א א د א ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﳐﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺭﻭﻏﻮﻑ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ً ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺒﲑ ﺧﱪﺍء ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺪﻯ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ.
א دאد :ق א מ א د د 1
"ل ق א وאق א ؟ مع تباطؤ النمو االقتصادي بشكل كبير في العديد من البلدان ذات الدخول المتوسطة وھبوط أسعار األصول بشكل حاد في كل القطاعات ،فھل توشك ''أزمة الصدى'' الحتمية في األسواق الناشئة أن تندلع بالفعل؟ بعد أعوام من مكاسب الناتج الثابتة ــ والقوية أحيانا ــ منذ األزمة المالية في عام ،٢٠٠٨بدأ التأثير المجمع المترتب على تباطؤ النمو الطويل األجل في الصين والنھاية المحتملة للسياسات النقدية المفرطة في التساھل في البلدان المتقدمة يكشف عن قدر كبير من الھشاشة. إن تسبب ھذه الصدمات المعتدلة نسبيا ً في إحداث مثل ھذه الصدمة العميقة في األسواق الناشئة يجعل المرء يتساءل عن حجم المشاكل التي قد يحدثھا تحول أكثر دراماتيكية .فھل تملك األسواق الناشئة القدرة على الرد ،وما السياسات التي قد تجلبھا جولة جديدة من اإلقراض من ِق َبل صندوق النقد الدولي؟ وھل تعلم صندوق النقد الدولي أخيراً من أزمة منطقة اليورو أن أعباء الديون العامة والخاصة تشكل عوائق كبيرة تحول دون النمو ،وأنه ينبغي له أن يزيد من التشديد على أھمية شطب الديون وإعادة ھيكلتھا؟ كانت السوق وحشية بشكل خاص في التعامل مع البلدان التي تحتاج إلى تمويل عجز كبير في الحساب الجاري ،مثل البرازيل والھند وجنوب إفريقيا وإندونيسيا. ومن حسن الحظ أن مزيجا ً من أسعار الصرف المرنة والخدمات الدولية القوية واألنظمة النقدية المحسنة والتحول بعيداً عن الديون بالعمالت األجنبية من شأنه أن يوفر قدراً من الحماية. ومع ذلك فإن سنوات من الشلل السياسي وتأجيل اإلصالحات البنيوية أدت إلى خلق نقاط ضعف .ال شك أن بعض البلدان مثل األرجنتين وفنزويال كانت مفرطة في اعتمادھا على أسعار السلع األساسية المواتية والظروف المالية الدولية الميسرة لتوليد النمو .لكن األوقات الطيبة حجبت نقاط الضعف في العديد من البلدان األخرى أيضا. ويشكل تباطؤ النمو مصدراً للقلق أعظم كثيراً من تقلبات أسعار األصول األخيرة، حتى ولو استولت ھذه التقلبات على المزيد من العناوين الرئيسة .فال تزال أسواق األسھم والسندات في البلدان النامية تعاني نقص السيولة نسبيا ً حتى بعد االزدھار الطويل .وبالتالي فإن حتى أكثر التحوالت تواضعا ً في المحافظ االستثمارية تظل 2
قادرة على إحداث تقلبات كبيرة في األسعار ،بل ربما يتفاقم األمر سوءاً عندما يذھب التجار بعيداً في عطالت آب )أغسطس( حتى وقت قريب ،كان المستثمرون الدوليون يعتقدون أن توسيع محافظھم االستثمارية في األسواق الناشئة أمر بدھي .وكان العالم النامي ينمو بشكل جيد في حين كانت البلدان المتقدمة راكدة تقريبا .وبدأت الشركات تنتبه إلى وجود طبقة متوسطة متنامية وقادرة ليس فقط على دعم النمو االقتصادي ،بل أيضا ً االستقرار السياسي .وحتى البلدان التي احتلت المراتب األقرب إلى القاع في مؤشرات الفساد العالمية ــ على سبيل المثال روسيا ونيجيريا ــ كانتا تتباھيان بارتفاع عدد السكان من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة وارتفاع الطلب على السلع االستھالكية. إن اتخاذ خطوة نحو تطبيع الفوارق في أسعار الفائدة ــ التي أدى التيسير الكمي إلى خفضھا بشكل مبالغ فيه ــ ليس باألمر الذي قد يكون مدعاة للذعر .وال ينذر تراجع أسعار السندات بعد بتكرار أزمة الديون في أمريكا الالتينية في ثمانينيات القرن العشرين أو األزمة المالية اآلسيوية في أواخر التسعينيات .والواقع أن بعض األسواق الناشئة ــ على سبيل المثال كولومبيا ــ كانت تصدر ديونا ً عامة بفوارق متدنية إلى حد غير مسبوق في أسعار الفائدة مع سندات الخزانة األمريكية .وال بد أن وزراء مالية ھذه البلدان أدركوا ،برغم ابتھاجھم إزاء انخفاض تكاليف االقتراض إلى مستويات قياسية في بلدانھم ،أن ھذا قد ال يدوم طويال. إذا تحول التباطؤ في األسواق الناشئة إلى شيء أكثر سوءا ،اآلن أو في غضون بضع سنوات ،فھل يكون العالم مستعدا؟ ھنا أيضا ً سنجد سببا ً جديا ً للقلق. إن النظام المصرفي العالمي ال يزال ضعيفا ً بشكل عام ،خاصة في أوروبا .وھناك قدر كبير من عدم اليقين يحيط بالكيفية التي قد يتعامل بھا صندوق النقد الدولي مع أزمة في سوق ناشئة بعد تجربتھا في أوروبا ،حيث اضطر إلى الموازنة بين السياسات الرامية إلى تشجيع التغير البنيوي المطلوب بشدة في منطقة اليورو وتلك الرامية إلى الحفاظ على النمو االقتصادي في األمد القريب .وھذا موضوع مؤجل ليوم آخر ،لكن التجربة األوروبية أثارت تساؤالت صعبة حول ما إذا كان صندوق النقد الدولي يتعامل وفقا ً لمعايير مزدوجة مع البلدان األوروبية )حتى تلك مثل اليونان التي ھي في الحقيقة من األسواق الناشئة). وإننا لنأمل بطبيعة الحال أال تتطور األمور إلى ھذا الحد .ويبدو من غير المرجح أن يتخلى المستثمرون الدوليون عن األسواق الناشئة حاليا ،خاصة أن آفاقھا في األمد البعيد ال تزال تبدو أفضل كثيراً من آفاق االقتصادات المتقدمة. 3
وال بد أن يكون التباطؤ في األسواق الناشئة بمنزلة طلقة تحذير بأن شيئا ً أشد سوءاً قد يحدث .وال نملك اآلن إال األمل في أن يكون العالم أفضل استعداداً مما ھو عليه اآلن في حال وصول ذلك اليوم.
א $א #و و وא د א منذ فجر العصر الصناعي ،كان ھناك خوف متكرر من أن يؤدي التغير التكنولوجي إلى البطالة الجماعية .ولقد توقع الكالسيكيون الجدد أال يحدث ھذا ،ألن الناس سوف يجدون وظائف أخرى ،ولو بعد فترة طويلة من التعديالت المؤلمة .ولقد أثبتت ھذه التوقعات صحتھا إلى حد كبير. إن مائتي عام من اإلبداع المبھر منذ فجر العصر الصناعي كان نتاجه ارتفاع مستويات معيشة الناس العاديين في أنحاء كثيرة من العالم ،ولم يصاحب ذلك ميل حاد إلى ارتفاع مستويات البطالة .صحيح أن األمر لم يخل من العديد من المشاكل، وأھمھا نوبات من التفاوت الشديد بين الناس وحروب مروعة ،ولكن في اإلجمال، وفي قسم كبير من العالم ،أصبحت أعمار الناس أطول ،وأصبحوا يعملون لساعات أقل ،وباتت حياتھم أكثر صحة في عموم األمر. ولكن ال شك أن التغير التكنولوجي في الوقت الحاضر أصبح في تسارع متزايد، وھو ما قد يؤدي إلى اختالالت أشد عمقا .في المقال الشھير المنشور عام ،١٩٨٣ أبدى رجل االقتصاد العظيم فاسيلي ليونتيف قلقه من أن تكون وتيرة التغير التكنولوجي الحديث سريعة إلى الحد الذي قد يصبح معه العديد من العمال العاجزين عن التكيف مھجورين ،مثل الخيول بعد ظھور السيارات .ولكن ھل انتھت الحال بالماليين من العمال إلى مصانع الغراء كما حدث مع الخيول؟ مع ارتفاع األجور اآلسيوية ،بدأ مديرو المصانع بالفعل في البحث عن الفرص لالستعاضة عن الموظفين بالروبوتات ،وحتى في الصين .ومع ظھور الھواتف الذكية الرخيصة التي غذت طفرة في الوصول إلى شبكة اإلنترنت ،فإن المشتريات على الشبكة من شأنھا أن تزيل عدداً كبيراً من وظائف البيع بالتجزئة .وتشير الحسابات غير الرسمية إلى أن التغير التكنولوجي قد يؤدي بسھولة إلى خسارة ما بين خمسة إلى عشرة ماليين عامل لوظائفھم سنويا ً على مستوى العالم.
4
ھناك مثل غريب ولكنه مفيد من عالم شطرنج المحترفين .ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ،أعرب كثيرون عن مخاوفھم من تحول العبي الشطرنج إلى ذكرى من الماضي إذا أصبح بوسع أجھزة الكمبيوتر أن تلعب الشطرنج بشكل أفضل من الالعبين من البشر .وأخيراً في عام ،١٩٩٧تمكن برنامج ''ديب بلو'' من إنتاج شركة آي بي إم من ھزيمة بطل العالم في الشطرنج جاري كاسباروف في مباراة قصيرة .وسرعان ما بدأ رعاة بطوالت الشطرنج المحتملين في االمتناع عن دفع الماليين من الدوالرات الستضافة مباريات البطوالت بين البشر .وتساءلوا'' :أليس الكمبيوتر ھو بطل العالم''؟ واليوم ال يزال العبو القمة القليلون قادرين على الحياة في ترف ،ولكن بدرجة أقل مما كانت عليه أيام ذروة نجوميتھم .من ناحية أخرى ،وباألرقام الحقيقية )بعد التعديل وفقا ً للتضخم( ،فإن ما يكسبه الالعبون من الدرجة الثانية من البطوالت والمعارض أصبح أقل كثيراً مما كانوا يكسبونه في سبعينيات القرن الماضي. ولكن أمراً غريبا ً حدث :فاليوم أصبح عدد الناس الذين يتكسبون كالعبي شطرنج محترفين أكبر كثيراً من أي وقت مضى .فبفضل إتاحة برامج الكمبيوتر والقدرة على خوض المباريات على شبكة اإلنترنت ،حدث ما يشبه الطفرة المصغرة في االھتمام بالشطرنج بين الالعبين الشباب في العديد من بلدان العالم. وينظر العديد من اآلباء إلى الشطرنج باعتباره بديالً جذابا ً أللعاب الفيديو التي ال تحتاج إلى أي مجھود عقلي .بل إن قِلة من البلدان ،مثل أرمينيا ومولدوفا ،أصدرت تشريعات تقضي بتعليم الشطرنج في المدارس .ونتيجة لھذا فإن اآلالف من الالعبين اليوم يكسبون دخوالً طيبة إلى حد مذھل بتعليم الشطرنج لألطفال. على سبيل المثال ،يكسب معلمو الشطرنج البارعون في العديد من المدن األمريكية ما يصل إلى ١٥٠ - ١٠٠دوالرا في الساعة .أي أن العب الشطرنج الذي كان عاطالً عن العمل باألمس أصبح اليوم قادراً على تحقيق دخل من ستة أرقام إذا كان على استعداد للعمل لعدد كاف من الساعات .والواقع أن ھذا مجرد مثال إلسھام التكنولوجيا فعليا ً في تعادل الدخول .فالعبو الشطرنج من الدرجة الثانية الذين يتمتعون بملكة التعليم يكسبون غالبا ً ما يعادل ما يكسبه العبو البطوالت ــ أو أكثر. إن التغير التكنولوجي ليس كله جوانب إيجابية ،والتحوالت قد تكون مؤلمة .فقد يكون أحد عمال صناعة السيارات العاطلين عن العمل في ديترويت قادراً تماما ً على إعادة تدريب نفسه للعمل في وظيفة فنية بمستشفى ،ولكنه بعد أعوام من االعتزاز بعمله قد يكون كارھا ً بشدة لقبول مثل ھذا التحول. 5
โ ซู ุฃู ุง ุฃุนุฑู ุฃุญุฏ ุฃุณุงุชุฐุฉ ุนุงู ู ุงู ุดุทุฑู ุฌโ ช ุ โ ฌู ุงู ู ุจู ุนุดุฑู ู ุนุงู ุง ู ู ุนุชุฒ ุจู ุฌุงุญู ู ู ู ุณุจโ ฌ โ ซุงู ู ุงู ู ู ุงู ุจุทู ุงู ุชโ ช .โ ฌุงู ุดู ุฃู ุงู ุชุบู ุฑ ุงู ุชู ู ู ู ู ุฌู ฺพุฐู ุงู ู ุฑุฉ ู ุฏ ู ู ู ู ู ุฎุชู ู ุงโ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ุจุบู ู ู ู ุฑุก ุฃู ู ู ู ู ุญุฑู ุตุง ู ู ู ุงุณุชู ุฑุงุก ุชุฌุงุฑุจ ุงู ู ุฑู ู ู ุงู ู ุงุถู ู ู ู ุชุทุจู ู ฺพุงโ ฌ โ ซุนู ู ุงู ู ุฑู ู ู ุงู ู ู ุจู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุจุทุจู ุนุฉ ุงู ุญุงู โ ช ุ โ ฌู ู ุงู ู ุฑุฌุญ ุฃู ู ุดฺพุฏ ุจุนุถ ุงู ุฒู ุงุฏุฉ ู ู ู ุนุฏุงู ุช ุงู ุจุทุงู ุฉ ู ุชู ุฌุฉ ู ู ุชุบู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุงุฃู ู ุซุฑ ุณุฑุนุฉโ ช ุ โ ฌู ุจุฎุงุตุฉ ู ู ุฃู ุงู ู ู ุซู ุฃู ุฑู ุจุงโ ช ุ โ ฌุญู ุซ ุชุญู ู ู ู ุฑุฉ ู ู โ ฌ โ ซุฃุณุจุงุจ ุงู ุฌู ู ุฏ ุฏู ู ุงู ุชู ู ู ุงู ุณู ุณโ ช .โ ฌู ู ู ู ู ู ุงู ู ู ุช ุงู ุญุงุถุฑ ู ู ุจุบู ู ู ุง ุฃู ู ุนุฒู โ ฌ โ ซุงุฑุชู ุงุน ู ุณุชู ู ุงุช ุงู ุจุทุงู ุฉ ุนู ู ู ุฏู ุงุฃู ุนู ุงู ุงู ุนุฏู ุฏุฉ ุงู ู ุงุถู ุฉ ุฅู ู ุงุฃู ุฒู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉ ู ู โ ฌ โ ซุงุฃู ุณุงุณโ ช ุ โ ฌู ุงู ุจุฏ ู ู ู ฺพุงู ุฉ ุงู ู ุทุงู ุฃู ุชุชุฑุงุฌุน ุงู ุจุทุงู ุฉ ู ุญู ู ุณุชู ู ุงุชฺพุง ุงู ุชุงุฑู ุฎู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุงู ุจุดุฑ ู ู ุณู ุง ุฎู ู ุงู โ ฌ
โ ซื โ ช #โ ฌู ู ู ุฏื ื ู ื โ ฌ โ ซุญุชู ู ู ู ู ุง ฺพุฐุงโ ช ุ โ ฌู ุนุจุช ุงู ู ุณู ุฑุฉ ุงู ุนู ู ุฏุฉ ู ู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุง ู ุงู ุนู ู ู ุฉ ุฏู ุฑุง ฺพุงุฆุงู ู ุตุงู ุญโ ฌ โ ซุงู ุนู ุงู ุฉ ุฐุงุช ุงู ู ฺพุงุฑุฉ ุงู ุนุงู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุณุงุนุฏุช ู ู ุชุบุฐู ุฉ ู ุณุชู ู ุงุช ุบู ุฑ ู ุณุจู ู ุฉ ู ู ุงู ุชู ุงู ุชโ ฌ โ ซู ู ุงู ุฏุฎู ู ู ุงู ุซุฑู ุงุช ู ู ู ุฎุชู ู ุฃู ุญุงุก ุงู ุนุงู ู โ ชู .โ ฌุชุฑู ฺพู ุชู ุชฺพู ุจู ุง ุงู ุญุงู ุฅู ู ุญุฑุจโ ฌ โ ซุทุจู ู ุฉ ู ุชุฌุฏุฏุฉโ ช ุ โ ฌู ุน ุตุนู ุฏ ุงู ุญู ู ู ุงุช ุงู ุดุนุจู ู ุฉ ุฅู ู ุงู ุณู ุทุฉโ ช ุ โ ฌู ุชู ุณู ุนฺพุง ู ุญุฏู ุฏ ุฅุนุงุฏุฉโ ฌ โ ซุชู ุฒู ุน ุงู ุฏุฎู ู โ ช ุ โ ฌู ุชุฃู ู ุฏฺพุง ุนู ู ู ุฏุฑ ุฃุนุธู ู ู ุณู ุทุฑุฉ ุงู ุฏู ู ุฉ ุนู ู ุงู ุญู ุงุฉ ุงุงู ู ุชุตุงุฏู ุฉุ โ ฌ โ ซุงู ุดู ุฃู ุงู ุชู ุงู ุช ู ู ุงู ุฏุฎู ู ู ุดู ู ุงู ุชฺพุฏู ุฏ ุงุฃู ุนุธู ู ุงู ุณุชู ุฑุงุฑ ุงุงู ุฌุชู ุงุนู ู ู โ ฌ โ ซู ุฎุชู ู ุฃู ุญุงุก ุงู ุนุงู ู โ ช ุ โ ฌุณู ุงุก ู ุงู ุฐู ู ู ู ุงู ู ุงู ู ุงุช ุงู ู ุชุญุฏุฉโ ช ุ โ ฌุฃู ุงู ุจู ุฏุงู ุงู ู ุงู ุนุฉ ุนู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุญู ุท ุงู ุฎุงุฑุฌู ุฃู ู ุฑู ุจุงโ ช ุ โ ฌุฃู ุงู ุตู ู โ ช .โ ฌู ู ู ู ู ุจุฏู ุฃู ู ู ู ุงู ุณฺพู ุนู ู ู ุง ุฃู ู ู ุณู ุฃู โ ฌ โ ซู ู ู ุงู ุณู ู โ ช ุ โ ฌุฅุฐุง ู ุณู ู ุญ ู ฺพุง ุจุงู ู ุฏุฑ ุงู ู ุงู ู ู ู ุงู ุญุฑู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฏ ุชู ุนุจ ู ู ุงู ู ฺพุงู ุฉ ุฏู ุฑุง ู ุนุฒุฒุงโ ฌ โ ซู ุงู ุณุชู ุฑุงุฑโ ช .โ ฌุงุฃู ู ุฑ ุจุจุณุงุทุฉ ุฃู ู ู ู ู ุง ู ุงู ุช ู ู ุงู ุฃุฉ ุงู ุนู ุงู ู ู ุฐู ู ุงู ู ฺพุงุฑุฉ ุงู ุนุงู ู ุฉ ุฃู ุจุฑโ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซู ุงู ุงู ุญุงู ุฒ ุฅู ู ุงู ุจุญุซ ุนู ุณุจู ู ุงู ู ุชุตุงุฏ ู ู ุงุณุชุฎุฏุงู ู ู ุงฺพุจฺพู ุฃุนุธู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุฅู ุนุงู ู ุงู ุดุทุฑู ุฌโ ช ุ โ ฌุงู ุฐู ุชุฑุจุทู ู ุจู ุฃู ู ุฉ ู ุซู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุถุญ ุจุฌุงู ุก ุตุงุฑุฎ ุงู ู ู ู ู ุฉ ุงู ุชู ู ุฏโ ฌ โ ซุชุฌุนู ุงุฅู ุจุฏุงุน ู ู ุงู ุนู ู ุฏ ุงู ู ู ุจู ุฉ ู ุคุซุฑ ุนู ู ุงุฃู ุฌู ุฑ ุงู ู ุณุจู ุฉ ุจุดู ู ู ุฎุชู ู ุชู ุงู โ ฌ โ ซุงุงู ุฎุชุงู ู ุนู ุง ู ุงู ุช ุงู ุญุงู ุนู ู ู ุนู ู ู ุฏู ุงู ุนู ู ุฏ ุงู ุซุงู ุซุฉ ุงู ู ุงุถู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุฃู ุงุฎุฑ ุงู ู ุฑู ุงู ู โ ช ูกูจโ ฌู ุฃู ุงุฆู ุงู ู ุฑู ุงู ู โ ช ุ ูกูฉโ ฌุฌุงุจ ุนู ุงุตู ุงู ุนุงู ู "ุฅู ุณุงู ุขู ู "โ ฌ โ ซู ุจุฏุน ุฅู ู ุญุฏ ุงู ุนุจู ุฑู ุฉ ู ู ุนุจ ุงู ุดุทุฑู ุฌโ ช .โ ฌู ู ู ุฏ ู ุงุฒ ฺพุฐุง ุงุฅู ู ุณุงู ุงุขู ู ู ุงู ุฐู ุฃุทู ู ุนู ู ู โ ฌ โ ซุงุณู "ุงู ุชุฑู ู " ู ู ู ุจุงุฑู ุงุช ุถุฏ ุฃุดุฎุงุต ู ุซู ู ุงุจู ู ู ู ู ุจู ู ุงู ู ู ู ุฑุงู ู ู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู โ ฌ โ ซโ ช6โ ฌโ ฌ
تحدى العديد من العقول العظيمة في اختراق أسراره .كان إخفاء العب من البشر في حجيرة متنقلة وسط متاھة من العُدد المبھرة المظھر خادعا إلى حد كبير ،حتى أن األمر استغرق عقودا من الزمان قبل أن يتوصل الناس إلى تخمين الكيفية التي عمل بھا "التركي" حقا. واليوم انقلبت الحيلة رأسا على عقب :حيث تتظاھر اآلالت التي تلعب الشطرنج بأنھا العبين من البشر .والواقع أن برامج الشطرنج على أجھزة الحاسب اآللي الشخصية تمكنت على مدى العقد الماضي من التفوق على أفضل الالعبين البشريين إلى حد كبير ،وتحول الغش إلى آفة متنامية .وأخيرا أصدر االتحاد الفرنسي للشطرنج قرارا بإيقاف ثالثة من أفضل العبيه بتھمة التآمر للحصول على المساعدة من كمبيوتر) .من المثير لالھتمام أن أحد السبل الرئيسة لكشف الغش تتلخص في استخدام أحد برامج الكمبيوتر الستكشاف ما إذا كانت نقالت الالعب تماثل الخيارات المفضلة لدى أفضل برامج الشطرنج على الكمبيوتر(. بطبيعة الحال ،ھناك العديد من األمثلة األخرى ألنشطة كان من المعتقد ذات يوم أنھا من غير الممكن أن تخرج عن مجال البشر من ذوي الحدس البديھي ،ولكن الكمبيوتر أصبح يھيمن عليھا اآلن .فاليوم ھناك العديد من المدارس والمعلمين الذين يستخدمون برامج الكمبيوتر لفحص المقاالت بحثا عن احتماالت االنتحال والسرقة األدبية ،وھي الجريمة القديمة التي أصبح ارتكابھا بالغ السھولة بفضل اإلنترنت .بل إن تصنيف المقاالت باالستعانة بالكمبيوتر أصبح علما قويا ،حيث أظھرت بعض الدراسات أن تقييم الكمبيوتر أكثر عدال وانسجاما وإفادة من تقييم المعلم المتوسط، وإن لم يكن بالضرورة أفضل من تقييم المعلم المتميز. وتكتسب أنظمة الكمبيوتر الخبيرة المزيد من ال ِث َقل أيضا في عالم الطب ،والقانون، والتمويل ،بل وحتى الترفيه .وفي ضوء ھذه التطورات ،فھناك من األسباب الوجيھة ما يدعونا إلى اعتقاد جازم بأن اإلبداع التكنولوجي سيقودنا في نھاية المطاف إلى تحويل العديد من المھارات التي تبدو اآلن ثمينة وفريدة من نوعھا إلى سلع تباع وتشترى. ذات يوم ،قمت وأحد زمالئي من جامعة ھارفارد ،كينيث فرووت ،بدراسة تحركات األسعار النسبية لعدد من السلع على مدة فترة تمتد لـ ٧٠٠عام .وما أثار دھشتنا أننا وجدنا أن األسعار النسبية للحبوب والمعادن والكثير من السلع األساسية كانت تميل إلى العودة على اتجاه مركزي وسطي على مدى فترات طويلة إلى حد كبير .ولقد انتھينا إلى أنه على الرغم من تأثر القيم النسبية باكتشافات عشوائية وظواھر جوية 7
وتكنولوجيات جديدة لفترات معينة من الزمن ،فإن التفاوت الناتج في األسعار من شأنه أن يخلق الحوافز التي تشجع المبدعين على تركيز المزيد من االنتباه على السلع التي ترتفع أسعارھا بشكل كبير. ال شك أن البشر ليسوا سلعا ،لكن المبدأ نفسه قابل للتطبيق عليھم .فمع ارتفاع تكاليف اليد العاملة الماھرة على نحو متزايد نسبة إلى اليد العاملة غير الماھرة ،ينشأ لدى الشركات حافز أعظم للبحث عن سبل "للغش والتحايل" من خالل استخدام بدائل للمدخالت المرتفعة التكاليف .وقد يستغرق ھذا التحول عقودا من الزمان ،لكنه قد يأتي أيضا بسرعة أكبر مما نتخيل ،بينما يعمل الذكاء االصطناعي على تغذية الموجة التالية من اإلبداع واالبتكار. وربما يحاول العمال المھرة توحيد قواھم لحمل الحكومات على تمرير القوانين والتنظيمات التي تحد من قدرة الشركات على جعل وظائفھم ذكرى من الماضي. ولكن إذا ظل النظام التجاري العالمي مفتوحا أمام المنافسة ،فإن قدرة العمال المھرة على إحباط التكنولوجيات الموفرة لأليدي العاملة إلى ما ال نھاية لن تكون أفضل أو أنجح كثيرا من المحاوالت التي بذلھا العمال غير المھرة في الماضي. وقد يعمل الجيل التالي من التقدم التكنولوجي أيضا على تعزيز قدر أعظم من المساواة في الدخول من خالل تسوية وتمھيد أرض الملعب في مجال التعليم .إن الموارد التعليمية -وخاصة الموارد التعليمية للتعليم الجامعي -محدودة للغاية في البلدان األكثر فقرا في وقتنا الحالي ،مقارنة بالبلدان الغنية ،وحتى وقتنا ھذا أسھمت أجھزة الكمبيوتر وشبكة اإلنترنت في تفاقم الفارق. ولكن ھذه الحال ليست دائمة بالضرورة .ال شك أن التعليم العالي تعرض للنمط نفسه من الموجات التكنولوجية الكاسحة التي ضربت صناعة السيارات وصناعة اإلعالم ،بين صناعات أخرى .وإذا امتدت عملية تحويل التعليم إلى سلعة إلى مناھج الكليات ذات المستوى األدنى على األقل ،فإن التأثير على التفاوت في الدخول قد يكون عميقا. يبدو أن العديد من المعلقين يتصورون أن الفجوة المتزايدة بين األغنياء والفقراء نتاج حتمي النتشار العولمة والتكنولوجيا .وھم يرون أن الحكومات ستضطر إلى التدخل جذريا في األسواق بھدف استعادة التوازن االجتماعي. وأنا في واقع األمر ال أتفق معھم .صحيح أننا نحتاج إلى أنظمة ضريبية تصاعدية حقيقية ،كما نحتاج إلى احترام حقوق العاملين ،ووضع سياسات سخية للمساعدة من 8
جانب البلدان الغنية .ولكن الماضي ليس بالضرورة مقدمة ألحداث الحقة :ففي ظل المرونة الملحوظة التي تتمتع بھا قوى السوق ،سيكون من الحماقة ،إن لم يكن من الخطورة بمكان ،أن نتوقع زيادة في التفاوت في الدخول النسبية في العقود المقبلة من خالل استقرائنا لالتجاھات األخيرة.
*دود د) א ( ' & ن؟ انخرط المستثمرون العالميون في نوبة من الغضب الشديد إزاء القرار الذي اتخذته دبي بالسماح لرائدة شركاتھا الخاصة ،شركة دبي العالمية ،بالسعي إلى التوقف لمدة ستة أشھر )مما يعني ضمنا ً على األقل التخلف جزئيا ً عن سداد الديون( عن سداد أقساط ديونھا التي بلغت ٢٦مليار دوالر أمريكي .ولكن ماذا توقع المستثمرون بالضبط حين اشتروا سندات في شركات تحمل أسما ًء مثل ''عالم بال حدود ،'' LimitlessWorldوھي إحدى الشركات العقارية المفلسة التابعة لدبي العالمية؟ يبدو أننا نتحدث ھنا عن عقلية الفقاعة. أظن أن الفكرة وراء ذلك كانت أن حكومة اإلمارة ستقف وراء كل قرض ،مھما بلغت درجة المجازفة المرتبطة به .وإن لم تتمكن حكومة دبي التي تفتقر إلى النفط من توفير المال الكافي ،فإن شقيقتھا أبو ظبي الغنية بالنفط ستسارع على نحو ما إلى تقديم المال الالزم. قد يتصور المرء أنه توقع سخيف ومناف للعقل .ولكنه ربما ال يكون أبعد احتماالً من عديد من عمليات اإلنقاذ الھائلة األخرى التي شھدناھا في مختلف أنحاء العالم في أعقاب األزمة المالية األخيرة .إن ما أزعج المستثمرين حقا ً ھو أنھم أدركوا بطبيعة الحال أن ضمانات الديون التي ال يمكن تبريرھا البد ،أن ُتسحب ذات يوم. وفي النھاية فإن عالمنا الذي أفرط في اإلنفاق باالستدانة البد وأن يجد طريقة لخفض أعباء الديون ،ولن يكون ھذا جميالً في مجمله. وھناك أولئك الذين يجدون متعة بالغة فيما يعتبرونه عقابا ً طبيعيا ً لطموحات دبي. وأنا ال أشاطرھم ھذا الرأي .صحيح أن دبي بجزرھا االصطناعية ،وفنادقھا التي تشبه مدينة البندقية ،ومالعب التنس على أسطح المساكن ،تشكل قصراً من رمال في عالم الواقع .ولكن دبي أظھرت أيضا ً لبقية بلدان الشرق األوسط ما تستطيع روح المبادرة التجارية تحقيقه من إنجاز.
