كتاب ابحاث ماركسية ,, ادم عربي

Page 1

‫ﺃﲝﺎﺙ ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﻪ‬ ‫الدكتور ‪ :‬آدم عربي ‪ ..‬مقاالت مختارة‬

‫االعالم الجديد‬ ‫]ﺗﺴﻌﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻻﻋﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪ ..‬اﻟﻰ اﺻﺪار ﻛﺘﺐ وﻛﺘﻴﺒﺎت وﻣﻠﻔـﺎت‬ ‫اﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮاءة ﻣﺠﺎﻟﻨﺎ ‪ ..‬ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺪف اﻟﺮﺑﺢ ‪ ..‬واﻧﻤﺎ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ‬ ‫واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ‪ ..‬وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻘـﺎريء ﻋﻠﻰ اﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻋﻪ اﻟﻌﻘـﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ‪[.‬‬

‫]االصدار الرابع عشر‬

‫[‬


‫أﺑﺤﺎث ﻣﺎرﻛﺴﻴﻪ‬ ‫اول ما اريد مناقشتة وھو الحرية ‪ ،‬بمعناھا الحقيقي ‪ ،‬فالنظام االشتراكي ھو الذي ﺗحقق فيه الحرية الحقيقيه‬ ‫للمجتمع وھو وحده القادرة على ﺗوفيير الحرية الحقيقيه ‪ ،‬مقابل الحرية الزائفه في النظام الراسمالي ‪ ،‬او‬ ‫الحرية الوھميه ‪ ،‬ومن الجدير ذكرة ان مؤيدي النظام الراسمالي ھم اكثر الناس حديثا عن قيم حرية النظام‬ ‫الراسمالي ووصل بھم االمر الى ﺗسمية بلدان النظام الراسمالي بالعالم الحر ‪ ،‬وھي في حقيقتھا ليست سوى‬ ‫حرية وھميه والحريه الحقيقية ھي فعال حرية االقتصاد ‪ ،‬وحرية السوق ‪ ،‬ان قيم الحرية التي وطدﺗھا‬ ‫الراسمالية في مراكزھا ‪ ،‬قد بان وجھھا الحقيقي ولم ﺗكن سوى مظھرا راقيا من مظاھر العبودية ‪ ،‬اين او لمن‬ ‫الحرية في النظام الراسمالي ؟ ھل ھي للعامل ام صاحب العمل ؟ ال شك ان اختالف واختالل ميزان القوى بين‬ ‫العامل والراسمالي سيجعل من حرية العامل امرا ال معنى له ‪ ،‬مقابل استبداد الراسمالي ‪ ،‬وما دام العامل‬ ‫بحاجه لصاحب العمل من اجل البقاء على الحياة ‪ ،‬ستكون ﺗلك الحرية وسيلة اضطھاد وظيفة الدولة المصادقه‬ ‫عليھا ‪ ،‬من االمثلة على الحريات المزيفة في النظام الراسمالي ‪ ،‬ما يسمى بحرية الصحافة ‪ ،‬وللحق فان حرية‬ ‫الصحافه كما نفھمھا باالمر الجيد والحسن ‪ ،‬فليس اسمى من حرية الصحافه ‪ ،‬ولكن ھل حقا في الراسمالية‬ ‫حرية صحافة ؟ ان مجرد استخدام االعالن يجعل من ﺗلك الحرية شكلية ‪ ،‬فاالعالن ﺗحت ﺗصرف الشركات‬ ‫الكبري والمؤسسات الراسمالية ‪ ،‬ان المالكين صناع االعالم ‪ ،‬والجريدة او الصحيفة التي ﺗحترم نفسھا والتي‬ ‫ﺗنتقد الوضع القائم فيتم محاربتھا وﺗمنع عنھا االموال حتى االفالس ‪ ،‬ومثل ھذا الكالم ينطبق عند التحدث عن‬ ‫حرية التعاقد بين العامل ورب العمل ‪ ،‬في االشتراكية يتم ارساء حرية حقيقية بعيدة عن سطوة راس المال ‪،‬‬ ‫حرية ﺗنبع من الجذور ال ﺗظفو على السطح ‪ ،‬انھا حرية التحكم في وسائل االنتاج والتخلص من قيود االنتاج‬ ‫الصدئه ‪ ،‬انھا الحرية الحقيقيه عندما يتخلص االنسان من قھر راس المال ويفتح االفاق امام ولحرياات اخرى ‪،‬‬ ‫من الممكن ان ﺗكون ھذه الحريه وما يتبعھا من حريات غير صارخه كما يتشدق اعداء االشتراكية ومؤيدو‬ ‫الليبراليه والنيوليبرالية ‪ ،‬اال انھا حريات حقيقيه لجميع المواطنين ‪ ،‬فمثال ﺗتحول حرية الكلمة من حرية‬ ‫التزوير الى حرية البحث وراء وما بعد الحقيقيه ‪ ،‬وﺗصبح المعارف والحقائق بيد كل الناس لتحررھم من‬ ‫الكذب والوھم والتضليل ‪ ،‬بدل التشنيع السطحي التافة والذي يقدمه االعالم الراسمالي على انه نقد عميق‬ ‫للمجتمع ‪ ،‬وعلى نطاق الحياة الحزبية ‪ ،‬فمتى ﺗمثل االحزاب طبقات الشعب ؟ ال ان ﺗمثل اناس ليس لديھم اي‬ ‫عالقه بھموم الشعب اال لكونھم الممولين الراسماليين ‪ ،‬وقتھا يصبح لالحزاب القدرة على عكس موازيين‬ ‫القوى بين طبقات المجتمع ‪ ،‬عند ذلك ﺗصبح اداة قويه للتغيير في المجتمع االشتراكي ‪ ،‬واما القول عن حرية‬ ‫المنافسة وان اعداء االشتراكيه ينكرون على االشتراكية ھذة الحرية فالقول الفصل في ذلك ان حرية المنافسة‬ ‫كفلتھا االشتراكية ‪ ،‬لكنھا ليست حرية في استنزاف االرباح في افراد المجتمع بل ھي حرية المنافسة في خدمة‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫ان قيم مثل المضاربة ‪ ،‬المقامرة ال ﺗعترف بھااالشتراكية ‪ ،‬بل ﺗقف ضدھا وﺗحاربھا النھا نشاط اقتصادي ال‬ ‫شرعي ال يقابلة اي عمل او اي مجھود ‪ ،‬بل اقصى جھد كان قد بُذل به ‪ ،‬ذكاء المضارب او العب القمار ‪،‬‬ ‫وﺗسعى االشتراكية دائما ومن ضمن اھدافھا المحورية محاربة الفصل الحاسم بين راس المال والعمل المنتج ‪،‬‬ ‫عندما ﺗصبح الملكية اجتماعية ويشعر كل شخص انه يعمل في ملكة ‪ ،‬وﺗعظم االشتراكية من قيم العمل ‪ ،‬وقيمة‬ ‫العمل واھميته ‪ ،‬ومن ھنا ﺗسعى االشتراكية الى جعل لكل فرد في المجتمع مستوى يعادل ما بذله من جھد او‬ ‫‪2‬‬


‫مساوي لما بذلة من جھد للمجتمع ‪ ،‬وبذلك ﺗتخص االشتراكية من الطفيليات التي ﺗعيش على جھد االخرين ‪،‬‬ ‫حيث من ال يعمل ال ياكل‪.‬‬ ‫وھكذا يبدو جليا لنا بأن االشتراكية في كينونتھا وفي جوھرھا مذھب إنساني راقي ھدفه السامي ھو رد القيم‬ ‫اإلنسانية الى معناھا الحقيقي االصيل والذي ينسجم مع فطرة االنسانية و التي شوھتھا الراسمالية ‪ ،‬وﺗھدف في‬ ‫النھاية إلى نشر بين الناس اﺗجاھات معنوية وقيمية لم ﺗالفھا البشرية فيما مضى من عھود سابقة حيث كان‬ ‫استغالل اإلنسان لإلنسان وإمتھانه لكل ما يعتّ ُز به من قيم‪.‬‬ ‫‪$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$‬‬

‫ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻟﻜﻞ ﺣﺴﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﱃ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ‬ ‫ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻟﻜﻞ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺘﻪ‬

‫الماركسية اللينينية ھي من طبقت االشتراكية على ارض الواقع ‪ ،‬فالنظام االشتراكي ھو في جوھره نظام‬ ‫اقتصادي اجتماعي ‪ ،‬قائم على نزع الملكية الخاصة وﺗحويلھا الى عامه ‪ ،‬اي ملكية وسائل االنتاج ‪ ،‬من اجل‬ ‫خدمة المجتمع ‪ ،‬والغاء استغالل االنسان الخية االنسان كما ھو الحال في النظام الراسمالي الذي ھو نقيض‬ ‫‪.‬‬ ‫االشتراكي‬ ‫ﺗعددت المذاھب والنظريات التي ﺗحدثت عن االشتراكيه اال ان الماركسية اللينينية ھي من اخرجت ھذا المفھوم‬ ‫الى حيز الوجود ‪ ،‬واولھا االشتراكية السوفيتيه ‪ ،‬ان االساس التي ﺗقوم علية االشتراكية ھي ﺗلبية الحاجات‬ ‫الماديه والروحية للمجتمع ‪ ،‬والقضاء على االستغالل ‪ ،‬كما ھو النظام الراسمالي ‪ ،‬والقضاء على االغتراب‬ ‫الروحي ‪ ،‬ولذلك في النظام االشتراكي حيث قدسية العمل ھي بديل قدسية الملكية الخاصة وما يتبعھا من معاناة‬ ‫للطبقة المضطھدة ‪ ،‬قدسية العمل في النظام االشتراكي ھي قاعدة اساسية ولذلك من ال يعمل ال ياكل ‪.‬‬ ‫ان المجتمع االشتراكي مرحلة ﺗمھيديه لمرحلة اكثر انسانيه واكثر امميه وعدل وھي المرحلة الشيوعيه ‪،‬‬ ‫المرحلة االشتراكيه يقع على عاﺗق الطبقة المسيطرة وھي البروليتاريا محو الطبقات ﺗدريجيا وھي مرحلة‬ ‫يمكن وصفھا بانھا مزيج من بقايا النظام الراسمالي السابق والمرحلة الجديدة ‪ ،‬لذلك المجتمع لم يتخلص بعد‬ ‫من القيم الراسمالية رغم التغيير االقتصادي والمادي الجديد ‪ ،‬لذلك في مرحلة االشتراكية الشعار المطروح "‬ ‫من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله " ما ھو في حقيقته اال خليط من قيم برجوازيه مع اشتراكيه ‪ ،‬وھو‬ ‫بمفھوم العدالة المطلقة او المساواة ‪ ،‬ال يمثلھما ‪ ،‬فالعمل ھنا او لكل حسب عملة ال يمثل المساواة ولكنه يحقق‬ ‫الحد االدنى منھا ‪ ،‬اذن ھي صيغة لرفع االنتاجية بما يتالئم مع خروج النظام االشتراكي من رحم الراسمالية ‪،‬‬ ‫وبذلك يتحول المجتمع من مجتمع متناحر طبقيا الى مجتمع يوحد ﺗطلعات ومصالح قوى االنتاج ‪ ،‬ھذا مع‬ ‫‪3‬‬


‫التاكيد على دكتاﺗورية البروليتاريا النھا الطبقة التي ﺗضطلع بھذه المھمة ‪ ،‬سيما وان الصراع الطبقي سوف‬ ‫يكون على اشدة ‪ ،‬اساسة بقايا البرجوازية ‪.‬‬ ‫اما الشيوعية فھي حركة متقدمه جدا وﺗاﺗي بعد العبور االشتراكي بسالم والذي لم يتحقق بعد ‪ ،‬ان مھمة‬ ‫الشيوعية السيطرة على المجتمع وثروﺗة ومقدراﺗة لصالح كل فرد في المجتمع بالتساوي والعدل المطلق ‪ ،‬وھنا‬ ‫ليس لفرد ميزة على فرد اخر بالمزايا التي ﺗعود على المجتمع بالفائدة ‪ ،‬بل انت المجتمع وصل الى حالة‬ ‫انسانية وقيمية غير مسبوقة قائمة على مصلحة المجتمع وال مكان للقيم البرجوازيه كما في مرحلة االشتراكيه‬ ‫اذا ما قُدر عبورھا بسالم ‪ ،‬لذلك شعار المرحلة الشيوعيه " من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته " وفي ھذا‬ ‫الشعار مساواة ال نھائيه ليس فيھا اي بعد برجوازي ‪ ،‬ان المنتقدين للمرحلة االشتراكيه وخصوصا من شعار‬ ‫من كل حسب عملة ال يميزون ان النظام االشتراكي ُولد من رحم الراسماليه ولذلك ال بد ان ينصبح من النظام‬ ‫القديم ‪ ،‬وھنا التحدث عن االجحاف في ﺗوزيع الثروة يبدو ال اھمية له مقابل التحول االعظم وھو الشيوعيه ‪،‬‬ ‫ان لينين من اھم من دافعوا عن الشيوعيه وال ننسى اسھامات الفيلسوفه روز لكسمبورج التي نادت بالشيوعية‬ ‫كتطور حتمي لالشتراكية ‪.‬‬

‫ﺗناقضات الطبقة العاملة‬ ‫ادم عربي‬ ‫الحوار المتمدن‪ -‬العدد‪٢٣:٠٤ - ٢٦ / ٦ / ٢٠١٣ - ٤١٣٥ :‬‬ ‫المحور‪ :‬ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية‬ ‫عصر الكمبيوﺗر ‪ ،‬عصر التكنولوجية الرقمية الرفيعة ‪ ،‬عصر العولمة ‪ ،‬عصر االزمات المالية ھي سمة‬ ‫وديدن حاضرنا الذي نعيش ‪ ،‬ھي الدول ريعية االنتاج ‪ ،‬متربعة على عرش الثروة وھي واحدة من مھازل‬ ‫االقتصاد السياسي والعلمي ‪ ،‬فالدول البترولية والتي ﺗقتصر ثروﺗھا في استخراج بترولھا من باطن االرض‬ ‫وﺗصديرھا للخارج دون ﺗعقيدات عالقات انتاج رأسمالية ‪ ،‬وھي اذ ذاك ﺗستخرج دوالرات بكميات ھائلة بقدر‬ ‫ضخامة مخزوناﺗھا ‪ ،‬دون اثر على بنية المجتمع سواء كانت مادية او فوقية ‪ ،‬وھي بذلك ‪ ،‬ﺗلك الثروة ‪ ،‬وفي‬ ‫عصرنا ﺗُشكل عائق حقيقي امام مجتمعاﺗھا التي لن ﺗبارح وستظل ﺗُراوح مكانھا وﺗعيد انتاج نفسھا بما ورثته‬ ‫من ﺗخلفھا وان كانت من أعلى دخول العالم ‪ ،‬فتلك الدول ﺗفتقر لطبقة عاملة يمكن ان يُبنى عليھا ﺗناقضات ﺗقود‬ ‫الى ﺗغيير في بنية المجتمع ‪.‬‬ ‫ﺗلك المجتمعات ﺗعيش على اقتصاد الخدمات سواء مستوردا او محليا ‪ ،‬وھي بذلك ﺗكتفي بما لديھا من ثروة‬ ‫ريعية ‪ ،‬حيث انتاجھا الخدمي ال يُضيف لھا مليما واحدا وانما ﺗعظيم ھنا ونقصان ھناك ضمن ما ھو متوفر‬ ‫اصال من الثروة ‪ ،‬ان غياب الطبقة العاملة في ﺗلك المجتمعات ﺗُساھم في ﺗشوية وﺗناقضات الطبقة العاملة ‪،‬‬ ‫‪4‬‬


‫كون الطبقة العاملة ليست اال مفتاح التغيير العالمي من خالل ﺗناقضاﺗھا وﺗمظھر وعيھا الطبقي ‪ ،‬ولكن اذا كان‬ ‫ھذا ھو الحال في المجتمعات الريعية ‪ ،‬فما ھو الحال في المجتمعات المتطورة ؟ ‪.‬‬ ‫ان الصورة ﺗبدو متشابه وھي شائكة ﺗاريخية كما ﺗبدو لي ‪ ،‬فالمراكز الراسماليه العالمية ‪ ،‬صاحبة قوانين‬ ‫فائض القيمة ‪ ،‬ملھمة ماركس في ﺗحليل اقتصادھا ﺗعيش في حالة فوضى اقتصادية جوھر انتاجھا العمل‬ ‫الخدمي الذي ال يضيف جديدا للثروة الوطنية ‪ ،‬ان المراكز الرأسمالية والتي خرجت منذ قرنين من االنتاج‬ ‫الريعي وعبرت الرأسمالية وطورت المجتمعات الى المدنية والحضارة بعالقة العامل بالماكينه ‪ ،‬وخلقت‬ ‫الثروة ‪ ،‬وطورت مفھوم الطبقة العاملة ومفھوم الوعي الطبقي ‪ ،‬طريق التغيير والولوج الى مجتمع اكثر رقاءا‬ ‫وﺗقدمية ‪ ،‬ھبطت لوحل السكون الطبقي او التدجين الطبقي ‪.‬‬ ‫بنظرة سريعة للمجتمعات الراسمالية نرى ﺗراجع رھيب في اعداد الطبقة العامله لحساب ﺗنامي عمال الخدمات‬ ‫‪ ،‬بمعنى اخر ﺗراجع في الثروة الوطنية لصالح التضخم ومن ثم المديونية ‪ ،‬ان ﺗراجع الطبقة العامله لھو ھزيمة‬ ‫لالنسانية والمكانية ﺗطورھا فوقيا ‪ ،‬ان ﺗراجع الطبقة العاملة سنح الفرصة لتنامي القوى الرجعية غير التقدمية‬ ‫‪ ،‬اول مظاھرھا خروج البرجوازية الوطنيه عن دورھا التقليدي والھروب خارج حدود الوطن لالحتفاظ‬ ‫برساميلھا ‪ ،‬بعدما وجدت في العولمة المنقظ لھا ‪ ،‬سيما وان العولمة مشروع الطبقة الحاكمة التي وجدت فيھا‬ ‫التحكم بمسار العالم السياسي واالقتصادي ‪ ،‬والعولمة ھي صمام امان العالم االن من االنھيار التام ‪.‬‬ ‫ان الكمبيوﺗر والتكنولوجيا الرقمية وان كانت صناعات رأسمالية متطورة وصناعات معرفة وثمرة ذكاء‬ ‫االنسان وعلى اھميتھا في االقتصاد لم ﺗستطع انقاظ الطبقة العاملة من االنقراض النھا ﺗتضمن احتكار المعرفة‬ ‫ومحدودية استيعاب الطبقة العاملة وھي صناعات احتكارية ﺗمثل نوع من ﺗطور راس المال باﺗجاة ﺗعظيم راس‬ ‫المال على حساب المجتمع وخصوصا الطبقة العاملة ‪ ،‬وان العولمة ھي باب الثراء لتلك الشركات على حساب‬ ‫دخل الفرد في المركز الراسمالي ‪.‬‬ ‫ان اھمية االنتاج الراسمالي ﺗكمن في طبقة عاملة عريضة وغنية ‪ ،‬ﺗستطيع استيعاب انتاجھا اوال ‪ ،‬فبقدر‬ ‫ﺗعظيم الطبقة العاملة ﺗُخلق الثروة الوطنية وھي ثروة الوطن او المجتمع الحقيقية ‪ ،‬ان الوضع االن في المراكز‬ ‫الراسمالية اشبة باالقتصاد الريعي مع فارق ان االقتصاد الريعي جالب لثروة حقيقية ‪ ،‬في االقتصاد الريعي‬ ‫والدول البتروليه مثال ‪ ،‬سلعتھا في ما ﺗستخرجة من باطن االرض ‪ ،‬اما المراكز الراسمالية والواليات المتحدة‬ ‫افضل مثال فسلعتھا ھي ما ﺗطبعه من دوالر ‪ ،‬ان اقتصادھا الريعي ھو الدوالر ‪ ،‬لذلك لن ﺗسمح الواليات‬ ‫المتحدة الي قوة في العالم كسر ھذه المعادلة ولو اضطرت لخوض حرب عالمية ‪ ،‬فباسم العولمة والبنك‬ ‫الدولي اداﺗھا يتم نبذ اي اقتصاد مستقل او بناء اقتصاد مستقل يُغرد خارج السرب ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫اﻟﺼﺮاع اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻳُﻔﺴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‬ ‫الحقيقيه ما دفعني الى كتابة ھذه السطور ھو مناقشتي مع الدكتورة ندا الغاد التي اكن لھا كل االحترام وان‬ ‫اختلفنا في وجھات النظر فالدكتورة ال ﺗرى مطلقا حدوث اي صراع طبقي في التاريخ قبل ظھور طبقة‬ ‫البرجوازية في اوروبا ‪.‬‬ ‫في كل مجتمع عبر العصور ﺗتعارض وﺗتصادم مطامح البعض مع البعض االخر ‪ ،‬وليست الحياة االجتماعية‬ ‫سوى ﺗناقضات وﺗناحرات بين افراد او مجموعات اساسھا اقتصادي ‪ ،‬وليس التاريخ اال رصد لتلك التناحرات‬ ‫سواء كانت بين الشعوب او بين افراد المجتمع نفسة ‪ ،‬ونظرية الصراع الطبقي نجحت في ﺗحليل مجمل‬ ‫الطموحات لدى جميع افراد اي مجتمع او عدد من المجتمعات ﺗحليال علميا ‪ ،‬حيث يقول ماركس في البيان‬ ‫الشيوعي " إن ﺗاريخ كل مجتمع إلى يومنا ھذا )ثم يضيف انجلس فيما بعد‪ :‬ما عدى المشاعية البدائية( لم يكن‬ ‫سوى ﺗاريخ صراع بين الطبقات‪ .‬فالحر والعبد‪ ،‬والنبيل والعامي‪ ،‬والسيد االقطاعي والقن‪ ،‬والمعلم والصانع‪،‬‬ ‫أي باختصار‪ ،‬المضطھدون والمضطھدين‪ ،‬كانوا في ﺗعارض دائم وكانت بينھم حرب مستمرة‪ ،‬ﺗارة ظاھرة‪،‬‬ ‫وﺗارة مستترة‪ ،‬حرب كانت ﺗنتھي دائما إما بانقالب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانھيار الطبقتين معا )‪(...‬‬ ‫أما المجتمع البرجوازي الحديث الذي خرج من أحشاء المجتمع االقطاعي الھالك فإنه لم يقض على التناقضات‬ ‫بين الطبقات بل أقام طبقات جديدة محل القديمة وأوجد ظروفا جديدة لالضطھاد وأشكاال جديدة للنضال بدال من‬ ‫القديمة‪ .‬إال أن ما يميز عصرنا الحاضر‪ ،‬عصر البرجوازية‪ ،‬ھو أنه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة‪ .‬فإن‬ ‫المجتمع أخذ باالنقسام‪ ،‬أكثر فأكثر‪ ،‬إلى معسكرين فسيحين متعارضين‪ ،‬إلى طبقتين كبيرﺗين العداء بينھما‬ ‫مباشر‪ :‬ھما البرجوازية والبروليتاريا " ‪.‬‬ ‫ويُضيف ماركس في في موضع اخر اھمية البروليتاريا وكيف انھا ھي الطبقة الثورية الوحيدة القادرة على‬ ‫التغيير حيث يقول " وليس بين جميع الطبقات التي ﺗقف اآلن أمام البرجوازية وجھا لوجه إال طبقة واحدة‬ ‫ثورية حقا ھي البروليتاريا‪ .‬إن جميع الطبقات األخرى ﺗنحط وﺗنقرض في النھاية مع نمو الصناعة الكبرى أما‬ ‫البروليتاريا فھي – خالفا لذلك – أخص وأساس منتجات ھذه الصناعة‪ .‬إن الشريحة السفلى من الطبقة‬ ‫المتوسطة وصغار الصناعيين والباعة والحرفيين والفالحين ﺗحارب البرجوازية من أجل الحفاظ على وجودھا‬ ‫بوصفھا فئات متوسطة‪ .‬فھي ليست إذن ثورية بل محافظة وأكثر من محافظة أيضا إنھا رجعية‪ .‬إذ أنھا ﺗريد أن‬ ‫ﺗدور عجلة التاريخ إلى الوراء‪ .‬وإن حدث وأن كانت ثورية فذلك ألنھا في حالة انتقال إلى صفوف البروليتاريا‬ ‫وبذلك ال ﺗدافع عن مصالحھا اآلنية بل عن مصالحھا المستقبلية وھي ﺗتخلى عن وجھة نظرھا الخاصة لتتخذ‬ ‫لنفسھا وجھة نظر البروليتاريا" ‪.‬‬ ‫ان النظرية الماركسية في الصراع الطبقي ﺗعمل في اشكال المجتمعات الثالث ‪ :‬العبودية واالقطاعية‬ ‫والراسمالية ‪ ،‬واساس ھذا الصراع ھو العامل المادي ‪ ،‬ففي جميع التشكيالت االجتماعية الثالث ھناك طبقة‬ ‫مسيطرة ﺗمتلك وسائل االنتاج وطبقة ال ﺗمتلك اال جھدھا وھو مصدر عيشھا وبقائھا على قيد الحياة ‪ ،‬ان ملكية‬ ‫وسائل االنتاج لطبقة معينه ﺗمنح ﺗلك الطبقة النفوذ والسلطة والمعنوية العالية واالحترام االجتماعي ‪ ،‬وفي‬ ‫الطرف االخر ‪ ،‬حرمان الطبقة المضطھدة من الملكية يجعلھا مكسورة نفسيا وغير محترمة اجتماعيا ‪ ،‬ان ھذا‬ ‫التناقض يولد حالة من الوعي الطبقي للطبقة المحكومه ‪ ،‬وان ھذا الوعي الطبقي يدفع بافراد ﺗلك الطبقة الى‬ ‫‪6‬‬


‫التنظيم الثوري ‪ ،‬مما يدفع افراد ھذة الطبقة بالثورة على مستغليھا ‪ ،‬ھذه الثورة ﺗؤدي الى ﺗحطيم المجتمع‬ ‫القديم وظھور مجتمع جديد اكثر ﺗقدميه ‪ ،‬واكثر ﺗنمويه من المجتمع السابق ‪ ،‬وھو ﺗحول جدلي‬ ‫دايلكتيكي النه صراع بين الفكرة والفكرة المضادة فمثال في حالة االقطاع ‪ ،‬الطبقة االقطاعية ھي الفكرة‬ ‫وطبقة الفالحين ھي الفكرة المضادة وعن الصراع بين ﺗلك الطبقتين نتجت الفكرة الثالثة وھي طبقة الراسمالية‬ ‫او طبقة ارباب العمل ‪...‬‬ ‫اﺗخذ الصراع الطبقي عبر التاريخ اشكال واحداث مختلفة فمن ثورة العبيد الى ﺗحطيم قلعة الباستيل الى نشوء‬ ‫الراسمالية ‪ ،‬اال ان ما يميز الصراع في ظل الراسمالية ويجعلة اكثر سھولة ھو العالقة المباشرة بين العمال‬ ‫وارباب العمل ‪ ،‬وفي الحديث عن الصراع الطبقي ﺗاريخيا ال بد من الحديث عن نشوء االديان وان نشوءھا ما‬ ‫ھو اال ثورات ﺗغيير اﺗخذت طابعا الھايا جوھرة الثورة على الظلم والعبودية ‪ ،‬فھاھي اليھودية جائت كثورة‬ ‫على اضطھاد القبائل التي ھاجرت من اليمن الى مصر من قبل امصريين واضطھادھم ‪ ،‬والمسيحية ثورة على‬ ‫ظلم كھنة اليھود ‪ ،‬واالسالم ثورة على العبيد ونظام االسياد في مكة ‪.‬‬ ‫وفي عصر االسالم وجدت المذاھب االسالمية المختلفه وحدث صراع بين ھذه المذاھب ‪ ،‬وان ھذا الصراع ال‬ ‫يخرج عن جوھرة الطبقي ‪ ،‬رغم ﺗسمية البعض له صراع مذھبي ‪ ،‬حيث ﺗمت قراءة ھذا الصراع كصراع‬ ‫مذھبي ‪ ،‬لكون الطوائف الكبرى وھي اھل السنه قادت الفتوحات وسيطرت على على الثورة والحكم وشكلت‬ ‫وعي ايدولوجي وفق سيطرﺗھا‪ ،‬فيشكل مجموعة مذاھب ُعرفت باھل السنة ‪ ،‬والتي أخذت ﺗتبلور فكريا وفقھيا‬ ‫وسياسي على مر العصور ‪ ،‬ولكن ھذا التمظھر شكلته الدو ُل المسيطرةُ وأجھزﺗھا‪ ،‬فھي ﺗقوم بإزاحة العناصر‬ ‫المعارضة والنقدية في فقه المذاھب األربعة‪ ،‬وﺗشكلنھا‪ ،‬أي ﺗجعلھا شكلية و ُمسيسّة لسيطرﺗھا‪ ،‬واألمر لم يجر‬ ‫في المذاھب الفقھية فقط بل في المذاھب الفلسفية والتيارات االجتماعية‪ ،‬كتيار االعتزال الذي قُمع وأُفرغ من‬ ‫نضاله الديمقراطي ! واألمر ال ينطبق على مذاھب السنة بل أيضا ً ينطبق على المذاھب اإلمامية المتعددة‪ ،‬بدءاً‬ ‫بالزيدية التي ﺗحولت من حركة معارضة إلى جماعة إقطاعية عبر بني بويه وفي اليمن‪ ،‬وكانت منفتحة في‬ ‫المغرب‪ ،‬واإلسماعيلية التي كانت حركة اغتياالت وﺗمرد فصارت عبر الحكم والھيمنة على الجمھور جماعة‬ ‫قصور ونحلة سرية وھيمن عليھا اإلقطاع كذلك‪ ،‬وأصبح آغا خان زعيمھا الروحي يوزن بالذھب في الزمن‬ ‫المعاصر! وال ﺗشذ اإلثناعشرية من ھذا التاريخ حيث كانت معارضة أسرية منذ البداية‪ ،‬أي ﺗريد الحكم آلل‬ ‫البيت العلوي ثم انتقلت إلى ھيمنة رجال الدين الكبار الذين ﺗداخلوا مع السلطات في إيران وبعض المناطق‪ ،‬أما‬ ‫الجمھور الشعبي المستقل فعجز عن ﺗشكيل صوﺗه الخاص ! وھكذا فإن المعارضات المذھبية اكتسبت طابعا ً‬ ‫ﺗقليديا ً غير قادر أن يصوغ وعي الحداثة والديمقراطية‪ ،‬بعد أن ﺗشبعت بالھيمنة الطبقية العليا‪ .‬ومن ھنا قامت‬ ‫ھذه الھيمنة الطبقية المذھبية العليا‪ ،‬وفي مختلف المذاھب‪ ،‬بمعارضة كافة أشكال الوحدة بين المسلمين وھذه‬ ‫الوحدة ﺗفترض مبدأ الصراع الطبقي بداھةً وضرورةً‪ ،‬حيث ال ﺗوجد وحدة قوية دون صراع ! ولم ﺗعارض أي‬ ‫سياسة استعمارية أو وطنية إال حين ﺗتعرض لسيطرﺗھا الخاصة‪ ،‬وحين ﺗقوم بالتحديث الذي ﺗعتبرهُ قضا ًء على‬ ‫ﺗلك السيطرة المطلقة على الطوائف ‪ .‬لكن المجتمع اإلسالمي الحديث ال يمكن أن يتقدم إال على ضوء الحداثة‪،‬‬ ‫وعلى ﺗفكيك الطوائف وﺗحويلھا إلى شعب موحد منصھر في بوﺗقة وطنية‪ ،‬وبوﺗقة الوطنية ﺗفترض انقسامه‬ ‫الحديث إلى طبقات ال إلى طوائف‪ ،‬حيث ﺗتصارع الطبقات على ﺗوزيع الثروة وﺗطوير البنية االجتماعية‬ ‫المتخلفة‪ ،‬وصراع الطبقات إذا ﺗم بشكل حضاري سلمي يقوي األوطان أما الصراع الطائفي فھو يقوضھا‪ ،‬وال‬ ‫بديل عن أحدھما‪ ،‬فإما ﺗطوير وإما ھالك‬ ‫مصادر‪ :‬كارل ماركس وانجلز‪ ،‬البيان الشيوعي‪ /‬صراع المذاھب االسالمية ‪ ،‬د ‪ .‬عبد ﷲ خليفه‬

