قصة احدى نساء العالم العظيمات ماري كوري

Page 1

‫ﻗﺼﺔ ﺍﺣﺪﻯ ﻧﺴﺎء ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺎﺕ‬ ‫ﻣﺎﺭﻱ ﻛﻮﺭﻱ‬

‫ﺍﳊﺎﺋﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻣﺮﺗﲔ‬ ‫ماري سكلودوفسكا كوري )‪ (Marie Skłodowska–Curie :‬ولدت في )‪٧‬‬ ‫نوفمبر ‪ – ١٨٦٧‬وتوفيت في ‪ ٤‬يوليو ‪ (١٩٣٤‬عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد‪،‬‬ ‫اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد‪ .‬عرفت بسبقھا وأبحاثھا في مجال اضمحالل‬ ‫النشاط اإلشعاعي وھي أول امرأة تحصل على جائزة نوبلوالوحيدة التي حصلت‬ ‫عليھا في مجالين مرتين]‪) [١‬مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء(‪ ،‬وھي أول امرأة‬ ‫تتبوأ رتبة األستاذية في جامعة باريس‪ .‬اكتشفت مع زوجھا بيار‬ ‫ً‬ ‫مشاركة على جائزة نوبل في‬ ‫كوري عنصري البولونيوم والراديوم وليحصال‬ ‫الفيزياء‪ ،‬كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام ‪ ١٩١١‬بمفردھا‪ ،‬وھي تعد‬ ‫أول امرأة تحصل على جائزة نوبل‪ ،‬والمرأة الوحيدة التي حصلت على الجائزة في‬ ‫مجالين مختلفين‪ .‬وقد اقتسمت ابنتھا إيرين جوليو‪-‬كوري وزوج ابنتھا فردريك‬ ‫جوليو‪-‬كوريأي ً‬ ‫ضا جائزة نوبل لعام ‪.١٩٣٥‬‬ ‫ولدت ماري كوري باسم ماريا سكلودوفسكا في مدينة وارسو )التي كانت آنذاك‬ ‫تابعة لمنطقة فستوال‪ ،‬وھو االسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم‬ ‫‪1‬‬


‫اإلمبراطورية الروسية( وعاشت فيھا حتى‬ ‫بلغت الرابعة والعشرين‪ .‬وفي سنة ‪،١٨٩١‬‬ ‫لحقت بأختھا الكبرى برونسوافا‬ ‫)بالبولندية‪ (Bronisława‬التي سافرت‬ ‫إلى باريس للدراسة‪.‬‬ ‫من إنجازاتھا وضع نظرية للنشاط‬ ‫اإلشعاعي )وإليھا ينسب مصطلح "نشاط‬ ‫إشعاعي"(]‪ .[٢‬كما ابتكرت تقنيات‬ ‫لفصل النظائر المشعة‪ ،‬واكتشفت عنصرين‬ ‫كيميائيين ھما البولونيوم والراديوم‪ ،‬وتحت‬ ‫إشرافھا أجريت أول دراسات‬ ‫لمعالجة األورام باستخدام النظائر المشعة‪.‬‬ ‫كما أسست معھدي كوري في باريس وفي وراسو‪.‬‬ ‫خالل الحرب العالمية األولى‪ ،‬أسست أول مراكز إشعاعية عسكرية‪ .‬ورغم‬ ‫حصولھا على الجنسية الفرنسية‪ ،‬لم تفقد ماري سكلودوفسكا كوري إحساسھا بھويتھا‬ ‫البولندية‪ ،‬فقد علمت بناتھا اللغة البولندية‪ ،‬واصطحبتھم في زيارات لبولندا‪ .‬كما‬ ‫أطلقت على أول عنصر كيميائي اكتشفته اسم البولونيوم‪ ،‬الذي عزلته للمرة األولى‬ ‫عام ‪ ،١٨٩٨‬نسبة إلى بلدھا األصل‪ [٣].‬وخالل الحرب العالمية األولى أصبحت‬ ‫عضوا في منظمة بولندا الحرة‪ [٤].‬كما أسست معھ ًدا مخص ً‬ ‫ً‬ ‫صا للعالج بالراديوم في‬ ‫مدينة وارسو سنة ‪) ١٩٣٢‬يسمى حاليًا معھد ماريا سكلودوفسكا كوري لألورام(‪،‬‬ ‫والذي ترأسته شقيقتھا الطبيبة برونسوافا‪.‬‬ ‫توفيت ماري كوري عام ‪ ،١٩٣٤‬بمرض فقر الدم الالتنسجي الذي أصيبت به نتيجة‬ ‫تعرضھا لإلشعاع ألعوام‪.‬‬ ‫المولد والنشأة‬ ‫كانت ماريا االبنة الصغرى من بين خمسة أطفال ألبوين من المعلمين المعروفين‬ ‫برونيسالفا وفالديسالف سكلودوفسكي‪ [٥].‬كان جدھا ألبيھا جوزيف سكلودوفسكي‬ ‫معلمًا في لوبلين‪ ،‬وكان من تالمذته األديب البولندي بوليسالف بروس‪ [٦]،‬والدھا‬ ‫فالديسالف سكلودوفسكي كان معلمًا للرياضيات والفيزياء ومديرً ا لصالتي ألعاب‬ ‫رياضية للفتيان في وارسو‪ ،‬أما والدتھا برونيسالفا سكلودوفسكي فكانت تدير‬ ‫‪2‬‬


‫مدرسة داخلية للفتيات في وارسو وكانت تعاني من الدرن‪ ،‬الذي أودى بحياتھا‬ ‫عندما كانت ماريا في الثانية عشرة من عمرھا‪ .‬كان والدھا ال دينيًا‪ ،‬بينما كانت‬

‫المنزل الذي ولدت فيه ماريا سكلودوفسكي كوري في أوليكا فريتا بمدينة وارسو‪،‬‬ ‫والذي أصبح "متحف ماري سكلودوفسكا كوري"‪.‬‬ ‫والدتھا ـ على النقيض ـ كاثوليكية متدينة‪ [٧].‬وبعد عامين من وفاة والدتھا‪ ،‬لحقت‬ ‫شقيقتھا الكبرى تسوفيا بوالدتھا متأثرة بمرض التيفوس‪ .‬ووف ًقا لروبرت وليم ريد‪،‬‬ ‫فقد نبذت ماريا الكاثوليكية تحت صدمة وفاة والدتھا وأختھا‪ ،‬وتحولت‬ ‫إلى الالأدرية]‪.[٨‬‬ ‫التحقت ماريا وھي في العاشرة من عمرھا بالمدرسة الداخلية التي كانت تديرھا‬ ‫والدتھا‪ ،‬ثم التحقت بمدرسة أخرى للبنات تخرجت فيھا في ‪ ١٢‬يونيو ‪ ،١٨٨٣‬ثم‬ ‫قضت عامًا في الريف مع أقارب والدھا‪ ،‬وبعدھا انتقلت إلى وارسو لتعمل بالتدريس‬ ‫الخاص‪ .‬كانت عائلتا والدھا ووالدتھا قد فقدتا ممتلكاتھما وثرواتھما نتيجة‬ ‫‪3‬‬


‫انخراطھما في العمل الوطني‪ ،‬مما جعل ماريا وإخوتھا يعانون ماديًا لمواصلة‬ ‫طريقھم في الحياة‪ [٩].‬أبرمت ماريا مع شقيقتھا برونيسالفا اتفا ًقا بمقتضاه تسافر‬ ‫برونيسالفا لدراسة الطب في باريس على أن تنفق عليھا ماريا‪ ،‬ثم تتبادل األختان‬ ‫المواقع بعد عامين‪ [١٠].‬فعملت ماريا مربية لدى أسرة أحد المحامين في كراكوفيا‪،‬‬ ‫ثم لدى أسرة تسورافسكي )وھي عائلة ميسورة تمت بصلة قرابة إلى أبيھا( في‬ ‫مدينة تشيخانوف‪ ،‬وھناك وقعت في حب أحد شباب تلك األسرة وھو كازيمير‬ ‫تسورافسكي )الذي صار فيما بعد من كبار علماء الرياضيات(‪.،‬‬ ‫غير أن أسرته رفضت زواجه من تلك الفتاة المعدمة‪ .‬ولم يكن للفتى كازيمير القدرة‬ ‫على االعتراض‪ ،‬ونتيجة لذلك استغنت األسرة عن خدمات ماريا‪[١١]،‬فاتجھت‬ ‫للعمل لدى أسرة فوكس في مدينة سوبوت الواقعة على بحر البلطيق في‬ ‫شمال بولندا‪ ،‬حيث قضت عامًا ولم تتخل طوال تلك الفترة عن إعانة شقيقتھا ماديًا‬ ‫وفي مطلع عام ‪ ،١٨٩٠‬وبعد شھور قليلة من زواج برونيسالفا من الفيزيائي‬ ‫والناشط السياسي كازيمير ديوسكي‪ ،‬وجھت برونيسالفا الدعوة ألختھا ماريا للحاق‬ ‫بھما في باريس‪ ،‬غير أن ماريا أحجمت عن ذلك لعدم قدرتھا على توفير نفقات‬ ‫الدراسة بالجامعة‪ ،‬ولرغبتھا في الزواج من كازيمير تسورافسكي‪ .‬فعادت إلى والدھا‬ ‫في وارسو‪ ،‬حيث ظلت معه حتى خريف ‪ ،١٨٩١‬وبدأت في التدريس الخصوصي‬ ‫والتحقت بالدراسة في جامعة سرية كانت تسمى آنذاك بالجامعة العائمة‪ ،‬وبدأت في‬ ‫التدرب في مختبر متحف الصناعة والزراعة قرب مدينة وارسو القديمة‪ ،‬وھو‬ ‫المعمل الذي كان يديره قريبھا جوزيف بوغوسكي‪ ،‬الذي سبق له العمل مساع ًدا‬ ‫للكيميائي الروسي ديميتري مندلييف في سانت بطرسبرغ‪[١٢].‬‬ ‫وفي أكتوبر ‪ ،١٨٩١‬رضخت ماريا إلصرار أختھا وقررت السفر إلى فرنسا‪،‬‬ ‫وخاصة بعد أن وصلھا خطاب من تسورافسكي أنھى كل آمالھا في االرتباط به]‪.[٧‬‬ ‫وفي باريس‪ ،‬أقامت ماريا لفترة قصيرة مع أختھا وزوج أختھا قبل أن تقوم‬ ‫باستئجار حجرة بسيطة على سطح أحد المنازل]‪ ،[١٣‬وانھمكت ماريا في‬ ‫دراستھا للفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة السوربون في باريس التي التحقت‬ ‫بھا في نھاية عام ‪ [١٥][١٤].١٨٩١‬في جامعة السوربون‬

