المسيحيون العرب سلسلة اصدارات الاعلام الجديد 29

Page 1

‫ﻋﺮﺽ ﻣﻮﺟﺰ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬

‫ساني اسحق النينوي‬ ‫الحارث الغ ّ‬

‫فيليب العربي يوحنا الدمشقي‬

‫ﺷربل‬

‫قسطا بن لوقا‬

‫مريم بواردي‬

‫أبو تفليسي‬

‫المسيحيون العرب‪ ،‬مصطلح يطلق على معتنقي المسيحية من العرب سوا ًء عن‬ ‫طريق النسب العربي أو بحكم انتشار العروبة كلغة وثقافة وھوية بين أغلب أتباع‬ ‫ھذه الطوائف‪ .‬يُختلف حول تحديد ھوية الطوائف المكونة للمسيحيين العرب‪ ،‬فبينما‬ ‫يرى البعض من البحاثة أن التصنيف يشمل فقط الروم األرثوذكس المنظمين في‬ ‫ثالث بطريركيات فيأنطاكية والقدس واإلسكندرية ويتفرع من ھذه الكنيسة الروم‬ ‫الكاثوليكإلى جانب أقليات من الرومان الكاثوليك أو "الالتين" كما تشيع تسميتھم في‬ ‫مناطق تواجدھم والبروتستانت‪ ،‬يفضل البعض اآلخر من البحاثة بمن فيھم مراجع‬ ‫كل من األقباط والموارنة وھما بموجب ھذا التصنيف أكبر طائفتين‬ ‫كنسيّة إضافة ٍ‬ ‫على التتالي ضمن الطوائف المصنف أتباعھا كمسيحيين عرب‪ ،‬علمًا أن بعض‬ ‫األنظمة القومية العربيّة صنفت مواطنيھا من السريان واآلشوريين على أنھم عرب‪،‬‬ ‫غير أن ھذا الرأي مكث ضعي ًفا‪.‬‬


‫المسيحيون العرب ليسوا وحدھم مسيحيي الوطن العربي‪ ،‬فھناك أي ً‬ ‫ضا الوجود‬ ‫التاريخي لكل من السريان واألرمن والوجود الحديث لألثيوبيينواإلريتريين والھنود‬ ‫وسواھم من الجاليات الوافدة سيّما على دول الخليج العربي ‪.‬تشكل البرازيل أكبر‬ ‫تجمّع سكاني لمسيحيين عرب‪ ،‬وتشكلمصر أكبر تجمّع داخل الوطن العربي في حين‬ ‫يشكل لبنان التجمع األعلى من حيث النسبة؛ ھناك تواجد ملحوظ للمسيحيين العرب‬ ‫فيسوريا واألردن وفلسطين وإسرائيل وبعض الدول المجاورة كتركيا سيّما‬ ‫في أنطاكية‪ ،‬إلى جانب جماعات أصغر حجمًا في العراق والكويت‬ ‫والبحرين ودول المغرب العربي؛ أما المغترب المسيحي الذي نشط فيالقرنين الثامن‬ ‫عشر والتاسع عشر وتسارع مع نوائب القرنين العشرين والحادي‬ ‫والعشرين أبرزھا غزو العراق‪ ،‬فھو ممتد من أستراليا إلى أوروبا وأمريكا‬ ‫الشمالية ونظيرتھا الجنوبية‪ ،‬وقد سطع نجم عدد وافر من الشخصيات العربية‬ ‫المسيحية المھجريّة في مناصب سياسية واقتصادية بارزة‪ ،‬علمًا أن المسيحيين‬ ‫العرب يحتفظون بھويتھم األصلية عن طريق "أبرشيات المھجر" وغيرھا من‬ ‫المؤسسات‪.‬‬ ‫يُذكر أي ً‬ ‫ضا أن المسيحية قد دخلت إلى مناطق العرب التاريخية في شبه‬ ‫الجزيرة حوالي القرن الثاني وبحسب عدد من قدماء المؤرخين العرب‬ ‫أمثال الطبري وأبي الفداء والمقريزي وابن خلدون والمسعودي أن بض ًعا من تالميذ‬ ‫المسيح ھم من بشرّوا في أصقاع الجزيرة العربية‪ ،‬وقد تقوّ ت المسيحية العربية فيھا‬ ‫بعد تنصّر قبائل كبيرة كليًا أو جزئيًا أمثال تغلب وطيء وكلب وقضاعة وتنوخ فضالً‬ ‫عن المناذرة مؤسسي المملكة العربيّة جنوب العراق والغساسنة مؤسسي المملكة‬ ‫العربيّة في األردن وجنوب سوريا سيّما حوران‪ ،‬وعدد من القبائل األخرى‪ .‬عقب‬ ‫ظھوراإلسالم في القرن السابع‪ ،‬تعاون أغلب المسيحيون المشرقيون من عرب‬ ‫وسواھم مع الفاتحين وتمازجوا مع ثقافتھم فضالً عن اعتناق قسم من ھذا النسيج‬ ‫للدين الجديد‪ ،‬وتم حفظ أغلب الكنائس واألديرة سالمة‪ ،‬إلى حريّة ممارسة الشعائر‬ ‫دون قيود سيّما أيام الدولة األموية والعصر العباسي األول؛ إال أنه مع العصر‬ ‫العباسي الثاني سيّما خالل وإبان خالفة المتوكل على ‪ R‬تعرّ ض المسيحيون إلى‬ ‫اضطھادات جمّة وسوء في المعاملة‪ ،‬أدى ذلك إلى اختفاء المسيحية بين القبائل‬ ‫العربيّة من جھة‪ ،‬وھجرة الحضر من المسيحيين نحو الجبال وغيرھا من المناطق‬ ‫العصيّة؛ يسجل التاريخ الالحق تكررً ا لالضطھادات‪ ،‬أيام المماليك والعثمانيين‪،‬‬ ‫ويُفترض أن الخط الھمايونى الذي صدر عام ‪ 1856‬ھو أول وثيقة ساوت بين‬ ‫المسلمين وغيرھم من مواطني الدولة‪ ،‬والح ًقا أك ّدت الدساتير المحليّة لمختلف الدول‬


‫فضالً عن الشرائع الدوليّة على ھذا الحق‪ ،‬علمًا أن المرسوم المذكور ‪ -‬كالقررات‬ ‫التمييزية المطبقة قبله ‪ -‬يُفترض أنه مستمد من الشريعة اإلسالمية والمذھب‬ ‫الحنفي على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫ال يزال للطوائف المصنف أتباعھا كعرب‪ ،‬دور بارز في المجتمع العربي‪ ،‬لم‬ ‫ينقطع‪ ،‬لع ّل أبرز مراحله النھضة العربية في القرن التاسع عشر‪ ،‬كما لھم اليوم دور‬ ‫فاعل في مختلف النواحي االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬

‫التاريخ‬ ‫في الجاھلية][‬ ‫لم يكتب العرب تاريخھم قبل القرن التاسع أو الثاني للھجرة‪ ،‬وكانت معظم‬ ‫اھتماماتھم حين بدأ التأريخ تتلخص في تدوين التاريخ العام‪ ،‬وبشكل خاص تسجيل‬ ‫الشعر الجاھلي والمفردات اللغوية المنقرضة أو التي كادت‪ ،‬واألمثال والحكم‬ ‫وبعض الشذرات التاريخية‪ ،‬فلم يبدوا اھتمامًا واس ًعا بالمسيحية بين العرب‪ ،‬أو بأي‬ ‫من الديانات‪ ،‬مما فسح المجال لتضارب الروايات وضعف البينات طوال قرون‬ ‫عدة ]‪.[9‬ومنذ نھاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ساھمت االكتشافات‬ ‫األثرية في شبه الجزيرة العربية واليمن من أبنية مسيحية‪ ،‬كأطالل الكنائس واألديرة‬ ‫أو الرقم وما عليھا من كتابات ذات مدلول ديني‪ ،‬مع مقابلة مختلف الروايات‬ ‫ببعضھا بع ً‬ ‫ضا‪ ،‬واھتمام المستشرقين الحثيث‪ ،‬في إيضاح الصورة عن المسيحية‬ ‫العربية في الجاھلية قبل اإلسالم]‪.[10‬‬ ‫بداية‪ ،‬فإنّ العھد الجديد يذكر صراحة وجود عرب في القدس حين ح ّل الروح‬ ‫القدس على التالميذ االثني عشر‪[،‬أعمال ‪] ٤١/٢‬وذكر القديس بولس فبرسالته إلى‬ ‫ً‬ ‫قسطا من الزمن‪[،‬غالطية ‪] ١٧/١‬وأغلب‬ ‫غالطية أنه أقام في "بالد العرب" مبشرً ا‬ ‫الظنّ أن "بالد العرب" التي قصدھا ھي "الوالية العربية" التي تشمل‬ ‫حاليًا األردن وحوران وسائر جنوب سوريا‪ ،‬وكانت عاصمتھا بصرى الشام ]‪.[11‬‬ ‫فيستنتج إذن‪ ،‬بنا ًء على العھد الجديد دخول المسيحية الباكر بين العرب‪ ،‬يضاف إلى‬ ‫ذلك ما رواه الطبري وأبو الفداء والمقريزي وابن خلدون والمسعودي مجتمعين‪ ،‬بأن‬ ‫تالمذة المسيح ھم من انتشروا في الجزيرة العربية مبشرين بالدين‪ ،‬ومنھم على وجه‬ ‫الخصوص متى وبرثلماوس وتداوس‪ [12] ،‬وقبالً كان مؤرخون سريان ويونان قد‬


‫ع ّدوا العرب "ضمن الشعوب المتنصرة" ومنھم أوسابيوس القيصري وأرنوبيوس‬ ‫من القرن الثالث وثيودوريطس من القرن الخامس]‪.[13][14‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬من المعروف أن إدراة األردن تحت الحكم الروماني كانت‬ ‫خاضعة لقبيلة قضاعة‪ ،‬ومن الثابت أن ھذه القبيلة قد اعتنقت المسيحية منذ عھد‬ ‫الملك مالك بن فھم كما ذكر اليعقوبي‪ ،‬وبعد أن زالت سلطة بني قضاعة تالھم بني‬ ‫سليح وھم أي ً‬ ‫ضا من "نصارى العرب" كما صرّحالمسعودي في »مروج الذھب«‬ ‫وأخيرً ا حكم تلك المناطق قبيلة غسان الذين أثبت كونھم مسيحيين المسعودي في‬ ‫»مروج الذھب »وابن رسته في »األخالق النفيسة »وأبو‬ ‫الفداء والنويري وغيرھم‪ [15] ،‬وھناك أبيات شعر للنابغة الذبياني يشيد فيھا بملوك‬ ‫غسان مھن ًئا إياھم بعيد الشعانين‪ ،‬وأوسابيوس القيصري في القرن الثالث يقول أن‬ ‫أغلب سكان "جنوبي بالد الشام" من العرب من المسيحيين مع اختالط بيھود وبعض‬ ‫البطون التي حافظت على الوثنية ]‪ .[16‬وفي البلقاء وغور األردن كانت البالد‬ ‫خاضعة لحكم الضعاجمة الذين اعتنقوا المسيحية خالل عھد داود بن الھبولة‬ ‫أواخرالقرن الثاني‪ ،‬وبالقرب منھم كان األنباط بدورھم مسيحيين وقد احتفظوا بدينھم‬ ‫حتى بعد ظھور اإلسالم كما أثبت ياقوت الحموي وقال بديع الزمان الھمذاني ]‪.[17‬‬ ‫أما في سيناء وھي أي ً‬ ‫ضا من المناطق التاريخية النتشار القبائل العربية‪ ،‬والتي كانت‬ ‫تتبع إداريًا للكنيسة المصرية ومقرھا اإلسكندرية‪ ،‬فقد انتشرت المسيحية بقوّ ة أي ً‬ ‫ضا‪،‬‬ ‫وبحسب التقليد فإن ميتا الذي خلف يھوذا اإلسخريوطي ھو من بشر في سيناء‪[17] ،‬‬ ‫وبعي ًدا عن التقاليد الكنسية ھناك وثائق من أواخر القرن الثالث لديونيسيوس بابا‬ ‫اإلسكندرية يذكر فيھا رعاياه من العرب في سيناء‪ ،‬وما القوه من اضطھاد أيام‬ ‫اإلمبراطور ديوكلطيانوس]‪.[17‬‬

‫راية الغساسنة يعلوھا أيقونة للقديس سرجيس‪ ،‬شفيع المسيحيين العرب‪.‬‬


‫وقد كان لليمن حصة ھامة في المسيحية العربية‪ ،‬وقد ذكر مؤرخون من أمثال‬ ‫روفينوس وھيرويزوس أن متى ھو مبشر اليمن والحبشة‪ [18] ،‬وبينتانوس‬ ‫الفيلسوف ترك اإلسكندرية في القرن الثاني وتوجه نحو اليمن مبشرً ا كما قال‬ ‫أوسابيوس‪ ،‬وربما ظلّت المسيحية خالل المرحلة األولى في المناطق الساحلية‬ ‫متأثرة بمواكب التجارة البيزنطية‪ [19] ،‬ومما يؤخذ من أمھات كتب العرب كتاريخ‬ ‫المسعودي وسيرة الرسول البن ھشام أنّ المسيحية تقوّ ت خالل القرن الثاني ودخلت‬ ‫في خصومة مع اليھودية منذ القرن الثالث‪ ،‬خصو ً‬ ‫صا بعد ارتداد الملك عبد كالل بن‬ ‫مثوب إلى المسيحية من اليھودية حوالي عام‪ ، 273‬ثم ارتد خليفته من بعده إلى‬ ‫اليھودية مجد ًدا ويبدو أنه عادوا إلى المسيحية قبل ‪ 458‬حيث اكتشفت نصوص‬ ‫حميرية عن كنيسة شيدھا الملك في ذلك العام‪ ،‬ولعله الملك مرثد بن عبد الكالل‪،‬‬ ‫غير أنه وبعد ھذا كما قال الثعالبي والفيروزآبادي وغيرھما أن "أغلب ملوك اليمن‬ ‫وشعبه كانوا من المسيحيين ]‪".[20‬كما كان للمسيحية في عُمان عدة قبائل وأساقفة‬ ‫ذكرھم ياقوت‪ ،‬وكذلك ھو الحال في الساحل الشرقي أي قطر والبحرين واإلمارات‬ ‫حاليًا‪ ،‬فإلى جانب الوثنية التي لم تختف من تلك النواحي فإن بني تميم إحدى أكبر‬ ‫قبائل العرب كانوا من المسيحيين يرأسھم المنذر بن سادي ومن مشاھير تلك الحقبة‬ ‫بشر بن عمرو وطرفة بن العبد ]‪ .[21‬وذكر أي ً‬ ‫ضا تنصّر قسم كبير من قبيلة إمرئ‬ ‫القيس وھم غالبية سكان الساحل الشرقي؛ وإلى جانب الجزيرة العربية وبادية‬ ‫الشام فإن العراق سيّما جنوبه كان دومًا موط ًنا للقبائل العربية‪ ،‬ج ّل ھذه القبائل كانت‬ ‫قد اعتنقت المسيحية ولعل أبرزھا وأكثرھا شھرة المناذرة‪ ،‬وأول ملوكھا جذيمة‬ ‫األبرش الذي اتخذ من األنبار عاصمة له‪ ،‬وقد تعاقب سلسلة من الملوك المسيحيين‬ ‫حتى الفتح اإلسالميفي القرن السابع‪ ،‬وإلى جانب المناذرة كان بنو إياد من عرب‬ ‫العراق مسيحيين وقد أثبت ذلك البكري في كتابه »معجم ما استعجم« وكذلك‬ ‫حال بني لخم ‪.‬وذكر ابن خلكان أن جميع قبائل العراق اليمانية األصل قد تنصرّت بما‬ ‫فيه تيم الالت وكلب واألشعريون وتنوخ ومنھا انتقلوا نحو البحرين وذلك‬ ‫خالل القرن الرابع ]‪ .[22‬ولم يكن انتشار المسيحية أقل في الجزيرة الفراتية حيث‬ ‫قطن بنو بكر وبنو مضر وكالھما من القبائل التي اشتھرت بالمسيحية وتكريم‬ ‫القديس سرجيس على وجه الخصوص ]‪ .[23‬وقد أثبت مسيحية بني مضر وبني‬ ‫ربيعة وكذلك بني إياد جملة من المؤرخين السريان واليونان وكذلك المسلمين‬ ‫أمثال ابن قتيبة في »كتاب المعارف« وفي كتاب »السيرة الحلبية« وقال ماروثا‬ ‫أسقف تكريت أن تحت واليته ثالثة أساقفة لبني معذ وبني تنوخ؛ وفي تدمر العربية‬


‫وقربھا القريتين آثار مسيحية وبقايا كنائس ونقوش تشير إلى انتشار المسيحية فيھا‬ ‫فضالً عن مقام للقديس سرجيس‪ ،‬وقد ص ّرح ياقوت الحموي أن‬ ‫سكان النبك والقريتين كانوا حتى أيامه "جميعھم من النصارى" وذلك في القرن‬ ‫الثالث عشر ]‪.[24‬وعمومًا فإن القبائل العربية التي سكنت سوريا قبل اإلسالم أغلبھا‬ ‫من بني غسان وتغلب وتنوخ سيّما فرعھا كلب وجميع ھذه القبائل لم يشكك قدماء أو‬ ‫معاصرو المؤرخين بصحة كونھا قبائل مسيحية]‪.[25‬‬

‫أطالل دير مار إيليا الذي بناه المناذرة‪ ،‬حكام العراقمن العرب‪.‬‬ ‫ويبدو أنه في المدينة المنورة كان يوجد نوع خاص من الطوائف المسيحية التي‬ ‫نبذتھا الكنيسة الرسمية واعتبرتھا ھرطقة‪ ،‬كانت تؤله مريم العذراء وتق ّدم لھا‬ ‫القرابين‪ ،‬وقد ذكر ھذه الطائفة عدد من المؤرخين أمثال أبيفانوس متف ًقا بذلك مع ابن‬ ‫تيمية الذي أسماھم "المريمين"‪ ،‬كذلك فقد أشار الزمخشري والبيضاوي لھذه الطائفة‬ ‫في تفسير القرآن ]‪.[26‬إلى جانب طائفة أخرى عرفت باسم "الداوديين" لمغاالتھم‬ ‫في تكريم النبي داود وصنفھا البعض من المؤرخين المعاصرين على أنھا بدعة‬ ‫يھودية ‪ -‬مسيحية‪ ،‬وكشف الخوري عزيز بطرس عن وثائق تقول‬ ‫أنه للمشارقة أسقف في يثرب وثالث كنائس على اسم إبراھيم وأيوبوموسى‪،‬‬ ‫وقال الطبري أن قبر أحد تالمذة المسيح موجود في وادي العقيق المجاور للمدينة‪،‬‬ ‫غير أن المسيحية ظلت فيھا أقلية بل أقلية ضئيلة كما قال ھنري المنس ]‪.[27‬‬


‫وفي مكةاعتنق بنو جرھم المسيحية على يد‬ ‫سادس ملوكھم عبد المسيح بن باقية‪ ،‬وأشرفوا‬ ‫ً‬ ‫قسطا من‬ ‫على خدمةالبيت الحرام‬ ‫الزمن‪[28] ،‬وتنصر معھم بنو األزد وبنو‬ ‫خزاعة وقد أثبت ذلك أبو الفرج‬ ‫األصفھاني ]‪.[29‬ومن دالئل وجود مسيحية في‬ ‫مكة أي ً‬ ‫ضا مقبرة المسيحيين خارج المدينة نحو‬ ‫طريق بئر عنبسة كما ذكر المقدسي‪ ،‬فضالً‬ ‫عن اعتناق ھذا الدين من قبل بعض‬ ‫أسر قريش ومنھم عبيد ‪ R‬بن جحش وعثمان‬ ‫بن الحويرث وزيد بن عمر وورقة بن‬ ‫نوفل وآخرون‪ ،‬ذكرھم جمي ًعاابن ھشام]‪.[30‬‬ ‫ويقول المستشرق سوزومان أن العرب عمومًا اعتنقوا المسيحية بجھود الكھنة‬ ‫والرھبان "السيّاح" الذين انتشروا في تلك األصقاع‪ ،‬وزادت قوة المسيحية بتنصّر‬ ‫كبرى القبائل‪ ،‬فانتظمت في أبرشيات عديدة ورسم عليھا أساقفة ورؤساء أساقفة ‪.‬‬ ‫وبذلك فإنه يُرى ضمن أسماء األساقفة الموقعين على أعمال المجامع‬ ‫المسكونية في مجمع نيقية ومجمع القسطنطينية ومجمع أفسس أسماء عرب مثل‬ ‫"الحارث" و"عبد ‪ "R‬و"وھب ‪[31] ،"R‬وقد انقسم أساقفة العرب إلى حضر‬ ‫يقيمون في المدن‪ ،‬و"أساقفة خيام" أو "أساقفة الوبر" ويقيمون في الخيام وينتقلون‬ ‫مع قبائلھم من مكان إلى آخر‪ ،‬وبلغ عدد األساقفة العرب لدى األنباط وحدھم أربعين‬ ‫أسق ًفا كما روى ابن دريد]‪.[32‬‬ ‫وعمومًا فإن المسيحيين العرب في بداياتھم‪ ،‬كانوا يستخدمون‬ ‫الترانيم السريانية خالل المرحلة األولى‪ ،‬وفي المرحلة التالية نظمت أشعار وألحان‬ ‫كنسية عربية أنقذ البعض منھا اليوم ومنھا ھذه األبيات للشاعر أمية بن أبي‬ ‫الصلت]‪:[33‬‬ ‫كاتدرائية بصرى الشام عاصمة "الوالية العربية" أيام اإلمبراطورية الرومانية وقد‬ ‫ساس الوالية بنو قضاعة ثم بنو سيلح وأخيرً ا بنو غسان‪ ،‬وجميعھم من نصارى‬ ‫العرب‪.‬‬