‫‪7‬‬


‫اﻟﻤﺮأة اﻟﺴﻠﻌﺔ‬ ‫لماذا ﺗقوم بعض الكاﺗبات بعداء الرجل في سياق دفاعھن عن حرية المرأة ؟ سيطرة الرجل على المراة ﺗاريخيا‬ ‫ھو حتمي علمي فرضته مراحل ﺗطور انسنة االنسان مع اساليب عيشة وانتاجة ‪ ،‬وما حصلت علية المراة االن‬ ‫لھو حتمي في ظل النظام الراسمالي وال دور للرجل فيه ‪ ،‬اذن لماذا الھجوم على الرجل ؟ الذي يمنح المراة‬ ‫مساواﺗھا الفعليه مع الرجل بعيدا عن المساواة البغائية ھو الشيوعية فقط ‪.‬‬ ‫على المرأة ان ﺗفھم انھا ليست سلعه ‪ ،‬وان بدا ھذا االمر في مخيالت الكثيرات ‪ ،‬فمتى ما ﺗحررت المراة من‬ ‫نظرﺗھا ھذه الى نفسھا ‪ ،‬ﺗكون قد بنت القاعدة المتينه لمساواﺗھا ‪ ،‬اذ ال معنى للغة الجسد في قضية مساواة‬ ‫المرأة والتي اصبحت سلعة رائجة لحضور المرأة ‪ ،‬واية حضور؟! ‪ ،‬انه حضور المتاھه في عصر الظالم‪...‬‬ ‫على المراة التخلص من مناكفة الرجل باساليب ھي االخطر على مساوﺗھا الكاملة مع الرجل ‪ ،‬والكالم لكثير‬ ‫من المثقفات العربيات وعموما الى ابعد من ذلك ‪ ،‬للمثقفات الغربيات ‪ ،‬فظاھرة ﺗعري النساء ومن خالل‬ ‫منظمات كما في منظمة " الفيمن" ظاھرة ﺗكرس دونية المراة وان ظھرت امام االعالم قمة ﺗحرر المرأة ‪ ،‬ان‬ ‫ظاھرة ﺗعري المرأة كنوع من االحتجاج ال ﺗخدم قضية المراة وانما ھي في مضمونھا العام اقتناع يتبعة‬ ‫ممارسة يدلل على السطحية الفكرية ويدلل على ان جسم المراة ھو محور النزاع وھو بالتالي ﺗكريس لدونية‬ ‫المراة وﺗسليع ما ﺗملك ‪ ،‬ولذلك نقول على المراة االضطالع بمسؤولياﺗھا ‪ ،‬وفقط ﺗضع نصب اعينھا انھا على‬ ‫قاعدة المساواة الكاملة مع الرجل فكرا واقتناعا وليس قوال ‪ ،‬على المرأة فرض اجندﺗھا المستقبلية ‪ ،‬ويكفيھا‬ ‫استھتارا ولعبا بجسدھا ‪ ،‬وھي بذلك ﺗُقدم خدمة مجانية للقوى الرجعية من اسالم سياسي من زاوية محددة ‪،‬‬ ‫وخدمة اخرى في استمرار انتھاك حقوقھا وانسانيتھا للقوي التي ﺗدعي الليبرالية ‪ ،‬ان ارادت الوصول الى‬ ‫مساواﺗھا الكاملة مع الرجل ‪.‬‬ ‫ال ﺗزال المرأة في كثير من الدول الغربية وخاصة فرنسا اجرھا اقل من الرجل حسب القانون )‪، (by law‬‬ ‫وھذا عقبة كبرى في اكثر الدول المتقدمة امام المرأة وﺗاكيدا على استغالل المرأة ودونيتھا ‪ ،‬ان مساواة الرجل‬ ‫بالمرأة ليس في حريتھا الليبرالية وان كانت مھمة والتي ھنا اشبة بحرية المثليين ‪ ،‬بل بكل شيء جنبا مع‬ ‫الرجل ‪ ،‬فمتى ﺗُدرك المراة ذاﺗھا وﺗحدد مالمح مساواﺗھا؟ ‪.‬‬ ‫ان كان االختالف البيولوجي بين الذكر واالنثى قد حدد مالمح العالقة بينھما ولقي قبولة االجتماعي ‪ ،‬وال‬ ‫غرابة في ذلك ﺗبعا وحتمية لتطور المجتمعات ووسائل عيشھا وانتاجھا ‪ ،‬فعلى المراة عدم االعتراف بھذا‬ ‫االختالف البيولوجي في عصر ھي االن متعلمة كالرجل وﺗتمتع بھامش حرية الرجل وﺗعمل كالرجل وفي‬ ‫الغرب مستقلة عنه ماديا ﺗماما ‪ ،‬فلماذا االصرار على دونيتھا ؟ مع كل ما وصلت له المرأة في النظام‬ ‫الرأسمالي اال انھا ال زالت سلعة ‪ ،‬لعدم قناعتھا بالخروج من وعيھا كانثى ‪ ،‬وال يُفھم من كالمي انني ضد‬ ‫انوثة المراة ‪ ،‬فالطبيعة لم ﺗمنح ارق وال اجمل من المرأة ‪ ،‬لكن وان كان دورھا ان ﺗكون رقيقة وجميلة وانثى‬ ‫‪8‬‬


‫كاحد جوانب حياﺗھا ‪ ،‬فيجب ان ال يغيب عن بالھا انھا انسان منساوي مع الرجل مساواة كاملة ‪ ،‬وليست جزءا‬ ‫من اعجابة او من ما ينظر ھو لھا ‪ ،‬فانوثتھا في مكانھا المناسب وفكرھا وحضورھا ھو طريقھا نحو المستقبل‬ ‫‪ ،‬ال يمكن لمرأة الجمع بين متناقضين ‪ ،‬لغة الجسد وما ﺗملك غير ما يملكة الرجل ‪ ،‬وفكرﺗحرري قائم على‬ ‫انسانيتھا وانھا مساوية ﺗماما للرجل في كل شيء ‪ ،‬فمتى ﺗُدرك المرأ انھا ليست سلعة ‪ ،‬ﺗماما كما يجب ان‬ ‫يُدرك الرجل ان قضيبة ليس سر افضليته على االنثى ‪ ،‬ان الراسمالية اسھبت في استغالل النساء جنبا الى‬ ‫جنب مع االطفال لرخص االجر مقارنة مع الرجل ‪ ،‬وان كانت اوجدت القاعدة المادية لمساواة المرأة ‪،‬‬ ‫فاستقالل المرأة االقتصادي ضروري كقاعدة لمساواﺗھا مع الرجل ‪ ،‬على ان الراسمالية رغم المساواة بالقوانين‬ ‫بين الرجال والنساء ‪ ،‬لكنھا ال ﺗكف عن استعمار فكر المراة كمصدر للربح ‪ ،‬فاستخدام جسد المراة كسلعة‬ ‫لتحقيق الربح من اھم النشاطات الدونية ﺗجاة المراة ‪ ،‬وما ازدھار البغاء اال ﺗاكيدا النحطاط المراة في مجتمع‬ ‫‪.‬‬ ‫والفئوية‬ ‫الطبقية‬ ‫بالتناقضات‬ ‫يزخر‬ ‫ان سقوط مملكة المراة كان بمغادرة االنسنة العصر المشاعي ‪ ،‬حيث كانت المراة ﺗتمتع بحق االمومه مما رفع‬ ‫مكانتھا االجتماعية ‪ ،‬وقد كانت ﺗمارس الجنس بارادﺗھا وحريتھا باالخيار ‪ .‬ان العالقة بين الرجل والمراة في‬ ‫جميع مراحل التشكيالت الطبقية للملكية الخاصة ھي مصلحة في نقل الملكية بالوراثة ‪ ،‬عن طريق العائلة‬ ‫البطريكية ﺗكون السيادة التامه للرجل ‪ ،‬وان العالقة بين الرجل والمراة على اسس الحب العاطفي والجنسي‬ ‫الصحيح ‪ -‬ان وجدت – لن ﺗوجد اال خارج المؤسسة الزوجية على شكل خيانة عند البورجوازية أو في بيئة‬ ‫الطبقات المظلومة أي بيئة البروليتاريا ‪ ،‬فليس الزواج البرجوازي اال اشاعة ومشاعية النساء المتزوجات ‪.‬‬ ‫بعد ثورة اكتوبر حصلت المراة على جميع القوانين التي ﺗساويھا بالرجل ومنھا ‪:‬‬ ‫‪ -١‬الحق الكامل في االقتراع‪.‬‬ ‫‪ -٢‬حق الطالق وطوعية عالقة الزواج‪.‬‬ ‫‪ -٣‬المساواة في االجور وحقوق النساء والرجال في العمل‪.‬‬ ‫‪ -٤‬المساواة الكاملة في الحقوق بين الزوج والزوجة‪.‬‬ ‫‪ -٥‬الغاء التمييز بين االطفال الشرعيين وغير الشرعيين‪.‬‬ ‫‪ -٦‬حق االجھاض‬ ‫‪ -٧‬الحق في اختيار اسم الزوج أو الزوجة‪.‬‬ ‫‪ -٩‬التعليم المختلط‪.‬‬ ‫‪ -١٠‬منع الدعارة‬ ‫‪9‬‬


‫كان رأي الماركسية ان البغاء العلني والسري ال يزول اال بزوال النظام الراسمالي ‪ ،‬والقضاء على نمط‬ ‫االنتاج الراسمالي ‪ ،‬فالعائلة البرجوازية ﺗتالشى بزوال راس المال ‪ ،‬وعندما ﺗتحول وسائل االنتاج الى ملكية‬ ‫عامة ‪ ،‬وبذلك ال ﺗكون العائلة الفردية وحدة االنتاج االقتصادي ‪ ،‬ويصبح النشاط االقتصادي البيتي نوعا من‬ ‫النشاط االجتماعي ‪ ،‬وﺗصبح رعاية االطفال من شان المجتمع ‪ ،‬سواء كانوا شرعيين او غير شرعيين على‬ ‫قدر المساواة ‪ ،‬عندھا ﺗكون المراة حققت حلما طالما راودھا ‪ ،‬المراة االنسانة ‪.‬‬ ‫أالنثى والمرأة وصراع الحضارة‬ ‫نستذكر قول الكاﺗبة الفرنسية في ھذا المقام ‪ ،‬سيمون دي بوفوار ‪ " ،‬المراة ال ﺗُولد امرأة بل ﺗُصبح امرأة " ‪،‬‬ ‫والمقصود بقولھا ھنا ان المرأة ﺗُولد انثى مختلفة بيولوجيا عن الرجل ومن ثم ﺗُصبح امرأة ‪ ،‬والقصد بامرأة ھنا‬ ‫‪ ،‬كائنا دونيا اقل مرﺗبة من الرجل ‪ ،‬وھي ﺗُريد ان ﺗقول ال يجوز باي حال من االحوال اعتبار انوثة البيولوجية‬ ‫سببا في دونية المرأة ‪ ،‬بل ھو حكما اجتماعيا بتحويل االنوثة الى دونية ‪ .‬لكن السؤال لماذا االنوثة البيولوجية‬ ‫قرارا بدونية المرأة ؟ ‪.‬‬ ‫في العالقات الحيويه بين الكائنات الحية ‪ ،‬يوجد نوع من العالقاات وھي الصراع على االناث ‪ ،‬فمثال في قطيع‬ ‫من االغنام ‪ ،‬الى جانع الصراع على الغذاء والماء ‪ ،‬صراع الذكور على االناث وقد ينتھي الصراع بموت‬ ‫ذكور في القطيع ‪ ،‬على ان االنسان وھو يحمل غراءزة الحيوانية يحمل معھا العقل والفكر وھو ما يميزة عن‬ ‫الحيوانات االخرى منذ ان غادرھا ‪ ،‬اذن الطبيعة الحيوانية الغريزية غير العاقلة فرضت طبيعة الصراع بين‬ ‫النوع الواحد من الكائنات الحية ‪ ،‬صراع ذكوري ‪ -‬ذكوري في جانبة او يحمل في داخلة صراع ذكوري‪-‬‬ ‫انثوي ‪ ،‬ھذا الصراع غريزي غير عقالني جذورة حاجات الكائن الحي ‪.‬‬ ‫سواء كانت ﺗلك الحاجات للحفاظ على النوع او من مقوماات استمرار حياة الكائن الحي بصورة طبيعية خارج‬ ‫عن وعي ذاﺗه الحيوانيه ‪ ،‬لكن ھل يوجد في القطيع ضمن العالقات الحيوية صراع االناث على الذكور؟ اعتقد‬ ‫ان شيئا من ھذا القبيل غير موجود ‪ ،‬فال يوجد في القطيع صراع اناث على الذكور ‪ ،‬وھذا يقودنا بالتالي الى‬ ‫طرح االسئلة ‪ :‬لماذا فقط صراع الذكور ؟ وما اساس ھذا الصراع ؟ وما سبب ﺗحييد االنثى في القطيع في ھذا‬ ‫الصراع؟ ‪ .‬صراع الذكور ھو صراع االقوياء الذي اساسة ما منحتة الطبيعة للذكر من قوة العضالت الكامنة‬ ‫في ﺗركيبه الجسماني والبيولوجي المختلف عن االنثى واساسة ايضا ما اعطته الطبيعة للذكر من ھرمونات‬ ‫استعداد جنسي على مدار العام ‪ ،‬لذلك منحته الطبيعة القضيب الذي ھو اداﺗه الجنسية والتي ال ﺗتم العمليه‬ ‫الجنسيه اال به ‪ ،‬مقارنة مع االنثى في القطيع التي لھا ايام استعداد جنسي معدودة ‪ ،‬ومنحتھا الطبيعة صفة‬ ‫المتلقية والمكملة للعملية الجنسية ‪ .‬ان االختالف البيولوجي اساس عدم مساواة الرجل والمراة ‪ ،‬وھذه عدم‬ ‫المساواة التي اخذت قبولھا وطابعھا االجتماعي ‪ ،‬ان رقي الحضارة وﺗطورھا قد اسھب في استغالل المراة‬ ‫عبر العصور ‪ ،‬فالمراة لم ﺗُحقق حريتھا اال في العصر المشاعي الذي يُعتبر عصر حرية المرأة ‪ ،‬ولكن مع‬ ‫ﺗطور المجتمعات وظھور الملكية الخاصة ونشوء المدائن ‪ ،‬رسخت المراة ﺗحت ﺗلك القيود ‪ ،‬واصبحت جزءا‬ ‫من ملكية الرجل ‪ ،‬حتى انھا مع ﺗطور النظام االقطاعي الى راسمالي ﺗبلورت عبوديتھا بشكل اوضح ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫مسموحا للمراة بالتصويت في بريطانيا حتى عام ‪١٨٩٧‬م ‪ ،.....‬وفي سرد رحلة المرأة التاريخية ودورھا‬ ‫وصراعھا الطبقي وان كانت رحلتھا وصراعھا مرﺗبطة الى رحلة الرجل ورحلة المجتمع نحو التطور ‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ‪ ..‬فاالرض‬ ‫ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده‬ ‫مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع‪ ،‬فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ‪ ..‬فيما المرأة في المنزل‬ ‫كخادمه للرجل الذي يخدم سيده‪.‬‬ ‫وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ‪ ،‬فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار‬ ‫العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا‪ .‬وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في‬ ‫المجتمعات االسالمية ‪ ،‬ومجتمعات العالم الثالث عموما‪ ،‬من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال‬ ‫امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ‪ ..‬حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم‬ ‫وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي‪.‬‬ ‫ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية‪ ،‬كما البد‬ ‫له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ‪ ..‬وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير‬ ‫وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية‬ ‫المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية‪ ،‬وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬وايضا دور االشتراكيون‪ ،‬الطوباويون ‪ ،‬ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي‬ ‫ولصالح طبقة البروليتاريا ‪ ..‬أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل‪.‬‬ ‫في عصر النھضه والصناعة والثورة وﺗطور االنتاج بكافة اشكالة ‪ ،‬زاد الطلب على األيدي العامله لتغزيه‬ ‫الصناعات المزدھرة والمتطورة ‪ ،‬ﺗم زج الرجال والنساء واالطفال في العمل حيث يستطيع كل منھم العمل‬ ‫جنبا الى جنب بنفس الكفاءة بسبب ﺗطور وسائل االنتاج ‪ ،‬ولم يعد ھناك ﺗقسيم للعمل كما في السابق فالمراة‬ ‫على القاعدة الماديه كالرجل ‪ ،‬وعندما اﺗيح لھا التعليم كانت ﺗجاري الرجل وفي بعض الحاالت احسن منه‬ ‫حققت الراسماليه التساوي بين الرجل والمراة فالمراة ﺗعمل جنبا الى الرجل ومتعلمه شانھا شان الرجل ‪ ،‬اذن‬ ‫ھذا ھو التساوي القاعدي المادي بينھما‬ ‫حققت الراسمالية القاعدة المادية للتساوي ‪ ،‬لكن بقيت القاعدة الفكرية للتساوي مبتورة في ضوء ﺗقديس الملكية‬ ‫الخاصة وﺗقديس السلعة ‪ ،‬فالمراة في المجتمع الراسمالي لم ﺗصل الى مرحلة المساواة اال بقدر ادراجھا كسلعة‬ ‫ﺗدر االرباح كبناء فوقي لمرحلة الرأسمالية ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫اثناء مداخالﺗنا على الفيسبوك مع اصدقائنا وجدنا خلل كبير في مفھوم الطبقة العامله من وجھة نظر ماركسيه‬ ‫‪ ،‬لدرجه ذھب البعض من االصدقاء الى القول ان الطبقة العامله اليوم ﺗختلف عن طبقة ماركس وانجلز ‪،‬‬ ‫فالطبقة العامله اليوم حسب ﺗعبيرھم متداخلة وحتى ذھب بعضھم الى ضرورة اعادة ﺗقسيم الطبقات ‪ ،‬فنمط‬ ‫االنتاج اليوم ﺗجاوز ماركس وانجلز ‪ ،‬لذا كتبنا في ھذا الباب للمحاوله لتعريف الطبقة العاملة )البروليتاريا( ‪.‬‬ ‫ليس كل عامل من الطبقة العامله او ليس كل من يعرق ويكدح ھو من الطبقة العاملة بالمعنى العلمي لكلمة‬ ‫‪11‬‬


‫بروليتاري ‪ ،‬اذن ما ھو مفھوم البروليتاري؟ ‪ .‬ناخذ مثاال ﺗوضيحيا من واقع حياة الناس حتى يكون المثال من‬ ‫البيئة لتسھيل فھمة ‪ ،‬خياطا يعمل في دكانه لزبائنه فھو يكدح ويعمل من اجل انتاج قميصا او بنطاال يبيعه من‬ ‫اجل الحصول على المال الالزم لتجديد قوة عمله ‪ ،‬ونفس الخياط اغلق دكانه وذھب للعمل في مصنع‬ ‫الراسمالي نفس العمل ‪ ،‬خروجا عن ﺗقسيمات العمل ‪ ،‬ان الخياط في الحالة االولى ال يعتبر بروليتاري ‪ ،‬بينما‬ ‫في الحالة الثانيه ھو بروليتاري مع العلم في الحالتين يعمل نفس العمل ‪ ،‬في الحالة االولى الخياط خارج‬ ‫عالقات االنتاج الراسماليه وكان يصرف قوة عملة لحسابه الخاص ‪ ،‬بينما في الحالة الثانيه الخياط ضمن‬ ‫عالقات االنتاج الراسمالية وقوة عملة لم ﺗعد له بل للراسمالي الذي يحصل منه فائض القيمة ‪ ،‬واالجرة التي‬ ‫يدفعھا الراسمالي للخياط ‪ ،‬ال ﺗعني ببساطة مال يدفعه الراسمالي للخياط ‪ ،‬بل ﺗعني مقدار من المال يبادل بعمل‬ ‫الخياط بھدف ﺗملك القيمة التي فاضت عن مصاريف االنفاق االصلية التي دفعھا الرأسمالي في بداية عملية‬ ‫االنتاج ‪ ،‬اي القيمة المستنبطة من عمل الخياط ‪ ،‬من ھنا نرى ان ھدف العمل الماجور للخياط وغايته كانت‬ ‫االستيالء على فائض القيمة ‪ ،‬والمال الذي يدفعه الراسمالي للعامل على شكل اجرة مقابل قوة عمله ‪ ،‬اي‬ ‫العامل ‪ ،‬كان الھدف النھائي له ھو االستثمارر‪ ،‬استثمار قوة العمل للعامل ‪ ،‬ان المال المستثمر ال يبقى مجرد‬ ‫مال بل يُصبح رأسمال ‪ ،‬وليس كل راس مال قادر على انتاج القيمة الفائضة ‪ ،‬فمثال المال الذي يُنفق في عملية‬ ‫ﺗجھيز المواد وما شابه ال يُضيف قيمة للمنتوج النھائي وانما يحتفظ بقيمته االصليه ‪ ،‬ونستطيع التعميم ھنا عن‬ ‫االله التي ﺗعمل محل العامل ‪ ،‬فھي ال ﺗضيف اي قيمة للمنتوج النھائي ‪ ،‬سُمي ھذا الراس مال الذي ال يُضيف‬ ‫اي قيمة للمنتوج بالراسمال الثابت ‪ ،‬ال يُضيف اي قيمة فقط يحتفظ بقيمته االصلية ‪ ،‬ان الراسمال الذي يُضيف‬ ‫قيمة للمنتوج االصلي ھو الراسمال المتحرك او ھو الذي يُدفع على شكل اجرة ‪ ،‬لكن ما سر قدرة الراسمال‬ ‫المتحول على انتاج قيمة؟ قوة العمل ﺗتميز بقدرﺗھا على االستمرار في العمل‪ ،‬حتى بعد أن ﺗتجاوز حدود ما‬ ‫ﺗستھلكه من مواد ضرورية لتحريكھا كقوة عمل‪ .‬وھذا معناه أن عمل العامل ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬ ‫العمل الضروري الذي يأخذ عنه العامل أجرة لسد وسائل عيشه الضرورية ‪ ،‬والعمل الفائض الذي يذھب إلى‬ ‫جيب الرأسمالي في شكل فائض القيمة‪ .‬اذن اساس التمييز عالقات االنتاج ‪ ،‬ان الخياط في الحالة االولى يطلق‬ ‫عليه برجوازي صغير وليس للدخل اي اثر في التسميه او كونه كادحا ‪ ،‬فقد يكون دخل بروليتاري يفوق مرات‬ ‫دخل ھذا البرجوازي الصغير ‪ ،‬اذن اساس التحديد ھو ھل يعمل ضمن عالقات االنتاج الراسمالية ام ال ؟ ‪.‬‬ ‫نستنتج ان يمكن ان يكون للعمل الواحد مضامين متناقضه ‪.‬‬ ‫مثال اخر ‪ ،‬ما ھو ﺗصنيف الخدم الذين يكدحون في بيت الراسمالي مثال؟ ‪ .‬ھل يمكن ان نعتبرھم طبقة عاملة ‪-‬‬ ‫بروليتاريا ‪ -‬؟ قطعا ال ‪ ،‬الن االجرة او الدخل الذي يدفعه الراسمالي للخادم ال ﺗُدفع على شكل راس مال‬ ‫متحرك خالق للقيمة الفائضة ‪ ،‬وانما يدفعھا الراسمالي من باب الدخل وعلى شكل دخل ‪ ،‬وھنا الراسمالي ال‬ ‫يُنفق مالة بغية ﺗحقيق فائض قيمة ‪ ،‬والمساھمه في ﺗعظيم راس المال ‪ ،‬بل يُنفق ماله ھنا من اجل ﺗحقيق خدمة‬ ‫له او رفاھية ‪ ،‬لذلك ھذا المال الذي ينفقة الراسمالي على قوة عمل العامل ال يختلف عن المال الذي يُنفقة‬ ‫الراسمالي لشراء علبة سجائر ‪ ،‬ان ھذا الدخل غير منتج ‪ ،‬النه ال يتم صرفه وفق شروط االنتاج الراسمالية ‪،‬‬ ‫اما على شكل راس مال متحرك او راسمال ثابت ‪.‬‬ ‫الفائض البروليتاري‬ ‫‪12‬‬


‫ﺗحدث ماركس عن لفائض البروليتاري ووضعه في ثالثة اشكال ‪:‬‬ ‫الشكل االول ھو الفائض الكامن ‪ :‬المقصود ھنا الفالحون المنتجون المرﺗبطون في االرض وسيلة انتاجھم ‪،‬‬ ‫وليسوا في صميم العالقات الراسمالية ولم يندمجوا بھا ولكنھم يشكلون الخزان االحتياطي المستقبلي ‪ ،‬بسبب‬ ‫التراكم الرسمالي الذي سوف يقود الى بلترﺗھم ‪.‬‬ ‫غالبية السكان في البالد االروبية كانت من الفالحين ولكنھم كما اشرنا خارج عالقات االنتاج الراسماليه او‬ ‫باالحرى ليسوا في صميمھا ‪ ،‬وقد كان االقتصاديون البرجوازيون الكالسيكيون ينظرون الى الفالحين كبقة‬ ‫غير منتجه بل كانت معظم نقاشاﺗھم الساخنه محورھا الفالحون ‪ ،‬كونھم خارج عالقات انتاجھم الراسماليه‬ ‫ومستقلين عنھم وكما ذكرنا ﺗم وصفھم بغير المنتجين ‪ ،‬والمقصود ھنا غير منتجين ليس بسبب كونھم غير‬ ‫منتجين حقا بل النھم خارج عالقات انتاج فائض القيمة للراسمالي ‪ ،‬فھم مستقلون انتاجھم وفائض قيمتھم ملكھم‬ ‫ال احد يشاطرھم اياھا ‪ ،‬ھم غير منتجين بنظرھم النھم ال يحققون فائض قيمة للراسمالي وفائض القيمه ھو‬ ‫اساس ثروة المجتمع حسب آدم سميث ‪ ،‬وجھة نظرة ان ال ُمنتج الحقيقي ھو الذي يُنتج ربحا لراس المال ‪ ،‬ما‬ ‫عدا ذلك غير منتج ‪ ،‬ومن ھنا نالحظ الحرب القائمة على الفالحين لدمجھم وبلترﺗھم في العملية االنتاجية‬ ‫الراسماليه ‪ ،‬وان ادعاء البرجوازيين االقتصادين ليس في محلة بل جزءا من الحرب على الفالحين ودليل ذلك‬ ‫اعتبارھم لعمال التجارة والمال منتجين وھم في حقيقة االمر غير منتجين بمليما واحدا ‪ ،‬لكن وظيفتھم اي عمال‬ ‫التجارة والبنوك ضرورية لحركة راس المال ‪ ،‬من ھنا نتلمس جزءا من ﺗحليل المجتمع البرجوازي ‪ ،‬ان‬ ‫مشكلة الفالحين ومحاولة بلترﺗھم كما ذكرنا في الماضي وشن حرب شعواء عليھم ﺗُذكرنا بان وضعھم ليس‬ ‫افضل في مراحل التحول االشتراكي ‪ ،‬فالفالحين حسب ﺗعبير ستالين مشكلة االمه لما له من صعوبه في‬ ‫اندماج ھذه الطبقة في االنتاج البروليتاري اي ﺗحويلھم الى بروليتاريا كونھم البرجوازيون الباقون في النظام‬ ‫االشتراكي ‪ ،‬ان االنظام الراسمالي واالشتراكي يتحدان ضد الفالح ‪ ،‬فكيف لتلك المقاربة؟ اال يحتاج الفالح الى‬ ‫وقفة ؟ ليس ھذا جوھر حديثي وانما اﺗحدث عن الفائض البروليتاري ‪ ،‬لذلك لن ادخل في ھذا الموضوع ‪.‬‬ ‫النوع الثاني يُسمية ماركس الفايض العام ‪ :‬ويقصد بھم مجاميع العمال الذين ﺗم طردھم نتيجة لعملية االﺗمته‬ ‫نتيجة لتطور وسائل االنتاج واصبحت في ﺗناقض مع عالقات االنتاج ‪ ،‬فتم طرد االف العمال لالستغناء عنھم‬ ‫والسبب ھو االﺗمته ‪ ،‬ومن الجدير بالذكر ان االﺗمته ﺗعظم االنتاج فاالله ﺗقول بعمل البروليتاري وقد افضل منة‬ ‫‪ ،‬صحيح ان ﺗعاظم االنتاج لكن ھذا الكم الھائل من السلع بحاجة المتصاص وافقار البروليتاريا ال يصب في‬ ‫ﺗصالح الراسمال ‪ ،‬فالعامل او الراسمال المتحرك ھو صانع فائض القيمة ‪ ،‬لكن ھذا ال يعني ان االله ال ﺗصنع‬ ‫فائض قيمة اذا اعتبرنا ان االله ﺗقوم مقام البروليتاري ‪ ،‬لكن في النھايه ھل ﺗمتص االله فائض انتاجھا ؟ طبعا‬ ‫ال ‪ ،‬فقط البروليتاري ھو من يقوم بالمھمة ‪ ،‬وھنا التناقض الھائل بين ﺗطور وسائل االنتاج واشكالھا وعالقات‬ ‫االنتاج ‪ ،‬فال ﺗتطور بتطورھا بل ﺗتناقض معھا وھذا مقتل الراسمالية ‪ ،‬التي دائما ﺗبحث عن حلول في ﺗصريف‬ ‫انتاجھا وھذا ما قادھا الى المستعمرات واالسواق الخارجية ‪ ،‬قلنا ان البطالة التي ﺗشكلت بسبب االﺗمتة رمت‬ ‫بجيوش من العمال عائمين في السوق وطبعا بسبب ذلك الواقع ﺗنخفض االجرة وسنجد استثمارات اقل ﺗطورا‬ ‫امتصتھم للعمل مرة اخري وبسعر اقل ‪ ،‬وسوف يتطور ھذا الراسمالي ايضا نحو االﺗمته وسوف ﺗكرر العملية‬ ‫لنجد انفسنا في قلب االزمة الراسمالية الكبري ‪ ،‬االف عاطلين ‪ ،‬بضائع ھائلة معروضة ‪ ،‬كساد عام ‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫ﺗم االستعانه بالنظرية الكنزية لالنقاض والتي ﺗتلخص باعطاء دور اكبر وفعال للدولة اقتصادي واجتماعي‬ ‫ورفع دخل العمال وامواطنين من اجل خلق قوة شرائية متطورة ﺗمتص ﺗراكم السلع الھائل ‪ ،‬وھذ الحل اخذت‬ ‫بة االحزاب االشتراكية الديموقراطية ‪ ،‬ھذة الوصفة العالجية االخيرة روجت االساطير واالوھام عن مناقب‬ ‫ومحاسن النظام الراسمالي بل وصل االمر الى اعتبار ان كنز حفر قبر ماركس ‪ .‬لكن جميع االدويه ﺗتصدم‬ ‫بعلة قانون التراكم الراسمالي التي ال شفاء لھا ‪ ،‬لذلك مع كل التحسينات على االجور وﺗحديدا بعد الحرب‬ ‫العالمية الثانية وما ﺗرافق منتراكم ھائل لالنتاج لم ﺗستصع البروليتاريا امتصاص انتاجھا ‪ ،‬ھنا اضطر‬ ‫الراسماليون الى التوقف عن االنتاج طالما انتاجھم معروض وال يجد من يشيل ‪ ،‬وھذا الوضع الماساوي ادى‬ ‫الى ﺗسريح ماليين العمال على مراى ومسمع من الحكومه ‪ ،‬لتتطال صيحاات العاطلين عن العمل كل وسائل‬ ‫االعالم في العالم ‪ ،‬وان االعالم الراسمالي الرھيب وقف عاجزا عن ستر عورة النظام الراسمالي ‪ ،‬إن نظرية‬ ‫ماركس القائلة بوجود ﺗناقض عميق بين ﺗطور قوى االنتاج وعالقة االنتاج‪ ...‬بين ﺗمركز الثروة في قطب‬ ‫وﺗمركز البؤس في القطب اآلخر‪ ،‬ھذه النظرية لم ﺗجد لھا في اية فترة سابقة من عمر الرسمالية المديد‪ ،‬من‬ ‫مصداقية قاطعة‪ ،‬اكثر من الفترة التي نعيشھا اليوم‪.‬ان ھذا النوع من الفائض البروليتاري الصناعي في مد‬ ‫وجزر حسب المكننه ونشوء استثمارات مستغلة ھذا الفائض البروليتاري ورخص االجر وھكذا مع كل دورة‪.‬‬ ‫النوع الثالث سماة ماركس الراكد وھو ال ينتج وال يُريد ان يُنتج ‪ ،‬حالة ميئوس منھا ‪ ،‬وھم اصال جزء من‬ ‫العاطلين عن العمل بشكل دائم ‪.‬‬ ‫العمل الخدماﺗي غير المنتج‬ ‫من اھم سمات النظام الراسمالي الجوھريه ھي التطور الھائل لوسائل االنتاج ‪ ،‬وھذا يترﺗب علية قدرة كبيرة و‬ ‫ھائلة ايضا في ﺗحقيق فائض القيمة ‪ ،‬في العمل الخدماﺗي غير المنتج ‪ ،‬ينصب االھتمام الى ﺗحقيق فائض القيمة‬ ‫المتوفر والمتواجد وليس انتاج فائض قيمة جديد ‪ ،‬في ھذا االقتصاد يتم ﺗحويل البضاعة الى مال ‪ ،‬ھذا النوع‬ ‫من الراسماليين يُسمون الراسماليون التجاريون ‪ ،‬يكون ھمھم ﺗحويل القيمة وفائض القيمة الى مال ‪.‬‬ ‫ان مھمة الراسمالي التجاري في سبيل ﺗحقيق ذلك فتح مول ﺗجاري كبير ‪ ،‬ومجموعه من العمال والعامالت‬ ‫لتشغيل المركز التجاري ‪ ،‬ھذا النشاط التجاري يبدو شبيھا بالنشاط التجاري الصناعي ‪ ،‬فالراسمالي استاجر‬ ‫محال لمركزة التجاري واشترى بضاعة وجھز متجرة بالتكنولوجيا المستخدمة في ھكذا نشاط ﺗجاري مثل‬ ‫سكانرات ‪ ،‬كاشات ‪ ،‬خزنات ‪ ،‬كبيوﺗرات‪...‬الخ بما يُسمى راس مال ثابت ‪ ،‬واجور العمال والعامالت راس‬ ‫مال متحرك ‪ ،‬وال شك ان الراسمالي ھنا ينتظر ﺗحقيق قيمة وفائض قيمة ‪ ،‬واال لماذا قام ببناء نشاطة‬ ‫االقتصادي ھذا ؟ بالطبع لن يخسر ‪ ،‬بل سيحقق ارباح ‪ ،‬ولكن ھل حقق فائض قيمة ؟ ان الراسمالي ھنا لم‬ ‫يُحقق ال قيمة وال فائض قيمة ولو بفلسا واحدا ‪ ،‬وان عماله ال يُنتجون فائض قيمة ‪ ،‬ولكن لماذا يبقيھم اذن؟‬ ‫ومن اين ياﺗي فائض القيمة الذي ھو مبرر استمرارة ؟ الجواب ببساطة ياﺗيه فائض القيمه من مكان اخر وھو‬ ‫فائض القيمة من العمل الصناعي ‪ ،‬لذلك نقول ان العمل الخدمي ال يُساھم في خلق الثروة الوطنيه وانما‬ ‫بالعكس يستھلكھا ‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫ان الذي يحدث ان العامل الصناعي يتنازل عن جزء من فائض القيمة للعامل التجاري من اجل التوسط في‬ ‫ﺗسويق البضاعه ‪ ،‬ان جميع العمال التجاريين في ھذه الحالة يعتاشون ھم والراسمالي على فائض قيمة العامل‬ ‫الصناعي وطبيعي ان الراسمالي الصناعي يسعى الى زيادة ارباحة ال انقاصھا ‪ ،‬لذلك سوف يقلل من اجور‬ ‫عمال الصناعيين او االستعاضة عن جزء منھم باالﺗمته مما يُساھم في زيادة عدد العاطليين عن العمل وﺗراجع‬ ‫البروليتاريا وبالتالي ﺗراجع الدخل القومي ‪.‬‬ ‫لكن ھل العامل التجاري غير المنتج يُعتبر بروليتاريا كالعامل الصناعي المنتج للقيمة وفائض القيمة ؟‬ ‫البروليتاري‪،‬ﺗعريفه ماركسيا واضح‪:‬العامل الصناعي الذي يقوم بجزء محدد من انتاج السلعه‪،‬و ال ينتجھا من‬ ‫الفھا الى يائھا‪.‬ﺗقسيم العمل واضح للعامل البروليتاري ‪ ،‬فلكل منھم عمل محدد يقوم به ‪ ،‬ففي مصنع السيارات‬ ‫يقوم كل عامل بجزء من مھمة انتاج السيارة ‪ ،‬لكن ھل ھذه الشروط متوفرة في العامل التجاري غير المنتج ؟‬ ‫طبعا جميع ھذه الشروط غير متوفرة ‪ ،‬عدا ان العامل التجاري يبيع قوة عملة للراسمالي بمحددات سعر العمل‬ ‫وما يعرف بالحد االدنى لالجر شانه شان العامل الصناعي ‪ ،‬لكن ھل يمكن اعتبارة بروليتاري؟ طبعا ال‬ ‫ومجازا نعم ‪ ،‬سبب ال النه خارج ﺗناقض عملية االنتاج وان عاش نفس عالقات االنتاج التي يعيشھا‬ ‫البروليتاري ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺼﺮاع اﻟﻄﺒﻘﻲ‪...‬‬ ‫ان الدين احد اشكال االيدولوجيا الكثيرة للمجتمع ‪ ،‬انتاج الروح او االنتاج الروحي المة ما ‪ ،‬ﺗمظھر الوعي‬ ‫وانتاج االفكار ‪ ،‬والتي ھي نتاج االنتاج المادي وطبيعة العالقات االجتماعية المترﺗبة على االنتاج المادي ‪،‬‬ ‫فھي ﺗبدو ھالھيكل العظمي ﺗكسية الكتلة اللحمية ‪ ،‬او ما أُصطلح على ﺗسميته البنية الفوقية ‪ ،‬ولكن ھل ھناك‬ ‫عالقة للتمظھرات الدينية بالصراع الطبقي؟ ان المثالية اعطت جوابا في ذلك من خالل اعتبار االديان جوھرا‬ ‫منفصال عن الزمن ‪ ،‬ال يخضع للسيرورة التاريخيه المترﺗبة على عالقات االنتاج المصاحبة للمجتمع الي امة‬ ‫‪ ،‬ان االديان شكال ثقافيا متغيرا عبر العصور‪ ،‬اي يخصع للسيرورة التاريخية باشكال مختلفة ‪ ،‬وكم من اديان‬ ‫كانت ثم صارت او ﺗطورت لجوھر واحد لكن باشكال مختلفة ‪ ،‬فاالديان جميعھا بدات ايدولوجيه او ديانة‬ ‫للعبيد والمستضعفين والمعاﺗيه ثم اصبحت ايدولوجيا االقطاعية حيث ازدھرت االديان في ﺗلك الفترة لتالئمھا‬ ‫كافراز فوقي لالقطاعيه المعبرة عن نمط االنتاج الوحيد وھو االرض ‪ ،‬واخيرا ﺗكيفت االديان مع المجتمع‬ ‫البرجوازي الصاعد ‪ ،‬مع اختالف وسائل وعالقات االنتاج مما يُؤكد صحة المادية في انتاج االفكار‬ ‫والتمثيالت الدينية ‪ ،‬وبال شك ﺗتكيف مع المجتمع الشيوعي ‪...‬‬ ‫ان لالديان طبيعة مزدوجة عبر التاريخ ‪ ،‬فھي من ناحية ﺗُعطي الشرعية للنظام السياسي واالقتصادي القائم ‪،‬‬ ‫ومن ناحية أُخرى لعبت دورا ثوريا ‪ ،‬ﺗبعا لظروف المجتمع ‪ ،‬وظھر الدين ﺗاريخيا كرمزا ﺗتصارع علية‬ ‫طبقات متناحرة ‪ ،‬لكل طبقة دينھا المالئم لمصالحھا ‪ :‬الالھوت االقطاعي ‪ ،‬والتيارات البرﺗستانتيه‬ ‫والبرجوازية ‪ ،‬ھنا يبدو الدين الغطاء الدينى للمصالح الطبقية ‪ .‬ولكن ھل بالضرورة ان يقف الدين مع الرجعية‬ ‫ضد الثورية التقدمية؟ ان اھمية الدين بمكان بھذة الجزئية وان عبر عن مصالح طبقية متناقضة اال انه بالتالي‬ ‫راية صراع او حرب يمكن ان يصطف في صراع ثوري ﺗقدمي كما الحال في عصر التنوير وظھور الشيع‬ ‫‪15‬‬