‫‪4‬‬


‫ﺑﻴﲑ ﻛﻮﺭﻱ ﺳﻨﺔ ‪١٩٠٦‬‬ ‫كانت ماريا تواصل دراستھا نھارً ا وتقوم بإعطاء الدروس لتغطية نفقاتھا ـ التي‬ ‫كانت تكفي احتياجاتھا بصعوبة ـ مسا ًء‪ .‬وفي سنة ‪ ،١٨٩٣‬حصلت على درجة‬ ‫علمية في الفيزياء‪ ،‬والتحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية‪ ،‬وواصلت دراستھا‬ ‫في السوربون في نفس الوقت حتى حصلت على درجة‬ ‫علمية فيالرياضيات سنة ‪ ،١٨٩٤‬وھو نفس العام الذي‬ ‫دخل فيه بيير كوري حياتھا‪ ،‬إذ كان يعمل بالتدريس‬ ‫فيمدرسة الفيزياء والكيمياء الصناعية في مدينة‬ ‫باريس ) ‪École Supérieure de Physique et de‬‬ ‫ ‪Chimie Industrielles de la Ville de Paris‬‬‫‪ ،(ESPCI‬وكانت ماريا قد بدأت عملھا العلمي‬ ‫في باريس بأبحاث حول الخواص المغناطيسية‬ ‫ألنواع الفوالذ المختلفة‪ ،‬وكان االھتمام المشترك لماريا‬ ‫وبيير بالمغناطيسية ھو ما جمعھما سويًا‪[١٦].‬‬ ‫زاد سفر ماريا لقضاء الصيف في وارسو من العواطف المتبادلة بينھما‪ .‬وكانت‬ ‫ماريا تعمل تحت دافع رغبتھا في العودة إلى بولندا لتمارس فيھا أبحاثھا في مجالھا‬ ‫العلمي‪ ،‬غير أن جامعة كراكوفيا رفضت إلحاقھا بالعمل لديھا لمجرد كونھا‬ ‫امرأة‪ [١٧]،‬بعد أن أقنعتھا رسالة من بيير لھا بالعودة إلى باريس لمتابعة شھادة‬ ‫الدكتوراه‪ [١٥]،‬وبإصرار من ماري‪ ،‬كتب بيير أبحاثه عن المغناطيسية‪ ،‬وحصل‬ ‫على الدكتوراه الخاصة به في مارس ‪١٨٩٥‬؛ وتمت ترقيته أي ً‬ ‫ضا لدرجة أستاذ في‬ ‫المدرسة‪ [١٥].‬وفي ‪ ٢٦‬يوليو من ذلك العام‪ ،‬تزوجت ھي وبيير زواجً ا‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا دائمًا بالعمل في نفس المختبر‪ ،‬وقد‬ ‫مدنيًا‪ [١٥][٥]،‬مما جعلھما مرتبطين‬ ‫تشاركا ھوايتي ركوب الدراجات لمسافات طويلة والسفر إلى الخارج‪ ،‬وھو ما زاد‬ ‫من تقاربھما‪[١٨][١٧].‬‬

‫اكتشاف عناصر جديدة‬ ‫في عام ‪ ،١٨٩٥‬اكتشف فيلھلم كونراد رونتغن وجود األشعة السينية‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫يتوصل إلى التقنية التي يمكن بھا إنتاج تلك األشعة‪ [١٩].‬وفي سنة ‪،١٨٩٦‬‬ ‫اكتشف ھنري بيكريل أن أمالحاليورانيوم تنبعث منھا إشعاعات تشبه األشعة‬ ‫‪5‬‬


‫السينية في قدرتھا على اختراق األجسام‪[١٩]،‬واكتشف أن ھذا اإلشعاع يختلف‬ ‫عن اإلشعاع الفسفوري في أنه ينتج تلقائيًا من اليورانيوم ذاته وال يستمد طاقته من‬ ‫أي مصدر خارجي‪[٥].‬‬ ‫قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضو ًعا لرسالتھا‬ ‫البحثية‪ [٥]،‬فقامت باستخدام جھاز يسمى اإللكترومتر ‪ -‬كان زوجھا وأخوه قد‬ ‫ابتكراه قبل ‪ ١٥‬سنة لقياس الشحنة الكھربية]‪ - [١٩‬واكتشفت أن إشعاعات‬ ‫اليورانيوم تجعل الھواء المحيط بالعينة قابالً لتوصيل الكھرباء‪ [١٩]،‬وعن طريق‬ ‫ھذا الجھاز استنبطت أول نتائج بحثھا‪ ،‬وھي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط‬ ‫على كمية اليورانيوم الموجودة بھا‪ [١٩]،‬وقد أثبتت الفرضية القائلة بأن اإلشعاع ال‬ ‫ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات‪ ،‬بل يأتي من الذرة نفسھا‪ [١٩].‬كانت تلك‬ ‫الفرضية خطوة ھامة في دحض االفتراض القديم بأن الذرات غير قابلة‬ ‫لالنقسام‪[٢٠][١٩].‬‬ ‫في عام ‪ ،١٨٩٧‬أنجبت ماري ابنتھا إيرين‪ [٢١].‬ولتساعد في نفقات األسرة‪ ،‬بدأت‬ ‫ماري في التدريس في مدرسة األساتذة العليا‪ [٢١].‬لم يكن للزوجين كوري مختبر‬ ‫متخصص‪ ،‬وقد قاما بمعظم أبحاثھما في غرفة مسقوفة بجوار مدرسة الفيزياء‬ ‫والكيمياء‪ [٢١].‬كانت تلك الغرفة غرفة تشريح سابقة ملحقة بمدرسة الطب‪ ،‬وكانت‬ ‫سيئة التھوية وتنفذ إليھا مياه األمطار‪ [٢٢].‬لم تقدم مدرسة األساتذة العليا أي تمويل‬ ‫ألبحاثھما‪ ،‬لكنھما حصال على بعض الدعم من شركات الصناعات المعدنية‬ ‫والتعدينية‪ ،‬وبعض المنظمات والحكومات‪[٢٣][٢٢][٢١].‬‬ ‫تركزت أبحاث مدام كوري على اثنين من خامات اليورانيوم‬ ‫ھما البتشبلند والتوربرنايت‪ [٢٢]،‬واكتشفت باستخدام جھاز اإللكتروميتر أن‬ ‫خام البتشبلندأكثر نشاطا ً من اليورانيوم ذاته بأربعة أضعاف‪ ،‬كذلك التوربرنايت‬ ‫أنشط بضعفين‪ ،‬وتوصلت من ذلك إلى استنتاج مبني على مالحظتھا السابقة حول‬ ‫اعتماد نشاط مركبات اليورانيوم على كمية اليورانيوم الموجودة بھا‪ ،‬أن ھذه‬ ‫الخامات قد تكون محتوية على كميات قليلة من مواد مشعة أخرى تفوق اليورانيوم‬ ‫في النشاط اإلشعاعي]‪ [٢٤][٢٢‬وفي عام ‪ ،١٨٩٨‬أثناء دراستھا لمركبات مشعة‬ ‫أخرى بخالف أمالح اليورانيوم‪ ،‬اكتشفت كوري أن عنصرالثوريوم أيضا ً‬ ‫ھو عنصر مشع‪[١٩].‬‬ ‫مع مرور الوقت‪ ،‬ازداد إعجاب بيير بعمل زوجته‪ ،‬حتى أنه في منتصف عام‬ ‫‪ ،١٨٩٨‬ترك أبحاثه حول البلورات وانضم للعمل معھا في أبحاثھا‪ [٢٢][٢١].‬كانت‬ ‫‪6‬‬


