الصتصال ت . . .وقضايا . . .المجتمع أول الطريق إلى الحكمه هو أن نسمي اليشياء بأسمائها الحقيقية – وباب الصتصال ت وقضايا المجتمع يلقي الوضواء علي صتأثيرا ت صتكنولوجيا الصتصال ت والمعلوما ت علي القضايا الجتماعية والمور العظيمة قادمة وصتستحق أن نحيا ونمو ت مـن أجلها .
كوميون دى باريس كميونة باريس هي نظام جماعي مساواتي أدار باريس في الفترة ما بين 18مارس )بصورة أكثر رسمية 26مارس( إلى 28مايو عام .1871هي حركة نقابية وعمالية يسارية ,قامت بثورة تعتبر أول ثورة اشتراكية في العصر الحديث ،إستولت على السلطة في فرنسا لمدة شهرين .قامت بتعديل لون العلم الفرنسي إلى اللون الحمر ،وأجرت العديد من الصلحات أهمها الصلحات التربوية ومن ثم فصل الدولة عن الدين ،وتم إلغاء العمل الليلي ،ومنع الغرامات والضرائب المفروضة على أجور العمال ،واستطاعت تشغيل المعامل التي تركها أصحابها هربا ً ولجؤوا إلى فرساي ،تحول العمال والعاملت إلى جنود فوق المتاريس للدفاع عن إنجازهم لكن كان قمع الثورة دمويا بشكل فظيع على يد تيير ،وذلك في اليام الستة اليخيرة من عمر الثورة ،سقطت الثورة بعد مجازر دموية لكنها كانت النار التي أوقدت العديد من الثورات الشتراكية بعدها وما زال الشيوعيين حول العالم يحتفلون بذكرى كومونة باريس .في كل مره نقوم فيها بدراسة تاريخ
الكومونة فإننا نراها من ناحية جديدة ،ويعود الفضل في ذلك إلي الخبرات المتحصله عن طريق الصراعات الثورية اليخيرة وفي مقدمتها علي الطل ق الثورات اليخيرة ،ليس فقط الثورة الروسية ولكن أيضا الثورتين اللمانية والبلغارية .لقد كانت الحرب الفرنسية – اللمانية انفجار دموي ينذر بمذبحة عالمية غير محدودة ،في حين كانت كومونة باريس بشري مضيئة لثورة بروليتارية عالمية. إن الكومونة تظهر لنا مدي بطولة جمهور الطبقات العاملة ،قدرتهم علي التحاد في كتلة سياسية واحدة ،نبوغهم في التضحية بأنفسهم باسم المستقبل ،ولكنها تظهر لنا في نفس الوقت عدم مقدرة هذه الجماهير علي ايختيار طريقه ،ترددهم وعدم حزمهم في مسألة قيادة الحركة ،تحزبهم المشئوم الذي وصل بهم إلي التوقف بعد النجاحات الولي وهكذا السماح للعدو باستعادة انفاسه وإعادة توطيد مواقعه. لقد جا ءت الكومونة متأيخرة جدا ،لقد كان لديها كل إمكانيات الستيل ء علي السلطة في الرابع من سبتمبر وهو ما كان يسمح للبروليتارية في باريس بأن تضع نفسها وبضربة واحدة علي رأس العمال في الدولة كلها في صراعهم ضد قوي الماضي ،ضد بسمارك كما ضد ثيرز علي السوا ء ،ولكن السلطة وقعت في أيدي ثرثاري الديمقراطية :نواب باريس ،ولم يكن لدي البروليتاريا الباريسية حزب أو قيادة مرتبطة بها ارتباطا وثيقا من يخلل الصراعات السابقة ،والبرجوازيون الصغار البطال الذين ظنوا أنفسهم اشتراكيين ولجأوا إلي مساندة العمال لهم فلم يكن لديهم في الحقيقة أية ثقة في أنفسهم ،لقد زعزعوا إيمان البروليتاريا في نفسه ،لقد كانوا يلجأون باستمرار إلي المحامين المشهورين،إلي الصحفيين وإلي النواب والذين لم يكن في جعبتهم سوي حفنة من العبارات الثورية المبهمة ،وذلك من أجل أن يعهد إليهم بقيادة الحركة. إن السبب لماذا أيخذ كل من جوليس فافر ،بيكارد ،جامير وشركائهم السلطة في باريس في الرابع من سبتمبر هو نفسه السبب الذي سمح لبال- بانكور .،فارين ،رينادل وآيخرين كثيرين أن يكونوا أسيادا لحزب البروليتاريا ،إن الرينادليين والبانكوريين وحتي اللونجوتيين والبرسمانيين هم أقرب – بالنظر إلي عواطفهم وأفكارهم المشتركة وسلوكهم وعاداتهم الثقافية – إلي أتباع جوليس فافر وجوليس فيري منهم إلي البروليتاريا الثورية ،فأسلوبهم وعباراتهم الشتراكية هي ل شي ء سوي قناع تاريخي لكي يضعوا أنفسهم علي رأس الجماهير ،وذلك لمجرد أن فافر ،سيمون، بيكارد واليخرين قد استعملوا وأفرطوا في استعمال عبارات ديمقراطية–ليبرالية حتى إن أبنائهم وأحفادهم أصبحوا مضطرين إلي اللتجا ء إلي العبارات الشتراكية ،ولكن هؤل ء البنا ء والحفاد قد بقوا جديرين بآبائهم أوفيا ء لهم ليعملوا علي استكمال مهامهم .وعندما يكون من اللزم اتخاذ القرار ،فليست مسألة تكوين العصبة الوزارية هي المهمة وإنما المر الكثر أهمية والجدر بالعلم به هو أي الطبقات في فرنسا يجب أن تمسك بزمام السلطة ،وحينها فإن رينادل ،فارين ،لونجوت وأمثالهم سيكونون في معسكر ميلليراند – وهو شريك وزميل جاليفت ذلك الرجل الذي ذبح الكومونة ،...وعندما يجد هؤل ء الثرثارين ثوريي الصالونات والبرلمان أنفسهم وجها لوجه – في الحياة الواقعية – أمام الثورة فإنهم لن يدركوها أبدا. إن الحزب العمالي الحقيقي ليس آلة للمناورات البرلمانية ،فهو الخبرة المتراكمة والمنظمة للبروليتاريا ،أنة فقط بمساعدة الحزب – والذي يرتكز علي الحداث الماضية في تاريخه كله والذي يرسم مسبقا بطريقة نظرية الطريق نحو التقدم بكل مراحله ويستخرج منة الشكل المناسب للعمل – تستطيع البروليتاريا تحرير نفسها من الحاجة المتكررة لعادة بد ء تاريخها من جديد بنفس التردد والنقص في اتخاذ القرارات ،أي بنفس أيخطائها السابقة. البروليتاريا في باريس لم يكن لديها مثل هذا الحزب ،فالشتراكيون البرجوازيون والذين احتشدت بهم الكومونة قد تلعثموا ورفعوا عيونهم إلي القدر في انتظار معجزة تهبط عليهم أو في انتظار رسالة سماوية أيخري ،وفي أثنا ء هذا الوقت فإن الجماهير كانت قد بدأت تفقد صوابها وذلك بسبب حيرة البعض وترددهم وأوهام البعض اليخر ويخيالته ،والنتيجة كانت أن الثورة قد انطلقت وهم في منتصف الطريق تماما ،متأيخرين جدًا ،وكانت باريس مطوقة تمامًا ،وانقضت 6أشهر قبل أن تقوم البروليتاريا بإعادة تنظيم ذاكرتها للستفادة من دروس الثورات السابقة ،معارك اليام الخوالي والخيانات المتكررة للديمقراطية ،وبعدها وضعت يدها علي السلطة.
