ﺃﲝﺎﺙ ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﻪ الدكتور :آدم عربي ..مقاالت مختارة
االعالم الجديد ]ﺗﺴﻌﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻻﻋﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪ ..اﻟﻰ اﺻﺪار ﻛﺘﺐ وﻛﺘﻴﺒﺎت وﻣﻠﻔـﺎت اﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮاءة ﻣﺠﺎﻟﻨﺎ ..ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺪف اﻟﺮﺑﺢ ..واﻧﻤﺎ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ..وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻘـﺎريء ﻋﻠﻰ اﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻋﻪ اﻟﻌﻘـﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ[.
]االصدار الرابع عشر
[
أﺑﺤﺎث ﻣﺎرﻛﺴﻴﻪ اول ما اريد مناقشتة وھو الحرية ،بمعناھا الحقيقي ،فالنظام االشتراكي ھو الذي ﺗحقق فيه الحرية الحقيقيه للمجتمع وھو وحده القادرة على ﺗوفيير الحرية الحقيقيه ،مقابل الحرية الزائفه في النظام الراسمالي ،او الحرية الوھميه ،ومن الجدير ذكرة ان مؤيدي النظام الراسمالي ھم اكثر الناس حديثا عن قيم حرية النظام الراسمالي ووصل بھم االمر الى ﺗسمية بلدان النظام الراسمالي بالعالم الحر ،وھي في حقيقتھا ليست سوى حرية وھميه والحريه الحقيقية ھي فعال حرية االقتصاد ،وحرية السوق ،ان قيم الحرية التي وطدﺗھا الراسمالية في مراكزھا ،قد بان وجھھا الحقيقي ولم ﺗكن سوى مظھرا راقيا من مظاھر العبودية ،اين او لمن الحرية في النظام الراسمالي ؟ ھل ھي للعامل ام صاحب العمل ؟ ال شك ان اختالف واختالل ميزان القوى بين العامل والراسمالي سيجعل من حرية العامل امرا ال معنى له ،مقابل استبداد الراسمالي ،وما دام العامل بحاجه لصاحب العمل من اجل البقاء على الحياة ،ستكون ﺗلك الحرية وسيلة اضطھاد وظيفة الدولة المصادقه عليھا ،من االمثلة على الحريات المزيفة في النظام الراسمالي ،ما يسمى بحرية الصحافة ،وللحق فان حرية الصحافه كما نفھمھا باالمر الجيد والحسن ،فليس اسمى من حرية الصحافه ،ولكن ھل حقا في الراسمالية حرية صحافة ؟ ان مجرد استخدام االعالن يجعل من ﺗلك الحرية شكلية ،فاالعالن ﺗحت ﺗصرف الشركات الكبري والمؤسسات الراسمالية ،ان المالكين صناع االعالم ،والجريدة او الصحيفة التي ﺗحترم نفسھا والتي ﺗنتقد الوضع القائم فيتم محاربتھا وﺗمنع عنھا االموال حتى االفالس ،ومثل ھذا الكالم ينطبق عند التحدث عن حرية التعاقد بين العامل ورب العمل ،في االشتراكية يتم ارساء حرية حقيقية بعيدة عن سطوة راس المال ، حرية ﺗنبع من الجذور ال ﺗظفو على السطح ،انھا حرية التحكم في وسائل االنتاج والتخلص من قيود االنتاج الصدئه ،انھا الحرية الحقيقيه عندما يتخلص االنسان من قھر راس المال ويفتح االفاق امام ولحرياات اخرى ، من الممكن ان ﺗكون ھذه الحريه وما يتبعھا من حريات غير صارخه كما يتشدق اعداء االشتراكية ومؤيدو الليبراليه والنيوليبرالية ،اال انھا حريات حقيقيه لجميع المواطنين ،فمثال ﺗتحول حرية الكلمة من حرية التزوير الى حرية البحث وراء وما بعد الحقيقيه ،وﺗصبح المعارف والحقائق بيد كل الناس لتحررھم من الكذب والوھم والتضليل ،بدل التشنيع السطحي التافة والذي يقدمه االعالم الراسمالي على انه نقد عميق للمجتمع ،وعلى نطاق الحياة الحزبية ،فمتى ﺗمثل االحزاب طبقات الشعب ؟ ال ان ﺗمثل اناس ليس لديھم اي عالقه بھموم الشعب اال لكونھم الممولين الراسماليين ،وقتھا يصبح لالحزاب القدرة على عكس موازيين القوى بين طبقات المجتمع ،عند ذلك ﺗصبح اداة قويه للتغيير في المجتمع االشتراكي ،واما القول عن حرية المنافسة وان اعداء االشتراكيه ينكرون على االشتراكية ھذة الحرية فالقول الفصل في ذلك ان حرية المنافسة كفلتھا االشتراكية ،لكنھا ليست حرية في استنزاف االرباح في افراد المجتمع بل ھي حرية المنافسة في خدمة المجتمع. ان قيم مثل المضاربة ،المقامرة ال ﺗعترف بھااالشتراكية ،بل ﺗقف ضدھا وﺗحاربھا النھا نشاط اقتصادي ال شرعي ال يقابلة اي عمل او اي مجھود ،بل اقصى جھد كان قد بُذل به ،ذكاء المضارب او العب القمار ، وﺗسعى االشتراكية دائما ومن ضمن اھدافھا المحورية محاربة الفصل الحاسم بين راس المال والعمل المنتج ، عندما ﺗصبح الملكية اجتماعية ويشعر كل شخص انه يعمل في ملكة ،وﺗعظم االشتراكية من قيم العمل ،وقيمة العمل واھميته ،ومن ھنا ﺗسعى االشتراكية الى جعل لكل فرد في المجتمع مستوى يعادل ما بذله من جھد او 2
مساوي لما بذلة من جھد للمجتمع ،وبذلك ﺗتخص االشتراكية من الطفيليات التي ﺗعيش على جھد االخرين ، حيث من ال يعمل ال ياكل. وھكذا يبدو جليا لنا بأن االشتراكية في كينونتھا وفي جوھرھا مذھب إنساني راقي ھدفه السامي ھو رد القيم اإلنسانية الى معناھا الحقيقي االصيل والذي ينسجم مع فطرة االنسانية و التي شوھتھا الراسمالية ،وﺗھدف في النھاية إلى نشر بين الناس اﺗجاھات معنوية وقيمية لم ﺗالفھا البشرية فيما مضى من عھود سابقة حيث كان استغالل اإلنسان لإلنسان وإمتھانه لكل ما يعتّ ُز به من قيم. $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻟﻜﻞ ﺣﺴﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﱃ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻟﻜﻞ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺘﻪ
الماركسية اللينينية ھي من طبقت االشتراكية على ارض الواقع ،فالنظام االشتراكي ھو في جوھره نظام اقتصادي اجتماعي ،قائم على نزع الملكية الخاصة وﺗحويلھا الى عامه ،اي ملكية وسائل االنتاج ،من اجل خدمة المجتمع ،والغاء استغالل االنسان الخية االنسان كما ھو الحال في النظام الراسمالي الذي ھو نقيض . االشتراكي ﺗعددت المذاھب والنظريات التي ﺗحدثت عن االشتراكيه اال ان الماركسية اللينينية ھي من اخرجت ھذا المفھوم الى حيز الوجود ،واولھا االشتراكية السوفيتيه ،ان االساس التي ﺗقوم علية االشتراكية ھي ﺗلبية الحاجات الماديه والروحية للمجتمع ،والقضاء على االستغالل ،كما ھو النظام الراسمالي ،والقضاء على االغتراب الروحي ،ولذلك في النظام االشتراكي حيث قدسية العمل ھي بديل قدسية الملكية الخاصة وما يتبعھا من معاناة للطبقة المضطھدة ،قدسية العمل في النظام االشتراكي ھي قاعدة اساسية ولذلك من ال يعمل ال ياكل . ان المجتمع االشتراكي مرحلة ﺗمھيديه لمرحلة اكثر انسانيه واكثر امميه وعدل وھي المرحلة الشيوعيه ، المرحلة االشتراكيه يقع على عاﺗق الطبقة المسيطرة وھي البروليتاريا محو الطبقات ﺗدريجيا وھي مرحلة يمكن وصفھا بانھا مزيج من بقايا النظام الراسمالي السابق والمرحلة الجديدة ،لذلك المجتمع لم يتخلص بعد من القيم الراسمالية رغم التغيير االقتصادي والمادي الجديد ،لذلك في مرحلة االشتراكية الشعار المطروح " من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله " ما ھو في حقيقته اال خليط من قيم برجوازيه مع اشتراكيه ،وھو بمفھوم العدالة المطلقة او المساواة ،ال يمثلھما ،فالعمل ھنا او لكل حسب عملة ال يمثل المساواة ولكنه يحقق الحد االدنى منھا ،اذن ھي صيغة لرفع االنتاجية بما يتالئم مع خروج النظام االشتراكي من رحم الراسمالية ، وبذلك يتحول المجتمع من مجتمع متناحر طبقيا الى مجتمع يوحد ﺗطلعات ومصالح قوى االنتاج ،ھذا مع 3
التاكيد على دكتاﺗورية البروليتاريا النھا الطبقة التي ﺗضطلع بھذه المھمة ،سيما وان الصراع الطبقي سوف يكون على اشدة ،اساسة بقايا البرجوازية . اما الشيوعية فھي حركة متقدمه جدا وﺗاﺗي بعد العبور االشتراكي بسالم والذي لم يتحقق بعد ،ان مھمة الشيوعية السيطرة على المجتمع وثروﺗة ومقدراﺗة لصالح كل فرد في المجتمع بالتساوي والعدل المطلق ،وھنا ليس لفرد ميزة على فرد اخر بالمزايا التي ﺗعود على المجتمع بالفائدة ،بل انت المجتمع وصل الى حالة انسانية وقيمية غير مسبوقة قائمة على مصلحة المجتمع وال مكان للقيم البرجوازيه كما في مرحلة االشتراكيه اذا ما قُدر عبورھا بسالم ،لذلك شعار المرحلة الشيوعيه " من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته " وفي ھذا الشعار مساواة ال نھائيه ليس فيھا اي بعد برجوازي ،ان المنتقدين للمرحلة االشتراكيه وخصوصا من شعار من كل حسب عملة ال يميزون ان النظام االشتراكي ُولد من رحم الراسماليه ولذلك ال بد ان ينصبح من النظام القديم ،وھنا التحدث عن االجحاف في ﺗوزيع الثروة يبدو ال اھمية له مقابل التحول االعظم وھو الشيوعيه ، ان لينين من اھم من دافعوا عن الشيوعيه وال ننسى اسھامات الفيلسوفه روز لكسمبورج التي نادت بالشيوعية كتطور حتمي لالشتراكية .
ﺗناقضات الطبقة العاملة ادم عربي الحوار المتمدن -العدد٢٣:٠٤ - ٢٦ / ٦ / ٢٠١٣ - ٤١٣٥ : المحور :ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية عصر الكمبيوﺗر ،عصر التكنولوجية الرقمية الرفيعة ،عصر العولمة ،عصر االزمات المالية ھي سمة وديدن حاضرنا الذي نعيش ،ھي الدول ريعية االنتاج ،متربعة على عرش الثروة وھي واحدة من مھازل االقتصاد السياسي والعلمي ،فالدول البترولية والتي ﺗقتصر ثروﺗھا في استخراج بترولھا من باطن االرض وﺗصديرھا للخارج دون ﺗعقيدات عالقات انتاج رأسمالية ،وھي اذ ذاك ﺗستخرج دوالرات بكميات ھائلة بقدر ضخامة مخزوناﺗھا ،دون اثر على بنية المجتمع سواء كانت مادية او فوقية ،وھي بذلك ،ﺗلك الثروة ،وفي عصرنا ﺗُشكل عائق حقيقي امام مجتمعاﺗھا التي لن ﺗبارح وستظل ﺗُراوح مكانھا وﺗعيد انتاج نفسھا بما ورثته من ﺗخلفھا وان كانت من أعلى دخول العالم ،فتلك الدول ﺗفتقر لطبقة عاملة يمكن ان يُبنى عليھا ﺗناقضات ﺗقود الى ﺗغيير في بنية المجتمع . ﺗلك المجتمعات ﺗعيش على اقتصاد الخدمات سواء مستوردا او محليا ،وھي بذلك ﺗكتفي بما لديھا من ثروة ريعية ،حيث انتاجھا الخدمي ال يُضيف لھا مليما واحدا وانما ﺗعظيم ھنا ونقصان ھناك ضمن ما ھو متوفر اصال من الثروة ،ان غياب الطبقة العاملة في ﺗلك المجتمعات ﺗُساھم في ﺗشوية وﺗناقضات الطبقة العاملة ، 4
كون الطبقة العاملة ليست اال مفتاح التغيير العالمي من خالل ﺗناقضاﺗھا وﺗمظھر وعيھا الطبقي ،ولكن اذا كان ھذا ھو الحال في المجتمعات الريعية ،فما ھو الحال في المجتمعات المتطورة ؟ . ان الصورة ﺗبدو متشابه وھي شائكة ﺗاريخية كما ﺗبدو لي ،فالمراكز الراسماليه العالمية ،صاحبة قوانين فائض القيمة ،ملھمة ماركس في ﺗحليل اقتصادھا ﺗعيش في حالة فوضى اقتصادية جوھر انتاجھا العمل الخدمي الذي ال يضيف جديدا للثروة الوطنية ،ان المراكز الرأسمالية والتي خرجت منذ قرنين من االنتاج الريعي وعبرت الرأسمالية وطورت المجتمعات الى المدنية والحضارة بعالقة العامل بالماكينه ،وخلقت الثروة ،وطورت مفھوم الطبقة العاملة ومفھوم الوعي الطبقي ،طريق التغيير والولوج الى مجتمع اكثر رقاءا وﺗقدمية ،ھبطت لوحل السكون الطبقي او التدجين الطبقي . بنظرة سريعة للمجتمعات الراسمالية نرى ﺗراجع رھيب في اعداد الطبقة العامله لحساب ﺗنامي عمال الخدمات ،بمعنى اخر ﺗراجع في الثروة الوطنية لصالح التضخم ومن ثم المديونية ،ان ﺗراجع الطبقة العامله لھو ھزيمة لالنسانية والمكانية ﺗطورھا فوقيا ،ان ﺗراجع الطبقة العاملة سنح الفرصة لتنامي القوى الرجعية غير التقدمية ،اول مظاھرھا خروج البرجوازية الوطنيه عن دورھا التقليدي والھروب خارج حدود الوطن لالحتفاظ برساميلھا ،بعدما وجدت في العولمة المنقظ لھا ،سيما وان العولمة مشروع الطبقة الحاكمة التي وجدت فيھا التحكم بمسار العالم السياسي واالقتصادي ،والعولمة ھي صمام امان العالم االن من االنھيار التام . ان الكمبيوﺗر والتكنولوجيا الرقمية وان كانت صناعات رأسمالية متطورة وصناعات معرفة وثمرة ذكاء االنسان وعلى اھميتھا في االقتصاد لم ﺗستطع انقاظ الطبقة العاملة من االنقراض النھا ﺗتضمن احتكار المعرفة ومحدودية استيعاب الطبقة العاملة وھي صناعات احتكارية ﺗمثل نوع من ﺗطور راس المال باﺗجاة ﺗعظيم راس المال على حساب المجتمع وخصوصا الطبقة العاملة ،وان العولمة ھي باب الثراء لتلك الشركات على حساب دخل الفرد في المركز الراسمالي . ان اھمية االنتاج الراسمالي ﺗكمن في طبقة عاملة عريضة وغنية ،ﺗستطيع استيعاب انتاجھا اوال ،فبقدر ﺗعظيم الطبقة العاملة ﺗُخلق الثروة الوطنية وھي ثروة الوطن او المجتمع الحقيقية ،ان الوضع االن في المراكز الراسمالية اشبة باالقتصاد الريعي مع فارق ان االقتصاد الريعي جالب لثروة حقيقية ،في االقتصاد الريعي والدول البتروليه مثال ،سلعتھا في ما ﺗستخرجة من باطن االرض ،اما المراكز الراسمالية والواليات المتحدة افضل مثال فسلعتھا ھي ما ﺗطبعه من دوالر ،ان اقتصادھا الريعي ھو الدوالر ،لذلك لن ﺗسمح الواليات المتحدة الي قوة في العالم كسر ھذه المعادلة ولو اضطرت لخوض حرب عالمية ،فباسم العولمة والبنك الدولي اداﺗھا يتم نبذ اي اقتصاد مستقل او بناء اقتصاد مستقل يُغرد خارج السرب .
5
اﻟﺼﺮاع اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻳُﻔﺴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ الحقيقيه ما دفعني الى كتابة ھذه السطور ھو مناقشتي مع الدكتورة ندا الغاد التي اكن لھا كل االحترام وان اختلفنا في وجھات النظر فالدكتورة ال ﺗرى مطلقا حدوث اي صراع طبقي في التاريخ قبل ظھور طبقة البرجوازية في اوروبا . في كل مجتمع عبر العصور ﺗتعارض وﺗتصادم مطامح البعض مع البعض االخر ،وليست الحياة االجتماعية سوى ﺗناقضات وﺗناحرات بين افراد او مجموعات اساسھا اقتصادي ،وليس التاريخ اال رصد لتلك التناحرات سواء كانت بين الشعوب او بين افراد المجتمع نفسة ،ونظرية الصراع الطبقي نجحت في ﺗحليل مجمل الطموحات لدى جميع افراد اي مجتمع او عدد من المجتمعات ﺗحليال علميا ،حيث يقول ماركس في البيان الشيوعي " إن ﺗاريخ كل مجتمع إلى يومنا ھذا )ثم يضيف انجلس فيما بعد :ما عدى المشاعية البدائية( لم يكن سوى ﺗاريخ صراع بين الطبقات .فالحر والعبد ،والنبيل والعامي ،والسيد االقطاعي والقن ،والمعلم والصانع، أي باختصار ،المضطھدون والمضطھدين ،كانوا في ﺗعارض دائم وكانت بينھم حرب مستمرة ،ﺗارة ظاھرة، وﺗارة مستترة ،حرب كانت ﺗنتھي دائما إما بانقالب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانھيار الطبقتين معا )(... أما المجتمع البرجوازي الحديث الذي خرج من أحشاء المجتمع االقطاعي الھالك فإنه لم يقض على التناقضات بين الطبقات بل أقام طبقات جديدة محل القديمة وأوجد ظروفا جديدة لالضطھاد وأشكاال جديدة للنضال بدال من القديمة .إال أن ما يميز عصرنا الحاضر ،عصر البرجوازية ،ھو أنه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة .فإن المجتمع أخذ باالنقسام ،أكثر فأكثر ،إلى معسكرين فسيحين متعارضين ،إلى طبقتين كبيرﺗين العداء بينھما مباشر :ھما البرجوازية والبروليتاريا " . ويُضيف ماركس في في موضع اخر اھمية البروليتاريا وكيف انھا ھي الطبقة الثورية الوحيدة القادرة على التغيير حيث يقول " وليس بين جميع الطبقات التي ﺗقف اآلن أمام البرجوازية وجھا لوجه إال طبقة واحدة ثورية حقا ھي البروليتاريا .إن جميع الطبقات األخرى ﺗنحط وﺗنقرض في النھاية مع نمو الصناعة الكبرى أما البروليتاريا فھي – خالفا لذلك – أخص وأساس منتجات ھذه الصناعة .إن الشريحة السفلى من الطبقة المتوسطة وصغار الصناعيين والباعة والحرفيين والفالحين ﺗحارب البرجوازية من أجل الحفاظ على وجودھا بوصفھا فئات متوسطة .فھي ليست إذن ثورية بل محافظة وأكثر من محافظة أيضا إنھا رجعية .إذ أنھا ﺗريد أن ﺗدور عجلة التاريخ إلى الوراء .وإن حدث وأن كانت ثورية فذلك ألنھا في حالة انتقال إلى صفوف البروليتاريا وبذلك ال ﺗدافع عن مصالحھا اآلنية بل عن مصالحھا المستقبلية وھي ﺗتخلى عن وجھة نظرھا الخاصة لتتخذ لنفسھا وجھة نظر البروليتاريا" . ان النظرية الماركسية في الصراع الطبقي ﺗعمل في اشكال المجتمعات الثالث :العبودية واالقطاعية والراسمالية ،واساس ھذا الصراع ھو العامل المادي ،ففي جميع التشكيالت االجتماعية الثالث ھناك طبقة مسيطرة ﺗمتلك وسائل االنتاج وطبقة ال ﺗمتلك اال جھدھا وھو مصدر عيشھا وبقائھا على قيد الحياة ،ان ملكية وسائل االنتاج لطبقة معينه ﺗمنح ﺗلك الطبقة النفوذ والسلطة والمعنوية العالية واالحترام االجتماعي ،وفي الطرف االخر ،حرمان الطبقة المضطھدة من الملكية يجعلھا مكسورة نفسيا وغير محترمة اجتماعيا ،ان ھذا التناقض يولد حالة من الوعي الطبقي للطبقة المحكومه ،وان ھذا الوعي الطبقي يدفع بافراد ﺗلك الطبقة الى 6
التنظيم الثوري ،مما يدفع افراد ھذة الطبقة بالثورة على مستغليھا ،ھذه الثورة ﺗؤدي الى ﺗحطيم المجتمع القديم وظھور مجتمع جديد اكثر ﺗقدميه ،واكثر ﺗنمويه من المجتمع السابق ،وھو ﺗحول جدلي دايلكتيكي النه صراع بين الفكرة والفكرة المضادة فمثال في حالة االقطاع ،الطبقة االقطاعية ھي الفكرة وطبقة الفالحين ھي الفكرة المضادة وعن الصراع بين ﺗلك الطبقتين نتجت الفكرة الثالثة وھي طبقة الراسمالية او طبقة ارباب العمل ... اﺗخذ الصراع الطبقي عبر التاريخ اشكال واحداث مختلفة فمن ثورة العبيد الى ﺗحطيم قلعة الباستيل الى نشوء الراسمالية ،اال ان ما يميز الصراع في ظل الراسمالية ويجعلة اكثر سھولة ھو العالقة المباشرة بين العمال وارباب العمل ،وفي الحديث عن الصراع الطبقي ﺗاريخيا ال بد من الحديث عن نشوء االديان وان نشوءھا ما ھو اال ثورات ﺗغيير اﺗخذت طابعا الھايا جوھرة الثورة على الظلم والعبودية ،فھاھي اليھودية جائت كثورة على اضطھاد القبائل التي ھاجرت من اليمن الى مصر من قبل امصريين واضطھادھم ،والمسيحية ثورة على ظلم كھنة اليھود ،واالسالم ثورة على العبيد ونظام االسياد في مكة . وفي عصر االسالم وجدت المذاھب االسالمية المختلفه وحدث صراع بين ھذه المذاھب ،وان ھذا الصراع ال يخرج عن جوھرة الطبقي ،رغم ﺗسمية البعض له صراع مذھبي ،حيث ﺗمت قراءة ھذا الصراع كصراع مذھبي ،لكون الطوائف الكبرى وھي اھل السنه قادت الفتوحات وسيطرت على على الثورة والحكم وشكلت وعي ايدولوجي وفق سيطرﺗھا ،فيشكل مجموعة مذاھب ُعرفت باھل السنة ،والتي أخذت ﺗتبلور فكريا وفقھيا وسياسي على مر العصور ،ولكن ھذا التمظھر شكلته الدو ُل المسيطرةُ وأجھزﺗھا ،فھي ﺗقوم بإزاحة العناصر المعارضة والنقدية في فقه المذاھب األربعة ،وﺗشكلنھا ،أي ﺗجعلھا شكلية و ُمسيسّة لسيطرﺗھا ،واألمر لم يجر في المذاھب الفقھية فقط بل في المذاھب الفلسفية والتيارات االجتماعية ،كتيار االعتزال الذي قُمع وأُفرغ من نضاله الديمقراطي ! واألمر ال ينطبق على مذاھب السنة بل أيضا ً ينطبق على المذاھب اإلمامية المتعددة ،بدءاً بالزيدية التي ﺗحولت من حركة معارضة إلى جماعة إقطاعية عبر بني بويه وفي اليمن ،وكانت منفتحة في المغرب ،واإلسماعيلية التي كانت حركة اغتياالت وﺗمرد فصارت عبر الحكم والھيمنة على الجمھور جماعة قصور ونحلة سرية وھيمن عليھا اإلقطاع كذلك ،وأصبح آغا خان زعيمھا الروحي يوزن بالذھب في الزمن المعاصر! وال ﺗشذ اإلثناعشرية من ھذا التاريخ حيث كانت معارضة أسرية منذ البداية ،أي ﺗريد الحكم آلل البيت العلوي ثم انتقلت إلى ھيمنة رجال الدين الكبار الذين ﺗداخلوا مع السلطات في إيران وبعض المناطق ،أما الجمھور الشعبي المستقل فعجز عن ﺗشكيل صوﺗه الخاص ! وھكذا فإن المعارضات المذھبية اكتسبت طابعا ً ﺗقليديا ً غير قادر أن يصوغ وعي الحداثة والديمقراطية ،بعد أن ﺗشبعت بالھيمنة الطبقية العليا .ومن ھنا قامت ھذه الھيمنة الطبقية المذھبية العليا ،وفي مختلف المذاھب ،بمعارضة كافة أشكال الوحدة بين المسلمين وھذه الوحدة ﺗفترض مبدأ الصراع الطبقي بداھةً وضرورةً ،حيث ال ﺗوجد وحدة قوية دون صراع ! ولم ﺗعارض أي سياسة استعمارية أو وطنية إال حين ﺗتعرض لسيطرﺗھا الخاصة ،وحين ﺗقوم بالتحديث الذي ﺗعتبرهُ قضا ًء على ﺗلك السيطرة المطلقة على الطوائف .لكن المجتمع اإلسالمي الحديث ال يمكن أن يتقدم إال على ضوء الحداثة، وعلى ﺗفكيك الطوائف وﺗحويلھا إلى شعب موحد منصھر في بوﺗقة وطنية ،وبوﺗقة الوطنية ﺗفترض انقسامه الحديث إلى طبقات ال إلى طوائف ،حيث ﺗتصارع الطبقات على ﺗوزيع الثروة وﺗطوير البنية االجتماعية المتخلفة ،وصراع الطبقات إذا ﺗم بشكل حضاري سلمي يقوي األوطان أما الصراع الطائفي فھو يقوضھا ،وال بديل عن أحدھما ،فإما ﺗطوير وإما ھالك مصادر :كارل ماركس وانجلز ،البيان الشيوعي /صراع المذاھب االسالمية ،د .عبد ﷲ خليفه
7
اﻟﻤﺮأة اﻟﺴﻠﻌﺔ لماذا ﺗقوم بعض الكاﺗبات بعداء الرجل في سياق دفاعھن عن حرية المرأة ؟ سيطرة الرجل على المراة ﺗاريخيا ھو حتمي علمي فرضته مراحل ﺗطور انسنة االنسان مع اساليب عيشة وانتاجة ،وما حصلت علية المراة االن لھو حتمي في ظل النظام الراسمالي وال دور للرجل فيه ،اذن لماذا الھجوم على الرجل ؟ الذي يمنح المراة مساواﺗھا الفعليه مع الرجل بعيدا عن المساواة البغائية ھو الشيوعية فقط . على المرأة ان ﺗفھم انھا ليست سلعه ،وان بدا ھذا االمر في مخيالت الكثيرات ،فمتى ما ﺗحررت المراة من نظرﺗھا ھذه الى نفسھا ،ﺗكون قد بنت القاعدة المتينه لمساواﺗھا ،اذ ال معنى للغة الجسد في قضية مساواة المرأة والتي اصبحت سلعة رائجة لحضور المرأة ،واية حضور؟! ،انه حضور المتاھه في عصر الظالم... على المراة التخلص من مناكفة الرجل باساليب ھي االخطر على مساوﺗھا الكاملة مع الرجل ،والكالم لكثير من المثقفات العربيات وعموما الى ابعد من ذلك ،للمثقفات الغربيات ،فظاھرة ﺗعري النساء ومن خالل منظمات كما في منظمة " الفيمن" ظاھرة ﺗكرس دونية المراة وان ظھرت امام االعالم قمة ﺗحرر المرأة ،ان ظاھرة ﺗعري المرأة كنوع من االحتجاج ال ﺗخدم قضية المراة وانما ھي في مضمونھا العام اقتناع يتبعة ممارسة يدلل على السطحية الفكرية ويدلل على ان جسم المراة ھو محور النزاع وھو بالتالي ﺗكريس لدونية المراة وﺗسليع ما ﺗملك ،ولذلك نقول على المراة االضطالع بمسؤولياﺗھا ،وفقط ﺗضع نصب اعينھا انھا على قاعدة المساواة الكاملة مع الرجل فكرا واقتناعا وليس قوال ،على المرأة فرض اجندﺗھا المستقبلية ،ويكفيھا استھتارا ولعبا بجسدھا ،وھي بذلك ﺗُقدم خدمة مجانية للقوى الرجعية من اسالم سياسي من زاوية محددة ، وخدمة اخرى في استمرار انتھاك حقوقھا وانسانيتھا للقوي التي ﺗدعي الليبرالية ،ان ارادت الوصول الى مساواﺗھا الكاملة مع الرجل . ال ﺗزال المرأة في كثير من الدول الغربية وخاصة فرنسا اجرھا اقل من الرجل حسب القانون )، (by law وھذا عقبة كبرى في اكثر الدول المتقدمة امام المرأة وﺗاكيدا على استغالل المرأة ودونيتھا ،ان مساواة الرجل بالمرأة ليس في حريتھا الليبرالية وان كانت مھمة والتي ھنا اشبة بحرية المثليين ،بل بكل شيء جنبا مع الرجل ،فمتى ﺗُدرك المراة ذاﺗھا وﺗحدد مالمح مساواﺗھا؟ . ان كان االختالف البيولوجي بين الذكر واالنثى قد حدد مالمح العالقة بينھما ولقي قبولة االجتماعي ،وال غرابة في ذلك ﺗبعا وحتمية لتطور المجتمعات ووسائل عيشھا وانتاجھا ،فعلى المراة عدم االعتراف بھذا االختالف البيولوجي في عصر ھي االن متعلمة كالرجل وﺗتمتع بھامش حرية الرجل وﺗعمل كالرجل وفي الغرب مستقلة عنه ماديا ﺗماما ،فلماذا االصرار على دونيتھا ؟ مع كل ما وصلت له المرأة في النظام الرأسمالي اال انھا ال زالت سلعة ،لعدم قناعتھا بالخروج من وعيھا كانثى ،وال يُفھم من كالمي انني ضد انوثة المراة ،فالطبيعة لم ﺗمنح ارق وال اجمل من المرأة ،لكن وان كان دورھا ان ﺗكون رقيقة وجميلة وانثى 8