‫ماري كوري تدرك أھمية المسارعة بنشر اكتشافاتھا لتسجيل سبقھا العلمي‪ ،‬فلو لم‬ ‫يكن بيكريل قد سارع بتقديم اكتشافه للنشاط اإلشعاعي إلى األكاديمية الفرنسية‬ ‫للعلوم بمجرد توصله إليه‪ ،‬لربما كان فضل السبق في اكتشاف‬ ‫نشاط النشاط اإلشعاعي سيذھب إلى الفيزيائي اإلنجليزي سيلفانوس طومسون بدالً‬ ‫منه‪ .‬ولذلك اقتدت كوري ببكريل وسجلت اكتشافھا ـ في صورة ورقة علمية‬ ‫مختصرة قدمھا إلى األكاديمية بالنيابة عنھا أستاذھا السابق غب‪ d‬ليبمان في ‪١٢‬‬ ‫أبريل ‪ [٢٥].١٨٩٨‬وكما سبق بيكريل طومسون بإعالنه اكتشاف النشاط اإلشعاعي‪،‬‬ ‫سبق جيرھارد شميدت ماري كوري بإعالنه في فبراير ‪ ١٨٩٨‬في برلين عن‬ ‫اكتشافه للخواص االشعاعية لعنصر الثوريوم‪[٢٦].‬‬ ‫في يوليو ‪ ،١٨٩٨‬نشر الزوجان بيير وماري كوري ورقة بحثية مشتركة‪ ،‬أعلنا فيھا‬ ‫عن وجود عنصر أطلقا عليه اسم "البولونيوم"‪ ،‬تكريمًا لبلدھا األصلي بولندا‪ ،‬التي‬ ‫ظلت لعشرين عامًا أخرى مقسمة بين االمبراطوريات الثالث التي تقاسمتھا قبل‬ ‫ثان‪،‬‬ ‫قرن‪ [٥].‬وفي ‪ ٢٦‬ديسمبر ‪ ،١٨٩٨‬أعلن الزوجان كوري عن وجود عنصر ٍ‬ ‫اسموه "الراديوم" ذو النشاط اإلشعاعي الكبير‪ ،‬واالسم كان من‬ ‫صياغتھما‪[٢٧][٢١][١٩][٥].‬‬ ‫إلثبات اكتشافاتھم دون أدنى شك‪ ،‬كان على الزوجين فصل البولونيوم والراديوم إلى‬ ‫صورتھما العنصرية النقية‪ [٢٢].‬نظرً ا لكون البتشبلند خامة معقدة‪ ،‬فقد كان فصل‬ ‫مكوناته الكيميائية مھمة شاقة‪ .‬كان اكتشاف البولونيوم سھالً نسبيًا؛ فھو كيميائيًا‬ ‫يشبه عنصر البزموت‪ ،‬كما كان البولونيوم فقط المادة الوحيدة الشبيھة بالبزموت في‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا كيميائيًا‬ ‫الخامة‪ .‬إال أن الراديوم‪ ،‬كان عنصرً ا أكثر مراوغة‪ ،‬فھو يرتبط‬ ‫وثي ًقا بعنصر الباريوم‪ ،‬وخامة البتشبلند تحتوي على العنصرين‪ .‬في عام ‪،١٨٩٨‬‬ ‫كان حصول الزوجين كوري على كميات ملموسة من الراديوم غير مختلطة مع‬ ‫الباريوم‪ ،‬أمرً ا ال يزال بعيد المنال‪ [٢٨].‬أجرى الزوجان كوري المھمة الشاقة‬ ‫المتمثلة في فصل ملح الراديوم من خالل عمليات بلورة متعددة‪ .‬ومن طن من‬ ‫البتشبلند‪ ،‬فصال جزء من عشرة أجزاء من الجرام من كلوريد الراديوم عام ‪.١٩٠٢‬‬ ‫في عام ‪ ،١٩١٠‬فصلت ماري عنصر الراديوم النقي‪ [٢٩][٢٢].‬إال أنھا لم تنجح‬ ‫أب ًدا في فصل عنصر البولونيوم‪ ،‬الذي تبلغ فترة عمر نصفه ‪ ١٣٨‬يوم فقط‪[٢٢].‬‬ ‫في عام ‪ ،١٩٠٠‬أصبحت ماري أول امرأة عضوة في مدرسة األساتذة العليا‪،‬‬ ‫وانضم بيير لكلية في جامعة السوربون‪ [٣١][٣٠].‬وفي عام ‪ ،١٩٠٢‬زارت ماري‬ ‫بولندا‪ ،‬لوفاة والدھا‪ [٢١].‬وفي يونيو ‪ ،١٩٠٣‬وتحت إشراف ھنري بيكريل‪ ،‬تم منح‬ ‫ماري درجة الدكتوراه من جامعة باريس‪[٣٢][٢١].‬وفي نفس الشھر‪ ،‬دعيت ھي‬ ‫‪7‬‬


‫وبيير إلى المعھد الملكي في لندن إللقاء كلمة‬ ‫عن النشاط اإلشعاعي؛ منعت ماري من التحدث‬ ‫في المنتدى‪ ،‬لكونھا أنثى‪ ،‬وسمح لبيير وحده‬ ‫بالحديث‪ [٣٣].‬في غضون ذلك‪ ،‬بدأت صناعة‬ ‫جديدة في الظھور استنا ًدا على اكتشاف الزوجين‬ ‫كوري للراديوم‪ [٣٠].‬ونظرً ا لكون الزوجان‬ ‫كوري لم يسجال براءة اختراع باكتشافھما‪ ،‬لذا لم‬ ‫يحققا سوى استفادة مادية قليلة من ھذا‬ ‫المشروع‪[٣٠][٢٢].‬‬

‫ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺗﻲ ﻧﻮﺑﻞ‬ ‫في ديسمبر ‪ ،١٩٠٣‬منحت األكاديمية الملكية السويدية للعلوم كالً من بيير وماري‬ ‫كوريوھنري بيكريل جائزة نوبل في الفيزياء "اعترا ًفا بالفضل الكبير ألبحاثھم‬ ‫المشتركة في دراسة ظاھرة اإلشعاع المؤين التي اكتشفھا البروفيسور‬ ‫بيكريل"‪ [٢١].‬في البداية‪ ،‬كان ھناك نية لتكريم بيير وھنري فقط‪ ،‬إال أن أحد‬ ‫أعضاء اللجنة المدافع عن العلماء من النساء‪ ،‬وھو عالم الرياضيات‬ ‫السويدي ماجنوس جوستا ميتاج‪-‬ليفلر نبّه بيير للموقف‪ ،‬وبعد تظلم بيير‪ ،‬أضيف اسم‬ ‫ماري للجائزة‪ [٣٤]،‬لتصبح ماري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل‪[٢١].‬‬ ‫ولم تتمكن ماري كوري وزوجھا من السفر إلى ستوكھولم لتسلم الجائزة بشكل‬ ‫شخصي النشغالھما بأعمالھما‪ ،‬وإلحساس بيير الذي لم يكن يحب االحتفاالت العامة‬ ‫بالمرض‪[٣٤][٣٣].‬لكنھما اقتسما ريعھا مع من يعرفون من المحتاجين‪ ،‬ومنھم‬ ‫بعض طلبتھم‪ [١٧].‬كما جرت العادة مع الحائزين على جائزة نوبل‪ ،‬قام الزوجان‬ ‫أخيرً ا برحلة إلى السويد عام ‪ ،١٩٠٥‬إللقاء محاضرة عن الموضوع‪[٣٤].‬‬ ‫مكنت أموال الجائزة الزوجين كوري من توظيف أول مساعد لھما في‬ ‫معملھما‪ [٣٤]،‬ومع ارتفاع شھرتھما في األوساط العلمية بعد الفوز بالجائزة‪،‬‬ ‫قدمت جامعة جنيف عر ً‬ ‫ضا لبيير للعمل بھا‪ ،‬كما منحته جامعة السوربون درجة‬ ‫األستاذية وشغل كرسي الفيزياء بالجامعة‪ .‬ونظرً ا لعدم وجود معمل خاص بالزوجين‬ ‫حتى تلك اللحظة‪ [٣١][٣٠][٢١]،‬تقدم بيير بشكوى للجامعة‪ ،‬التي صرحت له‬ ‫ً‬ ‫جاھزا إال مع حلول عام‬ ‫بتأسيس معمل خاص به في الجامعة‪ ،‬لكنه لم يصبح‬ ‫‪[٣٤].١٩٠٦‬‬ ‫‪8‬‬


‫وفي ديسمبر ‪ ،١٩٠٤‬وضعت ماري مولودتھا الثانية إيف‪ [٣٤].‬ثم استأجرت مربية‬ ‫بولندية بعد ذلك لتعليم بناتھا لغتھا األم‪ ،‬كما كانت ترسلھم أو تصطحبھم في زيارات‬ ‫لبولندا‪[٣٥].‬‬ ‫في ‪ ١٩‬أبريل ‪ ،١٩٠٦‬قُتل بيير في حادث سير‪ ،‬وھو يعبر شارع دوفين وسط‬ ‫أمطار غزيرة‪ ،‬حيث ضربته عربة تجرھا الخيول وسقط تحت عجالتھا‪ ،‬فتكسرت‬ ‫جمجمته‪ [٣٦][٢١].‬انھارت ماري بسبب وفاة زوجھا‪ [٣٧].‬في ‪ ١٣‬مايو ‪،١٩٠٦‬‬ ‫قرر قسم الفيزياء في جامعة السوربون اإلبقاء على الكرسي الذي جعل لبيير‬ ‫وعرضه على ماري‪ [٣٧].‬قبلت ماري ذلك‪ ،‬على أمل إنشاء مختبر عالمي كتحية‬ ‫لبيير‪ [٣٨][٣٧]،‬فأصبحت أول امرأة تحصل على األستاذية في جامعة‬ ‫السوربون‪[٢١].‬‬

