مجلة العلوم الانسانية / التظاهرات الاكتئابية وانعكاساتها على المعاش النفسي الاجتماعي لدى المسن

Page 1

‫العدد ‪01‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر‬

‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها على المعاش النفسي االجتماعي لدى المسن‬ ‫‪-‬‬

‫دراسة عيادية لحالتين من مدينة بسكرة –‬

‫د ‪ /‬سعيد رحال‬ ‫جامعة بسكرة ‪ -‬الجزائر‬

‫أ ‪ /‬فايزة حالسة‬ ‫جامعة بسكرة – الجزائر‬

‫ملخص‪:‬‬

‫يرى الكثير من المهتمين بدراسة حياة المسنين أن مشكالتهم ال تتمثل فقط في المعاناة‬

‫الجسمية‪ ،‬بل إنها تتعدى ذلك إلى مشاعر البؤس والشقاء التي تنتج عند إحساسهم بأنهم‬ ‫أصبحوا بال فائدة في المجتمع‪ ،‬وإلى مشاعر الوحدة واليأس التي تنتابهم‪ ،‬في هذه المرحلة‬ ‫العمرية ونتيجة للتغيرات التي تحيط بهم‪ ،‬وتتضح اآلثار النفسية واألخالقية في ظل زيادة‬

‫وقت الفراغ في مرحلة الشيخوخة‪ ،‬ومن بين هذه التغيرات االحالة على التقاعد وهو ما يشعر‬

‫الفرد بالقلق على المستقبل والخوف‪ ،‬وخاصة إذا فرضت عليه حياته الجديدة بعد التقاعد‬ ‫أسلوباً جديداً من السلوك‪ ،‬وال يجد في نفسه المرونة الكافية لسرعة التوافق معه‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التظاهرات االكتئابية ‪ -‬المعاش النفسي‪ -‬المسن – النرجسية ‪ -‬العجز‬ ‫المتعلم ‪ -‬االنعزال‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬ ‫‪That older problems are not just about suffering physical; as a‬‬ ‫‪result of injury aging disease, but beyond that to the feelings of misery‬‬ ‫‪that produce when their sense that they are useless in the community.‬‬ ‫‪in this age as a result of the changes that surround them many of the‬‬ ‫‪problems and needs, examples are problems retirement problem,‬‬ ‫‪which an individual feels concerned about the future and fear,‬‬ ‫‪especially if imposed upon him his new life after retirement a new‬‬ ‫‪way of behavior had and can not find in himself the flexibility to‬‬ ‫‪speed compatibility with him, especially if you do not preparing for‬‬ ‫‪this change.‬‬ ‫‪Key words: Pension-psychological pathology-old-narcissism-deficit‬‬ ‫‪learner-isolation.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪162‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يستخدم الباحثون مفهوم الشيخوخة مع مفهوم التقدم في العمر(‪ )Aging‬على أنهما‬

‫متوازيان يشيران إلى نفس المعنى‪ ،‬إال أن المفهوم يصعب ضبطه أو قياسه لتعدد المقاييس‬ ‫والتي تشمل العمر الزمني‪ ،‬والعمر البيولوجي‪ ،‬والعمر السيكولوجي‪ ،‬والعمر االجتماعي‪ ،‬إال‬ ‫إننا هنا اعتمدنا جانب العمر الزمني رغم أهمية األخذ في الحسبان مجمل المؤثرات التي‬

‫تؤثر على العمر الزمني‪ ،‬وعموما فإن الشيخوخة هي حالة يصبح فيها االنحدار في القدرات‬ ‫الوظيفية البدنية والعقلية واضحا‪ ،‬ويمكن قياس أثاره على العمليات التوافقية‪ ،‬وال ينتقل الفرد‬ ‫مباشرة إلى مرحلة الشيخوخة ببلوغه الستين أو الخامسة والستين‪ ،‬فقد اختلفت اآلراء كذلك في‬ ‫الوقت الذي تبدأ فيه الشيخوخة‪ ،‬وأوضحت دراسات عدة أن التقدم في السن وبالتالي ظهور‬ ‫أعراض الشيخوخة سواء صحياً أو نفسياً أو عقلياً قد يبدأ في أي مرحلة من مراحل العمر‪،‬‬ ‫فالقدرات عامة تبدأ في التغير ابتداء من سن العشرين‪ ،‬ومن جهة أخرى فمن المعروف أن‬

‫سن الشخص قد ال يكون بالضرورة متفقاً واحتفاظه بوظائفه البدنية بل هناك عمليات‬ ‫تدريجية تحدث فيها التغيرات ببطء وصوال إلى مرحلة أرذل العمر‪،1‬ويتجلى ذلك في قوله‬

‫تعالى ﴿يرد إلى أرذل العمر لكيال يعلم من بعد علم شيئا﴾‪،2‬إنها دورة الحياة وأطوارها التي‬

‫يمر بها جسم اإلنسان إذا امتد به العمر‪ ...‬ضعف ثم قوة ثم ضعف وشيبة‪ ...‬وهذا يذكرنا‬

‫ضعف قوة‬ ‫بقول هللا عز وجل في سورة الروم ﴿هللا الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد‬ ‫ٍ‬

‫ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ﴾‪.‬‬

‫ومن الصعب تحديد فترة زمنية معينة وثابته للشيخوخة‪ ،‬وهذا ال يقدر فقط بسنوات‬

‫العمر‪ ،‬بل للواقع الصحي للمسن ومدى شعور الفرد بالعجز أو الفعالية مع متطلبات الحياة‬ ‫في المجتمع‪ ،‬وأهم العوامل التي تحدد بداية العجز وسرعة تقدمه هو االستعداد التكويني‬ ‫للفرد‪ ،‬ويتفاوت سن الشيخوخة بين الناس‬

‫‪3‬‬

‫وأن أكثر األمراض النفسية تحصل غالبا في فترة الشيخوخة بسبب التغيرات‬

‫البيولوجية في الجسم ويسبب الوضع االجتماعي وعدم العمل والعزلة االجتماعية وتدني‬ ‫الدخل‪ ،‬وزواج األبناء واألكثر شيوعا هي أمراض الكآبة النفسية والقلق وعدم االطمئنان على‬

‫المستقبل والصحة والخوف من الموت‪ ،‬والوسواس القهري وضعف الذاكرة القصيرة والنسيان‬