‫البروﺗستانتية ‪ .‬ان الدين وبداية كل دين كايدولوجيا كانت ثورة على واقع اجتماعي واقتصادي معين ‪ ،‬فھي‬ ‫ثورة على الذات في عصر البدائية وھو ثورة اجتماعية في عصر المدائن ‪ ،‬لذلك االنبياء ثوار او قادة ثورات ‪،‬‬ ‫ﺗمظھرت ثوارﺗھم كممثلين للعبيد والمستضعفين ‪ ،‬فھاھو موسى كليم الرب ينجوا بقومة من جور المصريين ‪،‬‬ ‫وھذا عيسى المسيح يثور على كھنة اليھود ‪ ،‬وھذا محمد بن عبد ﷲ يثور على الظلم ويحرر العبيد ‪ ،‬ﺗُدرك‬ ‫الطبقات السائدة دور الدين وما يترﺗب علية من منظومة اخالقيه في ﺗوطيد واستقرار الحكم واستمرار ﺗسلط‬ ‫طبقة بعينھا ‪ ،‬ومن ھنا نشات طبقة رجال الدين الداعم االساس في استقرار الحكم ‪.‬‬ ‫ان الدين في العصر الحالي ال يمكن ان يكون قوة ﺗقدمية النتھائة من منظومة الفوقية المعاصرة ‪ ،‬بعبارة اخرى‬ ‫الدين في المجتمعات المتقدمه ال مكان له كايدولوجيه ‪ ،‬بخالف المجتمعات المتخلفه والتي ھي ﺗعيش عصر‬ ‫االقطاع ‪ ،‬فالدين ما زال في ﺗلك المجتمعات بنيتھا الفوقية االيدولوجية ‪ ،‬وما يحصل في عالمنا العربي اال خير‬ ‫دليل على ذلك ‪ ،‬باسم الدين نتصارع وابسم الدين نتصالح وباسم الدين ﺗُنھب ثرواﺗنا ‪ ،‬فالدين في عالمنا راية‬ ‫للصراع ‪ ،‬ما زلنا عصر الالھوت االقطاعي ‪ ،‬طبقة المالك واالقطاعيين ﺗستتر بجدار العفة والدين ‪ ،‬ﺗكريسا‬ ‫للنظام الطبقي السائد المتصالح مع طبقة رجال الدين ‪ ،‬على حساب المستضعفون ‪ ،‬الدين ليس سببا بل نتيجة ‪،‬‬ ‫وما دام نتيجة سيتغير السبب ويدخل التنوير ويمكن للدين عندھا االختبار ‪ ،‬اما الوقوف كقوة رجعية او ﺗقدمية ‪.‬‬

‫الفكر الثوري ونقيضه االنتھازي‬ ‫االنتھازية بمعناھا اللغوي ھي السعي والمبادرة الغتنام الفرص ‪ ،‬وﺗكون دوافعھا انانيه ذاﺗيه ‪ ،‬لتحقيق مكاسب‬ ‫شخصيه ‪ ،‬على حساب الجماعة ‪ ،‬وغالبا ما يكون االنتھازي غير مؤمن بما يقوم به ولكن يتظاھر بذلك من‬ ‫اجل اشباع انانيته وﺗحقيق مكاسب شخصية ‪ ،‬فاالنتھازي ھو ما يعمل لنفسة فقط دون اي اعتبار للمجتمع الذي‬ ‫يعيش به ‪ ،‬فالخائن مثال انتھازي والمثقف قد يكون انتھازي ان باع ما يؤمن به مقابل منصب او مال ‪ ،‬لكن في‬ ‫المقابل ھل نستطيع ﺗسمية طبقة كامله من المجتمع انتھازيه؟ ھل نستطيع مثال ﺗسميه طبقة البرجوازيه كطبقة‬ ‫انتھازيه؟ مع كل ما ﺗمثله من استغالل طبقي للفئة او الطبقة االضعف ‪ ،‬نقيضھا ‪ ،‬الطبقة العاملة ‪ ،‬اعتقد ان‬ ‫االنتھازيه ال ﺗنطبق على الطبقات وانما ظاھرة شخصيه فقط ‪ ،‬فليس من العدل ﺗسمية طبقة بعينھا طبقة‬ ‫انتھازيه ‪ ،‬فاالنتھازي ال ينتمي الى اي طبقة اجتماعيه بعينھا ‪ ،‬والنتھازي مقام الحديث ھو الشخص الذي يتخذ‬ ‫مواقف سياسيه او فكريه ال يؤمن بھا لتحقيق مصالح شخصية او من اجل حماية لمصالح شخصيه ‪ ،‬فالطبقه‬ ‫ككل ال ﺗنطبق عليھا االنتھازيه وانما ﺗتغذى االنتھازية بصورة متبانيه للشخص حسب الطبقة ‪.‬‬ ‫ان االنتھازية ظاھرة ليست جديدة وانما وجدت من بداية رحلة انسنة االنسان ‪ ،‬وھي ظاھرة إجتماعية خطيرة‬ ‫لما لھا من ﺗداعيات ﺗمس المجتمع ككل ‪ ،‬فاالنتھازيه بانسجام االنسان مع ذاﺗة وانانيته الشريرة ‪ ،‬يكون قد الحق‬ ‫ضررا بليغا في المجتمع وحسب الموقع الذي اغتنمه ‪ ،‬فالكاﺗب االنتھازي مثال يمكن ان يضلل الجماھير لخدمة‬ ‫مصالحه الذاﺗيه والتي ﺗكون مرﺗبطة بجھة معينه سواء ضمن النظام السياسي للبلد او خارجة ‪ ،‬فمن‬ ‫االنتھازيين المشھورين في التاريخ "جوبلز" وزير اعالم ھتلر وصاحب المقولة المشھورة " اكذب ثم اكذب‬ ‫حتى ﺗُصدق نفسك " ‪.‬‬ ‫ﺗختلف الطبقات والخلفيه االجتماعية في مساھمتھا في ﺗكوين شخصية االنتھازي ‪ ،‬فاذا كان الحديث عن طبقات‬ ‫فتتصدر الطبقه الوسطى في ﺗصدير االنتھازيين ‪ ،‬لما لھا من خصوصية في طريقة واسلوب عيشھا ‪ ،‬وكذلك‬ ‫االختالف في وسائل انتاجھا ‪ ،‬فھي مراﺗب ﺗختلف في وسيلة العيش ‪ ،‬لكن ﺗجمعھا صفه عامه فھي ﺗمتھن‬ ‫‪16‬‬


‫التجارة والوساطة والسمسرة ‪ ،‬لذلك ﺗحافظ على بقائھا قريبة من المسؤولين السياسين واصحاب النفوذ ‪ ،‬لذلك‬ ‫ھي بيئة مناسبة لتصدير االنتھازيين ‪.‬‬ ‫المثقف بما يمتلكه من علم ومعرفة ‪ ،‬قد يجد نفسة بين االنتھازيين ان ھو باع نفسة من اجل مصلحه شخصيه ‪،‬‬ ‫او قد يجد فرصة باغتنام مركز ان ھو جارى مسؤولة المباشر بك ما يُريد ‪ ،‬لذلك المثقفون عرضة لالنتھاز‬ ‫واالنتھازيه ‪ ،‬وال يخلو االمر من االحزاب والمنظمات السياسية ‪ ،‬فقد ﺗوجد بھا االنتھازيه إن لم ﺗُخطع افرادھا‬ ‫لمعايير العضويه والمراقبة الذاﺗية ‪ ،‬فاالحزاب السياسيه يمكن ان ﺗشكل طريقا سھال لالنتھازيين في حال غابت‬ ‫مفاھيم مثل شروط العضوية ‪ ،‬المراقبة السلوكية ‪ ،‬التقييم الذاﺗي وغيرھا من المفاھيم التي ﺗُغربل االعضاء الي‬ ‫حزب سياسي ‪.‬‬ ‫لكن ھناك ﺗحدي يُواجه االحزاب السياسية كافراد ومسؤوليين ‪ ،‬ويتلخص في الفرق بين الممارسة والتطبيق ‪،‬‬ ‫فالحزب في المعارضه يختلف عنه في الحكم ‪ ،‬ففي المعارضة ال يمارس بل فقط يقول ال اما في الحكم فھو‬ ‫صاحب الراي والتطبيق ‪ ،‬ومن ھنا االختبار الحقيقي لالنسان الثوري او االنتھازي ‪.‬‬ ‫االنسان الثوري يختلف كل االختالف عن االنسان االنتھازي فھو نقيضه ‪ ،‬ھو ذاك االنسان المبدئي الذي يُؤمن‬ ‫بافكارة ومعتقداﺗة ومبادئة وھو بطبعه ھذا ھو انسان ثوري ‪ ،‬فالثوري يُولد ثوري ‪ ،‬غالبا ما يتميز بالشجاعة‬ ‫والحكمة وبعد النظر وﺗقدير الموقف والموضوعية ‪ ،‬مدافع عن الحقيقه مھما كلفته من ﺗضحيات ‪ ،‬ناكرا لنفسة‬ ‫‪ ،‬يرى سعادﺗة في وجوة الناس ‪ ،‬مسيرﺗة ھي كشف الحقيقه وﺗوضيحھا للمجتمع واالنسانيه ‪ ،‬االنسان الثوري‬ ‫أفضل من يُقدر الموقف وھو أفضل من يدرس الواقع ويقدمه للناس ناصحا بحكمة الثائر وانسانية ال ُمضحي ‪،‬‬ ‫يقرأ الواقع كما ھو دون ﺗغيير ليستخلص منه الحقائق ويقدمھا للمجتمع ‪ ،‬الواقع الخارج عن ارادة االنسان ‪،‬‬ ‫حيث ان الواقع يسير على اسس موضوعية خارج ارادة االنسان ‪ ،‬يستخلص الخقائق التي ﺗتغير وفقا للواقع‬ ‫الموضوعي الذي يخلق حقائق جديدة ‪ ،‬ھذا ھو الثوري الذي انتصر على نقيضه ليصبح قائدا ثوريا للجماھير ‪.‬‬

‫اضواء على الثورة السورية ‪...‬حريه وكرامة ام صراع طبقي‪...‬‬

‫مع مرور أكثر من عامين على الثورة السورية ‪ ،‬ال نريد ھنا الخوض فيما آلت اليه االوضاع إقليميا ً ودوليا ً ‪،‬‬ ‫بل نختصر بما يحمل العنوان ‪ ،‬خصوصا ً مع ﺗباين وجھات نظر الكتاب في محرك الثورة السورية أو الحراك‬ ‫الشعبي السوري ‪ ،‬الشكالية ﺗعريف كل من الحراك الشعبي والثورة الشعبية في جميع دول الربيع العربي ‪.‬‬ ‫من ناحية ‪ ،‬ﺗرى نسبة ال بأس بھا ان ثورة الشعب السوري ‪ ،‬ما ھي اال ثورة الشعب السوري بكل اطيافة‬ ‫ومكوناﺗة وطبقاﺗة من أجل الحرية والكرامة االنسانية ‪ ،‬ففي ﺗسلسل زمني لالحداث وفي االسبوع االول‬ ‫للحراكات ‪ ،‬طاف المتظاھرون شوارع دمشق مرددين شعارات مثل "الشعب السوري ما ينذل " ‪ ،‬وفي‬ ‫االسبوع التالي نظمت الجماھير اعتصاما ً أمام الداخليه من أجل اطالق سراح المعتقلين السياسيين ‪ ،‬الذين فاق‬ ‫التصور فترة مكوثھم السجون ‪ ،‬وفيما بعد انطلقت مظاھرات في مدينة درعا مطالبةً االفراج عن صبيان كتبوا‬ ‫شعارات ضد النظام على جدران مدارسھم ‪ ،‬وحدث ان ﺗمت اھانة اھالي واقرباء االطفال المعتقلين ‪ ،‬وكانت‬ ‫ﺗلك االھانات سببا َ مباشراً لتلك التظاھرة ‪ ،‬ورفع المشاركون شعارات مثل " يا شعبان الشعب السوري مش‬ ‫جعان" ‪ ،‬كل ﺗلك االحداث المتسلسلة ﺗُؤكد على ان الحرية والكرامة االنسانية لھما مطلبان الثورة السورية ‪.‬‬ ‫وفي المقابل ‪ ،‬ذھب الكتاب اليساريون الى ﺗعليل الحراك الشعبي السوري على انة ﺗناقض وصراع طبقي ‪،‬‬ ‫فھي ﺗمثل انتفاضة الطبقات الشعبية والمسحوقه ضد الفقر والبطالة واالحوال المعيشية السيئة ‪ ،‬نتيجة سياسات‬ ‫‪17‬‬


‫ليبراليه كانت قد طبقتھا الحكومه خالل العقد الماضي ‪ ،‬مبرھنين على صحة اقوالھم ان الحراكات ﺗمركزت في‬ ‫المناطق االشد فقراً وبؤسا ً ‪ ،‬فھم بذلك يعتقدون ان سبب الحراك السوري ھو الصراع الطبقي وكان سوريا‬ ‫انھت مرحلة الراسمالية والحراك فيھا ما ھو اال ثورة ستقلب النظام السياسي واالقتصادي ‪ ،‬ولو كان ذلك‬ ‫صحيحا لما وصل غير اليساريين الحكم في بلدان اُنجزت فيھا الثورات ‪.‬‬ ‫لكن في المقابل و ولغيرصالح القائلين بثورة الحرية والكرامة االنسانية ‪ ،‬عزوف البرجوازية السورية عن‬ ‫مجرد ﺗاييد الثورة في اھم معاقل البرجوازيه في الشام وحلب ‪ ،‬كما ليس بامكانھم نكران ان المناطق الفقيرة‬ ‫البائسة اكثر المناطق مشاركةَ في الثورة ‪ ،‬اضافة الى ما سبق ان العديد من التظاھرات ھتفت ورفعت شعارات‬ ‫ذات صلة بالفساد والبطالة والفقر والعوز ‪ ،‬مركزهً على ان الفساد ھو احد اھم مسببات ﺗدني وﺗراجع المعيشة ‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المواطنين‬ ‫وابتزاز‬ ‫والنھب‬ ‫الرشوة‬ ‫نھج‬ ‫عن‬ ‫اثمرت‬ ‫التي‬ ‫البيئه‬ ‫وھي‬ ‫الوقائع الموضوعية على االرض ﺗؤكد كلي وجھتي النظر ‪ ،‬بحيث يصعب الي منھما ﺗجاھل االخري ‪ ،‬من ھنا‬ ‫نجد انصار الحرية والكرامة االنسانية يستخدمون عبارات لھا عالقه بصراع الطبقات ‪ ،‬كالبطاله والفقر‬ ‫والفساد ‪ ،‬لكن مع االنسجام الشديد في اظھار الثورة السوريه ثورة الحرية والكرامة االنسانية ‪ ،‬ويوسعون ھذا‬ ‫المفھوم ليشمل كل ما له عالقه بحياة المواطن ‪.‬‬ ‫اما الطرف االخر ‪ ،‬طرف الصراع الطبقي ‪ ،‬الذين يقولون ثورة المسحوقين ضد مستغليھم وناھبي ثرواﺗھم ‪،‬‬ ‫فھم ايضا ال يستطيعون انكار صوت التظاھرات المنادية بالحرية والكرامة االنسانية ‪ ،‬لذلك وضعوا ھدف‬ ‫الثورة التخلص من االستبداد ‪ ،‬وان اھداف الثورة الحقيقيه الصراع الطبقي ‪ ،‬لذلك يرى ھذا الفريق ان ﺗصيعد‬ ‫االنتفاضة اول ما يتطلبة ھو اظھارھذا الصراع وﺗطويرة ‪ ،‬وطرح مطالب ﺗتعلق باالجور والمعيشة والبطالة‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫اكبر‬ ‫انخراط‬ ‫اجل‬ ‫من‬ ‫في كلي الموقفين بال شك مالحظات نقدية ‪ ،‬لكن ما يوحدھما ھو الظھور الطاغي االيدولوجي على حساب‬ ‫التحليل الموضوعي ‪ ،‬فالحقيقه الثورة ھي ثورة الحريه والكرامة االنسانيه والتناقضات الطبقيه ‪ ،‬انھا ثورة‬ ‫شامله ﺗخضع لكل التحليالت ‪ ،‬انھا ثورة العبيد على االسياد ‪ ،‬انھا ثورة القن على االقطاعي ‪ ،‬انھا ثورة‬ ‫البرجوازي على انتھاك كرامته ‪ ،‬انھا ثورة نظرية كل شئ ‪ ،‬انھا ثورة جميع طبقات الشعب السوري من‬ ‫برجوازيه الى كادحية ‪ ،‬من القبيله الى العشيرة ‪ ،‬من الخيمة الى القصر ‪ ،‬من الريف الى الحضر ‪.‬‬

‫ﺣﻮل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ‬ ‫البطالة ھي مشكلة ذات طبيعة اقتصادية بدأت ﺗأخذ طابعھا الملموس مع ﺗطور وازدھار الصناعة وﺗقسيم‬ ‫العمل ‪ ،‬ولم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية البدائية ‪ ،‬فالعاطل عن العمل ھو كل شخص قادر على‬ ‫‪.‬‬ ‫يجدة‬ ‫وال‬ ‫السائد‬ ‫االجر‬ ‫بشرط‬ ‫عنه‬ ‫ويبحث‬ ‫العمل‬ ‫اال ان البطالة لھا اسبابھا االقتصادية واالجتماعية والسياسية ‪ ،‬وﺗختلف اسبابھا باختالف المجتمع والمنطقة‬ ‫والثقافة ‪ ،‬فالبطالة في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة لھا اسبابھا السياسية واالقتصادية بالدرجة االولى ‪ ،‬على‬ ‫الطرف االخر فان البطالة في دول العالم الثالث ‪ ،‬وخصوصا العالم العربي ‪ ،‬فان االسباب االجتماعية ﺗتقدم‬ ‫على بقية االسباب ‪ ،‬وإن كان في النھاية العالم اليوم قرية واحدة ‪ ،‬استعمال التكنولوجيا اثرت سلبيا في الطلب‬ ‫على العمال ‪ ،‬مما ادى في انخفاض الطلب على الكادر البشري في بعض االعمال ‪ ،‬كما ان انتقال الشركات‬ ‫عابرة القارات الى المناطق الفقيرة في العالم لرخص االيدي العاملة ‪ ،‬كذلك انخفاض االنفاق على المشاريع‬ ‫‪18‬‬


‫االستثمارية في الدول الراسمالية ‪ ،‬كل ھذه العوامل ادت الى انخفاض الطلب على اليد العاملة وال ﺗعدو عن‬ ‫كونھا اسباب اقتصادية وسياسية ‪ ،‬ان ازدياد عدد السكان والنمو غير الطبيعي للسكان في مجتمعات العالم‬ ‫الثالث وخصوصا المنطقة العربية لھو من اھم االسباب االجتماعية للبطالة ‪.‬‬ ‫" إن التراكم الرأسمالي نفسه ھو الذي يولد‪ ،‬على الدوام‪ ،‬وبتناسب طردي مع طاقته وحجمه‪ ،‬فيضًا نسبيًا في‬ ‫السكان العاملين أي عددًا فائضًا من السكان يفوق حاجات رأس المال الوسطية إلى النمو الذاﺗي‪ ،‬وبالتالي يولد‬ ‫فائضًا في السكان العاملين إن السكان العاملين‪ ،‬بإنتاجھم لتراكم رأس المال‪ ،‬إنما ينتجون وسائل ﺗحويلھم إلى‬ ‫فائض نسبي من السكان؛ وھم يقومون بذلك على نطاق متنام أبدًا" ‪.....‬كارل ماركس ‪ -‬رأس المال ‪.‬‬ ‫ان البطالة في االنتاج الرأسمالي كما يشرحھا ماركس ليست بال سبب ‪ ،‬او كما يعللھا مؤيدو الرأسمالية نتيجة‬ ‫لتزايد السكان ‪ ،‬وانما ھي طبيعة مالزمة لالنتاج الرأسمالي ‪ ،‬وھي نتاج التراكم الراسمالي ‪ ،‬فمع كل عملية او‬ ‫دورة انتاج يكون العمال قد حققوا فائض قيمة للرأسمالي يسير بشكل متوالية حسابية ‪ ،‬مما يزيد في التراكم‬ ‫المالي وھذه اھم شروط وقواعد النظام الراسمالي ‪ ،‬كما ان النسبة بين ما يدفعه الراسمالي للراسمال الثابت الى‬ ‫الراسمال المتغير مع كل دورة انتاج ﺗميل لصالح الراسمال الثابت على المنحرك ‪ ،‬مما يُؤدي الى انخفاض في‬ ‫ﺗوظيف العمال مع ﺗراكم الرأسمال الصناعي ‪.‬‬ ‫ان الحال في الدول المتخلفه والعالم العربي منھا والتي لم ﺗدخل رحم الرأسماليه قط ‪ ،‬عمل رأسماليوھا على‬ ‫استيراد احدث ما ﺗوصلت له التكنولوجيا االنتاجية ‪ ،‬من اجل ضمان المنافسة ‪ ،‬ﺗاركةً ماليين العمال على‬ ‫قارعة الطريق بعد ان ﺗركوا ريفھم ومزارعھم ‪ ،‬اضف الى ذلك معدل النمو السكاني المرﺗفع جدا لتشكل‬ ‫البطالة في العالم العربي خصوصا والنامي ثانيا ظاھرة اجتماعية خطيرة ‪.‬‬ ‫ومع وصول النظام الرأسمالي الى العولمة ُمعلنا فشلة وھي مرحلة ال بد منھا في ظل ﺗفاقم ازمات النظام‬ ‫الرأسمالي ‪ ،‬ومع الترويج للعولمه على انھا نظام اقتصادي ‪ ،‬سياسي ‪ ،‬اجتماعي وثقافي متكامل ‪ ،‬اال ان ھذا‬ ‫النظام جعل العالم اقصادا واحدا ﺗتربع على الثروة فية ثمانية دول وباقي دول العالم ﺗزداد فقرا وبؤسا ‪ ،‬وفي‬ ‫حاالت كثيرة ﺗم القضاء على االقتصاد الوطني ‪ ،‬واصبحت الدول ﺗعتاش على المساعدات من البنك الدولي ‪،‬‬ ‫ولنا في مصر انموذجا يقتات على ما يفيض به فتات البنك الدولي ‪ ،‬وان الدول التي ﺗُحاول االبتعاد عن ﺗلك‬ ‫المنظومة اقل ما ﺗالقية حصارا اقتصاديا دوليا ‪ ،‬لتصل في نھاية المطاف الى استحالة بناء اقتصاد وطني‬ ‫‪.‬‬ ‫مستقل‬ ‫ان العولمه خلقت كثير من المشاكل االقتصاديه والسياسيه واالجتماعية في كل العالم ‪ ،‬فالشركات عابرة‬ ‫القارات ھجرت موطنھا باحثة عن ايدي عاملة رخيصة ‪ ،‬ھاربه بجلدھا من ﺗكاليف عمال بالدھا الباھظه‬ ‫ونظامھا الضريبي المرﺗفع لتترك المجتمع يعاني أزمات البطالة ‪ ،‬على حساب رفاھيته وحريته ‪ ،‬لذلك ُوجدت‬ ‫بعض االصوات في المجتمعات الغربيه من فالسفة ومفكرين ﺗعتبر العولمه ما ھي اال اعتداء على حرية‬ ‫وحقوق االنسان وكرامته ‪.‬‬ ‫االستنتاج الذي يمكن ﺗعميمه من ظاھرة العولمة انھا خلقت واقعا من الفوضى االجتماعيه واالقتصادية والمالية‬ ‫ال مثيل لھا وغير معھودة ‪ ،‬بطالة ‪ ،‬فقر ‪ ،‬بؤس ‪ ،‬غرق العالم في الفوضى عاما اكثر من عام ‪ ،‬وھذه الفوضى‬ ‫‪19‬‬