‫شھادة جائزة نوبل التي منحت لماري كوري‬ ‫لم تقبل السوربون طلب ماري بإنشاء معمل جديد‪ .‬وفي أعوامھا األخيرة‪ ،‬ترأست‬ ‫ماري معھد الراديوم الذي يعرف اآلن بمعھد كوري وھو المعمل اإلشعاعي الذي‬ ‫أسسه معھد باستير وجامعة باريس من أجلھا‪ [٣٨].‬جاءت تلك المبادرة في عام‬ ‫‪ ١٩٠٩‬من بيير بول إميل رو مدير معھد باستير‪ ،‬الذي شعر بخيبة أمل لعدم تقديم‬ ‫السوربون المختبر المناسب لماري‪ ،‬واقترح أن تنتقل إلى المعھد‪ [٣٩][٢١].‬عندئذ‪،‬‬ ‫‪9‬‬


‫بتھديد من ماري باالستقالة‪ ،‬رضخت جامعة السوربون‪ ،‬وفي النھاية أصبح معھد‬ ‫كوري مبادرة مشتركة بين جامعة السوربون ومعھد باستير‪[٣٩].‬‬ ‫وفي عام ‪ ،١٩١٠‬نجحت ماري في فصل عنصر الراديوم؛ كما وضعت تعري ًفا‬ ‫لمعيار دولي لقياس االنبعاثات اإلشعاعية‪ ،‬والذي سميّ باسم الزوجين وحدة‬ ‫الكوري‪ [٣٨].‬ومع ذلك‪ ،‬في عام ‪ ١٩١١‬لم تحصل ماري سوى على صوت‬ ‫واحد]‪ [٢١‬أو صوتين]‪ [٤٠‬في انتخابات األكاديمية الفرنسية للعلوم‪ ،‬وانتخب بدالً‬ ‫منھا إدوارد برانلي‪ ،‬المخترع الذي ساعد غولييلمو ماركوني في تطوير التلغراف‬ ‫الالسلكي‪ [٤١]،‬وھي العضوية التي لم تحصل عليھا أية امرأة حتى عام ‪،١٩٦٢‬‬ ‫عندما انضمت مارغريت بيري لألكاديمية وھي التي كانت طالبة دكتوراه تحت‬ ‫ً‬ ‫عضوا في األكاديمية‪ .‬على‬ ‫إشراف ماري كوري نفسھا‪ ،‬لتصبح أول امرأة تنتخب‬ ‫الرغم من شھرة كوري كعالمة تعمل لفرنسا‪ ،‬إال أن موقف الجمھور كان يميل‬ ‫تجاه كراھية األجانب ‪ -‬كان األمر ثائرً ا بسبب قضية دريفوس‪ [٤٠][٢١].‬خالل‬ ‫انتخابات األكاديمية الفرنسية للعلوم‪ ،‬انتقدتھا الصحافة اليمينية‪ ،‬لكونھا أجنبية‬ ‫ً‬ ‫قائلة‪» :‬الصحافة الفرنسية‬ ‫وملحدة‪ [٤٠].‬وقد علقت ابنتھا فيما بعد على النفاق العام‬ ‫التي عاد ًة ما كانت تصور ماري على أنھا أجنبية عندما يتم ترشيحھا لتكريم‬ ‫فرنسي‪ ،‬ھي نفسھا التي صورتھا كبطلة فرنسية عندما فازت بجائزة أجنبية‪ ،‬كجوائز‬ ‫نوبل‪«[٢١].‬‬

‫في أول مؤتمرات سولفاي عام ‪ ،١٩١١‬كوري )جالسة‪ ،‬الثانية من اليمين(‬ ‫مع ھنري بوانكاريه)واق ًفا‪ ،‬الرابع من اليمين( وإرنست رذرفورد)الثاني من‬ ‫اليمين( وألبرت أينشتاين وبول النجفان)في أقصى اليمين(‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫في عام ‪ ،١٩١١‬أشيع أن خالل العام الماضي‪ ،‬كانت ماري على عالقة‬ ‫بالفيزيائي بول النجفان‪ ،‬التلميذ السابق لزوجھا‪ [٤٢].‬كان النجفان متزوجً ا ونافرً ا‬ ‫من زوجته‪ [٤٠]،‬مما تسبب في فضيحة صحفية استخدمت ضدھا أثناء الترشيحات‬ ‫لألكاديمية‪ .‬كانت ماري أكبر من النجفان بخمسة أعوام‪ ،‬وصورتھا الصحف في‬ ‫صورة اليھودية األجنبية ھ ّدامة الزيجات‪ [٤٣].‬كانت ماري في بلجيكا لحضور‬ ‫مؤتمر عندما أثيرت تلك الفضيحة‪ ،‬وبعد عودتھا‪ ،‬وجدت تجمھرً ا غاضبًا أمام‬ ‫منزلھا‪ ،‬فلجأت بابنتيھا إلى منزل صديق‪ [٤٠].‬ومن الطريف أنه حفيدة كوري ھيلين‬ ‫النجفان‪-‬جوليو تزوجت من حفيد النجفان ميشيل النجفان‪[٤٤].‬‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬تواصل التقدير الدولي ألعمالھا عندما منحتھا األكاديمية الملكية‬ ‫السويدية للعلوم عام ‪ ،١٩١١‬جائزة نوبل أخرى‪ ،‬ھذه المرة في الكيمياء‪ [١٨].‬كانت‬ ‫الجائزة "اعترا ًفا بفضلھا في تقدم الكيمياء باكتشافھا عنصري الراديوم البولونيوم‪،‬‬ ‫وفصلھا لمعدن الراديوم‪ ،‬ودراستھا لطبيعة ومركبات ھذا العنصر الھام‪ [٤٤]".‬كانت‬ ‫ماري أول من يفوز أو يتشارك في جائزتي نوبل‪ ،‬كما أنھا أحد شخصين فقط فازا‬ ‫بالجائزة في مجالين‪ ،‬والشخص اآلخر كان لينوس باولنغ )واحدة في الكيمياء‬ ‫واألخرى في السالم(‪ .‬وقد شجعھا وفد من رجال العلم البولنديين برئاسة‬ ‫الروائي ھنريك سينكيفيتش‪ ،‬على العودة إلى بولندا ومواصلة أبحاثھا في بلدھا‬ ‫األصلي‪ [١٨].‬كما مكنت جائزة نوبل الثانية ماري من الحديث مع الحكومة الفرنسية‬ ‫حول دعم معھد الراديوم‪ ،‬الذي بني عام ‪ ١٩١٤‬لألبحاث في مجاالت الكيمياء‬ ‫والفيزياء والطب‪ [٣٩].‬وبعد شھر من نيلھا لجازة نوبل الثانية أدخلت كوري إلى‬ ‫المستشفى مصابة باكتئاب ومرض كلوي‪ [٤٤].‬في معظم عام ‪ ،١٩١٢‬تجنبت ماري‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬وقضت بعض الوقت في إنجلترا مع صديقتھا الفيزيائية ھرثا‬ ‫أيرتون‪ [٤٤].‬ولم تعد إلى مختبرھا إال في ديسمبر بعد توقف دام نحو ‪١٤‬‬ ‫شھرً ا‪[٤٤].‬‬ ‫في عام ‪ ،١٩١٢‬عرضت جمعية وارسو العلمية عليھا إدارة مختبر جديد في‬ ‫وارسو‪ ،‬لكنھا رفضت للتركيز على استكمال معھد الراديوم‪ ،‬الذي اكتمل في‬ ‫أغسطس ‪ ،١٩١٤‬وأطلق على شارع جديد اسم "شارع بيير‬ ‫كوري"‪ [٤٤][٣٩].‬زارت ماري بولندا عام ‪ ،١٩١٣‬وسط ترحيب شعبي في‬ ‫وارسو‪ ،‬وتجاھل من قبل السلطات الروسية‪ [٣٩].‬أوقفت الحرب العالمية‬ ‫األولى األنشطة في المعھد‪ ،‬حيث التحق معظم الباحثين بالجيش الفرنسي‪ ،‬ثم عاد‬ ‫ليستئنف كامل أنشطته في عام ‪[٤٥][٤٤][٣٩].١٩١٩‬‬ ‫‪11‬‬


