ﺷﺮﺡ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ
ﺩ .ﺟﻮﺭﺝ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﺒﺎﻭﻱ ٢٠٠٦
www.coptology.org
ﺟﺪﻭﻝ ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ٣ ........................................................ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ٥ .......................................................................... ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﹶﻟ ﺪ ﺍﳌﻮﺕ ٨...................................................................... ﻭﻗﻔﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﻣﻊ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻣﺎﺭ ﺇﻓﺮﺍﻡ٩..................................................... : ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﺑﻴﻔﺎﻧﻴﻮﺱ١٢ ....................................................................... : ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻣﱪﻭﺳﻴﻮﺱ١٣ ..................................................................... : ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﳋﻼﺹ -ﺑﻘﻠﻢ ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ ﺍﻟﺮﺳﻮﱄ١٥ .............................................. : ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ١٧....................................................... ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ١٨ ................................................................... : ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ" ٢٣........................................................................ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ٢٣ ................................................................ : "ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌﺔ ﻧﻌﻤﺔ" ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ٢٥ ..............................: ﻋﻈﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﰲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﳎﻤﻊ ﺃﻓﺴﺲ ﺍﳌﺴﻜﻮﱐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ٢٦ ........:
٣
ﻛﻠﻤﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﻏﺮﺑﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ...ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﳍﺮﻃﻘﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻠﺘﺴﺒﻴﺢ ،ﻓﻬﻲ ﲡﻤﻊ ﻗﺪﻳﺴﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻗﺪﻳﺴﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻑ ﻣﺘﻸﻟﺊ ﻭﻛﻞ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﻭﺷﻜﺮﻫﺎ ﻭﲤﺠﻴﺪﻫﺎ ﺇﳕﺎ ﻳﻨﺼﺐ ﰲ ﺗﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻞ ﻭﺗﻌﻜﺴﻪ ﻛﻨﻮﺭ ﺻﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﻮﱘ ﺃﻳﻀﹰﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ ﰲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﱵ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻟﻴﺲ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻣﻴﺘﺔ ،ﺑﻞ ﻛﻨﺒﻀﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﻮﳝﺔ ﺁﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﳏ ﻤﻠﺔ ﺑﺜﻤﺮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ،ﻭﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﺁﺑﺎﺀ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﻭﻧﺴﺎﻙ ،ﻗﺎﺩﻫﻢ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺎﺕ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺟﻴﺪﺓ ،ﻭﺇﱃ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﲜﺎﻧﺐ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ. ﳓﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺁﺩﻡ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺮﺡ ﻗﻄﻊ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻭﺗﺘﺪﺭﺝ ﺣﱴ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻣﻮﺗﻪ ﻭﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﰲ ﻗﻄﻊ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺣﻴﺚ ﻼ ﻛ ﹸﻞ ﲢﺘﻔﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﻭﻳﻘﻒ ﺍﻟﻜﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺬﺑﺢ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﶈﻴﻲ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﻧﺼﺒﺢ ﻓﻌ ﹰ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﻨﺎ "ﺍﳋﺸﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﻮﺱ" ،ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﺪﳝﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ. ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛ ﹸﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ :ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﺃﻣﻪ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﹶﻗﹺﺒﻠﺖ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺠﺴﺪ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﳚﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘ ﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﺳﺮ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺘﺠﺴﺪﹰﺍ ،ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺎﺿﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ ﻭﻋﻄﺎﻳﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﳕﻮﺫﺟﹰﺎ ﳌﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺎﻟﻪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ .ﺇﺫﻥ ﳓﻦ ﻧﺴﺒﺢ ﺍﷲ ﻭﳕﺠﺪﻩ ﻭﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﳕﻮﺫﺝ ﺣﻲ ﻓﺮﻳﺪ ﻟﻌﻄﺎﻳﺎﻩ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺮﱘ. ﻭﻛﻞ ﺗﺴﺒﻴﺢ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ ﺇﳕﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ،ﻓﻬﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺎﺋﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﻪ ﺃﺣﻴﺎ ﺍﷲ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ. ﺇﺫﻥ ،ﺗﻜﺮﱘ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﳋﻼﺹ؛ ﻷﺎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺻﺤﺔ ﲡﺴﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ .ﻓﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻭﱂ
٤ ﻧﻜﺘﺐ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ Theotokosﻷﻥ ﻏﲑﻧﺎ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻋﹰﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ. ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﻭﺑﻌﺾ ﻗﻄﻊ ﺗﺴﺒﺤﺔ ﻛﻴﻬﻚ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﻨﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺃ ﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ ﳚﺪ ﻓﻴﻪ ﻏﲑﻧﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻴﺪ. ﺇﳍﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﺘﺠﺴﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺮﱘ ﻳﻀﻊ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻜﻲ ﻧﻨﺎﻝ ﺑﺮﻛﺔ ﻭﻧﻌﻤﺔ ﻭﺷﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ. ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﺭﺝ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﺒﺎﻭﻱ ﻃﻨﻄﺎ )ﻋﻴﺪ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ (١٩٨٢
٥
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﺍﻻﺛﻨﲔ:
"ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺃﻏﺮﲥﺎ ﺍﳊﻴﺔ
ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺏ
ﺃﻥ ﺑﺎﻟﻜﺜﺮﺓ ﺃُﻛﺜﱢﺮ ﺃﺣﺰﺍ�ﻚ ﻭﺗﻨﻬﺪﺍﺗﻚ
ﲢﻨﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﳏﺒﺘﻪ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻭﺳﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺘﻘﻬﺎ". ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺳﻘﻮﻁ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻧﺮﺍﻩ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﺍﳋﻤﻴﺲ "ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻨﻴﻨﹰﺎ ﺑﻮﺟﻊ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﺻﺎﺭﺕ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻭﻟﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﺎﻧﻮﺋﻴﻞ ﺑﻐﲑ ﺯﺭﻉ ﺑﺸﺮ ﻭﺣﻞ ﻓﺴﺎﺩ ﺟﻨﺴﻨﺎ". ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺇﺫﻥ ،ﻫﻮ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻠﻨﺎ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﺔ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﲤﺎﻣﹰﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻃﻮﺍﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ: "ﻛﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻚ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ،
ﻷ�ﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﺃُﺭﺟﻊ ﺁﺩﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻭ�ﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﺣﻮﺍﺀ ﻋﻮﺽ ﺣﺰﳖﺎ
ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﳊﺮﻳﺔَ ﺩﻓﻌﺔً ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ )ﺑﺴﺒﺒﻚ( ﻭﺍﳋﻼﺹ ﺍﻷﺑﺪﻱ ..ﻭﻟﺪﺕ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﻌﻄﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺧﻠﱢﺼﺖ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ
ﻭﻣﻨﺤﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻋﻮﺽ ﺣﺰﳖﺎ" )ﺭﺍﺟﻊ ﻣﺪﻳﺢ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .(Tennau ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﳍﺎ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ .ﻓﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ﺟﺪ ﺧﻄﲑ .ﻟﻘﺪ ﹸﻃﺮ ﺣﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺑﻄﻦ ﺃﻡ ﻛﻞ ﺣﻲ )ﺗﻚ (٢٠ :٣ﻣﺼﺪﺭﹰﺍ ﻟﻠﻤﻮﺕ .ﻭﻣﺎﺫﺍ
٦ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ؟ ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ .ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﺍﻩ ﰲ ﺗﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺗﺄﺛﺮ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺍﻟﻼﻫﻮﰐ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﺑﺎﻟﱪﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﺮﻛﺰ ﻭﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺃﳘﻠﺖ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻞ ،ﻧﺴﻴﺖ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ. ﺃ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﺗﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳏﻞ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﺤﺴﺐ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺣﺪ ﻧﺮﻯ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ "ﻣﺘﺴﺮﺑﻠﺔ ﲟﺠﺪ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺩﺍﺧﻼ ﻭﺧﺎﺭﺟﺎً" .ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻠﺖ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﳏﻞ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻫﻲ ﺃﻡ ﻛﻞ ﺣﻲ ،ﺃﻭ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻏﲑ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﻮﺕ ،ﻫﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ. ﻭﳓﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﻀﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮ ﹰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺣﺪ: "ﺃ�ﺖ ﻫﻲ ﻗﺴﻂ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺍﳌُﺨﻔﻲ ﺍﳌﻦ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ
ﺧﺒﺰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ �َﺰﻝَ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻠﻌﺎﱂ ......
ﻭﺃ�ﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﲪﻠﺖ ﰲ ﺑﻄﻨﻚ ﺍﳌﻦ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﺏ ﻭﻭﻟﺪﺗﻪ ﺑﻐﲑ ﺩ�ﺲٍ
ﻭﺃﻋﻄﺎ�ﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺩﻣﻪ ﺍﻟﻜﺮﳝﲔ ﻓﺤﻴﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ". ﻭﻟﻌﻠﻨﺎ ﻭﳓﻦ ﻧﺪﺭﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﳌﺬﺍﺑﺢ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ -ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻘﺔ ﻭﺍﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮﺩﺓ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻴﻔﲔ -ﲢﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺃﻳﻘﻮﻧﺔ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ؛ ﻷﺎ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺑﻄﻌﺎﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲤﻮﺕ ،ﺃﻱ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺇﳝﺎﺎ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺼﻞ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﱘ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ: "ﻭﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﻼﺹ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺮﱘ "ﻟﻴﻜﻦ ﱄ ﻛﻘﻮﻟﻚ" .ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻃﺎﻋﺖ .ﺃ ﻣﺎ ﺣﻮﺍﺀ ﻓﻠﻢ ﺗ ﻄﻊ ﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﺯﻭﺟﹰﺎ ﳊﻮﺍﺀ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﺎ ﻋﺬﺭﺍﺀ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺻﺎﺭ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﳊﻮﺍﺀ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺮﱘ ﺗﻌﻴﻦ ﳍﺎ ﺯﻭﺟﹰﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﷲ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﻋﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ
٧ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻟﻠﺨﻼﺹ .ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﺗﺪﻋﻰ ﺯﻭﺟ ﹰﺔ ﻟﻪ ﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﺗﻈﻞ ﻋﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﻣﺮﱘ. ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ...ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻟﻦ ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﺇ ﱠﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺒﻠﺖ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻭﺍﻷﺧﲑ ﺍﻷﻭﻝ )ﻣﱴ .(٣٠ :١٩ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﺮﺣﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ "ﻋﻮﺽ ﺁﺑﺎﺋﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻨﻮﻙ" )ﻣﺰﻣﻮﺭ .(١٧ :٤٥ﻭﰎ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻟ ﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﰒ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .ﻭﺃﺧﺬ ﰲ ﺣﻀﻨﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭﻭﻟﺪﻫﻢ ﺇﱃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﳊﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺁﺩﻡ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﳌﻴﺖ ) ١ﻛﻮ .(٢٢-٢٠ :١٥ﻫﺬﺍ ﺟﻌﻞ ﻟﻮﻗﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺣﱴ ﺁﺩﻡ ،ﻟﻜﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻭﹶﻟ ﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻟﺪﻭﻩ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﳒﻴﻞ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻌﻨﺔ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﻣﻌﺼﻴﺘﻬﺎ ،ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻣﺮﱘ ﺑﻄﺎﻋﺘﻬﺎ؛ ﻷﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻷﻭﱃ ﺭﹺﺑ ﹶﻄﺖ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﳝﺎﺎ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺣﱠﻠﺖ ﺭﺑﺎﻁ ﺣﻮﺍﺀ ﺑﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ).(Adv Haer III: 22, 34
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ
ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ
ﻧﺎﻟﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ
ﻟﻌﻨﺔ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﻣﻌﺼﻴﺘﻬﺎ
ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﳊﺮﻳﺔ.
ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻣﺮﱘ ﺑﻄﺎﻋﺘﻬﺎ. ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺣﻠﺖ ﺭﺑﺎﻁ ﺣﻮﺍﺀ ﺑﻄﺎﻋﺘﻬﺎ.
ﳓﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﳒﺪ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ .ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺳﻴﺘﻴﻨﻮﺱ ﰲ ﺣﻮﺍﺭﻩ ﻣﻊ ﺗﺮﻳﻔﻮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ: "ﳓﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻵﺏ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ ،ﻭﺻﺎﺭ ﺇﻧﺴﺎﻧﹰﺎ ﻭﲡﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺑﺎﳊﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ .ﺣﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺬﺭﺍﺀ ﻏﲑ ﺩﻧﺴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺒﻠﺖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺔ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﳌﻮﺕ .ﺃ ﻣﺎ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﱘ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺇﳝﺎﻥ ﻭﻓﺮﺡ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﱪﻫﺎ ﺍﳌﻼﻙ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺓ )ﺍﻹﳒﻴﻞ( ﺍﻟﺴﺎﺭﺓ ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺮﺏ ﺳﻮﻑ ﳛﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﻈﻠﻠﻬﺎ ...ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻜﻦ ﱄ ﻛﻘﻮﻟﻚ .ﻓ ﻮﻟ ﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ )ﺍﳌﺴﻴﺢ( ...ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺳﺤﻖ ﺍﷲ ﺍﳊﻴﺔ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ" ) Dial :
.(100
٨
ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﹶﻟ ﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻴﻒ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﲔ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺮﱘ؟ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ ﻭﻋﻨﺪ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﻮﺱ ،ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﻗﺒﻮﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﳎﺮﺩ ﺍﳊﺒﻞ ﺑﺎﻟﺮﺏ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳌﺘﺠﺴﺪ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻐﲑ ،ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺠﺪﺩ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ ﺃﻳﻀﹰﺎ: "ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﱃ ﺧﺎﺻﺘﻪ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ )ﺷﺠﺮﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ( ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ )ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ( .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ؛ ﻷﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺍﹸﺧﺘﲑ ﳍﺎ ﺯﻭﺟﹰﺎ ﻗﺪ ﺃﻏﻮﻳﺖ ﺑﺎﻟﺸﺮ ،ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﳌﻔﺮﺣﺔ ﳒﺪ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﱘ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺰﻭﺝ ﻗﺪ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﻙ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺃﹸﻏﻮﻳﺖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻣﻼﻙ ﺳﺎﻗﻂ ﻭﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻔﺬﺕ ﻛﻠﻤﺘﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﻣﺮﱘ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﻼﻙ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﳌﻔﺮﺣﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻠﺪ ﺍﷲ ﻭﺗﻄﻴﻊ ﻛﻠﻤﺘﻪ .ﺍﻷﻭﱃ ﻋﺼﺖ ،ﻟﻜﻦ ﻂ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻃﺎﻋﺖ ﺍﷲ ،ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﶈﺎﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺣﻮﺍﺀ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻗﺪ ﺭﹺﺑ ﹶ ﺺ ﺑﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻭﺑﺬﻟﻚ ﰎ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ )ﺣﻮﺍﺀ( ﺭﻓﻌﺖ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ، ﺑﺎﳌﻮﺕ ﺑﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺧﹸﻠ ﻭﻣﻜﺮ ﺍﳊﻴﺔ ﻏﹸﻠﺐ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ") .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .(V : 19
ﺐ ﺳﻮﻑ ﻧﺪﺭﺳﻪ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ، ﻭﻃﺒﻌﹰﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﺮﻙ ﻟﻘﺐ "ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ ﺍﳊﺴﻨﺔ" ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﻭﻫﻮ ﻟﻘ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﳎﻲﺀ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﻭﺭﳚﻴﻨﻮﺱ: "ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻼﺩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﳌﻌﻤﺪﺍﻥ ﺗﻨﺒﺄﺕ ﺃﻟﻴﺼﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻣﻴﻼﺩ ﳐﻠﺼﻨﺎ ﺗﻨﺒﺄﺕ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺍﳋﻼﺹ ﺑﺪﺃ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺣﱴ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺿﻌﻒ ﺟﻨﺴﻬﻦ ﻭﻳﺘﻤﺴﻜﻦ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﲟﺜﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺎﺕ” ).(In luc Hom VII
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﱯ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻌﲎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻋﻈﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ: "ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺖ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻋﻘﻴﻤﹰﺎ ﺑﻼ ﻓﻜﺮ ﻭﻻ ﺗﺄﻣﻞ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﻭﻛﻼﻡ ﺍﳊﻴﺔ ﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ،ﻓﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺑﻐﻮﺍﻳﺘﻪ ﻧﻔﺚ ﲰﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺐ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃ ﺳﺮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ،ﻭﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﲟﺮﱘ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﰎ ﺇﺻﻼﺡ ﺳﻘﻄﺔ ﺍﻷﻡ ﺍﻷﻭﱃ".(Hom I. PG 20 : 120) .
ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺃﻭﺭﳚﻴﻨﻮﺱ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﻈﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ .ﻻ ﲣﺠﻠﻲ ﻷﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺳﺒﺐ ﺩﻳﻮﻧﻨﺎ.
٩ ﺃﻧﺖ ﺃﻡ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺩﻳﺎﻧﻨﺎ ﻭﻓﺎﺩﻳﻨﺎ. ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃ ﻡ ﺑﻼ ﺩﻧﺲ .ﻳﺎ ﺃ ﻡ ﻋﺮﻳﺲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ. ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﻦ ﰲ ﺑﻄﻨﻚ ﺩﻓﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺃﹸﻣﻨﺎ ﺣﻮﺍﺀ. ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻛﺎﺋﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻟﻜﻨﻚ ﲰﺎﺀ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﷲ"Hom 3: ) .
.(PG 20:139 - 142
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺐ ﺍﳌﻮﺕ ،ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻵﻥ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﳊﻴﺎﺓ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﺍﻷﻭﺭﺷﻠﻴﻤﻲ: "ﻭﻛﻤﺎ ﺑﻌﺬﺭﺍﺀ )ﺣﻮﺍﺀ( ﺟﺎﺀ ﺍﳌﻮﺕ .ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻛﻤﺎ ﺧﺪﻉ ﺍﳊﻴﺔ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺸﺮ ﻏﱪﻳﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﳌﻔﺮﺣﺔ.(Catech 12 : 15) .