‫كما تمت حركة ترجمة نشطة للكتاب المقدس إلى العربية‪ ،‬ومن أعالم فترة العرب‬ ‫قبل اإلسالم طيطس رئيس أساقفة بصرى المقارع لماني وماوية" ملكة العرب" التي‬ ‫حاربت الرومان وفتحت البالد حتى حدود مصر‪ ،‬ولم ترض بمصالحة الرومان ما‬ ‫لم يرسلوا لھا الناسك موسى ]‪.[34‬وإيليا البطريرك العربي الذي غدا رئيس أساقفة‬ ‫القدس وتوفي عام‪ ، 513‬والقديس أفتيم الذي جال في نواحي الجزيرة مبشرً ا‬ ‫بالمسيحية كما ذكر معاصروه من المؤرخين أمثال كيرلس سيتوبوليس‪ ،‬وھناك‬ ‫أي ً‬ ‫ضا األربعون شھي ًدا الذين سقطوا عام ‪ 309‬في سيناء خالل غارة قام بھا وثنيون‬ ‫عرب على صوامعھم في جبل موسى‪ ،‬وأقيم فوق موقع الحدث دير طرى المعروف‬ ‫أي ً‬ ‫ضا باسم دير األربعين تكريمًا لھم‪ ،‬ومنذ ذلك الحين حصّن الرھبان أديرتھم بشكل‬ ‫جيد وكان أقواھا دير طور سينا المبني بأمر من اإلمبراطور يوستنيان وكان يحوي‬ ‫عد ًدا من األساقفة والالھوتيين ]‪.[35‬يضاف إلى ھؤالء القديسين سلسلة الملوك‬ ‫الغساسنة والمناذرة وعدد من الشعراء أمثال قس بن ساعدة اإليادي وطرفة بن‬ ‫العبد وأمية بن أبي الصلت وعمرو بن ھند وسواھم‪ .‬على الصعيد التنظيمي أي ً‬ ‫ضا‬ ‫كان رئيس أساقفة اليمن له لقب "جاثليق" وھو اللقب الذي يلي البطريرك في الرتبة‪،‬‬ ‫وقد جمعت عالقة خاصة بين أھل اليمن والكنيسة السوريّة‪ ،‬كما يستدل من بعض‬ ‫ميامير أفرام السرياني وسيرة سمعان العموديوالمؤرخ فيلسترجيوس الذي قال أن‬ ‫قرى ومستعمرات ناطقة بالسريانية أقيمت في اليمن‪ ،‬ومنھا دخل الخط السرياني إلى‬ ‫قبائل قحطان وحمير فساعد في تطوير الخط العربي ]‪.[36‬كما ذكر ابن خلدون وابن‬ ‫ھشام في "سيرة الرسول "وياقوت الحموي كذلك أن نجران عاصمة اليمن كان جميع‬ ‫أھلھا من المسيحيين‪ ،‬وعندما ارتد الملك ذو النواس إلى اليھودية رفض أھل النجران‬ ‫العودة إليھا‪ ،‬فأحرق منھم عشرين أل ًفا كما روى ابن اسحق في األخاديد‪ ،‬وقد ذكرت‬ ‫القصة في القرآن ]‪.[37‬على أن اإلمبراطور أغاظه ما حل بمسيحيي اليمن فطلب‬ ‫من النجاشي في الحبشة احتالل البالد والقضاء على ذي النواس‪ ،‬ففتح الحبشيون‬ ‫اليمن ودام حكمھم فيه حتى‪ ، 575‬وقد شجع الحبشيون المسيحية في اليمن فازدھرت‬ ‫وتقوّ ت حتى كادت الوثنية تنقرض‪ ،‬وشيّد الحكام بنا ًء فخمًا شھد له القدماء بجماله‬ ‫وفخامته تكريمًا لقتلى األخدود وزيّن البناء بالحلي والجواھر والقناطر ودعته العرب‬ ‫"كعبة نجران" وأشرف عليھا بنو عبد المدان من بني الحارث‪[38] ،‬إلى‬ ‫جانب كنيسة القليس التي يكاد ال يخلو كتاب في تاريخ العرب من ذكرھا لشھرتھا‪،‬‬ ‫وقيل أنھا بنيت لجذب الناس عن كعبة مكة وقيل أي ً‬ ‫ضا لجذب الناس عن قصر‬ ‫غمدان محج وثنيي اليمن ]‪.[39‬وفي المرحلة الالحقة قاوم اليمنيون سيطرة الحبشة‬


‫وأرادوا استقاللھم وقاد المقاومة سيف بن ذي يزن وھو بدوره مسيحي كما جاء في‬ ‫كتاب »أنساب العرب« لسلمة بن مسلم‪ ،‬وخلفه ابنه معدي كرب‪.‬‬ ‫يمكن االستدالل على قوة المسيحية العربية من كثرة األديرة وانتشارھا وقد ظ ّل‬ ‫بعضھا قائمًا حتى القرن العاشر واھت ّم ياقوت الحموي بجمعھا فذكر دير يوب ودير‬ ‫بونا ودير سعد في األردن‪ ،‬ودير الجماجم الذي بناه بنو عامر شكرً ا ‪ c‬بعد ظفرھم‬ ‫على بني ذبيان ودير الحريق في الحيرة‪ ،‬فضالً عن دير يونس ودير الصليب ودير‬ ‫األعور قرب الكوفة‪ ،‬ودير الثعالب المنسوب إلى بني ثعلبة إحدى القبائل المسيحية‬ ‫في العراق‪[40] ،‬ودير ھند الكبرى المشاد على اسم أم عمرو بن المنذر الشھير‬ ‫باسم عمرو بن ھند وابنة الحارث بن عمرو‪ ،‬وأديرة أخرى كثيرة ذكرھا ياقوت‬ ‫الحموي‪.‬‬ ‫في صدر اإلسالم][‬ ‫ً‬ ‫ألفاظا مثل »نصرانية«‬ ‫عندما ظھر اإلسالم في القرن السابع واستخدم القرآن‬ ‫و»عيسى بن مريم« و»يحيى« و»يونس« و»حواريين« فھو استخدم المصطلحات‬ ‫التي كانت شائعة بين عرب الجزيرة ولم يأت بمفرادت جديدة‪ ،‬أي أن المسيحيين‬ ‫العرب حينھا استخدموا ھذه األلفاظ للداللة على أنفسھم ولم يقم اإلسالم سوى‬ ‫باستخدامھا‪ ،‬تمامًا كمفردات أخرى ظلّت في المسيحية كما ھي ووردت في القرآن‬ ‫أمثال »نسك« و»رھبانية»‪[39] ،‬وتجدر اإلشارة أن المؤرخين العرب المسحيين لم‬ ‫يجدوا حرجً ا في استعمال ھذه المصطلحات حتى القرن التاسع عشر أمثال يوسف‬ ‫الدبس من لبنان وإقليمس داود من العراق‪ ،‬غير أنه ومنذ القرن العشرين‪ ،‬باتت اللغة‬ ‫الرسمية في الكنيسة تفضل »يسوع« و»مسيحيين ]‪».[41‬ھناك ألفاظ أخرى وردت‬ ‫في القرآن وكانت شائعة بين المسيحيين العرب أمثال »محرر« في سورة آل‬ ‫عمران ‪ 31‬للداللة على النذير و»قس« في سورة المائدة‪ ، 82‬أما الكاھن لم يستعمله‬ ‫المسيحيون العرب‪ ،‬وجاء ذلك كما بُرر في لسان العرب ألن كل من تعاطى علمًا‬ ‫دقي ًقا أسمته العرب كاھ ًنا‪ ،‬ومنھم من سمّى الطبيب كاھ ًنا‪ ،‬فلكي ال يختلط األمر بين‬ ‫السحر والشعوذة والطقوس س ّمى العرب رجال دينھم قس ًسا المستمدة‬ ‫من السريانية]‪.[41‬‬ ‫سوى ذلك‪ ،‬فيرى أن العالقة بين النبي محمد والمسيحيين كانت ودية للغاية‪ ،‬فقد‬ ‫تجادل عشرة أساقفة من نجران مع النبي في شؤون الھوتية ومنحوا األمان في‬ ‫دينھم لقاء ضريبة" الجزية "التي تدفع مقابل عدم االشتراك في الخدمة العسكرية‬


‫بلغت قيمتھا ‪ ٨٠‬ألف درھم‪[42][43] ،‬ولمناسبة ھذا النقاش نزل الوحي على‬ ‫النبي بسورة آل عمران وھي عائلة مريم العذراء في المعتقدات اإلسالمية‪[44] ،‬ومن‬ ‫جملة الرسائل التي بعث بھا النبي إلى الملوك العرب والعجم وأغلبھم من المسيحيين‬ ‫رسالة إلى ملك عمان جيعز بن الجلندي وھو مسيحي؛ ومع تعاظم شأن اإلسالم‬ ‫اعتنقت عدة قبائل عربية الدين الجديد ومنھم قبيلة حنيفة في عام الوفود‪ ،‬إلى جانب‬ ‫إسالم قبيلة عبد القيس التي شكلت أغلب سكان البحرين ونواحيھا‪[45] ،‬وفي العام‬ ‫نفسه اتفق بنو الحارث بن كعب مع النبي على االحتفاظ بدينھم كما قال ابن سعد في‬ ‫»كتاب الوفادات ]‪» .[46][47‬ويرى نضال الصالح أن المسيحيين لم يكونوا في‬ ‫مواجھة مع اإلسالم طوال البعثة النبويّة‪ ،‬إذ كان النبي حينھا مشغوالً بمقارعة‬ ‫وثنيي قريش ويھود المدينة‪ ،‬على العكس من ذلك فقد قدمت الحبشة المسيحية ملجأ‬ ‫للمسلمين في بداية دعوتھم ھربًا من االضطھادات المتكررة في الحجاز ]‪.[48‬يذكر‬ ‫في ھذا الصدد استثناء متعلق بغزوة مؤتة وغزوة ذات السالسل اللتين حصلتا في‬ ‫العام الثامن من الھجرة‪ ،‬ولم يحقق المسلمون نصرً ا‪ ،‬ووقفت قبائل العرب ضد‬ ‫الجيش اإلسالمي فيھا]‪.[49‬‬ ‫وبعد وفاة النبي عادت عدة قبائل كانت قد اعتنقت اإلسالم إلى المسيحية ومنھم بنو‬ ‫عقيل سكان اليمامة فجرّ د لھم أبو بكر حملة عسكرية لمحاربتھم وكان ذلك "أول‬ ‫حرب أھلية طائفية بين عرب مسيحيين وعرب مسلمين"؛ ]‪[46‬أما بنو كلب الذين‬ ‫كانوا قد انقسموا إلى فريقين قسم حافظ على المسيحية وآخر دخل في اإلسالم‪،‬‬ ‫عادوا جميعھم إلى المسيحية فقاد خالد بن الوليد حملة عسكرية ضدھم‪ ،‬أفضت إلى‬ ‫مجزرة حيث قُتل جميع األسرى من مسيحيي بني كلب ومعھم مجموعة قبائل متآلفة‬ ‫معھم في دومة الجندل ولم ينج سوى القليل ]‪.[50‬‬ ‫ثم جاء عمر بن الخطاب وأخرج حد ًيثا مفاده أنه ال يجتمع في جزيرة العرب دينان‪،‬‬ ‫ولذلك خيّرت القبائل بين اإلسالم أو الھجرة‪ ،‬فأسلمت بعضھا وھاجر بعضھا اآلخر‬ ‫إلى بالد الشام وبعضھا اآلخر إلى األناضول في تركيا‪ ،‬وحصلت معارك عسكرية‬ ‫في بعض المواقع؛ وكان أقسى األمر إجالء مسيحيي نجران عنھا وقد بلغ عددھم‬ ‫أربعين ألف مقاتل‪ ،‬وربما كان سبب اإلجالء خشية تنامي نفوذھم‬ ‫وقوتھم ]‪.[51‬ويبدو أن الخالفة الراشدة لم تنفذ ھذا الحديث بشكله الكلي‪ ،‬فمن الثابت‬ ‫وجود أسقف للمشارقة في نجران حتى القرن الثامن‪ ،‬وجاء في كتاب الفھرست البن‬ ‫نديم اجتماع المؤلف مع رھبان من نجران عام‪ ، 988‬وبحسب تقويم الكنيسة ذاتھا‬ ‫فإنه وحتى عام ‪ 1260‬كان يوجد خمسة أساقفة في اليمن يرأسھم رئيس‬


‫أساقفة صنعاء‪ ،‬حين قضى المماليك على المسيحية فيھا وبلغ عددھم ‪١٠،٥٠٠‬‬ ‫شخص من بضعة مئات آالف شكلوا سكان اليمن؛ ويبدو أن المسيحيين في‬ ‫جزيرة سقطرة استطاعوا الصمود لفترة أطول حتى القرن الخامس عشر كما يستد ّل‬ ‫من كتابات ماركو بولو الذي قال أن مسيحيي سقطرة يتبعون الكنيسة الكلدانية وھم‬ ‫نحو عشرة آالف رجل عصوا على المماليك حتى‪ ، 1480‬ويستد ّل على ذلك أي ً‬ ‫ضا‬ ‫من كتابات القديس فرنسيس كسفاريوس الذي زار تلك األصقاع مع بداية العھد‬ ‫العثماني ]‪.[52‬كما أنه أواخر القرن السابع عُقد مجمع كنسي محلي في العراق وقع‬ ‫عليه أساقفة من قطر والبحرين ما يد ّل على عدم انقراض المسيحية في تلك النواحي‪،‬‬ ‫لتكون بداية القرن الثامن موعد ذلك‪ ،‬وقد نقلت بعض الوثائق العائدة للبطريرك‬ ‫أيشوعاب الثالث أن القبائل التي تبعت كنيسته في عمان قد اعتنقت اإلسالم ھربًا من‬ ‫فرض تسليم "نصف ثروات المسيحيين لمسلمين"‪ ،‬وھو ما دفع قسمًا آخر للھجرة‬ ‫نحو األحواز‪ ،‬واليمكن تعميم ما حصل في عمان على سائر المناطق‪[53] ،‬علمًا أنه‬ ‫في األحوال العاديّة كان مقدار الجزية أربع دنانير ذھبية لألغنياء وديناران‬ ‫لمتوسطي الحال ودينار واحد عن األحداث‪ ،‬ويعفى منھا الفقراء والمسنون وذوو‬ ‫العاھات ورجال الدين والنساء‪.‬‬ ‫في بالد الشام والعراق كان الوضع أكثر انفتاحً ا‪ ،‬فمن ناحية ساھم المسيحيون العرب‬ ‫في الفتح بشكل فاعل‪ ،‬سوا ًء ضد الفرس أو ضد البيزنطيين‪ ،‬يمكن أن يذكر في ھذا‬ ‫الصدد أبو زيد الطائي المسيحي الذي قاتل الفرس في معركة الجسر" حميّة‬ ‫للعرب"‪ [54] ،‬ومعركة البويب حين قامت فرق من قبيلتي تغلب ونمر بزعامة أنس‬ ‫بن ھالل النميري بالقتال إلى جانب المسلمين ضد الفرس‪ [54] ،‬وحصل ھذا في‬ ‫مواقع أخرى عديدة من فتوح الشام والعراق كفتح تكريت والجزيرة الفراتية‪ ،‬وفي‬ ‫معركة فحل في األردن حين انسحبت لخم وجذام وغسان من معسكر الروم إلى‬ ‫معسكر المسلمين‪ ،‬وربما يمكن تلخيص ھذه الحالة بھذه العبارة المنسوبة إلى المثنى‬ ‫بن حارثة مخاطبًا أنس بن ھالل]‪:[55‬‬ ‫يا أنس إنك إمرؤ عربي وإن لم تكن على ديننا‪ ،‬فإن رأيتني قد حملت‬ ‫على مھران فاحمل معي‪.‬‬


‫يجب أن يستثنى من ذلك معركة أليس حين تحالفت قبيلة عجل العربية المسيحية‬ ‫وكذلك قبيلة تيم الالت مع الفرس‪ ،‬وأمر خالد بن الوليد بأن يقتل جميع األسرى من‬ ‫العرب والعجم‪ ،‬فضربت رقابھم جمي ًعا بأمره وأجرى الدماء نھرً ا؛ ]‪ [56‬ثم ارتكب‬ ‫مجزرة أخرى عندما قتل الغساسنة في مرج راھطيوم عيد الفصح كما‬ ‫ذكر البالذري‪ [57] ،‬وتقول سعاد الصالح أنّ خالد بن الوليد كان متشد ًدا مع‬ ‫المسيحيين عكس أبو عبيدة بن الجراح الذي مثل الوسطية والليونة ]‪.[58‬‬ ‫وكما حصل في الجزيرة العربية‪ ،‬كذلك حصل في الشام‪ ،‬ھناك من القبائل من اعتنق‬ ‫اإلسالم بالكامل‪ ،‬ومنھم من انقسم كبني كلب وجبلة بن األيھم ملك الغساسنة الذي‬ ‫اعتنق اإلسالم ومعه ثالثون أل ًفا من قبيلته‪ ،‬ورغم ذلك ظلّت المسيحية قويّة لدى بني‬ ‫غسان حتى القرن التاسع أو العاشر‪ .‬والقسم الثالث من المسيحيين العرب حافظ على‬ ‫دينه ومنھم بنو ثعلبة الذي ذكر عنھم نقا ًشا مع عمر بن عبد العزيز في »كتاب‬ ‫المستطرف« وبنو تغلب كبرى قبائل العرب وبنو تميم من المضر‬ ‫العدنانين‪[59] ،‬وأھل الحيرة عاصمة المناذرة ساب ًقا‪ ،‬حيث أبلغوا خالد بن الوليد أن ال‬ ‫مانع لديھم من أن يؤول حكم البالد لعرب مسلمين بدالً من البيزنطيين أو الفرس‬ ‫لقاء البقاء على دينھم‪ ،‬وقد قبل خالد بشرط كبرى مدن العراق حينھا لقاء جزية ‪٦٠‬‬ ‫ألف درھم سنويًا كان أھل الحيرة قادرين على دفعھا لغناھم كما أنھا موازية بالقيمة‬ ‫تقريبًا لمجمل الضرائب التي كانت تدفع للبيزنطيين‪[60] ،‬وفي‬ ‫فتح بعلبك وشيزر ومعرة النعمان خرج الرعايا الستقبال أبو عبيدة بن الجراح‬ ‫"يصحبھم الناقرون على الدفوف والمنشدون وانحنوا أمامه احترامًا"‪[61] ،‬‬ ‫وفي حمص كان جواب السكان‪" :‬إن واليتكم وعدلكم أحبّ إلينا مما كنا فيه من الظلم‬ ‫والغشم"‪ [61] ،‬ويقول المؤرخ اللبناني واألستاذ السابق في جامعة ھارفرد فيليب‬ ‫حتي‪ ،‬أن السوريين من أبناء القرن السابع من سريان وعرب وغيرھم‪ ،‬كان العرب‬ ‫المسلمين أقرب إليھم عنصرً ا ولغة وربما دي ًنا أي ً‬ ‫ضا من "أسيادھم البيزنطيين‬ ‫الممقوتين"؛ ]‪ [62‬ونظرً ا ألھمية دور تغلب السياسي والعسكري‪ ،‬فقد أسقط عمر بن‬ ‫الخطاب عنھم الجزية‪ ،‬ثم طلب أن يمنع التغالبة من تربية أوالدھم تربية مسيحية‪ ،‬ما‬ ‫قد كان يعني انقراض المسيحية في تغلب‪ ،‬ورغم ذلك فقد ظلت عدة أسقفيات‬ ‫حتى القرن العاشر في مضارب ھذه القبيلة ونواحيھا‪ [63] ،‬وربما يعود سبب ذلك‬ ‫لمزيد التسامح الذي انتھجه األمويون في تعاملھم مع القبائل المسيحية العربية‪،‬‬ ‫والمسيحيين عمومًا‪.‬‬ ‫األمويون والعباسيون][‬


‫صورة للصفحتين األولتين من« المخطوط الفاتيكاني عدد ‪ ،«٢٥٠‬وھو عبارة عن‬ ‫ترجمة عربية إلنجيل الدياسطرون‪ ،‬ويرقى للعصر العباسي‪.‬‬ ‫االختالف بين الدولة األموية ودولة الخالفة الراشدة ومن بينھا االختالف في التعامل‬ ‫مع غير المسلمين‪ ،‬ھو اختالف ينبع من طبيعة الدولتين ذاتھما‪ ،‬فبينما كانت الخالفة‬ ‫الراشدة" دولة دينية "عاصمتھا المدينة المنورة المغلقة على ذاتھا في الحجاز وتعتمد‬ ‫على "الشورى" في اختيار الخليفة‪ ،‬كانت الدولة األموية "دولة مدنية بمرجعية‬ ‫إسالمية" عاصمتھا دمشق المتعددة الطوائف والمذاھب والعرقيات تمامًا كسوريا‪،‬‬ ‫وتحولت معھا الدولة إلى ملكية وراثية بدالً من الشورى‪ ،‬كذلك اعتمدت التنظيمات‬ ‫السريانية والبيزنطية التي كانت موجودة ساب ًقا بما فيھا الناحيتين اإلدارية‬ ‫والعسكريّة‪ ،‬وكما تقول سعاد صالح "فقد ق ّدم األمويون الدنيا على الدين ]‪".[64‬يذكر‬ ‫في ھذا الصدد أن زوجة معاوية بن أبي سفيان ميسون بنت بحدل الكلبية كانت‬ ‫مسيحية[بحاجة لمصدر]‪ ،‬وكان طبيب معاوية ووزير ماليته مسيحيًا وشاعر بالطه‬ ‫كذلك‪ ،‬وسوى ذلك فقد عيّن ابن آثال واليًا على حمص وھو تعيين منقطع النظير في‬ ‫تاريخ الدول اإلسالمية‪[65] ،‬وقد لقب سكان سوريا معاوية "بالمستنير السمح" كما‬ ‫ذكر الطبري والمسعودي]‪.[66‬‬ ‫خالل ھذه المرحلة‪ ،‬أخذت المسيحية تتحول إلى طابع اجتماعي خاص في القبائل‬ ‫التي ظلّت عليھا‪ ،‬يمكن أن ترى بعض أشعار األخطل التغلبي في ھذا المجال كدليل‬


