قوانين الاراضي في فلسطين كيف سرقت الارض

Page 1

‫كيف انتقلت األرض من اليد العربية الفلسطينية إلى الحركة الصھيونية وأذرعھا‬ ‫ما دور االستعمار العثماني‬ ‫ما دور االستعمار البريطاني‬

‫‪1‬‬


‫قوانين االراضي في فلسطين‬

‫ﻫﻜﺬﺍ ﺳﺮﻗﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﰲ ﻓﻠﺴﻄﲔ‬

‫اعداد‪ :‬االعالم الجديد‬ ‫االصدار ‪ ٣٤‬نوفمبر‬

‫‪2‬‬


‫قانون االراضي العثماني وقانون الطابو سبب ھيمنة الصھيونية على ارض‬ ‫فلسطين‬ ‫بقلم‪ :‬راسم خمايسي‬ ‫تؤكد دراسة التحوالت في نظام األراضي‪ ،‬تسويتھا وإدارتھا‪ ،‬أن ھنالك مسلسل‬ ‫شبه منظم أدى إلى تسرب وانتقال األرض في فلسطين من يد الفلسطينيين العرب‬ ‫إلى سيطرة الحركة الصھيونية‪ .‬فإن صدور قانون األراضي العثماني في العام‬ ‫‪ ١٨٥٨‬وقانون الطابو في العام ‪ ١٨٦١‬اللذان أكدا على وجوب تسجيل األرض‬ ‫الخاصة على اسم مستعملھا ومالكھا‪ ،‬قد م ًكن من تسرب األرض من يد العرب إلى‬ ‫الغرباء‪ .‬وأن تسرب‪ ،‬نزع وانتقال ملكية األرض كان أحد المركبات األساسية‬ ‫لغرض تحوالت جيوسياسية بما في ذلك تقسيم فلسطين وطرد الفلسطينيين من‬ ‫قراھم ومدنھم خالل حرب ‪ ،١٩٤٨‬وتحول معظم أرض فلسطين من السيطرة‬ ‫العربية الفلسطينية إلى السيطرة الصھيونية‪ .‬حالياً‪ ،‬ما زال الصراع على األرض‬ ‫يشكل لب الصراع بين العرب الفلسطينيين وبين الحركة الصھيونية بما في ذلك‬ ‫منع منح الالجئين الفلسطينيين حقوقھم في ديارھم‪ .‬وھناك من ينظر إلى األرض‬ ‫بحدود تقنية مثل الملكية‪ ،‬اإلدارة والحيازة‪ .‬ھذه النظرة الميكانيكية والمحدودة‬ ‫لوحدھا ال تكفي لفھم إسقاطات وتبعات كيفية انتقال األرض من اليد العربية‬ ‫الفلسطينية إلى اليد الصھيونية‪ ،‬بل نظرة شاملة وماھية إلى األرض تؤكد أن نزع‬ ‫وانتقال ملكية وحيازة األرض والسيطرة عليھا ما زال يھدد الوجود العربي‬ ‫الفلسطيني بما في ذلك الالجئين وتوفير حقوقھم الطبيعية والمشروعة في وطنھم‪.‬‬

‫من اإلجحاف أن ندّعي أننا في ھذه المقالة الموجزة يمكن أن نتناول موضوع‬ ‫كيفية انتقال األرض من اليد العربية الفلسطينية إلى الحركة الصھيونية وأذرعھا؛‬ ‫بل سوف نعرض بعض المركبات آلليات انتقال األرض وحجمھا واإلشارة إلى‬ ‫إسقاطاتھا‪ .‬ال شك أن ھذا الموضوع ما زال بحاجة إلى أبحاث أكاديمية كثيرة‬ ‫للكشف عن الحقائق‪ .‬ونكتفي بعرض شامل أولي في ھذه المقالة الموجزة‪ ،‬والتي‬ ‫ندعي بھا أن اآلليات التي استخدمت في إدارة حيازة األراضي في فلسطين خالل‬ ‫نھاية الفترة العثمانية‪ ،‬وخالل الوصاية واالنتداب البريطاني والحقا ً السياسة‬ ‫اإلسرائيلية التي سعت إلى تھويد الحيز ومصادرته كانت مركب رئيسي في نقل‬ ‫األرض من اليد العربية الفلسطينية إلى اليد والسيطرة الصھيونية عليھا‬ ‫‪3‬‬


‫بدأت عملية تسريب األراضي في فلسطين إلى األجانب وتغلغل النفوذ األوروبي في‬ ‫الدولة العثمانية‪ ،‬بما في ذلك فلسطين‪ ،‬بعد إقرار إصالحات وتنظيمات عرفت باسم‬ ‫"التنظيمات الخيرية" في العام ‪ .١٨٥٦‬بموجب ھذه التنظيمات أصدرت الدولة‬ ‫العثمانية قانون األراضي ‪" ١٨٥٨‬المجلة" ثم تبع ذلك إصدار العديد من القوانين‬ ‫الالحقة‪ ،‬فأصدرت الئحة تعليمات بحق سندات الطابو ‪ ،١٨٥٩‬ثم إعالن قانون‬ ‫الطابو ‪ ،١٨٦١‬ونظام تملك األجانب ‪ .١٨٦٩‬إن فتح إمكانية تملك األجانب‬ ‫وتسجيل أراضي كأمالك خاصة‪ ،‬والسماح لألجانب بشراء األراضي وما تبع ذلك‬ ‫من عملية بناء المستعمرات األلمانية والصھيونية في أنحاء مختلفة من فلسطين‪،‬‬ ‫خاصة بعد إلغاء نظام إدارة األراضي وفق الشريعة اإلسالمية الذي ساد قبل إقرار‬ ‫قانون األراضي العثمانية‪ ،‬كانت المحرك للمرحلة األولى من تسرب وانتقال‬ ‫األراضي من العرب الفلسطينيين إلى غيرھم بما في ذلك مندوبي الحركة‬ ‫الصھيونية ‪.‬‬ ‫سم قانون األراضي العثمانية األرض إلى خمسة أنواع‪ :‬األراضي الموات‪،‬‬ ‫ق ّ‬ ‫األراضي األميرية‪ ،‬األراضي المتروكة‪ ،‬األراضي الموقوفة‪ ،‬األراضي المملوكة‪.‬‬ ‫وفقا ً لھذا القانون ھنالك ثالثة أنواع من األراضي تبقى تحت السيطرة العامة‬ ‫)الدولة(‪ :‬األراضي الموقوفة تستعمل ألغراض دينية شبه عامة‪ ،‬وقد قدرت‬ ‫مساحتھا في فلسطين بين ‪ ١٠٠٠-٧٥٠‬ألف دونم‪ ،‬تشمل أمالك األوقاف‬ ‫الصحيحة وغير الصحيحة‪ .‬أما تسجيل األراضي المملوكة فكان محدود‪ ،‬خاصة في‬ ‫فترة سيادة نظام الملكية المشاعية‪ .‬حيث استھدف قانون األراضي العثماني لعام‬ ‫‪ ١٨٥٨‬تفتيت الملكية المشاعية بما في ذلك في فلسطين‪ .‬فحتى عام ‪ ١٩١٨‬كانت‬ ‫نسبة ‪ %٧٠‬من األراضي الفلسطينية أراضي مشاع‪ ،‬ثم أخذت ھذه النسبة‬ ‫بالتقلص تدريجيا لتصل إلى ‪ %٥٦‬من مجمل األراضي الفلسطينية عام ‪ ،١٩٢٣‬ثم‬ ‫إلى ‪ %٤٦‬عام ‪ ١٩٢٩‬ووصلت إلى حوالي ‪ %٤٠‬عام ‪١٩٤٠‬م‪ .‬من الجدير‬ ‫بالذكر أن لنظام المشاع سلبيات وايجابيات‪ ،‬إذ عمل على عدم تفتيت األراضي‬ ‫المشاع لفترة من الزمن استمرت حتى إقرار االنتداب البريطاني قانون تسوية‬ ‫األراضي عام ‪ ١٩٢٨‬والشروع بعملية تسوية األراضي الفلسطينية‪ .‬ھكذا فإن‬ ‫نظام المشاع شكل عائقا ً أمام بيع األراضي المشاع لألجانب وخاصة للحركة‬ ‫الصھيونية‪ .‬لذا ليس من قبيل الصدفة أن عملية تسوية األراضي وتسجيل الملكية‬ ‫وإلغاء نظام المشاع ركزت في المناطق السھلية في فلسطين بدءاً من الحولة‬ ‫مروراً في غور بيسان‪ ،‬مرج بن عامر والسھل الساحلي‪ ،‬وھي المناطق التي‬ ‫تمكنت الحركة الصھيونية من السيطرة وشراء األراضي بھا وإقامة المستوطنات‬ ‫عليھا والتي تعرف بإسم ال " ‪ – "N‬االستيطاني للحركة الصھيونية‪ ،‬والحقا ً‬ ‫‪4‬‬


‫شكلت األساس لتقسيم فلسطين بعد إقرار وعد بلفور وإنجازه خالل فترة االنتداب‪،‬‬ ‫خاصة من خالل تسوية األراضي وتسجيل الملكية وتمكين األجانب من تملك‬ ‫األراضي بموجب قانون األراضي العثماني ‪.‬‬ ‫من الجدير بالذكر‪ ،‬أن جزء كبيرا من الفالحين والمالكين المستعملين لألراضي من‬ ‫الفلسطينيين لم يقوموا بتسجيل األراضي على أسمائھم تھربا ً من الخدمة العسكرية‬ ‫ودفع الضرائب‪ .‬مما يعني أن اعتماد سجالت األراضي الرسمية كأساس لتحديد أو‬ ‫لتقدير ملكية األراضي الخاصة للفلسطينيين ھو أمر خاطئ وال يمثل حقيقة ملكية‬ ‫وحيازة األراضي الخاصة في فلسطين‪ .‬وال يمكن اعتماده لتحديد حجم ملكية‬ ‫الالجئين الفلسطينيين حسب ما يتم عرضه من قبل المؤسسات الصھيونية‬ ‫واإلسرائيلية إلنكار حق الفلسطينيين في األراضي في مضاربھم‪ ،‬قراھم ومدنھم ‪.‬‬ ‫بالمقابل فإن إدعاء بيع األراضي من قبل الفلسطينيين كأساس إلقامة دولة إسرائيل‬ ‫يجب أن يتم فحصه‪ ،‬فمنذ عام ‪ ١٨٧٨‬وحتى نھاية الحرب العالمية األولى كانت‬ ‫األراضي تشترى من قبل اليھود الصھاينة بواسطة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫الجمعيات‬

‫التي‬

‫ب‪-‬‬

‫البارون‬

‫روتشيلد‬

‫ت‪-‬‬

‫شركة‬

‫تطوير‬

‫أسسھا‬ ‫وبعد‬

‫أراضي‬

‫"عشاق‬ ‫عام‬ ‫فلسطين‬

‫صھيون"‬

‫‪١٩٠٠‬‬

‫شركة‬

‫والصندوق‬

‫واألفراد‬

‫اليھود‪.‬‬

‫–‬

‫أ‪.‬س‪.‬أ‪.‬‬

‫ال‬ ‫القومي‬

‫اليھودي ‪.‬‬

‫وحتى عام ‪ ١٩١٨‬كان بحيازة اليھود الصھاينة أراضي تقدر مساحتھا بحوالي‬ ‫‪ ٤١٨‬ألف دونم‪ .‬وھذا ما يؤكد أن تھافت الفالحين الفلسطينيين لبيع أراضيھم ھو‬ ‫إدعاء باطل وغير دقيق‪ .‬لكن الوصاية البريطانية وانتدابھا على فلسطين‪ ،‬سھل‬ ‫على الحركة الصھيونية شراء األراضي وتعزيز الھجرة اليھودية وإقامة‬ ‫المستوطنات‪ ،‬وذلك كجزء من تحقيق وعد بلفور ‪ ،١٩١٧‬بمنح وطن قومي لليھود‬ ‫في فلسطين‪ .‬كانت مھمة االنتداب البريطاني نقل نظام إداري غربي‪ ،‬تطور بعد‬ ‫الثورة الصناعية‪ ،‬وفرضه على الواقع في فلسطين وذلك شمل نظام إدارة‪،‬‬ ‫تخطيط‪ ،‬تسوية وتسجيل األراضي‪ ،‬مطبقا ً قانون األراضي العثماني ومعدالً له‬ ‫لخدمة األھداف االنتدابية والصھيونية الحقا ً‪ .‬في سيل ذلك صدرت عدة أوامر‬ ‫وقوانين حددت نظام تسجيل األراضي تخطيطھا واستعمالھا‪ ،‬بما في ذلك فرض‬ ‫الضرائب على األراضي بعد تخمينھا‪ .‬ھذه الضرائب المرتفعة ساھمت في تردد بل‬ ‫رفض جزء من مالكي األراضي العرب الفلسطينيين تسجيل األراضي على‬ ‫‪5‬‬


