫المممكة المتحدة إف اإلصابة بسرطاف الكمية يرتبط بتدخيف التبغ بنسبة تصؿ إلى‬

‫‪ %ٕٜ‬في الرجاؿ و٘ٔ‪ %‬في النساء‪ .‬وتزداد احتماالت اإلصابة بيذا المرض‬ ‫بزيادة مدة التدخيف وكمية التبغ أو عدد السجائر التي يتـ تدخينيا‪ .‬إف نسبة‬

‫الخطورة أو إحتماالت اإلصابة بيذا المرض تتراوح بيف ٓ‪ %ٙ‬وبيف ٓ​ٓٔ‪%‬‬

‫لألشخاص الذيف يدخنوف ٕٓ سجارة أو أكثر يومياً‪.‬‬ ‫ٔٗ‬


‫‪ 4-1-4‬سرطان البروستات‪ ،‬الشكل (‪)3-4‬‬

‫الشكل (‪ )3-4‬البروستات واألعضاء القريبة‬ ‫يعد سرطاف البروستات (العضو الميـ ضمف الجياز التناسمي لمرجؿ)‬ ‫ّ‬ ‫واحداً مف األمراض السرطانية الخطيرة والمنتشرة في مناطؽ كثيرة في العالـ‪،‬‬ ‫ويصنؼ كأحد األمراض السرطانية الصمبة (كسرطاف القولوف والكبد والمعدة‬

‫والكمى وغيرىا)‪ .‬ويسبب ىذا المرض الكثير مف الوفيات في الواليات المتحدة‬ ‫يعد الثاني في تسمسؿ األمراض السرطانية المسببة لموفيات في ىذا‬ ‫األمريكية إذ ّ‬ ‫البمد‪.‬‬ ‫وجد الباحث األمريكي جيمس باكانات مف جامعة جوف ىوبكنز األمريكية إف‬

‫العامؿ الرئيس في إحداث سرطاف البروستات في (ٗ​ٗ٘ٔ) رجؿ تـ استئصاؿ‬ ‫ىذه الغدة فييـ ىو تدخيف التبغ‪ .‬كما وجد الباحث كارتر ومساعديو‪ ،‬سنة‬ ‫ٕ٘ٔٓ‪ ،‬إف نسبة الوفيات بسبب ىذا السرطاف بيف المدخنيف وصمت إلى ٖٗ‪.%‬‬

‫المسببة تدعى عوامؿ الخطورة‬ ‫ُيرجع ىذا المرض إلى مجموعة مف العوامؿ‬ ‫ّ‬ ‫منيا التقدـ بالعمر‪ ،‬والعامؿ الوراثي إذ ينتشر بيف األمريكييف مف أصوؿ افريقية‬

‫(األمريكاف السود) كما يمكف أف يحصؿ لمرجؿ مف عائمة سبؽ ألػحد أفرادىا مف‬ ‫ٕٗ‬


‫الدرجة األولى في القرابة قد أصيب بالمرض ذاتو‪ .‬يضاؼ إلى ذلؾ إف اليجرة‬ ‫السكانية قد تمعب دو اًر في إحداث المرض بيف الرجاؿ كما حدث لمرجاؿ‬

‫اليابانييف الذيف ىاجروا إلى أمريكا إذ إزدادت حاالت اإلصابة بالمرض بينيـ‬

‫ويعد ىذا العامؿ بيئياً‬ ‫خمس مرات مقارنة بأقرانيـ ممف لـ يياجروا مف الياباف‪ّ .‬‬ ‫تطورياً ناجـ عف تغيير بيئة المعيشة بجوانبيا التغذوية وأنماط السكف والعادات‬ ‫اليومية‪ ،‬ومف خالؿ ىذه المالحظة عمدت مراكز بحثيةٌ وجامعيةٌ متميزة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫بحوث لمعرفة إف كاف لبعض العوامؿ البيئية التمويثية كالتدخيف دور في‬ ‫إجراء‬

‫إحداث المرض وتضاعؼ الحاالت بيف الرجاؿ المدخنيف‪ .‬ففي جامعة واشنطف‬ ‫مدخناً‬ ‫األمريكية‪ ،‬في مدنية سياتؿ‪ ،‬أجرى العمماء بحثا معمقاً شمؿ ٓ٘‪ ٚ‬رجال ّ‬ ‫تتراوح أعمارىـ بيف ٓٗ‪ ٙٗ -‬عاماً وجاءت النتائج إيجابية لتؤشر العالقة‬

‫الترابطية األكيدة بيف التدخيف وسرطاف البروستات السيما حيف يتقدـ العمر‬

‫المدخنة عف ٕٓ سيجارة يومياً أو تتجاوز مدة التدخيف ٕٓ‬ ‫وتزداد أعداد السجائر‬ ‫ّ‬ ‫سنة‪ .‬ومف خالؿ نتائج ىذا البحث وغيره مف البحوث السابقة إستنتج الباحثوف‬ ‫بعض التفسيرات التي تعمؿ حدوث المرض‪ ،‬أحدىا وجود معدف الكادميوـ‪ ،‬وىو‬

‫ص كعامؿ‬ ‫مف المعادف الثقيمة‪ ،‬في تركيبة السجائر إذ أف ىذا المعدف‬ ‫ّ‬ ‫مشخ ٌ‬ ‫إخالؿ بفسمجة الخمية الحية مسبباً السرطاف‪ .‬ومصدر الكادميوـ في السجائر‬ ‫يعزى إلى احتماليف أوليما تموث الورؽ الذي يدخؿ في تصنيع السجارة عند‬

‫مالمستو اّالت المكائف المستعممة‪ ،‬واالحتماؿ الثاني ىو تموث أوراؽ نبات التبغ‬

‫في مرحمة اإلنبات والنمو في الحقوؿ المموثة تربيا بيذا المعدف‪.‬‬

‫أما التعميؿ الثاني إلحداث المرض فذلؾ إف المركبات الكيميائية الناجمة عف‬

‫حرؽ التبغ تحوي عددا ال يستياف بو مف المواد المسرطنة التي تسبب خمالً في‬ ‫تركيز عدد مف اليورمونات الجنسية وتغيي اًر في تركيبيا البنائي‪ .‬كما توصؿ‬ ‫ٖٗ‬


‫الباحثوف إلى حقيقة إف التوقؼ عف التدخيف لعدة سنوات يمكف أف يخفض‬

‫إحتماالت حدوث المرض ونظافة الجسـ مف السموـ المتراكمة‪.‬‬ ‫‪ 5-1-4‬أمراض قناة اليضم السرطانية‬

‫أثبتت الدراسات العممية والتطبيقات الطبية إف التدخيف يمكف أف يؤدي‪ ،‬عند‬ ‫بعدة أنواع مف األمراض السرطانية في مواقع‬ ‫استفحالو واطالة أمده‪ ،‬إلى اإلصابة ّ‬ ‫انتياء بالمخرج‬ ‫مختمفة مف قناة اليضـ بدءأً مف الفـ و ً‬

‫(الشكؿ ٗ‪.)ٔ-‬‬

‫‪ 2-4‬التدخين وجائحة كورونا‬ ‫‪Smoking and the Pandemic Covid-19‬‬ ‫بينما كاف مؤلؼ ىذا الكتيب يضع الممسات األخيرة عمى ىذا المؤلَّؼ‪ ،‬اجتاح‬ ‫فايروس كورونا‪ ،ٜٔ-‬العالـ مف أقصاه إلى أقصاه قادماً مف بمد المميار ونيؼ‬

‫المرحب بو في األردف خالؿ شير آذار مف‬ ‫مف البشر‪ ،‬الصيف‪ ،‬وبعد قدومو غير‬ ‫ّ‬ ‫عاـ ٕٕٓٓ‪ ،‬أصيبت مصالح البشر وشؤونيـ بالشمؿ الجزئي أو الكمي َّ‬ ‫وفت ذلؾ‬

‫في عضد نشاط دور النشر ومكاتبيا‪ .‬فكاف البد مف إيفاء ىذا الجائح (الفايروس)‬ ‫حقو مف االىتماـ وىكذا أضيؼ ىذا الجزء إلى متف الكتيب‪.‬‬

‫ابتداء واتساقاً مع البديييات العممية الطبية البد مف اإلقرار بأف إصابة‬ ‫ً‬ ‫اإلنساف باإلنفمون از أو أي التياب آخر في الرئتيف فإف التأثيرات الصحية تتعاظـ‬

‫لدى األشخاص المدخنيف التقميدييف أو أولئؾ الذيف يستخدموف السجائر‬

‫اإللكترونية‪.‬‬

‫لـ يمر أكثر مف خمسة أشير عمى اكتشاؼ ىذه الجائحة التي أُطمؽ عمييا‬

‫مجا اًز كورونا ‪ ،Corona‬ألف مسببيا فايروس مف مجموعة الفايروسات التاجية‪،‬‬ ‫حتى بدأ الباحثوف بدراسة ىذه الجائحة مف عدة أوجو‪ ،‬أحدىا العالقة بيف شراسة‬ ‫ٗ​ٗ‬


‫المرض والتدخيف‪ ،‬وخمصت ىذه البحوث إلى إف التدخيف يؤدي إلى مضاعفة‬ ‫تطور المرض لدى المدخنيف مقارنة بغيرىـ المصابوف بالمرض مف غير‬

‫المدخنيف‪ .‬ومف أبرز تمؾ البحوث تمؾ التي نشرت بتاريخ الحادي عشر مف شير‬

‫آب عاـ ٕٕٓٓ‪ ،‬لباحثيف اثنيف أحدىما مف جامعة ستانفورد األمريكية واآلخر‬ ‫مف جامعة كاليفورنيا في ساف فرانسيسكو‪ ،‬وشممت مجموعة كبيرة مف األشخاص‬ ‫تتراوح أعمارىـ بيف (ٖٔ‪ )ٕٗ-‬سنة‪ ،‬إذ ُوجد إف شدة اإلصابة بيف المدخنيف‬ ‫لمسجائر اإللكترونية كانت خمسة أضعاؼ ما ظير عمى غيرىـ مف غير‬

‫المدخنيف ولممجموعة ذاتيا‪ ،‬بينما كانت شدة اإلصابة سبعة أضعاؼ لمدخني كال‬ ‫السجائر االعتيادية والسجائر اإللكترونية‪.‬‬

‫أعمنت منظمة الصحة العالمية (‪ )WHO‬في إحدى استنتاجاتيا إف المدخنيف‬

‫الشدة حيف إصابتيـ بفايروس كورونا‪ٜٔ-‬‬ ‫يتعرضوف إلى أعراض مرضية فائقة ّ‬ ‫مقارنة بغير المدخنيف ممف أصيبوا بالمرض ذاتو‪ .‬وقد شمؿ التدخيف ىنا‬ ‫المجاميع التي تتعاطى تدخيف السجائر العادية فضالً عف مستخدمي السجائر‬ ‫اإللكترونية ومدخني الحشيش والماروانا‪.‬‬

‫إف التفسيرات العممية لشدة إصابة المدخنيف بوباء كورونا تعتمد عمى إف‬

‫المكونات الكيميائية لمسجائر بأنواعيا وكذلؾ الحشيش تؤثر تأثي اًر سمبياً حاداً في‬ ‫النظاـ المناعي لمجسـ وتعظّـ مف تمؼ أنسجة الرئتيف والقمب والكميتيف‪.‬‬

‫تشير الدالئؿ األولية إلى إف التدخيف يعد أحد عوامؿ الخطر المرتبطة‬

‫باإلصابة بفايروس كورونا المستجد‪ ،‬إذ تزداد حدة المرض بنسبة ٔ‪ ٔ.ٜ‬بيف‬ ‫المدخنيف قياساً إلى غير المدخنيف وبينما احتفؿ العالـ بيوـ االمتناع عف التدخيف‬

‫في ٖٔ أيار سنة ٕٕٓٓ كانت أعداد اإلصابات بالجائحة الفيروسية المستجدة‬ ‫تقترب مف ‪ ٙ‬مميوف شخص ووصمت أعداد المتوفيف إلى أكثر مف ٖٓ٘ ألفاً‪.‬‬ ‫٘ٗ‬


‫يرتبط استخداـ التبغ ألغراض التدخيف ارتباطاً سببياً بأمراض تصيب أعضاء‬

‫الجسـ جميعيا تقريباً‪ .‬وقد خمصت الدراسات العممية في مختمؼ البمداف إلى أف‬

‫معدالت الوفيات بيف المدخنيف متوسطي األعمار تزيد بمثمي أو ثالثة أمثاليا بيف‬ ‫غير المدخنيف لمفئة العمرية ذاتيا‪ ،‬وتقمص متوسط العمر بحوالي عشر سنوات‪.‬‬

‫كما يؤدي التدخيف واستخداـ السجائر اإللكترونية إلى زيادة خطر العدوى الرئوية‬ ‫وحدتيا بسبب التمؼ الذي يحدثاه في الشعب اليوائية‪ ،‬والتياب الرئتيف وضعؼ‬ ‫وظائفيا وخفض قدرة الجسـ المناعية‪ .‬ال عجب إذاً أف تشير الدالئؿ األولية إلى‬

‫أف التدخيف يشكؿ أحد عوامؿ اإلصابة بالجائحة المستجدة‪.‬‬

‫تسمط البيانات التي توردىا دورية نيوانغالد األمريكية المزيد مف الضوء عمى‬

‫تأثير التدخيف في تطور اإلصابة بكوفيد‪ ٜٔ-‬وأعداد المتوفيف بيف المصابيف بو‬

‫وكما في المؤشرات أدناه‪:‬‬

‫‪ %ٔٙ.ٜ ‬مف الذيف يعانوف مف نوبات شديدة بسبب المرض كانوا مف‬ ‫المدخنيف حالياً‪ ،‬وٕ‪ %٘.‬مف المدخنيف السابقيف‪.‬‬

‫المركزة أو تـ ربطيـ بأجيزة التنفس‬ ‫‪ %ٕ٘.ٛ ‬ممف ُأودعوا في وحدات العناية‬ ‫ّ‬ ‫الصناعي أو توفوا كانوا مف المدخنيف عند اإلصابة بالمرض‪ ،‬و‪ %ٚ.ٙ‬منيـ‬ ‫كانوا مف المدخنيف السابقيف‪.‬‬

‫وفضالً عف ذلؾ فإف البينات الواردة مف إيطاليا‪ ،‬حيث تعاظمت أعداد‬

‫المصابيف بالمرض‪ ،‬كشفت عف إف نسبة عالية مف مرضى كورونا المستحدثة‬ ‫كاف ليـ تاريخ طويؿ في التدخيف ومعدالت عالية مف اإلصابة بأمراض القمب‬ ‫واالنسداد الرئوي المزمف‪ .‬كما وجد باحثوف في إندونيسيا إف ارتفاع معدؿ التدخيف‬

‫ىو األكثر بيف الرجاؿ (وىو األعمى كذلؾ عالمياً) واف ذلؾ يؤدي إلى ارتفاع‬ ‫معدالت الوفاة بالمرض في البالد‪.‬‬

‫‪ٗٙ‬‬


‫‪ 2-2-4‬كيف يؤثر التدخين في صحة الرئة ويعظّم من اإلصابة بفايروس‬ ‫كوفيد‪19-‬‬

‫أوجدت أعداداً كثيرة مف البحوث العممية عالقةً وطيدةً بيف التدخيف واألضرار‬ ‫الشديدة التي تصيب الرئتيف بشكؿ خاص‪ ،‬ورغـ إف لمرئة وسائميا في حماية‬

‫ذاتيا مف التمؼ الذي يسببو استنشاؽ مركبات التبغ‪ ،‬فإف دفاعاتيا تنيار أماـ‬ ‫اجتياح دخاف السجائر الذي يستنشؽ م ار اًر‪ .‬وبمرور الزمف وبعد سنوات مف‬ ‫التعرض لدخاف السجائر تتمؼ أنسجة الرئة وتفقد مرونتيا ومف ثـ تفقد قدرتيا‬ ‫عمى تبادؿ اليواء بكفاءة وتمسي ىدفاً سيالً لإلصابة بأمراض كثيرة ومنيا‬

‫اإلنفمون از الموسمية وكوفيد‪ ٜٔ-‬الذي ينتمي إلى عائمة الفايروسات التاجية التي‬ ‫تشمؿ فايروس اإلنفمون از الموسمية‪.‬‬