‫والشعور باالضطهاد واألرق‪ ،‬وأحيانا وفي المراحل القصوى تصل الحالة إلى اضطرابات‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪163‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫عقلية من أوهام وهالوس سمعية وبصرية واضطراب في السلوك مثل‪ :‬العنف أو الشذوذ‬ ‫الجنسي واالنتحار‪ ،‬وتسمى هذه الحالة ذهاب العمر المتقدم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ومن هنا تبرز أهمية دراسة هذا الموضوع لمحاولة اإلجابة عن التساؤل التالي‪ :‬بما‬ ‫يتميز المعاش النفس‪-‬اجتماعي للمسن الذي يعاني من التظاهرات االكتئابية من الجانب‬ ‫الباثولوجي البنيوي؟‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫ نفترض وجود االنطوائية لدى المسن الذي يعاني من التظاهرات االكتئابية‪.‬‬‫ نفترض وجود نسبة من النرجسيةلدى المسن الذي يعاني من التظاهرات االكتئابية‪.‬‬‫ نفترض وجود الشعور باإلحباط لدى المسن الذي يعاني من التظاهرات االكتئابية‪.‬‬‫ نفترض أن المسن يعاني من العجز المتعلم الذي يعاني من التظاهرات االكتئابية‪.‬‬‫الجانب النظري من الدراسة‪ :‬مفاهيم الدراسة اصطالحيا‪:‬‬

‫‪-1‬تعريف االكتئاب‪ :‬هو اضطراب وجداني يتميز بمعاناة الفرد من مجموعة من األعراض‬ ‫مثل نقص االهتمام بالبيئة‪ ،‬التشاؤم‪ ،‬النقد الذاتي‪ ،‬مشاعر الذنب والندم والتعاسة‪ ،‬فقدان‬ ‫المعنى في الحياة‪ ،‬نقص في مستوى النشاط والدافع‪ ،‬قلق وخوف من المستقبل‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪-2‬تعريف المسن‪ :‬هو الشخص الذي بلغ من العمر ‪ 65‬عام ًا فما فوق‪ ،‬وال يستطيع القيام‬ ‫بنشاطات بسب التقدم بالسن‪ ،‬وليس بالضرورة أن كل من يبلغ هذا السن يكون قد دخل‬ ‫مرحلة الشيخوخة‪ ،‬فهناك من تجاوزوه وهم يتمتعون بقواهم الجسمانية والنفسية والعقلية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-3‬أهم المشاكل التي يعاني منها المسن من الناحية الجسدية‪ :‬إن التغيرات التي تدخل‬

‫على حياة المسن ال تكون على جانب واحد فقط‪ ،‬ولعل أول جانب يتأثر بفعل كبر السن هو‬ ‫الجانب الجسدي‪ ،‬وفيما يلي مجموعة من بين أهم المشاكل التي قد يعاني منها المسنين‪:‬‬

‫‪1-3‬السقوط المتكرر ‪ :‬يتعرض حوالى ‪ %30‬من هم فوق ‪ 65‬سنة للسقوط المتكرر أثناء‬ ‫المشي‪ ،‬مما قد يتسبب عنه الكسور واإلصابات وأشهرها كسر عظمة الفخذ ( ‪Fracture‬‬

‫‪ ) neck of femur‬مما يتطلب تركيب مسامير طبية وشرائح إلصالح الكسر حيث ال‬ ‫يلتئم الكسر تلقائياً‪ ،‬مما يسبب الخوف من الحركة والمشي خشية السقوط‪.‬‬

‫‪ 2-3‬أمراض القلب‪ :‬وأشهرها ضيق الشريان التاجي (‪ )Ischemic heart disease‬وذلك‬ ‫نتيجة انسداد الشريان التاجي المغذى للقلب‪ ،‬تصلب الشرايين( ‪ ) Atherosclerosis‬وذلك‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪164‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫لترسب الدهون على جدر الشرايين مما يؤدى إلى تصلبها وضعفها وانسدادها وذلك يتسبب‬ ‫في عدم وصول الدم للمخ جيداً‪ ،‬اعتالل عضلة القلب‪.‬‬

‫‪ 3-3‬مرض الزهايمر‪ :‬وهو مرض ينتج عنه قصور في وظائف الذاكرة والتركيز بالمخ مما‬ ‫ينتج عنه كثرة النسيان‪ ،‬وعدم التركيز في أي شيء‪.‬‬

‫‪ 4-3‬مرض باركنسون‪ :‬وهو مرض ينتج من انخفاض عدد الخاليا المنتجة للدوبامين في‬ ‫جزء المخ المعرف بـ‪ ) Substantia nigra( :‬ومن أعراض هذا المرض وجود رعشة‬

‫باليدين‪ ،‬باإلضافة إلى تصلب العضالت وعضالت الوجه بحيث ال تظهر عليه أي تعبيرات‬ ‫كما ال يستطيع المريض المشي بطريقة طبيعية مما يؤدى إلى عدم القدرة على أداء‬ ‫النشاطات اليومية ‪.‬‬ ‫‪ 5-3‬اعتالل المفاصل‪ :‬مثل وجود التهابات بالمفاصل مثل مفصل الركبة ومفصل الفخذ‪،‬‬

‫ووجود خشونة بالركبة والظهر نتيجة جفاف الغضروف مما يؤدى إلى صعوبة في الحركة‪.‬‬

‫‪7-3‬اإلعاقة ‪ :‬نتيجة فقدان االتزان‪ ،‬ضعف العضالت‪ ،‬المشي بطريقة غير طبيعية‪ ،‬ضعف‬ ‫اإلبصار وقلة اإلدراك‪.‬‬

‫‪ 8-3‬أمراض القلب‪ :‬مثل جلطات القلب‪ ،‬وتأتى في صورة ألم شديد في منتصف الصدر‬ ‫خلف عظمة القص مع إغماء أو اضطراب الوعي‪.‬‬

‫‪ 9-3‬سلس البول‪ :‬وتصاب به النساء عادة ويحدث نتيجة ضعف عضالت الحوض وذلك‬ ‫لضعف العضالت عموماً مع كبر السن‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪-4‬المعاش النفسي‪-‬اجتماعي للمسن‪ :‬يرى المسن نفسه إما متخوفاً من الوصول للشيخوخة‬

‫أو منك اًر لها وال يعطي لها باالً في تصرفاته‪ ،‬وكلما تقدم به السن شعر بالعجز أكثر ويحدث‬ ‫ذلك في المجتمعات الغربية‪ ،‬حيث يرى المسن نفسه قد وصل لمرحلة سلبية في حياته وذلك‬

‫نتيجة لطبيعة العالقات االجتماعية المفككة‪ ،‬والروابط العائلية الضعيفة‪ .‬وبالنسبةٍ إليهم فإن‬