كاحد جوانب حياﺗھا ،فيجب ان ال يغيب عن بالھا انھا انسان منساوي مع الرجل مساواة كاملة ،وليست جزءا من اعجابة او من ما ينظر ھو لھا ،فانوثتھا في مكانھا المناسب وفكرھا وحضورھا ھو طريقھا نحو المستقبل ،ال يمكن لمرأة الجمع بين متناقضين ،لغة الجسد وما ﺗملك غير ما يملكة الرجل ،وفكرﺗحرري قائم على انسانيتھا وانھا مساوية ﺗماما للرجل في كل شيء ،فمتى ﺗُدرك المرأ انھا ليست سلعة ،ﺗماما كما يجب ان يُدرك الرجل ان قضيبة ليس سر افضليته على االنثى ،ان الراسمالية اسھبت في استغالل النساء جنبا الى جنب مع االطفال لرخص االجر مقارنة مع الرجل ،وان كانت اوجدت القاعدة المادية لمساواة المرأة ، فاستقالل المرأة االقتصادي ضروري كقاعدة لمساواﺗھا مع الرجل ،على ان الراسمالية رغم المساواة بالقوانين بين الرجال والنساء ،لكنھا ال ﺗكف عن استعمار فكر المراة كمصدر للربح ،فاستخدام جسد المراة كسلعة لتحقيق الربح من اھم النشاطات الدونية ﺗجاة المراة ،وما ازدھار البغاء اال ﺗاكيدا النحطاط المراة في مجتمع . والفئوية الطبقية بالتناقضات يزخر ان سقوط مملكة المراة كان بمغادرة االنسنة العصر المشاعي ،حيث كانت المراة ﺗتمتع بحق االمومه مما رفع مكانتھا االجتماعية ،وقد كانت ﺗمارس الجنس بارادﺗھا وحريتھا باالخيار .ان العالقة بين الرجل والمراة في جميع مراحل التشكيالت الطبقية للملكية الخاصة ھي مصلحة في نقل الملكية بالوراثة ،عن طريق العائلة البطريكية ﺗكون السيادة التامه للرجل ،وان العالقة بين الرجل والمراة على اسس الحب العاطفي والجنسي الصحيح -ان وجدت – لن ﺗوجد اال خارج المؤسسة الزوجية على شكل خيانة عند البورجوازية أو في بيئة الطبقات المظلومة أي بيئة البروليتاريا ،فليس الزواج البرجوازي اال اشاعة ومشاعية النساء المتزوجات . بعد ثورة اكتوبر حصلت المراة على جميع القوانين التي ﺗساويھا بالرجل ومنھا : -١الحق الكامل في االقتراع. -٢حق الطالق وطوعية عالقة الزواج. -٣المساواة في االجور وحقوق النساء والرجال في العمل. -٤المساواة الكاملة في الحقوق بين الزوج والزوجة. -٥الغاء التمييز بين االطفال الشرعيين وغير الشرعيين. -٦حق االجھاض -٧الحق في اختيار اسم الزوج أو الزوجة. -٩التعليم المختلط. -١٠منع الدعارة 9
كان رأي الماركسية ان البغاء العلني والسري ال يزول اال بزوال النظام الراسمالي ،والقضاء على نمط االنتاج الراسمالي ،فالعائلة البرجوازية ﺗتالشى بزوال راس المال ،وعندما ﺗتحول وسائل االنتاج الى ملكية عامة ،وبذلك ال ﺗكون العائلة الفردية وحدة االنتاج االقتصادي ،ويصبح النشاط االقتصادي البيتي نوعا من النشاط االجتماعي ،وﺗصبح رعاية االطفال من شان المجتمع ،سواء كانوا شرعيين او غير شرعيين على قدر المساواة ،عندھا ﺗكون المراة حققت حلما طالما راودھا ،المراة االنسانة . أالنثى والمرأة وصراع الحضارة نستذكر قول الكاﺗبة الفرنسية في ھذا المقام ،سيمون دي بوفوار " ،المراة ال ﺗُولد امرأة بل ﺗُصبح امرأة " ، والمقصود بقولھا ھنا ان المرأة ﺗُولد انثى مختلفة بيولوجيا عن الرجل ومن ثم ﺗُصبح امرأة ،والقصد بامرأة ھنا ،كائنا دونيا اقل مرﺗبة من الرجل ،وھي ﺗُريد ان ﺗقول ال يجوز باي حال من االحوال اعتبار انوثة البيولوجية سببا في دونية المرأة ،بل ھو حكما اجتماعيا بتحويل االنوثة الى دونية .لكن السؤال لماذا االنوثة البيولوجية قرارا بدونية المرأة ؟ . في العالقات الحيويه بين الكائنات الحية ،يوجد نوع من العالقاات وھي الصراع على االناث ،فمثال في قطيع من االغنام ،الى جانع الصراع على الغذاء والماء ،صراع الذكور على االناث وقد ينتھي الصراع بموت ذكور في القطيع ،على ان االنسان وھو يحمل غراءزة الحيوانية يحمل معھا العقل والفكر وھو ما يميزة عن الحيوانات االخرى منذ ان غادرھا ،اذن الطبيعة الحيوانية الغريزية غير العاقلة فرضت طبيعة الصراع بين النوع الواحد من الكائنات الحية ،صراع ذكوري -ذكوري في جانبة او يحمل في داخلة صراع ذكوري- انثوي ،ھذا الصراع غريزي غير عقالني جذورة حاجات الكائن الحي . سواء كانت ﺗلك الحاجات للحفاظ على النوع او من مقوماات استمرار حياة الكائن الحي بصورة طبيعية خارج عن وعي ذاﺗه الحيوانيه ،لكن ھل يوجد في القطيع ضمن العالقات الحيوية صراع االناث على الذكور؟ اعتقد ان شيئا من ھذا القبيل غير موجود ،فال يوجد في القطيع صراع اناث على الذكور ،وھذا يقودنا بالتالي الى طرح االسئلة :لماذا فقط صراع الذكور ؟ وما اساس ھذا الصراع ؟ وما سبب ﺗحييد االنثى في القطيع في ھذا الصراع؟ .صراع الذكور ھو صراع االقوياء الذي اساسة ما منحتة الطبيعة للذكر من قوة العضالت الكامنة في ﺗركيبه الجسماني والبيولوجي المختلف عن االنثى واساسة ايضا ما اعطته الطبيعة للذكر من ھرمونات استعداد جنسي على مدار العام ،لذلك منحته الطبيعة القضيب الذي ھو اداﺗه الجنسية والتي ال ﺗتم العمليه الجنسيه اال به ،مقارنة مع االنثى في القطيع التي لھا ايام استعداد جنسي معدودة ،ومنحتھا الطبيعة صفة المتلقية والمكملة للعملية الجنسية .ان االختالف البيولوجي اساس عدم مساواة الرجل والمراة ،وھذه عدم المساواة التي اخذت قبولھا وطابعھا االجتماعي ،ان رقي الحضارة وﺗطورھا قد اسھب في استغالل المراة عبر العصور ،فالمراة لم ﺗُحقق حريتھا اال في العصر المشاعي الذي يُعتبر عصر حرية المرأة ،ولكن مع ﺗطور المجتمعات وظھور الملكية الخاصة ونشوء المدائن ،رسخت المراة ﺗحت ﺗلك القيود ،واصبحت جزءا من ملكية الرجل ،حتى انھا مع ﺗطور النظام االقطاعي الى راسمالي ﺗبلورت عبوديتھا بشكل اوضح ،فلم يكن مسموحا للمراة بالتصويت في بريطانيا حتى عام ١٨٩٧م ،.....وفي سرد رحلة المرأة التاريخية ودورھا وصراعھا الطبقي وان كانت رحلتھا وصراعھا مرﺗبطة الى رحلة الرجل ورحلة المجتمع نحو التطور . 10
ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ ..فاالرض ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع ،فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ..فيما المرأة في المنزل كخادمه للرجل الذي يخدم سيده. وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ،فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا .وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في المجتمعات االسالمية ،ومجتمعات العالم الثالث عموما ،من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ..حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي. ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية ،كما البد له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ..وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية ،وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن عشر ،وايضا دور االشتراكيون ،الطوباويون ،ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي ولصالح طبقة البروليتاريا ..أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل. في عصر النھضه والصناعة والثورة وﺗطور االنتاج بكافة اشكالة ،زاد الطلب على األيدي العامله لتغزيه الصناعات المزدھرة والمتطورة ،ﺗم زج الرجال والنساء واالطفال في العمل حيث يستطيع كل منھم العمل جنبا الى جنب بنفس الكفاءة بسبب ﺗطور وسائل االنتاج ،ولم يعد ھناك ﺗقسيم للعمل كما في السابق فالمراة على القاعدة الماديه كالرجل ،وعندما اﺗيح لھا التعليم كانت ﺗجاري الرجل وفي بعض الحاالت احسن منه حققت الراسماليه التساوي بين الرجل والمراة فالمراة ﺗعمل جنبا الى الرجل ومتعلمه شانھا شان الرجل ،اذن ھذا ھو التساوي القاعدي المادي بينھما حققت الراسمالية القاعدة المادية للتساوي ،لكن بقيت القاعدة الفكرية للتساوي مبتورة في ضوء ﺗقديس الملكية الخاصة وﺗقديس السلعة ،فالمراة في المجتمع الراسمالي لم ﺗصل الى مرحلة المساواة اال بقدر ادراجھا كسلعة ﺗدر االرباح كبناء فوقي لمرحلة الرأسمالية .
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اثناء مداخالﺗنا على الفيسبوك مع اصدقائنا وجدنا خلل كبير في مفھوم الطبقة العامله من وجھة نظر ماركسيه ،لدرجه ذھب البعض من االصدقاء الى القول ان الطبقة العامله اليوم ﺗختلف عن طبقة ماركس وانجلز ، فالطبقة العامله اليوم حسب ﺗعبيرھم متداخلة وحتى ذھب بعضھم الى ضرورة اعادة ﺗقسيم الطبقات ،فنمط االنتاج اليوم ﺗجاوز ماركس وانجلز ،لذا كتبنا في ھذا الباب للمحاوله لتعريف الطبقة العاملة )البروليتاريا( . ليس كل عامل من الطبقة العامله او ليس كل من يعرق ويكدح ھو من الطبقة العاملة بالمعنى العلمي لكلمة 11
بروليتاري ،اذن ما ھو مفھوم البروليتاري؟ .ناخذ مثاال ﺗوضيحيا من واقع حياة الناس حتى يكون المثال من البيئة لتسھيل فھمة ،خياطا يعمل في دكانه لزبائنه فھو يكدح ويعمل من اجل انتاج قميصا او بنطاال يبيعه من اجل الحصول على المال الالزم لتجديد قوة عمله ،ونفس الخياط اغلق دكانه وذھب للعمل في مصنع الراسمالي نفس العمل ،خروجا عن ﺗقسيمات العمل ،ان الخياط في الحالة االولى ال يعتبر بروليتاري ،بينما في الحالة الثانيه ھو بروليتاري مع العلم في الحالتين يعمل نفس العمل ،في الحالة االولى الخياط خارج عالقات االنتاج الراسماليه وكان يصرف قوة عملة لحسابه الخاص ،بينما في الحالة الثانيه الخياط ضمن عالقات االنتاج الراسمالية وقوة عملة لم ﺗعد له بل للراسمالي الذي يحصل منه فائض القيمة ،واالجرة التي يدفعھا الراسمالي للخياط ،ال ﺗعني ببساطة مال يدفعه الراسمالي للخياط ،بل ﺗعني مقدار من المال يبادل بعمل الخياط بھدف ﺗملك القيمة التي فاضت عن مصاريف االنفاق االصلية التي دفعھا الرأسمالي في بداية عملية االنتاج ،اي القيمة المستنبطة من عمل الخياط ،من ھنا نرى ان ھدف العمل الماجور للخياط وغايته كانت االستيالء على فائض القيمة ،والمال الذي يدفعه الراسمالي للعامل على شكل اجرة مقابل قوة عمله ،اي العامل ،كان الھدف النھائي له ھو االستثمارر ،استثمار قوة العمل للعامل ،ان المال المستثمر ال يبقى مجرد مال بل يُصبح رأسمال ،وليس كل راس مال قادر على انتاج القيمة الفائضة ،فمثال المال الذي يُنفق في عملية ﺗجھيز المواد وما شابه ال يُضيف قيمة للمنتوج النھائي وانما يحتفظ بقيمته االصليه ،ونستطيع التعميم ھنا عن االله التي ﺗعمل محل العامل ،فھي ال ﺗضيف اي قيمة للمنتوج النھائي ،سُمي ھذا الراس مال الذي ال يُضيف اي قيمة للمنتوج بالراسمال الثابت ،ال يُضيف اي قيمة فقط يحتفظ بقيمته االصلية ،ان الراسمال الذي يُضيف قيمة للمنتوج االصلي ھو الراسمال المتحرك او ھو الذي يُدفع على شكل اجرة ،لكن ما سر قدرة الراسمال المتحول على انتاج قيمة؟ قوة العمل ﺗتميز بقدرﺗھا على االستمرار في العمل ،حتى بعد أن ﺗتجاوز حدود ما ﺗستھلكه من مواد ضرورية لتحريكھا كقوة عمل .وھذا معناه أن عمل العامل ينقسم إلى قسمين : العمل الضروري الذي يأخذ عنه العامل أجرة لسد وسائل عيشه الضرورية ،والعمل الفائض الذي يذھب إلى جيب الرأسمالي في شكل فائض القيمة .اذن اساس التمييز عالقات االنتاج ،ان الخياط في الحالة االولى يطلق عليه برجوازي صغير وليس للدخل اي اثر في التسميه او كونه كادحا ،فقد يكون دخل بروليتاري يفوق مرات دخل ھذا البرجوازي الصغير ،اذن اساس التحديد ھو ھل يعمل ضمن عالقات االنتاج الراسمالية ام ال ؟ . نستنتج ان يمكن ان يكون للعمل الواحد مضامين متناقضه . مثال اخر ،ما ھو ﺗصنيف الخدم الذين يكدحون في بيت الراسمالي مثال؟ .ھل يمكن ان نعتبرھم طبقة عاملة - بروليتاريا -؟ قطعا ال ،الن االجرة او الدخل الذي يدفعه الراسمالي للخادم ال ﺗُدفع على شكل راس مال متحرك خالق للقيمة الفائضة ،وانما يدفعھا الراسمالي من باب الدخل وعلى شكل دخل ،وھنا الراسمالي ال يُنفق مالة بغية ﺗحقيق فائض قيمة ،والمساھمه في ﺗعظيم راس المال ،بل يُنفق ماله ھنا من اجل ﺗحقيق خدمة له او رفاھية ،لذلك ھذا المال الذي ينفقة الراسمالي على قوة عمل العامل ال يختلف عن المال الذي يُنفقة الراسمالي لشراء علبة سجائر ،ان ھذا الدخل غير منتج ،النه ال يتم صرفه وفق شروط االنتاج الراسمالية ، اما على شكل راس مال متحرك او راسمال ثابت . الفائض البروليتاري 12
ﺗحدث ماركس عن لفائض البروليتاري ووضعه في ثالثة اشكال : الشكل االول ھو الفائض الكامن :المقصود ھنا الفالحون المنتجون المرﺗبطون في االرض وسيلة انتاجھم ، وليسوا في صميم العالقات الراسمالية ولم يندمجوا بھا ولكنھم يشكلون الخزان االحتياطي المستقبلي ،بسبب التراكم الرسمالي الذي سوف يقود الى بلترﺗھم . غالبية السكان في البالد االروبية كانت من الفالحين ولكنھم كما اشرنا خارج عالقات االنتاج الراسماليه او باالحرى ليسوا في صميمھا ،وقد كان االقتصاديون البرجوازيون الكالسيكيون ينظرون الى الفالحين كبقة غير منتجه بل كانت معظم نقاشاﺗھم الساخنه محورھا الفالحون ،كونھم خارج عالقات انتاجھم الراسماليه ومستقلين عنھم وكما ذكرنا ﺗم وصفھم بغير المنتجين ،والمقصود ھنا غير منتجين ليس بسبب كونھم غير منتجين حقا بل النھم خارج عالقات انتاج فائض القيمة للراسمالي ،فھم مستقلون انتاجھم وفائض قيمتھم ملكھم ال احد يشاطرھم اياھا ،ھم غير منتجين بنظرھم النھم ال يحققون فائض قيمة للراسمالي وفائض القيمه ھو اساس ثروة المجتمع حسب آدم سميث ،وجھة نظرة ان ال ُمنتج الحقيقي ھو الذي يُنتج ربحا لراس المال ،ما عدا ذلك غير منتج ،ومن ھنا نالحظ الحرب القائمة على الفالحين لدمجھم وبلترﺗھم في العملية االنتاجية الراسماليه ،وان ادعاء البرجوازيين االقتصادين ليس في محلة بل جزءا من الحرب على الفالحين ودليل ذلك اعتبارھم لعمال التجارة والمال منتجين وھم في حقيقة االمر غير منتجين بمليما واحدا ،لكن وظيفتھم اي عمال التجارة والبنوك ضرورية لحركة راس المال ،من ھنا نتلمس جزءا من ﺗحليل المجتمع البرجوازي ،ان مشكلة الفالحين ومحاولة بلترﺗھم كما ذكرنا في الماضي وشن حرب شعواء عليھم ﺗُذكرنا بان وضعھم ليس افضل في مراحل التحول االشتراكي ،فالفالحين حسب ﺗعبير ستالين مشكلة االمه لما له من صعوبه في اندماج ھذه الطبقة في االنتاج البروليتاري اي ﺗحويلھم الى بروليتاريا كونھم البرجوازيون الباقون في النظام االشتراكي ،ان االنظام الراسمالي واالشتراكي يتحدان ضد الفالح ،فكيف لتلك المقاربة؟ اال يحتاج الفالح الى وقفة ؟ ليس ھذا جوھر حديثي وانما اﺗحدث عن الفائض البروليتاري ،لذلك لن ادخل في ھذا الموضوع . النوع الثاني يُسمية ماركس الفايض العام :ويقصد بھم مجاميع العمال الذين ﺗم طردھم نتيجة لعملية االﺗمته نتيجة لتطور وسائل االنتاج واصبحت في ﺗناقض مع عالقات االنتاج ،فتم طرد االف العمال لالستغناء عنھم والسبب ھو االﺗمته ،ومن الجدير بالذكر ان االﺗمته ﺗعظم االنتاج فاالله ﺗقول بعمل البروليتاري وقد افضل منة ،صحيح ان ﺗعاظم االنتاج لكن ھذا الكم الھائل من السلع بحاجة المتصاص وافقار البروليتاريا ال يصب في ﺗصالح الراسمال ،فالعامل او الراسمال المتحرك ھو صانع فائض القيمة ،لكن ھذا ال يعني ان االله ال ﺗصنع فائض قيمة اذا اعتبرنا ان االله ﺗقوم مقام البروليتاري ،لكن في النھايه ھل ﺗمتص االله فائض انتاجھا ؟ طبعا ال ،فقط البروليتاري ھو من يقوم بالمھمة ،وھنا التناقض الھائل بين ﺗطور وسائل االنتاج واشكالھا وعالقات االنتاج ،فال ﺗتطور بتطورھا بل ﺗتناقض معھا وھذا مقتل الراسمالية ،التي دائما ﺗبحث عن حلول في ﺗصريف انتاجھا وھذا ما قادھا الى المستعمرات واالسواق الخارجية ،قلنا ان البطالة التي ﺗشكلت بسبب االﺗمتة رمت بجيوش من العمال عائمين في السوق وطبعا بسبب ذلك الواقع ﺗنخفض االجرة وسنجد استثمارات اقل ﺗطورا امتصتھم للعمل مرة اخري وبسعر اقل ،وسوف يتطور ھذا الراسمالي ايضا نحو االﺗمته وسوف ﺗكرر العملية لنجد انفسنا في قلب االزمة الراسمالية الكبري ،االف عاطلين ،بضائع ھائلة معروضة ،كساد عام . 13
ﺗم االستعانه بالنظرية الكنزية لالنقاض والتي ﺗتلخص باعطاء دور اكبر وفعال للدولة اقتصادي واجتماعي ورفع دخل العمال وامواطنين من اجل خلق قوة شرائية متطورة ﺗمتص ﺗراكم السلع الھائل ،وھذ الحل اخذت بة االحزاب االشتراكية الديموقراطية ،ھذة الوصفة العالجية االخيرة روجت االساطير واالوھام عن مناقب ومحاسن النظام الراسمالي بل وصل االمر الى اعتبار ان كنز حفر قبر ماركس .لكن جميع االدويه ﺗتصدم بعلة قانون التراكم الراسمالي التي ال شفاء لھا ،لذلك مع كل التحسينات على االجور وﺗحديدا بعد الحرب العالمية الثانية وما ﺗرافق منتراكم ھائل لالنتاج لم ﺗستصع البروليتاريا امتصاص انتاجھا ،ھنا اضطر الراسماليون الى التوقف عن االنتاج طالما انتاجھم معروض وال يجد من يشيل ،وھذا الوضع الماساوي ادى الى ﺗسريح ماليين العمال على مراى ومسمع من الحكومه ،لتتطال صيحاات العاطلين عن العمل كل وسائل االعالم في العالم ،وان االعالم الراسمالي الرھيب وقف عاجزا عن ستر عورة النظام الراسمالي ،إن نظرية ماركس القائلة بوجود ﺗناقض عميق بين ﺗطور قوى االنتاج وعالقة االنتاج ...بين ﺗمركز الثروة في قطب وﺗمركز البؤس في القطب اآلخر ،ھذه النظرية لم ﺗجد لھا في اية فترة سابقة من عمر الرسمالية المديد ،من مصداقية قاطعة ،اكثر من الفترة التي نعيشھا اليوم.ان ھذا النوع من الفائض البروليتاري الصناعي في مد وجزر حسب المكننه ونشوء استثمارات مستغلة ھذا الفائض البروليتاري ورخص االجر وھكذا مع كل دورة. النوع الثالث سماة ماركس الراكد وھو ال ينتج وال يُريد ان يُنتج ،حالة ميئوس منھا ،وھم اصال جزء من العاطلين عن العمل بشكل دائم . العمل الخدماﺗي غير المنتج من اھم سمات النظام الراسمالي الجوھريه ھي التطور الھائل لوسائل االنتاج ،وھذا يترﺗب علية قدرة كبيرة و ھائلة ايضا في ﺗحقيق فائض القيمة ،في العمل الخدماﺗي غير المنتج ،ينصب االھتمام الى ﺗحقيق فائض القيمة المتوفر والمتواجد وليس انتاج فائض قيمة جديد ،في ھذا االقتصاد يتم ﺗحويل البضاعة الى مال ،ھذا النوع من الراسماليين يُسمون الراسماليون التجاريون ،يكون ھمھم ﺗحويل القيمة وفائض القيمة الى مال . ان مھمة الراسمالي التجاري في سبيل ﺗحقيق ذلك فتح مول ﺗجاري كبير ،ومجموعه من العمال والعامالت لتشغيل المركز التجاري ،ھذا النشاط التجاري يبدو شبيھا بالنشاط التجاري الصناعي ،فالراسمالي استاجر محال لمركزة التجاري واشترى بضاعة وجھز متجرة بالتكنولوجيا المستخدمة في ھكذا نشاط ﺗجاري مثل سكانرات ،كاشات ،خزنات ،كبيوﺗرات...الخ بما يُسمى راس مال ثابت ،واجور العمال والعامالت راس مال متحرك ،وال شك ان الراسمالي ھنا ينتظر ﺗحقيق قيمة وفائض قيمة ،واال لماذا قام ببناء نشاطة االقتصادي ھذا ؟ بالطبع لن يخسر ،بل سيحقق ارباح ،ولكن ھل حقق فائض قيمة ؟ ان الراسمالي ھنا لم يُحقق ال قيمة وال فائض قيمة ولو بفلسا واحدا ،وان عماله ال يُنتجون فائض قيمة ،ولكن لماذا يبقيھم اذن؟ ومن اين ياﺗي فائض القيمة الذي ھو مبرر استمرارة ؟ الجواب ببساطة ياﺗيه فائض القيمه من مكان اخر وھو فائض القيمة من العمل الصناعي ،لذلك نقول ان العمل الخدمي ال يُساھم في خلق الثروة الوطنيه وانما بالعكس يستھلكھا . 14
ان الذي يحدث ان العامل الصناعي يتنازل عن جزء من فائض القيمة للعامل التجاري من اجل التوسط في ﺗسويق البضاعه ،ان جميع العمال التجاريين في ھذه الحالة يعتاشون ھم والراسمالي على فائض قيمة العامل الصناعي وطبيعي ان الراسمالي الصناعي يسعى الى زيادة ارباحة ال انقاصھا ،لذلك سوف يقلل من اجور عمال الصناعيين او االستعاضة عن جزء منھم باالﺗمته مما يُساھم في زيادة عدد العاطليين عن العمل وﺗراجع البروليتاريا وبالتالي ﺗراجع الدخل القومي . لكن ھل العامل التجاري غير المنتج يُعتبر بروليتاريا كالعامل الصناعي المنتج للقيمة وفائض القيمة ؟ البروليتاري،ﺗعريفه ماركسيا واضح:العامل الصناعي الذي يقوم بجزء محدد من انتاج السلعه،و ال ينتجھا من الفھا الى يائھا.ﺗقسيم العمل واضح للعامل البروليتاري ،فلكل منھم عمل محدد يقوم به ،ففي مصنع السيارات يقوم كل عامل بجزء من مھمة انتاج السيارة ،لكن ھل ھذه الشروط متوفرة في العامل التجاري غير المنتج ؟ طبعا جميع ھذه الشروط غير متوفرة ،عدا ان العامل التجاري يبيع قوة عملة للراسمالي بمحددات سعر العمل وما يعرف بالحد االدنى لالجر شانه شان العامل الصناعي ،لكن ھل يمكن اعتبارة بروليتاري؟ طبعا ال ومجازا نعم ،سبب ال النه خارج ﺗناقض عملية االنتاج وان عاش نفس عالقات االنتاج التي يعيشھا البروليتاري .
اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺼﺮاع اﻟﻄﺒﻘﻲ... ان الدين احد اشكال االيدولوجيا الكثيرة للمجتمع ،انتاج الروح او االنتاج الروحي المة ما ،ﺗمظھر الوعي وانتاج االفكار ،والتي ھي نتاج االنتاج المادي وطبيعة العالقات االجتماعية المترﺗبة على االنتاج المادي ، فھي ﺗبدو ھالھيكل العظمي ﺗكسية الكتلة اللحمية ،او ما أُصطلح على ﺗسميته البنية الفوقية ،ولكن ھل ھناك عالقة للتمظھرات الدينية بالصراع الطبقي؟ ان المثالية اعطت جوابا في ذلك من خالل اعتبار االديان جوھرا منفصال عن الزمن ،ال يخضع للسيرورة التاريخيه المترﺗبة على عالقات االنتاج المصاحبة للمجتمع الي امة ،ان االديان شكال ثقافيا متغيرا عبر العصور ،اي يخصع للسيرورة التاريخية باشكال مختلفة ،وكم من اديان كانت ثم صارت او ﺗطورت لجوھر واحد لكن باشكال مختلفة ،فاالديان جميعھا بدات ايدولوجيه او ديانة للعبيد والمستضعفين والمعاﺗيه ثم اصبحت ايدولوجيا االقطاعية حيث ازدھرت االديان في ﺗلك الفترة لتالئمھا كافراز فوقي لالقطاعيه المعبرة عن نمط االنتاج الوحيد وھو االرض ،واخيرا ﺗكيفت االديان مع المجتمع البرجوازي الصاعد ،مع اختالف وسائل وعالقات االنتاج مما يُؤكد صحة المادية في انتاج االفكار والتمثيالت الدينية ،وبال شك ﺗتكيف مع المجتمع الشيوعي ... ان لالديان طبيعة مزدوجة عبر التاريخ ،فھي من ناحية ﺗُعطي الشرعية للنظام السياسي واالقتصادي القائم ، ومن ناحية أُخرى لعبت دورا ثوريا ،ﺗبعا لظروف المجتمع ،وظھر الدين ﺗاريخيا كرمزا ﺗتصارع علية طبقات متناحرة ،لكل طبقة دينھا المالئم لمصالحھا :الالھوت االقطاعي ،والتيارات البرﺗستانتيه والبرجوازية ،ھنا يبدو الدين الغطاء الدينى للمصالح الطبقية .ولكن ھل بالضرورة ان يقف الدين مع الرجعية ضد الثورية التقدمية؟ ان اھمية الدين بمكان بھذة الجزئية وان عبر عن مصالح طبقية متناقضة اال انه بالتالي راية صراع او حرب يمكن ان يصطف في صراع ثوري ﺗقدمي كما الحال في عصر التنوير وظھور الشيع 15
البروﺗستانتية .ان الدين وبداية كل دين كايدولوجيا كانت ثورة على واقع اجتماعي واقتصادي معين ،فھي ثورة على الذات في عصر البدائية وھو ثورة اجتماعية في عصر المدائن ،لذلك االنبياء ثوار او قادة ثورات ، ﺗمظھرت ثوارﺗھم كممثلين للعبيد والمستضعفين ،فھاھو موسى كليم الرب ينجوا بقومة من جور المصريين ، وھذا عيسى المسيح يثور على كھنة اليھود ،وھذا محمد بن عبد ﷲ يثور على الظلم ويحرر العبيد ،ﺗُدرك الطبقات السائدة دور الدين وما يترﺗب علية من منظومة اخالقيه في ﺗوطيد واستقرار الحكم واستمرار ﺗسلط طبقة بعينھا ،ومن ھنا نشات طبقة رجال الدين الداعم االساس في استقرار الحكم . ان الدين في العصر الحالي ال يمكن ان يكون قوة ﺗقدمية النتھائة من منظومة الفوقية المعاصرة ،بعبارة اخرى الدين في المجتمعات المتقدمه ال مكان له كايدولوجيه ،بخالف المجتمعات المتخلفه والتي ھي ﺗعيش عصر االقطاع ،فالدين ما زال في ﺗلك المجتمعات بنيتھا الفوقية االيدولوجية ،وما يحصل في عالمنا العربي اال خير دليل على ذلك ،باسم الدين نتصارع وابسم الدين نتصالح وباسم الدين ﺗُنھب ثرواﺗنا ،فالدين في عالمنا راية للصراع ،ما زلنا عصر الالھوت االقطاعي ،طبقة المالك واالقطاعيين ﺗستتر بجدار العفة والدين ،ﺗكريسا للنظام الطبقي السائد المتصالح مع طبقة رجال الدين ،على حساب المستضعفون ،الدين ليس سببا بل نتيجة ، وما دام نتيجة سيتغير السبب ويدخل التنوير ويمكن للدين عندھا االختبار ،اما الوقوف كقوة رجعية او ﺗقدمية .
الفكر الثوري ونقيضه االنتھازي االنتھازية بمعناھا اللغوي ھي السعي والمبادرة الغتنام الفرص ،وﺗكون دوافعھا انانيه ذاﺗيه ،لتحقيق مكاسب شخصيه ،على حساب الجماعة ،وغالبا ما يكون االنتھازي غير مؤمن بما يقوم به ولكن يتظاھر بذلك من اجل اشباع انانيته وﺗحقيق مكاسب شخصية ،فاالنتھازي ھو ما يعمل لنفسة فقط دون اي اعتبار للمجتمع الذي يعيش به ،فالخائن مثال انتھازي والمثقف قد يكون انتھازي ان باع ما يؤمن به مقابل منصب او مال ،لكن في المقابل ھل نستطيع ﺗسمية طبقة كامله من المجتمع انتھازيه؟ ھل نستطيع مثال ﺗسميه طبقة البرجوازيه كطبقة انتھازيه؟ مع كل ما ﺗمثله من استغالل طبقي للفئة او الطبقة االضعف ،نقيضھا ،الطبقة العاملة ،اعتقد ان االنتھازيه ال ﺗنطبق على الطبقات وانما ظاھرة شخصيه فقط ،فليس من العدل ﺗسمية طبقة بعينھا طبقة انتھازيه ،فاالنتھازي ال ينتمي الى اي طبقة اجتماعيه بعينھا ،والنتھازي مقام الحديث ھو الشخص الذي يتخذ مواقف سياسيه او فكريه ال يؤمن بھا لتحقيق مصالح شخصية او من اجل حماية لمصالح شخصيه ،فالطبقه ككل ال ﺗنطبق عليھا االنتھازيه وانما ﺗتغذى االنتھازية بصورة متبانيه للشخص حسب الطبقة . ان االنتھازية ظاھرة ليست جديدة وانما وجدت من بداية رحلة انسنة االنسان ،وھي ظاھرة إجتماعية خطيرة لما لھا من ﺗداعيات ﺗمس المجتمع ككل ،فاالنتھازيه بانسجام االنسان مع ذاﺗة وانانيته الشريرة ،يكون قد الحق ضررا بليغا في المجتمع وحسب الموقع الذي اغتنمه ،فالكاﺗب االنتھازي مثال يمكن ان يضلل الجماھير لخدمة مصالحه الذاﺗيه والتي ﺗكون مرﺗبطة بجھة معينه سواء ضمن النظام السياسي للبلد او خارجة ،فمن االنتھازيين المشھورين في التاريخ "جوبلز" وزير اعالم ھتلر وصاحب المقولة المشھورة " اكذب ثم اكذب حتى ﺗُصدق نفسك " . ﺗختلف الطبقات والخلفيه االجتماعية في مساھمتھا في ﺗكوين شخصية االنتھازي ،فاذا كان الحديث عن طبقات فتتصدر الطبقه الوسطى في ﺗصدير االنتھازيين ،لما لھا من خصوصية في طريقة واسلوب عيشھا ،وكذلك االختالف في وسائل انتاجھا ،فھي مراﺗب ﺗختلف في وسيلة العيش ،لكن ﺗجمعھا صفه عامه فھي ﺗمتھن 16
التجارة والوساطة والسمسرة ،لذلك ﺗحافظ على بقائھا قريبة من المسؤولين السياسين واصحاب النفوذ ،لذلك ھي بيئة مناسبة لتصدير االنتھازيين . المثقف بما يمتلكه من علم ومعرفة ،قد يجد نفسة بين االنتھازيين ان ھو باع نفسة من اجل مصلحه شخصيه ، او قد يجد فرصة باغتنام مركز ان ھو جارى مسؤولة المباشر بك ما يُريد ،لذلك المثقفون عرضة لالنتھاز واالنتھازيه ،وال يخلو االمر من االحزاب والمنظمات السياسية ،فقد ﺗوجد بھا االنتھازيه إن لم ﺗُخطع افرادھا لمعايير العضويه والمراقبة الذاﺗية ،فاالحزاب السياسيه يمكن ان ﺗشكل طريقا سھال لالنتھازيين في حال غابت مفاھيم مثل شروط العضوية ،المراقبة السلوكية ،التقييم الذاﺗي وغيرھا من المفاھيم التي ﺗُغربل االعضاء الي حزب سياسي . لكن ھناك ﺗحدي يُواجه االحزاب السياسية كافراد ومسؤوليين ،ويتلخص في الفرق بين الممارسة والتطبيق ، فالحزب في المعارضه يختلف عنه في الحكم ،ففي المعارضة ال يمارس بل فقط يقول ال اما في الحكم فھو صاحب الراي والتطبيق ،ومن ھنا االختبار الحقيقي لالنسان الثوري او االنتھازي . االنسان الثوري يختلف كل االختالف عن االنسان االنتھازي فھو نقيضه ،ھو ذاك االنسان المبدئي الذي يُؤمن بافكارة ومعتقداﺗة ومبادئة وھو بطبعه ھذا ھو انسان ثوري ،فالثوري يُولد ثوري ،غالبا ما يتميز بالشجاعة والحكمة وبعد النظر وﺗقدير الموقف والموضوعية ،مدافع عن الحقيقه مھما كلفته من ﺗضحيات ،ناكرا لنفسة ،يرى سعادﺗة في وجوة الناس ،مسيرﺗة ھي كشف الحقيقه وﺗوضيحھا للمجتمع واالنسانيه ،االنسان الثوري أفضل من يُقدر الموقف وھو أفضل من يدرس الواقع ويقدمه للناس ناصحا بحكمة الثائر وانسانية ال ُمضحي ، يقرأ الواقع كما ھو دون ﺗغيير ليستخلص منه الحقائق ويقدمھا للمجتمع ،الواقع الخارج عن ارادة االنسان ، حيث ان الواقع يسير على اسس موضوعية خارج ارادة االنسان ،يستخلص الخقائق التي ﺗتغير وفقا للواقع الموضوعي الذي يخلق حقائق جديدة ،ھذا ھو الثوري الذي انتصر على نقيضه ليصبح قائدا ثوريا للجماھير .
اضواء على الثورة السورية ...حريه وكرامة ام صراع طبقي...
مع مرور أكثر من عامين على الثورة السورية ،ال نريد ھنا الخوض فيما آلت اليه االوضاع إقليميا ً ودوليا ً ، بل نختصر بما يحمل العنوان ،خصوصا ً مع ﺗباين وجھات نظر الكتاب في محرك الثورة السورية أو الحراك الشعبي السوري ،الشكالية ﺗعريف كل من الحراك الشعبي والثورة الشعبية في جميع دول الربيع العربي . من ناحية ،ﺗرى نسبة ال بأس بھا ان ثورة الشعب السوري ،ما ھي اال ثورة الشعب السوري بكل اطيافة ومكوناﺗة وطبقاﺗة من أجل الحرية والكرامة االنسانية ،ففي ﺗسلسل زمني لالحداث وفي االسبوع االول للحراكات ،طاف المتظاھرون شوارع دمشق مرددين شعارات مثل "الشعب السوري ما ينذل " ،وفي االسبوع التالي نظمت الجماھير اعتصاما ً أمام الداخليه من أجل اطالق سراح المعتقلين السياسيين ،الذين فاق التصور فترة مكوثھم السجون ،وفيما بعد انطلقت مظاھرات في مدينة درعا مطالبةً االفراج عن صبيان كتبوا شعارات ضد النظام على جدران مدارسھم ،وحدث ان ﺗمت اھانة اھالي واقرباء االطفال المعتقلين ،وكانت ﺗلك االھانات سببا َ مباشراً لتلك التظاھرة ،ورفع المشاركون شعارات مثل " يا شعبان الشعب السوري مش جعان" ،كل ﺗلك االحداث المتسلسلة ﺗُؤكد على ان الحرية والكرامة االنسانية لھما مطلبان الثورة السورية . وفي المقابل ،ذھب الكتاب اليساريون الى ﺗعليل الحراك الشعبي السوري على انة ﺗناقض وصراع طبقي ، فھي ﺗمثل انتفاضة الطبقات الشعبية والمسحوقه ضد الفقر والبطالة واالحوال المعيشية السيئة ،نتيجة سياسات 17
ليبراليه كانت قد طبقتھا الحكومه خالل العقد الماضي ،مبرھنين على صحة اقوالھم ان الحراكات ﺗمركزت في المناطق االشد فقراً وبؤسا ً ،فھم بذلك يعتقدون ان سبب الحراك السوري ھو الصراع الطبقي وكان سوريا انھت مرحلة الراسمالية والحراك فيھا ما ھو اال ثورة ستقلب النظام السياسي واالقتصادي ،ولو كان ذلك صحيحا لما وصل غير اليساريين الحكم في بلدان اُنجزت فيھا الثورات . لكن في المقابل و ولغيرصالح القائلين بثورة الحرية والكرامة االنسانية ،عزوف البرجوازية السورية عن مجرد ﺗاييد الثورة في اھم معاقل البرجوازيه في الشام وحلب ،كما ليس بامكانھم نكران ان المناطق الفقيرة البائسة اكثر المناطق مشاركةَ في الثورة ،اضافة الى ما سبق ان العديد من التظاھرات ھتفت ورفعت شعارات ذات صلة بالفساد والبطالة والفقر والعوز ،مركزهً على ان الفساد ھو احد اھم مسببات ﺗدني وﺗراجع المعيشة ، . المواطنين وابتزاز والنھب الرشوة نھج عن اثمرت التي البيئه وھي الوقائع الموضوعية على االرض ﺗؤكد كلي وجھتي النظر ،بحيث يصعب الي منھما ﺗجاھل االخري ،من ھنا نجد انصار الحرية والكرامة االنسانية يستخدمون عبارات لھا عالقه بصراع الطبقات ،كالبطاله والفقر والفساد ،لكن مع االنسجام الشديد في اظھار الثورة السوريه ثورة الحرية والكرامة االنسانية ،ويوسعون ھذا المفھوم ليشمل كل ما له عالقه بحياة المواطن . اما الطرف االخر ،طرف الصراع الطبقي ،الذين يقولون ثورة المسحوقين ضد مستغليھم وناھبي ثرواﺗھم ، فھم ايضا ال يستطيعون انكار صوت التظاھرات المنادية بالحرية والكرامة االنسانية ،لذلك وضعوا ھدف الثورة التخلص من االستبداد ،وان اھداف الثورة الحقيقيه الصراع الطبقي ،لذلك يرى ھذا الفريق ان ﺗصيعد االنتفاضة اول ما يتطلبة ھو اظھارھذا الصراع وﺗطويرة ،وطرح مطالب ﺗتعلق باالجور والمعيشة والبطالة الثورة. في الناس من عدد اكبر انخراط اجل من في كلي الموقفين بال شك مالحظات نقدية ،لكن ما يوحدھما ھو الظھور الطاغي االيدولوجي على حساب التحليل الموضوعي ،فالحقيقه الثورة ھي ثورة الحريه والكرامة االنسانيه والتناقضات الطبقيه ،انھا ثورة شامله ﺗخضع لكل التحليالت ،انھا ثورة العبيد على االسياد ،انھا ثورة القن على االقطاعي ،انھا ثورة البرجوازي على انتھاك كرامته ،انھا ثورة نظرية كل شئ ،انھا ثورة جميع طبقات الشعب السوري من برجوازيه الى كادحية ،من القبيله الى العشيرة ،من الخيمة الى القصر ،من الريف الى الحضر .
ﺣﻮل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ البطالة ھي مشكلة ذات طبيعة اقتصادية بدأت ﺗأخذ طابعھا الملموس مع ﺗطور وازدھار الصناعة وﺗقسيم العمل ،ولم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية البدائية ،فالعاطل عن العمل ھو كل شخص قادر على . يجدة وال السائد االجر بشرط عنه ويبحث العمل اال ان البطالة لھا اسبابھا االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،وﺗختلف اسبابھا باختالف المجتمع والمنطقة والثقافة ،فالبطالة في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة لھا اسبابھا السياسية واالقتصادية بالدرجة االولى ،على الطرف االخر فان البطالة في دول العالم الثالث ،وخصوصا العالم العربي ،فان االسباب االجتماعية ﺗتقدم على بقية االسباب ،وإن كان في النھاية العالم اليوم قرية واحدة ،استعمال التكنولوجيا اثرت سلبيا في الطلب على العمال ،مما ادى في انخفاض الطلب على الكادر البشري في بعض االعمال ،كما ان انتقال الشركات عابرة القارات الى المناطق الفقيرة في العالم لرخص االيدي العاملة ،كذلك انخفاض االنفاق على المشاريع 18
االستثمارية في الدول الراسمالية ،كل ھذه العوامل ادت الى انخفاض الطلب على اليد العاملة وال ﺗعدو عن كونھا اسباب اقتصادية وسياسية ،ان ازدياد عدد السكان والنمو غير الطبيعي للسكان في مجتمعات العالم الثالث وخصوصا المنطقة العربية لھو من اھم االسباب االجتماعية للبطالة . " إن التراكم الرأسمالي نفسه ھو الذي يولد ،على الدوام ،وبتناسب طردي مع طاقته وحجمه ،فيضًا نسبيًا في السكان العاملين أي عددًا فائضًا من السكان يفوق حاجات رأس المال الوسطية إلى النمو الذاﺗي ،وبالتالي يولد فائضًا في السكان العاملين إن السكان العاملين ،بإنتاجھم لتراكم رأس المال ،إنما ينتجون وسائل ﺗحويلھم إلى فائض نسبي من السكان؛ وھم يقومون بذلك على نطاق متنام أبدًا" .....كارل ماركس -رأس المال . ان البطالة في االنتاج الرأسمالي كما يشرحھا ماركس ليست بال سبب ،او كما يعللھا مؤيدو الرأسمالية نتيجة لتزايد السكان ،وانما ھي طبيعة مالزمة لالنتاج الرأسمالي ،وھي نتاج التراكم الراسمالي ،فمع كل عملية او دورة انتاج يكون العمال قد حققوا فائض قيمة للرأسمالي يسير بشكل متوالية حسابية ،مما يزيد في التراكم المالي وھذه اھم شروط وقواعد النظام الراسمالي ،كما ان النسبة بين ما يدفعه الراسمالي للراسمال الثابت الى الراسمال المتغير مع كل دورة انتاج ﺗميل لصالح الراسمال الثابت على المنحرك ،مما يُؤدي الى انخفاض في ﺗوظيف العمال مع ﺗراكم الرأسمال الصناعي . ان الحال في الدول المتخلفه والعالم العربي منھا والتي لم ﺗدخل رحم الرأسماليه قط ،عمل رأسماليوھا على استيراد احدث ما ﺗوصلت له التكنولوجيا االنتاجية ،من اجل ضمان المنافسة ،ﺗاركةً ماليين العمال على قارعة الطريق بعد ان ﺗركوا ريفھم ومزارعھم ،اضف الى ذلك معدل النمو السكاني المرﺗفع جدا لتشكل البطالة في العالم العربي خصوصا والنامي ثانيا ظاھرة اجتماعية خطيرة . ومع وصول النظام الرأسمالي الى العولمة ُمعلنا فشلة وھي مرحلة ال بد منھا في ظل ﺗفاقم ازمات النظام الرأسمالي ،ومع الترويج للعولمه على انھا نظام اقتصادي ،سياسي ،اجتماعي وثقافي متكامل ،اال ان ھذا النظام جعل العالم اقصادا واحدا ﺗتربع على الثروة فية ثمانية دول وباقي دول العالم ﺗزداد فقرا وبؤسا ،وفي حاالت كثيرة ﺗم القضاء على االقتصاد الوطني ،واصبحت الدول ﺗعتاش على المساعدات من البنك الدولي ، ولنا في مصر انموذجا يقتات على ما يفيض به فتات البنك الدولي ،وان الدول التي ﺗُحاول االبتعاد عن ﺗلك المنظومة اقل ما ﺗالقية حصارا اقتصاديا دوليا ،لتصل في نھاية المطاف الى استحالة بناء اقتصاد وطني . مستقل ان العولمه خلقت كثير من المشاكل االقتصاديه والسياسيه واالجتماعية في كل العالم ،فالشركات عابرة القارات ھجرت موطنھا باحثة عن ايدي عاملة رخيصة ،ھاربه بجلدھا من ﺗكاليف عمال بالدھا الباھظه ونظامھا الضريبي المرﺗفع لتترك المجتمع يعاني أزمات البطالة ،على حساب رفاھيته وحريته ،لذلك ُوجدت بعض االصوات في المجتمعات الغربيه من فالسفة ومفكرين ﺗعتبر العولمه ما ھي اال اعتداء على حرية وحقوق االنسان وكرامته . االستنتاج الذي يمكن ﺗعميمه من ظاھرة العولمة انھا خلقت واقعا من الفوضى االجتماعيه واالقتصادية والمالية ال مثيل لھا وغير معھودة ،بطالة ،فقر ،بؤس ،غرق العالم في الفوضى عاما اكثر من عام ،وھذه الفوضى 19
ﺗھيمن على االقتصاد العالمي ،اقتصاديا وعسكريا ،وھكذا وضع من ناحية سياسيه واقتصادية واجتماعيه وثقافية يبدو صراع الكل ضد الكل ،ان المخرج والمنقذ الوحيد من ھكذا فوضى وھكذا واقع ماساوي وغير إنساني ھو عالم متعدد االقطاب ،وإن بدا االمر صعبا للغاية ،الن العالم اليوم طبقة سياسيه واحده ،فھل ﺗستطيع البشرية ﺗجاوز ھذه المرحلة والتقدم بھا نحو االفضل؟ الجواب قطعا نعم ،فالمادية التاريخية ﺗُعلمنا ان ﺗطور االنسان يسير نحو االفضل بشكل حلزوني .