‫ﺗھيمن على االقتصاد العالمي ‪ ،‬اقتصاديا وعسكريا ‪ ،‬وھكذا وضع من ناحية سياسيه واقتصادية واجتماعيه‬ ‫وثقافية يبدو صراع الكل ضد الكل ‪ ،‬ان المخرج والمنقذ الوحيد من ھكذا فوضى وھكذا واقع ماساوي وغير‬ ‫إنساني ھو عالم متعدد االقطاب ‪ ،‬وإن بدا االمر صعبا للغاية ‪ ،‬الن العالم اليوم طبقة سياسيه واحده ‪ ،‬فھل‬ ‫ﺗستطيع البشرية ﺗجاوز ھذه المرحلة والتقدم بھا نحو االفضل؟ الجواب قطعا نعم ‪ ،‬فالمادية التاريخية ﺗُعلمنا ان‬ ‫ﺗطور االنسان يسير نحو االفضل بشكل حلزوني ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﺪﺟﲔ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ‬ ‫من باب بث الفكر الماركسي لشعوب ﺗم ﺗدجينھا ﺗحت مسميات الليبراليه والحرية الفرديه والعدالة االجتماعية‬ ‫البعادھا عن واقعھا وان ادركتة قبلت به ‪ ،‬اكتب بين الفينة واالخرى افكار ماركسية من اجل النقاش ودراسة‬ ‫ردات الفعل وطريقة التفكير ‪ ،‬وان كنت خبيرا بھا من معاشرﺗي اياھم ‪ ،‬فالقانون االله والملكيه الخاصة‬ ‫صحائفة المقدسة ‪ ،‬والتفاوت الطبقي مشكلة الفرد ‪ ،‬حتى ان الفرد ھناك على قناعة ان بؤسه ُولد معه وال احد‬ ‫غيرة مسؤول عنه ‪.‬‬ ‫طابور من قرابة خمسين شخص في دائرة حكومية من اجل دفع رسوم حجز موعد فحص القيادة ‪ ،‬لتجد من‬ ‫بينھم من يستند الى عكاز او سيدة كبيرة وموظفة واحدة على الكاونتر ‪ .‬سالت من ھو أمامي " لماذا يجب علينا‬ ‫‪.‬‬ ‫القانون"‬ ‫انه‬ ‫"‬ ‫اجابني‬ ‫موعد؟"‬ ‫ﺗحديد‬ ‫اجل‬ ‫من‬ ‫ساعتين‬ ‫نقف‬ ‫ان‬ ‫لقد وصل االمر بتدجين الشعوب الى ما يفوق الخيال ‪ ،‬اﺗذكر ان طفال لم يتجاوز اشھرا على يد والدﺗه العربيه‬ ‫في احد المطارات قد شفع لھا ولزوجھا من ﺗخطي ازمة الطابور بسبب الصراخ والبكاء المستمران ‪ ،‬الى‬ ‫درجة ان ازعج ليس الموظفين فحسب بل ايضا المسافرين ‪.‬‬ ‫التفاوت الطبقي كبير جدا لتجد من لم يستطع ﺗأمين قوﺗة اليومي ‪ ،‬الى من يمتلك الماليين وقناعة الطرفين ان‬ ‫كل منھما يستحقان ما ھما علية ‪ ،‬ان مفھوم التدجين الطبقي ھو ثقافة المجتمع بدل مفھوم الصراع الطبقي ‪ ،‬ان‬ ‫ﺗلك المجتمعات ﺗفتقد الوعي الطبقي ‪ ،‬وال احسبھا سوى ﺗربية موجھة حديثة ﺗبدأ من البيت فالمدرسة فالمجتمع‬ ‫‪.‬‬ ‫بأسرة‬ ‫ان ثقافة التدجين وان ﺗفاجأ البعض مما أكتب ھي حصيلة ممنھجة موجه من اجل امتصاص دماء الفقراء‬ ‫النعاش االغنياء ‪ ،‬أُعطيك ھامش من الحرية الالمتناھية حسب ﺗعبير صديقي الكندي ‪ ،‬فافعل ما بدا لك بعيدا‬ ‫عن حرية االخرين ‪ ،‬انت ملك نفسك ونغض الطرف عن مستلزمات متعتك ما دمت ال ﺗزعجنا ‪ ،‬نعطيك‬ ‫خيارات امانتك المزيفة المجبر عليھا ‪ ،‬حتى ان لم ﺗجد ما ﺗأكل سمحنا لك استعمال ائتمانك دون مسائلة ‪،‬‬ ‫ويكفي ان ﺗدافع عن نفسك بقولك كنت جائعا ‪ ،‬كم يعجبني صديقي في ﺗشخيص الواقع حينما يقول " حين ذاك‬ ‫يصبح الكل شريك في الذنب وال احد له افضليه او حق على احد" ‪.‬‬ ‫التدجين الطبقي ھو سالح البرجوازيه ضد الكادحين مع ﺗغييب الوعي الطبقي الممنھج ليصبح التعايش الطبقي‬ ‫ثقافة طارئة ﺗعتصر ما أمكن من اجساد الكادحين ‪.‬‬ ‫مظاھرات وول ستريت لم يشترك بھا أي عامل وانما ﺗنظيم مجموعات من العاطلين عن العمل بنفس‬ ‫برجوازي لم يكن مدلولة أكثر من ايقاف ھروب رأس المال خارج القارة من أجل استمرار الوضع كما ھو‬ ‫‪20‬‬


‫علية ‪ ،‬فاستمرار ھروب رأس المال ناجيا بنفسة من ضرائب باھضة سيخلق حالة من خلل النظام القائم الذي‬ ‫حتما سيقود الى وعي طبقي ال ﺗرغب به النخبة الحاكمة النة ﺗھديد لوجودھا ‪.‬‬ ‫ان االمر الغريب ھو ﺗعطيل الصراع الطبقي واستبدالة بالتعايش الطبقي ‪ ،‬ولعل أحدا يسأل كيف السبيل الى‬ ‫ﺗعطيل الصراع الطبقي وھو محرك التاريخ؟ وكيف يتم ايقافة وھو حتمية ﺗاريخية ؟ ‪ .‬ان طرفي الصراع ھما‬ ‫المالكون وغير المالكين وبسبب ھذا الصراع ونتيجة لة يُكتب التاريخ والمجتمع الراسمالي خير من يُعبر عن‬ ‫الصراع الطبقي ‪ ،‬بل من اقداسة ﺗفعيل الصراع الطبقي ‪ ،‬فالصراع الطبقي ھو ﺗجميع ثروة ‪ ،‬أما وقد أُستبدل‬ ‫بتعايش طبقي ممنھج ‪ ،‬فالسبات الطبقي ھو المفضل ‪.‬‬ ‫لكن وبما ان الصراع الطبقي حتمية ﺗاريخية ‪ ،‬سيتولد الوعي الطبقي وستنتصر جماھير الكادحين على‬ ‫مستغليھا ‪ ،‬لذلك وجب على الماركسيين بث االفكار الماركسية وﺗحليل الواقع واستخالص العبر خصوصا ان‬ ‫العدو الطبقي بات واضحا للماركسيين وھي الطبقة التي ﺗنادي بدجين وﺗعايش طبقي ‪ ،‬ان الفكر االنساني‬ ‫التقدمي الثوري غير الرجعي يعترف بتعايش طبقي واحد ال غير ‪ ،‬عندما ﺗُنزع ملكية وسائل االنتاج ‪ ،‬واي‬ ‫ﺗعايش اخر ما ھو اال ﺗزوير ﺗاريخي رجعي غير ﺗقدمي ‪ ،‬ھذا اذا كان ھناك ﺗزوير ﺗقدمي ‪.‬‬ ‫ان ايقاف الصراع الطبقي لھو ﺗدخل في حركة المجتمعات الطبيعيه وھو ﺗعدي صارخ على مسيرة االنسانية ‪،‬‬ ‫وان التعايش الطبقي لھو جريمة بحق الطبقه العاملة واالنسانية جمعاء ‪ ،‬نعم ﺗحت شعارات الليبراليه والتعدديه‬ ‫ورشوة الرجعيه ﺗم ايقاف الصراع الطبقي ‪ ،‬ال احد يموت جوعا ‪ ،‬ھذا ھو الشعار اللعين ‪ ،‬ﺗحت ھكذا فتات‬ ‫ونتذكر ھنا ان ‪ ٣٥‬مليون امريكي يعيشون على كابونات الطعام ﺗحت ھكذا شعارات ﺗم ايقاف الصراع الطبقي‬ ‫‪ ،‬لكن يوما ما ستثور الشعوب على مستغليھا متسلحه بوعيھا الطبقي ‪ ،‬حينھا ﺗعود عربة التاريخ الى مسارھا‬ ‫الصحيح ‪.‬‬

‫سبات شيوعي‪....‬ما العمل؟‬ ‫سألنتي النادله وقد طلبت مني سيجارة ووضعھا فوق اذنھا " ھل ﺗعرف كم اقبض في الشھر ؟ ‪ ٥٠٠‬دوالر ‪،‬‬ ‫ھل ﺗعلم كم يربح صاحب المصلحه شھريا؟ ‪ ٢٠٠٠٠‬دوالر " ‪ .‬من الطبيعي والمنطق ومن المفترض ان ﺗجد‬ ‫الفتاة جواب لسؤالھا ‪ ،‬بالتحليل والتفكير وربط االمور ببعضھا لتصل الى نتيجة ان سبب فقرھا النظام‬ ‫الراسمالي وسبب غنى غيرھا ھو النظام الراسمالي ايضا ‪ ،‬من المفترض ان ﺗعرف ﺗلك الشابه ان عقد عملھا‬ ‫التي أُجبرت على التوقيع علية وحالة االحباط التي ﺗعيشھا ھي بسبب النظام الراسمالي ‪ ،‬ان عدم قدرة ھذه‬ ‫الفتاة لتفسر الواقع ‪ ،‬وقدرة رب العمل على امتصال االلوف وقس على غيرھا من التناقضات ال ﺗٌفسر دون‬ ‫وعي طبقي ‪ ،‬يجب ان ﺗضطلع به االحزاب الشيوعيه ‪.‬‬ ‫ان سقوط االﺗحاد السوفيتي وما ﺗالة من قطع العالقة بين االحزاب الشيوعيه في العالم كدولة مركز ‪ ،‬اي فقدان‬ ‫المرجعيه السياسيه ‪ ،‬ادى الى ﺗخبط ﺗلك االحزاب وحتى ﺗالشي قسم كبير منھا ‪ ،‬ان سقوط االﺗحاد السوفيتي‬ ‫وضع ﺗلك االحزاب امام اسئلة صعبة ‪ ،‬كان الجواب البراغماﺗي عليھا ھو االنحراف بكل االبعاد ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فقدت ثقة الجماھير فابتعدت عنھا ‪ ،‬ان انحرافيتھا جائت من اجابة اسئله مثل ‪ :‬كيف سقط االﺗحاد السوفيتي ؟‬ ‫‪21‬‬


‫ھل الخلل في النظريه ام في التطبيق؟ اي ھل الخلل في الماركسيه نفسھا ام الخلل في طريقه ﺗطبيقھا ‪ ،‬ھذه‬ ‫االسئله ﺗم االجابه عليھا بما ھو اسوء من االسئلة نفسھا ‪ ،‬واذا كانت االسئلة ھي االدوات الوحيدة للفھم فان‬ ‫االجابه عليھا كان البرھان الوحيد للتحريفيه ‪ ،‬ھذه األسئلة وجائت اجاباﺗھا ليبرالية متحالفة مع طرح‬ ‫البورجوازية أو ﺗخلي عن الصراع الطبقي ‪،‬وھكذا حصل االنفصال واالنفصام وﺗم التخلي عن دور االحزاب‬ ‫الممثلة للطبقة العاملة‪.‬‬ ‫الرأسمالية احتفلت مجددا انھا الحتمية االبدية ‪ ،‬وانھا الحل الحتمي ‪ ،‬والنيوليبراليه باجندﺗھا االستغالليه‬ ‫اصبحت حُلم كل )حر ( لطمس حاجات الشعوب وطموحاﺗھا التحرريه ! ‪.‬‬ ‫والن ﺗجربة الشعوب ان ﺗثور على مستغليھا ‪ ،‬وان السياسات النيوليبراليه اسھبت في استغالل الطبقة العامله ‪،‬‬ ‫كان من االطبيعي للشعوب ان ﺗثور على جالديھا ومستغليھا ومن ورائھم الراشماليه ‪ .‬كانت التناقضات ‪،‬‬ ‫واالحوال الموضوعية في العالم كافة ‪ ،‬وﺗحديدا في عالمنا العربي‪ ،‬ناضجة للثورة اي ثورة من شانھا ﺗبديل‬ ‫الي حال ‪ ،‬وابتدأ الحراك الشعبي‪ .‬اال ان دور الحزاب الشيوعية خالل العشرين سنة الماضيه ‪ ،‬حصر‬ ‫واضعف امكانية طالئعيتھا ان ﺗكون ذات فاعليه في الحراكات‪.‬‬ ‫ھنا يُطرح السؤال عن كيفية العمل السترجاع اإلمكانية للعمل لكي ﺗُؤدي االحزاب الشيوعيه دورھا في اظھار‬ ‫و ﺗفعيل الصراع الطبقي واالرﺗقاء بالطبقة العاملة لتكون قائدة الثورات؟ ان مشكلة االحزاب الشيوعيه العربيه‬ ‫خصوصا ھو سيطرة عقول برجوازيه صغيرة او وضيعه حسب ﺗعبير رفيقنا الكبير فؤاد النمري ‪ ،‬ھذه العقول‬ ‫ﺗحدد سياسات االحزاب ودورھا من الصراع الطبقي وفي ﺗحالفاﺗھا الطبقيه على اسس من فكرھا البرجوازي ‪.‬‬ ‫وبذلك نقول ان القيادات البرجوازيه واالقطاعيه والرجعيه الطائفيه جميعھا ﺗصطف في طور طبقي موحد ‪،‬‬ ‫في عالقة التناقض الوطني ‪ ،‬التي ﺗكون الجماھير الوطنيه الشعبيه الطور الطبقي االخر ‪ ،‬وجود ھذه العقول‬ ‫القياديه المعادية اللجماھير في الحركة الشعبية ذاﺗھا ‪ ،‬ھو الخانق و نقطة ضعفھا الرئيسي في ﺗلك الحركة التي‬ ‫لم يكن بالتالي ممكنا ً للصراع الوطني فيھاان يظھر واضحا جليا للجماھير في ﺗح ّدده الضروري كصراع طبقي‬ ‫ضد البورجوازية المسيطرة‪ .‬إذاً‪ ،‬فتحديد ھذه العقلية لتوجّه االحزاب‪ ،‬يجعل موضوع ﺗظھير الصراع الطبقي‬ ‫امرا ثانويا أو ﺗُزيله حتى من خطة عملھا‪ ،‬مركزةا عمل االحزاب خارج موقعھا الطبيعيه ومشوھة الوجھة‬ ‫الحقيقية لنضال الجماھير‪.‬‬ ‫يجب على الطبقة العامله ان ﺗسترد دورھا الطبيعي في قيادة الطبقة العاملة وان ﺗقوم بدورھا الطبقي ‪ ،‬الن كل‬ ‫ابتعاد عن مسارھا ھذا يشكل عائقا في التفاف الجماھير حولھا ‪ ،‬ان الربيع العربي نموذج صارخ لفشل‬ ‫االحزاب الشيوعيه في ﺗوجيه الجماھير بدل ان ﺗكون اداﺗھا ومحركھا ‪ ،‬يجب على الطبقة العامله التحرر من‬ ‫التبعيه السياسيه للقوى الطائفيه واالثنيه والتوضيح للجماھير ان الصراع ضد القوى الرجعية ھو ذاﺗه صراعھا‬ ‫الطبقي ضد البرجوازيه ‪ ،‬وعلينا ان نصل الى ُمسلّمة انه ال يمكن ان يقود حزب الطبقة العامله الثوري طبقة‬ ‫برجوازية ‪ ،‬ھذا الواقع ال يُؤسس لقيادة بروليتارية قادرة على التواصل مع قواعدھا البروليتاريه ‪ ،‬ورسم خط‬ ‫ثوري ‪ ،‬واعادة رسم ﺗحالفاﺗھا بما يضمن مصالح الطبقة العاملة ‪ ،‬منمية للوعي الطبقي ‪ ،‬من اجل التطبيق‬ ‫العلمي للماركسيه ‪. ،‬‬ ‫يتوجب على االحزاب الشيوعيه ﺗحليل الواقع الحالي منطلقة من المتغيرات وﺗمظھرھا في اطار الصراع‬ ‫‪22‬‬


‫الطبقي ‪ ،‬وليس المقصود ﺗطوير الماركسية وانما حصر العدو الطبقي ‪ ،‬وحصر ادوات الراسماليه وكيفية‬ ‫محاربة كل اداة ‪ ،‬واين البروليتاريا االن ومن ينتمي لھا في ظل ﺗطور وﺗشوة سوق العمل ‪ ،‬وكيف السبيل‬ ‫لمواجة انظمة كولونياليه ﺗابعة ‪ ،‬ان استغالل البرجوازيه للطبقة العامله كل يوم يتحتم علينا ﺗغيير الواقع عبر‬ ‫ﺗحليله ﺗحليال دقيقا حتى ﺗكون النتائج في صالح الطبقة العاملة ‪ ،‬ان اي نظام برجوازي ال يستمد بقائة من صبر‬ ‫الفقراء والمھمشون وانما من جھلھم ‪ ،‬عندما يفھموا ان االمر ليس اكثر من معادلة رياضية ﺗقول ما يزيد‬ ‫ھناك‪ ،‬ينقص من ھنا‪ ...‬كفيل بتغيير وجه التاريخ‬

‫ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺎدﻳﺔ وﺗﺤﺮرﻫﺎ‬ ‫بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ‪ ،‬لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا‬ ‫الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ‪،‬‬ ‫وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ‪ ،‬بل اعطي الموضوع طابع نظري ‪ ،‬بعيدا عن طروحات‬ ‫المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ‪ ،‬حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية‬ ‫وﺗناقضاﺗه‬ ‫الواقع‬ ‫وقضايا‬ ‫شؤون‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫االسالمية‬ ‫ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة‬ ‫وليس سببا ‪ ،‬وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة‬ ‫ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه‪ .‬حيث ييقول ماركس ‪ " :‬إن الفالسفة ال يخرجون من األرض‬ ‫كالفطر‪ ،‬بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا‪.‬‬ ‫اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ‪ ،‬وان أي فلسفه حقيقيه ھي من‬ ‫لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ‪ ،‬كما ان التطورات‬ ‫العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة‬ ‫استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة‪.‬‬ ‫فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره‪ ،‬وظلت الفاسفه اليونانيه‬ ‫ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت‬ ‫ﺗتناغم مع عصر االقطاع ‪ ،‬االمتد الى نحو ‪ ٤٠٠٠‬عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه‪ ،‬وعلى الرغم ان الفلسفه‬ ‫اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ‪ ،‬حيث لم ﺗنكر‬ ‫وجود خالق رغم وثنيتھا ‪ ،‬ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ‪ ،‬حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد‬ ‫المجتمع االقطاعي‬ ‫وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد ‪.......‬الخ‬ ‫وفي اطار الصراع على ملكية االرض وملكية العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر‬ ‫الراسمالي الحديث‪ ،‬وفي ذات االطار نشط العلماء والفالسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنھا من ﺗثبيت‬ ‫‪..‬‬ ‫السيطرة‬ ‫وحيث ان الطبقه المسيطره كانت االقليه والعام من يقع عليه الظلم واالطھاد لجئت ھذه الجماعات باالستعانه‬ ‫بقوى غبيه واله غبيه لتخليصھا وكان ھذا منبع االديان‪ .‬فاليھوديه جائت من جور المصريين على القبائل‬ ‫‪23‬‬


‫العربيه التى ھاجرت من اليمن وھم اليھود ولم يؤمنو بموسى اال بعد ما وعدھم بارض فلسطين لھم ولذريتھم‬ ‫من بعدھم ‪ ،‬وكذلك المسيحيه لم ﺗخرج عن االطار فكانت دعوه ضد ظلم الكھنه وضد ظلم الرومان ‪ ،‬وقد كان‬ ‫اﺗباع المسيح ھم من الرعاء والعبيد وكذلك اليھود فقد كان اﺗباع موسى بني اسرائيل وھم عبيد القبط‪،‬‬ ‫وھكذا كان االسالم ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاﺗيه اول‬ ‫من امن بالدعوه االسالميه المحمديه‪.‬‬ ‫ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ‪ ..‬فاالرض‬ ‫ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده‬ ‫مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع‪ ،‬فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ‪ ..‬فيما المرأة في المنزل‬ ‫كخادمه للرجل الذي يخدم سيده‪.‬‬ ‫وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ‪ ،‬فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار‬ ‫العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا‪ .‬وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في‬ ‫المجتمعات االسالمية ‪ ،‬ومجتمعات العالم الثالث عموما‪ ،‬من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال‬ ‫امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ‪ ..‬حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم‬ ‫وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي‪.‬‬ ‫ومثال ذلك االنسجام الواضح في ﺗعامل مختلف الحضارات مع المرأة لھو خير داللة على ان القوانين‬ ‫االجتماعية ﺗحددھا طبيعة نمط االنتاج االجتماعي وليس االنتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او‬ ‫العقل ‪ ..‬حيث ان نمط االنتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو ﺗباعدت المسافات واالزمان‪.‬‬ ‫************‬ ‫االشوريين ھم اول من فرض الحجاب على المرأة ‪ ..‬وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجھا‬ ‫باغراقھا بالماء‪ ،‬فيما االغريق فرضوا عليھا حجابا كامال )كالنقاب االسالمي( ال يظھر منھا اال عينھا ‪ ،‬وقال‬ ‫عنھا ارسطو " إن الطبيعة لم ﺗزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به "‪.‬‬ ‫ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملھا انتقد ارسطو‬ ‫رجال اسبرطة واﺗھمھم بالتھاون ‪ ، ،‬وكان الفقھاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولھم‪:‬‬ ‫لطيش عقولھن‪.‬‬ ‫ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة اال كانت ﺗلقى في النيل بعد ﺗزيينھا "عروس النيل"‬ ‫كقربان‪ ،‬وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه ‪ .‬اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع‬ ‫زوجته كجارية وينظر لھا الصينيون على انھا معتوھة محتقرة مخانة ال حقوق لھا‪.‬‬ ‫فيما ﺗحرق المراة نفسھا حية اذا مات زوجھا وجاء في ﺗشريع الھندوس ‪ :‬ليس الصبر المقدر والريح ‪ ،‬والموت‬ ‫والجحيم والسم واألفاعي والنار أسوأ من المرأة‪ .‬كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بالد فارس ‪،‬‬ ‫وفرض عليھا احتجابھا حتى عن محارمھا ومنعت من ﺗرى احدا من الرجال اطالقا‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫وفي اليھودية لم ﺗنل المرأة ميزة أو حق‪ ..‬بل كان بعض فالسفة اليھود يصفھا بأنھا " لعنة " ‪ ....‬وكان يحق‬ ‫لألب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ‪ ...‬وأن الصالح أمام ﷲ ينجو‬ ‫منھا "‪ .‬و " شھادة مئة امرأة ﺗعادل شھادة رجل واحد "‪.‬‬ ‫وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جھنم ما عدا أم المسيح ‪،‬‬ ‫وﺗساءلوا ھل ﺗعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ ‪.‬‬ ‫اما االسالم فقد اعتبرھا "ناقصة عقل ودين" وﺗابعة للرجل في كل شيء وحقھا باالرث نصف الرجل وشھادﺗھا‬ ‫نصف الرجل وليس لھا الحق بالوالية‪ .‬كما كان العرب قبل االسالم يقتلون الفتيات لعدم حاجتھم لھم كقوة عمل‬ ‫او خوفا من العار او الفقر‪.‬‬ ‫وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لھا حق بالتملك حتى عام ‪ ،١٨٨٢‬ووفق‬ ‫القانون كانت المراة في انجلترا ﺗابعة لزوجھا ولم يرفع عنھا الحظر اال عام ‪.١٨٨٣‬‬ ‫ولم ﺗخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليھم اال في عام ‪ ،١٩١٩‬وفي المانيا وسويسرا لم ﺗعدل قوانين‬ ‫الحجر عل النساء اال في اوائل القرن العشرين‪ .‬واصبح للزوجة مثل ما لزوجھا من حقوق‪.‬‬ ‫ان مجتمعات االقطاع افرزت قوانينھا وثقافتھا كافرازات المجتمع االقطاعي وحددت مكانة المراه والرجل بما‬ ‫يتناسب مع طبيعة النظام االقطاعي ‪ ،‬فغطاء الراس للمراه دالاله على وضع المراه المھين في عصر االقطاع ‪،‬‬ ‫وان ما نراه االن من ھذا الموروث في كثير من المجتمعات الشرقيه كھو امتداد لنمط االقطاع ‪ ،‬فرضته مرحلة‬ ‫النظام االقطاعي وسينتھي متى ما دخلت ھذه المجتمعات النمط الراسمالي ‪.‬‬ ‫وقد فرض النظام االقطاعي منظومة الفكريه واالخالقيه والقانونيه بما يتالئم مع نمط االنتاج السائد ‪ ،‬من اجل‬ ‫ﺗنميته واﺗساعه ‪ ،‬فالنمط الفكري ھو لحظه زمانه ومكانه ‪ ،‬وقد ﺗم ﺗحديد الممنوعات والمسموحات كتنظيم‬ ‫للحياه في ذلك العصر كجزء من مرحله ﺗاريخيه مر بھا االنسان وان كانت ھذه المنظومه االقطاعيه معمول‬ ‫بھا في كثير من المجتمعات التى لم ﺗتخطى مرحلة االقطاع ‪ ،‬ان السلطه اھم افرازات المجتمع االقطاعي‬ ‫معبره عن انتقال االنسان من مرحلة الرعي الى مرحلة االستقرار والزراعه ‪ ،‬فكان الحاكم ھو راس السلطه‬ ‫ويمثل االله على االرض بل ھو االله نفسه وله معاونون او وزراء يساعدونه في ﺗسيير شؤون الرعبه ‪،‬‬ ‫وكذلك الكھان فھم يتبعون الملك مباشره النھم عنصر االستقرار االجتماعي والسياسي‬ ‫ان التحوالت الفكريه الكبرى لم ﺗحدث في مجتمعات بدائيه ‪ ،‬فتحول االنسان من عبادة القمر النجوم وغيره الى‬ ‫عبادة اله واحد لم ﺗكن سوى نتيجه لتحوله من انسان صياد الى عصر االقطاع حيث الملكيه الخاصه‪ ،‬وما‬ ‫نشھده في عصرنا من ﺗراجع لالديان ال يخرج عن ھذا السياق‬ ‫ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية‪ ،‬كما البد‬ ‫له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ‪ ..‬وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير‬ ‫وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية‬ ‫المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية‪ ،‬وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن‬ ‫‪25‬‬


‫عشر‪ ،‬وايضا دور االشتراكيون‪ ،‬الطوباويون ‪ ،‬ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي‬ ‫ولصالح طبقة البروليتاريا ‪ ..‬أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل‪.‬‬ ‫في عصر النھضه والصناعة والثورة وﺗطور االنتاج بكافة اشكالة ‪ ،‬زاد الطلب على األيدي العامل‬ ‫ه لتغزيه الصناعات المزدھرة والمتطورة ‪ ،‬ﺗم زج الرجال والنساء واالطفال في العمل حيث يستطيع كل منھم‬ ‫العمل جنبا الى جنب بنفس الكفاءة بسبب ﺗطور وسائل االنتاج ‪ ،‬ولم يعد ھناك ﺗقسيم للعمل كما في السابق‬ ‫فالمراة على القاعدة الماديه كالرجل ‪ ،‬وعندما اﺗيح لھا التعليم كانت ﺗجاري الرجل وفي بعض الحاالت احسن‬ ‫منه‬ ‫حققت الراسماليه التساوي بين الرجل والمراة فالمراة ﺗعمل جنبا الى الرجل ومتعلمه شانھا شان الرجل ‪ ،‬اذن‬ ‫ھذا ھو التساوي القاعدي المادي بينھما‪.‬‬

‫حول مفھوم فائض القيمة في االشكال االجتماعية للطبقة العاملة‬ ‫بداية ال بد من فھم الطبقة العامله بالمعنى العلمي لھا ‪ ،‬فليس كل كادح يندرج ﺗحت مسمى البلوريتاري ‪ ،‬وحتى‬ ‫نفھم الفرق ناخذ المثال التالي ‪ :‬خياط يعمل في دكانه لزبائنه فھو يكدح ويعمل من اجل انتاج قميصا او بنطاال‬ ‫يبيعه من اجل الحصول على المال الالزم لتجديد قوة عمله ‪ ،‬ونفس الخياط اغلق دكانه وذھب للعمل في مصنع‬ ‫الراسمالي نفس العمل ‪ ،‬ان الخياط في الحالة االولى ال يعتبر بروليتاري ‪ ،‬بينما في الحالة الثانيه ھو بروليتاري‬ ‫مع العلم في الحالتين يعمل نفس العمل ‪ ،‬في الحالة االولى الخياط خارج عالقات االنتاج الراسماليه وكان‬ ‫يصرف قوة عملة لحسابه الخاص ‪ ،‬بينما في الحالة الثانيه الخياط ضمن عالقات االنتاج الراسمالية وقوة عملة‬ ‫لم ﺗعد له بل للراسمالي الذي يحصل منه فائض القيمة ‪ ،‬اذن اساس التمييز عالقات االنتاج ‪ ،‬ان الخياط في‬ ‫الحالة الولى يطلق عليه برجوازي صغير وليس للدخل اي اثر في التسميه فقد يكون دخل بروليتاري يفوق‬ ‫مرات دخل ھذا البرجوازي الصغير‬ ‫اشكال العمل للطبقه العامله ‪:‬‬ ‫ االنتاج الزراعي والصناعي ‪ :‬ھذا النوع من العمل يھدف الى االنتاج البضاعي السلعي حيث ﺗكون على‬‫شكل نقد‪،‬بضاعة‪،‬نقد ويتم ﺗحصيل فائض القيمه من قوة عمل العمال عندما نتحدث عن انتاج راسمالي ‪ ،‬حيث‬ ‫ﺗحسب قوة عمل العمال من الراسمال المتحرك ‪ ،‬وفائض القيمة من الفرق ما بين القيمة التبادليه للسلعة المنجة‬ ‫والقيمة التبادلية لقوة العمل ‪ ،‬ھذا النوع من العمل بعرف االحصائيين واالقتصاديين منتج للثروة الوطنيه وليس‬ ‫بعرف الراسماليين ‪.‬‬ ‫ االنتاج الخدمي ‪ :‬ال يكون ھذا العمل بشكل بضاعة او ال يتجسد بشكل بضاعة ملموسة وانما بشكل بضاعة‪-‬‬‫خدمة ‪ ،‬اي ال يوجد وسيط ھنا بضاعة وانما يقدم ھذا العمل فورا للمستھلك ‪ ،‬اي ان االنتاج واستھالكه يتمان‬ ‫بنفس اللحظة ‪ ،‬وما دام ھذا المنتج له قيمة استعماليه ‪ ،‬اذن ال يختلف االنتاج الصناعي والزراعي عن الخدمي‬ ‫اال من حيث اسلوب االستھالك وان كال المنتجين لھما قيمة وفائض قيمة ‪ ،‬ناخذ مثال اي مطعم يقوم بانتاج‬ ‫انواع من االطعمه ‪ ،‬وطبعا ھناك طباخون و منظفون ‪....‬الخ ‪ .‬ما الفرق بين ھؤالء العمال والعمال في مصنع‬ ‫معلبات ؟ ال فرق على االطالق اال في اسلوب استھالك السلعة ‪ ،‬فكال العمال منتجون ويحققون فائض قيمة‬ ‫‪26‬‬


