ﻋﺮﺽ ﻣﻮﺟﺰ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ساني اسحق النينوي الحارث الغ ّ
فيليب العربي يوحنا الدمشقي
ﺷربل
قسطا بن لوقا
مريم بواردي
أبو تفليسي
المسيحيون العرب ،مصطلح يطلق على معتنقي المسيحية من العرب سوا ًء عن طريق النسب العربي أو بحكم انتشار العروبة كلغة وثقافة وھوية بين أغلب أتباع ھذه الطوائف .يُختلف حول تحديد ھوية الطوائف المكونة للمسيحيين العرب ،فبينما يرى البعض من البحاثة أن التصنيف يشمل فقط الروم األرثوذكس المنظمين في ثالث بطريركيات فيأنطاكية والقدس واإلسكندرية ويتفرع من ھذه الكنيسة الروم الكاثوليكإلى جانب أقليات من الرومان الكاثوليك أو "الالتين" كما تشيع تسميتھم في مناطق تواجدھم والبروتستانت ،يفضل البعض اآلخر من البحاثة بمن فيھم مراجع كل من األقباط والموارنة وھما بموجب ھذا التصنيف أكبر طائفتين كنسيّة إضافة ٍ على التتالي ضمن الطوائف المصنف أتباعھا كمسيحيين عرب ،علمًا أن بعض األنظمة القومية العربيّة صنفت مواطنيھا من السريان واآلشوريين على أنھم عرب، غير أن ھذا الرأي مكث ضعي ًفا.
المسيحيون العرب ليسوا وحدھم مسيحيي الوطن العربي ،فھناك أي ً ضا الوجود التاريخي لكل من السريان واألرمن والوجود الحديث لألثيوبيينواإلريتريين والھنود وسواھم من الجاليات الوافدة سيّما على دول الخليج العربي .تشكل البرازيل أكبر تجمّع سكاني لمسيحيين عرب ،وتشكلمصر أكبر تجمّع داخل الوطن العربي في حين يشكل لبنان التجمع األعلى من حيث النسبة؛ ھناك تواجد ملحوظ للمسيحيين العرب فيسوريا واألردن وفلسطين وإسرائيل وبعض الدول المجاورة كتركيا سيّما في أنطاكية ،إلى جانب جماعات أصغر حجمًا في العراق والكويت والبحرين ودول المغرب العربي؛ أما المغترب المسيحي الذي نشط فيالقرنين الثامن عشر والتاسع عشر وتسارع مع نوائب القرنين العشرين والحادي والعشرين أبرزھا غزو العراق ،فھو ممتد من أستراليا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية ونظيرتھا الجنوبية ،وقد سطع نجم عدد وافر من الشخصيات العربية المسيحية المھجريّة في مناصب سياسية واقتصادية بارزة ،علمًا أن المسيحيين العرب يحتفظون بھويتھم األصلية عن طريق "أبرشيات المھجر" وغيرھا من المؤسسات. يُذكر أي ً ضا أن المسيحية قد دخلت إلى مناطق العرب التاريخية في شبه الجزيرة حوالي القرن الثاني وبحسب عدد من قدماء المؤرخين العرب أمثال الطبري وأبي الفداء والمقريزي وابن خلدون والمسعودي أن بض ًعا من تالميذ المسيح ھم من بشرّوا في أصقاع الجزيرة العربية ،وقد تقوّ ت المسيحية العربية فيھا بعد تنصّر قبائل كبيرة كليًا أو جزئيًا أمثال تغلب وطيء وكلب وقضاعة وتنوخ فضالً عن المناذرة مؤسسي المملكة العربيّة جنوب العراق والغساسنة مؤسسي المملكة العربيّة في األردن وجنوب سوريا سيّما حوران ،وعدد من القبائل األخرى .عقب ظھوراإلسالم في القرن السابع ،تعاون أغلب المسيحيون المشرقيون من عرب وسواھم مع الفاتحين وتمازجوا مع ثقافتھم فضالً عن اعتناق قسم من ھذا النسيج للدين الجديد ،وتم حفظ أغلب الكنائس واألديرة سالمة ،إلى حريّة ممارسة الشعائر دون قيود سيّما أيام الدولة األموية والعصر العباسي األول؛ إال أنه مع العصر العباسي الثاني سيّما خالل وإبان خالفة المتوكل على Rتعرّ ض المسيحيون إلى اضطھادات جمّة وسوء في المعاملة ،أدى ذلك إلى اختفاء المسيحية بين القبائل العربيّة من جھة ،وھجرة الحضر من المسيحيين نحو الجبال وغيرھا من المناطق العصيّة؛ يسجل التاريخ الالحق تكررً ا لالضطھادات ،أيام المماليك والعثمانيين، ويُفترض أن الخط الھمايونى الذي صدر عام 1856ھو أول وثيقة ساوت بين المسلمين وغيرھم من مواطني الدولة ،والح ًقا أك ّدت الدساتير المحليّة لمختلف الدول
فضالً عن الشرائع الدوليّة على ھذا الحق ،علمًا أن المرسوم المذكور -كالقررات التمييزية المطبقة قبله -يُفترض أنه مستمد من الشريعة اإلسالمية والمذھب الحنفي على وجه الخصوص. ال يزال للطوائف المصنف أتباعھا كعرب ،دور بارز في المجتمع العربي ،لم ينقطع ،لع ّل أبرز مراحله النھضة العربية في القرن التاسع عشر ،كما لھم اليوم دور فاعل في مختلف النواحي االجتماعية واالقتصادية والسياسية
التاريخ في الجاھلية][ لم يكتب العرب تاريخھم قبل القرن التاسع أو الثاني للھجرة ،وكانت معظم اھتماماتھم حين بدأ التأريخ تتلخص في تدوين التاريخ العام ،وبشكل خاص تسجيل الشعر الجاھلي والمفردات اللغوية المنقرضة أو التي كادت ،واألمثال والحكم وبعض الشذرات التاريخية ،فلم يبدوا اھتمامًا واس ًعا بالمسيحية بين العرب ،أو بأي من الديانات ،مما فسح المجال لتضارب الروايات وضعف البينات طوال قرون عدة ].[9ومنذ نھاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ساھمت االكتشافات األثرية في شبه الجزيرة العربية واليمن من أبنية مسيحية ،كأطالل الكنائس واألديرة أو الرقم وما عليھا من كتابات ذات مدلول ديني ،مع مقابلة مختلف الروايات ببعضھا بع ً ضا ،واھتمام المستشرقين الحثيث ،في إيضاح الصورة عن المسيحية العربية في الجاھلية قبل اإلسالم].[10 بداية ،فإنّ العھد الجديد يذكر صراحة وجود عرب في القدس حين ح ّل الروح القدس على التالميذ االثني عشر[،أعمال ] ٤١/٢وذكر القديس بولس فبرسالته إلى ً قسطا من الزمن[،غالطية ] ١٧/١وأغلب غالطية أنه أقام في "بالد العرب" مبشرً ا الظنّ أن "بالد العرب" التي قصدھا ھي "الوالية العربية" التي تشمل حاليًا األردن وحوران وسائر جنوب سوريا ،وكانت عاصمتھا بصرى الشام ].[11 فيستنتج إذن ،بنا ًء على العھد الجديد دخول المسيحية الباكر بين العرب ،يضاف إلى ذلك ما رواه الطبري وأبو الفداء والمقريزي وابن خلدون والمسعودي مجتمعين ،بأن تالمذة المسيح ھم من انتشروا في الجزيرة العربية مبشرين بالدين ،ومنھم على وجه الخصوص متى وبرثلماوس وتداوس [12] ،وقبالً كان مؤرخون سريان ويونان قد
ع ّدوا العرب "ضمن الشعوب المتنصرة" ومنھم أوسابيوس القيصري وأرنوبيوس من القرن الثالث وثيودوريطس من القرن الخامس].[13][14 على سبيل المثال ،من المعروف أن إدراة األردن تحت الحكم الروماني كانت خاضعة لقبيلة قضاعة ،ومن الثابت أن ھذه القبيلة قد اعتنقت المسيحية منذ عھد الملك مالك بن فھم كما ذكر اليعقوبي ،وبعد أن زالت سلطة بني قضاعة تالھم بني سليح وھم أي ً ضا من "نصارى العرب" كما صرّحالمسعودي في »مروج الذھب« وأخيرً ا حكم تلك المناطق قبيلة غسان الذين أثبت كونھم مسيحيين المسعودي في »مروج الذھب »وابن رسته في »األخالق النفيسة »وأبو الفداء والنويري وغيرھم [15] ،وھناك أبيات شعر للنابغة الذبياني يشيد فيھا بملوك غسان مھن ًئا إياھم بعيد الشعانين ،وأوسابيوس القيصري في القرن الثالث يقول أن أغلب سكان "جنوبي بالد الشام" من العرب من المسيحيين مع اختالط بيھود وبعض البطون التي حافظت على الوثنية ] .[16وفي البلقاء وغور األردن كانت البالد خاضعة لحكم الضعاجمة الذين اعتنقوا المسيحية خالل عھد داود بن الھبولة أواخرالقرن الثاني ،وبالقرب منھم كان األنباط بدورھم مسيحيين وقد احتفظوا بدينھم حتى بعد ظھور اإلسالم كما أثبت ياقوت الحموي وقال بديع الزمان الھمذاني ].[17 أما في سيناء وھي أي ً ضا من المناطق التاريخية النتشار القبائل العربية ،والتي كانت تتبع إداريًا للكنيسة المصرية ومقرھا اإلسكندرية ،فقد انتشرت المسيحية بقوّ ة أي ً ضا، وبحسب التقليد فإن ميتا الذي خلف يھوذا اإلسخريوطي ھو من بشر في سيناء[17] ، وبعي ًدا عن التقاليد الكنسية ھناك وثائق من أواخر القرن الثالث لديونيسيوس بابا اإلسكندرية يذكر فيھا رعاياه من العرب في سيناء ،وما القوه من اضطھاد أيام اإلمبراطور ديوكلطيانوس].[17
راية الغساسنة يعلوھا أيقونة للقديس سرجيس ،شفيع المسيحيين العرب.
وقد كان لليمن حصة ھامة في المسيحية العربية ،وقد ذكر مؤرخون من أمثال روفينوس وھيرويزوس أن متى ھو مبشر اليمن والحبشة [18] ،وبينتانوس الفيلسوف ترك اإلسكندرية في القرن الثاني وتوجه نحو اليمن مبشرً ا كما قال أوسابيوس ،وربما ظلّت المسيحية خالل المرحلة األولى في المناطق الساحلية متأثرة بمواكب التجارة البيزنطية [19] ،ومما يؤخذ من أمھات كتب العرب كتاريخ المسعودي وسيرة الرسول البن ھشام أنّ المسيحية تقوّ ت خالل القرن الثاني ودخلت في خصومة مع اليھودية منذ القرن الثالث ،خصو ً صا بعد ارتداد الملك عبد كالل بن مثوب إلى المسيحية من اليھودية حوالي عام ، 273ثم ارتد خليفته من بعده إلى اليھودية مجد ًدا ويبدو أنه عادوا إلى المسيحية قبل 458حيث اكتشفت نصوص حميرية عن كنيسة شيدھا الملك في ذلك العام ،ولعله الملك مرثد بن عبد الكالل، غير أنه وبعد ھذا كما قال الثعالبي والفيروزآبادي وغيرھما أن "أغلب ملوك اليمن وشعبه كانوا من المسيحيين ]".[20كما كان للمسيحية في عُمان عدة قبائل وأساقفة ذكرھم ياقوت ،وكذلك ھو الحال في الساحل الشرقي أي قطر والبحرين واإلمارات حاليًا ،فإلى جانب الوثنية التي لم تختف من تلك النواحي فإن بني تميم إحدى أكبر قبائل العرب كانوا من المسيحيين يرأسھم المنذر بن سادي ومن مشاھير تلك الحقبة بشر بن عمرو وطرفة بن العبد ] .[21وذكر أي ً ضا تنصّر قسم كبير من قبيلة إمرئ القيس وھم غالبية سكان الساحل الشرقي؛ وإلى جانب الجزيرة العربية وبادية الشام فإن العراق سيّما جنوبه كان دومًا موط ًنا للقبائل العربية ،ج ّل ھذه القبائل كانت قد اعتنقت المسيحية ولعل أبرزھا وأكثرھا شھرة المناذرة ،وأول ملوكھا جذيمة األبرش الذي اتخذ من األنبار عاصمة له ،وقد تعاقب سلسلة من الملوك المسيحيين حتى الفتح اإلسالميفي القرن السابع ،وإلى جانب المناذرة كان بنو إياد من عرب العراق مسيحيين وقد أثبت ذلك البكري في كتابه »معجم ما استعجم« وكذلك حال بني لخم .وذكر ابن خلكان أن جميع قبائل العراق اليمانية األصل قد تنصرّت بما فيه تيم الالت وكلب واألشعريون وتنوخ ومنھا انتقلوا نحو البحرين وذلك خالل القرن الرابع ] .[22ولم يكن انتشار المسيحية أقل في الجزيرة الفراتية حيث قطن بنو بكر وبنو مضر وكالھما من القبائل التي اشتھرت بالمسيحية وتكريم القديس سرجيس على وجه الخصوص ] .[23وقد أثبت مسيحية بني مضر وبني ربيعة وكذلك بني إياد جملة من المؤرخين السريان واليونان وكذلك المسلمين أمثال ابن قتيبة في »كتاب المعارف« وفي كتاب »السيرة الحلبية« وقال ماروثا أسقف تكريت أن تحت واليته ثالثة أساقفة لبني معذ وبني تنوخ؛ وفي تدمر العربية
وقربھا القريتين آثار مسيحية وبقايا كنائس ونقوش تشير إلى انتشار المسيحية فيھا فضالً عن مقام للقديس سرجيس ،وقد ص ّرح ياقوت الحموي أن سكان النبك والقريتين كانوا حتى أيامه "جميعھم من النصارى" وذلك في القرن الثالث عشر ].[24وعمومًا فإن القبائل العربية التي سكنت سوريا قبل اإلسالم أغلبھا من بني غسان وتغلب وتنوخ سيّما فرعھا كلب وجميع ھذه القبائل لم يشكك قدماء أو معاصرو المؤرخين بصحة كونھا قبائل مسيحية].[25
أطالل دير مار إيليا الذي بناه المناذرة ،حكام العراقمن العرب. ويبدو أنه في المدينة المنورة كان يوجد نوع خاص من الطوائف المسيحية التي نبذتھا الكنيسة الرسمية واعتبرتھا ھرطقة ،كانت تؤله مريم العذراء وتق ّدم لھا القرابين ،وقد ذكر ھذه الطائفة عدد من المؤرخين أمثال أبيفانوس متف ًقا بذلك مع ابن تيمية الذي أسماھم "المريمين" ،كذلك فقد أشار الزمخشري والبيضاوي لھذه الطائفة في تفسير القرآن ].[26إلى جانب طائفة أخرى عرفت باسم "الداوديين" لمغاالتھم في تكريم النبي داود وصنفھا البعض من المؤرخين المعاصرين على أنھا بدعة يھودية -مسيحية ،وكشف الخوري عزيز بطرس عن وثائق تقول أنه للمشارقة أسقف في يثرب وثالث كنائس على اسم إبراھيم وأيوبوموسى، وقال الطبري أن قبر أحد تالمذة المسيح موجود في وادي العقيق المجاور للمدينة، غير أن المسيحية ظلت فيھا أقلية بل أقلية ضئيلة كما قال ھنري المنس ].[27
وفي مكةاعتنق بنو جرھم المسيحية على يد سادس ملوكھم عبد المسيح بن باقية ،وأشرفوا ً قسطا من على خدمةالبيت الحرام الزمن[28] ،وتنصر معھم بنو األزد وبنو خزاعة وقد أثبت ذلك أبو الفرج األصفھاني ].[29ومن دالئل وجود مسيحية في مكة أي ً ضا مقبرة المسيحيين خارج المدينة نحو طريق بئر عنبسة كما ذكر المقدسي ،فضالً عن اعتناق ھذا الدين من قبل بعض أسر قريش ومنھم عبيد Rبن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمر وورقة بن نوفل وآخرون ،ذكرھم جمي ًعاابن ھشام].[30 ويقول المستشرق سوزومان أن العرب عمومًا اعتنقوا المسيحية بجھود الكھنة والرھبان "السيّاح" الذين انتشروا في تلك األصقاع ،وزادت قوة المسيحية بتنصّر كبرى القبائل ،فانتظمت في أبرشيات عديدة ورسم عليھا أساقفة ورؤساء أساقفة . وبذلك فإنه يُرى ضمن أسماء األساقفة الموقعين على أعمال المجامع المسكونية في مجمع نيقية ومجمع القسطنطينية ومجمع أفسس أسماء عرب مثل "الحارث" و"عبد "Rو"وھب [31] ،"Rوقد انقسم أساقفة العرب إلى حضر يقيمون في المدن ،و"أساقفة خيام" أو "أساقفة الوبر" ويقيمون في الخيام وينتقلون مع قبائلھم من مكان إلى آخر ،وبلغ عدد األساقفة العرب لدى األنباط وحدھم أربعين أسق ًفا كما روى ابن دريد].[32 وعمومًا فإن المسيحيين العرب في بداياتھم ،كانوا يستخدمون الترانيم السريانية خالل المرحلة األولى ،وفي المرحلة التالية نظمت أشعار وألحان كنسية عربية أنقذ البعض منھا اليوم ومنھا ھذه األبيات للشاعر أمية بن أبي الصلت]:[33 كاتدرائية بصرى الشام عاصمة "الوالية العربية" أيام اإلمبراطورية الرومانية وقد ساس الوالية بنو قضاعة ثم بنو سيلح وأخيرً ا بنو غسان ،وجميعھم من نصارى العرب.