ﺍﻟﺘﺪﺟﲔ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ من باب بث الفكر الماركسي لشعوب ﺗم ﺗدجينھا ﺗحت مسميات الليبراليه والحرية الفرديه والعدالة االجتماعية البعادھا عن واقعھا وان ادركتة قبلت به ،اكتب بين الفينة واالخرى افكار ماركسية من اجل النقاش ودراسة ردات الفعل وطريقة التفكير ،وان كنت خبيرا بھا من معاشرﺗي اياھم ،فالقانون االله والملكيه الخاصة صحائفة المقدسة ،والتفاوت الطبقي مشكلة الفرد ،حتى ان الفرد ھناك على قناعة ان بؤسه ُولد معه وال احد غيرة مسؤول عنه . طابور من قرابة خمسين شخص في دائرة حكومية من اجل دفع رسوم حجز موعد فحص القيادة ،لتجد من بينھم من يستند الى عكاز او سيدة كبيرة وموظفة واحدة على الكاونتر .سالت من ھو أمامي " لماذا يجب علينا . القانون" انه " اجابني موعد؟" ﺗحديد اجل من ساعتين نقف ان لقد وصل االمر بتدجين الشعوب الى ما يفوق الخيال ،اﺗذكر ان طفال لم يتجاوز اشھرا على يد والدﺗه العربيه في احد المطارات قد شفع لھا ولزوجھا من ﺗخطي ازمة الطابور بسبب الصراخ والبكاء المستمران ،الى درجة ان ازعج ليس الموظفين فحسب بل ايضا المسافرين . التفاوت الطبقي كبير جدا لتجد من لم يستطع ﺗأمين قوﺗة اليومي ،الى من يمتلك الماليين وقناعة الطرفين ان كل منھما يستحقان ما ھما علية ،ان مفھوم التدجين الطبقي ھو ثقافة المجتمع بدل مفھوم الصراع الطبقي ،ان ﺗلك المجتمعات ﺗفتقد الوعي الطبقي ،وال احسبھا سوى ﺗربية موجھة حديثة ﺗبدأ من البيت فالمدرسة فالمجتمع . بأسرة ان ثقافة التدجين وان ﺗفاجأ البعض مما أكتب ھي حصيلة ممنھجة موجه من اجل امتصاص دماء الفقراء النعاش االغنياء ،أُعطيك ھامش من الحرية الالمتناھية حسب ﺗعبير صديقي الكندي ،فافعل ما بدا لك بعيدا عن حرية االخرين ،انت ملك نفسك ونغض الطرف عن مستلزمات متعتك ما دمت ال ﺗزعجنا ،نعطيك خيارات امانتك المزيفة المجبر عليھا ،حتى ان لم ﺗجد ما ﺗأكل سمحنا لك استعمال ائتمانك دون مسائلة ، ويكفي ان ﺗدافع عن نفسك بقولك كنت جائعا ،كم يعجبني صديقي في ﺗشخيص الواقع حينما يقول " حين ذاك يصبح الكل شريك في الذنب وال احد له افضليه او حق على احد" . التدجين الطبقي ھو سالح البرجوازيه ضد الكادحين مع ﺗغييب الوعي الطبقي الممنھج ليصبح التعايش الطبقي ثقافة طارئة ﺗعتصر ما أمكن من اجساد الكادحين . مظاھرات وول ستريت لم يشترك بھا أي عامل وانما ﺗنظيم مجموعات من العاطلين عن العمل بنفس برجوازي لم يكن مدلولة أكثر من ايقاف ھروب رأس المال خارج القارة من أجل استمرار الوضع كما ھو 20
علية ،فاستمرار ھروب رأس المال ناجيا بنفسة من ضرائب باھضة سيخلق حالة من خلل النظام القائم الذي حتما سيقود الى وعي طبقي ال ﺗرغب به النخبة الحاكمة النة ﺗھديد لوجودھا . ان االمر الغريب ھو ﺗعطيل الصراع الطبقي واستبدالة بالتعايش الطبقي ،ولعل أحدا يسأل كيف السبيل الى ﺗعطيل الصراع الطبقي وھو محرك التاريخ؟ وكيف يتم ايقافة وھو حتمية ﺗاريخية ؟ .ان طرفي الصراع ھما المالكون وغير المالكين وبسبب ھذا الصراع ونتيجة لة يُكتب التاريخ والمجتمع الراسمالي خير من يُعبر عن الصراع الطبقي ،بل من اقداسة ﺗفعيل الصراع الطبقي ،فالصراع الطبقي ھو ﺗجميع ثروة ،أما وقد أُستبدل بتعايش طبقي ممنھج ،فالسبات الطبقي ھو المفضل . لكن وبما ان الصراع الطبقي حتمية ﺗاريخية ،سيتولد الوعي الطبقي وستنتصر جماھير الكادحين على مستغليھا ،لذلك وجب على الماركسيين بث االفكار الماركسية وﺗحليل الواقع واستخالص العبر خصوصا ان العدو الطبقي بات واضحا للماركسيين وھي الطبقة التي ﺗنادي بدجين وﺗعايش طبقي ،ان الفكر االنساني التقدمي الثوري غير الرجعي يعترف بتعايش طبقي واحد ال غير ،عندما ﺗُنزع ملكية وسائل االنتاج ،واي ﺗعايش اخر ما ھو اال ﺗزوير ﺗاريخي رجعي غير ﺗقدمي ،ھذا اذا كان ھناك ﺗزوير ﺗقدمي . ان ايقاف الصراع الطبقي لھو ﺗدخل في حركة المجتمعات الطبيعيه وھو ﺗعدي صارخ على مسيرة االنسانية ، وان التعايش الطبقي لھو جريمة بحق الطبقه العاملة واالنسانية جمعاء ،نعم ﺗحت شعارات الليبراليه والتعدديه ورشوة الرجعيه ﺗم ايقاف الصراع الطبقي ،ال احد يموت جوعا ،ھذا ھو الشعار اللعين ،ﺗحت ھكذا فتات ونتذكر ھنا ان ٣٥مليون امريكي يعيشون على كابونات الطعام ﺗحت ھكذا شعارات ﺗم ايقاف الصراع الطبقي ،لكن يوما ما ستثور الشعوب على مستغليھا متسلحه بوعيھا الطبقي ،حينھا ﺗعود عربة التاريخ الى مسارھا الصحيح .
سبات شيوعي....ما العمل؟ سألنتي النادله وقد طلبت مني سيجارة ووضعھا فوق اذنھا " ھل ﺗعرف كم اقبض في الشھر ؟ ٥٠٠دوالر ، ھل ﺗعلم كم يربح صاحب المصلحه شھريا؟ ٢٠٠٠٠دوالر " .من الطبيعي والمنطق ومن المفترض ان ﺗجد الفتاة جواب لسؤالھا ،بالتحليل والتفكير وربط االمور ببعضھا لتصل الى نتيجة ان سبب فقرھا النظام الراسمالي وسبب غنى غيرھا ھو النظام الراسمالي ايضا ،من المفترض ان ﺗعرف ﺗلك الشابه ان عقد عملھا التي أُجبرت على التوقيع علية وحالة االحباط التي ﺗعيشھا ھي بسبب النظام الراسمالي ،ان عدم قدرة ھذه الفتاة لتفسر الواقع ،وقدرة رب العمل على امتصال االلوف وقس على غيرھا من التناقضات ال ﺗٌفسر دون وعي طبقي ،يجب ان ﺗضطلع به االحزاب الشيوعيه . ان سقوط االﺗحاد السوفيتي وما ﺗالة من قطع العالقة بين االحزاب الشيوعيه في العالم كدولة مركز ،اي فقدان المرجعيه السياسيه ،ادى الى ﺗخبط ﺗلك االحزاب وحتى ﺗالشي قسم كبير منھا ،ان سقوط االﺗحاد السوفيتي وضع ﺗلك االحزاب امام اسئلة صعبة ،كان الجواب البراغماﺗي عليھا ھو االنحراف بكل االبعاد ،وبالتالي فقدت ثقة الجماھير فابتعدت عنھا ،ان انحرافيتھا جائت من اجابة اسئله مثل :كيف سقط االﺗحاد السوفيتي ؟ 21
ھل الخلل في النظريه ام في التطبيق؟ اي ھل الخلل في الماركسيه نفسھا ام الخلل في طريقه ﺗطبيقھا ،ھذه االسئله ﺗم االجابه عليھا بما ھو اسوء من االسئلة نفسھا ،واذا كانت االسئلة ھي االدوات الوحيدة للفھم فان االجابه عليھا كان البرھان الوحيد للتحريفيه ،ھذه األسئلة وجائت اجاباﺗھا ليبرالية متحالفة مع طرح البورجوازية أو ﺗخلي عن الصراع الطبقي ،وھكذا حصل االنفصال واالنفصام وﺗم التخلي عن دور االحزاب الممثلة للطبقة العاملة. الرأسمالية احتفلت مجددا انھا الحتمية االبدية ،وانھا الحل الحتمي ،والنيوليبراليه باجندﺗھا االستغالليه اصبحت حُلم كل )حر ( لطمس حاجات الشعوب وطموحاﺗھا التحرريه ! . والن ﺗجربة الشعوب ان ﺗثور على مستغليھا ،وان السياسات النيوليبراليه اسھبت في استغالل الطبقة العامله ، كان من االطبيعي للشعوب ان ﺗثور على جالديھا ومستغليھا ومن ورائھم الراشماليه .كانت التناقضات ، واالحوال الموضوعية في العالم كافة ،وﺗحديدا في عالمنا العربي ،ناضجة للثورة اي ثورة من شانھا ﺗبديل الي حال ،وابتدأ الحراك الشعبي .اال ان دور الحزاب الشيوعية خالل العشرين سنة الماضيه ،حصر واضعف امكانية طالئعيتھا ان ﺗكون ذات فاعليه في الحراكات. ھنا يُطرح السؤال عن كيفية العمل السترجاع اإلمكانية للعمل لكي ﺗُؤدي االحزاب الشيوعيه دورھا في اظھار و ﺗفعيل الصراع الطبقي واالرﺗقاء بالطبقة العاملة لتكون قائدة الثورات؟ ان مشكلة االحزاب الشيوعيه العربيه خصوصا ھو سيطرة عقول برجوازيه صغيرة او وضيعه حسب ﺗعبير رفيقنا الكبير فؤاد النمري ،ھذه العقول ﺗحدد سياسات االحزاب ودورھا من الصراع الطبقي وفي ﺗحالفاﺗھا الطبقيه على اسس من فكرھا البرجوازي . وبذلك نقول ان القيادات البرجوازيه واالقطاعيه والرجعيه الطائفيه جميعھا ﺗصطف في طور طبقي موحد ، في عالقة التناقض الوطني ،التي ﺗكون الجماھير الوطنيه الشعبيه الطور الطبقي االخر ،وجود ھذه العقول القياديه المعادية اللجماھير في الحركة الشعبية ذاﺗھا ،ھو الخانق و نقطة ضعفھا الرئيسي في ﺗلك الحركة التي لم يكن بالتالي ممكنا ً للصراع الوطني فيھاان يظھر واضحا جليا للجماھير في ﺗح ّدده الضروري كصراع طبقي ضد البورجوازية المسيطرة .إذاً ،فتحديد ھذه العقلية لتوجّه االحزاب ،يجعل موضوع ﺗظھير الصراع الطبقي امرا ثانويا أو ﺗُزيله حتى من خطة عملھا ،مركزةا عمل االحزاب خارج موقعھا الطبيعيه ومشوھة الوجھة الحقيقية لنضال الجماھير. يجب على الطبقة العامله ان ﺗسترد دورھا الطبيعي في قيادة الطبقة العاملة وان ﺗقوم بدورھا الطبقي ،الن كل ابتعاد عن مسارھا ھذا يشكل عائقا في التفاف الجماھير حولھا ،ان الربيع العربي نموذج صارخ لفشل االحزاب الشيوعيه في ﺗوجيه الجماھير بدل ان ﺗكون اداﺗھا ومحركھا ،يجب على الطبقة العامله التحرر من التبعيه السياسيه للقوى الطائفيه واالثنيه والتوضيح للجماھير ان الصراع ضد القوى الرجعية ھو ذاﺗه صراعھا الطبقي ضد البرجوازيه ،وعلينا ان نصل الى ُمسلّمة انه ال يمكن ان يقود حزب الطبقة العامله الثوري طبقة برجوازية ،ھذا الواقع ال يُؤسس لقيادة بروليتارية قادرة على التواصل مع قواعدھا البروليتاريه ،ورسم خط ثوري ،واعادة رسم ﺗحالفاﺗھا بما يضمن مصالح الطبقة العاملة ،منمية للوعي الطبقي ،من اجل التطبيق العلمي للماركسيه . ، يتوجب على االحزاب الشيوعيه ﺗحليل الواقع الحالي منطلقة من المتغيرات وﺗمظھرھا في اطار الصراع 22
الطبقي ،وليس المقصود ﺗطوير الماركسية وانما حصر العدو الطبقي ،وحصر ادوات الراسماليه وكيفية محاربة كل اداة ،واين البروليتاريا االن ومن ينتمي لھا في ظل ﺗطور وﺗشوة سوق العمل ،وكيف السبيل لمواجة انظمة كولونياليه ﺗابعة ،ان استغالل البرجوازيه للطبقة العامله كل يوم يتحتم علينا ﺗغيير الواقع عبر ﺗحليله ﺗحليال دقيقا حتى ﺗكون النتائج في صالح الطبقة العاملة ،ان اي نظام برجوازي ال يستمد بقائة من صبر الفقراء والمھمشون وانما من جھلھم ،عندما يفھموا ان االمر ليس اكثر من معادلة رياضية ﺗقول ما يزيد ھناك ،ينقص من ھنا ...كفيل بتغيير وجه التاريخ
ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺎدﻳﺔ وﺗﺤﺮرﻫﺎ بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ،لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ، وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ،بل اعطي الموضوع طابع نظري ،بعيدا عن طروحات المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ،حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية وﺗناقضاﺗه الواقع وقضايا شؤون عن بمعزل االسالمية ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة وليس سببا ،وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه .حيث ييقول ماركس " :إن الفالسفة ال يخرجون من األرض كالفطر ،بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا. اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ،وان أي فلسفه حقيقيه ھي من لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ،كما ان التطورات العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة. فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره ،وظلت الفاسفه اليونانيه ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت ﺗتناغم مع عصر االقطاع ،االمتد الى نحو ٤٠٠٠عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه ،وعلى الرغم ان الفلسفه اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ،حيث لم ﺗنكر وجود خالق رغم وثنيتھا ،ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ،حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد المجتمع االقطاعي وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد .......الخ وفي اطار الصراع على ملكية االرض وملكية العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر الراسمالي الحديث ،وفي ذات االطار نشط العلماء والفالسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنھا من ﺗثبيت .. السيطرة وحيث ان الطبقه المسيطره كانت االقليه والعام من يقع عليه الظلم واالطھاد لجئت ھذه الجماعات باالستعانه بقوى غبيه واله غبيه لتخليصھا وكان ھذا منبع االديان .فاليھوديه جائت من جور المصريين على القبائل 23
العربيه التى ھاجرت من اليمن وھم اليھود ولم يؤمنو بموسى اال بعد ما وعدھم بارض فلسطين لھم ولذريتھم من بعدھم ،وكذلك المسيحيه لم ﺗخرج عن االطار فكانت دعوه ضد ظلم الكھنه وضد ظلم الرومان ،وقد كان اﺗباع المسيح ھم من الرعاء والعبيد وكذلك اليھود فقد كان اﺗباع موسى بني اسرائيل وھم عبيد القبط، وھكذا كان االسالم ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاﺗيه اول من امن بالدعوه االسالميه المحمديه. ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ ..فاالرض ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع ،فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ..فيما المرأة في المنزل كخادمه للرجل الذي يخدم سيده. وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ،فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا .وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في المجتمعات االسالمية ،ومجتمعات العالم الثالث عموما ،من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ..حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي. ومثال ذلك االنسجام الواضح في ﺗعامل مختلف الحضارات مع المرأة لھو خير داللة على ان القوانين االجتماعية ﺗحددھا طبيعة نمط االنتاج االجتماعي وليس االنتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او العقل ..حيث ان نمط االنتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو ﺗباعدت المسافات واالزمان. ************ االشوريين ھم اول من فرض الحجاب على المرأة ..وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجھا باغراقھا بالماء ،فيما االغريق فرضوا عليھا حجابا كامال )كالنقاب االسالمي( ال يظھر منھا اال عينھا ،وقال عنھا ارسطو " إن الطبيعة لم ﺗزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ". ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملھا انتقد ارسطو رجال اسبرطة واﺗھمھم بالتھاون ، ،وكان الفقھاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولھم: لطيش عقولھن. ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة اال كانت ﺗلقى في النيل بعد ﺗزيينھا "عروس النيل" كقربان ،وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه .اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع زوجته كجارية وينظر لھا الصينيون على انھا معتوھة محتقرة مخانة ال حقوق لھا. فيما ﺗحرق المراة نفسھا حية اذا مات زوجھا وجاء في ﺗشريع الھندوس :ليس الصبر المقدر والريح ،والموت والجحيم والسم واألفاعي والنار أسوأ من المرأة .كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بالد فارس ، وفرض عليھا احتجابھا حتى عن محارمھا ومنعت من ﺗرى احدا من الرجال اطالقا. 24
وفي اليھودية لم ﺗنل المرأة ميزة أو حق ..بل كان بعض فالسفة اليھود يصفھا بأنھا " لعنة " ....وكان يحق لألب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ...وأن الصالح أمام ﷲ ينجو منھا " .و " شھادة مئة امرأة ﺗعادل شھادة رجل واحد ". وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جھنم ما عدا أم المسيح ، وﺗساءلوا ھل ﺗعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ . اما االسالم فقد اعتبرھا "ناقصة عقل ودين" وﺗابعة للرجل في كل شيء وحقھا باالرث نصف الرجل وشھادﺗھا نصف الرجل وليس لھا الحق بالوالية .كما كان العرب قبل االسالم يقتلون الفتيات لعدم حاجتھم لھم كقوة عمل او خوفا من العار او الفقر. وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لھا حق بالتملك حتى عام ،١٨٨٢ووفق القانون كانت المراة في انجلترا ﺗابعة لزوجھا ولم يرفع عنھا الحظر اال عام .١٨٨٣ ولم ﺗخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليھم اال في عام ،١٩١٩وفي المانيا وسويسرا لم ﺗعدل قوانين الحجر عل النساء اال في اوائل القرن العشرين .واصبح للزوجة مثل ما لزوجھا من حقوق. ان مجتمعات االقطاع افرزت قوانينھا وثقافتھا كافرازات المجتمع االقطاعي وحددت مكانة المراه والرجل بما يتناسب مع طبيعة النظام االقطاعي ،فغطاء الراس للمراه دالاله على وضع المراه المھين في عصر االقطاع ، وان ما نراه االن من ھذا الموروث في كثير من المجتمعات الشرقيه كھو امتداد لنمط االقطاع ،فرضته مرحلة النظام االقطاعي وسينتھي متى ما دخلت ھذه المجتمعات النمط الراسمالي . وقد فرض النظام االقطاعي منظومة الفكريه واالخالقيه والقانونيه بما يتالئم مع نمط االنتاج السائد ،من اجل ﺗنميته واﺗساعه ،فالنمط الفكري ھو لحظه زمانه ومكانه ،وقد ﺗم ﺗحديد الممنوعات والمسموحات كتنظيم للحياه في ذلك العصر كجزء من مرحله ﺗاريخيه مر بھا االنسان وان كانت ھذه المنظومه االقطاعيه معمول بھا في كثير من المجتمعات التى لم ﺗتخطى مرحلة االقطاع ،ان السلطه اھم افرازات المجتمع االقطاعي معبره عن انتقال االنسان من مرحلة الرعي الى مرحلة االستقرار والزراعه ،فكان الحاكم ھو راس السلطه ويمثل االله على االرض بل ھو االله نفسه وله معاونون او وزراء يساعدونه في ﺗسيير شؤون الرعبه ، وكذلك الكھان فھم يتبعون الملك مباشره النھم عنصر االستقرار االجتماعي والسياسي ان التحوالت الفكريه الكبرى لم ﺗحدث في مجتمعات بدائيه ،فتحول االنسان من عبادة القمر النجوم وغيره الى عبادة اله واحد لم ﺗكن سوى نتيجه لتحوله من انسان صياد الى عصر االقطاع حيث الملكيه الخاصه ،وما نشھده في عصرنا من ﺗراجع لالديان ال يخرج عن ھذا السياق ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية ،كما البد له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ..وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية ،وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن 25
عشر ،وايضا دور االشتراكيون ،الطوباويون ،ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي ولصالح طبقة البروليتاريا ..أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل. في عصر النھضه والصناعة والثورة وﺗطور االنتاج بكافة اشكالة ،زاد الطلب على األيدي العامل ه لتغزيه الصناعات المزدھرة والمتطورة ،ﺗم زج الرجال والنساء واالطفال في العمل حيث يستطيع كل منھم العمل جنبا الى جنب بنفس الكفاءة بسبب ﺗطور وسائل االنتاج ،ولم يعد ھناك ﺗقسيم للعمل كما في السابق فالمراة على القاعدة الماديه كالرجل ،وعندما اﺗيح لھا التعليم كانت ﺗجاري الرجل وفي بعض الحاالت احسن منه حققت الراسماليه التساوي بين الرجل والمراة فالمراة ﺗعمل جنبا الى الرجل ومتعلمه شانھا شان الرجل ،اذن ھذا ھو التساوي القاعدي المادي بينھما.
حول مفھوم فائض القيمة في االشكال االجتماعية للطبقة العاملة بداية ال بد من فھم الطبقة العامله بالمعنى العلمي لھا ،فليس كل كادح يندرج ﺗحت مسمى البلوريتاري ،وحتى نفھم الفرق ناخذ المثال التالي :خياط يعمل في دكانه لزبائنه فھو يكدح ويعمل من اجل انتاج قميصا او بنطاال يبيعه من اجل الحصول على المال الالزم لتجديد قوة عمله ،ونفس الخياط اغلق دكانه وذھب للعمل في مصنع الراسمالي نفس العمل ،ان الخياط في الحالة االولى ال يعتبر بروليتاري ،بينما في الحالة الثانيه ھو بروليتاري مع العلم في الحالتين يعمل نفس العمل ،في الحالة االولى الخياط خارج عالقات االنتاج الراسماليه وكان يصرف قوة عملة لحسابه الخاص ،بينما في الحالة الثانيه الخياط ضمن عالقات االنتاج الراسمالية وقوة عملة لم ﺗعد له بل للراسمالي الذي يحصل منه فائض القيمة ،اذن اساس التمييز عالقات االنتاج ،ان الخياط في الحالة الولى يطلق عليه برجوازي صغير وليس للدخل اي اثر في التسميه فقد يكون دخل بروليتاري يفوق مرات دخل ھذا البرجوازي الصغير اشكال العمل للطبقه العامله : االنتاج الزراعي والصناعي :ھذا النوع من العمل يھدف الى االنتاج البضاعي السلعي حيث ﺗكون علىشكل نقد،بضاعة،نقد ويتم ﺗحصيل فائض القيمه من قوة عمل العمال عندما نتحدث عن انتاج راسمالي ،حيث ﺗحسب قوة عمل العمال من الراسمال المتحرك ،وفائض القيمة من الفرق ما بين القيمة التبادليه للسلعة المنجة والقيمة التبادلية لقوة العمل ،ھذا النوع من العمل بعرف االحصائيين واالقتصاديين منتج للثروة الوطنيه وليس بعرف الراسماليين . االنتاج الخدمي :ال يكون ھذا العمل بشكل بضاعة او ال يتجسد بشكل بضاعة ملموسة وانما بشكل بضاعة-خدمة ،اي ال يوجد وسيط ھنا بضاعة وانما يقدم ھذا العمل فورا للمستھلك ،اي ان االنتاج واستھالكه يتمان بنفس اللحظة ،وما دام ھذا المنتج له قيمة استعماليه ،اذن ال يختلف االنتاج الصناعي والزراعي عن الخدمي اال من حيث اسلوب االستھالك وان كال المنتجين لھما قيمة وفائض قيمة ،ناخذ مثال اي مطعم يقوم بانتاج انواع من االطعمه ،وطبعا ھناك طباخون و منظفون ....الخ .ما الفرق بين ھؤالء العمال والعمال في مصنع معلبات ؟ ال فرق على االطالق اال في اسلوب استھالك السلعة ،فكال العمال منتجون ويحققون فائض قيمة 26
للراسمالي ويعيشون نفس عالقات االنتاج ،وھناك الكثير من االمثله على العمل الخدمي المنتج والذي يحقق فائض قيمة للراسمالي ومن ھنا ال يجب التفريق بين العمال على اساس طبيعة العمل فجميعھم بروليتاريين يعيشون نفس عالقات االنتاج ويحققون للراسمالي فائض القيمة وھو ما يبحث عنه الراسمالي -الربح -ھذا العمل حسب االحصائيين واالقتصاديين غير منتج اي ال ينتج ثروة وطنيه لكن بعرف الراسمالي ھو عمل منتج يدر فائض قيمه كما ان العامل ھنا وھناك يعيشون نفس العالقات االجتماعية . العمل الخدمي غير المنتج :العمل الخدماﺗي االخر وھو العمل التجاري ،فقد نجد راسماليا استاجر مكانا ومكائن واستخدم عماال كراس مال متحرك اضافه الى الثابت وبدا باستيراد السلع او شرائھا من المصانع المحليه من اجل الربح ،ان العمال الذين يعملون لديه ھم بروليتاريين ويحقق من ورائھم فائض قيمه وبغير ذلك لماذا يستمر ،فھو ﺗاجر من اجل الربح ،في ھذا العمل يقوم التاجر بتحويل فائض القيمة الى مال وھذه ھي الوظيفة الرسميه للراسمالي التجاري ،لكن ھل ينتج الراسمالي التاجر قيمة وفائض قيمة ھنا حقا؟ ھو بال شك ال ينتج ال قيمه وال فائض قيمه ! اذن كيف حصل على الربح ؟ انه يتقاس فائض القيمه مع الراسمالي الصناعي ،فھو على الرغم انه يربح ويحقق فائض قيمه لكن ھو في حقيقه االمر لم ينتج شيئ .وھنا يبرز الفرق بين الراسمالي الصناعي والراسمالي التجاري ،فاالول يعتبر منتجا واالخر ليس منتجا وكذلك الحال مع العامل الصناعي والعامل التجاري فاالول يعتبر منتجا الرﺗباطة بالراسمال المتغير وھو سبب انتاج القيمه وفائضھا واالخر او الثاني على الرغم من ارﺗباطة بالراسمال المتغير ،لكن ھو يحقق قيمة وفائض قيمة موجودة سلفا .لكن كال العاملين بروليتاريين مثله مثل العامل الصناعي والزراعي والخدماﺗي المنتج . واخيرا يوجد نوع اخر من االنتاج الخدمي غير المنتج ،ھؤالء الراسماليون ال يريدون ان يدخلوا في عملية االنتاج السلعي وال الخدماﺗي المنتج وال التجاري غير المنتج ،لھم فلسفتھم الخاصه بعمل النقود بضاعة ،لذلك استاجروا المكاﺗب والعمارات واشتروا الماكنات والقرطاسيه واستخدموا العمال كراس مال متحرك وفتحوا البنوك لالقراض ،ھم بذلك يحولون جزء من فائض القيمه داخليا او خارجيا لحسابھم ،ان المراباة للقرض ھو مصدر الربح ،لكن في الحقيقه لم يتم اي قيمة او فائض قيمة للمال وان الربح يتاﺗى من فائض قيمة اخر ،مع العلم ان المؤسسه راسماليه بھا راس مال ثابت وراس مال متحرك ،وان الراسمالي يحقق فائض قيمة من عمل الذھني للعامل في البنك وان العامل ھنا يعتبر بروليتاري ايضا .