‫ساطع‪ ،‬وكذلك قول عبد المسيح بن اسحق الكندي في بداية الخالفة العباسية مفتخرً ا‬ ‫بدين قبيلته كندة]‪:[67‬‬ ‫فليس لنا اليوم فخر نفتخر به‪ ،‬إال دين النصرانية‪ .‬الذي ھو معرفة ‪،R‬‬ ‫ومنه نھتدي إلى العمل الصالح ونعرف ‪ R‬حق المعرفة‪ ،‬ونتقرب إليه‪،‬‬ ‫وھو الباب المؤدي إلى الحياة والنجاة من نار جھنم‪.‬‬ ‫سمح األمويون باالحتفاظ بأغلب الكنائس ولم يمانعوا في ترميمھا أو في بناء كنائس‬ ‫جديدة‪ ،‬ورغم أنّ بعض عھود الصلح أيام الراشدين نصّت على منع استحداث‬ ‫كنائس جديدة‪ ،‬إال أن األمويين لم يلتزموا بھا باستثناء مرحلة عمر بن عبد‬ ‫العزيز وقد روى الطبري أن خالد القسري والي العراق‪ ،‬كان يأمر بنفسه بإنشاء‬ ‫البيع والكنائس‪ ،‬وأبو جعفر المنصور الخليفة‪ ،‬حذا حذوه عندما شيّد بغداد ]‪.[68‬على‬ ‫صعيد آخر انخرطت أعداد كبيرة من المسيحيين في صفوف الدولة‪ ،‬فكان الوزراء‬ ‫وكتبة الدواوين وأطباء البالط ومجموعة كبيرة من الشعراء واألدباء من المسيحيين‪،‬‬ ‫حتى أن فري ًقا من أتباع الكنيسة المارونية وفري ًقا من أتباع الكنيسة السريانية‬ ‫األرثوذكسية تساجال حول طرق اتحاد طبيعي المسيح ‪ -‬وھو الخالف الذي تفجّ ر في‬ ‫أعقاب مجمع خلقيدونية عام ‪ 451 -‬أمام الخليفة معاوية بن أبي سفيان طالبين تحكيمه‬ ‫في الموضوع‪ ،‬فأق ّر الخليفة رأي الموارنة ومنحھم كنائس كانت تابعة لألرثوذكس‬ ‫في حمص وحماه ومعرة النعمان ]‪.[69‬ونملك اليوم‪ ،‬قوالً يوّ صف تلك المرحلة نقالً‬ ‫عن الجاثليق إيشوعھيب الثالث جاثليق بابل وتوابعھا لكنيسة المشرق]‪:[70‬‬ ‫إنھم ليسوا أعداء النصرانية‪ ،‬بل يمتدحون ملتنا‪ ،‬ويوقرون قسيسينا‬ ‫وقديسنا‪ ،‬ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا‪.‬‬ ‫ويقول ھنري المنس أن أكثرية بالد الشام في ختام العصر األموي سيّما في القرى‬ ‫واألرياف كانت مسيحية سوا ًء أكانت سريانية أم عربية‪[71]،‬واستمر العباسيّون‬ ‫بھذه السياسة التسامحيّة في عصرھم األول‪ ،‬وقد جاء في »المنتجب العاني« لمؤلفه‬ ‫أسعد علي أن الخلفاء كانوا يحتلفون باألعياد المسيحية كعيد الميالد وأحد الشعانين‬ ‫حتى في قصر الخليفة‪ ،‬فيضع الخليفة وحاشيته أكللة من زيتون ويرتدون المالبس‬ ‫]‪.[72‬ولع ّل أبرز الدالئل‬ ‫الفاخرة‪ ،‬وقد بنيت في بغدادكاتدرائيتان مع تشييد المدينة ]‪[72‬‬ ‫والشواھد عن التعايش الديني والعيش المشترك أشعار أبي زيد الطائي واألخطل‬ ‫التغلبي كذلك ما رواه ابن فضل العمري بكتابه »مسالك األبصار« وما جاء في‬


‫كتاب »مسالك الممالك« من وصف للحياة بين المسلمين والمسيحيين في البالد التي‬ ‫زارھا‪ ،‬وقد نقل في كتابه ذاته أنه الرھا العباسية وجوارھا كان ھناك ثالثمائة‬ ‫دير ]‪.[73‬ومن الثابت أن األخطل نفسه كان قاضيًا لقبيلة بكر بن وائل المسلمة‪ ،‬وأنه‬ ‫"إذا دخل المسجد وقف له المسلمون احترامًا"‪ ،‬وكانت مجالس اللھو والغناء تض ّم‬ ‫ً‬ ‫وعددا من المجالس العامة‪ .‬وھو ما تد ّل‬ ‫مسيحيين ومسلمين وكذلك حمامات السوق‬ ‫ضا كتابات المؤرخين السريان كالتلمحري وميخائيل الكبير وغيرھما‪ ،‬فضالً‬ ‫عليه أي ً‬ ‫عن مراسالت طيموتاوس بطريرك النساطرة الذي جمعته صداقة مع أبي جعفر‬ ‫المنصور حتى لقبه »أبي النصارى«‪ ،‬ويذكر أي ً‬ ‫ضا عد ٌد من الخلفاء واألمراء‬ ‫والوالة كانوا يقيمون خالل تنقالتھم في األديرة وقد سجلت أديرة الرصافة‬ ‫ودير زكا ودير القائم قرب البوكمال زيارات لخلفاء عباسيين ]‪.[74‬‬ ‫على أن بعض الشعراء أمثال الفرزدق وجرير ھجوا المسيحية والمسيحيين‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن يعيّن المتوكل على ‪ R‬كصاحب الفضل في بدء سلسلة االضطھادات على‬ ‫األقليات الدينية في الدولة العباسية‪ [75] ،‬ونظيره الحاكم بأمر ‪ R‬في الدولة‬ ‫الفاطمية‪ :‬فھدمت الكنائس وعلى رأسھا كنيسة القيامة ومنع أبناء ھذه األديان من‬ ‫ركوب الخيل ومزاولة بعض األنشطة التجارية واالقتصادية أو اإلقامة في دور‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ومنعوا من إطالة شعرھم وأمروا بارتداء ألبسة مميزة صفراء اللون‬ ‫وعسلية األكمام‪ ،‬وأضاف المتوكل لھا عام ‪ 854‬قوانين أخرى منھا "وضع تماثيل‬ ‫لشياطين" أمام أبواب بيوت المسيحيين ومنع وضع شواھد لقبورھم فضالً عن‬ ‫مضاعفة الجزية‪ ،‬وإسقاط عقوبة المسلم الذي يقتل مسيحيًا واالكتفاء بنصف‬ ‫ديّة‪[76] ،‬وكل ھذا "بھدف اإلذالل ال غير"‪ [77] ،‬كما أنھم تحولوا إلى رعايا من‬ ‫الدرجة الثانية وغابت سيادة القانون‪ ،‬فكان البدو يقتحمون الكنائس واألديرة لسلبھا‬ ‫على ما يذكر المؤرخ ابن بطريق والمسعودي وغيرھما‪ .‬وكانت إحدى نتائج ذلك‪،‬‬ ‫تحول عائالت وقبائل بكاملھا نحو اإلسالم‪ ،‬وھجرة المسيحيين من المدن نحو الريف‬ ‫وبعضھم نحو الجبال‪ ،‬وھكذا أخذ الموارنة بالنزوح من وادي العاصي باتجاه جبال‬ ‫لبنان‪ ،‬وكذلك سجلت حركات ھجرة مسيحية نحو طور عابدين وماردين وغيرھا من‬ ‫األماكن المنعزلة‪ [78] ،‬كما يحدد القرن العاشر موع ًدا النقراض األسقفيات‬ ‫واألبرشيات العربيّة وبالتالي اندثار المسيحية بين القبائل العربية‪ ،‬وذھب بعض‬ ‫فقھاء الشافعية والمالكية إلسقاط صفة" أھل الكتاب "عن المسيحيين‪ [79] ،‬وحده‬ ‫اإلمام األوزاعي الملقب "إمام أھل الشام" ومن بقي من طلبته‪ ،‬استنكر كما‬ ‫يقول فيليب حتي" بجرأة أدبية منقطعة النظير" ھذه اإلجراءات التمييزية‪ ،‬وعارض‬


‫فتاوى المالكية والحنفية من حيث التدابير الصارمة بحق "المشركين" نظير قطع‬ ‫أشجارھم وھدم كنائسھم وتخريب بيوتھم]‪.[80‬‬ ‫قبة "قيامة يسوع" في كنيسة القيامة‪.‬‬ ‫خالل القرنين الحادي والثاني عشر‪ ،‬كانت بالد الشام تعاني من حروب أھلية‬ ‫بين األمراء السالجقة‪ ،‬واالنھيار االقتصادي وفقدان األمن بين المدن واستقرار‬ ‫قبائل تركمانية وكردية في مناطقھا الشمالية‪ ،‬وصراعات طائفية بين السنة والشيعة‬ ‫واإلسماعيلية والعلوية‪ ،‬وبالمختصر كانت البالد منھكة‪ ،‬وفي ھذه الظروف‬ ‫قدمت الحمالت الصليبية واحتلوا الساحل الشامي‪ ،‬فقوبلوا بعطف المسيحيين وال‬ ‫مباالة شيعة الفاطميين والسنة السلجوقيين‪ .‬لم يتعامل جميع مسيحيي الشرق مع‬ ‫الصليبيين ‪:‬الكنيسة الملكية في إنطاكية والتي كان األمويون قد سمحوا بعودة‬ ‫بطاركتھا وأساقفتھا في عھد ھشام بن عبد الملك عام ‪ 742‬بعد شغور دام حوالي‬ ‫قرن وكان مركزھا الجديد دمشق‪ ،‬لم تبد أي عالقة مباشرة مع الصليبيين باستثناء‬ ‫مناطق صافيتا ووادي النصارى ذات الغالبية من ھذه الكنائس على تخوم إمارة‬ ‫أنطاكية وإمارة طرابلس‪ ،‬يذكر أي ً‬ ‫ضا أن الكنيسة الملكية كانت أولى الكنائس‬ ‫"المستعربة" من ناحية اللغة الطقسية والثقافة مع حفاظ على شيء من تقليدھا‬ ‫اليوناني ‪ -‬اإلغريقي؛ الموارنة وقعوا في حرب أھلية أواسط القرن الثاني عشر بين‬ ‫مؤيد للصليبيين سكن الساحل ومعارض لھم سكن الجبال حتى اغتالوا أمير طرابلس‬ ‫عام‪ ، 1128‬ويذكر أن الموارنة قد استفادوا من الحقبة الصليبيبة بتشييد الكنائس‬ ‫بحرية أكبر في أماكن تواجدھم وإدخال قرع األجراس إيذا ًنا بالصالة إذ كان‬ ‫الفاطميون قد منعوا ھذه الطقس على المسيحيين ]‪.[81‬في القدس أعاد الصليبيون‬ ‫ترميم وتوسعة كنيسة القيامة وعدد من الكنائس الھامة كالمھد والبشارة وجبل‬ ‫الزيتون وأسسوا كنيسة مستقلة ال تزال إلى اليوم تتبع الطقس الالتيني وتعرّف نفسھا‬ ‫منذ إعادة تأسيسھا أواسط القرن التاسع عشر بالھوية العربية‪[82] ،‬أما البطريركية‬ ‫الملكية في القدس فقد تضررت من قيام البطريركية الالتينية‪ ،‬وعادت إليھا بعد‬ ‫زوال مملكة بيت المقدس رعاية أغلب األماكن المقدسة في فلسطين وفق العقائد‬ ‫المسيحية‪ ،‬وھذه البطريركية كالبطريركية الملكية األخرى في أنطاكية‪ ،‬تبنت اللغة‬ ‫العربية في طقوسھا باكرً ا‪ ،‬وأعاد البعض ذلك للعھد األموي ذاته ]‪.[83‬أما‬ ‫في مصرفقد رفض األقباط أي نوع من العالقة مع الوافدين ]‪.[84‬وھكذا يمكن أن‬ ‫يستخلص أنه مع انقراض المسيحية العربية الصرفة ممثلة بالقبائل‪ ،‬إال أنه وخالل‬ ‫فترة تتراوح بين خمسة إلى سبعة قرون من التفاعل والتأثير المتبادل مع الحضارة‬


‫العربية التي جلبھا المسلمون وساھم مسيحيون سريا ًنا وعربًا في بنائھا‪ ،‬أخذت‬ ‫كنائس وطوائف مسيحية باعتناق الھوية العربيّة‪ ،‬ممثلة أوالً باللغة‬ ‫العربية في الطقوس والليتورجيا بدرجات متفاوتة وكذلك الحال بالنسبة للمخاطبة‬ ‫اليومية‪ ،‬وكان من بين ھذه الكنائس خالل تلك الفترة المبكرة نو ًعا ما الملكيون في‬ ‫أنطاكية والقدس والموارنة في جبل لبنانواألقباط في مصر]‪.[85‬‬ ‫في ظل الدولة العثمانية][‬ ‫مصطفى الثاني‪ ،‬صاحب مرسوم منع المسيحيين من السير في وسط الطريق‪،‬‬ ‫وإلزامھم السير على جانبيه‪.‬‬ ‫ورث العثمانيون عن المماليك حكم بالد الشام عام ‪ 1516‬ومصر عام‪ ، 1517‬كان‬ ‫المماليك في المرحلة الثانية من حكمھم قد انتھجوا‬ ‫سياسة معتدلة تجاه المسيحيين من عرب وغير‬ ‫عرب‪ ،‬على عكس ما كان سائ ًدا في مرحلة تداعي‬ ‫الممالك الصليبية في الشرق من‬ ‫سقوط أنطاكية عام‪ 1268‬وحتى‬ ‫سقوط عكا عام ]‪ 1291.[86][87‬أما نظام الملل‬ ‫العثماني الذي كان موجو ًدا في الدولة منذ فتح‬ ‫القسطنطينية عام ‪ 1453‬فھو حسب رأي المستشرق‬ ‫األلماني كارل بروكلمان قد كفل للمسيحيين‪ ،‬بعد‬ ‫تقسيمھم حسب الطوائف إلى ملل‪ ،‬كامل الحرية‬ ‫الدينية والمدنية‪ ،‬خصو ً‬ ‫صا مع التعديالت الالحقة‬ ‫خالل فترات إصالح الدولة؛ ]‪[88‬وكان رؤساء الطوائف ال يعتبرون الرؤساء‬ ‫الروحيين فقط لطوائفھم بل الرؤساء المدنيين أي ً‬ ‫ضا‪ ،‬يُسيرون القضاء وشؤون اإلرث‬ ‫وسائر األحوال الشخصية ألبناء الطائفة وفق الشرائع الخاصة بھا‪ ،‬وإن كان ذلك قد‬ ‫نوّ ه له بعض المؤرخين أنه نقطة سلبية ساھمت في ازدياد "التكتل الطائفي" داخل‬ ‫الدولة]‪.[89‬‬ ‫لعل أحد أبرز التطورات على الصعيد الكنسي خالل العصر العثماني‪ ،‬الخصومة‬ ‫الطائفية بين الكاثوليكية واألرثوذكسية‪ ،‬فمنذ القرن السابع عشر حاولت الكنيسة‬ ‫الكاثوليكية التوصل لصيغ اتفاق مع الكنائس األرثوذكسية بھدف "إعادة الوحدة‬ ‫المسيحية" وأسست بموافقة السلطنة أعدا ًدا من األديرة التابعة للرھبنات الكبرى‬ ‫في بالد الشام واإلسكندرية على وجه الخصوص‪ ،‬وقد أدت ھذه البعثات الكنسيّة ال‬


‫إلى "إعادة الوحدة" بل إلى "خلق" طوائف جديدة عرفت باسم" الطوائف الكاثوليكية‬ ‫الشرقية"‪ ،‬فتأسست بطريركية للملكيين الكاثوليك وأخرى التينية في‬ ‫القدس وثالثة لألقباط الكاثوليكومثلھا للكلدان والسريان الكاثوليك واألرمن الكاثوليك ‪.‬‬ ‫كان لبطريرك الملكيين في إسطنبول وھو يتبع األرثوذكسية الشرقية حظوة كبيرة في‬ ‫البالط السلطاني‪ ،‬ولذلك فقد أبى السالطين في البداية تحت ضغط البطريركية‬ ‫االعتراف بالطوائف الجديدة‪ ،‬بل إن في مناطق مثل دمشق وحمص وحلب وبيت‬ ‫لحم وبيت جاال تعدى األرثوذكس على الكنائس المنشقة وسيطروا عليھا‬ ‫بالقوة‪ [90] ،‬وفسح ذلك المجال أمام الدول الغربية سيّما فرنسا والنمسا للضغط على‬ ‫السلطان لالعتراف بالطوائف وتثبيت رؤسائھا‪ ،‬سيّما كنيسة الملكيين الكاثوليك في‬ ‫أنطاكية لكونھا أكبر الكنائس‪ ،‬لكن السلطان لم يصدر أي فرمان ينظم األوضاع‬ ‫الجديدة‪ ،‬واستم ّر الحال على ما ھو عليه بين أخذ ورد سنين طوال حتى‬ ‫عام ‪ 1763‬خالل عھد مصطفى الثالث حين أصدرشيخ اإلسالم فتوى تنصّ على أنّ‬ ‫انتقال المسيحي من مذھب إلى آخر ال يغير من وضعه كأحد أفراد "أھل الذمة الذين‬ ‫تربطھم بالمسلمين العھود والمواثيق" ما دام مسيحيًا‪[91] ،‬ورغم نص الفتوى فإن‬ ‫السلطان لم يتخذ أي قرار أو فرمان تنفيذي لھا واستم ّر الوضع على ما ھو عليه‬ ‫حتى‪ 1830‬حين قام السلطان محمود الثاني بإصدار فرمان بتعيين "بطريرك مدني"‬ ‫يدير شؤون كاثوليك الدولة عدا الموارنة‪.‬‬ ‫وكان قبل ھذا الفرمان على أتباع ھذه الطوائف الغير معترف بھا‪ ،‬العودة في‬ ‫أحوالھم الشخصية بما فيھا دفن الموتى‪ ،‬إلى األساقفة األرثوذكس وما يرافق ذلك من‬ ‫مضايقات ورفض وابتزاز ]‪.[92‬االعتراف الرسمي جاء على خلفية سياسية‪،‬‬ ‫ففي ‪ 15‬أبريل ‪ 1834‬اعترف الباب العالي بالملة اإلنطاكية الملكية الكاثوليكية‬ ‫وتبعھا االعتراف بسائر الملل األقل عد ًدا‪ ،‬وتم اللقاء بين السلطان وبطريرك الروم‬ ‫الكاثوليك‪ ،‬الذي انتقل إلى دمشق بعد أن كان محتميًا لدى آل شھاب في لبنان‪ ،‬ويعيد‬ ‫عدد من المؤرخين سبب التثبيت بھدف خلق نوع من االرتياح الشعبي بعد دخول‬ ‫البالد في طاعة محمد علي باشا ]‪.[93‬ثم عاد في ‪ 7‬يناير ‪ 1848‬وأصدر فرما ًنا آخر‬ ‫بمنح البطاركة الكاثوليك حق القضاء المدني ألبناء طوائفھم أسوة بالمعمول لدى‬ ‫األرثوذكس والموارنة‪ ،‬وبالتالي أنھي دور "البطريرك المدني" الذي ابتدعه محمود‬ ‫الثاني ]‪.[94‬ولع ّل أكثر المناطق التي احتدمت بھا الخصومة ھي في فلسطين‪ ،‬ويشھد‬ ‫واقع كنيسة القيامة المقسم إلى قسم أرثوذكسي شرقي برعاية البطريركية الملكية في‬ ‫القدس وقسم أرثوذكسي مشرقي يشرف عليه األرمن وقسم كاثوليكي يشرف عليه‬ ‫الفرنسيسكان وبطريركية القدس الالتينية دليالً ساط ًعا على ذلك‪ ،‬يضاف إلى ذلك‪،‬‬


‫أن عائلتين مسلمتين تقومان بحفظ مفاتيح الكنيسة منذ أيامعمر بن الخطاب‪ ،‬ومن‬ ‫غير المعروف سبب ذلك سوى أنه في إطار "التعايش اإلسالمي‬ ‫ً‬ ‫قسطا كبيرً ا من الجدال حول أحقية االحتفاظ‬ ‫المسيحي"‪[95] ،‬غير أنھا وفرت‬ ‫بالمفاتيح بين مختلف الطوائف]‪.[96‬‬