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﲑﻟﺲ ﺍﻷﻭﺭﺷﻠﻴﻤﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ: " ﻭﻟﺪﺕ ﺣﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺐ ﺁﺩﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺃﻡ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻟ ﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺏ. ﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻳﻨﹰﺎ ﳉﻨﺲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺮﱘ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺟﻨ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺑﻘﻮﺓ ﺍﷲ".(Catech 2 : 9) .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﻔﻬﻢ ﳌﺎﺫﺍ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﳕﺎ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .ﻭﺃﻫﻢ ﻫﺆﻻﺀ ،ﻫﻮ ﺍ ﹸﳌﺼﻠﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﳌﻴﺘﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺟ ﺪﺩ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺘﺠﺴﺪﻩ .ﻭﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﻨﻴﺴﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻞ ﲡﺴﺪﻩ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻦ ﻣﻮﺗﻪ ﻭﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ: "ﺍﻣﺮﺃ ﹲﺓ ﲡﺪ ﺗﱪﻳﺮﹰﺍ ﻻﻣﺮﺃﺓ .ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺎﳋﺸﺒﺔ )ﺷﺠﺮﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ( ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺎﳋﻄﻴﺔ .ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﳋﺸﺒﺔ )ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ( ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺖ ﲦﺮﺎ ﰲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﱪﻛﺔ" ).(Catech 3 : 9
ﻭﻗﻔﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﻣﻊ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻣﺎﺭ ﺇﻓﺮﺍﻡ: ﻛﻠﻤﺎ ﺩﻗﻘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻣﺎﺭ ﺇﻓﺮﺍﻡ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻭﺍﻟﻼﻫﻮﰐ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻭﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺠﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻫﻮ ﺷﻌﺮ ﻻﻫﻮﰐ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺧﱪﺓ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﻻ ﲣﻀﻊ ﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﲟﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ ﻭﻫﺒﺎﺕ ﺇﳍﻴﺔ.
١٠ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺓ ،ﻳﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﻮﺍﺀ ﻟﻨﺴﺘﻤﻊ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﺃﻣﻨﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﺴﻘﻄﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﻠﺤﺘﻬﺎ ﻣﺮﱘ. ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻧﻄﻔﺄ ﲨﺎﻝ ﻭﳎﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﲟﺮﱘ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. + ﻏﺒﺎﺀ ﺍﻷﻡ ﺍﻷﻭﱃ ﻫﻮ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻛﻞ ﺷﻘﺎﺋﻨﺎ. ﺣﻜﻤﺔ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻫﻮ ﻛﻨـﺰ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﻋﺎﺩ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ. + ﻣﺮﱘ ﻫﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﲔ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭﻭﺍ ﻛﻞ ﺍﳉﺎﻟﺴﲔ ﻗﺪﳝﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻮﺍﺀ ﻣﺼﺪﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﲔ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﺴﺪ ﻋﻤﻴﺖ ﻋ ﺍﻟﻌﲔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻠﺖ ﻧﻘﻴﺔ ﻧﲑﺓ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﳘﺎ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﻣﺮﱘ ﺍﻟﻌﲔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﲔ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀﺓ ﻧﻮﺭ ﻣﺮﱘ + ﺲ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺳﻼﺡ ﺍﳌﺨﺎﺩﻉ ﹶﻟﹺﺒ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻏﺘﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻪ ﺃﻋﺎﺩ ﺑﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺎ ﹸﺫﲝﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺧﹸﻠﺼﻨﺎ ﺍﳋﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺳﻜﺮﻧﺎ ﻭﻓﻘﺪﻧﺎ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ
١١ ﺻﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﻔﻴﻔﲔ ﺑﺎﻟﻀﻠﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ،ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺀ ﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﻥ ﺍﺳﺘﻌﺒﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎ ﹸﻥ ﻗﻠ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻀﻠ ﻊ ﻣﺮﱘ ﻗﻮﺓ ﺧﻔﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﻄﻊ ﺩﺍﺟﻮﻥ )ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ( ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣﺮﱘ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺩﺣﺮﺝ ﻭﻳﺒﺸﺮ ﲟﺠﻲﺀ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ + ﻏﻄﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﳋﺠﻞ. ﺸﺮ ﺍﻟﻜﻞ ﻟﻜﻦ ﺃﻣﻚ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻏﻄﺖ ﺑﺘﻮﻟﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﺻﻨﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﻗﻤﻴﺼﹰﺎ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺸﺮ ﺍﻟﻜﻞ ﻣﺮﱘ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﺼﻐﲑ ،ﺃﻱ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﻣﺒﺎﺭﻛ ﹲﺔ ﻫﻲ؛ ﻷﻧﻚ ﻛﺎﺋ ﻦ ﰲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﻋﻘﻠﻬﺎ. ﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺍﺑﲏ ﺍﳌﻠﻚ ﻣﺜﻞ ﻗﺼﺮ ﺍﳌﻠﻚ ﺻﺎﺭﺕ؛ ﻷﻧﻚ ﺳﻜﻨ ﺻﺎﺭﺕ ﻗﺪﺱ ﺃﻗﺪﺍﺱ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﺣﻮﺍﺀ ﺻﺎﺭﺕ ﻋﺸﹰﺎ ﻭﻛﻬﻔﹰﺎ ﻟﻠﺤﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻥ ﺩﺧﻞ ﰲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺳﻜﻨﺖ ﻣﺸﻮﺭﺗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺧﺒﺰﹰﺍ ﳍﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺗﺮﺍﺑﹰﺎ ﻣﺮﱘ ﺻﺎﺭﺕ ﺟﺒﻞ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻗﺪﺱ ﺍﻷﻗﺪﺍﺱ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗﺴﻂ ﺍﳌﻦ ﺍ ﹸﳌﺨﻔﻰ ﻓﻴﻪ ﺧﺒﺰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺖ ﺧﺒﺰﻧﺎ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﺘﺠﺴﺪﻙ ﺻﺮﺕ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻨﺎ". ﺃﻧ
١٢ ).(Opp. Syriae. Vol 2
ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﺑﻴﻔﺎﻧﻴﻮﺱ: ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﺇﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺎﻣﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﱂ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺑﺮﺯﺕ ﺃﻫﻢ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻜﺜﲑ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﲔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻜﻦ ﲡﻬﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺎﻍ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ .ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﺑﻴﻔﺎﻧﻴﻮﺱ ﺗﺸﺮﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻴﺎﺭ ﻋﺮﻳﺾ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﻓﻘﻂ. "ﺣﻮﺍﺀ ﺭﻣ ﺰ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ؛ ﻷﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺃﺧﺬﺕ -ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺭﻣﺰﻳﺔ -ﻟﻘﺐ "ﺃﻡ ﻛﻞ ﺣﻲ" .ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺏ ﺃﻧﺖ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻧﺎﻟﺖ ﻟﻘﺐ "ﺃﻡ ﻛﻞ ﺣﻲ" ﺇ ﱠﻻ ﺃﺎ ﲰﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ "ﺗﺮﺍ ﺗﻌﻮﺩ" ،ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺠﺐ؛ ﻷﻧﻪ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻟ ﺪ ﻛﻞ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺀ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ ﻭﻟ ﺪ "ﺍﳊﻴﺎﺓ" ﳐﱢﻠﺺ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﺮﱘ "ﺍﳊﻲ" ﻭ"ﺍﶈﻴﻲ" ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﱘ ﺗﺪﻋﻰ "ﺃﻡ ﻛﻞ ﺣﻲ" .ﻭﻋﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳌﺮﺃﺗﲔ ﻗﻴﻞ "ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﻨﺴﺞ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ" )ﺃﻳﻮﺏ ٣٦ : ٣٨ﺱ( .ﻓﺤﻮﺍﺀ ﺍﻷﻭﱃ ﲝﻜﻤﺔ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻼﺑﺲ ﻵﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﺘﻪ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻋﻄﻰ ﳍﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﻷﻥ ﺗﺴﺘﺮ ﺍﻟﻌﺮﻱ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ. ﺃ ﻣﺎ ﻣﺮﱘ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﷲ ﺣﻜﻤ ﹰﺔ ،ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺍﳊﻤﻞ .ﻭﻣﻦ ﳎﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻤﻞ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻪ ﺴﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺄﻣﻠﻪ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﻣﺮﱘ: ﲝﻜﻤ ﺔ ﻭﺑﻔﻀﻴﻠ ﺔ -ﺛﻴﺎﺏ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲ ٌﺀ ﻋﺠﻴﺐ ﳛ ﺻﺎﺭﺕ ﺣﻮﺍﺀ ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻟﻜﻦ ﻣﺮﱘ ﺻﺎﺭﺕ ﺳﺒﺐ ﺣﻴﺎﺓ؛ ﻷﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻨﺎ "ﺍﳊﻴﺎﺓ". ﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﻮﺽ ﺍﳌﻮﺕ ،ﺻﺎﺭﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﻭﲟﻴﻼﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ ﺧﱠﻠﺼﺖ ﺍﳊﻴﺎ ﹸﺓ ﺍﳌﻮ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺳﺒﺐ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺐ ﺍﳌﻮﺕ. ﻭﻛﻤﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ -ﺭﻏﻢ ﻛﻮﺎ ﻋﺬﺭﺍﺀ -ﰲ ﺧﻄﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺟﺎﺀﺗﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﳌﻔﺮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺘﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻟﻠﺤﻴﺔ "ﺃﺿﻊ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﻧﺴﻠﻚ ﻭﻧﺴﻠﻬﺎ" ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻠﺐ ﺍﳊﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ"Adv. Haer ) .
.(78:7 - PG 42:728
١٣ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﲡﺴﺪ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻗﺪ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﻤﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﳓﻦ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲤﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻴﺔ ﻭﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ "ﺃﻡ ﻛﻞ ﺣﻲ"؛ ﻷﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺃﻭ ﺭﺃﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪ. ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ﻋﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺗﺘﺼﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﳋﻼﺹ) ،(١ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺧﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﺑﻴﻔﺎﻧﻴﻮﺱ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻴﻼﺩ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺭﺃﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻭﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺛﻴﺎﺏ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﱘ ﺃﻡ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﺑﻨﺎ.
ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻣﱪﻭﺳﻴﻮﺱ: ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻼﻫﻮﰐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺸﺮﺡ ﺍﻣﱪﻭﺳﻴﻮﺱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﻣﺮﱘ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺁﺩﻡ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﺍﳋﻼﺹ. "ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﺳﻘﻂ ﺁﺩﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﹸﻃ ﹺﺮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ،ﻟﻜﻲ ﻧﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺎﺩ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﲡﺎﺭﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﱪﻳﺔ -ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ .ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺁﺩﻡ ..ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﻟ ﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻐﺒﺎﻭﺓ ﺑﺎﳌﺮﺃﺓ، ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ..ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ،ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ".(Expocit. in Luc. IV:7) . "ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺴﺒﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﻔﻴﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻙ ﲝﺪﻳﺜﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ؟ ﺃﱂ ﺗﻬﺰﻡ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ؟ ﺃﱂ ﺰﻣﻚ ﻣﺮﱘ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲪﻠﺖ ﺑﺎﻟﻈﺎﻓﺮ .ﻟﻘﺪ ﺍﻓﺘﻘﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻟ ﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺮﱘ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ".(De obitt. Theodosii 44-46) . "ﺣﻮﺍﺀ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻤﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ؛ ﻷﻥ ﻣﻄﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺑﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻔﺄ ﻋﻄﺶ ﺣﻮﺍﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺩ ﻧﺘﺎﻧﺔ ﺍﳋﻄﻴﺔ" ).(De Imstit Virg XIII:81-84
ﻭﻃﺒﻌﹰﺎ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﺒﲑﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻄﺮ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ctinouviﻭﻃﺒﻌﹰﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻤﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭﻋﻄﺮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻋﻨﱪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺧﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ.
) (1ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﲔ ﺁﺩﻡ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ – ﻃﻨﻄﺎ – .١٩٧٥
١٤ "ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﹸﺃﻣﹰﺎ ﻟﻪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳋﻼﺹ ﻟﻠﻌﺎﱂ ،ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﲟﻴﻼﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺴﺢ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ .ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﳎﺪ ﺑﺘﻮﻟﻴﺘﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﳝﺴﺢ ﺫﻧﻮﰊ .ﻭ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﺮﻣﻚ ﻭﻳﻄ ﻮﺑﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ ﻭﺣﺼﻦ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ".(Exhortotio Virgin IV:26) .
"ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﻓﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺑﺪﺃ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﱘ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺮﱘ ﺃﻋ ﺪ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﻗﺒﻠﺖ ﻫﻲ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺍﻟﻌﺮﺑﻮﻥ ﲦﺮﺓ ﺍﳋﻼﺹ".(In Luc III: 17 - PL 17:1640) . ﻼ "ﺑﺄﻱ ﻛﻼﻡ ﺃﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺤﻘﺖ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻟﻜﻲ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻴﻜ ﹰ ﻟﻠﺮﺏ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻘﺮﺃ "ﺣﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ" ،ﺃﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭ ﺟ ﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻫﻮ .ﺑﺮﺟ ﹴﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃ ﺓ ﺻﺎﺭ ﺍﳉﺴﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﲢﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﺎﷲ". ).(Ep. 63:33 "ﺍﲰﻌﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺎﺋﻲ ﺳﺮ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ :ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﰒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺧﻠ ﻖ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ،ﰒ ﹸﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻵﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﰒ ﺣ ﱠﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻛﻼﳘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ :ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻜﺮ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ ،ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﲦﺮﺓ ﺯﻭﺍﺝ. ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺘﺪﻧﺲ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺰﺭﻉ ﻭﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﳏﺮﺍﺛﹰﺎ ﻭﻻ ﻣﻄﺮﹰﺍ.
)(١
ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﹸﻘﺪﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺃ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺃﹸﻋﻴﺪﺕ .ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻭ ﻫﺒﺖ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻘﻂ ﺑﺈﻏﺮﺍﺀ ﻋﺬﺭﺍﺀ )ﺣﻮﺍﺀ( ﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﻭﺎ ﻫﺰﻣﻪ ،ﻭﻛﻴﻒ؟ ﺍﲰﻌﻮﺍ :ﺇﻥ ﺭﻣﻮﺯ ﻫﺰﳝﺘﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺣﻮﺍﺀ ،ﻭﺍﳋﺸﺒﺔ ،ﻭﺍﳌﻮﺕ .ﺣﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺬﺭﺍﺀ ﻷﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺁﺩﻡ ﻳﻮﻡ ﺃﹸﻏﻮﻳﺖ ،ﻭﺍﳋﺸﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ..ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻜﻢ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ .ﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻋﺬﺭﺍﺀ ..ﻭﺧﺸﺒﺔ ،ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻫﻲ ﺭﻣﻮﺯ ﻫﺰﳝﺘﻨﺎ .ﺍﻵﻥ ﺗﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺻﺎﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻧﺎ .ﻣﺮﱘ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺀ .ﻭﺑﺪﻝ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ ،ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻭﺑﺪﻝ ﻣﻮﺕ ﺁﺩﻡ .ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺮﺏ".(Hom In S. Pasch. II 52:767) .
) (١ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ "ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺮﱘ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﻣﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺎﺋﺨﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﻔﻠﺤﻬﺎ ﻓﻼﺡ ،ﻭ ﻭﺟﹺﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﻘﻮﺩ ﺍﳊﻴﺎﺓ" ،ﻭﻫﻮ ﳊﻦ ﻗﺒﻄﻲ ﻗﺪﱘ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ.
١٥ ﻭﻫﻨﺎ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﳋﺸﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻫﻲ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﳛﻮﳍﺎ ﺇﱃ ﺷﺠﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ .ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﺭ ﺍﻓﺮﺍﻡ ﺻﻠ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﻭﺭﳚﻴﻨﻮﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻫﻲ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﱵ ﻓﻠﻘﺖ ﺃﻭ ﺷ ﱠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﲪﺮ ،ﻭﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﱃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳊﺮﻳﺔ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺣﺴﺐ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ. ﻭﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺩ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﻓﺼﻞ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﺴﻮﺩ ﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﻭﻋﻤﻖ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﷲ.
ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﳋﻼﺹ -ﺑﻘﻠﻢ ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ ﺍﻟﺮﺳﻮﱄ: ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺴﺒﺢ ﺍﻟﺮﺏ؟ ﻫﻞ ﳓﻦ ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﺍﳌﻮﺕ ،ﺃﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮ؟ ﻫﻞ ﳓﻦ ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﳏﺎﻃﲔ ﺑﺄﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺎﻡ؟ ﻟﻨﺴﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺮﺡ ﻧﺺ )ﻟﻮﻗﺎ (٢٢ :١٠ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺭﻳﻮﺳﻴﲔ ﻭﺳﻘﻄﻮﺍ ﻭﲢﻮﻟﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﳋﻼﺹ ﺇﱃ ﻓﺦ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮﺀ ﻗﻠﺒﻬﻢ. ﱄ ﻣﻦ ﺃﰊ ) ...ﻟﻮﻗﺎ ،(٢٢ :١٠ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻻ ﲣﺺ "ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﺩﻓﻊ ﺇ ﱠ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺍﻹﳍﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﻭﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﷲ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﻌﻠﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺰﺋﻲ ﻫﺪﻑ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ..ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﹶﻠ ﻖ ﺍﻻﺑ ﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ "ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺭﺏ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ..ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﺧﻄﺄ ،ﻭﺑﺴﻘﻄﺘﻪ ﺩﺑﺖ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ: "ﺍﳌﻮﺕ ﻣﻠﻚ ﰲ ﺁﺩﻡ ﺇﱃ ﻣﻮﺳﻰ )ﺭﻭﻣﻴﺔ (١٤ :٥ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻌﻨﺖ ﻭﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺃﻏﻠﻖ ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺃﻫﻴﻨﺖ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺴﺪ ﻭﲢﻮﻝ ﺇﱃ ﺣﻴﻮﺍﻥ )ﻣﺰﻣﻮﺭ (١٢ :٦٩ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺎﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻋﻨﺪﺋﺬ ﱂ ﻳﺸﺄ ﺍﷲ ﲟﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻳﺼﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﻡ ،ﻓﻘﺎﻝ " ﻣﻦ ﹸﺃﺭﺳﻞ ﻭ ﻣﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﻷﺟﻠﻨﺎ" )ﺃﺷﻌﻴﺎﺀ ،(٨ :٦ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻜﻞ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻻﺑﻦ" :ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﺭﺳﻠﲏ" .ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺎﻝ ﺍﻵﺏ "ﺍﺫﻫﺐ" .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻓﻊ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﱃ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻓﺘﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﳚﺪﺩ ﺍﻟﻜﻞ .ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛ ﻤﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺇﱃ ﻃﺒﻴﺐ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻀﺔ ﻭﺳﻢ ﺍﳊﻴﺔ .ﺩﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ،ﺩﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﲑ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺟﺎﺀ ﻟﻜﻲ ﳚﺪﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ .ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﺃﻱ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﲡﺴﺪ ،ﺻﺎﺭﺕ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﲢﺖ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ .ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﹸﻓﺘﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﺺ ،ﻭﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ،ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﹸﻓﺘﺤﺖ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﳌﻮﺗﻰ، ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻵﰐ ﻣﻦ ﺁﺩﻭﻡ )ﻣﺰﻣﻮﺭ - ٧ :٢٤ﺃﺷﻌﻴﺎﺀ
١٦ .(In III a D Z) .(١ :٥٣
ﻭﻃﺒﻌﹰﺎ ،ﻫﺬﺍ ﻻ ﳛﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﳛﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ .ﻓﺎﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱵ ﹸﻟ ﻌﻨﺖ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻣﺎﺀ ﺍﳊﻤﻴﻢ .ﻭﺍﳊﻨﻄﺔ ﲦﺮﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱵ ﹸﻟﻌﻨﺖ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺧﺒﺰ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﻫﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻠﻌﺎﱂ .ﻭﲦﺮﺓ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﺩﻫﻦ ﺍﳌﺴﺤﺔ .. ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﳜﻠﻖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﳍﻮﺳﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ،ﺍﳌﺪﺧﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﳋﻼﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﺎﻝ ﻳﺴﻤﺢ ﻫﻨﺎ ﻟﺪﺭﺳﻨﺎ ﰲ ﺍﺳﺘﻄﺮﺍﺩ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻒ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻭﻛﻴﻒ ﲢﻘﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺑﺘﺠﺴﺪ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻣﻴﻼﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﱘ.