كما تمت حركة ترجمة نشطة للكتاب المقدس إلى العربية ،ومن أعالم فترة العرب قبل اإلسالم طيطس رئيس أساقفة بصرى المقارع لماني وماوية" ملكة العرب" التي حاربت الرومان وفتحت البالد حتى حدود مصر ،ولم ترض بمصالحة الرومان ما لم يرسلوا لھا الناسك موسى ].[34وإيليا البطريرك العربي الذي غدا رئيس أساقفة القدس وتوفي عام ، 513والقديس أفتيم الذي جال في نواحي الجزيرة مبشرً ا بالمسيحية كما ذكر معاصروه من المؤرخين أمثال كيرلس سيتوبوليس ،وھناك أي ً ضا األربعون شھي ًدا الذين سقطوا عام 309في سيناء خالل غارة قام بھا وثنيون عرب على صوامعھم في جبل موسى ،وأقيم فوق موقع الحدث دير طرى المعروف أي ً ضا باسم دير األربعين تكريمًا لھم ،ومنذ ذلك الحين حصّن الرھبان أديرتھم بشكل جيد وكان أقواھا دير طور سينا المبني بأمر من اإلمبراطور يوستنيان وكان يحوي عد ًدا من األساقفة والالھوتيين ].[35يضاف إلى ھؤالء القديسين سلسلة الملوك الغساسنة والمناذرة وعدد من الشعراء أمثال قس بن ساعدة اإليادي وطرفة بن العبد وأمية بن أبي الصلت وعمرو بن ھند وسواھم .على الصعيد التنظيمي أي ً ضا كان رئيس أساقفة اليمن له لقب "جاثليق" وھو اللقب الذي يلي البطريرك في الرتبة، وقد جمعت عالقة خاصة بين أھل اليمن والكنيسة السوريّة ،كما يستدل من بعض ميامير أفرام السرياني وسيرة سمعان العموديوالمؤرخ فيلسترجيوس الذي قال أن قرى ومستعمرات ناطقة بالسريانية أقيمت في اليمن ،ومنھا دخل الخط السرياني إلى قبائل قحطان وحمير فساعد في تطوير الخط العربي ].[36كما ذكر ابن خلدون وابن ھشام في "سيرة الرسول "وياقوت الحموي كذلك أن نجران عاصمة اليمن كان جميع أھلھا من المسيحيين ،وعندما ارتد الملك ذو النواس إلى اليھودية رفض أھل النجران العودة إليھا ،فأحرق منھم عشرين أل ًفا كما روى ابن اسحق في األخاديد ،وقد ذكرت القصة في القرآن ].[37على أن اإلمبراطور أغاظه ما حل بمسيحيي اليمن فطلب من النجاشي في الحبشة احتالل البالد والقضاء على ذي النواس ،ففتح الحبشيون اليمن ودام حكمھم فيه حتى ، 575وقد شجع الحبشيون المسيحية في اليمن فازدھرت وتقوّ ت حتى كادت الوثنية تنقرض ،وشيّد الحكام بنا ًء فخمًا شھد له القدماء بجماله وفخامته تكريمًا لقتلى األخدود وزيّن البناء بالحلي والجواھر والقناطر ودعته العرب "كعبة نجران" وأشرف عليھا بنو عبد المدان من بني الحارث[38] ،إلى جانب كنيسة القليس التي يكاد ال يخلو كتاب في تاريخ العرب من ذكرھا لشھرتھا، وقيل أنھا بنيت لجذب الناس عن كعبة مكة وقيل أي ً ضا لجذب الناس عن قصر غمدان محج وثنيي اليمن ].[39وفي المرحلة الالحقة قاوم اليمنيون سيطرة الحبشة
وأرادوا استقاللھم وقاد المقاومة سيف بن ذي يزن وھو بدوره مسيحي كما جاء في كتاب »أنساب العرب« لسلمة بن مسلم ،وخلفه ابنه معدي كرب. يمكن االستدالل على قوة المسيحية العربية من كثرة األديرة وانتشارھا وقد ظ ّل بعضھا قائمًا حتى القرن العاشر واھت ّم ياقوت الحموي بجمعھا فذكر دير يوب ودير بونا ودير سعد في األردن ،ودير الجماجم الذي بناه بنو عامر شكرً ا cبعد ظفرھم على بني ذبيان ودير الحريق في الحيرة ،فضالً عن دير يونس ودير الصليب ودير األعور قرب الكوفة ،ودير الثعالب المنسوب إلى بني ثعلبة إحدى القبائل المسيحية في العراق[40] ،ودير ھند الكبرى المشاد على اسم أم عمرو بن المنذر الشھير باسم عمرو بن ھند وابنة الحارث بن عمرو ،وأديرة أخرى كثيرة ذكرھا ياقوت الحموي. في صدر اإلسالم][ ً ألفاظا مثل »نصرانية« عندما ظھر اإلسالم في القرن السابع واستخدم القرآن و»عيسى بن مريم« و»يحيى« و»يونس« و»حواريين« فھو استخدم المصطلحات التي كانت شائعة بين عرب الجزيرة ولم يأت بمفرادت جديدة ،أي أن المسيحيين العرب حينھا استخدموا ھذه األلفاظ للداللة على أنفسھم ولم يقم اإلسالم سوى باستخدامھا ،تمامًا كمفردات أخرى ظلّت في المسيحية كما ھي ووردت في القرآن أمثال »نسك« و»رھبانية»[39] ،وتجدر اإلشارة أن المؤرخين العرب المسحيين لم يجدوا حرجً ا في استعمال ھذه المصطلحات حتى القرن التاسع عشر أمثال يوسف الدبس من لبنان وإقليمس داود من العراق ،غير أنه ومنذ القرن العشرين ،باتت اللغة الرسمية في الكنيسة تفضل »يسوع« و»مسيحيين ]».[41ھناك ألفاظ أخرى وردت في القرآن وكانت شائعة بين المسيحيين العرب أمثال »محرر« في سورة آل عمران 31للداللة على النذير و»قس« في سورة المائدة ، 82أما الكاھن لم يستعمله المسيحيون العرب ،وجاء ذلك كما بُرر في لسان العرب ألن كل من تعاطى علمًا دقي ًقا أسمته العرب كاھ ًنا ،ومنھم من سمّى الطبيب كاھ ًنا ،فلكي ال يختلط األمر بين السحر والشعوذة والطقوس س ّمى العرب رجال دينھم قس ًسا المستمدة من السريانية].[41 سوى ذلك ،فيرى أن العالقة بين النبي محمد والمسيحيين كانت ودية للغاية ،فقد تجادل عشرة أساقفة من نجران مع النبي في شؤون الھوتية ومنحوا األمان في دينھم لقاء ضريبة" الجزية "التي تدفع مقابل عدم االشتراك في الخدمة العسكرية
بلغت قيمتھا ٨٠ألف درھم[42][43] ،ولمناسبة ھذا النقاش نزل الوحي على النبي بسورة آل عمران وھي عائلة مريم العذراء في المعتقدات اإلسالمية[44] ،ومن جملة الرسائل التي بعث بھا النبي إلى الملوك العرب والعجم وأغلبھم من المسيحيين رسالة إلى ملك عمان جيعز بن الجلندي وھو مسيحي؛ ومع تعاظم شأن اإلسالم اعتنقت عدة قبائل عربية الدين الجديد ومنھم قبيلة حنيفة في عام الوفود ،إلى جانب إسالم قبيلة عبد القيس التي شكلت أغلب سكان البحرين ونواحيھا[45] ،وفي العام نفسه اتفق بنو الحارث بن كعب مع النبي على االحتفاظ بدينھم كما قال ابن سعد في »كتاب الوفادات ]» .[46][47ويرى نضال الصالح أن المسيحيين لم يكونوا في مواجھة مع اإلسالم طوال البعثة النبويّة ،إذ كان النبي حينھا مشغوالً بمقارعة وثنيي قريش ويھود المدينة ،على العكس من ذلك فقد قدمت الحبشة المسيحية ملجأ للمسلمين في بداية دعوتھم ھربًا من االضطھادات المتكررة في الحجاز ].[48يذكر في ھذا الصدد استثناء متعلق بغزوة مؤتة وغزوة ذات السالسل اللتين حصلتا في العام الثامن من الھجرة ،ولم يحقق المسلمون نصرً ا ،ووقفت قبائل العرب ضد الجيش اإلسالمي فيھا].[49 وبعد وفاة النبي عادت عدة قبائل كانت قد اعتنقت اإلسالم إلى المسيحية ومنھم بنو عقيل سكان اليمامة فجرّ د لھم أبو بكر حملة عسكرية لمحاربتھم وكان ذلك "أول حرب أھلية طائفية بين عرب مسيحيين وعرب مسلمين"؛ ][46أما بنو كلب الذين كانوا قد انقسموا إلى فريقين قسم حافظ على المسيحية وآخر دخل في اإلسالم، عادوا جميعھم إلى المسيحية فقاد خالد بن الوليد حملة عسكرية ضدھم ،أفضت إلى مجزرة حيث قُتل جميع األسرى من مسيحيي بني كلب ومعھم مجموعة قبائل متآلفة معھم في دومة الجندل ولم ينج سوى القليل ].[50 ثم جاء عمر بن الخطاب وأخرج حد ًيثا مفاده أنه ال يجتمع في جزيرة العرب دينان، ولذلك خيّرت القبائل بين اإلسالم أو الھجرة ،فأسلمت بعضھا وھاجر بعضھا اآلخر إلى بالد الشام وبعضھا اآلخر إلى األناضول في تركيا ،وحصلت معارك عسكرية في بعض المواقع؛ وكان أقسى األمر إجالء مسيحيي نجران عنھا وقد بلغ عددھم أربعين ألف مقاتل ،وربما كان سبب اإلجالء خشية تنامي نفوذھم وقوتھم ].[51ويبدو أن الخالفة الراشدة لم تنفذ ھذا الحديث بشكله الكلي ،فمن الثابت وجود أسقف للمشارقة في نجران حتى القرن الثامن ،وجاء في كتاب الفھرست البن نديم اجتماع المؤلف مع رھبان من نجران عام ، 988وبحسب تقويم الكنيسة ذاتھا فإنه وحتى عام 1260كان يوجد خمسة أساقفة في اليمن يرأسھم رئيس
أساقفة صنعاء ،حين قضى المماليك على المسيحية فيھا وبلغ عددھم ١٠،٥٠٠ شخص من بضعة مئات آالف شكلوا سكان اليمن؛ ويبدو أن المسيحيين في جزيرة سقطرة استطاعوا الصمود لفترة أطول حتى القرن الخامس عشر كما يستد ّل من كتابات ماركو بولو الذي قال أن مسيحيي سقطرة يتبعون الكنيسة الكلدانية وھم نحو عشرة آالف رجل عصوا على المماليك حتى ، 1480ويستد ّل على ذلك أي ً ضا من كتابات القديس فرنسيس كسفاريوس الذي زار تلك األصقاع مع بداية العھد العثماني ].[52كما أنه أواخر القرن السابع عُقد مجمع كنسي محلي في العراق وقع عليه أساقفة من قطر والبحرين ما يد ّل على عدم انقراض المسيحية في تلك النواحي، لتكون بداية القرن الثامن موعد ذلك ،وقد نقلت بعض الوثائق العائدة للبطريرك أيشوعاب الثالث أن القبائل التي تبعت كنيسته في عمان قد اعتنقت اإلسالم ھربًا من فرض تسليم "نصف ثروات المسيحيين لمسلمين" ،وھو ما دفع قسمًا آخر للھجرة نحو األحواز ،واليمكن تعميم ما حصل في عمان على سائر المناطق[53] ،علمًا أنه في األحوال العاديّة كان مقدار الجزية أربع دنانير ذھبية لألغنياء وديناران لمتوسطي الحال ودينار واحد عن األحداث ،ويعفى منھا الفقراء والمسنون وذوو العاھات ورجال الدين والنساء. في بالد الشام والعراق كان الوضع أكثر انفتاحً ا ،فمن ناحية ساھم المسيحيون العرب في الفتح بشكل فاعل ،سوا ًء ضد الفرس أو ضد البيزنطيين ،يمكن أن يذكر في ھذا الصدد أبو زيد الطائي المسيحي الذي قاتل الفرس في معركة الجسر" حميّة للعرب" [54] ،ومعركة البويب حين قامت فرق من قبيلتي تغلب ونمر بزعامة أنس بن ھالل النميري بالقتال إلى جانب المسلمين ضد الفرس [54] ،وحصل ھذا في مواقع أخرى عديدة من فتوح الشام والعراق كفتح تكريت والجزيرة الفراتية ،وفي معركة فحل في األردن حين انسحبت لخم وجذام وغسان من معسكر الروم إلى معسكر المسلمين ،وربما يمكن تلخيص ھذه الحالة بھذه العبارة المنسوبة إلى المثنى بن حارثة مخاطبًا أنس بن ھالل]:[55 يا أنس إنك إمرؤ عربي وإن لم تكن على ديننا ،فإن رأيتني قد حملت على مھران فاحمل معي.