‫كاتدرائية مار إلياس المارونية في حلب وقد بنيت عام‪1876.‬‬ ‫ھناك قضية أخرى ترتبط بالمسيحيين خالل العھد العثماني وھي قضية االمتيازات‬ ‫األجنبية للمسيحيين‪ ،‬علمًا أن تطبيقھا اقتصر عمليًا على بالد الشام ولم تشمل مصر‬ ‫والعراق؛ بدأت االمتيازات منذ أواخر عھد سليمان القانوني وبلغت ذورتھا في‬ ‫القرنين الثامن عشر والتاسع عشر‪ ،‬وكانت ھذه االمتيازات تقدم حقوق التقاضي أمام‬ ‫المحاكم القنصلية األوروبية وإمكانية استعمال البريد والبرق التابعة للقنصليات‬ ‫مجا ًنا‪ ،‬والتعلم في مدراس القنصليات أو الھيئات الواقعة تحت حمايتھا مجا ًنا أي ً‬ ‫ضا‬ ‫أو السفر نحو أوروبا بھدف الھجرة أو الدراسة على نفقة القنصلية واإلعفاء من‬ ‫الضرائب في النشاطات التي أعفت الدولة العثمانية مواطني الدولة الموكولة حماية‬ ‫الطائفة المعينة من الضرائب]‪.[97‬وكانت أولى الطوائف التي منحت االمتيازات‬ ‫ھي الكنيسة المارونية في أبريل‪ ، 1649‬وتالھا حماية فرنسا والنمسا لسائر الطوائف‬ ‫الكاثوليكية واإلمبراطورية الروسية للطوائف األرثوذكسية الشرقية وإنكلترا‬ ‫لإلنجليكان واألقليات البروتستانتية]‪.[98‬‬


‫في القرن التاسع عشر حاول السالطين العثمانيون تحديث دولتھم لتكون دولة مدنية‬ ‫تضاھي دول أوروبا‪ ،‬وأقروا في سبيل ذلك سلسلة من الفرمانات الھامة أبرزھا فيما‬ ‫يتعلق بوضع المسيحيين" الخط الھمايوني "الذي نصّ ألول مرة على تجريم‬ ‫"التعييرات واأللفاظ المميزة التي تتضمن تدني صنف عن آخر من صنوف التبعة‬ ‫العثمانية بسبب المذھب" معل ًنا "المساواة بين المسلمين وغير المسلمين"‬ ‫وإلغاء الجزية والسماح للمسيحيين التطوع في الجيش وشملھم بالخدمة العكسرية‬ ‫اإللزامية‪ ،‬كما سمح بحرية بناء الكنائس في المناطق المسيحية أو ذات الغالبية‬ ‫المسيحية واحتفظ في المناطق المختلطة بموافقة سلطانية مسبقة ]‪.[99‬وعندما صدر‬ ‫الدستور العثماني جرّم بدوره التمييز وأكد على معاملة المواطنين معاملة‬ ‫واحدة‪[100] ،‬قبل ذلك كان يلزم المسيحيين في المدن الكبرى أن يسيروا على‬ ‫جانبي الطريق وليس في وسطه‪ ،‬وأال يسكنوا دورً ا مرتف ًعا وأال يرتدوا عمائم أو‬ ‫صوف أو جوخ وفق قرار صادر عام‪ ، 1678‬غير أن ذلك لم يعق المسيحيين كثيرً ا‬ ‫لتركز غالبيتھم في الريف الخاضع بنسب أقل من المدن لسيطرة السلطة‬ ‫المركزية]‪.[101‬‬

‫األمير عبد القادر الجزائري يأوي المسيحيين الدمشقيين في دارته بدمشق أبّان الفتنة‬ ‫الكبرى بين المسيحيين والدروز‪ ،‬والتي ُھ ّجر على أثرھا عدد من العائالت‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1860‬وقعت في جبل لبنان" الفتنة الكبرى "وھي المرحلة الثالثة بعد مجازر‬ ‫بحق مسيحيين أقل حجمًا عامي ‪ 1840‬و‪ ١٨٤٥‬ارتكبھا دروز‪ ،‬ويقول المؤرخ‬ ‫اللبناني األب بولس صفير أن التعمق في الفتنة ال يفضي إلى إيجاد سبب مقنع لھا‪،‬‬ ‫ولذلك ففي رأيه ھذه "فتنة مدبرة"‪[102] ،‬بدأت من جبل لبنان‬


‫في أبريل ‪ 1860‬وأقدم خاللھا مشايخ دروز على تسليح أبناء طائفتھم عن طريق‬ ‫الوالي العثماني خورشيد باشا الذي دعم الدروز ولم يبد أي فعل خالل المذابح التي‬ ‫شملت ‪ ٢٦٠٠‬نسمة في دير القمر و‪ ١٥٠٠‬نسمة في جزين و‪١٠٠٠‬‬ ‫في حاصبيامن الروم األرثوذكس وفي راشيا ‪ 800‬نسمة‪ ،‬وفي ‪ 8‬يوليو و‪٩‬‬ ‫يوليو وصلت األحداث إلى دمشق ومدن أصغر حجمًا مثل زحلة والالذقية بين‬ ‫مسلمين ومسيحيين وبلغ مجمل عدد القتلى ‪ ١٠،٠٠٠‬قتيل من المسيحيين وكانت‬ ‫الخسارة في األمالك أربعة ماليين جينه إسترليني ذھبيإلى جانب اعتناق قرى‬ ‫بأكملھا لإلسالم في الجليل األعلى وصيدا وصور ھربًا من اإلبادة كما فتحت‬ ‫األحداث باب الھجرة المسيحية من الشرق ]‪.[102‬عمومًا يتفق المؤرخون أن‬ ‫السلطان قد راعه ما حدث‪ ،‬وأن تواطئ الوالي العثماني ال يعني بالضرورة تورط‬ ‫الدولة‪ ،‬ھذا ما يترجم فعليًا باإلجراءات التي اتخذتھا الدولة فقد ع ّين السلطان عبد‬ ‫المجيد األول‪ ،‬فؤاد باشا حاكمًا على الشام مخوالً بصالحيات استثنائية‪ ،‬لرأب‬ ‫الصدع الذي حصل في المجتمع ولتفادي أي تدخل أوروبي‪ ،‬وقد قاد فؤاد باشا حملة‬ ‫اعتقاالت بحق المتورطين بالمذابح ضد المسيحيين‪ ،‬فأعدم رميًا بالرصاص ‪١١١‬‬ ‫صا‪ ،‬وشنق ‪ ٥٧‬آخرين‪ ،‬وحكم باألشغال الشاقة على ‪ ٣٢٥‬شخ ً‬ ‫شخ ً‬ ‫صا ونفى ‪١٤٥‬؛‬ ‫وكان بعض المحكومون من كبار موظفي الدولة في الشام ]‪.[103‬كما يذكر دور‬ ‫مسلمي لبنان ودمشق برعاية المسيحيين الفارين من المذابح ومساعدتھم‪ ،‬كاألميرعبد‬ ‫القادر الجزائري الذي فتح قلعة دمشق أمامھم‪ ،‬وقد أفضت المجازر إلى‬ ‫ميالد متصرفية جبل لبنان‪.‬‬ ‫أما في مصر فقد نعم األقباط والملكيون "بالصفاء والسالم"‪[104] ،‬وكان الحال‬ ‫كسائر أنحاء الدولة من الناحية القانونية‪ ،‬ينظم المسيحيون أحوالھم الشخصية بما‬ ‫يتفق مع األحكام الروحية للطوائف غير أن تنظيم ھذا القانون لدى األقباط قد تأخر‬ ‫حتى‪[101] ، 1718‬كما تم إلغاء فرمان سابق صدر عام ‪ 1678‬ينصّ على وضع‬ ‫مسيحيي مصر حلقتين حديديتين حول رقابھم واليھود لحلقة واحدة لتميزھم مستعي ًدا‬ ‫بذلك ما أقره الحاكم بأمر ‪ R‬ساب ًقا وھذا ما يفسر بكونه "عنصرية تجاه‬ ‫المسيحيين"‪[101] ،‬ويجدر بالذكر أي ً‬ ‫ضا أن األقباط في المدن الكبرى خالل العھد‬ ‫العثماني أخذوا يتجمعون في أحياء خاصة كما روى الرحالة وفي ذلك إحدى‬ ‫مميزات الشخصية القبطية‪ ،‬واشتھروا بمھن الصاغة والخياطة‬ ‫والنجارة ]‪.[101‬وفي المجلس االستشاري الذي عيّنه محمد علي باشا لمساعدته في‬ ‫إدارة شؤون البالد كانت حصة األقباط خمسة مقاعد من أصل سبعة عشر‪ ،‬وبعد‬ ‫تأسيس الخديوية المصريّة أسس المجلس الملي العام كھيئة علمانية مساعدة في إدارة‬


‫شؤون الطائفة‪ ،‬وتولى بطرس غالي رئاسة الوزارة في مصر عام ‪ 1908‬بعد أن‬ ‫شغل مناصب وزارية لفترات طويلة في السابق‪ ،‬كغيره من أقباط مصر‪.‬‬ ‫النھضة العربية][‬ ‫مقالة مفصلة ‪:‬نھضة عربية‬

‫النھضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بدأت في أعقاب خروج محمد علي‬ ‫باشا من بالد الشام عام ‪1840‬وتسارعت وتيرتھا أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬وكانت‬ ‫بيروت والقاھرة ودمشق وحلب مراكزھا األساسية‪ ،‬وتمخض عنھا تأسيس المدارس‬ ‫والجامعات العربية والمسرح والصحافة العربيين وتجديد أدبي ولغوي وشعري‬ ‫مميز ونشوء حركة سياسية نشطة عرفت باسم "الجمعيات" رافقھا ميالد‬ ‫فكرة القومية العربية والمطالبة بإصالح الدولة العثمانية ثم بروز فكرة االستقالل‬ ‫عنھا مع تعذر‬ ‫اإلصالح والمطالبة‬ ‫بتأسيس دول حديثة‬ ‫على الطراز‬ ‫األوروبي؛ كذلك‬ ‫وخالل النھضة تم‬ ‫تأسيس أول مجمع للغة العربية وإدخال المطابع بالحرف العربي‪ ،‬وفي الموسيقى‬ ‫والنحت والتأريخ والعلوم اإلنسانية عامة فضالً عن االقتصاد وحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وملخص الحال أنّ النھضة الثقافية التي قام بھا العرب أواخر الحكم العثماني كانت‬ ‫نقلة نوعية لھم نحو حقبة ما بعد الثورة الصناعية‪[105] ،‬وال يمكن حصر ميادين‬ ‫النھضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بھذه التصنيفات فقط إذ إنھا امتدت‬ ‫لتشمل أطياف المجتمع وميادينه برمته‪[106] ،‬ويكاد يع ّم االتفاق بين المؤرخين على‬ ‫الدور الذي لعبه المسيحيون العرب في ھذه النھضة سوا ًء في جبل لبنان أو مصر أو‬ ‫فلسطين أو سوريا‪ ،‬ودورھم في ازدھارھا من خالل المشاركة ليس فقط من الوطن‬ ‫بل في المھجر أي ً‬ ‫ضا ]‪.[107‬يذكر على سبيل المثال في الصحافة سليم العنجوري‬ ‫مؤسس »مرآة الشرق« عام ‪ 1879‬وأمين السعيل مؤسس مجلة الحقوق وجرجس‬ ‫ميخائيل فارس مؤسس »الجريدة المصرية« عام ‪ 1888‬واسكندر شلھوب مؤسس‬ ‫مجلة السلطنة عام ‪ 1897‬وسليم تقال وشقيقه بشارة تقال مؤسساجريدة‬ ‫األھرام‪[108] ،‬وفي فقه اللغة العربية يذكر إبراھيم اليازجي وناصيف‬


‫اليازجي وبطرس البستاني ‪.‬وفي الوقت ذاته دخلت إلى حلب على يد المطران‬ ‫مالتيوس نعمة المطبعة األولى بأحرف عربية إلى بالد الشام واستمرت في الطباعة‬ ‫حتى ‪ 1899.‬من جھة أخرى‪ ،‬ساھم المسيحيون العرب في مقارعة سياسة التتريك‬ ‫التي انتھجتھا جمعية االتحاد والترقي وبرز في حلب على وجه الخصوص‬ ‫المطران جرمانوس فرحات والخوري بطرس التالوي‪ ،‬وتأسست المدرسة‬ ‫البطريركية في غزير التي خرجت عد ًدا وافرً ا من أعالم العربية في تلك‬ ‫المرحلة‪[109] ،‬ولعبت الجامعات المسيحيةكجامعة القديس يوسف والجامعة‬ ‫األميركية في بيروت وجامعة الحكمة في بغداد وغيرھا دورً ا رياديًا في تطوير‬ ‫الحضارة والثقافة العربية]‪.[110‬وفي العراق نشط األب أنستاس ماري الكرملي‪،‬‬ ‫وفي األدب يذكر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين‬ ‫الريحاني وشفيق معلوفوإلياس فرحات ‪.‬وفي السياسة يذكر نجيب العازوري وشكري‬ ‫غانم ويعقوب الصروف وفارس نمر وبطرس غالي في لبنان ومصر‪ .‬ونظرً ا لھذا‬ ‫الدور المسيحي المتزايد في السياسة والثقافة‪ ،‬بدأت الحكومات العثمانية تحوي تبا ًعا‬ ‫وزرا ًء من المسيحيين العرب ومنھم آل ملحمة في لبنان‪ .‬وفي المجال االقتصادي‪،‬‬ ‫برز عدد من العائالت المسيحية ومنھم آل سرسق وآل خازن وآل بسترس‬ ‫في الشام وآل السكاكيني‪ ،‬وآل غالي وآل ثابت فيمصر‪[111] ،‬وھكذا فإن الشرق‬ ‫العربي قاد بمسلميه ومسيحييه نھضة ثقافية وقومية بوجه االستبداد الذي شكلت‬ ‫ركيزته جمعية االتحاد والترقيوسياسة التتريك‪ ،‬ورسخت ھذه النھضة كما يرى‬ ‫بولس نعمان "المسيحيين العرب كأحد أعمدة المنطقة وليس كأقلية على‬ ‫]‪".[112‬‬ ‫‪".‬‬ ‫ھامشھا‬ ‫واقع المسيحيين في الدول العربية][‬ ‫ال بد من اإلقرار بأن المخاوف المسيحية لھا ما يبررھا‪ ،‬وأنھا مخاوف‬ ‫غير مصطنعة وغير مبالغ فيھا‪ ،‬وأنھا غير موحى بھا من خارج‪ ،‬وأنھا‬ ‫ال تعكس مشاعر ضعف االنتماء إلى الجماعة الوطنية وال تعبر عن‬ ‫الثقة باألنظمة القمعية التي تستھدفھا حركات التغيير‪ ،‬وال عن الرضى‬ ‫بسياساتھا القمعية االستبدادية‪ ،‬ولكنھا تعبر عن مشاعر حقيقية وجادة‬ ‫من احتماالت ليّ ذراع حركات التغيير بحيث تمكن متطرفين إسالميين‬ ‫من القفز إلى مقاعد السلطة‪.‬‬


‫—محمّد السماك‪ ،‬أمين اللجنة العامة للحوار اإلسالمي المسيحي في لبنان]‪.[113‬‬ ‫األردن واألراضي الفلسطينية وإسرائيل][‬ ‫مسيحيون فلسطينيون‬ ‫المسيحية في األردن‬

‫مسيحيون فلسطينيون في استقبال البابا بندكت السادس عشر في الناصرة‪.‬‬ ‫أغلب مسيحيي األردن واألراضي الفلسطينية وإسرائيل من العرب يتبعون‬ ‫بطريركيتي القدس األولى للروم األرثوذكس وھي أقلية كبيرة في فلسطين وإسرائيل‬ ‫وأغلبية في األردن والثانية التينية بالتعاون مع الرھبنة الفرنسيسكانية لحماية‬ ‫األراضي المقدسة وھي األغلبية في فلسطين واألقلية في األردن؛ يدير البطريركية‬


‫األرثوذكسية رھبان وكھنة وافدين من اليونان أما الرھبنة الالتينية يديرھا رھبان‬ ‫فلسطينيون وغيرھم من الوافدين حول العالم‪ ،‬بينما تعتبر طائفة الروم الكاثوليك أكبر‬ ‫الطوائف في إسرائيل‪[114]،‬وتوجد أي ً‬ ‫ضا أقليات أخرى من الموارنة واألنجليكان‬ ‫وسواھم ]‪.[115‬يشكل المسيحيون حوالي ‪ %٣ - ٢‬فقط من سكان الضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة في حين يشكلون نحو ‪ %٣٠ - ٢٥‬من فلسطيني العالم‪ ،‬أما في‬ ‫األردن فھم حوالي ‪ %٦‬من السكان‪ ،‬و ‪ %٢‬في إسرائيل‪[116][117] ،‬وتعتبر‬ ‫الھجرة والتھجير إحدى الملمات التي أصابت مسيحيي جنوب بالد الشام عمومًا‪،‬‬ ‫فعلى سبيل المثال في أعقاب حرب ‪ ١٩٤٨‬التي أفضت إلى ميالد إسرائيل‪ ،‬مُسحت‬ ‫عن الوجود قرى مسيحية بأكلمھا على يد العصابات الصھيونية وطرد أھلھا أو‬ ‫قتلوا‪ ،‬وھكذا فإن كنائس اللد وبيسان وطبرية داخل إسرائيل حاليًا إما دمرت أو‬ ‫أغلقت بسبب عدم بقاء أي وجود لمسيحيين في ھذه المناطق‪ ،‬يضاف إلى ذلك وضع‬ ‫خاص للقدس فأغلبية القدس الغربية كانت من مسيحيين قامت العصابات الصھيونية‬ ‫بمسح أحيائھا وتھجير سكانھا وإنشاء أحياء سكنية يھودية فيھا لتشكيل "القدس‬ ‫الغربية اليھودية" وھكذا فكما يقول المؤرخ الفلسطين سامي ھداوي أن نسبة تھجير‬ ‫العرب من القدس بلغت ‪ %٣٧‬بين المسيحيين مقابل ‪ %١٧‬بين المسلمين‪[115] ،‬‬ ‫مقابل ذلك ظھرت رعايا جديدة في الشتات الفلسطيني فكنيسة عمان التي كانت تعد‬ ‫بضع مئات وصلت إلى عشرة آالف نسمة نتيجة التھجير‪ ،‬ونشأت تسع كنائس جديدة‬ ‫في الزرقاء لالتين وحدھم ]‪ .[118‬شطرت الحرب أي ً‬ ‫ضا سبل إدارة البطريركية‬ ‫ولجأ منذ عام ‪ 1949‬إلى تقسيمھا إلى ثالث فئات‪ :‬نائب بطريركي يقيم‬ ‫في الناصرة إلدارة شؤون من تبقى من المسيحيين العرب داخل إسرائيل‪ ،‬ونائب‬ ‫آخر في األردن‪ ،‬واقتصرت سلطة البطريرك الفعلية على القدس وجوارھا‬ ‫فقط ]‪ .[119‬سجلت أي ً‬ ‫ضا في أعقاب حرب ‪ ١٩٦٧‬مصادرة أمالك مدارس وكنائس‬ ‫بعد االحتالل اإلسرائيلي للضفة‪ ،‬ومزيد من التھجير‪ ،‬في حين استمرت الھجرة‬ ‫نحو أوروبا والعالم الجديد كإحدى أبرز موبقات المسيحية في جنوب بالد الشام‬ ‫خالل المرحلة الراھنة‪ ،‬ولعل التدھور االقتصادي في األراضي الفلسطينية إلى‬ ‫جانب االحتالل أحد أبرز عوامل الھجرة‪.‬‬


‫احتفاالت مسيحيون فلسطينيون بساحة كنيسة المھد في بيت لحم‪.‬‬ ‫يدير المسيحيون في المناطق الثالث عد ًدا من المدارس ومراكز النشاط االجتماعي‬ ‫ومستشفيات وسواھا ھي ثلث الخدمات الطبية في الضفة الغربية على سبيل المثال؛‬ ‫وقد برز من مسيحيي عرب ‪ ٤٨‬عدد من رجال الدين امثال المطران عطا‪c‬‬ ‫حنا والبطريرك ميشيل صباح والسياسييين من امثال إميل حبيبي‪ ،‬توفيق‬ ‫طوبي وعزمي بشارة الذين طالبوا بحقوق العرب داخل الخط األخضر وقد نشط‬ ‫المسيحيون على وجه الخصوص في الجبھة الديموقراطية للسالم‬ ‫والمساواة وحزب التجمع الوطني الديمقراطي؛ أما في األراضي الفلسطينية‬ ‫يخصص ‪ %١٠‬من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني للمسيحيين الذين يرتكزون‬ ‫في بيت لحم وبيت جاال وبدرجة أقل في رام ‪ R‬وبيرزيت والبيرة وسائر المدن‬ ‫الفلسطينية‪ [115][120] ،‬وبرز عدد وافر من الشخصيات التي انخرطت في‬ ‫الساحة الفلسطينية السياسية امثال جورج حبش مؤسس الجبھة الشعبية لتحرير‬ ‫فلسطين وحنان عشراوي وكمال ناصر‪ ،‬كما تمتلك ‪ ١٠‬عائالت مسيحية ثلث‬ ‫اقتصاد قطاع غزة‪ ،‬وفق ما صرح به المنسيور األب منويل مسلم لقناة‬