‫أسمائھم‪ ،‬محاولين التھرب من عبء الضرائب مثل العشر‪ ،‬الويركو‪ ،‬ضريبة‬ ‫المسقفات في المدن ‪ ،١٩٢٨‬ضريبة األمالك في القرى ‪ ،١٩٣٥‬والذي صنف‬ ‫األراضي إلى ‪ ١٦‬صنف وحدد الضرائب المفروضة على كل صنف‪ .‬وحسب‬ ‫المخمنين تمت مطالبة المالك بالضرائب الباھظة‪ .‬بالمقابل‪ ،‬نشأت عملية تسجيل‬ ‫األراضي على أسماء العائالت والمالكين الكبار الذين شغ ّلوا الفالحين في‬ ‫األراضي‪ .‬ھؤالء المالكين الكبار والذين جزء منھم ليسوا بفلسطينيين‪ ،‬قاموا ببيع‬ ‫جزء من أراضيھم للحركة الصھيونية أو سماسرتھا الذين بدورھم سربوھا لھا‪.‬‬ ‫فمثالً عام ‪ ١٩٢٤‬كان في فلسطين ‪ ١٤٤‬مالكا ً كبيراً‪ ،‬يقدر ما بحوزتھم من‬ ‫األراضي بحوالي ‪ ٣٫١٣٠‬مليون دونم‪ .‬وفي أوائل عھد االنتداب البريطاني كان‬ ‫حوالي ‪ ٢٥٠‬مالكا ً كبيراً يملكون حوالي ‪ ٤٫١٤٢‬مليون دونم‪ .‬ھؤالء المالكين‬ ‫الكبار‪ ،‬خاصة من غير الفلسطينيين كانوا من بين الذين باعوا أراضي للحركة‬ ‫الصھيونية خالل فترة االنتداب‪ .‬ومن أجل تسھيل عملية تسريب األراضي وتنظيم‬ ‫الملكية بما في ذلك فصل األراضي الخاصة من أراضي الدولة )األميرية(‪ ،‬الموات‬ ‫والمتروكة‪ ،‬كان ال بد من تسوية األراضي لمعرفة موقعھا بدقة‪ ،‬ومالكيھا‬ ‫الحقيقيين وتسجيلھم بصفة رسمية في سجل الطابو‪ .‬وكل قطعة أرض ال يوجد‬ ‫ادعاء ملكية لھا تسجل على اسم الدولة‪ .‬خاصة أن االنتداب البريطاني كان‬ ‫"الوريث" للسلطة العثمانية التي سادت على البالد حتى نھاية الحرب العالمية‬ ‫األولى‪ .‬ألجل ذلك أقرت السلطة االنتدابية أمر تسوية األراضي وتسجيلھا لعام‬ ‫‪ ،١٩٢٨‬بموجبه بدأ عملية مسح األراضي وتسويتھا من خالل طرح جداول‬ ‫ادعاءات وحقوق‪ .‬حسب ھذا األمر بدأت عملية التسوية في األراضي السھلية‪،‬‬ ‫وبذلك سھلت من عملية فك المشاع وتسجيل األراضي مما سھل من عملية بيعھا‬ ‫بعد تحديد مالكھا وموقعھا‪ .‬خالل فترة االنتداب سادت البالد مناوشات وقالقل‪،‬‬ ‫وزاد الوعي الفلسطيني بأھداف المشروع الصھيوني والدور االنتدابي في تحقيقه‪،‬‬ ‫وكان لذلك أثر على تسرب األراضي إلى الحركة الصھيونية‪ .‬ورغم أن سلطات‬ ‫االنتداب أصدرت الكتاب األبيض الذي حدد المواقع التي يجوز للحركة الصھيونية‬ ‫شراء األراضي بھا وحجم الھجرة اليھودية إلى البالد لكن تطبيق ھذا الكتاب كان‬ ‫محدوداً ‪.‬‬ ‫خالل فترة االنتداب استمرت عملية تسرب األراضي للحركة الصھيونية‪ ،‬إن كان‬ ‫ذلك بواسطة اإلغراءات‪ ،‬المضايقات‪ ،‬بيع األراضي من قبل العائالت المالكة‬ ‫لألراضي‪ .‬من أجل شراء األراضي من الفلسطينيين بذلت الحركة الصھيونية‬ ‫ً‬ ‫إضافة للضغوط على سلطة االنتداب‬ ‫موارد مالية كبيرة وجھد عظيم‬ ‫والفلسطينيين‪.‬على الرغم من ھذا الضغط فإن حجم األراضي التي تمكنت الحركة‬ ‫‪6‬‬


‫الصھيونية من حيازتھا والسيطرة عليھا ال تتجاوز ‪ %٦٫٤‬من مساحة فلسطين‬ ‫االنتدابية‪ .‬وھذا يعني أنه في عام ‪ ١٩٤٧‬وصلت األمالك اليھودية في فلسطين‬ ‫)الخاصة والعامة( إلى حوالي ‪ ١٫٨٥٠‬مليون دونم‪ .‬وقد حصل المالكون اليھود‬ ‫على ‪ ١٨٠‬ألف دونم من حكومة االنتداب على شكل امتيازات‪ ،‬مثل امتيازات‬ ‫الحولة وامتياز البحر الميت وامتياز كثبان قيسارية الرملية‪ .‬وتم شراء ‪ ١٢٠‬ألف‬ ‫دونم من الكنائس المختلفة‪ ١٫٥٥٠ ،‬مليون دونم من المالكين العرب‪ ،‬تم شراء‬ ‫معظمھا من مالكين كبار وحوالي ‪ ٥٠٠‬ألف دونم من الفالحين ذوي الموارد‬ ‫المتوسطة والمحدودة ‪.‬‬ ‫ھكذا فإن عملية انتقال حيازة وملكية األراضي من اليد العربية الفلسطينية إلى اليد‬ ‫الصھيونية خالل حوالي ‪ ١٠٠‬عام لم تتجاوز ‪ %٦٫٤‬من مساحة فلسطين رغم‬ ‫التسھيالت القانونية‪ ،‬اإلدارية والسلطوية‪ ،‬خاصة في فترة االنتداب ورغم‬ ‫اإلغراءات التي مارستھا الحركة الصھيونية والضغوطات واألعباء الضريبية التي‬ ‫فرضت على المالكين خالل الفترة العثمانية واالنتدابية‪ ،‬والتي دفعت جزء منھم إلى‬ ‫إرجاء تسجيل األرض‪ ،‬ولكن ال يمكن االدعاء أنھم تنازلوا عنھا ‪.‬‬ ‫ولكن التحول الكبير في السيطرة على األرض كان بعد حرب ‪ ١٩٤٨‬وحدوث‬ ‫النكبة‪ .‬بعد النكبة أقيمت دولة إسرائيل كدولة يھودية صھيونية على كل المناطق‬ ‫التي حددھا قرار التقسيم ‪ ١٨١‬لتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويھودية‪،‬‬ ‫إضافة إلى ذلك احتلت أراضي إضافية خالل الحرب وضمت إليھا أراضي حسب‬ ‫اتفاقات الھدنة ‪. ١٩٤٩‬‬ ‫بعد إقامة دولة إسرائيل وامتالكھا السيادة إلدارة األراضي في الحيز الذي أعلن‬ ‫عن إحالة القانون اإلسرائيلي عليه‪ ،‬قامت بسن قوانين تھدف إلى تأمين سيطرتھا‬ ‫على األراضي وتحويلھا من اليد العربية الفلسطينية إلى الحركة الصھيونية‪.‬‬ ‫وكذلك استمرت بعملية شراء األراضي تھويدھا ومصادرتھا‪ ،‬رغم أنھا بسطت‬ ‫سيادتھا الجيوسياسية عليھا‪ .‬يمكن إيجاز ھذه القوانين مثل قانون مصادرة‬ ‫األراضي العام والذي اعتمد أمر األرض )حيازتھا لتحقيق أغراض عامة ‪(١٩٤٣‬‬ ‫والذي مكن مصادرة أراضي عربية بحجة المصلحة العامة‪ ،‬قانون أمالك الدولة‬ ‫‪ ١٩٥١‬والذي ينص على أن جميع أراضي الحكومة البريطانية ستسجل باسم‬ ‫الدولة )إسرائيل(‪ .‬قانون أمالك الغائبين ‪ ،١٩٥٠‬بموجب ھذا القانون وضعت كل‬ ‫أراض الالجئين الفلسطينيين بما في ذلك أراضي الوقف اإلسالمي المسجلة على‬ ‫اسم المجلس اإلسالمي األعلى تحت سيطرة "حارس أمالك الغائبين"‪ .‬القانون‬ ‫يمنع بيع أمالك الغائبين‪ ،‬عدا استثناء واحد قاطع؛ وھو نقل ملكيتھا إلى سلطة‬ ‫‪7‬‬


‫التطوير‪ .‬بموجب قانون سلطة التطوير )نقل األمالك( ‪ ،١٩٥٠‬وفي ‪ ٢٩‬أيلول‬ ‫‪ ١٩٥٣‬وقعت اتفاقية بين سلطة التطوير والقائم على أمالك الغائبين وبموجبھا‬ ‫نقلت كافة أمالك الغائبين الموضوعة تحت تصرف القائم على أمالك الغائبين إلى‬ ‫سلطة التطوير‪ .‬سلطة التطوير ھذه قامت بيع جزء من األراضي التي منحت لھا‬ ‫من القائم على أمالك الغائبين إلى الصندوق القومي اليھودي‪ .‬حتى قبل تأسيس‬ ‫سلطة التطوير بشكل رسمي قررت حكومة إسرائيل بيع غالبية األراضي الريفية‬ ‫التابعة للغائبين )الالجئين( للصندوق القومي اليھودي‪ .‬بموجب االتفاقية األولى‬ ‫الموقعة في كانون الثاني ‪ ١٩٤٩‬بيع ‪ ١٫١٠١٫٩٤٢‬دونما للصندوق القومي‬ ‫اليھودي‪ %٩٨٫٥ ،‬منھا كانت أراضي ريفية‪ .‬وفي تشرين األول ‪ ١٩٥٠‬عقدت‬ ‫اتفاقية ثانية بموجبھا بيع ‪ ١٫٢٧١٫٧٣٤‬دونما إضافية للصندوق القومي‬ ‫اليھودي‪ .‬ھكذا تم نقل حوالي ‪ ٢٫٤‬مليون دونم من أراضي الالجئين العرب‬ ‫الفلسطينيين إلى الصندوق القومي اليھودي‪ .‬بعد أن كان كل ما يملك الصندوق‪،‬‬ ‫حتى إقامة دولة إسرائيل‪ ،‬ما ال يزيد عن ‪ ٩٣٦‬ألف دونم‪ .‬ھكذا فإن عملية تھويد‬ ‫األراضي استمرت بعد إقامة دولة إسرائيل‪ .‬ومن أجل إحكام السيطرة على إدارة‬ ‫األراضي قامت إسرائيل بسن قانون أساسي عام ‪ ١٩٦٠‬والذي يعرف باسم‬ ‫"قانون دائرة إسرائيل ‪ ،"١٩٦٠‬ھذه الدائرة تدير كل األراضي العامة – غير‬ ‫الخاصة في إسرائيل والتي تشمل حوالي ‪ %٩٣‬من مساحة إسرائيل‪ .‬ھذه‬ ‫األراضي تشمل أراضي الالجئين الفلسطينيين وتلك التي صودرت من العرب‬ ‫الفلسطينيين والتي نقلت كأراضي مصنفة موات‪ ،‬أميرية‪ ،‬ومتروكة‪ ،‬وفق القانون‬ ‫العثماني‪ ،‬إلى السلطة االنتدابية ومنھا إلى السلطة اإلسرائيلية‪ .‬وقامت إسرائيل‬ ‫بسن قانون األراضي ‪ ١٩٦٩‬والذي يعدل قانون األراضي العثمانية ‪،١٨٥٨‬‬ ‫و ُي َم ِّكن إسرائيل من إحكام سيطرتھا على األرض وعدم السماح بعودة أراض‬ ‫للعرب الفلسطينيين‪ ،‬فمثال تم إلغاء بند تمليك األرض اعتمادا على التقادم‪ ،‬والذي‬ ‫أجازه القانون العثماني‪ .‬وبذلك حرم العرب في منطقة النقب من تسجيل أراضي‬ ‫بحوزتھم على أسمائھم ‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى قوانين األراضي المتعلقة بالملكية والتي أدت إلى مصادرة أراضي‬ ‫عربية وتھويدھا رسميا ً من خالل تسجيلھا على اسم الصندوق القومي اليھودي أو‬ ‫دولة إسرائيل‪ ،‬استخدمت السلطات اإلسرائيلية سلطتھا بإدارة الحيز بواسطة‬ ‫تقليص مناطق نفوذ البلدات العربية الفلسطينية‪ ،‬واستخدام التخطيط الح ّيزي‬ ‫الضابط والمحدد كآلية إلحكام السيطرة على العرب الفلسطينيين وتقليص مجال‬ ‫حياتھم وحيزھم ‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫ھكذا فإن عملية نزع وانتقال األرض من ملكية وحيازة عربية فلسطينية إلى‬ ‫يھودية صھيونية بدأت بوادرھا في نھاية الفترة العثمانية‪ ،‬رغم أنھا لم تھدف‬ ‫لذلك‪ ،‬وخالل الفترة االنتدابية وضعت األسس لنزع الملكية العربية الفلسطينية‬ ‫وتحويلھا للمؤسسات الصھيونية‪ .‬وكان التحول الفصل والرئيسي بعد النكبة عام‬ ‫‪ ،١٩٤٨‬حين أصبح بمقدور السلطات اإلسرائيلية رسمياً‪ ،‬قانونيا ً وعسكريا ً انتزاع‬ ‫الملكية‪ ،‬مصادرتھا‪ ،‬شرائھا وإغالقھا‪ ،‬بما في ذلك إغالق مناطق عسكرية‪ ،‬فرض‬ ‫أوامر طوارئ ومنع عودة الالجئين الفلسطينيين إلى أراضيھم‪ .‬وھنا ال بد من‬ ‫اإلشارة إلى أن الحديث ھو ليس عن األراضي المملوكة فقط‪ ،‬بل يشمل مجمل‬ ‫الحيز الطبيعي للعرب الفلسطينيين والذين حرموا منه بعد إقامة دولة إسرائيل‪ .‬وما‬ ‫زال الصراع قائما المتالك ھذا الحيز والسيطرة عليه‪ ،‬رغم محاوالت البحث عن‬ ‫تسويات غير عادلة حتى اآلن‪ .‬وألجل بيان التحول في السيطرة وامتالك الحيز‬ ‫سوف نلخص ھذا التحول في الجدول التالي ‪.‬‬ ‫تحول من سيطرة وحيازة عربية إلى سيطرة إسرائيلية صھيونية‬ ‫البند‬ ‫نسبة مئوية‬ ‫دونم‬ ‫مساحة فلسطين االنتدابية‬ ‫‪100‬‬ ‫‪26.323.000‬‬ ‫حسب قرار التقسيم ‪ ،١٩٤٧‬رقم ‪١٨١‬‬ ‫دولة عربية‬ ‫‪41.35‬‬ ‫‪10.885.848‬‬ ‫دولة يھودية‬