‫الحرب العالمية األولى‬

‫ماري كوري في عربة أشعة سينية متنقلة‪.‬‬ ‫خالل الحرب العالمية األولى‪ ،‬رأت ماري أنه ھناك حاجة لمراكز إشعاعية ميدانية‬ ‫قرب خطوط المواجھة للمساعدة في الجراحات الميدانية‪ [٤٥].‬وبعد دراسة سريعة‬ ‫لعلوم اإلشعاع والتشريح وميكانيكا المركبات‪ ،‬اشترت ماري معدات األشعة السينية‬ ‫ومركبات ومولدات مساعدة وطوّ رت وحدات تصوير شعاعي متنقلة‪ ،‬التي عرفت‬ ‫شعبيًا باسم كوري الصغيرة )بالفرنسية‪ [٤٥].(petites Curies :‬كما ترأست‬ ‫الخدمات اإلشعاعية التابعة للصليب األحمر وأسست أول مركز أشعة عسكري‬ ‫فرنسي‪ ،‬في نھاية عام ‪ [٤٥].١٩١٤‬وبمساعدة من طبيب عسكري وابنتھا إيرين‬ ‫ذات السبعة عشر عامًا‪ ،‬أدارت تجھيز ‪ ٢٠‬عربة أشعة و‪ ٢٠٠‬وحدة أشعة‬ ‫للمستشفيات الميدانية في أول أعوام الحرب‪ [٤٥][٣٩].‬وبعد ذلك‪ ،‬دربت نساء‬ ‫أخرٮات للمساعدة‪[٤٦].‬‬ ‫وفي عام ‪ ،١٩١٥‬أنتجت ماري إبر جوفاء تحتوي على "فيض الراديوم"‪ ،‬وھو غاز‬ ‫مشع عديم اللون ينبعث من الراديوم‪ ،‬عرف الح ًقا باسم الرادون ليتم استخدامھا‬ ‫لتعقيم األنسجة المصابة‪ [٤٦].‬قدمت ماري جرامًا من الراديوم الخاص‬ ‫بھا‪[٤٦].‬وتشير التقديرات إلى أنه تم عالج أكثر من مليون جندي جريح بوحداتھا‬ ‫ذات األشعة السينية‪ [٤٧][٣٩].‬والنشغالھا بھذا العمل‪ ،‬لم تقدم ماري أي أبحاث‬ ‫علمية خالل تلك الفترة‪ [٣٩].‬ورغم كل جھودھا‪ ،‬لم تتلق كوري أي اعتراف رسمي‬ ‫من الحكومة الفرنسية بمساھمتھا أثناء الحرب‪[٤٥].‬‬ ‫‪12‬‬


‫أي ً‬ ‫ضا‪ ،‬فور بدء الحرب‪ ،‬حاولت ماري التبرع بميداليات جائزة نوبل الذھبية الخاصة‬ ‫بھا للمجھود الحربي‪ ،‬ولكن لم يقبلھا البنك الوطني الفرنسي‪[٤٦]،‬فاشترت سندات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحرب بأموال جائزة نوبل‪ [٤٦].‬كما كانت أي ً‬ ‫نشطا في لجان البولنديين‬ ‫عضوا‬ ‫ضا‬ ‫في فرنسا المكرسة للقضية البولندية‪ [٤٨].‬بعد الحرب‪ ،‬لخصت تجربتھا في الحرب‬ ‫في كتاب الطب اإلشعاعي في الحرب عام ‪[٤٦].١٩١٩‬‬

‫سنوات ما بعد الحرب‬ ‫في عام ‪ ،١٩٢٠‬في االحتفال بمرور ‪ ٢٥‬عامًا على اكتشاف الراديوم‪ ،‬خصصت‬ ‫الحكومة الفرنسية راتبًا لھا؛ وكان آخر من سبقھا إلى ذلك لوي باستير‪ [٣٩].‬في عام‬ ‫‪ ،١٩٢١‬تلقت ماري استقباالً حافالً‪ ،‬عندما قامت بجولة في الواليات المتحدة لجمع‬ ‫األموال ألبحاث الراديوم‪ .‬وبعد مقابلة مع السيدة ويليام براون ميلوني‪ ،‬تأسسصندوق‬ ‫ماري كوري للراديوم الذي يھدف لجمع األموال لشراء الراديوم‪[٤٩][٣٩].‬‬ ‫وفي عام ‪ ،١٩٢١‬استقبلھارئيس الواليات المتحدة وارن ھاردن في البيت األبيض‬ ‫ليقدم لھا جرامًا جمع في الواليات المتحدة‪[٥١][٥٠].‬وقبل االجتماع‪ ،‬اعترا ًفا‬

‫جدارية رسمت على واجھة المبنى الذي ولدت به ماري كوري في وارسو بمناسبة‬ ‫مئوية جازة نوبل الثانية لھا‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫بشھرتھا المتزايدة في الخارج‪ ،‬وتحت الشعور بالحرج من حقيقة كونھا لم تكرم‬ ‫بتكريم فرنسي رسمي ترتديه في المناسبات العامة‪ ،‬عرضت الحكومة الفرنسية‬ ‫عليھا جائزة وسام جوقة الشرفالجائزة‪ ،‬ولكنھا رفضت‪ [٥٢][٥١].‬في عام ‪،١٩٢٢‬‬ ‫أصبحت زميلة لألكاديمية الفرنسية الطب‪ [٣٩].‬سافرت أي ً‬ ‫ضا إلى بلدان أخرى‬ ‫إللقاء محاضرات في بلجيكا والبرازيل وإسبانيا وتشيكوسلوفاكيا‪[٥٣].‬‬ ‫تحت قيادة ماري‪ ،‬تخرج من معھد كوري أربعة فائزين بجائزة نوبل منھم‬ ‫ابنتھا إيرين جوليو‪-‬كوري وزوج ابنتھا فردريك جوليو‪-‬كوري‪ [٥٤].‬في نھاية‬ ‫المطاف‪ ،‬أصبح المعھد أحد أربعة مختبرات األبحاث الرئيسية في النشاط‬ ‫اإلشعاعي‪ ،‬اآلخرون ھم مختبر كافنديش ومعھد أبحاث الراديوم في فيينا ومعھد‬ ‫ماكس بالنك للكيمياء‪[٥٥][٥٤].‬‬ ‫في أغسطس ‪ ،١٩٢٢‬أصبحت ماري كوري عضوة في اللجنة الدولية للتعاون‬ ‫الفكري التابعة لعصبة األمم‪ [٥٦].‬في عام ‪ ،١٩٢٣‬كتبت سيرة ذاتية عن بيير‪،‬‬ ‫بعنوان بيير كوري‪ [٥٧].‬وفي عام ‪ ،١٩٢٥‬زارت بولندا للمشاركة في وضعت‬ ‫حجر األساس لمعھد الراديوم في وارسو‪ [٣٩].‬وفي جولتھا األميركية الثانية عام‬ ‫‪ ،١٩٢٩‬نجحت إمداد في معھد الراديوم في وارسو بالراديوم؛ وافتتح في عام‬ ‫‪ ١٩٣٢‬وأصبحت شقيقتھا برونيسالفا مديرة له‪[٥١][٣٩].‬‬

‫وفاتھا‬

‫‪14‬‬


‫تمثال ماري كوري أمام معھد الراديوم في وارسو‪.‬‬ ‫في ربيع سنة ‪ ١٩٣٤‬زارت مدام كوري وطنھا األم بولندا للمرة األخيرة في‬ ‫حياتھا؛]‪ [٥٨][١٨‬إذ توفيت بعد شھرين من تلك الزيارة )في ‪ ٤‬يوليو ‪ (١٩٣٤‬في‬ ‫مصحة سانسيلموز في باسي بإقليمسافوا العليا شرق فرنسا؛ حيث كانت تعالج‬ ‫من فقر الدم الالتنسجي الناجم عن تعرضھا الزائد عن الحد للعناصر‬ ‫المشعة‪ [٥٩][٣٩]،‬في زمن لم تكن اآلثار الضارة لإلشعاع المؤين قد عرفت بعد‪،‬‬ ‫وبالتالي لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات‬ ‫السالمة الالزمة‪ ،‬فلطالما حملت مدام كوري أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة في‬ ‫جيبھا‪ [٦٠]،‬ولطالما وضعتھا في درج مكتبھا دون أن تدرك أخطارھا الجسيمة‪ .‬كما‬ ‫تعرضت لألشعة السينية من األجھزة غير المعزولة‪ ،‬أثناء خدماتھا التي كانت تقدمھا‬ ‫أثناء الحرب‪[٤٦].‬‬ ‫دفنت مدام كوري إلى جوار زوجھا بيير]‪ [٣٩‬في مقبرة في سو )بالفرنسية‪:‬‬ ‫‪ ،(Sceaux‬وفي سنة ‪ ،١٩٩٥‬نقل رفاتھما إلى البانتيون في باريس تكريمًا‬ ‫إلنجازاتھما العلمية‪ ،‬وكانت ماري كوري أول امرأة يتم تكريمھا بھذه الطريقة‪ ،‬بل‬ ‫والوحيدة حتى ذلك التاريخ‪ [٥٦].‬وقد حُفظ معملھا في متحف سمي بمتحف كوري‪.‬‬ ‫ونظراً لتأثر أوراقھا التي ترجع إلى تسعينيات القرن التاسع عشر باإلشعاع‪ ،‬فقد‬ ‫اعتبرت مواد شديدة الخطورة‪ [٦١]،‬وحتى كتاب الطھي الخاص بھا كان مش ًعا‬ ‫بدرجة كبيرة لدرجة أنه محفوظ مع تلك األوراق في صناديق مبطنة بالرصاص‪،‬‬ ‫وتستدعي مطالعة ھذه األوراق ارتداء مالبس خاصة واقية من اإلشعاع‪ [٦١].‬وفي‬ ‫عامھا األخير‪ ،‬كتبت كتابًا أسمته النشاط اإلشعاعي‪ ،‬نشر عام ‪[٥٨].١٩٣٥‬‬