‫العربية‪ [121] ،‬أما في إسرائيل فأغلب المسيحيين العرب يعيشون‬ ‫في الناصرة تليھا حيفا وعكا‪ ،‬وبعض قرى الجليل األخرى إما بشكل منفرد أو‬ ‫اختال ًطا بالمسلمين والدروز‪ [115] ،‬مع وجود نسب أقل في سائر المدن سيّما‬ ‫القدس وتل أبيب ويعاني المسيحيون العرب في إسرائيل من التمييز االجتماعي‬ ‫واالقتصادي والسياسي من أوجه متعددة ويشرف على شؤونھم الحكومية وزارة‬ ‫األديان اإلسرائيلية‪ [122] ،‬ويعتبرون األكثر تعلمًا بين اليھود والمسلمين والدروز‬ ‫حيث أن ‪ %٦٨‬من المسيحيون ھم من حملة الشھادات الجامعية‪[123][124] ،‬ولدى‬ ‫المسيحيين العرب أعلى نسبة أطباء وأعلى نسبة نساء أكاديميات في إسرائيل مقارنة‬ ‫ببقية شرائح المجتمع اإلسرائيلي‪ [117][125] ،‬وھم األقل إنجابًا لألوالد‪[126] ،‬‬ ‫كما أن وضعھم االقتصادي ‪ -‬االجتماعي األفضل بين عرب ‪[127][128] ،٤٨‬‬ ‫أما في األردن حيث يخصص ‪ %١٠‬من مقاعد مجلس النواب األردني للمسيحيين‬ ‫فلھم حضور فاعل ومؤسسات ومدارس عديدة وبرز عدد وافر من الشخصيات‬ ‫المسيحية منذ نشوء اإلمارة عام ‪ 1920‬على الصعيد العسكري واالقتصادي والثقافي‬ ‫واالجتماعي‪ [129] ،‬ويعتبر األردن الدولة العربية الوحيدة التي زارھا ثالثة بابوات‬ ‫كاثوليك ھم بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وبندكت السادس عشر‪ [129] ،‬وال‬ ‫قيود على إنشاء الكنائس أو المؤسسات الكنسية في البالد‪ ،‬وعمومًا تصنف األقلية‬ ‫المسيحية في األردن على أنھا "أقلية ناجحة"‪ [129][130] ،‬وعلى الصعيد‬ ‫االقتصادي فحسب جريدة فاينانشيال تايمز يمتلك ويدير المسيحيين نحو ثلث اقتصاد‬ ‫األردن]‪.[131‬‬


‫سوريا والعراق][‬ ‫المسيحية في العراق‬

‫دير مار جرجس البطريركي في مشتاية‪.‬‬ ‫كان مسيحيو سوريا يشكلون نحو ‪ %٣٠‬من السكان مطلع القرن العشرين‪ ،‬وترتفع‬ ‫نسبتھم في دمشق وحمص والالذقية والجزيرة الفراتية لتتجاوز ثلث‬ ‫السكان‪[132] ،‬في حين انتشروا بمقدار أقل في حلب وحماة وإدلب ‪.‬لعب كثيرون من‬ ‫مسيحيي البالد دورً ا ثقافيًا وفكريًا ھامًا ونشطوا في العمل السياسي والنضال خالل‬ ‫مرحلة االنتداب الفرنسي على سوريا ‪.‬لع ّل المفكرين السوريين الثالثة الذين سطعوا‬ ‫خالل تلك المرحلة عاكسين التنوّ ع السياسي لدى المسيحيين ھم ميشيل عفلق وإلياس‬ ‫مرقص المنادين باالشتراكية والقومية العربية وأنطون سعادة المنادي بالقومية‬ ‫السوريّة وفارس الخوري الذي مثل الرأسمالية السورية المعتدلة من ناحية والموازنة‬ ‫بين الرابط القومي والرابط الوطني واستطاع تشكيل الحكومة مرات عديدة خالل‬ ‫رئاستي ھاشم األتاسي وشكري القوتلي ‪.‬قوي مسيحيو البالد من خالل ھجرتين‬ ‫وافدتين األولى في أعقاب المجازر بحق األرمن والتي أفضت إلى استقرار أعداد‬ ‫كبيرة منھم في سوريا والثانية في أعقاب المجازر بحق اآلشوريين التي أفضت‬ ‫بدورھا إلى استقرار أعداد كبيرة منھم في الجزيرة الفراتية على وجه الخصوص‬


‫قادمين من العراق‪ .‬غير أنه ومنذ منتصف القرن العشرين أصيبت المسيحية‬ ‫السوريّة بدورھا بالھجرة التي كان لھا بشكل رئيسي أسباب ثالثة‪:‬‬ ‫فمن ناحية كان أغلب المسيحيين من مالك األراضي والمستثمرين االقتصاديين وھو‬ ‫ما أمّن لھم حضورً ا فعّاالً في الساحتين االقتصادية واالجتماعية ومكنھم من‬ ‫المشاركة الحقيقية في صناعة القرار‪ ،‬فعلى سبيل المثال ‪ %٧٥‬من الوكاالت‬ ‫التجارية األجنبية كانت بيد مسيحيين في منتصف القرن العشرين‪[133] ،‬لكن الدولة‬ ‫السوريّة اتجھت بعدثورة الثامن من آذار نحو السياسة االشتراكية ما عنى فعليًا‬ ‫تجريد المُالك من أمالكھم الخاصة وإنھاء المبادرات الفردية في السوق مقابل‬ ‫سيطرة الدولة‪ ،‬ما أدى أوالً إلى فقدان الدور االقتصادي لمصلحة الدولة وثانيًا ھجرة‬ ‫الطبقة األكثر ثرا ًء وتھريب أموالھا معھا‪ ،‬كانت المرحلة األولى من الھجرة تلجأ‬ ‫إلى لبنان وفي المرحلة الثانية انطلقت نحو المغترب البعيد]‪.[133‬‬ ‫العامل الثاني تمثل بمرتجعات الحرب األھلية اللبنانية التي اندلعت‬ ‫عام ‪ 1975‬وتحوّ لت نوعً ا ما إلى اقتتال طائفي بين مكونات البالد من مسيحيين‬ ‫وسنة وشيعة ودروز‪ .‬فتحت الحرب األھلية باب الھجرة للبنانيين عمومًا ومسيحيي‬ ‫لبنان خصو ً‬ ‫صا‪ ،‬الذين تربطھم بمسيحيي سوريا عالقات قرابة وتجاور‪ .‬لذلك فإن‬ ‫الھجرة اللبنانية دفعت بشكل أو بآخر إلى تشجيع الھجرة السوريّة ‪.‬‬

‫العامل الثالث برز بتمرد اإلخوان المسلمين في سوريا والذي بدأ عام ‪ 1979‬على يد‬ ‫"الطليعة المقاتلة" الجناح العسكري للحركة واستم ّر حتى ‪1982‬وتمركز‬ ‫في حماة وامت ّد نحو مناطق ومدن سوريّة مختلفة‪ ،‬وكان من نتائج تصاعد التطرف‬


‫الديني لدى الحركة وما رافقه من خطابات وعمليات طائفية‪ ،‬تزايد الھجرة بشكل‬ ‫متسارع‪ ،‬إلى درجة أن الدولة السوريّة قامت في أواسط الثمانينات بمنع إصدار‬ ‫تأشيرات الخروج لمسيحيي البالد]‪.[134‬‬ ‫حاليًا تتراوح نسبة مسيحيي سوريا بين ‪ %١٠ - ٨‬من السكان‪[135] ،‬يتركزون‬ ‫في الجزيرة الفراتية ووادي النصارى والمدن الكبرى كحلب ودمشق والالذقية‬ ‫وحمص‪ ،‬وتكاد ال تخلو مدينة سورية من كنيسة‪.‬‬ ‫صدر عام ‪ 2006‬قوانين منظمة لألحوال الشخصية وفق الشرائع المسيحية على‬ ‫شكل ثالثة قوانين واحدة للطوائف الكاثوليكية وأخرى لألرثوذكسية الشرقية وثالثة‬ ‫لألرثوذكسية المشرقية‪ ،‬قبل ذلك كان المسيحيون يتبعون قوانين األحوال الشخصية‬ ‫الخاصة بالمسلمين ‪ -‬وإن لم تنفذ فعليًا من ناحية تعدد الزوجات أو الطالق دون‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على النص الدستوري الذي يساوي بين جميع‬ ‫موافقة السلطة الكنسية ‪ -‬وذلك‬ ‫المواطنين أمام القانون‪ ،‬ثم أعيد تفسير النص بشكل سمح بإصدار قوانين خاصة‬ ‫لألحوال الشخصية حسب الطوائف؛ ]‪[133‬أما في الحياة السياسية يشارك‬ ‫المسيحيون في العمل السياسي عن طريق الحكومة بثالث وزراء في الجبھة الوطنية‬ ‫ً‬ ‫عضوا في مجلس الشعب‪[133] ،‬وبرزت خالل االحتجاجات السورية‬ ‫التقدمية و‪١٧‬‬ ‫سنة ‪ ٢٠١١‬شخصيات سوريّة مسيحية معارضة أمثال جورج صبرا وميشيل‬ ‫كيلو وسواھما‪ .‬ومسيحيو سوريا متنوعون طائفيًا فھناك الروم األرثوذكس وھم‬ ‫األغلبية يليھم السريان األرثوذكس والروم الكاثوليك مع وجود جماعات مختلفة من‬ ‫الالتين والبروتستانت والموارنة والكلدان واآلشوريين والسريان الكاثوليك واألرمن‪،‬‬ ‫وتحوي حلب وحدھا عشر أبرشيات في حين تعتبر دمشق كرسي بطريركي ومقرً ا‬ ‫لثالث كنائس على مستوى العالم ھم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم‬ ‫األرثوذكس وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان األرثوذكس وبطريركية‬ ‫أنطاكية والقدس واإلسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك‪ ،‬وأغلب مسيحيي سوريا على‬ ‫تنوّ ع مشاربھم يتكلمون العربية‪ ،‬مع بعض االستثناءات المتعلقة بمنطقة معلوال مثالً‬ ‫حيث تستخدم اآلرامية الغربية وبعض قرى الجزيرة حيث تستخدم السريانية‪.‬‬


‫صورة تعود لبدايات القرن العشرين تصور احتفاال في مدينة الموصل شمال العراق‪.‬‬ ‫يعيش أغلب مسيحيي العراق الذين يشكلون حوالي ‪ %٣‬من عدد السكان خارج‬ ‫البالد وال توجد أرقام دقيقة عن نسبة المسيحيين العرب غير أنه باستثناء المسيحيون‬ ‫المنتمينللكنائس السريانية واألرمنية فإنه ال يتبقى سوى عدة آالف ممن قد يصنفون‬ ‫كمسيحيين عرب ]‪.[136‬اتخذت األنظمة الحاكمة في العراق سياسة تعريب بلغت‬ ‫ذروتھا في السبعينيات من القرن العشرين عندما تم تصنيف جميع المسيحيين على‬ ‫أنھم عرب]‪.[137‬كما دأب نظام صدام حسين على معاقبة الرافضين للتسجيل كعرب‬ ‫في اإلحصاءات الرسمية باستثنائھم من المعونات الغذائية والطبية بحسب‬ ‫برنامج النفط مقابل الغذاء وترحيل قرى بأكملھا من مناطق سكناھا ]‪.[138‬تعود‬ ‫ھجرة مسيحيي العراق إلى بداية القرن العشرين بسبب مجزرة سميل في شمال‬ ‫العراق التي دعت عشرات اآلالف للنزوح لسوريا‪ ،‬وبعد استقرار خالل منتصف‬ ‫القرن العشرين عادت ظاھرة الھجرة متأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية خصو ً‬ ‫صا‬ ‫بعد حصار العراق وحرب الخليج الثانية‪ ،‬إال أن وتيرتھا تسارعت بشكل كبير في‬ ‫أعقاب غزو العراق عام ‪ 2003‬وما رافقه من انتشار لمنظمات متطرفة شيعية‬ ‫وسنيّة‪ .‬على سبيل المثال ومع بداية صوم العذراء في ‪ 1‬أغسطس‪ /‬آب ‪2004‬‬ ‫تعرضت خمس كنائس للتفجير سويّة‪ ،‬مسلسل تفجير الكنائس لم يتوقف بل استمر‬ ‫وتطور بحيث شمل محالت بيع المشروبات الكحولية والموسيقى واألزياء‬ ‫وصالونات التجميل‪ ،‬وذلك بھدف إغالق أمثال ھذه المحالت‪ ،‬كذلك تعرضت النساء‬ ‫المسيحيات إلى التھديد إذا لم يقمن بتغطية رؤوسھن على الطريقة‬ ‫اغتيال لعدد من المسيحيين بشكل‬ ‫اإلسالمية‪ [132][139] ،‬وحدثت عمليات‬ ‫ٍ‬


‫عشوائي ]‪ .[132‬المسيحية في العراق وعلى خالف سائر الدول العربية احتفظت‬ ‫بطابعھا األصلي‪ ،‬فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل‬ ‫في بالد الشام ومصر‪ ،‬وإن كان معظم أتباع ھذه الكنائس يجيدون العربية حاليًا كلغة‬ ‫تخاطب يومي سيّما في المدن الكبرى‪ .‬أكبر كنيسة في العراق فھي الكنيسة الكلدانية‬ ‫الكاثوليكية ومقرھا ببغداد تليھا كنيسة المشرق اآلشورية التي نقل مركزھا‬ ‫من الموصل إلى شيكاغو بعد مجزرة سميل عام ‪ ١٩٣٣‬باإلضافة إلى تواجد للكنيسة‬ ‫السريانية األرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية‪.‬‬ ‫ھناك أقليات أخرى تتبع الروم الملكيين واألرمن والبروتستانت في العراق ]‪.[139‬‬ ‫أما بالنسبة للوضع السياسي‪ ،‬فللعراقيين المسيحيين قانون أحوال شخصية خاص‬ ‫بھم‪ ،‬وتعتبر السريانية لغة رسمية في المناطق التي يشكلون فيھا أغلبية في شمال‬ ‫العراق‪ .‬يوجد عدد من األحزاب السياسية المسيحية‪ [140] ،‬ويمثل المسيحيين‬ ‫العراقيين في البرلمان العراقي كل من الحركة الديمقراطية اآلشورية بثالثة‬ ‫مقاعد والمجلس الشعبي الكلداني السرياني اآلشوري بمقعدين]‪.[141‬‬ ‫مصر][‬

‫الكنيسة المعلقة أحد المق ّرات البابوية في القاھرة ويعود زمن بنائھا للقرن الحادي‬ ‫عشر‪.‬‬


‫ال يمكن تحديد نسبة المسيحيين في مصر وأغلبيتھم الساحقة من مؤمني الكنيسة‬ ‫القبطية األرثوذكسية مع وجود أقليات مختلفة من بطريركية اإلسكندرية للروم‬ ‫األرثوذكس والالتين والموارنة وغيرھم؛ آخر إحصاء وطني في البالد لحظ نسبة‬ ‫التمثيل الطائفي ولم يشمل المھجر‪ ،‬وتعترف به الكنيسة ت ّم عام ‪ 1966‬خالل‬ ‫عھد جمال عبد الناصر‪ ،‬حينھا نصّ اإلحصاء أن عدد المسيحيين نحو ‪ ٢‬مليون من‬ ‫أصل ‪ ٢٩‬مليون أي بنسبة ‪ %٧٫٢‬ترتفع لحوالي ‪ %٩‬بإضافة أقباط‬ ‫المھجر‪ [142] ،‬اإلحصاء التالي عام ‪ُ 1976‬‬ ‫طعن في صحته خاصة أنه صدر في‬ ‫فترة توتر بين بطريركية اإلسكندرية ونظام أنور السادات إذ نصّ أن عدد األقباط‬ ‫ھو ‪ ٢٫٢‬مليون‪ ،‬أي بالمقارنة مع اإلحصاء السابق لم يزد عدد مسيحيي مصر طوال‬ ‫عقد سوى ‪ ٢٠٠‬ألف نسمة مقابل زيادة عامة في عدد سكان مصر قدرت بستة‬ ‫ماليين‪ ،‬رغم أنّ مسيحيي مصر ال مشكلة ھجرة لديھم بالمعنى المنتشر في بالد‬ ‫الشام والعراق وكذلك ال مشكلة في إنجاب األوالد‪[142] ،‬آخر تعداد شمل الطائفة‬ ‫أي ً‬ ‫ضا جرى عام ‪ 1986‬وأظھر أن نسبة المسيحيين ‪ %٥٫٩‬أي حوالي ‪ ٢٫٨‬مليون‬ ‫من أصل ‪ ٤٨‬مليون مصري حينھا‪ ،‬وعلى أساس ھذا اإلحصاء ال تزال بعض‬ ‫الجمعيات المدنية واألحزاب السياسيّة تقيّم نسبة مسيحيي مصر‪ ،‬محددين بذلك العدد‬ ‫الحالي من أصل ‪ ٨٠‬مليون بحوالي ‪ ٥ - ٤٫٥‬مليون نسمة‪[143] ،‬غير أن العديد‬ ‫من الجھات المستقلة تتھم نظامي أنور السادات وحسني مبارك بالتالعب في نسب‬ ‫اإلحصاء لمكاسب سياسيّة واجتماعية‪ ،‬وعدد من الدراسات اإلحصائية العالمية تحدد‬ ‫النسبة بحوالي ‪ %١٠‬من السكان أي ‪ ٨‬مليون مصري من أصل ‪ ٨٠‬مليون؛ كتاب‬ ‫حقائق العالم ومعه وزارة الخارجية اإلمريكية في تقرير الحريات الدينية‬ ‫لعام ‪ 2007‬قالت أنه من الصعب تحديد عدد المسيحيين داخل مصر لكنھا تترواح‬ ‫بين ‪ ١١ - ٦‬مليون مصري‪ ،‬أي بين ‪ %١٥ - ٨‬من مجموع‬ ‫السكان]‪.[144][145][146‬‬ ‫الدساتير المصريّة المتعاقبة بدءًا من دستور ‪ ١٩٢٣‬وحتى اليوم تنصّ على أن جميع‬ ‫مكونات المجتمع المصري ھي متساوية في الحقوق والواجبات‪[147] ،‬وصدر‬ ‫في ‪ 15‬أكتوبر ‪ 2011‬قانو ًنا مجرمًا للتمييز في البالد‪[148] ،‬رغم ذلك فإن تقرير‬ ‫الحريّات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية اإلمريكية قد فيّم مصر بكونھا دولة‬ ‫"منتھكة" لحقوق األقليات؛ ]‪[149‬تقرير الحريات الدينية استند إلى ع ّدة معطيات‬ ‫تتواجد في مصر علمًا أنھا ال تتواجد في بلدان عربية مجاورة تتخذ مثل‬ ‫مصر الشريعة اإلسالمية مصدرً ا للتشريع كاألردن وسوريا‪ ،‬ولعل أبرز ھذه القضايا‬ ‫تتمثل بقضية بناء الكنائس في مصر؛ حيث ال يزال التشريع المعتمد ھو الخط‬


‫الھمايونى الصادر عن الدولة العثمانية عام‪ ، 1856‬ومن ثم أضافت إلى وزارة‬ ‫الداخلية المصرية عام ‪ 1934‬ما يعرف باسم "الشروط العشرة"‪[150] ،‬مرف ًقا‬ ‫بموافقة أمنية وموافقة المحافظ‪ ،‬ويق ّدم األقباط ملفات عديدة تتعلق بتعويق ترميم‬ ‫كنائس أو بناء كنائس جديدة؛ ]‪[151‬يدور الجدل حدي ًثا في مصر حول االنتھاء من‬ ‫ھذه القضية بوضع قانون جديد وعصري منظم لبناء الكنائس‪[152] ،‬علمًا أن دار‬ ‫اإلفتاء المصريّة أفتت بجواز بناء الكنائس في اإلسالم‪ ،‬وھو ما يضع القضية في‬ ‫خانة السياسة أكثر من كونھا في خانة الدين]‪.[153‬‬ ‫المنحى الثاني من مناحي التمييز على أسس دينية يقول األقباط أي ً‬ ‫ضا أن الدولة تميّز‬ ‫بينھم وبين المسلمين في كثير من مناحي الحياة اليومية‪ ،‬كتخفيض مدة الخدمة‬ ‫العسكرية ستة أشھر لمن يحفظ القرآن مقابل عدم وجود مثل ھذا االمتياز‬ ‫للمسيحيين‪[154] ،‬فضالً عن عدم وجود أو وجود نسبة قليلة ج ًدا في المسيحيين‬ ‫يشغلون مناصب ھامة‪ ،‬كضباط في الجيش أو عمادات في الجامعات‪ ،‬حتى‬ ‫في مجلس الشعب المصري عن دورة ‪ 2010‬يبلغ عدد النواب األقباط سبعة نواب‬ ‫فقط أي ‪ %١٫٥‬من مجموع المجلس‪ ،‬وبعد أن عيّن الرئيس السابق حسني‬ ‫مبارك عد ًدا من النواب األقباط ضمن قائمة النواب المعينين حسب الدستور‬ ‫المصري فإن العدد ارتفع إلى أحد عشر نائبًا فقط أي ‪ %٢‬من مجموع‬ ‫المجلس ]‪.[155‬علمًا أن أنور السادات ھو من ألغى عام ‪ 1979‬النظام الذي‬ ‫وضعه جمال عبد الناصر وراعى في تقسيم الدوائر االنتخابية أماكن كثافة األقباط‬ ‫السكانية‪ ،‬بغية ضمان تمثيلھم]‪.[156‬‬