لقد ثبت أن هذه الشهور الستة كانت يخسارة ل تعوض ،فلو كان الحزب المتمركز للعمل الثوري موجود علي رأس البروليتاريا في فرنسا في سبتمبر 1870لكان تاريخ فرنسا كلها ومعه تاريخ النسانية كلها قد أيخذ منعطفا ً آيخر. وإذا كانت السلطة قد وجدت في أيدي البروليتاريا في باريس في 18مارس فإن ذلك لم يكن بسبب أنهم كانوا قد انقضوا عليها عن قصد وبعزم، ولكن بسبب أن أعدائها كانوا قد تركوا باريس. فهؤل ء اليخيرين أيخذوا يتقهقرون ويفقدون مراكزهم باستمرار ،فالعمال قد كرهوهم واحتقروهم ،البرجوازية الصغيرة لم تعد تثق فيهم والبرجوازية الكبيرة يخافت من أنهم لم يعودوا قادرين علي حمايتها ،الجنود أصبحوا عدائيين تجاه الضباط والحكومة هربت من باريس من أجل أن تقوم بتجميع قواتها في مكان آيخر ،وهكذا – بعد أن حدث كل ذلك – فإن البروليتاريا أصبحت تتسيد الموقف في باريس ،ولكنها لم تفهم ذلك إل في اليام التالية حيث هبطت عليها الثورة في مفاجأة غير متوقعة. لقد كان النجاح الول بمثابة مصدر جديد للسكون والسلبية ،فالعدو قد هرب إلي فرساي ،الم يكن هذا انتصاراً ؟ وفي نفس اللحظة فإن العصبة الحكومية كان يمكن تحطيمها كلياً وبدون إراقة دما ء تقريب ًا ،ففي باريس كان من الممكن اعتقال جميع الوزرا ء وعلي رأسهم ثيرز ولم يكن احد حتى ليرفع يديه للدفاع عنهم ،ولكن ذلك لم يحدث ،فلم يكن هناك تنظيم حزبي متمركز لديه رؤية شاملة للمور وأعضا ء يخاصة قادرة علي إدراك قراراته وتنفيذها. إن الجز ء المتبقي من رجال الجيش لم يكن يريد العودة إلي فرساي ،لقد كان الخيط الذي يربط الضباط والجنود دقيق جدًا ،فلو كان هناك مركز توجيه حزبي في باريس لكان علية أن يدمج في الجيوش المتراجعة – حيث كانت هناك إمكانية للتراجع – بعض المئات أو حتى بعض العشرات من العمال المخلصين وذلك مع إعطائهم التعليمات التية :توسيع مدي تبرم الجنود وغضبهم تجاه الضباط ،انتهاز أول لحظة نفسية مناسبة لتحرير الجنود من ضباطهم والعودة بهم إلي باريس للتحاد مع الشعب ،لقد كان من السهل إدراك ذلك بموجب اعتراف أنصار ثيرز أنفسهم ،ولكن لم يفكر أحد في ذلك ولم يكن هناك من يفكر في ذلك ،فمرة أيخري فإنه في منتصف الحداث العظيمة فإن مثل هذه القرارات يمكن فقط اتخاذها عن طريق حزب ثوري ،ذلك الذي يتطلع إلي ثورة ،يحضر لها ول يفقد صوابه ،عن طريق ذلك الحزب المعتاد علي الحصول علي رؤية شاملة للمور ول يخاف من أن يقدم علي العمل. وحزب للعمل هو بالضبط ما لم تكن تملكه البروليتاريا الفرنسية. لقد كانت اللجنة المركزية للحرس الوطني في حقيقة المر عبارة عن مجلس للنواب عن العمال المسلحين والبرجوازية الصغيرة ،مثل هذا المجلس – والذي يتم انتخابه مباشرة عن طريق الجماهير التي ايختارت الطريق الثوري – يمثل آلة ممتازة للعمل ولكنة في نفس الوقت – وبسبب اتصاله العاجل والولي بالجماهير التي هي في الحالة حيث أن الثورة هي التي وجدتها – ل يعكس فقط الجوانب القوية ولكنه يعكس أيضاً الجوانب الضعيفة للجماهير ،وهو أو ً ل يعكس الجوانب الضعيفة أكثر مما يعكس الجوانب القوية ،إنه يوضح لنا بجل ء روح التردد والنتظار والميل إلي السكون بعد النجاحات الولي. لقد كانت اللجنة المركزية للحرس الوطني في حاجة لمن يقودها ،حيث كان من اللزم إيجاد تنظيم دائم الحضور يجسد الخبرة السياسية للبروليتاريا ،ليس فقط في اللجنة المركزية ولكن أيض ًا في الفيالق ،في الكتائب وفي أعمق قطاعات البروليتاريا الفرنسية ،وبمفهوم مجلس النواب – وهم في هذه الحالة عبارة عن آلت الحرس الوطني – فإن الحزب كان باستطاعته أن يكون علي اتصال مستمر بالجماهير ومعرفة حالتهم النفسية، فلو قام مركز قيادته بتوجيه ندا ء تعبئة في أي يوم – وذلك من يخلل المسلحين التابعين للحزب – فإن مثل هذا الندا ء بإمكانة أن يتغلغل بين الجماهير ليوحد أفكارهم وإرادتهم. ما إن استطاعت الحكومة الهرب إلي فرساي حتى هرول الحرس الوطني نحو نفي مسؤوليته عن ذلك في نفس اللحظة تماماً التي كانت مسؤوليته