‫‪9‬‬


‫‪57.99‬‬ ‫‪15.261.648‬‬ ‫القدس )وضع خاص)‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪175.504‬‬ ‫مساحة إسرائيل بعد ‪١٩٤٩‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪20.325.000‬‬ ‫باقي مساحة األراضي الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫‪23‬‬ ‫‪5.998.000‬‬ ‫مساحة األراضي التي امتلكھا اليھود قبل ‪١٩٤٨‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪1.681.586‬‬ ‫مساحة األراضي التي بقيت بحوزة‪/‬ملكية العرب الفلسطينيين داخل الخط األخضر‬ ‫‪1.465.414‬‬ ‫مساحة األراضي بملكية وبحوزة الالجئين الفلسطينيين واألوقاف‬ ‫‪5.178.000‬‬ ‫أراضي موات في النقب بما في ذلك تلك الموجودة بنزاع بين دولة إسرائيل‬ ‫والمواطنين العرب البدو في النقب‬ ‫‪12.000.000‬‬ ‫مساحة األراضي التي كانت بحوزة اليھود قبل ‪١٩٤٨‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪1.681.586‬‬ ‫مجمل مساحة إسرائيل‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪20.325.000‬‬ ‫توزيع األرض في إسرائيل‬ ‫أراضي دولة وتحت سلطة التطوير‬‫‪74.8‬‬

‫‪15.205.000‬‬ ‫األراضي المسجلة على الصندوق القومي اليھودي‬‫‪18.4‬‬ ‫‪3.570.000‬‬ ‫األراضي المسجلة ملك خاص )يھود وعرب فلسطينيين)‬‫‪6.8‬‬ ‫‪1.480.000‬‬ ‫مما تقدم يتضح أن عملية نزع ملكية األراضي من الفلسطينيين جرت خالل القرن‬ ‫األخير وأنشأت مسألة الالجئين الفلسطينيين الذين ما زال حقھم بالعودة محفوظ‬ ‫وحقھم في أمالكھم يجب أن يؤمن ويستعاد‬ ‫وھنا ال بد من اإلشارة إلى وجوب إجراء دراسات تفحص كيف تسربت ونزعت‬ ‫األرض من األيدي العربية الفلسطينية‪ ،‬وتحليل مسبباتھا ودوافعھا ألجل فھم ماذا‬ ‫مستقبال‬ ‫األراضي‬ ‫في‬ ‫الحقوق‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫وكيفية‬ ‫حدث‬ ‫مصادر‬

‫‪11‬‬


‫الحزماوي محمد‪ ،(١٩٩٨) ،‬ملكية األراضي في فلسطين ‪،١٩٤٨ -١٩١٨‬‬ ‫مؤسسة األسوار‪ ،‬عكا‪.‬‬ ‫أفنيري أريه‪ ،(١٩٨٧) ،‬دعوى نزع الملكية؛ االستيطان اليھودي والعرب‪،‬‬ ‫‪ ،١٩٤٨-١٨٧٨‬دار الجليل للنشر ترجمة بشير شريف البرغوثي‪.‬‬ ‫خمايسي راسم‪ ،(٢٠٠٣) ،‬أجھزة السيطرة على األرض وتھويد الحيز‪ ،‬مركز‬ ‫التخطيط والدراسات‪ ،‬كفركنا‪.‬‬ ‫كريتشمر دافيد‪ ،(٢٠٠٢) ،‬المكانة القانونية للعرب في إسرائيل‪ ،‬مركز دراسات‬ ‫المجتمع العربي في إسرائيل‪ ،‬فان لير‪ ،‬القدس‪.‬‬ ‫______________‬ ‫د‪ .‬راسم خمايسي ھو محاضر كبير في جامعة حيفا وھو جغرافي ومخطط مدن‬ ‫===========================================‬

‫‪12‬‬


‫============================‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ )ﺍﳌﻌﺪﻝ(‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ )‪ ٢٣) (٧٨‬ﺏ ﺳﻨﺔ ‪(١٩٣٣‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺈﺟﺮﺍء ﺑﻌﺾ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ‬

‫المادة ‪١‬‬ ‫التسمية‬ ‫يطلق على ھذا القانون اسم قانون األراضي )المعدل(‬ ‫المادة ‪٢‬‬ ‫تصرف بعض الورثة باألرض‬ ‫)‪(1‬إذا تصرف واحد أو أكثر من الورثة بأرض مستقلين عن سائر الورثة فيحمل‬ ‫ذلك على االفتراض أنھم يتصرفون باألرض بالنيابة أو بالوكالة عن سائر الورثة‬ ‫غير أنه يجوز رد ھذا االفتراض أمام المحكمة ذات الصالحية بشھادة شفوية أو‬ ‫تحريرية تثبت أن التصرف جرى بدون موافقة الوارث أو الورثة اآلخرين ‪.‬‬ ‫)‪(2‬ال تسمع الدعوى القائمة بين الورثة السترداد أرض متنقلة من مورث واحد‬ ‫والمتصرف فيھا وارث أو أكثر‪ ،‬مستقلين عن سائر الورثة بعد انقضاء مدة مرور‬ ‫الزمن المعينة قانونا ً في دعاوى األراضي وتبتدئ ھذه المدة من تاريخ التجاوز بدون‬ ‫موافقة بقية الورثة حسب نص الفقرة السابقة وإذا كان المدعي في تاريخ التجاوز‬ ‫ھذا قاصراً أو فاقداً األھلية القانونية فتبتدئ مدة مرور الزمن من التاريخ الذي‬ ‫أصبح فيه المدعي غير قاصر أو غير فاقد األھلية القانونية ‪.‬‬ ‫)‪(3‬إيفاء للغاية المقصودة من ھذه المادة ‪:‬‬ ‫يعتبر سن الرشد السنة الثامنة عشرة ‪.‬‬ ‫(ب( يعتبر المختل الشعور أو المحجور من قبل محكمة ذات اختصاص فاقداً األھلية‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫المادة ‪٣‬‬ ‫سلطة إعتبار األراضي عمومية‬ ‫على الرغم من أحكام قانون األراضي العثماني أو أية أحكام أخرى في تشاريع‬ ‫األراضي يجوز إعالن أية أرض ميري أصبحت أو قد تصبح محلولة بمقتضى‬ ‫أحكام قانون األراضي وأية أرض طمرت من البحر أو من نھر أو بحيرة أرضا ً‬ ‫عمومية حسب مفاد الفقرة )‪ (١‬من المادة ‪ ١٢‬من مرسوم دستور فلسطين لسنة‬ ‫‪ ١٩٢٢‬بأمر موقع بتوقيع المندوب السامي على أن تراعي في ذلك حقوق أصحاب‬ ‫الطابو فيھا‪.‬‬ ‫المادة ‪٤‬‬ ‫تقدير قيمة األرض المستحقة للطابو‬ ‫)‪(1‬على الرغم مما ورد من األحكام في أي قانون عثماني بشأن إصدار سندات‬ ‫طابو لألراضي الميري إذا أصبحت أية أرض مستحقة حق الطابو وكان ھنالك‬ ‫أشخاص يملكون ھذا الحق فتقرر قيمة تلك األرض لجنة قوامھا قائمقام القضاء‬ ‫الواقعة تلك األرض في قضائه وعضوان غير موظفين يعينھما حاكم اللواء ‪.‬‬ ‫)‪(2‬إيفاء للغاية المقصودة من الفقرة )‪ (١‬ال يسري تفسير عبارة "حاكم اللواء"‬ ‫الوارد في القانون التفسيري ‪.‬‬ ‫)‪(3‬إن التثمين الذي تجريه اللجنة المشكلة بمقتضى الفقرة )‪ (١‬يكون عرضة لتدقيقه‬ ‫من قبل مدير األراضي الذي يكون قراره نھائيا ً ولدى تعيين قيمة األرض يعرض‬ ‫المدير األرض على أصحاب حق الطابو‪ ،‬حسب أولويتھم في الحقوق‪ ،‬ويكلفھم‬ ‫بقبول تفويضھا إليھم لدى دفع القيمة المقدرة خالل ثالثين يوما ً من تاريخ عرض‬ ‫األرض عليھم كما تقدم فإذا قبل أي شخص منھم ھذا العرض تفوّ ض األرض إليه‬ ‫بال مزايدة ‪.‬‬ ‫)‪(4‬إذا أعلنت أرض محلولة بسبب عدم وجود من يملك حق الطابو فيھا أو إذا‬ ‫تنازل أصحاب حق الطابو عن حقوقھم فيھا ولم تعلن أرضا ً عمومية وفقا ً للمادة ‪٣‬‬ ‫فتطرح األرض للمزايدة وتحال إلى المزايد األخير على أن يراعى في ذلك الثمن‬ ‫المحتفظ به من مدير دائرة األراضي )المخول ھذه الصالحية( وينشر إعالن‬ ‫المزايدة في إحدى الجرائد المنتشرة في اللواء الواقعة األرض فيه وتعلق نسخة منه‬ ‫في المدينة أو القرية الواقعة األرض فيھا‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫)‪(5‬إذا لم يتقدم أحد للمزايدة أو لم تبلغ المزايدة الثمن المحتفظ به الذي وضعه بشأن‬ ‫األرض مدير دائرة األراضي فتصبح األرض بعد مرور ستة أشھر من تاريخ‬ ‫المزايدة أرضا ً عمومية حسب مفاد الفقرة )‪ (١‬من المادة ‪ ١٢‬من مرسوم دستور‬ ‫فلسطين لسنة ‪.١٩٢٢‬‬ ‫المادة ‪٥‬‬ ‫شمول بيع األراضي الميري لألشجار المغروسة فيھا‬ ‫على الرغم من أحكام المادة ‪ ٤٨‬من قانون األراضي العثماني يشمل بيع األرض‬ ‫الميري أو فراغھا جميع األشجار الملك المغروسة قبل صدور قانون التصرف‬ ‫باألموال غير المنقولة العثماني المؤرخ في اليوم الخامس من شھر جمادى األولى‬ ‫سنة ‪ ١٣٣١‬وإن لم تذكر ھذه األشجار في سند البيع أو في أي مستند آخر إال إذا‬ ‫كانت ملكيتھا مسجلة على حدة مستقلة عن األرض‪.‬‬ ‫المادة ‪٦‬‬ ‫تقييد مباشرة حق الشفعة‬ ‫)‪(1‬على الرغم مما ورد في المادتين ‪ ٤١ ،٤٤‬من قانون األراضي العثماني ‪:‬‬ ‫ال يحق ألحد أن يطلب فراغ األرض له بمقتضى أحكام المادتين المذكورتين بعد‬ ‫مرور سنة من التاريخ الذي اكتسب فيه حق طلب تفويض األرض له ‪.‬‬ ‫إذا ابتدأت مدة مرور الزمن المعينة في المادتين المذكورتين قبل نفاذ ھذا القانون‬ ‫فتنتھي بانتھاء أجلھا أو بعد مرور سنة من تاريخ سريان ھذا القانون وتعتبر في ذلك‬ ‫المدة التي تنتھي قبل األخرى ‪.‬‬ ‫)‪(2‬إذا صدر حكم يمنح المدعي حق االدعاء في نقل األرض وفراغھا له وفقا ً‬ ‫للمواد ‪ ٤٥ ،٤٤ ،٤١‬من قانون األراضي العثماني فيجوز للمحكمة حينئذ أن تصدر‬ ‫قراراً بإجراء الفراغ خالل المدة التي تستصوبھا على أن ال تتجاوز ثالثة أشھر وإذا‬ ‫أصدرت المحكمة قراراً كھذا ولم يتم الفراغ ضمن المدة المعينة فيه لسبب تغيب‬ ‫الشخص الذي صدر القرار لصالحه فيبطل حقه في نقل ھذه األرض وفراغھا له‬ ‫وفقا ً لقرار المحكمة أو غير ذلك‪.‬‬ ‫المادة ‪٧‬‬ ‫تعاريف‬ ‫‪15‬‬