الراسمالية والبيئة الوضع البيئي كارثي على كوكبنا ،ومن دراسات احصائيه للعديد من التوقعات ،يبدو الوضع خطيرا للغايه ، سخونة الكوكب في ﺗصاعد مستمر ،،مما له ﺗداعيات كارثيه على االنسان والبيئه ،مستوى مياة البحر في ﺗصاعد مستمر ،مما نشھده من فياضانات خطيرة ھنا وھناك ،موجات الحر الشديد ،المناخ القاسي ،انقراض بعض انواع الكائنات الحيه النعدام المجال الحيوي لديھا ،وحسب التوقعات اذا استمر الوضع البيئي بھذة الوﺗيرة ،فسنشھد ﺗكدس بشري حول القطبين ھروبا من الحر الشديد ،ان ما يحدث كارثه حقيقية ،يجب التوقف عندھا وابراز مدى خطورﺗھا ومن المسؤول عنھا وھل ھناك بدائل عنھا . 27
احدى الدراسات ﺗقول ان جليد القطب الشمالي اصبح اليوم يذوب بمعدل اعلى ستة مرات عن السابق ،وھذا اسبابه االستھالك المفرط للوقود االحفوري الذي ينتج غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يعتبر المسؤول الرئيس عن ﺗسخين الجو وارﺗفاع درجة الحرارة ،حسب علماء ناسا كان الجليد الى حد عام ١٩٩٠بمعدل ثالث اقدام سنويا بينما اليوم معدل الذوبان اكثر من سبعين قدم سنويا . كذلك معدل التصحر فقد ارﺗفع من ٥٠٠ميل مربع في السبعينات الى ١٧٠٠ميل مربع حاليا ،وھذه ارقام كارثيه ﺗذھب الى ما جئنا به في المقدمه . ان الواليات المتحدة ﺗقف على قمة الھرم في مساھمتھا بھذه الكارثة ،فحصة الواليات المتحدة من التلوث عالميا %٤٥اي ﺗساھم بھذة النسبه عالميا ،لذا المسؤوليه الكبرى ﺗقع على عاﺗقھا اذا قررت ان ينقلب ھذا الوضع راسا على عقب وﺗقليل استخدام الوقود االحفوري ومشتقاﺗه للتقليل من ابعاث ثاني اوكسيد الكربون المسبب الرئيس لتسخين االرض ومن ثم ﺗدميرھا . ان قطاع النقل في الواليات المتحدة اكبر اسطول مستھلك للوقود االحفوري حيث ﺗبلغ مساھمته في التلوث حوالي %٢٥وھي نسبه ﺗعتبر كبيرة وايضا يمكن حلھا اذا ﺗوفرت النيه في ذلك ،فشركات الطاقه المنتشرة في المعمورة لن ﺗسمح الي ﺗكنولوجيا ان ﺗخلخل احتكاراﺗھا لھذا القطاع وجني االرباح الخياليه ،وان كانت على حساب ﺗدمير البيئه ،فالعلم اليوم متطور ولم يعد ھناك مشكلة في انتاج مصادر بديلة للطاقة النظيفه كالطاقه الشمسيه او غيرھا ،فالعلم اليوم قادر على انتاج مادة بديلة للنفط وبطرق ارخص من النفط ،وال ﺗلوث الھواء وال ﺗھدد الحياة . انتاج غاز الھيدروجين اليوم من الماء وبكميات كبيرة لم يعد مشكلة ،فباستخدام ھذا الغاز كبديل للوقود كمصدر احتراق ينفث لنا بخار الماء من العوادم وبالتالي نكون ﺗخلصنا من نسبة كبيرة جدا من الملوثات ،لكن ھيھات لشركات االحتكارات ان ﺗسمح باستخدام ھذا المصدر الرخيص والمتوفر في كل الدول . في ظل الظروف العادية ال يعمل المجتمع الرأسمالي على إشراك األغلبية الساحقة من الناس في مسلسل صنع القرار فيما يتعلق بالسياسة العامة .لم يتم ﺗنظيم أي نقاش عام متبوع باستفتاء حول ما إذا كان على الواليات المتحدة أن ﺗشن حربا شاملة ضد العراق .األغلبية الساحقة من األمريكيين ليست لديھم أية قدرة للتقرير فيما إذا كان يجب ﺗشييد شركات إلنتاج الطاقة النووية أم ال ،أو أي نوع من السيارات يجب على فورد أو جنرال موﺗورز أن ﺗنتجا .ﺗتخذ ھذه القرارات خلف األبواب المغلقة من طرف الشركات األمريكية بھدف الدفاع عن مصالحھا الخاصة ،وأساسا الرفع من معدالت أرباحھا .إنھا ال ﺗھتم برفاه األغلبية الساحقة ،لكنھا ولكي ﺗزدھر ﺗجد أنه من الضروري عليھا أن ﺗزعم أنھا ﺗشتغل من أجل الصالح العام. على سبيل المثال ،عندما اكتشفت شركة فورد وجود عيوب في محركاﺗھا ،استعملت اإلدارة آالﺗھا الحاسبة ووجدت أنه سيكون من األرخص بالنسبة إليھا أن ﺗحافظ على نفس التصميم المعيب مع أداء رسوم التسوية للضحايا وعائالﺗھم المتضررين من ھذه المركبات المميتة .بالطبع لم يعملوا في ذلك الوقت على إخبار أي كان بالمخاطر المحدقة .ألن النزاھة لم ﺗكن لتخدم مصالحھم. 28
الرأسمالية ﺗقسم أعضاء المجتمع إلى طبقتين جد مختلفتين :العمال والرأسماليون .فمن جھة نوجد نحن الذين نكدح ساعات طويلة كل حياﺗنا ،سنتمكن إذا كنا محظوظين من شراء منزل وبعد شراء سيارة أو اثنتين ،ال يتبقى لنا سوى الشيء القليل .ومن جھة أخرى ھناك الرأسماليون ،مالكو االقتصاد والصناعة ،الذين يملكون ماليين الدوالرات ،إذا لم نقل الماليير ،بفضل العمل الذي نقوم به ألجلھم ،ويستعملون أغلب ﺗلك األموال من أجل التأثير في السياسات الحكومية لما فيه مصلحتھم .إضافة إلى ذلك ،بما أن المال يتحدث في المجتمع الرأسمالي بأعلى األصوات ،فإنھم جد ناجحين في ھذا المسعى .نورد ھنا بعض األمثلة: شركات إحراق الفحم ﺗقدم األموال ألحد "العلماء البيئيين القالئل" الذي ينتقد المزاعم بخصوص ارﺗفاع حرارة الكوكب) .النيويورك ﺗايمز ٢٨ ،يوليوز .(٢٠٠٦ الوكالة الفدرالية المسئولة عن حماية الدببة القطبية منعت اثنان من العلماء من الحديث عن محنتھا بسبب ارﺗفاع حرارة الكوكب .ﺗواجه الدببة خطر االنقراض بسبب افتقادھا لبيئتھاThe San Francisco ) . 9 ،Chronicleمارس (٢٠٠٧ وقد أوردت النيويورك ﺗايمز ﺗقريرا يقول أن صناع السيارات يتكتلون في لوبي ضد إجراءات االقتصاد في استھالك الوقود. » ﺗقوم إدارة بوش باقتطاعات ھائلة من اعتمادات جھود قياس حرارة الجو من الفضاءThe San ) «... ،Francisco Chronicleا ٥يونيو (٢٠٠٧ وقد أكدت النيويورك ﺗايمز في إحدى افتتاحياﺗھا ) ١٠يونيو (٢٠٠٧على أن: » عندما انتخب األمريكيون مجلس شيوخ ديمقراطي ،خالل نوفمبر الماضي ،صوﺗوا من أجل وضع حد للسياسة المعتادة وعبروا عن اھتمام خاص بالتشريع .أما فيما يتعلق بالمسائل الجوھرية من قبيل االستقاللية في مجال الطاقة وارﺗفاع حرارة الكوكب ،فإنھم يخاطرون ،ليس فقط بالحصول على نفس الشيء ...بل أيضا على وضع أسوء مما كان عليه في ظل الجمھوريين«. مراجع النص االنجليزي Capitalism and the Environment : :See also 29
After the Hague "Summit": Global Warming - The deadly threat of capitalist anarchy by Mick Brooks (Global Warming - A Socialist Perspective by Colin Penfold April 2000
أألزمة االجتماعية في البلدان االسالميه وغياب األسس المادية لمفھوم المجتمع المدني يبدو مفھوم المجتمع المدني عند معظم الكتاب مفھوما بسيطا ،وموضوعا سھال للدراسه ،النه الشعار الوحيد المطروح حاليا ،في الخطاب المطلبي لكافة القوى واالطياف السياسيه ، على حد سواء مشاركة او غير مشاركة في الحكومات ،وﺗتفق جميع القوى السياسبه على ھذا العنوان في جميع الندوات التي ﺗقيمھا ،ناھيك عن المنظمات الغير حكوميه الناشطه في البلدان العربيه ،بحيث يمكن القول ان عبارة المجتمع المدني اصبحت العنوان الرئيسي في الخطاب النخبوي العربي ،على حساب مفاھيم وعبارات كانت اقرب الى الواقع العربي وما زالت ،واكثر قدره على مخاطبة العقل النخبوي العربي ،واكثر ﺗفاعل مع الجماھير ،والوعي العفوي العربي ،وأقصد بذلك مفاھيم التحرر القومي والتنمية والعدالة االجتماعية والتقدم والوحدة واالشتراكية والعداء لإلمبريالية رغم حدة الصراع مع العدو الصھيوني ومشروعه التوسعي االحاللي االستيطاني الكولونيالي. ان مفھوم المجتمع المدني ،رغم انتشاره كعباره رنانه منذ قرنين من الزمن ،اال انه يعاني من االغتراب في كافة شرائح المجتمع ،وفي افكار الفئه النخبويه في مجتمعاﺗنا العربيه ،ھذا االغتراب الذي يصل الى حد القطيعه مع كافة شرائح المجتمع والقوى السياسيه والمثقفه منھا في سياق ﺗطورھا الراھن ،ھذا التطور الذي يسير ببطء شديد التعقيد في ظل وجود خيوط الماضي ،المتمثله في بقاء االسس الماديه والمعرفيه للماضي ، مما ﺗعيق التغيير الديموقراطي والوطني وﺗكرس اعادة انتاج الماضي المتخلف بكافة اشكاله وعالقاﺗه االنتاجيه وﺗفاعلھا مع انظمة الحكم المطلق. ھذا الواقع شديد التعقيد في المجتمع العربي ،ال يعني البدا من حيث انتھى االخرون في المجتمعات المتقدمه التي بدات بالراسماليه وانتھت بالعولمه المتوحشه ،الن مجتمعاﺗنا في في واقع الحال لم ﺗشھد حركة ﺗطور فكريه وانتاجيه وصناعيه كما شھدت اوروبا بل ھي اصال لم ﺗدخل عالقات انتاج بعد ،حتى ما نشھده من مظاھر حداثه في بعض العواصم العربيه ،ال يعبر عن الحداثه الحقيقيه ،بل يبدو مظھريا نوع من انواع الحداثه ،ولكن في حقيقة االمر ال يخرج عن مجتمع ال يزال قائم على الثقافه االسالميه والطائفيه والعشائريه ، فالمدن العربيه ھي مدن ريفيه بالمعنى االصح ،وطابع الحداثه الموجود فيھا ھو طابع ﺗقليدي استھالكي ،الن ھذه المجتمعات ال زالت ﺗعيش خارج التطور الطبقي ولم ﺗدخل في سياق ذاك التطور ،لذلك ما نشاھده ھو ھجين مشوه من عالقات اجتماعيه ال ﺗخرج عن ھجين مشوه من عالقات انتاجيه ،بل ھي مجتمعات ال ﺗزال ﺗعيش مرحلة االقطاع ،بل ھي مجتمعات ريفيه ﺗتمحور في عالقات طائفيه وذات طابع ثقافي اسالمي كمرجعيه لھذه المجتمعات ،وھذا يتيح لالنماط القديمه السيطره في معظم بلدانه ،وال يخرج عن ذلك دور 30
الطبقه الوسطى بسسب عالقتھا الھشه مع المجتمع المدني العربي ،بسسب ارﺗباطاﺗھا الراسماليه الخارجيه او بسبب اندماحھا باقتصاد الدول العربيه وانفاقھا وبالتالي السيطره عليھا ،لذلك دور الطبقه الوسطى في المجتمعات العربيه معدوم وال يمكن مقارنتھا بدور الطبقه الوسطى في المجتمعات االوروبيه. من ھنا يجب مراجعة مفھوم المجتمع المدني والظروف المحيطه به منذ بداية المجتمع االقطاعي في العصور الوسطي مرورا بالراسماليه والحداثه ،في سياق ﺗطور الشعوب االوروبيه ،وما لعبه ھذا المفھوم في احداث القطيعه مع الفكر الغيبي ومع عالقات الفكريه واالجتماعيه التي سادت عصر االقطاع ،مع االخذ بعين االعتبار انه ال يمكن ﺗكرار التجربه في مجتمعاﺗنا لما لھا من انماط فكريه واجتماعيه واقتصاديه مختلفه عن اوروبا ،ولكن ال بد من اخذ مضامين المجتمع المدني في الحاله االوروبيه واستبعابھا ومحاولة االستفادة منھا في واقعنا العربي المختلف ،.ومن ھنا ياﺗي نقد الدين في المرﺗبه االولى في سلم االولويات ،جنبا الى جنب مع احداث ﺗثيير جذري بنوي اجتماعي واقتصادي ،مع فھم ﺗطور التجربه االوروبيه والعبور الى الراسماليه ، ومع ما ﺗرافق ذلك من بنيه اجتماعيه وفكريه جديده ،وظھور المجتمع الليبرالي والدوله الليبراليه داخل المجنمع الصناعي باعتبارھما وجھان لعمله واحده ،ھنا ﺗبرز الحداثه والمجتمع المدني اللبرالي التحرري كنتيجه لبنيه فوقيه لنشاطات المجتمع ،.وﺗنظم العالقه بين المجتمع المدني والدوله الديموقراطيه الليبراليه.ومؤسسات المجتمع المدني. ان استمرار المجتمعات العربيه في النمط الزراعي العشائري شبه الراسمالي ،وشبه االقطاعي ﺗجعل من الدول الراسماليه التوسعيه من السھوله السيطره عليھا والتحكم في نموھا االقتصادي واالجتماعي لتبقى ﺗابعه ومتخلفه ،وما نشھده من مظاھر حداثه لھذه المجتمعات ھي زائفه ال ﺗعبر عن حقيقتھا ،في ظل اقتصادي مشوه وعالقات اجتماعيه مشوه ،وبالتالي في ظل ﺗلك الظروف من المستحيل اقامه مجتمع مدني حقيقي كما ھو الحال في المجتمعات االوروبيه ،وال ﺗختلف الدول التي ﺗشترك معنا في نظام التفكير والظروف االجتماعيه واالقتصاديه ،كما ھو الحال في الھند او بعض دول امريكا الالﺗينيه رغم اختالف االديان. ھناك عامل اخر في واقعنا العربي يختلف كل االختالف عن واقع التطور الطبقي الراسمالي الغربي ،ففي التطور الراسمالي الغربي ،ﺗطورت الراسماليه اوال ومن ثم سيطرت على مقاليد الحكم كنتيجه حتميه في ﺗطور اجتماعي ليبرالي بما يترافق مع مؤسسات المجتمع المدني ،ولكن العمليه في البلدان العربيه مقلوبة الھرم ،حيث يتم االسيالء اوال على السلطه ومن ثم الحديث عن انشاء اقتصاد متين ،وبالتالي ﺗصبح السلطه مصدر الثروه للمتطفلين مما يقوي الحكم المطلق وﺗزداد الھوه بين افراد الشعب والحكومات لتصبح مرﺗعا للفساد والظلم واالستبداد ،مما يغذي ظاھرة التطرف الديني في مواجھة الخالص بدل الديموقراطيه واالنتخاب من اجل التغيير ،الن ھذه الجماھير وصلت الى حالة الياس من أي ﺗغيير محتمل ،بسسب اقناعھا بالتطرف الديني اكثر من اقناعھا بالديموقراطيه الشكليه التي ال ﺗغير سيء.
31
ﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ؟ ينسب كثير من الكتاب اسباب مظاھر التخلف الى اسباب ماديه واقتصاديه ،لكن مع احترامي للكتاب ،اختلف معھم في وجھة نظرھم ،واميل الى عكس السبب والنتيجه ،فھناك واعتقد جازما ان كثير من المجتمعات العربيه -حتى من القوم االغنياء ،ليس لديھا االستعداد لالخذ بقواعد الحضاره واالزدھار والتعاون مع االخرين ،فقط يكون نجاحھا في افكار غيبيه ميتافيزيقيه ،ﺗنتظر خيرات الھيه ﺗنزل عليھا من السماء ،كھديه لقوم يتقونه بدل من اظھار قيم العمل . ان اعتبار الفكر الغيبي الديني ھو مسؤوال عن التخلف في بلدان العرب لھو صحيح ،ومن جه اخرى وھو جوھر الفلسفه ،ان التحول الى االفكار الغيبيه ھي النتيجه الحتميه التي ال ﺗقبل الشك لطبيعة االنتاج المادي الي مجتمعات ،ولتدعيم وجھة نظري ھذه االفكار ليست منتشره فقط في بالد العرب ،وانما ايضا في البلدان المتشابه في نمط االنتاج واالقتصاد ،وھا ھي دول العالم الثالث ،سواء في افريقيا واسيا وامريكيا الالﺗينيه ، وھو ﺗشابه قائم رغم خالف الدين -مسيحي ،مسلم ،سيخي ،بوذي ،ھندي .........الخ . ھذا الشئ يقودني الى االستنتاج ان التخلف مادي بامتياز ،وھنا اعتمد على الفلسفه الماركسيه ،مع احترامي لجھود الفالسفه عبر التاريخ الذي شھد وجود فلسفات مختلفه وضعت من قبل فالسفه حسب طبقته االجتماعيه المختلفه ،اال اننا نستطيع ﺗقسيم الفلسفات التي ظھرت الى الماديه والمثاليه ،واساس الفلسفه الماديه ان كل ما ھو موجود في الكون مستقل وخارج وعي االنسان ،وﺗعتبر الماده ازليه لم يقم احد بخلقھا -ﺗنسف جميع االديان -والوعي في الماديه ھو نتاج التطور التاريخي للماده ،اما المثاليه فتقوم على اساس كل ما ھو في الكون ھو اساسا موجود في وعي االنسان ،لذلك الوعي في ھذه الفلسفه يسبق الماده ،وھناك كثير من الفالسفه المثاليون مثل الذاﺗين والموضوعيين . نظرة الفالسفه الماديون يستطيعون ادراك العالم ،وان عقل االنسان قادر على معرفة جوھر االشياء ،لكن فيى المقابل المثاليون يشكون في امكانية معرفة العالم ،ويعتقدون ان االنسان ال يعرف العالم وانما يعرف افكاره - االدريين. - وعلى مر التاريخ كان ھناك صراع بين الفلسفتين على مساله اساسيه ،وھي ھل الماده انتجت الوعي ام الوعي اوجد الماده ،وھذا قاد الى السؤال :ھل يمكن لالنسان معرفة العالم ؟ اذن الفلسفه الماديه ﺗعارض االفكار الغيبيه ،بينما المثاليه ﺗعارض العلم وﺗنظر اليه كوھم غير واقعي ،والدين يندرج ﺗحت الفلسفه المثاليه التي ﺗرى ان الوعي ھو سيد الكون ،لذلك االيمان با Éھو جوھر واساس الديانات السماويه الثالث ،وھي جوھر المعرفه ،لتصبح االديان جميعا ھي التي ﺗفسر وﺗوضح مسار التاريخ منذ ان خلق ﷲ ادم ،وكذلك ﺗفسر الحاضر والمستقبل الى ان يرث ﷲ االرض ومن عليھا . ان ھذا الوعي المثالي رافق االنسان طوال حياﺗه منذ االزل وحتى اليوم ،وسيظل مرافق لالنسان الى يوم يبعثون ،ومع ذلك مرت البشريه بمراحل من العصور ،وكل عصر يتميز بشده عن العصر الذي سبقه حيث 32
اقتبس كالم ماركس " " العصر المشاعي البدائي حين كان الصيد نمط االنتاج السائد ،العصر الرعوي حيث استانس االنسان بعض الماشية بعد ان ﺗمكن من ابقاء بعض صيده حيا ولم يقتله مما خلق فائض انتاج فبدأ باستثماره مما قلل من اعتماده على الصيد ،ومع ﺗطور عصر الرعي وبناء على احتياجات المواشي للغذاء بدأ االنسان بانتاج طعام الماشية ،وﺗطور انتاجه لينتج غذاء االنسان ذاﺗه ،فاصبح يأكل اللحوم والنبات ليتميز عن باقي االحياء حيث انه الوحيد بين االحياء الذي يأكل اللحوم والنبات ،وھكذا انتقل االنسان الى عصر االقطاع ، ومن ثم ومن احشاء عصر االقطاع ظھر عصر الراسمالية الصناعية والذي ﺗدرج من المشغل الصغير )المانيفاكتورة( الى االنتاج الكبير وما زال يتدرج في ﺗطوره رغم وصوله الى مرحلة االمبريالية التي اعتبرﺗھا الماركسية اعلى مراحلھا". من ھنا نرى ان المسيره التاريخيه لالنسان ﺗؤكد حتى في ظل الوعي المثالي ﺗمكنت البشريه من التطور والتقدم ،حيث ان اسس وقواعد المسيره البشريه واحده في جميع اصقاع االرض مع اختالف ھامشي ﺗعاليم الدين المسيحي في فترة االقطاع لم ﺗكن اقل صرامه من ﺗعاليم االسالم ،وكان للمسيحيه مثل االسالم االجوبه الجاھزه فال يمكن ابدا اال وان يكون ھناك انسجام ﺗام بين طرق ووسائل االنتاج وعالقات االنتاج وبين الفكر ،فالصراع بين البرجوازية الصاعدة وبين االقطاع المتسلط والمھيمن والمتحالف مع الكنيسة ھو الذي ادى الى ﺗطوير الفكر لدى طليعة مفكريى اوروبا في ﺗلك العصور ،فان فولتير وجان جاك روسو اشھر رواد النھضة االوروبية كانا ممثالن مخلصان للبرجوازية الصاعدة وكانا بمثابة المدفعية ﺗقصف بفكرھا افكار االقطاع الكنسي .مستندين على انجازات البرجوازية وﺗطويرھا لنمط االنتاج المادي )االقتصادي(. ان الفكر ھو نتاج للمادة أي للواقع االقتصادي وما يفرزه من قيم وعالقات انتاج ومفاھيم أي ما ينتجه من وعي ٠٠٫٠..... وخوفا من االعتراض من بعض الكتاب نقول في ھذه الجزئيه في مستوى الوعي ان ھناك حاالت نادرة في استقاللية االفكار عن الواقع المادي ،مثل ھذه الحاالت ال ﺗرقى الى التعميم ،فقد نجد فكرا ﺗنويريا متمدا يخرج من المسجد او الكنيسه.......