يجب أن يستثنى من ذلك معركة أليس حين تحالفت قبيلة عجل العربية المسيحية وكذلك قبيلة تيم الالت مع الفرس ،وأمر خالد بن الوليد بأن يقتل جميع األسرى من العرب والعجم ،فضربت رقابھم جمي ًعا بأمره وأجرى الدماء نھرً ا؛ ] [56ثم ارتكب مجزرة أخرى عندما قتل الغساسنة في مرج راھطيوم عيد الفصح كما ذكر البالذري [57] ،وتقول سعاد الصالح أنّ خالد بن الوليد كان متشد ًدا مع المسيحيين عكس أبو عبيدة بن الجراح الذي مثل الوسطية والليونة ].[58 وكما حصل في الجزيرة العربية ،كذلك حصل في الشام ،ھناك من القبائل من اعتنق اإلسالم بالكامل ،ومنھم من انقسم كبني كلب وجبلة بن األيھم ملك الغساسنة الذي اعتنق اإلسالم ومعه ثالثون أل ًفا من قبيلته ،ورغم ذلك ظلّت المسيحية قويّة لدى بني غسان حتى القرن التاسع أو العاشر .والقسم الثالث من المسيحيين العرب حافظ على دينه ومنھم بنو ثعلبة الذي ذكر عنھم نقا ًشا مع عمر بن عبد العزيز في »كتاب المستطرف« وبنو تغلب كبرى قبائل العرب وبنو تميم من المضر العدنانين[59] ،وأھل الحيرة عاصمة المناذرة ساب ًقا ،حيث أبلغوا خالد بن الوليد أن ال مانع لديھم من أن يؤول حكم البالد لعرب مسلمين بدالً من البيزنطيين أو الفرس لقاء البقاء على دينھم ،وقد قبل خالد بشرط كبرى مدن العراق حينھا لقاء جزية ٦٠ ألف درھم سنويًا كان أھل الحيرة قادرين على دفعھا لغناھم كما أنھا موازية بالقيمة تقريبًا لمجمل الضرائب التي كانت تدفع للبيزنطيين[60] ،وفي فتح بعلبك وشيزر ومعرة النعمان خرج الرعايا الستقبال أبو عبيدة بن الجراح "يصحبھم الناقرون على الدفوف والمنشدون وانحنوا أمامه احترامًا"[61] ، وفي حمص كان جواب السكان" :إن واليتكم وعدلكم أحبّ إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم" [61] ،ويقول المؤرخ اللبناني واألستاذ السابق في جامعة ھارفرد فيليب حتي ،أن السوريين من أبناء القرن السابع من سريان وعرب وغيرھم ،كان العرب المسلمين أقرب إليھم عنصرً ا ولغة وربما دي ًنا أي ً ضا من "أسيادھم البيزنطيين الممقوتين"؛ ] [62ونظرً ا ألھمية دور تغلب السياسي والعسكري ،فقد أسقط عمر بن الخطاب عنھم الجزية ،ثم طلب أن يمنع التغالبة من تربية أوالدھم تربية مسيحية ،ما قد كان يعني انقراض المسيحية في تغلب ،ورغم ذلك فقد ظلت عدة أسقفيات حتى القرن العاشر في مضارب ھذه القبيلة ونواحيھا [63] ،وربما يعود سبب ذلك لمزيد التسامح الذي انتھجه األمويون في تعاملھم مع القبائل المسيحية العربية، والمسيحيين عمومًا. األمويون والعباسيون][
صورة للصفحتين األولتين من« المخطوط الفاتيكاني عدد ،«٢٥٠وھو عبارة عن ترجمة عربية إلنجيل الدياسطرون ،ويرقى للعصر العباسي. االختالف بين الدولة األموية ودولة الخالفة الراشدة ومن بينھا االختالف في التعامل مع غير المسلمين ،ھو اختالف ينبع من طبيعة الدولتين ذاتھما ،فبينما كانت الخالفة الراشدة" دولة دينية "عاصمتھا المدينة المنورة المغلقة على ذاتھا في الحجاز وتعتمد على "الشورى" في اختيار الخليفة ،كانت الدولة األموية "دولة مدنية بمرجعية إسالمية" عاصمتھا دمشق المتعددة الطوائف والمذاھب والعرقيات تمامًا كسوريا، وتحولت معھا الدولة إلى ملكية وراثية بدالً من الشورى ،كذلك اعتمدت التنظيمات السريانية والبيزنطية التي كانت موجودة ساب ًقا بما فيھا الناحيتين اإلدارية والعسكريّة ،وكما تقول سعاد صالح "فقد ق ّدم األمويون الدنيا على الدين ]".[64يذكر في ھذا الصدد أن زوجة معاوية بن أبي سفيان ميسون بنت بحدل الكلبية كانت مسيحية[بحاجة لمصدر] ،وكان طبيب معاوية ووزير ماليته مسيحيًا وشاعر بالطه كذلك ،وسوى ذلك فقد عيّن ابن آثال واليًا على حمص وھو تعيين منقطع النظير في تاريخ الدول اإلسالمية[65] ،وقد لقب سكان سوريا معاوية "بالمستنير السمح" كما ذكر الطبري والمسعودي].[66 خالل ھذه المرحلة ،أخذت المسيحية تتحول إلى طابع اجتماعي خاص في القبائل التي ظلّت عليھا ،يمكن أن ترى بعض أشعار األخطل التغلبي في ھذا المجال كدليل
ساطع ،وكذلك قول عبد المسيح بن اسحق الكندي في بداية الخالفة العباسية مفتخرً ا بدين قبيلته كندة]:[67 فليس لنا اليوم فخر نفتخر به ،إال دين النصرانية .الذي ھو معرفة ،R ومنه نھتدي إلى العمل الصالح ونعرف Rحق المعرفة ،ونتقرب إليه، وھو الباب المؤدي إلى الحياة والنجاة من نار جھنم. سمح األمويون باالحتفاظ بأغلب الكنائس ولم يمانعوا في ترميمھا أو في بناء كنائس جديدة ،ورغم أنّ بعض عھود الصلح أيام الراشدين نصّت على منع استحداث كنائس جديدة ،إال أن األمويين لم يلتزموا بھا باستثناء مرحلة عمر بن عبد العزيز وقد روى الطبري أن خالد القسري والي العراق ،كان يأمر بنفسه بإنشاء البيع والكنائس ،وأبو جعفر المنصور الخليفة ،حذا حذوه عندما شيّد بغداد ].[68على صعيد آخر انخرطت أعداد كبيرة من المسيحيين في صفوف الدولة ،فكان الوزراء وكتبة الدواوين وأطباء البالط ومجموعة كبيرة من الشعراء واألدباء من المسيحيين، حتى أن فري ًقا من أتباع الكنيسة المارونية وفري ًقا من أتباع الكنيسة السريانية األرثوذكسية تساجال حول طرق اتحاد طبيعي المسيح -وھو الخالف الذي تفجّ ر في أعقاب مجمع خلقيدونية عام 451 -أمام الخليفة معاوية بن أبي سفيان طالبين تحكيمه في الموضوع ،فأق ّر الخليفة رأي الموارنة ومنحھم كنائس كانت تابعة لألرثوذكس في حمص وحماه ومعرة النعمان ].[69ونملك اليوم ،قوالً يوّ صف تلك المرحلة نقالً عن الجاثليق إيشوعھيب الثالث جاثليق بابل وتوابعھا لكنيسة المشرق]:[70 إنھم ليسوا أعداء النصرانية ،بل يمتدحون ملتنا ،ويوقرون قسيسينا وقديسنا ،ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا. ويقول ھنري المنس أن أكثرية بالد الشام في ختام العصر األموي سيّما في القرى واألرياف كانت مسيحية سوا ًء أكانت سريانية أم عربية[71]،واستمر العباسيّون بھذه السياسة التسامحيّة في عصرھم األول ،وقد جاء في »المنتجب العاني« لمؤلفه أسعد علي أن الخلفاء كانوا يحتلفون باألعياد المسيحية كعيد الميالد وأحد الشعانين حتى في قصر الخليفة ،فيضع الخليفة وحاشيته أكللة من زيتون ويرتدون المالبس ].[72ولع ّل أبرز الدالئل الفاخرة ،وقد بنيت في بغدادكاتدرائيتان مع تشييد المدينة ][72 والشواھد عن التعايش الديني والعيش المشترك أشعار أبي زيد الطائي واألخطل التغلبي كذلك ما رواه ابن فضل العمري بكتابه »مسالك األبصار« وما جاء في
كتاب »مسالك الممالك« من وصف للحياة بين المسلمين والمسيحيين في البالد التي زارھا ،وقد نقل في كتابه ذاته أنه الرھا العباسية وجوارھا كان ھناك ثالثمائة دير ].[73ومن الثابت أن األخطل نفسه كان قاضيًا لقبيلة بكر بن وائل المسلمة ،وأنه "إذا دخل المسجد وقف له المسلمون احترامًا" ،وكانت مجالس اللھو والغناء تض ّم ً وعددا من المجالس العامة .وھو ما تد ّل مسيحيين ومسلمين وكذلك حمامات السوق ضا كتابات المؤرخين السريان كالتلمحري وميخائيل الكبير وغيرھما ،فضالً عليه أي ً عن مراسالت طيموتاوس بطريرك النساطرة الذي جمعته صداقة مع أبي جعفر المنصور حتى لقبه »أبي النصارى« ،ويذكر أي ً ضا عد ٌد من الخلفاء واألمراء والوالة كانوا يقيمون خالل تنقالتھم في األديرة وقد سجلت أديرة الرصافة ودير زكا ودير القائم قرب البوكمال زيارات لخلفاء عباسيين ].[74 على أن بعض الشعراء أمثال الفرزدق وجرير ھجوا المسيحية والمسيحيين ،ويمكن أن يعيّن المتوكل على Rكصاحب الفضل في بدء سلسلة االضطھادات على األقليات الدينية في الدولة العباسية [75] ،ونظيره الحاكم بأمر Rفي الدولة الفاطمية :فھدمت الكنائس وعلى رأسھا كنيسة القيامة ومنع أبناء ھذه األديان من ركوب الخيل ومزاولة بعض األنشطة التجارية واالقتصادية أو اإلقامة في دور مرتفعة ،ومنعوا من إطالة شعرھم وأمروا بارتداء ألبسة مميزة صفراء اللون وعسلية األكمام ،وأضاف المتوكل لھا عام 854قوانين أخرى منھا "وضع تماثيل لشياطين" أمام أبواب بيوت المسيحيين ومنع وضع شواھد لقبورھم فضالً عن مضاعفة الجزية ،وإسقاط عقوبة المسلم الذي يقتل مسيحيًا واالكتفاء بنصف ديّة[76] ،وكل ھذا "بھدف اإلذالل ال غير" [77] ،كما أنھم تحولوا إلى رعايا من الدرجة الثانية وغابت سيادة القانون ،فكان البدو يقتحمون الكنائس واألديرة لسلبھا على ما يذكر المؤرخ ابن بطريق والمسعودي وغيرھما .وكانت إحدى نتائج ذلك، تحول عائالت وقبائل بكاملھا نحو اإلسالم ،وھجرة المسيحيين من المدن نحو الريف وبعضھم نحو الجبال ،وھكذا أخذ الموارنة بالنزوح من وادي العاصي باتجاه جبال لبنان ،وكذلك سجلت حركات ھجرة مسيحية نحو طور عابدين وماردين وغيرھا من األماكن المنعزلة [78] ،كما يحدد القرن العاشر موع ًدا النقراض األسقفيات واألبرشيات العربيّة وبالتالي اندثار المسيحية بين القبائل العربية ،وذھب بعض فقھاء الشافعية والمالكية إلسقاط صفة" أھل الكتاب "عن المسيحيين [79] ،وحده اإلمام األوزاعي الملقب "إمام أھل الشام" ومن بقي من طلبته ،استنكر كما يقول فيليب حتي" بجرأة أدبية منقطعة النظير" ھذه اإلجراءات التمييزية ،وعارض
فتاوى المالكية والحنفية من حيث التدابير الصارمة بحق "المشركين" نظير قطع أشجارھم وھدم كنائسھم وتخريب بيوتھم].[80 قبة "قيامة يسوع" في كنيسة القيامة. خالل القرنين الحادي والثاني عشر ،كانت بالد الشام تعاني من حروب أھلية بين األمراء السالجقة ،واالنھيار االقتصادي وفقدان األمن بين المدن واستقرار قبائل تركمانية وكردية في مناطقھا الشمالية ،وصراعات طائفية بين السنة والشيعة واإلسماعيلية والعلوية ،وبالمختصر كانت البالد منھكة ،وفي ھذه الظروف قدمت الحمالت الصليبية واحتلوا الساحل الشامي ،فقوبلوا بعطف المسيحيين وال مباالة شيعة الفاطميين والسنة السلجوقيين .لم يتعامل جميع مسيحيي الشرق مع الصليبيين :الكنيسة الملكية في إنطاكية والتي كان األمويون قد سمحوا بعودة بطاركتھا وأساقفتھا في عھد ھشام بن عبد الملك عام 742بعد شغور دام حوالي قرن وكان مركزھا الجديد دمشق ،لم تبد أي عالقة مباشرة مع الصليبيين باستثناء مناطق صافيتا ووادي النصارى ذات الغالبية من ھذه الكنائس على تخوم إمارة أنطاكية وإمارة طرابلس ،يذكر أي ً ضا أن الكنيسة الملكية كانت أولى الكنائس "المستعربة" من ناحية اللغة الطقسية والثقافة مع حفاظ على شيء من تقليدھا اليوناني -اإلغريقي؛ الموارنة وقعوا في حرب أھلية أواسط القرن الثاني عشر بين مؤيد للصليبيين سكن الساحل ومعارض لھم سكن الجبال حتى اغتالوا أمير طرابلس عام ، 1128ويذكر أن الموارنة قد استفادوا من الحقبة الصليبيبة بتشييد الكنائس بحرية أكبر في أماكن تواجدھم وإدخال قرع األجراس إيذا ًنا بالصالة إذ كان الفاطميون قد منعوا ھذه الطقس على المسيحيين ].[81في القدس أعاد الصليبيون ترميم وتوسعة كنيسة القيامة وعدد من الكنائس الھامة كالمھد والبشارة وجبل الزيتون وأسسوا كنيسة مستقلة ال تزال إلى اليوم تتبع الطقس الالتيني وتعرّف نفسھا منذ إعادة تأسيسھا أواسط القرن التاسع عشر بالھوية العربية[82] ،أما البطريركية الملكية في القدس فقد تضررت من قيام البطريركية الالتينية ،وعادت إليھا بعد زوال مملكة بيت المقدس رعاية أغلب األماكن المقدسة في فلسطين وفق العقائد المسيحية ،وھذه البطريركية كالبطريركية الملكية األخرى في أنطاكية ،تبنت اللغة العربية في طقوسھا باكرً ا ،وأعاد البعض ذلك للعھد األموي ذاته ].[83أما في مصرفقد رفض األقباط أي نوع من العالقة مع الوافدين ].[84وھكذا يمكن أن يستخلص أنه مع انقراض المسيحية العربية الصرفة ممثلة بالقبائل ،إال أنه وخالل فترة تتراوح بين خمسة إلى سبعة قرون من التفاعل والتأثير المتبادل مع الحضارة
العربية التي جلبھا المسلمون وساھم مسيحيون سريا ًنا وعربًا في بنائھا ،أخذت كنائس وطوائف مسيحية باعتناق الھوية العربيّة ،ممثلة أوالً باللغة العربية في الطقوس والليتورجيا بدرجات متفاوتة وكذلك الحال بالنسبة للمخاطبة اليومية ،وكان من بين ھذه الكنائس خالل تلك الفترة المبكرة نو ًعا ما الملكيون في أنطاكية والقدس والموارنة في جبل لبنانواألقباط في مصر].[85 في ظل الدولة العثمانية][ مصطفى الثاني ،صاحب مرسوم منع المسيحيين من السير في وسط الطريق، وإلزامھم السير على جانبيه. ورث العثمانيون عن المماليك حكم بالد الشام عام 1516ومصر عام ، 1517كان المماليك في المرحلة الثانية من حكمھم قد انتھجوا سياسة معتدلة تجاه المسيحيين من عرب وغير عرب ،على عكس ما كان سائ ًدا في مرحلة تداعي الممالك الصليبية في الشرق من سقوط أنطاكية عام 1268وحتى سقوط عكا عام ] 1291.[86][87أما نظام الملل العثماني الذي كان موجو ًدا في الدولة منذ فتح القسطنطينية عام 1453فھو حسب رأي المستشرق األلماني كارل بروكلمان قد كفل للمسيحيين ،بعد تقسيمھم حسب الطوائف إلى ملل ،كامل الحرية الدينية والمدنية ،خصو ً صا مع التعديالت الالحقة خالل فترات إصالح الدولة؛ ][88وكان رؤساء الطوائف ال يعتبرون الرؤساء الروحيين فقط لطوائفھم بل الرؤساء المدنيين أي ً ضا ،يُسيرون القضاء وشؤون اإلرث وسائر األحوال الشخصية ألبناء الطائفة وفق الشرائع الخاصة بھا ،وإن كان ذلك قد نوّ ه له بعض المؤرخين أنه نقطة سلبية ساھمت في ازدياد "التكتل الطائفي" داخل الدولة].[89 لعل أحد أبرز التطورات على الصعيد الكنسي خالل العصر العثماني ،الخصومة الطائفية بين الكاثوليكية واألرثوذكسية ،فمنذ القرن السابع عشر حاولت الكنيسة الكاثوليكية التوصل لصيغ اتفاق مع الكنائس األرثوذكسية بھدف "إعادة الوحدة المسيحية" وأسست بموافقة السلطنة أعدا ًدا من األديرة التابعة للرھبنات الكبرى في بالد الشام واإلسكندرية على وجه الخصوص ،وقد أدت ھذه البعثات الكنسيّة ال