9
فقد أصبح مطارھا مركزاً عالميا ً بالغ األھمية إلى الحد الذي اضطر الجھات التنظيمية في ألمانيا أخيرا إلى إرغام طيران اإلمارات على رفع أسعار السفر إلى فرانكفورت ،خشية أن تفقد شركة لوفتھانزا الوطنية قسما ً أكبر مما ينبغي من أعمالھا .فضالً عن ذلك فقد تحولت دبي ،بما تتمتع به من أسواق رأس المال وأسواق السلع المفتوحة نسبياً ،إلى مركز تجاري ليس فقط بالنسبة لمنطقة الشرق األوسط بالكامل ،بل وأيضا ً بالنسبة ألجزاء من إفريقيا وآسيا .وفي عشية األزمة المالية ،كانت بلدان خليجية أخرى قد بدأت في التطلع إلى دبي بحثا ً عن األفكار بشأن الكيفية التي قد تتمكن بھا من تنويع اقتصادھا واالستمرار في االزدھار بعد أن تجف آبار النفط. صحيح أن دبي دولة التمويل خاضع لرقابة محكمة وسرية .والواقع أن االفتقار إلى المعلومات التفصيلة بشأن التمويل في اإلمارات كان السبب األساسي الذي جعل عجز دبي العالمية عن سداد ديونھا يشكل مثل ھذه الصدمة الشديدة. ولكن ال شك أن حكام دبي كانوا متسامحين مع حرية التعبير على أكثر من نحو. فقبل عام تقريبا ً حضرت أمسية من العروض في جامعة دبي شارك فيھا فنانون محليون .ولقد عرض أحد الفنانين ،وھو مصور إماراتي ،تسلسالً زمنيا ً بصريا ً لتشييد إحدى محطات قطار األنفاق الجديد في دبي .لقد عايش ذلك الفنان التحول المذھل الذي طرأ على دولته على مدى ١٣عاما الماضية ،والذي كان مدفوعا ً بطفرة من البناء والتشييد من ذلك النوع الذي قد نربطه بأسرع المدن نمواً في الصين ،وليس في الشرق األوسط. وبدالً من الثناء ببساطة على مشاريع البناء الجديدة التي تتولى الحكومة إقامتھا ،أكد الفنان على المدى الذي بلغه ذلك التغيير من تنافر في نظر المواطنين المتقدمين في السن .فكيف للمرء أن يتفاعل مع األشكال الجامدة المنبثقة من رمال الصحراء القاحلة رغم ما تتمتع به من قدر عظيم من المھابة؟ وق َّدم فنان آخر رؤيته لكيفية استخدام اإلضاءة الخارجية لتحويل المآذن ،ومساعدتھا في البروز من بين البنايات الضبابية الحديثة التي أصبحت من بين المعالم المميزة لھذه المدينة المعاصرة في الشرق األوسط .وكانت رؤاه رائعة ،وراديكالية على نحو واضح .وال يملك المرء إال أن ينبھر إزاء إمكانية التعبير عن مثل ھذه األفكار علنا ً. إن كل من ھم على دراية بدبي يدركون أن ھذه مجرد أمثلة بسيطة لقدر أعرض اتساعا ً من اإلبداع الذي احتضنته الدولة والذي سمح للبالد باجتذاب أھل النخبة من المھنيين األجانب في عالم التمويل والصناعات .وھذا أشبه بما جرى في الواليات 10
المتحدة ،حيث لعب أھل النخبة من األجانب دوراً رئيسا ً في تنمية وتطوير صناعات الخدمات المختلفة في دبي. ال شك أن بلدانا ً أخرى في منطقة الخليج لديھا من اإلنجازات المذھلة ما يستحق الفخر .فقد اكتسبت شركة النفط الوطنية في السعودية خبرات محلية في حفر اآلبار والتنقيب عن النفط جعلتھا محل إعجاب في الغرب .كما أحرزت قطر نجاحا ً في عالم اإلعالم في قناة ''الجزيرة'' ،في حين ساعدت أبو ظبي في رعاية تطورات ملحوظة في عالم الذكاء االصطناعي من خالل دعمھا لشطرنج الكمبيوتر .ولكن دبي ،التي ال تمتلك إال أقل القليل من الذھب األسود نجحت في تحقيق الكثير باالستعانة بموارد أقل كثيراً مما تتمتع به أي دولة أخرى في المنطقة. ولكن من المؤسف أن دبي أثبتت في النھاية أنھا خاضعة لقوانين الجاذبية المالية. ولم تكن ھذه المرة مختلفة .فقد أدت عمليات المضاربة واالقتراض الضخمة إلى أعباء ديون مفرطة ،ثم في النھاية العجز عن السداد. ولكن أھذه نھاية طريق النمو الھائل الذي حققته دبي؟ أشك في ھذا .فقد عجزت البلدان في مختلف أنحاء العالم وفي مختلف عصور التاريخ عن سداد ديونھا ثم واصلت الحياة من بعد ذلك ،بل وعادت إلى سابق رخائھا وازدھارھا .ربما ال تكون ھناك وسيلة لاللتفاف حول احتياج دبي إلى إعادة الھيكلة وتقليم تجاوزاتھا قبل أن تتمكن من استئناف مسار نمو أكثر قدرة على االستدامة ،رغم أن تحقيق ھذه الغاية سيستغرق بعض الوقت. ولكن ھل تنتقل العدوى إلى البلدان الضعيفة المعرضة للخطر في أوروبا وغيرھا من مناطق العالم؟ ليس اآلن .فرغم أن حالة دبي ليست مختلفة ،إال أنھا تشكل حالة خاصة ،لذا فإن التأثير على ثقة المستثمر سيظل محصوراً في الوقت الحالي ،ولكن المستثمرين يتعلمون اآلن عبر الطريق الصعب أن إمكانيات وموارد أي دولة في العالم ليست بال حدود
א * ط א ,د א ز ن א * מ يبدو أن معركة إبدال بن برنانكي رئيس مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي قد بدأت .وقد يتوقع المرء أن يتم تحديد رئاسة بنك االحتياطي الفيدرالي ــ ثاني أقوى منصب رسمي في الواليات المتحدة كما يقال ،وثاني أقوى منصب مالي على مستوى العالم بكل تأكيد ــ بواسطة كوكبة خاصة من محافظي البنوك المركزية. 11
ولكن حقيقة األمر ھي أن االختيار يقوم إلى حد كبير على تقدير رئيس الواليات المتحدة .لذا ،فاسمحوا لي باستعراض اثنين من المرشحين الرئيسيين للمنصب، وزير الخزانة األمريكية األسبق لورانس سامرز ،ونائبة رئيس بنك االحتياطي الفيدرالي الحالية جانيت يلين. الواقع أن سامرز ويلين من ألمع الخبراء الذين يتمتعون بخبرة واسعة في مجال الخدمة العامة .وفي حين تبدو الصحافة السائدة عازمة على استكشاف المرشحين وكأنھا مبارزة بين شخصيتين متناقضتين ،فالحقيقة ھي أن كالً من المرشحين مؤھل بشكل جيد للغاية .وعالوة على ذلك فإن المعروف عن كل منھما أنھما يعتقدان أن بنك االحتياطي الفيدرالي ال ينبغي له أن يركز بشكل مفرط على استقرار األسعار نسبة إلى البطالة .وبطبيعة الحال كان مثل ھذا االنحياز الحمائمي ليصبح عائقا؛ غير أنه اليوم يشكل ميزة. أثبتت البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم أھمية الكفاءة الفنية في السياسة النقدية بشكل متكرر .ووفقا ً لبحث نشر في عام ٢٠٠٣بواسطة الخبيرين االقتصاديين كريستينا رومر وديفيد رومر ،فإن جودة السياسة النقدية تعتمد بشكل حاسم على ما إذا كان محافظو البنوك المركزية يتمتعون بفھم واضح ودقيق لعملية صنع السياسات والتضخم .والواقع أن عشرينيات وثالثينيات وسبعينيات القرن العشرين كانت عامرة بأمثلة من محافظي البنوك المركزية الذين لم يفھموا األساسيات ،والذين دفعت اقتصادات بلدانھم ثمن عدم فھمھم. عادة ،ينظر المرء إلى رأس البنك المركزي بوصفه حصنا ً ضد الضغوط السياسية الرامية إلى خفض أسعار الفائدة وزيادة نسبة التضخم .والواقع أن البحث الذي أجريته في عام ١٩٨٥عن التضخم واستقالل البنوك المركزية ،أظھر أنه في األوقات العادية يميل المرء عموما ً إلى الرغبة في وجود محافظ للبنك المركزي يركز على استقرار األسعار نسبة إلى البطالة بشكل أكبر ،مقارنة بما قد يوليه المواطن المطلع العادي من اھتمام الستقرار األسعار .والواقع أن تنصيب رئيس ''محافظ'' للبنك المركزي يساعد على اإلبقاء على توقعات التضخم تحت السيطرة، وبالتالي اإلبقاء على أسعار الفائدة الطويلة األجل منخفضة وتخفيف الضغوط الصعودية المفروضة على األجور واألسعار. على مدى السنوات الـ ٢٥الماضية ،كان شعار ''استھداف التضخم'' )الذي قدمته ألول مرة في بحث لي نشر في عام ،(١٨٩٥يخدم كآلية الحتواء توقعات التضخم
12
من خالل طمأنة الجمھور فيما يتصل بنيات البنك المركزي .ولكن التركيز المفرط على أھداف التضخم قد يكون ھ ّداما في أعقاب أسوأ أزمتين ماليتين في ٧٥عاما. وبدالً من القلق بشأن التضخم ،ينبغي للبنوك المركزية أن تركز على تحفيز االقتصاد .فالمشكلة الحقيقية ھي أن البنوك المركزية قامت بعمل جيد في إقناع عامة الناس بأن التضخم ھو الشر األعظم ،حتى بات من الصعب عليھا أن تقنع أي شخص بأنھا اآلن جادة بشأن تحفيز االقتصاد .ومن ھنا فإن تعيين أحد ''الحمائم'' لن يكون بالفكرة السيئة على اإلطالق. وقد اكتسبت يلين بالفعل سمعة طيبة بوصفھا إحدى الحمائم داخل بنك االحتياطي الفيدرالي األمريكي ،حيث أظھرت خطبھا باستمرار انزعاجا ً شديداً إزاء ارتفاع معدالت البطالة اليوم .وبرغم أن عديدا من المنتمين إلى جناح اليسار ينظرون إلى سامرز باعتباره رجالً محافظا ً إلى حد مثير للريبة ،فإن ھذه ليست الحال عندما يتعلق األمر بالتضخم .والواقع أن بحثه في عام ١٩٩١حول السياسة النقدية يستشھد به على نطاق واسع بوصفه من بين أوائل األبحاث التي ساقت الحجج لمصلحة تجنب أھداف التضخم المنخفضة للغاية ،جزئيا ً من أجل إعطاء البنك المركزي مجال أكبر لخفض أسعار الفائدة إلى مستويات أدنى .وفي ذلك الوقت كان من الواضح أن سامرز ينظر إلى نفسه باعتباره من حمائم السياسة النقدية'' :كنت ألدعم تعيين أي مسؤول عن السياسة النقدية يحمل في نفسه قدراً أكبر مما أحمله من نفور من زيادة التضخم''. إذا كانت األوقات الطبيعية تستدعي وجود محافظ للبنك المركزي يساعد على إرساء توقعات التضخم ،فإن لحظتنا ھذه ھي الوقت النادر الذي يتطلب وجود محافظ للبنك المركزي أكثر بعداً عن التقليدية وعازم على مكافحة توقعات التضخم .إن نسخة البنك المركزي من خلوة الكرادلة في الفاتيكان سوف تواجه صعوبة شديدة في اتخاذ القرار حول إرسال اإلشارة إلى يلين أو إلى سامرز ــ أو ربما لشخص آخر ''نائب آخر من نواب رئيس بنك االحتياطي الفيدرالي السابقين ،وھو دونالد كون ،الذي يبدو اآلن مناسبا'' يبدي توجھات مماثلة
13
,0و א ذ". من حيث المبدأُ ،ي َعد االحتفاظ بالذھب شكالً من أشكال التأمين ضد الحرب، والكوارث المالية ،وانھيار قيمة العملة .ومنذ بداية األزمة المالية العالمية ،كان سعر الذھب يصور غالبا ً كمقياس للشعور بانعدام األمن االقتصادي .ھل يشكل انھيار أسعار الذھب إذن ــ من الذروة التي بلغتھا بنحو ١٩٠٠دوالر لألوقية في آب )أغسطس( ٢٠١١إلى أقل من ١٢٥٠دوالرا في بداية تموز )يوليو( ٢٠١٣ــ تصويتا ً على الثقة باالقتصاد العالمي؟ تعرضُ كل السمات الكالسيكية لفقاعة انتفخت ثم انفجرت إن القول إن سوق الذھب ِ ُي َعد في واقع األمر إفراطا ً في التبسيط .ال شك أن االرتفاع الھائل الذي سجلته أسعار الذھب إلى أن بلغت ذروتھا ،بعد أن كانت نحو ٣٥٠دوالرا لألوقية في تموز )يوليو( ،٢٠٠٣جعل لعاب المستثمرين يسيل .وسيرتفع السعر اليوم ألن الجميع أصبحوا مقتنعين بأنه سيرتفع غداً إلى مستويات أعلى. وقد بدأ األطباء وأطباء األسنان في بيع األسھم وشراء عمالت ذھبية .وارتفع الطلب على المشغوالت الذھبية في الھند والصين إلى عنان السماء .وبدأت البنوك المركزية في األسواق الناشئة في تنويع احتياطياتھا والتحول من الدوالرات إلى الذھب. والواقع أن الحجة المؤيدة لشراء الذھب تتألف من عناصر عدة قوية .فقبل عشرة أعوام كان الذھب يباع بأسعار أقل كثيراً من متوسطه المعدل وفقا ً للتضخم في األمد البعيد ،وكان دمج ثالثة مليارات من مواطني األسواق الناشئة في االقتصاد العالمي سببا ً في دفعة عمالقة للطلب في األمد البعيد. ويظل ھذا الجانب من القصة قائما .فقد أضافت األزمة المالية العالمية إلى جاذبية الذھب ،بسبب الخوف في مستھل األمر من أزمة كساد أعظم ثانية .ثم في وقت الحق ،أبدى بعض المستثمرين تخوفھم من أن تطلق الحكومة العنان للتضخم من أجل تخفيف عبء الديون العامة الھائلة ومعالجة مشكلة البطالة الملحة.
14
ومع خفض البنوك المركزية ألسعار الفائدة الرسمية إلى الصفر ،لم يكترث أحد أن الذھب ال يدر أي فائدة .لذا فمن قبيل الھراء أن نقول إن االرتفاع في سعر الذھب كان مجرد فقاعة .لكن من الصحيح أيضا ً أنه مع ارتفاع السعر ،سعى عدد متزايد من المستثمرين السذج إلى شرائه. في اآلونة األخيرة ،انقلبت األساسيات في االتجاه المعاكس بعض الشيء بطبيعة الحال ،كما انقلب أيضا ً جنون المضاربة بدرجة أكبر .ويستمر االقتصاد الصيني في الضعف والتباطؤ؛ كما انخفض معدل النمو في الھند بشكل حاد عن المستوى الذي كان عليه قبل بضع سنوات .لكن في المقابل ،وعلى الرغم من التخفيضات التلقائية غير الحكيمة ،يبدو أن االقتصاد األمريكي بدأ يتماثل للشفاء تدريجيا .فقد ارتفعت أسعار الفائدة العالمية ١٠٠نقطة أساس منذ بدأ بنك االحتياطي الفيدرالي األمريكي يقترح ــ قبل األوان في اعتقادي ــ أنه سيبدأ في تقليص سياسة التيسير الكمي. ومع تأكيد بنك االحتياطي الفيدرالي األمريكي على انحيازه القوي ضد التضخم، فمن األصعب أن نزعم أن المستثمرين يحتاجون إلى الذھب كوسيلة للتحوط ضد ارتفاع معدالت التضخم .وكما بدأ األطباء وأطباء األسنان الذين كانوا يشترون العمالت الذھبية قبل عامين في التخلص منھا اآلن ،فليس من الواضح بعد عند أي نقطة سيتوقف االتجاه الھابط لألسعار .يستھدف البعض حاجز األلف دوالر المقنع نفسيا. الواقع أن الحجة لمصلحة أو ضد الذھب لم تتغير إلى ھذا الحد منذ عام ،٢٠١٠ عندما كتبت آخر مرة عنھا .ففي تشرين األول )أكتوبر( من ذلك العام ،كان سعر الذھب ــ األصل المضاربي المكتمل القائم على اليقين ــ كان في طريقه إلى االرتفاع ،عندما بلغ ١٣٠٠دوالر للتو .لكن الحجة الحقيقية لتبرير االحتفاظ به، آنذاك كما ھي الحال اآلن ،لم تكن قط مرتبطة بالمضاربة .بل إن الذھب بدالً من ذلك وسيلة تحوط .فإذا كنت مستثمراً ذا قيمة صافية مرتفعة ،أو صندوق ثروة سيادية ،فمن المنطقي تماما ً أن تحتفظ بنسبة صغيرة من أصولك في ھيئة ذھب كوسيلة تحوط ضد أحداث متطرفة. وقد يكون االحتفاظ بالذھب منطقيا ً أيضا ً بالنسبة للطبقة المتوسطة واألسر الفقيرة في البلدان التي تقيد إلى حد كبير القدرة على الوصول إلى استثمارات مالية أخرى ــ مثل الصين والھند .وبالنسبة ألغلب اآلخرين فإن الذھب مجرد مقامرة أخرى .وكما ھي الحال مع كل المقامرات فھي ليست بالضرورة رابحة.
15
โ ซู ู ุง ู ู ุชุญุฏุฏ ุงู ุญู ู ู ุงุช ุณุนุฑ ุงู ุฐฺพุจ ุจุญุฒู โ ช ุ โ ฌู ู ุง ู ุนู ุช ู ุจู ุงู ุญุฑุจ ุงู ุนุงู ู ู ุฉ ุงุฃู ู ู ู โ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซู ุฅู ุณู ู ุงู ุฐฺพุจ ุณุชู ู ู ุฎุทุฑุฉ ู ู ุชู ู ุจุง ู ุญุชู ุงโ ช .โ ฌู ู ุฏุฑุงุณุฉ ู ุดุฑุช ู ู ู ุงู ู ู ุงู ุซุงู ู โ ฌ โ ซ)ู ู ุงู ุฑ(โ ช ุ โ ฌู ุธุฑ ุงู ุฎุจู ุฑุงู ุงุงู ู ุชุตุงุฏู ุงู ู ู ู ุฏ ุฅุฑุจ ู ู ุงู ุจู ฺพุงุฑู ู ู ู ู ู ุงุฐุฌ ุนุฏุฉโ ฌ โ ซู ุญุชู ู ุฉ ู ู ุณุนุฑ ุงุฃู ุณุงุณู ู ู ุฐฺพุจโ ช ุ โ ฌู ู ุฌุฏุง ุฃู ุงู ุฐฺพุจ ู ู ุฃู ุถู ุงุฃู ุญู ุงู ุงู ู ุฑุชุจุท ุจุฃู โ ฌ โ ซู ู ฺพุง ุฅุงู ู ู ุจุนู ุฏโ ช .โ ฌู ุจุฏุงู ู ู ู ุฐู ู ู ุฅู ุณุนุฑ ุงู ุฐฺพุจ ู ู ุฌุฑู ุจุนู ุฏุงู ู ู ู ุซู ุฑ ู ู ุงุฃู ุญู ุงู โ ฌ โ ซุฅู ุง ุฅู ู ุฃุนู ู ุจู ุซู ุฑ ุฃู ุฃุฏู ู ุจู ุซู ุฑ ู ู ู ู ู ุชู ุงุฃู ุณุงุณู ุฉ ุงู ุทู ู ู ุฉ ุงุฃู ุฌู ู ู ุชุฑุงุช ู ู ุชุฏุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซ)ู ุงู ู ุฎุชู ู ฺพุฐุง ุงู ุณู ู ู ุจุทุจู ุนุฉ ุงู ุญุงู ุนู ุณู ู ู ุงู ุนุฏู ุฏ ู ู ุงุฃู ุตู ู ุงู ู ุงู ู ุฉโ ฌ โ ซุงุฃู ุฎุฑู โ ช ุ โ ฌู ุซู ุฃุณุนุงุฑ ุงู ุตุฑู ุฃู ุฃุณุนุงุฑ ุงุฃู ุณฺพู โ ช ุ โ ฌู ู ู ุฃู ุชู ู ุจุงุช ุณุนุฑ ุงู ุฐฺพุจ ู ุฏ ุชู ู ู โ ฌ โ ซุฃู ุซุฑ ุชุทุฑู ุงโ ช).โ ฌโ ฌ
โ ซื โ ช12โ ฌื ุฒื ู &"ู ู ื ู โ ฌ โ ซุงู ุชุฒุงู ุงู ู ุตุงุฑู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ ุงู ู ุจุฑู ุนู ู ู ุณุชู ู ุงู ุนุงู ู ู ุณุชู ุฑุฉ ู ู ุงุฅู ุนุฑุงุจ ุนู โ ฌ โ ซู ู ู ฺพุง ุฅุฒุงุก ุงู ุชุฃุซู ุฑุงุช ุงู ุชุถุฎู ู ุฉ ุบู ุฑ ุงู ู ุจุงุดุฑุฉ ุงู ู ุงุฌู ุฉ ุนู ุงู ุฌฺพู ุฏ ุงู ุชู ุชุจุฐู ฺพุงโ ฌ โ ซู ู ู ุงู ุญุฉ ุงู ุฑู ู ุฏโ ช ุ โ ฌู ฺพุฐุง ุฎุทุฃ ู ุงุถุญโ ช .โ ฌู ุนู ู ุฎู ู ู ุฉ ุงู ู ุฎุงุทุฑ ุงู ุณู ุงุณู ุฉ ู ุงุงู ุฌุชู ุงุนู ุฉโ ฌ โ ซู ุงุงู ู ุชุตุงุฏู ุฉ ุงู ู ุชุฑุชุจุฉ ุนู ู ุงุณุชู ุฑุงุฑ ุงู ู ู ู ุงู ุจุทู ุก ุจุนุฏ ุฃุฒู ุฉ ู ุงู ู ุฉ ุงู ุชุชู ุฑุฑ ุฃู ุซุฑ ู ู โ ฌ โ ซู ุฑุฉ ู ุงุญุฏุฉ ู ู ู ู ู ุฑู ู ู ุงู ุฒู ุงู โ ช ุ โ ฌุงู ู ุดู ู ู ุฏุฑุง ู ุนุชุฏุงู ู ู ุงู ุชุถุฎู ุงู ู ุณุชุฏุงู ุฃู ุฑุงู โ ฌ โ ซู ุฏุนู ุฅู ู ุงู ู ู ู โ ช .โ ฌุจู ุฅู ุงุฃู ู ุฑ ุนู ู ุงู ุนู ุณ ู ู ุฐู ู โ ช ุ โ ฌู ุงู ุจุฏ ู ู ุชุจู ู ฺพุฐุง ุงู ุดู ู ู ู โ ฌ โ ซุงู ุชุถุฎู ู ู ุฃุบู ุจ ุงู ู ู ุงุทู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุนู ุงู ุญุฌุฉ ู ู ุตู ุญุฉ ุงู ุชุถุฎู ุงู ู ุนุชุฏู ''ู ู ู ู ู ุจู ุณุจุฉ โ ช ูคโ ฌุฅู ู โ ช ูฆโ ฌู ู ุงู ู ุงุฆุฉ ุณู ู ู ุง''โ ฌ โ ซู ู ุณุช ู ู ู ุนุฉ ุชู ุงู ุง ู ุฃู ู ฺพุง ู ุฑุฏุช ุนู ุฏ ุจุฏุงู ุฉ ุงุฃู ุฒู ุฉโ ช ุ โ ฌุญู ู ู ุง ุฃุซุฑุช ุงู ู ุถู ุฉ ุฃู ู ู ู ุฑุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุขู ุฐุงู โ ช ุ โ ฌู ุนู ู ุฎู ู ู ุฉ ุชุฑุฏุฏ ุงู ุญู ู ู ุฉ ู ู ู ุฑุถ ุดุทุจ ุงู ุฏู ู ู โ ช ุ โ ฌู ุถุงู ู ุนู ุฃุณุนุงุฑโ ฌ โ ซุงู ู ุณุงู ู ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ุงู ู ุจุงู ุบ ู ู ุชู ุฏู ุฑฺพุง ุฅู ู ุญุฏ ู ุจู ุฑ ู ุงุฃู ุฌู ุฑ ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ุงู ู ู ุฑุทุฉ ู ู โ ฌ โ ซุจุนุถ ุงู ู ุทุงุนุงุชโ ช ุ โ ฌู ุงู ุงู ุชุถุฎู ุงู ู ุนุชุฏู ู ู ุตุจุญ ู ู ู ุฏุงู ู ู ุบุงู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุจุทุจู ุนุฉ ุงู ุญุงู โ ช ุ โ ฌู ุงู ุงุฅู ุฌู ุงุน ู ู ุฐู ู ุงู ู ู ุช ุนู ู ุฃู ุงู ุชุนุงู ู ุงู ู ู ู ุฃุตุจุญ ู ุงุจโ ฌ โ ซู ู ุณู ู ุฃู ุฃุฏู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุงู ู ู ุงู ุญู ุงู ุฉ ุฃู ู ุชู ุชุจู ู ฺพุฑุทู ุฉ ุงู ุชุถุฎู โ ช .โ ฌู ู ู ู ู ู ู ุช ุฃุฑู โ ฌ โ ซุฎุงู ู ุง ู ู ุฐู ู โ ช ุ โ ฌุงุณุชู ุงุฏุงู ุฅู ู ุงู ุจุญุซ ุงู ุฐู ู ุงู ุนู ู ู ู ุชุงุจู ุฃู ุง ู ู ุงุฑู ู ุฑุงู ู ฺพุงุฑุชโ ช'' ุ โ ฌฺพุฐู โ ฌ โ ซุงู ู ุฑุฉ ู ุฎุชู ู ุฉ''โ ช .โ ฌู ุจุฏุฑุงุณุฉ ุงุฃู ุฒู ุงุช ุงู ู ุงู ู ุฉ ุงู ุนู ู ู ุฉ ุงู ุณุงุจู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุงู ู ุฏู ู ุง ู ู ุฃุณุจุงุจ ุงู ู ู ู โ ฌ โ ซู ู ุฃู ู ู ู ู ุงู ุญุฏุงุฑ ุชุดุบู ู ุงู ุนู ุงู ุฉ ุนู ู ู ุง ู ุฅู ู ุญุฏ ุงู ู ุงุฑุซุฉ ู ุฃู ู ู ู ู ุงู ุชุนุงู ู ุจุทู ุฆุง ู โ ฌ โ ซุฅู ู ุญุฏ ุบู ุฑ ุนุงุฏู โ ช .โ ฌู ู ุงู ุงู ุชู ู ู ู ุงู ุณู ู ู ู ู ู ุฎุงุทุฑ ู ู ุงุฃู ู ุฏ ุงู ู ุชู ุณุท ู ู ุณุงุนุฏ ู ู โ ฌ โ ซโ ช16โ ฌโ ฌ
تبرير استنتاجي في كانون األول )ديسمبر( ٢٠٠٨والذي كان ببساطة أن ''األمر سيتطلب استخدام كل أداة متاحة إلصالح األزمة المالية الحالية التي ال تتكرر سوى مرة واحدة كل قرن''. وبعد مرور خمس سنوات ،بلغت الديون العامة والخاصة والخارجية مستويات قياسية في العديد من الدول .وال تزال الحاجة قائمة إلى تعديالت نسبية ھائلة لألجور بين الدول الواقعة على أطراف أوروبا ودول القلب .ولكن يبدو أن البنوك المركزية الكبرى على مستوى العالم لم تلحظ ذلك. والمشكلة ھي أن الركود الحالي ليس عاديا ،والكثير من الناس لم يبدأوا االحتفال بعد ،ناھيك عن اإلفراط في االحتفال .صحيح أن األمر ال يخلو من المخاوف الفنية المشروعة من أن يؤدي التيسير الكمي إلى تشويه أسعار األصول ،ولكن انفجار الفقاعات ال ُي َعد ببساطة الخطر الرئيس اآلن .فاآلن تسنح أفضل فرصة للواليات المتحدة لتحقيق التعافي الحقيقي المستدام من األزمة المالية .ولن يقل األمر عن كارثة إذا انحرف التعافي عن مساره بسبب التشبث المفرط بشعارات أيديولوجية مناھضة للتضخم ،بقدر ما كانت بعض البنوك المركزية مفرطة في التشبث بمعيار الذھب أثناء عشرينيات وثالثينيات القرن العشرين. وتواجه اليابان معضلة مختلفة .فقد أرسل ھاروھيكو كورودا محافظ بنك اليابان الجديد إشارة واضحة إلى األسواق بأن بنك اليابان يستھدف تضخما ً سنويا ً بنسبة ٢ في المائة ،بعد سنوات من نمو األسعار بنسبة اقتربت من الصفر. ولكن مع ارتفاع أسعار الفائدة األطول أجالً اآلن بشكل زاحف طفيف ،فإن بنك اليابان يبدو وكأنه توقف بشكل مؤقت .ماذا توقع كورودا وزمالؤه؟ فإذا كان لبنك اليابان أن ينجح في رفع توقعات التضخم ،فإن أسعار الفائدة الطويلة األجل كانت لتعكس بالضرورة عالوة تضخم أعلى بالقدر نفسه .وما دامت أسعار الفائدة االسمية ترتفع بسبب توقعات التضخم ،فإن الزيادة تشكل جزءاً من الحل ،وليس جزءاً من المشكلة. بطبيعة الحال ،ربما كان بنك اليابان محقا ً إذا ساوره القلق إن ارتفعت أسعار الفائدة بسبب نمو عالوة المخاطر ،وليس بسبب ارتفاع توقعات التضخم .ذلك أن عالوة المخاطر قد ترتفع على سبيل المثال إذا أصبح المستثمرون غير متأكدين حول ما إذا كان كورودا قد يلتزم بتعھداته .والحل ،كما ھي الحال دوما ً في عالم السياسة النقدية، يتلخص في انتھاج استراتيجية تواصل واضحة ومتسقة وخالية من الغموض.