‫شبّان مصريون يرفعون شعارات ترفض الطائفية وتؤكد المساواة بين المسلمين‬ ‫والمسيحيين‪.‬‬


‫ھناك قضية ثالثة تتمثل بالمواجھات الطائفية التي تحدث في مصر بين فنية وأخرى‪،‬‬ ‫وھي لم يعرفھا التاريخ المصري منذ أيام محمد علي باشا وحتى أيام محمد أنور‬ ‫السادات؛ ففي عام ‪ 1972‬وخالل رئاسة السادات وقعت أول اشتباكات طائفية‬ ‫عرفت باسم "أحداث خانكة" بعد أن أحرقت كنيسة غير مرخصة في فترة نشاط‬ ‫التطرف الديني في مصر‪[157] ،‬وبدالً من أن تحل األزمة‪ ،‬تبادل السادات‬ ‫االتھامات مع البابا شنودة وساد الجفاء في عالقتھما‪[158] ،‬وانتھى األمر بالتشدد‬ ‫في قرارات تراخيص الكنائس أو ترميمھا؛ ثم تكررت ولألسباب نفسھا‪ ،‬المواجھات‬ ‫الطائفية في أحداث الزاوية الحمراء عام ‪ 1980‬التي حوّ لت الجفاء بين البابا‬ ‫والرئيس إلى قطيعة‪ ،‬وأفضت في النھاية إلى إصدار السادات قرار بعزل البابا‬ ‫شنودة الذي اعتكف في وادي النطرون‪[158] ،‬علمًا أن القوانين الكنسيّة تنصّ أن‬ ‫البطريرك ال يُعزل دون موافقة المجمع المقدس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حديثا‪ ،‬ومع بداية ‪ 2011‬تم تفجير كنيسة القديسين في اإلسكندرية وأظھرت‬ ‫التحقيقات الالحقة تورط وزارة الداخلية المصرية في العملية‪[159] ،‬ھذا ما دفع‬ ‫للقول بأن النظام الصري السابق كان يلعب على ورقة إثارة النعرات الطائفية‪،‬‬ ‫وإقصاء المسيحيين عن المشاركة في الحياة العامّة‪ ،‬وذھب البعض إلى كون البابا‬ ‫شنودة نفسه يحاول بناء ذاتية قبطية كنسيّة منفصلة عن الدولة‪ ،‬ولعب دور سياسي‬ ‫في الشأن العام؛ ]‪[160‬عمومًا فقد تكررت بعد ثورة ‪ ٢٥‬يناير عدد من المواجھات‬ ‫الطائفية كان أقساھا وآخرھا أحداث ماسبيرو في أكتوبر‪ ، 2011‬وأسمتھا قناة‬ ‫العربية" حرائق سياسية تتنكر تحت عباءة الدين]‪".[161‬‬ ‫وفي المقابل ال يمكن إغفال التعايش اإلسالمي ‪ -‬المسيحي في البالد‪ ،‬وھو أحد‬ ‫»موروثات الثقافة المصرية« كما ص ّرح علي جمعة مفتي الديار‬ ‫المصرية‪[162] ،‬وال يمكن التغاضي أي ً‬ ‫ضا عن المشاركة المسيحية في النشاطات‬ ‫االجتماعية والثقافية واالقتصادية‪ ،‬وقد ذكر تقرير حكومي عام ‪2007‬أن أكثر من‬ ‫‪ %٣٠‬من االقتصاد المصري يديره أقباط وطبقا لتقديرات غير رسمية فثروة‬ ‫األقباط التقل عن ‪ %٥٠‬من حجم االقتصاد المصري‪[163] ،‬وأن ‪ %٢٢‬من‬ ‫شركات القطاع الخاص المصري التي تأسست خالل فترة التخلي‬ ‫عن االشتراكية بين عامي ‪ 1974‬و‪ ١٩٩٥‬ھي ألقباط أي ً‬ ‫ضا‪ [164] ،‬وعلى ‪%٦٠‬‬ ‫من الصيدليات و‪ %٤٥‬من العيادات الطبية الخاصة‪[165] ،‬كما ويحتل ثالثة من‬ ‫االقباط رأس قائمة أغنى أغنياء مصر‪ ،‬وذلك حسب التصنيف السنوى الذي‬ ‫تصدره مجلة فوربس]‪.[166‬‬


‫لبنان][‬

‫جونيه‪.‬‬ ‫بموجب القوائم االنتخابية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية عام ‪ 2009‬فإن نسبة‬ ‫المسيحيين المقيمين في لبنان وتجاوزوا الحادية والعشرين من العمر تبلغ ‪ %٤٠‬من‬ ‫مجموع السكان‪[167]،‬حوالي ‪ %٦٠‬من الموارنة والباقي ائتالف أقليات مسيحية‬ ‫أخرى عمادھا الرئيس الروم األرثوذكسوالروم الكاثوليك واألرمن األرثوذكس ‪.‬‬ ‫تمتع جبل لبنان بالحكم الذاتي منذ أواسط العھد المملوكيوذلك يعود لوعورة مسلكه‬ ‫وبعده عن السلطة المركزية في دمشق أو القاھرة واستم ّر الحكم الذاتي طوال العھد‬ ‫العثماني وكسب زخمًا إضافيًا مع قيام اإلمارة الشھابية التي اعتنق‬ ‫حكامھا المسيحيةوانضموا إلى الكنيسة المارونية في الھزيع األخير للقرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬ثم رُسخ دور المسيحيين اللبنانيين في أعقاب ميالد متصرفية جبل‬ ‫لبنان عام‪ ، 1861‬التي كانت ممھدة الطريق نحو ميالد" دولة لبنان الكبير "‬ ‫عام ‪ 1920‬بعد جھود حثيثة لنيل االستقالل بذلتھا مختلف األطراف اللبنانية وعلى‬ ‫رأسھم البطريرك إلياس بطرس الحويك الذي ترأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر‬ ‫الصلح ورفض أي نوع من الفيدرالية مع سوريا ‪.‬نالت الجمھورية اللبنانية استقاللھا‬ ‫عام ‪ 1943‬وولد مع االستقالل "الميثاق الوطني اللبناني" الذي نصّ على كون رئيس‬ ‫الجمھورية مارونيًا ورئيس الوزارة سنيًا ورئيس مجلس النوّ اب شيعيًا‪ ،‬كذلك فقد‬ ‫وزعت المقاعد الوزارية مناصفة بين المسيحيين والمسلمين وسائر وظائف الفئة‬ ‫األولى اإلدارية واألمنية والعكسرية‪ ،‬ولذلك فإن لبنان ال يعتبر الدولة الوحيدة‬ ‫في الوطن العربي التي يرأسھا مسيحي‪ ،‬بل الدولة الوحيدة أي ً‬ ‫ضا التي يلعب فيھا‬


‫المسيحيون دورً ا فاعالً وأساسيًا في الحياة العامة؛ وخالل الفترة الممتدة‬ ‫بين ‪ 1943‬و‪ ١٩٧٥‬شھد لبنان ازدھارً ا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا غير مسبوق حتى‬ ‫دعي "سويسرا الشرق" وما عاق ھذا التقدم ھو اندالع الحرب األھلية اللبنانية على‬ ‫أسس مذھبية في ‪ 13‬أبريل]‪1975.[168‬‬

‫نصب "سيدة لبنان" في حريصا المشيّد بجھود البطريرك الحويك عام‪ ،1904‬مشر ًفا‬ ‫على بيروت‪.‬‬ ‫استمرّت الحرب اللبنانية خمسة عشر عامًا‪ ،‬ولم تعد حرب لبنانيين بقدر ما كانت‬ ‫حرب آخرين على أرض لبنان‪ ،‬فمن المعلوم على سبيل المثال أن الحرب بين‬ ‫عامي ‪ 1988‬و‪ ١٩٩٠‬والتي كان قطبيھا سليم الحص وميشال عون كانت فعليًا‬ ‫حربًا بين النظامين السوري والعراقي‪ ،‬فبينما دعم السوريون بواسطة الجيش‬ ‫السوري حكومة الحص زوّ د صدام حسين بقايا الجيش اللبناني مع ميشال عون‬ ‫بالمال والسالح‪ .‬في ‪ 1990‬تم التوصل التفاق الطائف الذي أنھى الحرب األھلية‬ ‫ً‬ ‫محافظا على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وحافظ أي ً‬ ‫ضا على توزيع‬ ‫الرئاسات الثالث ونقل جزء من صالحيات رئيس الجمھورية إلى مجلس الوزراء‬ ‫مجتم ًعا‪ ،‬محوالً بذلك البالد من النظام نصف الرئاسي إلى النظام البرلماني‪.‬‬


‫لع ّل أبرز سلبيات واقع المسيحيين في لبنان تتلخص أوالً بالتھجير الذي طال بعض‬ ‫المناطق ذي الغالبية المسلمة‪ ،‬فعلى سبيل المثال ھجر‬ ‫مسيحيوا عاليه والشوف خالل حرب الجبل على يد ميليشيات الحزب التقدمي‬ ‫االشتراكي التابع لوليد جنبالط وقد أقفل ملف المھجرين بغالبه خالل مصالحة الجبل‬ ‫عام‪ ،2000‬كذلك ھ ّجرت ميلشيات حركة أمل المسيحيين من مناطق شرق صيدا في‬ ‫الجنوب ومناطق أخرى‪ .‬العامل الثاني تمثل بالھجرة إلى خارج لبنان بنتيجة انعدام‬ ‫األمن وانھيار االقتصاد‪ ،‬وسوى ذلك االقتتال المسيحي ‪ -‬المسيحي كما حصل‬ ‫بين عون وجعجع في ما دعي" حرب اإللغاء "وقبالً بين جعجع وحبيقة وقبالً‬ ‫بين تيار المردة والقوات اللبنانية ‪.‬‬ ‫وعمومًا فإن الھجرة ھربًا من الحرب والوضع االقتصادي قد أ ّدى في نھاية المطاف‬ ‫إلى كون عدد اللبنانين خارج وطنھم ضعفي عدد اللبنانيين داخل البالد‪[169] ،‬علمًا‬ ‫أن الھجرة سابقة للحرب‪ ،‬فمنذ أواخر القرن التاسع عشر بدأت الھجرة‪[170] ،‬‬ ‫وتفاقمت مع مآسي الحرب العالمية األولى والمجاعة التي ضربت جبل لبنان وشمال‬ ‫سوريا أفضت إلى "موت ثلث الجبل وھجرة ثلثه وبقاء ثلثه على قيد الحياة"‪،‬‬ ‫]‪ [171‬العامل الثالث يتمثل بالتجنيس‪ ،‬ففي عام ‪ 1994‬وفي ظل الھيمنة السورية‬ ‫على مفاصل الحياة السياسية في لبنان‪ ،‬أصدرت الحكومة اللبنانية مرسومًا يقضي‬ ‫بتجنيس مئات آالف السوريين والفلسطينيين واإليرانيين الذين استقروا في لبنان‬ ‫خالل فترة الحرب‪ ،‬وكان من آثار ذلك الديموغرافية في قضاء عكار على سبيل‬ ‫المثال ازدياد نسبة الطائفة العلوية ‪ %١٣٠٠‬والطائفة السنية ‪ %١٢٠‬في القضاء‪،‬‬ ‫وعلى مستوى لبنان انخفضت نسبة المسيحيين من ‪ %٤٨‬إلى ‪ ،%٤٠‬وفق جداول‬ ‫الشطب التي ال تشمل المغترب اللبناني]‪.[172‬‬ ‫الخليج والمغرب العربيين][‬

‫الكنيسة اإلنجيلية في دبي‪.‬‬


‫إثر النمو االقتصادي المحقق في دول مجلس تعاون الخليج العربي وفدت إلى ھذه‬ ‫الدول أعداد كبيرة من المغتربين حول العالم كان منھم أي ً‬ ‫ضا مئات اآلالف‬ ‫من الشوام والعراقيينوالمصريين ومن ضمنھم مسيحيون عرب‪ .‬للمسيحيين الوافدين‬ ‫كنائس ومنظمات كنسيّة ومجالس لتنظيم شؤونھم في الكويت والبحرين واإلمارات‬ ‫العربية المتحدة وسلطنة عمانوقطر‪ ،‬وحدھا المملكة العربية السعودية ال تزال تحظر‬ ‫جميع أشكال التديّن الال إسالمي‪.‬عبد ‪ R‬بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء‬ ‫القطري‪ ،‬اعتبر لدى افتتاحه كنيسة سيدة الورديّة وھي أول كنيسة في بالده‪ ،‬أن ھذه‬ ‫رسالة إيجابية من قبل الدولة لتعميق الحوار بدالً من التصادم‪[173] ،‬علمًا أن‬ ‫الكنيسة المذكورة تؤدي الطقوس بثالث لغات منھا العربية واإلنكليزية والفرنسية‬ ‫وتتبع الطقس الروماني الكاثوليكي نظرً ا لتنوع أجناس متتبعي الطقس‪.‬‬ ‫في الكويت إلى جانب الجالية المتعددة األجناس المقدرة بحوالي ‪ ٥٠٠،٠٠٠‬مسيحي‬ ‫ھناك ‪ ٢٠٠‬مسيحي كويتي ترجع أصولھم إلى لبنانيين وفلسطينيين‪[174] ،‬علمًا أن‬ ‫الكويت تعتبر من أول الدول الخليجية التي منحت حقوق ممارسة شعائر العبادة‬ ‫والتنظيم الكنسي لمسيحييھا ]‪.[175‬وألغلب الكنائس الشرقيّة نواب بطريركيون في‬ ‫منطقة الخليج بما فيھم بابا روما الذي يمثله "نائب رسولي" في "أبرشية‬ ‫الجزيرة"‪ [176] ،‬وزار عدد من البطاركة أمثال نصر ‪ R‬بطرس صفير‪،‬‬ ‫البطريرك الماروني‪ ،‬منطقة الخليج والتقى أمراء البلدان ]‪.[177‬‬ ‫في دول المغرب العربي تتواجد تجمعات صغيرة من المسيحيين غالبيتھم أجانب‬ ‫أوروبيين‪ ،‬القسم األكبر منھم من ذوي االصول األوروبية ممن سكنوا ابان‬ ‫االستعمار ويتجمعون في العواصم أو المدن الكبرى‪ ،‬ومسيحيو ھذه المناطق من‬ ‫الكاثوليك ويوجد لكل من تونس والجزائر والمغرب أبرشية خاصة‪ ،‬إلى جانب بعض‬ ‫البروتستانت‪ ،‬بينما الكنيسة القبطية ھي األكبر عد ًدا في ليبيا‪ ،‬وھناك أي ً‬ ‫ضا‬ ‫مجموعات صغيرة من المسيحيين المواطنين في ھذه الدول اعتنقت المسيحية وھي‬ ‫إما عربية أو أمازيغية‪ ،‬وقد ق ّدر عددھا في المغرب عام ‪ 2006‬حوالي ‪ ٧‬آالف‬ ‫شخص‪ ،‬إال أن الدولة ال تعترف على التحوّ ل الديني‪ ،‬كما أنه في المغرب ال يجوز‬ ‫طباعة أو نشر أو استيراد الكتاب المقدس باللغة العربية]‪.[178‬‬


‫المھجر][‬ ‫ماليين من المسيحيين العرب يعيشون في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية‬ ‫وأستراليا وبعض الدول األفريقية األخرى‪ُ .‬فتحت باب الھجرة مع االمتيازات‬ ‫القنصلية للمسيحيين وھي في تلك المرحلة كانت ھجرة بمعدالت طبيعية‪ ،‬لكنھا‬ ‫تعمقت وتسارعت وتيرتھا في أعقاب منتصف القرن التاسع عشر في بالد الشام‪،‬‬ ‫تحدي ًدا في أعقاب مجازر ‪. ١٨٦٠‬ثالثة أسباب يمكن وضعھا ركائز رئيسية ألسباب‬ ‫ھجرة المسيحيين‪ ،‬األول ممثلة بالعامل االقتصادي وتدھور الحالة المعيشية كما‬ ‫حصل خالل الحرب العالمية األولى في جبل لبنان وھو بكل األحوال يفتح مجاالً‬ ‫لھجرة عامة غير أنھا أعلى في أوساط المسيحيين‪ ،‬العامل الثاني يتمثل "بالتفريق في‬ ‫المعاملة" بين المسيحيين وسواھم والثالث ھو تصاعد الحركات األصولية اإلسالمية‬ ‫كما حصل أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات في مصروسوريا‪ ،‬وبعد غزو‬ ‫العراق عام ]‪ 2003.[179][180][181‬ال‬ ‫يزال المسيحيون العرب يحتفظون بالطقوس‬ ‫الشرقية كاملة‪ ،‬وتنظم شؤونھم الكنيسة ما‬ ‫يُعرف في الكنائس الشرقية عامة باسم‬ ‫"أبرشيات المغترب"‪ ،‬لعب المسيحيون‬ ‫ً‬ ‫بارزا فيالنھضة‬ ‫العرب في المھجر دورً ا‬ ‫العربية تمثل على سبيل المثال ال الحصر‬ ‫في الرابطة‬ ‫القلمية في نيويورك‪[182]،‬وكذلك الحال فقد‬ ‫ساھموا في بناء مجتمعاتھم الجديدة واستنا ًدا إلى كريسشان ساينس مونيتور يعتبر‬ ‫المسيحيون العرب في المھجر "اغنياء ومتعلمون وذوي نفوذ ]‪".[183‬كذلك‬ ‫فتحويالت مسيحيين المھجر ألفراد أسرھم في الوطن العربي تصل أحيا ًنا حوالي‬ ‫‪ ٨٫٤‬مليار دوالر وتمثل نسبة عالية من االقتصاد لدول عربية مختلفة ]‪.[184‬كذلك‬ ‫سطع نجم عدد كبير من مسيحيين المھجر ووصل بعضھم إلى مراكز مرموقة‬ ‫أمثال بطرس بطرس غالياالمين العام السابق لألمم المتحدة وكارلوس منعم رئيس‬ ‫األرجنتين السابق وھو من سوريا‪ ،‬وجيمس عبد النور وجميل‬ ‫معوض رئيسا اإلكوادورالسابقان من أصل لبناني‪ ،‬وكارلوس فاكوس الفلسطيني‬ ‫األصل ورئيس جمھورية ھندوراس ساب ًقا ومعه أنطونيو سقا الرئيس الحالي‬ ‫لجمھوريةالسلفادور ورالف نادر المرشح للرئاسة الواليات المتحدة ساب ًقا؛ ھناك على‬ ‫الصعيد االقتصادي كارلوس سليم أغنى رجل في العالم لبناني األصل‪ ،‬وخوسيه‬


‫سعيد رجل األعمال تشيلي من أصل فلسطيني ومالك أكبر شركة للعقارات وإدارة‬ ‫األسواق في تشيلي واألرجنتين‪ ،‬وألفارو صايغ مالك أكبر المؤسسات المصرفية‬ ‫في تشيلي‪ ،‬ونيكوال حايك مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة سواتش‪ ،‬وسيمون‬ ‫الحلبي ويوسف بيدس وأليك غورسوكارلوس غصن الرئيس التنفيذي‬ ‫لشركتي نيسان ورينو وأسرة معلوف مالكة سلسة من الفنادق وال‪ ،NBA‬واسرة‬ ‫روبرت معوض مالكو مجموعة معوض للمجوھرات؛ ومن المفكرين إدوارد‬ ‫سعيد أستاذ األدب المقارن في جامعة كولومبيا وشقيقته روزماري سعيد زحالن؛‬ ‫وفي الصحافة ھيلين توماس رئيسة قسم البيت األبيض في وكالة يونايتد برس‪ ،‬ومن‬ ‫العلماء بيتر مدور الحائز على جائزة نوبل في الطب وإلياس جيمس خوري الحائز‬ ‫على جائزة نوبل في الكيمياء‪ ،‬السير مايكل عطية واضع عدة نظريات‬ ‫في الرياضيات والھندسة الرياضية‪ ،‬شارل العشي مسؤول في وكالة الفضاء‬ ‫األميركية ناسا وسالم حنا خميس الخبير االقتصادي في ھيئة األمم المتحدة‪،‬‬ ‫والطبيب جورج حاتم ومايكل دبغي ومجدي يعقوب رواد جراحة القلب‪ ،‬وھناك أي ً‬ ‫ضا‬ ‫عدد من النجوم العالميين من أمثال طوني شلھوب وبول عنقا وشاكيرا وسلمى‬ ‫حايك وطوني كنعان وجو ھاشم وأكمل صالح وغيرھم كثر‪ .‬بعض المسيحيين‬ ‫العرب قد انخرط في المجتمع بشكل كامل‪ ،‬حتى فقد كامل الھويّة الشرقيّة أو العربيّة‬ ‫عمومًا وأغلب ھؤالء ھم أحفاد الجيل الخامس أو السادس بعد الھجرة‪ ،‬وبعض‬ ‫المھاجرين قد اندمج كليًا في المجتمع الغربي بنتيجة عدم وجود كنائس شرقيّة‪ ،‬أول‬ ‫ما بدأت الھجرة‪ ،‬لتحفظ الھويّة‪ ،‬أي قبل إنشاء أبرشيات المغترب]‪.[179][185‬‬ ‫الھوية][‬ ‫الطروح المخالفة للھوية العربية][‬ ‫لكون تعريف "المسيحيين العرب" تعري ًفا غير متفق عليه‪ ،‬ليس فقط بين البحاثة بل‬ ‫بين المسيحيين أنفسھم‪ ،‬فإن ھناك داخل الطوائف المصنفة على أنھا "عربية" من‬ ‫يرفض الھويّة العربيّة ويقترح ھويات أخرى بديالً عنھا‪ .‬في سوريا نشأ‬ ‫عام ‪ 1932‬الحزب السوري القومي االجتماعي الذي نادى" بسورية الكبرى "‬ ‫وعمادھا القومية السوريّة‪ ،‬أسس الحزب اللبناني األرثوذكسي أنطون سعادة‪ ،‬ونال‬ ‫الحزب شعبية محدودة في االنتخابات النيابية سوا ًء في سوريا أم في لبنان ]‪.[186‬‬ ‫ينبثق الحزب من فكرة أن السريان ھم سكان سوريا الطبيعية‪ ،‬وأنھم تمازجوا عبر‬ ‫التاريخ مع مكونات أخرى كان أشدھا تأثيرً ا العرب‪ ،‬غير أنّ ذلك ال يعني وجوب‬ ‫تخلي السوريين عن ھويتھم األصيلة ‪ -‬التي تحورت بداعي التطور من سريان إلى‬