‫حيثما ورد نص في قانون األراضي العثماني أو في قانون عثماني آخر يتعلق‬ ‫باألموال غير المنقولة في فلسطين لتحديد المدة التي يجوز فيھا سماع أية دعوى أو‬ ‫مباشرة أي حق فتعتبر اإلشارة إلى "الشھر" أو "السنة" شھراً وسنة حسب التقويم‬ ‫الغريغوري‪.‬‬ ‫المادة ‪٨‬‬ ‫أثر الغياب عن فلسطين على مرور الزمن‬ ‫على الرغم من أحكام القانون العثماني ال يتوقف سريان مدة مرور الزمن بسبب‬ ‫غياب شخص من فلسطين يدعي بحق إقامة الدعوى أو مباشرة أي حق بشأن أية‬ ‫أرض خالل المدة المعينة في القانون إلقامة الدعوى أو لمرور الزمن أو في أي‬ ‫وقت أثناء ھذه المدة وإذا كان الشخص المتغيب قد أقام عنه وكيالً في فلسطين فال‬ ‫يتوقف سريان ھذه المدة بسبب غياب ھذا الوكيل عن فلسطين خالل مدة مرور‬ ‫الزمن أو في أي وقت أثناء ھذه المدة وإذا كان الشخص المتغيب قد أقام عنه وكيالً‬ ‫في فلسطين فال يتوقف سريان ھذه المدة بسبب غياب ھذا الوكيل عن فلسطين خالل‬ ‫مدة مرور الزمن أو في أي وقت منھا ‪:‬‬ ‫ويشترط في ذلك أنه إذا كان ھذا الشخص قد تغيب عن فلسطين قبل تاريخ نفاذ ھذا‬ ‫القانون فيفسر تغيبه ھذا حسب أحكام القانون الذي كان نافذ اإلجراء حين تغيبه‪.‬‬ ‫المادة ‪٩‬‬ ‫رھن الحق في عقد اإليجار‬ ‫رغبة في إزالة الشبھات يجوز لمستأجر أية أرض سجل عقد اجارھا في دائرة‬ ‫تسجيل األراضي‪ ،‬أن يرھن حقه في عقد اإليجار وفقا ً لقانون الرھن المعمول به إذ‬ ‫ذاك ويجوز للمرتھن أن يسجل ھذا الرھن في دائرة تسجيل األراضي أما باإلضافة‬ ‫لما قام به الراھن أو بدالً منه إال إذا تضمن عقد اإليجار شرطا ً يقضي بغير ذلك‬

‫نظام االراضي في عھد االستعمار العثماني‬

‫ملكية األراضي في فلسطين‬ ‫‪16‬‬


‫مقدمة‪:‬‬ ‫تعرضت األراضي الفلسطينية ألطماع الدول الغربية في القرون األخيرة‬ ‫خصوصا أواخر الحكم العثماني حيث بدأ الضعف يدب في ھذه الدولة‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى بدأت الحركة الصھيونية في الظھور فسارع نشطائھا‬ ‫إلى شن حملة لشراء األراضي في فلسطين لصالح اليھود القادمين من‬ ‫أوروبا ومن ابرز ھؤالء النشطاء موشى مونتفيوري الذي إستطاع‬ ‫الحصول على موافقة السلطان عبد المجيد لشراء مساحة من األراضي في‬ ‫فلسطين شكلت نواة االستيطان الصھيوني في فلسطين‪.‬‬ ‫لقد استشعرت الدولة العثمانية خطورة األطماع الغربية واألطماع‬ ‫اليھودية في أراضي فلسطين فأصدرت مجموعة من القوانين التي تھدف‬ ‫إلي تنظيم ملكية األراضي في فلسطين ويالحظ على بعض ھذة القوانين‬ ‫أنھا صدرت تحت ضغوط الدول الغربية‪ ،‬ولما كانت األرض جوھر‬ ‫الصراع العربي اإلسرائيلي وما زالت حتى يومنا ھذا فانه من المناسب‬ ‫استعراض تطور ملكية األراضي في فلسطين‪.‬‬

‫تعريفات عامة‪:‬‬ ‫الثيمار‪ :‬ھو نظام إقطاعي لملكية األرض أدخله العثمانيون ليحل محل‬ ‫اإلقطاع العسكري الذي كان سائدا في بالد الشام منذ أيام السالجقة‪.‬‬ ‫األقجة‪ :‬أول عملة عثمانية وھي من الفضة وقد سكت في عھد السلطان‬ ‫أور خان ‪٧٦١-٧٢٦‬ھـ‪.‬‬ ‫الزعامت‪ :‬ھي مساحة من األرض يتسلمھا ما يسمى بالزعيم من الدولة‬ ‫وغالبا ما يكون من قادة الجيش ويتراوح مابين ‪١٠٠،٠٠٠ – ٢٠،٠٠٠‬‬ ‫أقجة ‪.‬‬ ‫خاص ھمايونى وخاص شاھنشاھي‪ :‬ھي األراضي الممنوحة من‬ ‫السلطان بنفسه وتتميز عن الثيمار والزعامت بعدم خضوعھا لتفتيش‬ ‫‪17‬‬


‫الدفتردار المكلف بمراقبة االقطاعات كما انھا ذات مساحات كبيرة‪ .‬حيث‬ ‫تزيد مساحة القطعة منھا عن ‪ ١٠٠،٠٠٠‬أقجة‪ ،‬والخاص نوعان‪:‬‬ ‫الخاص السلطاني ‪ :‬خاص ھمايوني – خاص شاھنشاھي‬ ‫خاص أمير االمراء ‪ :‬خاص أمير لواء‪.‬‬ ‫نظام ملكية األراضي في العھد العثماني‪:‬‬ ‫اعتمد نظام ملكية األراضي في العھد العثماني على األسس اإلسالمية فإذا‬ ‫ما تم الفتح بعض حرب تبقى األرض بأيدي أصحابھا األصليين شريطة‬ ‫دفع الخراج أما إذا تم الفتح عن طريق الحرب تصبح األرض غنيمة بأيدي‬ ‫الفاتحين ويبقى الخمس لبيت المال‪.‬‬ ‫وقد قسمت األراضي إلى قسمين‪ :‬أراضي ملكية فردية وأراضي ملكية‬ ‫عامة للدولة وطبق العثمانيون نظام االلتزام وذلك حتى تضمن الدولة‬ ‫الحصول على مقدار ثابت ومحدد من المال لصالح خزينتھا وبقى ھذا‬ ‫النظام حتى بداية التنظيمات العثمانية في النصف األول من القرن التاسع‬ ‫عشر‪.‬‬ ‫وبموجب نظام االلتزام كانت ملكية األراضي تقوم على ركائز أساسية‬ ‫ھي‪:‬‬ ‫الدولة‪ -‬اإلقطاعيون – المدنيون‪ -‬العسكريون‪ -‬الفالحون ‪ ،‬فالدولة اعتبرت‬ ‫نفسھا المالك الحقيقي لألرض ولھا الحق في جمع الضرائب والرسوم‬ ‫واألعشار أما اإلقطاعيون فكانت حيازتھم لألرض تتفاوت حسب مناصبھم‬ ‫العسكرية واإلدارية وقد قسمت ھذه الحيازات )اإلقطاعيات( إلى ثالثة‬ ‫أنواع‪:‬‬ ‫‪-١‬الثيمار‪.‬‬ ‫‪-٢‬الزعامت‪.‬‬ ‫‪ -٣‬الخاص‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫وكان كل إقطاعي منھا يختلف عن اآلخر حسب إيراده السنوي فالثيمار‬ ‫والذي يعرف صاحبه بالثيمارجي يمنح إلى السباھية وكان دخله السنوي ال‬ ‫يزيد عن ‪ ٢٠‬ألف أقجة وھي من أكثر اإلقطاعيات شيوعا‪.‬‬ ‫أما الزعامت التي يتسلمھا زعيم ويترواح إيرادھا مابين ‪-٢٠،٠٠٠‬‬ ‫‪ ١٠٠،٠٠٠‬أقجة كان يمنح في الغالب إلى قادة الجيش‪.‬‬ ‫وكانت الثيمار والزعامة وراثية إلى حد ما ويالحظ في بعض األحيان أن‬ ‫الزعامة الواحدة كانت تتكون من أراضي تقع في عدة ألوية فليست من‬ ‫الضرورة أن تقتصر الزعامة أو الثيمار على منطقة واحدة أو لواء واحد‪.‬‬ ‫كانت فلسطين في بداية القرن السابع عشر تضم ألوية نابلس والقدس‬ ‫وغزة وصفد وكان فيھا ‪ ٢٨‬مقاطعة بدرجة زعامت و‪ ٤٣٦‬مقاطعة بدرجة‬ ‫ثيمار وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫مقاطعة بدرجة زعامت بـ ‪ ٤٣٦‬مقاطعة بدرجة ثيمار وذلك على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬

‫وكان أصحاب ھذه اإلقطاعيات من العائالت المتنفذة ففي نابلس كان عدد‬ ‫اإلقطاعيات عام ‪١٨٣٣‬م ‪ ٥٧‬إقطاعية منھا ‪ ٥‬زعامات و‪ ٥٢‬ثيمار‪ ،‬أما الفالحون‬ ‫فكان عليھم زراعة األرض ورعي الماشية مقابل التزامات معينة يؤدونھا لصاحب‬ ‫األرض كدفع اإلتاوات والضرائب وقد عرف استغالل الفالحين لألرض "تصرف"‬ ‫‪19‬‬


‫وطالما ظل الفالحون يعملون في األرض ويدفعون الضرائب فإن حق التصرف‬ ‫وراثي ينتقل من األب لإلبن‪ ،‬أما إذا لم يكن للفالح ورثة فإن حق التصرف يعود إلى‬ ‫بيت المال أو يمنحه اإلقطاعي إلى فالحين آخرين مقابل مبلغ معين من المال‪.‬‬ ‫أنواع األراضي في العھد العثماني‪:‬‬ ‫أصدرت الدولة العثمانية قانونا لألراضي عام ‪١٨٥٨‬م ثم تبع ذلك إصدار العديد من‬ ‫القوانين الالحقة فأصدرت الئحة تعليمات بحق سندات الطابو عام ‪١٨٥٩‬م ثم نظام‬ ‫الطابو في نفس العام ثم إعالن قانون الطابو عام ‪١٨٦١‬م‪ ،‬وملحق نظام الطابو عام‬ ‫‪١٨٦٧‬م‪ ،‬ونظام تملك األجانب عام ‪١٨٦٩‬م‪ ،‬وبموجب ھذا القانون‪ .‬قسمت أراضي‬ ‫الدولة العثمانية إلى خمس أقسام‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬األراضي المملوكة‬ ‫وھي االراضي المملوكه ملكية خاصة والتي يتصرف بھا صاحبھا كيف شاء كما‬ ‫يتصرف بالمنقوالت فله رقبتھا وكافة حقوقھا ويجوز له بيعھا او رھنھا او االيصاء‬ ‫بھا كما انه يورثھا لورثته الشرعيين فال تعود إلى بيت المال بعد وفاته إال إذا لم‬ ‫يوجد احد من ورثته‪.‬‬ ‫ثانيا ‪:‬االراضي االميريه‬ ‫وھي األراضي التي تعود ملكيتھا لبيت المال وتشمل األراضي الزراعية والمحاطب‬ ‫والمراعي والغابات وماشابه ذلك من ذات النفع‪ ،‬وكان يتصرف بھا بإذن وتفويض‬ ‫من أصحاب الزعامة والثيمار‪ ،‬وأحيانا كان يستفاد من تلك األراضي بإذن وتفويض‬ ‫من المحصلين والملتزمين إال أن ھذا الحق ألغى وأصبح التصرف بھا بإذن من‬ ‫مأمور من قبل الدولة أي أن الدولة أصبحت الجھة الوحيدة المخولة بتحديد التصرف‬ ‫بھذه األراضي فتبيع منھا ما تريد بموجب سند طابو‪ ،‬وبين قانون األراضي كيفية‬ ‫التصرف باألراضي األميرية فقد منع إحالة جميع أراضي قرية أو قصبة إلى ھيئة‬ ‫جماعية أو إلى شخص أو شخصين بل تحال األراضي لكل شخص من األھالي‬ ‫بمفرده وتعطي سندات طابو لكل شخص مبينة فيھا كيفية التصرف باألرض‪ ،‬ويحق‬ ‫للمتصرف باألرض األميرية أن يزرع بھا ما يراه مناسبا في مجال االستثمار‬ ‫الزراعي ويمنع من زراعتھا كروما أو أشجار مثمرة‪ ،‬كما ال يحق له وھبھا للوقف‬ ‫دون إذن من الدولة‪ ،‬ووضع قانون األراضي نصوصا تضمن عدم إھمال األراضي‬ ‫األميرية من قبل المتصرف بھا وذلك بإبطال حقه في التصرف بھا في حالة عدم‬ ‫تسديد الضرائب والرسوم عنھا‪ ،‬وعدم زراعتھا وفالحتھا لمدة ‪ ٣‬سنوات متتالية‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫ثالثا‪ :‬األراضي الموقوفة‪:‬‬ ‫وكانت معظم أراضي األوقاف في العھد العثماني خالل القرن السادس عشر‬ ‫الميالدي وذلك خالل حكم السلطان سليمان القانوني وكانت تتكون بداية من‬ ‫األراضي األميرية التي حددھا السلطان سليمان وما تبعه من سالطين باإلضافة إلى‬ ‫األراضي التي خصصھا بعض األغنياء أو األراضي التي أوقفھا بعض الفالحين‬ ‫وخاصة بعد صدور التنظيمات للتھرب من دفع الضرائب والرسوم‪.‬‬ ‫وقد عانت أراضي األوقاف خالل القرنين السابع عشر والثامن عشر من الفوضى‬ ‫والفساد الذي لحق بأجھزة الدولة بشكل عام فقد تسلم إدارة األوقاف أشخاص غير‬ ‫مؤھلين لذلك‪ ،‬فحاولت الدولة الحد من ھذه الفوضى والفساد وذلك بأن أصبحت‬ ‫المسؤول المباشر عن أراضي األوقاف‪ ،‬ومع ذلك استمر الفساد وحال دون تطبيق‬ ‫ھذه اإلجراءات نتيجة إلھمال القائمين على األوقاف إذ قام الكثير من النظار بتحويل‬ ‫أمالك األوقاف إلى أمالك خاصة وتسجيلھا في سجالت التمليك ملكا لھم ثم انقلبت‬ ‫لورثتھم ولمن ابتاعھا منھم وكان كل ذلك يتم بمعرفة دائرة األوقاف‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األراضي المتروكة‪:‬‬ ‫وھي األراضي التي ترك حق االنتفاع بھا لعامة الناس أو ألھالي قرية أو مجموعة‬ ‫قرى وقصبات تكون مشتركة فيھا وقسمت األراضي المتروكة وفق قانون األراضي‬ ‫العثماني إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪-١‬األراضي المتروكة لعامة الناس كالطرق واألسواق العامة والساحات‬ ‫والمسطحات المائية من بحار وبحيرات وأنھار وعيون ومجاري سيول األودية‬ ‫وغير ذلك مما ترك الستخدامات الناس‪.‬‬ ‫‪-٢‬األراضي التي تركت ألھالي قرية أو قصبة أو التي تركت ألھالي عدة قرى‬ ‫وقصبات كالمراعي والبيادر والمحتطبات والمشار‪.‬‬ ‫وبين قانون األراضي كيفية استخدام األراضي المتروكة إذ ال يحق ألي شخص أن‬ ‫يحدث أبنية أو يغرس أشجارا في األماكن العامة المتروكة لعامة الناس وقام بذلك‬ ‫يھدم البناء ويقلع الشجر وذلك ألن التصرف في ھذه األماكن يعتبر تصرفا في ملك‬ ‫الغير‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك ما حدث في الخليل عام ‪١٨٩٠‬م حيث أجبرت‬ ‫الحكومة رئيس بلدية الخليل عبد ‪ i‬المحتسب على ھدم ثالثة دكاكين كان قد أقامھا‬ ‫لنفسه في ساحة محله القزازين في المدينة‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫خامسا ً األراضي الموات‪:‬‬ ‫وھي األراضي الخالية والبعيدة عن العمران وليست بتصرف أحد والتي لم تترك‬ ‫ولم تخصص ألھالي القرى والقصبات كما أنھا لم تكن بتصرف أحد بالطابو‬ ‫كالجبال وتبعد عن أقصى العمران مسافة ميل ونصف الميل أو نصف ساعة سيرا‬ ‫على األقدام بحيث ال يسمع فيھا صيحة الرجل الجھير الصوت‪.‬‬ ‫وسمح قانون األراضي العثماني بإحياء ھذه األراضي من قبل الناس شريطة موافقة‬ ‫الحكومة على أن يكون إحياؤھا في مدة ال تزيد عن ثالث سنوات وإذا لم يستصلحھا‬ ‫خالل ھذه المدة تؤخذ منه وتعطي لشخص آخر‪ ،‬أما إذا أحيا رجل أرضا مواتا بإذن‬ ‫الحكومة فعليه دفع بدل الطابو‪.‬‬