إلى "إعادة الوحدة" بل إلى "خلق" طوائف جديدة عرفت باسم" الطوائف الكاثوليكية الشرقية" ،فتأسست بطريركية للملكيين الكاثوليك وأخرى التينية في القدس وثالثة لألقباط الكاثوليكومثلھا للكلدان والسريان الكاثوليك واألرمن الكاثوليك . كان لبطريرك الملكيين في إسطنبول وھو يتبع األرثوذكسية الشرقية حظوة كبيرة في البالط السلطاني ،ولذلك فقد أبى السالطين في البداية تحت ضغط البطريركية االعتراف بالطوائف الجديدة ،بل إن في مناطق مثل دمشق وحمص وحلب وبيت لحم وبيت جاال تعدى األرثوذكس على الكنائس المنشقة وسيطروا عليھا بالقوة [90] ،وفسح ذلك المجال أمام الدول الغربية سيّما فرنسا والنمسا للضغط على السلطان لالعتراف بالطوائف وتثبيت رؤسائھا ،سيّما كنيسة الملكيين الكاثوليك في أنطاكية لكونھا أكبر الكنائس ،لكن السلطان لم يصدر أي فرمان ينظم األوضاع الجديدة ،واستم ّر الحال على ما ھو عليه بين أخذ ورد سنين طوال حتى عام 1763خالل عھد مصطفى الثالث حين أصدرشيخ اإلسالم فتوى تنصّ على أنّ انتقال المسيحي من مذھب إلى آخر ال يغير من وضعه كأحد أفراد "أھل الذمة الذين تربطھم بالمسلمين العھود والمواثيق" ما دام مسيحيًا[91] ،ورغم نص الفتوى فإن السلطان لم يتخذ أي قرار أو فرمان تنفيذي لھا واستم ّر الوضع على ما ھو عليه حتى 1830حين قام السلطان محمود الثاني بإصدار فرمان بتعيين "بطريرك مدني" يدير شؤون كاثوليك الدولة عدا الموارنة. وكان قبل ھذا الفرمان على أتباع ھذه الطوائف الغير معترف بھا ،العودة في أحوالھم الشخصية بما فيھا دفن الموتى ،إلى األساقفة األرثوذكس وما يرافق ذلك من مضايقات ورفض وابتزاز ].[92االعتراف الرسمي جاء على خلفية سياسية، ففي 15أبريل 1834اعترف الباب العالي بالملة اإلنطاكية الملكية الكاثوليكية وتبعھا االعتراف بسائر الملل األقل عد ًدا ،وتم اللقاء بين السلطان وبطريرك الروم الكاثوليك ،الذي انتقل إلى دمشق بعد أن كان محتميًا لدى آل شھاب في لبنان ،ويعيد عدد من المؤرخين سبب التثبيت بھدف خلق نوع من االرتياح الشعبي بعد دخول البالد في طاعة محمد علي باشا ].[93ثم عاد في 7يناير 1848وأصدر فرما ًنا آخر بمنح البطاركة الكاثوليك حق القضاء المدني ألبناء طوائفھم أسوة بالمعمول لدى األرثوذكس والموارنة ،وبالتالي أنھي دور "البطريرك المدني" الذي ابتدعه محمود الثاني ].[94ولع ّل أكثر المناطق التي احتدمت بھا الخصومة ھي في فلسطين ،ويشھد واقع كنيسة القيامة المقسم إلى قسم أرثوذكسي شرقي برعاية البطريركية الملكية في القدس وقسم أرثوذكسي مشرقي يشرف عليه األرمن وقسم كاثوليكي يشرف عليه الفرنسيسكان وبطريركية القدس الالتينية دليالً ساط ًعا على ذلك ،يضاف إلى ذلك،
أن عائلتين مسلمتين تقومان بحفظ مفاتيح الكنيسة منذ أيامعمر بن الخطاب ،ومن غير المعروف سبب ذلك سوى أنه في إطار "التعايش اإلسالمي ً قسطا كبيرً ا من الجدال حول أحقية االحتفاظ المسيحي"[95] ،غير أنھا وفرت بالمفاتيح بين مختلف الطوائف].[96
كاتدرائية مار إلياس المارونية في حلب وقد بنيت عام1876. ھناك قضية أخرى ترتبط بالمسيحيين خالل العھد العثماني وھي قضية االمتيازات األجنبية للمسيحيين ،علمًا أن تطبيقھا اقتصر عمليًا على بالد الشام ولم تشمل مصر والعراق؛ بدأت االمتيازات منذ أواخر عھد سليمان القانوني وبلغت ذورتھا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ،وكانت ھذه االمتيازات تقدم حقوق التقاضي أمام المحاكم القنصلية األوروبية وإمكانية استعمال البريد والبرق التابعة للقنصليات مجا ًنا ،والتعلم في مدراس القنصليات أو الھيئات الواقعة تحت حمايتھا مجا ًنا أي ً ضا أو السفر نحو أوروبا بھدف الھجرة أو الدراسة على نفقة القنصلية واإلعفاء من الضرائب في النشاطات التي أعفت الدولة العثمانية مواطني الدولة الموكولة حماية الطائفة المعينة من الضرائب].[97وكانت أولى الطوائف التي منحت االمتيازات ھي الكنيسة المارونية في أبريل ، 1649وتالھا حماية فرنسا والنمسا لسائر الطوائف الكاثوليكية واإلمبراطورية الروسية للطوائف األرثوذكسية الشرقية وإنكلترا لإلنجليكان واألقليات البروتستانتية].[98
في القرن التاسع عشر حاول السالطين العثمانيون تحديث دولتھم لتكون دولة مدنية تضاھي دول أوروبا ،وأقروا في سبيل ذلك سلسلة من الفرمانات الھامة أبرزھا فيما يتعلق بوضع المسيحيين" الخط الھمايوني "الذي نصّ ألول مرة على تجريم "التعييرات واأللفاظ المميزة التي تتضمن تدني صنف عن آخر من صنوف التبعة العثمانية بسبب المذھب" معل ًنا "المساواة بين المسلمين وغير المسلمين" وإلغاء الجزية والسماح للمسيحيين التطوع في الجيش وشملھم بالخدمة العكسرية اإللزامية ،كما سمح بحرية بناء الكنائس في المناطق المسيحية أو ذات الغالبية المسيحية واحتفظ في المناطق المختلطة بموافقة سلطانية مسبقة ].[99وعندما صدر الدستور العثماني جرّم بدوره التمييز وأكد على معاملة المواطنين معاملة واحدة[100] ،قبل ذلك كان يلزم المسيحيين في المدن الكبرى أن يسيروا على جانبي الطريق وليس في وسطه ،وأال يسكنوا دورً ا مرتف ًعا وأال يرتدوا عمائم أو صوف أو جوخ وفق قرار صادر عام ، 1678غير أن ذلك لم يعق المسيحيين كثيرً ا لتركز غالبيتھم في الريف الخاضع بنسب أقل من المدن لسيطرة السلطة المركزية].[101
األمير عبد القادر الجزائري يأوي المسيحيين الدمشقيين في دارته بدمشق أبّان الفتنة الكبرى بين المسيحيين والدروز ،والتي ُھ ّجر على أثرھا عدد من العائالت. في عام 1860وقعت في جبل لبنان" الفتنة الكبرى "وھي المرحلة الثالثة بعد مجازر بحق مسيحيين أقل حجمًا عامي 1840و ١٨٤٥ارتكبھا دروز ،ويقول المؤرخ اللبناني األب بولس صفير أن التعمق في الفتنة ال يفضي إلى إيجاد سبب مقنع لھا، ولذلك ففي رأيه ھذه "فتنة مدبرة"[102] ،بدأت من جبل لبنان
في أبريل 1860وأقدم خاللھا مشايخ دروز على تسليح أبناء طائفتھم عن طريق الوالي العثماني خورشيد باشا الذي دعم الدروز ولم يبد أي فعل خالل المذابح التي شملت ٢٦٠٠نسمة في دير القمر و ١٥٠٠نسمة في جزين و١٠٠٠ في حاصبيامن الروم األرثوذكس وفي راشيا 800نسمة ،وفي 8يوليو و٩ يوليو وصلت األحداث إلى دمشق ومدن أصغر حجمًا مثل زحلة والالذقية بين مسلمين ومسيحيين وبلغ مجمل عدد القتلى ١٠،٠٠٠قتيل من المسيحيين وكانت الخسارة في األمالك أربعة ماليين جينه إسترليني ذھبيإلى جانب اعتناق قرى بأكملھا لإلسالم في الجليل األعلى وصيدا وصور ھربًا من اإلبادة كما فتحت األحداث باب الھجرة المسيحية من الشرق ].[102عمومًا يتفق المؤرخون أن السلطان قد راعه ما حدث ،وأن تواطئ الوالي العثماني ال يعني بالضرورة تورط الدولة ،ھذا ما يترجم فعليًا باإلجراءات التي اتخذتھا الدولة فقد ع ّين السلطان عبد المجيد األول ،فؤاد باشا حاكمًا على الشام مخوالً بصالحيات استثنائية ،لرأب الصدع الذي حصل في المجتمع ولتفادي أي تدخل أوروبي ،وقد قاد فؤاد باشا حملة اعتقاالت بحق المتورطين بالمذابح ضد المسيحيين ،فأعدم رميًا بالرصاص ١١١ صا ،وشنق ٥٧آخرين ،وحكم باألشغال الشاقة على ٣٢٥شخ ً شخ ً صا ونفى ١٤٥؛ وكان بعض المحكومون من كبار موظفي الدولة في الشام ].[103كما يذكر دور مسلمي لبنان ودمشق برعاية المسيحيين الفارين من المذابح ومساعدتھم ،كاألميرعبد القادر الجزائري الذي فتح قلعة دمشق أمامھم ،وقد أفضت المجازر إلى ميالد متصرفية جبل لبنان. أما في مصر فقد نعم األقباط والملكيون "بالصفاء والسالم"[104] ،وكان الحال كسائر أنحاء الدولة من الناحية القانونية ،ينظم المسيحيون أحوالھم الشخصية بما يتفق مع األحكام الروحية للطوائف غير أن تنظيم ھذا القانون لدى األقباط قد تأخر حتى[101] ، 1718كما تم إلغاء فرمان سابق صدر عام 1678ينصّ على وضع مسيحيي مصر حلقتين حديديتين حول رقابھم واليھود لحلقة واحدة لتميزھم مستعي ًدا بذلك ما أقره الحاكم بأمر Rساب ًقا وھذا ما يفسر بكونه "عنصرية تجاه المسيحيين"[101] ،ويجدر بالذكر أي ً ضا أن األقباط في المدن الكبرى خالل العھد العثماني أخذوا يتجمعون في أحياء خاصة كما روى الرحالة وفي ذلك إحدى مميزات الشخصية القبطية ،واشتھروا بمھن الصاغة والخياطة والنجارة ].[101وفي المجلس االستشاري الذي عيّنه محمد علي باشا لمساعدته في إدارة شؤون البالد كانت حصة األقباط خمسة مقاعد من أصل سبعة عشر ،وبعد تأسيس الخديوية المصريّة أسس المجلس الملي العام كھيئة علمانية مساعدة في إدارة
شؤون الطائفة ،وتولى بطرس غالي رئاسة الوزارة في مصر عام 1908بعد أن شغل مناصب وزارية لفترات طويلة في السابق ،كغيره من أقباط مصر. النھضة العربية][ مقالة مفصلة :نھضة عربية
النھضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بدأت في أعقاب خروج محمد علي باشا من بالد الشام عام 1840وتسارعت وتيرتھا أواخر القرن التاسع عشر ،وكانت بيروت والقاھرة ودمشق وحلب مراكزھا األساسية ،وتمخض عنھا تأسيس المدارس والجامعات العربية والمسرح والصحافة العربيين وتجديد أدبي ولغوي وشعري مميز ونشوء حركة سياسية نشطة عرفت باسم "الجمعيات" رافقھا ميالد فكرة القومية العربية والمطالبة بإصالح الدولة العثمانية ثم بروز فكرة االستقالل عنھا مع تعذر اإلصالح والمطالبة بتأسيس دول حديثة على الطراز األوروبي؛ كذلك وخالل النھضة تم تأسيس أول مجمع للغة العربية وإدخال المطابع بالحرف العربي ،وفي الموسيقى والنحت والتأريخ والعلوم اإلنسانية عامة فضالً عن االقتصاد وحقوق اإلنسان، وملخص الحال أنّ النھضة الثقافية التي قام بھا العرب أواخر الحكم العثماني كانت نقلة نوعية لھم نحو حقبة ما بعد الثورة الصناعية[105] ،وال يمكن حصر ميادين النھضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بھذه التصنيفات فقط إذ إنھا امتدت لتشمل أطياف المجتمع وميادينه برمته[106] ،ويكاد يع ّم االتفاق بين المؤرخين على الدور الذي لعبه المسيحيون العرب في ھذه النھضة سوا ًء في جبل لبنان أو مصر أو فلسطين أو سوريا ،ودورھم في ازدھارھا من خالل المشاركة ليس فقط من الوطن بل في المھجر أي ً ضا ].[107يذكر على سبيل المثال في الصحافة سليم العنجوري مؤسس »مرآة الشرق« عام 1879وأمين السعيل مؤسس مجلة الحقوق وجرجس ميخائيل فارس مؤسس »الجريدة المصرية« عام 1888واسكندر شلھوب مؤسس مجلة السلطنة عام 1897وسليم تقال وشقيقه بشارة تقال مؤسساجريدة األھرام[108] ،وفي فقه اللغة العربية يذكر إبراھيم اليازجي وناصيف
اليازجي وبطرس البستاني .وفي الوقت ذاته دخلت إلى حلب على يد المطران مالتيوس نعمة المطبعة األولى بأحرف عربية إلى بالد الشام واستمرت في الطباعة حتى 1899.من جھة أخرى ،ساھم المسيحيون العرب في مقارعة سياسة التتريك التي انتھجتھا جمعية االتحاد والترقي وبرز في حلب على وجه الخصوص المطران جرمانوس فرحات والخوري بطرس التالوي ،وتأسست المدرسة البطريركية في غزير التي خرجت عد ًدا وافرً ا من أعالم العربية في تلك المرحلة[109] ،ولعبت الجامعات المسيحيةكجامعة القديس يوسف والجامعة األميركية في بيروت وجامعة الحكمة في بغداد وغيرھا دورً ا رياديًا في تطوير الحضارة والثقافة العربية].[110وفي العراق نشط األب أنستاس ماري الكرملي، وفي األدب يذكر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين الريحاني وشفيق معلوفوإلياس فرحات .وفي السياسة يذكر نجيب العازوري وشكري غانم ويعقوب الصروف وفارس نمر وبطرس غالي في لبنان ومصر .ونظرً ا لھذا الدور المسيحي المتزايد في السياسة والثقافة ،بدأت الحكومات العثمانية تحوي تبا ًعا وزرا ًء من المسيحيين العرب ومنھم آل ملحمة في لبنان .وفي المجال االقتصادي، برز عدد من العائالت المسيحية ومنھم آل سرسق وآل خازن وآل بسترس في الشام وآل السكاكيني ،وآل غالي وآل ثابت فيمصر[111] ،وھكذا فإن الشرق العربي قاد بمسلميه ومسيحييه نھضة ثقافية وقومية بوجه االستبداد الذي شكلت ركيزته جمعية االتحاد والترقيوسياسة التتريك ،ورسخت ھذه النھضة كما يرى بولس نعمان "المسيحيين العرب كأحد أعمدة المنطقة وليس كأقلية على ]".[112 ". ھامشھا واقع المسيحيين في الدول العربية][ ال بد من اإلقرار بأن المخاوف المسيحية لھا ما يبررھا ،وأنھا مخاوف غير مصطنعة وغير مبالغ فيھا ،وأنھا غير موحى بھا من خارج ،وأنھا ال تعكس مشاعر ضعف االنتماء إلى الجماعة الوطنية وال تعبر عن الثقة باألنظمة القمعية التي تستھدفھا حركات التغيير ،وال عن الرضى بسياساتھا القمعية االستبدادية ،ولكنھا تعبر عن مشاعر حقيقية وجادة من احتماالت ليّ ذراع حركات التغيير بحيث تمكن متطرفين إسالميين من القفز إلى مقاعد السلطة.
—محمّد السماك ،أمين اللجنة العامة للحوار اإلسالمي المسيحي في لبنان].[113 األردن واألراضي الفلسطينية وإسرائيل][ مسيحيون فلسطينيون المسيحية في األردن
مسيحيون فلسطينيون في استقبال البابا بندكت السادس عشر في الناصرة. أغلب مسيحيي األردن واألراضي الفلسطينية وإسرائيل من العرب يتبعون بطريركيتي القدس األولى للروم األرثوذكس وھي أقلية كبيرة في فلسطين وإسرائيل وأغلبية في األردن والثانية التينية بالتعاون مع الرھبنة الفرنسيسكانية لحماية األراضي المقدسة وھي األغلبية في فلسطين واألقلية في األردن؛ يدير البطريركية
األرثوذكسية رھبان وكھنة وافدين من اليونان أما الرھبنة الالتينية يديرھا رھبان فلسطينيون وغيرھم من الوافدين حول العالم ،بينما تعتبر طائفة الروم الكاثوليك أكبر الطوائف في إسرائيل[114]،وتوجد أي ً ضا أقليات أخرى من الموارنة واألنجليكان وسواھم ].[115يشكل المسيحيون حوالي %٣ - ٢فقط من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة في حين يشكلون نحو %٣٠ - ٢٥من فلسطيني العالم ،أما في األردن فھم حوالي %٦من السكان ،و %٢في إسرائيل[116][117] ،وتعتبر الھجرة والتھجير إحدى الملمات التي أصابت مسيحيي جنوب بالد الشام عمومًا، فعلى سبيل المثال في أعقاب حرب ١٩٤٨التي أفضت إلى ميالد إسرائيل ،مُسحت عن الوجود قرى مسيحية بأكلمھا على يد العصابات الصھيونية وطرد أھلھا أو قتلوا ،وھكذا فإن كنائس اللد وبيسان وطبرية داخل إسرائيل حاليًا إما دمرت أو أغلقت بسبب عدم بقاء أي وجود لمسيحيين في ھذه المناطق ،يضاف إلى ذلك وضع خاص للقدس فأغلبية القدس الغربية كانت من مسيحيين قامت العصابات الصھيونية بمسح أحيائھا وتھجير سكانھا وإنشاء أحياء سكنية يھودية فيھا لتشكيل "القدس الغربية اليھودية" وھكذا فكما يقول المؤرخ الفلسطين سامي ھداوي أن نسبة تھجير العرب من القدس بلغت %٣٧بين المسيحيين مقابل %١٧بين المسلمين[115] ، مقابل ذلك ظھرت رعايا جديدة في الشتات الفلسطيني فكنيسة عمان التي كانت تعد بضع مئات وصلت إلى عشرة آالف نسمة نتيجة التھجير ،ونشأت تسع كنائس جديدة في الزرقاء لالتين وحدھم ] .[118شطرت الحرب أي ً ضا سبل إدارة البطريركية ولجأ منذ عام 1949إلى تقسيمھا إلى ثالث فئات :نائب بطريركي يقيم في الناصرة إلدارة شؤون من تبقى من المسيحيين العرب داخل إسرائيل ،ونائب آخر في األردن ،واقتصرت سلطة البطريرك الفعلية على القدس وجوارھا فقط ] .[119سجلت أي ً ضا في أعقاب حرب ١٩٦٧مصادرة أمالك مدارس وكنائس بعد االحتالل اإلسرائيلي للضفة ،ومزيد من التھجير ،في حين استمرت الھجرة نحو أوروبا والعالم الجديد كإحدى أبرز موبقات المسيحية في جنوب بالد الشام خالل المرحلة الراھنة ،ولعل التدھور االقتصادي في األراضي الفلسطينية إلى جانب االحتالل أحد أبرز عوامل الھجرة.