١٧
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭﻗﻮﻳﺖ ﺷﻮﻛﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻥ ﰲ ﺍﻤﻊ ﺍﳌﺴﻜﻮﱐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ٤٣١ﻡ. ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﺯﱄ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﰲ ﺑﺆﺭﺗﻪ ﲤﺎﻣﹰﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺩ ﺷﺒﻞ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﳍﺎﻡ :ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ؟ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﹰﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﻱ ﻛﻠﻪ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻳﺪﺭﻙ ﲤﺎﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺷﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﻨﻮﺳﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺭﻳﻮﺳﻴﺔ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻭﻗﺪ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺎﻡ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺇﱃ ﻧﺴﻄﻮﺭ )ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ(. ﻭﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﺑﻜﻞ ﻳﻘﲔ ﻫﻮ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺣﻠﻮﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘ ﹰﺔ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﻭﺍﲢﺎﺩﻩ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺑﻨﺎﺳﻮﺕ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﰒ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﻼﺩﹰﺍ ﺣﻘﻴﻘﻴﹰﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺳﻮﺗﹰﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﹰﺎ .ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺿﺪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ. ﻟﻘﺪ ﺭﻓﻀﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻮﺳﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﻧﻮﻳﺔ ﲡﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﺗﺎ ﺑﻈﻬﻮ ﹴﺭ ﺇﳍ ﹴﻲ ﺑﻼ ﺟﺴﺪ ﻣﺎﺩﻱ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ .ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﱂ ﲢﺒﻞ ﻭﱂ ﺗﻠﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﺇﱃ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺜﻴﻮﺗﻮﻛﻮﺱ Theotokosﺑﻞ ﻫﻮ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺻﺮﻳﺢ ﻟﻠﺘﺠﺴﺪ. ﻭﺍﻷﺭﻳﻮﺳﻴﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﻨﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻷﺯﱄ ،ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﻼﻫﻮﺕ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﺑﻨﺎﺳﻮﺗﻪ ،ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﺑﺎﳌﺮﺓ. ﺇﺫﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﲔ: ﺃ -ﺇﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﻣﺴﺎﻭﺍﺗﻪ ﻟﻶﺏ. ﺏ -ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ. ﻭﻫﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻛﻼﻡ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ،ﻳﻌﻠﻦ ﺃﺯﻟﻴﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻵﺏ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻭﻻ ﻧﻐﺎﱄ ﺑﺎﳌﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻵﺏ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ -ﻛﻼﳘﺎ -ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﺍﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﲡﺴﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﰲ ﻗﻄﻌﺔ ﺟﻴﺪﺓ:
١٨ "ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﳌﺼﻔﱠﺢ :ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ �ﺎﺣﻴﺔ. ﺍﳌﺼﻨﻮﻉ :ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﻻ ﻳﺴﻮﺱ" ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺩﻟﱠﻨﺎ :ﻋﻠﻰ ﺍ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ:
ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﺇ�ﺴﺎ�ﺎً :ﺑﻐﲑ ﺍﻓﱰﺍﻕ". ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﲔ :ﻻﻫﻮﺕ ﻗﺪﻭﺱ: ﺑﻐﲑ ﻓﺴﺎﺩ :ﻣﺴﺎﻭﻱ ﻟﻶﺏ:
ﻭ�ﺎﺳﻮﺕ ﻃﺎﻫﺮ :ﺑﻐﲑ ﺯﻭﺍﺝٍ: ﻣﺴﺎﻭٍ ﻟﻨﺎ :ﻛﺎﻟﺘﺪﺑﲑ:
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ:
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﲑ ﺍﻟﺪ�ﺴﺔ :ﻭﺍﲢﺪ ﺑﻪ ﻛﺄﻗﻨﻮﻡ". ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺇﱃ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﺮﺓ. ﺃ ﻣﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﻬﻮ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳌﺮﺗﻠﲔ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺗﻔﺴﲑﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺜﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺇﻳﻀﺎﺡ .ﻣﻔﺴ ﺮ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﳋﺸﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﻮﺱ ﻫﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﺍﻟﱵ ﱂ ﳜﺘﻠﻂ ﺳﻮﺱ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﺑﻔﻀﺎﺋﻠﻬﺎ )ﺍﻟﺘﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻬﻜﻴﺔ ﺹ .(٨٠٣ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻔﺴﺮﹰﺍ ﺁﺧﺮﹰﺍ ﺃﺩﺭﻙ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺃ�ﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ".
"ﺍﻟﱵ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﻻ ﻳﺴﻮﺱ ﻭﻃﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ". "ﺍ ﳐﻠﺼﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﺴﺪ ﻣﻨﻚ ﺑﻮﺣﺪﺍ�ﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﲠﺎ". "ﺣﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻭﺗﺴﺎﻭﻯ ﻣﻌﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ".
ﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻟﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻳﺆﻛﺪﻩ ،ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﲡﺴﺪ ﻓﻌ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ.
ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ: ﺳﻮﻑ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺿﺪ ﻧﺴﻄﻮﺭ .ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﻏﲑ ﻛﺎﻣﻞ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻨﺎ
١٩ ﺳﻮﻑ ﻧﻘﺪﻡ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﲡﺴﺪ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻠﺘﺠﺴﺪ ﺃﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ .ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﰲ ﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻄﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺗﻐﻴﺮﹰﺍ ﰲ ﻻﻫﻮﺕ ﺍﻻﺑﻦ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ: "ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﲤﺎﻣﺎﹰ ،ﻷﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﷲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﺰﻋﺰﻉ ﺻﻔﺎﺎ ﺑﺎﳌﺮﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪ )ﺍﻹﳒﻴﻠﻲ( ﻼ "ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ" ،ﺃﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲡﺴﺪ ،ﻓﺸﺮﺡ ﺑﻜﻞ ﺩﻗﺔ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻭﺣﺮﺱ ﺑﻜﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻭﺣﻖ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺟﺴﺪﹰﺍ ،ﺃﻱ ﲢ ﻮﻟﺖ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ".
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﺮﺡ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: "ﻭﳓﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﻫﺪﻑ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻺﳝﺎﻥ، ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟ ﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻵﺏ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻟﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺣﻀﻦ ﺍﻵﺏ )ﻳﻮﺣﻨﺎ ،(١٨ :١ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺧﻠﻘﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻭﻓﻴﻪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻟﻪ ﺃﻗﻨﻮﻣﻪ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﺋ ﻦ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪﻩ .ﻫﻮ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﻃﻮﻋﻴﹰﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ،ﺃﻱ ﺻﺎﺭ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺪﺑﲑﻳﺎﹰ ،ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ )ﻋﺐ (١٧ :٢ﻭﺍﺷﺘﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ )ﻋﺐ :٢ .(١٤ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻟﺪ ﻣﺜﻠﻨﺎ ،ﻭﳕﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻨﻴﻨﹰﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﺍﻳ ﹰﺔ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﻟﻪ ﺍﺣﺘﺎﺟﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ "ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ" ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻜﻲ ﳚﻤﻊ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻛﻠﻪ )ﺃﻑ (١٠ :١ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﺑﺎﻛﻮﺭﺓ ﲦﺎﺭ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﻟ ﺪ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﲏ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ،ﺍﻓﺘﻘﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻴﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﻏﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻓﺘﺠﺴﺪ ﻟﻜﻲ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻜﻞ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲢﺪ ﺑﻪ ﺃﻗﻨﻮﻣﻪ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻓﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ،ﻭﻗﻤﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﺟﻠﺴﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ )ﻛﻮﻟﻮﺳﻲ ١٢ :٢ﻣﻊ ﺃﻓﺴﺲ .(٦ :٢
ﻭﳝﻀﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺆﻛﺪﹰﺍ ﺇﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﻣﺴﺎﻭﺍﺗﻪ ﻟﻶﺏ ﰲ ﺍﳉﻮﻫﺮ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻼ: ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻟﻘﺐ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻀ ﹴﻦ )ﺃﻑ :٥ "ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﲨﺎﻝ ﻭﻗﺪﺍﺳﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﳏﺎﻭﻟﲔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﹶﻏ (٢٧ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ،ﳏﺎﻭﻟﲔ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﺣﺴﺐ ﻓﺴﺎﺩﻫﻢ".