‫‪15‬‬


‫تمثال لماري في جامعة ماريا كوري‪-‬سكلودوفسكا في لوبلين‪ ،‬بولندا‪.‬‬ ‫ساھمت أعمال ومجھودات ماري كوري المادية واالجتماعية إلى حد كبير في‬ ‫تشكيل صورة العالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين‪ [٦٢].‬ويقول بيرس‬ ‫ويليامز األستاذ في جامعة كورنيل ‪:‬‬ ‫»أحدثت نتائج أعمال كوري عھ ًدا جدي ًدا‪ .‬كان النشاط اإلشعاعي للراديوم عظيمًا‪،‬‬ ‫بحيث ال يمكن تجاھله‪ .‬يبدو متناق ً‬ ‫ضا مع مبدأ بقاء الطاقة‪ ،‬وبالتالي أعاد النظر في‬ ‫أسس الفيزياء‪ .‬على المستوى التجريبي‪ ،‬قدم اكتشاف الراديوم لرجال أمثال إرنست‬ ‫رذرفورد مصدر إشعاع مكنھم من التحقق من بنية الذرة‪ .‬ونتيجة لتجارب رذرفورد‬ ‫بإشعاع ألفا‪ ،‬افترضت ألول مرة الذرة النووية‪ .‬في الطب‪ ،‬قدم النشاط اإلشعاعي‬ ‫للراديوم وسيلة أمكن من خاللھا مھاجمة السرطان بنجاح‪«[٢٩].‬‬ ‫كما ساھمت أفكار ماري كوري في الفيزياء والكيمياء‪ ،‬كان لھا أي ً‬ ‫ضا تأثيرھا العميق‬ ‫في المجال االجتماعي‪ .‬لتحقيق إنجازاتھا العلمية‪ ،‬كان عليھا أن تتغلب على الحواجز‬ ‫التي وضعت في طريقھا ال لشئ سوى لكونھا امرأة وأجنبية‪ .‬أبرزت فرانسواز‬ ‫جيرو ھذا الجانب من حياتھا ومسيرتھا في كتابھا ماري كوري‪ :‬قصة حياة‪ ،‬الذي‬ ‫أكد دور ماري كرائدة نسائية‪[١٨].‬‬ ‫عرفت ماري كوري بأمانتھا ونمط حياتھا المعتدل‪ [٦٢][٢١].‬فبعد أن حصلت على‬ ‫منحة صغيرة عام ‪ ،١٨٩٣‬ردت قيمتھا عام ‪ ١٨٩٧‬في أقرب فرصة بدأت فيھا‬ ‫كسب المال‪ [٢٣][٥].‬أنفقت ماري معظم قيمة جائزة نوبل األولى الخاصة بھا على‬ ‫أصدقائھا وطالبھا وأسرتھا وزمالئھا في البحث‪ [١٨].‬في قرار غير عادي‪ ،‬امتنعت‬ ‫ماري عم ًدا عن تسجيل براءة اختراع فصلھا للراديوم‪ ،‬بحيث يمكن لألوساط العلمية‬ ‫إجراء البحوث دون عوائق‪ [٦٣].‬أصرت على وھب القيمة النقدية للھدايا والجوائز‬ ‫إلى المؤسسات العلمية التابعة لھا‪ [٦٢].‬كما كانت ھي وزوجھا عاد ًة ما يرفضون‬ ‫الجوائز والميداليات‪ [٢١].‬وقد وصفھا ألبرت أينشتاين بأنھا ربما كانت الشخص‬ ‫الوحيد الذي لم تفسده شھرته‪[١٨].‬‬ ‫التكريمات والجوائز‬ ‫كواحدة من أشھر العلماء من النساء حتى اليوم‪ ،‬أصبحت ماري كوري إحدى‬ ‫أيقونات العلم وحظيت بشھرتھا حول العالم وحتى في الثقافة الشعبية‪ [٦٤].‬وفي عام‬ ‫‪ ،٢٠٠٩‬أجرت نيو ساينتست استطال ًعا اختيرت خالله ماري كوري أنھا "المرأة‬ ‫‪16‬‬


‫األكثر إلھامًا في العلم"‪ .‬حصلت كوري على ‪ % ٢٥،١‬بنحو ضعفي ما حصلت‬ ‫عليه روزاليند فرانكلين )‪ (% ١٤،٢‬التي احتلت المرتبة الثانية‪[٦٦][٦٥].‬‬

‫قبر بيير وماري كوري في مقبرة العظماء في باريس‪.‬‬ ‫أعلنت بولندا وفرنسا أن عام ‪ ،٢٠١١‬ھو عام ماري كوري‪ ،‬كما أعلنته األمم‬ ‫المتحدة العام الدولي للكيمياء‪ [٦٧].‬وفي ‪ ٧‬نوفمبر‪ ،‬احتفلت جوجل بعيد ميالدھا‬ ‫مع شعار جوجل خاص بھا‪ [٦٨].‬وفي ‪ ١٠‬ديسمبر‪ ،‬احتفلت أكاديمية نيويورك‬ ‫للعلوم بالذكرى المئوية لجائزة نوبل الثانية لماري كوري‪[٦٩].‬‬ ‫في عام ‪ ،١٩٩٥‬أصبحت أول امرأة يتم دفنھا تكريمًا لھا في مقبرة العظماء في‬ ‫باريس‪[٥٦].‬‬

‫‪17‬‬


‫كانت ماري كوري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل‪ ،‬وأول من يحصل عليھا مرتين‪،‬‬ ‫والمرأة الوحيدة التي حصلت عليھا في مجالين‪ ،‬والشخص الوحيد الذي يحصل‬ ‫على جائزة نوبل في مجالين علميين‪ [٧٠].‬شملت الجوائز التي حصلت عليھا‪:‬‬ ‫جائزة نوبل في الفيزياء )‪[٢١](١٩٠٣‬‬ ‫ميدالية دافي )‪ ،١٩٠٣‬بالمشاركة مع زوجھا بيير(]‪[٧١][٥٣‬‬ ‫ميدالية ماتيوتشي )‪ ،١٩٠٤‬بالمشاركة مع بيير(]‪[٧١‬‬ ‫ميدالية إليوت كريسون )‪[٧٢](١٩٠٩‬‬ ‫جائزة نوبل في الكيمياء )‪[١٨](١٩١١‬‬ ‫ميدالية بنجامين فرانكلين من الجمعية األمريكية للفلسفة )‪[٧٣](١٩٢١‬‬

‫وقد سميت وحدة النشاط‬ ‫اإلشعاعي بالكوري )رمزھا ‪ ،(Ci‬وذلك تكريمًا‬ ‫لھا ولبيير )لم تحدد اللجنة التي وافقت على‬ ‫تسمية الوحدة بذلك االسم‪ ،‬ما إذا كان االسم نسبة‬ ‫لبيير أم ماري أم كليھما(‪[٧٤].‬كما سمي العنصر‬ ‫الذي عدده الذري ‪ ٩٦‬بالكوريوم‪ [٧٥].‬وسميت‬ ‫أي ً‬ ‫ضا ثالث معادن مشعة باسم‬ ‫كوري‪ :‬كوريت وسكلودوفسكيت وكوبروسكلودوفسكيت‪ [٧٦].‬وسمي أي ً‬ ‫ضا برنامج‬ ‫زماالتاالتحاد األوروبي للعلماء الشباب الراغبين في العمل في بلد أجنبي‬ ‫برنامج إجراءات ماري كوري )باإلنجليزية‪ [٧٧].(Marie Curie Actions :‬وفي‬ ‫بولندا‪ ،‬نالت درجة الدكتوراه الفخرية من معھد لوفوف للتقنيات المتعددة )‪،(١٩١٢‬‬ ‫وجامعة بوزنان )‪ ،(١٩٢٢‬وجامعة جاغيلونيان في كراكوف )‪ ،(١٩٢٤‬ومعھد‬ ‫وارسو للتقنيات المتعددة )‪[٦٧].(١٩٢٦‬‬ ‫أطلق اسم ماري كوري على العديد من األماكن حول العالم‪ [٧٦].‬ففي عام ‪،٢٠٠٧‬‬ ‫أطلق على إحدى محطات مترو باريس اسم محطة بيير وماري كوري تكريمًا‬ ‫لھما‪ [٧٦].‬وسمي مفاعل نووي بحثي في بولندا باسم مفاعل ماري )باإلنجليزية‪:‬‬ ‫‪ (reactor Maria‬نسبة لھا‪ [٧٨].‬كما سميت كويكب باسم كوري ‪ ٧٠٠٠‬تكريمًا‬ ‫لھا‪[٧٦].‬‬ ‫‪18‬‬


‫أي ً‬ ‫ضا‪ ،‬حملت العديد من المؤسسات اسمھا‪ ،‬بدءًا من معھدي كوري في وارسو‬ ‫وباريس‪ .‬إضافة إلى جامعة ماريا كوري‪-‬سكلودوفسكا في لوبلين التي تأسست عام‬ ‫‪ ،١٩٤٤‬وجامعة بيير وماري كوري في باريس‪ ،‬التي أنشئت عام ‪ .١٩٧١‬ھناك‬ ‫متحفان خصصا لماري كوري‪ ،‬ففي عام ‪ ١٩٦٧‬أسس متحف ماريا سكلودوفسكا‪-‬‬ ‫كوري في وارسو‪ [١٨].‬كما أصبح مختبرھا في باريس متحف كوري‪ ،‬الذي فتح‬ ‫للجمھور منذ عام ‪[٧٩].١٩٩٢‬‬