احتفاالت مسيحيون فلسطينيون بساحة كنيسة المھد في بيت لحم. يدير المسيحيون في المناطق الثالث عد ًدا من المدارس ومراكز النشاط االجتماعي ومستشفيات وسواھا ھي ثلث الخدمات الطبية في الضفة الغربية على سبيل المثال؛ وقد برز من مسيحيي عرب ٤٨عدد من رجال الدين امثال المطران عطاc حنا والبطريرك ميشيل صباح والسياسييين من امثال إميل حبيبي ،توفيق طوبي وعزمي بشارة الذين طالبوا بحقوق العرب داخل الخط األخضر وقد نشط المسيحيون على وجه الخصوص في الجبھة الديموقراطية للسالم والمساواة وحزب التجمع الوطني الديمقراطي؛ أما في األراضي الفلسطينية يخصص %١٠من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني للمسيحيين الذين يرتكزون في بيت لحم وبيت جاال وبدرجة أقل في رام Rوبيرزيت والبيرة وسائر المدن الفلسطينية [115][120] ،وبرز عدد وافر من الشخصيات التي انخرطت في الساحة الفلسطينية السياسية امثال جورج حبش مؤسس الجبھة الشعبية لتحرير فلسطين وحنان عشراوي وكمال ناصر ،كما تمتلك ١٠عائالت مسيحية ثلث اقتصاد قطاع غزة ،وفق ما صرح به المنسيور األب منويل مسلم لقناة
العربية [121] ،أما في إسرائيل فأغلب المسيحيين العرب يعيشون في الناصرة تليھا حيفا وعكا ،وبعض قرى الجليل األخرى إما بشكل منفرد أو اختال ًطا بالمسلمين والدروز [115] ،مع وجود نسب أقل في سائر المدن سيّما القدس وتل أبيب ويعاني المسيحيون العرب في إسرائيل من التمييز االجتماعي واالقتصادي والسياسي من أوجه متعددة ويشرف على شؤونھم الحكومية وزارة األديان اإلسرائيلية [122] ،ويعتبرون األكثر تعلمًا بين اليھود والمسلمين والدروز حيث أن %٦٨من المسيحيون ھم من حملة الشھادات الجامعية[123][124] ،ولدى المسيحيين العرب أعلى نسبة أطباء وأعلى نسبة نساء أكاديميات في إسرائيل مقارنة ببقية شرائح المجتمع اإلسرائيلي [117][125] ،وھم األقل إنجابًا لألوالد[126] ، كما أن وضعھم االقتصادي -االجتماعي األفضل بين عرب [127][128] ،٤٨ أما في األردن حيث يخصص %١٠من مقاعد مجلس النواب األردني للمسيحيين فلھم حضور فاعل ومؤسسات ومدارس عديدة وبرز عدد وافر من الشخصيات المسيحية منذ نشوء اإلمارة عام 1920على الصعيد العسكري واالقتصادي والثقافي واالجتماعي [129] ،ويعتبر األردن الدولة العربية الوحيدة التي زارھا ثالثة بابوات كاثوليك ھم بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وبندكت السادس عشر [129] ،وال قيود على إنشاء الكنائس أو المؤسسات الكنسية في البالد ،وعمومًا تصنف األقلية المسيحية في األردن على أنھا "أقلية ناجحة" [129][130] ،وعلى الصعيد االقتصادي فحسب جريدة فاينانشيال تايمز يمتلك ويدير المسيحيين نحو ثلث اقتصاد األردن].[131
سوريا والعراق][ المسيحية في العراق
دير مار جرجس البطريركي في مشتاية. كان مسيحيو سوريا يشكلون نحو %٣٠من السكان مطلع القرن العشرين ،وترتفع نسبتھم في دمشق وحمص والالذقية والجزيرة الفراتية لتتجاوز ثلث السكان[132] ،في حين انتشروا بمقدار أقل في حلب وحماة وإدلب .لعب كثيرون من مسيحيي البالد دورً ا ثقافيًا وفكريًا ھامًا ونشطوا في العمل السياسي والنضال خالل مرحلة االنتداب الفرنسي على سوريا .لع ّل المفكرين السوريين الثالثة الذين سطعوا خالل تلك المرحلة عاكسين التنوّ ع السياسي لدى المسيحيين ھم ميشيل عفلق وإلياس مرقص المنادين باالشتراكية والقومية العربية وأنطون سعادة المنادي بالقومية السوريّة وفارس الخوري الذي مثل الرأسمالية السورية المعتدلة من ناحية والموازنة بين الرابط القومي والرابط الوطني واستطاع تشكيل الحكومة مرات عديدة خالل رئاستي ھاشم األتاسي وشكري القوتلي .قوي مسيحيو البالد من خالل ھجرتين وافدتين األولى في أعقاب المجازر بحق األرمن والتي أفضت إلى استقرار أعداد كبيرة منھم في سوريا والثانية في أعقاب المجازر بحق اآلشوريين التي أفضت بدورھا إلى استقرار أعداد كبيرة منھم في الجزيرة الفراتية على وجه الخصوص
قادمين من العراق .غير أنه ومنذ منتصف القرن العشرين أصيبت المسيحية السوريّة بدورھا بالھجرة التي كان لھا بشكل رئيسي أسباب ثالثة: فمن ناحية كان أغلب المسيحيين من مالك األراضي والمستثمرين االقتصاديين وھو ما أمّن لھم حضورً ا فعّاالً في الساحتين االقتصادية واالجتماعية ومكنھم من المشاركة الحقيقية في صناعة القرار ،فعلى سبيل المثال %٧٥من الوكاالت التجارية األجنبية كانت بيد مسيحيين في منتصف القرن العشرين[133] ،لكن الدولة السوريّة اتجھت بعدثورة الثامن من آذار نحو السياسة االشتراكية ما عنى فعليًا تجريد المُالك من أمالكھم الخاصة وإنھاء المبادرات الفردية في السوق مقابل سيطرة الدولة ،ما أدى أوالً إلى فقدان الدور االقتصادي لمصلحة الدولة وثانيًا ھجرة الطبقة األكثر ثرا ًء وتھريب أموالھا معھا ،كانت المرحلة األولى من الھجرة تلجأ إلى لبنان وفي المرحلة الثانية انطلقت نحو المغترب البعيد].[133 العامل الثاني تمثل بمرتجعات الحرب األھلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975وتحوّ لت نوعً ا ما إلى اقتتال طائفي بين مكونات البالد من مسيحيين وسنة وشيعة ودروز .فتحت الحرب األھلية باب الھجرة للبنانيين عمومًا ومسيحيي لبنان خصو ً صا ،الذين تربطھم بمسيحيي سوريا عالقات قرابة وتجاور .لذلك فإن الھجرة اللبنانية دفعت بشكل أو بآخر إلى تشجيع الھجرة السوريّة .
العامل الثالث برز بتمرد اإلخوان المسلمين في سوريا والذي بدأ عام 1979على يد "الطليعة المقاتلة" الجناح العسكري للحركة واستم ّر حتى 1982وتمركز في حماة وامت ّد نحو مناطق ومدن سوريّة مختلفة ،وكان من نتائج تصاعد التطرف
الديني لدى الحركة وما رافقه من خطابات وعمليات طائفية ،تزايد الھجرة بشكل متسارع ،إلى درجة أن الدولة السوريّة قامت في أواسط الثمانينات بمنع إصدار تأشيرات الخروج لمسيحيي البالد].[134 حاليًا تتراوح نسبة مسيحيي سوريا بين %١٠ - ٨من السكان[135] ،يتركزون في الجزيرة الفراتية ووادي النصارى والمدن الكبرى كحلب ودمشق والالذقية وحمص ،وتكاد ال تخلو مدينة سورية من كنيسة. صدر عام 2006قوانين منظمة لألحوال الشخصية وفق الشرائع المسيحية على شكل ثالثة قوانين واحدة للطوائف الكاثوليكية وأخرى لألرثوذكسية الشرقية وثالثة لألرثوذكسية المشرقية ،قبل ذلك كان المسيحيون يتبعون قوانين األحوال الشخصية الخاصة بالمسلمين -وإن لم تنفذ فعليًا من ناحية تعدد الزوجات أو الطالق دون ً حفاظا على النص الدستوري الذي يساوي بين جميع موافقة السلطة الكنسية -وذلك المواطنين أمام القانون ،ثم أعيد تفسير النص بشكل سمح بإصدار قوانين خاصة لألحوال الشخصية حسب الطوائف؛ ][133أما في الحياة السياسية يشارك المسيحيون في العمل السياسي عن طريق الحكومة بثالث وزراء في الجبھة الوطنية ً عضوا في مجلس الشعب[133] ،وبرزت خالل االحتجاجات السورية التقدمية و١٧ سنة ٢٠١١شخصيات سوريّة مسيحية معارضة أمثال جورج صبرا وميشيل كيلو وسواھما .ومسيحيو سوريا متنوعون طائفيًا فھناك الروم األرثوذكس وھم األغلبية يليھم السريان األرثوذكس والروم الكاثوليك مع وجود جماعات مختلفة من الالتين والبروتستانت والموارنة والكلدان واآلشوريين والسريان الكاثوليك واألرمن، وتحوي حلب وحدھا عشر أبرشيات في حين تعتبر دمشق كرسي بطريركي ومقرً ا لثالث كنائس على مستوى العالم ھم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم األرثوذكس وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان األرثوذكس وبطريركية أنطاكية والقدس واإلسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك ،وأغلب مسيحيي سوريا على تنوّ ع مشاربھم يتكلمون العربية ،مع بعض االستثناءات المتعلقة بمنطقة معلوال مثالً حيث تستخدم اآلرامية الغربية وبعض قرى الجزيرة حيث تستخدم السريانية.
صورة تعود لبدايات القرن العشرين تصور احتفاال في مدينة الموصل شمال العراق. يعيش أغلب مسيحيي العراق الذين يشكلون حوالي %٣من عدد السكان خارج البالد وال توجد أرقام دقيقة عن نسبة المسيحيين العرب غير أنه باستثناء المسيحيون المنتمينللكنائس السريانية واألرمنية فإنه ال يتبقى سوى عدة آالف ممن قد يصنفون كمسيحيين عرب ].[136اتخذت األنظمة الحاكمة في العراق سياسة تعريب بلغت ذروتھا في السبعينيات من القرن العشرين عندما تم تصنيف جميع المسيحيين على أنھم عرب].[137كما دأب نظام صدام حسين على معاقبة الرافضين للتسجيل كعرب في اإلحصاءات الرسمية باستثنائھم من المعونات الغذائية والطبية بحسب برنامج النفط مقابل الغذاء وترحيل قرى بأكملھا من مناطق سكناھا ].[138تعود ھجرة مسيحيي العراق إلى بداية القرن العشرين بسبب مجزرة سميل في شمال العراق التي دعت عشرات اآلالف للنزوح لسوريا ،وبعد استقرار خالل منتصف القرن العشرين عادت ظاھرة الھجرة متأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية خصو ً صا بعد حصار العراق وحرب الخليج الثانية ،إال أن وتيرتھا تسارعت بشكل كبير في أعقاب غزو العراق عام 2003وما رافقه من انتشار لمنظمات متطرفة شيعية وسنيّة .على سبيل المثال ومع بداية صوم العذراء في 1أغسطس /آب 2004 تعرضت خمس كنائس للتفجير سويّة ،مسلسل تفجير الكنائس لم يتوقف بل استمر وتطور بحيث شمل محالت بيع المشروبات الكحولية والموسيقى واألزياء وصالونات التجميل ،وذلك بھدف إغالق أمثال ھذه المحالت ،كذلك تعرضت النساء المسيحيات إلى التھديد إذا لم يقمن بتغطية رؤوسھن على الطريقة اغتيال لعدد من المسيحيين بشكل اإلسالمية [132][139] ،وحدثت عمليات ٍ
عشوائي ] .[132المسيحية في العراق وعلى خالف سائر الدول العربية احتفظت بطابعھا األصلي ،فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل في بالد الشام ومصر ،وإن كان معظم أتباع ھذه الكنائس يجيدون العربية حاليًا كلغة تخاطب يومي سيّما في المدن الكبرى .أكبر كنيسة في العراق فھي الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ومقرھا ببغداد تليھا كنيسة المشرق اآلشورية التي نقل مركزھا من الموصل إلى شيكاغو بعد مجزرة سميل عام ١٩٣٣باإلضافة إلى تواجد للكنيسة السريانية األرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية. ھناك أقليات أخرى تتبع الروم الملكيين واألرمن والبروتستانت في العراق ].[139 أما بالنسبة للوضع السياسي ،فللعراقيين المسيحيين قانون أحوال شخصية خاص بھم ،وتعتبر السريانية لغة رسمية في المناطق التي يشكلون فيھا أغلبية في شمال العراق .يوجد عدد من األحزاب السياسية المسيحية [140] ،ويمثل المسيحيين العراقيين في البرلمان العراقي كل من الحركة الديمقراطية اآلشورية بثالثة مقاعد والمجلس الشعبي الكلداني السرياني اآلشوري بمقعدين].[141 مصر][
الكنيسة المعلقة أحد المق ّرات البابوية في القاھرة ويعود زمن بنائھا للقرن الحادي عشر.
ال يمكن تحديد نسبة المسيحيين في مصر وأغلبيتھم الساحقة من مؤمني الكنيسة القبطية األرثوذكسية مع وجود أقليات مختلفة من بطريركية اإلسكندرية للروم األرثوذكس والالتين والموارنة وغيرھم؛ آخر إحصاء وطني في البالد لحظ نسبة التمثيل الطائفي ولم يشمل المھجر ،وتعترف به الكنيسة ت ّم عام 1966خالل عھد جمال عبد الناصر ،حينھا نصّ اإلحصاء أن عدد المسيحيين نحو ٢مليون من أصل ٢٩مليون أي بنسبة %٧٫٢ترتفع لحوالي %٩بإضافة أقباط المھجر [142] ،اإلحصاء التالي عام ُ 1976 طعن في صحته خاصة أنه صدر في فترة توتر بين بطريركية اإلسكندرية ونظام أنور السادات إذ نصّ أن عدد األقباط ھو ٢٫٢مليون ،أي بالمقارنة مع اإلحصاء السابق لم يزد عدد مسيحيي مصر طوال عقد سوى ٢٠٠ألف نسمة مقابل زيادة عامة في عدد سكان مصر قدرت بستة ماليين ،رغم أنّ مسيحيي مصر ال مشكلة ھجرة لديھم بالمعنى المنتشر في بالد الشام والعراق وكذلك ال مشكلة في إنجاب األوالد[142] ،آخر تعداد شمل الطائفة أي ً ضا جرى عام 1986وأظھر أن نسبة المسيحيين %٥٫٩أي حوالي ٢٫٨مليون من أصل ٤٨مليون مصري حينھا ،وعلى أساس ھذا اإلحصاء ال تزال بعض الجمعيات المدنية واألحزاب السياسيّة تقيّم نسبة مسيحيي مصر ،محددين بذلك العدد الحالي من أصل ٨٠مليون بحوالي ٥ - ٤٫٥مليون نسمة[143] ،غير أن العديد من الجھات المستقلة تتھم نظامي أنور السادات وحسني مبارك بالتالعب في نسب اإلحصاء لمكاسب سياسيّة واجتماعية ،وعدد من الدراسات اإلحصائية العالمية تحدد النسبة بحوالي %١٠من السكان أي ٨مليون مصري من أصل ٨٠مليون؛ كتاب حقائق العالم ومعه وزارة الخارجية اإلمريكية في تقرير الحريات الدينية لعام 2007قالت أنه من الصعب تحديد عدد المسيحيين داخل مصر لكنھا تترواح بين ١١ - ٦مليون مصري ،أي بين %١٥ - ٨من مجموع السكان].[144][145][146 الدساتير المصريّة المتعاقبة بدءًا من دستور ١٩٢٣وحتى اليوم تنصّ على أن جميع مكونات المجتمع المصري ھي متساوية في الحقوق والواجبات[147] ،وصدر في 15أكتوبر 2011قانو ًنا مجرمًا للتمييز في البالد[148] ،رغم ذلك فإن تقرير الحريّات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية اإلمريكية قد فيّم مصر بكونھا دولة "منتھكة" لحقوق األقليات؛ ][149تقرير الحريات الدينية استند إلى ع ّدة معطيات تتواجد في مصر علمًا أنھا ال تتواجد في بلدان عربية مجاورة تتخذ مثل مصر الشريعة اإلسالمية مصدرً ا للتشريع كاألردن وسوريا ،ولعل أبرز ھذه القضايا تتمثل بقضية بناء الكنائس في مصر؛ حيث ال يزال التشريع المعتمد ھو الخط
الھمايونى الصادر عن الدولة العثمانية عام ، 1856ومن ثم أضافت إلى وزارة الداخلية المصرية عام 1934ما يعرف باسم "الشروط العشرة"[150] ،مرف ًقا بموافقة أمنية وموافقة المحافظ ،ويق ّدم األقباط ملفات عديدة تتعلق بتعويق ترميم كنائس أو بناء كنائس جديدة؛ ][151يدور الجدل حدي ًثا في مصر حول االنتھاء من ھذه القضية بوضع قانون جديد وعصري منظم لبناء الكنائس[152] ،علمًا أن دار اإلفتاء المصريّة أفتت بجواز بناء الكنائس في اإلسالم ،وھو ما يضع القضية في خانة السياسة أكثر من كونھا في خانة الدين].[153 المنحى الثاني من مناحي التمييز على أسس دينية يقول األقباط أي ً ضا أن الدولة تميّز بينھم وبين المسلمين في كثير من مناحي الحياة اليومية ،كتخفيض مدة الخدمة العسكرية ستة أشھر لمن يحفظ القرآن مقابل عدم وجود مثل ھذا االمتياز للمسيحيين[154] ،فضالً عن عدم وجود أو وجود نسبة قليلة ج ًدا في المسيحيين يشغلون مناصب ھامة ،كضباط في الجيش أو عمادات في الجامعات ،حتى في مجلس الشعب المصري عن دورة 2010يبلغ عدد النواب األقباط سبعة نواب فقط أي %١٫٥من مجموع المجلس ،وبعد أن عيّن الرئيس السابق حسني مبارك عد ًدا من النواب األقباط ضمن قائمة النواب المعينين حسب الدستور المصري فإن العدد ارتفع إلى أحد عشر نائبًا فقط أي %٢من مجموع المجلس ].[155علمًا أن أنور السادات ھو من ألغى عام 1979النظام الذي وضعه جمال عبد الناصر وراعى في تقسيم الدوائر االنتخابية أماكن كثافة األقباط السكانية ،بغية ضمان تمثيلھم].[156
شبّان مصريون يرفعون شعارات ترفض الطائفية وتؤكد المساواة بين المسلمين والمسيحيين.