‫أظيرت دراسة حديثة إف التدخيف قد يؤدي إلى زيادة إفراز بروتيف محوالت‬

‫إنزيـ األنجوستيف‪ ٕ-‬في الرئتيف والذي ينتشر عمى سطح خالياىا ٓالشكؿ (ٗ‪-‬‬ ‫ٗ) وىو الجزء الذي يرتبط بو فايروس كوفيد‪ ٜٔ-‬مف خالؿ ارتباط بروتيف‬ ‫الزوائد الشوكية التي تحيط بالتركيب الكيميائي لمفايروس الشكؿ (ٗ‪ ،) ٘-‬وتسيؿ‬

‫ىذه اآللية عممية دخوؿ الفايروس إلى الخاليا البشرية السيما خاليا الرئة ويسيؿ‬ ‫انتشاره‪ ،‬وربما يسبب ذلؾ زيادة معدالت الوفاة بيف المرضى‪.‬‬

‫‪ٗٚ‬‬


‫الشكل (‪ )4-4‬أعداد من فايروس كورونا تنتشر عمى سطح خمية الرئة‪،‬‬ ‫وتظير المستممات البروتينية‪ ،‬األنجوستين – ‪ 2‬لخاليا الرئة بالمون األبيض‪،‬‬ ‫التي تزداد بسبب التدخين‪.‬‬

‫الشكل (‪ ) 5-4‬فايروس كورونا بكتمتو الكروية مرتبطاً بالمستمم البروتيني‬ ‫األنجوستين ‪ 2-‬الموجود عمى سطح خمية الرئة المصابة‬

‫‪ =1‬الزوائد الشوكية البروتينية لفايرس كورونا‬ ‫‪ = 2‬انزيم االنجوستين‪2-‬‬

‫‪ٗٛ‬‬


‫لما تقدم فإن تصدي المؤسسات الحكومية في بمدان العالم كافة لمتدخين بأشكالو‬

‫يعد إحدى االستراتيجيات األساسية الحتواء تفشي جائحة كورونا والحد من‬ ‫المتعددة‪ّ ،‬‬ ‫آثارىا الصحية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ .‬وتجدر اإلشارة ىنا إلى أن تشدد الحكومة‬ ‫األردنية في إغالق محالت النارجيمة في البالد (الشكل‪ )6-4‬ىو في صمب‬ ‫اإلجراءات الصائبة لمحد من إنتشار المرض وتفشيو السيما في ظل تعدد األشكال‬

‫المتحورة لمفايروس عالمياً كالنسخة البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيمية وجميعيا‬

‫أشد انتشا ارً وفتكاً من النسخة األصمية‪ ،‬الصينية‪.‬‬

‫الغاصة بمدخني النارجيمة‬ ‫الشكل (‪ )6-4‬إحدى مقاىي مدينة عمان‬ ‫ّ‬

‫‪ 3-4‬أمراض القمب واألوعية الدموية‬

‫يعد التدخيف المسبب الرئيس لموفيات الناجمة عف أمراض القمب واألوعية الدموية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد أثبتت دراسات عممية عديدة إف التدخيف يزيد مف إحتماالت اإلصابة بانسداد أو‬ ‫تصمب الشرياف األكميمي (األبير) الشكؿ (ٗ‪ ،) ٚ-‬وما ينتج عف ذلؾ مف اعتالالت‬

‫الشدة‪ .‬وتبعاً لتقارير منطمة الصحة العالمية التي تقدر إف ‪ 5.4‬مميوف حالة وفاة‬ ‫فائقة ّ‬ ‫‪ٜٗ‬‬


‫مب ّكرة سنوياً يسببيا التدخيف عالمياً‪ ،‬واذا استمر النمط العالمي لمتدخيف فإف ‪ 10‬مميوف‬ ‫مدخف سيكونوف ميدديف بالموت سنوياً بحدود عاـ ٕٕ٘ٓ‪ .‬كما واف ٖ٘‪ % ٗٓ-‬مف‬ ‫ّ‬

‫حاالت الوفاة بسبب التدخيف تُرجع إلى أمراض القمب واألوعية الدموية‪ .‬وال تقتصر ىذه‬ ‫يعد عامؿ خطورة‬ ‫الحالة المرضية عمى التدخيف الفعاؿ المباشر بؿ إف التدخيف السمبي ّ‬

‫كذلؾ في ىذا الجانب‪.‬‬

‫الشكل (‪ )7-4‬مقطع في شريان يظير الترسبات الدىنية‬ ‫مع تضيق المجرى وينتيي بانسداده كم ِياً‬

‫يحوي دخاف السجائر مجموعة كبيرة مف المواد والمركبات الكيميائية التي تسيـ‬

‫بشكؿ أو باّخر في إحداث األضرار الصحية في جياز الدوراف وممحقاتو‪ ،‬ومف بيف أىـ‬ ‫تمؾ المركبات الرئيسة ىو النيكوتيف‪ ،‬المركب الذي يغري المدخف باإلستزادة مف تسميـ‬

‫الذات والتنكيؿ بيا لكونيا تحدث أث اًر زائفاً في تيدئة الجياز العصبي مف خالؿ مواقع‬ ‫اإليصاؿ الكيميائي لإلشارات العصبية‪ ،‬إذ تضخ نفثة واحدة ٓ‪ ٙ‬مايكروغراـ مف ىذه‬

‫المادة السامة إلى جيازي التنفس والدوراف خالؿ ثواني‪ ،‬دون أن يدرك المد ّخن إن‬

‫ىذه المادة ذاتيا كان قد استخدميا العمماء قبل عشرات السنوات لتصنيع أحد‬

‫المبيدات العضوية ( سمفات النيكوتين) أألشد فتكاً بالحشرات الضارة‪.‬‬

‫وفضال عف النيكوتيف فإف مواد معدنية ثقيمة كالرصاص والكادميوـ والنحاس‬

‫تشترؾ في إحداث مجموعة مف التأثيرات الفسمجية المرضية تصؿ إلى مستوى‬ ‫ٓ٘‬


‫األمراض السرطانية‪ .‬وىنالؾ مجموعة أخرى مف المركبات تدعى الغازات‬ ‫ٍ‬ ‫سرطانية متباينة‪.‬‬ ‫المؤكسدة واألكروليف المتيـ بإحداث أمراض‬

‫‪ 1-3-4‬التدخين ومرض السكري‬

‫يسبب التدخيف تأثي اًر سمبياً في فسمجة ونشاط منظومة عمؿ البنكرياس‬

‫واستجابة خاليا الجسـ لعمؿ ونشاط ىورموف اإلنسوليف‪ ،‬وبالتالي يرتفع مستوى‬ ‫يعد التدخيف عامؿ خطورة في تطور مرض السكري مف‬ ‫السكر في الجسـ‪ .‬كما ّ‬ ‫النوع الثاني حيث يكوف إفراز اإلنسوليف شحيحاً أو إف خاليا الجسـ تظير‬ ‫مقاومة إلستالـ اإلنسوليف عمى سطوحيا وبالتالي يتعذر دخوؿ السكر(ﮔلوكوز)‬ ‫الييا وىذا يعني عدـ توفر المادة الرئيسة إلنتاج الطاقة الضرورية لنشاط وحيوية‬

‫الجسـ‪ ،‬ويترتب عمى ذلؾ إرتفاع القيمة التراكمية لمسكر في كريات الدـ الحمر‬ ‫وتمؾ عالمة خطيرة إلستفحاؿ المرض السيما إذا تجاوزت تمؾ القيمة أو الرقـ‬

‫التراكمي ‪ .ٚ‬وتؤدي ىذه الحالة الى مجموعة مف التأثيرات الخطيرة كزيادة ترسب‬ ‫الدىوف في الشراييف الشكؿ (ٗ‪ )ٚ-‬السيما الشراييف المغذية لمقمب وماينتج عف‬

‫ذلؾ مف مخاطر قاتمة‪ .‬ناىيؾ عف احتماالت اعتالؿ شبكية العيف وانفصاليا‬ ‫المؤدي الى العمى‪.‬‬

‫‪ 2-3-4‬التأثير في مستويات الدىون في الجسم‬

‫عند مقارنة المدخنيف مع أقرانيـ غير المخنيف إتضح إف التدخيف يؤدي إلى‬

‫الضارة‪ ،‬وكذلؾ الدىوف الثالثية‬ ‫ارتفاع مستويات الكوليستروؿ والدىوف البروتينية‬ ‫ّ‬ ‫‪ Triglycerides‬بينما تنخفض مستويات الدىوف البروتينية المفيدة‪.‬‬ ‫وعند تزامف ىذه الحالة مع حدوث اإللتيابات التي يسببيا التدخيف في األوعية‬

‫الدموية( الشراييف) فإف ذلؾ يتسبب بمجموعة مف التغيرات الكيميائية الحيوية‬ ‫لخاليا الدـ السيما الكريات البيض إذ تزداد اعدادىا بشكؿ غير طبيعي مع‬ ‫ٔ٘‬


‫ارتفاع في مستويات مجموعة مف المكونات الكيميائية ألخرى‪ ،‬وىذا كمو يؤدي‬

‫إلى ترسب الدىوف في الشراييف مسببةً تصمبيا وتضيؽ مجرىاىا جزئياً أو كمياً‬

‫المغذية لعضمة القمب فاف‬ ‫الشكؿ (ٗ‪ ،)ٚ-‬وعندما يحصؿ ذلؾ في الشراييف‬ ‫ّ‬ ‫القمب سيعاني مف عجز بدرجات مختمفة‪ ،‬فضالً عف انسدادات في شراييف أخرى‬ ‫في الجسـ قد تؤدي إلى بتر بعض األعضاء كاألطراؼ‪.‬‬

‫‪ 4-4‬التدخين وأمراض قناة اليضم‬ ‫تتعرض قناة اليضـ بأجزائيا المختمفة إلى التأثير السمبي المرضي لدخاف‬ ‫السجائر الذي يصميا مف خالؿ طريقيف‪ ،‬األوؿ المباشر إذ يصؿ دخاف السجائر‬

‫مف الفـ إلى المعدة واألمعاء بعد ذوبانو في المعاب واختالطو مع الغذاء السيما‬ ‫واف أغمب المدخنيف يميموف إلى بدء التدخيف مباشرة بعداإلنتياء مف تناوؿ‬ ‫الطعاـ‪ .‬والطريؽ الثاني غير المباشر‪ ،‬الذي يوصؿ مكونات التبغ المحترؽ إلى‬

‫أجزاء القناة‪ ،‬ىو مف خالؿ الدـ‪.‬‬

‫وفي كمتا الحالتيف يسبب التدخيف مجموعة غير قميمة مف التأثيرات المرضية‬

‫تتراوح بيف أمراض سرطانية وبيف اإللتيابات والتغيرات المرضية الفسمجية‪ ،‬ولكوف‬ ‫ىذا الموضوع يتسع ليغطي مساحة كبيرة مف النصوص‪ ،‬لذا سنحاوؿ إختزاؿ تمؾ‬

‫التأثيرات وكما يأتي‪.‬‬

‫‪ 1-4-4‬أمراض القم واألسنان‬ ‫يعد تدخيف التبغ أحد أىـ العوامؿ الخطرة المسببة لسرطاف وأمراض الفـ والّمػثة‬ ‫ّ‬ ‫وتساقط األسناف وتسوسيا‪ ،‬فضالً عف المشاكؿ الصحية التي تحدث في الغشاء‬ ‫المخاطي المبطف ألجزاء الفـ‪ .‬فالتدخيف بأنواعو‪ ،‬يؤدي إلى زيادة احتماالت‬ ‫اإلصابة بالسرطاف في تجويؼ الفـ أو الحنجرة أو المريء‪ .‬ويعد مضغ التبغ‪،‬‬

‫ٕ٘‬


‫الظاىرة المنتشرة في مناطؽ مختمفة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مشابياً في‬ ‫تأثيره كمسبب السرطاف كما ىو الحاؿ عند تدخيف التبغ‪.‬‬

‫يضاؼ إلى احتماالت اإلصابة بالسرطاف في تجويؼ الفـ أو في أجزاء مف‬

‫القناة التنفسية‪ ،‬حصوؿ أضرار صحية أخرى تنتج عف جفاؼ المادة المخاطية‬ ‫المبطنة لمفـ‪ ،‬وىذا يؤدي إلى تغيير حمضية الفـ أو كما يعرؼ في المصطمحات‬

‫الكيميائية ‪ ،pH‬وبالتالي التأثير السمبي في مناعة ىذا العضو تجاه المسببات‬

‫المرضية كالفطريات والفايروسات‪ .‬كما واف التدخيف يؤدي إلى رفع درجة ح اررة‬ ‫الفـ بشكؿ غير اعتيادي مما يساعد عمى نمو المسببات المرضية‪ ،‬فضالً عف‬ ‫تموث األسناف بمستويات تختمؼ باختالؼ كمية التدخيف وأمده‪ .‬ويسبب التدخيف‬

‫تغيير رائحة الفـ إذ تصبح غير مستحبة‪.‬‬

‫ومف التأثيرات األخرى لمتدخيف إضعاؼ حاسة الشـ والتذوؽ بمرور الوقت‬

‫وكثافة التدخيف‪ ،‬ولطالما لوحظ إف المدخنيف يميموف إلى إضافة كمية غير‬

‫اعتيادية مف ممح الطعاـ إلى الوجبات التي يتناولونيا مقارنة بغير المدخنيف أو‬

‫مقارنة بيـ بالذات قبؿ إدمانيـ عمى التدخيف إذ تَضعؼ المتحسسات التذوقية‬ ‫الموجودة عمى المساف بشكؿ خاص‪ .‬كما وأف االلتيابات التي تصيب تجويؼ الفـ‬ ‫ترجع في أغمبيا إلى ممارسة التدخيف‪.‬‬

‫لقد وجد مف خالؿ الدراسات الطبية إف التدخيف يؤدي إلى زيادة حركة‬

‫األسناف ضمف مواقعيا في المثة مما يسبب تساقطيا وبنسبة تفوؽ حالة غير‬ ‫المدخف‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة ىنا‪ ،‬إلى وجود نوعيف مف المسببات المرضية المسرطنة في‬

‫التبغ أحدىما يدعى ‪ Bapyrene‬ويرمز لمنوع الثاني (‪ .)TSNA‬ورغـ وجود‬ ‫بعض اإلنزيمات المحممة ليذه المركبات في القناة التنفسية وفي القناة اليضمية‬ ‫ٖ٘‬


‫كذلؾ‪ ،‬ولكف قدرة وكفاءة تمؾ اإلنزيمات تتضاءؿ تدريجياً وتمسي غير قادرة عمى‬ ‫تحميؿ تمؾ المركبات مما يؤدي إلى إحداث السرطاف في تجويؼ الفـ وفي‬

‫الحنجرة والقصبة اليوائية وصوالً إلى الرئتيف‪ .‬كما وأف االختالفات الوراثية بيف‬

‫األشخاص تنعكس عمى تراكيز ومستويات تمؾ األنزيمات المحممة‪ ،‬وتفسر ىذه‬

‫الحمة التبايف الكبير بيف المدخنيف في احتماالت اإلصابة بتمؾ األمراض‬ ‫السرطانية‪ ،‬لذا يصاب البعض بالسرطاف في وقت مبكر مف العمر أو بعد مرور‬

‫زمف غير بعيد مف بدء التدخيف‪ ،‬بينما تضعؼ احتماالت اإلصابة بيذا المرض‬ ‫لدى البعض اآلخر حتى في أعمار متقدمة أو بعد مضي عقود مف الزمف عمى‬ ‫بدء التدخيف‪.‬‬

‫‪ 2-4-4‬قرحة المعدة واألمعاء‬ ‫عدد كبير مف المدخنيف بيذيف النوعيف مف القرح السيما قرحة المعدة‬ ‫يصاب ٌ‬ ‫التي تتميز بتمؼ النسيج المبطف لممعدة مسبباً الّالـ تتراوح بيف المتوسطة وبيف‬

‫الشديدة والتي تتزامف مع نزؼ دموي‪ ،‬وتتناسب شدة اإلصابة مع كثرة التدخيف‬ ‫المدخف كذلؾ بقرحة مقدمة االمعاء الدقيقة‪،‬‬ ‫ومدتو الزمنية باألعواـ‪ .‬وقد يصاب‬ ‫ّ‬ ‫المدخف مف‬ ‫اإلثني عشري عمى األغمب‪ ،‬وتتعاظـ الحالة المرضية إذا كاف‬ ‫ّ‬ ‫المدمنيف عمى تناوؿ المشروبات الكحولية‪ .‬كما واف احتماؿ اإلصابة بالبكتريا‬

‫المعروفة بالبكتريا الحمزونية المسببة لمقرحة‪ ،Helicobacter pyroli ،‬يتضاعؼ‬ ‫لدى المدخنيف قياساً بغير المخنيف‪.‬‬