‫مشكلة سن التقاعد قد خلقت مشاكل جديدة تتعلق بتحقيق الذات‪ ،‬وبحقوقهم كبشر وفي‬

‫شعورهم بتدني المستوى المعيشي‪ ،‬وعدم مالئمته لصحتهم ورفاهيتهم‪ ،‬ولصحة ورفاهية أسرهم‬ ‫وأيضاً لزيادة الحاجة إلى الرعاية الصحية والطبية واالجتماعية والنفسية ويرافق ذلك شعورهم‬ ‫بعدم األمان بسبب تقدم السن وكل ذلك يساهم في نشوء مشكالت المسنين‪ .‬أما في‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪165‬‬


‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫مجتمعاتنا األكثر التزاماً بالنواحي الدينية فإننا نجد أن كبر السن يصاحبه ارتفاع في المكانة‬ ‫ويعامل المسن بالتبجيل واالحترام والتوقير‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫وبشكل عام يعاني المسن من ضعف جسمي عام في اإلحساس والعضالت والعظام‬

‫والنشاط الجسمي الداخلي (هضمي وبولي ودموي وجلدي) وضعف عام في النضارة وبدء‬ ‫ظهور الترهالت ‪...‬الخ‪.‬‬ ‫وجود مشكالت نفسية واجتماعية‪ ،‬يصعب معها التكيف والتوافق النفسي للمسن مع‬ ‫مستجدات الحياة وما تتطلبه من عالقات وأنماط سلوكية جديدة مع عدة أجيال مما يجعله‬

‫يعاني من صعوبات التوافق الضروري للحياة الهادئة‪ ،‬قال هللا تعالى﴿ ومن نعمره ننكسه في‬ ‫الخلق أفال يعقلون ﴾‪.9‬‬

‫كما يعاني المسن من انحدار تدريجي في عملية التعلم تبعا لزيادة العمر‪ ،‬ويقصد‬ ‫بالتعلم التغير في األداء نتيجة الممارسة فكلما تكرر الموقف تحسن األداء ويستمر هذا‬

‫التحسن في الزيادة حتى يصل إلى مرحلة يثبت فيها على مستوى معين ال يزيد فيها مع‬

‫استمرار الممارسة‪.‬‬

‫وتشير دراسة ''جلبرت'' إلى أن هذا االنحدار يختلف من فرد إلى آخر تبعا الختالف‬

‫نسب الذكاء وطبيعة المادة التي يتعلمها الفرد والدافع إلى التعلم‪ ،‬وكما يرى بعض العلماء‬

‫فإن حدوث ضعف في عملية التعلم يرجع إلى التقدم في السن ويعود ذلك لضعف التسجيل‬ ‫في هذه المرحلة المتقدمة بمراحل الشباب وجاء أيضا في دراسة للسيد(‪ )1975‬أن عملية‬ ‫التذكر تتناقص بسبب التداخل بين الخبرات القديمة والجديدة‬

‫‪10‬‬

‫وبقول هللا تعالى الذي‬

‫يختصر كل ما ذكرنا ويزيد في هذه اآلية ﴿وهللا خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد الى أرذل‬ ‫العمر لكي ال يعلم من بعد علم شيئا إن هللا عليم قدير﴾‪.11‬‬ ‫وكل هذه التغيرات التي تط أر على المسن من الناحيتين الفيزيولوجية والنفسية لن‬ ‫تتوقف عند حد الظهور فقط‪ ،‬فشخصية الفرد كل متكامل في تفاعل مستمر‪ ،‬ولذلك فإننا نجد‬ ‫أن لهذه التغيرات أثا ار سلبية والتي تفضي إلى االكتئاب (اكتئاب الشيخوخة) في الغالب‪،‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪166‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫لذلك فقد تختلف أسباب ظهوره في هذه السن لدى كل شخص ويمكن أن تظهر لألسباب‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ 1-4‬العزلة‪ :‬يعيش الكثير من كبار السن لوحدهم أو بعيداً عن أسرهم‪ .‬وعلى مر السنين‪،‬‬ ‫تقل أيضاً القدرة على الذهاب لحضور المناسبات العائلية وليس من المريح للوالدين دائما أن‬ ‫عبء أو يثقالن عليهم‪ .‬يؤدي‬ ‫يطلبا من أبنائهما توصيلهما وذلك إلحساسهما بأنهما يضعان‬ ‫ً‬ ‫هذا الوضع إلى الشعور باالنفصال عن العائلة والشعور بعدم االنتماء‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫ومن ناحية أخرى يؤدي االنقطاع عن العمل في عصرنا الراهن إلى زيادة النظر‬ ‫للشيخوخة بوصفها مشكلة نفسية واجتماعية حيث أن التوقف عن العمل يتضمن انقطاع‬ ‫أدوار اجتماعية هامة‪ ،‬وتقلصاً في الدخل وتقليالً في فرص االتصاالت االجتماعية‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ 2-4‬وفاة الزوج أو الزوجة أو األصدقاء‪ :‬يتعامل المسن مع مسألة الموت بشكل أكثر‬ ‫واقعية‪ .‬فقد يظهر االكتئاب بعد وفاة الزوج‪-‬الزوجة أو بعد وفاة األصدقاء المقربين‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى الحزن الناتج عن الوفاة‪ ،‬فقد ينشأ لدى المسن أيضاً الخوف من الوفاة‪.‬‬

‫‪ 3-4‬فقدان األمل‪ :‬والسبب للعيش وفقدان الوضع االجتماعي والنشاط وتقدير من كانوا ولم‬ ‫يعودوا موجودين يشعر الكثير من كبار السن أنهم ليس لديهم غاية يحتاجون إلى االستمرار‬ ‫في العيش من أجلها ويشعرون أن اآلخرين هم في غنى عنهم‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ 4-4‬النرجسية‪ :‬تعد النرجسية إحدى سمات الشخصية ترتبط بالشعور بالعظمة والتطلع‬

‫الدائم للسلطة والتعالي على اآلخرين‪ ،‬وإحساس غير واقعي بالصدارة‪ ،‬واالفتقار إلى التعاطف‬

‫مع اآلخرين واستغاللهم لتحقيق المآرب الشخصية‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫إن المرضى النرجسيون يعانون من نقص في المتعة ومن توافق سيء‪ ،‬وقد تتحول‬

‫شكاوى المصاب بالنرجسية في أحيان كثيرة إلى أعراض مرضية جسمية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ 5-4‬اإلحباط‪ :‬يعتبر اإلحباط في علم النفس استجابة عاطفية شائعة لحالة من االعتراض‪،‬‬ ‫وترتبط بمشاعر الغضب‪ .‬وينشأ اإلحباط من مقاومة لتنفيذ رغبة الفرد بطريقة ملحوظة‪.‬‬ ‫وكلما زاد حجم العوائق‪ ،‬كلما زادت الرغبة وزاد احتمال اإلصابة باإلحباط‪.‬‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪17‬‬