‫القوانين المتعلقة باألراضي الصادرة عن الحكومة العثمانية‬ ‫قانون األراضي العثمانية الصادر عام ‪١٨٥٨‬م‬ ‫ھدفت الدولة العثمانية من خالل إصدارھا لقانون األراضي عام ‪ ،١٨٥٨‬إلى إحكام‬ ‫سيطرتھا على األرض وتأكيد حقھا فيھا في وجه القوى المحلية وبقايا اإلقطاع‬ ‫وجعل التصرف باألراضي من خالل قوانين محددة تضعھا الدولة فقامت بتقسيم‬ ‫األراضي من خالل قوانين محددة تضعھا الدولة لعدة أقسام كما وضح سابقا وجعلت‬ ‫لكل قسم أحكام وقوانين وحتى تكتمل سيطرة الدولة على األرض أصدرت العديد‬ ‫من القوانين الالحقة لقانون األراضي والتي تعتبر مكملة له فأصدرت عام ‪١٨٥٩‬‬ ‫الئحة تعليمات بحق سندات الطابو وقانون الطابو ‪١٨٦١‬م وملحقاته عام ‪١٨٦٧‬م‪.‬‬ ‫وقد جعل ھذا القانون التصرف في األراضي واستغاللھا يتحدد من خالل العرض‬ ‫السائد بين السكان وفي بعض األحيان كان حق التصرف يثبت بأوراق تدعى حجج‬ ‫شرعية تكون مصدقة من القضاء وليس لھا أي قيمة فإذا ما ضاعت كان وضع اليد‬ ‫على األرض والتصرف بھا ھو الذي يحدد ملكيتھا وفي حال حدوث خالف أو نزاع‬ ‫بين الفالحين على األرض تكون الشھادات الشفوية ألھل القرية ھي التي تحدد‬ ‫الملكية األمر الذي أدى إلى نشوب خالفات ونزاعات مستمرة بين الفالحين االمر‬ ‫الذي دفع الى صدور قانون الطابو ومالحقه‪.‬‬ ‫قانون الطابو‪١٨٦١‬‬ ‫ظاھرة طبقة المالك الكبار‪:‬‬ ‫‪22‬‬


‫انتشرت ظاھرة طبقة المالك الكبار بعد أن بات الفالحون يتھربون من تسجيل‬ ‫األراضي باسمھم وكانت بعض العائالت تسيطر على مساحات شاسعة في المدن‬ ‫والقرى وجع صدور قانون األراضي وما تبعه من قوانين تتعلق بتسجيل األراضي‬ ‫ظھرت عائالت جديدة استغلت فرصة ھروب الفالحين من تسجيل أراضيھم‬ ‫فحصلت على مساحات واسعة من األراضي ويبين الجدول التالي توزيع األراضي‬ ‫في مختلف أنحاء فلسطين على فئات المالك عام ‪١٩٠٩‬م‪:‬‬

‫ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﲔ‬ ‫دراسة من اعداد المحامي احمد جرار‬ ‫‪23‬‬


‫مقدمة ‪:‬‬ ‫عند الحديث عن موضوع التنظيم القانوني لملكية العقارات فانه يدور في األذھان‬ ‫مباشرة مدى التعقيد والتشابك والتداخل في موضوع األراضي والعقارات وملكيتھا‬ ‫على ارض الواقع‪ ،‬وھو ما يشغل بال العاملين في ھذا القطاع الھام والحيوي‬ ‫بالنسبة للفلسطينيين‪ ،‬إذ أن أساس الصراع كان على األرض وما زال ‪.‬‬ ‫وحتى نغطي األمر من كافة جوانبه كان لزاما علينا أن‬ ‫نقوم بدراسة الواقع القانوني والتنظيمي لمسائل‬ ‫األراضي والعقارات في كافة الحقب التي مرت على‬ ‫فلسطين وما خلفته من أنظمة قانونية وتشريعات لھا‬ ‫عالقة وتمس بشكل مباشر موضوع تملك األموال غير‬ ‫المنقولة في فلسطين‪ ،‬حيث كان لكل حقبة من ھذه‬ ‫الحقب ما يميزھا ويطبعھا بطابعھا العام‪ ،‬ابتداء من‬ ‫الحقبة العثمانية وما خلفته من قوانين تطبق حتى‬ ‫كتابة ھذه الورقة مرورا باالنتداب البريطاني وما سنه من قوانين تتعلق باألراضي‬ ‫وغيرھا وما أثارته من إشكاليات عملية على ارض الواقع‪ ،‬وتعريجا على الحقبة‬ ‫األردنية وما كان لھا من األثر الكبير في موضوع األراضي‪ ،‬والتي تزامنت مع‬ ‫اإلدارة المصرية على قطاع غزة وما خلفته من قوانين‪ ،‬ومن ثم مرحلة االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي وما صنعه على األرض من السيطرة عليھا عن طريق ما يسمى‬ ‫باألوامر العسكرية‪ ،‬وانتھاء بالحقبة الفلسطينية والتي تمثلت بقدوم السلطة‬ ‫الفلسطينية في العام ‪ ،١٩٩٤‬وما أصدرته من قوانين أو قرارات أو تعليمات بشان‬ ‫األراضي‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تقسيمات وأحكام األراضي في فلسطين‬ ‫نظم قانون األراضي العثماني لسنة ‪ ١٨٥٨‬األحكام المتعلقة باألراضي وحدد‬ ‫تقسيماتھا وفقا للمادة األولى منه‪ ،‬فقسمھا إلى خمسة أنواع متمايزة‪ ،‬وھي‪:‬‬ ‫األراضي الملك‬‫األراضي األميرية‬‫األراضي الوقف‬‫األراضي المتروكة‬‫‪-‬األراضي الموات‬

‫‪24‬‬


‫أ‪ -‬األراضي الملك‬ ‫وقد تم تقسيمھا إلى أربعة أنواع وذلك بموجب المادة الثانية منه‪ ،‬وھي‪:‬‬ ‫•األرض الملحقة ببيت السكن والتي ال تزيد مساحتھا على نصف الدونم‪ ،‬أي أنھا‬ ‫األرض التي تكون في موقع البناء والتي تعتبر من قبيل األراضي الملك‪ ،‬كما يتبين‬ ‫أيضا أن األرض التي تقع خارج حدود البلدية )سواء خارج بلديات المدن أو‬ ‫المجالس القروية( ال يؤثر على نوع األرض كونھا ملحقة ببيت سكن أم ال أو بناء‬ ‫بيت السكن في أرض أميرية‪ ،‬ال يحولھا ذلك الواقع من نوع األميرية إلى الملك‪،‬‬ ‫بل إن األراضي التي تلحق مواقع البناء التي تدخل ضمن حدود البلديات فقط ھي‬ ‫التي تعتبر من نوع الملك‬ ‫األراضي التي أفرزت من األراضي األميرية وملكت تمليكا صحيحا بأسماء مالكيھا‪.‬‬ ‫•األراضي العشرية‪ :‬التي وزعت وملكت للفاتحين عند الفتح ‪.‬‬ ‫•األراضي الخراجية‪ :‬التي تقرر إبقاءھا في يد أھلھا غير المسلمين على أن‬ ‫يدفعوا عنھا مبلغا من المال للدولة‪.‬‬ ‫أحكام األراضي الملك‪:‬‬‫صاحب األراضي الملك مالك لألرض نفسھا‪ ،‬وفي الوقت ذاته مالك لما تحتھا وما‬ ‫فوقھا له كامل الحرية في التصرف فيه‪ ،‬يحق له أن يتصرف فيه بكافة أنواع‬ ‫التصرفات العقارية سواء الناقلة لملكية رقبتھا أو غير الناقلة كالھبة والرھن‬ ‫وغيرھا‪ ،‬وھذا ما أكدته مجلة األحكام العدلية في نصوصھا الواردة في الباب‬ ‫الثالث منھا‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن عبارة األرض وما فوقھا تشمل األرض وما‬ ‫عليھا من بناء أو غيره ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬األراضي األميرية‬ ‫ھي األراضي التي تكون رقبتھا لبيت المال ويجري إحالتھا و تفويضھا ألحد من‬ ‫قبل ولي األمر بناء على طلبه لمدة غير محددة‪ ،‬لقاء معجلة تسمى الطابو يدفعھا‬ ‫الطالب للخزينة ويعطى سند رسمي بذلك ‪.‬‬ ‫أحكام األراضي األميرية‪:‬‬‫أن المتصرف بأرض أميرية له أن ينتفع بھا على الوجه الذي يريد‪ ،‬إال أنه إذا أراد‬ ‫‪25‬‬


‫البناء في األرض أو إذا أراد فراغھا إلى آخر عليه الحصول على إذن من إدارة‬ ‫الطابو‪ ،‬كذلك إذا تركت األرض دون استعمال لمدة أكثر من ثالث سنوات بال عذر‬ ‫فإنھا تنحل عنه ‪.‬‬ ‫التصرفات الجائزة على األراضي األميرية ‪:‬‬‫قسم قانون األراضي العثماني التصرفات الواردة والجائزة على األراضي األميرية‬ ‫إلى ثالثة أنواع‪ ،‬وھي‪:‬‬ ‫تصرفات مطلقة للمتصرف كالزراعة‪ ،‬والرھن واالنتفاع بحشائشھا‪.‬‬‫تصرفات ال تتم إال بإذن المأمور وھي فراغ األرض أي بيعھا وھبتھا وقسمتھا‬‫وغرس األشجار وقلعھا وإنشاء األبنية‪.‬‬ ‫تصرفات محظورة مثل وقف األراضي األميرية‪.‬‬‫ومما تجدر اإلشارة إليه في ھذا السياق أن ھذا النوع من األراضي قد طرأت عليه‬ ‫تعديالت جذرية‪ ،‬حيث صدر قانون تحويل األراضي من نوع الميري إلى ملك رقم)‬ ‫‪ (٤١‬لسنة ‪ ، ١٩٥٣‬على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫•‬ ‫‪1‬أعطى ھذا القانون الحق لكل من يمتلك ارض ميرية تحويلھا إلى ملك بقصد‬‫وقفھا لجھة خيرية‪ ،‬وذلك وفق اإلجراءات التالية ‪:‬‬ ‫أ ‪-‬استصدار قرار من مجلس الوزراء بتمليكه ھذه األرض تمليكا صحيحا‪،‬‬ ‫وتحويلھا من ميري إلى ملك‪.‬‬ ‫ب ‪-‬يأمر المجلس بنشر القرار بالجريدة الرسمية بتمليكه األرض‪ ،‬إذا اقتنع أن‬ ‫ھناك مسوغات قانونية ‪.‬‬ ‫ت ‪-‬يجب تنفيذ ھذا القرار خالل ستة أشھر في دائرة التسجيل من تاريخ صدوره‬ ‫وإال اعتبر الغيا ‪.‬‬ ‫‪2‬أعطى ھذا القانون الحق بتحويل األراضي الميري الواقعة داخل حدود البلديات‬‫من ميري إلى ملك‪ ،‬إذا قامت البلدية بتوسيع حدودھا فتلقائيا تصبح ھذه األراضي‬ ‫من نوع الملك من تاريخ التوسع‪.‬‬ ‫‪3‬وفيما يتعلق بآلية انتقال األراضي األميرية إلى الورثة بموجب ھذا القانون فقد‬‫أشار القانون إلى عدد من الحاالت وھي على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫آلية انتقال األراضي ‪:‬‬‫أ‪ .‬الحالة األولى‪:‬‬ ‫‪26‬‬