ﻛﻴﻒ ﻧﻨﺘﻘﺪ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ! المتتبع لمنبر الحواروما يدورفي العالم من ﺗغذيه نزاعات دينيه ،اول بشائرھا ربيع العرب ال بد ان يالحظ شتى انواع الصراعات في شتى المجاالت ،صراعات فكريه ،دينيه ،ﺗصادم حضارات ،وشاشة الحوار اصبحت مكانا لتصفيه حسابات ،وال يخفى على كل نتابع منكم ما ﺗصل له االمور من شتم وسب وعصبيه 33
ﺗخرج الكاﺗب عن وظيفته ككاﺗب ﺗنويري في الحوار والذي كانت رسالة االولى ،وبما ان ھذه السجاالت ﺗخرج من واقع مادي وما ﺗبعه من نمط فكري ،نكون بذلك قد مسكنا طرف الخيط الذي نتحاور فيه مع كل اطياف الثقافات المختلفه والمتخلفه وصوال الى محاوره علميه بناءه من غير ﺗناقضات او ﺗشنجات لذلك وجھنا العنوان الى كيف نكتب ولمن نكتب؟ كما ﺗعلمنا في الماديه التاريخيه ان العالقات االنتاجيه في المجتمع ھي ھيكله العظمي التي يبنى ويكسى فوقھا انتاجه الفكري كما يكسى اللحم فوق العظم ،والمقصود ھنا باالنتاج الفكري ھو االنتاج الفلسفي والسياسي والفني والعلمي والمؤسساﺗي ،لذلك في سياق حل المشكالت وخاصه في المجتمعات المتخلفه كما الحال في واقعنا العربي ،ال بد من ﺗفسيير دقيق لنمط االنتاج وطبيعته ،واستدعاء البرامج والحلول لتطوير ذاك النمط والذي بالضروره سوف يؤدي الى ﺗطوير االساليب االنتاجيه والتي ﺗؤدي الى السمو واالرﺗقاء في المعرفه االنسانيه في السعي لحل المشكالت الراھنه ،والعي في نفس الدائره من اجل حلول لمشكالت قادمه. يقول ستالين" :إن المادة والطـبـيـعـة والكــائن ھي حقيقة موضوعية ،موجودة خارج اإلدراك أو الشعور وبصورة مستقلة عنه ،وأن المادة ھي عنصر أول ،ألنه منبه االحساسات والتصور والشعور ،بينما اإلدراك ثان مشتق ألنه انعكاس للمادة". ھو عنصر ٍ ان العالقه الحتميه والجدليه بين االنتاج الفكري والوسيله االنتاجيه ھي من يحدد البعد التاريخي وان لكل انتاج فكري ال بد ان يكون مرﺗبط بانشطه ماديه فختلفه ،ان ﺗعلم االنسان فن العماره ھو نابع من حاجته الى المسكن الذي يحميه ويقيه شر الحر والقر،والحيوانات المفترسه في عصر الرعي ،كذلك علم الفلك جاء من حاجة االنسان في معرفة االوقات المناسبه للرعي واالنتقال من مكان الخر ومعرفة اوقات الحصاد والبذار في عصر االقطاع وكذلك الحال في العلوم المتعلقه باالوبئه واالمراض من اجل درع خطرھا عنه .من ھنا نرى ان ﺗطور المعرفه جائت من المثل القائل :الحاجه ام االختراع في عالقه جدليه بين التطور المعرفي وبين نمط االنتاج السائد فقد ﺗمكن االنسان من الحصول على المعرفة عن طريق مالحظة ما يدور حولة دون ادراك كنھه او مكوناﺗه او القوى المحركة الكامنة في ﺗكويناﺗه، ولكن كافة العلوم ﺗطورت بالمالحظه والتجريب وھي المنھج العلمي في البحث والتطوير ،حيث ﺗبدا المالحظه أي المشكله ثم وصع الفرضيات ثم التجريب من اجل الحصول على النتائج ،وھذا ما يؤكد ان المعرفة ھي نتاج للتفاعل بين المادة وھي االساس وبين الفكر وھكذا ﺗبقى الحلقه ﺗدور عند ايجاد مشكله جديده وھنا ﺗكمن قصة االنسان في مسيرة حياﺗه. ان التحوالت الفكريه الكبرى لم ﺗحدث في مجتمعات بدائيه ،فتحول االنسان من عبادة القمر النجوم وغيره الى عبادة اله واحد لم ﺗكن سوى نتيجه لتحوله من انسان صياد الى عصر االقطاع حيث الملكيه الخاصه ،وما نشھده في عصرنا من ﺗراجع لالديان ال يخرج عن ھذا السياق
34
ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية ،كما البد له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ..وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية ،وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن عشر ،وايضا دور االشتراكيون ،الطوباويون ،ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي ولصالح طبقة البروليتاريا ..أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل. ﺗكمله لما سلف والن المحور المادي ما اعتمد عيه أي ان الواقع ھو من يحدد من يحدد الوعي االجتماعي وليس عكس ذلك اال انني ال انكر ان دعاة اولوية العقل على الماده في صناعة الحصارات سيستنكرون ما اكتب ولھم كامل الحريه في ذلك. بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ،لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ، وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ،بل اعطي الموضوع طابع نظري ،بعيدا عن طروحات المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ،حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية االسالمية بمعزل عن شؤون وقضايا الواقع وﺗناقضاﺗه ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة وليس سببا ،وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه .حيث ييقول ماركس " :إن الفالسفة ال يخرجون من األرض كالفطر ،بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا. اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ،وان أي فلسفه حقيقيه ھي من لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ،كما ان التطورات العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة. فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره ،وظلت الفاسفه اليونانيه ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت ﺗتناغم مع عصر االقطاع ،االمتد الى نحو ٤٠٠٠عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه ،وعلى الرغم ان الفلسفه اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ،حيث لم ﺗنكر وجود خالق رغم وثنيتھا ،ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ،حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد المجتمع االقطاعي وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد .......الخ وفي اطار الصراع على ملكية االرض العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر الراسمالي الحديث ،وفي ذات االطار نشط العلماء والفالسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنھا من ﺗثبيت السيطرة .. 35
وحيث ان الطبقه المسيطره كانت االقليه والعام من يقع عليه الظلم واالطھاد لجئت ھذه الجماعات باالستعانه بقوى غبيه واله غبيه لتخليصھا وكان ھذا منبع االديان .فاليھوديه جائت من جور المصريين على القبائل العربيه التى ھاجرت من اليمن وھم اليھود ولم يؤمنو بموسى اال بعد ما وعدھم بارض فلسطين لھم ولذريتھم من بعدھم ،وكذلك المسيحيه لم ﺗخرج عن االطار فكانت دعوه ضد ظلم الكھنه وضد ظلم الرومان ،وقد كان اﺗباع المسيح ھم من الرعاء والعبيد وكذلك اليھود فقد كان اﺗباع موسى بني اسرائيل وھم عبيد القبط، وھكذا كان االسالم ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاﺗيه اول من امن بالدعوه االسالميه المحمديه. ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ ..فاالرض ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع ،فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ..فيما المرأة في المنزل كخادمه للرجل الذي يخدم سيده. وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ،فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا .وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في المجتمعات االسالمية ،ومجتمعات العالم الثالث عموما ،من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ..حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي. ومثال ذلك االنسجام الواضح في ﺗعامل مختلف الحضارات مع المرأة لھو خير داللة على ان القوانين االجتماعية ﺗحددھا طبيعة نمط االنتاج االجتماعي وليس االنتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او العقل ..حيث ان نمط االنتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو ﺗباعدت المسافات واالزمان. ************ االشوريين ھم اول من فرض الحجاب على المرأة ..وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجھا باغراقھا بالماء ،فيما االغريق فرضوا عليھا حجابا كامال )كالنقاب االسالمي( ال يظھر منھا اال عينھا ،وقال عنھا ارسطو " إن الطبيعة لم ﺗزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ". ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملھا انتقد ارسطو رجال اسبرطة واﺗھمھم بالتھاون ، ،وكان الفقھاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولھم: لطيش عقولھن. ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة اال كانت ﺗلقى في النيل بعد ﺗزيينھا "عروس النيل" كقربان ،وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه .اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع زوجته كجارية وينظر لھا الصينيون على انھا معتوھة محتقرة مخانة ال حقوق لھا. فيما ﺗحرق المراة نفسھا حية اذا مات زوجھا وجاء في ﺗشريع الھندوس :ليس الصبر المقدر والريح ،والموت 36
والجحيم والسم واألفاعي والنار أسوأ من المرأة .كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بالد فارس ، وفرض عليھا احتجابھا حتى عن محارمھا ومنعت من ﺗرى احدا من الرجال اطالقا. وفي اليھودية لم ﺗنل المرأة ميزة أو حق ..بل كان بعض فالسفة اليھود يصفھا بأنھا " لعنة " ....وكان يحق لألب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ...وأن الصالح أمام ﷲ ينجو منھا " .و " شھادة مئة امرأة ﺗعادل شھادة رجل واحد ". وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جھنم ما عدا أم المسيح ، وﺗساءلوا ھل ﺗعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ . اما االسالم فقد اعتبرھا "ناقصة عقل ودين" وﺗابعة للرجل في كل شيء وحقھا باالرث نصف الرجل وشھادﺗھا نصف الرجل وليس لھا الحق بالوالية .كما كان العرب قبل االسالم يقتلون الفتيات لعدم حاجتھم لھم كقوة عمل او خوفا من العار او الفقر. وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لھا حق بالتملك حتى عام ،١٨٨٢ووفق القانون كانت المراة في انجلترا ﺗابعة لزوجھا ولم يرفع عنھا الحظر اال عام .١٨٨٣ ولم ﺗخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليھم اال في عام ،١٩١٩وفي المانيا وسويسرا لم ﺗعدل قوانين الحجر عل النساء اال في اوائل القرن العشرين .واصبح للزوجة مثل ما لزوجھا من حقوق. ذكرنا فيما سلف من مقاالت كيفية نشاة االديان كواقع دنيوي ال االھي فرضته طبيعة النظام االقطاعي الممتد الى اكثر من ٤٠٠٠عام. وان مجتمعات االقطاع افرزت قوانينھا وثقافتھا كافرازات المجتمع االقطاعي وحددت مكانة المراه والرجل بما يتناسب مع طبيعة النظام االقطاعي ،فغطاء الراس للمراه دالاله على وضع المراه المھين في عصر االقطاع ،وان ما نراه االن من ھذا الموروث في كثير من المجتمعات الشرقيه كھو امتداد لنمط االقطاع ، فرضته مرحلة النظام االقطاعي وسينتھي متى ما دخلت ھذه المجتمعات النمط الراسمالي . وقد فرض النظام االقطاعي منظومة الفكريه واالخالقيه والقانونيه بما يتالئم مع نمط االنتاج السائد ،من اجل ﺗنميته واﺗساعه ،فالنمط الفكري ھو لحظه زمانه ومكانه ،وقد ﺗم ﺗحديد الممنوعات والمسموحات كتنظيم للحياه في ذلك العصر كجزء من مرحله ﺗاريخيه مر بھا االنسان وان كانت ھذه المنظومه االقطاعيه معمول بھا في كثير من المجتمعات التى لم ﺗتخطى مرحلة االقطاع ،ان السلطه اھم افرازات المجتمع االقطاعي معبره عن انتقال االنسان من مرحلة الرعي الى مرحلة االستقرار والزراعه ،فكان الحاكم ھو راس السلطه ويمثل االله على االرض بل ھو االله نفسه وله معاونون او وزراء يساعدونه في ﺗسيير شؤون الرعبه ، وكذلك الكھان فھم يتبعون الملك مباشره النھم عنصر االستقرار االجتماعي والسياسي . فالحاكم صلة التواصل بين الرعيه واالله ،ولذلك كان الوالء المطلق بين الكنھة والحاكم لتثبيت السلطه ،بل 37
كانت السلطه ذكوريه ﺗنتقل بالوراثه بامر االله ،وما زالت ھذه المنظومه في المجتمعات التى لم ﺗدخل الراسماليه والبدائيه في شتى اصقاع االرض،ومن ھنا نرى وظيفة االديان في المجتمعات االقطاعيه ، ،ولم ﺗتمكن اوروبا من التخلي عن المنظومة المستمدة من الشريعة السماوية اال بعد ان ﺗمكنت من االنتقال من نمط االنتاج االقطاعي الى نمط االنتاج الراسمالي. ان االديان جميعھا ما كانت اال منظومه قانونيه واخالقيه وجدت لتنظيم العالقه بين االله واالنسان وﺗنظيم العالقة بين االنسان واالنسان في عمر االنسان الطويل على ھذا الكوكب وعبر مراحل ﺗطوره من مجتمعات الرعي الى مجتمعات الممالك واالقطاع ،كانت واقع لالنتاج المادي في الزمان والمكان ،وقد نشات االف االديان واندثرت مع انتقال االنسان من الرعي الى الدوله المركزيه واالستقرار حيث نشات ديانات جديده ان ما بقى من ھذه االديان سوف يندثر حسب التطور واالرﺗقاء في االنتاج ، ان التجربه التاريخيه ﺗقول ان المجتمعات التى ﺗعبر النظام االقطاعي الى الراسمالي من ناحيه حتميه سوف ﺗضع االديان في دور العباده واالستعاضه عنھا بمنظومه جديده وقوانين وضعيه بما يتناسب مع نمط االنتاج الجديد والعالقات االجتماعيه الجديده . ان الجتمعات االسالميه ال ﺗخرج عن ھذه المنظومه منذ االف السنين وال يمكن ﺗغيرھا اال بتغيير انماط االنتاج واالرﺗقاء بھا الى انماط انتاجيه جديده ،ﺗفرز عالقات اجتماعيه جديده ،اما مسالة نقد الدين كدين ال ﺗجدي نفعا بل ﺗعطي نتيجه سلبيه لھذه المجتمعات وﺗغذي التطرف واالرھاب الذي ھو في شرع ھذه المجتمعات مستمد من ﷲ ،عند ھذه المرحله سوف نجد الدين االسالمي كغيره من االديان قابع في دور العباده بعيدا عن الحياة ومستجداﺗھا ان جميع الديانات في عصر االقطاع حاربت المعرفه ونبذﺗھا ،وجعاﺗھا من اختصاص الحاكم وحكرا عليه او من يعينه الحاكم من الكھان ورجال الدين لتصبح حكرا عليھم وغيبتھا عن العوام من الناس او الرعيه من اجل الطاعه المطلقه لصاحب السلطه في البر والسماء ،وفي ھذا السياق اعتبرت الديانات الثالث المسيحيه واليھوديه واالسالميه االقتراب من المعرفه من المحرمات والممنوعات التي ﺗغضب ﷲ وممثله على االرض ،وال عجب ان جميع الديانات في قصة الخلق ﺗقول ان ﷲ غضب على ادم عندما اغوﺗه حواء واكل من شجرة المعرفه ،أي كان مسموح له كل شيء ما عدا المعرفه . وﺗتشابه المنظومه الفكريه لجميع الديانات في عصر االقطاع سواء كانت سماويه او ارضيه ،مما ياكد ﺗشابه نمط االنتاج السائد ،ونعطي امثله للديانات السائده في ﺗلك الحقب ":الديانة الھندوسية في الحضارة الھندية مثال وھي التي عاصرت حضارات مصر والشام وما بين النھرين ،ﺗضمنت وصاياھا االحترام الشديد من قبل صغار السن لمن ھم اكبر منه سنا ،وﺗعظيم مكانة االبوين ،وان يسعى الى النعيم في االخرة ،وبذلك عليه ان يتحمل االذى بالدنيا ،وان يتحلى االنسان بالتسامح واال يرد االساءة بمثلھا ،كما ﺗحرم الھندوسية القمار ،وكل اشكال الرھانات ،وﺗعتبر المال المكتسب منھما كسبا غير مشروع ،كما حرمت السرقة والكذب والنفاق والتدليس ،والتنجيم ،وﺗحرم الرشوة والمكر والخبث ،والمومسة والزنا والغش ،والخمر وﺗعتبره نجسا". وفي ديانة الصابئه وھي ديانه نشات في العراق سنة ٢٥٠٠قبل الميالد واعتقد ان لھا اﺗباع لحد االن ،اكدت على االله الواحد واكدت على ﺗقديم العبادات له وحرمت الزنا والغش وحرمت زواج غير الصابئه وحرمت 38
الطالق وحرمت شرب الخمر والميت والكواسر من الطير وحرمت الرھبنه وﺗعذيب النفس ونجدھا متطابقه الى حد كبير جدا مع المنظومه الفكريه لالسالم حيث يمكن التدقيق في التص التالي : وا ِب ِه َشيْئا ً َوبِ ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َسانا ً َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ في سورة االنعام } قُلْ ﺗَ َعالَ ْو ْا أَ ْﺗ ُل َما َح ﱠر َم َر ﱡب ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم أَالﱠ ﺗُ ْش ِر ُك ْ وا أَ ْوالَ َد ُكم س الﱠتِي َح ﱠر َم ّ طنَ َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ ق نﱠحْ ُن نَرْ ُزقُ ُك ْم َوإِي ﱠاھُ ْم َوالَ ﺗَ ْق َرب ْ ﷲُ إِالﱠ ظھَ َر ِم ْنھَا َو َما بَ َ ش َما َ وا النﱠ ْف َ اح َ ُوا ْالفَ َو ِ ﱢم ْن إ ْمالَ ٍ ال ْاليَتِ ِيم إِالﱠ بِالﱠتِي ِھ َي أَحْ َس ُن َحتﱠى يَ ْبلُ َغ أَ ُش ﱠدهُ َوأَوْ ف ُ ْ ق َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُك ْم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ ْعقِلُونَ َ .والَ ﺗَ ْق َرب ْ بِ ْال َح ﱢ وا ْال َك ْي َل ُوا َم َ ﷲ أَ ْوفُ ْ ْط الَ نُ َك ﱢلفُ نَ ْفسا ً إِالﱠ ُو ْس َعھَا َوإِ َذا قُ ْلتُ ْم فَا ْع ِدلُ ْ وا َذلِ ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه َو ْال ِمي َزانَ بِ ْالقِس ِ وا َولَ ْو َكانَ َذا قُرْ بَى َو ِب َع ْھ ِد ّ ِ اطي ُم ْستَقِيما ً فَاﺗﱠبِعُوهُ َوالَ َﺗتﱠ ِبع ْ ق بِ ُك ْم عَن َس ِبيلِ ِه َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم ُوا ال ﱡسبُ َل فَتَفَ ﱠر َ ص َر ِ لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ َذ ﱠكرُونَ َ .وأَ ﱠن ھَـ َذا ِ ﺗَتﱠقُونَ { ) األنعام . ( ١٥٣ - ١٥١: اع ٍم يَ ْ ي ُم َحرﱠما ً َعلَى َ ط َع ُمهُ إِالﱠ أَن يَ ُكونَ َم ْيتَةً أَ ْو دَما ً ﱠم ْسفُوحا ً أَ ْو ط ِ وفي اية اخرى } قُل الﱠ أَ ِج ُد فِي َما أُ ْو ِح َي إِلَ ﱠ ير فَإِنﱠهُ ِرجْ سٌ أَ ْو فِسْقا ً أُ ِھ ﱠل لِ َغي ِْر اللجّغ ِه ِب ِه { ) األنعام . ( ١٤٥ : نز ٍ لَحْ َم ِخ ِ الديانه اليھوديه كما ﺗشير المراجع التاريخيه ما ھي اال امتداد لديانة اخناﺗون ،فالى جانب التاكيد على وحدانية ﷲ وان كل الديانات االخرى باطلة ،فقد حرمت السرقة والزنا والقتل وشھادة الزور )ضد االقرباء فقط( الشھوة )اذا وجھت لالقرباء فقط( ،كما حرمت كل ما ورد في الصابئة مثلھا مثل االسالم ،ودعت الى ذات الفضائل التي وردت في المنظومة االخناﺗونية والصابئية واﺗخذت من شريعة حمورابي اساسا لقانون العقوبات مع بعض التعديل )القاﺗل يقتل والسارق يدفع ﺗعويضا والزانية ﺗقتل الى اخره ،وھي عقوبات ﺗتطابق الى حد كبير مع العقوبات التي وضعھا الدين االسالمي كذلك الوصايا المسيحيه ھي نفسھا الوصايا اليھوديه مع ﺗعديل عليھا بسبب التحالف بين كھنة اليھود واالمبراطوريه الروملنيه وقد كان ذاك التعديل ثوري على الظلم )خروج(١٧/١ ،٢٠: ووصايا الديانه البوذيه كانت عشرة وصايا : " :ال ﺗقتل ،ال ﺗسرق ،كن عفيفاً ،ال ﺗكذب ،ال ﺗشرب الخمر ،ال ﺗغن وال ﺗرقص ،وﺗجنّب مالبس الزينة ،ال ﺗستعمل فراشا ً كبيراً ،ال ﺗقبل معادن كريمة، ﺗأكل بعد الظھر ،ال ِ وھناك وصايا ﺗتعلّق بما يجب أن يق ّدم من االحترام لبوذا والشريعة وھي السيرة الجيّدة ،والصحة الجيّدة ،والعلم القليل" . ونالحظ فيھا االبتعاد عن المعرفه ايضا. كذلك الحال في الديانات الزردشتيه والمجوسيه وغيرھا ،فلم ﺗختلف جميع ﺗلك الديانات في الجوھر وانما اختلف فقط في بعض الشكليات ﺗاكيد ھنا او ھناك زياده في جانب ونقصان في اخر وھكذا ولكن جوھرھا ھو واحد قائم على الخير والشر بما يتالئم مع طبيعة النمط االنتاجي االقطاعي.
39
ﻋﻦ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﻴﻤﻪ جداالت التي شھدھا منبر الحوار المتمدن عن فائض القيمه ،اﺗسمت باالختالفات الشكليه في فھم فائض القيمه ،فقد كتب الكثير من االوراق في الموضوع ،اال ان نتيجة الجداالت اسفرت عن ﺗباين مواقف واستعمالٮمصطلحات ليست في مكانھا الصحيح ،ففي حين يعترض بعض الكتاب على قوانين ماركس لينعتوھا بنظريات ،نجد بعض الكتاب ينسف النظريه من اساسھا ،وحجتھم في ذلك ان الوضع الصناعي واالجتماعي زمن ماركس يختلف عما ھو عليه االت ،وكماٮان ماركس وضع وحلل النظام الراسمالي في مرحلة ما قبل التاريخ ،متناسين الماديه الديالكتيكيه التي ھي عمود الفقري في فھم النظام الراسمالي ،انا ال اعرف ثروة يمكن ان ﺗخلق من العدم ،كما ان المادة ال ﺗفنى وال ﺗستحدث ولكنھا ﺗتحول من شكل الى اخر ، ان يكون الخالف على قوة العمل او العمل ،وان كان المفتاح لحل فائض القيمة ،لكن حتى في مؤلفات ماركس وانجلز ،كان ھناك خلط غير متعمد للدالله على قوة العمل ،ﺗم استعمال قوة العمل ،وﺗم استعمال العمل للدالله على نفس المفھوم وان كان في نطاق ضيق اعتبرھا االقتصاديون خطا . ھناك فرضيه ،نظريه ثم قانون ،الفرضيه ھي حاله لفھم شيء ما وﺗحتاج الى اثبات ،وعندما ﺗحصل على ذاك االثبات ﺗصبح نظريه ،ھذا االثبات ھو البرھان على صحة الفرضية ،فانت عندما ﺗدخل غرفة مكتبك وﺗالحظ اوراقك مبعثرة وممزقه ﺗبدا بوضع الفرضيات حول الحادش ؟ من المسبب ؟ وبالطبع انت ﺗضع فرضيات قابلة لالختبار ،يمكن ان ﺗفترض احد االطفال فعل ذلك ،ولكن ال يمكن ان ﺗفترض جانا فعل ذلك الستحالة االثبت في الحالة الثانيه ،في المثلث القائم الزاويه يكون مربع الوﺗر يساوي لمربع مجموع الضلعين االخرين وھذه ليست فرضيه فتخطت مرحلة الفرضية باالثبات ،ولذلك نقول عنھا نظريه ،وينبثق عن النظريه قانون رياضي كان نقول في المثال السابق .ا ج مربع =.اب مربع +ب ج مربع ،اذن القانون والنظريه وجھان لعملة واحده ،اي فشل في القانون يعود بنا الى ﺗغيير الفرضيه فال يمكن ان يفشل القانون مع النظريه الن القانون ھو ﺗرجمة للنظريه ،من ھنا نجد التناقض في القول ان ماركس اكتشف قوانين وھذه القوانين قابلة للتغير ،وھذا فشل واضح في التميز بين القانون والنظريه والفرضيه ،الفرضيه ﺗتغير حتى ﺗصبح نظريه . قد ال ﺗستطيع النظريه ﺗفسير ظاھرة طبيعية مستجدة ،ھنا نقول يجب النظر في النظريه مرة اخري ،ولكن ال نقول عنھا خطا ،بل نطور عليھا لتحل االشكال الجديد ،ولكن ھل حدث فشل في نظريات ماركس ؟ ھل نظرية ماركس في فائض القيمه وﺗحليل االقتصاد الراسمالي خطا؟ ھل ثبت فشلھا؟ احد الكتاب يقول ان معظم امثلة ماركس على النول ،واالن العمال يستخدمون الكمبيوﺗر ،فھل ھذا فشل في نظرية وﺗحليل ماركس ،ھل ﺗطور الماكنات على حساب ساعات العمل ھوالمخالف لماركس اليست ھذه مدعاة النخفاض القيمة التبادليه للسلعه وھو ما قاله ماركس .اساسا الماديه ال ﺗتعامل اال بالرقام . قوة العمل ھي سلعة وﺗشترى بالسوق حسب المبادل بالمبادل ،يشتري الراسمالي ھذة السلعة الستعمالھا ، ويدفع كامل قيمتھا وﺗختلف حسب البيئه والمكان والزمان فما يدفع لعامل مناجم مصري ال يدفع لعامل مناجم فرنسي ،في لحظة استيالء الراسمالي على قوة العمل حسب السوق وحسب حاجة العامل يكون حر التصرف بھا ،كالخياط الذي يبيع الثوب الى الزبون ولكن ليس من حقه االشتراط على طريقه استعماله ،ان االستيالء 40
على قوة العمل ھي سر الربح ،فالراسمالي له راس مال ثابت متمثل بالخام والماكنات وقوة العمل ،المواد الخام ال ﺗشاھد مرو اخرى ﺗعطي مخرجات جديده ،قوة العمل واالالت مستھلكه بطء وال يمكن ان ﺗخلق قيمة اضافيه في العمل ،ھذا اذا كانت قوة العمل ﺗعمل من اجد انتاج بقائھا ،لكن الراسمالي ال يريد ذلك ، الراسمالي يستعمل قوة العمل متمثلة بسيرورة العمل النتاج النتاج الربح المتمثل بالساعات المتبقية والكافيه العدة وﺗاھيل قوة العمل ،فبل العمل اربع ساعات مثال يعمل العامل ثماني ساعات ﺗذھب اربعة في جيب الراسمالي ،ھل ھذا التحيل ال ينطبق في عامال٢٠٠٨٠ يدافع بعض "العلماء" عن النظرية التي ﺗقول إن األرباح ﺗأﺗي من بيع السلعة بسعر أكبر من سعر شرائھا. ويوضح ماركس في كتابه" :األجر والسعر والربح" ،خطأ ھذا اإلدعاء: »ما يربحه اإلنسان باستمرار باعتباره بائعا ،سوف يخسره باستمرار باعتباره مشتريا .من غير المجدي أن يقال إن ھناك أناس مشترون دون أن يكونوا بائعين ،أو مستھلكين دون أن يكونوا منتجين .ما يدفعه ھؤالء للمنتج ينبغي لھم أوال أن يتلقوه منه مقابل ال شيء .فإذا ما بدأ شخص ما في سلبك مالك وإعادﺗه إليك مقابل شراء سلعك منك ،فإنك لن ﺗصير ثريا أبدا ،حتى ولو بعته ﺗلك السلع بسعر باھظ جدا .يمكن لھذا النوع من العمليات أن يحد من الخسائر ،لكنھا لن ﺗساعد أبدا على ﺗحقيق الربح«. اال ﺗوحي لك العمليه ھنا بانھا مزيفه ولم ﺗتحول باشكالھا المختلفة كعمليه انتاجيه متمثله بان الطاقه ال ﺗفني وال ﺗستحدث وانما ﺗاخذ شكال اخر يحتوي نفس مقدار القيمع السابقه إن وسائل اإلنتاج )اآلالت والمعدات والمباني ،الخ ،(.وقوة العمل – اللتان ﺗعتبران كلتاھما "عوامل إنتاج" من قبل االقتصاديين البورجوازيين – ﺗمثالن الشكلين المختلفين اللتين يتخذھما الرأسمال األصلي خالل المرحلة الثانية من مراحل اإلنتاج الرأسمالي :المال )الشراء( ء السلع )اإلنتاج( ء المال )البيع(. يعتبر االقتصاديون البرجوازيون كل ھذه العوامل متساوية .أما الماركسي ،فإنه يميز بين ذلك الجزء من الرأسمال الذي لم يشھد أي ﺗغيير في قيمته خالل عملية اإلنتاج )اآلالت واألدوات والمواد الخام( أي الرأسمال الثابت )ث( والجزء المتمثل في قوة العمل ،الذي ينتج القيمة الجديدة ،أي الرأسمال المتغير )م( .إن القيمة اإلجمالية للسلع ﺗتكون من الرأسمال الثابت والرأسمال المتغير وفائض القيمة ،أي :ث +م +ف .ق كيف للراسمالي ان يساوي بين قيمة الراس المال الثابت والمتغير والمتمثل بقوة العمل ،ھل مساواة االالت والمواد الخام التي ال ﺗضيف اي فائض قيمةٮمع قوة العمل مصدر راس المال الثابت واعتبارھا قيم متساويه لھو ﺗناقض صارخ مع قوانين الديالكتيك . فھل ما ذكر مجرد خرافات ام ع.لم ،بل اساس ومدخل لفھم االقتصاد .