عن ذلك كبيرة جد ًا ،لقد تخيلت اللجنة المركزية إجرا ء انتخابات " قانونية " للكومونة ،ومن أجل ذلك ديخلت في مفاوضات مع رؤسا ء بلديات باريس وذلك حتى تحمي نفسها – من اليمين – " بالشرعية ". فلو تم التحضير لهجوم عنيف علي فرساي في نفس وقت المفاوضات مع رؤسا ء البلديات لعٌد ذلك يخدعة مبررة تماماً من وجهه النظر العسكرية ومتفقة تمام ًا مع الهدف المنشود ،ولكن في حقيقية المر فإنه قد تم البد ء بإجرا ء هذه المفاوضات من أجل تفادي الصراع عن طريق معجزة أو أيخري ،لقد كان الراديكاليين من البرجوازية الصغيرة والشتراكيين المثاليين وهؤل ء الرجال ممن كانت الدولة القانونية تشملهم في جز ء منها – النواب ،رؤسا ء البلديات......،الخ – يتمنون من أعما ق قلوبهم أن يقف ثيرز احترماً أمام باريس الثائرة في نفس الدقيقة التي تغطي فيها هذه اليخيرة نفسها بالكومونة " القانونية ". لقد كانت النظريات المقدسة عن الفيدرالية والحكم الذاتي هذه الحالة هي ما يدعم السلبية والتردد ،فباريس – كما ترون – هي مجرد كومونة عبر كومونات أيخري كثيرة ،فباريس ل تريد أن تفرض أي شي ء علي أي أحد ،إنها ل تحارب من أجل الديكتاتورية ،أو حتى علي القل من أجل أن تعطي الم.
في المحصلة فإن كل ذلك لم يكن شيئ ًا سوي محاولة لستبدال الثورة البروليتارية – والتي كانت تنمو – بإصلح ثال للديكتاتورية برجوازي صغير :الحكم الذاتي الشيوعي ،إن المهمة الثورية الساسية هي تمكين البروليتاريا من السلطة في جميع أنحا ء الدولة ،وكان علي باريس أن تقوم بدور قاعدة هذه البروليتاريا ودعامتها وحصنها ،ولبلوغ الهدف المنشود كان من اللزم أن يتم سحق فرساي بدون إضاعة للوقت، وأن ي ُبعث بنشطا ء ،منظمين وقوات مسلحة عبر فرنسا كلها ،لقد كان من اللزم الديخول في اتصالت مع الجميع وذلك لتثبيت المترددين وتقويتهم وأيضاً لتحطيم قوي المعارضة لدي العدو .وبد ً ل من سياسة المبادأة الهجومية هذه والتي كانت الشي ء الوحيد القادر علي حماية الموقف فإن قادة باريس شرعوا في عزل أنفسهم دايخل حكمهم الذاتي الشيوعي :إنهم لن يهاجموا اليخرين طالما أن هؤل ء اليخرين لم يهاجموهم :،لكل مدينة حقها المقدس في حكومة ذاتية ،.......إنها ثرثرة مثالية ،وهي من نفس نوع تلك الثرثرة الفوضوية والتي تغطي في الحقيقة ذلك الجبن في مواجهه العمل الثوري ،ذلك العمل الذي يجب مواصلته باستمرار وحزم حتى النهاية وإل فإنه يكون من الفضل عدم البد ء فيه. إن العدائية تجاه التنظيم الرأسمالي – الموروث عن الستقللية الذاتية والمحلية البرجوازية الصغيرة – هي بل شك الجانب الضعيف لقطاع معين من البروليتاريا الفرنسية ،فالحكم الذاتي للقاليم ،للحيا ء ،للكتائب وللمدن هو الضمان العظم للفعالية الحقيقية ،الستقلل الذاتي لثوار معينين ،لقد كان ذلك يخطأ ً عظيماً كلف البروليتاريا الفرنسية كثيرًا. تحت شعار " الكفاح ضد المركزية الستبدادية " والنظام " الخانق " فإن معركة لحماية الذات قد بدأت من قبل مجموعات مختلفة وتجمعات فرعية في الطبقة العاملة – من أجل مصلحهم الصغيرة التافهة – ضد قيادات الحيا ء الصغيرة وكلمهم الكهنوتي عن المحلية .إن الطبقة العاملة الُمثلي – وفي أثنا ء حمايتها لصولها الثقافية وتميزها السياسي – قادرة علي العمل بشكل منهجي منظم ثابت وحازم بغير أن تبقي تحت رحمة الحداث كما تكون قادرة علي توجيه ضرباتها القاتلة في كل مرة إلي القطاعات الضعيفة من العدو ،إذا ما كان ذلك ضمن تفكيرها – فهناك جهاز متمركز فو ق الحيا ء ،المقاطعات والمجموعات ومربوط بها بنظام حديدي .فالميل نحو التجزئة – مهما يكن الشكل الذي يتخذه – إنما هو من مواريث الماضي الميت وكلما أسرعت شيوعية الشيوعيين–الشتراكيين وشيوعية النقابيين في فرنسا بتخليص نفسها من هذا الميل نحو التجزئة كلما كان ذلك أفضل لها وللثورة البروليتارية. *** الحزب ل يخلق الثورة عندما يريد ،فهو ل يختار لحظة الستيل ء علي السلطة كما يحب ،بل إنه يتديخل بفاعلية في الحداث ،متوغل في كل لحظة في الحالة الفكرية للجماهير الثورية ،ويقدر قوي المقاومة لدي العدو ،وبالتالي يحدد اللحظة الكثر مناسبة للعمل الحاسم ،وهذا هو الجانب الكثر صعوبة في مهمة الحزب ،فالحزب ل يملك قرار صالح لجميع الحالت ،ولكنة في حاجة إلي نظرية صحيحة ،اتصال حميم بالجماهير ،فهم عميق لبعاد الموقف ،إدراك حسي ثوري وعزم هائل .