‫إذا كان صاحب أرض أميرية وتوفي قبل العمل بھذا القانون ‪:‬‬ ‫ھنا تنتقل األرض إلى الورثة وفقا لقانون انتقال األراضي األميرية باعتبارھا أرضا‬ ‫أميرية )أي تقسم بالتساوي )للذكر مثل األنثى( وليس حسب تقسيم الشريعة(‬ ‫وتسجل بأسماء الورثة على اعتبار أنھا ملكا ولكن بشروط‪:‬‬ ‫‪1‬إذا تم انتقالھا وتسجيلھا خالل سنة واحدة من تاريخ العمل بھذا القانون‬‫‪2‬أو في خالل سنة واحدة من تاريخ نفاذه إذا كانت األراضي األميرية محولة إلى‬‫ملك وذلك وفقا لما ذكرناه في الفقرة) ‪ (٢ ،١‬أعاله‪.‬‬ ‫‪3‬وفي حال لم يتم االنتقال خالل المدة المذكورة فتسجل األرض على أنھا ملكا ‪.‬‬‫ب‪ .‬الحالة الثانية ‪:‬‬ ‫وأشار لھا القانون المؤقت المعدل لقانون تحويل األراضي من نوع الميري إلى‬ ‫ملك رقم ‪ ٣٢‬لسنة ‪ ١٩٦٢‬جاء التعديل على المادة ‪ ٤‬من القانون رقم ‪ ٤١‬لسنة‬ ‫‪ ١٩٥٣‬بإضافة فقرة جديدة للمادة ‪ ٤‬وھي على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫أ ‪-‬حيث أشارت ھذه الفقرة على انه بالرغم مما ورد في الحالة األولى والتي اشرنا‬ ‫لھا سابقا‪ ،‬إال انه ال تنطبق أحكام الفريضة الشرعية على أصحاب حق االنتقال‬ ‫والتصرف في األراضي األميرية التي لم تتم تسويتھا سواء كانت مسجلة أو غير‬ ‫مسجلة في حال حصلت الوفاة قبل العمل بھذا القانون‪ ،‬حيث يتم توزيعھا حسب‬ ‫المسالة القانونية )أي للذكر مثل األنثى( وتسجل على أنھا ملك‪ ،‬على انه يستثنى‬ ‫من ذلك أية ارض أميرية لم تتم تسويتھا وتم تسجيلھا بحسب الفريضة الشرعية‬ ‫بأسماء أصحاب حق االنتقال بعد العمل بالقانون‪.‬‬ ‫ب ‪-‬أما في حال حصلت الوفاة بعد العمل بالقانون فكل ارض أميرية سواء كانت‬ ‫مسجلة أو غير مسجلة ولم تتم تسويتھا تنتقل إلى الورثة أو المتصرفين بھا على‬ ‫أساس التقسيم الشرعي‪.‬‬ ‫وھنا تجدر اإلشارة إلى أن العمل بالمسائل االنتقالية قد توقف العمل بھا بموجب‬ ‫تعميمات داخلية في المحاكم الشرعية من تاريخ ‪.١٩٩١/٤/١٦‬‬ ‫أما الواقع العملي الحالي‪ :‬يؤكد عدم وجود فرق بين األراضي الملك واألراضي‬ ‫الميري‪ ،‬فيحق له إجراء كافة التصرفات من البيع واإليجار والھبة‬ ‫ج‪ -‬األراضي الموقوفة‬ ‫األراضي الموقوفة‪:‬‬ ‫إما أن تكون موقوفة وقفا صحيحا‪ :‬إذا كان الواقف مالكا لألرض الموقوفة أي أن‬ ‫األرض من نوع الملك‪ ،‬وفي ھذه الحالة تكون رقبة األرض وجميع حقوق‬ ‫‪27‬‬


‫التصرف عائدة للجھة الموقوفة لصالحھا األرض‪.‬‬ ‫أو موقوفة وقفا غير صحيح‪:‬‬ ‫وھو الوقف الذي يقع على أرض أميرية أوقفھا السالطين لجھة من الجھات أو‬ ‫أوقفھا غيرھم بإذن سلطاني‪ ،‬واألراضي التي يقع عليھا مثل ھذا النوع من الوقف‬ ‫ال يجوز بيعھا‪ ،‬بل يتم تناقلھا بالفراغ‪ ،‬وتكون رقبتھا ملكا للسلطان‪ .‬وھذا النوع‬ ‫من األراضي الموقوفة تجري عليھا كافة أحكام األراضي األميرية إال أن أعشارھا‬ ‫ورسومھا وكل ما يستحق دفعه عنھا لجانب الدولة يعود إلى الجھة التي أوقفت‬ ‫عليھا‪.‬‬ ‫د‪ -‬األراضي المتروكة‬ ‫وھي أراضي قريبة من العمران تترك الستعمال األھالي وتعتبر ملكا لھم جميعا‪،‬‬ ‫وال يجوز بيع أو شراء أو زراعة ھذا النوع من األراضي أو التصرف فيھا إال‬ ‫باالنتفاع وبشرط أن يكون عاما لجميع أھالي المنطقة‪.‬‬ ‫ھـ‪ -‬األراضي الموات‬ ‫ھي أراضي بعيدة عن العمران‪ ،‬ليست ملكا ألحد‪ .‬وفي الوقت نفسه ليست أرضا‬ ‫متروكة‪.‬‬ ‫وبموجب قانون األراضي يتم إحياء األراضي الموات بإحدى الطريقتين‪:‬‬ ‫إذن المأمور مجانا‪.‬‬‫بدون إذن المأمور بشرط زراعتھا فعال ودفع المزارع بدال نقديا) مثل الطابو(‪،‬‬‫ويعطى له بھا سند‪.‬‬ ‫رقبة األراضي الموات عائدة لبيت المال وحق التصرف للشخص الذي قام‬ ‫بإحيائھا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أحكام التصرف في العقارات‬ ‫ھنالك مجموعة من القوانين التي نظمت مسألة التصرف في العقار كجزء من‬ ‫األموال غير المنقولة‪ ،‬ومن ھذه القوانين ما تناولت األحكام المتعلقة بحق‬ ‫التصرف في العقارات األميرية والموقوفة‪ ،‬في حين أن ھنالك قانون آخر تناول‬ ‫التصرف باألموال غير المنقولة من قبل األشخاص المعنويين‪ ،‬وقانون ثالث نظم‬ ‫صورتين من صور التصرف في األموال غير المنقولة وھما البيع واإليجار‬ ‫لألجانب‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫أ‪ -‬تصرف األشخاص الطبيعيين‪:‬‬ ‫نظم قانون التصرف في األموال غير المنقولة قانون رقم ‪ ٤٩‬لسنة ‪ ١٩٥٣‬تصرف‬ ‫األشخاص الطبيعيين في األموال غير المنقولة على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫فيما يتعلق بھذا القانون فقد حصر إجراء جميع معامالت التصرف في األموال غير‬ ‫المنقولة بحيث تشمل التصرف في األراضي األميرية والموقوفة واألمالك‬ ‫والمسقفات والمستغالت الوقفية وإعطاء السندات فيھا بدوائر التسجيل‬ ‫‪ -١‬ويؤكد ھذا القانون على الحجية القطعية لسندات التسجيل التي تصدر عن‬ ‫دوائر التسجيل ‪.‬‬ ‫‪2‬أشار ھذا القانون في المادة ‪ ٦‬منه إلى مسالة التصرف في األراضي‬‫األميرية؛ حيث أكدت على حق من يتصرف فيھا في القيام بكافة التصرفات‬ ‫عليھا من حيث فراغھا فراغا قطعيا وتأجيرھا وإعارتھا ووضعھا كتأمين‬ ‫للدين‪ ،‬وإقامة األبنية وغيرھا من التصرفات‪.‬‬ ‫‪3‬كما حظر ھذا القانون وقف األراضي األميرية أو االيصاء بھا ما لم تكن‬‫قد ملكته إياھا الحكومة تمليكا صحيحا ‪.‬‬ ‫‪4‬كما أشار إلى أن األبنية وما يتبعھا التي تنشأ على األراضي األميرية‬‫والموقوفة وما يغرس فيھا من أشجار ودوالي تسري عليھا األحكام‬ ‫الموضوعة لألراضي فيما يتعلق بالتصرف واالنتقال‪.‬‬ ‫ظھور مستحق جديد ‪:‬‬ ‫في حال ظھور مستحق جديد بعد إنشاء األبنية أو الغرس في األراضي‬ ‫األميرية أو الموقوفة )وقفا غير صحيح( يكون الحل وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫‪1‬إذا كانت قيمة البناء أو الغراس قائمة تزيد على قيمة األرض‪ ،‬ھنا يقوم‬‫الشخص بدفع قيمة األرض إلى المستحق الجديد‪.‬‬ ‫‪2‬إذا كانت قيمة األرض تزيد على قيمة البناء أو األشجار قائمة ھنا يقوم‬‫المستحق الجديد بدفع قيمة البناء أو الغراس إلى صاحب األبنية ‪.‬‬ ‫تصرف الفضولي ‪:‬‬ ‫ھنا وفي ھذا القانون وتحديدا المادة ‪ ١٢‬منه أشارت إلى أنه في حال أقام‬ ‫احد أبنية أو أشجارا أو غراسا فضوال في ارض غيره‪ ،‬فيحق للمتصرف أن‬ ‫يطلب من الفضولي أن يقوم بقلع وھدم ھذه األشجار‪ ،‬أما إذا كان الھدم أو‬ ‫‪29‬‬


‫القلع يؤثر على األرض‪ ،‬فإنه بإمكان المتصرف دفع قيمتھا مستحقة للقلع‬ ‫وتملكھا ‪.‬‬ ‫دعاوي الحكومة ‪:‬‬ ‫فيما يتعلق برقبة األراضي األميرية والموقوفة واألمالك والمحلولة‪:‬‬ ‫اعتبرت المادة ‪ ١/١٦‬أن مدة مرور الزمن لھذا النوع من األراضي ھي‬ ‫ست وثالثون سنة ‪.‬‬ ‫وقد تم اإلشارة في ثنايا ھذه الورقة حول مدة مرور الزمن بالنسبة لكافة‬ ‫أنواع األراضي في موقع آخر وال داعي للتكرار ‪.‬‬ ‫(كافة األحكام الموجودة في ھذا القانون وتتعلق باألراضي األميرية تنطبق‬ ‫على األراضي الموقوفة)‬ ‫تصرف األشخاص المعنويين وتملكھم لألموال غير المنقولة‪:‬‬ ‫عالج قانون تصرف األشخاص المعنويين باألموال غير المنقولة رقم ‪٦١‬‬ ‫لسنة ‪ ١٩٥٣‬موضوع تصرف األشخاص المعنويين‪ ،‬وقد تتطرق ھذا‬ ‫القانون إلى عدد من المواضيع والتي ندرجھا وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫حق الشركات الفلسطينية في تملك األراضي بشروط ‪:‬‬‫‪1‬أن يكون أصحابھا من الفلسطينيين‪.‬‬‫‪2‬أن تكون أسھمھا محررة باسم أصحابھا المذكورين‪.‬‬‫‪3‬أن تتملك وتتصرف وفقا لنظامھا المصدق من قبل الحكومة‪.‬‬‫‪4‬أن ال تكون األراضي التي ترغب بتملكھا واقعة ضمن مناطق عسكرية‬‫أو استحكامات أو موانئ عسكرية‪ ،‬أو أن تملكھا قد يشكل ضررا ‪.‬‬ ‫‪5‬وعندما ترغب ھذه الشركات ببيع ھذه األراضي يكون ألصحاب تلك‬‫القرية حق‬ ‫الرجحان بشرائھا بثمن المثل ‪.‬‬ ‫حق الجمعيات والمؤسسات الخيرية والدينية الفلسطينية في تملك األموال غير‬‫المنقولة‪:‬‬ ‫شروطھا ‪:‬‬ ‫‪1‬أن يكون تملكھا داخل المدن والقرى فيما تحتاج إليه‪.‬‬‫‪2‬أن يكون تملكه‬‫‪30‬‬