ھناك قضية ثالثة تتمثل بالمواجھات الطائفية التي تحدث في مصر بين فنية وأخرى، وھي لم يعرفھا التاريخ المصري منذ أيام محمد علي باشا وحتى أيام محمد أنور السادات؛ ففي عام 1972وخالل رئاسة السادات وقعت أول اشتباكات طائفية عرفت باسم "أحداث خانكة" بعد أن أحرقت كنيسة غير مرخصة في فترة نشاط التطرف الديني في مصر[157] ،وبدالً من أن تحل األزمة ،تبادل السادات االتھامات مع البابا شنودة وساد الجفاء في عالقتھما[158] ،وانتھى األمر بالتشدد في قرارات تراخيص الكنائس أو ترميمھا؛ ثم تكررت ولألسباب نفسھا ،المواجھات الطائفية في أحداث الزاوية الحمراء عام 1980التي حوّ لت الجفاء بين البابا والرئيس إلى قطيعة ،وأفضت في النھاية إلى إصدار السادات قرار بعزل البابا شنودة الذي اعتكف في وادي النطرون[158] ،علمًا أن القوانين الكنسيّة تنصّ أن البطريرك ال يُعزل دون موافقة المجمع المقدس. ً حديثا ،ومع بداية 2011تم تفجير كنيسة القديسين في اإلسكندرية وأظھرت التحقيقات الالحقة تورط وزارة الداخلية المصرية في العملية[159] ،ھذا ما دفع للقول بأن النظام الصري السابق كان يلعب على ورقة إثارة النعرات الطائفية، وإقصاء المسيحيين عن المشاركة في الحياة العامّة ،وذھب البعض إلى كون البابا شنودة نفسه يحاول بناء ذاتية قبطية كنسيّة منفصلة عن الدولة ،ولعب دور سياسي في الشأن العام؛ ][160عمومًا فقد تكررت بعد ثورة ٢٥يناير عدد من المواجھات الطائفية كان أقساھا وآخرھا أحداث ماسبيرو في أكتوبر ، 2011وأسمتھا قناة العربية" حرائق سياسية تتنكر تحت عباءة الدين]".[161 وفي المقابل ال يمكن إغفال التعايش اإلسالمي -المسيحي في البالد ،وھو أحد »موروثات الثقافة المصرية« كما ص ّرح علي جمعة مفتي الديار المصرية[162] ،وال يمكن التغاضي أي ً ضا عن المشاركة المسيحية في النشاطات االجتماعية والثقافية واالقتصادية ،وقد ذكر تقرير حكومي عام 2007أن أكثر من %٣٠من االقتصاد المصري يديره أقباط وطبقا لتقديرات غير رسمية فثروة األقباط التقل عن %٥٠من حجم االقتصاد المصري[163] ،وأن %٢٢من شركات القطاع الخاص المصري التي تأسست خالل فترة التخلي عن االشتراكية بين عامي 1974و ١٩٩٥ھي ألقباط أي ً ضا [164] ،وعلى %٦٠ من الصيدليات و %٤٥من العيادات الطبية الخاصة[165] ،كما ويحتل ثالثة من االقباط رأس قائمة أغنى أغنياء مصر ،وذلك حسب التصنيف السنوى الذي تصدره مجلة فوربس].[166
لبنان][
جونيه. بموجب القوائم االنتخابية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية عام 2009فإن نسبة المسيحيين المقيمين في لبنان وتجاوزوا الحادية والعشرين من العمر تبلغ %٤٠من مجموع السكان[167]،حوالي %٦٠من الموارنة والباقي ائتالف أقليات مسيحية أخرى عمادھا الرئيس الروم األرثوذكسوالروم الكاثوليك واألرمن األرثوذكس . تمتع جبل لبنان بالحكم الذاتي منذ أواسط العھد المملوكيوذلك يعود لوعورة مسلكه وبعده عن السلطة المركزية في دمشق أو القاھرة واستم ّر الحكم الذاتي طوال العھد العثماني وكسب زخمًا إضافيًا مع قيام اإلمارة الشھابية التي اعتنق حكامھا المسيحيةوانضموا إلى الكنيسة المارونية في الھزيع األخير للقرن الثامن عشر ،ثم رُسخ دور المسيحيين اللبنانيين في أعقاب ميالد متصرفية جبل لبنان عام ، 1861التي كانت ممھدة الطريق نحو ميالد" دولة لبنان الكبير " عام 1920بعد جھود حثيثة لنيل االستقالل بذلتھا مختلف األطراف اللبنانية وعلى رأسھم البطريرك إلياس بطرس الحويك الذي ترأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر الصلح ورفض أي نوع من الفيدرالية مع سوريا .نالت الجمھورية اللبنانية استقاللھا عام 1943وولد مع االستقالل "الميثاق الوطني اللبناني" الذي نصّ على كون رئيس الجمھورية مارونيًا ورئيس الوزارة سنيًا ورئيس مجلس النوّ اب شيعيًا ،كذلك فقد وزعت المقاعد الوزارية مناصفة بين المسيحيين والمسلمين وسائر وظائف الفئة األولى اإلدارية واألمنية والعكسرية ،ولذلك فإن لبنان ال يعتبر الدولة الوحيدة في الوطن العربي التي يرأسھا مسيحي ،بل الدولة الوحيدة أي ً ضا التي يلعب فيھا
المسيحيون دورً ا فاعالً وأساسيًا في الحياة العامة؛ وخالل الفترة الممتدة بين 1943و ١٩٧٥شھد لبنان ازدھارً ا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا غير مسبوق حتى دعي "سويسرا الشرق" وما عاق ھذا التقدم ھو اندالع الحرب األھلية اللبنانية على أسس مذھبية في 13أبريل]1975.[168
نصب "سيدة لبنان" في حريصا المشيّد بجھود البطريرك الحويك عام ،1904مشر ًفا على بيروت. استمرّت الحرب اللبنانية خمسة عشر عامًا ،ولم تعد حرب لبنانيين بقدر ما كانت حرب آخرين على أرض لبنان ،فمن المعلوم على سبيل المثال أن الحرب بين عامي 1988و ١٩٩٠والتي كان قطبيھا سليم الحص وميشال عون كانت فعليًا حربًا بين النظامين السوري والعراقي ،فبينما دعم السوريون بواسطة الجيش السوري حكومة الحص زوّ د صدام حسين بقايا الجيش اللبناني مع ميشال عون بالمال والسالح .في 1990تم التوصل التفاق الطائف الذي أنھى الحرب األھلية ً محافظا على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وحافظ أي ً ضا على توزيع الرئاسات الثالث ونقل جزء من صالحيات رئيس الجمھورية إلى مجلس الوزراء مجتم ًعا ،محوالً بذلك البالد من النظام نصف الرئاسي إلى النظام البرلماني.
لع ّل أبرز سلبيات واقع المسيحيين في لبنان تتلخص أوالً بالتھجير الذي طال بعض المناطق ذي الغالبية المسلمة ،فعلى سبيل المثال ھجر مسيحيوا عاليه والشوف خالل حرب الجبل على يد ميليشيات الحزب التقدمي االشتراكي التابع لوليد جنبالط وقد أقفل ملف المھجرين بغالبه خالل مصالحة الجبل عام ،2000كذلك ھ ّجرت ميلشيات حركة أمل المسيحيين من مناطق شرق صيدا في الجنوب ومناطق أخرى .العامل الثاني تمثل بالھجرة إلى خارج لبنان بنتيجة انعدام األمن وانھيار االقتصاد ،وسوى ذلك االقتتال المسيحي -المسيحي كما حصل بين عون وجعجع في ما دعي" حرب اإللغاء "وقبالً بين جعجع وحبيقة وقبالً بين تيار المردة والقوات اللبنانية . وعمومًا فإن الھجرة ھربًا من الحرب والوضع االقتصادي قد أ ّدى في نھاية المطاف إلى كون عدد اللبنانين خارج وطنھم ضعفي عدد اللبنانيين داخل البالد[169] ،علمًا أن الھجرة سابقة للحرب ،فمنذ أواخر القرن التاسع عشر بدأت الھجرة[170] ، وتفاقمت مع مآسي الحرب العالمية األولى والمجاعة التي ضربت جبل لبنان وشمال سوريا أفضت إلى "موت ثلث الجبل وھجرة ثلثه وبقاء ثلثه على قيد الحياة"، ] [171العامل الثالث يتمثل بالتجنيس ،ففي عام 1994وفي ظل الھيمنة السورية على مفاصل الحياة السياسية في لبنان ،أصدرت الحكومة اللبنانية مرسومًا يقضي بتجنيس مئات آالف السوريين والفلسطينيين واإليرانيين الذين استقروا في لبنان خالل فترة الحرب ،وكان من آثار ذلك الديموغرافية في قضاء عكار على سبيل المثال ازدياد نسبة الطائفة العلوية %١٣٠٠والطائفة السنية %١٢٠في القضاء، وعلى مستوى لبنان انخفضت نسبة المسيحيين من %٤٨إلى ،%٤٠وفق جداول الشطب التي ال تشمل المغترب اللبناني].[172 الخليج والمغرب العربيين][
الكنيسة اإلنجيلية في دبي.
إثر النمو االقتصادي المحقق في دول مجلس تعاون الخليج العربي وفدت إلى ھذه الدول أعداد كبيرة من المغتربين حول العالم كان منھم أي ً ضا مئات اآلالف من الشوام والعراقيينوالمصريين ومن ضمنھم مسيحيون عرب .للمسيحيين الوافدين كنائس ومنظمات كنسيّة ومجالس لتنظيم شؤونھم في الكويت والبحرين واإلمارات العربية المتحدة وسلطنة عمانوقطر ،وحدھا المملكة العربية السعودية ال تزال تحظر جميع أشكال التديّن الال إسالمي.عبد Rبن حمد العطية نائب رئيس الوزراء القطري ،اعتبر لدى افتتاحه كنيسة سيدة الورديّة وھي أول كنيسة في بالده ،أن ھذه رسالة إيجابية من قبل الدولة لتعميق الحوار بدالً من التصادم[173] ،علمًا أن الكنيسة المذكورة تؤدي الطقوس بثالث لغات منھا العربية واإلنكليزية والفرنسية وتتبع الطقس الروماني الكاثوليكي نظرً ا لتنوع أجناس متتبعي الطقس. في الكويت إلى جانب الجالية المتعددة األجناس المقدرة بحوالي ٥٠٠،٠٠٠مسيحي ھناك ٢٠٠مسيحي كويتي ترجع أصولھم إلى لبنانيين وفلسطينيين[174] ،علمًا أن الكويت تعتبر من أول الدول الخليجية التي منحت حقوق ممارسة شعائر العبادة والتنظيم الكنسي لمسيحييھا ].[175وألغلب الكنائس الشرقيّة نواب بطريركيون في منطقة الخليج بما فيھم بابا روما الذي يمثله "نائب رسولي" في "أبرشية الجزيرة" [176] ،وزار عدد من البطاركة أمثال نصر Rبطرس صفير، البطريرك الماروني ،منطقة الخليج والتقى أمراء البلدان ].[177 في دول المغرب العربي تتواجد تجمعات صغيرة من المسيحيين غالبيتھم أجانب أوروبيين ،القسم األكبر منھم من ذوي االصول األوروبية ممن سكنوا ابان االستعمار ويتجمعون في العواصم أو المدن الكبرى ،ومسيحيو ھذه المناطق من الكاثوليك ويوجد لكل من تونس والجزائر والمغرب أبرشية خاصة ،إلى جانب بعض البروتستانت ،بينما الكنيسة القبطية ھي األكبر عد ًدا في ليبيا ،وھناك أي ً ضا مجموعات صغيرة من المسيحيين المواطنين في ھذه الدول اعتنقت المسيحية وھي إما عربية أو أمازيغية ،وقد ق ّدر عددھا في المغرب عام 2006حوالي ٧آالف شخص ،إال أن الدولة ال تعترف على التحوّ ل الديني ،كما أنه في المغرب ال يجوز طباعة أو نشر أو استيراد الكتاب المقدس باللغة العربية].[178
المھجر][ ماليين من المسيحيين العرب يعيشون في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا وبعض الدول األفريقية األخرىُ .فتحت باب الھجرة مع االمتيازات القنصلية للمسيحيين وھي في تلك المرحلة كانت ھجرة بمعدالت طبيعية ،لكنھا تعمقت وتسارعت وتيرتھا في أعقاب منتصف القرن التاسع عشر في بالد الشام، تحدي ًدا في أعقاب مجازر . ١٨٦٠ثالثة أسباب يمكن وضعھا ركائز رئيسية ألسباب ھجرة المسيحيين ،األول ممثلة بالعامل االقتصادي وتدھور الحالة المعيشية كما حصل خالل الحرب العالمية األولى في جبل لبنان وھو بكل األحوال يفتح مجاالً لھجرة عامة غير أنھا أعلى في أوساط المسيحيين ،العامل الثاني يتمثل "بالتفريق في المعاملة" بين المسيحيين وسواھم والثالث ھو تصاعد الحركات األصولية اإلسالمية كما حصل أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات في مصروسوريا ،وبعد غزو العراق عام ] 2003.[179][180][181ال يزال المسيحيون العرب يحتفظون بالطقوس الشرقية كاملة ،وتنظم شؤونھم الكنيسة ما يُعرف في الكنائس الشرقية عامة باسم "أبرشيات المغترب" ،لعب المسيحيون ً بارزا فيالنھضة العرب في المھجر دورً ا العربية تمثل على سبيل المثال ال الحصر في الرابطة القلمية في نيويورك[182]،وكذلك الحال فقد ساھموا في بناء مجتمعاتھم الجديدة واستنا ًدا إلى كريسشان ساينس مونيتور يعتبر المسيحيون العرب في المھجر "اغنياء ومتعلمون وذوي نفوذ ]".[183كذلك فتحويالت مسيحيين المھجر ألفراد أسرھم في الوطن العربي تصل أحيا ًنا حوالي ٨٫٤مليار دوالر وتمثل نسبة عالية من االقتصاد لدول عربية مختلفة ].[184كذلك سطع نجم عدد كبير من مسيحيين المھجر ووصل بعضھم إلى مراكز مرموقة أمثال بطرس بطرس غالياالمين العام السابق لألمم المتحدة وكارلوس منعم رئيس األرجنتين السابق وھو من سوريا ،وجيمس عبد النور وجميل معوض رئيسا اإلكوادورالسابقان من أصل لبناني ،وكارلوس فاكوس الفلسطيني األصل ورئيس جمھورية ھندوراس ساب ًقا ومعه أنطونيو سقا الرئيس الحالي لجمھوريةالسلفادور ورالف نادر المرشح للرئاسة الواليات المتحدة ساب ًقا؛ ھناك على الصعيد االقتصادي كارلوس سليم أغنى رجل في العالم لبناني األصل ،وخوسيه
سعيد رجل األعمال تشيلي من أصل فلسطيني ومالك أكبر شركة للعقارات وإدارة األسواق في تشيلي واألرجنتين ،وألفارو صايغ مالك أكبر المؤسسات المصرفية في تشيلي ،ونيكوال حايك مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة سواتش ،وسيمون الحلبي ويوسف بيدس وأليك غورسوكارلوس غصن الرئيس التنفيذي لشركتي نيسان ورينو وأسرة معلوف مالكة سلسة من الفنادق وال ،NBAواسرة روبرت معوض مالكو مجموعة معوض للمجوھرات؛ ومن المفكرين إدوارد سعيد أستاذ األدب المقارن في جامعة كولومبيا وشقيقته روزماري سعيد زحالن؛ وفي الصحافة ھيلين توماس رئيسة قسم البيت األبيض في وكالة يونايتد برس ،ومن العلماء بيتر مدور الحائز على جائزة نوبل في الطب وإلياس جيمس خوري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء ،السير مايكل عطية واضع عدة نظريات في الرياضيات والھندسة الرياضية ،شارل العشي مسؤول في وكالة الفضاء األميركية ناسا وسالم حنا خميس الخبير االقتصادي في ھيئة األمم المتحدة، والطبيب جورج حاتم ومايكل دبغي ومجدي يعقوب رواد جراحة القلب ،وھناك أي ً ضا عدد من النجوم العالميين من أمثال طوني شلھوب وبول عنقا وشاكيرا وسلمى حايك وطوني كنعان وجو ھاشم وأكمل صالح وغيرھم كثر .بعض المسيحيين العرب قد انخرط في المجتمع بشكل كامل ،حتى فقد كامل الھويّة الشرقيّة أو العربيّة عمومًا وأغلب ھؤالء ھم أحفاد الجيل الخامس أو السادس بعد الھجرة ،وبعض المھاجرين قد اندمج كليًا في المجتمع الغربي بنتيجة عدم وجود كنائس شرقيّة ،أول ما بدأت الھجرة ،لتحفظ الھويّة ،أي قبل إنشاء أبرشيات المغترب].[179][185 الھوية][ الطروح المخالفة للھوية العربية][ لكون تعريف "المسيحيين العرب" تعري ًفا غير متفق عليه ،ليس فقط بين البحاثة بل بين المسيحيين أنفسھم ،فإن ھناك داخل الطوائف المصنفة على أنھا "عربية" من يرفض الھويّة العربيّة ويقترح ھويات أخرى بديالً عنھا .في سوريا نشأ عام 1932الحزب السوري القومي االجتماعي الذي نادى" بسورية الكبرى " وعمادھا القومية السوريّة ،أسس الحزب اللبناني األرثوذكسي أنطون سعادة ،ونال الحزب شعبية محدودة في االنتخابات النيابية سوا ًء في سوريا أم في لبنان ].[186 ينبثق الحزب من فكرة أن السريان ھم سكان سوريا الطبيعية ،وأنھم تمازجوا عبر التاريخ مع مكونات أخرى كان أشدھا تأثيرً ا العرب ،غير أنّ ذلك ال يعني وجوب تخلي السوريين عن ھويتھم األصيلة -التي تحورت بداعي التطور من سريان إلى
سوريون -بل إن "النھضة" التي يسعى الحزب لبعثھا ،مفادھا بوعي السوريين على اختالف مشاربھم ،بأنفسھم كأمة واحدة وتامة ] .[186علمًا أن الحزب ،يعتبر من األحزاب اليسارية ويضع علمنة الدولة ومنع تدخل رجال الدين أحد أبرز عوامل نجاح الفكر القومي. أما في لبنان فإن عد ًدا من الفكرين أمثال سعيد عقل وشارل مالك وبشير الجميل نادوا بأن اللبنانيين عمومًا ھم ورثة الفينيقيين وأن لبنان ھو قومية بحد ذاتھا وھكذا نشأ مصطلح "القومية الفينيقية" أو "القومية اللبنانية"؛ تبنى ھذا الخط عدد من األحزاب السياسية ومنھم حزب الكتائب اللبنانية الممثل في البرلمان بخمس مقاعد سيّما خالل سنوات الحرب األھلية اللبنانية ،ومُزج مع الھويّة السريانيّة ،ويعتبر عدد من اللبنانيين أنفسھم أمثال سامي الجميل" مسيحيين ،سريان ،موارنة ،لبنانيين" ،علمًا أن اتفاق الطائف يُفترض أنه قد وضع ح ًدا للسجال اللبناني حول الھويّة بتثبيتھا عرب ّية ،إال أنّ بعض األوساط الداعمة للطروح الغير عربية ،ال يزال لھا منابرھا وحضورھا في األوساط اللبنانية حتى اليوم[187][188] ،على سبيل المثال طالبت مجموعة من المنظمات المارونية واآلشورية األمريكية المعھد العربي األمريكي بالكف عن وصف الموارنة واآلشوريين بالعرب في منشوراته].[189