17
โ ซุฃู ุง ุงู ุจู ู ุงู ู ุฑู ุฒู ุงุฃู ู ุฑู ุจู ู ฺพู ู ู ู ู ุทู ุฉ ู ุฎุชู ู ุฉ ุชู ุงู ุงโ ช .โ ฌู ุฃู ู ุงู ุจู ู ุงู ู ุฑู ุฒู โ ฌ โ ซุงุฃู ู ุฑู ุจู ู ุงู ู ุณุชุฎุฏู ุจุงู ู ุนู ู ู ุงุฒู ุชู ุงู ุนู ู ู ู ุฉ ู ู ู ุณุงุนุฏุฉ ู ู ุฎู ุถ ุชู ุงู ู ู โ ฌ โ ซุงุงู ู ุชุฑุงุถ ู ู ุงู ุฏู ู ุงู ู ุงู ุนุฉ ุนู ู ุฃุทุฑุงู ู ู ุทู ุฉ ุงู ู ู ุฑู โ ช ุ โ ฌู ุฅู ู ู ุงู ุญุฐุฑุงู ู ู ุงู ุชุนุงู ู โ ฌ โ ซู ุน ุงู ุชู ุณู ุฑ ุงู ู ู ุฏู โ ช .โ ฌู ู ู ู ู ุนุฏู ุงู ุชุถุฎู ุงุฃู ุนู ู ู ู ุดุฃู ู ุฃู ู ุณุงุนุฏ ู ู ุงู ุชุนุฌู ู โ ฌ โ ซุจุงู ุชุนุฏู ุงู ุช ุงู ู ุทู ู ุจุฉ ุจุดุฏุฉ ู ู ุงู ุจู ู ู ุงู ุชุฌุงุฑู ุฉ ู ู ุฃู ุฑู ุจุงโ ช ุ โ ฌุญู ุซ ุชุธู ู ู ู ุฉ ุนุฏุฏ ู ุจู ุฑโ ฌ โ ซู ู ุงู ู ุฑู ุถ ุนู ู ุงู ุฏู ุงุชุฑ ุนู ุฏ ู ุณุชู ู ุงุช ุฃุนู ู ู ุซู ุฑุงู ู ู ู ู ู ุชฺพุง ุงู ุณู ู ู ุฉโ ช .โ ฌู ุงู ุชุถุฎู โ ฌ โ ซุงุฃู ุนู ู ู ู ุดุฃู ู ุฃู ุถุง ู ุฃู ู ู ู ุฑ ุฎู ู ู ุฉ ู ู ุงู ู ู ู ู ุฃู ุชุฑุชู ุน ุงุฃู ุฌู ุฑ ู ู ุฃู ู ุงู ู ุงโ ฌ โ ซุจู ู ุฌุจฺพุง ู ู ุฏู ู ุฃู ุชฺพุจุท ุจุงู ุถุฑู ุฑุฉ ู ู ุงู ุฏู ู ุงู ุทุฑู ู ุฉโ ช.โ ฌุจู ุณุน ู ู ุงู ุจู ู ู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉโ ฌ โ ซุงู ู ุจุฑู ุนู ู ู ุณุชู ู ุงู ุนุงู ู ุฃู ุชุณู ู ุญุฌุฌุง ู ู ุนู ู ู ุฉ ู ุชู ุฎู ุงู ุญุฐุฑโ ช .โ ฌู ุงู ู ุงู ุน ุฃู โ ฌ โ ซู ุญุงู ุธู ุงู ุจู ู ู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ ู ุญู ู ู ู ู ุฅุตุฑุงุฑฺพู ุนู ู ุงุฅู ุตุงู ุญุงุช ุงู ุจู ู ู ู ุฉโ ฌ โ ซู ุถุฑู ุฑุฉ ู ุถุน ุฎุทุท ุฐุงุช ู ุตุฏุงู ู ุฉ ู ุถุจุท ุงู ู ู ุงุฒู ุงุช ู ู ุงุฃู ู ุฏ ุงู ุจุนู ุฏโ ช .โ ฌู ู ู ู ู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุคุณู ุฃู ู ุง ู ู ู ู ุชุฑุจ ุญุชู ู ู ุงู ู ู ุทุฉ ุงู ุชู ู ุฏ ุชุซู ุฑ ุฑุนุจ ุตู ุงุน ุงู ุณู ุงุณุงุช ุจุดุฃู โ ฌ โ ซู ุฎุงุทุฑ ุงู ุชุถุฎู โ ช .โ ฌู ู ู ุจุบู ู ฺพู ุฃู ู ุชุฑู ู ุง ุงู ุญู ู ู ุณุชู ุฑุงู ู ุจุนุถ ุงู ู ู ุช ุงู ุฃู ู ุณุงุฑุนู ุงโ ฌ โ ซุฅู ู ู ุถู โ ฌ
โ ซื * ู ู ื โ ช #โ ฌุฒ ื โ ช3,โ ฌู ุฏ &ู ู ) โ ฌ โ ซุงู ุชู ุฌุฏ ุฑุตุงุตุฉ ู ู ู ุฒู ุฉ ุณุญุฑู ุฉ ู ุทู ู ฺพุง ุนู ู ู ุดุงู ู ู ู ุทู ุฉ ุงู ู ู ุฑู โ ช .โ ฌู ู ู ู ุงู ุญุฌุฉโ ฌ โ ซุงู ุทุงุฆุดุฉ ุงู ู ุดู ุดุฉ ุฅู ู ุญุฏ ู ุฐฺพู ู ู ุงู ู ู ุช ุงู ุญุงุถุฑ ุจุฃู ู ุฑุท ุงู ุชู ุดู ู ู ุชู ุฃู ุฑู ุจุงโ ฌ โ ซู ู ุณุช ู ุซู ุฑุฉ ู ู ุฏฺพุดุฉโ ช .โ ฌู ู ุฏ ุงุณุชู ุฒู ุช ุงู ุณู ุงุณุฉ ุงู ู ุนู ู ู ู ุงู ุฐู ู ู ุฌฺพู ุง ุถุฑุจุงุชฺพู ุฅู ู ุฃู โ ฌ โ ซฺพุฏู ู ุชุงุญโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู ุชุนุชู ุฏ ุงู ุฌู ุงฺพู ุฑ ''ุงู ู ู ุงฺพุถุฉ ู ู ุชู ุดู '' ู ู ุง ู ุจุฏู โ ช ุ โ ฌุฃู ฺพู ุงู ุญู ู ุงู ู โ ฌ โ ซุฏู ุฑู ุฉ ุณฺพู ุฉ ู ู ุดุงู ู ุจู ู ู ู ุฉ ุตุนุจุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุฏ ุญุงู ู ุช ู ู ุชุฑุฉ ุทู ู ู ุฉ ุฃู ุฃุจุฑฺพู ุฃู ุงู ู ุตุงุนุจ ุงู ุชู ุชู ุงุฌฺพฺพุง ู ู ุทู ุฉ ุงู ู ู ุฑู ู ุงุจุนุฉโ ฌ โ ซู ู ุญู ู ู ุฉ ู ู ุงุฏฺพุง ุฃู ุงู ุชู ุงู ู ุงู ู ุงู ู ู ุงู ู ู ุฏู ู ู ุฃู ุฑู ุจุง ุฌุงุก ุณุงุจู ุง ู ู ุงู ุชุญุงุฏ ุงู ุณู ุงุณู โ ฌ โ ซู ุงู ู ุงู ู ู ุงู ู ุตุฑู ู ุงู ู ุนู ู ุจุฒู ู ุทู ู ู ู ู ุบุงู ุฉโ ช .โ ฌู ฺพุฐู ู ู ุชู ู ู ู ุงู ู ุดุงู ู ุงู ู ุนุชุงุฏุฉโ ฌ โ ซุจุงู ู ุณุจุฉ ู ุฌู ู ู ุงู ู ุงุฑุฏ ู ู ู ุฒโ ช ุ โ ฌู ุงฺพู ู ุนู ู ู ู ฺพุง ู ุดู ู ุฉ ุณุนู ุฅู ู ู ุนุงู ุฌุชฺพุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุงู ู ู ุงู ุงุฃู ู ู ู ู ุงุฃู ฺพู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุจุบู ุฃู ู ุงุณุชุฑุงุชู ุฌู ุฉ ู ุงู ุนู ุฉ ุชุชุนุงู ู ู ุน ุฃุฒู ุฉ ู ู ุทู ุฉโ ฌ โ ซุงู ู ู ุฑู ุฃู ุชุดุชู ู ุนู ู ุนู ู ู ุงุช ุดุทุจ ู ุจู ุฑุฉ ''ุฅุนู ุงุก'' ู ุฏู ู ู ุงู ุจู ุฏุงู ุงู ู ุงู ุนุฉ ุนู ู โ ฌ โ ซุฃุทุฑุงู ุงู ู ู ุทู ุฉโ ช .โ ฌุฐู ู ุฃู ุงู ุฏู ู ู ุงู ู ุตุฑู ู ุฉ ู ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ุงู ฺพุงุฆู ุฉ ุงู ู ุณุชุญู ุฉ ุนู ู ฺพุฐู โ ฌ
โ ซโ ช18โ ฌโ ฌ
البلدان ــــ والتي أصبح التمييز بينھا في مختلف أنحاء أوروبا غير واضح ــــ تجعل من النمو السريع المستدام حلما ً بعيد المنال. وھذه ليست المرة األولى التي أشدد فيھا على الحاجة إلى عمليات شطب بالجملة للديون .فقبل عامين ،وفي تعليق بعنوان ''سادة اليورو األغبياء'' ،كتبت أن ''أوروبا تمر بأزمة دستورية .فال يبدو أن أحداً يملك سلطة فرض حل معقول ألزمة الديون التي تواجه الدول الواقعة على أطرافھا .وبدالً من إعادة ھيكلة أعباء الديون غير المستدامة المستحقة على البرتغال ،وإيرلندا ،واليونان ،يدفع الساسة وصناع السياسات باتجاه حزم إنقاذ متزايدة الضخامة في ظل ظروف التقشف المتزايدة البعد عن الواقع''. وتتلخص الطريقة األكثر لطفا ً ورقة لتحقيق بعض الخفض المتواضع ألعباء الديون العامة والخاصة في االلتزام بفترة من التضخم المستدام ولكن باعتدال ،كما أوصيت في كانون األول )ديسمبر( ٢٠٠٨في تعليق بعنوان ''التضخم ھو أھون الشرور اآلن'' .إن التضخم المعتدل المستدام من شأنه أن يساعد على خفض القيمة الحقيقية للعقارات بسرعة أكبر ،ومن المحتمل أن ييسر بالنسبة لألجور األلمانية أن ترتفع بسرعة أكبر من نظيراتھا في الدول الطرفية .وكان ذلك ليصبح فكرة عظيمة قبل أربعة أعوام ونصف العام .وال يزال فكرة جيدة حتى يومنا ھذا. ولكن ماذا ينبغي أن يحدث أيضا ً إلى جانب ھذا؟ تشمل الخطوات األخرى إعادة الھيكلة االقتصادية على المستوى الوطني والتكامل السياسي على مستوى منطقة اليورو .وفي تعليق آخر بعنوان ''يورو بال مركز ال يستطيع أن يصمد'' ،خلصت إلى أنه ''في غياب المزيد من التكامل السياسي واالقتصادي العميق ــــ الذي قد ال ينتھي إلى ضم كل أعضاء منطقة اليورو الحاليين ــ فإن اليورو قد ال يصمد حتى إلى نھاية ھذا العقد''. وھنا قد تكون كل العيون على ألمانيا ،ولكن اليوم فإن فرنسا ھي التي ستلعب حقا ً الدور المركزي في تقرير مصير اليورو .فألمانيا ال تستطيع أن تحمل اليورو على كتفيھا بمفردھا إلى ما ال نھاية .ويتعين على فرنسا أن تعمل كركيزة ثانية للنمو واالستقرار. إن بعض التدابير الكينزية المؤقتة في جانب الطلب قد تساعد على دعم النمو الداخلي في األمد القريب ،ولكنھا لن تحل مشاكل فرنسا المرتبطة بالقدرة التنافسية في األمد البعيد .ومن ناحية أخرى ،يتعين على كل من فرنسا وألمانيا أن تتصالح مع نھج يفضي إلى اتحاد سياسي أكبر كثيراً في غضون عقدين من الزمان .وإن لم 19
يحدث ھذا فسوف يفتقر االتحاد المصرفي والتحويالت المالية القادمة إلى الشرعية السياسية الالزمة. وكما الحظ زميلي جيفري فرانكل ،فإن النخب في ألمانيا ظلت ألكثر من عشرين عاما على إصرارھا على أن منطقة اليورو لن تصبح اتحاد تحويالت .ولكن في النھاية ،تبين أن المواطنين األلمان العاديين كانوا محقين ،وأن النخب كانت على خطأ .والواقع أنه إذا كان لمنطقة اليورو أن تظل على قيد الحياة ،فيتعين على دول الشمال أن تستمر في مساعدة الدول الطرفية بمنحھا قروض جديدة إلى أن تستعاد القدرة على الوصول إلى األسواق الخاصة. إن عمليات شطب الديون والضمانات ستؤدي حتما إلى تضخيم ديون الحكومة األلمانية ،مع اضطرار السلطات ھناك إلى إنقاذ البنوك األلمانية ''بل وربما بنوك بعض الدول المجاورة'' .ولكن كلما سارعنا إلى الكشف بشفافية عن الحقيقية األساسية واالعتراف بھا ،كانت التكاليف األطول أجالً أقل. وفي اعتقادي أن استخدام ميزانية ألمانيا لمساعدة جيرانھا بشكل مباشر من المرجح أن تكون فرص نجاحه أكبر من تأثير ''النضح البطيء لألسفل'' المفترض للتوسع المالي بقيادة ألمانيا .ولكن من المؤسف أن ھذا االقتراح ضاع في المناقشة الدائرة بشأن أوروبا في وقت متأخر :فھما بلغت الحركة المناھضة للتقشف من صخب وعدوانية ،فسيظل العالج الكينزي البسيط لمشاكل ديون العملة الموحدة والنمو غائبا
א *ول ( ' א 2ل א 4 # كي نتعرف على فھم المواطن األمريكي العادي للعالقة بين الواليات المتحدة والمكسيك ،فما علينا إال أن نشاھد المسلسل التلفزيوني ''التحول إلى األسوأ'' .تدور أحداث المسلسل في ألبوكيركي في والية نيو مكسيكو ،على مسافة بضع مئات من األميال من الحدود ،ويروي قصة صعود وسقوط والتر وايت ،مدرس الكيمياء في المدرسة الثانوية الذي يتحول إلى واحد من كبار تجار الميتافيتامين. يصور المسلسل أغلبية الشخصيات على الجانب األمريكي من الحدود بقدر كبير من التعاطف والعمق .فيتابع خطوة بخطوة انزالق بطل القصة إلى عالم المخدرات 20
السفلي بقدر من الدقة يجعل كل قرار فردي يتخذه على طول الطريق يكاد يكون معقوال. لكن من المؤسف أن الجانب اآلخر من الحدود ينال معاملة أكثر سطحية .ففي أحد المشاھد ،يقوم اثنان من القتلة المأجورين المكسيكيين بذبح عشرة من مواطنيھم األبرياء بال رحمة أو شفقة ألنھم ربما يشھدون على عبورھم الحدود .وفي حلقة أخرى ،نرى أفراداً من الشرطة الفيدرالية المكسيكية يعتدون على أحد أباطرة المخدرات في ضيعته ،مع اإليحاء بأنھم ينفذون أمراً أصدره لھم تاجر منافس. إن ''التحول إلى األسوأ'' عمل تلفزيوني رائع ،ولكن من المؤسف أن العديد من األمريكيين ال يرون سوى ھذا الجانب من األمور .فالمكسيك تعاني مشاكل أمنية عميقة في بعض المناطق ،ولكنھا أيضا ً دولة ربما تكون على وشك الدخول في تحول سياسي واقتصادي كبير .والواقع أن معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي في المكسيك كانت لبضعة أعوام اآلن أقرب إلى أعلى المستويات في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،بل إنھا تفوقت على البرازيل أخيرا. وبدالً من مواصلة االقتتال )كما حدث في الواليات المتحدة( في أعقاب االنتخابات الرئاسية الساخنة ،فإن األحزاب السياسية الكبرى في المكسيك تبدو على استعداد للتعاون بشأن عدد من اإلصالحات البنيوية المھمة الكفيلة بتنشيط النمو االقتصادي لعقود قادمة .وتتضمن األجندة توسيع القاعدة الضريبية من أجل الحد من االعتماد على النفط ،ومبادرة لزيادة المنافسة في مجال اإلعالم واالتصاالت ،فضالً عن التغيير الدستوري الذي يھدف إلى السماح لشركة النفط المملوكة للدولة ،بيمكس، بالدخول في مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية. وھناك أيضا ً الخطر المتمثل في احتمال وقوع المستثمرين األجانب ،الذين بدأوا يعجبون بالمكسيك ،في حبھا أكثر مما ينبغي .ذلك أن تدفق رأس المال بكميات ضخمة إلى المكسيك قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في سعر صرف البيزو ،وھو ما يعني بدوره زيادة في تكاليف العمل التي تتسم بجاذبية شديدة اآلن .أو ربما تنزلق الواليات المتحدة إلى الركود )برغم أن النمو المتواضع أصبح بكل تأكيد السيناريو المركزي في الوقت الحاضر(. ثم ھناك مسألة األمن ،التي تفرض ضريبة ضخمة على الشركات في العديد من أنحاء المكسيك .على سبيل المثال ،كان من بين إنجازات إدارة الرئيس السابق فيليبي كالديرون المھمة إكمال طريق سريع طوله ١٤٠ميالً ويربط بين وسط مدينة دورانجو وميناء مازاتالن على المحيط الھادئ .والواقع أن ھذا الطريق الذي يعبر 21
منطقة وعرة للغاية ،والذي تطلب حفر أنفاق ومد جسور تبلغ مائتين في مجموعھا، َيعِد بخفض وقت العبور بنحو ثالث إلى أربع ساعات .وباستثناء الطقس ،فإن ذلك الطريق السريع يبدو كأنه في سويسرا. بيد أن الطريق الجديد أثار المخاوف ،وخاصة في الواليات المتحدة ،من احتمال استخدامه كطريق لتھريب المخدرات واألسلحة ،لذا فإن المؤسسة العسكرية تشعر بااللتزام بإقامة نقاط تفتيش على طول الطريق .ومن المؤسف أن بعض األحداث الفردية المبكرة تشير إلى أن ھذه التدابير األمنية قد تؤدي في نھاية المطاف إلى إبطاء حركة المرور بنفس القدر من الوقت الذي تم فيه تصميم الطريق لتوفيره! إن العديد من المشاكل التي تتسم بھا العالقات األمريكية المكسيكية المعقدة سوف تتحسن إذا تمكنت المكسيك من تعزيز النمو االقتصادي السريع .وقد يتراجع صافي الھجرة إلى الواليات المتحدة ،الذي بدأ يقل بالفعل ،بشكل كبير .ومن المؤكد أن الواليات المتحدة قد تستفيد بقدر استفادة المكسيك إذا بدأت األحوال في جنوب الحدود في التحول إلى األفضل
( 3א وמ ' ) 4א * ط א ,د א يبدو أن منتقدي بنك االحتياطي الفيدرالي األمريكي وجدوا ضالتھم في الكشف المحرج عن تقييمه المخاطر المالية في عشية األزمة المالية .فبموجب القانون، يتعين على بنك االحتياطي الفيدرالي أن ينشر محاضر اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بعد مرور خمس سنوات عليھا . ورغم أن األزمة الكاملة لم تتفجر إال بعد انھيار ليمان براذرز في أيلول )سبتمبر( ،٢٠٠٨فقد كان من الواضح بحلول صيف ٢٠٠٧أن شي ًئا ما بالغ الخطورة يجري في أسواق االئتمان ،التي بدأت تتصرف بأساليب بالغة الغرابة .ورغم ھذا فقد فشل عديد من مسؤولي االحتياطي الفيدرالي بوضوح في إدراك أھمية األحداث التي كانت تتكشف أمامھم .حتى أن أحد محافظي البنك رأى 22
أن االحتياطي الفيدرالي ال بد أن ينظر إلى ما يجري باعتباره أمرً ا طيبًا أن تبدأ األسواق في القلق بشأن قروض الرھن العقاري الثانوي .وزعم آخر أن إجھاد السوق في موسم الصيف ھو في األرجح مجرد انخفاض بسيط زائل. وينتھز عديد من المنتقدين الفرصة فيعتبرون مثل ھذه التصريحات دليالً على أن بنك االحتياطي الفيدرالي ال يتمتع بالكفاءة الالزمة ،وعلى ضرورة الحد من استقالله ،أو ما ھو أسوأ من ذلك .بيد أن كل ھذا محض ھراء .صحيح أن األمور كان من الواجب أن تتم بشكل أفضل؛ لكن اعتبار محافظي بنك االحتياطي الفيدرالي المسؤولين الوحيدين عن عدم االنتباه إلى الكارثة المقبلة أمر بالغ السخف. إن بنك االحتياطي الفيدرالي لم يكن وحده؛ ففي آب )أغسطس( ،٢٠٠٧كان قِلة من المتعاملين في السوق ،وحتى أولئك الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى تالل من المعلومات ومجموعة واسعة من اآلراء الخبيرة ،لديھم أي فكرة حقيقية عما يجري من حولھم .فمن المؤكد أن الكونجرس األمريكي كان غير مدرك لما يجري تمامًا؛ حيث كان أعضاؤه مشغولين بممارسة الضغوط لصالح وكاالت الرھن العقاري السكني التي تدعمھا الحكومة مثل فاني ماي وفريدي ماك ،األمر الذي أدى إلى تفاقم المخاطر. وأي ً ضا ،لم يستشرف صندوق النقد الدولي المستقبل؛ ففي نيسان )أبريل( ،٢٠٠٧ أصدر صندوق النقد الدولي تقريره الشھير عن آفاق االقتصاد العالمي الذي أطلق عليه مسمى ''عيد الحب'' ،حيث أعلن أن كل المشاكل في الواليات المتحدة وغيرھا من االقتصادات المتقدمة ،والتي كانت تثير قلقه لم تكن أكثر من مبالغات. نعلم اآلن أن نماذج االقتصاد الكلي القياسية ال تضع ھشاشة األسواق المالية في الحسبان بالقدر الكافي ،وأن إصالح النماذج مع الحفاظ في الوقت نفسه على القدرة على تتبع منشأھا مھمة بالغة الصوبة .وبصراحة ،لو كانت النماذج تضع في الحسبان على األقل احتمال وجود نقائص وعيوب تشوب أسواق االئتمان ،فربما كان بنك االحتياطي الفيدرالي ليولي قدرً ا أكبر من االھتمام لمؤشرات أسواق االئتمان كانعكاس لظروف األسواق المالية إجماالً ،كما فعلت البنوك المركزية في بلدان األسواق الناشئة. أخيرً ا وليس آخرً ا ،فحتى لو أدرك بنك االحتياطي الفيدرالي المخاطر ،فإنه ما كان ليصبح من السھل عليه أن يتجنب األزمة منفر ًدا .ذلك أن فاعلية سياسة أسعار الفائدة محدودة ،وعديد من المشاكل األشد عم ًقا كانت على الجانب التنظيمي.
23
ولم تكن معايرة االستجابة بالمھمة السھلة .فبحلول أواخر عام ،٢٠٠٧على سبيل المثال ،كان بنك االحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة األمريكية على األرجح قد اطلعا بالفعل على تقرير واحد على األقل يسوق الحجج على أن التدخل القوي في دعم قروض الرھن العقاري الثانوي ھو وحده القادر على منع حدوث الكارثة .فقد كان الھدف المنشود إنقاذ النظام المالي من االضطرار إلى التعامل مع التفكيك اآلمن للصروح التعاقدية الشديدة التعقيد ـــ وھو ما لم يسمح باحتمال االنھيار الشامل ـــ التي شيدتھا. وكانت عملية إنقاذ كھذه لتتكلف ما يقدر بنحو ٥٠٠مليار دوالر ،وكانت الشركات المالية الكبرى لتصبح من بين المستفيدين الرئيسين .لكن ھل كانت ھناك أي فرصة حقيقية لمرور مثل ھذا اإلجراء عبر الكونجرس قبل تسيل الدماء في الشوارع؟ الواقع أن ھذا المنطق على وجه التحديد ھو الذي قادني إلى إعطاء توقعات مظلمة للغاية في خطاب حظي بتغطية واسعة في سنغافورة في التاسع عشر من آب )أغسطس( ،٢٠٠٨قبل انھيار ليمان براذرز بشھر .وآنذاك زعمت أن األمور لن تتحسن قبل أن تسوء كثيرً ا ،وأن انھيار واحدة من أكبر الشركات المالية على مستوى العالم كان وشي ًكا .وكنت أستند في حجتي إلى رأيي بأن االقتصاد العالمي كان في طريقه إلى فترة من الركود الكبير ،ولقد استفدت من عملي الكمي ،مع كارمن راينھارت ،حول تاريخ األزمات المالية. لم أكن أحاول الظھور بمظھر مثير في سنغافورة ،بل كنت أتصور أن كل ما ذكرته كان واضحً ا بالكامل .ورغم ھذان فإن تكھناتي احتلت العناوين الرئيسة في عديد من الصحف الكبرى في مختلف أنحاء العالم ،ومن الواضح أن ھذا كان راج ًعا إلى كونھا غير محل إجماع على اإلطالق ،رغم تصاعد المخاوف آنذاك. لكن ُترى ھل كانت المخاوف تتصاعد في بنك االحتياطي الفيدرالي أي ً ضا في صيف ٢٠٠٨؟ علينا أن ننتظر إلى العام المقبل لكي نتمكن من اإلجابة عن ھذا السؤال. لكن عندما نفعل ،فال ينبغي لنا أن إدراك أمر ما بعد حدوثه ليس كمثل توقعه
«א 5و « و*ش #و 7 بينما يراقب العالم الواليات المتحدة وھي تتصارع مع مستقبلھا المالي ،فإن مالمح المعركة تعكس انقسامات اجتماعية وفلسفية أكبر ،ومن المرجح أن تتجلى ھذه 24
االنقسامات في ھيئات وأشكال متعددة في مختلف أنحاء العالم في العقود المقبلة. ولقد دارت مناقشات مطولة حول كيفية خفض اإلنفاق الحكومي ،ولكن االھتمام المكرس لكيفية جعل اإلنفاق الحكومي أكثر فعالية كان ضئيال للغاية .ورغم ھذا، فإن لم نتبع نھجا أكثر إبداعا في توفير الخدمات الحكومية ،فإن تكاليفھا سوف تستمر في االرتفاع بال ھوادة بمرور الوقت. وتواجه أي صناعة تحتاج إلى خدمات مكثفة نفس التحديات .في ستينيات القرن العشرين ،كتب االقتصاديان ويليام بومول وويليام بوين عن "مرض التكلفة" الذي ابتليت به ھذه الصناعات .والمثال الشھير الذي استخدماه كان عن رباعية موتسارت الوترية ،التي يتطلب عزفھا في العصر الحديث نفس عدد الموسيقيين واآلالت الموسيقية الذي كانت تتطلبه في القرن الـ .١٩وعلى نحو مماثل ،فإن تقييم ورقة بحثية يستغرق من المعلم نفس الوقت تقريبا الذي كان يتطلبه قبل مائة عام. والسباكون البارعون يكلفون ثروة صغيرة ،ألن التكنولوجيا في ھذا المجال أيضا تطورت ببطء شديد. ولكن لماذا يترجم نمو اإلنتاجية البطيء إلى تكاليف مرتفعة؟ المشكلة ھي أن صناعات الخدمات ال بد أن تتنافس فيما بينھا في نھاية المطاف على العمال في نفس المجال العمالي الوطني الذي تتنافس فيه قطاعات تتسم بنمو اإلنتاجية السريع ،مثل التمويل ،والتصنيع ،وتكنولوجيا المعلومات .ورغم أن المجاالت العمالية قد تكون مجزأة إلى حد ما ،فھناك القدر الكافي من التداخل ،إلرغام الصناعات التي تحتاج إلى خدمات مكثفة على دفع أجور أعلى ،على األقل في األمد البعيد. وتمثل الحكومة بطبيعة الحال قطاعا من الطراز األول للخدمات المكثفة .وتضم الوظائف الحكومية المعلمين ،ورجال الشرطة ،وجامعي القمامة ،واألفراد العسكريين. وتبدو المدارس الحديثة أقرب شبھا بتلك التي كانت قائمة قبل خمسين عاما ،خالفا للمصانع الحديثة .وفي حين كان اإلبداع العسكري مذھال ،فإنه ال يزال كثيف العمالة للغاية .وإذا كان الناس يريدون نفس المستوى من الخدمات الحكومية نسبة إلى أشياء أخرى يستھلكونھا ،فإن اإلنفاق الحكومي سوف يستولي على حصة متزايدة الضخامة من الناتج المحلي بمرور الوقت. والواقع أن اإلنفاق الحكومي لم يرتفع كنسبة من الدخل فحسب ،بل وكذلك ارتفع اإلنفاق في العديد من قطاعات الخدمات .واليوم يمثل قطاع الخدمات ،بما في ذلك الحكومة ،أكثر من ٧٠في المائة من الدخل الوطني في أغلب االقتصادات المتقدمة. 25
أما الزراعة التي كانت طيلة القرن الـ ١٩تمثل أكثر من نصف الدخل الوطني ،فقد تقلصت إلى نسبة مئوية قليلة .كما تقلص بشكل كبير توظيف العمالة في التصنيع، الذي ربما كان يمثل ثلث الوظائف أو أكثر قبل الحرب العالمية الثانية .ففي الواليات المتحدة على سبيل المثال ،يوظف قطاع التصنيع أقل من ١٠في المائة من العاملين. وبالتالي فحتى في حين يطالب المحافظون االقتصاديون بخفض اإلنفاق ،فھناك قوى عاتية تدفع في االتجاه المعاكس. وال يسعنا إال أن نعترف بأن المشكلة أشد سوءا في القطاع الحكومي ،حيث نمو اإلنتاجية أبطأ كثيرا حتى من نموھا في صناعات الخدمات األخرى .وفي حين قد يعكس ھذا مزيجا معينا من الخدمات التي يُط َلب من الحكومة توفيرھا ،فإن ھذا ال ينبئنا بالقصة بالكامل. ال شك أن جزءا من المشكلة يتلخص في أن الحكومات تستخدم العمالة ليس فقط لتقديم الخدمات ،ولكن أيضا إلجراء عمليات تحويل ضمنية .فضال عن ذلك فإن الھيئات الحكومية تعمل في العديد من المجاالت ،حيث تواجه منافسة ضئيلة، وبالتالي ال تتعرض إال لقدر بسيط من الضغوط التي قد تحملھا على اإلبداع واالبتكار. ولكن لماذا ال نجلب قدرا أعظم من مشاركة القطاع الخاص ،أو على األقل المنافسة، إلى الحكومة؟ ويشكل التعليم ،حيث لم نستشعر قوة التكنولوجيات الھ ّدامة الحديثة إال بالكاد ،مكانا جيدا للبدء .فقد أصبحت برامج الكمبيوتر المتطورة بارعة إلى حد كبير في تقييم مقاالت التعليم المتوسط ،وإن لم تكن ترقى إلى معايير أرقى المعلمين. و ُت َعد البنية األساسية مجاال آخر واضحا لتوسيع مشاركة القطاع الخاص .على سبيل المثال ،كان من المعتقد على نطاق واسع ذات يوم أن السائقين على الطرق التي تديرھا شركات خاصة ينتظرون ألوقات طويلة لدفع الرسوم .ولكن وسائل النقل الحديثة وأنظمة الدفع اآللية جعلت من ھذه المشكلة قضية محلولة. ولكن يتعين على المرء أال يفترض أن التحول نحو توسيع مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات ھو دواء لكل داء .فسوف تظل الحاجة قائمة إلى القيود التنظيمية، خاصة حيثما اشتمل األمر على احتكار أو شبه احتكار .وسوف تظل الحاجة قائمة إلى اتخاذ القرار بشأن كيفية الموازنة بين الكفاءة والعدالة في تقديم الخدمات .ومن الواضح أن التعليم يشكل منطقة ،حيث ُي َعد توفير ملعب ممھد للجميع على قدم المساواة مصلحة وطنية قوية.