‫ثالثا‪ :‬إجراءات تقسيم العقارات" قسمة الشيوع" أنواعھا واشكالياتھا ‪:‬‬ ‫بداية ال بد من التأكيد على أن مسالة تقسيم األموال غير المنقولة قد تم تنظيمھا‬ ‫في فلسطين بموجب قانون تقسيم األموال غير المنقولة المشتركة رقم ‪ ٤٨‬لسنة‬ ‫‪ ١٩٥٣‬والمطبق في الضفة الغربية وبموجب قانون تقسيم األموال غير المنقولة‬ ‫المشتركة لسنة ‪ ١٣٢٩‬والمطبق في غزة‪ ،‬وھنا البد من اإلشارة إلى أن‬ ‫اإلجراءات فيما يتعلق بكل من القانونيين ھي تقريبا واحدة مع بعض االختالفات‬ ‫البسيطة في التسميات ما بين القانونيين ‪.‬‬ ‫وفي ھذا البند سنتعرض إلجراءات تقسيم األموال المشتركة وأنواع القسمة‬ ‫والقيود والعقبات التي قد تعترض عملية التقسيم أو اإلشكاليات التي قد تثور أثناء‬ ‫عملية القسمة وذلك على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إجراءات تقسيم األموال المشتركة وأنواع القسمة ‪:‬‬ ‫قبل الحديث عن إجراءات التقسيم وأنواعه ال بد من اإلشارة إلى أن قانون تقسيم‬ ‫األموال المشتركة رقم ‪ ٤٨‬لسنة ‪ ١٩٥٣‬المطبق في الضفة والقانون لسنة ‪١٣٢٩‬‬ ‫والمطبق في غزة قد عالجا مسالة تقسيم األموال المشتركة في حال الشيوع وذلك‬ ‫في األراضي األميرية والموقوفة والمسقفات والمستغالت الوقفية واألمالك‬ ‫والعقارات ‪.‬‬ ‫وقبل الخوض في أنواع القسمة وإجراءاتھا ال بد من اإلشارة إلى أن كال من‬ ‫القانونيين أعطى الحق بطلب القسمة حتى لو كان ھناك اتفاق بين الشركاء على‬ ‫بقاءھا على الشيوع فترة غير معينة‪ ،‬ويزال الشيوع بين الشركاء ويتم تقسيم‬ ‫المال غير المنقول إذا كانت المنفعة المقصودة منه ال تزول‬ ‫‪ ،‬وإذا كان غير قابل للقسمة يزال الشيوع عن طريق البيع بالمزاد العلني ‪.‬‬ ‫كما أعطى القانون الحق بإبقاء حالة الشيوع وتأخير التقسيم لمدة خمس سنوات‬ ‫برضى األطراف ‪.‬‬ ‫أنواع القسمة ‪:‬‬ ‫القسمة الرضائية ‪:‬‬‫ويشترط فيھا رضى جميع األطراف في القسمة‪ :‬وفي حال اتفق الجميع على قسمة‬ ‫األرض يكون األمر على النحو اآلتي ووفق اإلجراءات التالية ‪:‬‬ ‫‪1‬ھنا يقوم األطراف بالتقسيم فيما بينھم على الوجه الذي يرونه ويتفقون عليه‪.‬‬‫‪2‬يحضر الجميع إلى دائرة التسجيل مصطحبين معھم خارطة تبين حصة كل منھم‬‫‪31‬‬


‫مفروزة عن غيرھا ‪.‬‬ ‫‪3‬يقر جميع األطراف أمام الموظف المختص في دائرة التسجيل صحة المعاملة‬‫وموافقتھم على القسمة وفق الخارطة التي أبرزوھا‪.‬‬ ‫‪4‬بعد ذلك يعطى كل منھم سندا بتصرفه مستقال عن اآلخرين ‪.‬‬‫أما الحالة األخرى فھي أن يطلب الشركاء من دائرة التسجيل تولي القسمة وھنا‬ ‫يكون األمر وفق اإلجراءات التالية ‪:‬‬ ‫‪1‬يراجع األطراف دائرة التسجيل طالبين إليھا تولي القسمة فيما بينھم‪.‬‬‫‪2‬يذھب الموظف المختص مصطحبا معه احد المھندسين أو المساحين‬‫‪3‬يقوم بالكشف على المحل المراد تقسيمه‬‫‪4‬بعد الكشف على المحل المراد تقسيمه تجري معاملة التقسيم على الوجه الذي‬‫سنقوم بتوضيحه فيما بعد في البند الخاص بإجراءات التقسيم إذا ظھر أن ذلك‬ ‫المحل قابل للقسمة ‪.‬‬ ‫القسمة القضائية‪:‬‬ ‫فھنا يكفي أن يقوم بطلبھا احد الشركاء أمام المحكمة مختصما باقي الشركاء‬ ‫وتسمى" دعوى إزالة الشيوع "‬ ‫خطوات وإجراءات تقسيم األراضي والعرصات والمسقفات ‪:‬‬ ‫عالجت ھذا الموضوع المادة ‪ ٦‬من قانون تقسيم األموال غير المنقولة المشتركة‬ ‫على النحو اآلتي وھنا نكون أمام حالتين ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬الحالة األولى‪ :‬إذا كان المطلوب تقسيمه أرضا أو عرصة" ساحة بيت "‬ ‫في ھذه الحالة يتم تتبع اإلجراءات التالية وفقا لما ورد في القانون وذلك على‬ ‫النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫‪1‬مسح المحل المطلوب تقسيمه بالمتر والدونم‪.‬‬‫‪2‬ومن ثم يتم إفراز الحصص ما بين الشركاء بعد أن يتم معادلتھا مع بعضھا من‬‫حيث المساحة ومن حيث جودة أو رداءة تربتھا وموقعھا باإلضافة إلى االعتبارات‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫‪3‬إفراز حق الشرب والمسيل والطريق على أن ال يكون ھناك أي تعلق أي من‬‫الحصص باألخرى‪.‬‬ ‫‪4‬يتم دعوة الشركاء لتقدير قيمتھا فان لم يتفقوا فيما بينھم فيعين مأمور‬‫التسجيل خبيرا في ذلك لتقدير قيمتھا‪.‬‬ ‫‪5‬إذا تبين أن ھناك حصة اصغر من الحصص األخرى وغير متعادلة مع‬‫‪32‬‬


‫الحصص األخرى فيتم معادلتھا عن طريق إضافة شيء من النقد عليھا لتامين‬ ‫معادلتھا للحصص األخرى‪.‬‬ ‫‪6‬بعد ذلك يتم تحرير محضر بالقسمة مرفقا مع الخارطة ويوقع عليه جميع‬‫الشركاء‪.‬‬ ‫‪7‬تخصص الحصص المفروزة للشركاء إما بالقرعة أو باالتفاق ويوقع محضر‬‫بذلك من جميع الشركاء ويختم عليه من جميع الشركاء‪.‬‬ ‫‪8‬وإذا تعددت المحالت المطلوب تقسيمھا واتفق جميع الشركاء على التقسيم من‬‫الممكن إجراء المعاملة بطريقة قسمة الجمع‪ .‬بمعنى أن يتم جمع العقارات‬ ‫المملوكة وتقسيمھا مرة واحدة ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الحالة الثانية‪ :‬إذا كان المطلوب تقسيمه مسقفات ‪:‬‬ ‫وفي ھذه الحالة إذا اتفق جميع الشركاء على التقسيم‪ ،‬يتولى مأمور التسجيل وفقا‬ ‫لإلجراءات السابقة مسالة التقسيم بعد تقويم األبنية والتعديل بين الحصص ‪.‬‬ ‫وھنا وقبل االنتقال إلى اإلشكاليات التي قد تثور أثناء عملية القسمة يجدر اإلشارة‬ ‫إلى أن ھناك قانون بشان تمليك الطبقات والشقق والمحالت الفلسطيني رقم ‪١‬‬ ‫لسنة ‪ ، ١٩٩٦‬والذي يعالج موضوع الطبقات والشقق والية قسمتھا وقسمة‬ ‫األجزاء المشتركة الشائعة‪ ،‬وإدارتھا‪ ،‬والتصرف باألجزاء المشتركة واالنتفاع بھا‪،‬‬ ‫وكذلك التزامات كل من مالكي الطبقات السفلى والعليا وما يترتب عليھم من‬ ‫التزامات‪ ،‬باإلضافة إلى تسجيل الوحدات العقارية وإجراءاتھا‪ ،‬وفد عالج أيضا‬ ‫مسالة حق األفضلية والية ممارسته في موضوع الطبقات والشقق ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اإلشكاليات التي قد تثور أثناء القسمة‪:‬‬ ‫ھناك عدد من اإلشكاليات التي قد تظھر أثناء عملية التقسيم منھا ما يتعلق‬ ‫بالشركاء أو بالعقار ذاته ومن ضمن ھذه اإلشكاليات ما نورده على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫‪1‬عدم اتفاق الشركاء على القسمة ورفض احدھم أو كان بينھم غائب أو قاصر‬‫أو محجور ‪:‬‬ ‫في ھذه الحالة تكون اإلجراءات المتبعة حسب ما جاء في المادة ‪ ٧‬من قانون‬ ‫تقسيم األموال المشتركة المشار إليه أعاله وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫يقوم القاضي بتعيين يوم معين وإبالغ جميع األطراف للحضور في اليوم المحدد‬‫بمن فيھم الولي أو الوصي وكذلك تبليغ الغائبين وفق الطرق القانونية المتبعة في‬ ‫قانون األصول‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫في اليوم الذي تم تعيينه‪ ،‬يذھب قاضي الصلح والشركاء الذين حضروا إلى‬‫المحل موضوع القسمة‬ ‫وبعد التثبت من كافة األوراق وتعلقھا بذات األرض وان سندات التصرف التي‬ ‫أبرزت ھي لذات األرض موضوع القسمة‪.‬‬ ‫يباشر القاضي معاملة قسمة األرض بحضور الشركاء آو الھيئة االختيارية أو‬‫أمام اثنين من األھالي‪ ).‬على أن يراعي في ذلك إجراءات التقسيم التي أشرنا إليھا‬ ‫سابقا‪).‬‬ ‫وبعد أن تتم معاملة التسجيل يقوم بإبالغ اإلطراف بعملية التقسيم ومن ثم ترسل‬‫دائرة التسجيل نسخة مصدقة عن المحضر الذي ينظمه في ھذا الشأن بشكل‬ ‫إعالم ‪.‬‬ ‫‪2‬االدعاء بعدم قابلية العقارات للقسمة‪:‬‬‫يعالج ھنا القانون الحالة التي يدعي فيھا احد الشركاء عدم قابلية األراضي‬ ‫والمسقفات والمستغالت للقسمة وطلب بيعھا للشركاء أو للغير‪ ،‬وھنا تكون‬ ‫اإلجراءات التي يجب على القاضي وفق اآللية اآلتية ‪:‬‬ ‫•على قاضي الصلح إذا تبين له بعد الكشف على األرض أنھا غير قابلة للقسمة‬ ‫أن ينتدب خبيرا أو أكثر لتقدير قيمة حصة طالب البيع بالنسبة لمجموع الحصص‪.‬‬ ‫•ومن ثم يطلب من الشركاء إبداء رأيھم خالل خمسة عشر يوما إذا كانوا‬ ‫يرغبون في شراء الحصة بالبدل المقرر‪.‬‬ ‫•فإذا اظھروا رغبتھم بالشراء تفوض لھم بالتساوي بنسبة عددھم‪.‬‬ ‫•وإذا رفض احدھم الشراء بالقيمة المقدرة بالتساوي ودفع ثمنا أكثر من القيمة‬ ‫التي قدرھا الخبراء‪ ،‬في ھذه الحالة توضع بالمزاد فيما بين الشركاء ويحصل‬ ‫عليھا من يدفع منھم ثمنا أكثر ‪.‬‬ ‫•وفي حال لم يتقدم احد الشركاء للشراء خالل المدة المحددة أو في حال لم يرض‬ ‫صاحب الحصة الثمن المقدر‪ ،‬ھنا في ھذه الحال يعرض جميع المحل للبيع بكامله‬ ‫للبيع بالمزاد العلني بمعرفة دائرة اإلجراء‪ ،‬ومن ثم يوزع الثمن بين الشركاء‬ ‫بنسبة حصصھم‪.‬‬ ‫•وإذا ظھر أي ممانعة في تسليم المحل للمشتري يقوم مأمور اإلجراء) التنفيذ(‬ ‫بتخليته وتسليمه ‪.‬‬ ‫•وفي الحال التي لم يتقدم بھا احد الشركاء لشراء المحل بأكمله أو لم يبلغ الثمن‬ ‫الذي تقدم به المزايدون الحد العادل لھذا العقار‪ ،‬فھنا أيضا يعرض العقار بأكمله‬ ‫للمزايدة بين الشركاء أنفسھم فقط‪ .‬فإذا لم يتقدم احدھم لشرائه كامال‪ ،‬فھنا أيضا‬ ‫‪34‬‬