‫للراسمالي ويعيشون نفس عالقات االنتاج ‪ ،‬وھناك الكثير من االمثله على العمل الخدمي المنتج والذي يحقق‬ ‫فائض قيمة للراسمالي ومن ھنا ال يجب التفريق بين العمال على اساس طبيعة العمل فجميعھم بروليتاريين‬ ‫يعيشون نفس عالقات االنتاج ويحققون للراسمالي فائض القيمة وھو ما يبحث عنه الراسمالي ‪ -‬الربح‪ -‬ھذا‬ ‫العمل حسب االحصائيين واالقتصاديين غير منتج اي ال ينتج ثروة وطنيه لكن بعرف الراسمالي ھو عمل منتج‬ ‫يدر فائض قيمه كما ان العامل ھنا وھناك يعيشون نفس العالقات االجتماعية ‪.‬‬ ‫ العمل الخدمي غير المنتج ‪:‬‬‫العمل الخدماﺗي االخر وھو العمل التجاري ‪ ،‬فقد نجد راسماليا استاجر مكانا ومكائن واستخدم عماال كراس‬ ‫مال متحرك اضافه الى الثابت وبدا باستيراد السلع او شرائھا من المصانع المحليه من اجل الربح ‪ ،‬ان العمال‬ ‫الذين يعملون لديه ھم بروليتاريين ويحقق من ورائھم فائض قيمه وبغير ذلك لماذا يستمر ‪ ،‬فھو ﺗاجر من اجل‬ ‫الربح ‪ ،‬في ھذا العمل يقوم التاجر بتحويل فائض القيمة الى مال وھذه ھي الوظيفة الرسميه للراسمالي التجاري‬ ‫‪ ،‬لكن ھل ينتج الراسمالي التاجر قيمة وفائض قيمة ھنا حقا؟ ھو بال شك ال ينتج ال قيمه وال فائض قيمه ! اذن‬ ‫كيف حصل على الربح ؟ انه يتقاس فائض القيمه مع الراسمالي الصناعي ‪ ،‬فھو على الرغم انه يربح ويحقق‬ ‫فائض قيمه لكن ھو في حقيقه االمر لم ينتج شيئ ‪ .‬وھنا يبرز الفرق بين الراسمالي الصناعي والراسمالي‬ ‫التجاري ‪ ،‬فاالول يعتبر منتجا واالخر ليس منتجا وكذلك الحال مع العامل الصناعي والعامل التجاري فاالول‬ ‫يعتبر منتجا الرﺗباطة بالراسمال المتغير وھو سبب انتاج القيمه وفائضھا واالخر او الثاني على الرغم من‬ ‫ارﺗباطة بالراسمال المتغير ‪ ،‬لكن ھو يحقق قيمة وفائض قيمة موجودة سلفا ‪ .‬لكن كال العاملين بروليتاريين‬ ‫مثله مثل العامل الصناعي والزراعي والخدماﺗي المنتج ‪.‬‬ ‫واخيرا يوجد نوع اخر من االنتاج الخدمي غير المنتج ‪ ،‬ھؤالء الراسماليون ال يريدون ان يدخلوا في عملية‬ ‫االنتاج السلعي وال الخدماﺗي المنتج وال التجاري غير المنتج ‪ ،‬لھم فلسفتھم الخاصه بعمل النقود بضاعة ‪ ،‬لذلك‬ ‫استاجروا المكاﺗب والعمارات واشتروا الماكنات والقرطاسيه واستخدموا العمال كراس مال متحرك وفتحوا‬ ‫البنوك لالقراض ‪ ،‬ھم بذلك يحولون جزء من فائض القيمه داخليا او خارجيا لحسابھم ‪ ،‬ان المراباة للقرض ھو‬ ‫مصدر الربح ‪ ،‬لكن في الحقيقه لم يتم اي قيمة او فائض قيمة للمال وان الربح يتاﺗى من فائض قيمة اخر ‪ ،‬مع‬ ‫العلم ان المؤسسه راسماليه بھا راس مال ثابت وراس مال متحرك ‪ ،‬وان الراسمالي يحقق فائض قيمة من‬ ‫عمل الذھني للعامل في البنك وان العامل ھنا يعتبر بروليتاري ايضا ‪.‬‬

‫الراسمالية والبيئة‬ ‫الوضع البيئي كارثي على كوكبنا ‪ ،‬ومن دراسات احصائيه للعديد من التوقعات ‪ ،‬يبدو الوضع خطيرا للغايه ‪،‬‬ ‫سخونة الكوكب في ﺗصاعد مستمر ‪ ،،‬مما له ﺗداعيات كارثيه على االنسان والبيئه ‪ ،‬مستوى مياة البحر في‬ ‫ﺗصاعد مستمر ‪ ،‬مما نشھده من فياضانات خطيرة ھنا وھناك ‪ ،‬موجات الحر الشديد ‪ ،‬المناخ القاسي ‪ ،‬انقراض‬ ‫بعض انواع الكائنات الحيه النعدام المجال الحيوي لديھا ‪ ،‬وحسب التوقعات اذا استمر الوضع البيئي بھذة‬ ‫الوﺗيرة ‪ ،‬فسنشھد ﺗكدس بشري حول القطبين ھروبا من الحر الشديد ‪ ،‬ان ما يحدث كارثه حقيقية ‪ ،‬يجب‬ ‫التوقف عندھا وابراز مدى خطورﺗھا ومن المسؤول عنھا وھل ھناك بدائل عنھا ‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫احدى الدراسات ﺗقول ان جليد القطب الشمالي اصبح اليوم يذوب بمعدل اعلى ستة مرات عن السابق ‪ ،‬وھذا‬ ‫اسبابه االستھالك المفرط للوقود االحفوري الذي ينتج غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يعتبر المسؤول الرئيس‬ ‫عن ﺗسخين الجو وارﺗفاع درجة الحرارة ‪ ،‬حسب علماء ناسا كان الجليد الى حد عام ‪ ١٩٩٠‬بمعدل ثالث اقدام‬ ‫سنويا بينما اليوم معدل الذوبان اكثر من سبعين قدم سنويا ‪.‬‬ ‫كذلك معدل التصحر فقد ارﺗفع من ‪ ٥٠٠‬ميل مربع في السبعينات الى ‪ ١٧٠٠‬ميل مربع حاليا ‪ ،‬وھذه ارقام‬ ‫كارثيه ﺗذھب الى ما جئنا به في المقدمه ‪.‬‬ ‫ان الواليات المتحدة ﺗقف على قمة الھرم في مساھمتھا بھذه الكارثة ‪ ،‬فحصة الواليات المتحدة من التلوث‬ ‫عالميا ‪ %٤٥‬اي ﺗساھم بھذة النسبه عالميا ‪ ،‬لذا المسؤوليه الكبرى ﺗقع على عاﺗقھا اذا قررت ان ينقلب ھذا‬ ‫الوضع راسا على عقب وﺗقليل استخدام الوقود االحفوري ومشتقاﺗه للتقليل من ابعاث ثاني اوكسيد الكربون‬ ‫المسبب الرئيس لتسخين االرض ومن ثم ﺗدميرھا ‪.‬‬ ‫ان قطاع النقل في الواليات المتحدة اكبر اسطول مستھلك للوقود االحفوري حيث ﺗبلغ مساھمته في التلوث‬ ‫حوالي ‪ %٢٥‬وھي نسبه ﺗعتبر كبيرة وايضا يمكن حلھا اذا ﺗوفرت النيه في ذلك ‪ ،‬فشركات الطاقه المنتشرة‬ ‫في المعمورة لن ﺗسمح الي ﺗكنولوجيا ان ﺗخلخل احتكاراﺗھا لھذا القطاع وجني االرباح الخياليه ‪ ،‬وان كانت‬ ‫على حساب ﺗدمير البيئه ‪ ،‬فالعلم اليوم متطور ولم يعد ھناك مشكلة في انتاج مصادر بديلة للطاقة النظيفه‬ ‫كالطاقه الشمسيه او غيرھا ‪ ،‬فالعلم اليوم قادر على انتاج مادة بديلة للنفط وبطرق ارخص من النفط ‪ ،‬وال ﺗلوث‬ ‫الھواء وال ﺗھدد الحياة ‪.‬‬ ‫انتاج غاز الھيدروجين اليوم من الماء وبكميات كبيرة لم يعد مشكلة ‪ ،‬فباستخدام ھذا الغاز كبديل للوقود‬ ‫كمصدر احتراق ينفث لنا بخار الماء من العوادم وبالتالي نكون ﺗخلصنا من نسبة كبيرة جدا من الملوثات ‪ ،‬لكن‬ ‫ھيھات لشركات االحتكارات ان ﺗسمح باستخدام ھذا المصدر الرخيص والمتوفر في كل الدول ‪.‬‬ ‫في ظل الظروف العادية ال يعمل المجتمع الرأسمالي على إشراك األغلبية الساحقة من الناس في مسلسل صنع‬ ‫القرار فيما يتعلق بالسياسة العامة‪ .‬لم يتم ﺗنظيم أي نقاش عام متبوع باستفتاء حول ما إذا كان على الواليات‬ ‫المتحدة أن ﺗشن حربا شاملة ضد العراق‪ .‬األغلبية الساحقة من األمريكيين ليست لديھم أية قدرة للتقرير فيما إذا‬ ‫كان يجب ﺗشييد شركات إلنتاج الطاقة النووية أم ال‪ ،‬أو أي نوع من السيارات يجب على فورد أو جنرال‬ ‫موﺗورز أن ﺗنتجا‪ .‬ﺗتخذ ھذه القرارات خلف األبواب المغلقة من طرف الشركات األمريكية بھدف الدفاع عن‬ ‫مصالحھا الخاصة‪ ،‬وأساسا الرفع من معدالت أرباحھا‪ .‬إنھا ال ﺗھتم برفاه األغلبية الساحقة‪ ،‬لكنھا ولكي ﺗزدھر‬ ‫ﺗجد أنه من الضروري عليھا أن ﺗزعم أنھا ﺗشتغل من أجل الصالح العام‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬عندما اكتشفت شركة فورد وجود عيوب في محركاﺗھا‪ ،‬استعملت اإلدارة آالﺗھا الحاسبة‬ ‫ووجدت أنه سيكون من األرخص بالنسبة إليھا أن ﺗحافظ على نفس التصميم المعيب مع أداء رسوم التسوية‬ ‫للضحايا وعائالﺗھم المتضررين من ھذه المركبات المميتة‪ .‬بالطبع لم يعملوا في ذلك الوقت على إخبار أي كان‬ ‫بالمخاطر المحدقة‪ .‬ألن النزاھة لم ﺗكن لتخدم مصالحھم‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫الرأسمالية ﺗقسم أعضاء المجتمع إلى طبقتين جد مختلفتين‪ :‬العمال والرأسماليون‪ .‬فمن جھة نوجد نحن الذين‬ ‫نكدح ساعات طويلة كل حياﺗنا‪ ،‬سنتمكن إذا كنا محظوظين من شراء منزل وبعد شراء سيارة أو اثنتين‪ ،‬ال‬ ‫يتبقى لنا سوى الشيء القليل‪ .‬ومن جھة أخرى ھناك الرأسماليون‪ ،‬مالكو االقتصاد والصناعة‪ ،‬الذين يملكون‬ ‫ماليين الدوالرات‪ ،‬إذا لم نقل الماليير‪ ،‬بفضل العمل الذي نقوم به ألجلھم‪ ،‬ويستعملون أغلب ﺗلك األموال من‬ ‫أجل التأثير في السياسات الحكومية لما فيه مصلحتھم‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬بما أن المال يتحدث في المجتمع‬ ‫الرأسمالي بأعلى األصوات‪ ،‬فإنھم جد ناجحين في ھذا المسعى‪ .‬نورد ھنا بعض األمثلة‪:‬‬ ‫شركات إحراق الفحم ﺗقدم األموال ألحد "العلماء البيئيين القالئل" الذي ينتقد المزاعم بخصوص ارﺗفاع حرارة‬ ‫الكوكب‪) .‬النيويورك ﺗايمز‪ ٢٨ ،‬يوليوز ‪.(٢٠٠٦‬‬ ‫الوكالة الفدرالية المسئولة عن حماية الدببة القطبية منعت اثنان من العلماء من الحديث عن محنتھا بسبب‬ ‫ارﺗفاع حرارة الكوكب‪ .‬ﺗواجه الدببة خطر االنقراض بسبب افتقادھا لبيئتھا‪The San Francisco ) .‬‬ ‫‪ 9 ،Chronicle‬مارس ‪(٢٠٠٧‬‬ ‫وقد أوردت النيويورك ﺗايمز ﺗقريرا يقول أن صناع السيارات يتكتلون في لوبي ضد إجراءات االقتصاد في‬ ‫استھالك الوقود‪.‬‬ ‫» ﺗقوم إدارة بوش باقتطاعات ھائلة من اعتمادات جھود قياس حرارة الجو من الفضاء‪The San ) «...‬‬ ‫‪ ،Francisco Chronicle‬ا ‪ ٥‬يونيو ‪(٢٠٠٧‬‬ ‫وقد أكدت النيويورك ﺗايمز في إحدى افتتاحياﺗھا )‪ ١٠‬يونيو ‪ (٢٠٠٧‬على أن‪:‬‬ ‫» عندما انتخب األمريكيون مجلس شيوخ ديمقراطي‪ ،‬خالل نوفمبر الماضي‪ ،‬صوﺗوا من أجل وضع حد‬ ‫للسياسة المعتادة وعبروا عن اھتمام خاص بالتشريع‪ .‬أما فيما يتعلق بالمسائل الجوھرية من قبيل االستقاللية‬ ‫في مجال الطاقة وارﺗفاع حرارة الكوكب‪ ،‬فإنھم يخاطرون‪ ،‬ليس فقط بالحصول على نفس الشيء‪ ...‬بل أيضا‬ ‫على وضع أسوء مما كان عليه في ظل الجمھوريين‪«.‬‬ ‫مراجع‬ ‫النص االنجليزي ‪Capitalism and the Environment :‬‬ ‫‪:See also‬‬ ‫‪29‬‬


‫‪After the Hague "Summit": Global Warming - The deadly threat of capitalist‬‬ ‫‪anarchy by Mick Brooks‬‬ ‫‪(Global Warming - A Socialist Perspective by Colin Penfold April 2000‬‬

‫أألزمة االجتماعية في البلدان االسالميه وغياب األسس المادية لمفھوم المجتمع المدني‬ ‫يبدو مفھوم المجتمع المدني عند معظم الكتاب مفھوما بسيطا ‪ ،‬وموضوعا‬ ‫سھال للدراسه‪ ،‬النه الشعار الوحيد المطروح حاليا ‪ ،‬في الخطاب المطلبي لكافة القوى واالطياف السياسيه ‪،‬‬ ‫على حد سواء مشاركة او غير مشاركة في الحكومات ‪ ،‬وﺗتفق جميع القوى السياسبه على ھذا العنوان في‬ ‫جميع الندوات التي ﺗقيمھا ‪ ،‬ناھيك عن المنظمات الغير حكوميه الناشطه في البلدان العربيه ‪ ،‬بحيث يمكن‬ ‫القول ان عبارة المجتمع المدني اصبحت العنوان الرئيسي في الخطاب النخبوي العربي‪ ،‬على حساب مفاھيم‬ ‫وعبارات كانت اقرب الى الواقع العربي وما زالت ‪ ،‬واكثر قدره على مخاطبة العقل النخبوي العربي ‪ ،‬واكثر‬ ‫ﺗفاعل مع الجماھير ‪ ،‬والوعي العفوي العربي ‪ ،‬وأقصد بذلك مفاھيم التحرر القومي والتنمية والعدالة‬ ‫االجتماعية والتقدم والوحدة واالشتراكية والعداء لإلمبريالية رغم حدة الصراع مع العدو الصھيوني ومشروعه‬ ‫التوسعي االحاللي االستيطاني الكولونيالي‪.‬‬ ‫ان مفھوم المجتمع المدني ‪ ،‬رغم انتشاره كعباره رنانه منذ قرنين من الزمن ‪ ،‬اال انه يعاني من االغتراب في‬ ‫كافة شرائح المجتمع ‪ ،‬وفي افكار الفئه النخبويه في مجتمعاﺗنا العربيه ‪ ،‬ھذا االغتراب الذي يصل الى حد‬ ‫القطيعه مع كافة شرائح المجتمع والقوى السياسيه والمثقفه منھا في سياق ﺗطورھا الراھن ‪ ،‬ھذا التطور الذي‬ ‫يسير ببطء شديد التعقيد في ظل وجود خيوط الماضي ‪ ،‬المتمثله في بقاء االسس الماديه والمعرفيه للماضي ‪،‬‬ ‫مما ﺗعيق التغيير الديموقراطي والوطني وﺗكرس اعادة انتاج الماضي المتخلف بكافة اشكاله وعالقاﺗه االنتاجيه‬ ‫وﺗفاعلھا مع انظمة الحكم المطلق‪.‬‬ ‫ھذا الواقع شديد التعقيد في المجتمع العربي ‪ ،‬ال يعني البدا من حيث انتھى االخرون في المجتمعات المتقدمه‬ ‫التي بدات بالراسماليه وانتھت بالعولمه المتوحشه ‪ ،‬الن مجتمعاﺗنا في في واقع الحال لم ﺗشھد حركة ﺗطور‬ ‫فكريه وانتاجيه وصناعيه كما شھدت اوروبا بل ھي اصال لم ﺗدخل عالقات انتاج بعد‪ ،‬حتى ما نشھده من‬ ‫مظاھر حداثه في بعض العواصم العربيه ‪ ،‬ال يعبر عن الحداثه الحقيقيه ‪ ،‬بل يبدو مظھريا نوع من انواع‬ ‫الحداثه ‪ ،‬ولكن في حقيقة االمر ال يخرج عن مجتمع ال يزال قائم على الثقافه االسالميه والطائفيه والعشائريه ‪،‬‬ ‫فالمدن العربيه ھي مدن ريفيه بالمعنى االصح ‪ ،‬وطابع الحداثه الموجود فيھا ھو طابع ﺗقليدي استھالكي ‪ ،‬الن‬ ‫ھذه المجتمعات ال زالت ﺗعيش خارج التطور الطبقي ولم ﺗدخل في سياق ذاك التطور ‪ ،‬لذلك ما نشاھده ھو‬ ‫ھجين مشوه من عالقات اجتماعيه ال ﺗخرج عن ھجين مشوه من عالقات انتاجيه ‪،‬بل ھي مجتمعات ال ﺗزال‬ ‫ﺗعيش مرحلة االقطاع ‪ ،‬بل ھي مجتمعات ريفيه ﺗتمحور في عالقات طائفيه وذات طابع ثقافي اسالمي‬ ‫كمرجعيه لھذه المجتمعات ‪،‬وھذا يتيح لالنماط القديمه السيطره في معظم بلدانه ‪،‬وال يخرج عن ذلك دور‬ ‫‪30‬‬


‫الطبقه الوسطى بسسب عالقتھا الھشه مع المجتمع المدني العربي ‪ ،‬بسسب ارﺗباطاﺗھا الراسماليه الخارجيه او‬ ‫بسبب اندماحھا باقتصاد الدول العربيه وانفاقھا وبالتالي السيطره عليھا ‪ ،‬لذلك دور الطبقه الوسطى في‬ ‫المجتمعات العربيه معدوم وال يمكن مقارنتھا بدور الطبقه الوسطى في المجتمعات االوروبيه‪.‬‬ ‫من ھنا يجب مراجعة مفھوم المجتمع المدني والظروف المحيطه به منذ بداية المجتمع االقطاعي في العصور‬ ‫الوسطي مرورا بالراسماليه والحداثه ‪ ،‬في سياق ﺗطور الشعوب االوروبيه ‪ ،‬وما لعبه ھذا المفھوم في احداث‬ ‫القطيعه مع الفكر الغيبي ومع عالقات الفكريه واالجتماعيه التي سادت عصر االقطاع ‪ ،‬مع االخذ بعين‬ ‫االعتبار انه ال يمكن ﺗكرار التجربه في مجتمعاﺗنا لما لھا من انماط فكريه واجتماعيه واقتصاديه مختلفه عن‬ ‫اوروبا ‪ ،‬ولكن ال بد من اخذ مضامين المجتمع المدني في الحاله االوروبيه واستبعابھا ومحاولة االستفادة منھا‬ ‫في واقعنا العربي المختلف ‪ ،.‬ومن ھنا ياﺗي نقد الدين في المرﺗبه االولى في سلم االولويات ‪ ،‬جنبا الى جنب مع‬ ‫احداث ﺗثيير جذري بنوي اجتماعي واقتصادي ‪،‬مع فھم ﺗطور التجربه االوروبيه والعبور الى الراسماليه ‪،‬‬ ‫ومع ما ﺗرافق ذلك من بنيه اجتماعيه وفكريه جديده ‪ ،‬وظھور المجتمع الليبرالي والدوله الليبراليه داخل‬ ‫المجنمع الصناعي باعتبارھما وجھان لعمله واحده ‪ ،‬ھنا ﺗبرز الحداثه والمجتمع المدني اللبرالي التحرري‬ ‫كنتيجه لبنيه فوقيه لنشاطات المجتمع‪ ،.‬وﺗنظم العالقه بين المجتمع المدني والدوله الديموقراطيه‬ ‫الليبراليه‪.‬ومؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ان استمرار المجتمعات العربيه في النمط الزراعي العشائري شبه الراسمالي ‪ ،‬وشبه االقطاعي ﺗجعل من‬ ‫الدول الراسماليه التوسعيه من السھوله السيطره عليھا والتحكم في نموھا االقتصادي واالجتماعي لتبقى ﺗابعه‬ ‫ومتخلفه ‪ ،‬وما نشھده من مظاھر حداثه لھذه المجتمعات ھي زائفه ال ﺗعبر عن حقيقتھا ‪ ،‬في ظل اقتصادي‬ ‫مشوه وعالقات اجتماعيه مشوه ‪ ،‬وبالتالي في ظل ﺗلك الظروف من المستحيل اقامه مجتمع مدني حقيقي كما‬ ‫ھو الحال في المجتمعات االوروبيه ‪ ،‬وال ﺗختلف الدول التي ﺗشترك معنا في نظام التفكير والظروف‬ ‫االجتماعيه واالقتصاديه ‪ ،‬كما ھو الحال في الھند او بعض دول امريكا الالﺗينيه رغم اختالف االديان‪.‬‬ ‫ھناك عامل اخر في واقعنا العربي يختلف كل االختالف عن واقع التطور الطبقي الراسمالي الغربي ‪ ،‬ففي‬ ‫التطور الراسمالي الغربي ‪ ،‬ﺗطورت الراسماليه اوال ومن ثم سيطرت على مقاليد الحكم كنتيجه حتميه في‬ ‫ﺗطور اجتماعي ليبرالي بما يترافق مع مؤسسات المجتمع المدني ‪ ،‬ولكن العمليه في البلدان العربيه مقلوبة‬ ‫الھرم ‪ ،‬حيث يتم االسيالء اوال على السلطه ومن ثم الحديث عن انشاء اقتصاد متين ‪ ،‬وبالتالي ﺗصبح السلطه‬ ‫مصدر الثروه للمتطفلين مما يقوي الحكم المطلق وﺗزداد الھوه بين افراد الشعب والحكومات لتصبح مرﺗعا‬ ‫للفساد والظلم واالستبداد ‪ ،‬مما يغذي ظاھرة التطرف الديني في مواجھة الخالص بدل الديموقراطيه واالنتخاب‬ ‫من اجل التغيير ‪ ،‬الن ھذه الجماھير وصلت الى حالة الياس من أي ﺗغيير محتمل ‪ ،‬بسسب اقناعھا بالتطرف‬ ‫الديني اكثر من اقناعھا بالديموقراطيه الشكليه التي ال ﺗغير سيء‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ؟‬ ‫ينسب كثير من الكتاب اسباب مظاھر التخلف الى اسباب ماديه واقتصاديه ‪ ،‬لكن مع احترامي للكتاب ‪ ،‬اختلف‬ ‫معھم في وجھة نظرھم ‪ ،‬واميل الى عكس السبب والنتيجه ‪ ،‬فھناك واعتقد جازما ان كثير من المجتمعات‬ ‫العربيه ‪ -‬حتى من القوم االغنياء ‪ ،‬ليس لديھا االستعداد لالخذ بقواعد الحضاره واالزدھار والتعاون مع‬ ‫االخرين ‪ ،‬فقط يكون نجاحھا في افكار غيبيه ميتافيزيقيه ‪ ،‬ﺗنتظر خيرات الھيه ﺗنزل عليھا من السماء ‪ ،‬كھديه‬ ‫لقوم يتقونه بدل من اظھار قيم العمل ‪.‬‬ ‫ان اعتبار الفكر الغيبي الديني ھو مسؤوال عن التخلف في بلدان العرب لھو صحيح ‪ ،‬ومن جه اخرى وھو‬ ‫جوھر الفلسفه ‪ ،‬ان التحول الى االفكار الغيبيه ھي النتيجه الحتميه التي ال ﺗقبل الشك لطبيعة االنتاج المادي‬ ‫الي مجتمعات ‪ ،‬ولتدعيم وجھة نظري ھذه االفكار ليست منتشره فقط في بالد العرب ‪ ،‬وانما ايضا في البلدان‬ ‫المتشابه في نمط االنتاج واالقتصاد ‪ ،‬وھا ھي دول العالم الثالث ‪ ،‬سواء في افريقيا واسيا وامريكيا الالﺗينيه ‪،‬‬ ‫وھو ﺗشابه قائم رغم خالف الدين ‪ -‬مسيحي ‪ ،‬مسلم ‪،‬سيخي ‪ ،‬بوذي ‪ ،‬ھندي ‪.........‬الخ ‪.‬‬ ‫ھذا الشئ يقودني الى االستنتاج ان التخلف مادي بامتياز ‪ ،‬وھنا اعتمد على الفلسفه الماركسيه ‪ ،‬مع احترامي‬ ‫لجھود الفالسفه عبر التاريخ الذي شھد وجود فلسفات مختلفه وضعت من قبل فالسفه حسب طبقته االجتماعيه‬ ‫المختلفه ‪ ،‬اال اننا نستطيع ﺗقسيم الفلسفات التي ظھرت الى الماديه والمثاليه ‪ ،‬واساس الفلسفه الماديه ان كل ما‬ ‫ھو موجود في الكون مستقل وخارج وعي االنسان ‪ ،‬وﺗعتبر الماده ازليه لم يقم احد بخلقھا ‪ -‬ﺗنسف جميع‬ ‫االديان‪ -‬والوعي في الماديه ھو نتاج التطور التاريخي للماده ‪ ،‬اما المثاليه فتقوم على اساس كل ما ھو في‬ ‫الكون ھو اساسا موجود في وعي االنسان ‪ ،‬لذلك الوعي في ھذه الفلسفه يسبق الماده ‪ ،‬وھناك كثير من‬ ‫الفالسفه المثاليون مثل الذاﺗين والموضوعيين ‪.‬‬ ‫نظرة الفالسفه الماديون يستطيعون ادراك العالم ‪ ،‬وان عقل االنسان قادر على معرفة جوھر االشياء ‪ ،‬لكن فيى‬ ‫المقابل المثاليون يشكون في امكانية معرفة العالم ‪ ،‬ويعتقدون ان االنسان ال يعرف العالم وانما يعرف افكاره ‪-‬‬ ‫االدريين‪. -‬‬ ‫وعلى مر التاريخ كان ھناك صراع بين الفلسفتين على مساله اساسيه ‪ ،‬وھي ھل الماده انتجت الوعي ام الوعي‬ ‫اوجد الماده ‪ ،‬وھذا قاد الى السؤال ‪ :‬ھل يمكن لالنسان معرفة العالم ؟‬ ‫اذن الفلسفه الماديه ﺗعارض االفكار الغيبيه ‪ ،‬بينما المثاليه ﺗعارض العلم وﺗنظر اليه كوھم غير واقعي ‪ ،‬والدين‬ ‫يندرج ﺗحت الفلسفه المثاليه التي ﺗرى ان الوعي ھو سيد الكون ‪ ،‬لذلك االيمان با‪ É‬ھو جوھر واساس الديانات‬ ‫السماويه الثالث ‪ ،‬وھي جوھر المعرفه ‪ ،‬لتصبح االديان جميعا ھي التي ﺗفسر وﺗوضح مسار التاريخ منذ ان‬ ‫خلق ﷲ ادم ‪ ،‬وكذلك ﺗفسر الحاضر والمستقبل الى ان يرث ﷲ االرض ومن عليھا ‪.‬‬ ‫ان ھذا الوعي المثالي رافق االنسان طوال حياﺗه منذ االزل وحتى اليوم ‪ ،‬وسيظل مرافق لالنسان الى يوم‬ ‫يبعثون ‪ ،‬ومع ذلك مرت البشريه بمراحل من العصور ‪ ،‬وكل عصر يتميز بشده عن العصر الذي سبقه حيث‬ ‫‪32‬‬


‫اقتبس كالم ماركس " " العصر المشاعي البدائي حين كان الصيد نمط االنتاج السائد‪ ،‬العصر الرعوي حيث‬ ‫استانس االنسان بعض الماشية بعد ان ﺗمكن من ابقاء بعض صيده حيا ولم يقتله مما خلق فائض انتاج فبدأ‬ ‫باستثماره مما قلل من اعتماده على الصيد‪ ،‬ومع ﺗطور عصر الرعي وبناء على احتياجات المواشي للغذاء بدأ‬ ‫االنسان بانتاج طعام الماشية‪ ،‬وﺗطور انتاجه لينتج غذاء االنسان ذاﺗه‪ ،‬فاصبح يأكل اللحوم والنبات ليتميز عن‬ ‫باقي االحياء حيث انه الوحيد بين االحياء الذي يأكل اللحوم والنبات‪ ،‬وھكذا انتقل االنسان الى عصر االقطاع ‪،‬‬ ‫ومن ثم ومن احشاء عصر االقطاع ظھر عصر الراسمالية الصناعية والذي ﺗدرج من المشغل الصغير‬ ‫)المانيفاكتورة( الى االنتاج الكبير وما زال يتدرج في ﺗطوره رغم وصوله الى مرحلة االمبريالية التي‬ ‫اعتبرﺗھا الماركسية اعلى مراحلھا"‪.‬‬ ‫من ھنا نرى ان المسيره التاريخيه لالنسان ﺗؤكد حتى في ظل الوعي المثالي ﺗمكنت البشريه من التطور‬ ‫والتقدم ‪ ،‬حيث ان اسس وقواعد المسيره البشريه واحده في جميع اصقاع االرض مع اختالف ھامشي‬ ‫ﺗعاليم الدين المسيحي في فترة االقطاع لم ﺗكن اقل صرامه من ﺗعاليم االسالم ‪ ،‬وكان للمسيحيه مثل االسالم‬ ‫االجوبه الجاھزه‬ ‫فال يمكن ابدا اال وان يكون ھناك انسجام ﺗام بين طرق ووسائل االنتاج وعالقات االنتاج وبين الفكر‪ ،‬فالصراع‬ ‫بين البرجوازية الصاعدة وبين االقطاع المتسلط والمھيمن والمتحالف مع الكنيسة ھو الذي ادى الى ﺗطوير‬ ‫الفكر لدى طليعة مفكريى اوروبا في ﺗلك العصور‪ ،‬فان فولتير وجان جاك روسو اشھر رواد النھضة‬ ‫االوروبية كانا ممثالن مخلصان للبرجوازية الصاعدة وكانا بمثابة المدفعية ﺗقصف بفكرھا افكار االقطاع‬ ‫الكنسي‪ .‬مستندين على انجازات البرجوازية وﺗطويرھا لنمط االنتاج المادي )االقتصادي(‪.‬‬ ‫ان الفكر ھو نتاج للمادة أي للواقع االقتصادي وما يفرزه من قيم وعالقات انتاج ومفاھيم أي ما ينتجه من وعي‬ ‫‪٠٠٫٠.....‬‬ ‫وخوفا من االعتراض من بعض الكتاب نقول في ھذه الجزئيه في مستوى الوعي ان ھناك حاالت نادرة في‬ ‫استقاللية االفكار عن الواقع المادي ‪ ،‬مثل ھذه الحاالت ال ﺗرقى الى التعميم ‪ ،‬فقد نجد فكرا ﺗنويريا متمدا يخرج‬ ‫من المسجد او الكنيسه‪.......‬‬

‫ﻛﻴﻒ ﻧﻨﺘﻘﺪ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ!‬ ‫المتتبع لمنبر الحواروما يدورفي العالم من ﺗغذيه نزاعات دينيه ‪ ،‬اول بشائرھا ربيع العرب ال بد ان يالحظ‬ ‫شتى انواع الصراعات في شتى المجاالت ‪ ،‬صراعات فكريه ‪ ،‬دينيه ‪ ،‬ﺗصادم حضارات ‪ ،‬وشاشة الحوار‬ ‫اصبحت مكانا لتصفيه حسابات ‪ ،‬وال يخفى على كل نتابع منكم ما ﺗصل له االمور من شتم وسب وعصبيه‬ ‫‪33‬‬