‫‪167‬‬


‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫‪ 6-4‬االنطوائية‪ :‬االنطواء هو "حالة من أو ميول إلى االهتمام أو الهيمنة كليا بحياة المرء‬ ‫الذهنية‪ ،‬وقد وصف بعض الكتاب الشخصيات االنطوائية بأن طاقتها تزيد مع االستبطان‬ ‫وتضمحل مع التفاعل‪ ،‬خاصة مع الناس‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ 7-4‬العجز المتعلم‪ :‬العجز المتعلم استجابة شرطية متعلمة تخلق أو تفضي إلى قصور‬

‫معرفي دافعي انفعالي تصل به إلى الدخول في حالة عامة من التبلد السلوكي العام‪ ،‬مما‬ ‫يترتب عن ذلك نفور من الذات واستهجانا مكبوتا لها يولد بذاته انسحابا تدريجيا من فعاليات‬ ‫انشطة التعلم والعالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫كما يعرف العجز المتعلم على أنه "االعتقاد أن األشياء السلبية ستحدث مهما فعل‬ ‫الفرد " وهذه الحالة لن تقود إلى المزيد من الدافعية‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫الجانب الميداني للدراسة‪:‬‬ ‫‪ /1‬مفاهيم الدراسة اجرائيا‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التظاهرات االكتئابية‪ :‬تتمثل التظاهرات االكتئابية في الدرجة التي يتحصل عليها المسنين‬ ‫افراد على اختبار بيك الثاني لالكتئاب والتي تتراوح ما بين(‪ )16-23‬درجة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعريف المسن إجرائيا‪ :‬هما (رجل وامرأة) تتراوح أعمارهم ما بين بلغو (‪ 65-67‬سنة)‪،‬‬

‫وهو سليمين من الناحية الجسدية وال يعانون من أي إعاقات أو تشوهات‪ ،‬متقاعدين من‬

‫أعمالهم وال يمارسون أي مهنة في الوقت الحالي‪ ،‬ويعيشون داخل أسر كبيرة‪ ،‬واللذين يمثلون‬ ‫عينة الدراسة الحالية‪.‬‬

‫ج‪ -‬المعاش النفسي الباثولوجي‪ :‬نقصد به الحياة الداخلية الشعورية والالشعورية التي‬ ‫يعيشها الشخص المسن المكتئب‪ ،‬وقد حددناها في هذه الدراسة في األبعاد التالية‪:‬‬

‫‪-1‬النرجسية المرضية‪ :‬وتتمثل في الدرجة التي سيتحصل عليها المسن على مقياس‬ ‫الشخصية النرجسية‪.‬‬

‫‪-2‬االحباط واالنطوائية‪ :‬وتتثمل في المؤشرات الكيفية للدرجات الكمية الذي ينعكس في‬

‫مجموعة االستجابات التي يبديها المسن في اختبار الروشاخ‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪168‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫‪-3‬العجز المتعلم اجرائيا‪ :‬هو الدرجة المحصل عليها على مقياس أساليب عزو العجز‬ ‫المتعلم إعداد ‪ (1997) Peterson, et al‬وتقنين وترجمة ''الفرحاتي وآخرون''‪ ،‬تتراوح‬

‫درجاته ما بين( ‪ 36-180‬درجة) والذي سنقيسه من خالل تطبيق اختبار‪.‬‬ ‫د‪ -‬المعاش االجتماعي الباثولوجي‪ :‬ويتمثل في الجانب العالئقي في أوسع مجاالته‬

‫(األسرية‪-‬المجتمعية) من خالل القدرة على إقامة العالقات الجديدة والمحافظة على العالقات‬ ‫القديمة‪ ،‬والذي سنقيسه بمقياس العجز المتعلم وتحليل محتوى المقابلة النصف موجهة‪.‬‬

‫‪ /2‬أهداف الدراسة‪ :‬للدراسة الحالية هدف عام وحيد والذي يحوي ضمنيا مجموعة من‬ ‫األهداف اإلجرائية الخاصة‪ ،‬أال وهو تشخيص المعاش النفس‪-‬اجتماعي للمسن من خالل‬

‫تطبيق مجموعة من أدوات الفحص االسقاطية والموضوعية‪ ،‬ليتم اإللمام بالجانبين الشعوري‬

‫والالشعوري للمعاش النفس‪-‬اجتماعي للمسن حتى نتمكن من وضع بروفيل تشخيصي‬ ‫عرضي متكامل‪.‬‬ ‫‪ /3‬منهج الدراسة‪ :‬بطبيعة الحال وتماشيا مع موضوع الدراسة سنقوم بإتباع المنهج العيادي‬ ‫والذي يعني بالدراسات المعقمة لألفراد‪ ،‬والمالئم لمعالجة موضع الدراسة الحالية‪ ،‬كما أنه‬

‫يتالئم جدا مع تنوع استخدام أدوات جمع البيانات‪.‬‬ ‫‪ /4‬األدوات المستخدمة‪ :‬نعتمد في هذه الدراسة على مجموعة من األدوات المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ /1-4‬اختبار هرمان روشاخ لبقع الحبر‪ :‬صمم روشاخ اختبار سمي باسمه كما‬ ‫يسمى أيضا اختبار بقع الحبر وهو من أهم االختبارات اإلسقاطية ‪.‬‬

‫‪ /2-4‬اختبار الشخصية النرجسية إعداد ''أمل المخزومي''‪.‬‬

‫‪ /3-4‬اختبار أساليب العجز المتعلم إعداد ''الفرحاتي وآخرون''‪.‬‬ ‫‪ /5‬عرض وتحليل نتائج الدراسة‪:‬‬ ‫‪ /1-5‬بطاقة الحالة االولى‪:‬‬ ‫أ‪-‬البيانات العامة‪:‬‬ ‫العمر‪66 :‬‬

‫الجنس‪ :‬ذكر‬

‫الحالة االجتماعية‪ :‬متزوج‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫اإلقامة‪ :‬يقيم مع أسرة كبيرة‬

‫الحالة الصحية‪ :‬متوسطة‬

‫العمل السابق‪ :‬بناء المدخول‪ :‬يعتمد على أبنائه في اإلعالة‬

‫‪169‬‬


‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫ب ‪ -‬بعض مؤشرات اختبار الروشاخ التي تدل على المرض النفسي‪:‬‬

‫متوسط زمن االستجابة قدر بـ‪ 28.83 (:‬ثا) أي السلوك الواقعي يغلب على السلوك‬ ‫التصوري التخييلي‪.‬‬