‫‪ 3-4-4‬أمراض الكبد‬

‫يعد الكبد العضو الميـ في جياز اليضـ كونو المسؤوؿ عف مجموعة مف‬ ‫ّ‬ ‫سميتيا بأسموب التصفية‬ ‫الفعاليات الفسمجية تشمؿ معادلة المواد السامة وابطاؿ ّ‬ ‫وتخميص الجسـ مف تأثيراتيا‪ ،‬إذ يحوي ىذا العضو مجموعة كبيرة مف األنزيمات‬ ‫ٗ٘‬


‫المحممة لتمؾ المواد‪ ،‬فضالً عف أىمية الكبد في إفراز مادة الصفراء وضخيا إلى‬

‫الم اررة التي ترّكزىا وتفرزىا إلى األمعاء الدقيقة‪ ،‬تحديداً اإلثني عشري لممساعدة‬

‫في ىضـ الدىوف‪.‬‬

‫انتكاس في نشاط الكبد جراء التدخيف لفترة زمنية طويمة وينعكس ذلؾ‬ ‫يحدث‬ ‫ٌ‬ ‫عمى مجمؿ النشاط الحيوي ليذا العضو الممحؽ بقناة اليضـ‪ .‬ويزداد تأثير‬

‫التدخيف ىنا إذا اقترف ذلؾ بتناوؿ الكحوؿ وىي الحالة الشائعة بيف بعض‬

‫المدخنيف‪.‬‬

‫‪ 4-4-4‬مشكمة المرارة وتكون الحصى‬ ‫المتناوؿ عمى مواد دىنيةً إذ‬ ‫لمم اررة أىميةٌ ىضمية أساسية حيف يحتوي الغذاء ُ‬ ‫تسيـ ىذه الغدة في إفراز مادة الصفراء المرّكزة التي تساعد في استحالب تمؾ‬

‫المواد في األمعاء الدقيقة ويجعؿ امتصاصيا مف قبؿ الزغابات‪ ،‬ومف ثـ تمثيميا‪،‬‬

‫ميس اًر‪.‬‬ ‫ّ‬

‫تسبب المركبات‪ ،‬الناجمة عف حرؽ التبغ‪ ،‬إحداث تغيرات كيميائية في‬

‫خصائص الصفراء ذات الطبيعة القموية ومف ثَّـ تتحوؿ إلى جسيمات تتجمع‬ ‫غمى ىيئة حصى صغيرة أو كبيرة الحجـ تؤدي إلى انسداد قنواتيا وبالتالي عدـ‬ ‫وصوليا كمادة سائمة إلى حيث يجب أف تكوف‪ ،‬وىذا ينعكس عمى عممية ىضـ‬

‫وامتصاص المواد الدىنية الضرورية لفعاليات الجسـ المختمفة وحصوؿ اعتالؿ‬ ‫كبير في جسـ المريض‪ .‬ولطالما تطمبت المعالجة الجذرية إجراء مداخمة جراحية‬

‫الستئ صاليا وخسارة الجسـ لفوائدىا‪ ،‬أو تفتيت تمؾ الحصى إف كاف المريض‬ ‫محظوظاً‪.‬‬

‫٘​٘‬


‫ٗ‪ 5-‬حصى الكمية والقناة البولية‬ ‫عدة منيا طبيعة‬ ‫تتكوف حصى القناة البولية السيما حصى الكمية ألسباب ّ‬ ‫التغذية‪ ،‬العوامؿ الوراثية‪ ،‬البدانة‪ ،‬تناوؿ أنواع مف األدوية‪ ،‬وقد أضافت البحوث‬

‫الحديثة عامؿ تدخيف التبغ إلى العوامؿ األخرى السيما في حالة حصاة الكمية‬ ‫والنوع الخاص بالكالسيوـ والتي تتمثؿ أعراضيا بضعؼ البوؿ وتك ارره خالؿ اليوـ‬ ‫الواحد فضالً عف حصوؿ تغيرات نسجية في الكمية‪ ،‬ويعاني المريض مف اّالـ‬

‫مبرحة تتطمب مداخمة جراحية أو عممية التفتيت وعمى حسب الحالة المرضية‬ ‫وشدتيا‪.‬‬

‫‪ 6-4‬التدخين ومشكمة فقدان حاسة السمع‬ ‫أشارت وكالة رويتر اإلخبارية في عاـ ‪ ٕٓٔٛ‬إلى إف احتماؿ فقداف حاسة‬

‫السمع لدى المدخنيف‪ ،‬قياساً إلى غير المدخنيف وصمت إلى ٓ‪ %ٙ‬مف خالؿ‬

‫دراسة اشتممت عمى (‪ )50,000‬عامؿ ياباني‪ .‬وىذه الدراسة أكدت دراسات‬ ‫سابقة توصمت إلى إف فقداف أو إضعاؼ حاسة السمع تحصؿ كذلؾ لدى غير‬

‫المدخنيف والذيف يتعرضوف إلى دخاف السجائر كمدخنيف سمبييف كما جاء في‬ ‫دراسات عممية نشرت في مجمة الجمعية الطبية األمريكية‪.‬‬

‫فضالً عف ذلؾ فإف المدخنيف الشباب والمراىقيف يتعرضوف إلى حالة ضعؼ‬ ‫حاسة السمع أو فقدانو بحدود ِ‬ ‫الضعؼ أو ثالثة أضعاؼ قياساً بأقرانيـ مف غير‬ ‫المدخنيف‪.‬‬

‫ويمكف تفسير اآللية التي يحدثيا النيكوتيف وأحادي أكسيد الكاربوف (الغاز‬

‫الناجـ عف حرؽ السجائر) بأف كال المادتيف تؤدياف إلى خفض نسبة األكسجيف‬

‫في الدـ فضالً عف تضييؽ مجرى األوعية الدموية‪ ،‬ال سيما الشراييف الثانوية‬ ‫(الشرينيات) ومف ضمنيا تمؾ التي تغذي األجزاء التشريحية لألذف‪.‬‬ ‫‪٘ٙ‬‬


‫كما واف دراسات طبية عديدة أشارت إلى أف التدخيف يؤدي إلى إحداث‬

‫الطنيف في أذف المدخف‪ ،‬واف االلتيابات التي تصيب األذف بأجزائيا المختمفة‬ ‫تتضاعؼ لدى المدخنيف مقارنة بأقرانيـ مف غير المدخنيف‪ ،‬إذ أف دخاف التبغ‬

‫الذي يصؿ إلى الحنجرة واألنؼ يؤدي إلى إتالؼ األنسجة المبطنة ليما‬ ‫واضعاؼ المناعة فييما وبالتالي يصبحاف أكثر تحسساً لفعؿ الكائنات المرضية‬ ‫الدقيقة المسببة لاللتيابات التي تنتقؿ إلى األذف لوجود قنوات تشريحية بيف األذف‬

‫وكؿ مف األنؼ والحنجرة والبمعوـ‪.‬‬

‫‪ 7-4‬شيخوخة الجمد‬

‫الشكل (‪ )8-4‬السيجارة والجمد المتغضن‬ ‫إذا كاف الشخص مف المدخنيف المدمنيف فال بد أنو يالحظ أف جسمو يعاني‬

‫مف التغضف (ظيور التجاعيد) بشكؿ مبكر الشكؿ (ٗ‪ ،)ٛ-‬أي إف الجمد قد ىرـ‬ ‫بشكؿ غير اعتيادي إذا ما قورف مع مف ىـ بعمره أو عمرىا مف األشخاص غير‬

‫المدخنيف‪ .‬وقد توصؿ الباحثوف إلى تسمية ىذه الظاىرة (وجو المدخنيف)‪.‬‬

‫إف الحقائؽ الكيميائية الفسمجية عف جسـ اإلنساف تشير إلى أف دخاف‬

‫السجائر‪ ،‬الذي يحوي ما يقرب مف ثالثة آالؼ مركب‪ ،‬معظميا يمكف أف يؤثر‬ ‫‪٘ٚ‬‬


‫في صحة جمد المدخف السيما التأثير في مرونتو ولونو ومممسو‪ ،‬وجميع ىذه‬

‫التأثيرات أو بعضيا تجعؿ الجمد حساساً الحتماالت اإلصابة بمرض السرطاف‪.‬‬

‫لقد توصمت بعض الدراسات الطبية التي أجريت في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية إلى أف التجاعيد تظير بسرعة وبشكؿ أوضح في النساء المدخنات‬ ‫مقارنة بالرجاؿ المدخنيف‪ ،‬ويعزى ذلؾ إلى أف جمد المرأة‪ ،‬أو جسدىا عموماً‪،‬‬

‫يحوي نسبة مف بروتيف الكوالجيف أقؿ مف تمؾ النسبة الموجودة في جسد الرجؿ‬

‫لمفئة العمرية ذاتيا‪ .‬والكوالجيف ىو البروتيف البنائي الرئيس الموجود في األنسجة‬ ‫يعد األكثر انتشا اًر في أجساد‬ ‫الرابطة لجسـ اإلنساف والحيوانات الثدية األخرى‪ ،‬إذ ّ‬ ‫ىذه الحيوانات ويشكؿ نسبة ٕ٘‪ %ٖ٘-‬مف مجموع بروتينات الجسـ‪.‬‬

‫ميسر‪ ،‬مف خالؿ‬ ‫فسر‪ ،‬بشكؿ ّ‬ ‫إف ظيور التجاعيد المبكرة لدى المدخنيف ُي ّ‬ ‫معرفة إف جمد اإلنساف يحوي الكوالجيف الذي يمنحو المرونة والنضارة وتجديد‬ ‫ىذا البروتيف بشكؿ دوري ومستمر ينتج عف فعؿ إنزيـ خاص يقوـ بتحميؿ‬

‫الكوالجيف القديـ لكي يعوضو بكوالجيف جديد فتي‪ ،‬ولكف التدخيف يؤدي إؿ تحفيز‬ ‫مجموعة مف األنزيمات المحممة التي تسرع مف تفكؾ الكوالجيف القديـ بسرعة ال‬

‫تضاىييا آلية التعويض بالكوالجيف الجديد‪.‬‬

‫وفضالً عما تقدـ فإف التدخيف يمكف أف يؤدي إلى إضعاؼ آلية التئاـ الجروح‬

‫أو اإلصابة بمرض األكزيما‪ ،‬كما واف التدخيف لفترة طويمة يؤدي إلى تطور حالة‬ ‫تدعى "تصبغ المدخنيف" وتعنى تغير لوف الجمد إلى األصفر أو الرمادي‪.‬‬

‫‪ 8-4‬تأثير التدخين في عظام المد ّخن‬

‫أجريت دراسة مسحية‪ ،‬اعتماداً عمى مجموعة كبيرة مف البحوث‪ ،‬وظيرت تمؾ‬

‫الدراسة في مجمة "ىشاشة العظاـ األمريكية‪ ،‬في عددىا الذي صدر عاـ ‪ٕٓٔٛ‬‬

‫وشارؾ فييا عدد كبير مف الباحثيف‪ ،‬في عدد مف الجامعات األمريكية ومف بينيـ‬ ‫‪٘ٛ‬‬


‫طالب دكتوراه عربي الجنسية‪ .‬وجاء في خالصة تمؾ الدراسة إف التعرض إلى‬

‫دخاف السجائر أو غيرىا مف وسائؿ حرؽ التبغ يؤدي إلى ىشاشة العظاـ بعد‬

‫عدة سنوات‪ ،‬السيما حيف يتـ تدخيف عشريف سيجارة أو أكثر يومياً‪ .‬وقد‬

‫أوضحت الدراسة إف تأثير التدخيف في كثافة العظاـ يتـ بطرؽ غير مباشرة وذلؾ‬ ‫مف خالؿ التأثير في نشاط الغدة جار الدرقية المسؤولة عف نشاط وعمؿ فيتاميف‬

‫د (‪ ، (D‬فضالً عف التأثير السمبي في نشاط ىرمونات الغدة الكظرية ( الشكؿ‬ ‫ٕ‪ )ٔ-‬واليرمونات الجنسية‪ .‬كما واف التأثيرات السمبية المباشرة لتدخيف التبغ في‬

‫البناء العظمى وتروية وتغذية العظاـ بوساطة جياز الدوراف مما يؤدي إلى قمة‬

‫وصوؿ المعادف الضرورية لتصميب العظاـ وزيادة كثافتيا‪ .‬لذلؾ تـ إعتبار‬

‫التدخيف عامؿ خطورة في إحداث نخر العظاـ والتسبب في تكسرىا بيسر‪ .‬وفي‬

‫الواليات المتحدة األمريكية ُوجد إف حوادث كسور العظاـ تصؿ إلى ثالثة مالييف‬ ‫حالة وسببيا نخر العظاـ وذلؾ يسبب خسائر مادية قد تصؿ إلى ‪ 25.3‬مميوف‬ ‫دوالر بحدود عاـ ‪ ،2025‬وتـ ربط ىذه الظاىرة السيما كسور عظـ الحوض‬ ‫والتياب المفاصؿ ومشاكؿ االسناف بالتدخيف واستخداـ التبغ بصيغ مختمفة غير‬

‫التدخيف‪.‬‬

‫ويمكف أف نمخص لمقارئ الكريـ بعض االّليات التي تفسر ما ذىبنا إليو في‬

‫المعقدة وكما يأتي‪:‬‬ ‫ميسرة دوف الخوض في الجوانب الفسمجية‬ ‫ّ‬ ‫أعاله بصيغة ّ‬ ‫أ‪ -‬اإلخالؿ بثنائية النشاط الفسمجي ليورموف الغدة الدرقية وفيتاميف د‪ ،‬إذ وجد‬ ‫مف خالؿ البحوث المعمقة إف تدخيف التبغ يؤدي إلى إضعاؼ مؤشر كتمة الجسـ‬ ‫وكثافة العظاـ مف خالؿ التأثير السمبي في إمتصاص فيتاميف د ألذي ينظـ‬ ‫امتصاص الكالسيوـ مف االمعاء الدقيقة وضخو إلى العظاـ لتصميبيا‪ ،‬فضال عف‬

‫‪ٜ٘‬‬


‫الغدة الدرقية المسؤوؿ عف تنظيـ‬ ‫التأثير السمبي الحاد في إفراز ىورموف جار ّ‬ ‫امتصاص أيونات الكالسيوـ مف مصؿ الدـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ألتأثير المثبط لنشاط الخاليا المسؤولة عف بناء نسيج العظـ واعادة بناءه‪،‬‬

‫مما يؤدي إلى إضعاؼ كتمة العظـ وحدوث نخر فيو يتبعو سيولة حصوؿ‬ ‫الكسورات في مواقع مختمفة مف الييكؿ العظمي جراء حوادث بسيطة ال تؤثر في‬

‫االشخاص غير المدخنيف‪ .‬وما ينطبؽ عمى التدخيف الفعمي ينطبؽ كذلؾ عمى‬

‫التدخيف السمبي‪ ،‬أي األشخاص الذيف يصميـ دخاف التبغ بسبب وجودىـ العائمي‬ ‫أو الشخصي المباشر مع المدخنيف‪.‬‬

‫‪ 9-4‬التدخين ومشاكل الحمل والوالدة‬

‫يعد تدخيف التبغ مف قبؿ األميات الحوامؿ عامالً ميماً في إحداث مجموعة‬ ‫ّ‬ ‫مف األضرار الصحية لألـ ولموليد‪ ،‬ولقد أظيرت الدراسات الطبية إف دخاف التبغ‬

‫ئيس في حصوؿ حاالت إسقاط الجنيف‬ ‫في مراحؿ قبؿ الحمؿ وخاللو‬ ‫ٌ‬ ‫سبب ر ٌ‬ ‫ميسر‬ ‫فضالً عف األضرار الشديدة التي تحدث لألـ الحامؿ‪ ،‬وأدناه استعراض ّ‬ ‫لتمؾ األضرار‪:‬‬

‫المدخنات‬ ‫‪ ‬اإلصابة بالتياب الحوض‪ ،‬إذ إف نسبة اإلصابة بيذا المرض بيف‬ ‫ّ‬

‫تصؿ إلى ٖ​ٖ‪ %‬وىومرض مؤلـ يتطمب مداخمة جراحية‪ ،‬وغالباً يكوف عامالً‬

‫مساىماً في حصوؿ الحمؿ خارج الرحـ والتصاؽ الحوض ومشاكؿ الخصوبة‪.‬‬

‫المدخنات المواتي يستخدمف موانع الحمؿ الفموية لعواقب وخيمة‬ ‫‪ ‬تتعرض‬ ‫ّ‬ ‫كزيادة خطر اإلصابة بأمراض القمب واألوعية الدموية‪ ،‬والسكتات الدماغية‬ ‫السيما حيف يتقدـ العمر بيف‪.‬‬ ‫‪ ‬إنقطاع الطمث المب ّكر‪ ،‬إذ ُوجد إف البدء بالتدخيف في سف المراىقة يزيد مف‬ ‫حالة تعرض المرأة إلى إنقطاع الطمث ثالث سنوات أبكر مف قريناتيف غير‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬


‫المد ّخنات فضالً عف التعرض لمشاكؿ الدورة الشيرية كالنزيؼ غير اإلعتيادي‬ ‫واإللتيابات الميبمية‪ .‬وتنجـ حالة إنقطاع الطمث المب ّكر عف تأثير مركبات التبغ‬

‫السامة في المبيض أو بسبب انخفاض مستويات اليورموف األنثوي اإلستروجيف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬اإلصابة بسرطاف عنؽ الرحـ إذ تصؿ نسبتو إلى ٓ‪ %ٛ‬أكثر مف نسبتو بيف‬

‫المدخنات‪ .‬ويعتقد الباحثوف إف السبب يعود إلى أف المواد السامة في‬ ‫النساء غير‬ ‫ّ‬ ‫دخاف السجائر تخمؽ بيئةً خصبةً في ىذا الجزء مف الرحـ النقساـ وتكاثر خاليا‬ ‫غير طبيعية ىي الخاليا السرطانية‪ ،‬وتضعؼ في الوقت ذاتو قدرة المناعة الذاتية‬

‫لمجسـ عمى تحجيـ الخاليا السرطانية والقضاء عمييا‪.‬‬

‫الشكل (‪ )9-4‬امرأة حامل تدخن أمام إحدى مستشفيات لندن‬

‫ٔ‪ٙ‬‬


‫أما األضرار التي يتعرض ليا الجنيف فيمكف إجماليا كما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬تحطـ الكيس المحيط بالجنيف داخؿ الرحـ قبؿ أوانو مما يؤدي إلى تسريع‬ ‫عممية الوالدة بشكؿ غير طبيعي وخروج الجنيف قبؿ اكتماؿ نموه الطبيعي‪.‬‬

‫‪ ‬انفصاؿ المشيمة المبكر عف موقع االرتباط داخؿ رحـ األـ مما يؤدي إلى‬ ‫موت الجنيف وحدوث نزؼ شديد لألـ ذاتيا وقد يعرض حياتيا لمخطر كذلؾ‪.‬‬

‫‪ ‬والدة أطفاؿ غير مكتممي النمو أو تعرضيـ لتشوىات َخمقية فضالً عف قمة‬ ‫وزف الطفؿ المولود‪.‬‬ ‫‪ ‬وفضال عما تقدـ فقد اثبتت البحوث العممية خالؿ العشر سنوات األخيرة إف‬ ‫تدخيف األميات قبؿ وخالؿ مرحمة الحمؿ يؤدي إلى التأثير السمبي في األطفاؿ‬

‫اء كانوا إناثاً أـ ذكو اًر‪ ،‬واف ىذا التأثير يتركز في خفض‬ ‫الذيف يولدوف بعدئذ سو ٌ‬ ‫خصوبة كال الجنسيف بعد وصوليما مرحمة النضوج الجنسي وذلؾ بسبب قمة‬ ‫اعداد الحيامف وضعؼ حيويتيا لدى الرجاؿ‪ ،‬وقمة أعداد البويضات المخمقّة في‬ ‫مبايض النساء وتعزى ىذه الظاىرة في الحالتيف إلى خفض أفراز اليورمونات‬

‫الجنسية لدى اإلثنيف الرجؿ والمرأة‪.‬‬

‫ويؤثر التدخيف السمبي جنسياً في المرأة والرجؿ بالشدة ذاتيا التي يحدثيا‬

‫مدخنيف فعمياً‪.‬‬ ‫التدخيف الفعمي في كمييما إف كانا‬ ‫َ‬

‫‪ 11-4‬التدخين وخصوبة الرجل‬

‫أشارت البحوث الطبية إلى إف لمتدخيف تأثير كامف في خصوبة الرجاؿ‬

‫المدخنيف مف خالؿ ثالث آليات ىي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نوعية الحيامف (النطؼ) المخمقّة‪.‬‬

‫ب‪ -‬قدرة الرجؿ عمى إتماـ المقاء الجنسي‪.‬‬

‫ج‪ -‬ضعؼ الشيوة الجنسية‪.‬‬

‫ٕ‪ٙ‬‬


‫المدخف تكوف غير‬ ‫تبيف إف أعداداً مف حيامف الرجؿ‬ ‫ّ‬ ‫ومف خالؿ تمؾ البحوث ّ‬ ‫سوية األشكاؿ وأقؿ جودة مف حيامف الرجؿ غير المدخف‪ ،‬وذلؾ ألف النيكوتيف‬ ‫الذي يحويو التبغ يسبب لدى وجوده في جسـ الرجؿ المدخف تحرير مواد ثانوية‬ ‫تؤدي إلى إضعاؼ حيوية الحيامف‪ ،‬وبالتالي تصبح غير قادرة عمى الوصوؿ إلى‬

‫بويضة المرأة‪ ،‬عند الجماع‪ ،‬لغرض تمقيحيا وتكويف الشكؿ األولي لمجنيف‪ .‬وفي‬

‫دراسة أجريت عمى ٕٕٗ٘ مف الرجاؿ األصحاء المدخنيف‪ ،‬بيف عامي ‪ ٜٔٛٚ‬و‬

‫سبب انخفاضاً في حجـ الحيامف وأعدادىا لدييـ فضالً‬ ‫ٗٓ​ٕٓ‪ُ ،‬وجد إف التدخيف ّ‬ ‫عف ضعؼ حيويتيا‪ .‬كما ُوجد إف تركيز الحيامف قد انخفض بنسبة ‪ %ٜٔ‬لدى‬

‫الرجاؿ المدخنيف لعشريف سيجارة يومياً بالمقارنة مع أقرانيـ غير المخنيف‬ ‫وبأعمار وظروؼ صحية متماثمة لكال المجموعتيف‪.‬‬

‫وفي دراسة أخرى اكتشؼ العمماء إف حجـ المنى المتدفؽ عند القذؼ قد‬

‫انخفض بشكؿ جمي لدى الرجاؿ الذيف دخنوا ‪ ٔٙ‬سيجارة يومياً ولعدة سنوات‬

‫قياساً باقرانيـ غير المدخنيف‪.‬‬

‫عدة أشارت إلى أف المواد الكيميائية الموجودة في التبغ‬ ‫كما واف دراسات ّ‬ ‫تسبب إعاقة مرور الدـ في الشراييف والشرينات الدموية ومنيا تمؾ التي تغذي‬

‫أنسجة القضيب وبما أف التدفؽ الدموي إلى ىذه األنسجة ضروري لحصوؿ‬

‫االنتصاب الطبيعي لغرض إتماـ عممية الجماع‪ ،‬وبالتالي فإف التدخيف لفترة‬ ‫طويمة يسيـ في ظيور حالة الضعؼ الجنسي‪ .‬وتتأثر الرغبة واإلثارة الجنسية‬

‫المدخف‪ ،‬إذ أف غاز أحادي أكسيد الكربوف المتكوف جراء تدخيف‬ ‫لدى الرجؿ‬ ‫ُ‬ ‫السيجارة يسبب خفض مستويات اليورموف الذكري (تستسروف) وفي المحصمة‬

‫تضعؼ الرغبة الجنسية بمرور الوقت السيما إذا مارس الرجؿ التدخيف بمعدالت‬

‫عالية يومياً‪.‬‬

‫ٖ‪ٙ‬‬


‫‪ 11-4‬التدخين السمبي ‪Passive Smoking‬‬ ‫يعنى بالتدخيف السمبي استنشاؽ دخاف السجائر مف قبؿ األشخاص غير‬

‫الفعاليف‪ ،‬كما يسمى ىذا النوع مف التدخيف تدخيناً ثانوياً أو‬ ‫المدخنيف الفعمييف أو ّ‬ ‫دخاف التبغ البيئي‪ .‬ويحدث التدخيف السمبي عند وصوؿ دخاف التبغ إلى محيط‬ ‫معيف بحيث يتـ استنشاقو مف قبؿ األفراد الموجوديف ضمف ذلؾ المحيط‬ ‫أو موقع ّ‬ ‫أو الموقع‪.‬‬

‫إف التعرض إلى التدخيف الثانوي يسبب أمراضاً وحاالت عوؽ ووفيات كذلؾ‪.‬‬

‫ولقد كانت ىذه الحاالت والمخاطر وراء التوجييات الحا ّدة الستحداث قوانيف‬

‫وتشريعات لمنع التدخيف في المحالت المغمقة كالمطاعـ والحانات والنوادي فضالً‬ ‫عف محالت أخرى في بعض دوؿ العالـ‪ .‬وال تفوتنا ىنا اإلشارة إلى دور أفراد‬ ‫العائمة مف المدخنيف‪ ،‬السيما اآلباء واألميات‪ ،‬في تعظيـ مشكمة التدخيف السمبي‬

‫جمة ألفراد العائمة‬ ‫داخؿ دور السكف وآثار ذلؾ كمو في إحداث أضرار صحية ّ‬ ‫مف غير المدخنيف السيما األطفاؿ في مراحؿ النمو المختمفة‪.‬‬ ‫يسبب التدخيف السمبي مجموعة مف األمراض ال تختمؼ عما يسببو التدخيف‬

‫المباشر والتي تشمؿ أمراض القمب واألوعية الدموية‪ ،‬أمراض السرطاف (الرئة‪،‬‬ ‫الثدي‪ ،‬البنكرياس‪ ،‬عنؽ الرحـ‪ ،‬المثانة)‪ .‬أما أم ارض الرئتيف فتشمؿ الربو ومشكمة‬

‫االنسداد الرئوي المزمف‪ ،‬فضالً عف المشاكؿ المرتبطة بالخرؼ وأمراض الدماغ‪.‬‬

‫ُيحدث التدخيف السمبي تأثيرات متعددة في حاؿ تعرض األـ الحامؿ لو‪ ،‬ومنيا‬ ‫والدة أطفاؿ غير مكتممي النمو فضالً عف حصوؿ والدات مشوىة جسدياً‪.‬‬ ‫تزداد خطورة التأثيرات الصحية في األطفاؿ الذيف يتعرضوف لمدخاف السمبي‬

‫السيما في المساكف التي يقطنونيا حيف يكوف أحد األبويف أو كمييما مدخناً‬

‫ٗ‪ٙ‬‬


‫فضالً عف احتماؿ تعرض الطفؿ إلى دخاف السجائر مف قبؿ األقارب مف خالؿ‬ ‫االختالط االجتماعي‪.‬‬

‫لقد أشار التقرير الصادر عف" قسـ الوقاية مف أضرار التدخيف في و ازرة‬

‫الصحة األردنية"‪ ،‬إلى مجمؿ التأثيرات الصحية التي تنجـ عف تعرض الشخص‬ ‫غير المدخف لدخاف األشخاص المدخنيف لمدة تتراوح بيف ‪ ٕٓ – ٛ‬دقيقة وىي‪:‬‬

‫‪ ‬حساسية في األنؼ واألذف والحنجرة‪.‬‬ ‫‪ ‬سرعة خفقاف القمب‪.‬‬

‫‪ ‬انخفاض نسبة األكسجيف الذي يصؿ القمب‪.‬‬

‫‪ ‬انقباض غير طبيعي في شراييف القمب مسببة ارتفاع ضغط الدـ‪.‬‬ ‫‪ ‬الصداع والغثياف‪.‬‬

‫‪ ‬كما إف ىذا النوع مف التدخيف يسبب ٓ​ٓ‪ ٛٓ​ٓ​ٓ-ٕٙ‬حالة ربو بيف األطفاؿ‬ ‫سنوياً‪ .‬وتكوف معاناة األطفاؿ الرضع أشد وأقسى وذلؾ لعدـ اكتماؿ نمو الجياز‬ ‫المناعي في أجساميـ‪ ،‬مع صغر حجـ الرئتيف‪ ،‬كما واف كمية المواد السامة التي‬ ‫يستنشقونيا ىي أكثر مف تمؾ التي يستنشقيا األشخاص البالغوف مقارنة بأوزاف‬

‫أجساميـ‪.‬‬

‫‪ 12-4‬أضرار السيجارة اإللكترونية‬

‫الشكل (‪ )11-4‬أبخرة السيجارة اإلكترونية تحمل الكثير من المسببات المرضية‬ ‫٘‪ٙ‬‬


‫رغـ إف ىناؾ بعض األدلة المبدئية عمى كوف السيجارة اإللكترونية قد تساعد‬

‫بعض األشخاص عمى اإلقالع عف التدخيف ولكف تمؾ األدلة لـ تثبت فاعميتيا‪،‬‬ ‫بينما ىنالؾ قمؽ متزايد مف احتماؿ أف يبدأ غير المدخنيف واألطفاؿ تعاطي‬

‫النيكوتيف مف خالؿ السجائر اإللكترونية بمعدالت أعمى مما كاف متوقعاً‪ .‬وىناؾ‬

‫قمؽ مف أف األطفاؿ قد يبدأوف تدخيف السجائر التقميدية بعد البدء بالسجائر‬ ‫اإللكترونية‪.‬‬

‫يمجأ الكثير ممف يرغبوف في اإلقالع عف التدخيف إلى تدخيف السجائر‬

‫اإللكترونية‪ ،‬ولكف الواقع يشير إلى إف ىؤالء يصح عمييـ القوؿ المأثور "‬

‫كالمستجير من الرمضاء بالنار"‪ ،‬ففي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ووسط ازدياد‬ ‫حاالت األمراض الرئوية التي يشير األطباء ىناؾ إلى أنيا مرتبطة بتدخيف ىذا‬

‫النوع مف السجائر أعمنت الدوائر الصحية في والية الينوي في أواخر شير آب‬ ‫تمؼ ٍ‬ ‫مف عاـ ‪ ،ٕٜٓٔ‬عف وفاة أحد البالغيف جراء ٍ‬ ‫حاد أصاب جيازه التنفسي‬ ‫نتيجة تدخيف السجائر اإللكترونية‪ .‬وقد أعمف المركز األمريكي لمسيطرة عمى‬

‫األمراض والوقاية منيا إلى متابعة لمئة وثالث وتسعيف (ٖ‪ )ٜٔ‬حالة إصابة‬

‫رئوية حادة في اثنيف وعشريف (ٕ​ٕ) والية يمكف أف تكوف ذات صمة باستخداـ‬ ‫السجائر اإللكترونية‪ .‬وتقرع ىذه الحادثة ناقوس الخطر بشأف االستخداـ المتزايد‬ ‫لمسجائر اإللكترونية مف قبؿ المدخنيف السابقيف‪ .‬أما األعراض التي ظيرت عمى‬

‫المصابيف بالمشاكؿ الرئوية فقد شممت السعاؿ وضيؽ التنفس والشعور باإلرىاؽ‬

‫فضالً عف حاالت اإلعياء واإلسياؿ وتزايد شدة األعراض عمى مدار األسابيع‬ ‫قبؿ إدخاليـ إلى المستشفيات‪.‬‬

‫ووفقا لألطباء المشرفيف عمى أولئؾ المرضى فإف األعراض التي بدت عمييـ‬

‫لـ تكف قد سجمت في سجالتيـ الطبية مف قبؿ‪ ،‬كما إنو لـ يتـ تحديد المركبات‬ ‫‪ٙ​ٙ‬‬


‫الكيميائية الموجودة في السجائر اإللكترونية‪ ،‬ورغـ ذلؾ تـ توثيؽ إف إعداداً كبيرةً‬ ‫مف أولئؾ المرضى استخدموا منتجات تحتوي عمى أحد مشتقات الحشيش‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صحة أمريكييف تسجيؿ أربع حاالت وفاة خالؿ سنة ‪ٕٜٓٔ‬‬ ‫أكد مسؤولو‬ ‫نتيجة مرض تنفسي غامض مرتبط بتدخيف السجائر اإللكترونية مما يرفع العدد‬

‫الكمي لموفيات خالؿ النصؼ األوؿ لتمؾ السنة إلى ‪ .ٕ٘.‬وفضالً عف ذلؾ‬ ‫أعمنت المراكز األمريكية لمكافحة األمراض والوقاية منيا‪ ،‬عالج (‪ )ٔ​ٔٛ‬مئة‬