‫سوريون ‪ -‬بل إن "النھضة" التي يسعى الحزب لبعثھا‪ ،‬مفادھا بوعي السوريين على‬ ‫اختالف مشاربھم‪ ،‬بأنفسھم كأمة واحدة وتامة ]‪ .[186‬علمًا أن الحزب‪ ،‬يعتبر من‬ ‫األحزاب اليسارية ويضع علمنة الدولة ومنع تدخل رجال الدين أحد أبرز عوامل‬ ‫نجاح الفكر القومي‪.‬‬ ‫أما في لبنان فإن عد ًدا من الفكرين أمثال سعيد عقل وشارل مالك وبشير الجميل نادوا‬ ‫بأن اللبنانيين عمومًا ھم ورثة الفينيقيين وأن لبنان ھو قومية بحد ذاتھا وھكذا نشأ‬ ‫مصطلح "القومية الفينيقية" أو "القومية اللبنانية"؛ تبنى ھذا الخط عدد من األحزاب‬ ‫السياسية ومنھم حزب الكتائب اللبنانية الممثل في البرلمان بخمس مقاعد سيّما خالل‬ ‫سنوات الحرب األھلية اللبنانية‪ ،‬ومُزج مع الھويّة السريانيّة‪ ،‬ويعتبر عدد من‬ ‫اللبنانيين أنفسھم أمثال سامي الجميل" مسيحيين‪ ،‬سريان‪ ،‬موارنة‪ ،‬لبنانيين"‪ ،‬علمًا‬ ‫أن اتفاق الطائف يُفترض أنه قد وضع ح ًدا للسجال اللبناني حول الھويّة بتثبيتھا‬ ‫عرب ّية‪ ،‬إال أنّ بعض األوساط الداعمة للطروح الغير عربية‪ ،‬ال يزال لھا منابرھا‬ ‫وحضورھا في األوساط اللبنانية حتى‬ ‫اليوم‪[187][188] ،‬على سبيل المثال‬ ‫طالبت مجموعة من المنظمات المارونية‬ ‫واآلشورية األمريكية المعھد العربي‬ ‫األمريكي بالكف عن وصف الموارنة‬ ‫واآلشوريين بالعرب في منشوراته]‪.[189‬‬

‫كتابة قبطية ‪ -‬عربية أعلى مداخل إحدى كنائسالقاھرة‪ ،‬وتمثل آية من إنجيل يوحنا ‪.‬‬ ‫وتعود لعام‪1899.‬‬ ‫وكما الحال في سوريا ولبنان‪ ،‬كذلك ھو الحال في مصر‪ ،‬إذ ينادي عدد من‬ ‫المفكرين المصريين عمو ًما‪ ،‬واألقباط على وجه الخصوص‪ ،‬بأن األقباط لھم ھويتھم‬ ‫الخاصة المحتفظ بھا من ما قبل الفتح اإلسالمي لمصر وأنّ ھذه الھويّة ھي الوارثة‬ ‫الشرعيةللحضارة الفرعونية التي سادت في مصر القديمة‪[190] ،‬علمًا أن مسلمين‬ ‫أي ً‬ ‫ضا أمثال عبد الغني صالح مؤسس الحزب القومي المصري ينتمون للطرح نفسه‬ ‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬الحزب المذكور قال في وثيقته التأسيسية أنه سيسعى الحترام‬ ‫التاريخ الفرعوني والقبطي والعربي لمصر‪[191] ،‬وكذلك فقد دعا الكاتب صفوت‬


‫يسى المصريين عمومًا للكف عن االلتحاق بالھويّة العربية وإعادة إحياء الھوية‬ ‫المصرية]‪.[192‬‬ ‫الطروح المؤيدة للھوية العربية][‬ ‫في المقابل‪ ،‬فإن عد ًدا من المفكرين عارضوا ھذه "الھويات"‪ ،‬منھم المؤرخ بطرس‬ ‫لبكي الذي اعتبر الھوية الفينيقية" تركيب ھوية لدعم مطالب‬ ‫سياسية"‪[193] ،‬ھناك عوامل أخرى تاريخية واجتماعية أوردھا عدد من الباحثين‬ ‫تفند الطرح الفينيقي؛ أما القائلون "بعروبة الموارنة" فينطلقون من مبدأين أساسين‬ ‫ھما استخدام الموارنة ومسيحيي لبنان عمومًا للعربية باكرً ا منذ القرن الحادي‬ ‫عشر تقريبًا كلغة تخاطب‪ ،‬والمبدأ الثاني مساھمة الموارنة في النھضة‬ ‫العربية في القرن التاسع عشر ‪.‬في ھذا السياق‪ ،‬يقول طانيوس نجيم أستاذ التاريخ‬ ‫في الجامعة اللبنانية‪ ،‬أن الموارنة وإن لم يكونوا عربًا بالعرق فھم "حكمًا عرب‬ ‫بالثقافة‪ ،‬وبما قدموه للثقافة العربية"‪ ،‬وشاطره رأيه طانيوس شاھين‪ ،‬وھو بدوره‬ ‫أستاذ في الجامعة اللبنانية ]‪.[194‬األساس الثالث ھو نظرية حديثة نسبيًا وضعھا‬ ‫المؤرخ اللبناني كمال الصليبي ومفادھا أن الموارنة ھم من القبائل التي ھاجرت‬ ‫من اليمن وبالتالي فھي عربيّة قحّة مع شيء من الثقافة السريانية الموروثة في‬ ‫سوريا‪ ،‬ويصنفھا على أنھا منالعرب العاربة]‪.[195‬‬ ‫فيما يخصّ األقباط‪ ،‬فقد رأى مصطفى الفقي السياسي والمدرس في الجامعة‬ ‫األمريكية في القاھرة أنه بعد الفتح اإلسالمي ظل عدد من الشعوب التي دخلت في‬ ‫ً‬ ‫محافظا على ھويته األصلية وبعضھا اآلخر انخرط في العروبة أي ً‬ ‫ضا‬ ‫اإلسالم‬ ‫مضي ًفا إليھا ومتفاعالً منھا‪ ،‬وكان من بين ھذه الدول مصرعلى‬ ‫عكس إيران مثالً ]‪.[196‬من ناحية ثانية فإن مكرم عبيد باشا السكرتير العام لحزب‬ ‫الوفد أكد عروبة األقباط من منطلق "الثقافة والمشاركة في الوطن" خالل‬ ‫حكم المملكة المصرية‪[46] ،‬ويذكر أي ً‬ ‫ضا دور البابا شنودة الثالث الذي رسّخ الھوية‬ ‫العربية لألقباط ولقبه عدد من الشخصيات العامة »بابا‬ ‫العرب»‪[196][197][198] ،‬من جھة أخرى‪ ،‬دعا عدد من المفكرين األقباط أمثال‬ ‫يوسف سيدھم المصريين عمومًا إليقاظ الھوية المصرية دون "القفز فوق الھوية‬ ‫والثقافة العربية‪ ،‬والعالم العربي الذي نعتبر بلدنا جزءًا منه ]‪".[199‬تدعم ھذا الرأي‬ ‫أي ً‬ ‫ضا المراجع الكنسيّة‪ ،‬فعلى سبيل المثال خالل السينودس العام للشرق األوسط‬ ‫الذي انعقد عام ‪ 2009‬في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وجد المشاركون في‬ ‫المجمع‪ ،‬وھم سبع طوائف كاثوليكية شرقية يمثلھم البطاركة والمطارنة ورھبان‬


‫ومندوبي أبرشيات‪ ،‬أن أغلب أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية ھم إما "عرب أو‬ ‫مستعربون"‪ ،‬مؤكدين بذلك ھذه الھوية ]‪.[200‬ساھم عدد كبير من المسيحيين في‬ ‫تقوية الروح القومية العربية وبث الروح في الثقافة العربية ونھضة العرب في أوائل‬ ‫القرن العشرين‪ .‬ظھر عدد كبير من المفكرين المسيحيين الذين دعموا طروح‬ ‫القومية العربية أمثال ميشيل عفلق وقسطنطين زريقوناصيف اليازجي وسواھم‪.‬‬ ‫الدراسات الجينية][‬ ‫تشير الدراسات على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان الوطن‬ ‫العربي أن أكثر المورثات انتشارً ا ھي فئة ‪ J‬التي ُتقسم إلى تشكيلتين‬ ‫فرعيتين ‪: J1‬و ‪ J2.‬تختلف نسب انتشار ھذه المورثات بين مختلف المناطق العربية‪،‬‬ ‫فبينما ترتفع في شبه الجزيرة العربية تتوسط نسبتھا في الھالل الخصيب ومصر‬ ‫وتقل في دول المغرب العربي‪ ،‬وھي دومًا مختلطة مع مورثات أخرى تتميز بھا‬ ‫الشعوب المحيطة كاألكراد واألتراك والفرس‪ ،‬رغم استعراب حامليھا‪.‬‬ ‫توجد أي ً‬ ‫ضا بعض المورثات التي ترجع للحضارات البائدة كالمورثة ‪ J2‬التي‬ ‫اعتبرھا العالم اللبناني بيير زلوعا إحدى المورثات التي كانت منتشرة بين الفينيقيين‬ ‫]‪ [201‬وأيًا كانت عالقة ھذه المورثات المختلفة بالمورثات العربية‪ ،‬فإن بعض‬ ‫الدراسات والنماذج التي قارنت بين مورثات المسيحيين العرب ومثيالتھا لدى‬ ‫المسلمين أوضحت تقاربھا‪.‬‬ ‫فيما يخصّ مسيحيي مصر مثالً‪ ،‬قال الدكتور أحمد عكاشة أن نسبة التماثل في‬ ‫المورثات بين المسلمين والمسيحيين تصل إلى ‪[202] ،%٩٧‬وفي األردن صرح‬ ‫الدكتور إحسان محاسنة أن المورثات المنتشرة في الوطن العربي تشكل ‪ %٩٣‬من‬ ‫مورثات األردنيين‪ ،‬وأن مورثات المسيحيين األردنيين قادمة من الفرع القحطاني‬ ‫سيّما عن طريق الغساسنة‪ [203] ،‬أما في لبنان فھناك تنوّ ع جيني واضح وصل‬ ‫لخمس عشرة ساللة منتشرة‪ ،‬لكن نسب انتشارھا بين الطوائف متقاربة‪ .‬فيما يخصّ‬ ‫المورثة‪ ، J1‬بلغت نسبة انتشارھا بين الموارنة ‪ 18%‬وبين الروم األرثوذكس‬ ‫والكاثوليك ‪ %١٨‬أي ً‬ ‫ضا وبين سنة لبنان وشيعته ‪ 21%.‬أما الساللة‪ ، J2‬فتنتشر بين‬ ‫الموارنة بنسبة ‪ %٣٥‬والروم األرثوذكس والكاثوليك بنسبة ‪ %٢٦‬وبين السنة‬ ‫والشيعة في الجمھورية بنسبة ‪ %٢٦‬أي ً‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫بالنسبة للمورثة ‪ R1a1‬يبلغ معدل انتشارھا بين المسيحيين ‪ %٥‬وبين المسلمين‬ ‫‪ ،%٦‬والمورثة ‪ G‬تنتشر بين المسيحيين بنسبة ‪ %٨‬وبين المسلمين بنسبة ‪.%١٠‬‬


‫أما المورثة‪ ، R1a1‬فتنتشر بين المسيحيين بنسبة ‪ %٣‬وبين المسلمين بنسبة‬ ‫‪%.[204][205]٤‬‬ ‫التنظيم الديني][‬ ‫الطقس والمذھب][‬ ‫تاريخيًا‪ ،‬فإن أغلب المسيحيين العربت تبعوا الكنائس ذات الطقس السرياني‪ ،‬ويذكر‬ ‫في ھذا المجال أن كنيسة اليمن وكذلك المناذرة اتبعوا كنيسة المشرق‪ ،‬في حين‬ ‫تبع الغساسنةالكنيسة السريانية األرثوذكسية ]‪.[206‬ومنذ ما قبل اإلسالم‪ ،‬ترجمت‬ ‫كتب ومؤلفات مسيحية على رأسھا العھد الجديد إلى العربية‪ ،‬وأقدم النسخ المتوافرة‬ ‫إلنجيل عربي تعود للقرن السابع وضعھا بطريرك أنطاكية السرياني األرثوذكسي‬ ‫بنا ًء على طلب عمر بن سعيد أمير "الجزيرة العربية"‪[207] ،‬ومن المحتمل ج ًدا‬ ‫وجود ترجمات أقدم فقدت اليوم‪ ،‬ولع ّل إنجيل الطفولة العربي وھو من األناجيل‬ ‫المنحولة إحدى دالالت تلك المرحلة‪ ،‬علمًا‬ ‫أن النسخة العربية منه مترجمة عن نسخة‬ ‫سريانية‪ ،‬وتتميز ترجمته‬ ‫بالركاكة ]‪.[208‬كان من الممكن أن تتطور‬ ‫المسيحية العربيّة إلى طقس عضوي خاص‬ ‫بھا أو تتحول إلى كيان أكثر استقالالً كما‬ ‫حصل مع كنيسة العراق التي انفصلت‬ ‫تدريجيًا عن الكرسي اإلنطاكي‪ ،‬وأصبح لقب "جاثليق بابل" يوازي لقب "بطريرك‬ ‫أنطاكية"‪[209] ،‬إال أن ذلك لم يحدث لدى العرب‪ ،‬الذين استمروا في اعتناق الطقس‬ ‫السرياني حتى القرن العاشر‪ ،‬وكانت الطقوس في المراحل المتقدمة تتم باللغة‬ ‫العربية كما أثر عن أساقفة بني تغلب‪.‬‬ ‫حاليًا‪ ،‬فإن الطوائف المسيحية‪ ،‬التي ص ّنف أتباعھا كعرب‪ ،‬يأتي على رأسھا الكنيسة‬ ‫القبطية األرثوذكسية التي تصنف ضمن عائلة الكنائس األرثوذكسية المشرقية‬ ‫وتعتبر القاھرة مقرً ا لھا وتنتشر في مصر على وجه الخصوص‪ ،‬يليھا الكنيسة‬ ‫المارونية ومقرھا بكركي قرب بيروت ويشكللبنان ثقلھا األساسي‪ ،‬وأتباعھا ثاني أكبر‬ ‫طائفة مسيحية مصنفة عربيّة وھي ضمن عائلة الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬أما في الدرجة‬ ‫الثالثة يأتي الروم األرثوذكس الموزعين على ثالث بطريركيات في أنطاكية‬ ‫والقدس واإلسكندرية‪ ،‬ومقر بطريركية أنطاكية في دمشق وفي سوريا يشكل أتباع‬


‫ھذه الطائفة أكثر من نصف المسيحيين وفي األردن أي ً‬ ‫ضا يشكلون أغلبية المسيحيين‬ ‫الساحقة وھذه الكنيسة مصنفة ضمن عائلة الكنائس األرثوذكسية الشرقية ‪.‬تليھا‬ ‫كنيسة الروم الكاثوليك‪ ،‬وتشكل أكبر تجمع في إسرائيل ولھا ثقل في سوريا سيّما‬ ‫في حلب ومرمريتا وفي لبنان سيّما في زحلة‪.‬‬ ‫ھناك أي ً‬ ‫ضا بطريركية الالتين في القدس التي تتبع الطقس الروماني‬ ‫الكاثوليكي وينتشر أتباعھا في إسرائيلوفلسطين واألردن ومصر‪ ،‬وھناك أي ً‬ ‫ضا التين‬ ‫في سوريا تنظم شؤونھم أبرشية حلب وفي لبنان تنظم شؤونھم أبرشية بيروت‪ .‬ھناك‬ ‫أي ً‬ ‫ضا عدة طوائف أقلويّة مثل كنيسة األقباط الكاثوليك واألقليات البروتستانتية‬ ‫واإلنجليكانية في جميع دول بالد الشام والعراق ومصر‪.‬‬ ‫مجلس كنائس الشرق األوسط][‬ ‫تأسس مجلس كنائس الشرق األوسط عام ‪ 1974‬كھيئة للتنسيق والتعاون بين مختلف‬ ‫الطوائف المسيحية في الوطن العربي بما فيھا دول المغرب‬ ‫العربي‪ ،‬إلى جانب مسيحيي دول أخرى‬ ‫مجاورة كإيران وتركيا وقبرص وأرمينيا ‪.‬للمجلس ثالث‬ ‫مق ّرات في بيروت والقاھرة وليماسول في قبرص‪ ،‬وھو إلى‬ ‫جانب قيامه بمھمة التنسيق بين مختلف الكنائس‪ ،‬يقوم بالحوار‬ ‫مع منظمات إسالمية‪ ،‬وكذلك يتابع مع الكنائس المختصة‬ ‫شؤون الطوائف لدى الحكومات‪ ،‬يرأس المجلس حاليًا جرجس‬ ‫صالح ]‪.[210‬يجتمع المجلس على مستوى البطاركة ورؤساء الطوائف مرة كل‬ ‫أربع سنوات في قمّة خاصة‪ ،‬في حين يجتمع على الداوم بصفة موفدي العائالت‬ ‫المسيحية األربعة الممثلة في المجلس]‪.[211‬‬ ‫الثقافة][‬ ‫ال يوجد اختالفات ثقافيّة كبرى بين المسيحيين العرب والمحيط العربي العام‪ ،‬بعض‬ ‫االختالفات تنشأ من الفروق الدينية‪ ،‬ففي المناسبات االجتماعية التي يكون‬ ‫المشاركون فيھا من مسيحيين غالبًا ما تقدم مشروبات كحولية على خالف ما ھو‬ ‫سائد لدى أغلب المجتمعات العربيّة لكون الشريعة اإلسالمية تحرّم مثل ھذه‬ ‫المشروبات‪ .‬المسيحيون العرب في أغلب الدول‪ ،‬يختنون ذكورھم في الغالب‬ ‫كالمسلمين واليھود رغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العھد الجديد أي أن مختلف‬ ‫الكنائس ال تلزم أتباعھا بھا‪ ،‬ومن ناحية ثانية فإن المسيحيين العرب يستخدمون لفظ‬


‫الجاللة" ‪" R‬لإلشارة إلٮاإلله الذي يعبدونه‪ ،‬علمًا أن لفظ الجاللة المذكور قادم من‬ ‫الثقافة اإلسالمية وال مقابل لدى مسيحيي العالم اآلخرين‪ ،‬باستثناء مالطة‪ ،‬حيث‬ ‫يستخدم مسيحيو الجزيرة لفظ الجاللة أيضًا]‪.[212‬‬ ‫األعياد][‬ ‫األعياد الكبرى في الوطن العربي في أغلب األحيان تكون مقتبسة من مناسبات‬ ‫دينية‪ ،‬وبذلك يتميّز العرب من المسيحيين‪ ،‬باالحتفال بعيد الميالد ويقام‬ ‫في سورياولبنان يوم ‪ 25‬ديسمبر أما في األردن ومصر ففي ‪7‬‬ ‫يناير وفي إسرائيلوفلسطين تنقسم حسب الطوائف فتتبع الكنائس األرثوذكسية‬ ‫الشرقية والمشرقيةتقويم ‪ 7‬يناير والكنيسة الكاثوليكية والبروتستانت تقويم ‪25‬‬ ‫ديسمبر‪ ،‬يرتبط عيد الميالد بوضع زينة الميالد ممثلة بالشجرة وغالبًا ما يوضع‬ ‫تحتھا أو بقربھا "مغارة الميالد" حيث توضع مجسمات ّ‬ ‫تمثل حدث الميالد‬ ‫أبرزھا يسوعطفالً وأمه ويوسف النجار إلى جانب رعاة والمجوس الثالثة‪ ،‬ھذه‬ ‫العادة وفدت من الغرب‪[213] ،‬إال أنھا باتت جزءًا من تقاليد الميالد العامة‪ ،‬تمامًا‬ ‫كتوزيع الھدايا على األطفال والتي ترتبط بالشخصية الرمزية بابا نويل ]‪.[214‬العيد‬ ‫القريب من عيد الميالد ھو عيد رأس السنة الذي يقام ليلة ‪ 31‬ديسمبر‪ ،‬علمًا أن‬ ‫العديد من األسر الغير مسيحية تحتفل به أي ً‬ ‫ضا غير أنه ذو خصوصيّة مسيحية‪.‬‬ ‫أما عيد الفصح ويسبقه أسبوع اآلالم‪ ،‬فبدوره مرتبطبموت المسيح وقيامته حسب‬ ‫المعتقدات المسيحية‪ .‬ھناك أعياد أخرى أقل أھمية‪ ،‬وبعضھا ترتبط أھميته بمناطق‬ ‫بعينھا‪ ،‬فمثالً يكتسب عيد القديسة بربارة يوم ‪ 4‬ديسمبر في سوريا ولبنان طاب ًعا‬ ‫خا ً‬ ‫صا ممثالً بإقامة الحفالت التنكريّة‪ ،‬وفي صيدنايا تقام احتفاالت بارزة يتخللھا‬ ‫إشعال النار على رؤوس الجبال يوم عيد الصليب وھو تقليد متوراث منذ القرن‬ ‫الرابع‪[215] ،‬وفي مصر ھناك عيد النوروز المتوافق مع رأس السنة‬ ‫القبطية]‪.[216‬‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫‪^ Arabs of barzil by Larry Luxner‬‬ ‫‪^ "CIA World Factbook: Egypt". Central Intelligence Agency. Retrieved 4 May 2011.‬‬ ‫‪"Popula;on: 82,079,636 (July 2011 est.)... Muslim (mostly Sunni) 90%, Cop;c 9%, other‬‬ ‫"‪Chris;an 1%‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب‪ARAB CHRISTIANS: AN INTRODUCTION, Walid Phares‬‬ ‫‪^ Israel, CIA World Factbook, 2010.‬‬