‫إن نمط المقاربة بالنسبة للحالة ينطلق من الجزئيات مرو ار بالكل بحيث نجد كثرة (ج وجج)‬‫على حساب (ك) إذا يميل الحالة إلى الجزيئات والتدقيق في المواضيع الحياتية‪ ،‬وحسب نمط‬ ‫الخبرة التي تبين ميل لالنطواء بسبب ارتفاع استجابات حب(‪ )4‬على حساب ل(‪.)1‬‬

‫‪-‬يميل الحالة إلى طبع االنطواء واالنعزال‪ ،‬نمط الرجع الحميم للمفحوص حب‪ /‬مج ل = ‪.1‬‬

‫وهذا الميل لالنطواء الذي يتميز به الحالة يدل على عدم قدرته على ضبط انفعاالته‬ ‫والسيطرة عليها مع معدل زمن الرجع صغير جدا(‪5‬ثا)‪.‬‬

‫‪-‬إن مجموع االستجابات قدر بـ‪ )29(:‬استجابة والتي تعبر عن عاطفة غير ثابتة وخضوعها‬

‫لتغيرات المحيط نتيجة عدم استثمارها في موضوعات فعالة مع صعوبة خلق روابط عالئقية‪.‬‬ ‫‪-‬إن كثرة الشائعات (شا‪ )5‬لدى الحالة تعبر عن القدرة على التكيف مع الواقع وكذلك في‬

‫مشاركة األفكار مع اآلخرين‪ ،‬كما يدل نسبة االستجابات الحركية (ح) أكثر من االستجابات‬ ‫اللونية (ل)على عدوانية كامنة وموجهة نحو اآلخرين حسب طبع المفحوص المائل لالنعزال‬

‫ونمط الرجع الحميم‪ ،‬ومحتوى نار‪ ،‬قنبلة‪ ،‬احتراق‪ ،‬يدل على تعابير عن مشاعر عدوانية‪.‬‬

‫‪-‬إن استجابة الكائنات البشرية في حركة تشير إلى قوة في التطابق مع الكائنات البشرية‪،‬‬

‫كما أن خلو البطاقة التاسعة من االستجابات الحيوانية دليل على مشكل في العالقة‬ ‫للمفحوص مع اآلخرين ومع من يحيطون به‪.‬‬

‫إن ظهور االستجابات اللونية والحيوانية والشائعة في البطاقة االخيرة يدل على رغبة‬‫المفحوص في التعامل مع النواحي التي تسبب له اضطراب انفعالي‪ ،‬وذلك راجع إلى نضج‬ ‫الحالة‪.‬‬ ‫جـ ‪-‬نتيجة اختبار الشخصية النرجسية‪:‬‬

‫بعد تطبيق اختبار الشخصية النرجسية تحصلت‬

‫الحالة على ‪ 54‬درجة‪ ،‬وهذا يدل على أن للحالة مؤشرات االصابة باضطراب الشخصية‬ ‫النرجسية وتحتاج إلى تدخل عالجي معمق‪.‬‬

‫د‪ -‬نتيجة اختبار العحز المتعلم‪ :‬تحصل الحالة على ‪ 89‬درجة وهي درجة مرتفعة وتعني‬ ‫وجود عجز متعلم لدى الحالة‪ .‬وقد ترتبط المشكالت النفسية في الغالب بعدم التكيف مع‬ ‫التغيرات العمرية‪ ،‬فالمسنون تنتابهم مشاعر الوحدة‪ ،‬والخوف من المستقبل‪ ،‬وفقدان حب‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪170‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫اآلخرين‪ ،‬وفقدان الشريك واألبناء‪ ،‬وكل هذه العوامل قد تساهم في ظهور هذه العالمات في‬ ‫المعاش النفسي لدى المسن‪ ،‬والتي تترواح في الشدة من الخفيف إلى درجة االضطراب‬

‫الشديد‪ .‬إن المشكالت النفسية قائمة في الشيخوخة‪ ،‬ال محالة‪ ،‬لكنها تترواح بين مشاعر‬ ‫الملل والعزلة والوحدة‪.‬‬

‫ه‪-‬تحليل محتوى المقابلة مع الحالة االولى‪ :‬عدد الوحدات الكلي = ‪130‬‬ ‫المتغيرات‬

‫التك اررات‬

‫النسب‬

‫اإلحباط‬

‫‪49‬‬

‫‪%37.69‬‬

‫النرجسية‬

‫‪18‬‬

‫‪%13.84‬‬

‫االنطواء‬

‫‪33‬‬

‫‪%25.38‬‬

‫التعليق على الجدول‪:‬‬

‫من خالل نتائج الجدول الذي يضم تحليل محتوى أقوال الحالة فقد وجدنا إن محور‬

‫اإلحباط قد نال الصدارة بـ ‪ % 37.69‬وهذا يدل على أنه يعاني من اإلحباط والذي تجلى‬ ‫في أقواله‪'' :‬كرهت من الدنيا‪ ،‬لي عاش وقتو ما يطمع في وقت غيرو‪ ،‬ياحسراه خالص‬

‫مابقاتش الدنيا كيما بكري''‪ ،‬ثم يأتي محور االنطواء الذي بلغت نسبته ‪ %33‬وهذه النتيجة‬

‫تكمل النتيجة األولى فبالضرورة إذا كان المسن يعاني من اإلحباط فإنه لن يرغب في إقامة‬ ‫عالقات غيرية‪ ،‬وتجلي ذلك في قوله‪ '':‬نقعد وحدي خير نربح راحة بالي‪ ،‬مابقاتش محبة‬ ‫في هذا الزمان''‪ .‬وهذا ما يتفق مع النظرية االنفصالية التي تركز على الجوانب االجتماعية‬

‫والنفسية لكبار السن‪ ،‬وتفترض هذه النظرية أن أي فرد يكون بؤرة لمجموعة من العالقات‬

‫والتفاعالت االجتماعية وبكبر سنه وتدرجه نحو الشيخوخة تبدأ عالقاته االجتماعية‬

‫ومشاركاته في األنشطة االجتماعية المختلفة في التقلص‪ ،‬كما تضيق ارتباطاته باألنساق‬ ‫االجتماعية؛ وذلك نتيجة للضعف الذي يعتري الفرد عند الكبر ‪.21‬‬