‫وثمانية عشر حالة جديدة في مستشفيات (ٓ٘) خمسيف والية حتى العاشر مف‬ ‫شير كانوف األوؿ لمسنة ذاتيا‪ ،‬وبذلؾ يصؿ العدد الكمي لألشخاص الذيف‬ ‫عولجوا جراء المشاكؿ الصحية الناجمة عف تدخيف السجائر اإللكترونية إلى‬

‫(‪ )ٕٜٗٓ‬منذ انتشار ىذا النوع مف السجائر في الواليات األمريكية كافة ‪ .‬كما‬ ‫وصفت مراكز مكافحة األمراض األمريكية إف إحدى محتويات المواد المستخدمة‬

‫في ىذه السجائر ىي مشتقات فيتاميف ىػ )‪ )H‬بعد عزليا مف عينات مأخوذة مف‬ ‫رئات (‪ )ٕٜ‬تسعة وعشريف مر ٍ‬ ‫يض وىي مادة غير مرخصة ‪ .‬ووصفت تمؾ‬ ‫المراكز ىذه المادة بأنيا مادة كيميائية تبعث عمى القمؽ وأوصت بعدـ إضافتيا‬

‫إلى السجائر اإللكترونية إذ إف استخداميا المستمر يؤدي إلى إصابة المدخنيف‬ ‫باضطراب اكتئابي شديد كما أنو يعد مقدمة لمسموؾ االنتحاري‪.‬‬

‫وجدير بالذكر إف والية نيويورؾ األمريكية‪ ،‬منعت اعتبا ار مف ‪ ٔٚ‬أيموؿ‪،‬‬

‫سبتمبر‪ ،‬عاـ ‪ ٕٜٓٔ‬بيع السجائر اإللكترونية المنكية‪ .‬كما سيبدأ قريبا سرياف‬ ‫قرار مماثؿ في والية ميشيغاف أيضا بعد أف أثبتت دراسة عممية إف نكيات‬ ‫السجائر اإللكترونية قد تدمر خاليا األوعية الدموية والقمب‪.‬‬

‫وفي اليند قررت الحكومة حظر إنتاج واستيراد وبيع السجائر اإللكترونية بعد‬

‫ارتباطيا بوفاة سبعة أشخاص في الواليات المتحدة األمريكية واصابة عشرات‬ ‫‪ٙٚ‬‬


‫ي‬ ‫آخريف ‪ .‬وذكرت و ازرة الصحة اليندية التي اقترحت الحظر‪ ،‬إف الحظر ضرور ٌ‬ ‫لضماف عدـ تفشي استخداـ السجائر اإللكترونية "كالوباء" بيف األطفاؿ والشباب‪.‬‬ ‫ويشمؿ ىذا المنع إنتاج‪ ،‬استيراد‪ ،‬تصدير‪ ،‬نقؿ‪ ،‬تخزيف‪ ،‬واالعالنات التجارية عف‬

‫كؿ ما يتعمؽ بالسجائر اإللكترونية‪ .‬مف جيتيا أشارت وزيرة المالية وشؤوف‬ ‫الشركات في اليند‪ ،‬نيرماال سيترماف‪ ،‬إلى إف الحكومة ستصدر قريبا مرسوماً‬

‫بيذا الشأف وترفعو لرئيس الدولة لممصادقة عميو‪ ،‬وأكدت الوزيرة اليندية عمى إنو‬

‫ال توجد شركة واحدة في اليند تنتج السجائر اإللكترونية‪ ،‬ومع ذلؾ ينتشر في‬ ‫األسواؽ أكثر مف ٓ​ٓٔ نوع منيا‪.‬‬

‫‪ٙٛ‬‬


‫الفصل اخلامس‬ ‫التدخني اقتصادياً‬

‫‪ٜٙ‬‬


ٚٓ


‫التدخين اقتصادياً‬ ‫يمثؿ التدخيف تحدياً صحياً واجتماعياً وبيئياً واقتصادياً‪ ،‬وعمى وفؽ التنظير‬

‫االقتصادي فإف المستيمكيف ىـ أفضؿ مف يحكـ عمى كـ وكيفية إنفاقيـ عمى‬

‫السمع والخدمات‪ ،‬وعندما يعي األفراد مسؤوليتيـ عف توجياتيـ االستيالكية وما‬

‫يرتبط بيا مف منافع ومكاسب ومصالح أو مخاطر وخسائر وأضرار فإف موارد‬ ‫المجتمع تكوف‪ ،‬نظرياً‪ ،‬قد خصصت بأقصى كفاءة ممكنة‪.‬‬

‫التبغ نبات يتبع الفصيمة الباذنجانية ولو أنواع مختمفة باختالؼ مواطف‬

‫وتخمر ثـ تمؼ وتسحؽ وتقطع بأشكاؿ مختمفة‬ ‫زراعتو‪ ،‬وتقطؼ أوراقو وتجفؼ‬ ‫َّ‬

‫تبعاً لمقصد مف االستعماؿ (صناعة السجائر أو تبغ الغميوف أو السيجار‬

‫وغيرىا)‪ ،‬وتفننت صناعة التبغ في منحو روائح عطرية مف خالؿ مزجو مع‬ ‫بعض المواد الخاصة‪.‬‬

‫تضاعؼ اإلنتاج العالمي مف أوراؽ التبغ مع نياية القرف العشريف في الدوؿ‬

‫النامية بشكؿ خاص‪ ،‬إذ ارتفع اإلنتاج بمعدؿ ‪ %ٕٔٛ‬بيف عامي ٘‪ٜٔٚ‬‬

‫و‪ ،ٜٔ​ٜٛ‬وىو آخذ باالزدياد‪.‬‬

‫وتموؿ ىذه الزراعة وما يرتبط بيا‬ ‫تتـ زراعة التبغ في ٓ​ٓٔ دولة حيث ّ‬ ‫تشجع ّ‬ ‫مف صناعة وتجارة شركات عالمية‪ .‬وقد نتج عف ىذا الواقع زيادة مضطردة في‬

‫معدالت التنافس مما أدى إلى عدـ استقرار أسعار التبغ إذ انخفضت أسعاره‬ ‫بنسبة ‪ %ٖٚ‬بيف عامي ٘‪ ٜٔٛ‬وٓ​ٓ​ٕٓ‪ ،‬فكانت النتيجة زيادة االستيالؾ‪.‬‬

‫تأتي الواليات المتحدة األمريكية في طميعة الدوؿ المنتجة لمتبغ عالمياً‪،‬‬

‫وتمييا الصيف واليند فروسيا والياباف‪ .‬ىنالؾ العديد مف الدوؿ المستوردة ألوراؽ‬

‫التبغ ومنتجاتو‪ ،‬ففي عاـ ٕٓ​ٕٓ كاف ىناؾ ثالثيف مف بيف ٔ‪ ٔٙ‬دولة استوردت‬ ‫ٔ‪ٚ‬‬


‫أوراؽ التبغ أكثر مما صدرت‪ ،‬وىناؾ ‪ ٜٔ‬دولة ليا ميزاف تجاري سالب لمنتجات‬

‫التبغ بما يزيد عف ٓ​ٓٔ مميوف دوالر ومف بينيا كمبوديا وماليزيا ونيجيريا وكوريا‬ ‫الجنوبية ورومانيا وفيتناـ‪.‬‬

‫يتـ تصنيع حوالي ٓ​ٕٓ٘‪ ٖٓ​ٓ​ٓ-‬مميار لفافة (سيجارة) في العالـ سنوياً‪ ،‬أي‬

‫ما يعادؿ ٓ​ٓ‪ ٛٓ​ٓ-ٙ‬سيجارة لكؿ فرد مف سكاف المعمورة‪ ،‬عمى وفؽ‬ ‫اإلحصائيات العالمية في نياية القرف المنصرـ‪ .‬ويضاؼ إلى ذلؾ العدد نحو ٕ٘‬ ‫مميار مف السيجار الغميظ‪ ،‬وحوالي ٓ​ٓٗ ألؼ طف مف التبغ المييأ لمتدخيف‬

‫بأشكاؿ أخرى‪ .‬وينشط اإلتجار بالسجائر الميربة مف خالؿ السوؽ السوداء إذ‬ ‫تجمب وتباع بشكؿ غير قانوني مع تجنب الضرائب‪ ،‬لذا فإنيا تباع بأسعار‬

‫متياودة مما يؤدي إلى زيادة المبيعات واالستيالؾ عمى حد سواء‪.‬‬

‫تُقدر أعداد المدخنيف في العالـ بما يزيد عف مميار شخص‪ ،‬ومف المتوقع أف‬ ‫يرتفع العدد إلى أكثر مف مميار ونصؼ المميار مدخف بحموؿ عاـ ٕٕ٘ٓ‪ ،‬أي‬

‫بعد أربع سنوات مف اآلف‪.‬‬

‫يدخنو الفرد األمريكي‪ ،‬الذي تجاوز ٘ٔ سنة مف العمر‪ ،‬نحو‬ ‫يقدر متوسط ما ّ‬ ‫ٓ​ٓ‪ ٖٜ‬سيجارة سنوياً‪ ،‬والفرد الكندي والفرد السويدي يدخناف ٓ​ٖٓٔ‪ ،‬وٓ​ٓ‪ٕٛ‬‬ ‫سيجارة سنوياً عمى التوالي‪ .‬أما المواطنوف البريطانيوف والفرنسيوف واألستراليوف‪،‬‬

‫فإنيـ يدخنوف حوالي ٓ​ٓٗٔ سيجارة لمفرد الواحد سنوياً‪.‬‬

‫يشير مكتب اإلحصاء االتحادي األلماني إف نسبة المدخنيف بيف مف تبمغ‬

‫أعمارىـ ٘ٔ عاما فأكثر ىي ‪ ،%ٕٚ‬وقد ارتفع إنفاقيـ عمى التدخيف بنسبة‬ ‫‪ %ٖ.ٜ‬في الربع األوؿ مف عاـ ‪ ،ٕٓ​ٓٚ‬عما كاف عميو الحاؿ قبؿ عاـ‪ ،‬وبذلؾ‬ ‫ارتفع إنفاقيـ عمى التدخيف إلى ٕ‪ ٙ.‬مميار يورو (‪ ٙ.ٚ‬مميار دوالر أمريكي)‪.‬‬

‫وأضاؼ المكتب إنو عمى الرغـ مف زيادة الضرائب فإف ٕٗ مميار سيجارة بيعت‬ ‫ٕ‪ٚ‬‬


‫في الربع األوؿ مف العاـ المشار إليو أعاله‪ .‬وقد تسبب التدخيف بأمراض عدة‬

‫منيا سرطاف الرئة والفـ والحنجرة وعنؽ الرحـ‪ ،‬فضالً عف أمراض تضيؽ شراييف‬ ‫القمب وارتفاع ضغط الدـ‪ ،‬والسكتة القمبية‪ ،‬التياب القصبات‪ ،‬وانتفاخ الرئتيف‬ ‫والسؿ وغيرىا‪ ،‬وقد تسببت ىذه األمراض في وفاة (ٓٗٔ) ألؼ مواطف ألماني‬

‫سنوياً‪ .‬ويعارض سياسيوف ألماف اتباع خطى إيطاليا وفرنسا واسبانيا وبريطانيا‬

‫في فرض حظر عمى التدخيف في األماكف العامة‪ ،‬وبعد جدؿ طويؿ توصمت‬ ‫حكومات الواليات األلمانية إلى تسوية تسمح بتخصيص قاعات خاصة‬

‫لممدخنيف‪ .‬وجدير بالذكر إف الحكومة األلمانية تجني ما يقرب مف ٗٔ مميار‬ ‫يورو (ٔ‪ ٔ٘.‬مميار دوالر) سنوياً كعائدات ضرائب التبغ أي ما يعادؿ ٘‪%ٔ.‬‬ ‫مف الميزانية العامة لمبالد‪.‬‬

‫أما في الوطف العربي*‪ ،‬وفي مصر تحديداً‪ ،‬فقد بمغت نسبة المدخنيف بيف‬

‫الفئات العمرية (٘ٔ‪ ٗٓ-‬عاـ) حوالي ٓٗ‪ %‬بالنسبة لمذكور و٘ٗ‪ %‬لإلناث‪.‬‬

‫* التدخيف‪ ،‬وآثاره اإلقتصادية بقمـ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬ناصر أحمد سنو‬

‫ويسبب التدخيف نحو ٕٔ‪ %‬مف مجموع الوفيات العامة‪ ،‬ويستنزؼ نحو ٖ‬

‫مميار دوالر مف ميزانية الرعاية الصحية سنوياً‪ .‬فضالً عف تمويث البيئة‪،‬‬ ‫وانخفاض اإلنتاجية‪ ،‬وانخفاض دخؿ الفرد المدخف كما أنو يؤدي إلى انحراؼ‬

‫سموكية األبناء‪.‬‬

‫ومف الالفت لمنظر ارتفاع معدؿ استخداـ التبغ في أوساط الفقراء‪ ،‬فالفقير‪،‬‬

‫ينفؽ‪ ،‬نسبياً‪ ،‬جزءاً أعمى مف دخمو عمى التبغ أكثر مما ينفؽ الغني‪ ،‬والعائالت‬

‫األكثر فق اًر تنفؽ عمى التدخيف نحو عشرة أضعاؼ ما تنفقو عمى التعميـ والتغذية‪،‬‬

‫كما إف المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخيف تيدد الفقراء المعدميف بدرجة أكبر‪،‬‬

‫فضالً عف إف استيالؾ التبغ يحرميـ مف فرص العمؿ ويقمؿ مف إنتاجيتيـ مما‬ ‫ٖ‪ٚ‬‬


‫يس اًر وافترضنا‬ ‫يترتب عميو تكريس الفقر والجيؿ والمرض‪ .‬واذا أجرينا إحصاءاً م ّ‬ ‫إف متوسط عمر شخص ما (ٓ‪ ٙ‬عاماً) وقد بدأ التدخيف في العشريف مف عمره‪،‬‬

‫وينفؽ ما يعادؿ تقريباً (٘) جنييات مصرية عمى التدخيف يومياً‪ ،‬فيكوف بذلؾ قد‬ ‫أنفؽ خالؿ أربعيف عاماً ٕ‪ ٚ‬ألؼ جنيو‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمممكة األردنية الياشمية فقد تـ توضيح ىذا الجانب في الفصؿ‬

‫الثاني‪.‬‬

‫وفي اليمف الذي يعاني مف ظروؼ الحرب القاسية لعدة سنوات‪ ،‬فقد‬

‫أوضحت دراسة ميدانية إف اليمنييف يدخنوف ٗ‪ ٙ.‬مميار سيجارة سنوياً‪ ،‬أي ما‬ ‫يعادؿ ٘‪ ٖٔٚ.‬مميوف عمبة سجائر‪ ،‬وبواقع ٓ‪ ٛٚ‬ألؼ عمبة يومياً‪ .‬ووفقاً ليذه‬

‫الدراسة التي أعدىا احمد حسيف الحداء‪ ،‬المدير التنفيذي لصندوؽ رعاية النشء‬ ‫والشباب‪ ،‬فاف ضخامة حجـ استيالؾ التبغ تصؿ إلى ‪ ٘ٓٛ‬آالؼ كيمومتر‪ ،‬إذا‬

‫ما قمنا برمي السجاير المستيمكة سنوياً في شريط واحد ومتصؿ‪ ،‬وىو ما يساوي‬ ‫طوؿ قطر كوكب األرض ‪ ٔٛ‬مرة‪.‬‬

‫وحسب الدكتور أبو بكر الغربي‪ ،‬رئيس الجمعية اليمنية لمكافحة التدخيف فاف‬

‫الدراسات الميدانية‪ ،‬كشفت إف نسبة عدد المدخنيف في اليمف تعد مف أعمى‬ ‫النسب عالمياً‪ ،‬وبمغة األرقاـ فإف ‪ ٛ٘.ٚ‬في المائة مف الرجاؿ مدخنوف وٕ‪ٖٓ.‬‬

‫في المائة مف النساء مدخنات‪ ،‬وىناؾ ٗ‪ ٖ.‬مميوف مدخف عمى مستوى البالد‪،‬‬ ‫ٕ‪ ٕٜ.‬في المائة منيـ مف الفئة العمرية مف ‪ ٔٚ‬إلى ٕٗ عاماً‪ ،‬موضحاً إف‬

‫إنفاؽ اليمف عمى التبغ بمغ عاـ ‪ ٕٔ.ٖ ٕٓٔٛ‬مميار لاير‪ ،‬كما ازدادت المساحة‬ ‫المزروعة بالتبغ كمياً بنحو الضعؼ‪.‬‬