وكلما كان تغلغل الحزب الثوري في جميع ميادين نضال البروليتاريا أكثر تعمقا ،وكلما كانت وحدة الهدف ونظام العمل أكثر وحدة كلما استطاع الحزب أن ينجز مهمته في وقت أسرع وبطريقة أفضل. الصعوبة هنا تكمن في الحصول علي هذا التنظيم للحزب المتمركز ،المتلحم دايخليا بنظام حديدي ومترابط بحركة الجماهير – بمدها وجزرها – ترابطا حميما .انتزاع السلطة ل يمكن أن يتم إل في ضغط ثوري فعال من الجماهير الكادحة ،ولكن عند القيام بهذا العمل فإن عنصر العداد يصبح حتميا بكل ما في الكلمة من معني ،وكلما كان الحزب أفضل في فهمه للزمة وللحظة التفو ق ،كلما استطاع أن يعد القواعد الساسية للمقاومة بطريقة أفضل ،كلما استطاع أن يوزع قواته وأدوارها بطريقة أفضل ،كلما كان النصر أكيدا وكلما قل عدد الضحايا .فإقامة علقة متبادلة بين عمل محضر له بعناية وحركة جماهيرية هي المهمة السياسية – الستراتيجية للستيل ء علي السلطة. إن المقارنة بين 18مارس 1871و 7نوفمبر 1917من وجهه النظر هذه تكون بالغة الدللة ،ففي باريس هناك نقص كامل في روح المبادرة بالعمل في ذلك الجز ء الخاص بدوائر القيادة الثورية ،البروليتاريا – والتي تم تسليحها بواسطة حكومة برجوازية – هي في حقيقة المر المسيطر علي المدينة ،لديها كل مقومات القوة المادية – مدافع وبناد ق – في حوزتها ،ولكنها ل تعبأ بها ،تقوم البرجوازية بمحاولة استرجاع السلح من هذا المارد :إنها تريد سرقة المدافع من البروليتاريا ،المحاولة تفشل ،الحكومة تهرب من باريس في فزع .القادة يستيقظون علي اثر الحداث ،وهم يسجلونها بعد أن تكون هذه اليخيرة قد حدثت بالفعل ،ويفعلون كل ما في وسعهم لتجنب الحافة الثورية. في بتروغراد تطورت الحداث بشكل مختلف ،فقد تحرك الحزب بثبات وعزم نحو الستيل ء علي السلطة ،لقد كان لدية رجال في كل مكان ،يدعم ويعزز كل موقع وأيضا يوسع هوة الخلف بين العمال والحامية من جهة والحكومة من الجهة اليخرى. لقد كانت المظاهرة المسلحة في تلك اليام من يوليو استطلع واسع تمت مباشرته عن طريق الحزب لمتحان مدي قرب الحتكاك بين الجماهير وقوي المقاومة لدي العدو ،لقد تحول الستطلع إلي نزاع علي الخطوط المامية ،لقد عدنا للخلف ،ولكن في نفس الوقت فإن هذا العمل قد رسخ التصال بين الحزب وأعما ق الجماهير .تشهد شهور أغسطس ،سبتمبر وأكتوبر تدفق ثوري قوي ،استفاد الحزب منه واستطاع أن يزيد إلي حد كبير المواقع المؤيدة له في الطبقة العاملة والحامية ،مؤيخرا ،فإن النسجام والتناغم بين العدادات التآمرية والفعل الجماهيري قد حدث بطريقة آلية تقريبا .لقد كان من المقرر عقد المؤتمر الثاني للسوفييت في شهر نوفمبر ،وكانت كل نشاطاتنا السابقة تقود إلي الستيل ء على السلطة عن طريق المؤتمر ،وبنا ء عليه فإن النقلب كان متهيئا سلفا إلي السابع من نوفمبر ،لقد كان العدو يعلم ويفهم هذه الحقيقة جيدا ،كيرينسكي وأتباعه من أعضا ء المجلس لم يديخروا جهدا لكي يحصنوا أنفسهم – مهما كان حجمهم صغيرا – في بتروغراد من أجل اللحظة الحاسمة ،وأيضا فإنهم ظلوا في حاجة