‫أما محور النرجسية فقد سجل أقل نسبة والتي قدرت بـ ‪ %33‬وهذا أمر منطقي ألن‬

‫الحالة وبشعوره بنسبة معتبرة من اإلحباط والكدر فبالتالي فإنه لن يكون لديه ميل إلى‬ ‫النرجسية والذي يتجلى في الحب المرضي لجلب ملذات إلى الذات ولو على حساب الغير‪.‬‬ ‫تتسم مرحلة التقدم في العمر بتقلص كل من منظومة المكانة االجتماعية للمسن بفقد أحد أو‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪171‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫بعض مكوناتها االجتماعية‪ ،‬كفقده لدوره المهني نتيجة للتقاعد اإلجباري أو فقده لدوره كشريك‬ ‫حياة نتيجة للترمل أو فقده لمكانة الصديق‪ ،‬ويؤدي كل هذا إلى فقدانه لألمن االجتماعي‬ ‫الذي يؤدي بدوره إلى ضيق مصادر االتصال بالمجتمع ونقص في المشاركة االجتماعية‬ ‫لديه‪ ،‬وهذه المظاهر الجديدة في حياته تؤدي لحدوث تغيرات صحية ونفسية ‪.22‬‬ ‫و‪-‬البروفيل الباثولوجي النفس –اجتماعي للحالة األولى من خالل تطبيق اختبارات‬ ‫(الروشاخ – النرجسية ‪-‬العجز المتعلم)‪ :‬من خالل تطبيق مجموعة من أدوات الفحص‬

‫العيادي تمكنا من رسم بروفيل يضم مجموعة من السمات التي نعتقد أنها تعطينا فهم ولو‬

‫جزئي عن واقع المعاش النفسي الباثولوجي للمسن‪:‬‬ ‫درجة االكتئاب = ‪19‬‬ ‫االختبارات‬

‫الحالة ‪1‬‬

‫الروشاخ‬

‫ميل إلى طبع االنطواء واالنعزال‪.‬‬ ‫عدم قدرته على ضبط انفعاالته‪.‬‬

‫عاطفة غير ثابتة‪.‬‬ ‫صعوبة خلق روابط عالئقية‪.‬‬ ‫عدم القدرة على التكيف مع الواقع‪.‬‬ ‫مشاعر عدوانية كامنة وموجهة نحو االخرين‪.‬‬

‫مشكل في العالقة مع اآلخرين‪.‬‬

‫الرغبة في التعامل مع النواحي التي تسبب للحالة اضطراب انفعالي‪.‬‬ ‫النرجسية‬

‫الحالة مصابة باضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬

‫المرضية‬

‫وجود نسبة معتبرة من النرجسية المرضية تحتاج الى تدخل عالجي‪.‬‬

‫العجز المتعلم‬

‫وجود عجز متعلم لدى الحالة بدرجة مرتفعة‪.‬‬

‫تحليل محتوى يعاني من اإلحباط بدرجة تحت متوسطة‪.‬‬ ‫المقابلة‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪172‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫‪ /2-5‬بطاقة الحالة الثانية‪:‬‬ ‫أ‪-‬البيانات العامة‪:‬‬ ‫العمر‪67‬‬

‫الجنس‪ :‬أنثى‬

‫الحالة االجتماعية‪ :‬متزوجة‬

‫اإلقامة‪ :‬تقيم مع أسرة كبيرة‬ ‫العمل السابق‪ :‬مصنع النسيج‬

‫الحالة الصحية‪ :‬البأس بها‬ ‫المدخول‪ :‬أجر التقاعد‬

‫ب‪-‬بعض مؤشرات اختبار الروشاخ التي تدل على المرض النفسي‪:‬‬

‫يتميز بروفيل الحالة بإنتاجية ثرية من حيث الكم والنوع‪ ،‬حيث بلغ عدد اإلجابات‬

‫المقدمة ‪ 35‬استجابة‪ ،‬كثرة التفكير في محتوى اللوحات‪ ،‬وكثرة تغيير وضعيات اللوحات‬

‫وصغر زمن االستجابة (‪7‬ثا) تدل على أن اللوحات شكلت للحالة وضعية مقلقة‪.‬‬

‫‪ -‬كما وجدنا أن الحالة رفضت اللوحتين (‪ )10-9‬وانتقدت محتوى اللوحتين بسخرية (ما‬

‫هذا الشكل الغريب‪ ،‬من أين اخترعتم هذه االشكال‪ ،)...‬يدل على أن هناك‬

‫بعض النقد للذات‪ ،‬كما ال حظنا أيضا كثرة تحريك اللوحات‪ ،‬وكثرة االستجابات ذات المحدد‬ ‫الشكلي ( ش ‪.)-+‬‬

‫‪ -‬وجدنا عدم التوازن الفكري والذي يظهر من خالل نمط المقاربة (ج) ثم (ك) أي إدراك‬

‫التفاصيل الجزئية للواقع وصوال إلى استنتاجات كلية‪.‬‬

‫‪ -‬وأن هذه اإلجابة ارتبطت بمحدد شكلي (ش ‪ ،)-+‬مما يعبر نوعا ما عن عدم التكيف مع‬

‫العالم الواقعي الذي يتجلى من خالل المحددات الشكلية السلبية‪ ،‬كما ارتبطت أيضا بحركة‬

‫حيوانية وإجابة مبتذلة وسلبية في اللوحة(‪ ،)8‬كما تميز هذا البروتوكول أيضا بوجود حاجز‬

‫فيما يخص حركات الفكر والبعد النزوي‪ ،‬كما أن انعدام االستجابات اللونية (ل=‪ )1‬والحركية‬ ‫(ح=‪ )1‬يدل على انطوائية المفحوصة‪.‬‬

‫‪ -‬إعطاء إجابة متعلقة باللون األحمر لكنها كانت ذات محدد شكلي‪ ،‬وهناك كف ورقابة‬

‫شديدين‪ ،‬فتبدو العواطف مكبوتة والحركات الفكرية مكبوحة‪ ،‬نتيجة لنمط الصدى الداخلي‪.‬‬ ‫‪ -‬الصالبة والص ارمة يتجلى في انعدام اإلجابات اللونية‪ ،‬وإن الكف في العالقات البشرية‬

‫والهروب منها‪ ،‬والتوجه نحو عالم الحيوان الذي قد يكون بالنسبة للحالة أقل خطورة وال يشكل‬ ‫تهديدا للحالة‪ .‬ويبين أيضا نمط المقاربة (ج‪ ،‬جج‪ ،‬ك) أن المفحوصة تعالج مواقف الحياة‬ ‫بصورة جزئية‪ ،‬وأن نسبة(ج) = ‪ %54.29‬وهي تدل على ذكاء عملي تطبيقي‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪173‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫‪ -‬كما تدل االستجابات الكلية (ك) والتي قدرت نسبتها بـ ‪ % 32.01‬الدالة على اهمال‬

‫الكليات واالهتمام بالتفاصيل‪ ،‬إذا نوعية ادراكها جزئية‪ ،‬ولذلك قد تعبر عن طموح نحو الكم‬ ‫على حساب الكيف والحاجة للحشو بسبب القلق والنقد المبالغ فيهما نتيجة شعور بالدونية‪.‬‬ ‫ الحركات البشرية (حب =‪ )1‬فقد تدل على ضعف مراقبة الحالة لفكرها‪ ،‬أما نسبة ش ‪%‬‬‫‪ 64.28 +‬فهي تعزى الى ضعف القدرة على المالحظة والتركيز‪ ،‬حيث أن مجموع نسبة‬