‫ولفت رئيس الجمعية اليمنية لمكافحة التدخيف النظر إلى أف ما تتقاضاه الدولة‬

‫مف ضرائب عمى صناعة وتجارة التبغ ال يغطي أكثر مف ٓٔ في المائة مف‬ ‫ٗ‪ٚ‬‬


‫األضرار الناجمة عف التدخيف الذي يعد واحداً مف أىـ ثالثة أسباب لمموت في‬ ‫اليمف‪ ،‬إلى جانب الحرب وحوادث المرور واطالؽ األعيرة النارية‪.‬‬

‫وفي المممكة العربية السعودية بمغت واردات التبغ خالؿ ثماف سنوات ماضية‬

‫(‪ )ٕٓ​ٓٙ-ٜٔ​ٜٛ‬حوالي (ٓ​ٖٓ) ألؼ طف بقيمة إجمالية تعد بعشرة مميارات‬ ‫رياؿ سعودي (‪ )2,702,702,700‬دوالر أمريكي‪ .‬أما الخسائر المادية لعالج‬ ‫األمراض التي سببيا التدخيف فقدرت بحدود (٘) مميار‬

‫لاير‬

‫سعودي (مميار‬

‫وثمانية مميوف دوالر أمريكي)‪ .‬ويضاؼ إلى ذلؾ كمو مبالغ غير محددة تمثؿ‬

‫خسائر أخرى وىي ساعات العمؿ الميدورة بسبب التدخيف‪ ،‬وكذلؾ المبالغ‬ ‫المصروفة في سبيؿ نشر ثقافة االمتناع عف التدخيف والتوعية بأض ارره‪.‬‬

‫وفي الدولة األفريقية (النيجر) ينفؽ الطمبة نحو ٓٗ‪ %‬مف دخوليـ عمى‬

‫السجائر‪ ،‬وتنفؽ العائالت ذات الدخؿ المتوسط‪ ،‬وبيا مدخف واحد‪ ،‬نحو ‪%ٔٓ.ٙ‬‬

‫مف دخميا عمى التبغ ومنتجاتو‪ .‬وفي اندونيسيا تنفؽ العائمة عمى التبغ ومنتجاتو‬ ‫٘ٔ‪ %‬مف إجمالي مصروفاتيا الشيرية‪ ،‬وفي النيباؿ وصؿ اإلنفاؽ في العائالت‬

‫األكثر فق اًر إلىٓٔ‪ %‬مف مدخوالتيا عمى التدخيف‪ ،‬وفي فيتناـ ينفؽ المدخنوف‬

‫سنوياً ما يوازي ‪ ٖ.ٙ‬ضعفاً مما ينفؽ عمى التعميـ‪ ،‬و٘‪ ٕ.‬مما ينفؽ عمى‬ ‫المالبس‪ ،‬و‪ ٔ.ٜ‬مما ينفؽ عمى العناية الصحية‪.‬‬

‫أما في الصيف فقد وصمت تمؾ التكاليؼ إلى ٘‪ ٙ.‬مميار دوالر سنوياً‪ ،‬ووفيات‬

‫وصمت إلى ثالثة مالييف سنوياً‪.‬‬

‫إف الكمفة الكمية االقتصادية والرعاية الصحية التي تقع عمى كاىؿ الحكومات‬

‫ويعد ذلؾ‬ ‫في العالـ جراء التدخيف‪ ،‬تصؿ إلى ٕ٘‪ ٖٓ-‬مميار دوالر سنوياً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫استنزافاً لموارد الدخؿ القومي المخصص لمنيوض بالمشاريع التنموية السيما في‬

‫الدوؿ الفقيرة‪ .‬ففي بمد مثؿ بنغالدش ىنالؾ ما يقرب مف ٘‪ ٔٓ.‬مميوف فرد‬ ‫٘‪ٚ‬‬


‫يعانوف مف سوء التغذية‪ ،‬ومف الممكف أف يحصموا عمى تغذية صحية وسميمة إف‬

‫خصصت المبالغ المنفقة عمى التدخيف لصرفيا عمى التغذية‪ ،‬مما يمكف الحفاظ‬

‫عمى حياة ٖٓ٘ طفؿ‪ ،‬بمعدؿ خمسة أطفاؿ كؿ يوـ‪.‬‬

‫وال بد مف اإلشارة إلى العالقة بيف التدخيف وحوادث الحرائؽ‪ ،‬إذ أظيرت‬

‫يعد المسبب الرئيس لحوادث الحرائؽ‬ ‫الدراسات األمريكية‪ ،‬خاصة إف التدخيف ّ‬ ‫والوفيات الناجمة عنيا والتي أدت إلى خسائر تقدر بسبعة مميارات دوالر أمريكي‬

‫في الواليات المتحدة األمريكية وٕ‪ ٕٚ.‬مميار دوالر أمريكي لعموـ العالـ‪.‬‬

‫تسبب الحرائؽ ما نسبتو ٔ‪ %‬مف عبء المشاكؿ المرضية و‪ 300,000‬حالة‬ ‫وفاة سنوياً عمى المستوى العالمي‪.‬‬

‫إف إدراكنا لحجـ الكوارث التي تنتج عف الحرائؽ في عموـ العالـ والمتمثمة‬

‫بتدمير المدف وأماكف العمؿ وتحطيـ العوائؿ فضالً عف تأثيراتيا في صحة البشر‬

‫وبيئتو يرسـ أمامنا صورة كالحة ليذه المشكمة الدائمة والمتكررة في دوؿ العالـ‬

‫يعد مسؤوالً عف‬ ‫عمى مر السنيف‪ .‬ويرتبط بيذه المعضمة اإلنسانية كوف التدخيف ّ‬ ‫ٖٓ‪ %‬مف وفيات الحرائؽ في الواليات المتحدة األمريكية وٓٔ‪ %‬مف مثيالتيا‬ ‫عالمياً‪.‬‬

‫واذا أردنا معرفة األرقاـ اإلحصائية في ىذا المضمار فسنجد إف ما يقرب مف‬

‫مميار مدخف في العالـ يشعموف ‪ ٙ‬مميار سيجارة سنوياً وىذا يشكؿ مصد اًر ىائالً‬ ‫إلشعاؿ الحرائؽ سواء مف خالؿ استخداـ القداحات أـ مف خالؿ إلقاء أعقاب‬

‫السجائر المشتعمة إىماالً‪ ،‬فضالً عف وقوع القداحات أو أعواد الثقاب (الكبريت)‬

‫في أيدي األطفاؿ‪ .‬ومف األحداث العالمية ما وقع في النفؽ الذي يربط فرنسا‬

‫بإيطاليا عاـ ‪ ،ٜٔ​ٜ​ٜ‬إذ تسبب إلقاء عقب سيجارة مف سيارة مسرعة في إحداث‬

‫حريؽ ىائؿ أودى بحياة ‪ ٖٜ‬شخص وخسائر قدرت بأكثر مف مميار دوالر‪.‬‬ ‫‪ٚٙ‬‬


‫ونظ اًر لعدـ توفر إحصائيات عف الخسائر المادية والبشرية بسبب التدخيف‬

‫في أقطار الوطف العربي وفي دوؿ العالـ الثالث كذلؾ‪ ،‬لذا نمجأ إلى االستعانة‬ ‫باإلحصائيات المتوفرة في أمريكا والدوؿ األوروبية‪ ،‬ومف ىذه اإلحصائيات‬

‫المتعمقة بالحرائؽ الناجمة عف التدخيف ما يشير إلى حدوث ما يقرب مف مميوني‬ ‫حريؽ في الواليات المتحدة األمريكية لوحدىا سنوياً وينجـ عف ىذه الحرائؽ‬

‫حوالي ٓ​ٓ​ٓ٘ وفاة وٓ​ٓ​ٓٗ٘ حالة إدخاؿ لممستشفيات وما يقرب مف مميوف‬ ‫ونصؼ إصابة جسدية‪ ،‬تصؿ الخسائر الكمية ليذه الحرائؽ إلى ٓ​ٕٓ مميار‬

‫دوالر سنوياً‪ .‬ومف بيف ىذه الحرائؽ يتسبب أطفاؿ بأعمار تقؿ عف عشر سنوات‬

‫في إحداث ‪ 100,000‬حريؽ ينجـ عنيا وفاة ٓ​ٖٓ‪ ٗٓ​ٓ-‬طفؿ‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ‬ ‫العبث بقداحات السجائر أو أعواد الكبريت في المنازؿ‪ ،‬أما عمى المستوى‬ ‫العالمي فإف حرائؽ السجائر تقدر سنوياً بمميوف حادث سببيا عبث األطفاؿ‪.‬‬

‫إف ىذه اإلحصائيات وسواىا‪ ،‬عالمياً ومحمياً‪ ،‬تؤشر إحدى الجوانب غير‬

‫المضيئة في مجاؿ المعضمة اإلنسانية‪ ،‬التدخيف‪ ،‬وضرورة االىتماـ الجدي مف‬ ‫قبؿ المؤسسات الرسمية والعوائؿ ومؤسسات المجتمع المدني لتقديـ جيود فعمية‬

‫في المجاؿ التثقيفي والتوعوي لدرء المخاطر الناجمة عف إف ارزات آفة التدخيف في‬ ‫المجتمعات البشرية في كؿ مكاف‪.‬‬

‫‪ٚ​ٚ‬‬


ٚٛ


‫الفصل السادس‬ ‫التدخني اجتناعياً‪ ،‬ثقافيًا وأدبياً‬

‫‪ٜٚ‬‬


ٛٓ


‫التدخين اجتماعياً‪ ،‬ثقافياً وأدبياً‬ ‫‪1-6‬المنظور اإلجتماعي‬

‫التدخيف‪ ،‬تدخيف التبغ في المقاـ األوؿ‪ ،‬ىو النشاط الذي يمارسو أكثر مف‬

‫مميار نسمة أي ثمث سكاف األرض مف البالغيف‪ .‬إف صورة المدخف تختمؼ‬ ‫اختالفاً كبي اًر‪ ،‬ولكف غالباً ما ترتبط‪ ،‬ال سيما في الخياؿ‪ ،‬باالنطواء‪ .‬وعمى‬

‫النقيض مف ىذا‪ ،‬فإف تدخيف التبغ أو الحشيش يمكف أف يكوف نشاطاً اجتماعياً‬

‫ىدفو تعزيز النظـ االجتماعية أو كجزء مف الطقوس الثقافية لكثير مف الجماعات‬ ‫االجتماعية والعرقية المختمفة‪.‬‬

‫يبدأ الكثير مف األفراد ممارسة التدخيف في المجالس والمقاءات االجتماعية‪ ،‬إذ‬

‫ال‬ ‫يعد عرض السجائر والمشاركة في تدخينيا طقساً ميماً أو ببساطة عذ اًر مقبو ً‬ ‫ّ‬ ‫لبدء محادثة مع الغرباء في كثير مف المجالس مثؿ الحانات‪ ،‬المالىي الميمية‪،‬‬

‫يعد طريقة‬ ‫أماكف العمؿ أو في الشارع‪ .‬فضالً عف ذلؾ‪ ،‬فإف إشعاؿ السيجارة ّ‬ ‫فعالة لتجنب الظيور بمظير التعطؿ أو التسكع‪ .‬وبالنسبة لممراىقيف يمثؿ‬ ‫التدخيف خطوة أولى في الطريؽ بعيداً عف الطفولة أو كفعؿ مف أفعاؿ التمرد‬ ‫عمى عالـ الكبار‪ .‬وباستثناء اإلستخداـ الترفييي لمعقاقير‪ ،‬فمف الممكف استخداـ‬

‫التدخيف في بناء الشخصية وخمؽ صورة ذاتية مف خالؿ ربطيا بخبرات شخصية‬

‫متعمقة بالتدخيف‪.‬‬

‫إف ظيور الحركة الحديثة المناىضة لمتدخيف في أواخر القرف التاسع عشر قد‬

‫أسفرت عف خمؽ وعي بمخاطر التدخيف فضالً عف ذلؾ فقد استفزت ردود أفعاؿ‬

‫المدخنيف فيما يطمؽ عميو االعتداء عمى الحرية الشخصية‪.‬‬ ‫ٔ‪ٛ‬‬


‫ىذا وقد ُعرفت أىمية التبغ بالنسبة لمجنود قديماً‪ ،‬وأعتبر القادة ىذا األمر‬ ‫حقيقة ال يمكف إنكارىا‪ .‬وبحموؿ القرف الثامف عشر أصبحت مخصصات التبغ‬

‫جزءاً أساسياً مف اإلعاشات الحربية في العديد مف الدوؿ‪ ،‬ومع نشوب الحرب‬ ‫العالمية األولى تعاوف مصنعو السجائر والحكومات لتوفير مخصصات التبغ‬

‫والسجائر في المعركة‪ .‬إذ قيؿ إف االستخداـ المنتظـ لمتبغ أثناء التعرض لمتيديد‬ ‫سوؼ ييدئ مف روع الجنود ويسمح ليـ أف يقاوموا أقصى الصعاب‪.‬‬

‫وحتى منتصؼ القرف العشريف كاف غالبية المدخنيف في العديد مف الدوؿ‬ ‫الصناعية مف السكاف البالغيف‪ .‬كما كانت دعوات الناشطيف‪ ،‬في مجاؿ مكافحة‬ ‫التدخيف‪ ،‬تقابؿ بالتشكيؾ إف لـ يكف باالزدراء‪ .‬وعمى الرغـ مف ذلؾ كمو‪ ،‬فإف‬

‫لمحركة اليوـ ثقؿ ودليؿ عمى توجياتيا‪ ،‬ولكف جزءاً كبي اًر مف البشر ما زالوا‬

‫مصريف عمى التدخيف‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ 2-6‬المنظور الثقافي‬ ‫تعاممت الثقافة مع التدخيف ومثمتو في العديد مف أشكاؿ الفف الذي تطور‬

‫ٍ‬ ‫معاف مميزة وغالباً ما كانت وما زالت متصارعة ومتناقضة اعتماداً عمى‬ ‫ليمقى‬ ‫الظروؼ الزمانية والمكانية وعمى الممارسيف لمتدخيف‪ .‬فحتى وقت قريب‪ ،‬كاف‬

‫تدخيف الغميوف مف أكثر أشكاؿ التدخيف شيوعاً‪ ،‬لكنو أصبح اليوـ مرتبطاً بالتأمؿ‬

‫مغرؽ في القدـ وعتيؽ في ط ارزه واف‬ ‫شيء‬ ‫الرزيف والتقدـ في السف‪ ،‬ويعتبر غالباً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كاف شكمو جذاباً‪ .‬أما تدخيف السجائر فمـ يصبح رائجاً إال في نياية القرف التاسع‬ ‫عشر وارتبط بالحداثة واإليقاع األكثر سرعة الذي يميز العالـ الصناعي‪.‬‬

‫أما السيجار فكاف ومازاؿ مرتبطاً بالقوة ورم اًز مرتبطاً بالصورة التقميدية التي‬

‫ُينظر بيا إلى الرأسمالييف‪ .‬وطالما كاف التدخيف يتـ عمى مرأى مف البشر مقتص ًار‬ ‫عمى الرجاؿ وعندما تفعمو النساء فيكوف مرتبطاً بتعدد العالقات الجنسية‪ .‬وفي‬ ‫ٕ‪ٛ‬‬


‫الياباف خالؿ عيد "إيدو" (ٖٓ‪ ،)ٔٛٙٛ-ٔٙ‬وىي حقبة عزلة الياباف‪ ،‬كانت‬

‫العاىرات وزبائنيف يتعرفوف عمى بعضيـ البعض مف ىيئة عرض السجائر‬

‫واألمر ذاتو كاف ينطبؽ عمى أوروبا في بداية القرف العشريف‪.‬‬

‫لقد كانت اآلنية الخزفية الكالسيكية لشعوب "مايا" أوؿ تصوير لمتدخيف منذ‬

‫حوالي القرف التاسع‪ .‬وكاف الفف ذا طابعاً دينياً في المقاـ األوؿ‪ ،‬إذ أظير اآللية‬ ‫أو الحكاـ وىـ يدخنوف أشكاالً بدائية مف السجائر‪ .‬وبعد وصوؿ التدخيف إلى‬

‫مناطؽ خارج األمريكيتيف الشمالية والجنوبية بدأ في الظيور بصيغة رسوـ في‬ ‫كؿ مف أوروبا وآسيا‪ .‬وكاف رسامو العصر الذىبي اليولندي أوؿ مف رسـ لوحات‬ ‫األشخاص وىـ يدخنوف ويظير فييا التبغ مشتعالً في الغميوف‪.‬‬