إلي إرسال القطاعات الكثر ثورية في حامية المدينة يخارج العاصمة ،نحن من جانبنا استفدنا من هذه المحاولة من كيرينسكي وذلك من أجل أن نجعلها مصدر لنزاع جديد والذي كانت له أهمية حاسمة ،لقد قمنا بإدانة حكومة كيرينسكي علنية – لقد وجدت إدانتنا إثبات كتابي فيما بعد في وثيقة رسمية – لقيامها بالتخطيط لتسريح ثلث حامية بتروغراد والذي لم يكن نابعا من العتبارات العسكرية وإنما بهدف اتحادات ثورية مضادة ،لقد كان هذا النزاع الذي ربطنا ما يزال قريبا من الحامية ،وهو قد وضع أمام هذه اليخيرة مهمة معرفة جيدا ،مساندة مؤتمر السوفييت والمحدد انعقاده في 7 نوفمبر .وبما أن الحكومة أصرت – وإن كان بأسلوب ضعيف تماما – علي أن الحامية قد تم تسريحها ،فقد كونا في سوفييت بتروغراد – الذي كان في أيدينا بالفعل – لجنة حرب ثورية ،وذلك تحت ستار التحقق من السباب العسكرية للخطة الحكومية. وهكذا فقد كان لدينا أداة عسكرية بكل معني الكلمة ،تقف علي رأس حامية بتروغراد ،والتي كانت في حقيقة المر أداة قانونية للنتفاضة المسلحة، وفي نفس الوقت بعثنا بعض المفوضين " الشيوعيين " في جميع الوحدات العسكرية ،في المخازن العسكرية....الخ ،وأنجز التنظيم العسكري السري مهام فنية دقيقة كما زود لجنة الحرب الثورية بمناضلين جديرين بالعتماد عليهم في العمال العسكرية المهمة ،لقد تم إدراك العمل الساسي فيما يتعلق بالتخطيط وبعدها بدأت النتفاضة المسلحة علنية .وهكذا فقد كان من الطبيعي أن البرجوازية – تحت قيادة كيرينسكي – لم تفهم ما الذي كان يحدث تحت عينيها تماما ) في باريس ،فإن البروليتاريا قد استوعبت في اليوم التالي فقط أنها منتصرة فعل – ذلك النصر الذي – مرة أيخري – لم تتجه إلية عن عمد – وأنها المسيطرة علي الموقف في باريس ،في بتروغراد فقد كان العكس تماما ،فحزبنا ،واضعا نفسه في مقدمة العمال والحامية كان قد استولي علي السلطة بالفعل ،وقد أمضت البرجوازية ليلة هادئة تماما وعلمت فقط في اليوم التالي أن دفة المور في الدولة هي الن في أيدي حفاروا قبرها (. وبالنسبة للستراتيجية ،فقد كان هناك الكثير من اليختلفات في الرأي دايخل الحزب. فجز ء من اللجنة المركزية قد أعلن – كما هو معروف – انه ضد الستيل ء علي السلطة معتقدا أن الوقت لم يحن بعد لذلك ،ذلك أن بتروغراد كانت منعزلة عن بقية الدولة ،البروليتاريا عن الفلحين....الخ. وأعتقد رفا ق آيخرون أننا لم نكن نتمتع بميزات ذات أهمية كافية بالنسبة إلي عناصر المؤامرة العسكرية ،وطلب أحد أعضا ء اللجنة المركزية في أكتوبر تطويق مسرح الكساندرين حيث كان المؤتمر الديمقراطي في حالة انعقاد وإعلن ديكتاتورية اللجنة المركزية للحزب ،وقد قال :إنه بتركيز نشاطاتنا الدعائية فضل عن عملنا العسكري التمهيدي علي لحظة المؤتمر الثاني للسوفييت فإننا بذلك نكشف يخططنا للعدو ونعطيه إمكانية تجهيز نفسه وأيضا إمكانية التعامل معنا بإجرا ءات وقائية مرهقة .ولكن ل شك أن هذه المحاولة في المؤامرة العسكرية وتطويق مسرح الكساندرين كانت ستكون واقعة غريبة جدا علي تطور الحداث ذلك أنها كانت ستكون واقعة مربكة جدا للجماهير ،حتى في سوفييت بتروغراد ،حيث كانت يخلفاتنا تهيمن عليه ،فإن مثل هذه المغامرة – والتي كانت تعجل بالتطور المنطقي للصراع – كان من الممكن أن تثير فوضي هائلة في تلك اللحظة، ويخصوصا في الحامية حيث كان هناك فر ق مترددة وغير موثو ق فيها بشكل كبير ،وفي المقام الول فر ق الفرسان .حيث كان سيكون من السهل علي كيرينسكي أن يحطم مؤامرة غير متوقعة من الجماهير أكثر من مهاجمة الحامية والتي تحصن نفسها في موقعها أكثر فأكثر :الدفاع عن حصانتها من أجل مؤتمر السوفييت المستقبلي ،وبنا ء علي فإن أغلبية اللجنة المركزية قد رفضت يخطة تطويق المؤتمر الديمقراطي وقد كان ذلك صحيحا ،لقد تم التعامل مع الزمة بطريقة جيدة جدا .فالنتفاضة المسلحة ،وبدون إراقة دما ء تقريبا ،قد انتصرت في الموعد المحدد تماما ،والمحدد بوضوح سلفا بميعاد انعقاد المؤتمر الثاني للسوفييت. هذه الستراتيجية – مهما يكن – ل يمكن أن تكون قاعدة عامة ،فهي تحتاج لشروط معينة ،فلم يكن أحد ما يزال يعتقد في الحرب مع اللمان ،ولم يكن الضباط القل ثورية يريدون ترك بتروغراد والذهاب للجبهة ،وحتى لو كانت الحمية في مجملها تقف في جانب العمال لهذا السبب الوحيد ،فإن وجهه نظرها فد أصبحت أقوي إلي حد بعيد حيث انكشفت دسائس كيرينسكي .