‫حي= ‪ % 09‬وهي أقل من ‪ %50‬والتتابع المتفكك ونمط المقاربة الجزئي وانعدام‬ ‫االستجابات الشائعة قد يدل على مشكل في االرتباط بالواقع‪.‬‬

‫ كما قد تدل استجابة (ف) على المعارضة الموجهة نحو الذات والى افتقار المفحوصة‬‫للثقة بذاتها‪ ،‬أما مج ل= ‪ ،0‬ويعبر انعدام االستجابات ( ل) على صعوبة التكيف مع الواقع‬

‫وكذلك في مشاركة أفكار االخرين‪ ،‬كما تعبر نسبة( ب‪ =% 10‬أقل من ‪ ،% 30‬والحيوانية‬

‫حي ‪ %12‬وهي اقل من ‪ )25 %‬على نقص في العاطفة مع تطبيق مقاربة جافة شديدة‬ ‫الموضوعية في الواقع وخالية من كل تلقائية مع وجود مشكالت انفعالية لدى المفحوصة‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل الطابع المائل لالنطواء واالستجابة (فراغ ابيض كبير) على شعور بالدونية مع‬

‫اإلحساس بالتهديد والخطر‪.‬‬

‫استجابات(ج) دليل على ضعف كامن في شخصية المفحوص‪ .‬وأن استجابات المفحوصة‬

‫تشير إلى دالالت انفعالية بالنسبة للموقف األوديبي (االلكتري) نحو الموضوع‪ ،‬ويشكل غياب‬ ‫الشائعات صعوبة في التكيف العاطفي‪ ،‬فقد ترمز االستجابة التشريحية على انفعاالت‬ ‫المفحوصة المتعلقة بصورة الجسد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نتيجة اختبار الشخصية النرجسية‪ :‬بعد تطبيق اختبار الشخصية النرجسية تحصلت‬ ‫الحالة على ''‪ 39‬درجة'' وبالتالي فهي تحتاج إلى تحسين طريقتها في معاملة ذاتها‪.‬‬

‫د‪ -‬نتيجة اختبار العجز المتعلم‪ :‬تحصلت الحالة على ''‪ 60‬درجة' على مقياس العجز‬ ‫المتعلم‪ ،‬وهذا يعني وجود نسبة من االضطراب لدى الحالة‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪174‬‬


‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫ه‪ -‬تحليل محتوى المقابلة مع الحالة الثانية‪:‬‬ ‫عدد الوحدات الكلي‪ 120 :‬وحدة‬ ‫المتغيرات‬ ‫االحباط‬ ‫النرجسية‬ ‫االنطواء‬

‫التكرارات‬ ‫‪51‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬

‫النسب‬ ‫‪42.5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪15.83‬‬

‫التعليق على الجدول‪ :‬من خالل نتائج الجدول نالحظ أن الحالة تعاني من االحباط‪ ،‬وهذا‬ ‫توضح لنا من خالل درجة الحالة على محور االحباط ‪ %42.5‬والذي لمسناه في‬

‫قولها‪'':‬الحياة ماعادش عندها معنى‪ ،‬راني عايشة برك وخالص نكمل في االيامات''‪ ،‬أما‬ ‫محور النرجسية فقد رصد نسبة تقل عن محور االحباط والتي قدرت بـ ‪ %25‬أي أن الحالة‬

‫لديها نسبة معتبرة من النرجسية المرضية‪ ،‬أما محور االنطواء فقد سجل أدنى نسبة والتي‬

‫قدرت بـ ‪ %15.83‬وهذا يستبعد االنطوائية لدى الحالة‪ ،‬حتى وإن وجدت بعض الحاالت‬ ‫والمواقف تلجا فيها الحالة إلى االنعزال عن الغير‪ ،‬فإن ذلك راجع إلى طبيعة المرحلة‬ ‫العمرية‪.‬‬

‫‪ -‬ويرتبط العجز أيضاً بقلق المستقبل وهذا ما يؤكد عليه ''ماير'' عام ‪ 1967‬استناداً إلى‬

‫مفهوم اليأس أو الالأمل ‪ ،Hopelessnes‬على أن وجود توقعات سالبة وداخلية وثابتة‬ ‫ومعممة‪ ،‬سوف تؤدي الى نمط من االستجابة‪ ،‬يعرف باسم األسلوب التفسيري التشاؤمي‪،‬‬

‫وأن العجز المتعلم لدى االنسان يعود السبب الرئيسي فيه إلى االعتقاد بأن نتائج األحداث ال‬

‫يمكن السيطرة عليها‪ ،‬وأن أي جهد مهما كان لن يقود إلى النجاح‪.‬‬

‫ والعجز المتعلم يجعل الفرد يبالغ في تصور األحداث الضاغطة ويشعر بعدم الكفاية في‬‫مواجهتها مما قد يؤدي إلى أعراض دافعية وانفعالية ومعرفية من الناحية الدافعية ‪-‬نقص‬

‫المبادأة وزيادة السلبية والخمول وانخفاض مستوى الطموح‪ ،‬ومن الناحية االنفعالية ‪-‬الشعور‬

‫بالخوف واالكتئاب والعجز‪ ،‬ومن الناحية المعرفية ‪-‬التوقعات السلبية نحو الذات والتشاؤم‬

‫واليأس من الحاضر والمستقبل‪ ،‬وكل هذه االعراض متكاملة في نسق كلي من خالل‬ ‫بروتوكول تشخيصي متكامل (‪)23‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪175‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫و‪ -‬البروفيل الباثولوجي النفس – اجتماعي للحالة الثانية من خالل تطبيق اختبارات‬ ‫(الروشاخ – النرجسية ‪ -‬العجز المتعلم)‪:‬‬