‫لوحة ماري كوري الزجاجية الموجودة في جامعة بافالو في نيويورك‪.‬‬ ‫كانت ماري كوري محورً ا للعديد من األعمال الفنية أبرزھا تمثال لھا نصب عام‬ ‫‪ ١٩٣٥‬أمام معھد الراديوم في وارسو‪ [١٨].‬خالل عقد من الزمن‪ ،‬وخالل انتفاضة‬ ‫وارسو عام ‪ ،١٩٤٤‬تعرض التمثال ألضرار نتيجة إطالق النار‪ .‬وبعد الحرب‪،‬‬ ‫أثناء إصالحه‪ ،‬تقرر ترك عالمات الرصاص على التمثال وقاعدته دون‬ ‫إصالح‪ [١٨].‬وفي عام ‪ ،١٩٥٥‬صتع جوزيف مازور لوحة من الزجاج الملون لھا‪،‬‬ ‫نصبت في الغرفة البولندية في جامعة بافالو‪[٨٠].‬‬ ‫من الكتب التي خلدت سيرتھا "مدام كوري" )‪ (١٩٣٨‬الذي كتبته ابنتھا‬ ‫إيف‪ [٦٧].‬وفي عام ‪ ،١٩٨٧‬كتبت فرانسواز جيرو سيرة ذاتية بعنوان "ماري‬ ‫كوري‪ :‬حياة"‪ [٦٧].‬وفي عام ‪ ،٢٠٠٥‬كتبت باربرا جولدسميث "العبقرية الفريدة‪:‬‬ ‫العالم الخاص بماري كوري"‪ [٦٧].‬في عام ‪ ،٢٠١١‬ظھر كتاب آخر عنھا للورين‬ ‫ريدنيس بعنوان "النشاط اإلشعاعي‪ :‬ماري وبيير كوري‪ ،‬قصة حب وأحزان"‪[٨١].‬‬ ‫لعب غرير غارسون ووالتر بيدجون دور البطولة في الفيلم األمريكي "مدام كوري"‬ ‫الذي رشح لجائزة أوسكار عام ‪ ،١٩٤٣‬الذي كان يدور حول قصة‬ ‫حياتھا‪ [٥٧].‬وفي عام ‪ ،١٩٩٧‬صدر الفيلم الفرنسي " ‪Les Palmes de M.‬‬ ‫‪19‬‬


‫‪ "Schutz‬عن حياة بيير وماري كوري‪ ،‬المأخوذ عن مسرحية تحمل نفس االسم‪،‬‬ ‫ولعبت فيه إيزابيل أوبير دور ماري كوري‪[٨٢].‬‬ ‫كرمت كوري أي ً‬ ‫ضا بوضع صورتھا على الطوابع والعمالت المعدنية في أنحاء‬ ‫كثيرة‪ [٧٦].‬فوضعت صورتھا في أواخر الثمانينيات على عملةالزولتي البولندية من‬ ‫فئة ‪ ٢٠،٠٠٠‬زلوتي‪ [٨٣]،‬وكذلك على آخر ورقة نقدية من فئة ‪ ٥٠٠‬فرنك‬ ‫فرنسي قبل استبدال الفرنك باليورو‪[٨٤].‬‬ ‫وفي عام ‪ ،٢٠١١‬مع مئوية جائزة نوبل الثانية لماري كوري‬ ‫رسمت جدارية على واجھة محل ميالدھا في وارسو‪ ،‬وھو يصور الطفلة ماريا‬ ‫سكلودوفسكا وھي تحمل أنبوب اختبار تخرج منه العناصر الكيميائية التي ستكتشفھا‬ ‫عندما تكبر ‪ :‬البولونيوم والراديوم‪.‬‬

‫المراجع‬ ‫^ "‪ ."Nobel Laureate Facts‬اطلع عليه بتاريخ ‪.November 2008 ٢٦‬‬ ‫^ ‪.p. 184 ،Marie Curie ،Robert Reid‬‬ ‫^ كانت بولندا في القرن الثامن عشر مقسمة بين روسيا وبروسياوالنمسا‪ ،‬وقد كانت مدام كوري تأمل ـ بإطالق‬ ‫اسم بالدھا على العنصر ـ أن تلفت أنظار العالم إلى قضية وطنھا وحاجته إلى التحرر‪ ،‬وبذلك فإن البولونيوم ھو‬ ‫أول عنصر كيميائي يسمى بھدف سياسي ‪K. Kabzinska, "Chemical and Polish Aspects of‬‬ ‫‪The Chemical Industry), ) Przemysł chemiczny،"Polonium and Radium Discovery‬‬ ‫‪.77:104–7, 1998‬‬ ‫^ ‪History of Poland: 1914–39), )Historia Polski 1914–1939 ،Henryk Zieliński‬‬ ‫‪.Ossolineum, 1983, p. 83‬‬ ‫^ ‪:Jump up to‬أ ب ت ث ج ح خ ‪Tadeusz Estreicher (1938). "Curie, Maria ze‬‬ ‫‪) Polski Słownik Biograficzny, Vol. 4 ."Skłodowskich‬باللغة ‪ .(Polish‬صفحة ‪.١١١‬‬ ‫^ ‪.p. 12 ،Marie Curie ،Robert Reid‬‬ ‫^ ‪:Jump up to‬أ ب ‪.Marie Curie ،Eve Curie‬‬ ‫^ ‪ .London: Collins .Marie Curie .(Robert William (1974 ،Reid‬صفحة ‪-٠٠-٠ ISBN .١٩‬‬ ‫‪(help) ignored =copyright| Unknown parameter.٥-٢١١٥٣٩‬‬ ‫^ ‪Maria's Mazowsze ") "Mazowieckie korzenie Marii" ،Wojciech A. Wierzewski‬‬ ‫‪The Pole Star), a Polish-American biweekly, no. 13, 21 ) Gwiazda Polarna،[1] ("Roots‬‬ ‫‪.June 2008, pp. 16–17‬‬ ‫‪20‬‬


.Autobiography ،Marie Curie ^ .Marie Curie: A Life ،Susan Quinn ^ ً ‫تلميذا للكيميائي الشھير روبرت‬ (‫^ كما كان معلم آخر من معلمي ماريا في ذلك المتحف )واسمه نابليون ميليسيه‬ .pp. 23–24 ،Marie Curie،Robert Reid ‫بنزن‬ .p. 32 ،Marie Curie ،Robert Reid ^ .New American Library .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .٣٢ ‫صفحة‬ ."Marie Curie — Student in Paris (1891–1897) Part 1" ‫أ ب ت ث‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics vol. 8, p. ،Encyclopedia Americana،"L. Pearce Williams, "Curie, Pierre and Marie ^ .331 .Wierzewski, p. 17 ‫أ ب ت‬:Jump up to ^ Wojciech A. Wierzewski (21 June ‫أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز‬:Jump up to ^ Gwiazda .[Mazowieckie korzenie Marii" [Maria's Mazowsze Roots" .(2008 .September 2012 ١٠ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.١٧–١٦ :(١٣) ١٠٠Polarna Marie Curie — Research Breakthroughs (1807-" ‫أ ب ت ث ج ح خ د ذ‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics ."1904)Part 1 New American .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ Unknown .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .Library (help) ignored =pagse|parameter Tadeusz Estreicher (1938). ‫أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف‬:Jump up to ^ .(Polish ‫ )باللغة‬Polski Słownik Biograficzny, Vol. 4 .""Curie, Maria ze Skłodowskich .١١٢ ‫صفحة‬ Marie Curie — Research Breakthroughs (1807-" ‫أ ب ت ث ج ح خ د ذ‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics ."1904)Part 2 American ."Marie Curie — Student in Paris (1891–1897) Part 2" ‫أ ب‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Institute of Physics New American .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ Unknown .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .Library (help) ignored =pagse|parameter

21


New American .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ Unknown .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .Library (help) ignored =pagse|parameter .New American Library .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .٦٥ ‫صفحة‬ Lawrence Berkeley NaƟonal Laboratory. 9 August ."The Discovery of Radioactivity" ^ .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.2000 Encyclopedia Americana Vol. ."L. Pearce Williams (1986). "Curie, Pierre and Marie ^ .٣٣٢–٣٣١ ‫ صفحات‬.Danbury, Connecticut: Grolier, Inc .8 Encyclopedia ."L. Pearce Williams (1986). "Curie, Pierre and Marie ‫أ ب‬:Jump up to ^ .٣٣٢ ‫ صفحة‬.Danbury, Connecticut: Grolier, Inc .Americana Vol. 8 ."Marie Curie — Research Breakthroughs (1807-1904) Part 3" ‫أ ب ت ث‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics .Da Capo Press .Marie Curie: A Life .(Susan Quinn (10 April 1996 ‫أ ب‬:Jump up to ^ .August 2012 ١٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٥-٨٨٧٩٤-٢٠١-٠-٩٧٨ ISBN .١٧٦ ‫صفحة‬ The discovery of radium in 1898 by Maria Sklodowska-Curie " .(R. F. (1998 ،Mould ^ (1867–1934) and Pierre Curie (1859–1906) with commentary on their life and .١٠٣١٨٩٩٦ PMID.٥٤–١٢٢٩ :(٨٥٢) ٧١ The British Journal of Radiology .(PDF) "times .July 2008 ٣١ ‫اطلع عليه بتاريخ‬ Marie Curie — RecogniƟon and Disappointment (1903-1905) Part " ‫أ ب‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics ."1 Marie Curie — RecogniƟon and Disappointment (1903-" ‫أ ب ت ث ج ح‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics ."1905) Part 2 W. .Obsessive Genius: The Inner World of Marie Curie .(Barbara Goldsmith (2005 ^ August ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٧-٠٥١٣٧-٣٩٣-٠-٩٧٨ ISBN .١٤٩ ‫ صفحة‬.Company & W. Norton .2012 ‫ اطلع‬.April 1906 ٢٠ .The New York Times .(PDF) "Prof. Curie killed in a Paris street" ^ .February 2011 ٨ ‫عليه بتاريخ‬ ."Marie Curie — Tragedy and Adjustment (1906-1910) Part 1" ‫أ ب ت‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics ."Marie Curie — Tragedy and Adjustment (1906-1910) Part 2" ‫أ ب ت‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics 22