26
وكما وصف الرئيس األمريكي المحافظ رونالد ريجان في ثمانينيات القرن العشرين نھجه في التعامل مع السياسة المالية بعبارة "تجويع الوحش" :فإن خفض الضرائب سوف يرغم الناس في نھاية المطاف على تقبل قدر أقل من اإلنفاق الحكومي .وعلى أكثر من نحو ،كان نھجه ناجحا بدرجة عظيمة .ولكن اإلنفاق الحكومي استمر في النمو ،ألن الناخبين ما زالوا يريدون الحصول على الخدمات التي تقدمھا الحكومة. واليوم بات من الواضح أن كبح جماح الحكومة يعني أيضا إيجاد السبل لتشكيل الحوافز الالزمة لتمكين اإلبداع في الحكومة من مالحقة وتيرة اإلبداع في قطاعات الخدمات األخرى. وفي غياب المزيد من األفكار حول كيفية الوصول إلى اإلبداع في تقديم الخدمات الحكومية ،فإن المعارك كتلك التي نشھدھا في الواليات المتحدة اليوم سوف يحمى وطيسھا ،مع مطالبة الناخبين على نحو متزايد بدفع ضرائب أعلى في مقابل خدمات أقل .وبوسع الساسة ،كعادتھم دوما ،أن يعدوا بتحسين أدائھم ،ولكنھم لن ينجحوا أبدا ما لم نجد سبال جديدة لتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية واإلنتاجية
&" &ز ()دאع &מ &ز ؟ مع امتداد عام من النمو البطيء إلى العام الذي يليه ،ينشأ جدار متزايد االرتفاع حول ما يمكننا توقعه على مدى العقود القادمة .فھل كانت األزمة المالية العالمية نكسة قاسية ولكنھا عابرة حلت بالنمو في الدول المتقدمة ،أم أنھا كشفت عن ضعف أعمق وأطول أمدا؟ في اآلونة األخيرة ،تبنى عدد قليل من الكتاب ،بما في ذلك متعھد اإلنترنت بيتر تايل والناشط السياسي وبطل العالم السابق في الشطرنج جاري كسباروف ،تفسيراً راديكاليا ً بعض الشيء للتباطؤ .ففي كتاب سيصدر قريبا ً من تأليفھما ،يزعمان أن انھيار النمو في الدول المتقدمة لم يكن نتيجة لألزمة المالية فحسب؛ بل إن الضعف الذي تعانيه ھذه البلدان يعكس في جذره ركوداً زمنيا ً في التكنولوجيا واإلبداع. وعلى ھذا فمن غير المرجح أن تشھد ھذه البلدان أي ارتداد مضطرد إلى نمو اإلنتاجية من دون حدوث تغيرات جذرية في سياسة اإلبداع. ويذھب الخبير االقتصادي روبرت جوردون بھذه الفكرة إلى مسافة أبعد .فھو يزعم أن فترة التقدم التكنولوجي السريع التي أعقبت الثورة الصناعية ،ربما تبين أنھا 27
كانت بمثابة استثناء دام مائتين وخمسين عاما لقاعدة الركود في التاريخ البشري ،بل إنه يقترح أن أھمية اإلبداعات التكنولوجية اليوم تتضاءل كثيراً مقارنة بما تحقق في الماضي من تقدم ھائل ،مثل اكتشاف الكھرباء ،وتوصيل المياه الجارية إلى المنازل ،واختراع محرك االحتراق الداخلي ،وغير ذلك من االختراقات التي تجاوز عمرھا اآلن قرنا ً من الزمان. مؤخرا ،قمت بمناقشة فرضية الركود التكنولوجي مع تايل وكسباروف في جامعة أكسفورد ،وانضم إلينا رائد التشفير مارك شاتلوورث .ولقد تساءل كسباروف بحدة عما قد تضيفه إلى قدراتنا أجھزة مثل آي فون ،٥وزعم أن أغلب العلم الذي تقوم عليه الحوسبة الحديثة استقر في سبعينيات القرن العشرين ،وزعم تايل أن الجھود المبذولة لمكافحة الركود من خالل السياسة النقدية غير المحكمة والحوافز المالية الشديدة العنف تعالج في واقع األمر المرض الخطأ ،وبالتالي فإن ھذه الجھود قد تكون ضارة للغاية. وھي أفكار مثيرة لالھتمام حقا ،ولكن األدلة ال تزال تشير بشكل ساحق ،فيما يبدو إلى أن اإلعاقة التي يعانيھا االقتصاد العالمي تعكس في األساس آثار األزمة المالية العميقة ،وليس أزمة إبداع زمنية مطولة. إن السبب الرئيس وراء الركود األخير ھو بكل تأكيد طفرة االئتمان العالمية وما أعقبھا من انھيار .والواقع أن التشابه العميق بين الوعكة الحالية وما يحدث دوما ً في أعقاب األزمات المالية الشاملة العميقة في مختلف أنحاء العالم ليس نوعيا ً فحسب. فبصمات األزمة تكون واضحة جلية في مؤشرات تتراوح بين البطالة إلى أسعار المساكن إلى تراكم الديون .وليس من قبيل المصادفة أن يبدو العصر الحالي شديد الشبه بما أعقب عشرات األزمات المالية العميقة في الماضي. وعندما نعزو التباطؤ الحالي إلى األزمة المالية ،فإن ھذا ال يعني ضمنا ً غياب التأثيرات الزمنية الطويلة األجل ،التي يضرب بعضھا بجذوره في األزمة ذاتھا. وتكاد تكون الشركات الصغيرة والبادئة ھي األكثر تضرراً بانكماش االئتمان على نحو شبه ثابت .وألن العديد من أفضل األفكار واإلبداعات تأتي من الشركات الصغيرة ،وليس الشركات الراسخة ،فإن االنكماش االئتماني المستمر سوف يفرض تكاليف حتمية طويلة األمد فيما يتصل بالنمو .وفي الوقت نفسه ،تتدھور مجموعة المھارات التي يتمتع بھا العاملون العاطلون وشبه العاطلين .وتمتد الخسائر إلى العديد من خريجي الجامعات الحديثين أيضا؛ ألنھم أقل قدرة على العثور على
28
الوظائف التي تعمل على تعزيز مھاراتھم على أفضل نحو فتضيف ،بالتالي إلى إنتاجيتھم ومكاسبھم في األجل الطويل. وبالجمع بين ھذه العوامل فسوف يكون من السھل علينا أن نتخيل اتجاھا ً لنمو الناتج المحلي اإلجمالي أدنى بنحو نقطة مئوية واحدة من المعدل الطبيعي لعقد آخر من الزمان ،بل ربما لفترة أطول .وإذا كانت فرضيات كاسباروف-تايل-جوردون صحيحة ،فإن ھذا يعني أن التوقعات تصبح أكثر قتامة -وتصبح الحاجة إلى اإلصالح أكثر إلحاحا .وفي كل األحوال ،فإن أغلب خطط الخروج من األزمة المالية تفترض أن التقدم التكنولوجي من شأنه أن يوفر أساسا ً قويا ً لنمو اإلنتاجية الذي يفترض أن يستند إليه التعافي المستدام في نھاية المطاف .وتصبح الخيارات أكثر إيالما ً إذا توقفت الكعكة عن النمو بالسرعة الكافية. ھل السبب الرئيس وراء التباطؤ الحالي إذن ھو أزمة إبداع أم أزمة مالية؟ لعل األمر راجع إلى مزيج من االثنين ،ولكن من المؤكد أن الصدمة االقتصادية على مدى األعوام القليلة الماضية تعكس في المقام األول انھياراً ماليا ،حتى لو كان الطريق إلى األمام يستلزم حتما ً التعامل في نفس الوقت مع عقبات أخرى تعوق النمو في األمد البعيد
( ) 5ق א :א كثيرا ما يتساءل الناس عما إذا كان المنظمون والمشرعون أصلحوا عيوب النظام المالي التي دفعت العالم إلى شفا كساد أعظم ثان .والجواب باختصار ھو ال. صحيح أن فرص حدوث تكرار مباشر النھيار ٢٠٠٨المالي الحاد تضاءلت بشكل كبير ألن أغلب المستثمرين والمنظمين والمستھلكين بل حتى الساسة سيتذكرون تجربتھم المالية المروعة لفترة طويلة من الزمن .ونتيجة لذلك ،فقد يستغرق األمر بعض الوقت حتى يعود اإلھمال إلى بلوغ أقصى مدى له مرة أخرى. ولكن بخالف ذلك ،لم يطرأ تغيير جذري يذكر .ذلك أن معظم التشريعات واللوائح التي صدرت في أعقاب األزمة خدمت غالبا ً في ترقيع الوضع الراھن والمحافظة
29
عليه كما ھو .وال يملك الساسة والمنظمون الشجاعة السياسية وال القناعة الفكرية الالزمة للعودة إلى نظام أكثر وضوحا وأكثر مباشرة. في خطابه األخير الذي ألقاه أمام المؤتمر السنوي لصفوة البنوك المركزية في جاكسون ھول بوالية وايومنجَ ،ق َّدم آندي ھالدين من بنك إنجلترا مناشدة قوية بالعودة إلى البساطة في تنظيم العمل المصرفي .وكان ھالدين محقا ً عندما اشتكى من أن التنظيم المصرفي نشأ عن عدد ضئيل من المبادئ التوجيھية البالغة التحديد، وعلى ھذا فمن غير المنطقي أن نجھد أذھاننا في محاولة فھم إحصائيات خوارزمية بالغة التعقيد لقياس المخاطر وكفاية رأس المال. وبالتوازي مع ھذا ينمو التعقيد التشريعي باطراد .ففي الواليات المتحدة ،كان قانون جالس -ستيجال لعام ١٩٣٣يتكون من ٣٧صفحة فقط ،ولقد ساعد على خلق االستقرار المالي طيلة القسم األعظم من سبعة عقود من الزمان .أما قانون دود - فرانك إلصالح وال ستريت وحماية المستھلك الصادر مؤخرا فيتكون من ٨٤٨ صفحة ،ويلزم الھيئات التنظيمية فضالً عن ذلك بإنتاج عدة مئات من الوثائق اإلضافية التي تتناول القواعد األكثر تفصيال .وقد تبلغ صفحات التشريع والوثائق مجتمعة ھذا ٣٠ألف صفحة. وكما يشير ھالدين ،فإن حتى ''قاعدة فولكر'' المحتفى بھا كان المقصود منھا بناء جدار أكثر متانة بين التجارة المصرفية العادية والتجارة المصرفية األكثر مجازفة في الممتلكات ،تعرضت لقدر عظيم من التخفيف مع مرورھا عبر العملية التشريعية .لقد خضعت فكرة رئيس بنك االحتياطي الفيدرالي السابق البسيطة لعملية انتقاء وتمييع عبر مئات الصفحات من المصطلحات القانونية. ولكن المشكلة على األقل بسيطة :فكلما أصبحت األمور المالية أكثر تعقيدا ،كلما حاولت الھيئات التنظيمية مالحقة األحداث بتبني قواعد متزايدة التعقيد .إنه سباق تسلح لن تحظى الھيئات الحكومية التي تعاني نقص التمويل بأي فرصة للفوز به. وحتى في تسعينيات القرن الماضي ،كانت الھيئات التنظيمية لتشتكي في المناسبات الخاصة من صعوبة إيجاد موظفين لديھم القدرة على فھم سوق المشتقات المالية السريعة التطور .فالباحثون المساعدون من ذوي الخبرة التي ال تتجاوز عاما ً واحداً في العمل في مجال المشتقات المالية تزايد عليھم شركات القطاع الخاص بمرتبات تبلغ خمسة أضعاف ما يمكن أن تدفعه الحكومة لھم.
30
وفي الوقت نفسه تقريبا ،في منتصف التسعينيات ،بدأ األكاديميون في نشر أبحاثھم العلمية التي تشير إلى أن إعمال شكل من أشكال التنظيم الذاتي ھو الوسيلة الوحيدة الفعالة لتنظيم البنوك الحديثة .فلندع البنوك تصمم أنظمة خاصة بھا إلدارة المخاطر ،ثم نراجعھا بالقدر المحدود المتاح لنا ،ثم نعاقبھا بعد ذلك بشدة إن نتج عنھا خسارة تتجاوز الحدود المتفق عليھا. ولقد زعم العديد من االقتصاديين أن ھذه النماذج الذكية كانت معيبة ،ألن التھديد بالعقوبة ال يمثل وسيلة ردع ذات مصداقية ،وخاصة في حالة االنھيار الشامل الذي يؤثر في جزء كبير من النظام المالي .ولكن األبحاث ُنشِ رت واألفكار ُ ط ِّب َقت على أية حال .وال جدوى من تعديد العواقب. وبطبيعة الحال ،ليس من السھل تشريع اإلصالح المالي في ظل ركود االقتصاد العالمي ،خشية أن يتسبب ھذا في تعويق االئتمان وتحويل التعافي البطيء إلى حالة من الركود الشامل .ومن المؤكد أن األكاديميين يتحملون أيضا ً المسؤولية عن ھذا الجمود ،فالعديد منھم ال يزال يدافع عن نماذج أنيقة ولكنھا معيبة للغاية ألسواق مثالية تعمل على خلق وھم السالمة لنظام ھو في الحقيقة عُرضة للخطر الشديد. إن الفكرة العصرية المتمثلة في السماح للبنوك بإصدار ''رأس المال المشروط'' )الديون التي تتحول إلى أسھم عند وقوع األزمات الشاملة للنظام بالكامل( لم تعد تتمتع بقدر من المصداقية يفوق القدر الذي تتمتع به فكرة االلتزام بمعاقبة البنوك بشدة في حالة حدوث أزمة .والواقع أن االستعانة بنظام أبسط وأكثر شفافية من شأنه أن يؤدي في نھاية المطاف إلى المزيد من اإلقراض وقدر أعظم من االستقرار .فقد حان الوقت للرجوع إلى العقل والحكمة في تنظيم األسواق المالية
( ' ' & א ,د א 2,1؟ ُترى إلى متى قد تستمر أسعار الفائدة المنخفضة إلى مستويات غير مسبوقة على العمالت الرئيسية؟ كانت أسعار الفائدة لعشر سنوات في الواليات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا تدور حول مستوى الـ ١٫٥في المائة الذي لم يكن متصوراً من قبل. وفي اليابان انحدر سعر الفائدة لعشر سنوات إلى ما دون ٠٫٨في المائة .ويبدو أن المستثمرين العالميين على استعداد لقبول أسعار الفائدة ھذه المتدنية إلى حد غير عادي ،ولو أنھم ال يبدون أي استعداد للتعويض عن التضخم المتوقع .والواقع أن 31
أسعار الفائدة على سندات الخزانة األمريكية المعدلة وفقا ً للتضخم أصبحت اآلن سلبية لمدة تصل إلى ١٥عاما. ولكن ھل ھذا الوضع االستثنائي مستقر؟ في المدى القريب جدا، بكل تأكيد؛ بل إن أسعار الفائدة قد تنخفض إلى مستويات أدنى. ولكن على المدى األبعد فإن ھذا الوضع غير مستقر بكل تأكيد. ھناك ثالثة عوامل تكمن وراء العائد المنخفض اليوم .فأوالً وقبل كل شيء ،ھناك ''تخمة االدخار العالمية'' ،وھي الفكرة التي اكتسبت شعبيتھا بسبب خطاب ألقاه رئيس مصرف االحتياطي الفيدرالي الحالي بن برنانكي في عام .٢٠٠٥وألسباب عديدة ،أصبحت ال َغ َلبة للمدخرين في عديد من مناطق العالم . وھناك دوافع مماثلة تملي ھذا التراكم الشديد لالحتياطيات في أسواق ناشئة أخرى. وأخيرا ،تسعى الدول المصدرة للنفط مثل السعودية واإلمارات إلى وضع بعض الثروة جانبا ً أثناء سنوات الرخاء. وثانيا ،في جھودھا لمكافحة األزمة المالية ،كانت كل المصارف المركزية الرئيسة حريصة على خفض أسعار الفائدة القصيرة األمد إلى قُرب الصفر ،وال يوجد مخرج واضح في األفق .إن أي جھد في األوقات العادية من ِق َبل أي مصرف مركزي لخفض أسعار الفائدة القصيرة األمد إلى مستويات متدنية للغاية ولفترة أطول مما ينبغي يسفر عن نتائج عكسية .ولم يحدث ھذا حتى اآلن ،ألن المصارف المركزية كانت حريصة على تكرار شعار معدل التضخم المنخفض في األجل ُسحب قبل أن تتجمع القوى الطويل .وكان ذلك كافيا ً إلقناع األسواق بأن أي حافز سي َ التضخمية بقدر كبير. ولكن ھناك عامل ثالث أصبح واضحا ً في اآلونة األخيرة .فالمستثمرون يشعرون بالقلق على نحو متزايد إزاء احتماالت االنھيار المالي العالمي ،الذي قد ينشأ في أوروبا على األرجح ،في ظل التأثيرات المترتبة على الھاوية المالية في الواليات المتحدة ،وعدم االستقرار السياسي في الشرق األوسط ،والتباطؤ في الصين.
32
โ ซู ู ุงู ุงุฌุชู ุงุน ฺพุฐู ุงู ุนู ุงู ู ุงู ุซุงู ุซุฉ ุงู ุณุจุจ ู ุฑุงุก ุฎู ู ''ุงู ุนุงุตู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉ'' ุฃู ุณุนุงุฑโ ฌ โ ซุงู ู ุงุฆุฏุฉ ุงู ู ู ุฎู ุถุฉ ู ู ุบุงู ุฉโ ช .โ ฌู ู ู ู ุฅู ู ุฃู ู ุฏู ู ุฏ ุชุณุชู ุฑ ฺพุฐู ุงู ุนุงุตู ุฉุ โ ฌ โ ซู ุฑู ุจุงโ ช ุ โ ฌุณุชู ู ู ุฃู ู ุงู ู ุง ู ู ุงู ู ุถุน ู ู ุณู โ ช .โ ฌู ู ู ู ุงุญู ุฉ ุฃุฎุฑู โ ช ุ โ ฌู ุฅู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุงุชโ ฌ โ ซุงุณุชุฎุฑุงุฌ ุงู ุทุงู ุฉ ุงู ุฌุฏู ุฏุฉโ ช ุ โ ฌุฌู ุจุง ู ุฅู ู ุฌู ุจ ู ุน ู ุณุงุฑ ุฃู ุซุฑ ู ุนู ู ุฉ ู ู ู ู ู ุงู ุนุงู ู ู โ ช ุ โ ฌุชุคุซุฑโ ฌ โ ซุจุดู ู ู ุงุถุญ ู ู ุฃุณุนุงุฑ ุงู ุณู ุน ุงุฃู ุณุงุณู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุชู ุชุทุน ู ุณู ุง ู ู ุจู ุฑุงู ู ู ู ู ุงุฆุถ ู ุตุฏุฑู โ ฌ โ ซุงู ุณู ุน ุงุฃู ุณุงุณู ุฉ ู ู ุงุฃู ุฑุฌู ุชู ู ู ุงู ุณุนู ุฏู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุซุงู ู ุงโ ช ุ โ ฌุณู ู ุชุดู ุนุฏู ุฏ ู ู ุงู ู ุตุงุฑู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ )ู ุฅู ู ู ู ู ู ู ู ฺพุง ุจุงู ุถุฑู ุฑุฉ( ู ู โ ฌ โ ซู ฺพุงู ุฉ ุงู ู ุทุงู ุงู ู ู ู ู ุฉ ุงู ุชู ู ุฏ ุชู ู ู ฺพุง ู ู ุชู ู ู ุฏ ุชู ู ุนุงุช ุชุถุฎู ุฃุนู ู โ ช .โ ฌู ุณู ู ุชุถุทุฑโ ฌ โ ซุฅู ู ุงู ุชุณุงู ุญ ู ุน ู ุณุชู ู ุงุช ุฃุนู ู ู ู ุงู ุชุถุฎู ู ู ุณู ู ุฉ ุฅู ุฑุบุงู ุงู ู ุณุชุซู ุฑู ู ุนู ู โ ฌ โ ซุงุงู ุณุชุซู ุงุฑ ู ู ุฃุตู ู ุญู ู ู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุฃุฌู ุงู ุชุนุฌู ู ุจุนู ู ู ุฉ ุชู ู ู ุต ุงู ุฏู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุขู ู ุฉ ู ุชู ุณู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุชุณู ู ุฉ ุงู ฺพุงุจุทุฉ ู ุฃู ุฌู ุฑ ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ู ุฃุณุนุงุฑ ุงู ู ุณุงู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ุจู ู ุงู ฺพุฑุงุก ุฃู ู ุฒุนู ุฃู ุงู ู ุตุงุฑู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ ุนุงุฌุฒุฉ ู ุบู ุฑ ู ุงุฏุฑุฉ ุชู ุงู ุง ู ุนู ู โ ฌ โ ซุฑู ุน ุชู ู ุนุงุช ุงู ุชุถุฎู ู ฺพู ุง ุญุงู ู ุชโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุซุงู ุซุงโ ช ุ โ ฌุณุชุชุจุฏุฏ ุงู ุณุญุจ ุงู ุชู ุชุฎู ู ุนู ู ุณู ุงุก ุฃู ุฑู ุจุงโ ช ุ โ ฌู ู ู ุฃู ู ู ุฃุนุชุฑู ุจุฃู ฺพุฐุง ู ู โ ฌ โ ซุบู ุฑ ุงู ู ุฑุฌุญ ุฃู ู ุญุฏุซ ู ู ุฃู ู ู ุช ู ุฑู ุจโ ช .โ ฌุจู ุฅู ุงุฃู ู ู ุฑ ู ู ุงู ู ุฑุฌุญ ุฃู ุชุชู ุงู ู โ ฌ โ ซุณู ุกุงู ู ุจู ุฃู ุชุชุญุณู โ ช ุ โ ฌู ู ู ุณ ู ู ุงู ุตุนุจ ุนู ู ุงุฅู ุทุงู ู ุฃู ู ุชุฎู ู ุฅุนุงุฏุฉ ฺพู ู ู ุฉ ุนู ู ู ุฉโ ฌ โ ซู ู ู ุทู ุฉ ุงู ู ู ุฑู โ ช .โ ฌู ู ุน ฺพุฐุง ู ุฅู ุญู ุฃุฒู ุฉ ุงู ู ู ุฑู โ ช ุ โ ฌุฃู ุง ู ู ุงู ุงุงู ุชุฌุงู ุงู ุฐู ุณุชุณู ู ู ุงุฃู ุฒู ุฉโ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซุณู ุนู ู ุนู ู ุฅู ฺพุงุก ุญุงู ุฉ ุนุฏู ุงู ู ู ู ู ุงู ุดุฏู ุฏุฉ ุงู ุชู ุชุฎู ู ุนู ู ุงู ุชู ู ุนุงุช ุงู ู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุฏ ุชุณุชู ุฑ ุฃุณุนุงุฑ ุงู ู ุงุฆุฏุฉ ุงู ู ู ุฎู ุถุฉ ู ู ุบุงู ุฉ ุจุนุถ ุงู ู ู ุชโ ช .โ ฌู ู ู ุงู ู ุคู ุฏ ุฃู ุฃุณุนุงุฑ ุงู ู ุงุฆุฏุฉโ ฌ โ ซู ู ุงู ู ุงุจุงู ุธู ุช ู ุณุชู ุฑุฉ ุนู ุฏ ู ุณุชู ู ุงุช ู ุชุฏู ู ุฉ ู ู ุบุงู ุฉ ู ู ุชุฑุฉ ุทู ู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ู ุจุนุถโ ฌ โ ซุงุฃู ู ู ุงุช ู ุงุตู ุช ฺพุจู ุทฺพุง ุญุชู ุนู ุฏู ุง ุจุฏุง ุงุฃู ู ุฑ ู ู ุฃู ู ู ู ุบู ุฑ ุงู ู ู ู ู ุฅุงู ุฃู ุชุฑุชู ุนโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ู ุฏู ู ุงู ู ู ู ุฉ ุฃุณุนุงุฑ ุงู ู ุงุฆุฏุฉ ุงู ู ู ุฎู ุถุฉ ุงู ู ู ู ู ู ุณุช ู ุณุชู ุฑุฉ ุชู ุงู ุงโ ช .โ ฌุจู ุฅู ุงุณุชู ุฑุงุฑฺพุงโ ฌ โ ซฺพุฐุง ู ุฏ ู ู ุญู ุจุณุฑุนุฉ ู ู ุญู ุธุฉโ ฌ
โ ซื โ ช ; 3โ ฌู ู ื ื ุฏ ู ู โ ฌ โ ซุฅู ุนุฏู ุฏุง ู ู โ ช -โ ฌุฅู ู ู ู ู ู ู ู โ ช -โ ฌู ุดุงู ู ุงุงู ู ุชุตุงุฏ ุงู ู ู ู ุงุฃู ู ุซุฑ ุฅู ุญุงุญุง ู ุนู ู ู ุณุชู ู โ ฌ โ ซุงู ุนุงู ู ุชุชุนู ู ุจุงุฃู ุนุจุงุก ุงู ฺพุงุฆู ุฉ ุงู ุชู ุชู ุฑุถฺพุง ู ุงู ุฉ ุฃุดู ุงู ุงู ุฏู ู ู โ ช .โ ฌู ู ู ุฃู ุฑู ุจุง ู ฺพุฏุฏโ ฌ โ ซโ ช33โ ฌโ ฌ
مزيج سام من الديون العامة والمصرفية والخارجية في الدول الواقعة على أطراف القارة بإرباك منطقة اليورو .وعلى الضفة األخرى من األطلسي ،أسفرت األزمة بين الديمقراطيين ،وحزب الشاي ،والجمھوريين المنتمين إلى المدرسة القديمة عن إنتاج قدر غير عادي من عدم اليقين حول الكيفية التي قد تتمكن بھا الواليات المتحدة في األمد البعيد من إغالق العجز الحكومي الذي بلغ ٨في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي .ومن ناحية أخرى بلغ عجز الموازنة في اليابان ١٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي ،حتى مع تحول أفواج متزايدة من المتقاعدين الجدد من شراء السندات اليابانية إلى بيعھا. ولكن بعيداً عن اللوم والتقريع ،ماذا ينبغي للحكومات أن تفعل؟ من بين المقترحات المتطرفة ذلك العالج التبسيطي الذي ابتكره جون ماينارد كينز ،الذي يفترض أن العجز الحكومي ال يشكل أھمية عندما يكون االقتصاد في ركود عميق؛ بل كلما كان العجز أكبر كان ذلك أفضل .وعلى طرف النقيض اآلخر ھناك أنصار سقف الديون الذين يريدون من الحكومات أن تبدأ بضبط موازناتھا غدا )إن لم يكن أمس( .وكل من الحلين سطحي إلى حد خطير. إن أنصار سقف الديون يحاولون بشكل صارخ التھوين من تكاليف التكيف الھائلة المترتبة على ''التوقف المفاجئ'' المفروض ذاتيا ً عن تمويل الديون .وھذه التكاليف ھي على وجه التحديد السبب الذي يجعل الدول المفلسة مثل اليونان تواجه اضطرابات اجتماعية واقتصادية ھائلة عندما تفقد األسواق المالية الثقة وينضب معين تدفقات رأس المال فجأة. بطبيعة الحال ،ھناك منطق ظاھري جذاب في أن نقول إن الحكومات يتعين عليھا أن تضبط موازناتھا مثل بقيتنا؛ ولكن من المؤسف أن األمر ليس بھذه البساطة. فالحكومات عادة تلتزم بعدد ال يحصى من أوجه اإلنفاق الجارية المرتبطة بالخدمات األساسية مثل الدفاع الوطني ،ومشاريع البنية األساسية ،والتعليم ،والرعاية الصحية ،ناھيك عن معاشات التقاعد .وال تستطيع أي حكومة أن تتخلى ببساطة عن ھذه المسؤوليات بين عشية وضحاھا. بطبيعة الحال ،ھناك ارتباط مزدوج االتجاه بين الديون والنمو ،ولكن حاالت الركود العادية ال تدوم أكثر من عام واحد ،ومن غير الممكن أن تفسر الضيق والشدة لفترة تمتد عقدين من الزمان .وھذا العائق المفروض على النمو يأتي في األرجح من اضطرار الحكومات في نھاية المطاف إلى زيادة الضرائب ،فضالً عن انخفاض
34
اإلنفاق على االستثمار .وھذا يعني أن اإلنفاق الحكومي يوفر دفعة قوية في األمد القريب ،ولكن ھناك مفاضلة على المدى البعيد مع االنحدار في األمد البعيد. ومن الحكمة أن نالحظ أن ما يقرب من نصف حاالت ارتفاع مستويات الديون منذ عام ١٨٠٠كانت مرتبطة بأسعار فائدة حقيقية منخفضة أو طبيعية )معدلة تبعا ً للتضخم( .ويدلل على ھذا تباطؤ النمو وانخفاض أسعار الفائدة في اليابان على مدى العقدين الماضيين .فضالً عن ذلك فإن تحمل أعباء ديون ضخمة يفرض أيضا ً خطر ارتفاع أسعار الفائدة العالمية في المستقبل ،حتى من دون االنھيار على الطريقة اليونانية .وھذه ھي الحال بشكل خاص اليوم ،فبعد برامج ''التيسير الكمي'' الھائلة من ِق َبل البنوك المركزية الرئيسية ،أصبحت ھياكل الديون لدى عديد من الحكومات ذات فترات استحقاق قصيرة إلى حد غير عادي .لذا فقد أصبحت عُرضة لخطر تحول أي ارتفاع حاد في أسعار الفائدة بسرعة نسبيا ً إلى تكاليف اقتراض أعلى. ومع اقتراب عديد من االقتصادات المتقدمة اليوم من مستوى الـ ٩٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي الذي تتسم به عموما ً فترات الديون المرتفعة ،فإن توسيع العجز الضخم بالفعل ي َُعد اقتراحا ً محفوفا ً بالمخاطر ،وليس االستراتيجية الخالية من المخاطر التي يدافع عنھا التبسيطيون من أنصار جون ماينارد كينز
( د א < * א و إن االقتصاد الكلي الحديث كثيراً ما يبدو وكأنه يتعامل مع النمو االقتصادي السريع والمستقر باعتباره روح السياسة ومنتھى غاياتھا .ويتردد صدى ھذه الرسالة في المناقشات السياسية ،وغرف اجتماعات مجالس إدارة البنوك المركزية ،والعناوين الرئيسة على الصفحات األولى .ولكن ھل من المعقول حقا ً أن نجعل من النمو الھدف االجتماعي الرئيس إلى األبد ،كما تفترض كتب االقتصاد ضمنا؟ ال شك أن العديد من منتقدي اإلحصاءات االقتصادية القياسية ساقوا العديد من الحجج لصالح االستعانة بقياسات أوسع نطاقا ً للرفاھة الوطنية ،مثل متوسط العمر المتوقع عند الوالدة ،ومعرفة القراءة والكتابة ،وما إلى ذلك .وتشتمل مثل ھذه التقييمات على تقرير األمم المتحدة للتنمية البشرية ،وأخيرا لجنة قياس األداء االقتصادي والتقدم االجتماعي التي ترعاھا فرنسا بقيادة خبراء االقتصاد جوزيف ستجيليتز ،وأماريتا سِ ن ،وجان بول فيتوسي. 35
بيد أن األمر قد ينطوي على مشكلة أعمق من ضيق األفق اإلحصائي :فشل نظرية النمو الحديثة في التأكيد بالقدر الكافي على أن البشر في حقيقة األمر مخلوقات اجتماعية .فھم يقيمون رفاھتھم استناداً إلى ما يرونه من حولھم ،وليس استناداً إلى معيار قياس مطلق. من المالحظات الشھيرة التي أبداھا رجل االقتصاد ريتشارد استيرلين أن الدراسات ظھر قدراً ضئيالً إلى حد مدھش من التطور في العقود التي االستقصائية ''للسعادة'' ُت ِ تلت الحرب العالمية الثانية ،على الرغم من ميل الدخول إلى النمو بشكل واضح. وغني عن القول إن النتيجة التي خلص إليھا استيرلين تبدو أقل معقولية بالنسبة للدول الفقيرة للغاية ،حيث تسمح الدخول السريعة االرتفاع للمجتمعات عادة بإدخال تحسينات كبيرة على حياتھم ،ومن المفترض أن يرتبط ھذا بقوة بأي قياس معقول للرفاھة اإلجمالية.