ﻼ: ﻼ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻈﺎﺕ ﻧﺴﻄﻮﺭ ﻭﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺒﺲ ﻧﺼﹰﺎ ﻃﻮﻳ ﹰ ﺴﺪ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺑﺪﻭﻥ "ﺇﻥ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣﻰ ﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻵﺏ ﲡ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﲢﺪ ﺃﻗﻨﻮﻣﻴﹰﺎ ﺑﺎﳉﺴﺪ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲢﺪ ﺑﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻭﻟ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﺮﻳﺒﹰﺎ ﻋﻨﻪ،
٢٠ ﺹ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳉﺴ ﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺧﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ .ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇ ﱠﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﻟ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻭﺧﻀﻊ ﻟﻨﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ".
ﻭﻳﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻝ "ﺇﻥ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺑﻠﻮﻁ ﺃﻭ ﺻﺨﺮﺓ" ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﺣﺴﺐ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳋﺎﻟﻖ .ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻛﲑﻟﺲ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺟﺴﺪﹰﺍ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺮﱘ ،ﻭﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﺪ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻵﺩﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ ﺍﳌﺎﻧﻴﲔ "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﺳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﲏ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳌﺎﻧﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺜﺒﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﲣﺎﻑ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺎ ﻧﺴﻄﻮﺭ ﻛﻤﻘﺎﻭﻣﲔ ﻟﻠﻘﺐ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﻳﺆﻛﺪ ﲡﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺃ ﻣﺎ ﺍﳌﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻴﻌﺘﱪﻭﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻫﻮ ﺧﻴﺎ ﹰﻻ" .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻫﻮ ﻣﺎﻧﻮﻳﺔ ﺻﺮﳛﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺃﻱ ﻛﻼﻡ ﻋﻦ ﻋﻤﺎﻧﻮﺋﻴﻞ ﺍﷲ ﻣﻌﻨﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇ ﱠﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﻟ ﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﳓﻦ ﺑﺼﺪﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻩ: ﺴﺪ ﻭﺗﺄﻧﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺐ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﱠﰎ ﲡ "ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﺿﺮﻭﺭﻳﹰﺎ ﺑﺴﺒ ﹴ αρκωσις ηγυν ενανερω πησιςﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻭﻟ ﺪ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﳓﻦ ﺣﺴﺐ ﺍﳉﺴﺪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺮﺭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺎ ﰲ ﺁﺩﻡ ،ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺮﺭ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻭﻗﻒ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﻗﻴﻞ ﳍﺎ "ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﺗﻠﺪﻳﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ" )ﺗﻜﻮﻳﻦ .(١٦ :٣
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺠﺴﺪ ،ﺇﱃ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﲢﺎﺩ ،ﺇﱃ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻛﻔﺮ ﺍﳌﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ،ﰒ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﻭﻫﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻜﻲ ﳛﺮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﳚﺪﺩﻫﺎ ﻭﳚﻌﻠﻬﺎ ﺣﺮ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﺻﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ؛ ﻷﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻫﻮ ﺭﻓ ﻊ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﻴﻠﺖ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ .ﻭ ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﻻﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﻗﺒﻄﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺣﺪ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﺖ ،ﺃﻭ ﺍﳋﻤﻴﺲ. ﻭﻳﻜﺎﺩ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻧﻔﺴﻪ. ﻛﲑﻟﺲ:
ﻭﻟﻜﻲ ﳔﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﻗﻠﻨﺎﻩ .ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ "ﻭﻟﻜﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﰲ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﰲ ﺁﺩﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻵﻥ ﻣﺘ ﻮﺟ ﹰﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻜﺘﻮﺏ "ﻛﻤﺎ ﺑﻌﺼﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺧﻄﺎﺓ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺏ ﺃﻧﺖ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺗﻌﻮﺩ" ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺃﺑﺮﺍﺭﹰﺍ )ﺭﻭﻣﻴﺔ .(١٩ :٥ﻭﰲ ﺁﺩﻡ ﻋﺎﻧﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ "ﺗﺮﺍ )ﺗﻜﻮﻳﻦ .(١٩ :٣ﺃ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻟﺖ ﻏﲎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺁﻻﻡ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻗﺎﺋﻠ ﹰﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﱯ "ﻳﺎ ﻣﻮﺕ ﺃﻳﻦ ﺷﻮﻛﺘﻚ" )ﻫﻮﺷﻊ ١ - ١٤ :١٣ﻛﻮ .(٥٥ :١٥
٢١ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻭﺣﻘﹰﺎ ﱠﰎ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ .ﻟﻘﺪ ﹸﻟ ﻌﻨﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺁﺩﻡ .ﺃ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ ﺃﹸﺑﻴﺪﺕ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻟﻴﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﺄﺕ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ "ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﳐﺘﺮﻉ ﻭﺃﺏ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻚ ﺍﳌﻮ ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻫﻲ ﲦﺮﺓ ﺑﻄﻨﻚ" )ﻟﻮﻗﺎ .(٤٢ :١ﻣﹶﻠ ﺠﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻹﳍﻲ. ﺻﺎﺭ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﲟﺎ ﺣ ﱠﻞ ﺑﻨﺎ ﳓﻦ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﲔ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﳏﺘ ﺱ ﺟﺪﻳ ﺪ ،ﻭﲦﺎ ﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﹲﺓ ،ﻭﳍﺎ ﺛﻘ ﹲﺔ ﺑﺎﷲ؛ ﺃ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﳍﺎ ﺭﺃ ﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﱠ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻞ ﺻﺮﺍﺣﺔ "ﺭﺋﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺁ ﰲ ﺷﻲ ٌﺀ )ﻳﻮﺣﻨﺎ ) "(٣٠ :١٤ﺿﺪ ﲡﺎﺩﻳﻒ ﻧﺴﻄﻮﺭ -ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ .(١ :
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺃﻟﻴﺼﺎﺑﺎﺕ ﲡﺪ ﻣﻜﺎﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻓﻬﻢ ﺍﳋﻼﺹ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺍﳋﻼﺹ ﺍﻵﰐ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺃﻟﻴﺼﺎﺑﺎﺕ" :ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌﺔ �ﻌﻤﺔ .".. ﻭﺣﱴ ﻻ ﻳﻈﻦ ﺃﺣ ﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻼ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﻹﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ .ﻭﺃ ﻣﺎ ﺭﻓ ﻊ ﺍﻟﻠﻌﻨ ﹶﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﻮﻑ ﻧﻘﺘﺒﺲ ﻧﺼﹰﺎ ﻃﻮﻳ ﹰ )(١ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺧﺮﻯ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻣﻌﱢﻠﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲟﺮﱘ ﺍﺪﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ: "ﺇﻥ ﻣﺮﱘ ﺍﺪﻟﻴﺔ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺧﻼﺹ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻁ ﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ؛ ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ - ﺃﻱ ﰲ ﻣﺮﱘ ﺍﺪﻟﻴﺔ -ﹸﻛﻠﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲟﺠ ﺪ ﻣﺘﻀﺎﻋﻒ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺮﱘ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ،ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺮﺻ ﹰﺔ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺡ ﺇ ﱠﻻ ﺃﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺑﺎﳊﻜﻢ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻐﹶﻠﱭ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ؛ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ "ﺑﺎﳊﺰﻥ ﺗﻠﺪﻳﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ" )ﺗﻜﻮﻳﻦ .(١٦ :٣ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺧﺎﺿﻌ ﹰﺔ ﻟﻠﺤﺰﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﳊﻴﺔ ﻭﺧﺪﻣﺖ ﺣﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .ﻭﻋﺘﻘﻬﺎ ﺸﺮ ﺑﺎﳋﲑ ﺍﳌﻔﺮﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﺑﻄﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ .ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺒ ﺸﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺼﻌﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﹸﺃﻡ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﺃﻱ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﺗﺒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻗﺪ ﺩﻳﻨﺖ ﻷﺎ ﲰﻌﺖ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .ﻫﻜﺬﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ – ﺸﺮﺕ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺭﺓ ﺍﶈ ﻤﻠﺔ ﻣﺮﱘ ﺍﺪﻟﻴﺔ – ﻭﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲰﻌﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﳐﻠﺼﻨﺎ ﻭﺑ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﳜﱢﻠﺺ ﻛﻞ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﱘ .ﻭﻫﻨﺎ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺮﺏ ﳌﺮﱘ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﳊﺰﻥ ﻭﺣﺮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻞ ﻟﻠﺤﺰﻥ .ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺪﻣﲔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺘﲔ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﱯ
) (١ﺭﺍﺟﻊ :ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻬﻢ ﻛﲑﻟﺲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺮﺍﻩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻗﺎﻧﺎ ﺍﳉﻠﻴﻞ؟ ﰲ "ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻄﻬﲑﺍﺕ ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ" ﺹ ١٥٤ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ – ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ – ﳎﻠﺲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ – ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ .١٩٨٠
٢٢ "ﻣﺎ ﺃﲨﻞ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ .ﺍﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﳋﲑﺍﺕ" )ﺃﺷﻌﻴﺎﺀ .(٦ :٦٣ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﻗﺪﻣﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ -ﰲ ﺍﻟﻘﺪﱘ -ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺀ ﲨﻴﻠﺘﲔ؛ ﻷﻤﺎ ﱂ ﺗﺒﺸﺮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻏﻮﺕ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺁﺩﻡ ،ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺼﻰ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﺑﺸﺮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺑﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﳌﺨﻠﺺ "ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﺷﺎﻫﺪﻥ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻭﺑﺸﺮﻭﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﻔﻬﻢ" )ﺃﺷﻌﻴﺎﺀ .(١)(١١ :٢٧
) (1ﺩ .ﺟﻮﺭﺝ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﺒﺎﻭﻱ -ﺁﻻﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﰲ ﺇﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ – ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻹﺻﺤﺎﺣﺎﺕ – ٢٠ – ١٨ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻵﺑﺎﺀ .٤ :ﺹ -١٠٢ﺍﺑﺮﻳﻞ ١٩٧٢ﻡ.