‫درجة االكتئاب = ‪17‬‬ ‫االختبارات‬ ‫الروشاخ‬

‫النرجسية‬ ‫المرضية‬ ‫العجز المتعلم‬ ‫تحليل محتوى‬ ‫المقابلة‬

‫الحالة ‪2‬‬ ‫شكل االختبار وضعية مقلقة ومشوشة للمفحوصة‪.‬‬ ‫هناك بعض النقد للذات‪.‬‬ ‫عدم التوازن الفكري‪.‬‬ ‫عدم التكيف مع العالم الواقعي‪.‬‬ ‫وجود مانع وحاجز في وجه الحركات الفكرية والنزوية‪.‬‬ ‫هناك كف ورقابة شديدين فتبدو العواطف منخنقة‪.‬‬ ‫الصالبة الصارمة المضروبة على حركة النزوات العدوانية الليبيدية‪.‬‬ ‫الكف في العالقات اإلنسانية والهروب منها‪.‬‬ ‫بسبب القلق أو لنزعة النقد المبالغ فيه وجود شعور بالدونية‪.‬‬ ‫نقص في العاطفة مع تطبيق مقاربة جافة شديدة الموضوعية الواقعية‪.‬‬ ‫خالية من كل تلقائية مع وجود مشكالت انفعالية‪.‬‬ ‫مشكل في التكيف العاطفي‪.‬‬ ‫الحالة لديها نسبة معتبرة من النرجسية المرضية‪.‬‬ ‫تحتاج إلى تحسين طريقتها في السيطرة على ما تعاني منه حاليا من مشكالت‬ ‫وجود حالة من العجز المتعلم بنسبة متوسطة‪.‬‬ ‫الحالة تعاني من اإلحباط‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫إن تأثير النفس في الجسد معروف منذ القدم‪ ،‬إذ أن هناك عالقة تبادلية (تأثير‪-‬‬ ‫تأثر) بينهما‪ ،‬إذ نالحظ أنه إذا تمتع أحدها بالصحة والسواء انعكس ذلك على اآلخر‬ ‫والعكس‪ ،‬وهذا ما لمسناه في هذه الدراسة العيادية‪ ،‬من بروفيل باثولوجي غني جدا باألعراض‬ ‫التي تثبت أن المسن في مرحلة معينة من حياته‪ ،‬قد يصاب باالكتئاب نظ ار لتغيرات نفسية‬

‫وجسدية دخلت على معاشه النفسي واالجتماعي‪ ،‬وهذا االكتئاب ستكون له تبعات كما وجدنا‬

‫في دراستنا من عجز متعلم‪ ،‬ونرجسية مرضية وغيرها من االضطرابات النفسية‪ ،‬وعليه‬ ‫فالمسن في هذه المرحلة يحتاج الى رعاية خاصة من قبل أسرته والمحيطين به‪ ،‬حتى‬ ‫يستطيع تجاوز ما يعانيه من مشكالت على الصعيد النفسي واالجتماعي‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪176‬‬


‫د‪ .‬سعيد رحال أ‪ .‬حالسة فايزة‬

‫التظاهرات االكتئابية وانعكاساتها‪...‬‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ -1‬جلتان حجازي وعاطف أبو غالي‪ ،‬مجلة جامعة النجاح العلوم اإلنسانية لألبحاث‪ ،‬مجلد ‪)1( 24‬‬ ‫‪2010،‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحج اآلية ‪.5‬‬ ‫‪ -3‬سورة الروم اآلية ‪.54‬‬ ‫‪http://www.dralshobaki.com/sheikhookh.html -4‬‬

‫‪ -5‬لويس مليكة‪ ،‬اختبار الشخصية المتعدد األوجه "دليل االختبار"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪،‬‬ ‫‪ .1990‬ص ‪.163‬‬

‫‪ -6‬سورة اإلسراء اآلية ‪.23‬‬ ‫‪http://www.medicalcom.net/mednews.php?id=145&i=5&actiontype=showit -7‬‬ ‫‪em‬‬ ‫‪ -8‬انظر الترميذي‪ ،‬حديث رقم ‪ ،1921‬حاشية رقم‪ ،1‬ص‪.41‬‬ ‫‪ -9‬سورة يس اآلية ‪68‬‬

‫‪ -10‬محمد أيمن محمد خير عرقسوسي‪ ،‬التوجيهات االسالمية للصحة النفسية للمسنين‪ ،‬استشاري‬ ‫ورئيس قسم الصحة النفسية في مشفى األمل‪ ،‬جدة تم النشر في ‪.2001/10/21‬‬

‫‪ -11‬نعيم مطر جمعة الغلبان‪ ،‬مرحلة الشيخوخة‪-‬متغيرات ومتطلبات من الجانب النفسي والبيولوجي‪،‬‬ ‫رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة العالم االمريكية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االجتماعية‪2008،‬‬

‫‪ -12‬سورة النحل اآلية ‪.7‬‬ ‫‪http://www.reutheshel.org. -13‬‬

‫‪ -14‬آمال عبد القادر جودة‪ ،‬النرجسية وعالقتها بالعصابية لدى عينة من طلبة جامعة األقصى‪ ،‬مجلة‬ ‫الجامعة اإلسالمية للدراسات التربوية والنفسية‪ ،‬جامعة األقصى‪ ،‬المجلد العشرون‪ ،‬العدد‬

‫الثاني‪2012 ،‬ص – ‪ 549‬ص ‪ 580‬يونيو ‪ISSN 1726-6807‬‬ ‫‪ -15‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪ -16‬ايمان صادق عبد الكريم وطالب عبد السالم‪ ،‬الشخصية النرجسية وعالقتها بالسلوك االيثاري لدى‬ ‫الطلبة المتميزين في ثانويات المتميزين‪ ،‬مجلة كلية التربية للبنات المجلد ‪ ،23‬العدد(‪ ،2012 ،)2‬ص‬

‫‪.238‬‬

‫َّ‬ ‫المتعلم‬ ‫‪ -17‬شادية أحمد التل‪ ،‬نشمية عبد هللا الحربي‪ ،‬العنف المدرسي وعالقته بسلوكيات العجز‬

‫لدى طالبات المرحلة الثانوية بالمدينة المنورة في ضوء بعض المتغيرات‪ ،‬مجلة جامعة طيبة للعلوم‬ ‫التربوية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ .1،2014‬ص‪51‬‬ ‫‪ -18‬نفس المراجع‪ ،‬ص‪55‬‬ ‫‪http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=6070 . -19‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪177‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫‪ -20‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪ -21‬خولة عبد الكريم السعايدة‪ ،‬الخصائص المعرفية واالنفعالية لدى عينة من الزوجات المعنفات وغير‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪.2010 ،3‬‬ ‫المعنفات‪ ،‬المجلة األردنية للعلوم االجتماعية‪ّ ،‬‬ ‫‪ -22‬سيد يوسف جمعة‪ ،‬الصحة الجسمية والنفسية للمسنين‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫القاهرة‪.2005،‬‬

‫‪ -23‬هبة مؤيد محمد‪ ،‬قلق المستقبل عند الشباب وعالقته ببعض المتغيرات‪ ،‬العددان السادس والعشرون‬ ‫والسابع والعشرون مجلة البحوث التربوية والنفسية‪ ،‬مركز الدراسات التربوية واألبحاث النفسية‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪178‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.