ولكن في االقتصادات المتقدمة ،يكاد يكون من المؤكد أن السلوك المعياري يشكل عامالً بالغ األھمية في تحديد الكيفية التي يقيم بھا الناس رفاھتھم .وإذا كان األمر كذلك ،فإن نمو الدخل المعمم قد يؤدي إلى رفع مثل ھذه التقييمات بوتيرة أبطأ كثيراً مما قد يتوقع المرء بالنظر إلى الكيفية التي قد يؤثر بھا ارتفاع دخل أحد األفراد نسبة إلى اآلخرين على رفاھته .وعلى نحو مماثل فإن معايرة السلوك قد تعني ضمنا ً حسابات مختلفة للمقايضات بين النمو وغيره من التحديات االقتصادية ،مثل التدھور البيئي ،مقارنة بما تشير إليه نماذج النمو التقليدية. 36
والواقع أن الھوس بتعظيم نمو متوسط الدخل في األمد البعيد إلى األبد ينطوي على قدر من السخف يتمثل في إھمال مخاطر واعتبارات أخرى .ولنتأمل ھنا تجربة فكرية بسيطة .تخيل أن نصيب الفرد في الدخل الوطني )أو مقياس آخر أوسع للرفاھة( من المفترض أن يرتفع بنسبة ١في المائة سنويا ً على مدى القرنين المقبلين) .ھذا ھو االتجاه التقريبي لمعدل نمو نصيب الفرد في الدول المتقدمة في األعوام األخيرة( .فمع نمو الدخل السنوي بنسبة ١في المائة ،فإن الجيل الذي سيولد بعد ٧٠عاما ً من اآلن سيتمتع بضعف متوسط الدخل الحالي تقريبا .وعلى مدى قرنين من الزمان سينم متوسط الدخل إلى ثمانية أمثاله. واآلن فلنفترض أننا نعيش في ظل اقتصاد أسرع نموا ،حيث يرتفع نصيب الفرد في الدخل بنسبة ٢في المائة سنويا .في ھذه الحالة فإن نصيب الفرد في الدخل سيتضاعف بعد ٣٥عاما ً فقط ،ثم يرتفع إلى ثمانية أمثال مستواه الحالي في غضون قرن واحد من الزمان. بطبيعة الحال ،تنظر البلدان في العالم الحقيقي إلى النمو في األمد البعيد باعتباره جزءاً ال يتجزأ من أمنھا الوطني ومركزھا العالمي .والواقع أن البلدان المثقلة بالديون ،وھي المجموعة التي تضم اليوم أغلب االقتصادات المتقدمة ،تحتاج إلى النمو لمساعدتھا على الخروج من ورطتھا ،ولكن ما دمنا نتحدث عن افتراض بعيد األمد ،فإن حجة التركيز على النمو ليست شاملة كما يريد لنا العديد من صناع القرار السياسي والمنظرين االقتصاديين أن نتصور. في فترة تتسم بقدر عظيم من عدم اليقين االقتصادي ،قد يبدو من غير الالئق أن نشكك في حتمية النمو .ولكن مرة أخرى ،ربما كانت األزمة ھي على وجه التحديد المناسبة األكثر مالئمة إلعادة النظر في األھداف البعيدة األمد للسياسة االقتصادية العالمية
"ل א & א *د = د ' א ) 3؟ كثيراً ما أُسأل عما إذا كانت األزمة المالية العالمية األخيرة تمثل بداية نھاية الرأسمالية الحديثة .والحق أنه لسؤال طريف ،فمن الواضح أنه يفترض وجود بديل صالح جاھز للعمل .وحقيقة األمر ھي أن البدائل الجادة الوحيدة للنموذج األنجلو
37
أمريكي المھيمن اليوم ،في الوقت الراھن على األقل ،تتلخص في أشكال أخرى من الرأسمالية. والواقع أن الرأسمالية األوروبية القارية ،التي تجمع بين المنافع الصحية واالجتماعية السخية وساعات العمل المعقولة والعطالت الطويلة والتقاعد المبكر وتوزيع الدخول العادل نسبيا ،قد تبدو وكأنھا تملك كل ما من شأنه أن يزكيھا ــــ باستثناء االستدامة .بيد أن رأسمالية الصين الداروينية ،بما تشتمل عليه من منافسة شرسة بين شركات التصدير وشبكة األمان االجتماعي الضعيفة والتدخالت الحكومية الواسعة النطاق ،يُنادَى بھا اآلن على نطاق واسع بوصفھا الوريث الحتمي للرأسمالية الغربية ،ولو لم يكن ذلك راجعا ً إال إلى حجم الصين الھائل ومعدالت نموھا الھائلة المتماسكة .إال أن النظام االقتصادي الصيني يتطور بشكل متواصل. والواقع أنه من غير الواضح على اإلطالق إلى أي مدى قد تستمر الھياكل السياسية واالقتصادية والمالية في الصين في تطوير نفسھا ،وما إذا كانت الصين ستتحول في النھاية إلى النموذج الجديد للرأسمالية .وفي كل األحوال فإن الصين ال تزال مُث َقلة بنقاط الضعف االجتماعية واالقتصادية والمالية التي تبتلي عادة الدول المنخفضة الدخل السريعة النمو
. ولعل النقطة الحقيقية الفاصلة ھنا ھي أن جميع األشكال الحالية من الرأسمالية ،كما يثبت القسم األعظم من التاريخ ،أشكال انتقالية في نھاية المطاف .فقد سلكت الرأسمالية الحديثة اليوم مساراً غير عادي منذ بداية الثورة الصناعية قبل قرنين من الزمان ،حيث نجحت في انتشال الماليين من الناس العاديين من براثن الفقر المدقع. فأوال ،فشلت حتى االقتصادات الرأسمالية الرائدة في تثمين المنافع العامة مثل الھواء النظيف والمياه بشكل فعّال .وكان فشل الجھود الرامية إلى إبرام اتفاقية عالمية جديدة لتغير المناخ من األعراض الدالة على ھذا الشلل. وثانيا ،إلى جانب الثروات العظيمة ،أنتجت الرأسمالية مستويات غير عادية من التفاوت وعدم المساواة .والواقع أن ھذه الفجوة المتنامية ُت َعد إلى حد ما نتاجا ً ثانويا ً بسيطا ً لإلبداع وروح المغامرة التجارية .فالناس ال يتذمرون من نجاح ستيف جوبر؛ 38
ألن إسھاماته واضحة .ولكن ھذه ليست الحال دوما :فالثروات العظيمة تمكن الجماعات واألفراد من شراء السلطة السياسية والنفوذ ،وھو ما يساعد بالتالي في توليد المزيد من الثروات. وتتلخص المشكلة الثالثة في توفير وتوزيع خدمات الرعاية الطبية ،وھي السوق التي فشلت في تلبية العديد من المتطلبات األساسية الالزمة لجعل آلية األسعار قادرة على إنتاج الكفاءة االقتصادية. وتتفاقم ھذه المشكلة سوءا :فمن المؤكد أن تكاليف الرعاية الصحية كنسبة من الدخل سترتفع مع اكتساب المجتمعات المزيد من الثراء وتقدم سكانھا في السن ،حتى أنھا قد تتجاوز ٣٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي في غضون بضعة عقود من الزمان .ففي سوق الرعاية الصحية ،وربما أكثر من أي سوق أخرى ،تكافح العديد من الدول تلك المعضلة األخالقية المتمثلة في اإلبقاء على الحوافز الالزمة لتحسين كفاءة اإلنتاج. والمشكلة الرابعة أن األنظمة الرأسمالية اليوم تقلل إلى حد كبير من قيمة رفاھية األجيال التي لم تولد بعد .صحيح أن ھذه المشكلة لم تمثل أھمية ُتذ َكر على مدى القسم األعظم من عصرنا الحديث منذ انطالق الثورة الصناعية ،ألن النعمة المستمرة المتمثلة في التقدم التكنولوجي كانت كافية للتغلب على السياسات القصيرة النظر ،حيث كان كل جيل يجد نفسه في حال أفضل إلى حد كبير مقارنة بالجيل السابق. وتمثل األزمات المالية مشكلة خامسة بكل تأكيد ،بل ولعلھا المشكلة التي استفزت القدر األعظم من البحث عن الذات أخيرا .ففي عالم التمويل ،لم ينجح اإلبداع التكنولوجي المتواصل في الحد من المخاطر بشكل واضح ،بل وربما كان سببا ً في تضخيمھا. ُترى ھل تصبح الرأسمالية ضحية لنجاحھا في إنتاج الثروات الضخمة؟ في الوقت الراھن ،وعلى الرغم من تحول موضوع زوال الرأسمالية إلى قضية مألوفة في المنتديات ،فإن االحتمال يبدو بعيداً للغاية .ولكن في ظل التحديات المتنامية المتمثلة في التلوث ،وانعدام االستقرار المالي ،والمشاكل الصحية ،والتفاوت بين الناس ،فإن مستقبل الرأسمالية بعد بضعة عقود من الزمان قد ال يبدو آمنا ً إلى الحد الذي قد يبدو عليه اآلن
39
( 21ع א و و ) 1א ذ) على الرغم من إدراكي لصعوبة تفسير أو فھم أسعار الصرف عادة ،فإنني أجد أن متانة قيمة اليورو النسبية اليوم أمر غامض بعض الشيء .فھل يتصور أباطرة أسواق العملة حقا أن ''الحزمة الشاملة'' األخيرة التي أقرتھا حكومات منطقة اليورو إلنقاذ اليورو ستصمد ألكثر من بضعة أشھر؟ إن الخطة الجديدة تعتمد على خليط مريب من حيل الھندسة المالية المثيرة للشكوك والوعود المبھمة بتمويل آسيوي متواضع .حتى إن الجزء األفضل من الخطة ،أو االقتراح الذي لم يتم االتفاق عليه بعد بالفعل بتقليم أصل الدين السيادي اليوناني لدى القطاع الخاص بنسبة ٥٠في المائة ،ال يكفي لحل مشكالت الدين والنمو العميقة التي يعانيھا ذلك البلد. كيف إذن يتم تداول اليورو على ارتفاع بنسبة ٤٠في المائة في مقابل الدوالر األمريكي ،حتى مع استمرار المستثمرين في النظر إلى ديون حكومات جنوب أوروبا بقدر عظيم من التشكك؟ أستطيع أن أفكر في سبب واحد جيد للغاية لتبرير ضرورة ھبوط قيمة اليورو ،وستة أسباب غير مقنعة لبقائه مستقرا أو ارتفاع قيمته. ولنبدأ بالسبب وراء ضرورة ھبوط قيمة اليورو. ولكن في ضوء ھذه الحقائق ،ما الحجج الداعمة للقيمة الحالية لليورو ،أو ارتفاع قيمته في المستقبل؟ أوال :قد يوھم المستثمرون أنفسھم بأن بلدان شمال أوروبا ،وفقا ألسوأ سيناريو ممكن ،ستدفع البلدان األضعف عمليا إلى الخروج من منطقة اليورو ،فينشأ نتيجة لذلك يورو خارق .ولكن في حين قد يحمل ھذا السيناريو مسحة من الحقيقة فمن المؤكد أن أي تفكك لمنطقة اليورو سيكون مؤلما للغاية ،مع انحدار اليورو إلى مستويات متدنية قبل أن يتعافى في ھيئته الجديدة. وثانيا :ربما يتذكر المستثمرون أنه حتى مع أن الدوالر كان في بؤرة الذعر المالي في عام ،٢٠٠٨فإن العواقب انتشرت على نطاق واسع حتى أن قيمة الدوالر ارتفعت على نحو ال يخلو من المفارقة .ورغم أنه قد يكون من الصعب أن نوصل بين النقاط فمن المحتمل تماما أن يؤدي اندالع أزمة يورو كبرى إلى تأثير كرة الثلج في الواليات المتحدة وأماكن أخرى من العالم .وربما تتم آلية االنتقال عبر البنوك األمريكية ،التي ال يزال العديد منھا عُرضة للخطر ،نظرا للرسملة غير الكافية 40
والمحافظ الضخمة لقروض الرھن العقاري المسجلة بأعلى كثيرا من قيمتھا السوقية. وثالثا :قد تكون البنوك المركزية األجنبية وصناديق الثروة السيادية حريصة على االستمرار في شراء اليورو بھدف التحوط ضد المخاطر المحيطة باقتصاد الواليات المتحدة وباقتصاد بلدانھا .والواقع أن المستثمرون الحكوميين ليسوا مدفوعين بالضرورة بحسابات تعظيم العائد التي تحفز مستثمري القطاع الخاص. ورابعا :قد يتصور المستثمرون أن المخاطر في الواليات المتحدة ال تقل ضخامة عن نظيراتھا في أوروبا .والواقع أن النظام السياسي في الواليات المتحدة يبدو معوقا فيما يتعلق بالتوصل إلى خطة لتثبيت استقرار العجز في الموازنة في األمد المتوسط .وفي حين من المرجح أن تنتھي ''اللجنة الخارقة'' التابعة للكونجرس األمريكي ،والمكلفة بصياغة حزمة لضبط األوضاع المالية ،إلى اقتراح ،فإنه ليس من الواضح على اإلطالق ما إذا كان الجمھوريون أو الديمقراطيون راغبين في قبول حل وسط في عام االنتخابات. وخامسا :ال تبدو القيمة الحالية لليورو بعيدة كثيرا عن المستوى الالئق من حيث القوة الشرائية .فسعر الصرف عند معدل ١٫٤دوالر في مقابل اليورو ُي َعد رخيصا بالنسبة لقطاع التصدير األلماني القوي ،والذي ربما يتمكن من العمل بشكل طيب حتى في حالة ارتفاع قيمة اليورو إلى مستويات أعلى كثيرا .ولكن بالنسبة للبلدان الطرفية الجنوبية في منطقة اليورو فإن التعامل مع سعر اليورو اليوم أمر بالغ الصعوبة
"ل ;3دوق א 3د א دو ط ق &و و) ؟ مع استمرار أزمة منطقة اليورو في التفاقم ،فقد يقر صندوق النقد الدولي بالحاجة إلى إعادة تقييم نھجه في التعامل مع األزمة .وتشكل الدعوة التي أطلقتھا كريستين الجارد المديرة اإلدارية الجديدة لصندوق النقد الدولي أخيرا إلعادة التمويل القسري للنظام المصرفي المفلس في أوروبا بداية جيدة .والواقع أن ردة الفعل الغاضبة من جانب المسؤولين األوروبيين -الذين أصروا على أن البنوك على خير ما يرام وأنھا ال تحتاج إال إلى دعم السيولة -ال بد وأن تخدم كسبب لتعزيز إصرار الصندوق على التحلي بموقف معقول في التعامل مع أوروبا. 41
حتى وقتنا ھذا ،كان الصندوق حريصا على دعم كل مبادرة أوروبية جديدة إلنقاذ البلدان المثقلة بالديون الواقعة على الحافة الخارجية لمنطقة اليورو ،فالتزم بتقديم أكثر من مائة مليار دوالر لليونان والبرتغال وإيرلندا حتى اآلن .ولكن من المؤسف أن صندوق النقد الدولي ال يجازف اآلن بأموال بلدانه األعضاء فحسب ،بل وقد يجازف في النھاية بمصداقيته المؤسسية. قبل عام واحد فقط ،وأثناء االجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن ،كان كبار المسؤولين يخبرون كل من يرغب في االستماع بأن حالة الذعر من الديون السيادية األوروبية ليست أكثر من زوبعة في فنجان .وبتقديم عروض توضيحية بارعة باالستعانة ببرنامج باور بوينت وتحمل عناوين مثل ''التخلف عن السداد في االقتصادات المتقدمة اليوم :غير ضروري ،وغير مرغوب ،وغير مرجح'' ،حاول الصندوق إقناع المستثمرين بأن ديون منطقة اليورو كانت صلبة كالصخر. حتى أن صندوق النقد الدولي زعم فيما يتصل باليونان أن ديناميكية الدين لم تكن تشكل مصدرا للقلق البالغ ،وذلك بفضل النمو المتوقع واإلصالحات .ناھيك عن الخلل الواضح في منطق الصندوق ،أو على وجه التحديد أن البلدان مثل اليونان والبرتغال تواجه مخاطر خاصة بالسياسات والتنفيذ أشبه بتلك التي تواجھھا األسواق الناشئة وليس االقتصادات المتقدمة حقا مثل ألمانيا والواليات المتحدة. ربما كان بوسع المرء أن يخمن مع تدھور الموقف أن صندوق النقد الدولي سيرھن معتقداته بتحركات السوق ،وسيتبنى نبرة أكثر حذرا .ولكن ما حدث بدال من ذلك ھو أن أحد كبار المسؤولين أعلن في االجتماع التحضيري لصندوق النقد الدولي في نيسان )إبريل( ٢٠١١أن الصندوق يعتبر اآلن إسبانيا المتعثرة دولة تنتمي إلى قلب منطقة اليورو مثل ألمانيا ،وليست دولة واقعة على محيط المنطقة الخارجي مثل اليونان أو البرتغال أو إيرلندا. من الواضح أن ذلك اإلعالن كان من المفترض أن يدعو المستثمرين إلى الخروج باستنتاج مفاده بأنھم ألغراض عملية ال بد أن يفكروا في الديون اإلسبانية واأللمانية باعتبارھا متطابقة -وبھذا نعود إلى الغطرسة القديمة التي اتسمت بھا منطقة اليورو .حتى أن رد فعلي الساخر كان'' :يا للھول! اآلن ال بد أن صندوق النقد الدولي يتصور أن بعض بلدان منطقة اليورو األساسية أصبحت عُرضة لخطر العجز عن سداد ديونھا'' .بفضل خدمتي ككبير لخبراء االقتصاد لدى صندوق النقد الدولي أثناء الفترة ،٢٠٠٣-٢٠٠١فأنا على دراية باضطرار الصندوق إلى السير على حبل مشدود بين بناء ثقة المستثمرين وزعزعة شعور صناع القرار السياسي 42
بالرضا عن الذات .ولكن التحلي بالحذر في خضم األزمة أمر يختلف عن قذف الناس بالھراء. كان رجل االقتصاد الراحل جورج ستيجلر من مدرسة شيكاغو ليصف الدور الذي يلعبه صندوق النقد الدولي في أوروبا باعتباره مرآة عاكسة ''لألسر التنظيمي'' الحاد .أو نستطيع أن نقول بتعبير أكثر بساطة إن أوروبا والواليات المتحدة تتحكمان في قدر أعظم مما ينبغي لھما من القوة في صندوق النقد الدولي ،وأن تفكيرھما ميال إلى فرض الھيمنة .إن أكثر ما قد يحتاج إليه زعماء أوروبا من صندوق النقد الدولي يتلخص في القروض الميسرة والدعم الخطابي القوي .ولكن ما تحتاج إليه أوروبا حقا ً ھو ذلك النوع من التقييم األمين والحب الصارم الذي عمل صندوق النقد الدولي تقليديا ً على تقديمه لعمالء آخرين أقل نفوذا على الصعيد السياسي. إن البقعة العمياء التي تميز صندوق النقد الدولي في التعامل مع أوروبا حتى وقتنا ھذا ال ترجع إال جزئيا إلى قوة التصويت التي تتمتع بھا أوروبا .فھي نابعة أيضا من عقلية ''نحن'' و''ھم'' التي تتخلل على نحو مماثل البحوث التي تجريھا المؤسسات االستثمارية الكبرى في وال ستريت .إن المحللين الذين عملوا طيلة حياتھم مع االقتصادات المتقدمة فقط تعلموا وضع رھاناتھم على األمور التي تسير على ما يرام؛ وذلك ألن األمور طيلة العقدين اللذين سبقا األزمة كانت تسير على ما يرام غالبا -أو على خير ما يرام في واقع األمر. ولھذا السبب يصر العديد من الناس على االستمرار في افتراض مفاده أن التعافي السريع الطبيعي أصبح قاب قوسين أو أدنى .ولكن كان من الواجب أن تذكر األزمة المالية الجميع بأن التمييز بين االقتصادات المتقدمة واألسواق الناشئة ال يستند إلى خط أحمر ساطع. في خطاب ألقاه أخيرا في جاكسون ھول بوالية وايومنج ،اشتكى بن برنانكي رئيس مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي بقوة من أن الشلل السياسي ربما يشكل اآلن العائق الرئيسي أمام التعافي .ولكن المحللين المعتادين على دراسة األسواق الناشئة يدركون أن مثل ھذا الشلل يصبح من الصعب للغاية تفاديه في أعقاب أي أزمة مالية. وبدال من تصديق تأكيدات صناع القرار السياسي بخنوع ،تعلم الباحثون في األسواق الناشئة عدم الثقة في الوعود الرسمية .ففي كثير من األحيان ،ترتكب كل األخطاء التي يمكن ارتكابھا.
43
ويتعين على صندوق النقد الدولي أن يستعين بقدر أعظم من ھذا النوع من التشكك في تقييمه لديناميكيات الدين في منطقة اليورو ،بدال من السعي على نحو ال ينقطع إلى تقديم افتراضات مفتعلة من شأنھا أن تجعل الدين يبدو قابالً لالستدامة .وكل من ينظر عن كثب إلى الخيارات المعقدة المتاحة أمام أوروبا فيما يتصل بإخراج نفسھا من مأزق الديون فسوف يدرك ال محالة أن القيود السياسية ستشكل عقبة كبيرة أيا كان المسار الذي تسلكه أوروبا. وحتى خارج أوروبا ،كان صندوق النقد الدولي كثيرا ما يمنح قدرا أعظم مما ينبغي من المصداقية للحكومات القائمة ،بدال من التركيز على المصالح األبعد أمداً للبالد وشعوبھا .والواقع أن صندوق النقد الدولي ال يسدي شعوب أوروبا صنيعا ً عندما يتقاعس عن الضغط بقوة من أجل التوصل إلى حل أكثر واقعية ،بما في ذلك شطب ديون البلدان الواقعة على حافة منطقة اليورو وإعادة تخصيص ضمانات البلدان األساسية إلى أماكن أخرى. واآلن بعد أن اعترف الصندوق صراحة بثغرات رأس المال التي تعيب مواقف العديد من البنوك األوروبية ،فيتعين عليه أن يبدأ بالضغط بقوة من أجل التوصل إلى حل شامل وجدير بالثقة ألزمة الديون في منطقة اليورو ،وھو الحل الذي ال بد أن يشتمل إما على االنفصال الجزئي عن منطقة اليورو أو اإلصالح الدستوري الجوھري .إن مستقبل أوروبا ،ناھيك عن مستقبل صندوق النقد الدولي ،يعتمد على ھذا
) #وא 7א * في المؤتمر الصحافي العام الذي عقده مجلس االتحادي الفيدرالي األمريكي أخيرا، وألول مرة على اإلطالق ،قدم رئيس المجلس ِبن برنانكي دفاعا حماسيا عن سياسة المجلس التي كانت عُرضة للكثير من االنتقادات والمتمثلة في شراء كميات ھائلة من سندات الحكومة األمريكية ،والمعروفة أيضا بالتيسير الكمي .ولكن ھل كانت المبررات التي ساقھا مقنعة؟ الواقع أن أغلب خبراء االقتصاد رأوا أن أداء برنانكي كان بارعا .ولكن استمرار الدوالر في االنحدار واستمرار أسعار الذھب في االرتفاع يشير إلى قدر كبير من التشكك من جانب األسواق .ومن بين أشد األمور صعوبة في عالم األعمال 44
المصرفية أن المستثمرين يستمعون غالبا إلى رسالة مختلفة تمام االختالف عن تلك التي يعتزم البنك المركزي إرسالھا. كان بنك االحتياطي الفيدرالي مرغما بطبيعة الحال على اللجوء إلى التيسير الكمي؛ وذلك ألن أداته الطبيعية لضبط التضخم والنمو ،والمتمثلة في سعر الفائدة ليوم واحد ،بلغت مستوى الصفر بالفعل .وعلى الرغم من ذلك ،فإن االقتصاد األمريكي ال يزال بطيئا ،ويأتي ذلك مصحوبا بمستويات بطالة مرتفعة وغير مستجيبة لمحاوالت خفضھا .لقد أُلقي باللوم على التيسير الكمي عن كل شيء بداية من فقاعات أسعار األصول إلى أعمال الشغب بسبب ارتفاع أسعار الغذاء ،بل وربما حتى اللوم عن األمراض الجلدية .ولقد شن الجميع ،من وزراء المالية األجانب إلى رسامي الكاريكاتير )راجع مقطع الفيديو المنشور تحت عنوان ''تفسير التيسير الكمي''( إلى سارة بالين ،ھجوما حادا على ھذه السياسة. ويصر المنتقدون على أن التيسير الكمي ھو بداية نھاية النظام المالي العالمي ،إن لم يكن نھاية الحضارة ذاتھا .وأبرز شكاواھم تدور حول ضآلة المعروف عن الكيفية التي يعمل بھا التيسير الكمي ،والمجازفات التي يخوضھا بنك االحتياطي الفيدرالي بال ضرورة وعلى نحو قد يؤثر سلبا على النظام المالي العالمي لمجرد تحقيق فوائد متواضعة للغاية بالنسبة القتصاد الواليات المتحدة. وسواء كان المنتقدون مصيبين أو على خطأ ،فھناك أمر واحد واضح :مع تخلف بنك االحتياطي الفيدرالي عن غيره من البنوك المركزية العالمية في دورة إحكام السياسة النقدية ،ومع تفكير وكاالت التصنيف والتقييم في خفض درجة االئتمان بالنسبة ألمريكا ،انخفضت القوة الشرائية للدوالر األمريكي إلى أدنى مستوياتھا على اإلطالق في مقابل عمالت الشركاء التجاريين ألمريكا. كان دفاع برنانكي قويا وحاسما .فقد أكد أن سياسة التيسير الكمي ليست أداة غير تقليدية كما يزعم منتقدوھا .فإذا نظر المرء إلى الكيفية التي أثرت بھا ھذه السياسة على الظروف المالية ،بما في ذلك أسعار الفائدة الطويلة األجل ،والتقلب ،وأسعار األصول ،فسيتبين له أن التيسير الكمي يشبه إلى حد كبير سياسة أسعار الفائدة التقليدية ،والتي نتصور أننا نفھمھا .وعلى ھذا ،فإن المخاوف بشأن التأثيرات السلبية المفترضة لھذه السياسة مبالغ فيھا بشكل واضح ،وليس ھناك ما نستطيع أن نعتبره تحديا خاصا فيما يتصل بعكس المسار في نھاية المطاف أيضا .ولقد رد برنانكي على الشكاوى حول أسعار السلع األساسية والتضخم في األسواق الناشئة
45
قائال :إن ھذه الظواھر ترتبط بشكل أكبر بالسياسات النقدية المتراخية وأسعار الصرف الجامدة إلى حد اإلفراط في البلدان الناشئة السريعة النمو. تأتي تعليقات رئيس بنك االحتياطي الفيدرالي ھذه في لحظة حرجة وحساسة .فعلى مدى العام المقبل أو نحو ذلك ،من المرجح أن يدخل بنك االحتياطي الفيدرالي إلى دورة تشديد السياسة النقدية ،وذلك برفع أسعار الفائدة على أسس ثابتة ومستدامة. وھو ال يرغب في استعجال األمر ألن اقتصاد الواليات المتحدة ال يزال ضعيفا، حيث لم يتجاوز النمو في الربع األول ١٫٨في المائة .لكنه ال يستطيع أن ينتظر لفترة أطول مما ينبغي؛ خشية أن تنجرف توقعات التضخم على مستويات مرتفعة إلى حد خطير ،فيضطر بنك االحتياطي الفيدرالي إلى التحرك بقوة -وعلى حساب آالم اقتصادية كبيرة -من أجل تخليص النظام من التضخم. وفي إطار محاوالته للتخلص من التيسير الكمي ،يتعين على برنانكي أن يتجنب لغما أرضيا آخر ،الذي يتمثل على وجه التحديد في انھيار غير مرغوب في أسعار األصول .والواقع أن العديد من تجار ''وال ستريت'' المخضرمين مقتنعون بأن سياسة التيسير الكمي ھي ذات السياسة النقدية التي انتھجھا جرينسبان ،لكن بتعزيزھا ببعض المنشطات .وكانت سياسة جرينسبان نابعة من اعتقاد راسخ من ِق َبل رئيس بنك االحتياطي الفيدرالي السابق بأن البنك ال ينبغي له أن يحاول مقاومة االرتفاع الحاد لسوق األوراق المالية ،إال إلى الدرجة التي قد تعمل بھا ھذه السوق على تقويض استقرار أسعار السلع العادية في األمد البعيد .ولكن إذا انھارت سوق األوراق المالية بسرعة أكبر مما ينبغي ،فيتعين على بنك االحتياطي الفيدرالي أن يقلق من الركود وأن يرد بقوة من أجل تخفيف السقوط. ُترى ھل كان التجار على حق؟ وھل نستطيع أن نعتبر سياسة التيسير الكمي مجرد تكملة لسياسة جرينسبان؟ ال شك أن أسعار الفائدة المتدنية للغاية اليوم تشجع المستثمرين على ضخ األموال في أصول خطرة .وقد يزعم بنك االحتياطي الفيدرالي أن مھمة القائمين على التنظيم تتلخص في التأكد من أن فقاعات األصول ال تحث على اإلفراط في االقتراض ،ثم اندالع أزمة ديون في نھاية المطاف ،ولو أن السياسة النقدية ال بد أن تدخل في ھذا المزيج بطبيعة الحال. ونظرا للتعافي البطيء فلعل برنانكي كان ليذھب إلى ما ھو أبعد من ھذا فيزعم أن بنك االحتياطي الفيدرالي كان صاحب الرأي الصائب .وقد تكون السلطات النقدية في بلدان أخرى متقدمة اقتصاديا ،مثل البنك المركزي األوروبي ،مفرطة في االستجابة لتقلب معدالت التضخم في األمد القريب .ولكن ربما تبنى برنانكي نھجا 46
حذرا ،من منطلق رغبته في عدم إحداث مشكالت لنظرائه األجانب ،لمجرد الدفاع عن سياسة بنك االحتياطي الفيدرالي بوصفھا االختيار السليم بالنسبة ألمريكا. في الدفاع عن سياسية بنك االحتياطي الفيدرالي ،كان لزاما على برنانكي أن يتوخى الحذر وأال يذكر أي شيء قد يؤدي إلى انزعاج المستثمرين بشكل مفرط .وھناك من األسباب ما يكفي بالفعل إلصابتھم بالتوتر :ففي نھاية المطاف ال بد أن يعقب تيسير الشروط المالية فترة مؤلمة إلى حد غير عادي من تشديد السياسات .ولكن ھل يكون االقتصاد مستعدا عندما يأتي الوقت المناسب؟ إن شرح التحول الحتمي نحو تشديد السياسات وإحكامھا قد يمثل تحديا أعظم كثيرا من تفسير اللجوء إلى التيسير الكمي االستثنائي في المقام األول. يتعين على بنك االحتياطي الفيدرالي أن يتذكر دوما أنه مھما بلغ تحليله من عقالنية وھدوء فإنه يتعامل مع أسواق بعيدة كل البعد عن الھدوء والتعقل .وبسبب استثمار قدر عظيم من العواطف في سياسة التيسير الكمي ،فإن التأثيرات النفسية المترتبة على العودة إلى الحالة الطبيعية ستكون بالغة الخطورة وغير متوقعة
"ل و د ج ,ل א ؟ ُترى ھل يتعين على مزيد من البلدان أن تعمل على إنشاء مجالس استشارية مالية مستقلة لبث قدر أعظم من الموضوعية في المناقشات الدائرة حول الموازنات الوطنية؟ الواقع أن المحتال السجين بيرني مادوف لخص أخيرا مشاعر العديد من الناس إزاء السياسة المالية ،معلنا أن ''الحكومة بالكامل تدير مخططا احتياليا لتوظيف األموال''. ربما كان بوسعنا أن نعتبر ھذا الكالم مجرد أمنيات رجل سيموت في السجن بعد انھيار مخططه المالي االحتيالي الذي حطم كل األرقام القياسية ) ٥٠مليار دوالر( في عام .٢٠٠٨وأنا شخصيا ،ال أظن المكانة التي اكتسبھا مادوف في كتب األرقام القياسية سيظل باسمه لفترة طويلة .مع ذلك ،وفي ظل التركيبة الفتاكة التي تواجھھا مجموعة من أضخم الحكومات على مستوى العالم ،والتي تتألف من الديون التقليدية الھائلة ،واستحقاقات معاشات التقاعد غير المسبوقة في حجمھا ،وتباطؤ النمو ،فإن المرء ال يملك إال أن يتساءل عن كينونة الخطة المالية.
47
في بحث جديد حمل عنوان ''عشرة أعوام من الديون'' ،نثبت أنا وكارمن راينھارت أن الديون الحكومية العامة في الواليات المتحدة ،بما في ذلك الديون الفيدرالية والمحلية على مستوى الواليات ،تجاوزت اآلن المستوى القياسي الذي بلغته في نھاية الحرب العالمية الثانية ) ١٢٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي). أما اليابان فھي بطبيعة الحال في وضع أسوأ كثيرا ،حيث تجاوز مجموع ديون الحكومة ٢٠٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي .ورغم أن االحتياطيات من النقد األجنبي تعوض جزئيا عن ھذه النسبة الھائلة ،فإن اليابان تواجه اآلن تكاليف جھود اإلغاثة الھائلة بعد الكارثة التي ضربتھا -ھذا إلى جانب الميول الديموغرافية )السكانية( الباعثة على االكتئاب في البالد .والعديد من البلدان الغنية األخرى بلغت مستويات الديون لديھا ارتفاعات غير مسبوقة منذ ١٥٠عاما ،على الرغم من السالم النسبي في قسم كبير من العالم. خرج سھل للخروج من ھذه المآزق .فاآلن تعمل أسعار الفائدة العالمية وال يوجد َم َ المنخفضة على تقييد تكاليف خدمة الديون ،ولكن مستويات الديون لن تنخفض إال بالتدريج البطيء وعلى مدى فترات طويلة ،في حين قد ترتفع أسعار الفائدة الحقيقية )المعدلة حسب التضخم( بسرعة أكبر كثيرا ،حتى بالنسبة للبلدان الغنية .والواقع أن أزمات الديون ھذه تبدو وكأنھا خرجت إلى الوجود على حين غرة وبال أي مقدمات، فضربت البلدان التي ال تحتمل مسارات ديونھا ببساطة أي مجال للخطأ أو المحن غير المدبرة. إن األثر الوحيد األكثر فورية ومباشرة لتبني سياسة مالية مستقلة يتلخص في كبح جماح اإلنفاق من خالل خلق توقعات حكومية مصاحبة شديدة التفاؤل فيما يتصل بالنمو والعائدات .ومن حيث المبدأ ،يستطيع أي مجلس استشاري مستقل ومحترم أن يرغم الحكومات أيضا على االعتراف بالتكاليف المستترة المرتبة على الضمانات الحكومية والديون غير الداخلة في الموازنات العمومية. لقد حان اآلن وقت النظر في تبني توجھات جديدة .ال شك أن أي تغيير بسيط منفرد غير كاف في حد ذاته على إزالة االنحراف الھائل في اتجاه اإلنفاق باالستدانة في أغلب األنظمة السياسية الحديثة .ولن ينجح أي تغيير بسيط منفرد في الحيلولة دون خطر تفاقم الديون في المستقبل وأزمات التضخم .والواقع أن العديد من البلدان تحتاج إلى إصالحات جذرية لجعل أنظمتھا الضريبية أكثر كفاءة وجعل برامج االستحقاقات -بما في ذلك خطط المعاشات التقاعدية -أكثر واقعية.