ولكن هذه الحالة النفسية في حامية بتروغراد كان لها أسباب عميقة تؤيدها نابعة من موقف الطبقة الفلحية وتطور الحرب المبريالية ،فلو كان هناك انشقا ق في الحامية ،ولو كان كيرينسكي قد حصل علي إمكانية الدعم من بعض الفر ق ،لكانت يخطتنا لتفشل ،لو كانت عناصر العمل العسكري التآمري ) المؤامرة والسرعة الهائلة للعمل ( قد انكشفت ،لكان من اللزم – بالطبع – أن يتم ايختيار لحظة أيخري للنتفاضة. لقد كان لدي الكومونة أيضا إمكانية أن تكسب الفر ق الفلحية إلي جانبها ،ذلك أن هذه اليخيرة كانت قد فقدت كل الثقة وكل الحترام للسلطة وللقيادة ،وعلي الرغم من ذلك فهي لم تفعل شيئا من أجل أن تصل إلي هذه النهاية .الخطأ هنا ليس في العلقات المتبادلة بين الفلحين والطبقة العاملة ولكن في الستراتيجية الثورية. ما الذي سيكون الموقف علية من هذه الوجهة في الدول الوروبية في اللحظة التاريخية الحاضرة ؟ ليس من السهل التكهن بأي شي ء بشأن الجابة عن ذلك ،وعلي الرغم من ذلك ،وبالنظر إلي أن الحداث تتطور ببط ء والحكومات البرجوازية تبذل كل ما في وسعها لكي تستفيد من يخبراتها السابقة ،فإنه يكون من الواضح مسبقا أن البروليتاريا – من أجل أن تجتذب تعاطف الضباط – سيكون عليها أن تتغلب علي مقاومة هائلة ومنظمة جيدا في لحظة معينة ،فهجوم بارع في توقيت محدد جيدا سيكون ضروريا بالنسبة للجز ء المتعلق بالثورة ،ومهمة الحزب هي أن السلطة عن طريق المؤتمر ،وبنا ء عليه فإن النقلب كان متهيئا سلفا إلي السابع من نوفمبر ،لقد كان العدو يعلم ويفهم هذه الحقيقة جيدا ،كيرينسكي وأتباعه من أعضا ء المجلس لم يديخروا جهدا لكي يحصنوا أنفسهم – مهما كان حجمهم صغيرا – في بتروغراد من أجل اللحظة الحاسمة ،وأيضا فإنهم ظلوا في حاجة إلي إرسال القطاعات الكثر ثورية في حامية المدينة يخارج العاصمة ،نحن من جانبنا استفدنا من هذه المحاولة من كيرينسكي وذلك من أجل أن نجعلها مصدر لنزاع جديد والذي كانت له أهمية حاسمة ،لقد قمنا بإدانة حكومة كيرينسكي علنية – لقد وجدت إدانتنا إثبات كتابي فيما بعد في
وثيقة رسمية – لقيامها بالتخطيط لتسريح ثلث حامية بتروغراد والذي لم يكن نابعا من العتبارات العسكرية وإنما بهدف اتحادات ثورية مضادة، لقد كان هذا النزاع الذي ربطنا ما يزال قريبا من الحامية ،وهو قد وضع أمام هذه اليخيرة مهمة معرفة جيدا ،مساندة مؤتمر السوفييت والمحدد انعقاده في 7نوفمبر .وبما أن الحكومة أصرت – وإن كان بأسلوب ضعيف تماما – علي أن الحامية قد تم تسريحها ،فقد كونا في سوفييت بتروغراد – الذي كان في أيدينا بالفعل – لجنة حرب ثورية ،وذلك تحت ستار التحقق من السباب العسكرية للخطة الحكومية. وهكذا فقد كان لدينا أداة عسكرية بكل معني الكلمة ،تقف علي رأس حامية بتروغراد ،والتي كانت في حقيقة المر أداة قانونية للنتفاضة المسلحة، وفي نفس الوقت بعثنا بعض المفوضين " الشيوعيين " في جميع الوحدات العسكرية ،في المخازن العسكرية....الخ ،وأنجز التنظيم العسكري السري مهام فنية دقيقة كما زود لجنة الحرب الثورية بمناضلين جديرين بالعتماد عليهم في العمال العسكرية المهمة ،لقد تم إدراك العمل الساسي فيما يتعلق بالتخطيط وبعدها بدأت النتفاضة المسلحة علنية .وهكذا فقد كان من الطبيعي أن البرجوازية – تحت قيادة كيرينسكي – لم تفهم ما الذي كان يحدث تحت عينيها تماما ) في باريس ،فإن البروليتاريا قد استوعبت في اليوم التالي فقط أنها منتصرة فعل – ذلك النصر الذي – مرة أيخري – لم تتجه إلية عن عمد – وأنها المسيطرة علي الموقف في باريس ،في بتروغراد فقد كان العكس تماما ،فحزبنا ،واضعا نفسه في مقدمة العمال والحامية كان قد استولي علي السلطة بالفعل ،وقد أمضت البرجوازية ليلة هادئة تماما وعلمت فقط في اليوم التالي أن دفة المور في الدولة هي الن في أيدي حفاروا قبرها (. وبالنسبة للستراتيجية ،فقد كان هناك الكثير من اليختلفات في الرأي دايخل الحزب. فجز ء من اللجنة المركزية قد أعلن – كما هو معروف – انه ضد الستيل ء علي السلطة معتقدا أن الوقت لم يحن بعد لذلك ،ذلك أن بتروغراد كانت منعزلة عن بقية الدولة ،البروليتاريا عن الفلحين....