41
فائض القيمة في النظرية االقتصادية مع احتدام ازمة الراسماليه وسقوطھا المدوي ،اھتم العمال بالقضايا االقتصاديه ،النھم بالتاكيد يريدون االطالع على ومعرفة القوة التي ﺗتحكم بمصائرھم وحياﺗھم ،نقدم لھم في ھذا المقال طريقة عمل النظام الراسمالي وﺗبسيطا لنظرية االقتصاد . االقتصاديون الذين يستميتون في الدفاع عن الراسمالية ،يثبتون كل يوم فشلھم وسطحيتھم وھشاشة ﺗفكيرھم ، بسبب جھلھم بطبيعة االزمة التي ﺗعصف بھم وبنظامھم االقتصادي ،ليس لھم من عمل اال اخفاء استغالل الطبقة العاملة والترويج لتفوق نظامھم ،لكن ﺗعفن النظام الراسمالي ،لم يبق لھم اي مجال ،بل عصف بھم وبنظرياﺗھم وسلط الضؤ على االقتصاد االشتراكي من جديد ،والتحول االشتراكي للمجتمع ،واالقتصاد المخطط ،كفيل بانھاء الفوضى والبطالة . في ھذه االيام الجناح اليميني في الحركه العماليه استبدل كينز بالحل االقتصادي االرثدوكسي المتمثل باالقتطاعات من الميزانية ،ﺗجميد األجور واالنكماش النقدي ،على النقيض االخر اليسار الترميمي الذي ما زال يؤمن باالصالحات الراسماليه السابقة كإنعاش االستھالك ،وفرض قيود على الواردات ،وكل ھذه االجراأت ثبت فشلھا وبطالنھا واقعيا . ان التحليل الماركسي للرأسمالية ما يسمح للعمال الواعين بدحض أكاذيب االقتصاديين البورجوازيين ومحاربة ﺗأثيرھم داخل الحركة العمالية . المال: راس شروط ﺗركيز االنتاج الحديث على الشركات الكبرى التي ﺗتحكم بما يزيد عن %٩٠من االنتاج ،طبعا يوجد بجانب ذلك مشاريع ضغيرة ،لكنھا ﺗعود الى نمط االنتاج القديم ،اذن ھذه الشركات ھي من يتحكم بحياﺗنا واالمثله عليھا كثير . ان ھذه الشركات وصلت الى ما وصلت اليه االن من القرون القليله الماضي ه الى االن من المنافسة الشرسه والحروب واالزمات ،في الوقت الذي كان فيه االقتصاديون الكالسيكيون يتوقعون ازدھار "التجارة الحرة"، أوضح ماركس كيف أن المنافسة ستؤدي إلى االحتكار وأن الشركات الصغرى ستنقرض. في المقام االول يجب ان يكون انتاج السلع من اجل حاجة الناس ورغباﺗھم ،لكن في النظام الراسمالي ﺗنتج السلع في المقام االول من اجل الربح وثانيا من اجل ﺗحقيق رغبات الناس ،فالسلع ﺗنتج لبيعھا اوال وصنع المال ،فعلى حد ﺗعبير احد مالكي مصانع السيارات " اني ال اصنع سيارات ،بل اصنع ماال"
42
نمط االنتاج الراسمالي قائم على عدد كبير من العمال المحرومون من الملكيه الخاصة ،الذين ليس لھم سبيل سوى بيع قوة عملھم ،وھذا يعني أنه في ظل الرأسمالية ليس المفھوم اللبرالي" :ديمقراطية المالكين" سوى عبث ،ألنه إذا ما امتلكت أغلبية الشعب ما يكفيھا من الممتلكات لتلبية حاجياﺗھا ،فإن الرأسماليين لن يجدوا عماال لخلق األرباح. في النظام الراسمالي يجب ان ﺗكون وسائل االنتاج بيد طبقة الراسماليين ،لذلك عبر القرون القليله ،ﺗم القضاء على صغار المزارعين ،وصغار المالك ،لقد استولى الرأسماليون وكبار مالكي األراضي على مصادر رزقھم ،وأرغموا العمال على اإلنتاج وخلق فائض القيمة. السلعة والقيمة : جميع الشركات ﺗنتج البضائع من اجل بيعھا والحصول على الربح ،ﺗتميز الرأسمالية ،أوال وقبل كل شيء، على حد ﺗعبير ماركس" ،بتراكم ھائل للسلع" .وھذا ھو السبب الذي جعل ماركس يبدأ أبحاش عن الرأسمالية بتحليل خصائص السلعة. للسلعة قيمتان ،قيمة استعمالية وقيمة ﺗبادلية ،المقصود بالقيمة االستعماليه انھا مفيدة لحاجات الناس ولوال ذلك لما امكن انتاجھا وبالتالي بيعھا ،ھذه القيمة االستعمالية للسلعة ﺗتحدد بخصائصھا الفيزيائيه ،اما القيمة االخرى لسلعة وھي القيمة التبادليه ولفھم ذلك ناخذ المثال التالي :مع اھمال المال ھنا في المثال يتم ﺗداول ھذه السلع حسب نسب معينه ،لدينا السلع التاليه : ساعة ،عجل سيارة ،حذاء ،لتران من الزيت ،جميع ھذه السلع يمكن مبادلتھا بعشرة امتار من القماش ويمكن مبادلتھا مع بعضھا البعض بنفس النسبه ،من المثال نالحظ ان القيمة التبادليه لھذه السلع ﺗعبر عن ﺗساوي شئ فيھا ،ھناك شئ مشترك بين ھذه السلع ،ما الذي يجعل لتران زين يساوي ساعة او عشرة امتار قماش او حذاء؟ ھناك شئ مشترك بين ھذه السلع وليس له عالقه باللون او الوزن او غيرة ،او قيمتھا االستعماليه ،فقيمة الخبز االستعماليه على سبيل المثال اكبر من قيمة سيارة ليمزين ،مع ھذا قيمة سيارة اليموزين التبادليه اعلى بكثير ،ان جميع السلع ﺗشترك بكونھا نتاج عمل بشري ،يعبر عن العمل البشري المخزون داخل ھذه السلع في المثال بالزمن ،ففي مثالنا مثال الشئ المشترك المتساوي جميعا ھو الزمن ،كان نقول يلزم خمسة ساعات لعمل حذاء او ساعة او ،.ثالثة قناني زيت . وخالصة القول ،ولنكون أكثر دقة ،فإن قيمة السلعة ﺗحدد بكمية العمل الضرورية اجتماعيا التي ﺗحتويھا ﺗلك السلعة .وبطبيعة الحال ،فإن وقت العمل ھذا يتغير باستمرار مع إدخال أساليب وﺗقنيات عمل جديدة .وﺗخرب يستعملونھا. التي التقنية يطورون ال الذين المنتجين المنافسة من الممكن ان ال ﺗوجد لسلعة قيمة ﺗبادليه فقط يوجد لھا قيمة استعماليه ،وذلك كما في الھواء ،الشمس ، االرض البكر ،اى ال نحتاج الى قوة عمل فھي من االم الطبيعه . فائض القيمة :ان سلعة قوة العمل ھي الوحيده التي ﺗنتج عند استھالكھا قيمة مضافه ﺗفوق قيمتھا الحقيقيه ، 43
وھي مصدر ربح الراسمالي ،ناخذ مثال ﺗوضيحي ،عامل يعمل في مصنع قطن ،اجرة ھذا العامل خمسة دوالرات في الساعة ،وھذا العامل يعمل مدة ثماني ساعات يوميا ،نفرض ان ھذا العامل ينتج خالل اربع ساعات ما قيمة مئة دوالر من القطن ،نستطيع ﺗقسيم المائة دوالر كالتالي ٥٠دوالر لللمواد الخام ،و عشرة دوالرات قيمة التلف او االستھالك للماكنات وغيرھا و ھذه انتجت قيمه جديدة ﺗحسب باربعين دوالر ،في ھذه اللحظه يكون الراسمالي قد سدد قيمة اجرة العامل لمدة ثماني ساعات لكن دون اي فائض قيمة ،نتحدث ھنا عن االربعين دوالر االولى ،اما فيما ﺗبقى من اربع ساعات حيث يقوم العامل بانتاج اربعين .ن دوالر اخري ، فھي فائض قيمه ﺗذھب لجيب الراسمالي مجانا ،وھي التي قال عنھا ماركس العمل المجاني دون مقابل . يتبع في سانحه اخرى
مشكلة االقليات في العالم العربي
موضوع االقليات الدينيه والعرقيه في المجتمع العربي والعالم العربي يندرج ﺗحت قائمة المسكوت عنه ، ولفترات طويله ظلت ھذه القضيه ال يسمح بالحديث عنھا ونسفھا من اساسھا كقضيه غير قائمه . اال انه جرى الحديث مؤخرا عن المشكله ،باعتبارھا مؤامره اجنبيه ،وﺗحركحا اصابع اجنبيه ﺗلبيه لمصالحھا الخاصه ،دون خوض نقاش حقيقي سواء على المستوى االجتماعي او الحكومي حول مشكلة االقليات ،وانما فقط باالﺗھام والتخويين . وحتى في الحاالت التي طرحت فيھا مشاكل لھا عالقة باألقليات نفسھا على الجميع بصورة مدوية وعنيفة ،فإن النظام الرسمي العربي ،ومعه عدد ال يستھان به من النخب الدينية والسياسية والمتنفذة ،سارع إلى ﺗرحيلھا إلى أسباب وعوامل خارجية. ونحن نرى ذلك اليوم في مشكلة األقباط في مصر واألمازيغ في الجزائر ،مثلما نراه في مناطق عربية أخرى، األكراد في العراق وسوريا ،والمسيحيين في جنوب السودان ،باإلضافة إلى األقليات الطائفية على اختالف في الدرجات والطبيعة. ان وجود االقليات في العالم العربي ليست حديثه وانما ھي قديمه جدا ،فالمنطقه العربيه مترامية االطراف وﺗتصل بافريقيا واوروبا واسيا ،اضافه ان المنطقه العربيه ﺗعرضت الى ھجرات منذ قدم التاريخ ،وخلقت شعوب واندثرت شعوب ،وامتزجت شعوب اخرى ،اضافه لذلك ان االمبرطوريه االسالميه انتجت طوائف دينيه مختلفه .
44
ان اوروبا بعد فترة من الحروب المستمره ﺗشكلت لديھا الدوله القوميه التي صھرت الجميع في بوﺗقه واحده ، لكن وعكس ذلك فان الدول العربيه التي لم ﺗرى النور اال حديثا حافظت على شكلھا الفسيفسائي . ان المشكله في العالم العربي انه يقوم على اساس من الطائفيه والقبليه والعشائريه ،سواء على مستوى أنظمة الحكم أو ﺗوزيع القوة والنفوذ داخل المجتمع ،فإنه من الطبيعي أن ﺗشعر األقليات بالحاجة إلى حماية نفسھا وﺗأمين مصادر قوﺗھا الخاصة .ومن الطبيعي أن ﺗبدأ في التفتيش عن حلول لمشكلتھا ،شأنھا في ذلك شأن باقي أطراف المجتمع المحرومة. وليس من الغريب ان نرى ابناء االقليات ينخرطون في المعارضه شانھم شان بقية االطراف المحرومه . على العموم اعترفت معظم الدول العربيه في الوجود االجتماعي لالقليات ،واعترفت بوجودھم التاريخي ، لكنھا لم ﺗعترف بھم سياسيا وثقافيا ،بل انتھجت االلغاء والتھميش ولم ﺗعترف بھم مواطنين لھم نفس الحقوق والواجبات ،بل اعتبرﺗھم من مخلفات اقوام سابقين ،ﺗكرّ م عليھم المجتمع فحماھم ولم يتركھم نھبا ً لالنقراض والموت . يمكن القول إذن :إن مشكلة األقليات لھا عالقة وثيقة بمشكلة الحكم في الدول العربية وھذا أحد مظاھر وجود ھذه المشكلة .وثمة مظاھر أخرى ﺗدور حول الحقوق الثقافية والدينية ،وأنه ما لم ﺗحل الدولة العربية قضية الحكم والمواطنة ،فإنه سيغدو من الصعب إيجاد حلول لمشكلة األقليات .
ھل البنيه الفوقيه ام التحتيه ھو من يحدد حركة التاريخ؟ الحقيقه ال اعرف سببا عن سبب ﺗخلي الشيوعيين عن الدفاع عن الفلسفه الماديه وھي ركن اساسي من الفلسفه الماركسيه ،ﺗاركين المثقفين االردايين التاكيد على ان االنتاج الفكري ھو الذي يحدد مسار التاريخ وھو الذي يحدد مستوى حضارة الشعوب . وانا بدوري اطرح السؤال التالي :ھل البنيه الفوقيه ام التحتيه ھو من يحدد حركة التاريخ؟ ما معنى التطور والحضارة المدنيه؟ من ناحيه لغويه " ھي االقامه في الحضر اي المدن بعيدا عن الريف والباديه .اما المفھوم الشامل والمعاصر للحضاره فھو يندرج في شقين : اولھما ھو المادي ،وھي المدنيه والحضاره التي ﺗتناول العلوم وﺗطبيقاﺗھا الصناعيه والتقنيه........الخ . وثانيھما ھو معنوي ،وھو بمعناه االدق الذي ﺗكون العقائد من فكر وﺗصور ويقين مرﺗبطه به ،وما ينبثق 45
عنھما من قيم واخالق ...الخ . وحسب ابن خلدون " الحضاره ھي ﺗفنن بالترف واحكام الصنائع المستعمله في وجوھه ومذاھبه من المطابخ والمالبس والفرش واالبنيه وسائر عوائد المنزل واحواله" .وحسب الفيلسوف االمريكي وليام ديورانت " انھا نظام اجتماعي يساعد االنسان على زيادة انتاجه الثقافي باربعة عنااصر ،الموارد االقتصاديه والنظام السياسي والعقائد الخلقيه ومتابعة العلوم والفنون " .اما التعريف االسالمي على لسان سيد قطب ھو " ما ﺗعطيه للبشريه من مفاھيم ومبادئ وقيم صالحه لقيادة البشريه من اجل النمو والرقي للعنصر االنساني والقيم االنسانيه " . حسب ﺗعريف قطب يلتقي مع منظري اعتبار الثقافه ھي اساس الحضاره ،اي يلتقي مع العلمانيين والليبراليين باعتبار الوعي اساس التطور . وھناك مفاھيم خاطئه للحضارة ،حيث يعتبر بعض المثقفين ان البنايات الشاھقه والمطاعم الحديثه والراقصات والموسيقى الصاخبه ودور اللھو وماركات عالميه ھي البنيه التحتيه ،والمشكله ﺗكمن في البنيه الفوقيه التي ال ﺗرغب بان ﺗتاقلم مع ھذه البنيه من ناحيه فكريه وسياسيه ،وفي ھذا فھم خاطئ وقاصر .وھناك ايضا مفھوم اخر خاطئ لدى المثقفين العرب ،وھو عدم التفريق بين مرحلة النمو والتنميه عند وصف المجتمع العربي ، حيث ان مجتمعاﺗنا ومجتمعات العالم الثالث ال ﺗزال ﺗمر بمرحلة التنميه ،وھي اخطر مرحله وال ﺗقاس مع مرحلة النمو ،وﺗتطلب ھذه المرحله جھود كبيره لتنظيف مخلفات ما قبل الراسماليه من انماط انتاج ووسائل انتاج وبالتالي جميع القيم والمفاھيم واالفكار التي انتجتھا مجتمعات نھاية عصور االقطاع . ولعل المفكرين العرب يعبرون عن قناعات ال ﺗقبل الجدل بان اقامة انظمه جديده للبنيه الفكريه لھو خير وسيله لنقل المجتمعات العربيه الى عصور االزدھار ،وﺗخليص ھذه المجتمعات من ازمتھا ومشكالﺗھا المتوارثه ، وﺗنھي االفات الضاره التي ﺗعيش في ثنايا عقل االنسان العربي ،ليصبح يضاھي االمريكي والسويسري والفرنسي بل ويتصدر الحضاره من جديد ،ربما لم يسمع ھؤالء المثقفون بتجربة " كيم سونغ" مؤسس كوريا ،حيث ﺗبنى نفس وجه النظر ھذه ،مع االسترشاد بالتجربه الصينيه مع ﺗعديالت كوريه ،ذات طابع كوري ، فلينظر اصحاب البناء الفوقي الى التجربه الكوريه بعد اكثر ما اربعون عام عليھا .كيم سونغ ،عكس مفھوم الماركسيه للبنيه التحتيه والفوقيه ،حيث اعتبر ان الوعي في المجتمع ھو البنيه التحتيه ،والمكونات االقتصاديه البنيه الفوقيه ،وبھذا اعطى اولوية الوعي والفكر وانتاجھما على العامل االقتصادي .اما الفلسفه الماركسيه ربطت في وحده جدليه بين النظريه والممارسه ،حيث الواقع االجتماعي والتاريخي ليس اال فعل البشر فيه وعملھم التحويلي له وﺗعطي بذلك اولوية الفعل للمعرفه وليس التامل والتجرد .وﺗاكد الماديه التاريخيه ان المجتمع ينتج لكي يستمر في الحياه ،ويبقى على قيد الحياه ،لذلك انتاج وسائل العيش وادوات العيش والعمل والمواد الضروريه لالنتاج ،لھو شرط لكل ﺗنظيم او نشاط اجتماعي اكثر ﺗعقيدا .ان الماديه باعتبارھا علم التاريخ واالنسان ،ﺗؤكد ان الطرق التي ينظم الناس انتاجھم المادي بموجبھا ھي اساس كل ﺗنظيم اجتماعي عبر العصور ،وھذا يحدد جميع النشاطات االنسانيه ،من ادارة عالقات بين البشر او انتاج فكري او قوانين او اخالق او دين ...الخ . ان الماديه ال ﺗقول ان االنتاج المادي االقتصادي يحدد بصوره سريعه وﺗلقائيه مضمون نشاطات البنيه الفوقيه ،بل ھي ﺗقول ان العالقه الدياالكتيكيه بين البنيه الفوقيه والتحتيه ودور كل من االخر في ﺗوفير مقومات ﺗطور االخر ،وان التطورات التي ﺗحدث في البنيه الفوقيه ال ﺗخلقھا مباشره عالقات االنتاج ،وال ﺗتحقق باستقالل عنھا ،وانما عبر ﺗداخالت شديدة التعقيد. 46
األزمة االجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب األسس المادية لمفھوم المجتمع المدني يبدو مفھوم المجتمع المدني عند معظم الكتاب مفھوما بسيطا ،وموصوعا سھال للدراسه ،النه الشعار الوحيد المطروح حاليا ،في الخطاب المطلبي لكافة القوى واالطياف السياسيه سھال للدراسه ،النه الشعار الوحيد المطروح حاليا ،في الخطاب المطلبي لكافة القوى واالطياف السياسيه ، على حد سواء مشاركة او غير مشاركة في الحكومات ،وﺗتفق جميع القوى السياسبه على ھذا العنوان في جميع الندوات التي ﺗقيمھا ،ناھيك عن المنظمات الغير حكوميه الناشطه في البلدان العربيه ،بحيث يمكن القول ان عبارة المجتمع المدني اصبحت العنوان الرئيسي في الخطاب النخبوي العربي ،على حساب مفاھيم وعبارات كانت اقرب الى الواقع العربي وما زالت ،واكثر قدره على مخاطبة العقل النخبوي العربي ،واكثر ﺗفاعل مع الجماھير ،والوعي العفوي العربي ،وأقصد بذلك مفاھيم التحرر القومي والتنمية والعدالة االجتماعية والتقدم والوحدة واالشتراكية والعداء لإلمبريالية رغم حدة الصراع مع العدو الصھيوني ومشروعه التوسعي االحاللي االستيطاني الكولونيالي. ان مفھوم المجتمع المدني ،رغم انتشاره كعباره رنانه منذ قرنين من الزمن ،اال انه يعاني من االغتراب في كافة شرائح المجتمع ،وفي افكار الفئه النخبويه في مجتمعاﺗنا العربيه ،ھذا االغتراب الذي يصل الى حد القطيعه مع كافة شرائح المجتمع والقوى السياسيه والمثقفه منھا في سياق ﺗطورھا الراھن ،ھذا التطور الذي يسير ببطء شديد التعقيد في ظل وجود خيوط الماضي ،المتمثله في بقاء االسس الماديه والمعرفيه للماضي ، مما ﺗعيق التغيير الديموقراطي والوطني وﺗكرس اعادة انتاج الماضي المتخلف بكافة اشكاله وعالقاﺗه االنتاجيه وﺗفاعلھا مع انظمة الحكم المطلق. ھذا الواقع شديد التعقيد في المجتمع العربي ،ال يعني البدا من حيث انتھى االخرون في المجتمعات المتقدمه التي بدات بالراسماليه وانتھت بالعولمه المتوحشه ،الن مجتمعاﺗنا في في واقع الحال لم ﺗشھد حركة ﺗطور فكريه وانتاجيه وصناعيه كما شھدت اوروبا بل ھي اصال لم ﺗدخل عالقات انتاج بعد ،حتى ما نشھده من مظاھر حداثه في بعض العواصم العربيه ،ال يعبر عن الحداثه الحقيقيه ،بل يبدو مظھريا نوع من انواع الحداثه ،ولكن في حقيقة االمر ال يخرج عن مجتمع ال يزال قائم على الثقافه االسالميه والطائفيه والعشائريه ، فالمدن العربيه ھي مدن ريفيه بالمعنى االصح ،وطابع الحداثه الموجود فيھا ھو طابع ﺗقليدي استھالكي ،الن ھذه المجتمعات ال زالت ﺗعيش خارج التطور الطبقي ولم ﺗدخل في سياق ذاك التطور ،لذلك ما نشاھده ھو ھجين مشوه من عالقات اجتماعيه ال ﺗخرج عن ھجين مشوه من عالقات انتاجيه ،بل ھي مجتمعات ال ﺗزال ﺗعيش مرحلة االقطاع ،بل ھي مجتمعات ريفيه ﺗتمحور في عالقات طائفيه وذات طابع ثقافي اسالمي كمرجعيه لھذه المجتمعات ،وھذا يتيح لالنماط القديمه السيطره في معظم بلدانه ،وال يخرج عن ذلك دور الطبقه الوسطى بسسب عالقتھا الھشه مع المجتمع المدني العربي ،بسسب ارﺗباطاﺗھا الراسماليه الخارجيه او 47
بسبب اندماحھا باقتصاد الدول العربيه وانفاقھا وبالتالي السيطره عليھا ،لذلك دور الطبقه الوسطى في المجتمعات العربيه معدوم وال يمكن مقارنتھا بدور الطبقه الوسطى في المجتمعات االوروبيه. من ھنا يجب مراجعة مفھوم المجتمع المدني والظروف المحيطه به منذ بداية المجتمع االقطاعي في العصور الوسطي مرورا بالراسماليه والحداثه ،في سياق ﺗطور الشعوب االوروبيه ،وما لعبه ھذا المفھوم في احداث القطيعه مع الفكر الغيبي ومع عالقات الفكريه واالجتماعيه التي سادت عصر االقطاع ،مع االخذ بعين االعتبار انه ال يمكن ﺗكرار التجربه في مجتمعاﺗنا لما لھا من انماط فكريه واجتماعيه واقتصاديه مختلفه عن اوروبا ،ولكن ال بد من اخذ مضامين المجتمع المدني في الحاله االوروبيه واستبعابھا ومحاولة االستفادة منھا في واقعنا العربي المختلف ،.ومن ھنا ياﺗي نقد الدين في المرﺗبه االولى في سلم االولويات ،جنبا الى جنب مع احداث ﺗثيير جذري بنوي اجتماعي واقتصادي ،مع فھم ﺗطور التجربه االوروبيه والعبور الى الراسماليه ، ومع ما ﺗرافق ذلك من بنيه اجتماعيه وفكريه جديده ،وظھور المجتمع الليبرالي والدوله الليبراليه داخل المجنمع الصناعي باعتبارھما وجھان لعمله واحده ،ھنا ﺗبرز الحداثه والمجتمع المدني اللبرالي التحرري كنتيجه لبنيه فوقيه لنشاطات المجتمع ،.وﺗنظم العالقه بين المجتمع المدني والدوله الديموقراطيه الليبراليه.ومؤسسات المجتمع المدني. ان استمرار المجتمعات العربيه في النمط الزراعي العشائري شبه الراسمالي ،وشبه االقطاعي ﺗجعل من الدول الراسماليه التوسعيه من السھوله السيطره عليھا والتحكم في نموھا االقتصادي واالجتماعي لتبقى ﺗابعه ومتخلفه ،وما نشھده من مظاھر حداثه لھذه المجتمعات ھي زائفه ال ﺗعبر عن حقيقتھا ،في ظل اقتصادي مشوه وعالقات اجتماعيه مشوه ،وبالتالي في ظل ﺗلك الظروف من المستحيل اقامه مجتمع مدني حقيقي كما ھو الحال في المجتمعات االوروبيه ،وال ﺗختلف الدول التي ﺗشترك معنا في نظام التفكير والظروف االجتماعيه واالقتصاديه ،كما ھو الحال في الھند او بعض دول امريكا الالﺗينيه رغم اختالف االديان. ھناك عامل اخر في واقعنا العربي يختلف كل االختالف عن واقع التطور الطبقي الراسمالي الغربي ،ففي التطور الراسمالي الغربي ،ﺗطورت الراسماليه اوال ومن ثم سيطرت على مقاليد الحكم كنتيجه حتميه في ﺗطور اجتماعي ليبرالي بما يترافق مع مؤسسات المجتمع المدني ،ولكن العمليه في البلدان العربيه مقلوبة الھرم ،حيث يتم االسيالء اوال على السلطه ومن ثم الحديث عن انشاء اقتصاد متين ،وبالتالي ﺗصبح السلطه مصدر الثروه للمتطفلين مما يقوي الحكم المطلق وﺗزداد الھوه بين افراد الشعب والحكومات لتصبح مرﺗعا للفساد والظلم واالستبداد ،مما يغذي ظاھرة التطرف الديني في مواجھة الخالص بدل الديموقراطيه واالنتخاب من اجل التغيير ،الن ھذه الجماھير وصلت الى حالة الياس من أي ﺗغيير محتمل ،بسسب اقناعھا بالتطرف الديني اكثر من اقناعھا بالديموقراطيه الشكليه التي ال ﺗغير سيء.