‫لقد وجد الرساموف في جنوب أوروبا‪ ،‬في القرف السابع عشر‪ ،‬إف الغميوف‬

‫مغرؽ في الحداثة بشكؿ يحوؿ دوف دمجو مع األفكار المفضمة المستوحاة مف‬ ‫ٌ‬ ‫القصص الدينية اإلغريقية والرومانية القديمة‪.‬‬ ‫لقد تـ اعتبار التدخيف‪ ،‬في البداية‪ ،‬ممارسة متدينة وكاف مرتبطاً بالطبقات‬

‫االجتماعية الدنيا السيما الفالحيف‪ .‬وكاف عدد كبير مف الرسوـ األولية تُظير‬ ‫مشاىداً مف الحانات وبيوت الدعارة‪ .‬وفي وقت الحؽ‪ ،‬بعد أف برز نجـ‬ ‫الجميورية اليولندية أصبح التدخيف شائعاً بيف األثرياء وظيرت لوحات لنبالء‬ ‫أنيقيف وىـ يرفعوف الغميوف بشكؿ رشيؽ‪ .‬فالتدخيف يمثؿ المتعة في تمؾ الحياة‬

‫الدنيا التي تتميز بأنيا سريعة الزواؿ‪ ،‬وكاف التدخيف مرتبطاً بتصوير حاستي‬

‫الشـ والتذوؽ‪.‬‬

‫أما في القرف الثامف عشر فقد أصبح تصوير التدخيف في الرسومات ضئيالً‬

‫نظ اًر لظيور عادة النشوؽ الراقية التي أصبحت رائجة‪ ،‬وفي القرف التاسع عشر‬

‫أصبح التدخيف شائعاً بوصفو رم اًز لممتع البسيطة‪ ،‬ووجدت الطبقة الوسطى التي‬ ‫ٖ‪ٛ‬‬


‫اكتسبت السمطة والقوة منذ عيد قريب بعداً حديثاً في التدخيف بوصفو متعة غير‬

‫مارس باستمتا ٍع في صالونات التدخيف والمكتبات‪ ،‬وأصبح تدخيف‬ ‫ضارة تُ َ‬ ‫السجائر أو السيجار مرتبطاً بالشخص البوىيمي الذي ينأى بنفسو عف قيـ الطبقة‬ ‫الوسطى‪ ،‬المحافظة‪ ،‬ويظير ازدراءه ليا‪ .‬وعمى النقيض مف ذلؾ كاف التدخيف‬

‫متعةً البد وأف تكوف مقتصرة عمى عالـ الرجاؿ‪ .‬وكاف ينظر إلى النساء‬

‫المدخنات عمى أنيف عاىرات‪ ،‬إذ كاف ُيعتقد إف التدخيف نشاط ال يصمح لمنساء‬ ‫ّ‬ ‫المحترمات‪ .‬ومع مطمع القرف العشريف ظيرت النساء المدخنات في الصور‬ ‫بانطباع يوحي باألناقة والسحر الخالب‪.‬‬

‫‪ 3-6‬المنظور األدبي‬

‫وجد التدخيف طريقوُ إلى األدب مثؿ أعماؿ الخياؿ األخرى واحتؿ مكاناً بار اًز‪.‬‬ ‫وفي الغالب تـ تصوير المدخنبف عمى أنيـ شخصيات شديدة الفردية أو أنيـ‬ ‫غريبي األطوار بشكؿ الفت‪ ،‬ولعؿ أبرز مثاؿ ليذا الوصؼ يكمف في الشخصية‬

‫األدبية األشير في التاريخ وىي "شيرلوؾ ىولمز" وبدالً عف أف يكوف جزءاً‬

‫متكر اًر مف قصص قصيرة أو روايات مطولّة أسفر التدخيف عف مديح ال نياية لو‬ ‫ٍ‬ ‫متفاف‪.‬‬ ‫ينـ عف ثناء عمى صفاتو ويؤكد عمى شخصية الكاتب كمدخف‬

‫كبير مف‬ ‫ظير في نياية القرف التاسع عشر‪ ،‬ومطمع القرف العشريف‪ٌ ،‬‬ ‫عدد ٌ‬ ‫الكتب التي تحمؿ عناويف مثؿ (التبغ تاريخو وما يتعمؽ بو عاـ ‪،)ٔٛٚٙ‬‬

‫و(السجائر بيف الواقع والخياؿ عاـ ‪ )ٜٔٓٙ‬وغيرىا العديد مف الكتب التي‬

‫صدرت في المممكة المتحدة والواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وقد كتب بعض الرجاؿ‬

‫مسمية عامة وتأمالت‬ ‫ىذه العناويف وغيرىا لرجاؿ آخريف‪ ،‬واحتوت عمى أخبار‬ ‫ّ‬ ‫شعرية عف حب التبغ وكؿ األشياء المتعمقة بذلؾ‪ .‬وكانت تثني باستمرار عمى‬

‫حياة العزوبية‪.‬‬

‫ٗ‪ٛ‬‬


‫تـ نشر ما ورد أعاله وغيره الكثير في فترة سبقت شيوع تدخيف السجائر‬

‫كشكؿ بارز ومسيطر عمى أشكاؿ استيالؾ التبغ كافة‪ ،‬إذ كاف الغميوف والسيجار‬

‫ومضغ التبغ ى ي المألوفة عادة‪ .‬وكاف يتـ تغميؼ عدد كبير مف تمؾ الكتب عمى‬

‫ىيئة أغمفة مبتكرة تروؽ لممدخنيف مف نبالء المجتمع‪ .‬فكاف غالؼ كتاب‬ ‫"الغميوف والسيجار" عبارة عف حقيبة جمدية شبيية بكيس التبغ‪ ،‬أما غالؼ كتاب‬

‫(السجائر‪ ..‬الحقيقة والخياؿ) الذي نشر عاـ ٔ٘‪ ٜٔ‬فكاف غالفو مف الجمد‬

‫ومغمؼ بشكؿ يحاكي صندوؽ السيجار الورقي‪.‬‬

‫وفي أواخر العشرينات مف القرف العشريف تراجع تأليؼ ونشر مثؿ ىذه الكتب‬ ‫إلى حد كبير ولـ ينتعش نشاطيا إال في أواخر القرف العشريف واف كاف نشرىا يتـ‬

‫بشكؿ غير منتظـ‪.‬‬

‫٘‪ٛ‬‬


ٛٙ


‫ممحق (‪)1‬‬ ‫أوالً‪ :‬حقائق وأرقام عالمياً‬

‫‪ ‬يقدر عدد المدخنيف في العالـ حالياً بحوالي ٖ‪ ٔ.‬بميوف مدخف‪ .‬منيـ ‪%ٗٚ‬‬ ‫رجاؿ‪ ،‬ؤٕ‪ %‬نساء‪ .‬بينيـ ٓ​ٓ‪ ٛ‬مميوف مدخف في دوؿ العالـ الثالث‪.‬‬

‫‪ ‬يسبب التدخيف حوالي (‪ )6,000,000‬مميوف وفاة سنوياً‪.‬‬ ‫‪ ‬تحتوي السيجارة الواحدة ٓٔ‪ ٔ٘-‬مميغراـ مف النيكوتيف‪.‬‬

‫‪ ‬إذا تـ حقف ٓ‪ ٙ‬ممغـ نيكوتيف دفعة واحدة عف طريؽ الدـ فإف ذلؾ يؤدي إلى‬ ‫الوفاة مباشرة‪.‬‬

‫‪ ‬يفقد المدخف (‪ )ٚ‬سبع دقائؽ مف عمره لكؿ سيجارة يدخنيا‪.‬‬ ‫‪ ‬عدد الوفيات بسرطاف الرئة جراء التدخيف مميوف ومائتا ألؼ‪.‬‬ ‫‪ ‬حجـ تجارة السجائر سنوياً يعادؿ (‪ )ٗ.ٚ‬مميار دوالر‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬حقائق وأرقام حول الوضع الوبائي في األردن‬

‫‪ -1‬بمغت معدالت انتشار التدخين عمى وفق الفئات العمرية كما يأتي‪:‬‬ ‫‪ %ٕٜ < -‬مف األردنييف البالغيف (فوؽ ‪ ٔٛ‬عاماً) مدخنو سجائر‪.‬‬

‫‪ %ٜ.ٖ < -‬مف األردنييف البالغيف (فوؽ ‪ ٔٛ‬عاماً) مدخنو نارجيمة‪.‬‬

‫‪ %ٔ​ٔ.٘ < -‬مف المراىقيف (ٖٔ‪ ٔ٘-‬عاماً) في األردف مدخنو سجائر‪.‬‬

‫ < ٗ‪ %ٕٔ.‬مف المراىقيف (ٖٔ‪ ٔ٘-‬عاماً) في األردف مدخنو نارجيمة‪.‬‬‫‪ %ٖٗ < -‬مف األطباء األردنييف مدخنو سجائر‪.‬‬

‫‪ ٖٗ.ٜ < -‬مف طالب التمريض (السنة الثالثة الجامعية) مدخنو سجائر‪.‬‬

‫‪ٛٚ‬‬


‫‪ -2‬العوامل المؤثرة في استخدام التبغ‪:‬‬ ‫‪ %٘ٓ.٘ -‬مف المراىقيف (ٖٔ‪ ٔ٘-‬عاماً) يتعرضوف إلى الدخاف (التدخيف)‬

‫السمبي في األماكف العامة‪.‬‬

‫‪ %ٜٗ.ٗ -‬مف المراىقيف يكوف أحد والديو مدخناً‪.‬‬

‫‪ ٔ​ٔ.ٓ -‬مف المراىقيف قدمت ليـ سجائر مجاناً مف قبؿ شركات التبغ‪.‬‬

‫‪ %ٗٔ.ٔ -‬مف المراىقيف يشتروف السجائر بأنفسيـ مف المتاجر والدكاكيف‪.‬‬

‫‪ٛ​ٛ‬‬


‫التطورات التي حدثت في األردن في مجال مكافحة التدخين‬ ‫بعد المصادقة عمى االتفاقية اإلطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ‬

‫و صدور قانون الصحة العامة رقم ‪ 47‬لعام ‪2008‬‬

‫) ‪ ) FCTC‬عام ‪2004‬‬

‫صادق األردن على االتفاقٌة اإلطارٌة لمنظمة الصحة العالمة لمكافحة التبغ عام‪ ، 2004‬وكانت الدولة الثانٌة بٌن الدول العربٌة بعد دولة قطر‪،‬‬ ‫والدولة رقم ‪ 29‬بٌن دول العالم وقد تم لغاٌة اآلن إنجاز ما ٌلً ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعدٌل قانون الصحة العامة رقم ‪ 47‬لعام ‪ 2008‬وإدراج نظام الوقاٌة من أضرار التدخٌن كفصل كامل ضمن القانون‪،‬حٌث تم تعرٌف المكان العام ومنع‬ ‫التدخٌن فٌه قطعٌا ‪،‬وتم تخصٌص بنود خاصة باألحداث و الحضانات ورٌاض األطفال باإلضافة إلى تشدٌد العقوبات وتم إعداد خطة تنفٌذٌة لتطبٌق‬ ‫القانون والتركٌز على منع التدخٌن فً األماكن العامة ووضع خطة تفصٌلٌة لذلك‬ ‫‪ .2‬وضع مواصفة قٌاسٌة جدٌدة للسجائر ‪ ،2010/446‬بحٌث ٌشغل التحذٌر الصحً ‪ %30‬من مساحة وجهً العلبة (وجه صورة واآلخر جملة تحذٌرٌة‬ ‫)‪ .‬اعتبارا من ‪ 2013/1/1‬لتصبح ‪ %40‬وأربع صور متغٌرة )‪ (rotated‬وكذلك تم تعدٌل المواصفة القٌاسٌة األردنٌة لخفض نسبة أول أكسٌد الكربون‪.‬‬ ‫‪ .3‬إجراء بعض الدراسات لوضع قاعدة معلوماتٌة حول استهالك التبغ والمعتقدات والسلوكٌات بٌن فئات المجتمع المختلفة بالتعاون مع ‪ WHO‬و ‪CDC‬‬ ‫ومنها دراسة عوامل الخطورة ‪ ، 2007‬دراسة المسح العالمً للتدخٌن بٌن الشباب لعام ( ‪ ، )2014 ، 2009 ،2006 ،2003 ،1999‬دراسة المسح‬ ‫العالمً للتدخٌن للكوادر الطبٌة ‪. 2007‬‬ ‫‪ .4‬تعٌ​ٌن ضباط ارتباط لمكافحة التدخٌن فً كل مدٌرٌات الصحة ٌقومون بدور تثقٌفً ورقابً فً مدٌرٌات الصحة حٌث بلغ العدد الحالً ( ‪ )150‬ضابط‬ ‫ارتباط وتم تدرٌبٌهم على اإلجراءات الرقابٌة ومنحهم الضابطة العدلٌة ‪ ،‬وٌتم متابعة تدرٌب الكوادر فً مجال الرقابة واالقالع بالتعاون مع منظمة‬ ‫الصحة العالمٌة ومركز الحسٌن للسرطان ‪.‬‬ ‫‪ .5‬إدخال خدمات المشورة واإلرشاد وأدوٌة اإلقالع عن التدخٌن مجانا من خالل عٌادة اإلقالع عن التدخٌن (وهناك توجه للتوسع فً هذه الخدمة ) حٌث‬ ‫سٌتم تدرٌب (‪ )15‬طبٌب على خدمات المشورة واإلقالع وافتتاح عٌادة فً الشمال وعٌادة فً الجنوب خالل هذا العام ‪ ،‬حٌث بلغ عدد المراجعٌن‬ ‫التراكمً خالل عام ‪)388( 2010‬مراجع ‪ ،‬فٌما بلغت نسبة المقلعٌن لنفس العام ‪ %30‬وبلغ عدد العٌادات (‪ )4‬عٌادات ‪ ،‬واحدة فً الشمال وواحدة فً‬ ‫الجنوب واثنتان فً الوسط ‪.‬‬ ‫‪ .6‬المشاركة فً تنظٌم االحتفال بالٌوم العالمً وإقامة الندوات والجلسات حول التدخٌن وأضراره ومكافحته وطرق اإلقالع عنه فً العدٌد من المؤسسات‬ ‫والجامعات والمدارس والجمعٌات ‪.‬‬ ‫‪ .7‬إعداد وطباعة مجموعة من المواد اإلعالمٌة من نشرات وملصقات وأدلة حول أضرار التدخٌن ومكافحته واإلقالع عنه ونشرات لعٌادات االقالع‪ ،‬كما تم‬ ‫اعداد الدلٌل التدرٌبً للعاملٌن فً االقالع عن التدخٌن‬ ‫‪ .8‬المشاركة فً اجتماعات منظمة الصحة العالمٌة حول االتفاقٌة اإلطارٌة لمكافحة التبغ وبروتوكوالتها وأٌضا المشاورات التفاوضٌة الثنائٌة الحكومٌة‬ ‫ومؤتمرات األطراف ‪.‬‬ ‫‪ .9‬تشكٌل لجان للتنسٌق بخصوص التوصٌة لرفع أسعار التبغ وكٌفٌة التعامل مع المواد المصادرة أثناء المخالفات‪ ،‬حٌث تم رفع سعر علب السجائر ‪100‬‬ ‫فلس على ان ٌتم الرفع التدرٌجً خالل ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫‪ .10‬المشاركة فً لجان مع الجهات المعنٌة كمؤسسة المواصفات والمقاٌ​ٌس بخصوص الكشف عن محتوٌات السجائر و طرق قٌاس االنبعاثات و تخفٌض‬ ‫نسب بعض المواد السامة مثل القطران و النٌكوتٌن‪.‬‬ ‫‪ .11‬إعداد خطة وطنٌة ٌتم تعدٌلها وتحدٌثها كل سنتٌن حسب المستجدات وٌتم تنفٌذ الخطة من خالل وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات األخرى المعنٌة‬ ‫بمكافحة التدخٌن ‪ (.‬اللجنة الوطنٌة ومنظمات المجتمع المدنً برئاسة معالً وزٌر الصحة ) ‪.‬‬ ‫‪ .12‬التشبٌك مع الهٌئات الدولٌة ومنظمات المجتمع فً جمٌع الجوانب المتعلقة بمكافحة التدخٌن وإنشاء االئتالف األردنً لمكافحة التدخٌن وتسج يله كجمعٌة‬ ‫تطوعٌة والذي ٌضم ‪ 8‬جمعٌات تعمل فً هذا المجال من خالل دعم وزارة الصحة ‪ ،‬وتم االتفاق على البدء بالعمل ضمن السٌاسات الست لمكافحة‬ ‫التدخٌن (‪.)MPOWER‬‬ ‫‪ .13‬أنجزت الوزارة بالتعاون مع الشركاء ثالثة نسخ التقرٌر العالمً لمكافحة التدخٌن (‪. )GTCR‬‬ ‫‪ .14‬تم خالل شهر تشرٌن أول ‪ 2009‬تقٌ​ٌم احتٌاجات ومدى التزام األردن ببنود االتفاقٌة اإلطارٌة لمكافحة التدخٌن من خالل خبراء من منظمة الصحة‬ ‫العالمٌة و خبراء محلٌ​ٌن من وزارة الصحة و بالتعاون مع جمٌع األطراف المعنٌة (الوضع الحالً‪،‬الفجوات و الحلول المناسبة)‪ ،‬حٌث تم صٌاغة خطط‬ ‫من خالل العمل على تالفً الفجوات ‪.‬‬ ‫‪ .15‬تم رفع الرسوم الجمركٌة على السجائر عام ‪ 2008‬بنسبة ‪ ، %70‬ورفع الضرٌبة الخاصة على السجائر بنسبة ‪ %12‬والتبغ ومشتقاته عام ‪. 2010‬‬ ‫‪ .16‬تم صدور نظام عرض منتجات التبغ فً المحالت التجارٌة عام ‪ 2013‬وتم وضع التعلٌمات النظامة لذلك ‪.‬‬ ‫‪ .17‬عام ‪ 2009‬تم إصدار قرار من معالً وزٌر الصحة بمنع استٌراد أو تداول السٌجارة االلٌكترونٌة‪.‬‬ ‫‪ٌ .18‬تم ضبط حوالً حاوٌتٌن شهرٌا من قبل دائرة الجمارك مهربة معظمها عن طرٌق الموانً ‪،‬وقد تم إرسال خطابات رسمٌة وعقد اجتماعات مع المعنٌ​ٌن‬ ‫لتكثٌف الجهود فً هذا المجال و أٌضا منع دخول مقلدات التبغ وكذلك الطلب من المكتب اإلقلٌمً لمنظمة الصحة العالمٌة لمحاولة عقد اتفاقٌة إقلٌمٌة‬ ‫بخصوص التعاون فً مجال منع التهرٌب‪0‬‬ ‫‪ .19‬تم اصدار المواصفة القٌاسٌة للمعسل رقم ‪2014/787‬‬ ‫‪ .20‬هنالك سٌطرة شبه تامة فٌما ٌتعلق بموضوع الدعاٌة و التروٌج واإلعالن لمنتجات التبغ ‪ ،‬من خالل منع إدخال مقلدات التبغ وماكٌنات بٌع السجائر‬ ‫وضبط مخالفات شركات السجائر من توزٌع الدعاٌات وإقامة الحمالت التروٌجٌة ولكن جهود منع التدخٌن فً األماكن العامة بحاجة إلى تكاثف جهود‬ ‫جمٌع المؤسسات المعنٌة بالرقابة للوصول إلى الهدف المنشود ‪،‬مع األخذ بعٌن االعتبار أن هذا سٌتطلب وقت اطول و ذلك لكبر حجم المشكلة وٌعتمد‬ ‫على تغٌ​ٌر سلوك و ثقافة المجتمع‪.‬‬ ‫‪ .21‬تم اصدار دالئل ارشادٌة لالردن للمادة ‪ 5.3‬من االتفاقٌة االطارٌة وتم تعمٌمها على الجهات المعنٌة لاللتزام بها ‪.‬‬ ‫‪ .22‬تم وضع تعلٌمات ناظمة للتدخٌن فً االماكن العامة وتشمل كل االماكن العامة بما فٌها المطاعم والفنادق والكوفً شوب عام ‪ 2014‬وٌجري العمل على‬ ‫تطبٌقها ضمن اشتراطات ومواصفات محددة ‪.‬‬ ‫‪ .23‬تم تعدٌل القانون وتغلٌظ العقوبات كوسٌلة للردع لمنع التدخٌن فً االماكن العامة مع تعرٌف محدد للمكان العام ‪.‬‬