48
كان ظھور المجالس االستشارية المالية أخيرا بمثابة بداية مؤسسة واعدة .والواقع أن عددا من البلدان ،ومنھا الدنمرك وھولندا والواليات المتحدة وبلجيكا ،لديھا ھيئات مراقبة مالية راسخة ،مثل مكتب الميزانية التابع للكونجرس األمريكي .ولكن في حين أثبتت ھذه المؤسسات األقدم أنھا مفيدة للغاية ،فإنھا مقيدة إلى حد كبير. فمكتب الميزانية التابع للكونجرس األمريكي على سبيل المثال يتمتع بحرية إصدار التوقعات المالية الطويلة األمد استنادا إلى أفضل تقديراته للنمو ،لكنه مضطر إلى حد كبير إلى تقبل ''إصالحات سريعة'' غير واقعية على المستوى السياسي في المستقبل ،وبقيمة اسمية ،تعمل إلى حد ما على تحييد الفعالية المحتملة ألي انتقاد لسياسات العجز. ولتعزيز المصداقية ،تتحرك مجموعة من الحكومات بحذر نحو إنشاء مجالس مالية تتمتع بقدر أعظم من االستقالل ،وباعتبار البنوك المركزية نموذجا لھا في كثير من األحيان .وتتضمن الطليعة الجديدة مجالس من ھذا النوع في السويد والمملكة المتحدة وسلوفينيا وكندا. ويتمتع المجلس المالي في السويد بتفويض واسع بشكل خاص ،األمر الذي يمنحه الصالحية ليس فقط إلصدار التوقعات ،بل وأيضا للنظر بشكل أكثر عمقا في الدوافع التي تحرك السياسات الحكومية والعواقب التي قد تترتب عليھا .ومن حيث المبدأ ،يستطيع أي مجلس مالي مستقل أن يقدم مساعدات ال تقدر بثمن أثناء األزمة المالية .ففي الواليات المتحدة ،كان بوسع ھيئة من ھذا النوع أن تزن التكاليف والفوائد المترتبة على خطط اإلنقاذ ،بل وربما المساعدة في إنھاء شلل الكونجرس وتشجيعه على منح دافعي الضرائب المزيد من الجانب اإليجابي من المخاطر. من قبيل المبالغة أن نتوقع أن تكتسب ھذه المؤسسات المالية الجديدة أھمية البنوك المركزية أو سطوتھا ،على األقل في أي وقت قريب .فھناك إجماع أكبر على السياسة النقدية مقارنة باإلجماع على السياسة المالية .والواقع أن السياسة المالية أكثر تعقيدا ومتعددة األبعاد .ورغم ذلك فإن المبدأ العام يشكل فيما يبدو خطوة مھمة في اتجاه التعقل المالي. ال شك أن المجالس المالية في حد ذاتھا ال تكفي ،مھما كان تصميمھا جيدا .وسيظل من المغري للغاية لكل جيل أن يقول ''سيكون أحفادي أكثر مني ثراء ،ربما بمرتين أو ثالث مرات ،فمن يبالي إذن أن يضطروا في المستقبل إلى تحمل بعض أعباء الديون؟'' .فضال عن ذلك فإن الدورة السياسية تعمل على خلق انحراف قوي في اتجاه العجز ،مع سعي الزعماء إلى تجميل الشعور بالصحة االقتصادية واالزدھار 49
من خالل زيادة النفقات المرئية على حساب الديون المستترة وخفض مستويات االستثمار في األمد البعيد. ومن األھمية بمكان ،من أجل مقاومة ھذه الضغوط القوية ،إخضاع عمل المجالس المالية للمراجعة بشكل دوري بواسطة ھيئات دولية مثل صندوق النقد الدولي، لحماية استقاللھا وتعزيز المساءلة في الوقت نفسه. ال شك أن صحة نظرية بيرني مادوف لم تثبت بعد ،ولن يكون مخططه االحتيالي ھو األعظم على اإلطالق .ولكن المزيد من الشفافية والتقييم المستقل المنھجي للسياسات الحكومية من شأنه أن يعمل كخطوة مفيدة للغاية نحو حل معضلة العجز الضخم األبدية .إنھا بال أدنى شك واحدة من األفكار المبدعة والواعدة ،خاصة وقد خرجت من بيئة سياسية قاحلة
א ,و? ..א ل א ذ# Aن א 5#ن ) وא ) 7
بينما تتكشف األحداث الدرامية المثيرة في شمال إفريقيا وتتجلى تدريجيا ،يتصور العديد من المراقبين خارج العالم العربي على نحو ال يخلو من الرضا عن الذات والغرور ،أن األمر برمته يدور حول الفساد والقمع السياسي .ولكن مستويات البطالة المرتفعة ،والتفاوت الصارخ بين الناس ،وأسعار السلع األساسية التي ارتفعت إلى عنان السماء ،كل ذلك كان أيضا من بين العوامل البالغة األھمية؛ لذا، ال ينبغي للمراقبين أن يتساءلوا فحسب إلى أي مدى قد تنتشر أحداث مماثلة في مختلف أنحاء المنطقة؛ بل يتعين عليھم أن يسألوا أنفسھم أي نوع من التغيير قد يكون قادما في الديار )الغرب( في مواجھة ضغوط اقتصادية مماثلة إن لم تكن على القدر نفسه من التطرف والحدة.
50
ففي داخل كل بلد ،ربما أصبح التفاوت في الدخول والثروات والفرص أعظم من أي وقت مضى .وفي مختلف أنحاء أوروبا وآسيا واألمريكيتين ،تعج الشركات بكميات ھائلة من النقد التي تكدست بفضل جھودھم الدؤوبة في دعم الكفاءة والتي تستمر في تحقيق أرباح ھائلة .ورغم ذلك ،فإن حصة العمال في الكعكة في تضاؤل مستمر؛ وذلك بسبب ارتفاع معدالت البطالة ،وتقصير ساعات العمل ،واألجور الراكدة. ومن عجيب المفارقات ھنا أن مقاييس التفاوت في الدخول والثروات بين البلدان أصبحت في انخفاض في واقع األمر؛ وذلك بفضل النمو القوي المستمر الذي تشھده األسواق الناشئة .ولكن أغلب الناس مھتمون بشكل أعظم كثيرا بمدى جودة حياتھم نسبة إلى جيرانھم ،وليس نسبة إلى المواطنين في بالد بعيدة. إن أحوال أغلب األغنياء على ما يرام .فقد عادت أسواق البورصة العالمية إلى العمل .والعديد من البلدان تشھد نموا قويا في أسعار المساكن ،أو العقارات التجارية ،أو كليھما .وتعمل أسعار السلع األساسية المتنامية على خلق عائدات ضخمة ألصحاب المناجم والحقول ،حتى في ظل ارتفاع أسعار السلع األساسية الذي أدى إلى اندالع أعمال شغب من أفراد يطالبون بالغذاء ،إن لم يكن بالثورة الكلية، في العالم النامي .وتستمر شبكة اإلنترنت والقطاع المالي في تفريخ العديد من أصحاب الماليين ،بل وحتى المليارات بوتيرة مذھلة. ورغم ذلك ،فإن معدالت البطالة المرتفعة والتي طال أمدھا تبتلي العديد من العمال األقل مھارة .على سبيل المثال ،في إسبانيا المتعثرة ماليا ،تجاوزت معدالت البطالة اآلن ٢٠في المائة .وما يزيد الطين بلة أن الحكومة ترغم في الوقت نفسه على استيعاب تدابير تقشفية جديدة للتعامل مع أعباء الديون الخطيرة التي تثقل كاھل البالد. ونظرا إلى مستويات الدين العام التي بلغت مستويات قياسية في العديد من البلدان، فإن القليل من الحكومات تتمتع بمجال كبير فيما يتصل بمعالجة التفاوت من خالل المزيد من إعادة توزيع الدخل .وتتمتع بلدان مثل البرازيل بالفعل بمستويات عالية من التحويالت المالية من األغنياء إلى الفقراء إلى الحد الذي قد يجعل المزيد من التحركات سببا في تقويض االستقرار المالي ومصداقية جھود مكافحة التضخم. إن بلدان مثل الصين وروسيا ،والتي تشھد معدالت مماثلة من التفاوت تتمتع بمجال أوسع لزيادة جھود إعادة التوزيع ،لكن القادة في كل من البلدين كانوا محجمين عن القيام بتحركات جريئة خشية زعزعة استقرار النمو .وينبغي أللمانيا أن تخشى،
51
ليس فقط بشأن مواطنيھا المعرضين للخطر ،بل وأيضا حول كيفية إيجاد الموارد الالزمة إلنقاذ البلدان المجاورة لھا في جنوب أوروبا. إن أسباب التفاوت المتنامي داخل البلدان مفھومة بشكل جيد ،وال مجال ھنا لالستفاضة في ذِكر ھذه األسباب .ونحن نعيش في عصر ،حيث تعمل العولمة على توسيع سوق األفراد الذين يتمتعون بمواھب فائقة ،لكنھا تزاحم دخول الموظفين العاديين .وبالتالي فإن المنافسة بين البلدان على اجتذاب األفراد المھرة والصناعات المربحة ،تعمل على تقييد قدرة الحكومات على الحفاظ على معدالت الضريبة المرتفعة المفروضة على األثرياء .وما يزيد قدر العرقلة الذي يعيق الحراك االجتماعي ما يفعله األثرياء من إمطار أبنائھم بمزايا التعليم الخاص والمساعدة بعد الدراسة ،في حين يعجز الفقراء في العديد من بلدان العالم حتى عن إبقاء أبنائھم في المدرسة. في كتاباته في القرن التاسع عشر الحظ كارل ماركس اتجاھات عدم المساواة والتفاوت في أيامه واستنتج أن الرأسمالية غير قادرة على دعم نفسھا سياسيا إلى ما ال نھاية .وھذا يعني أن العمال في نھاية المطاف سيثورون ويطيحون بالنظام. ولكن خارج كوبا ،وكوريا الشمالية ،وبعض الجامعات اليسارية في مختلف أنحاء العالم ،لم يعد أحد يأخذ كارل ماركس على محمل الجد .فخالفا لتوقعاته ،أفرزت الرأسمالية مستويات معيشة أعلى ألكثر من قرن من الزمان ،في حين فشلت محاوالت لتطبيق أنظمة راديكالية مختلفة إلى حد كبير في تحقيق الغاية نفسھا. رغم ذلك ،وبعد أن بلغت مستويات التفاوت المستويات نفسھا التي كانت عليھا قبل ١٠٠عام ،فإن الوضع الراھن ال بد وأن يكون بالغ الخطورة .إن عدم االستقرار من الممكن أن يعبر عن نفسه في أي مكان .فقبل ما يزيد على أربعة عقود فقط اجتاحت أعمال الشعب في المناطق الحضرية والمظاھرات الحاشدة بلدان العالم المتقدم ،األمر الذي أدى في نھاية المطاف إلى تحفيز إصالحات اجتماعية وسياسية بعيدة المدى. صحيح أن المشكالت التي تعاني منھا مصر وتونس اليوم أعمق من مثيالتھا في العديد من البلدان األخرى .فقد تسبب الفساد والفشل في تبني اإلصالح السياسي الحقيقي في إفراز قصور حاد ،ورغم ذلك فمن الخطأ إلى حد كبير أن نفترض أن التفاوت الھائل من الممكن أن يظل مستقرا ما دام ناشئا في بيئة من اإلبداع والنمو.
52
ولكن إال َم قد ينتھي التغيير على وجه التحديد ،وما ھو الشكل الذي قد يتخذه الميثاق االجتماعي في نھاية المطاف؟ من الصعب أن نتكھن بھذا ،ورغم ذلك فإن العملية في أغلب البلدان ستكون سلمية وديمقراطية. واألمر الواضح اآلن ھو أن التفاوت بين الناس ال يشكل قضية طويلة األجل فحسب. بل إن المخاوف بشأن التأثير المحتمل للتفاوت في الدخول بدأت بالفعل في تقييد السياسات المالية والنقدية في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء ،بينما تحاول تخليص نفسھا من السياسات المفرطة في االعتماد على التحفيز والتي تم تبنيھا أثناء األزمة المالية. واألھم من ذلك أن اختالف قدرة البلدان على اإلبحار عبر ھذه التوترات االجتماعية المتصاعدة والمتولدة عن التفاوت الھائل من شأنه على األرجح أن يؤدي إلى الفصل بين الفائزين والخاسرين في الجولة التالية من العولمة .إن التفاوت يشكل العامل األكبر الذي ال يمكن التنبؤ بعواقبه في العقد المقبل من النمو العالمي ،وليس في شمال إفريقيا فحسب
5א מ ن א #ن &ن < إلى أين تسير العمالت العالمية في عام ٢٠١١؟ بعد ثالثة أعوام من التقلبات الھائلة في أسعار صرف العمالت نتيجة لألزمة العالمي ،فمن المفيد أن نجري جردا لقيم العمالت ونظام سعر الصرف ككل .وفي اعتقادي أننا سنشھد مزيجا من حروب العمالت ،وانھيار العمالت ،وفوضى العمالت في عامنا الجديد ھذا -ولكن ھذا لن يعني نھاية التعافي االقتصادي ،ناھيك عن نھاية العالم. يتعين علينا أن نبدأ باإلقرار بأن نظام تعويم أسعار الصرف الحديث في اإلجمال نجح في تبرئة نفسه على نحو الفت للنظر .صحيح أن التكھن بالمنطق الكامن وراء التقلبات الكبيرة التي شھدتھا أسعار الصرف كان يشكل تحديا كبيرا في اآلونة األخيرة ،خاصة في ضوء عوامل المجازفة المعقدة وأفضليات السياسات الذاتية. على سبيل المثال ،ارتفعت قيمة الدوالر بشكل كبير في مستھل األمر ،رغم أن الواليات المتحدة كانت في قلب األزمة المالية.
53
ولكن حتى لو كانت أسعار الصرف تعمل بأساليب غامضة ،فإن تأثيرھا المخ ّفف ال يمكن إنكاره .فقد ساعد انخفاض قيمة اليورو بشكل حاد بعد األزمة في دعم الصادرات األلمانية ،وبالتالي إبقاء منطقة اليورو بعيدة عن الديون والمصاعب. كما انھارت أسعار عمالت األسواق الناشئة أيضا ،حتى في البلدان ذات الديون القليلة نسبيا والتي تحتفظ باحتياطيات ضخمة من العمالت األجنبية .ومنذ ذلك الحين ،استعادت أغلب عمالت األسواق الناشئة قوتھا بشكل حاد .وحين ننظر إلى األمر اآلن فسيتبين لنا أن تقلبات أسعار الصرف ھذه كانت تعكس االنھيار األولي واالنتعاش الالحق في التجارة العالمية ،األمر الذي ساعد في التخفيف من حِدة الركود. وعلى النقيض من ذلك ،لم تكن األزمة العالمية بمثابة اإلعالن عن التوسع في نظام أسعار الصرف الثابتة .ذلك أن البلدان الواقعة على محيط منطقة اليورو ،بما في ذلك اليونان والبرتغال وإيرلندا وإسبانيا ،وجدت نفسھا معلقة على سارية العملة الموحدة ،وعاجزة عن اكتساب القدرة التنافسية من خالل خفض أسعار صرف عمالتھا. ذات يوم قال روبرت مونديل من جامعة كولومبيا ،وھو األب الفكري لعملة اليورو: ''إن العدد المثالي للعمالت في العالم ال بد وأن يكون فرديا ،ويفضل أن يكون أقل من ثالث .ولكن من الصعب أن نرى السبب وراء ذلك الرأي اآلن''. ربما عندما تحكمنا حكومة عالمية واحدة فقد يكون من المنطقي أن نتعامل بعملة الموازنة المترتبة على العمالت عالمية واحدة .ولكن حتى لو نحينا جانبا الفوائد ِ المرنة ،فإن فكرة وجود بنك مركزي واحد يتمتع بسلطة كلية شاملة ليست جذابة بصورة خاصة .ولنتذكر ھنا النقد الالذع والھستريا التي صاحبت السياسة التي تبناھا بنك االحتياطي الفيدرالي في الواليات المتحدة والتي أطلق عليھا ''التيسير الكمي'' .ولنتخيل معا الذعر الذي كان لينشأ في عالم حيث كان السبيل الوحيد أمام المستثمرين للفرار من الدوالر إما الذھب أو السلع القابلة للتخزين أو األعمال الفنية. ولكن النجاح المستمر لنظام تعويم أسعار الصرف ال يعني أن الرحلة عبر عام ٢٠١١ستكون سلسة .فعلى سبيل المثال كبداية ،نستطيع أن نتوقع بقدر كبير من اليقين استمرار حروب العملة المزعومة ،حيث تسعى بلدان العالم جاھدة لمنع أسعار صرف عمالتھا من االرتفاع بسرعة أكبر مما ينبغي ،وعلى نحو يؤدي إلى خنق الصادرات .وربما ''تخسر'' الحكومات اآلسيوية معركتھا في ھذه الحرب تدريجيا
54
خالل عام ،٢٠١١فتسمح بارتفاع قيمة عمالتھا في مواجھة الضغوط التضخمية والتھديد باالنتقام على الصعيد التجاري. أما عن انھيار العمالت ،فإن المرشح األكثر بروزا ھو اليورو .ففي عالم مثالي، كانت أوروبا لتتعامل مع أعباء الديون المفرطة من خالل إعادة ھيكلة وجدولة الديون اليونانية واإليرلندية والبرتغالية ،فضال عن الديون البلدية والمصرفية في إسبانيا .وفي الوقت عينه فإن ھذه البلدان كانت لتستعيد قدرتھا التنافسية في مجال التصدير من خالل خفض األجور على نطاق واسع. ولكن يبدو أن صناع القرار السياسي األوروبيين في الوقت الحالي يفضلون االستمرار في تضخيم حجم القروض المؤقتة القصيرة األمد المقدمة للبلدان الواقعة على محيط االتحاد األوروبي ،وال يرغبون في االعتراف بأن األسواق الخاصة ستطالب في نھاية المطاف لحل أكثر دواما .وال يوجد عامل مجازفة أخطر على العملة من رفض صناع القرار السياسي لمواجھة الحقائق المالية؛ وإلى أن يواجه المسؤولون األوروبيون ھذه الحقائق فإن اليورو سيظل عُرضة للخطر .ويبدو الدوالر من ناحية أخرى وكأنه رھان أكثر أمانا في عام .٢٠١١ذلك أن قوته الشرائية تشق طريقھا بصعوبة وبمستوى منخفض نسبيا على الصعيد العالمي - والواقع أنھا اقتربت من أدنى مستوياتھا على اإلطالق ،طبقا لمؤشر سعر صرف الدوالر التابع لبنك االحتياطي الفيدرالي .وھذا يعني أن إعادة الموازنة الطبيعية لتعادل القوة الشرائية ال بد وأن تعطي الدوالر زخما تصاعديا طفيفا. بطبيعة الحال ،يعتقد البعض أن مشتريات بنك االحتياطي الفيدرالي الضخمة من ديون الواليات المتحدة تشكل خطرا أعظم من أزمة الديون السيادية األوروبية. ربما ،ولكن أغلب طالب السياسة النقدية ينظرون إلى التيسير الكمي باعتباره سياسة قياسية النتشال أي اقتصاد من ''فخ السيولة'' المصاحب لسعر الفائدة الذي بلغ مستوى الصفر ،وبالتالي الحيلولة دون حدوث االنكماش المستدام الذي قد يؤدي إلى تفاقم أعباء الديون. أما عن الرنمينبي الصيني ،فھو ال يزال مدعوما بنظام سعر صرف سياسي إلى حد كبير .وفي نھاية المطاف ،فإن النمو السريع الذي سجلته الصين ال بد وأن ينعكس في ارتفاع ملموس في قيمة عملتھا ،أو ارتفاع مستوى األسعار المحلية ،أو في االثنين .ولكن من المرجح في عام ٢٠١١أن تتم أغلب عمليات التوازن من خالل التضخم.
55
وأخيرا ،أستطيع أن أجزم بأن فوضى العملة تشكل الرھان األكثر أمانا على اإلطالق ،حيث تحدث تقلبات حادة وغير متوقعة في أسعار الصرف المعومة في مختلف أنحاء العام .أثناء منتصف العقد األول من القرن الـ ،٢١انفتحت نافذة صغيرة لألمل حين زعم البعض أن العمالت أصبحت أكثر استقرارا كنتيجة طبيعية ''لالعتدال األعظم'' في أنشطة االقتصاد الكلي .ولكن ال أحد يزعم ھذا اآلن .والواقع أن نظام تعويم أسعار الصرف يعمل بنجاح إلى حد مدھش ،لكن يبدو أن تقلب العمالت وعدم القدرة على توقع التحركات سيظالن على األرجح من بين الحقائق الدائمة في عام ٢٠١١وما بعده
א و ? א .. * 2 5 ; #א د؟ مع مواصلة الواليات المتحدة والقوى االقتصادية األوروبية لنضالھا الحالي ،نشأ قدر متزايد من االنزعاج خشية أن تكون في مواجھة "عقد ضائع" على غرار ما حدث في اليابان .والمؤسف في األمر أن القسم األعظم من المناقشات كان يتمركز حول ما تستطيع الحكومات أن تفعله لتحفيز الطلب من خالل العجز في الموازنات واالستعانة بالسياسة النقدية .صحيح أن مثل ھذه القضايا قد تشكل أھمية رئيسة في األمد القريب ،لكن كما يدرك أي خبير اقتصادي فإن النمو االقتصادي البعيد األمد ال يتحدد إال استنادا إلى تحسن اإلنتاجية. ال شك أن األزمة المالية الھائلة التي واجھت اليابان عام ١٩٩٢كانت بمثابة ضربة قاصمة ،فھي الضربة التي لم تتمكن اليابان من التعافي منھا بالكامل حتى اآلن. والحق أن أوجه الشبه مع الواليات المتحدة وأوروبا اليوم تدعو إلى القلق .فكل من الكيانين يبدو مستعدا لولوج فترة طويلة من النمو االئتماني البطيء ،بسبب القيود التنظيمية المالية الضرورية األكثر صرامة ،فضال عن حقيقة مفادھا أن اقتصاديھما ما زاال يعانيان إلى حد كبير الروافع المالية )فرط االستدانة( .وال توجد طرق مختصرة بسيطة إلتمام عملية التعافي. لكن من األھمية بمكان ،رغم ذلك ،أن ندرك حين نتصدى لتقييم التجربة اليابانية وتبعاتھا أن سقوط اليابان لم يكن راجعا إلى أزمتھا المالية فحسب .ذلك أن اليابان 56
كانت تعاني أيضا عددا من الصدمات الحادة المرتبطة باإلنتاجية ،التي ترتبط كثيرا بمشاكلھا البعيدة األمد .فحتى لو لم تشھد اليابان نشوء فقاعتين في سوق العقارات وسوق األوراق المالية ،فإن الصعود البالغ السرعة لجارتھا العمالقة الصين كان ليشكل تحديا ضخما. ففي مطلع تسعينيات القرن الـ ،٢٠كانت ھيمنة اليابان على أسواق التصدير في مختلف أنحاء العالم قد بدأت بالتأثر سلبا بعض الشيء بفعل صعود جاراتھا األصغر حجما في آسيا ،بما في ذلك ماليزيا ،وكوريا ،وتايالند ،وسنغافورة .لكن الصين تمثل تحديا مختلفا تمام االختالف ،وھو التحدي الذي سيستغرق التعديل الالزم لمواجھته وقتا أطول. فضال عن ذلك ،فحتى لو لم تشھد اليابان أزمة مالية فإنھا كانت لتبتلى بعوامل ديموجرافية سلبية ،حيث تعاني الشيخوخة السكانية إلى جانب تقلص عدد سكانھا. وأخيرا وليس آخرا ،يتعين علينا أن ندرك أن سنوات النمو المفرط التي عاشتھا اليابان كانت مبنية على معدالت استثمارية غير عادية ،لكن ألن اإلنتاجية ال بد أن تستند في النھاية إلى اإلبداع ،وليس إلى أعداد متزايدة الضخامة من البنايات والمعدات ،فقد كان من المحتم أن تبدأ عائدات االستثمار في االنحدار عند نقطة ما. لكن من حيث المبدأ فإن االقتصاد الياباني في ظل نظام مالي أكثر صحة كان ليتمتع بقدر أعظم من المرونة في التصدي للتحديات المرتبطة باإلنتاجية .ولكن معدالت النمو اليابانية التي كانت تناطح السماء ذات يوم كانت لتسجل ھبوطا حادا على نحو أو آخر ،وكما ھي الحال عادة ،فإن األزمة المالية تعمل على تضخيم األسباب األخرى الكامنة وراء االنھيار االقتصادي ،وليس إشعالھا بشكل مباشر. وتشكل أزمة الكساد األعظم التي شھدتھا الواليات المتحدة في ثالثينيات القرن الـ ٢٠مثاال آخر .فمرة أخرى ،أغدِق قدر عظيم من االھتمام على تقلبات السياستين المالية والنقدية صعودا وھبوطا ،لكن لعل سياسات اقتصاد الصفقة الجديدة لعبت أيضا دورا مھما في عرقلة نمو اإلنتاجية ولو بشكل مؤقت ،من خالل توسيع دور الدولة على نحو فوضوي وال يمكن التنبؤ به في كثير من األحيان. ويبدو أن الواليات المتحدة تتحرك اليوم نحو حالة أكثر رقة وأكثر شبھا باألسلوب األوروبي ،مع زيادة الضرائب وربما فرض المزيد من القيود التنظيمية .وقد يزعم أنصار اإلدارة األمريكية عن حق أنھا تتعھد اآلن عملية الصيانة التي طال إھمالھا لقضايا مثل التفاوت في الدخول .لكن إذا شھدت الواليات المتحدة نموا بطيئا على مدى العقد المقبل ،فھل يجوز لنا أن نحمّلھا المسؤولية عن األزمة المالية؟ 57
على نحو مماثل ،كانت آخر أزمات الھوية الوجودية التي واجھتھا أوروبا سببا مرة أخرى في خلق قدر عظيم من عدم اليقين فيما يتصل بالسياسات وعدم القدرة على التنبؤ .ففي أوروبا أيضا ،إذا نشأت تأثيرات معاكسة للنمو على مدى العقد المقبل، فلن يكون بوسعنا أن نعتبر ھذه التأثيرات المعاكسة سببا لألزمة المالية. وفي األمد القريب ،من األھمية بمكان أن تعمل السياسة النقدية في كل من الواليات المتحدة وأوروبا بكل يقظة على محاربة االنكماش على غرار ما حدث في اليابان، وھو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مشكالت الديون من خالل خفض الدخول نسبة إلى الديون .والواقع أنه سيكون من األفضل كثيرا ،كما كنت أزعم منذ بداية األزمة، أن نعيش عامين أو ثالثة أعوام من التضخم المرتفع باعتدال ،وبالتالي انكماش الديون ،خاصة إذا ظلت األجھزة السياسية والقانونية والتنظيمية مشلولة بعض الشيء فيما يتصل بمحاوالت إنجاز ما يلزم من خفض القيمة الدفترية لألصول. وفي ظل الضعف الذي أصاب أسواق االئتمان ،فإن األمر قد يتطلب المزيد من التيسير الكمي .أما السياسة المالية ،فقد بلغت ذروة نشاطھا بالفعل ،وھي تحتاج إلى اإلحكام التدريجي على مدى سنوات عِ دة؛ خشية أن تتدھور مستويات الديون الحكومية المزعجة بسرعة أكبر .وفي ظني أن ھؤالء الذين يعتقدون ـ إلى حد اليقين شبه الديني في كثير من األحيان ـ أننا في احتياج إلى المزيد من الحوافز الكينزية، وأننا ال بد أن نتجاھل الديون الحكومية ،يعيشون حالة من الھلع. ولكن أخيرا وليس آخرا ،من األھمية بمكان أن نحاول الحفاظ على ديناميكية االقتصاد في الواليات المتحدة وأوروبا باتخاذ تدابير تعزيز اإلنتاجية ـ على سبيل المثال ،من خالل توخي اليقظة والحذر فيما يتصل بتطبيق سياسة مكافحة االحتكار، ومن خالل ترشيد وتبسيط األنظمة الضريبية. وفي كل األحوال ،سنجد صعوبة ھائلة في محاولة استقراء الميول اإلنتاجية ،بسبب اعتمادھا على تفاعالت شديدة التعقيد بين قوى اجتماعية واقتصادية وسياسية. ويحضرني ھنا أن اثنين من خبراء االقتصاد الحائزين على جائزة نوبل ،روبرت سولو وبول كروجمان كانا يتساءالن ذات يوم عما إذا كان انتشار الحاسب األولي والتكنولوجيا من شأنه أن يؤدي إلى نمو صافي األرباح) .يشكل ھذا الموضوع أساسا لعنوان أحد كتب كروجمان الكالسيكية المنشور في عام " :١٩٩٠عصر التوقعات المضمحلة"). وفي النھاية ،يتعين على المشرعين أن يتذكروا أن نجاح الواليات المتحدة وأوروبا في تجنب االنزالق إلى عقد ضائع أو فشلھما في ذلك يتوقف على قدرتھما على 58