Tadeusz Estreicher (1938). "Curie, ‫أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط‬:Jump up to ^ .١١٣ ‫ صفحة‬.(Polish ‫ )باللغة‬Polski Słownik Biograficzny, Vol. 4 ."Maria ze Skłodowskich ."Marie Curie — Scandal and Recovery (1910-1913) Part 1" ‫أ ب ت ث ج‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics W. .Obsessive Genius: The Inner World of Marie Curie .(Barbara Goldsmith (2005 ^ ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٧-٠٥١٣٧-٣٩٣-٠-٩٧٨ ISBN .٧١–١٧٠ ‫ صفحات‬.Company & W. Norton .August 2012 ،٤٤ ‫ صفحات‬.New American Library .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN.٩٠ W. .Obsessive Genius: The Inner World of Marie Curie .(Barbara Goldsmith (2005 ^ ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٧-٠٥١٣٧-٣٩٣-٠-٩٧٨ ISBN .٧٦–١٦٥ ‫ صفحات‬.Company & W. Norton .August 2012 Marie Curie — Scandal and Recovery (1910-1913) Part " ‫أ ب ت ث ج ح خ‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics ."2 American ."Marie Curie — War Duty (1914-1919) Part 1" ‫أ ب ت ث ج ح‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Institute of Physics ."Marie Curie — War Duty (1914-1919) Part 2" ‫أ ب ت ث ج ح خ‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics .New American Library .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ Unusually at such an early " .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .٦ ‫صفحة‬ ".age, she became what T.H. Huxley had just invented a word for: agnostic Polish). ‫ )باللغة‬Emigracja polska we Francji 1871-1918 .(Wiesław Śladkowski (1980 ^ August ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٨-٠١٤٧-٢٢٢-٨٣ ISBN .٢٧٤ ‫ صفحة‬.Wydawnictwo Lubelskie .2012 Marie Sklodowska Curie in America, " .(Ann M. Lewicki (2002 ^ ‫ اطلع عليه‬.٣٠٣–٢٩٩ :(٢) ٢٢٣ (Radiological Society of North America)Radiology ."1921 .November 2011 ٧ ‫بتاريخ‬ Smithsonian ."Madame Curie's Passion" .(Julie Des Jardins (October 2011 ^ .September 2012 ١١ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Magazine ."Marie Curie — The Radium InsƟtute (1919–1934) Part 1" ‫أ ب ت‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics

23


Marie Curie:And the Science of Radioactivity: .(Naomi Pasachoff (1 August 1996 ^ -١٩-٠-٩٧٨ ISBN .٩٣ ‫ صفحة‬.Oxford University Press .And the Science of Radioactivity .September 2012 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.١-٥٠٩٢١٤ ."Science in Poland - Maria Sklodowska-Curie" .Zbigniew Zwoliński ‫أ ب‬:Jump up to ^ .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Uniwersytet im. Adama Mickiewicza w Poznaniu ."Marie Curie — The Radium InsƟtute (1919–1934) Part 2" ‫أ ب‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics International Union of Pure ."Chemistry International — Newsmagazine for IUPAC" ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.and Applied Chemistry. 5 January 2011 April ٢١ .New York Times."Marie Curie Enshrined in Pantheon" ‫أ ب ت‬:Jump up to ^ .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.1995 ‫ اطلع‬.American Institute of Physics ."Marie Curie and Her Legend" ‫أ ب‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫عليه بتاريخ‬ ."Marie Curie — The Radium InsƟtute (1919–1934) Part 3" ‫أ ب‬:Jump up to ^ .November 2011 ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.American Institute of Physics .iUniverse .Marie Curie: Honesty In Science .(Carl Rollyson (30 December 2004 ^ .September 2012 ١٠ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠-٣٤٠٥٩-٥٩٥-٠-٩٧٨ ISBN.x ‫صفحة‬ An Introduction to .(James Shipman; Jerry D. Wilson; Aaron Todd (1 January 2012 ^ ‫ اطلع عليه‬.٤-١٠٤٠٩-١٣٣-١-٩٧٨ ISBN.٢٦٣ ‫ صفحة‬.Cengage Learning .Physical Science .August 2012 ١٢ ‫بتاريخ‬ .A Short History of Nearly Everything .(Bill Bryson (15 May 2012 ‫أ ب‬:Jump up to ^ ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٨-٦٧٤٥٠-٣٨٥-٠-٩٧٨ ISBN .٧٤ ‫ صفحة‬.Random House Digital, Inc .August 2012 Polski ."Tadeusz Estreicher (1938). "Curie, Maria ze Skłodowskich ‫أ ب ت‬:Jump up to ^ .١١٤ ‫ صفحة‬.(Polish ‫ )باللغة‬Słownik Biograficzny, Vol. 4 .New American Library .Marie Curie .(Robert William Reid (1974 ^ .August 2012 ٢ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٠٠٠٢١١٥٣٩٥ ISBN .٢٦٥ ‫صفحة‬ Sterling Biographies: Marie Curie: Mother .(Janice Borzendowski (3 February 2009 ^ -٤٠٢٧-١-٩٧٨ ISBN .٣٦ ‫ صفحة‬.Sterling Publishing Company, Inc .of Modern Physics .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٣-٥٣١٨ ‫ اطلع‬.July 2009 ٢ .Newscientist.com."Most inspirational woman scientist revealed" ^ .April 2011 ٢٧ ‫عليه بتاريخ‬ 24


London). 2 July ) The Daily Telegraph."Marie Curie voted greatest female scientist" ^ Marie Curie, the Nobel Prize-winning nuclear " .April 2010 ١٠ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.2009 ".physicist has been voted the greatest woman scientist of all time The Year of Marie Skłodowska- – ٢٠١١" ‫أ ب ت ث ج‬:Jump up to ^ .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.July 2011 ٣ .Cosmopolitanreview.com ."Curie ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.November 2011 ٧ .DoodleToday.com."Marie Curie’s 144th Birthday" ^ .November 2011 ٩ Princess Madeleine attends celebrations to mark anniversary of Marie Curie's " ^ .February 2012 ٢٣ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Sveriges Kungahus ."second Nobel Prize September ٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Nobelprize.org. 22 April 2011 ."Nobel Prize Facts" ^ .2012 Madame Curie: A .(Eve Curie; Vincent Sheean (1 October 1999 ‫أ ب‬:Jump up to ^ ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٣-١٨١٢٧-٦١٣-٠-٩٧٨ ISBN .٣٨٩ ‫ صفحة‬.Turtleback Books .Biography .August 2012 ١١ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.The Franklin Institute Awards ."Franklin Laureate Database" ^ (suggested =publisher|) ignored=Publisher| Unknown parameter .September 2012 (help) xxii. :(٤) ٦٠ Proceedings of the American Philosophical Society ."Minutes" ^ .٩٨٤٥٢٣ JSTOR.1921 Oak Ridge ."How the Curie Came to Be".(Paul W. Frame (October/November 1996 ^ .April 2008 ٣٠ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Associated Universities ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Royal Society of Chemistry .Chemistry in its element ."Curium" ^ .August 2012 Sterling .(Janice Borzendowski (3 February 2009 ‫أ ب ت ث ج‬:Jump up to ^ Sterling Publishing Company, .Biographies: Marie Curie: Mother of Modern Physics .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٣-٥٣١٨-٤٠٢٧-١-٩٧٨ ISBN .٣٧ ‫ صفحة‬.Inc ١٠ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٥ ‫ صفحة‬.European Commission. 2012 ."Marie Curie Actions" ^ .September 2012 August ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Institute of Atomic Energy, Poland ."IEA - reaktor Maria" ^ .2012 ‫ اطلع‬.Curie.fr ."Curie museum | Institut Curie" .(InsƟtut Curie (17 December 2010 ^ .August 2012 ٢٧ ‫عليه بتاريخ‬ 25


News ."Marie Curie Medallion Returns to UB Polish Collection By Way of eBay" ^ .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.Center, University of Buffalo. 11 September 2007 Radioactive: Marie and Pierre Curie, a Tale of Love and " ^ .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.July 2011 ٣ .Cosmopolitanreview.com ."Fallout ‫ اطلع عليه‬.New York Times. 5 June 2012 .Movies ."(Les-Palmes-de-M-Schutz (1997" ^ .August 2012 ٢٧ ‫بتاريخ‬ Council .Science reporter .(Industrial Research (India) (1997 & Council of Scientific ^ .August 2012 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.١١٧ ‫ صفحة‬.Industrial Research & of Scientific .Bradt Travel Guides .Eccentric France .(Piers Letcher (1 July 2003 ^ .٢August 201 ٢٧ ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.٨-٠٦٨-٨٤١٦٢-١-٩٧٨ ISBN .٥٩ ‫صفحة‬

٨ ‫ االعالم الجديد – االصدار‬: ‫اعداد‬

................

26


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.