Developments that have taken place in Jordan Developments that have taken place in Jordan in the fight against smoking After the ratification of the Framework Convention of the World Health Organization on Tobacco Control (FCTC)) 2004 And the issuance of the Public Health Act No. 47 of 2008 Jordan ratified the Framework Convention for the WHO scientist for tobacco control in 2004, and was the second country among the Arab countries after the State of Qatar, and No. 29 among the world have been so far to achieve the following: 1. Amend the Public Health Act 47 /2008 and the inclusion of a system of prevention of smoking an entire chapter within the law, where the definition of public space and the prevention of smoking by strictly, has been allocated special items, events and nurseries and kindergartens as well as to tighten the sanctions were preparing an operational plan for the application of the law and focus on preventing smoking in places public and develop a detailed plan for that. 2. Develop a new specification standard for cigarettes 446/2010, so running the health warning 30% of the area of the box and my face (one side image and the other warning text ). With effect from 01.01.2013 to 40%, and four rotated images, as well as a variable has been modified Jordanian Standard to reduce the proportion of carbon monoxide. 3. Some studies to develop a database on tobacco consumption, beliefs and behaviors among different groups of society in collaboration with WHO and CDC as (GYTS 1999, 2003,2006,2009, 2014) , Risk factor survey 2007 , GHSS 2007 . 4. Appointment of liaison officers to combat smoking in all health directorates perform the role of educational and regulatory in the departments of health, where the total current number (150) liaison officer was their training on the control procedures and give them the judicial authority , where the number of violations related to smoking in public places for the year 2010 (226) and warnings ( 581), while the traffic violations on smoking in 2009 (2325) violation, and reached up to 10/2010 (1893) traffic offense. 5. Entry of counseling services and medication to quit smoking clinic for free to all Jordanians (and there is a tendency to expand this service) where they will be training (15) physician on counseling and opening a clinic in the North and the clinic in the south and 2 clinic in the capital during this year, where the total cumulative number of patients during year 2010 (388) patients, while the percentage of quitters for the same year around 30%. 6. Participate and organizing the celebration of World Day and holding seminars and meetings about the harmful effects of smoking and ways to combat and quit in many institutions, universities, schools and associations. 7. Preparation and printing of a range of information materials, pamphlets, posters and guides about the harms of smoking and control and cessation . 8. Participate in the meetings of the World Health Organization Framework Convention on Tobacco Control and its Protocols, as well as negotiating bilateral consultations and governmental conferences of the parties. 9. The formation of coordination committee to increase the prices of tobacco and how to deal with the confiscated materials, the tax was increased 10 piaster’s in 2014 , and to be increased the same amount gradually within 3 years . 10. Participate in committees with the concerned authorities ( as JISM) regarding the disclosure of the contents of cigarettes and methods of measuring emissions and the reduction of some toxic substances such as tar and nicotine. 11. A national plan is modified and updated every two years by the developments and the plan is implemented, through the Ministry of Health in collaboration with other bodies involved in combating smoking. (National Commission and civil society organizations under the chairmanship of His Excellency the Minister of Health) and agreed to start implementing the sex policies of the FCTC ( MPOWER), defining the role of each partner . 12. Networking with international bodies and organizations of society in all aspects of the anti-smoking coalition and the establishment of the Jordanian Anti-Smoking and registered voluntary association, which includes 8 NGOs working in this area through the support of the Ministry of Health. 13. The ministry of Health in cooperation with partners completed three copies of the Global Tobacco Control Report (GTCR). 14. In October 2009 needs assessment was conducted to measure the extent of Jordan's commitment to the terms of the Framework Convention on Tobacco Control by experts from WHO and local experts from the Ministry of Health, in cooperation with all parties concerned.(Status, gaps and action needed), strategies and plans was developed to overcome the gaps . 15. Raise customs duties on cigarettes in 2008 by 70%, and raise the special tax on cigarettes by 12% and tobacco and its derivatives in 2010. 16 The display of tobacco products in shops was approved and issued in 2013, regulation was developed and implemented . 17. In 2009 there was a decision of the Minister of Health to ban completely the import or handling of electronic cigarette. 18. confiscate about two containers per month by the Customs Department smuggled mostly through the ports, we sent official letters and organize meetings with stakeholders to intensify efforts in this area and also prohibit the entry of tobacco imitators, as well as demand from the regional office of WHO to try to hold a regional convention on cooperation in the prevention of smuggling . 19. new regulation and specification for nargila (maassal ) No. (787/2014 ) was issued . 20. There are control almost completely on advertising and promotion of tobacco products, but efforts to prohibit smoking in public places need to intense all efforts of all concerned institutions to seek the desired goal, taking into account the fact of the large size of the problem it will require long time, because we are talking about behavior change and culture of the community. 21. The Guideline for FCTC article 5.3 was developed for Jordan in cooperation with WHO and relevant stockholders and was disseminated for implementation . 22. Regulation regarding smoking in public places was issued for all public places including restaurant , hotel , and coffee shops the process of implementation started in Oct. 2014 . 23 . The amendment of article 12 from public health law 47/2008 regarding smoking Violation is in process in prime ministry and legal office. Its increase the fine on the violation, specially for public place owner, and the specific definition of public place. Dr. Malek Al Habashneh/ Ministry of Health / Jordan 2015


REFERENCES ‫المصادر‬ 1-Ahmad

M.

Al-Bashaireh,1 Linda

G.

Haddad,2 Michael

Weaver,3 Xing Chengguo,4 Debra Lynch Kelly,5 and Saunjoo Yoon6.

Overview

The Effect of Tobacco Smoking on Bone Mass: An of

Pathophysiologic

Osteoporosis Volume 2018.

Mechanisms.

Journal

of

Review Article | Open Access,

Volume 2018 |Article ID 1206235

2- Anderka, Marlene; Romitti, Paul A.; Sun, Lixian; Druschel, Charlotte; Carmichael, Suzan; Shaw, Gary (2010). "Patterns of

tobacco exposure before and during pregnancy". Acta Obstetricia et Gynecologica Scandinavica. 89 (4): 505

3- André L. A. Barbosa, Sita H. H. M. Vermeulen, Katja K. Aben, Anne J. Grotenhuis, Alina Vrieling, Kiemeney .

Smoking

intensity

and

Lambertus A.

bladder

cancer

aggressiveness at diagnosis. PLOS Published: March 23, 2018

4- Askin Gülsen , 1 Burcu Arpinar Yigitbas , 2 Berat Uslu , 2 Daniel Drömann,1 and Oguz Kilinc.

The Effect of Smoking on COVID-19 Symptom Severity: Systematic Review and Meta-Analysis.

Pulmonary Medicine

Volume 2020, Article ID 7590207, 11 pages.

5- Benjamin C. Trumble, Caleb E. Finch. The Exposome in

Human Evolution: From Dust to Diesel. The Quarterly Review of

Biology, 2019; 94 (4): 333 6- Bruce N. et al. Preventive Medicine, 31, 91-99 (2000). ٜٔ


7-

Centers

for

Disease

Control

and

Prevention.

2007. Preventing Smoking and Exposure to Secondhand Smoke

Before, During, and After Pregnancy Archived 11 September 2011.

8- Cosimo De Nunzio 1, Gerald L Andriole 2, Ian M Thompson Jr 3, Stephen J Freedland . Smoking and Prostate Cancer: A Systematic Review. Eur Urol Focus . 2015 Aug;1(1):28-38.

9- Greaves, Lorraine (2002) High Culture: Reflections on

Addiction and Modernity. edited by Anna Alexander and Mark S. Roberts.State University of New York Press.

10- Jason R. Kovac, MD, PhD, FRCSC, Abhinav Khanna, MD, and Larry I. Lipshultz, MD. The Effects of Cigarette Smoking on Male Fertility. Male Reproductive Endocrinology and Surgery, Carmel, IN.

11- Jay D. Hunt ,

Olga L. van der,

Hel

Garnett P,

McMillan Paolo, Boffetta Paul Brenn. Renal cell carcinoma in relation to cigarette smoking: Meta‐analysis of 24 studies.

International Journal of cancer Pages: iii, 1-161, Volume 114, Issue 1, (10 March 2005).

12- Jia Xia 1 2, Lin Wang 3, Zhiheng Ma 4, Liping Zhong 5, Ying Wang 1, Yachan Gao 1, Liqun He 1, Xiao Su 2. Cigarette smoking and chronic kidney disease in the general population: a

systematic review and meta-analysis of prospective cohort studies. Postgrad Med. 2015 April ; 127(3): 338–341. ٜٕ


13- L.F. L , R.L.Y. CHAN , L. LU , J. SHEN , L. ZHANG ,

W.K.K. WU , L. WANG , T. HU , M.X. L and C.H. CHO. Cigarette smoking and gastrointestinal diseases: The causal

relationship and underlying molecular mechanisms (Review). INTERNATIONAL JOURNAL OF MOLECULAR MEDICINE 34: 372-380, 2014.

14- M. E VINE. Smoking and male reproduction: A review. Department of Epidemiology, School of Public Health, University

of North Carolina, Chapel Hill, NC 27599-7400, USA. International journal of andrology, 19323-337 (1996).

15- Muhammad Furrukh. Tobacco Smoking and Lung Cancer

Perception-changing facts. Sultan Qaboos University Med J, August 2013, Vol. 13, Iss. 3, pp. 345-358.

16- Nicolas Paleiron 1, Aurélie Mayet 2, Vanessa Marbac 3, Anne Perisse 3, Hélène Barazzutti 1, François-Xavier Brocq 4, Frédéric

Janvier 5, Dautzenberg Bertrand 6, Olivier Bylicki 1. Impact of Tobacco Smoking on the risk of COVID-19. A large scale

retrospective cohort study. Nicotine Tobacco Res. Volume 93, Issue 2, Pages 1045-105,Special Issue on New coronavirus

(2019‐nCoV or SARS‐CoV‐2) and the outbreak of the respiratory illness (COVID‐19): Part‐IX. February 2021.

17- Ashes to Ashes: The History of Smoking and Health (1998) edited by S. Lock, LA Reynolds and EM Tansey 2nd edRodop.

18- Shiyi Cao, Chen Yang, Yong Gan, Zuxun Lu*, The Health Effects of Passive Smoking: An Overview of Systematic Reviews ٜٖ


Based on Observational Epidemiological Evidence. PLOS ONE | DOI:10.1371/journal.pone.0139907 October 6, 2015.

19- Stanton A. Glantz, PhD, Reduce your risk of serious lung disease caused by corona virus by quitting smoking and

vaping. Center for Tobacco Control Research and Education, August 11, 2020.

20- U.S. Department of Health and Human Services. U.S. Department of Health and Human Services, Centers for Disease

Control and Prevention, National Center for Chronic Disease

Prevention and Health Promotion, Office on Smoking and Health, 2010. A Report of the Surgeon General. How Tobacco Smoke

Causes Disease: The Biology and Behavioral Basis for Smoking-Attributable Disease.

21- Wilbert, Johansen (28 July 1993). Tobacco and Shamanism

in South America. Yale University Press. 22- Wilson, E. M.D.‡‡ et al. The association between smoking and female infertility as influenced by cause of the infertility. Fertility and Sterility Volume 48, Issue 3, September 1987, Pages 377.

ٜٗ


‫الفيرس‬ ‫الصفحة‬

‫الموضوع‬ ‫تقديـ‪....................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬تأريخ التدخيف‪.............................‬‬

‫‪5‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬حجـ المشكمة عالمياً ومحمياً‪...............‬‬

‫‪15‬‬

‫الفصؿ الثالث‪ :‬أدوات التدخيف‪............................‬‬

‫‪25‬‬

‫الفصؿ الرابع‪ :‬األمراض الناجمة عف التدخيف‪.............‬‬

‫‪35‬‬

‫الفصؿ الخامس‪ :‬التدخيف اقتصادياً‪.......................‬‬

‫‪69‬‬

‫الفصؿ السادس‪ :‬التدخيف اجتماعياً‪ ،‬ثقافياً وأدبياً‪...........‬‬

‫ممحؽ (ٔ)‪..............................................‬‬ ‫ممحؽ (ٕ)‪..............................................‬‬

‫‪79‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪89‬‬

‫المصادر‪................................................‬‬

‫‪91‬‬

‫الفيرس‪.................................................‬‬

‫‪95‬‬

‫٘‪ٜ‬‬


ٜٙ


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.