الخ. وأعتقد رفا ق آيخرون أننا لم نكن نتمتع بميزات ذات أهمية كافية بالنسبة إلي عناصر المؤامرة العسكرية ،وطلب أحد أعضا ء اللجنة المركزية في أكتوبر تطويق مسرح الكساندرين حيث كان المؤتمر الديمقراطي في حالة انعقاد وإعلن ديكتاتورية اللجنة المركزية للحزب ،وقد قال :إنه بتركيز نشاطاتنا الدعائية فضل عن عملنا العسكري التمهيدي علي لحظة المؤتمر الثاني للسوفييت فإننا بذلك نكشف يخططنا للعدو ونعطيه إمكانية تجهيز نفسه وأيضا إمكانية التعامل معنا بإجرا ءات وقائية مرهقة .ولكن ل شك أن هذه المحاولة في المؤامرة العسكرية وتطويق مسرح الكساندرين كانت ستكون واقعة غريبة جدا علي تطور الحداث ذلك أنها كانت ستكون واقعة مربكة جدا للجماهير ،حتى في سوفييت بتروغراد ،حيث كانت يخلفاتنا تهيمن عليه ،فإن مثل هذه المغامرة – والتي كانت تعجل بالتطور المنطقي للصراع – كان من الممكن أن تثير فوضي هائلة في تلك اللحظة، ويخصوصا في الحامية حيث كان هناك فر ق مترددة وغير موثو ق فيها بشكل كبير ،وفي المقام الول فر ق الفرسان .حيث كان سيكون من السهل علي كيرينسكي أن يحطم مؤامرة غير متوقعة من الجماهير أكثر من مهاجمة الحامية والتي تحصن نفسها في موقعها أكثر فأكثر :الدفاع عن حصانتها من أجل مؤتمر السوفييت المستقبلي ،وبنا ء علي فإن أغلبية اللجنة المركزية قد رفضت يخطة تطويق المؤتمر الديمقراطي وقد كان ذلك صحيحا ،لقد تم التعامل مع الزمة بطريقة جيدة جدا .فالنتفاضة المسلحة ،وبدون إراقة دما ء تقريبا ،قد انتصرت في الموعد المحدد تماما ،والمحدد بوضوح سلفا بميعاد انعقاد المؤتمر الثاني للسوفييت. هذه الستراتيجية – مهما يكن – ل يمكن أن تكون قاعدة عامة ،فهي تحتاج لشروط معينة ،فلم يكن أحد ما يزال يعتقد في الحرب مع اللمان ،ولم يكن الضباط القل ثورية يريدون ترك بتروغراد والذهاب للجبهة ،وحتى لو كانت الحمية في مجملها تقف في جانب العمال لهذا السبب الوحيد ،فإن وجهه نظرها فد أصبحت أقوي إلي حد بعيد حيث انكشفت دسائس كيرينسكي .ولكن هذه الحالة النفسية في حامية بتروغراد كان لها أسباب عميقة تؤيدها نابعة من موقف الطبقة الفلحية وتطور الحرب المبريالية ،فلو كان هناك انشقا ق في الحامية ،ولو كان كيرينسكي قد حصل علي إمكانية الدعم من بعض الفر ق ،لكانت يخطتنا لتفشل ،لو كانت عناصر العمل العسكري التآمري ) المؤامرة والسرعة الهائلة للعمل ( قد انكشفت ،لكان من اللزم – بالطبع – أن يتم ايختيار لحظة أيخري للنتفاضة. لقد كان لدي الكومونة أيضا إمكانية أن تكسب الفر ق الفلحية إلي جانبها ،ذلك أن هذه اليخيرة كانت قد فقدت كل الثقة وكل الحترام للسلطة وللقيادة ،وعلي الرغم من ذلك فهي لم تفعل شيئا من أجل أن تصل إلي هذه النهاية .الخطأ هنا ليس في العلقات المتبادلة بين الفلحين والطبقة العاملة ولكن في الستراتيجية الثورية. ما الذي سيكون الموقف علية من هذه الوجهة في الدول الوروبية في اللحظة التاريخية الحاضرة ؟ ليس من السهل التكهن بأي شي ء بشأن الجابة عن ذلك ،وعلي الرغم من ذلك ،وبالنظر إلي أن الحداث تتطور ببط ء والحكومات البرجوازية تبذل كل ما في وسعها لكي تستفيد من يخبراتها السابقة ،فإنه يكون من الواضح مسبقا أن البروليتاريا – من أجل أن تجتذب تعاطف الضباط – سيكون عليها أن تتغلب علي مقاومة هائلة ومنظمة جيدا في لحظة معينة ،فهجوم بارع في توقيت محدد جيدا سيكون ضروريا بالنسبة للجز ء المتعلق بالثورة ،ومهمة الحزب هي أن يعد نفسه لها، ولهذا فقط يجب عليه أن يصون ويطور كيانه كتنظيم متمركز ،والذي يوجه علنية الحركة الثورية للجماهير .وأن يكون في نفس الوقت الجهاز السري للنتفاضة المسلحة .لقد كانت مسألة انتخاب القيادة أحد أسباب النزاع بين الحرس الوطني وثيرز ،فباريس قد رفضت قبول القيادات التي عينها ثيرز ،ومن ثم صاغ فالرين ذلك بطلب أن تكون القيادات في الحرس الوطني ،من القمة إلي القاع ،منتخبة من رجال الحرس الوطني أنفسهم، وها هنا وجدت اللجنة المركزية للحرس الوطني مناصريها.