٢٣
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ" "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﺗﺼﻞ ﺛﻴﺆﻃﻮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﱵ ﻗﻤﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﲑﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺒﺪﺃ ﺑـ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺍ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ" ﻟﻜﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺋﺪ ﹰﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﺆﻛﺪ ﹰﺓ ﻗﻮﺓ ﺍﳋﻼﺹ "ﻭﲡﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻭﻣﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ .ﻭﻗَ َﻠﺐ ﺣﺰ�ﻨﺎ ﻭﻛﻞ ﺿﻴﻘﻨﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﺡ ﻗﻠﺐ ﻭﲥﻠﻴﻞ ﻛﻠﻲ .ﻓﻠﻨﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﻭ�ﺮﺗﻞ ﻷﻣﻪ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ ﺍﳊﺴﻨﺔ " .ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﲑﺍﺕ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻭﻫﺎﺑﻴﻞ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺣﱴ ﺃﻟﻴﺸﻊ ﺍﻟﻨﱯ .ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﺍﳌﻨﻌﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﻬﺪﻳﻦ ﻣﻌﹰﺎ ﰲ ﻧﺴﻴﺞ ﻭﺍﺣﺪ؟
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ: ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﲢﻴﺔ ﺍﳌﻼﻙ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ "ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌﺔً �ﻌﻤﺔً" ﻫﻲ ﻧﺺ ﻓﺮﻳﺪ ﺧﺎﺹ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﻭﺭﳚﻴﻨﻮﺱ: "ﻟﻘﺪ ﺣﻴﺎ ﺍﳌﻼ ﻙ ﻣﺮ ﱘ ﺑﻠﻐ ﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﱂ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺟﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺹ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ﻫﻮ ﻗﻮ ﹲﻝ ﺧﺎ ﺕ .ﻭﻗﻮﻝ ﺍﳌﻼﻙ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﺾ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻌ ﺺ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﻣﺮﱘ ﻭ ﺟﻬﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺗﺸﺒﻬﻪ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ،ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺨ ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" .ﻭﰲ ﻣﺮﱘ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭ ﹺﺟ ﺪ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﱘ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﻳﻮﺟﺪ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ ﻭ ﺟﻬﺖ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ؛ ﻷﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﺴﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﻧﺒﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺗﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﹰﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺩﻫﺸﺖ ﻭﺗﻌﺠﺒﺖ ﻭﺧﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺷﺮﺡ ﳍﺎ ﺍﳌﻼﻙ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺿﺎﻑ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﺎ "ﻻ ﲣﺎﰲ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﻷﻧﻚ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺳﺘﺤﺒﻠﲔ ﻭﺗﻠﺪﻳﻦ ﺍﺑﻨﹰﺎ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺍﲰﻪ ﻳﺴﻮﻉ .ﻫﺬﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻈﻴﻤﹰﺎ ﻭﺳﻴﺪﻋﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻲ".(Hom VI In Luc) .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﻭﺭﳚﻴﻨﻮﺱ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺮﱘ ﳑﺘﻠﺌﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ .ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﳑﺘﻠﺌﺔ �ﻌﻤﺔً" ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ "ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ" ﻫﻮ ﺗﻄﺮﻑ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻄﺮﻑ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ .ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﻼﻫﻮﰐ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻱ Farrarﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﰲ ﺇﳒﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﳍﺎ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺇ ﱠﻻ ﺻﻴﻐﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ )ﺃﻑ (٦ :١ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺩ ﻛﻠﻤﺔ χαρτωﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﻓﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ
٢٤ ﻳﻌﻠﻦ ﳎﺪ ﺍﷲ ﻭﳝﺪﺣﻪ).(١ ﻭﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﱐ χαιρωﻳﻌﲏ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻣﻨﻪ ﺟﺎﺀ ﺍﻻﺳﻢ χαραﺃﻱ ﺡ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﱢﻠﺺ ﺑﻪ )ﻣﺰﻣﻮﺭ .(٣ :٨٣ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ .ﻭﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻓﺮ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ )ﻣﺰﻣﻮﺭ - ١٦ :٤٠ - ١ :٣٣ - ١١ :٣٢ - ٩ :١٦ - ٢ :٩ - ١١ :٥ - ١١ :٦٣ﺃﺷﻌﻴﺎﺀ .(١٨ :٦٥ - ١١ :٥١ - ١٠ :٣٥ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ،ﺃﻱ ﺑﺴﻤﺎﻉ ﺍﳋﱪ ﺍﳌﻔﺮﺡ ) ٢ﻛﻮﺭ - ١٦ ،٩ :٧ﻓﻴﻠﱯ ٢ - ١٠ :٤ﻳﻮﺣﻨﺎ ٤ﺭﺍﺟﻊ ﺃﻳﻀﹰﺎ ٢ﻛﻮ - ٩ :١٣ ﻣﱴ - ١٠ :٢ﻟﻮﻗﺎ ٨ :٢٣ﻳﻮﺣﻨﺎ - ٢٠ :٢٠ﺃﻋﻤﺎﻝ .(٢٣ :١١ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ χαρεινﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﺘﺤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻘﻂ "ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ ﻳﻬﺪﻭﻥ ﺳﻼﻣﹰﺎ" )ﺃﻋﻤﺎﻝ ٢٣ :١٥ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ - ٢٦ :٢٣ﻳﻌﻘﻮﺏ ١ :١ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﺘﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺍﳌﺼﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ )ﻣﺮﻗﺲ - ١٨ :١٥ﻣﱴ :٢٦ - ٤٩ﻳﻮﺣﻨﺎ ،(٣ :١٩ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﱐ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﻀﻮﻉ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﱐ ﺑﺘﻤﲏ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻪ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲟﺠﻲﺀ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﺘﺠﺴﺪ، ﻭﲡﺴﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﳌﻔﺮﺣﺔ ﻭﺍﳌﺨﱢﻠﺼﺔ .ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺯﻛﺮﻳﺎ "ﺍﺑﺘﻬﺠﻲ ﺟﺪﹰﺍ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺻﻬﻴﻮﻥ ﺍﻫﺘﻔﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ .ﻫﻮﺫﺍ ﻣﻠﻜﻚ ﻳﺄﰐ ﺇﻟﻴﻚ .ﻫﻮ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭﺩﻳﻊ ﻭﺭﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺤﺶ ﺍﺑﻦ ﺃﺗﺎﻥ )ﺯﻛﺮﻳﺎ .(٩ :١٠ﻭﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺧﺎﺹ ﲟﺠﻲﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﻣﺘﺠﺴﺪﹰﺍ .ﺃ ﻣﺎ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻬﻮ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ .ﻭﻟﻜﻲ ﻧﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﻔﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﳎﻲﺀ ﺍﻟﺮﺏ "ﺗﺮﳕﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺻﻬﻴﻮﻥ ﺍﻫﺘﻒ ﻳﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .ﺍﻓﺮﺣﻲ ﻭﺍﺑﺘﻬﺠﻲ ﺑﻜﻞ ﻗﻠﺒﻚ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ .ﻗﺪ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺮﺏ ﻛﻞ ﺻﻜﻮﻙ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻴﻚ .ﺃﺯﺍﻝ ﻋﺪﻭﻙ .ﻣﻠﻚ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻹﻟﻪ ﰲ ﻭﺳﻄﻚ ﻻ ﺗﻨﻈﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺷﺮﹰﺍ" )ﺻﻔﻨﻴﺎ .(١٤ :٣ "ﻓﺎﻟﺮﺏ ﺍﻹﻟﻪ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﺘﻬﺞ؛ ﻷﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﻣﺘﺠﺴﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺃﺯﺍﻝ ﺻﻚ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ،ﺃﻱ ﺣﺮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .ﻭﺃﻋﻄﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﲢﺎﺩﻩ ﲜﺴﺪﻧﺎ ،ﻓﺄﺯﺍﻝ ﻋﺎﺭ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﺃﺛﻘﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ .ﻭ ﺭ ﺩ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﻠﺠﺴﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺼﻜﻮﻙ .ﻭﺃﻗﺎﻣﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﺟﻠﺴﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﺇﺑﻠﻴﺲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﺯﺍﻝ ﻋﺪﻭﻙ" )ﺗﻔﺴﲑ ﺻﻨﻔﻴﺎ ١ : ٣ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ(.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﱴ ﺍﳌﻔﺴﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ Luonnetﳚﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﻌﱪﺍﱐ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﱐ ﻹﳒﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ﻟﻴﺲ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ. )(1ﺭﺍﺟﻊ.(The Expositors Greek Testament, vol I, 463) :
٢٥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻫﻮ ﺷﺮﻛﺔ ﺇﳝﺎﻥ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﲟﺎ ﻳﻮﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﺇﻧﻪ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﷲ ،ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻼ ﻡ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺈﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺃﺑﻘﺎﻩ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪﻩ )ﺭﺍﺟﻊ ﻣﱴ - ١٣ :١٠ﻟﻮﻗﺎ .(٦-٥ :١٠ﻭﻟﺬﻟﻚ ﳓﻦ ﻧﻌﻄﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻷﻥ ﺃﻡ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻣﻌﻨﺎ .ﻭﱂ ﳜﻄﺊ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺟﻢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ <ereﺇﱃ "ﺍﻟﺴﻼﻡ"؛ ﻷﻥ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻇﺎﻫﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺻﻔﻨﻴﺎ ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ.
"ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌﺔ ﻧﻌﻤﺔ" ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ: ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻣﲔ Migneﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﱯ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﺎ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ -ﺣﻴﺚ ﻚ" ،ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺏ ﻣﻌ ﻳﺸﺮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﲑﻟﺲ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ ،ﺍﻟﺮ "ﺇﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳋﻔﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :ﻟﻘﺪ ﲢﺮﻛﺖ ﲝﻨﺎﻥ ﺧﺎﺹ ﳓﻮ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﻭﺳﻮﻑ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻜﻲ ﺍﺳﺘﺮﺩ ﺁﺩﻡ ﺍﳌﻔﻘﻮﺩ .ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪﺗ ﻪ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﺸﺮ ﻱ ،ﻭﺷ ﻮﻩ ﺍﳉ ﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﺘﻪ .ﺍﺫﻫﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻼﻙ ﺍﳌﺒ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﰐ .ﺃﻓﺴﺪ ﺁﺩﻡ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻳﺪ ﻏﱪﻳﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﱘ .ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳊﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻗﺎﻝ "ﺃﻋﻤﺎ ﹲﻝ ﳎﻴﺪ ﹲﺓ ﻗﺪ ﻗﻴﻠﺖ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﷲ )ﻣﺰﻣﻮﺭ .(٣ :٨٦ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ،ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻱ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ .ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﺼﲑ ﲰﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ. ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﳋﻔﻴﻔﺔ ﻭﺑ ﺸﺮﻫﺎ ﺑﻐﻴﻮﺙ ﻣﻄﺮ ﳎﻴﺌﻲ .ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍ ﹸﳌﻌﺪ ﱄ ،ﻭﺇﱃ ﺭﻭﺍﻕ ﱐ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺸﺮ ﻭﺗﻜﱠﻠﻢ ﰲ ﺃﹸﺫ ﹶ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ﻭﺇﱃ ﺍﳋﺪﺭ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﹸﺃﻭﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺣﺴﺐ ﺍﳉﺴﺪ .ﺑ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﺮﺗﺐ ﱄ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻤﻌﲏ .ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺮﻋﺐ ﻭﻻ ﹸﲣﻴﻒ ﻧﻔﺲ ﻣﺮﱘ .ﺃﻇﻬﺮ ﳍﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺪﺳﻲ ﻭﺳﱢﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ. ﹸﻗﻞ ﳌﺮﱘ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ" :ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ"؛ ﻷﻧﲏ ﻣﺰﻣ ﻊ ﺃﻥ ﺃﹸﻋﻠﻦ ﺭﲪﱵ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻜﺜﲑ .ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺣ ﻤﻞ ﺍﳌﻼ ﻙ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟ ﹶﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﱘ ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﻠﻔﻪ ﺎ ﺍﷲ ،ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﻭﺗﻜﱠﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻚ". ﺏ ﻣﻌ ﻼ" :ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ ،ﺍﻟﺮ ﻟﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺿﺪﻙ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺟﺮﺡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﳉﻨﺲ ﺡ ﳑﻴﺖ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻵﻥ ﻳﻀﻊ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﳋﻼﺹ .ﻭﺣﻴﺚ ﺑﺮﺯ ﺍﳌﻮﺕ ﺗ ﻌ ﺪ ﺍﳊﻴﺎ ﹸﺓ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﲜﺮ ﹴ ﺩﺧﻮﳍﺎ .ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺟﺎﺀ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﺍﳌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺒﻊ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ. ﺖ ﺳﻮﻑ ﺗﺴﻤﻌﲔ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺧﱪﹰﺍ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤ ﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺫﺍﻥ ﻛﻞ ﻫﺎ ﺃﻧ ﺖ ﻭﺣﺪ ﻙ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻘﺒﻠﲔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺇﳍﺎﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ .ﺃﻧ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﰲ ﻏﻤﻮﺽ .ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻼﻙ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺮﱘ:
٢٦ ﻚ" .ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﳛ ﱢﻞ ﺏ ﻣﻌ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ ،ﺍﻟﺮ ﻓﻴﻬﺎ .ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺬﺭﺍﺀ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﺳﻮﻯ ﻣﺮﱘ ،ﻫﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﺳﻮﻑ ﲢﻤﻞ ﺣﺎﻣﻞ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻗﺪﺭﺗﻪ )ﻋﺐ .(٣ :١ﻭﻟﻴﺲ ﲨﺎﻝ ﺟﺴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺏ ،ﻭﺇﳕﺎ ﲨﺎﻝ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ " ..ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ،ﻓﺎﻟﺮﺏ ﺫﺍﺗﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻚ .ﺇﻧﻪ ﺭﺏ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ،ﻭﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ،ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﻭﺍﻫﺐ ﺍﳊﺮﻳﺔ ،ﻭﺣﺎﻓﻆ ﺍﳋﻼﺹ ،ﻭﻣﺎﻧﺢ ﻭﻣﻮﺯﻉ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ .ﺳﺒ ﻖ ﻓﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻚ. ﻚ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﻓﻴ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹶﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻠﻊ ﺁﺩﻡ ﺻﻨﻊ ﺣﻮﺍﺀ .ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻵﻥ ﻣﻌ ﺠﺪ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻨﺎ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﻣﻌﻪ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻨﻔﺤﺺ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﳌﻼﻙ ﻟﻜﻲ ﻧﺴﺒﺢ ﻭﳕ ﺖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﻔﺮﺣﲔ؛ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﺎﻳﻨﲔ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺮﺏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻙ ﻚ" .ﻭﺃﻧ ﺏ ﻣﻌ ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ ،ﺍﻟﺮ ﻟ ﻭﺳﻜﻦ ﻓﻴﻚ .ﺭﺏ ﺍﺪ ﺳﺎﻛﻦ ﻓﻴﻚ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﺗﻪ. ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ،ﻳﺎ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﲑ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ )ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ(. "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ،ﻳﺎ ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﴰﺲ ﺍﻟﱪ ،ﻭﺯﻫﺮﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﺎﻧﻌﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺔ. "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ،ﻳﺎ ﺯﻫﺮ ﹰﺓ ﻋﻄﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ. "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ،ﺍﻟﻜﺮﻣﺔ ﺍﻟﻴﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺬﺑﻞ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻔ ﺮﺡ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﻳﻜﺮﻡ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺜﻤﺮﺓ ﺑﻄﻨﻚ. ﻚ ﻳﺎ ﳑﺘﻠﺌ ﹰﺔ ﻧﻌﻤ ﹰﺔ" ،ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻔﱠﻠﺢ ،ﻭﺃﻋﻄﺖ ﲦﺮﹰﺍ ﻛﺜﲑﺍﹰ ،ﻷﻥ ﺍﷲ "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻧﺰﻝ ﻭﺣﻞ ﻓﻴﻚ ،ﻭﻛ ﻮﻥ ﻣﻨﻚ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟ ﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺸﺎﺀﻙ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ.
ﻋﻈﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﰲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﳎﻤﻊ ﺃﻓﺴﺲ ﺍﳌﺴﻜﻮﱐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻚ ﻣﻨﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﲨﻌﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﻣﺮﱘ. "ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﻚ ﻣﻨﺎ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨـﺰ ﺍﳌﻠﻮﻛﻲ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ .ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻏﲑ ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟ ﺍﳌﻨﻄﻔﺊ .ﻭﺃﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ .ﻭﻋﻤﻮﺩ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ .ﻭﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻘﺾ .ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻣﻨﲑ ﺍﻟﻜﻞ. ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺄﰐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺳﻴﺪﻋﻰ "ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻵﰐ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺏ". ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳛﺘﻮﻯ ،ﻭﺳﻜﻦ ﰲ ﺃﺣﺸﺎﺀﻙ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ
٢٧ ﻚ ﻳﻜﺮﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻟﻐﺎﱄ، ﺖ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑ ﻚ ﻳﺘﻘﺪﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ .ﺃﻧ ﺖ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ .ﺃﻧ ﻭﻳﺤﺘ ﹶﻔﻞ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ. ﺖ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻚ ﺗﻔﺮﺡ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ،ﻭﺗﺴﺮ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ. ﺃﻧ ﺖ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻴﻼﺩﻙ ﻫﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ،ﻭﺳﻘﻂ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟ ﺮﺏ ﺍﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﻧ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻭﺑﻚ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ. ﻚ ﻋﺎﺩﺕ ﻛﻞ ﺍﳋﻠﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﹺﺑ ﹶﻄﺖ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﻭﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﻭﺃﻧ ﺍﳊﻖ. ﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﺑﻨﻚ ﻧﺎﻝ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ،ﻭﺯﻳﺖ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺃﻧ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ. ﻚ ﺃﺷﺮﻕ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻹﻟﻪ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ؟ ﺃﻧ ﺸﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﺎﻟﺴﲔ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻇﻼﻝ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﺧﱪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻭﺑ ﲞﻼﺻﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻡ ﺍﳌﻮﺗﻰ ،ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﳛﻜﻤﻮﺍ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ) .ﻋﻈﺔ ٤ﰲ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﳎﻠﺪ .(٩٩٢ : ٧٧