โ ซุงุฅู ุจู ุงุก ุนู ู ุงู ุญู ู ู ุฉ ุงุฅู ู ุชุงุฌู ุฉ ู ุงู ู ุชุตุงุฏโ ช ุ โ ฌู ู ู ุณ ู ุฌุฑุฏ ู ุฏุฑุชฺพู ุง ุจุจุณุงุทุฉ ุนู ู ุงุชุฎุงุฐโ ฌ โ ซุงู ุชุฏุงุจู ุฑ ุงู ู ุตู ุฑุฉ ุงุฃู ู ุฏ ู ุชุนุฒู ุฒ ุงู ุทู ุจโ ฌ
โ ซื โ ช#โ ฌู ู & ู โ ช ) 2โ ฌู ื *ุฏ โ ช#โ ฌู โ ช 3โ ฌุณโ ฌ โ ซุนู ุฏู ุง ุชุถุฑุจ ุงุฃู ุฒู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉ ุงู ุนุงู ู ู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉ ุงู ู ุทุงู ุถุฑุจุชฺพุง ุงู ุชุงู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุงู ู ู ุจุบู ุฃู ุญ ู ุฏโ ฌ โ ซุฃู ู ู ู ู ุฅู ุตู ุฏู ู ุงู ู ู ุฏ ุงู ุฏู ู ู ู ู ู ุญุฑู ุณุงู ู ุง ู ู ู ู ุนฺพุงโ ช .โ ฌู ู ุฏ ุงู ุชุฑุญ ุตู ุฏู ู ุงู ู ู ุฏโ ฌ โ ซุงู ุฏู ู ู ุฃุฎู ุฑุง ู ุฑุถ ุถุฑู ุจุฉ ุนุงู ู ู ุฉ ุฌุฏู ุฏุฉ ุนู ู ุงู ู ุคุณุณุงุช ุงู ู ุงู ู ุฉ ุชุชู ุงุณุจ ู ุนโ ฌ โ ซุฃุญุฌุงู ฺพุงโ ช ุ โ ฌู ุถุงู ู ุนู ู ุฑุถ ุถุฑู ุจุฉ ุนู ู ุฃุฑุจุงุญ ุงู ุจู ู ู ู ุงู ู ู ุงู ุขุชโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุจู ุฏ ุฃู ุงู ุชุฑุงุญ ุงู ุตู ุฏู ู ุงุณุชู ุจู ุจุงุงู ุฒุฏุฑุงุก ู ุงู ุณุฎุฑู ุฉ ุงู ู ุชู ู ุนู ู ู ู ุตู ุงุนุฉ ุงู ุชู ู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุงุฃู ู ุซุฑ ู ู ุฐู ู ุฅุซุงุฑุฉ ู ุงู ฺพุชู ุงู ุฐู ู ุงู ุฎู ู ุท ุงู ู ุชุจุงู ู ู ู ุงู ู ุฑุงุฌุนุงุช ู ู ู ู ุจู ุฑุคุณุงุกโ ฌ โ ซู ู ุฒุฑุงุก ู ุงู ู ุฉ ู ุฌู ู ุนุฉ ุงู ุนุดุฑู ู โ ช .โ ฌู ุงู ู ุงู ุน ุฃู ุญู ู ู ุงุช ุงู ุจู ุฏุงู ุงู ุชู ู ุงู ุช ู ุฑู ุฒโ ฌ โ ซุงู ุทุงู ู ู ุฃู ุฒู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉ ุงุฃู ุฎู ุฑุฉโ ช ุ โ ฌู ุฎุงุตุฉ ุงู ู ุงู ู ุงุช ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ุงู ู ู ู ู ุฉ ุงู ู ุชุญุฏุฉโ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซู ุชุญู ุณุฉ ุจุดู ุฏุฉ ู ุฎุงุตุฉ ุจุดุฃู ู ุฑุถ ุงู ุถุฑู ุจุฉ ุนู ู ุงู ุญุฌู โ ช ุ โ ฌู ุฐู ู ุฃู ู ฺพุง ู ุงู ุช ุฑุงุบุจุฉโ ฌ โ ซู ู ู ุฑุถ ุถุฑู ุจุฉ ู ฺพุฐู ุนู ู ุฃู ุฉ ุญุงู โ ช .โ ฌุฃู ุง ุงู ุจู ุฏุงู ุงู ุชู ู ู ุชุดฺพุฏ ุงุงู ู ฺพู ุงุฑุงุชโ ฌ โ ซุงู ู ุตุฑู ู ุฉ ุงุฃู ุฎู ุฑุฉโ ช ุ โ ฌู ุซู ู ู ุฏุง ู ุฃุณุชุฑุงู ู ุง ู ุงู ุตู ู ู ุงู ุจุฑุงุฒู ู ู ุงู ฺพู ุฏโ ช ุ โ ฌู ฺพู ุบู ุฑโ ฌ โ ซู ุชุญู ุณุฉโ ช .โ ฌู ู ุง ุงู ุฐู ู ุฏู ุนฺพุง ุฅู ู ุชุบู ู ุฑ ุงุฃู ู ุธู ุฉ ุงู ุชู ุฃุซุจุชุช ู ุฑู ู ุชฺพุง ู ู ุฏุฑุชฺพุง ุนู ู โ ฌ โ ซุงู ู ู ุงู ู ุฉุ ู ู ุงู ุณฺพู ู ู ุบุงู ุฉ ุฃู ู ู ุชู ุฏ ุชู ุงุตู ู ุฎุทุฉ ุตู ุฏู ู ุงู ู ู ุฏ ุงู ุฏู ู ู โ ช .โ ฌู ู ู ู โ ฌ โ ซุชุดุฎู ุต ุตู ุฏู ู ุงู ู ู ุฏ ุงู ุฏู ู ู ุงู ู ุงู ู ู ู ู ุดู ู ุฉ ุฃุตุงุจ ู ู ุงู ู ุซู ุฑโ ช .โ ฌู ุงุฃู ู ุธู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉโ ฌ โ ซู ู ุชู ุฎุฉ ุจุถู ุงู ุงุช ุฏุงู ุนู ุงู ุถุฑุงุฆุจ ุงู ุถู ู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ฺพู ู ุง ู ุณู ุญ ู ู ุจู ู ู ู ุฎุงุตุฉ ุงู ุถุฎู ุฉโ ฌ โ ซุจู ู ฺพุง ุจุงู ุชุฑุงุถ ุงุฃู ู ู ุงู ุจุฃุณุนุงุฑ ู ุงุฆุฏุฉ ุงู ุชุนู ุณ ุจุงู ู ุงู ู ุงู ู ุฎุงุทุฑ ุงู ุชู ุชุฎู ุถฺพุง ู ู โ ฌ โ ซุณุนู ฺพุง ุฅู ู ุชุญู ู ู ุฃุฑุจุงุญ ุถุฎู ุฉโ ช .โ ฌู ู ุง ุฏุงู ุช ฺพุฐู ุงู ู ุฎุงุทุฑ ุชู ุฑุฑ ู ู ุงู ู ฺพุงู ุฉ ุฅู ู โ ฌ โ ซุฏุงู ุนู ุงู ุถุฑุงุฆุจโ ช ุ โ ฌู ุฅู ู ุฑุถ ุงู ุถุฑุงุฆุจ ุนู ู ุงู ุดุฑู ุงุช ุงู ู ุงู ู ุฉ ุจู ุง ู ุชู ุงุณุจ ู ุน ุญุฌู โ ฌ โ ซู ุฑู ุถฺพุง ู ุดู ู ู ุณู ู ุฉ ุจุณู ุทุฉ ู ุถู ุงู ุงู ุนุฏุงู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ู ุงู ุดุฑู ุงุช ุงู ู ุงู ู ุฉ ุชุชุณุงุกู ''ุฃู ุฉ ู ุฌุงุฒู ุงุชุ ''โ ช .โ ฌุฅู ู ุชู ุณุท ุชู ุงู ู ู ุงุฅู ู ู ุงุฐ ู ู ู ู ู โ ฌ โ ซุฃู ุซุฑ ู ู ุจุถุน ู ู ุงุท ู ุฆู ู ุฉ ู ู ุงู ู ุงุชุฌ ุงู ู ุญู ู ุงุฅู ุฌู ุงู ู โ ช .โ ฌู ู ุงู ุช ุงุฃู ุฒู ุฉ ู ู ุฐู ู ุงู ู ู ุนโ ฌ โ ซู ุฑู ู ู ุงู ุฒู ุงู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุงุฃู ุญุฏุงุซ ุงู ุชู ุงู ุชุชู ุฑุฑ ุฅุงู ู ู ู ุตู ู โ ฌ โ ซู ู ุดู ุฑ ุตู ุฏู ู ุงู ู ู ุฏ ุงู ุฏู ู ู โ ช ุ โ ฌู ฺพู ู ุญู ู ู ฺพุฐุงโ ช ุ โ ฌุฅู ู ุฃู ฺพุฐู ุงุงู ุฏุนุงุกุงุช ู ุญุถโ ฌ โ ซฺพุฑุงุกโ ช .โ ฌู ุฃุซู ุงุก ุงุฃู ุฒู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุงู ุฏุงู ุนู ุงู ุถุฑุงุฆุจ ู ุณุคู ู ู ู ุนู ุง ู ู ุฑุจ ู ู ุฑุจุน ุงู ุฏุฎู โ ฌ โ ซโ ช59โ ฌโ ฌ
الوطني .وقد ال تنتھي األزمة المقبلة إلى النتيجة ''الطيبة'' الحالية نفسھا ،والخسائر التي ربما يتحملھا عامة الناس قد تكون مھولة .وحتى مع ''نجاح'' عمليات اإلنقاذ، فإن عديدا من البلدان عانت خسائر ھائلة في الناتج بسبب الركود والنمو الھزيل. ولكن في حين يتعين على الجھات التنظيمية أن تعالج القوائم المالية المتضخمة للبنوك ،والتي كانت في قبل األزمة ،فإن صندوق النقد الدولي كان مصيبا ً في عدم تركيزه بشكل مفرط على التصدي لمشكلة البنوك والمؤسسات المالية ''األضخم من أن يُس َمح لھا باإلفالس'' .ويبدو أن عدداً كبيراً من المفكرين والخبراء يعتقدون أن تفكيك البنوك الضخمة من شأنه أن يمنح الحكومات قدراً أعظم من القدرة على مقاومة الرغبة في المسارعة إلى اإلنقاذ ،وبھذا يتسنى لنا عالج مشكلة ''الخطر األخالقي''. بيد أن ذلك المنطق مشكوك في صحته ،وذلك نظراً للعدد الھائل من األزمات المماثلة التي ضربت مختلف األنظمة على مر القرون .والواقع أن أي أزمة شاملة تضرب في الوقت نفسه عدداً ضخما ً من البنوك متوسطة الحجم من شأنھا أن تفرض القدر نفسه من الضغوط على الحكومات فتدفعھا إلى إنقاذ النظام ،تماما ً كما تدفعھا إلى ذلك األزمة التي قد تضرب واحداً أو اثنين من البنوك الضخمة. وفي اإلجمال ،ھناك عدد أكبر مما ينبغي من األفكار المعقدة التي قد تبدو جيدة على الورق ولكنھا قد تثبت أنھا معيبة إلى ح ٍد كبير في أوقات األزمات الكبرى .وأي حل قوي لھذه المعضلة ال بد أن يكون بسيطا ً إلى ح ٍد معقول حيث يتسنى فھمه وتنفيذه. ومن الواضح أن اقتراح صندوق النقد الدولي يجتاز ھذه االختبارات. وفي المقابل سنجد أن بعض المتخصصين في تدبير الموارد المالية يفضلون إرغام البنوك على االعتماد بشكل أكبر على الديون ''المشروطة'' التي يمكن تحويلھا قسراً إلى أوراق مالية )وقد تكون ھذه األوراق المالية بال قيمة ُتذ َكر( في حالة حدوث انھيار شامل للنظام .ولكن كيف يمكن تنفيذ مثل ھذا الشكل من أشكال ''اإلفالس عالم يعج باألنظمة القانونية والسياسية والمصرفية المختلفة؟ إن المجھز سلفا ً'' في ٍ التاريخ المالي عامر بشبكات األمان غير المختبرة والتي فشلت في التصدي لألزمات .وعلى ھذا فمن األفضل أن نعمل على كبح جماح نمو النظام. غير أن صندوق النقد الدولي يقف على أرض أقل ثباتا ً حين يتصور أن فرض نظام نحو ما في تسوية أرض ضريبي عالمي يناسب كل ''المقاسات'' قد ينجح على ٍ الملعب على المستوى الدولي .فذلك لن يحدث ببساطة .والبلدان التي تطبق اآلن أنظمة متماسكة لتنظيم القطاع المالي لديھا ،تفرض على شركاتھا المالية بالفعل 60
ضريبة تفوق مثيالتھا في الواليات المتحدة أو المملكة المتحدة على سبيل المثال، حيث التنظيم المالي أكثر تساھالً .إن الواليات المتحدة والمملكة المتحدة ال ترغبان في إضعاف الميزات التنافسية بفرض ضرائب على البنوك ،مع امتناع بلدان أخرى عن فرض ضرائب مماثلة .ولكن األنظمة المعمول بھا في ھذين البلدين في حاجة ماسة وملحة أكثر من غيرھما من بلدان العالم لفرض توازنات وضوابط أشد قوة. ولكن دعونا ال نغالي في الدفاع عن البلدان التي تشكل ''معقل'' مقاومة اقتراح صندوق النقد الدولي .إذ يتعين على ھذه البلدان أن تدرك أن تطبيق الواليات المتحدة والمملكة المتحدة حتى ألكثر اإلصالحات تواضعا ً يعني أن قدراً كبيراً من رؤوس األموال سوف يتدفق إلى أماكن أخرى ،األمر الذي قد يربك الجھات التنظيمية التي يبدو أنھا كانت تعمل على خير ما يرام حتى اآلن. ولكن ماذا عن الضريبة الثانية التي اقترح صندوق النقد الدولي فرضھا على أرباح البنوك ومكافآتھا؟ الحق أن ھذه الضريبة تتمتع بقدر كبير من الجاذبية على المستوى السياسي ،ولكنھا في نھاية المطاف بال مغزى ـ ربما باستثناء عام األزمة حين تكون برامج دعم البنوك شفافة إلى حد كبير .وال شك أنه من األفضل أن نعمل على تحسين تنظيم السوق المالية بشكل مباشر وأن نترك لألنظمة الضريبية الوطنية التعامل مع دخل البنوك كما تتعامل مع دخل أي صناعة أخرى. قد تكون أولى محاوالت صندوق النقد الدولي لوصف العالج معيبة على نحو أو آخر ،ولكن تشخيصه للعلل التي يعانيھا القطاع المالي والمخاطر األخالقية المفرطة التي يخوضھا كان مصيبا ً بشكل واضح .وال نملك اآلن إال أن نأمل أن يقرر زعماء مجموعة الـ ٢٠حين يلتقون في وقت الحق من ھذا العام أن يتعاملوا مع المشكلة بجدية بدالً من طرح المناقشة تلو المناقشة لعقد أو عقدين من الزمان إلى أن تحل علينا األزمة التالية
61
א ) ن و&ز א * #א )ط
ال أحد من الزعماء األمريكيين ،أو األوروبيين ،أو حتى الصينيين ،يتمنى لبالده مستقبالً اقتصاديا ً أشبه بالوضع الذي تعيشه اليابان اليوم ففي محاولة للترويج لحزم التحفيز وخطط إنقاذ البنوك ،قال زعماء الغرب لشعوبھم'' :يتعين علينا أن نفعل ھذا وإال فسوف تنتھي بنا الحال إلى الغرق في مستنقع الركود واالنكماش لعقد كامل من الزمان ،كما حدث في اليابان''. ويحب زعماء الصين أن يشيروا إلى اليابان باعتبارھا السبب الرئيس وراء عدم سماحھم بأي ارتفاع ملموس في قيمة عملة الصين المبالغ في تقويمھا بأقل من قيمتھا الحقيقية'' .لقد أرغم زعماء الغرب اليابان على السماح لقيمة عملتھا باالرتفاع أثناء النصف الثاني من ثمانينيات القرن الـ ،٢٠فانظروا اآلن إلى الكارثة التي ألمت باليابان''. أجل ،ال أحد يريد لنفسه المصير الذي انتھت إليه اليابان ،التي تحولت من واحدة من أسرع القوى االقتصادية نمواً على مستوى العالم ألكثر من ثالثة عقود من الزمان إلى اقتصاد متباطئ إلى حد الزحف طيلة السنوات الـ .١٨وال أحد يريد أن يعيش مع صدمة االنكماش )ھبوط األسعار( التي عاشتھا اليابان مراراً وتكراراً .وال أحد يريد أن يبحر عبر ديناميكيات الدين الحكومي المحفوفة بالمخاطر التي تواجھھا اليابان ،التي تجاوزت مستويات الدين لديھا ١٠٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي )حتى لو أدرجنا الحيازات الھائلة لدى الحكومة اليابانية من احتياطيات 62
النقد األجنبي( .وال أحد يريد أن يتحول من صاحب رقم عالمي غير مسبوق إلى ضحية للكساد االقتصادي. ولكن من يزور طوكيو اليوم فسيرى االزدھار في كل مكان ،على الرغم من كل ذلك فالمحال التجارية والبنايات التجارية تعج بالحركة والنشاط والمطاعم مكتظة بالناس الذين يرتدون مالبس أفخر كثيراً من تلك التي يلبسھا عادة أھل نيويورك أو باريس .بل حتى بعد ما يقرب من عقدين من ''الركود'' فإن نصيب الفرد في الدخل في اليابان أكثر من ٤٠ألف دوالر )بأسعار الصرف السائدة في السوق( .وما زالت اليابان صاحبة ثالث أضخم اقتصاد على مستوى العالم بعد الواليات المتحدة والصين .ولقد ظل معدل البطالة لديھا منخفضا ً طيلة القسم األعظم من ''العقد المفقود'' ،ورغم االرتفاع الكبير الذي سجله المعدل في اآلونة األخيرة فإنه ما زال ٥في المائة فقط. ما الذي يجري إذاً؟ أوالً ،ستبدو األمور أشد جھامة حين تذھب إلى مدن مثل ھوكايدو التي تبعد عن طوكيو مسيرة ساعتين ،إذ إن ھذه المناطق األفقر نسبيا ً تعتمد إلى حد كبير على مشاريع األشغال العامة في توفير فرص العمل .ومع ازدياد المركز المالي للحكومة ضعفا ً على نحو مطرد فقد أصبحت فرص العمل أكثر ُندرة. صحيح أنك ستجد ھناك الطرق الجميلة المعبدة في كل مكان ،ولكنھا طرق لن تقودك إلى أي مكان .ولقد تراجع كبار السن إلى القرى ،حيث يزرع عديد منھم طعامھم ،بعد أن ھجرھم أبناؤھم إلى المدن منذ مدة طويلة. وحتى في طوكيو ،سيتبين لنا أن جو الحياة الطبيعية ليس أكثر من مظھر مضلل فقبل عقدين من الزمان ،كان من المعتاد أن يتوقع العمال اليابانيون مكافآت نھاية عام ضخمة ،التي قد تتجاوز ثلث رواتبھم السنوية .واآلن تقلصت ھذه المكافآت إلى ال شيء .صحيح أن القوة الشرائية للدخل المتبقي للعمال ما زالت صامدة بفضل األسعار الھابطة ،ولكنھا أصبحت أقل بما يزيد على ١٠في المائة .واليوم أصبح انعدام األمان الوظيفي أعظم من أي وقت مضى ،بعد أن اضطرت الشركات إلى عرض وظائف مؤقتة على نحو متزايد في محل ''العمل مدى الحياة'' ،الذي كان مضمونا ً ذات يوم. ورغم أن الوضع في اليابان لم يبلغ مرحلة األزمة )حتى اآلن( ،فإن الموقف المالي الياباني أصبح مثيراً للقلق على نحو يتزايد يوما ً بعد يوم .حتى اآلن كانت الحكومة قادرة على تمويل ديونھا الھائلة محلياً ،وذلك على الرغم من سداد أسعار فائدة ضئيلة حتى على القروض األطول أجالً .ومن الجدير بالمالحظة أن المدخرين 63
اليابانيين يستوعبون نحو ٩٥في المائة من الدين الحكومي .ولعلھم قرروا بعد أن احترقوا بنار انھيار أسعار األوراق المالية والعقارات في أعقاب انھيار فقاعة الثمانينيات أن يدخروا أموالھم في السندات التي يعتبرونھا آمنة ،خاصة أن األسعار الھابطة على نحو متدرج طفيف من شأنھا أن تجعل العائدات أكبر من نظيراتھا في بيئة تضخمية طبيعية.ولكن من المؤسف رغم صمود اليابان حتى اآلن أنھا ما زالت تواجه تحديات عميقة فأوالً وقبل كل شيء ،ھناك مسألة المدد المتزايد االنخفاض من العمالة نتيجة لمعدالت المواليد المنخفضة إلى حد غير عادي والمقاومة العنيدة لھجرة األجانب إلى اليابان .كما يتعين على البالد أيضا ً أن تجد السبل الالزمة لتعزيز إنتاجية عمالھا. الواقع أن انعدام الكفاءة في الزراعة وتجارة التجزئة والحكومة بلغ مستويات أسطورية فحتى في شركات التصدير اليابانية المتفوقة على مستوى العالم تسبب العزوف عن مواجھة المصالح الراسخة لشبكة الكبار في إضفاء قدر عظيم من الصعوبة على محاوالت تقليم خطوط اإلنتاج األقل ربحيةـ والعمال الذين يتولون تشغيلھا. وفي ظل الشيخوخة السكانية وتقلص عدد السكان سيتقاعد مزيد من الناس ويشرعون في بيع ھذه السندات الحكومية التي يقبلون على شرائھا اآلن .وعند نقطة معينة ستجد اليابان نفسھا في مواجھة تراجيديا إغريقية حين تبدأ السوق في تفادي أسعار فائدة أعلى كثيراً. وستضطر الحكومة إلى التفكير في زيادة العائدات بشكل حاد .وأفضل تخمين في ھذا السياق ھو أن اليابان سترفع ضريبة القيمة المضافة ،التي ال تتجاوز ٥في المائة اآلن ،وھو أدنى كثيراً من المستويات األوروبية .ولكن ھل من المعقول أن تقرر الحكومة اليابانية زيادة الضرائب في مواجھة مثل ھذه الظروف التي تتسم بالنمو المنخفض؟ كان المستثمرون الذين راھنوا ضد اليابان في الماضي بعيدين كل البعد عن الصواب ،فقد استھانوا إلى حد كبير بالمرونة الھائلة التي يتمتع بھا الشعب الياباني وقدرته على التكيف .ولكن الطريق المالية أمام اليابان تبدو محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد في ظل اإلجماع السياسي الذي أصابه اإلنھاك الشديد في السنوات األخيرة. ولكن ھل كان الزعماء األجانب مصيبين في تخويف شعوبھم بحكايات من اليابان؟ ال شك أن ھؤالء الزعماء مفرطون في المبالغة؛ وال بد أن الصينيين محظوظون 64
بصورة خاصة .ولكن ال ينبغي للمدافعين عن العجز في الوقت نفسه أن يشيروا إلى اليابان باعتبارھا سببا ً للتحلي بالھدوء إزاء حزم التحفيز الضخمة .إن قدرة اليابان على مواصلة ھذه المسيرة المجھدة في مواجھة الشدائد تستحق اإلعجاب ،ولكن المجازفات والمخاطر المحيطة باألزمة المقبلة ھي بكل تأكيد أعظم كثيراً مما تعترف به سوق السندات
א د א )#وא و א ُترى ماذا قد يكون الدافع الكبير المقبل للنمو العالمي في حين يتعثر االقتصاد العالمي وھو يخرج من العقد الماضي ويدخل عقداً جديداً في عام ٢٠١٠؟ ھناك من يراھن على أن ھذا العقد سيشھد انطالقة بالغة السرعة في مجال الذكاء الصناعي، فضالً عن التأثير االقتصادي الذي يتفق مع صعود الھند والصين. ال يسعني إال أن أعترف بأن منظوري لھذه المسألة ملون بشدة باألحداث التي يشھدھا عالم الشطرنج ،وھي اللعبة التي مارستھا ذات يوم على مستوى احترافي وما زلت أتابعھا من بعيد .ولكن شطرنج الكمبيوتر رغم وضعه الخاص يقدم لنا نافذة تتيح لنا النظر إلى تطور السليكون ومقياسا ً لمدى قدرة الناس على التكيف مع ھذا التطور. إن قليالً من التاريخ قد يساعدنا ھنا .في عامي ١٩٩٦و ،١٩٩٧لعب بطل العالم في الشطرنج جاري كاسباروف مباريتين ضد كمبيوتر من صنع شركة أي بي إم يحمل اسم ''ديب بلو'' )األزرق الداكن( .في ذلك الوقت كان كاسباروف يھيمن على عالم الشطرنج ،على النحو نفسه الذي ھيمن به تايجر وودز على لعبة الجولف ـ حتى ص َعق ديب بلو بطل العالم بھزيمته في وقت قريب على األقل .وفي مباراة َ ١٩٩٦ المباراة األولى .ولكن كاسباروف سرعان ما َع َّدل استراتيجية في اللعب ،حيث استغل نقاط ضعف الكمبيوتر في التخطيط االستراتيجي بعيد المدى ،حيث بدا حكمه وحدسه أقوى من قدرة الكمبيوتر على أداء الحسابات الميكانيكية. ولكن من المؤسف أن كاسباروف الذي يتسم بالثقة المفرطة في الذات لم يأخذ ديب بلو على محمل الجد في المباراة الفاصلة في عام .١٩٩٧فقد صدم ديب بلو البطل، وفاز بالمباراة بثالث نقاط ونصف النقطة في مقابل نقطتين ونصف النقطة .ووصف
65
عديد من المعلقين النصر الذي أحرزه ديب بلو بالحدث األكثر أھمية في القرن الـ .٢١ ربما كان كاسباروف ليتمكن من الفوز باللقاء الفاصل لو كان قد استمر في اللعب ٢٤مباراة )وھو الطول المعياري لمباريات بطولة العالم في ذلك الوقت( .ولكن على مدى األعوام القليلة التالية ،ورغم تعلم البشر من الكمبيوتر ،فقد تحسن أداء الكمبيوتر بوتيرة أسرع كثيراً. فباستخدام معالِجات متزايدة القوة ،تمكنت برامج الشطرنج اإللكترونية من تنمية القدرة على الحساب لخطوات بعيدة للغاية ،حتى أصبح التمييز بين الحسابات التكتيكية قصيرة األمد والتخطيط االستراتيجي طويل األمد غير واضح .وفي الوقت نفسه بدأت برامج الكمبيوتر في استغالل قواعد بيانات ھائلة الضخامة لمباريات جرت بين السادة الكبار )أعلى لقب في الشطرنج( ،واستخدام نتائج المباريات بين البشر الستقراء النقالت التي قد تحظى بأعلى فرص النجاح .وسرعان ما بات من الواضح أن حتى أفضل العبي الشطرنج من البشر ستكون فرصتھم ضئيلة في التوصل إلى نتيجة أفضل من التعادل من حين إلى آخر. اليوم ،أصبحت برامج الشطرنج جيدة إلى الحد الذي يجعل سادة الشطرنج يناضلون في بعض األحيان لمجرد فھم المنطق وراء بعض النقالت التي ينفذھا الكمبيوتر. وفي مجالت الشطرنج ،كثيراً ما نرى تعليقات من كبار الالعبين مثل'' :صديقي اآللي يقول إنني كان من الواجب أن أحرك ملكي بدالً من وزيري ،ولكنني ما زلت أعتقد أنني نفذت النقلة ''البشرية'' األفضل''. ويزداد الطين بلة .ذلك أن عديدا من برامج الكمبيوتر المتاحة تجاريا ً يمكن ضبطھا لمحاكاة أساليب السادة الكبار إلى ح ٍد يكاد يكون خارقا ً .والواقع أن برامج الكمبيوتر اآلن أصبحت قريبة للغاية من اجتياز االختبار المطلق الذي وضعه عالم الرياضيات البريطاني الراحل أالن تورنج لقياس الذكاء الصناعي :ھل يستطيع إنسان يتحدث مع آلة أن يدرك من دون معرفة سابقة أن ما يحدثه ليس بشراً؟ من المؤكد أنني ال أستطيع .من عجيب المفارقات ھنا ،ومع تزايد حاالت الغش بمساعدة الكمبيوتر في بطوالت الشطرنج )وبلوغ االتھامات أعلى المستويات(، أصبحت وسائل االستكشاف الرئيسة تتطلب استخدام كمبيوتر آخر مستقال .ذلك أن اآللة وحدھا قادرة على التعرف على ما قد يقوم به كمبيوتر آخر في موقف معين. وربما لو كان تورنج ما زال حيا ً اليوم لكان قد عرَّ ف الذكاء الصناعي بعجز الكمبيوتر عن تحديد ما إذا كان العقل اآلخر الذي يتعامل معه بشريا ً أو آليا ً! 66
ھل يعني كل ھذا أن العبي الشطرنج من البشر أصبحوا بال عمل؟ من المشجع أن اإلجابة عن ھذا التساؤل ھي ''ليس بعد'' .والواقع أن الشطرنج في بعض النواحي ما زال يتمتع بالشعبية والنجاح اليوم كما كان حاله في أي وقت طيلة العقود القليلة الماضية .إن الشطرنج يتأقلم على نحو طيب للغاية مع اللعب على شبكة اإلنترنت، ويستطيع المشجعون أن يتابعوا بطوالت عالية المستوى أثناء إقامتھا فعلياً، وبمصاحبة تعليق في كثير من األحيان .لقد ساعدت التكنولوجيا في عولمة الشطرنج على نحو شامل ،حيث نال الالعب الھندي فيشي أناند اآلن لقب بطل العالم ،وھو أول آسيوي ينال ھذه المرتبة ،كما وصل الالعب النرويجي الشاب الوسيم ماجنوس كارلسون إلى مرتبة نجوم موسيقى الروك من الشھرة والنجومية .وفي الوقت الحالي نستطيع أن نقول إن اإلنسان واآللة تعلما كيف يتعايشان معا ً. ال شك أن ھذه صورة مصغرة من التغيرات األضخم حجما ً والتي نستطيع أن نتوقعھا .فاألنظمة اآللية الرھيبة للرد على المكالمات الھاتفية ،والتي نعانيھا جميعا ً اآلن قد تتحسن في واقع األمر .ولتتخيل أنك ذات يوم قد تفضل عامل الھاتف اآللي على عامل الھاتف البشري. في غضون ٥٠عاماً ،قد تقوم أجھزة الكمبيوتر بكل شيء بداية من قيادة سيارات األجرة إلى إجراء الجراحات الروتينية .وفي وقت أقرب من ذلك سيكون بوسع الذكاء الصناعي أن يحول وجه التعليم العالي ،حيث من المتوقع أن يصبح التعليم الجامعي العالمي المستوى في متناول الناس على نطاق عريض حتى في البلدان النامية الفقيرة .قد تكون ھناك بطبيعة الحال استخدامات عادية ولكن حاسمة للذكاء الصناعي في كل مكان ،بداية من التحكم في األجھزة اإللكترونية واإلضاءة في منازلنا إلى تشغيل ''الشبكات الذكية'' للماء والكھرباء ،والمساعدة في مراقبة ھذه األنظمة وغيرھا من األنظمة بھدف تقليص الكم المھدر من الطاقة. باختصار ،أنا ال أتفق في الرأي مع عديد من الناس الذين يزعمون أننا سننتظر لمدة طويلة بعد اإلنترنت وأجھزة الكمبيوتر الشخصية قبل أن نرى تحوالً إبداعيا ً جديداً. إن الذكاء االصطناعي سيشكل الدفعة الالزمة لتعزيز التطور خالل ھذا العقد .لذا فعلى الرغم من البداية الصعبة بسبب األزمة المالية )التي ستستمر في العمل على إبطاء النمو العالمي في ھذا العام والعام الذي يليه( ،فليس ھناك من األسباب ما يدعونا إلى االعتقاد بأن العقد الجديد سيكون فاشالً على الصعيد االقتصادي.