‫^المسيحيون في اسرائيل‪ :‬احصائيات وتفوّ ق بالتعليم‬ ‫^يبلغ تعداد عرب أمريكاحوالي ‪ ٣٫٥‬مليون نسمة‪ ،‬حوالي ‪ %٧٥‬منھم مسيحيون؛ انظرعرب أمريكا المسيحيون‪،‬‬ ‫المسيحية اليوم‪ ٥ ،‬ديسمبر ‪ .٢٠١١‬وانظر عرب أمريكا‪prejudiceinstitute.org( ،‬إنجليزية)‬ ‫‪^ West Bank, CIA World Factbook, 2010.‬‬ ‫‪^ Gaza Strip, CIA World Factbook, 2010.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا بين عرب الجاھلية‪ ،‬األب لويس شيخو‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت ‪ ،١٩٢٢‬ص‪٣٣٢.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٧.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٢.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٤.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬سلوى بالحاج صالح‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت ‪ ،١٩٩٨‬ص‪١٤.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٦.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٣٠.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٣١.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٤٠.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٥٣.‬‬ ‫^المسيحية العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦٨.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٥٦.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٧٠.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٧٨.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٩٨.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٠٤.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٠٥.‬‬ ‫﴿واتخ ُِذونِي وَ أمِي إ َل َھيْنْ ﴾‪ ،‬النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١١٣.‬‬ ‫^سيّما ما ورد في سورةالمائدة‪َ :‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٨٥.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١١٦.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١١٧.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٢٠.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٣٤.‬‬


‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٤١.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٦١.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٣٥.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٤٩.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٥٩.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦٠.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦٤.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦٥.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٨٤.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب النصرانية وآدبھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٠١.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦٧.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٣٦.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٣٤.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٣١.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت القبائل العربية المسيحية في صدر اإلسالم‪ ،‬موقع القديسة تريزا‪ ١ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٢٩.‬‬ ‫^اإلسالم والمسيحية‪ ،‬صراع مصالح أم صراع عقائد‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ١ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٣٠.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٤٣.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٤٦.‬‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٤٦.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٤٨.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥١.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥٢.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥٥.‬‬ ‫^تاريخ سورية ولبنان وفلسطين‪ ،‬فيليب حتي‪ ،‬المطبعة الحديثة‪ ،‬بيروت ‪ ،١٩٨٣‬ص‪٩.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥٨.‬‬


‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٢٦.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥٠.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب تاريخ سورية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٢.‬‬ ‫^تاريخ سورية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٣.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥٤.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٦٧.‬‬ ‫^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٥.‬‬ ‫^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٤.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٦٨.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٧٠.‬‬ ‫^قيام الموارنة ككنيسة منفصلة‪ ،‬مركز الدراسات واألبحاث السريانية‪ ٣ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٦٩.‬‬ ‫^المارونية في أمسھا وغدھا‪ ،‬األباتي بولس نعمان‪ ،‬غوسطا ‪ ،١٩٩٧‬ص‪٢٩.‬‬ ‫^سوريا صنع دولة‪ ،‬وديع بشور‪ ،‬دار اليازجي‪ ،‬دمشق ‪ ،١٩٩٤‬ص‪١٤٧.‬‬ ‫^حضارة وادي الفرات‪ ،‬عبد القادر عياش‪ ،‬دار األھالي‪ ،‬دمشق ‪ ،١٩٩٦‬ص‪٤٠٨.‬‬ ‫^حضارة وادي الفرات‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪٤٠٨.‬‬ ‫^حضارة وادي الفرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٤٠٥.‬‬ ‫^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٧٠.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٠٣.‬‬ ‫^سوريا صنع دولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٦٥.‬‬ ‫^المسيحية العربية وتطوراتھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٠٧.‬‬ ‫^تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.183‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مجموعة مؤلفين‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت ‪ ،١٩٩٨‬ص‪٣٠٨.‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٦٦.‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٦٧.‬‬ ‫^األقباط والحمالت الصليبيبة‪ ،‬األنبا تكال‪ ٣ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^اللغة القبطية والخط القبطي‪ ،‬مصريات‪ ٣ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬


‫^األقباط في الحكومة بين األخذ وبين الرد‪ ،‬األنبا تكال‪ ٤ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^وضع األقباط في ظل سالطين مصر المماليك‪ ،‬األنبا تكال‪ ٤ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة لعوامل االنحطاط‪ ،‬قيس جواد العزاوي‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،‬بيروت ‪،٢٠٠٣‬‬ ‫ص‪٨٣ .‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة لعوامل االنحطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٩٦.‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٥٧.‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة في عوامل االنحطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٩٧.‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٥٨.‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦١.‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٦٢.‬‬ ‫^مفاتيح كنيسة القيامة بيدي عائلتي نسيبة وجودة يعكس التعايش اإلسالمي المسيحي منذ مئات السنين‪ ،‬جريدة الحدث‪٤ ،‬‬ ‫تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٧٥.‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة لعوامل االنحطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٨٧.‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة لعوامل االنحطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٨٨.‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة لعوامل االنحطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢١٨.‬‬ ‫^الدولة العثمانية‪ :‬قراءة جديدة لعوامل االنحطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢١٩.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت ث حالة األقباط في العصر العثماني‪ ،‬األقباط المتحدون‪ ٤ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب تاريخ الكنيسة في الشرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٣٢٢.‬‬ ‫^من أوربان الثاني إلى جورج بوش الثاني‪ ،‬أمير الصوّ ا‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬دمشق ‪ ،٢٠٠٤‬ص‪ ١٠٩.‬البالد العربية في القرن‬ ‫التاسع عشر‪.‬ص‪</١١٢.‬‬ ‫^الدولة والكنيسة‪ :‬األقباط في العھد العثماني‪ ،‬األنبا تكال‪ ٤ ،‬تشرين الثاني ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحيون العرب‪ :‬طليعة النھضة وھمزة وصل التقدم‪ ،‬موقع القديسة تيريزا‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^دور المسيحيين العرب المشارقة في تحديث العالم العربي‪ ،‬كنائس لبنان‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^دور الموارنة أحد ضرورات مستقبل المنطقة‪ ،‬أصول‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^تاريخ الكنائس الشرقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١١١.‬‬ ‫^محطات مارونية من تاريخ لبنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٨٣.‬‬ ‫^دور العرب المسيحيين المشارقة فــي تحديث العالم العربي‬ ‫^الشوام في مصر‪ ...‬وجود متميز خـــــــــالل القـرنين التاسع عشر والعشرين‬


‫^محطات مارونية من تاريخ لبنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٨٥.‬‬ ‫^حتى ال يخاف المسلمون من خوف المسيحيين‪ ،‬موقع أبونا‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^العرب المسيحيين في الشرق األوسط وأوضاع المسيحيين في دولة إسرائيل‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت ث الحضور المسيحي في فلسطين‪ ،‬فلسطين‪ ١٤ ،‬نوفمبر‪.٢٠١١ ،‬‬ ‫^المسيحيون العرب في فلسطين‪ ،‬الملف‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب تقرير االحصاء في إسرائيل للمسيحيين‪ :‬معدل الزواج ‪ ٢٩‬عاما وأعلى نسبة في الناصرة موقع‬ ‫العرب‪ ٢٨ ،‬ديسمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^تاريخ الكنائس الشرقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٠٦.‬‬ ‫^تاريخ الكنائس الشرقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٨٧.‬‬ ‫^تاريخ الكنائس الشرقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٢٨٨.‬‬ ‫‪^ 0‬عائالت مسيحية تمتلك ثلث اقتصاد غزة الذي تديره "حماس"‪ ،‬العربية‪.‬نت‪ ٣ ،‬يناير ‪.٢٠٠٨‬‬ ‫^األب ديفيد نيوھاوس اليسوعي‪ ،‬النائب البطريركي لالتين على الناطقين بالعبرية يلقي كلمته في سينودس الكنيسة‬ ‫الكاثوليكية في الشرق االوسط‪ ،‬موقع أبونا‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحيون العرب االكثر تعلمًا في إسرائيل موقع معاريف‪ ٢٥ ،‬ديسمبر ‪) .٢٠١١‬بالعبرية)‬ ‫^عشية عيد الميالد‪ ١٤٦:‬الف مسيحي في إسرائيل )بالعبرية)‬ ‫^المسيحيون العرب يتفوقون على يھود إسرائيل في التعليمموقع بكرا‪ ٢٨ ،‬ديسمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مسيحيو البالد‪ :‬الكيف ال الكم‪ ،‬بطرس وبولس‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Socio-Economic Gaps in Israel‬‬ ‫^المجتمعات المسيحية في االرض المقدسة )باإلنكليزية)‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت المسيحية األردنية وقوة الدولة‪ ،‬جريدة الغد‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مسيحيو األردن‪ :‬حرية دينية وحضور سياسي واجتماعي‪ ،‬إيالف‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الشرق األوسط‪ ..‬ھاجس يصعب احتماله‪ ،‬الشروق‪ ٢ ،‬مايو ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت المسيحيون يختفون من العراق‪ ،‬موقع دانيال بابيس‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب ت ث المسيحيون في سوريا‪ ،‬مار شربل للحياة‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^ھجرة المسيحيين المشرقيين‪ ،‬المحرر‪ ٤ ،‬ديسمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^سوريا‪ ،‬كتاب حقائق العالم‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪. (٢٠١١‬إنجليزية)‬ ‫‪About.com Guide ،^ Christians of the Middle East: Country-By-Country Facts‬‬ ‫‪^ Lewis, J. L. (Summer 2003). "Iraqi Assyrians: Barometer of Pluralism". Middle East‬‬ ‫‪Quarterly: 49–57. Retrieved 16 November 2011.‬‬


‫‪^ "Iraq: Information on treatment of Assyrian and Chaldean Christians". United States‬‬ ‫‪Bureau of Citizenship and Immigration Services. Retrieved 16 November 2011.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب الطوائف المسيحية في العراق بين الماضي والحاضر‪ ،‬تحوالت‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحية في العراق‪ ،‬وكالة زينت لألنباء‪ ١٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫ )‪^ The five winners among the candidates of the Christians (Assyrians Chaldeans Syriac‬‬‫‪30.3.2010 , Christen im Nordirak & im Tur Abdin‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب الدولة تزور نسبة األقباط‪ ،‬تاريخ األقباط‪ ١٩ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^العدد الحقيقي لألقباط في مصر‪ ،‬الغربة‪ ١٩ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مصر‪ ،‬وزارة الخارجية البريطانية‪ ١٩ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مصر‪ ،‬كتاب حقائق العالم‪ ١٩ ،‬نوفمبر ‪. (٢٠١١‬إنجليزية)‬ ‫^تقرير الحريات الدينية‪ ،‬وزارة الخارجية اإلمريكية‪ ١٩ ،‬نوفمبر ‪. (٢٠١١‬إنجليزية)‬ ‫^على سبيل المثال المادة الثالثة من دستور ‪: "١٩٢٣‬المصريون لدى القانون سواء‪ .‬وھم متساوون في التمتع بالحقوق‬ ‫المدنية والسياسية وفيما عليھم من الواجبات والتكاليف العامة ال تمييز بينھم في ذلك بسبب األصل أو اللغة أو الدين‪.‬‬ ‫وإليھم وحدھم يعھد بالوظائف العامة مدنية كانت أو عسكرية وال يولي األجانب ھذه الوظائف إلي في أحوال استثنائية‬ ‫يعينھا القانون "‪.‬وفي المادة ‪: "١٢‬حرية االعتقاد مطلقة "‪.‬وفي المادة ‪: ١٣‬تحمي الدولة حرية القيام بشعائر األديان والعقائد‬ ‫طبقا للعادات المرعية في الديار المصرية على أن ال يخل ذلك بالنظام العام وال ينافي اآلداب‪.‬‬ ‫^األقباط يرحبون بقانون تجريم التمييز‪ ،‬اليوم السابع‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^التقرير العالمي للحرية الدينية‪ ،‬مصر )باإلنجليزية)‪ ،‬وزارة الخارجية اإلمريكية‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الحالة الدينية لألقباط في مصر ‪ -‬بناء الكنائس‪ ،‬موقع الكلمة‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^بناء الكنائس‪ ،‬تاريخ األقباط‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^خبراء‪ :‬قانون موحد لدور العبادة ھو الحل‪ ،‬المصري اليوم‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^دار اإلفتاء‪ :‬يجوز السماح ببناء الكنائس إذا اقتضت الحاجة‪ ،‬الدستور‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^حق المواطنة ‪ -‬إشكاليات التمييز الطائفي في مصر‪ ،‬موقع الكلمة‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^في اول استطالعات لمقاعد االقباط في مجلس الشعب الجديد‪ ٢٠١٠‬يقوم به االتحاد المصرى لحقوق اإلنسان ‪ ،‬األقباط‬ ‫المتحدون‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^األقباط في االنتخابات‪ ،‬موقع الكلمة‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^جذور األزمة‪ ،‬المرصد القبطي‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب شنودة والسادات‪ :‬سنوات التحدي والغضب‪ ،‬خذ عنك‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^بالمستندات‪ ..‬تفاصيل خطة حبيب العادلى لتفجير كنيسة القديسين باإلسكندرية‪ ..‬وزير الداخلية السابق كلف القيادة ‪٧٧‬‬ ‫لتنفيذ المھمة وإخماد نبرة احتجاج البابا شنودة ضد النظام‪ ،‬اليوم السابع‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مطالب األقباط الشاذة‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬


‫^الفتنة الطائفية في مصر‪ ،‬حرائق سياسية تتنكر تحت عباءة الدين‪ ،‬العربية نت‪ ٢٤ ،‬أيار ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المفتي يعرض التعايش اإلسالمي المسيحي في شيكاغو‪ ،‬مصرس‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^ثروة األقباط فى مصر تساوى ‪ %٥٠‬من أقتصاد مصر‬ ‫^ملف التمييز ضد األقباط في مصر‪ ،‬الجزيرة نت‪ ٢٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^االصالح والتغيير والمسألة القبطية‬ ‫^مجلة فوربس األمريكية‪ :‬عائلة ساويرس أغنى أغنياء مصر‪ ،‬مصرس‪ ١٠ ،‬مارس ‪٢٠١١‬‬ ‫^التوزيع السكاني والطائفي في لبنان‪ ،‬الجزيرة نت‪ ١٥ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^لبنان سويسرا الشرق‪ ،‬آسيا تايم‪ ١٦ ،‬نوفمبر ‪.(٢٠١١‬فرنسية)‬ ‫^من أجل تنمية بشرية في لبنان‪ ،‬دكتور أنيس أبي فرح‪ ،‬موقع معلومات‪ ١٥ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الھجرة الخارجية واالنتشار اللبناني في العالم‪ ،‬د‪ .‬أسعد األتات‪-‬أستاذ ديموغرافيا في ج‪ .‬اللبنانية‪ ،‬موقع الجيش اللبناني‪،‬‬ ‫‪ ١٥‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^محطات مارونية من تاريخ لبنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٩٠.‬‬ ‫^االنتخابات في لبنان‪ ،‬زغرتا‪ ١٩ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحيون في الخليج العربي‪ ،‬مطرانية حلب للروم األرثوذكس‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^أعداد وإحصاءات الجالية المسيحية في الكويت‪ ،‬الرصد القبطي‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مشاكل المسيحيين في الكويت اجتماعية وليست دينية‪ ،‬الرصد القبطي‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحيون في الخليج العربي‪ :‬حالة المسيحيين في أكبر أبرشية في العالم‪ ،‬زينت‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^أمير قطر يستقبل البطريرك صفير‪ ،‬الشرق األوسط‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحية في المغرب‪ ،‬النقاد‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب الجمعية العامة لسينودس الشرق األوسط‪ ،‬موقع البطريركية المارونية‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مصائر مجھولة في بالد مضطربة‪ ،‬موقع األب ألكسندروس أسعد‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحيون العرب‪ ،‬تاريخ عميق وحاضر قلق‪ ،‬الجزيرة الوثائقية‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^المسيحيون العرب‪ ،‬األقباط نموذجً ا‪ ،‬المنتدى اإلعالمي العربي‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ The invisible occupation of Lebanon‬‬ ‫‪^ World Bank.[1]Retrieved June 21 2011.‬‬ ‫^المجمع البطريركي الماروني‪ ،‬نصوص وتوصيات‪ ،‬بكركي ‪ ،٢٠٠٦‬ص‪٥٤ - ٥٣.‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب الحزب السوري القومي االجتماعي‪ ،‬مركز الشرق العربي للدراسات‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^اللبنانيون فينيقيون أم عرب؟ مارسيل غانم من أصل أثيوبي‪ ،‬صوت بيروت‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬


‫^اللبنانيون فينيقيون أم عرب‪ ..‬بين رواسب الماضي وعلم الوراثة‪ ،‬المنتدى السياسي العربي‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Coalition of American Assyrians and Maronites Rebukes Arab American Institute, 24 Nov.‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫^في القومية القبطية‪ ،‬في القومية القبطية‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^القومي المصري‪ ،‬حزب جديد يختار رئيسه‪ ،‬بوابة اإلھرام‪ ٢٤ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^اإلسالمية والعروبية وأزمة الھوية المصرية‪ ،‬األقباط المتحدون‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^اللبنانيون فينيقيون أم عرب‪ ،‬المنتدى السياسي العربي‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الماورنية في أمسھا وغدھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٩٩.‬‬ ‫^المسيحيون العرب‪ ،‬الحكواتي‪ ٢٠ ،‬أكتوبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫‪^ Jump up to:‬أ ب المسيحيون العرب‪ :‬أقباط مصر نموذجً ا‪ ،‬دار الحياة‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^عاش بابا العرب ‪ -‬مدحت قالدة‪ ،‬الحوار‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الجفري‪:‬شنودة بابا العرب‪ ،‬اليوم السابع‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^حديث الھوية المصرية والمصريين‪ ،‬أقباط‪.‬كوم‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^الجمعية الخاصة لسينودس الشرق األوسط‪ ،‬البطريركية المارونية‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٠١١‬‬ ‫^مورثات الحضارات البائدة‪ ،‬بي بي سي‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.(٢٠١١‬إنجليزية)‬ ‫^عكاشة‪ :‬جينات ‪ %٩٧‬من المسلمين والمسيحيين فى مصر واحدة‪ ،‬اليوم السابع‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^خريطة العرب الجينية‪ ،‬أخبار الراصد‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^صرّح الدكتور بيير زلوعا وھو من الباحثين الذين درسوا جينات المنطقة بدورھم‪ ،‬تشابه وتماثل الجينات بين مختلف‬ ‫الطوائف اللبنانية‪ ،‬انظراللبنانيون بين الجنيات والتاريخ‪ ،‬الوطنية لإلعالم‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^دراسة جينات لبنان‪ ،‬جينوغرافيك‪ ٢٨ ،‬نوفمبر ‪. (٢٠١١‬إنجليزية)‬ ‫^النصرانية وآدابھا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٤٨١.‬‬ ‫^الترجمات العربية للكتاب المقدس‪ ،‬الموسوعة العربية المسيحية‪ ٣٠ ،‬نوفمبر ‪2011.‬‬ ‫^إنجيل الطفولة العربي‪ ،‬األنبا تكال‪ ٣٠ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^تاريخ الكنيسة الشرقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٧٥.‬‬ ‫^مجلس كنائس الشرق األوسط‪ ،‬مجلس كنائس الشرق األوسط‪ ٢ ،‬ديسمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^مسيحيو الشرق‪ ،‬شھادات محبة ورجاء‪ ،‬مجلس كنائس الشرق األوسط‪ ٢ ،‬ديسمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^‪ ،R‬الموسوعة اإلسالمية‪ ٣ ،‬ديسمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^دخلت مغارة الميالد‪ ،‬الشبكة العربية األرثوذكسية‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬


‫^بابا نويل‪ ،‬إرسالية مار نرساي‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^صيدنايا تحتفل بعيد الصليب‪ ،‬صيدنايا اليوم‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫^عيد النيروز‪ ،‬ذكرى الشھداء‪ ،‬األنبا تكال‪ ٢٢ ،‬نوفمبر ‪.٢٠١١‬‬ ‫مواقع خارجية[عدل]‬ ‫الموقع المسيحي العربي‪.‬‬ ‫الموسوعة العربية المسيحية‪.‬‬ ‫نؤمن بإله واحد ‪ -‬الموسوعة العربية المسيحية‪.‬‬ ‫المسيحيون العرب‪ :‬مواطنون ال ذميّون‪.‬‬ ‫جذورنا‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.