كتابة قبطية -عربية أعلى مداخل إحدى كنائسالقاھرة ،وتمثل آية من إنجيل يوحنا . وتعود لعام1899. وكما الحال في سوريا ولبنان ،كذلك ھو الحال في مصر ،إذ ينادي عدد من المفكرين المصريين عمو ًما ،واألقباط على وجه الخصوص ،بأن األقباط لھم ھويتھم الخاصة المحتفظ بھا من ما قبل الفتح اإلسالمي لمصر وأنّ ھذه الھويّة ھي الوارثة الشرعيةللحضارة الفرعونية التي سادت في مصر القديمة[190] ،علمًا أن مسلمين أي ً ضا أمثال عبد الغني صالح مؤسس الحزب القومي المصري ينتمون للطرح نفسه بدرجات متفاوتة ،الحزب المذكور قال في وثيقته التأسيسية أنه سيسعى الحترام التاريخ الفرعوني والقبطي والعربي لمصر[191] ،وكذلك فقد دعا الكاتب صفوت
يسى المصريين عمومًا للكف عن االلتحاق بالھويّة العربية وإعادة إحياء الھوية المصرية].[192 الطروح المؤيدة للھوية العربية][ في المقابل ،فإن عد ًدا من المفكرين عارضوا ھذه "الھويات" ،منھم المؤرخ بطرس لبكي الذي اعتبر الھوية الفينيقية" تركيب ھوية لدعم مطالب سياسية"[193] ،ھناك عوامل أخرى تاريخية واجتماعية أوردھا عدد من الباحثين تفند الطرح الفينيقي؛ أما القائلون "بعروبة الموارنة" فينطلقون من مبدأين أساسين ھما استخدام الموارنة ومسيحيي لبنان عمومًا للعربية باكرً ا منذ القرن الحادي عشر تقريبًا كلغة تخاطب ،والمبدأ الثاني مساھمة الموارنة في النھضة العربية في القرن التاسع عشر .في ھذا السياق ،يقول طانيوس نجيم أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية ،أن الموارنة وإن لم يكونوا عربًا بالعرق فھم "حكمًا عرب بالثقافة ،وبما قدموه للثقافة العربية" ،وشاطره رأيه طانيوس شاھين ،وھو بدوره أستاذ في الجامعة اللبنانية ].[194األساس الثالث ھو نظرية حديثة نسبيًا وضعھا المؤرخ اللبناني كمال الصليبي ومفادھا أن الموارنة ھم من القبائل التي ھاجرت من اليمن وبالتالي فھي عربيّة قحّة مع شيء من الثقافة السريانية الموروثة في سوريا ،ويصنفھا على أنھا منالعرب العاربة].[195 فيما يخصّ األقباط ،فقد رأى مصطفى الفقي السياسي والمدرس في الجامعة األمريكية في القاھرة أنه بعد الفتح اإلسالمي ظل عدد من الشعوب التي دخلت في ً محافظا على ھويته األصلية وبعضھا اآلخر انخرط في العروبة أي ً ضا اإلسالم مضي ًفا إليھا ومتفاعالً منھا ،وكان من بين ھذه الدول مصرعلى عكس إيران مثالً ].[196من ناحية ثانية فإن مكرم عبيد باشا السكرتير العام لحزب الوفد أكد عروبة األقباط من منطلق "الثقافة والمشاركة في الوطن" خالل حكم المملكة المصرية[46] ،ويذكر أي ً ضا دور البابا شنودة الثالث الذي رسّخ الھوية العربية لألقباط ولقبه عدد من الشخصيات العامة »بابا العرب»[196][197][198] ،من جھة أخرى ،دعا عدد من المفكرين األقباط أمثال يوسف سيدھم المصريين عمومًا إليقاظ الھوية المصرية دون "القفز فوق الھوية والثقافة العربية ،والعالم العربي الذي نعتبر بلدنا جزءًا منه ]".[199تدعم ھذا الرأي أي ً ضا المراجع الكنسيّة ،فعلى سبيل المثال خالل السينودس العام للشرق األوسط الذي انعقد عام 2009في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وجد المشاركون في المجمع ،وھم سبع طوائف كاثوليكية شرقية يمثلھم البطاركة والمطارنة ورھبان
ومندوبي أبرشيات ،أن أغلب أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية ھم إما "عرب أو مستعربون" ،مؤكدين بذلك ھذه الھوية ].[200ساھم عدد كبير من المسيحيين في تقوية الروح القومية العربية وبث الروح في الثقافة العربية ونھضة العرب في أوائل القرن العشرين .ظھر عدد كبير من المفكرين المسيحيين الذين دعموا طروح القومية العربية أمثال ميشيل عفلق وقسطنطين زريقوناصيف اليازجي وسواھم. الدراسات الجينية][ تشير الدراسات على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان الوطن العربي أن أكثر المورثات انتشارً ا ھي فئة Jالتي ُتقسم إلى تشكيلتين فرعيتين : J1و J2.تختلف نسب انتشار ھذه المورثات بين مختلف المناطق العربية، فبينما ترتفع في شبه الجزيرة العربية تتوسط نسبتھا في الھالل الخصيب ومصر وتقل في دول المغرب العربي ،وھي دومًا مختلطة مع مورثات أخرى تتميز بھا الشعوب المحيطة كاألكراد واألتراك والفرس ،رغم استعراب حامليھا. توجد أي ً ضا بعض المورثات التي ترجع للحضارات البائدة كالمورثة J2التي اعتبرھا العالم اللبناني بيير زلوعا إحدى المورثات التي كانت منتشرة بين الفينيقيين ] [201وأيًا كانت عالقة ھذه المورثات المختلفة بالمورثات العربية ،فإن بعض الدراسات والنماذج التي قارنت بين مورثات المسيحيين العرب ومثيالتھا لدى المسلمين أوضحت تقاربھا. فيما يخصّ مسيحيي مصر مثالً ،قال الدكتور أحمد عكاشة أن نسبة التماثل في المورثات بين المسلمين والمسيحيين تصل إلى [202] ،%٩٧وفي األردن صرح الدكتور إحسان محاسنة أن المورثات المنتشرة في الوطن العربي تشكل %٩٣من مورثات األردنيين ،وأن مورثات المسيحيين األردنيين قادمة من الفرع القحطاني سيّما عن طريق الغساسنة [203] ،أما في لبنان فھناك تنوّ ع جيني واضح وصل لخمس عشرة ساللة منتشرة ،لكن نسب انتشارھا بين الطوائف متقاربة .فيما يخصّ المورثة ، J1بلغت نسبة انتشارھا بين الموارنة 18%وبين الروم األرثوذكس والكاثوليك %١٨أي ً ضا وبين سنة لبنان وشيعته 21%.أما الساللة ، J2فتنتشر بين الموارنة بنسبة %٣٥والروم األرثوذكس والكاثوليك بنسبة %٢٦وبين السنة والشيعة في الجمھورية بنسبة %٢٦أي ً ضا. بالنسبة للمورثة R1a1يبلغ معدل انتشارھا بين المسيحيين %٥وبين المسلمين ،%٦والمورثة Gتنتشر بين المسيحيين بنسبة %٨وبين المسلمين بنسبة .%١٠
أما المورثة ، R1a1فتنتشر بين المسيحيين بنسبة %٣وبين المسلمين بنسبة %.[204][205]٤ التنظيم الديني][ الطقس والمذھب][ تاريخيًا ،فإن أغلب المسيحيين العربت تبعوا الكنائس ذات الطقس السرياني ،ويذكر في ھذا المجال أن كنيسة اليمن وكذلك المناذرة اتبعوا كنيسة المشرق ،في حين تبع الغساسنةالكنيسة السريانية األرثوذكسية ].[206ومنذ ما قبل اإلسالم ،ترجمت كتب ومؤلفات مسيحية على رأسھا العھد الجديد إلى العربية ،وأقدم النسخ المتوافرة إلنجيل عربي تعود للقرن السابع وضعھا بطريرك أنطاكية السرياني األرثوذكسي بنا ًء على طلب عمر بن سعيد أمير "الجزيرة العربية"[207] ،ومن المحتمل ج ًدا وجود ترجمات أقدم فقدت اليوم ،ولع ّل إنجيل الطفولة العربي وھو من األناجيل المنحولة إحدى دالالت تلك المرحلة ،علمًا أن النسخة العربية منه مترجمة عن نسخة سريانية ،وتتميز ترجمته بالركاكة ].[208كان من الممكن أن تتطور المسيحية العربيّة إلى طقس عضوي خاص بھا أو تتحول إلى كيان أكثر استقالالً كما حصل مع كنيسة العراق التي انفصلت تدريجيًا عن الكرسي اإلنطاكي ،وأصبح لقب "جاثليق بابل" يوازي لقب "بطريرك أنطاكية"[209] ،إال أن ذلك لم يحدث لدى العرب ،الذين استمروا في اعتناق الطقس السرياني حتى القرن العاشر ،وكانت الطقوس في المراحل المتقدمة تتم باللغة العربية كما أثر عن أساقفة بني تغلب. حاليًا ،فإن الطوائف المسيحية ،التي ص ّنف أتباعھا كعرب ،يأتي على رأسھا الكنيسة القبطية األرثوذكسية التي تصنف ضمن عائلة الكنائس األرثوذكسية المشرقية وتعتبر القاھرة مقرً ا لھا وتنتشر في مصر على وجه الخصوص ،يليھا الكنيسة المارونية ومقرھا بكركي قرب بيروت ويشكللبنان ثقلھا األساسي ،وأتباعھا ثاني أكبر طائفة مسيحية مصنفة عربيّة وھي ضمن عائلة الكنيسة الكاثوليكية ،أما في الدرجة الثالثة يأتي الروم األرثوذكس الموزعين على ثالث بطريركيات في أنطاكية والقدس واإلسكندرية ،ومقر بطريركية أنطاكية في دمشق وفي سوريا يشكل أتباع
ھذه الطائفة أكثر من نصف المسيحيين وفي األردن أي ً ضا يشكلون أغلبية المسيحيين الساحقة وھذه الكنيسة مصنفة ضمن عائلة الكنائس األرثوذكسية الشرقية .تليھا كنيسة الروم الكاثوليك ،وتشكل أكبر تجمع في إسرائيل ولھا ثقل في سوريا سيّما في حلب ومرمريتا وفي لبنان سيّما في زحلة. ھناك أي ً ضا بطريركية الالتين في القدس التي تتبع الطقس الروماني الكاثوليكي وينتشر أتباعھا في إسرائيلوفلسطين واألردن ومصر ،وھناك أي ً ضا التين في سوريا تنظم شؤونھم أبرشية حلب وفي لبنان تنظم شؤونھم أبرشية بيروت .ھناك أي ً ضا عدة طوائف أقلويّة مثل كنيسة األقباط الكاثوليك واألقليات البروتستانتية واإلنجليكانية في جميع دول بالد الشام والعراق ومصر. مجلس كنائس الشرق األوسط][ تأسس مجلس كنائس الشرق األوسط عام 1974كھيئة للتنسيق والتعاون بين مختلف الطوائف المسيحية في الوطن العربي بما فيھا دول المغرب العربي ،إلى جانب مسيحيي دول أخرى مجاورة كإيران وتركيا وقبرص وأرمينيا .للمجلس ثالث مق ّرات في بيروت والقاھرة وليماسول في قبرص ،وھو إلى جانب قيامه بمھمة التنسيق بين مختلف الكنائس ،يقوم بالحوار مع منظمات إسالمية ،وكذلك يتابع مع الكنائس المختصة شؤون الطوائف لدى الحكومات ،يرأس المجلس حاليًا جرجس صالح ].[210يجتمع المجلس على مستوى البطاركة ورؤساء الطوائف مرة كل أربع سنوات في قمّة خاصة ،في حين يجتمع على الداوم بصفة موفدي العائالت المسيحية األربعة الممثلة في المجلس].[211 الثقافة][ ال يوجد اختالفات ثقافيّة كبرى بين المسيحيين العرب والمحيط العربي العام ،بعض االختالفات تنشأ من الفروق الدينية ،ففي المناسبات االجتماعية التي يكون المشاركون فيھا من مسيحيين غالبًا ما تقدم مشروبات كحولية على خالف ما ھو سائد لدى أغلب المجتمعات العربيّة لكون الشريعة اإلسالمية تحرّم مثل ھذه المشروبات .المسيحيون العرب في أغلب الدول ،يختنون ذكورھم في الغالب كالمسلمين واليھود رغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العھد الجديد أي أن مختلف الكنائس ال تلزم أتباعھا بھا ،ومن ناحية ثانية فإن المسيحيين العرب يستخدمون لفظ
الجاللة" " Rلإلشارة إلٮاإلله الذي يعبدونه ،علمًا أن لفظ الجاللة المذكور قادم من الثقافة اإلسالمية وال مقابل لدى مسيحيي العالم اآلخرين ،باستثناء مالطة ،حيث يستخدم مسيحيو الجزيرة لفظ الجاللة أيضًا].[212 األعياد][ األعياد الكبرى في الوطن العربي في أغلب األحيان تكون مقتبسة من مناسبات دينية ،وبذلك يتميّز العرب من المسيحيين ،باالحتفال بعيد الميالد ويقام في سورياولبنان يوم 25ديسمبر أما في األردن ومصر ففي 7 يناير وفي إسرائيلوفلسطين تنقسم حسب الطوائف فتتبع الكنائس األرثوذكسية الشرقية والمشرقيةتقويم 7يناير والكنيسة الكاثوليكية والبروتستانت تقويم 25 ديسمبر ،يرتبط عيد الميالد بوضع زينة الميالد ممثلة بالشجرة وغالبًا ما يوضع تحتھا أو بقربھا "مغارة الميالد" حيث توضع مجسمات ّ تمثل حدث الميالد أبرزھا يسوعطفالً وأمه ويوسف النجار إلى جانب رعاة والمجوس الثالثة ،ھذه العادة وفدت من الغرب[213] ،إال أنھا باتت جزءًا من تقاليد الميالد العامة ،تمامًا كتوزيع الھدايا على األطفال والتي ترتبط بالشخصية الرمزية بابا نويل ].[214العيد القريب من عيد الميالد ھو عيد رأس السنة الذي يقام ليلة 31ديسمبر ،علمًا أن العديد من األسر الغير مسيحية تحتفل به أي ً ضا غير أنه ذو خصوصيّة مسيحية. أما عيد الفصح ويسبقه أسبوع اآلالم ،فبدوره مرتبطبموت المسيح وقيامته حسب المعتقدات المسيحية .ھناك أعياد أخرى أقل أھمية ،وبعضھا ترتبط أھميته بمناطق بعينھا ،فمثالً يكتسب عيد القديسة بربارة يوم 4ديسمبر في سوريا ولبنان طاب ًعا خا ً صا ممثالً بإقامة الحفالت التنكريّة ،وفي صيدنايا تقام احتفاالت بارزة يتخللھا إشعال النار على رؤوس الجبال يوم عيد الصليب وھو تقليد متوراث منذ القرن الرابع[215] ،وفي مصر ھناك عيد النوروز المتوافق مع رأس السنة القبطية].[216 المصادر: ^ Arabs of barzil by Larry Luxner ^ "CIA World Factbook: Egypt". Central Intelligence Agency. Retrieved 4 May 2011. "Popula;on: 82,079,636 (July 2011 est.)... Muslim (mostly Sunni) 90%, Cop;c 9%, other "Chris;an 1% ^ Jump up to:أ بARAB CHRISTIANS: AN INTRODUCTION, Walid Phares ^ Israel, CIA World Factbook, 2010.
^المسيحيون في اسرائيل :احصائيات وتفوّ ق بالتعليم ^يبلغ تعداد عرب أمريكاحوالي ٣٫٥مليون نسمة ،حوالي %٧٥منھم مسيحيون؛ انظرعرب أمريكا المسيحيون، المسيحية اليوم ٥ ،ديسمبر .٢٠١١وانظر عرب أمريكاprejudiceinstitute.org( ،إنجليزية) ^ West Bank, CIA World Factbook, 2010. ^ Gaza Strip, CIA World Factbook, 2010. ^النصرانية وآدابھا بين عرب الجاھلية ،األب لويس شيخو ،المطبعة الكاثوليكية ،بيروت ،١٩٢٢ص٣٣٢. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٧. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٢٢. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٢٤. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،سلوى بالحاج صالح ،دار الطليعة ،بيروت ،١٩٩٨ص١٤. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٢٦. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٣٠. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٣١. ^ Jump up to:أ ب ت النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٤٠. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٥٣. ^المسيحية العربية ،مرجع سابق ،ص٦٨. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٥٦. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٧٠. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٧٨. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٩٨. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٠٤. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٠٥. ﴿واتخ ُِذونِي وَ أمِي إ َل َھيْنْ ﴾ ،النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١١٣. ^سيّما ما ورد في سورةالمائدةَ : ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص٨٥. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١١٦. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١١٧. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٢٠. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٣٤.