‫ﺗخرج الكاﺗب عن وظيفته ككاﺗب ﺗنويري في الحوار والذي كانت رسالة االولى ‪ ،‬وبما ان ھذه السجاالت‬ ‫ﺗخرج من واقع مادي وما ﺗبعه من نمط فكري ‪ ،‬نكون بذلك قد مسكنا طرف الخيط الذي نتحاور فيه مع كل‬ ‫اطياف الثقافات المختلفه والمتخلفه وصوال الى محاوره علميه بناءه من غير ﺗناقضات او ﺗشنجات لذلك وجھنا‬ ‫العنوان الى كيف نكتب ولمن نكتب؟‬ ‫كما ﺗعلمنا في الماديه التاريخيه ان العالقات االنتاجيه في المجتمع ھي ھيكله العظمي التي يبنى ويكسى فوقھا‬ ‫انتاجه الفكري كما يكسى اللحم فوق العظم ‪ ،‬والمقصود ھنا باالنتاج الفكري ھو االنتاج الفلسفي والسياسي‬ ‫والفني والعلمي والمؤسساﺗي‪ ،‬لذلك في سياق حل المشكالت وخاصه في المجتمعات المتخلفه كما الحال في‬ ‫واقعنا العربي ‪ ،‬ال بد من ﺗفسيير دقيق لنمط االنتاج وطبيعته ‪ ،‬واستدعاء البرامج والحلول لتطوير ذاك النمط‬ ‫والذي بالضروره سوف يؤدي الى ﺗطوير االساليب االنتاجيه والتي ﺗؤدي الى السمو واالرﺗقاء في المعرفه‬ ‫االنسانيه في السعي لحل المشكالت الراھنه ‪ ،‬والعي في نفس الدائره من اجل حلول لمشكالت قادمه‪.‬‬ ‫يقول ستالين‪" :‬إن المادة والطـبـيـعـة والكــائن ھي حقيقة موضوعية‪ ،‬موجودة خارج اإلدراك أو الشعور‬ ‫وبصورة مستقلة عنه‪ ،‬وأن المادة ھي عنصر أول‪ ،‬ألنه منبه االحساسات والتصور والشعور‪ ،‬بينما اإلدراك‬ ‫ثان مشتق ألنه انعكاس للمادة"‪.‬‬ ‫ھو عنصر ٍ‬ ‫ان العالقه الحتميه والجدليه بين االنتاج الفكري والوسيله االنتاجيه ھي من يحدد البعد التاريخي وان لكل انتاج‬ ‫فكري ال بد ان يكون مرﺗبط بانشطه ماديه فختلفه ‪ ،‬ان ﺗعلم االنسان فن العماره ھو نابع من حاجته الى المسكن‬ ‫الذي يحميه ويقيه شر الحر والقر‪،‬والحيوانات المفترسه في عصر الرعي ‪ ،‬كذلك علم الفلك جاء من حاجة‬ ‫االنسان في معرفة االوقات المناسبه للرعي واالنتقال من مكان الخر ومعرفة اوقات الحصاد والبذار في عصر‬ ‫االقطاع‬ ‫وكذلك الحال في العلوم المتعلقه باالوبئه واالمراض من اجل درع خطرھا عنه ‪ .‬من ھنا نرى ان ﺗطور‬ ‫المعرفه جائت من المثل القائل ‪ :‬الحاجه ام االختراع في عالقه جدليه بين التطور المعرفي وبين نمط االنتاج‬ ‫السائد‬ ‫فقد ﺗمكن االنسان من الحصول على المعرفة عن طريق مالحظة ما يدور حولة دون ادراك كنھه او مكوناﺗه او‬ ‫القوى المحركة الكامنة في ﺗكويناﺗه‪،‬‬ ‫ولكن كافة العلوم ﺗطورت بالمالحظه والتجريب وھي المنھج العلمي في البحث والتطوير ‪ ،‬حيث ﺗبدا‬ ‫المالحظه أي المشكله ثم وصع الفرضيات ثم التجريب من اجل الحصول على النتائج ‪ ،‬وھذا ما يؤكد ان‬ ‫المعرفة ھي نتاج للتفاعل بين المادة وھي االساس وبين الفكر وھكذا ﺗبقى الحلقه ﺗدور عند ايجاد مشكله جديده‬ ‫وھنا ﺗكمن قصة االنسان في مسيرة حياﺗه‪.‬‬ ‫ان التحوالت الفكريه الكبرى لم ﺗحدث في مجتمعات بدائيه ‪ ،‬فتحول االنسان من عبادة القمر النجوم وغيره الى‬ ‫عبادة اله واحد لم ﺗكن سوى نتيجه لتحوله من انسان صياد الى عصر االقطاع حيث الملكيه الخاصه‪ ،‬وما‬ ‫نشھده في عصرنا من ﺗراجع لالديان ال يخرج عن ھذا السياق‬

‫‪34‬‬


‫ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية‪ ،‬كما البد‬ ‫له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ‪ ..‬وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير‬ ‫وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية‬ ‫المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية‪ ،‬وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬وايضا دور االشتراكيون‪ ،‬الطوباويون ‪ ،‬ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي‬ ‫ولصالح طبقة البروليتاريا ‪ ..‬أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل‪.‬‬ ‫ﺗكمله لما سلف والن المحور المادي ما اعتمد عيه أي ان الواقع ھو من يحدد من يحدد الوعي االجتماعي‬ ‫وليس عكس ذلك اال انني ال انكر ان دعاة اولوية العقل على الماده في صناعة الحصارات سيستنكرون ما‬ ‫اكتب ولھم كامل الحريه في ذلك‪.‬‬ ‫بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ‪ ،‬لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا‬ ‫الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ‪،‬‬ ‫وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ‪ ،‬بل اعطي الموضوع طابع نظري ‪ ،‬بعيدا عن طروحات‬ ‫المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ‪ ،‬حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية‬ ‫االسالمية بمعزل عن شؤون وقضايا الواقع وﺗناقضاﺗه‬ ‫ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة‬ ‫وليس سببا ‪ ،‬وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة‬ ‫ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه‪ .‬حيث ييقول ماركس ‪ " :‬إن الفالسفة ال يخرجون من األرض‬ ‫كالفطر‪ ،‬بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا‪.‬‬ ‫اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ‪ ،‬وان أي فلسفه حقيقيه ھي من‬ ‫لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ‪ ،‬كما ان التطورات‬ ‫العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة‬ ‫استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة‪.‬‬ ‫فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره‪ ،‬وظلت الفاسفه اليونانيه‬ ‫ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت‬ ‫ﺗتناغم مع عصر االقطاع ‪ ،‬االمتد الى نحو ‪ ٤٠٠٠‬عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه‪ ،‬وعلى الرغم ان الفلسفه‬ ‫اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ‪ ،‬حيث لم ﺗنكر‬ ‫وجود خالق رغم وثنيتھا ‪ ،‬ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ‪ ،‬حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد‬ ‫المجتمع االقطاعي‬ ‫وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد ‪.......‬الخ‬ ‫وفي اطار الصراع على ملكية االرض العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر الراسمالي‬ ‫الحديث‪ ،‬وفي ذات االطار نشط العلماء والفالسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنھا من ﺗثبيت السيطرة ‪..‬‬ ‫‪35‬‬


‫وحيث ان الطبقه المسيطره كانت االقليه والعام من يقع عليه الظلم واالطھاد لجئت ھذه الجماعات باالستعانه‬ ‫بقوى غبيه واله غبيه لتخليصھا وكان ھذا منبع االديان‪ .‬فاليھوديه جائت من جور المصريين على القبائل‬ ‫العربيه التى ھاجرت من اليمن وھم اليھود ولم يؤمنو بموسى اال بعد ما وعدھم بارض فلسطين لھم ولذريتھم‬ ‫من بعدھم ‪ ،‬وكذلك المسيحيه لم ﺗخرج عن االطار فكانت دعوه ضد ظلم الكھنه وضد ظلم الرومان ‪ ،‬وقد كان‬ ‫اﺗباع المسيح ھم من الرعاء والعبيد وكذلك اليھود فقد كان اﺗباع موسى بني اسرائيل وھم عبيد القبط‪،‬‬ ‫وھكذا كان االسالم ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاﺗيه اول‬ ‫من امن بالدعوه االسالميه المحمديه‪.‬‬ ‫ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ‪ ..‬فاالرض‬ ‫ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده‬ ‫مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع‪ ،‬فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ‪ ..‬فيما المرأة في المنزل‬ ‫كخادمه للرجل الذي يخدم سيده‪.‬‬ ‫وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ‪ ،‬فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار‬ ‫العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا‪ .‬وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في‬ ‫المجتمعات االسالمية ‪ ،‬ومجتمعات العالم الثالث عموما‪ ،‬من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال‬ ‫امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ‪ ..‬حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم‬ ‫وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي‪.‬‬ ‫ومثال ذلك االنسجام الواضح في ﺗعامل مختلف الحضارات مع المرأة لھو خير داللة على ان القوانين‬ ‫االجتماعية ﺗحددھا طبيعة نمط االنتاج االجتماعي وليس االنتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او‬ ‫العقل ‪ ..‬حيث ان نمط االنتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو ﺗباعدت المسافات واالزمان‪.‬‬ ‫************‬ ‫االشوريين ھم اول من فرض الحجاب على المرأة ‪ ..‬وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجھا‬ ‫باغراقھا بالماء‪ ،‬فيما االغريق فرضوا عليھا حجابا كامال )كالنقاب االسالمي( ال يظھر منھا اال عينھا ‪ ،‬وقال‬ ‫عنھا ارسطو " إن الطبيعة لم ﺗزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به "‪.‬‬ ‫ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملھا انتقد ارسطو‬ ‫رجال اسبرطة واﺗھمھم بالتھاون ‪ ، ،‬وكان الفقھاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولھم‪:‬‬ ‫لطيش عقولھن‪.‬‬ ‫ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة اال كانت ﺗلقى في النيل بعد ﺗزيينھا "عروس النيل"‬ ‫كقربان‪ ،‬وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه ‪ .‬اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع‬ ‫زوجته كجارية وينظر لھا الصينيون على انھا معتوھة محتقرة مخانة ال حقوق لھا‪.‬‬ ‫فيما ﺗحرق المراة نفسھا حية اذا مات زوجھا وجاء في ﺗشريع الھندوس ‪ :‬ليس الصبر المقدر والريح ‪ ،‬والموت‬ ‫‪36‬‬


‫والجحيم والسم واألفاعي والنار أسوأ من المرأة‪ .‬كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بالد فارس ‪،‬‬ ‫وفرض عليھا احتجابھا حتى عن محارمھا ومنعت من ﺗرى احدا من الرجال اطالقا‪.‬‬ ‫وفي اليھودية لم ﺗنل المرأة ميزة أو حق‪ ..‬بل كان بعض فالسفة اليھود يصفھا بأنھا " لعنة " ‪ ....‬وكان يحق‬ ‫لألب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ‪ ...‬وأن الصالح أمام ﷲ ينجو‬ ‫منھا "‪ .‬و " شھادة مئة امرأة ﺗعادل شھادة رجل واحد "‪.‬‬ ‫وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جھنم ما عدا أم المسيح ‪،‬‬ ‫وﺗساءلوا ھل ﺗعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟ ‪.‬‬ ‫اما االسالم فقد اعتبرھا "ناقصة عقل ودين" وﺗابعة للرجل في كل شيء وحقھا باالرث نصف الرجل وشھادﺗھا‬ ‫نصف الرجل وليس لھا الحق بالوالية‪ .‬كما كان العرب قبل االسالم يقتلون الفتيات لعدم حاجتھم لھم كقوة عمل‬ ‫او خوفا من العار او الفقر‪.‬‬ ‫وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لھا حق بالتملك حتى عام ‪ ،١٨٨٢‬ووفق‬ ‫القانون كانت المراة في انجلترا ﺗابعة لزوجھا ولم يرفع عنھا الحظر اال عام ‪.١٨٨٣‬‬ ‫ولم ﺗخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليھم اال في عام ‪ ،١٩١٩‬وفي المانيا وسويسرا لم ﺗعدل قوانين‬ ‫الحجر عل النساء اال في اوائل القرن العشرين‪ .‬واصبح للزوجة مثل ما لزوجھا من حقوق‪.‬‬ ‫ذكرنا فيما سلف من مقاالت كيفية نشاة االديان كواقع دنيوي ال االھي فرضته طبيعة النظام االقطاعي الممتد‬ ‫الى اكثر من ‪ ٤٠٠٠‬عام‪.‬‬ ‫وان مجتمعات االقطاع افرزت قوانينھا وثقافتھا كافرازات المجتمع االقطاعي وحددت مكانة المراه والرجل‬ ‫بما يتناسب مع طبيعة النظام االقطاعي ‪ ،‬فغطاء الراس للمراه دالاله على وضع المراه المھين في عصر‬ ‫االقطاع ‪ ،‬وان ما نراه االن من ھذا الموروث في كثير من المجتمعات الشرقيه كھو امتداد لنمط االقطاع ‪،‬‬ ‫فرضته مرحلة النظام االقطاعي وسينتھي متى ما دخلت ھذه المجتمعات النمط الراسمالي ‪.‬‬ ‫وقد فرض النظام االقطاعي منظومة الفكريه واالخالقيه والقانونيه بما يتالئم مع نمط االنتاج السائد ‪ ،‬من اجل‬ ‫ﺗنميته واﺗساعه ‪ ،‬فالنمط الفكري ھو لحظه زمانه ومكانه ‪ ،‬وقد ﺗم ﺗحديد الممنوعات والمسموحات كتنظيم‬ ‫للحياه في ذلك العصر كجزء من مرحله ﺗاريخيه مر بھا االنسان وان كانت ھذه المنظومه االقطاعيه معمول‬ ‫بھا في كثير من المجتمعات التى لم ﺗتخطى مرحلة االقطاع ‪ ،‬ان السلطه اھم افرازات المجتمع االقطاعي‬ ‫معبره عن انتقال االنسان من مرحلة الرعي الى مرحلة االستقرار والزراعه ‪ ،‬فكان الحاكم ھو راس السلطه‬ ‫ويمثل االله على االرض بل ھو االله نفسه وله معاونون او وزراء يساعدونه في ﺗسيير شؤون الرعبه ‪،‬‬ ‫وكذلك الكھان فھم يتبعون الملك مباشره النھم عنصر االستقرار االجتماعي والسياسي ‪.‬‬ ‫فالحاكم صلة التواصل بين الرعيه واالله ‪ ،‬ولذلك كان الوالء المطلق بين الكنھة والحاكم لتثبيت السلطه ‪ ،‬بل‬ ‫‪37‬‬


‫كانت السلطه ذكوريه ﺗنتقل بالوراثه بامر االله‪ ،‬وما زالت ھذه المنظومه في المجتمعات التى لم ﺗدخل‬ ‫الراسماليه والبدائيه في شتى اصقاع االرض‪،‬ومن ھنا نرى وظيفة االديان في المجتمعات االقطاعيه ‪ ، ،‬ولم‬ ‫ﺗتمكن اوروبا من التخلي عن المنظومة المستمدة من الشريعة السماوية اال بعد ان ﺗمكنت من االنتقال من نمط‬ ‫االنتاج االقطاعي الى نمط االنتاج الراسمالي‪.‬‬ ‫ان االديان جميعھا ما كانت اال منظومه قانونيه واخالقيه وجدت لتنظيم العالقه بين االله واالنسان وﺗنظيم‬ ‫العالقة بين االنسان واالنسان في عمر االنسان الطويل على ھذا الكوكب وعبر مراحل ﺗطوره من مجتمعات‬ ‫الرعي الى مجتمعات الممالك واالقطاع ‪ ،‬كانت واقع لالنتاج المادي في الزمان والمكان ‪ ،‬وقد نشات االف‬ ‫االديان واندثرت مع انتقال االنسان من الرعي الى الدوله المركزيه واالستقرار حيث نشات ديانات جديده‬ ‫ان ما بقى من ھذه االديان سوف يندثر حسب التطور واالرﺗقاء في االنتاج ‪،‬‬ ‫ان التجربه التاريخيه ﺗقول ان المجتمعات التى ﺗعبر النظام االقطاعي الى الراسمالي من ناحيه حتميه سوف‬ ‫ﺗضع االديان في دور العباده واالستعاضه عنھا بمنظومه جديده وقوانين وضعيه بما يتناسب مع نمط االنتاج‬ ‫الجديد والعالقات االجتماعيه الجديده ‪.‬‬ ‫ان الجتمعات االسالميه ال ﺗخرج عن ھذه المنظومه منذ االف السنين وال يمكن ﺗغيرھا اال بتغيير انماط االنتاج‬ ‫واالرﺗقاء بھا الى انماط انتاجيه جديده‪ ،‬ﺗفرز عالقات اجتماعيه جديده ‪ ،‬اما مسالة نقد الدين كدين ال ﺗجدي نفعا‬ ‫بل ﺗعطي نتيجه سلبيه لھذه المجتمعات وﺗغذي التطرف واالرھاب الذي ھو في شرع ھذه المجتمعات مستمد‬ ‫من ﷲ ‪ ،‬عند ھذه المرحله سوف نجد الدين االسالمي كغيره من االديان قابع في دور العباده بعيدا عن الحياة‬ ‫ومستجداﺗھا‬ ‫ان جميع الديانات في عصر االقطاع حاربت المعرفه ونبذﺗھا ‪ ،‬وجعاﺗھا من اختصاص الحاكم وحكرا عليه او‬ ‫من يعينه الحاكم من الكھان ورجال الدين لتصبح حكرا عليھم وغيبتھا عن العوام من الناس او الرعيه من اجل‬ ‫الطاعه المطلقه لصاحب السلطه في البر والسماء ‪ ،‬وفي ھذا السياق اعتبرت الديانات الثالث المسيحيه‬ ‫واليھوديه واالسالميه االقتراب من المعرفه من المحرمات والممنوعات التي ﺗغضب ﷲ وممثله على االرض‬ ‫‪ ،‬وال عجب ان جميع الديانات في قصة الخلق ﺗقول ان ﷲ غضب على ادم عندما اغوﺗه حواء واكل من شجرة‬ ‫المعرفه ‪ ،‬أي كان مسموح له كل شيء ما عدا المعرفه ‪.‬‬ ‫وﺗتشابه المنظومه الفكريه لجميع الديانات في عصر االقطاع سواء كانت سماويه او ارضيه ‪ ،‬مما ياكد ﺗشابه‬ ‫نمط االنتاج السائد ‪ ،‬ونعطي امثله للديانات السائده في ﺗلك الحقب ‪ ":‬الديانة الھندوسية في الحضارة الھندية‬ ‫مثال وھي التي عاصرت حضارات مصر والشام وما بين النھرين‪ ،‬ﺗضمنت وصاياھا االحترام الشديد من قبل‬ ‫صغار السن لمن ھم اكبر منه سنا‪ ،‬وﺗعظيم مكانة االبوين‪ ،‬وان يسعى الى النعيم في االخرة‪ ،‬وبذلك عليه ان‬ ‫يتحمل االذى بالدنيا‪ ،‬وان يتحلى االنسان بالتسامح واال يرد االساءة بمثلھا‪ ،‬كما ﺗحرم الھندوسية القمار‪ ،‬وكل‬ ‫اشكال الرھانات‪ ،‬وﺗعتبر المال المكتسب منھما كسبا غير مشروع‪ ،‬كما حرمت السرقة والكذب والنفاق‬ ‫والتدليس‪ ،‬والتنجيم‪ ،‬وﺗحرم الرشوة والمكر والخبث‪ ،‬والمومسة والزنا والغش‪ ،‬والخمر وﺗعتبره نجسا‪".‬‬ ‫وفي ديانة الصابئه وھي ديانه نشات في العراق سنة ‪ ٢٥٠٠‬قبل الميالد واعتقد ان لھا اﺗباع لحد االن ‪ ،‬اكدت‬ ‫على االله الواحد واكدت على ﺗقديم العبادات له وحرمت الزنا والغش وحرمت زواج غير الصابئه وحرمت‬ ‫‪38‬‬


‫الطالق وحرمت شرب الخمر والميت والكواسر من الطير وحرمت الرھبنه وﺗعذيب النفس ونجدھا متطابقه‬ ‫الى حد كبير جدا مع المنظومه الفكريه لالسالم حيث يمكن التدقيق في التص التالي ‪:‬‬ ‫وا ِب ِه َشيْئا ً َوبِ ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َسانا ً َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ‬ ‫في سورة االنعام } قُلْ ﺗَ َعالَ ْو ْا أَ ْﺗ ُل َما َح ﱠر َم َر ﱡب ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم أَالﱠ ﺗُ ْش ِر ُك ْ‬ ‫وا أَ ْوالَ َد ُكم‬ ‫س الﱠتِي َح ﱠر َم ّ‬ ‫طنَ َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ‬ ‫ق نﱠحْ ُن نَرْ ُزقُ ُك ْم َوإِي ﱠاھُ ْم َوالَ ﺗَ ْق َرب ْ‬ ‫ﷲُ إِالﱠ‬ ‫ظھَ َر ِم ْنھَا َو َما بَ َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫وا النﱠ ْف َ‬ ‫اح َ‬ ‫ُوا ْالفَ َو ِ‬ ‫ﱢم ْن إ ْمالَ ٍ‬ ‫ال ْاليَتِ ِيم إِالﱠ بِالﱠتِي ِھ َي أَحْ َس ُن َحتﱠى يَ ْبلُ َغ أَ ُش ﱠدهُ َوأَوْ ف ُ ْ‬ ‫ق َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُك ْم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ ْعقِلُونَ ‪َ .‬والَ ﺗَ ْق َرب ْ‬ ‫بِ ْال َح ﱢ‬ ‫وا ْال َك ْي َل‬ ‫ُوا َم َ‬ ‫ﷲ أَ ْوفُ ْ‬ ‫ْط الَ نُ َك ﱢلفُ نَ ْفسا ً إِالﱠ ُو ْس َعھَا َوإِ َذا قُ ْلتُ ْم فَا ْع ِدلُ ْ‬ ‫وا َذلِ ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه‬ ‫َو ْال ِمي َزانَ بِ ْالقِس ِ‬ ‫وا َولَ ْو َكانَ َذا قُرْ بَى َو ِب َع ْھ ِد ّ ِ‬ ‫اطي ُم ْستَقِيما ً فَاﺗﱠبِعُوهُ َوالَ َﺗتﱠ ِبع ْ‬ ‫ق بِ ُك ْم عَن َس ِبيلِ ِه َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم‬ ‫ُوا ال ﱡسبُ َل فَتَفَ ﱠر َ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ َذ ﱠكرُونَ ‪َ .‬وأَ ﱠن ھَـ َذا ِ‬ ‫ﺗَتﱠقُونَ { ) األنعام ‪. ( ١٥٣ - ١٥١:‬‬ ‫اع ٍم يَ ْ‬ ‫ي ُم َحرﱠما ً َعلَى َ‬ ‫ط َع ُمهُ إِالﱠ أَن يَ ُكونَ َم ْيتَةً أَ ْو دَما ً ﱠم ْسفُوحا ً أَ ْو‬ ‫ط ِ‬ ‫وفي اية اخرى } قُل الﱠ أَ ِج ُد فِي َما أُ ْو ِح َي إِلَ ﱠ‬ ‫ير فَإِنﱠهُ ِرجْ سٌ أَ ْو فِسْقا ً أُ ِھ ﱠل لِ َغي ِْر اللجّغ ِه ِب ِه { ) األنعام ‪. ( ١٤٥ :‬‬ ‫نز ٍ‬ ‫لَحْ َم ِخ ِ‬ ‫الديانه اليھوديه كما ﺗشير المراجع التاريخيه ما ھي اال امتداد لديانة اخناﺗون ‪ ،‬فالى جانب التاكيد على وحدانية‬ ‫ﷲ وان كل الديانات االخرى باطلة ‪ ،‬فقد حرمت السرقة والزنا والقتل وشھادة الزور )ضد االقرباء فقط(‬ ‫الشھوة )اذا وجھت لالقرباء فقط(‪ ،‬كما حرمت كل ما ورد في الصابئة مثلھا مثل االسالم‪ ،‬ودعت الى ذات‬ ‫الفضائل التي وردت في المنظومة االخناﺗونية والصابئية واﺗخذت من شريعة حمورابي اساسا لقانون العقوبات‬ ‫مع بعض التعديل )القاﺗل يقتل والسارق يدفع ﺗعويضا والزانية ﺗقتل الى اخره‪ ،‬وھي عقوبات ﺗتطابق الى حد‬ ‫كبير مع العقوبات التي وضعھا الدين االسالمي‬ ‫كذلك الوصايا المسيحيه ھي نفسھا الوصايا اليھوديه مع ﺗعديل عليھا بسبب التحالف بين كھنة اليھود‬ ‫واالمبراطوريه الروملنيه وقد كان ذاك التعديل ثوري على الظلم )خروج‪(١٧/١ ،٢٠:‬‬ ‫ووصايا الديانه البوذيه كانت عشرة وصايا ‪ : " :‬ال ﺗقتل‪ ،‬ال ﺗسرق‪ ،‬كن عفيفاً‪ ،‬ال ﺗكذب‪ ،‬ال ﺗشرب الخمر‪ ،‬ال‬ ‫ﺗغن وال ﺗرقص‪ ،‬وﺗجنّب مالبس الزينة‪ ،‬ال ﺗستعمل فراشا ً كبيراً‪ ،‬ال ﺗقبل معادن كريمة‪،‬‬ ‫ﺗأكل بعد الظھر‪ ،‬ال ِ‬ ‫وھناك وصايا ﺗتعلّق بما يجب أن يق ّدم من االحترام لبوذا والشريعة وھي السيرة الجيّدة‪ ،‬والصحة الجيّدة‪ ،‬والعلم‬ ‫القليل‪" .‬‬ ‫ونالحظ فيھا االبتعاد عن المعرفه ايضا‪.‬‬ ‫كذلك الحال في الديانات الزردشتيه والمجوسيه وغيرھا ‪ ،‬فلم ﺗختلف جميع ﺗلك الديانات في الجوھر وانما‬ ‫اختلف فقط في بعض الشكليات ﺗاكيد ھنا او ھناك زياده في جانب ونقصان في اخر وھكذا ولكن جوھرھا ھو‬ ‫واحد قائم على الخير والشر بما يتالئم مع طبيعة النمط االنتاجي االقطاعي‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫ﻋﻦ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﻴﻤﻪ‬ ‫جداالت التي شھدھا منبر الحوار المتمدن عن فائض القيمه ‪ ،‬اﺗسمت باالختالفات الشكليه في فھم فائض القيمه‬ ‫‪ ،‬فقد كتب الكثير من االوراق في الموضوع ‪ ،‬اال ان نتيجة الجداالت اسفرت عن ﺗباين مواقف‬ ‫واستعمالٮمصطلحات ليست في مكانھا الصحيح ‪ ،‬ففي حين يعترض بعض الكتاب على قوانين ماركس‬ ‫لينعتوھا بنظريات ‪ ،‬نجد بعض الكتاب ينسف النظريه من اساسھا ‪ ،‬وحجتھم في ذلك ان الوضع الصناعي‬ ‫واالجتماعي زمن ماركس يختلف عما ھو عليه االت ‪ ،‬وكماٮان ماركس وضع وحلل النظام الراسمالي في‬ ‫مرحلة ما قبل التاريخ ‪ ،‬متناسين الماديه الديالكتيكيه التي ھي عمود الفقري في فھم النظام الراسمالي ‪ ،‬انا ال‬ ‫اعرف ثروة يمكن ان ﺗخلق من العدم ‪ ،‬كما ان المادة ال ﺗفنى وال ﺗستحدث ولكنھا ﺗتحول من شكل الى اخر ‪،‬‬ ‫ان يكون الخالف على قوة العمل او العمل ‪ ،‬وان كان المفتاح لحل فائض القيمة ‪ ،‬لكن حتى في مؤلفات‬ ‫ماركس وانجلز ‪ ،‬كان ھناك خلط غير متعمد للدالله على قوة العمل ‪ ،‬ﺗم استعمال قوة العمل ‪ ،‬وﺗم استعمال‬ ‫العمل للدالله على نفس المفھوم وان كان في نطاق ضيق اعتبرھا االقتصاديون خطا ‪.‬‬ ‫ھناك فرضيه ‪ ،‬نظريه ثم قانون ‪ ،‬الفرضيه ھي حاله لفھم شيء ما وﺗحتاج الى اثبات ‪ ،‬وعندما ﺗحصل على‬ ‫ذاك االثبات ﺗصبح نظريه ‪ ،‬ھذا االثبات ھو البرھان على صحة الفرضية ‪ ،‬فانت عندما ﺗدخل غرفة مكتبك‬ ‫وﺗالحظ اوراقك مبعثرة وممزقه ﺗبدا بوضع الفرضيات حول الحادش ؟ من المسبب ؟ وبالطبع انت ﺗضع‬ ‫فرضيات قابلة لالختبار ‪ ،‬يمكن ان ﺗفترض احد االطفال فعل ذلك ‪ ،‬ولكن ال يمكن ان ﺗفترض جانا فعل ذلك‬ ‫الستحالة االثبت في الحالة الثانيه ‪ ،‬في المثلث القائم الزاويه يكون مربع الوﺗر يساوي لمربع مجموع الضلعين‬ ‫االخرين وھذه ليست فرضيه فتخطت مرحلة الفرضية باالثبات ‪ ،‬ولذلك نقول عنھا نظريه ‪ ،‬وينبثق عن‬ ‫النظريه قانون رياضي كان نقول في المثال السابق ‪.‬ا ج مربع ‪ =.‬اب مربع ‪ +‬ب ج مربع ‪ ،‬اذن القانون‬ ‫والنظريه وجھان لعملة واحده ‪ ،‬اي فشل في القانون يعود بنا الى ﺗغيير الفرضيه فال يمكن ان يفشل القانون مع‬ ‫النظريه الن القانون ھو ﺗرجمة للنظريه ‪ ،‬من ھنا نجد التناقض في القول ان ماركس اكتشف قوانين وھذه‬ ‫القوانين قابلة للتغير ‪،‬وھذا فشل واضح في التميز بين القانون والنظريه والفرضيه ‪ ،‬الفرضيه ﺗتغير حتى‬ ‫ﺗصبح نظريه ‪.‬‬ ‫قد ال ﺗستطيع النظريه ﺗفسير ظاھرة طبيعية مستجدة ‪ ،‬ھنا نقول يجب النظر في النظريه مرة اخري ‪،‬ولكن ال‬ ‫نقول عنھا خطا ‪ ،‬بل نطور عليھا لتحل االشكال الجديد ‪ ،‬ولكن ھل حدث فشل في نظريات ماركس ؟ ھل‬ ‫نظرية ماركس في فائض القيمه وﺗحليل االقتصاد الراسمالي خطا؟ ھل ثبت فشلھا؟‬ ‫احد الكتاب يقول ان معظم امثلة ماركس على النول ‪ ،‬واالن العمال يستخدمون الكمبيوﺗر ‪ ،‬فھل ھذا فشل في‬ ‫نظرية وﺗحليل ماركس ‪ ،‬ھل ﺗطور الماكنات على حساب ساعات العمل ھوالمخالف لماركس اليست ھذه‬ ‫مدعاة النخفاض القيمة التبادليه للسلعه وھو ما قاله ماركس ‪ .‬اساسا الماديه ال ﺗتعامل اال بالرقام ‪.‬‬ ‫قوة العمل ھي سلعة وﺗشترى بالسوق حسب المبادل بالمبادل ‪ ،‬يشتري الراسمالي ھذة السلعة الستعمالھا ‪،‬‬ ‫ويدفع كامل قيمتھا وﺗختلف حسب البيئه والمكان والزمان فما يدفع لعامل مناجم مصري ال يدفع لعامل مناجم‬ ‫فرنسي ‪ ،‬في لحظة استيالء الراسمالي على قوة العمل حسب السوق وحسب حاجة العامل يكون حر التصرف‬ ‫بھا ‪ ،‬كالخياط الذي يبيع الثوب الى الزبون ولكن ليس من حقه االشتراط على طريقه استعماله ‪ ،‬ان االستيالء‬ ‫‪40‬‬