67
وإذا لم نشھد جولة أخرى من األزمات المالية العميقة فلن تظل األمور بھذا السوء ـ شريطة أال يقف الساسة في طريق النموذج الجديد للتجارة ،والتكنولوجيا ،والذكاء الصناعي
א #ش א <מ إن وجھة النظر الشعبية السائدة بين المتكھنين بأحوال االقتصاد والمضاربين في السوق ھي كالتالي» :كلما كان الركود أعمق كان التعافي أسرع« .وھُم على حق ـ إلى درجة ما :ففي أعقاب أي ركود طبيعي ،يسجل االقتصاد غالبا ً نمواً أسرع كثيراً من المعتاد على مدى السنة التالية .ولكن من المؤسف أن الركود األعظم في ٢٠٠٩/٢٠٠٨أبعد ما يكون عن الركود العالمي الطبيعي. كانت األزمة المالية بمثابة الشاحن التوربيني للركود األعظم ،فجعلته أشد تدميراً وأطول أمداً في التأثيرات المتخلفة عنه .وكما أشرت أنا وكارمن راينھارت في كتابنا الجديد الذي صدر تحت عنوان »ھذه المرة مختلفة :ثمانية قرون من الحماقات المالية« ،فإن الركود األعظم من األفضل أن يحمل وصف »االنكماش األعظم«، وذلك نظراً لالنكماش الھائل المتزامن الذي شھده العالم في االئتمان ،والتجارة، والنمو. ولكن مما يدعو إلى التفاؤل ،وعلى الرغم من االنتعاش المكبل في العالم المتقدم ،أن األسواق الناشئة في آسيا ،وأمريكا الالتينية ،والشرق األوسط تتمتع بقدر كبير من قدرات النمو الكامنة .وال بد أن تكون غالبية ھذه األسواق قادرة على تحقيق النمو القوي ،على الرغم من التحديات التي تفرضھا البيئة العالمية الصعبة. ومع ذلك فإن إرث االنكماش الھائل في االئتمان من غير المرجح أن يزول في أي وقت قريب .صحيح أن البنوك ،وخاصة الكبير منھا ،ستتمكن من جمع المال بالقدر الكافي من السھولة ،وذلك بفضل الضمانات الحكومية الصريحة والضمنية الشاملة. ولكن بالنسبة لكل شخص آخر ،وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ،فإن البيئة االئتمانية ما زالت تشكل صعوبة بالغة .وحتى الشركات في الصناعات الراسخة مثل صناعة الطاقة فإنھا تواجه مصاعب جمة في زيادة رأس المال. داع ،وإن االئتمان سيكون متاحا ً للجميع قريبا ً يقول المتفائلون إن القلق بال ٍ وبالسھولة التي أتيح بھا للبنوك نفسھا .فقد نضب معين االئتمان أيضا ً أثناء الركود 68
العالمي في عام ،١٩٩١ورغم ذلك بدأت األموال في التدفق بحيوية في غضون ١٨ شھراً. ولكن ھذا القياس يتجاھل حقيقة واضحة مفادھا أن الموازنات العامة كانت أشد ضعفا ً في ھذه المرة .واآلن يجري دعم أسعار اإلسكان مؤقتا ً عن طريق عدد وافر من إعانات الدعم ،بينما يلوح في األفق شبح انھيار أسعار العقارات التجارية .فضالً عن ذلك فإن العديد من نقاط الضعف التي تعانيھا البنوك ُت َغطى اآلن باالستعانة بالضمانات الحكومية. بل إن حكومات مجموعة العشرين تواجه اآلن توقعات كئيبة فيما يتصل بمحاوالت كبح جماح الوحش الذي خلقت .ولقد بات من الواضح اآلن أن دافع الضرائب سيكون متاحا ً دوما ً لضمان حصول حملة السندات على أموالھم .وفي غياب الضوابط ،فإن الشركات المالية الكبيرة ستكون قادرة على استغالل أسواق السندات لعقود مقبلة من الزمان وبأسعار أعلى قليالً مما تدفعه الحكومة ،وذلك بصرف النظر عن المجازفة المتأصلة في حيازاتھا من األصول .ولن تكلف الجھات المقرضة للبنوك نفسھا عناء القلق بشأن نوع المقامرات واالستثمارات التي تقوم بھا المؤسسات المالية ،أو بشأن مدى فعالية الضوابط التنظيمية. والخبر السار ھنا ھو أن أغلب الحكومات تدرك الحاجة إلى فرض قدر كبير من التنظيمات الجديدة على الشركات المالية .ولكن ھنا تكمن الصعوبة :ذلك أن التنظيمات المالية تتسم بالتعقيد الشديد ،وما يزيد الطين بلة ضرورة وجود درجة من التماسك الدولي .وإنھا لكارثة أن تندفع البلدان فرادى إلى تطبيق أنظمة جديدة خاصة بھا. من ناحية أخرى ،فإذا أخذت األجھزة التنظيمية وقتا ً أطول مما ينبغي للقيام باألمر »على الوجه األكمل« ،فسوف تحيط ظالل ضخمة من الشكوك بالنظام المالي. والبنوك تدرك أنھا تواجه متطلبات رأسمال أعلى ،األمر الذي البد وأن يرغمھا على تقليص حجم اإلقراض نسبة إلى مواردھا .ولكن إلى أي مدى قد ترتفع متطلبات رأس المال؟ ھناك الكثير من النقاش حول تفكيك البنوك التي ُت َعد أكبر من أن يُس َمح لھا باإلفالس .ولكن ما الذي سيحدث بالفعل؟ نظراً لھذه البيئة ،فليس من المستغرب أن يستمر االئتمان في االنكماش في الواليات المتحدة ،وأوروبا ،وأماكن أخرى من العالم .وإذا كانت البنوك ال تعرف القواعد التي ستحكم اللعبة ،فالبد أن تتوخى الحذر الشديد بشأن اإلفراط في توسيع موازناتھا العامة. 69
لذا فقد أصبحت الجھات التنظيمية الحكومية ـ وجميعنا في نھاية المطاف ـ بين َح َجري الرحى .فالتنظيم المتعجل قد يؤدي إلى الندم في المستقبل .واإلفراط في فرض الضوابط التنظيمية قد يؤدي إلى إعاقة النمو العالمي لعقود من الزمان .أما إذا كانت التنظيمات متساھلة أكثر مما ينبغي ،فإن األزمة المالية العالمية الوحشية المقبلة قد تأتي في غضون عقد واحد من الزمان .وحتى لو استغرقت الجھات التنظيمية زمنا ً كافيا ً في محاولة القيام باألمر على الوجه األكمل ،كما يتصور كثيرون منا أن ھذا واجبھم ،فقد يضطر العالم إلى الحياة في ظل توسع ائتماني ضعيف بسبب إمساك البنوك عن اإلقراض ،في انتظار قرار واضح فيما يتصل بمستقبلھا. وإليكم فكرة مؤلمة أخرى كثيراً ما يؤكد عليھا المؤرخ نيال فيرجسون من جامعة ھارفارد :إن عديدا من الزعماء والمشرعين الذين يصدرون األحكام على القواعد الجديدة المنظمة لعمل البنوك ھم الزعماء والمشرعون أنفسھم الذين أشرفوا على التنظيم أثناء الفترة التي سبقت اندالع األزمة المالية. كثيراً ما يسألني الناس عن السبب الذي يجعل خبراء االقتصاد يوقعون بأنفسھم في مثل ھذه المآزق مراراً وتكراراً على مدى تاريخ االقتصاد .ومن المؤسف ،كما برھنت أنا وراينھارت من خالل توثيق المئات من األزمات المالية ،التي غطت ٦٦ بلداً وثمانية قرون من الزمان ،فإن اإلجابة في غاية البساطة :الغطرسة والجھل .إن المستثمرين وصناع القرار السياسي كثيراً ما يتسمون جميعا ً بالجھل التام بالتجارب التاريخية التي ال تعد وال تحصى مع األزمات المالية .والقلة القليلة من األفراد الذين على دراية بسيطة بما حدث في أوقات سابقة وأماكن أخرى من العالم ،كثيراً ما يقولون» :ال تقلقوا ،إن ھذه المرة مختلفة». لعل االنكماش األعظم في ٢٠٠٩/٢٠٠٨سيكون مختلفا ً عن غيره من األزمات المالية الحادة السابقة ،وربما نشھد انتعاشا ً حاداً مستداما ً في مختلف أنحاء العالم. ولكن النصيحة التي يتعين علينا أن نوجھھا إلى صناع القرار السياسي في مجموعة العشرين ھي أال يراھنوا على ذلك ،وأن يتحلوا بالصبر ،خاصة في البلدان التي كانت مركزاً لألزمة
70
א א د د و א وאق א ساد األسواق العالمية نوع من التفاؤل المفرط بعد ظھور "براعم خضراء جديدة" على أغصان االقتصاد العالمي الجافة .واآلن يرى عدد متزايد من المستثمرين انتعاشة قوية مقبلة ،في الصين أوالً ،ثم في الواليات المتحدة ،ثم في أوروبا وبقية العالم .ويبدو أن حتى مستويات النمو المروعة التي تم تسجيلھا أثناء الربعين الماضيين لم تثبط ھذا التفكير المتفائل .ويقول بعض المحللين" :كلما كانت السقطة أعنف كان االرتداد أقوى". ربما يكون ھؤالء المتفائلون على حق .ولكن ما مدى التوسع المعقول الذي قد يتوقعه المرء حين ينتھي أسوأ ما في األمر أخيراً؟ ھل يكون "المعيار الجديد" ھو "المعيار القديم" نفسه الذي كان سائداً أثناء سنوات االزدھار من ٢٠٠٢إلى ٢٠٠٧؟ الحقيقة أنني أجد صعوبة في تصور الكيفية التي قد تتمكن بھا الواليات المتحدة والصين ،المحركان الرئيسيان للنمو العالمي طيلة عقدين من الزمان ،من تجنب االستقرار على متوسط نمو أدنى كثيراً مما كانت عليه الحال قبل األزمة. ولنبدأ بالواليات المتحدة ،مركز األزمة المالية ،وصاحبة أھم اقتصاد على مستوى العالم رغم ذلك ،في أفضل التقديرات ،سوف يخرج القطاع المالي في الواليات المتحدة من األزمة وقد أصبح أقل حجما ً وأكثر خضوعا ً للتنظيم .ولكن بعض خبراء االقتصاد ال يرون في ھذا مدعاة للقلق .فقد سجلت الواليات المتحدة نمواً سريعا ً أثناء خمسينيات وستينيات القرن العشرين في ظل نظام مصرفي كان خاضعا ً لتنظيمات مشددة .فلماذا ال يتكرر ذلك؟ بالتأكيد ،ولكن القطاع المالي في وقت مبكر من مرحلة ما بعد الحرب لم يكن مطالبا ً بدعم مثل ھذا االقتصاد المتنوع المتطور اليوم .وإذا ما أرجعت السلطات عقارب الساعة إلى الوراء عدة عقود من الزمان فيما يتصل بالتنظيم المصرفي، فھل يكون بوسعنا أن نتيقن من عدم إرجاعھا لعقارب ساعة الدخل إلى الوراء أيضاً؟ ال شك أن استھالك الواليات المتحدة ،والذي يشكل المحرك األضخم للنمو العالمي، يتجه نحو مستويات أدنى ،على خلفية انحدار أسعار المساكن ،وارتفاع معدالت البطالة ،وانحدار ثروة معاشات التقاعد .أثناء فترة الرواج ،ارتفعت مستويات 71
االستھالك في الواليات المتحدة حتى تجاوزت ٧٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي .وفي أعقاب األزمة فقد تھبط ھذه المستويات إلى ٦٠في المائة. وماذا عن التحول السياسي الكبير الذي شھدته الواليات المتحدة؟ بعد أن سئم الناخبون من النمو المطرد ،فإنھم يتطلعون اآلن إلى بذل المزيد من االنتباه إلى معالجة المخاوف البيئية ،وقضايا الرعاية الصحية ،والتفاوت في الدخول .بيد أن تحقيق ھذه األھداف السامية سيترتب عليه تكاليف باھظة ،إضافة إلى العجز الھائل في الميزانية نتيجة للجھود التي تبذلھا الحكومة األمريكية لمواجھة األزمة المالية. ومن المؤكد أن زيادة الضرائب وفرض المزيد من التنظيمات لن يصبا في مصلحة النمو. صحيح أن المجال متاح إلدارة الحكومة على نحو أكثر كفاءة ،وخاصة في مجاالت التعليم والرعاية الصحية .ولكن ھل تكون ھذه المدخرات كافية لمعادلة األعباء المترتبة على توسع الحجم اإلجمالي للحكومة؟ أرجو ذلك ،وال شك أن إدارة أوباما كانت بمثابة نسمة من الھواء العليل بعد العجز المذھل الذي اتسمت به سنوات بوش تشيني .ولكن الحكومات في مختلف أنحاء العالم تتصور دوما ً أن توسعاتھا يمكنتمويلھا من مكاسب الكفاءة ،وغالبا ً ما يتبين لھا في النھاية أنه حلم وھمي. من المنتظر أيضا ً أن يتباطأ النمو الصيني في األمد البعيد .فحتى قبل اندالع األزمة المالية كان من الواضح أن الصين لن تتمكن من االستمرار إلى ما ال نھاية على مسار النمو الذي بلغ ١٠في المائة أو تجاوزھا .فقد بدأت المشكالت المتعلقة بالبيئة وموارد المياه في التفاقم ،وبات من الواضح أنه مع استمرار الصين في النمو بمعدالت أسرع من أي بلد آخر تقريباً ،فإن السعة االستيرادية لبقية بلدان العالم لن تتمكن من مجاراة آلة التصدير الصينية .كانت الصين قد أصبحت أضخم مما ينبغي لھا. ومع األزمة المالية ،أصبح التعديل الضروري لالقتصاد الصيني نحو المزيد من االستھالك المحلي أكثر إلحاحا ً .صحيح أن الحكومة الصينية نجحت رغم انھيار الصادرات في دعم النمو من خالل التوسع الھائل في اإلنفاق وتوفير االئتمان ،ولكن رغم أن ھذه االستراتيجية ضرورية ،إال أنھا تھدد باإلخالل بالتوازن الدقيق بين توسع القطاعين الخاص والعام ،والذي شكل األساس للتوسع الصيني حتى اآلن .إن تنامي الدور الذي تلعبه الحكومة ،وتقلص الدور الذي يلعبه القطاع الخاص ،ينذران على نحو يكاد يكون مؤكداً بتباطؤ النمو الصيني في وقت الحق من ھذا العقد.
72
تواجه أوروبا أيضا ً عديدا من التحديات ،وليس فقط ألنھا أصبحت اآلن صاحبة أسوأ ھبوط اقتصادي بين المناطق الرئيسية على مستوى العالم ،بعد أن حذرت حكومة ألمانيا من انحدار ھائل في الناتج المحلي اإلجمالي ،والذي قد يبلغ ٦في المائة في عام .٢٠٠٩ويكاد يكون من المؤكد أن تتسبب األزمة المالية المستمرة في إبطاء عملية التكامل بالنسبة للبلدان الطامحة إلى االلتحاق بعضوية االتحاد األوروبي في وسط وشرق أوروبا ،والتي تشكل شعوبھا ذات التعداد الضئيل أقوى مصادر النمو نشاطا ً في أوروبا اليوم. لن تعاني مناطق العالم كافة بالضرورة تباطؤ التوسع االقتصادي أثناء العقد المقبل. فإذا ما افترضنا استمرار اإلصالحات في بلدان مثل البرازيل والھند وجنوب إفريقيا وروسيا ،فقد يكون بوسع األسواق الناشئة أن تسد جزءاً من الفجوة في النمو التي خلفتھا البلدان األضخم اقتصاداً .ولكن في كل األحوال ،وبعد أعوام من التعديل المتواصل لتقديراته بشأن النمو العالمي ،فالبد وأن يعيد صندوق النقد الدولي تنقيح ھذه التقديرات من جديد. وحتى بعد انتھاء األزمة فيكاد يكون من المؤكد أن يظل النمو العالمي لبعض الوقت أدنى مما كان عليه أثناء سنوات الرواج قبل اندالع األزمة .وقد يكون ھذا التغير في مصلحة البيئة ،والمساواة في الدخول ،واالستقرار .وقد تكون الحكومات محقة في انزعاجھا بشأن نوعية النمو وليس سرعته فحسب .ولكن حين يتعلق األمر بتقديرات الضرائب واألرباح فيتعين على المستثمرين والساسة أن يعيدوا توطين أنفسھم على "المعيار الجديد" للنمو ـ أو متوسط نمو أدنى
) 5א ز؟ حتى اآلن ال يستطيع أحد أن يجزم بتوقيت محتمل النتھاء األزمة المالية العالمية الحالية ،ولكن ثمة أمرا واحدا مؤكدا :أال وھو أن العجز في ميزانيات الحكومات يتجه نحو مستويات لم يسبق لھا مثيل على اإلطالق .وبات من الضروري اآلن إقناع المستثمرين في األعوام المقبلة بتحمل تالل من الديون الجديدة. ورغم أن الحكومات قد تحاول فرض ھذه الديون على المدخرين المحليين )على سبيل المثال ،باستغالل نفوذھا المتزايد لدى البنوك إلرغامھا على االحتفاظ بكمية غير متناسبة من األوراق الحكومية( ،إال أنھا ستجد نفسھا في النھاية ملزمة بتحمل 73
أسعار فائدة أعلى كثيراً أيضا ً .وفي غضون بضع سنوات فقد تصل أسعار الفائدة على أذون خزانة الواليات المتحدة طويلة األجل إلى ٣و ٤في المائة بسھولة ،مع ارتفاع أسعار الفائدة على بقية السندات الحكومية بالقدر نفسه ،أو أكثر. سترتفع أسعار الفائدة لتعويض المستثمرين عن قبول حصة ضخمة من السندات الحكومية ضمن حافظات استثمارھم وعن الخطر المتزايد المتمثل في استسالم الحكومات إلغراءات تضخيم ديونھا ،بل وحتى االمتناع عن السداد. في بحث أجرته كارمن راينارت باالشتراك معي عن تاريخ األزمات المالية ،وجدنا أن الدين العام يتضاعف ،حتى بعد التعديل تبعا ً لنسبة التضخم ،في غضون السنوات الثالث التي تعقب أي أزمة .واآلن أصبح عدد كبير من الدول ،الضخمة والصغيرة على السواء ،في الطريق إلى تحقيق ھذا التوقع. أشارت حكومة الصين بوضوح إلى أنھا ستلجأ إلى أية وسيلة ممكنة لدعم النمو في مواجھة انحدار الصادرات .ومن المعروف أن الصين تحتفظ باحتياطيات من النقد األجنبي تبلغ تريليوني دوالر لدعم قدرتھا على الوفاء بوعدھا ھذا .وتدعو ميزانية الرئيس باراك أوباما الجديدة في الواليات المتحدة إلى عجز ھائل في الميزانية يبلغ ١٫٧٥تريليون دوالر ،أي أضعاف الرقم السابق .وحتى تلك البلدان التي لم تنغمس بقوة في العربدة المالية فقد بدأت الفوائض التي جمعتھا في االنھيار ،واتجه العجز لديھا نحو االرتفاع إلى مستويات غير مسبوقة ،وباألخص في ظل انحدار العائدات الضريبية. الواقع أن قِلة من الحكومات قدمت توقعات واقعية لميزانياتھا ،ولو من بعيد، واستندت في ذلك على نحو متوقع إلى سيناريوھات اقتصادية وردية .ولكن من المؤسف أن االقتصاد العالمي عام ٢٠٠٩سيمر بظروف عصيبة .ويبدو أن الدخل في الواليات المتحدة ومنطقة اليورو قد انحدر بمعدل يبلغ ٦في المائة تقريبا ً أثناء الربع األخير من عام ٢٠٠٨؛ كما ھبط الناتج المحلي اإلجمالي في اليابان ربما بضعف ذلك المعدل. أما ادعاء الصين أن ناتجھا المحلي اإلجمالي سجل نمواً بلغ معدله ٦في المائة أثناء نھاية العام الماضي فھو محل شك .فقد انھارت الصادرات في مختلف أنحاء آسيا، بما في ذلك كوريا واليابان وسنغافورة .ونستطيع أن نقول إن الھند ،والبرازيل إلى درجة أقل ،تمكنتا من الصمود على نحو أفضل قليالً .ولكن قِـلة من األسواق الناشئة بلغت المرحلة التي تستطيع معھا الصمود في وجه االنھيار المتواصل في البلدان المتقدمة اقتصادياً ،ناھيك عن العمل كمحركات بديلة للنمو العالمي. 74
وفي ظل أزمة االئتمان ،التي ما زالت تجعل من الصعب بالنسبة للعديد من المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم أن تحصل على المستوى األدنى من التمويل الالزم للحفاظ على أصولھا واالستمرار في إدارة أعمالھا التجارية ،فقد أصبح الناتج المحلي اإلجمالي على مستوى العالم في ٢٠٠٩على حافة الھاوية. وھناك إمكانية حقيقية أن يسجل النمو العالمي أول انكماش له منذ الحرب العالمية الثانية. وتحت أي من الظروف فمن المؤكد أن مجموعة ضخمة من البلدان ستشھد انحداراً في ناتجھا يراوح بين ٤و ٥في المائة عام ،٢٠٠٩في حين ستشھد بعض البلدان انحداراً قد يصل إلى ١٠في المائة أو أكثر ،مع انخفاض في المستوى الحقيقي للركود بنسبة ١٠في المائة أو أكثر .واألسوأ من ذلك أن المؤسسات المالية إن لم تسترد نشاطھا السابق فقد يظل النمو محبطا ً ألعوام مقبلة ،وخاصة في البلدان التي شھدت منشأ األزمة مثل الواليات المتحدة ،بريطانيا ،أيرلندا ،وإسبانيا .وقد يكون النمو بعيد األمد في الواليات المتحدة في حالة بالغة السوء ،بينما توجه إدارة باراك أوباما البالد نحو مستويات من الرعاية االجتماعية وإعادة توزيع الدخول أقرب إلى المستويات األوروبية. إن البلدان التي تتمتع بمعدالت نمو أقرب إلى النمط األوروبي قد تتمكن من التعامل مع التزامات دين تعادل ٦٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي حين تكون أسعار الفائدة منخفضة .ولكن مع ارتفاع مستويات الدين في العديد من البلدان إلى ٨٠في المائة أو ٩٠في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي ،وفي ظل التأكيد على أن انخفاض أسعار الفائدة اليوم يشكل ظاھرة مؤقتة ،فإن المتاعب مقبلة ال محالة. والعديد من البلدان التي تحمل نفسھا كميات ھائلة من الديون في محاولة إلنقاذ بنوكھا لم تنجح إال في تحريك توقعات النمو متوسطة األمد قليالً ،األمر الذي يثير تساؤالت حقيقية بشأن القدرة على سداد الديون أو االستمرار في االستدانة. فإيطاليا ،على سبيل المثال ،حيث تجاوزت نسبة الدين إلى الدخل ١٠٠في المائة، كانت قادرة على تدبير أمورھا حتى اآلن بفضل انخفاض األسعار العالمية .ولكن مع تراكم الديون وارتفاع أسعار الفائدة العالمية فسوف يصبح المستثمرون أكثر توتراً بشأن الخطر المتمثل في إعادة جدولة الديون .أما بلدان أخرى ،مثل أيرلندا وبريطانيا والواليات المتحدة ،فقد بدأت بموقف مالي أكثر قوة ،إال أنھا قد ال تكون أفضل حاالً حين ينقشع غبار األزمة.
75
โ ซู ุชุดู ู ุฃุณุนุงุฑ ุงู ุตุฑู ุนุงู ุงู ู ู ุฌฺพู ุงู ู ุขุฎุฑโ ช .โ ฌู ู ุง ุฒุงู ุช ุงู ุจู ู ู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ ุงุขู ุณู ู ู ุฉโ ฌ โ ซุชุชุดุจุซ ุจุนุตุจู ุฉ ุจุงู ุฏู ุงู ุฑโ ช .โ ฌู ู ู ู ุญู ู ุชุตุจุญ ุฏู ู ู ุงู ู ุงู ู ุงุช ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ุนู ู ุชฺพุง ู ู โ ฌ โ ซุงู ุทุฑุงุฒ ุงู ุนุชู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุฏ ู ุณุฌู ุงู ู ู ุฑู ุงุฑุชู ุงุนุง ู ู ู ู ู ุงุจู ุงู ุฏู ุงู ุฑ ุจุนุฏ ุนุงู ู ู ุฅู ู ุซุงู ุซุฉโ ฌ โ ซุฃุนู ุงู โ ช ุ โ ฌฺพุฐุง ุฅุฐุง ู ุง ุธู ุงู ู ู ุฑู ู ู ุฌู ุฏุง ุนู ู ุงู ุณุงุญุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุดู ุฃู ุจุนุถ ุงู ุญู ู ู ุงุชโ ช ุ โ ฌู ุน ุชุฑุงู ู ุงู ุฏู ู ู ู ุงุณุชู ุฑุงุฑ ุงู ุฑู ู ุฏโ ช ุ โ ฌุณุชุญุงู ู ุชุฎู ู ู โ ฌ โ ซุงู ุนุจุก ุงู ู ู ู ู ุนู ู ู ุงฺพู ฺพุง ุจุงู ู ุฌู ุก ุฅู ู ุงู ู ู ุน ุงู ู ุงู ู โ ช ุ โ ฌุฃู ู ุฑุถ ู ุนุฏุงู ุช ุชุถุฎู โ ฌ โ ซุฃุนู ู โ ช ุ โ ฌุฃู ุงุงู ู ุชู ุงุน ุนู ุณุฏุงุฏ ุงู ุฏู ู ู ุฌุฒุฆู ุงู โ ช ุ โ ฌุฃู ุชุฑู ู ุจุฉ ู ู ุงุงู ุญุชู ุงุงู ุช ุงู ุซุงู ุซุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุงู ู ุคุณู ู ู ู ู ฺพุฐุง ุฃู ู ุนุจุฉ ุงู ู ฺพุงู ุฉ ู ู ุฑู ู ุฏ ุงุฃู ุนุธู ุงู ุญุงู ู ู ู ุชู ู ู ุฌู ู ู ุฉ ุจุฃู โ ฌ โ ซุญุงู ู ู ุงุฃู ุญู ุงู โ ฌ
โ ซ ื ุฏ ุฏ ุนโ ฌ โ ซุฅู ุตุฑุงุนุง ู ุถุฎู ุง ู ู ุนุชู ู ุงุขู ู ุฏุงุฎู ู ุฌู ู ุนุฉ ุงู ุนุดุฑู ู ุจุดุฃู ู ุณุชู ุจู ุงู ู ุธุงู ุงู ู ุงู ู โ ฌ โ ซุงู ุนุงู ู ู โ ช .โ ฌู ุงู ุดู ุฃู ู ุชุงุฆุฌ ฺพุฐุง ุงู ุตุฑุงุน ุณุชุคุซุฑ ู ู ุงู ุนุงู ู ู ู ู ู ุณ ู ู ุท ุงู ุนุงู ู ุงู ุจุงุทู ู โ ฌ โ ซุงู ุณุฑู ู ู ุชู ู ู ู ุงู ุฏู ู ู ู ู ุนู ู ุฏ ู ู ุจู ุฉ ู ู ุงู ุฒู ุงู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุฅู ุงู ู ุงู ู ุนู ู ุนู ู ุชุดู ู ู ุงู ุณู ุทุฉ ู ุงู ู ู ู ุฐ ู ุตู ุงุบุฉ ุงุฃู ู ู ุงุฑโ ช .โ ฌู ู ุฏ ู ุฒุนู ุงู ุณุงุฎุฑู ู โ ฌ โ ซุฃู ุงุฃู ุณุณ ุงู ุชู ู ู ู ู ุนู ู ฺพุง ุงู ู ุธุงู ุงู ู ุงู ู ุงู ุนุงู ู ู ู ู ุชุชุบู ุฑ ุจุฃู ุญุงู ู ู ุงุฃู ุญู ุงู โ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ู ฺพู ู ุฎุทุฆู ู โ ช .โ ฌุฅุฐ ุฅู ู ุง ู ู ุฌู ู ุน ุงุงู ุญุชู ุงุงู ุช ุณู ุดฺพุฏ ุชุบู ู ุฑุงุช ุถุฎู ุฉ ู ู ุบุถู ู โ ฌ โ ซุงุฃู ุนู ุงู ุงู ู ู ู ู ุฉ ุงู ู ู ุจู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฑุจู ุง ู ู ฺพู ุฆุฉ ู ุคุณุณุฉ ุฃู ู ุนุงฺพุฏุฉ ุนุงู ู ู ุฉ ู ู ุชู ุธู ู ุงู ู ุงู ู โ ฌ โ ซุงู ุฏู ู ู โ ช .โ ฌุงู ุญู ู ู ุฉ ุฃู ู ู ู ุงู ู ุณุชุญู ู ุชู ุฑู ุจุง ู ุฃู ู ู ุฌุญ ุงู ุนุงู ู ู ู ุญู ุงู ู ุฑุทุฉ ุงู ุญุงู ู ุฉ ุฏู ู โ ฌ โ ซุงุงู ุณุชุนุงู ุฉ ุจุจู ุตู ุฉ ู ุง ุชุดู ุฑ ุฅู ู ู ู ู ู ุงู ู ุธุงู ุงู ุฌุฏู ุฏโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุฅู ุงู ู ุงู ู ุงุช ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ุจุฑู ุทุงู ู ุง ุชุฑู ุฏุงู ุจุทุจู ุนุฉ ุงู ุญุงู ู ุธุงู ุง ู ู ุคุฏู ู ู ุงู ู ฺพุงู ุฉ ุฅู ู โ ฌ โ ซุชู ุณู ุน ู ุทุงู ฺพู ู ู ุชฺพู ุงโ ช .โ ฌู ู ู ุฏ ุฃุนู ู ู ุฒู ุฑ ุฎุฒุงู ุฉ ุงู ู ุงู ู ุงุช ุงู ู ุชุญุฏุฉ ุชู ู ู ุซู ุบุงู ุซู ุฑโ ฌ โ ซุฃุฎู ุฑุง ุงู ุฎุทู ุท ุงู ุนุฑู ุถุฉ ู ู ุธุงู ู ุงู ู ุฃู ุซุฑ ู ู ุงู ู ุฅู ู ุงู ู ุญุงู ุธุฉโ ช .โ ฌู ุญุชู ู ู ู ู ุชู ุฏู ู โ ฌ โ ซุงู ุนุฑุจุฏุฉ ุงู ู ุงู ู ุฉ ุงู ุชู ุงู ุบู ุณุช ู ู ฺพุง ุงู ู ุงู ู ุงุช ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ู ุงู ู ุงุถู ู ุงู ุจุฏ ุฃู ู ุนุชุฑู ู ุง ุจุฃู โ ฌ โ ซุงู ุชุฑุงุญ ุบุงู ุซู ุฑ ู ุดุชู ู ุนู ู ุจุนุถ ุงุฃู ู ู ุงุฑ ุงู ุทู ุจุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุงู ู ู ุงู ุงุฃู ู ู โ ช ุ โ ฌู ุฏ ู ุชู ุน ู ู ุฏ ุงู ุฌฺพุงุช ุงู ุชู ุธู ู ู ุฉ ุฅู ู ุฅุฌุจุงุฑ ุงู ู ู ู ู ู ู ุนู ู ุงุงู ุญุชู ุงุธ ุจู ุฏุฑโ ฌ โ ซุฃุนุธู ู ู ุงู ู ู ุฏ ู ุชุบุทู ุฉ ุฑฺพุงู ุงุชฺพู ุงู ุฎุงุตุฉโ ช ุ โ ฌุจุฏุงู ู ู ู ุงุงู ุนุชู ุงุฏ ู ุซู ุฑุงู ุนู ู ุฏุงู ุนู โ ฌ โ ซุงู ุถุฑุงุฆุจ ุจุงุนุชุจุงุฑฺพู ุญุงุฌุฒุงู ู ู ุงุฆู ุง ู โ ช .โ ฌู ู ุง ู ุณุนู ุบุงู ุซู ุฑ ุฅู ู ุฌุนู ุชู ู ู ู ุงู ุตู ู ุงุชโ ฌ โ ซโ ช76โ ฌโ ฌ
المالية أكثر تبسيطا ً وسھولة ،حتى يتمكن المستثمرون ومجالس اإلدارة والجھات التنظيمية من تقييم المجازفة التي يواجھونھا على نحو أفضل. ولكن في حين أن بقية بلدان العالم متعاطفة مع أفكار غايثنر ،إال أن بلدانا ً أخرى تود لو ترى المزيد من اإلصالح الجوھري .فقد بدأت روسيا ومعھا الصين في التشكيك في الدوالر باعتباره العمود الذي يقوم عليه النظام الدولي .ففي خطاب رصين ألقاه رئيس البنك المركزي الصيني تشو شياو تشوان تحدث عن المزايا المترتبة على وجود عملة عالمية خارقة ،والتي ربما يستطيع صندوق النقد الدولي أن يصدرھا. وھؤالء ھم النقاد األكثر ھدوءاً .أما الرئيس الحالي لمجلس وزراء االتحاد األوروبي ،وھو رئيس الوزراء التشيكي ميروسالف توبوالنيك ،فقد عبر بصراحة عن الغضب الذي يعتمل في نفوس العديد من الزعماء األوروبيين حين وصف األسلوب األمريكي المسرف في التعامل مع السياسة المالية بأنه "الطريق إلى الجحيم" .وربما كان بوسعه أن يقول الشيء نفسه عن وجھات النظر األوروبية فيما يتصل بالقيادات المالية في الواليات المتحدة. إن ما نراھن به في إطار المناقشة الدائرة بشأن اإلصالح المالي الدولي ضخم للغاية .والحقيقة أن الدور الذي يلعبه الدوالر في مركز النظام المالي العالمي يمنح الواليات المتحدة القدرة على جمع مبالغ ضخمة من رأس المال دون تكدير اقتصادھا بال ضرورة .وجميعنا نتذكر كيف قرر رئيس الواليات المتحدة السابق جورج دبليو بوش تخفيض الضرائب في الوقت نفسه الذي بدأ فيه غزوه للعراق. ولكن رغم ما أحاط من شبھات بتصرفات بوش في كل من السياقين ،فقد ھبطت أسعار الفائدة على الدين العام للواليات المتحدة في ذلك الوقت. واألھم من ذلك أن الدور الذي تضطلع به الواليات المتحدة في مركز النظام المالي العالمي يمنح المحاكم والجھات التنظيمية والساسة في الواليات المتحدة قدراً ھائالً من السلطة والنفوذ على االستثمار العالمي في مختلف أنحاء العالم .ولھذا السبب كان الخلل الوظيفي في النظام المالي الذي تتبناه الواليات المتحدة سببا ً في تغذية حالة الركود العميق التي يعيشھا العالم اآلن. من ناحية أخرى ،ما البدائل المطروحة لرؤية غايثنر؟ وھل يوجد نموذج آخر للنظام المالي العالمي؟ إن التناول الذي طرحته الصين من شأنه أن يفرض قدراً ھائالً من الضرائب المستترة على المدخرين ،الذين يحصلون على فوائد ضئيلة للغاية على ودائعھم. 77
ولقد سمح ھذا الوضع للبنوك الخاضعة لسيطرة الدولة بتقديم قروض بأسعار فائدة مدعمة للشركات والقطاعات المفضلة. وفي الھند يُس َتخدَم القمع المالي كوسيلة لتعبئة المدخرات األسيرة للمساعدة على تمويل الديون الحكومية الھائلة بأسعار فائدة أقل كثيراً من األسعار السائدة في أي سوق حرة. وفي روسيا سنجد أن القسم األعظم من المشكالت الحالية التي تواجھھا البالد نابع من نظامھا المصرفي المختل .ذلك أن العديد من المقترضين الذين أصبحوا عاجزين عن الحصول على التمويل بشروط معقولة في الداخل ،اضطروا إلى اقتراض العمالت الصعبة من الخارج ،األمر الذي أدى إلى خلق أعباء مالية ھائلة حين انھار الروبل. وتريد أوروبا أن تحافظ على نموذجھا المصرفي الشامل ،حيث تقوم البنوك بنطاق عريض من الوظائف يراوح ما بين استقبال الودائع إلى تقديم القروض التجارية الصغيرة إلى مزاولة أنشطة االستثمار المصرفي على مستوى عال .المقترحات التي طرحتھا الواليات المتحدة من ناحية أخرى من شأنھا أن تجعل األعمال المصرفية الشاملة أشد صعوبة .ويرجع ذلك جزئيا ً إلى أن ھذه المقترحات تھدف إلى إقامة سياج حول المؤسسات المالية التي تفرض "خطراً شامالً" على النظام المالي .ومثل ھذه التغييرات من شأنھا أن تفرض ضغوطا ً على البنوك الشاملة لحملھا على ھجر األنشطة المصرفية االستثمارية األعظم خطراً سعيا ً إلى العمل على نحو أكثر حرية. ال شك أن المؤسسات الھائلة الحجم في الواليات المتحدة مثل سيتي جروب ،وبنك أوف أمريكا ،وجيه بي مورجان ستتأثر أيضا ً .ولكن النماذج المصرفية الشاملة أقل مركزية بالنسبة للنظام المالي األمريكي مقارنة بالوضع في أوروبا وأجزاء من آسيا وأمريكا الالتينية. وبعيداً عن العواقب الضمنية المترتبة على األنظمة الوطنية المختلفة ،فإن ھيئة العمل المصرفي في المستقبل ستشكل عامالً على قدر عظيم من األھمية بالنسبة للنظام المالي األوسع نطاقاً ،بما في ذلك رؤوس األموال ،واألسھم الخاصة، وصناديق الوقاء .ويھدف اقتراح غايثنر إلى كبح جماح كل ھذه األشكال بدرجة ما. وقد تكون المخاوف المرتبطة باألزمة مفھومة ،ولكن دون ھذه األساليب اإلبداعية الجديدة في التعامل مع التمويل فربما ما كان بوسعنا أن نرى صرحا ً مثل وادي السيلكون يظھر إلى الوجود .ولكن أين يقع التوازن بين المجازفة واإلبداع؟ 78
رغم أن قسما ً كبيراً من مناقشات مجموعة العشرين معني بقضايا ،مثل الحوافز المالية العالمية ،إال أن الرھان األعظم يشتمل على اختيار فلسفة جديدة للنظام المالي الدولي وأجھزته التنظيمية .وإذا عجز زعماؤنا عن البحث عن تناول جديد لألمر، فإن الفرصة قائمة لتحول العولمة المالية سريعا ً نحو اتجاه معاكس ،األمر الذي البد أن يزيد من صعوبة الخروج من المستنقع الحالي.
79