^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٤١. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٦١. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٣٥. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٤٩. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٥٩. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٦٠. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٦٤. ^ Jump up to:أ ب النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٦٥. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٨٤. ^ Jump up to:أ ب النصرانية وآدبھا ،مرجع سابق ،ص٢٠١. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٦٧. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٣٦. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٣٤. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٣١. ^ Jump up to:أ ب ت القبائل العربية المسيحية في صدر اإلسالم ،موقع القديسة تريزا ١ ،نوفمبر .٢٠١١ ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٢٩. ^اإلسالم والمسيحية ،صراع مصالح أم صراع عقائد ،الحوار المتمدن ١ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٣٠. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٤٣. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٤٦. ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٤٦. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٤٨. ^ Jump up to:أ ب المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٥١. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٥٢. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٥٥. ^تاريخ سورية ولبنان وفلسطين ،فيليب حتي ،المطبعة الحديثة ،بيروت ،١٩٨٣ص٩. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٥٨.
^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص١٢٦. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٥٠. ^ Jump up to:أ ب تاريخ سورية ،مرجع سابق ،ص١٢. ^تاريخ سورية ،مرجع سابق ،ص١٣. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٥٤. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٦٧. ^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ،مرجع سابق ،ص١٥. ^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ،مرجع سابق ،ص٢٤. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٦٨. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٧٠. ^قيام الموارنة ككنيسة منفصلة ،مركز الدراسات واألبحاث السريانية ٣ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص١٦٩. ^المارونية في أمسھا وغدھا ،األباتي بولس نعمان ،غوسطا ،١٩٩٧ص٢٩. ^سوريا صنع دولة ،وديع بشور ،دار اليازجي ،دمشق ،١٩٩٤ص١٤٧. ^حضارة وادي الفرات ،عبد القادر عياش ،دار األھالي ،دمشق ،١٩٩٦ص٤٠٨. ^حضارة وادي الفرات ،مرج سابق ،ص٤٠٨. ^حضارة وادي الفرات ،مرجع سابق ،ص٤٠٥. ^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ،مرجع سابق ،ص١٧٠. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص٢٠٣. ^سوريا صنع دولة ،مرجع سابق ،ص١٦٥. ^المسيحية العربية وتطوراتھا ،مرجع سابق ،ص٢٠٧. ^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ،مرجع سابق ،ص.183 ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مجموعة مؤلفين ،المطبعة الكاثوليكية ،بيروت ،١٩٩٨ص٣٠٨. ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٢٦٦. ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٢٦٧. ^األقباط والحمالت الصليبيبة ،األنبا تكال ٣ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^اللغة القبطية والخط القبطي ،مصريات ٣ ،تشرين الثاني .٢٠١١
^األقباط في الحكومة بين األخذ وبين الرد ،األنبا تكال ٤ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^وضع األقباط في ظل سالطين مصر المماليك ،األنبا تكال ٤ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ،قيس جواد العزاوي ،الدار العربية للعلوم ،طبعة ثانية ،بيروت ،٢٠٠٣ ص٨٣ . ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ،مرجع سابق ،ص٩٦. ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٥٧. ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة في عوامل االنحطاط ،مرجع سابق ،ص٩٧. ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٥٨. ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٦١. ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٦٢. ^مفاتيح كنيسة القيامة بيدي عائلتي نسيبة وجودة يعكس التعايش اإلسالمي المسيحي منذ مئات السنين ،جريدة الحدث٤ ، تشرين الثاني .٢٠١١ ^تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٢٧٥. ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ،مرجع سابق ،ص٨٧. ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ،مرجع سابق ،ص٨٨. ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ،مرجع سابق ،ص٢١٨. ^الدولة العثمانية :قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ،مرجع سابق ،ص٢١٩. ^ Jump up to:أ ب ت ث حالة األقباط في العصر العثماني ،األقباط المتحدون ٤ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب تاريخ الكنيسة في الشرق ،مرجع سابق ،ص٣٢٢. ^من أوربان الثاني إلى جورج بوش الثاني ،أمير الصوّ ا ،دار الينابيع ،دمشق ،٢٠٠٤ص ١٠٩.البالد العربية في القرن التاسع عشر.ص</١١٢. ^الدولة والكنيسة :األقباط في العھد العثماني ،األنبا تكال ٤ ،تشرين الثاني .٢٠١١ ^المسيحيون العرب :طليعة النھضة وھمزة وصل التقدم ،موقع القديسة تيريزا ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^دور المسيحيين العرب المشارقة في تحديث العالم العربي ،كنائس لبنان ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^دور الموارنة أحد ضرورات مستقبل المنطقة ،أصول ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^تاريخ الكنائس الشرقية ،مرجع سابق ،ص١١١. ^محطات مارونية من تاريخ لبنان ،مرجع سابق ،ص١٨٣. ^دور العرب المسيحيين المشارقة فــي تحديث العالم العربي ^الشوام في مصر ...وجود متميز خـــــــــالل القـرنين التاسع عشر والعشرين
^محطات مارونية من تاريخ لبنان ،مرجع سابق ،ص١٨٥. ^حتى ال يخاف المسلمون من خوف المسيحيين ،موقع أبونا ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^العرب المسيحيين في الشرق األوسط وأوضاع المسيحيين في دولة إسرائيل ^ Jump up to:أ ب ت ث الحضور المسيحي في فلسطين ،فلسطين ١٤ ،نوفمبر.٢٠١١ ، ^المسيحيون العرب في فلسطين ،الملف ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب تقرير االحصاء في إسرائيل للمسيحيين :معدل الزواج ٢٩عاما وأعلى نسبة في الناصرة موقع العرب ٢٨ ،ديسمبر .٢٠١١ ^تاريخ الكنائس الشرقية ،مرجع سابق ،ص٢٠٦. ^تاريخ الكنائس الشرقية ،مرجع سابق ،ص٢٨٧. ^تاريخ الكنائس الشرقية ،مرجع سابق ،ص٢٨٨. ^ 0عائالت مسيحية تمتلك ثلث اقتصاد غزة الذي تديره "حماس" ،العربية.نت ٣ ،يناير .٢٠٠٨ ^األب ديفيد نيوھاوس اليسوعي ،النائب البطريركي لالتين على الناطقين بالعبرية يلقي كلمته في سينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق االوسط ،موقع أبونا ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحيون العرب االكثر تعلمًا في إسرائيل موقع معاريف ٢٥ ،ديسمبر ) .٢٠١١بالعبرية) ^عشية عيد الميالد ١٤٦:الف مسيحي في إسرائيل )بالعبرية) ^المسيحيون العرب يتفوقون على يھود إسرائيل في التعليمموقع بكرا ٢٨ ،ديسمبر .٢٠١١ ^مسيحيو البالد :الكيف ال الكم ،بطرس وبولس ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ Socio-Economic Gaps in Israel ^المجتمعات المسيحية في االرض المقدسة )باإلنكليزية) ^ Jump up to:أ ب ت المسيحية األردنية وقوة الدولة ،جريدة الغد ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^مسيحيو األردن :حرية دينية وحضور سياسي واجتماعي ،إيالف ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^الشرق األوسط ..ھاجس يصعب احتماله ،الشروق ٢ ،مايو .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب ت المسيحيون يختفون من العراق ،موقع دانيال بابيس ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب ت ث المسيحيون في سوريا ،مار شربل للحياة ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ھجرة المسيحيين المشرقيين ،المحرر ٤ ،ديسمبر .٢٠١١ ^سوريا ،كتاب حقائق العالم ١٤ ،نوفمبر . (٢٠١١إنجليزية) About.com Guide ،^ Christians of the Middle East: Country-By-Country Facts ^ Lewis, J. L. (Summer 2003). "Iraqi Assyrians: Barometer of Pluralism". Middle East Quarterly: 49–57. Retrieved 16 November 2011.
^ "Iraq: Information on treatment of Assyrian and Chaldean Christians". United States Bureau of Citizenship and Immigration Services. Retrieved 16 November 2011. ^ Jump up to:أ ب الطوائف المسيحية في العراق بين الماضي والحاضر ،تحوالت ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحية في العراق ،وكالة زينت لألنباء ١٤ ،نوفمبر .٢٠١١ )^ The five winners among the candidates of the Christians (Assyrians Chaldeans Syriac30.3.2010 , Christen im Nordirak & im Tur Abdin ^ Jump up to:أ ب الدولة تزور نسبة األقباط ،تاريخ األقباط ١٩ ،نوفمبر .٢٠١١ ^العدد الحقيقي لألقباط في مصر ،الغربة ١٩ ،نوفمبر .٢٠١١ ^مصر ،وزارة الخارجية البريطانية ١٩ ،نوفمبر .٢٠١١ ^مصر ،كتاب حقائق العالم ١٩ ،نوفمبر . (٢٠١١إنجليزية) ^تقرير الحريات الدينية ،وزارة الخارجية اإلمريكية ١٩ ،نوفمبر . (٢٠١١إنجليزية) ^على سبيل المثال المادة الثالثة من دستور : "١٩٢٣المصريون لدى القانون سواء .وھم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليھم من الواجبات والتكاليف العامة ال تمييز بينھم في ذلك بسبب األصل أو اللغة أو الدين. وإليھم وحدھم يعھد بالوظائف العامة مدنية كانت أو عسكرية وال يولي األجانب ھذه الوظائف إلي في أحوال استثنائية يعينھا القانون ".وفي المادة : "١٢حرية االعتقاد مطلقة ".وفي المادة : ١٣تحمي الدولة حرية القيام بشعائر األديان والعقائد طبقا للعادات المرعية في الديار المصرية على أن ال يخل ذلك بالنظام العام وال ينافي اآلداب. ^األقباط يرحبون بقانون تجريم التمييز ،اليوم السابع ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^التقرير العالمي للحرية الدينية ،مصر )باإلنجليزية) ،وزارة الخارجية اإلمريكية ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^الحالة الدينية لألقباط في مصر -بناء الكنائس ،موقع الكلمة ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^بناء الكنائس ،تاريخ األقباط ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^خبراء :قانون موحد لدور العبادة ھو الحل ،المصري اليوم ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^دار اإلفتاء :يجوز السماح ببناء الكنائس إذا اقتضت الحاجة ،الدستور ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^حق المواطنة -إشكاليات التمييز الطائفي في مصر ،موقع الكلمة ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^في اول استطالعات لمقاعد االقباط في مجلس الشعب الجديد ٢٠١٠يقوم به االتحاد المصرى لحقوق اإلنسان ،األقباط المتحدون ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^األقباط في االنتخابات ،موقع الكلمة ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^جذور األزمة ،المرصد القبطي ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب شنودة والسادات :سنوات التحدي والغضب ،خذ عنك ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^بالمستندات ..تفاصيل خطة حبيب العادلى لتفجير كنيسة القديسين باإلسكندرية ..وزير الداخلية السابق كلف القيادة ٧٧ لتنفيذ المھمة وإخماد نبرة احتجاج البابا شنودة ضد النظام ،اليوم السابع ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^مطالب األقباط الشاذة ،الحوار المتمدن ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١
^الفتنة الطائفية في مصر ،حرائق سياسية تتنكر تحت عباءة الدين ،العربية نت ٢٤ ،أيار .٢٠١١ ^المفتي يعرض التعايش اإلسالمي المسيحي في شيكاغو ،مصرس ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ثروة األقباط فى مصر تساوى %٥٠من أقتصاد مصر ^ملف التمييز ضد األقباط في مصر ،الجزيرة نت ٢٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^االصالح والتغيير والمسألة القبطية ^مجلة فوربس األمريكية :عائلة ساويرس أغنى أغنياء مصر ،مصرس ١٠ ،مارس ٢٠١١ ^التوزيع السكاني والطائفي في لبنان ،الجزيرة نت ١٥ ،نوفمبر .٢٠١١ ^لبنان سويسرا الشرق ،آسيا تايم ١٦ ،نوفمبر .(٢٠١١فرنسية) ^من أجل تنمية بشرية في لبنان ،دكتور أنيس أبي فرح ،موقع معلومات ١٥ ،نوفمبر .٢٠١١ ^الھجرة الخارجية واالنتشار اللبناني في العالم ،د .أسعد األتات-أستاذ ديموغرافيا في ج .اللبنانية ،موقع الجيش اللبناني، ١٥نوفمبر .٢٠١١ ^محطات مارونية من تاريخ لبنان ،مرجع سابق ،ص١٩٠. ^االنتخابات في لبنان ،زغرتا ١٩ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحيون في الخليج العربي ،مطرانية حلب للروم األرثوذكس ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^أعداد وإحصاءات الجالية المسيحية في الكويت ،الرصد القبطي ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^مشاكل المسيحيين في الكويت اجتماعية وليست دينية ،الرصد القبطي ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحيون في الخليج العربي :حالة المسيحيين في أكبر أبرشية في العالم ،زينت ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^أمير قطر يستقبل البطريرك صفير ،الشرق األوسط ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحية في المغرب ،النقاد ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب الجمعية العامة لسينودس الشرق األوسط ،موقع البطريركية المارونية ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^مصائر مجھولة في بالد مضطربة ،موقع األب ألكسندروس أسعد ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحيون العرب ،تاريخ عميق وحاضر قلق ،الجزيرة الوثائقية ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^المسيحيون العرب ،األقباط نموذجً ا ،المنتدى اإلعالمي العربي ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ The invisible occupation of Lebanon ^ World Bank.[1]Retrieved June 21 2011. ^المجمع البطريركي الماروني ،نصوص وتوصيات ،بكركي ،٢٠٠٦ص٥٤ - ٥٣. ^ Jump up to:أ ب الحزب السوري القومي االجتماعي ،مركز الشرق العربي للدراسات ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^اللبنانيون فينيقيون أم عرب؟ مارسيل غانم من أصل أثيوبي ،صوت بيروت ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١
^اللبنانيون فينيقيون أم عرب ..بين رواسب الماضي وعلم الوراثة ،المنتدى السياسي العربي ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^ Coalition of American Assyrians and Maronites Rebukes Arab American Institute, 24 Nov. 2011 ^في القومية القبطية ،في القومية القبطية ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^القومي المصري ،حزب جديد يختار رئيسه ،بوابة اإلھرام ٢٤ ،نوفمبر .٢٠١١ ^اإلسالمية والعروبية وأزمة الھوية المصرية ،األقباط المتحدون ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^اللبنانيون فينيقيون أم عرب ،المنتدى السياسي العربي ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^الماورنية في أمسھا وغدھا ،مرجع سابق ،ص٩٩. ^المسيحيون العرب ،الحكواتي ٢٠ ،أكتوبر .٢٠١١ ^ Jump up to:أ ب المسيحيون العرب :أقباط مصر نموذجً ا ،دار الحياة ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^عاش بابا العرب -مدحت قالدة ،الحوار ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^الجفري:شنودة بابا العرب ،اليوم السابع ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^حديث الھوية المصرية والمصريين ،أقباط.كوم ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^الجمعية الخاصة لسينودس الشرق األوسط ،البطريركية المارونية ٢٨ ،نوفمبر .٠١١ ^مورثات الحضارات البائدة ،بي بي سي ٢٨ ،نوفمبر .(٢٠١١إنجليزية) ^عكاشة :جينات %٩٧من المسلمين والمسيحيين فى مصر واحدة ،اليوم السابع ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^خريطة العرب الجينية ،أخبار الراصد ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^صرّح الدكتور بيير زلوعا وھو من الباحثين الذين درسوا جينات المنطقة بدورھم ،تشابه وتماثل الجينات بين مختلف الطوائف اللبنانية ،انظراللبنانيون بين الجنيات والتاريخ ،الوطنية لإلعالم ٢٨ ،نوفمبر .٢٠١١ ^دراسة جينات لبنان ،جينوغرافيك ٢٨ ،نوفمبر . (٢٠١١إنجليزية) ^النصرانية وآدابھا ،مرجع سابق ،ص٤٨١. ^الترجمات العربية للكتاب المقدس ،الموسوعة العربية المسيحية ٣٠ ،نوفمبر 2011. ^إنجيل الطفولة العربي ،األنبا تكال ٣٠ ،نوفمبر .٢٠١١ ^تاريخ الكنيسة الشرقية ،مرجع سابق ،ص١٧٥. ^مجلس كنائس الشرق األوسط ،مجلس كنائس الشرق األوسط ٢ ،ديسمبر .٢٠١١ ^مسيحيو الشرق ،شھادات محبة ورجاء ،مجلس كنائس الشرق األوسط ٢ ،ديسمبر .٢٠١١ ^ ،Rالموسوعة اإلسالمية ٣ ،ديسمبر .٢٠١١ ^دخلت مغارة الميالد ،الشبكة العربية األرثوذكسية ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١
^بابا نويل ،إرسالية مار نرساي ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^صيدنايا تحتفل بعيد الصليب ،صيدنايا اليوم ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ ^عيد النيروز ،ذكرى الشھداء ،األنبا تكال ٢٢ ،نوفمبر .٢٠١١ مواقع خارجية[عدل] الموقع المسيحي العربي. الموسوعة العربية المسيحية. نؤمن بإله واحد -الموسوعة العربية المسيحية. المسيحيون العرب :مواطنون ال ذميّون. جذورنا.