‫على قوة العمل ھي سر الربح ‪ ،‬فالراسمالي له راس مال ثابت متمثل بالخام والماكنات وقوة العمل ‪ ،‬المواد‬ ‫الخام ال ﺗشاھد مرو اخرى ﺗعطي مخرجات جديده ‪ ،‬قوة العمل واالالت مستھلكه بطء وال يمكن ان ﺗخلق قيمة‬ ‫اضافيه في العمل ‪ ،‬ھذا اذا كانت قوة العمل ﺗعمل من اجد انتاج بقائھا ‪ ،‬لكن الراسمالي ال يريد ذلك ‪،‬‬ ‫الراسمالي يستعمل قوة العمل متمثلة بسيرورة العمل النتاج النتاج الربح المتمثل بالساعات المتبقية والكافيه‬ ‫العدة وﺗاھيل قوة العمل ‪ ،‬فبل العمل اربع ساعات مثال يعمل العامل ثماني ساعات ﺗذھب اربعة في جيب‬ ‫الراسمالي ‪ ،‬ھل ھذا التحيل ال ينطبق في عامال‪٢٠٠٨٠‬‬ ‫يدافع بعض "العلماء" عن النظرية التي ﺗقول إن األرباح ﺗأﺗي من بيع السلعة بسعر أكبر من سعر شرائھا‪.‬‬ ‫ويوضح ماركس في كتابه‪" :‬األجر والسعر والربح"‪ ،‬خطأ ھذا اإلدعاء‪:‬‬ ‫»ما يربحه اإلنسان باستمرار باعتباره بائعا‪ ،‬سوف يخسره باستمرار باعتباره مشتريا‪ .‬من غير المجدي أن‬ ‫يقال إن ھناك أناس مشترون دون أن يكونوا بائعين‪ ،‬أو مستھلكين دون أن يكونوا منتجين‪ .‬ما يدفعه ھؤالء‬ ‫للمنتج ينبغي لھم أوال أن يتلقوه منه مقابل ال شيء‪ .‬فإذا ما بدأ شخص ما في سلبك مالك وإعادﺗه إليك مقابل‬ ‫شراء سلعك منك‪ ،‬فإنك لن ﺗصير ثريا أبدا‪ ،‬حتى ولو بعته ﺗلك السلع بسعر باھظ جدا‪ .‬يمكن لھذا النوع من‬ ‫العمليات أن يحد من الخسائر‪ ،‬لكنھا لن ﺗساعد أبدا على ﺗحقيق الربح‪«.‬‬ ‫اال ﺗوحي لك العمليه ھنا بانھا مزيفه ولم ﺗتحول باشكالھا المختلفة كعمليه انتاجيه متمثله بان الطاقه ال ﺗفني وال‬ ‫ﺗستحدث وانما ﺗاخذ شكال اخر يحتوي نفس مقدار القيمع السابقه‬ ‫إن وسائل اإلنتاج )اآلالت والمعدات والمباني‪ ،‬الخ‪ ،(.‬وقوة العمل – اللتان ﺗعتبران كلتاھما "عوامل إنتاج" من‬ ‫قبل االقتصاديين البورجوازيين – ﺗمثالن الشكلين المختلفين اللتين يتخذھما الرأسمال األصلي خالل المرحلة‬ ‫الثانية من مراحل اإلنتاج الرأسمالي‪ :‬المال )الشراء( ء السلع )اإلنتاج( ء المال )البيع(‪.‬‬ ‫يعتبر االقتصاديون البرجوازيون كل ھذه العوامل متساوية‪ .‬أما الماركسي‪ ،‬فإنه يميز بين ذلك الجزء من‬ ‫الرأسمال الذي لم يشھد أي ﺗغيير في قيمته خالل عملية اإلنتاج )اآلالت واألدوات والمواد الخام( أي الرأسمال‬ ‫الثابت )ث( والجزء المتمثل في قوة العمل‪ ،‬الذي ينتج القيمة الجديدة‪ ،‬أي الرأسمال المتغير )م(‪ .‬إن القيمة‬ ‫اإلجمالية للسلع ﺗتكون من الرأسمال الثابت والرأسمال المتغير وفائض القيمة‪ ،‬أي‪ :‬ث ‪ +‬م ‪ +‬ف‪ .‬ق‬ ‫كيف للراسمالي ان يساوي بين قيمة الراس المال الثابت والمتغير والمتمثل بقوة العمل ‪ ،‬ھل مساواة االالت‬ ‫والمواد الخام التي ال ﺗضيف اي فائض قيمةٮمع قوة العمل مصدر راس المال الثابت واعتبارھا قيم متساويه‬ ‫لھو ﺗناقض صارخ مع قوانين الديالكتيك ‪.‬‬ ‫فھل ما ذكر مجرد خرافات ام ع‪.‬لم ‪ ،‬بل اساس ومدخل لفھم االقتصاد ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫فائض القيمة في النظرية االقتصادية‬ ‫مع احتدام ازمة الراسماليه وسقوطھا المدوي ‪ ،‬اھتم العمال بالقضايا االقتصاديه ‪ ،‬النھم بالتاكيد يريدون‬ ‫االطالع على ومعرفة القوة التي ﺗتحكم بمصائرھم وحياﺗھم ‪ ،‬نقدم لھم في ھذا المقال طريقة عمل النظام‬ ‫الراسمالي وﺗبسيطا لنظرية االقتصاد ‪.‬‬ ‫االقتصاديون الذين يستميتون في الدفاع عن الراسمالية ‪ ،‬يثبتون كل يوم فشلھم وسطحيتھم وھشاشة ﺗفكيرھم ‪،‬‬ ‫بسبب جھلھم بطبيعة االزمة التي ﺗعصف بھم وبنظامھم االقتصادي ‪ ،‬ليس لھم من عمل اال اخفاء استغالل‬ ‫الطبقة العاملة والترويج لتفوق نظامھم ‪ ،‬لكن ﺗعفن النظام الراسمالي ‪ ،‬لم يبق لھم اي مجال ‪ ،‬بل عصف بھم‬ ‫وبنظرياﺗھم وسلط الضؤ على االقتصاد االشتراكي من جديد ‪ ،‬والتحول االشتراكي للمجتمع ‪ ،‬واالقتصاد‬ ‫المخطط ‪ ،‬كفيل بانھاء الفوضى والبطالة ‪.‬‬ ‫في ھذه االيام الجناح اليميني في الحركه العماليه استبدل كينز بالحل االقتصادي االرثدوكسي المتمثل‬ ‫باالقتطاعات من الميزانية‪ ،‬ﺗجميد األجور واالنكماش النقدي ‪ ،‬على النقيض االخر اليسار الترميمي الذي ما‬ ‫زال يؤمن باالصالحات الراسماليه السابقة كإنعاش االستھالك‪ ،‬وفرض قيود على الواردات ‪ ،‬وكل ھذه‬ ‫االجراأت ثبت فشلھا وبطالنھا واقعيا ‪.‬‬ ‫ان التحليل الماركسي للرأسمالية ما يسمح للعمال الواعين بدحض أكاذيب االقتصاديين البورجوازيين ومحاربة‬ ‫ﺗأثيرھم داخل الحركة العمالية ‪.‬‬ ‫المال‪:‬‬ ‫راس‬ ‫شروط‬ ‫ﺗركيز االنتاج الحديث على الشركات الكبرى التي ﺗتحكم بما يزيد عن ‪ %٩٠‬من االنتاج ‪ ،‬طبعا يوجد بجانب‬ ‫ذلك مشاريع ضغيرة ‪ ،‬لكنھا ﺗعود الى نمط االنتاج القديم ‪ ،‬اذن ھذه الشركات ھي من يتحكم بحياﺗنا واالمثله‬ ‫عليھا كثير ‪.‬‬ ‫ان ھذه الشركات وصلت الى ما وصلت اليه االن من القرون القليله الماضي ه الى االن من المنافسة الشرسه‬ ‫والحروب واالزمات ‪ ،‬في الوقت الذي كان فيه االقتصاديون الكالسيكيون يتوقعون ازدھار "التجارة الحرة"‪،‬‬ ‫أوضح ماركس كيف أن المنافسة ستؤدي إلى االحتكار وأن الشركات الصغرى ستنقرض‪.‬‬ ‫في المقام االول يجب ان يكون انتاج السلع من اجل حاجة الناس ورغباﺗھم ‪ ،‬لكن في النظام الراسمالي ﺗنتج‬ ‫السلع في المقام االول من اجل الربح وثانيا من اجل ﺗحقيق رغبات الناس ‪ ،‬فالسلع ﺗنتج لبيعھا اوال وصنع‬ ‫المال ‪ ،‬فعلى حد ﺗعبير احد مالكي مصانع السيارات " اني ال اصنع سيارات ‪ ،‬بل اصنع ماال"‬

‫‪42‬‬


‫نمط االنتاج الراسمالي قائم على عدد كبير من العمال المحرومون من الملكيه الخاصة ‪ ،‬الذين ليس لھم سبيل‬ ‫سوى بيع قوة عملھم ‪ ،‬وھذا يعني أنه في ظل الرأسمالية ليس المفھوم اللبرالي‪" :‬ديمقراطية المالكين" سوى‬ ‫عبث‪ ،‬ألنه إذا ما امتلكت أغلبية الشعب ما يكفيھا من الممتلكات لتلبية حاجياﺗھا‪ ،‬فإن الرأسماليين لن يجدوا‬ ‫عماال لخلق األرباح‪.‬‬ ‫في النظام الراسمالي يجب ان ﺗكون وسائل االنتاج بيد طبقة الراسماليين ‪ ،‬لذلك عبر القرون القليله ‪ ،‬ﺗم القضاء‬ ‫على صغار المزارعين ‪ ،‬وصغار المالك ‪ ،‬لقد استولى الرأسماليون وكبار مالكي األراضي على مصادر‬ ‫رزقھم‪ ،‬وأرغموا العمال على اإلنتاج وخلق فائض القيمة‪.‬‬ ‫السلعة والقيمة ‪:‬‬ ‫جميع الشركات ﺗنتج البضائع من اجل بيعھا والحصول على الربح ‪ ،‬ﺗتميز الرأسمالية‪ ،‬أوال وقبل كل شيء‪،‬‬ ‫على حد ﺗعبير ماركس‪" ،‬بتراكم ھائل للسلع"‪ .‬وھذا ھو السبب الذي جعل ماركس يبدأ أبحاش عن الرأسمالية‬ ‫بتحليل خصائص السلعة‪.‬‬ ‫للسلعة قيمتان ‪ ،‬قيمة استعمالية وقيمة ﺗبادلية ‪ ،‬المقصود بالقيمة االستعماليه انھا مفيدة لحاجات الناس ولوال ذلك‬ ‫لما امكن انتاجھا وبالتالي بيعھا ‪ ،‬ھذه القيمة االستعمالية للسلعة ﺗتحدد بخصائصھا الفيزيائيه ‪ ،‬اما القيمة‬ ‫االخرى لسلعة وھي القيمة التبادليه ولفھم ذلك ناخذ المثال التالي ‪ :‬مع اھمال المال ھنا في المثال يتم ﺗداول ھذه‬ ‫السلع حسب نسب معينه ‪ ،‬لدينا السلع التاليه ‪:‬‬ ‫ساعة ‪ ،‬عجل سيارة ‪ ،‬حذاء ‪ ،‬لتران من الزيت ‪ ،‬جميع ھذه السلع يمكن مبادلتھا بعشرة امتار من القماش‬ ‫ويمكن مبادلتھا مع بعضھا البعض بنفس النسبه ‪ ،‬من المثال نالحظ ان القيمة التبادليه لھذه السلع ﺗعبر عن‬ ‫ﺗساوي شئ فيھا ‪ ،‬ھناك شئ مشترك بين ھذه السلع ‪ ،‬ما الذي يجعل لتران زين يساوي ساعة او عشرة امتار‬ ‫قماش او حذاء؟ ھناك شئ مشترك بين ھذه السلع وليس له عالقه باللون او الوزن او غيرة ‪ ،‬او قيمتھا‬ ‫االستعماليه ‪ ،‬فقيمة الخبز االستعماليه على سبيل المثال اكبر من قيمة سيارة ليمزين ‪ ،‬مع ھذا قيمة سيارة‬ ‫اليموزين التبادليه اعلى بكثير ‪ ،‬ان جميع السلع ﺗشترك بكونھا نتاج عمل بشري ‪ ،‬يعبر عن العمل البشري‬ ‫المخزون داخل ھذه السلع في المثال بالزمن ‪ ،‬ففي مثالنا مثال الشئ المشترك المتساوي جميعا ھو الزمن ‪ ،‬كان‬ ‫نقول يلزم خمسة ساعات لعمل حذاء او ساعة او ‪ ،.‬ثالثة قناني زيت ‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬ولنكون أكثر دقة‪ ،‬فإن قيمة السلعة ﺗحدد بكمية العمل الضرورية اجتماعيا التي ﺗحتويھا ﺗلك‬ ‫السلعة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن وقت العمل ھذا يتغير باستمرار مع إدخال أساليب وﺗقنيات عمل جديدة‪ .‬وﺗخرب‬ ‫يستعملونھا‪.‬‬ ‫التي‬ ‫التقنية‬ ‫يطورون‬ ‫ال‬ ‫الذين‬ ‫المنتجين‬ ‫المنافسة‬ ‫من الممكن ان ال ﺗوجد لسلعة قيمة ﺗبادليه فقط يوجد لھا قيمة استعماليه ‪ ،‬وذلك كما في الھواء ‪ ،‬الشمس ‪،‬‬ ‫االرض البكر ‪ ،‬اى ال نحتاج الى قوة عمل فھي من االم الطبيعه ‪.‬‬ ‫فائض القيمة ‪ :‬ان سلعة قوة العمل ھي الوحيده التي ﺗنتج عند استھالكھا قيمة مضافه ﺗفوق قيمتھا الحقيقيه ‪،‬‬ ‫‪43‬‬


‫وھي مصدر ربح الراسمالي ‪ ،‬ناخذ مثال ﺗوضيحي ‪ ،‬عامل يعمل في مصنع قطن ‪ ،‬اجرة ھذا العامل خمسة‬ ‫دوالرات في الساعة ‪ ،‬وھذا العامل يعمل مدة ثماني ساعات يوميا ‪ ،‬نفرض ان ھذا العامل ينتج خالل اربع‬ ‫ساعات ما قيمة مئة دوالر من القطن ‪ ،‬نستطيع ﺗقسيم المائة دوالر كالتالي ‪ ٥٠‬دوالر لللمواد الخام ‪ ،‬و عشرة‬ ‫دوالرات قيمة التلف او االستھالك للماكنات وغيرھا و ھذه انتجت قيمه جديدة ﺗحسب باربعين دوالر ‪ ،‬في ھذه‬ ‫اللحظه يكون الراسمالي قد سدد قيمة اجرة العامل لمدة ثماني ساعات لكن دون اي فائض قيمة ‪ ،‬نتحدث ھنا‬ ‫عن االربعين دوالر االولى ‪ ،‬اما فيما ﺗبقى من اربع ساعات حيث يقوم العامل بانتاج اربعين ‪.‬ن دوالر اخري ‪،‬‬ ‫فھي فائض قيمه ﺗذھب لجيب الراسمالي مجانا ‪ ،‬وھي التي قال عنھا ماركس العمل المجاني دون مقابل ‪.‬‬ ‫يتبع في سانحه اخرى‬

‫مشكلة االقليات في العالم العربي‬

‫موضوع االقليات الدينيه والعرقيه في المجتمع العربي والعالم العربي يندرج ﺗحت قائمة المسكوت عنه ‪،‬‬ ‫ولفترات طويله ظلت ھذه القضيه ال يسمح بالحديث عنھا ونسفھا من اساسھا كقضيه غير قائمه ‪.‬‬ ‫اال انه جرى الحديث مؤخرا عن المشكله ‪ ،‬باعتبارھا مؤامره اجنبيه ‪ ،‬وﺗحركحا اصابع اجنبيه ﺗلبيه لمصالحھا‬ ‫الخاصه ‪ ،‬دون خوض نقاش حقيقي سواء على المستوى االجتماعي او الحكومي حول مشكلة االقليات ‪ ،‬وانما‬ ‫فقط باالﺗھام والتخويين ‪.‬‬ ‫وحتى في الحاالت التي طرحت فيھا مشاكل لھا عالقة باألقليات نفسھا على الجميع بصورة مدوية وعنيفة‪ ،‬فإن‬ ‫النظام الرسمي العربي‪ ،‬ومعه عدد ال يستھان به من النخب الدينية والسياسية والمتنفذة‪ ،‬سارع إلى ﺗرحيلھا إلى‬ ‫أسباب وعوامل خارجية‪.‬‬ ‫ونحن نرى ذلك اليوم في مشكلة األقباط في مصر واألمازيغ في الجزائر‪ ،‬مثلما نراه في مناطق عربية أخرى‪،‬‬ ‫األكراد في العراق وسوريا‪ ،‬والمسيحيين في جنوب السودان‪ ،‬باإلضافة إلى األقليات الطائفية على اختالف في‬ ‫الدرجات والطبيعة‪.‬‬ ‫ان وجود االقليات في العالم العربي ليست حديثه وانما ھي قديمه جدا ‪ ،‬فالمنطقه العربيه مترامية االطراف‬ ‫وﺗتصل بافريقيا واوروبا واسيا ‪ ،‬اضافه ان المنطقه العربيه ﺗعرضت الى ھجرات منذ قدم التاريخ ‪ ،‬وخلقت‬ ‫شعوب واندثرت شعوب ‪ ،‬وامتزجت شعوب اخرى ‪ ،‬اضافه لذلك ان االمبرطوريه االسالميه انتجت طوائف‬ ‫دينيه مختلفه ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫ان اوروبا بعد فترة من الحروب المستمره ﺗشكلت لديھا الدوله القوميه التي صھرت الجميع في بوﺗقه واحده ‪،‬‬ ‫لكن وعكس ذلك فان الدول العربيه التي لم ﺗرى النور اال حديثا حافظت على شكلھا الفسيفسائي ‪.‬‬ ‫ان المشكله في العالم العربي انه يقوم على اساس من الطائفيه والقبليه والعشائريه ‪ ،‬سواء على مستوى أنظمة‬ ‫الحكم أو ﺗوزيع القوة والنفوذ داخل المجتمع‪ ،‬فإنه من الطبيعي أن ﺗشعر األقليات بالحاجة إلى حماية نفسھا‬ ‫وﺗأمين مصادر قوﺗھا الخاصة‪ .‬ومن الطبيعي أن ﺗبدأ في التفتيش عن حلول لمشكلتھا‪ ،‬شأنھا في ذلك شأن باقي‬ ‫أطراف المجتمع المحرومة‪.‬‬ ‫وليس من الغريب ان نرى ابناء االقليات ينخرطون في المعارضه شانھم شان بقية االطراف المحرومه ‪.‬‬ ‫على العموم اعترفت معظم الدول العربيه في الوجود االجتماعي لالقليات ‪ ،‬واعترفت بوجودھم التاريخي ‪،‬‬ ‫لكنھا لم ﺗعترف بھم سياسيا وثقافيا ‪ ،‬بل انتھجت االلغاء والتھميش ولم ﺗعترف بھم مواطنين لھم نفس الحقوق‬ ‫والواجبات ‪ ،‬بل اعتبرﺗھم من مخلفات اقوام سابقين ‪ ،‬ﺗكرّ م عليھم المجتمع فحماھم ولم يتركھم نھبا ً لالنقراض‬ ‫والموت ‪.‬‬ ‫يمكن القول إذن‪ :‬إن مشكلة األقليات لھا عالقة وثيقة بمشكلة الحكم في الدول العربية وھذا أحد مظاھر وجود‬ ‫ھذه المشكلة‪ .‬وثمة مظاھر أخرى ﺗدور حول الحقوق الثقافية والدينية‪ ،‬وأنه ما لم ﺗحل الدولة العربية قضية‬ ‫الحكم والمواطنة‪ ،‬فإنه سيغدو من الصعب إيجاد حلول لمشكلة األقليات ‪.‬‬

‫ھل البنيه الفوقيه ام التحتيه ھو من يحدد حركة التاريخ؟‬ ‫الحقيقه ال اعرف سببا عن سبب ﺗخلي الشيوعيين عن الدفاع عن الفلسفه الماديه وھي ركن اساسي من الفلسفه‬ ‫الماركسيه ‪ ،‬ﺗاركين المثقفين االردايين التاكيد على ان االنتاج الفكري ھو الذي يحدد مسار التاريخ وھو الذي‬ ‫يحدد مستوى حضارة الشعوب ‪.‬‬ ‫وانا بدوري اطرح السؤال التالي ‪ :‬ھل البنيه الفوقيه ام التحتيه ھو من يحدد حركة التاريخ؟‬ ‫ما معنى التطور والحضارة المدنيه؟‬ ‫من ناحيه لغويه " ھي االقامه في الحضر اي المدن بعيدا عن الريف والباديه ‪ .‬اما المفھوم الشامل والمعاصر‬ ‫للحضاره فھو يندرج في شقين ‪:‬‬ ‫اولھما ھو المادي ‪ ،‬وھي المدنيه والحضاره التي ﺗتناول العلوم وﺗطبيقاﺗھا الصناعيه والتقنيه‪........‬الخ ‪.‬‬ ‫وثانيھما ھو معنوي ‪ ،‬وھو بمعناه االدق الذي ﺗكون العقائد من فكر وﺗصور ويقين مرﺗبطه به ‪ ،‬وما ينبثق‬ ‫‪45‬‬


‫عنھما من قيم واخالق ‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫وحسب ابن خلدون " الحضاره ھي ﺗفنن بالترف واحكام الصنائع المستعمله في وجوھه ومذاھبه من المطابخ‬ ‫والمالبس والفرش واالبنيه وسائر عوائد المنزل واحواله" ‪.‬وحسب الفيلسوف االمريكي وليام ديورانت " انھا‬ ‫نظام اجتماعي يساعد االنسان على زيادة انتاجه الثقافي باربعة عنااصر ‪ ،‬الموارد االقتصاديه والنظام السياسي‬ ‫والعقائد الخلقيه ومتابعة العلوم والفنون " ‪ .‬اما التعريف االسالمي على لسان سيد قطب ھو " ما ﺗعطيه للبشريه‬ ‫من مفاھيم ومبادئ وقيم صالحه لقيادة البشريه من اجل النمو والرقي للعنصر االنساني والقيم االنسانيه " ‪.‬‬ ‫حسب ﺗعريف قطب يلتقي مع منظري اعتبار الثقافه ھي اساس الحضاره ‪ ،‬اي يلتقي مع العلمانيين والليبراليين‬ ‫باعتبار الوعي اساس التطور ‪.‬‬ ‫وھناك مفاھيم خاطئه للحضارة ‪ ،‬حيث يعتبر بعض المثقفين ان البنايات الشاھقه والمطاعم الحديثه والراقصات‬ ‫والموسيقى الصاخبه ودور اللھو وماركات عالميه ھي البنيه التحتيه ‪ ،‬والمشكله ﺗكمن في البنيه الفوقيه التي ال‬ ‫ﺗرغب بان ﺗتاقلم مع ھذه البنيه من ناحيه فكريه وسياسيه ‪ ،‬وفي ھذا فھم خاطئ وقاصر ‪ .‬وھناك ايضا مفھوم‬ ‫اخر خاطئ لدى المثقفين العرب ‪ ،‬وھو عدم التفريق بين مرحلة النمو والتنميه عند وصف المجتمع العربي ‪،‬‬ ‫حيث ان مجتمعاﺗنا ومجتمعات العالم الثالث ال ﺗزال ﺗمر بمرحلة التنميه ‪ ،‬وھي اخطر مرحله وال ﺗقاس مع‬ ‫مرحلة النمو ‪ ،‬وﺗتطلب ھذه المرحله جھود كبيره لتنظيف مخلفات ما قبل الراسماليه من انماط انتاج ووسائل‬ ‫انتاج وبالتالي جميع القيم والمفاھيم واالفكار التي انتجتھا مجتمعات نھاية عصور االقطاع ‪.‬‬ ‫ولعل المفكرين العرب يعبرون عن قناعات ال ﺗقبل الجدل بان اقامة انظمه جديده للبنيه الفكريه لھو خير وسيله‬ ‫لنقل المجتمعات العربيه الى عصور االزدھار ‪ ،‬وﺗخليص ھذه المجتمعات من ازمتھا ومشكالﺗھا المتوارثه ‪،‬‬ ‫وﺗنھي االفات الضاره التي ﺗعيش في ثنايا عقل االنسان العربي ‪ ،‬ليصبح يضاھي االمريكي والسويسري‬ ‫والفرنسي بل ويتصدر الحضاره من جديد ‪ ،‬ربما لم يسمع ھؤالء المثقفون بتجربة " كيم سونغ" مؤسس كوريا‬ ‫‪ ،‬حيث ﺗبنى نفس وجه النظر ھذه ‪ ،‬مع االسترشاد بالتجربه الصينيه مع ﺗعديالت كوريه ‪،‬ذات طابع كوري ‪،‬‬ ‫فلينظر اصحاب البناء الفوقي الى التجربه الكوريه بعد اكثر ما اربعون عام عليھا ‪ .‬كيم سونغ ‪ ،‬عكس مفھوم‬ ‫الماركسيه للبنيه التحتيه والفوقيه ‪ ،‬حيث اعتبر ان الوعي في المجتمع ھو البنيه التحتيه ‪ ،‬والمكونات‬ ‫االقتصاديه البنيه الفوقيه ‪ ،‬وبھذا اعطى اولوية الوعي والفكر وانتاجھما على العامل االقتصادي ‪ .‬اما الفلسفه‬ ‫الماركسيه ربطت في وحده جدليه بين النظريه والممارسه ‪ ،‬حيث الواقع االجتماعي والتاريخي ليس اال فعل‬ ‫البشر فيه وعملھم التحويلي له وﺗعطي بذلك اولوية الفعل للمعرفه وليس التامل والتجرد ‪ .‬وﺗاكد الماديه‬ ‫التاريخيه ان المجتمع ينتج لكي يستمر في الحياه ‪ ،‬ويبقى على قيد الحياه ‪ ،‬لذلك انتاج وسائل العيش وادوات‬ ‫العيش والعمل والمواد الضروريه لالنتاج ‪ ،‬لھو شرط لكل ﺗنظيم او نشاط اجتماعي اكثر ﺗعقيدا ‪ .‬ان الماديه‬ ‫باعتبارھا علم التاريخ واالنسان ‪ ،‬ﺗؤكد ان الطرق التي ينظم الناس انتاجھم المادي بموجبھا ھي اساس كل‬ ‫ﺗنظيم اجتماعي عبر العصور ‪ ،‬وھذا يحدد جميع النشاطات االنسانيه ‪ ،‬من ادارة عالقات بين البشر او انتاج‬ ‫فكري او قوانين او اخالق او دين ‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫ان الماديه ال ﺗقول ان االنتاج المادي االقتصادي يحدد بصوره سريعه وﺗلقائيه مضمون نشاطات البنيه الفوقيه‬ ‫‪ ،‬بل ھي ﺗقول ان العالقه الدياالكتيكيه بين البنيه الفوقيه والتحتيه ودور كل من االخر في ﺗوفير مقومات ﺗطور‬ ‫االخر ‪ ،‬وان التطورات التي ﺗحدث في البنيه الفوقيه ال ﺗخلقھا مباشره عالقات االنتاج ‪ ،‬وال ﺗتحقق باستقالل‬ ‫عنھا ‪ ،‬وانما عبر ﺗداخالت شديدة التعقيد‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫األزمة االجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب األسس المادية لمفھوم‬ ‫المجتمع المدني‬ ‫يبدو مفھوم المجتمع المدني عند معظم الكتاب مفھوما بسيطا ‪ ،‬وموصوعا سھال للدراسه‪ ،‬النه الشعار الوحيد‬ ‫المطروح حاليا ‪ ،‬في الخطاب المطلبي لكافة القوى واالطياف السياسيه‬ ‫سھال للدراسه‪ ،‬النه الشعار الوحيد المطروح حاليا ‪ ،‬في الخطاب المطلبي لكافة القوى واالطياف السياسيه ‪،‬‬ ‫على حد سواء مشاركة او غير مشاركة في الحكومات ‪ ،‬وﺗتفق جميع القوى السياسبه على ھذا العنوان في‬ ‫جميع الندوات التي ﺗقيمھا ‪ ،‬ناھيك عن المنظمات الغير حكوميه الناشطه في البلدان العربيه ‪ ،‬بحيث يمكن‬ ‫القول ان عبارة المجتمع المدني اصبحت العنوان الرئيسي في الخطاب النخبوي العربي‪ ،‬على حساب مفاھيم‬ ‫وعبارات كانت اقرب الى الواقع العربي وما زالت ‪ ،‬واكثر قدره على مخاطبة العقل النخبوي العربي ‪ ،‬واكثر‬ ‫ﺗفاعل مع الجماھير ‪ ،‬والوعي العفوي العربي ‪ ،‬وأقصد بذلك مفاھيم التحرر القومي والتنمية والعدالة‬ ‫االجتماعية والتقدم والوحدة واالشتراكية والعداء لإلمبريالية رغم حدة الصراع مع العدو الصھيوني ومشروعه‬ ‫التوسعي االحاللي االستيطاني الكولونيالي‪.‬‬ ‫ان مفھوم المجتمع المدني ‪ ،‬رغم انتشاره كعباره رنانه منذ قرنين من الزمن ‪ ،‬اال انه يعاني من االغتراب في‬ ‫كافة شرائح المجتمع ‪ ،‬وفي افكار الفئه النخبويه في مجتمعاﺗنا العربيه ‪ ،‬ھذا االغتراب الذي يصل الى حد‬ ‫القطيعه مع كافة شرائح المجتمع والقوى السياسيه والمثقفه منھا في سياق ﺗطورھا الراھن ‪ ،‬ھذا التطور الذي‬ ‫يسير ببطء شديد التعقيد في ظل وجود خيوط الماضي ‪ ،‬المتمثله في بقاء االسس الماديه والمعرفيه للماضي ‪،‬‬ ‫مما ﺗعيق التغيير الديموقراطي والوطني وﺗكرس اعادة انتاج الماضي المتخلف بكافة اشكاله وعالقاﺗه االنتاجيه‬ ‫وﺗفاعلھا مع انظمة الحكم المطلق‪.‬‬ ‫ھذا الواقع شديد التعقيد في المجتمع العربي ‪ ،‬ال يعني البدا من حيث انتھى االخرون في المجتمعات المتقدمه‬ ‫التي بدات بالراسماليه وانتھت بالعولمه المتوحشه ‪ ،‬الن مجتمعاﺗنا في في واقع الحال لم ﺗشھد حركة ﺗطور‬ ‫فكريه وانتاجيه وصناعيه كما شھدت اوروبا بل ھي اصال لم ﺗدخل عالقات انتاج بعد‪ ،‬حتى ما نشھده من‬ ‫مظاھر حداثه في بعض العواصم العربيه ‪ ،‬ال يعبر عن الحداثه الحقيقيه ‪ ،‬بل يبدو مظھريا نوع من انواع‬ ‫الحداثه ‪ ،‬ولكن في حقيقة االمر ال يخرج عن مجتمع ال يزال قائم على الثقافه االسالميه والطائفيه والعشائريه ‪،‬‬ ‫فالمدن العربيه ھي مدن ريفيه بالمعنى االصح ‪ ،‬وطابع الحداثه الموجود فيھا ھو طابع ﺗقليدي استھالكي ‪ ،‬الن‬ ‫ھذه المجتمعات ال زالت ﺗعيش خارج التطور الطبقي ولم ﺗدخل في سياق ذاك التطور ‪ ،‬لذلك ما نشاھده ھو‬ ‫ھجين مشوه من عالقات اجتماعيه ال ﺗخرج عن ھجين مشوه من عالقات انتاجيه ‪،‬بل ھي مجتمعات ال ﺗزال‬ ‫ﺗعيش مرحلة االقطاع ‪ ،‬بل ھي مجتمعات ريفيه ﺗتمحور في عالقات طائفيه وذات طابع ثقافي اسالمي‬ ‫كمرجعيه لھذه المجتمعات ‪،‬وھذا يتيح لالنماط القديمه السيطره في معظم بلدانه ‪،‬وال يخرج عن ذلك دور‬ ‫الطبقه الوسطى بسسب عالقتھا الھشه مع المجتمع المدني العربي ‪ ،‬بسسب ارﺗباطاﺗھا الراسماليه الخارجيه او‬ ‫‪47‬‬