كيف نكتب في نقد االديان لمتتبع لمنبر الحوار ال بد ان يالحظ شتى انواع الصراعات في شتى المجاالت ،صراعات فكريه ،دينيه ، ﺗصادم حضارات ،وشاشة الحوار اصبحت مكانا لتصفيه حسابات ،وال يخفى على كل نتابع منكم ما ﺗصل له االمور من شتم وسب وعصبيه ﺗخرج الكاﺗب عن وظيفته ككاﺗب ﺗنويري في الحوار والذي كانت رسالة 48
االولى ،وبما ان ھذه السجاالت ﺗخرج من واقع مادي وما ﺗبعه من نمط فكري ،نكون بذلك قد مسكنا طرف الخيط الذي نتحاور فيه مع كل اطياف الثقافات المختلفه والمتخلفه وصوال الى محاوره علميه بناءه من غير ﺗناقضات او ﺗشنجات لذلك وجھنا العنوان الى كيف نكتب ولمن نكتب؟ كما ﺗعلمنا في الماديه التاريخيه ان العالقات االنتاجيه في المجتمع ھي ھيكله العظمي التي يبنى ويكسى فوقھا انتاجه الفكري كما يكسى اللحم فوق العظم ،والمقصود ھنا باالنتاج الفكري ھو االنتاج الفلسفي والسياسي والفني والعلمي والمؤسساﺗي ،لذلك في سياق حل المشكالت وخاصه في المجتمعات المتخلفه كما الحال في واقعنا العربي ،ال بد من ﺗفسيير دقيق لنمط االنتاج وطبيعته ،واستدعاء البرامج والحلول لتطوير ذاك النمط والذي بالضروره سوف يؤدي الى ﺗطوير االساليب االنتاجيه والتي ﺗؤدي الى السمو واالرﺗقاء في المعرفه االنسانيه في السعي لحل المشكالت الراھنه ،والعي في نفس الدائره من اجل حلول لمشكالت قادمه. يقول ستالين" :إن المادة والطـبـيـعـة والكــائن ھي حقيقة موضوعية ،موجودة خارج اإلدراك أو الشعور وبصورة مستقلة عنه ،وأن المادة ھي عنصر أول ،ألنه منبه االحساسات والتصور والشعور ،بينما اإلدراك ثان مشتق ألنه انعكاس للمادة". ھو عنصر ٍ ان العالقه الحتميه والجدليه بين االنتاج الفكري والوسيله االنتاجيه ھي من يحدد البعد التاريخي وان لكل انتاج فكري ال بد ان يكون مرﺗبط بانشطه ماديه فختلفه ،ان ﺗعلم االنسان فن العماره ھو نابع من حاجته الى المسكن الذي يحميه ويقيه شر الحر والقر،والحيوانات المفترسه في عصر الرعي ،كذلك علم الفلك جاء من حاجة االنسان في معرفة االوقات المناسبه للرعي واالنتقال من مكان الخر ومعرفة اوقات الحصاد والبذار في عصر االقطاع وكذلك الحال في العلوم المتعلقه باالوبئه واالمراض من اجل درع خطرھا عنه .من ھنا نرى ان ﺗطور المعرفه جائت من المثل القائل :الحاجه ام االختراع في عالقه جدليه بين التطور المعرفي وبين نمط االنتاج السائد فقد ﺗمكن االنسان من الحصول على المعرفة عن طريق مالحظة ما يدور حولة دون ادراك كنھه او مكوناﺗه او القوى المحركة الكامنة في ﺗكويناﺗه، ولكن كافة العلوم ﺗطورت بالمالحظه والتجريب وھي المنھج العلمي في البحث والتطوير ،حيث ﺗبدا المالحظه أي المشكله ثم وصع الفرضيات ثم التجريب من اجل الحصول على النتائج ،وھذا ما يؤكد ان المعرفة ھي نتاج للتفاعل بين المادة وھي االساس وبين الفكر وھكذا ﺗبقى الحلقه ﺗدور عند ايجاد مسكله جديده وھنا ﺗكمن قصة االنسان في مسيرة حياﺗه. ان التحوالت الفكريه الكبرى لم ﺗحدث في مجتمعات بدائيه ،فتحول االنسان من عبادة القمر النجوم وغيره الى عبادة اله واحد لم ﺗكن سوى نتيجه لتحوله من انسان صياد الى عصر االقطاع حيث الملكيه الخاصه ،وما نشھده في عصرنا من ﺗراجع لالديان ال يخرج عن ھذا السياق 49
ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية ،كما البد له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ..وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية ،وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن عشر ،وايضا دور االشتراكيون ،الطوباويون ،ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي ولصالح طبقة البروليتاريا ..أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل. ﺗكمله لما سلف والن المحور المادي ما اعتمد عيه أي ان الواقع ھو من يحدد من يحدد الوعي االجتماعي وليس عكس ذلك اال انني ال انكر ان دعاة اولوية العقل على الماده في صناعة الحصارات سيستنكرون ما اكتب ولھم كامل الحريه في ذلك. بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ،لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ، وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ،بل اعطي الموضوع طابع نظري ،بعيدا عن طروحات المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ،حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية االسالمية بمعزل عن شؤون وقضايا الواقع وﺗناقضاﺗه ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة وليس سببا ،وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه .حيث ييقول ماركس " :إن الفالسفة ال يخرجون من األرض كالفطر ،بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا. اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ،وان أي فلسفه حقيقيه ھي من لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ،كما ان التطورات العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة. فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره ،وظلت الفاسفه اليونانيه ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت ﺗتناغم مع عصر االقطاع ،االمتد الى نحو ٤٠٠٠عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه ،وعلى الرغم ان الفلسفه اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ،حيث لم ﺗنكر وجود خالق رغم وثنيتھا ،ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ،حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد المجتمع االقطاعي وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد .......الخ 50
وفي اطار الصراع على ملكية االرض وملكية العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر الراسمالي الحديث ،وفي ذات االطار نشط العلماء والفالسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنھا من ﺗثبيت .. السيطرة وحيث ان الطبقه المسيطره كانت االقليه والعام من يقع عليه الظلم واالطھاد لجئت ھذه الجماعات باالستعانه بقوى غبيه واله غبيه لتخليصھا وكان ھذا منبع االديان .فاليھوديه جائت من جور المصريين على القبائل العربيه التى ھاجرت من اليمن وھم اليھود ولم يؤمنو بموسى اال بعد ما وعدھم بارض فلسطين لھم ولذريتھم من بعدھم ،وكذلك المسيحيه لم ﺗخرج عن االطار فكانت دعوه ضد ظلم الكھنه وضد ظلم الرومان ،وقد كان اﺗباع المسيح ھم من الرعاء والعبيد وكذلك اليھود فقد كان اﺗباع موسى بني اسرائيل وھم عبيد القبط، وھكذا كان االسالم ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاﺗيه اول من امن بالدعوه االسالميه المحمديه. ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ ..فاالرض ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع ،فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ..فيما المرأة في المنزل كخادمه للرجل الذي يخدم سيده. وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ،فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا .وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في المجتمعات االسالمية ،ومجتمعات العالم الثالث عموما ،من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ..حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي. ومثال ذلك االنسجام الواضح في ﺗعامل مختلف الحضارات مع المرأة لھو خير داللة على ان القوانين االجتماعية ﺗحددھا طبيعة نمط االنتاج االجتماعي وليس االنتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او العقل ..حيث ان نمط االنتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو ﺗباعدت المسافات واالزمان. ************ االشوريين ھم اول من فرض الحجاب على المرأة ..وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجھا باغراقھا بالماء ،فيما االغريق فرضوا عليھا حجابا كامال )كالنقاب االسالمي( ال يظھر منھا اال عينھا ،وقال عنھا ارسطو " إن الطبيعة لم ﺗزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ". ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملھا انتقد ارسطو رجال اسبرطة واﺗھمھم بالتھاون ، ،وكان الفقھاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولھم: لطيش عقولھن. ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة اال كانت ﺗلقى في النيل بعد ﺗزيينھا "عروس النيل" كقربان ،وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه .اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع 51
زوجته كجارية وينظر لھا الصينيون على انھا معتوھة محتقرة مخانة ال حقوق لھا. فيما ﺗحرق المراة نفسھا حية اذا مات زوجھا وجاء في ﺗشريع الھندوس :ليس الصبر المقدر والريح ،والموت والجحيم والسم واألفاعي والنار أسوأ من المرأة .كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بالد فارس ، وفرض عليھا احتجابھا حتى عن محارمھا ومنعت من ﺗرى احدا من الرجال اطالقا. وفي اليھودية لم ﺗنل المرأة ميزة أو حق ..بل كان بعض فالسفة اليھود يصفھا بأنھا " لعنة " ....وكان يحق لألب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ...وأن الصالح أمام ﷲ ينجو منھا " .و " شھادة مئة امرأة ﺗعادل شھادة رجل واحد ". وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جھنم ما عدا أم المسيح ، وﺗساءلوا ھل ﺗعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ . اما االسالم فقد اعتبرھا "ناقصة عقل ودين" وﺗابعة للرجل في كل شيء وحقھا باالرث نصف الرجل وشھادﺗھا نصف الرجل وليس لھا الحق بالوالية .كما كان العرب قبل االسالم يقتلون الفتيات لعدم حاجتھم لھم كقوة عمل الفقر. او العار من خوفا او وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لھا حق بالتملك حتى عام ،١٨٨٢ووفق القانون كانت المراة في انجلترا ﺗابعة لزوجھا ولم يرفع عنھا الحظر اال عام .١٨٨٣ ولم ﺗخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليھم اال في عام ،١٩١٩وفي المانيا وسويسرا لم ﺗعدل قوانين الحجر عل النساء اال في اوائل القرن العشرين .واصبح للزوجة مثل ما لزوجھا من حقوق. ذكرنا فيما سلف من مقاالت كيفية نشاة االديان كواقع دنيوي ال االھي فرضته طبيعة النظام االقطاعي الممتد الى اكثر من ٤٠٠٠عام. وان مجتمعات االقطاع افرزت قوانينھا وثقافتھا كافرازات المجتمع االقطاعي وحددت مكانة المراه والرجل بما يتناسب مع طبيعة النظام االقطاعي ،فغطاء الراس للمراه دالاله على وضع المراه المھين في عصر االقطاع ،وان ما نراه االن من ھذا الموروث في كثير من المجتمعات الشرقيه كھو امتداد لنمط االقطاع ، فرضته مرحلة النظام االقطاعي وسينتھي متى ما دخلت ھذه المجتمعات النمط الراسمالي . وقد فرض النظام االقطاعي منظومة الفكريه واالخالقيه والقانونيه بما يتالئم مع نمط االنتاج السائد ،من اجل ﺗنميته واﺗساعه ،فالنمط الفكري ھو لحظه زمانه ومكانه ،وقد ﺗم ﺗحديد الممنوعات والمسموحات كتنظيم للحياه في ذلك العصر كجزء من مرحله ﺗاريخيه مر بھا االنسان وان كانت ھذه المنظومه االقطاعيه معمول بھا في كثير من المجتمعات التى لم ﺗتخطى مرحلة االقطاع ،ان السلطه اھم افرازات المجتمع االقطاعي معبره عن انتقال االنسان من مرحلة الرعي الى مرحلة االستقرار والزراعه ،فكان الحاكم ھو راس السلطه ويمثل االله على االرض بل ھو االله نفسه وله معاونون او وزراء يساعدونه في ﺗسيير شؤون الرعبه ، وكذلك الكھان فھم يتبعون الملك مباشره النھم عنصر االستقرار االجتماعي والسياسي .
52
فالحاكم صلة التواصل بين الرعيه واالله ،ولذلك كان الوالء المطلق بين الكنھة والحاكم لتثبيت السلطه ،بل كانت السلطه ذكوريه ﺗنتقل بالوراثه بامر االله ،وما زالت ھذه المنظومه في المجتمعات التى لم ﺗدخل الراسماليه والبدائيه في شتى اصقاع االرض،ومن ھنا نرى وظيفة االديان في المجتمعات االقطاعيه ، ،ولم ﺗتمكن اوروبا من التخلي عن المنظومة المستمدة من الشريعة السماوية اال بعد ان ﺗمكنت من االنتقال من نمط االنتاج االقطاعي الى نمط االنتاج الراسمالي. ان االديان جميعھا ما كانت اال منظومه قانونيه واخالقيه وجدت لتنظيم العالقه بين االله واالنسان وﺗنظيم العالقة بين االنسان واالنسان في عمر االنسان الطويل على ھذا الكوكب وعبر مراحل ﺗطوره من مجتمعات الرعي الى مجتمعات الممالك واالقطاع ،كانت واقع لالنتاج المادي في الزمان والمكان ،وقد نشات االف االديان واندثرت مع انتقال االنسان من الرعي الى الدوله المركزيه واالستقرار حيث نشات ديانات جديده ان ما بقى من ھذه االديان سوف يندثر حسب التطور واالرﺗقاء في االنتاج ، ان التجربه التاريخيه ﺗقول ان المجتمعات التى ﺗعبر النظام االقطاعي الى الراسمالي من ناحيه حتميه سوف ﺗضع االديان في دور العباده واالستعاضه عنھا بمنظومه جديده وقوانين وضعيه بما يتناسب مع نمط االنتاج الجديد والعالقات االجتماعيه الجديده . ان الجتمعات االسالميه ال ﺗخرج عن ھذه المنظومه منذ االف السنين وال يمكن ﺗغيرھا اال بتغيير انماط االنتاج واالرﺗقاء بھا الى انماط انتاجيه جديده ،ﺗفرز عالقات اجتماعيه جديده ،اما مسالة نقد الدين كدين ال ﺗجدي نفعا بل ﺗعطي نتيجه سلبيه لھذه المجتمعات وﺗغذي التطرف واالرھاب الذي ھو في شرع ھذه المجتمعات مستمد من ﷲ ،عند ھذه المرحله سوف نجد الدين االسالمي كغيره من االديان قابع في دور العباده بعيدا عن الحياة ومستجداﺗھا ان جميع الديانات في عصر االقطاع حاربت المعرفه ونبذﺗھا ،وجعاﺗھا من اختصاص الحاكم وحكرا عليه او من يعينه الحاكم من الكھان ورجال الدين لتصبح حكرا عليھم وغيبتھا عن العوام من الناس او الرعيه من اجل الطاعه المطلقه لصاحب السلطه في البر والسماء ،وفي ھذا السياق اعتبرت الديانات الثالث المسيحيه واليھوديه واالسالميه االقتراب من المعرفه من المحرمات والممنوعات التي ﺗغضب ﷲ وممثله على االرض ،وال عجب ان جميع الديانات في قصة الخلق ﺗقول ان ﷲ غضب على ادم عندما اغوﺗه حواء واكل من شجرة المعرفه ،أي كان مسموح له كل شيء ما عدا المعرفه . وﺗتشابه المنظومه الفكريه لجميع الديانات في عصر االقطاع سواء كانت سماويه او ارضيه ،مما ياكد ﺗشابه نمط االنتاج السائد ،ونعطي امثله للديانات السائده في ﺗلك الحقب ":الديانة الھندوسية في الحضارة الھندية مثال وھي التي عاصرت حضارات مصر والشام وما بين النھرين ،ﺗضمنت وصاياھا االحترام الشديد من قبل صغار السن لمن ھم اكبر منه سنا ،وﺗعظيم مكانة االبوين ،وان يسعى الى النعيم في االخرة ،وبذلك عليه ان يتحمل االذى بالدنيا ،وان يتحلى االنسان بالتسامح واال يرد االساءة بمثلھا ،كما ﺗحرم الھندوسية القمار ،وكل اشكال الرھانات ،وﺗعتبر المال المكتسب منھما كسبا غير مشروع ،كما حرمت السرقة والكذب والنفاق والتدليس ،والتنجيم ،وﺗحرم الرشوة والمكر والخبث ،والمومسة والزنا والغش ،والخمر وﺗعتبره نجسا". وفي ديانة الصابئه وھي ديانه نشات في العراق سنة ٢٥٠٠قبل الميالد واعتقد ان لھا اﺗباع لحد االن ،اكدت 53
على االله الواحد واكدت على ﺗقديم العبادات له وحرمت الزنا والغش وحرمت زواج غير الصابئه وحرمت الطالق وحرمت شرب الخمر والميت والكواسر من الطير وحرمت الرھبنه وﺗعذيب النفس ونجدھا متطابقه الى حد كبير جدا مع المنظومه الفكريه لالسالم حيث يمكن التدقيق في التص التالي : وا ِب ِه َشيْئا ً َوبِ ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َسانا ً َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ في سورة االنعام } قُلْ ﺗَ َعالَ ْو ْا أَ ْﺗ ُل َما َح ﱠر َم َر ﱡب ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم أَالﱠ ﺗُ ْش ِر ُك ْ وا أَ ْوالَ َد ُكم س الﱠتِي َح ﱠر َم ّ طنَ َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ ق نﱠحْ ُن نَرْ ُزقُ ُك ْم َوإِي ﱠاھُ ْم َوالَ ﺗَ ْق َرب ْ ﷲُ إِالﱠ ظھَ َر ِم ْنھَا َو َما بَ َ ش َما َ وا النﱠ ْف َ اح َ ُوا ْالفَ َو ِ ﱢم ْن إ ْمالَ ٍ ال ْاليَتِ ِيم إِالﱠ بِالﱠتِي ِھ َي أَحْ َس ُن َحتﱠى يَ ْبلُ َغ أَ ُش ﱠدهُ َوأَوْ ف ُ ْ ق َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُك ْم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ ْعقِلُونَ َ .والَ ﺗَ ْق َرب ْ بِ ْال َح ﱢ وا ْال َك ْي َل ُوا َم َ ﷲ أَ ْوفُ ْ ْط الَ نُ َك ﱢلفُ نَ ْفسا ً إِالﱠ ُو ْس َعھَا َوإِ َذا قُ ْلتُ ْم فَا ْع ِدلُ ْ وا َذلِ ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه وا َولَ ْو َكانَ َذا قُرْ بَى َو ِب َع ْھ ِد ّ ِ َو ْال ِمي َزانَ بِ ْالقِس ِ اطي ُم ْستَقِيما ً فَاﺗﱠبِعُوهُ َوالَ ﺗَتﱠ ِبع ْ ق بِ ُك ْم عَن َس ِبيلِ ِه َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم ُوا ال ﱡسبُ َل فَتَفَ ﱠر َ ص َر ِ لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ َذ ﱠكرُونَ َ .وأَ ﱠن ھَـ َذا ِ ﺗَتﱠقُونَ { ) األنعام ( ١٥٣ - ١٥١: . ُ اع ٍم يَ ْ ي ُم َحرﱠما ً َعلَى َ ط َع ُمهُ إِالﱠ أَن يَ ُكونَ َم ْيتَةً أَ ْو دَما ً ﱠم ْسفُوحا ً أَ ْو ط ِ وفي اية اخرى } قُل الﱠ أَ ِج ُد فِي َما أ ْو ِح َي إِلَ ﱠ ير فَإِنﱠهُ ِرجْ سٌ أَ ْو فِسْقا ً أُ ِھ ﱠل لِ َغي ِْر اللجّغ ِه ِب ِه { ) األنعام ( ١٤٥ : نز ٍ لَحْ َم ِخ ِ . الديانه اليھوديه كما ﺗشير المراجع التاريخيه ما ھي اال امتداد لديانة اخناﺗون ،فالى جانب التاكيد على وحدانية ﷲ وان كل الديانات االخرى باطلة ،فقد حرمت السرقة والزنا والقتل وشھادة الزور )ضد االقرباء فقط( الشھوة )اذا وجھت لالقرباء فقط( ،كما حرمت كل ما ورد في الصابئة مثلھا مثل االسالم ،ودعت الى ذات الفضائل التي وردت في المنظومة االخناﺗونية والصابئية واﺗخذت من شريعة حمورابي اساسا لقانون العقوبات مع بعض التعديل )القاﺗل يقتل والسارق يدفع ﺗعويضا والزانية ﺗقتل الى اخره ،وھي عقوبات ﺗتطابق الى حد كبير مع العقوبات التي وضعھا الدين االسالمي كذلك الوصايا المسيحيه ھي نفسھا الوصايا اليھوديه مع ﺗعديل عليھا بسبب التحالف بين كھنة اليھود واالمبراطوريه الروملنيه وقد كان ذاك التعديل ثوري على الظلم )خروج(١٧/١ ،٢٠: ووصايا الديانه البوذيه كانت عشرة وصايا : " :ال ﺗقتل ،ال ﺗسرق ،كن عفيفاً ،ال ﺗكذب ،ال ﺗشرب الخمر ،ال ﺗغن وال ﺗرقص ،وﺗجنّب مالبس الزينة ،ال ﺗستعمل فراشا ً كبيراً ،ال ﺗقبل معادن كريمة، ﺗأكل بعد الظھر ،ال ِ وھناك وصايا ﺗتعلّق بما يجب أن يق ّدم من االحترام لبوذا والشريعة وھي السيرة الجيّدة ،والصحة الجيّدة ،والعلم " القليل. ونالحظ فيھا االبتعاد عن المعرفه ايضا. كذلك الحال في الديانات الزردشتيه والمجوسيه وغيرھا ،فلم ﺗختلف جميع ﺗلك الديانات في الجوھر وانما اختلف فقط في بعض الشكليات ﺗاكيد ھنا او ھناك زياده في جانب ونقصان في اخر وھكذا ولكن جوھرھا ھو واحد قائم على الخير والشر بما يتالئم مع طبيعة النمط االنتاجي االقطاعي ھذة بعض المقاالت ادم عربي adamarabi2000@yahoo.com 54