هذه المسألة يجب معالجتها من جهتين :من الجهة السياسية ومن الجهة العسكرية ،وهما مرتبطتان ولكن يجب أن يكونا متميزتان ،تكمن المهمة السياسية في تطهير الحرس الوطني من القيادة الثورية المضادة ،وقد كانت النتخابية الكاملة هي السبيل الوحيد إلي ذلك ،فالغلبية العظمي من الحرس الوطني كانت تتألف من العمال والبرجوازية الصغيرة الثورية ،وبالضافة لذلك فإن شعار " انتخاب القيادة " قد امتد إلي كتائب المشاة ،فقد كلن ثيرز ليجرد من سلحه الساسي بضربة واحدة ،الضباط المناصرين للثورة المضادة ،ومن أجل تحقيق هذا المخطط فإن تنظيم حزبي ،لديه رجال في جميع الوحدات العسكرية ،كان مطلوبا .بايختصار فإن النتخاب في هذه الحالة كان له بمثابة مهمة فورية والتي لم تكن منح الكتائب قيادات جيدة ولكن تحريرها من القيادات التابعة للبرجوازية ،لقد لعب النتخاب دور السفين الذي قسم الجيش إلي قسمين ،بطول الحدود الطبقية، وهكذا كان شأنه في عهد كيرينسكي ،ويخصوصا في عشية أكتوبر. ولكن تحرير الجيش من جهاز القيادة القديم يتضمن حتما إضعاف التنظيمات الملتصقة به ،وبالتالي القدرة القتالية .كقاعدة ،فإن القيادة المنتخبة تكون ضعيفة إلي حد ما من وجهة النظر التكتيكية ـ العسكرية ،وذلك مع اليخذ في العتبار بقا ء كل من الترتيب والنظام .هكذا ،في اللحظة التي يحرر فيها الجيش نفسه من القيادة القديمة المناصرة للثورة المضادة والتي كانت تغمه ،فإن مسألة منحه قيادة ثورية مؤهلة لتمام مهمتها ستظهر للعيان، هذه المسألة ل يمكن بأي حال من الحوال حسمها بالنتخابات البسيطة ،فقبل أن تكتسب الجماهير العريضة من الجنود الخبرة اللزمة ليختيار وانتقا ء قياداتها جيدا ،فإن الثورة سوف تهزم من العدو والذي هو موجه في ايختيار قيادته بخبرة قرون من الزمان ،فالطر ق الديمقراطية عديمة الشكل هذه ) النتخاب البسيط ( يجب تعديلها وإلي حد بعيد استبدالها بمقاييس النتقا ء من العلى ،الثورة يجب أن تخلق جهاز يتألف من الحزبيين ذوي الخبرة الموثو ق فيهم ،حيث يستطيع أي أحد أم يضع فيه كامل ثقته ،وتعطيه السلطة كاملة ليختيار ،تعيين وتثقيف القيادة .فلو كانت التجزئة والحكم الذاتي الديمقراطي يمثلن يخطرا بعيد المدى علي الثورة البروليتارية بوجه عام ،فهما عشر مرات أيخطر علي الجيش .لقد رأينا ذلك في مثال الكومونة المأساوي. لقد اكتسبت اللجنة المركزية للحرس الوطني سلطتها من النتخابات الديمقراطية .وفي اللحظة التي كانت اللجنة المركزية في حاجة إلي تطوير مبادرتها في الهجوم إلي الحد القصى ،مجردة من قيادة نابعة من حزب بروليتاري ،فقدت صوابها ،وهرولت لتحويل سلطاتها إلي ممثلي الكومونة والتي طلبت أساس ديمقراطي أكثر اتساعا .لقد كان اللعب بالنتخابات في هذه الفترة يخطأ كبيرا .ولكن مرة واحدة فإنه قد تم الجمع بين إقامة النتخابات والكومونة ،لقد كان من اللزم تركيز كل شي ء في الكومونة في كتله واحدة ومساعدتها لخلق أداة تحوز سلطة حقيقية لعادة تنظيم الحرس الوطني .لم تكن هذه هي القضية المثارة ،بجانب الكومونة المنتخبة فقد بقت هناك اللجنة المركزية :والشخصية المنتخبة لهذه اليخيرة قد منحتها سلطة سياسية والتي بفضلها أصبحت قادرة علي التنافس مع الكومونة ،ولكن في نفس الوقت فإن ذلك قد جردها من القوة والعزم اللزمين المسائل العسكرية المحضه ،وقد بررت وجودها بعد تنظيم الكومونة .النتخاب ،الطر ق الديمقراطية لم تكن سوي واحدة من الوسائل التي في أيدي البروليتاريا وحزبها .فلم يكن من الممكن أن يكون النتخاب هو المعبود الول بأي حال من الحوال ،الدوا ء من كل الشرور .فطريقة النتخاب كان يجب أن تتحد مع الوظائف اليخرى ،لقد جا ءت السلطة للكومونة من الحرس الوطني المنتخب ،ولكن ما ان تكونت ،فقد كان علي الكومونة أن تعيد تنظيم الحرس الوطني بيد قوية ،من القمة إلي القاع ،مع منحها قيادة موثو ق فيها وتأسيس نظام حكم ذي قواعد صارمة جدا .الكومونة لم تفعل ذلك، لتصبح هي نفسها مجردة من مركز توجيه ثوري فعال .وكذلك تم سحقها. إننا نستطيع بالتالي أن نتصفح تاريخ الكومونة كله ،صفحة صفحة ،وسوف نجد فيه درس وحيد :قيادة حزبية قوية هي المطلوبة .فأكثر من أي بروليتاريا أيخري بذلت الفرنسية تضحيات من أجل الثورة ،ولكن أيضا كانت أكثر من كل اليخرين تعرضت للنخداع .ففي كثير من المرات بهرتها البرجوازية بجميع ألوان الجمهورية ،الراديكالية ،الشتراكية ،بالرغم من أنها دائما توثق أغلل الرأسمالية عليها .وبمفهوم ممثليها ،محاميها، وصحافييها فإن البرجوازية قد أصدرت كتلة كاملة من الصيغ الديمقراطية ،البرلمانية ،الستقللية والتي لم تكن شيئا سوي عوائق تحت أقدام البروليتاريا ،لعاقة تقدمها إلي المام. إن نزعة التمرد لدي البروليتاريا الفرنسية هي بمثابة حمم ثورية ،ولكن هذه الحمم مغطاة الن ببقايا الشك المتولد عن كثرة مرات النخداع ثم الفاقة من الوهم .كذلك ،يجب علي البروليتاريين في فرنسا أن يكونوا أكثر صرامة باتجاه حزبهم وأيضا كشف أي عدم اتفا ق بين القول والفعل بطريقة ل تتخللها الرحمة .فالعمال الفرنسيين في حاجة إلي تنظيم ،قوي كالفولذ ،لدية قيادات توجهها الجماهير في كل مرحلة جديدة للحركة الثورية. كم من الوقت سيمنحنا التاريخ لكي نعد أنفسنا ؟ إننا ل نعرف .فلخمسين عاما احتفظت البرجوازية الفرنسية بالسلطة في أيديها بعد انتخاب الجمهورية الثالثة علي عظام الكمونيين .محاربي 1871هؤل ء لم يكن ينقصهم البطولة ،ولكن ما كان ينقصهم هو الوضوح في المنهج وتنظيم قيادي متمركز ،وهذا هو السبب في أنهم ق ُـهروا .نصف قرن مضي قبل أن تقوي البروليتاريا في فرنسا علي طرح مسألة النتقام لموت الكمونيين. ولكن هذه المرة فإن الفعل سيكون أكثر قوة ،أكثر تركيزا .وسيكون علي ورثة ثيرز أن يدفعوا الدين التاريخي بالكامل.