‫بسبب اندماحھا باقتصاد الدول العربيه وانفاقھا وبالتالي السيطره عليھا ‪ ،‬لذلك دور الطبقه الوسطى في‬ ‫المجتمعات العربيه معدوم وال يمكن مقارنتھا بدور الطبقه الوسطى في المجتمعات االوروبيه‪.‬‬ ‫من ھنا يجب مراجعة مفھوم المجتمع المدني والظروف المحيطه به منذ بداية المجتمع االقطاعي في العصور‬ ‫الوسطي مرورا بالراسماليه والحداثه ‪ ،‬في سياق ﺗطور الشعوب االوروبيه ‪ ،‬وما لعبه ھذا المفھوم في احداث‬ ‫القطيعه مع الفكر الغيبي ومع عالقات الفكريه واالجتماعيه التي سادت عصر االقطاع ‪ ،‬مع االخذ بعين‬ ‫االعتبار انه ال يمكن ﺗكرار التجربه في مجتمعاﺗنا لما لھا من انماط فكريه واجتماعيه واقتصاديه مختلفه عن‬ ‫اوروبا ‪ ،‬ولكن ال بد من اخذ مضامين المجتمع المدني في الحاله االوروبيه واستبعابھا ومحاولة االستفادة منھا‬ ‫في واقعنا العربي المختلف ‪ ،.‬ومن ھنا ياﺗي نقد الدين في المرﺗبه االولى في سلم االولويات ‪ ،‬جنبا الى جنب مع‬ ‫احداث ﺗثيير جذري بنوي اجتماعي واقتصادي ‪،‬مع فھم ﺗطور التجربه االوروبيه والعبور الى الراسماليه ‪،‬‬ ‫ومع ما ﺗرافق ذلك من بنيه اجتماعيه وفكريه جديده ‪ ،‬وظھور المجتمع الليبرالي والدوله الليبراليه داخل‬ ‫المجنمع الصناعي باعتبارھما وجھان لعمله واحده ‪ ،‬ھنا ﺗبرز الحداثه والمجتمع المدني اللبرالي التحرري‬ ‫كنتيجه لبنيه فوقيه لنشاطات المجتمع‪ ،.‬وﺗنظم العالقه بين المجتمع المدني والدوله الديموقراطيه‬ ‫الليبراليه‪.‬ومؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ان استمرار المجتمعات العربيه في النمط الزراعي العشائري شبه الراسمالي ‪ ،‬وشبه االقطاعي ﺗجعل من‬ ‫الدول الراسماليه التوسعيه من السھوله السيطره عليھا والتحكم في نموھا االقتصادي واالجتماعي لتبقى ﺗابعه‬ ‫ومتخلفه ‪ ،‬وما نشھده من مظاھر حداثه لھذه المجتمعات ھي زائفه ال ﺗعبر عن حقيقتھا ‪ ،‬في ظل اقتصادي‬ ‫مشوه وعالقات اجتماعيه مشوه ‪ ،‬وبالتالي في ظل ﺗلك الظروف من المستحيل اقامه مجتمع مدني حقيقي كما‬ ‫ھو الحال في المجتمعات االوروبيه ‪ ،‬وال ﺗختلف الدول التي ﺗشترك معنا في نظام التفكير والظروف‬ ‫االجتماعيه واالقتصاديه ‪ ،‬كما ھو الحال في الھند او بعض دول امريكا الالﺗينيه رغم اختالف االديان‪.‬‬ ‫ھناك عامل اخر في واقعنا العربي يختلف كل االختالف عن واقع التطور الطبقي الراسمالي الغربي ‪ ،‬ففي‬ ‫التطور الراسمالي الغربي ‪ ،‬ﺗطورت الراسماليه اوال ومن ثم سيطرت على مقاليد الحكم كنتيجه حتميه في‬ ‫ﺗطور اجتماعي ليبرالي بما يترافق مع مؤسسات المجتمع المدني ‪ ،‬ولكن العمليه في البلدان العربيه مقلوبة‬ ‫الھرم ‪ ،‬حيث يتم االسيالء اوال على السلطه ومن ثم الحديث عن انشاء اقتصاد متين ‪ ،‬وبالتالي ﺗصبح السلطه‬ ‫مصدر الثروه للمتطفلين مما يقوي الحكم المطلق وﺗزداد الھوه بين افراد الشعب والحكومات لتصبح مرﺗعا‬ ‫للفساد والظلم واالستبداد ‪ ،‬مما يغذي ظاھرة التطرف الديني في مواجھة الخالص بدل الديموقراطيه واالنتخاب‬ ‫من اجل التغيير ‪ ،‬الن ھذه الجماھير وصلت الى حالة الياس من أي ﺗغيير محتمل ‪ ،‬بسسب اقناعھا بالتطرف‬ ‫الديني اكثر من اقناعھا بالديموقراطيه الشكليه التي ال ﺗغير سيء‪.‬‬

‫كيف نكتب في نقد االديان‬ ‫لمتتبع لمنبر الحوار ال بد ان يالحظ شتى انواع الصراعات في شتى المجاالت ‪ ،‬صراعات فكريه ‪ ،‬دينيه ‪،‬‬ ‫ﺗصادم حضارات ‪ ،‬وشاشة الحوار اصبحت مكانا لتصفيه حسابات ‪ ،‬وال يخفى على كل نتابع منكم ما ﺗصل له‬ ‫االمور من شتم وسب وعصبيه ﺗخرج الكاﺗب عن وظيفته ككاﺗب ﺗنويري في الحوار والذي كانت رسالة‬ ‫‪48‬‬


‫االولى ‪ ،‬وبما ان ھذه السجاالت ﺗخرج من واقع مادي وما ﺗبعه من نمط فكري ‪ ،‬نكون بذلك قد مسكنا طرف‬ ‫الخيط الذي نتحاور فيه مع كل اطياف الثقافات المختلفه والمتخلفه وصوال الى محاوره علميه بناءه من غير‬ ‫ﺗناقضات او ﺗشنجات لذلك وجھنا العنوان الى كيف نكتب ولمن نكتب؟‬ ‫كما ﺗعلمنا في الماديه التاريخيه ان العالقات االنتاجيه في المجتمع ھي ھيكله العظمي التي يبنى ويكسى فوقھا‬ ‫انتاجه الفكري كما يكسى اللحم فوق العظم ‪ ،‬والمقصود ھنا باالنتاج الفكري ھو االنتاج الفلسفي والسياسي‬ ‫والفني والعلمي والمؤسساﺗي‪ ،‬لذلك في سياق حل المشكالت وخاصه في المجتمعات المتخلفه كما الحال في‬ ‫واقعنا العربي ‪ ،‬ال بد من ﺗفسيير دقيق لنمط االنتاج وطبيعته ‪ ،‬واستدعاء البرامج والحلول لتطوير ذاك النمط‬ ‫والذي بالضروره سوف يؤدي الى ﺗطوير االساليب االنتاجيه والتي ﺗؤدي الى السمو واالرﺗقاء في المعرفه‬ ‫االنسانيه في السعي لحل المشكالت الراھنه ‪ ،‬والعي في نفس الدائره من اجل حلول لمشكالت قادمه‪.‬‬ ‫يقول ستالين‪" :‬إن المادة والطـبـيـعـة والكــائن ھي حقيقة موضوعية‪ ،‬موجودة خارج اإلدراك أو الشعور‬ ‫وبصورة مستقلة عنه‪ ،‬وأن المادة ھي عنصر أول‪ ،‬ألنه منبه االحساسات والتصور والشعور‪ ،‬بينما اإلدراك‬ ‫ثان مشتق ألنه انعكاس للمادة"‪.‬‬ ‫ھو عنصر ٍ‬ ‫ان العالقه الحتميه والجدليه بين االنتاج الفكري والوسيله االنتاجيه ھي من يحدد البعد التاريخي وان لكل انتاج‬ ‫فكري ال بد ان يكون مرﺗبط بانشطه ماديه فختلفه ‪ ،‬ان ﺗعلم االنسان فن العماره ھو نابع من حاجته الى المسكن‬ ‫الذي يحميه ويقيه شر الحر والقر‪،‬والحيوانات المفترسه في عصر الرعي ‪ ،‬كذلك علم الفلك جاء من حاجة‬ ‫االنسان في معرفة االوقات المناسبه للرعي واالنتقال من مكان الخر ومعرفة اوقات الحصاد والبذار في عصر‬ ‫االقطاع‬ ‫وكذلك الحال في العلوم المتعلقه باالوبئه واالمراض من اجل درع خطرھا عنه ‪ .‬من ھنا نرى ان ﺗطور‬ ‫المعرفه جائت من المثل القائل ‪ :‬الحاجه ام االختراع في عالقه جدليه بين التطور المعرفي وبين نمط االنتاج‬ ‫السائد‬ ‫فقد ﺗمكن االنسان من الحصول على المعرفة عن طريق مالحظة ما يدور حولة دون ادراك كنھه او مكوناﺗه او‬ ‫القوى المحركة الكامنة في ﺗكويناﺗه‪،‬‬ ‫ولكن كافة العلوم ﺗطورت بالمالحظه والتجريب وھي المنھج العلمي في البحث والتطوير ‪ ،‬حيث ﺗبدا‬ ‫المالحظه أي المشكله ثم وصع الفرضيات ثم التجريب من اجل الحصول على النتائج ‪ ،‬وھذا ما يؤكد ان‬ ‫المعرفة ھي نتاج للتفاعل بين المادة وھي االساس وبين الفكر‬ ‫وھكذا ﺗبقى الحلقه ﺗدور عند ايجاد مسكله جديده وھنا ﺗكمن قصة االنسان في مسيرة حياﺗه‪.‬‬ ‫ان التحوالت الفكريه الكبرى لم ﺗحدث في مجتمعات بدائيه ‪ ،‬فتحول االنسان من عبادة القمر النجوم وغيره الى‬ ‫عبادة اله واحد لم ﺗكن سوى نتيجه لتحوله من انسان صياد الى عصر االقطاع حيث الملكيه الخاصه‪ ،‬وما‬ ‫نشھده في عصرنا من ﺗراجع لالديان ال يخرج عن ھذا السياق‬ ‫‪49‬‬


‫ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية‪ ،‬كما البد‬ ‫له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ‪ ..‬وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير‬ ‫وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية‬ ‫المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية‪ ،‬وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬وايضا دور االشتراكيون‪ ،‬الطوباويون ‪ ،‬ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي‬ ‫ولصالح طبقة البروليتاريا ‪ ..‬أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل‪.‬‬ ‫ﺗكمله لما سلف والن المحور المادي ما اعتمد عيه أي ان الواقع ھو من يحدد من يحدد الوعي االجتماعي‬ ‫وليس عكس ذلك اال انني ال انكر ان دعاة اولوية العقل على الماده في صناعة الحصارات سيستنكرون ما‬ ‫اكتب ولھم كامل الحريه في ذلك‪.‬‬ ‫بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ‪ ،‬لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا‬ ‫الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ‪،‬‬ ‫وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ‪ ،‬بل اعطي الموضوع طابع نظري ‪ ،‬بعيدا عن طروحات‬ ‫المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ‪ ،‬حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية‬ ‫االسالمية بمعزل عن شؤون وقضايا الواقع وﺗناقضاﺗه‬ ‫ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة‬ ‫وليس سببا ‪ ،‬وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة‬ ‫ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه‪ .‬حيث ييقول ماركس ‪ " :‬إن الفالسفة ال يخرجون من األرض‬ ‫كالفطر‪ ،‬بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا‪.‬‬ ‫اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ‪ ،‬وان أي فلسفه حقيقيه ھي من‬ ‫لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ‪ ،‬كما ان التطورات‬ ‫العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة‬ ‫استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة‪.‬‬ ‫فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره‪ ،‬وظلت الفاسفه اليونانيه‬ ‫ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت‬ ‫ﺗتناغم مع عصر االقطاع ‪ ،‬االمتد الى نحو ‪ ٤٠٠٠‬عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه‪ ،‬وعلى الرغم ان الفلسفه‬ ‫اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ‪ ،‬حيث لم ﺗنكر‬ ‫وجود خالق رغم وثنيتھا ‪ ،‬ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ‪ ،‬حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد‬ ‫المجتمع االقطاعي‬ ‫وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد ‪.......‬الخ‬ ‫‪50‬‬


‫وفي اطار الصراع على ملكية االرض وملكية العبيد دارت معظم المعارك في التاريخ حتى بداية العصر‬ ‫الراسمالي الحديث‪ ،‬وفي ذات االطار نشط العلماء والفالسفة في خدمة الطبقة الحاكمة بما يمكنھا من ﺗثبيت‬ ‫‪..‬‬ ‫السيطرة‬ ‫وحيث ان الطبقه المسيطره كانت االقليه والعام من يقع عليه الظلم واالطھاد لجئت ھذه الجماعات باالستعانه‬ ‫بقوى غبيه واله غبيه لتخليصھا وكان ھذا منبع االديان‪ .‬فاليھوديه جائت من جور المصريين على القبائل‬ ‫العربيه التى ھاجرت من اليمن وھم اليھود ولم يؤمنو بموسى اال بعد ما وعدھم بارض فلسطين لھم ولذريتھم‬ ‫من بعدھم ‪ ،‬وكذلك المسيحيه لم ﺗخرج عن االطار فكانت دعوه ضد ظلم الكھنه وضد ظلم الرومان ‪ ،‬وقد كان‬ ‫اﺗباع المسيح ھم من الرعاء والعبيد وكذلك اليھود فقد كان اﺗباع موسى بني اسرائيل وھم عبيد القبط‪،‬‬ ‫وھكذا كان االسالم ثوره ضد الظلم على اسياد من التجار في مكه لذلك كان العبيد والمظلومين والمعاﺗيه اول‬ ‫من امن بالدعوه االسالميه المحمديه‪.‬‬ ‫ومن اجل خدمة االسياد مالك االرض والعبيد حدث ﺗقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ‪ ..‬فاالرض‬ ‫ﺗحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليھا من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده‬ ‫مما ﺗطلب ﺗجييش المجتمع‪ ،‬فقد ﺗم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل ‪ ..‬فيما المرأة في المنزل‬ ‫كخادمه للرجل الذي يخدم سيده‪.‬‬ ‫وحيث ان الرجل بقوﺗه البدنيه قادر على حماية نفسه والخرين ‪ ،‬فقد فرض على المراه ان ﺗختفي خلف ستار‬ ‫العفة والشرف كي ﺗحافظ على نفسھا‪ .‬وحرمت من جميع حقوقھا ولم ﺗكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في‬ ‫المجتمعات االسالمية ‪ ،‬ومجتمعات العالم الثالث عموما‪ ،‬من مفاھيم وقيم وحقوق ﺗتعلق بالمرأة ما ھي اال‬ ‫امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة االف عام ‪ ..‬حيث ان مجتمعات العالم الثالث ال زالت ﺗعيش في نظم‬ ‫وقواعد ونمط انتاج المجتمع االقطاعي‪.‬‬ ‫ومثال ذلك االنسجام الواضح في ﺗعامل مختلف الحضارات مع المرأة لھو خير داللة على ان القوانين‬ ‫االجتماعية ﺗحددھا طبيعة نمط االنتاج االجتماعي وليس االنتماء العرقي او الجغرافيا او اللغة او الوعي او‬ ‫العقل ‪ ..‬حيث ان نمط االنتاج ينتج ذات الثقافة حتى لو ﺗباعدت المسافات واالزمان‪.‬‬ ‫************‬ ‫االشوريين ھم اول من فرض الحجاب على المرأة ‪ ..‬وشريعة حمورابي عاقبت المرأة اذا خالفت زوجھا‬ ‫باغراقھا بالماء‪ ،‬فيما االغريق فرضوا عليھا حجابا كامال )كالنقاب االسالمي( ال يظھر منھا اال عينھا ‪ ،‬وقال‬ ‫عنھا ارسطو " إن الطبيعة لم ﺗزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به "‪.‬‬ ‫ولما فرضت ظروف الحرب على اسبارطة ونالت المراة بعض الحقوق نظرا لحاجة قوة عملھا انتقد ارسطو‬ ‫رجال اسبرطة واﺗھمھم بالتھاون ‪ ، ،‬وكان الفقھاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولھم‪:‬‬ ‫لطيش عقولھن‪.‬‬ ‫ومع ان المراة الفرعونية حصلت على بعض المكانة اال كانت ﺗلقى في النيل بعد ﺗزيينھا "عروس النيل"‬ ‫كقربان‪ ،‬وكان الرجل في عصر الفراعنة يتزوج اخته وامه ‪ .‬اما في الصين القديمة فكان الرجل له الحق ببيع‬ ‫‪51‬‬


‫زوجته كجارية وينظر لھا الصينيون على انھا معتوھة محتقرة مخانة ال حقوق لھا‪.‬‬ ‫فيما ﺗحرق المراة نفسھا حية اذا مات زوجھا وجاء في ﺗشريع الھندوس ‪ :‬ليس الصبر المقدر والريح ‪ ،‬والموت‬ ‫والجحيم والسم واألفاعي والنار أسوأ من المرأة‪ .‬كما كانت محتقرة منبوذة في الزرادشتية في بالد فارس ‪،‬‬ ‫وفرض عليھا احتجابھا حتى عن محارمھا ومنعت من ﺗرى احدا من الرجال اطالقا‪.‬‬ ‫وفي اليھودية لم ﺗنل المرأة ميزة أو حق‪ ..‬بل كان بعض فالسفة اليھود يصفھا بأنھا " لعنة " ‪ ....‬وكان يحق‬ ‫لألب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء فى التوراة " المرأة أمر من الموت ‪ ...‬وأن الصالح أمام ﷲ ينجو‬ ‫منھا "‪ .‬و " شھادة مئة امرأة ﺗعادل شھادة رجل واحد "‪.‬‬ ‫وفي القرن الخامس أجمعت المسيحية أن المرأة خلو من الروح الناجية من عذاب جھنم ما عدا أم المسيح ‪،‬‬ ‫وﺗساءلوا ھل ﺗعد المرأة إنسانا أم غير إنسان؟‬ ‫‪.‬‬ ‫اما االسالم فقد اعتبرھا "ناقصة عقل ودين" وﺗابعة للرجل في كل شيء وحقھا باالرث نصف الرجل وشھادﺗھا‬ ‫نصف الرجل وليس لھا الحق بالوالية‪ .‬كما كان العرب قبل االسالم يقتلون الفتيات لعدم حاجتھم لھم كقوة عمل‬ ‫الفقر‪.‬‬ ‫او‬ ‫العار‬ ‫من‬ ‫خوفا‬ ‫او‬ ‫وفي انجلترا كان يحظر على المراة قراءة الكتاب المقدس ولم يكن لھا حق بالتملك حتى عام ‪ ،١٨٨٢‬ووفق‬ ‫القانون كانت المراة في انجلترا ﺗابعة لزوجھا ولم يرفع عنھا الحظر اال عام ‪.١٨٨٣‬‬ ‫ولم ﺗخرج المراة في ايطاليا من عداد المحجور عليھم اال في عام ‪ ،١٩١٩‬وفي المانيا وسويسرا لم ﺗعدل قوانين‬ ‫الحجر عل النساء اال في اوائل القرن العشرين‪ .‬واصبح للزوجة مثل ما لزوجھا من حقوق‪.‬‬ ‫ذكرنا فيما سلف من مقاالت كيفية نشاة االديان كواقع دنيوي ال االھي فرضته طبيعة النظام االقطاعي الممتد‬ ‫الى اكثر من ‪ ٤٠٠٠‬عام‪.‬‬ ‫وان مجتمعات االقطاع افرزت قوانينھا وثقافتھا كافرازات المجتمع االقطاعي وحددت مكانة المراه والرجل‬ ‫بما يتناسب مع طبيعة النظام االقطاعي ‪ ،‬فغطاء الراس للمراه دالاله على وضع المراه المھين في عصر‬ ‫االقطاع ‪ ،‬وان ما نراه االن من ھذا الموروث في كثير من المجتمعات الشرقيه كھو امتداد لنمط االقطاع ‪،‬‬ ‫فرضته مرحلة النظام االقطاعي وسينتھي متى ما دخلت ھذه المجتمعات النمط الراسمالي ‪.‬‬ ‫وقد فرض النظام االقطاعي منظومة الفكريه واالخالقيه والقانونيه بما يتالئم مع نمط االنتاج السائد ‪ ،‬من اجل‬ ‫ﺗنميته واﺗساعه ‪ ،‬فالنمط الفكري ھو لحظه زمانه ومكانه ‪ ،‬وقد ﺗم ﺗحديد الممنوعات والمسموحات كتنظيم‬ ‫للحياه في ذلك العصر كجزء من مرحله ﺗاريخيه مر بھا االنسان وان كانت ھذه المنظومه االقطاعيه معمول‬ ‫بھا في كثير من المجتمعات التى لم ﺗتخطى مرحلة االقطاع ‪ ،‬ان السلطه اھم افرازات المجتمع االقطاعي‬ ‫معبره عن انتقال االنسان من مرحلة الرعي الى مرحلة االستقرار والزراعه ‪ ،‬فكان الحاكم ھو راس السلطه‬ ‫ويمثل االله على االرض بل ھو االله نفسه وله معاونون او وزراء يساعدونه في ﺗسيير شؤون الرعبه ‪،‬‬ ‫وكذلك الكھان فھم يتبعون الملك مباشره النھم عنصر االستقرار االجتماعي والسياسي ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫فالحاكم صلة التواصل بين الرعيه واالله ‪ ،‬ولذلك كان الوالء المطلق بين الكنھة والحاكم لتثبيت السلطه ‪ ،‬بل‬ ‫كانت السلطه ذكوريه ﺗنتقل بالوراثه بامر االله‪ ،‬وما زالت ھذه المنظومه في المجتمعات التى لم ﺗدخل‬ ‫الراسماليه والبدائيه في شتى اصقاع االرض‪،‬ومن ھنا نرى وظيفة االديان في المجتمعات االقطاعيه ‪ ، ،‬ولم‬ ‫ﺗتمكن اوروبا من التخلي عن المنظومة المستمدة من الشريعة السماوية اال بعد ان ﺗمكنت من االنتقال من نمط‬ ‫االنتاج االقطاعي الى نمط االنتاج الراسمالي‪.‬‬ ‫ان االديان جميعھا ما كانت اال منظومه قانونيه واخالقيه وجدت لتنظيم العالقه بين االله واالنسان وﺗنظيم‬ ‫العالقة بين االنسان واالنسان في عمر االنسان الطويل على ھذا الكوكب وعبر مراحل ﺗطوره من مجتمعات‬ ‫الرعي الى مجتمعات الممالك واالقطاع ‪ ،‬كانت واقع لالنتاج المادي في الزمان والمكان ‪ ،‬وقد نشات االف‬ ‫االديان واندثرت مع انتقال االنسان من الرعي الى الدوله المركزيه واالستقرار حيث نشات ديانات جديده‬ ‫ان ما بقى من ھذه االديان سوف يندثر حسب التطور واالرﺗقاء في االنتاج ‪،‬‬ ‫ان التجربه التاريخيه ﺗقول ان المجتمعات التى ﺗعبر النظام االقطاعي الى الراسمالي من ناحيه حتميه سوف‬ ‫ﺗضع االديان في دور العباده واالستعاضه عنھا بمنظومه جديده وقوانين وضعيه بما يتناسب مع نمط االنتاج‬ ‫الجديد والعالقات االجتماعيه الجديده ‪.‬‬ ‫ان الجتمعات االسالميه ال ﺗخرج عن ھذه المنظومه منذ االف السنين وال يمكن ﺗغيرھا اال بتغيير انماط االنتاج‬ ‫واالرﺗقاء بھا الى انماط انتاجيه جديده‪ ،‬ﺗفرز عالقات اجتماعيه جديده ‪ ،‬اما مسالة نقد الدين كدين ال ﺗجدي نفعا‬ ‫بل ﺗعطي نتيجه سلبيه لھذه المجتمعات وﺗغذي التطرف واالرھاب الذي ھو في شرع ھذه المجتمعات مستمد‬ ‫من ﷲ ‪ ،‬عند ھذه المرحله سوف نجد الدين االسالمي كغيره من االديان قابع في دور العباده بعيدا عن الحياة‬ ‫ومستجداﺗھا‬ ‫ان جميع الديانات في عصر االقطاع حاربت المعرفه ونبذﺗھا ‪ ،‬وجعاﺗھا من اختصاص الحاكم وحكرا عليه او‬ ‫من يعينه الحاكم من الكھان ورجال الدين لتصبح حكرا عليھم وغيبتھا عن العوام من الناس او الرعيه من اجل‬ ‫الطاعه المطلقه لصاحب السلطه في البر والسماء ‪ ،‬وفي ھذا السياق اعتبرت الديانات الثالث المسيحيه‬ ‫واليھوديه واالسالميه االقتراب من المعرفه من المحرمات والممنوعات التي ﺗغضب ﷲ وممثله على االرض‬ ‫‪ ،‬وال عجب ان جميع الديانات في قصة الخلق ﺗقول ان ﷲ غضب على ادم عندما اغوﺗه حواء واكل من شجرة‬ ‫المعرفه ‪ ،‬أي كان مسموح له كل شيء ما عدا المعرفه ‪.‬‬ ‫وﺗتشابه المنظومه الفكريه لجميع الديانات في عصر االقطاع سواء كانت سماويه او ارضيه ‪ ،‬مما ياكد ﺗشابه‬ ‫نمط االنتاج السائد ‪ ،‬ونعطي امثله للديانات السائده في ﺗلك الحقب ‪ ":‬الديانة الھندوسية في الحضارة الھندية‬ ‫مثال وھي التي عاصرت حضارات مصر والشام وما بين النھرين‪ ،‬ﺗضمنت وصاياھا االحترام الشديد من قبل‬ ‫صغار السن لمن ھم اكبر منه سنا‪ ،‬وﺗعظيم مكانة االبوين‪ ،‬وان يسعى الى النعيم في االخرة‪ ،‬وبذلك عليه ان‬ ‫يتحمل االذى بالدنيا‪ ،‬وان يتحلى االنسان بالتسامح واال يرد االساءة بمثلھا‪ ،‬كما ﺗحرم الھندوسية القمار‪ ،‬وكل‬ ‫اشكال الرھانات‪ ،‬وﺗعتبر المال المكتسب منھما كسبا غير مشروع‪ ،‬كما حرمت السرقة والكذب والنفاق‬ ‫والتدليس‪ ،‬والتنجيم‪ ،‬وﺗحرم الرشوة والمكر والخبث‪ ،‬والمومسة والزنا والغش‪ ،‬والخمر وﺗعتبره نجسا‪".‬‬ ‫وفي ديانة الصابئه وھي ديانه نشات في العراق سنة ‪ ٢٥٠٠‬قبل الميالد واعتقد ان لھا اﺗباع لحد االن ‪ ،‬اكدت‬ ‫‪53‬‬


‫على االله الواحد واكدت على ﺗقديم العبادات له وحرمت الزنا والغش وحرمت زواج غير الصابئه وحرمت‬ ‫الطالق وحرمت شرب الخمر والميت والكواسر من الطير وحرمت الرھبنه وﺗعذيب النفس ونجدھا متطابقه‬ ‫الى حد كبير جدا مع المنظومه الفكريه لالسالم حيث يمكن التدقيق في التص التالي ‪:‬‬ ‫وا ِب ِه َشيْئا ً َوبِ ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َسانا ً َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ‬ ‫في سورة االنعام } قُلْ ﺗَ َعالَ ْو ْا أَ ْﺗ ُل َما َح ﱠر َم َر ﱡب ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم أَالﱠ ﺗُ ْش ِر ُك ْ‬ ‫وا أَ ْوالَ َد ُكم‬ ‫س الﱠتِي َح ﱠر َم ّ‬ ‫طنَ َوالَ ﺗَ ْقتُلُ ْ‬ ‫ق نﱠحْ ُن نَرْ ُزقُ ُك ْم َوإِي ﱠاھُ ْم َوالَ ﺗَ ْق َرب ْ‬ ‫ﷲُ إِالﱠ‬ ‫ظھَ َر ِم ْنھَا َو َما بَ َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫وا النﱠ ْف َ‬ ‫اح َ‬ ‫ُوا ْالفَ َو ِ‬ ‫ﱢم ْن إ ْمالَ ٍ‬ ‫ال ْاليَتِ ِيم إِالﱠ بِالﱠتِي ِھ َي أَحْ َس ُن َحتﱠى يَ ْبلُ َغ أَ ُش ﱠدهُ َوأَوْ ف ُ ْ‬ ‫ق َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُك ْم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ ْعقِلُونَ ‪َ .‬والَ ﺗَ ْق َرب ْ‬ ‫بِ ْال َح ﱢ‬ ‫وا ْال َك ْي َل‬ ‫ُوا َم َ‬ ‫ﷲ أَ ْوفُ ْ‬ ‫ْط الَ نُ َك ﱢلفُ نَ ْفسا ً إِالﱠ ُو ْس َعھَا َوإِ َذا قُ ْلتُ ْم فَا ْع ِدلُ ْ‬ ‫وا َذلِ ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه‬ ‫وا َولَ ْو َكانَ َذا قُرْ بَى َو ِب َع ْھ ِد ّ ِ‬ ‫َو ْال ِمي َزانَ بِ ْالقِس ِ‬ ‫اطي ُم ْستَقِيما ً فَاﺗﱠبِعُوهُ َوالَ ﺗَتﱠ ِبع ْ‬ ‫ق بِ ُك ْم عَن َس ِبيلِ ِه َذ ِل ُك ْم َوصﱠا ُكم ِب ِه لَ َعلﱠ ُك ْم‬ ‫ُوا ال ﱡسبُ َل فَتَفَ ﱠر َ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫لَ َعلﱠ ُك ْم ﺗَ َذ ﱠكرُونَ ‪َ .‬وأَ ﱠن ھَـ َذا ِ‬ ‫ﺗَتﱠقُونَ { ) األنعام ‪( ١٥٣ - ١٥١:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اع ٍم يَ ْ‬ ‫ي ُم َحرﱠما ً َعلَى َ‬ ‫ط َع ُمهُ إِالﱠ أَن يَ ُكونَ َم ْيتَةً أَ ْو دَما ً ﱠم ْسفُوحا ً أَ ْو‬ ‫ط ِ‬ ‫وفي اية اخرى } قُل الﱠ أَ ِج ُد فِي َما أ ْو ِح َي إِلَ ﱠ‬ ‫ير فَإِنﱠهُ ِرجْ سٌ أَ ْو فِسْقا ً أُ ِھ ﱠل لِ َغي ِْر اللجّغ ِه ِب ِه { ) األنعام ‪( ١٤٥ :‬‬ ‫نز ٍ‬ ‫لَحْ َم ِخ ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫الديانه اليھوديه كما ﺗشير المراجع التاريخيه ما ھي اال امتداد لديانة اخناﺗون ‪ ،‬فالى جانب التاكيد على وحدانية‬ ‫ﷲ وان كل الديانات االخرى باطلة ‪ ،‬فقد حرمت السرقة والزنا والقتل وشھادة الزور )ضد االقرباء فقط(‬ ‫الشھوة )اذا وجھت لالقرباء فقط(‪ ،‬كما حرمت كل ما ورد في الصابئة مثلھا مثل االسالم‪ ،‬ودعت الى ذات‬ ‫الفضائل التي وردت في المنظومة االخناﺗونية والصابئية واﺗخذت من شريعة حمورابي اساسا لقانون العقوبات‬ ‫مع بعض التعديل )القاﺗل يقتل والسارق يدفع ﺗعويضا والزانية ﺗقتل الى اخره‪ ،‬وھي عقوبات ﺗتطابق الى حد‬ ‫كبير مع العقوبات التي وضعھا الدين االسالمي‬ ‫كذلك الوصايا المسيحيه ھي نفسھا الوصايا اليھوديه مع ﺗعديل عليھا بسبب التحالف بين كھنة اليھود‬ ‫واالمبراطوريه الروملنيه وقد كان ذاك التعديل ثوري على الظلم )خروج‪(١٧/١ ،٢٠:‬‬ ‫ووصايا الديانه البوذيه كانت عشرة وصايا ‪ : " :‬ال ﺗقتل‪ ،‬ال ﺗسرق‪ ،‬كن عفيفاً‪ ،‬ال ﺗكذب‪ ،‬ال ﺗشرب الخمر‪ ،‬ال‬ ‫ﺗغن وال ﺗرقص‪ ،‬وﺗجنّب مالبس الزينة‪ ،‬ال ﺗستعمل فراشا ً كبيراً‪ ،‬ال ﺗقبل معادن كريمة‪،‬‬ ‫ﺗأكل بعد الظھر‪ ،‬ال ِ‬ ‫وھناك وصايا ﺗتعلّق بما يجب أن يق ّدم من االحترام لبوذا والشريعة وھي السيرة الجيّدة‪ ،‬والصحة الجيّدة‪ ،‬والعلم‬ ‫"‬ ‫القليل‪.‬‬ ‫ونالحظ فيھا االبتعاد عن المعرفه ايضا‪.‬‬ ‫كذلك الحال في الديانات الزردشتيه والمجوسيه وغيرھا ‪ ،‬فلم ﺗختلف جميع ﺗلك الديانات في الجوھر وانما‬ ‫اختلف فقط في بعض الشكليات ﺗاكيد ھنا او ھناك زياده في جانب ونقصان في اخر وھكذا ولكن جوھرھا ھو‬ ‫واحد قائم على الخير والشر بما يتالئم مع طبيعة النمط االنتاجي االقطاعي‬ ‫ھذة بعض المقاالت‬ ‫ادم عربي‬ ‫‪adamarabi2000@yahoo.com‬‬ ‫‪54‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.