‫إذا باع صاحب الحصة حصته ألحد غير الشركاء فيعتبر عدم تقدمھم للشراء انه‬ ‫تنازل عن حق الشفعة أو الرجحان ‪.‬‬ ‫وقد حظر القانون عدم سماع الدعوى من احد الشركاء أو األوصياء بإلغاء معاملة‬ ‫اإلحالة التي تمت بالمزايدة‪.‬‬ ‫•ھذا وتكون كافة المصاريف المتعلقة بالقسمة على الشركاء كل حسب حصته‬ ‫وكذلك بالنسبة لنفقات المزايدة والداللة‪.‬‬ ‫‪3‬االدعاء بحق الشفعة أو األولوية ‪:‬‬‫تطرق عدد من القوانين الناظمة لموضوع األراضي فلسطين لموضوع حق الشفعة‬ ‫واألولوية ففي مجلة األحكام العدلية عالجت المواد ‪ ١٠٤٤ -١٠٠٨‬موضوع‬ ‫الشفعة وكذلك المواد )‪ (٤١،٤٤،٤٦‬من قانون األراضي العثماني للعام ‪١٨٥٨‬‬ ‫ھذا الموضوع‪ ،‬وكذلك تطرق القانون رقم ‪ ٥١‬لسنة ‪ ١٩٥٨‬المعدل لألحكام‬ ‫المتعلقة باألموال غير المنقولة لموضوع حق الشفعة واألولوية في مواده وتطرق‬ ‫إلى إجراءات طلب الشفعة والقيود الواردة على ممارسة ھذا الحق وسنتطرق لھذا‬ ‫الموضوع وفق اآلتي‪:‬‬ ‫بداية ال بد من التأكيد على أننا ال ننوي ھنا في ھذا المقام التطرق إلى موضوع‬ ‫حق الشفعة من حيث أسبابه وشروطه وذلك في كل من قانون األراضي العثماني‬ ‫ومجلة األحكام العدلية لسبق الحديث عنھا في األوراق الخلفية في ھا الموضوع‪،‬‬ ‫ھذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر‪ ،‬سنقتصر في ھذا الموضوع االطالع على قانون‬ ‫رقم ‪ ٥١‬لسنة ‪ ١٩٥٨‬وتعديالته واألوامر العسكرية التي عدلت عليه نظرا لكونه‬ ‫المطبق فعليا في المحاكم وھذا ال يعني أن قانون األراضي والمجلة غير مطبقة‬ ‫لدينا ‪.‬‬ ‫آلية ممارسة حق الشفعة واألولوية وما ھي الفترة الزمنية لممارستھا ‪:‬‬ ‫من المھم التوضيح بأن حق الشفعة يمارس على األراضي الملك أما حق األولوية‬ ‫فيمارس على األراضي األميرية وحق األفضلية يمارس في موضوع الطبقات‬ ‫والشقق‪.‬‬ ‫وقد عالجت المادة ‪ ٢‬من القانون المعدل رقم ‪ ٥١‬لسنة ‪ ١٩٥٨‬موضوع ممارسة‬ ‫حق الشفعة واألولوية وذلك وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫جاء النص على أن حق الشفعة واألولوية ال يمارس بعد مرور ستة أشھر على‬‫‪35‬‬


‫تاريخ الفراغ القطعي أو البيع في دوائر التسجيل‪ ،‬مع العلم أن المدد كانت مختلفة‬ ‫في كل من قانون األراضي والمجلة إال أن ھذا النص ھو النص النھائي والمعمول‬ ‫به في دوائر التسجيل فيما يتعلق بمدة الستة شھور‪.‬‬ ‫•‬ ‫من جانب آخر جاء في التعديل رقم ‪ ٩٨‬لسنة ‪ ١٩٦٦‬على البند ب‪ ،١/‬حيث‬‫أشارت إلى انه يتوجب على مدعي حق الشفعة أو األولوية عند تقديم دعواه أن‬ ‫يودع في صندوق المحكمة ثمن األرض أو أن يقدم كفالة مصرفية بمقداره‪.‬‬ ‫وإذا ادعى أن الثمن المذكور في العقد يزيد عن الثمن الحقيقي أو بدل المثل‬‫المقدر فھنا تقوم المحكمة بتقدير المبلغ الذي يجب أن يودعه أو تقديم الكفالة به‪،‬‬ ‫على أن ال يؤثر ذلك في حقه باسترداد الثمن الزائد عن الثمن الحقيقي‪.‬‬ ‫وتقبل دعوى الشفعة دون التقيد بإجراءات المواثبة والتقرير واإلشھاد‪.‬‬‫وإذا كان المبلغ المودع اقل من الثمن فھنا يتوجب على المدعي دفع المبلغ خالل‬‫خمسة عشر يوما وإال ينتھي حقه في ذلك ‪.‬‬ ‫القيود الواردة على ممارسة حق الشفعة واألولوية‪:‬‬ ‫وھنا نشير إلى الحاالت التي ال يمكن عند توفرھا ممارسة حق الشفعة واألولوية‬ ‫وفيما يلي ھذه الحاالت‪:‬‬ ‫‪1‬إذا حصل البيع بالمزاد العلني وفقا لإلجراءات التي وضعھا القانون‪.‬‬‫‪2‬إذا حصل البيع بين األصول والفروع أو بين الزوجين أو بين األقارب لغاية‬‫الدرجة الرابعة أو بين األصھار لغاية الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫‪3‬إذا كان الھدف من بيع العقار من اجل جعله كمحل للعبادة أو ليلحق بمحل‬‫العبادة‪.‬‬ ‫‪4‬أو إذا حصل التفويض من جانب الدولة‪.‬‬‫‪4‬وضع اليد‬‫وھذه احد اإلشكاليات التي قد تظھر أثناء القسمة أو حتى في أي وقت وليس فقط‬ ‫في القسمة‪ ،‬وسنتناول بالبحث ھذا الموضوع والمدد الالزمة لذلك فيما بعد‪ ،‬مع‬ ‫اإلشارة إلى انه في الحال التي يكون عليھا خالف وھناك تعدي على عقار ما‬ ‫بوضع اليد يتم اللجوء للمحكمة برفع دعوى ملكية ومنع معارضة ‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬أسباب كسب الملكية‬

‫‪36‬‬


‫يتم اكتساب حق ملكية العقارات ألسباب مختلفة‪ ،‬وھي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬العقد‬ ‫إن انتقال ملكية العقار بموجب العقد تستوجب التمييز بين كل من العقار الذي تمت‬ ‫تسويته والعقار الذي لم تتم تسويته ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬العقار الذي تمت تسويته‪:‬‬ ‫التصرفات العقارية الناقلة للملكية الواردة على العقار الذي تمت تسويته تعد‬ ‫تصرفات شكلية‪ ،‬فقد استلزم القانون التسجيل النعقاد ھذه التصرفات‪ ،‬وھذا ما أكده‬ ‫قانون تسوية األراضي والمياه رقم )‪ (٤٠‬لسنة ‪ ١٩٥٢‬في المادة)‪ (٣/١٦‬منه‬ ‫والتي نصت على أنه‪:‬‬ ‫"في األماكن التي تمت التسوية فيھا‪ ،‬ال يعتبر البيع والمبادلة واإلفراز والمقاسمة‬ ‫في األرض أو الماء صحيحا ً إال إذا كانت المعاملة قد جرت في دائرة التسجيل"‪.‬‬ ‫وعليه فإن التسجيل يعد ركنا أساسيا من أركان عقد البيع العقاري‪ ،‬وليكون‬ ‫المشتري بموجب عقد البيع مالكا له كافة الصالحيات يجب أن تراعى في بيعه‬ ‫شكلية التسجيل في دائرة التسجيل‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العقار الذي لم تتم تسويته‪:‬‬ ‫أما العقار الذي لم تتم تسويته فان ملكيته تنتقل عن طريق البيع الخارجي‪ ،‬وھو‬ ‫اتفاق على بيع ملزم لطرفيه‪ ،‬وھذا ما تناولته المادة)‪ (٣‬من القانون المعدل‬ ‫لألحكام المتعلقة باألموال غير المنقولة )رقم ‪ (٥١‬لسنة ‪ ،١٩٥٨‬والتي نصت على‬ ‫مايلي‪:‬‬ ‫"تعتبر البيوع العادية الجارية بموجب سند فيما يتعلق باألراضي األميرية‬ ‫والعقارات المملوكة الكائنة في المناطق لم تعلن فيھا التسوية أو التي استثنيت‬ ‫منھا نافذة إذا مر على تصرف المشتري تصرفا ً فعليا ً مدة عشر سنوات في‬ ‫األراضي األميرية وخمس عشرة سنة في العقارات المملوكة‪".‬‬ ‫وبناء على ما تقدم فإن صحة ھذا العقد ونفاذه يستلزم توافر الشروط اآلتية‪:‬‬ ‫‪1‬وجود سند مكتوب تم بموجبه البيع‪.‬‬‫‪2‬تصرف المشتري بھذا العقار تصرفا فعليا‪ ،‬كأن يسكنه‪.‬‬‫‪3‬مرور مدة زمنية على التصرف الفعلي مقدارھا متوقف على نوع ھذا العقار‪،‬‬‫فتكون عشر سنوات في العقارات األميرية‪ ،‬وخمس عشرة سنة في العقارات‬ ‫الملك‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫ثانيا‪ :‬الميراث‬ ‫يعد الميراث سببا لكسب ملكية العقارات‪ ،‬حيث يتم انتقال المال للوارث إثر وفاة‬ ‫صاحبه بقوة القانون‪ ،‬في السابق كان ھنالك تمييز بين األموال الملك واألميرية في‬ ‫آلية انتقالھا‪ ،‬فالعقارات الملك يتم انتقالھا بموجب أحكام الشرع اإلسالمي‪ ،‬في‬ ‫حين كانت العقارات األميرية ينتقل حق التصرف فيھا بموجب قانون انتقال األموال‬ ‫األميرية القائم على اعتبارات مختلفة عن الشرع اإلسالمي فالميراث يقسم بين‬ ‫اإلناث والذكور بالتساوي‪ ،‬إذ أنه بعد أن كانت تطبق مبادئ التقسيم االنتقالي على‬ ‫جميع سكان فلسطين من مسلمين وغير المسلمين على األراضي األميرية ويطبق‬ ‫الشرع في انتقال األراضي الملك‪ .‬إال أنه قد تم توحيد انتقال األراضي بالنسبة‬ ‫للمسلمين في جميع أنواع األراضي سواء الملك أو األميرية بحيث يتم وفقا ألحكام‬ ‫الشرع اإلسالمي ففي ‪ ١٩٩٤/٤/١٦‬تم وقف العمل بقواعد االنتقال‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التقادم‬ ‫في حال حاز شخص عقارا سواء كان ھذا العقار من صنف الملك أو الميري أو‬ ‫الوقف‪ ،‬واستمرت ھذه الحيازة بعنصريھا المادي والمعنوي فترة زمنية يتحدد‬ ‫مقدارھا بناء على نوع العقار‪ ،‬فيكون مقدارھا في الملك خمس عشرة سنة وفي‬ ‫الميري عشر سنوات في حين تكون ست وثالثين سنة قي العقارات الموقوفة‪،‬‬ ‫يصبح ھذا الحائز مالكا لھذا العقار ويمنع سماع الدعوى بعد مرور ھذه المدد‪،‬‬ ‫وھذا ما أكدته مجلة األحكام العدلية في المواد )‪).١٦٧٥-١٦٦٠‬‬ ‫ھذا كله مشروط بعدم وجود تسوية في ھذه العقارات‪ ،‬فالمادة )‪ (٣‬من القانون‬ ‫المعدل لألموال غير المنقولة رقم )‪ (٥١‬لسنة ‪ ١٩٥٨‬نصت‪" :‬على رغم ما ورد‬ ‫في أي قانون آخر ال تسري مدة مرور الزمن على األموال غير المنقولة التي تمت‬ ‫التسوية فيھا‪".‬‬ ‫خامسا‪ :‬التصرفات العقارية في دوائر التسجيل وخارجھا‬ ‫إن البيع في األراضي غير المسجلة في دائرة التسجيل يتم في أغلب األحيان خارج‬ ‫دوائر التسجيل‪ ،‬سواء بحجة بيع خارجية‪ ،‬أو بنقل العقار باسم المشتري في دوائر‬ ‫المالية حيث يصبح المشتري مالكا معروفا لدفع الضريبة وإن كان ھذا اإلجراء ال‬ ‫ينقل الملكية وال يثبتھا كما بينا سابقا‪ ،‬أو قد يتم البيع عن طريق إصدار قرار‬ ‫صوري من المحكمة‪ .‬وھذه الطرق جميعھا ال تنقل ملكية األرض‪ ،‬إذ أن المشتري‬ ‫ال يعتبر مالكا أو متصرفا أو منتفعا بالعقار من الناحية القانونية –خاصة إذا كانت‬ ‫األرض قد تمت تسويتھا‪ -‬إال إذا تم تسجيل العقار باسم المشتري في دائرة‬ ‫التسجيل‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫وھناك الكثير من األسباب التي تقف وراء عدم التسجيل‪ ،‬منھا عدم تسوية ھذه‬ ‫األراضي إلى إلى ھذه اللحظة باإلضافة إلى الرسوم المترتبة على التسجيل ‪ ،‬كذلك‬ ‫فيما يتعلق بطول إجراءات التسجيل‪ ،‬باإلضافة إلى فقدان العديد من قيود وسجالت‬ ‫األراضي في الفترات العثمانية واألردنية بعد انسحابھا واحتفاظھا بالسجالت معھا‪،‬‬ ‫وھناك العديد من األسباب والتي ال داعي للخوض بھا ھنا‪ .‬وسنقصر دراستنا ھنا‬ ‫في ھذا المجال على التصرفات التي تتم خارج دائرة التسجيل ومشاكلھا باإلضافة‬ ‫إلى التصرفات التي تتم داخل دوائر التسجيل‪ ،‬وھنا البد من اإلشارة إلى أن نسبة‬ ‫األراضي غير المسجلة في الضفة الغربية تصل إلى ‪ %٧٠‬من نسبة األراضي‬ ‫والمسجلة منھا فقط ‪ %٣٠‬أما في غزة فان نسبة األراضي المسجلة تصل إلى‬ ‫أكثر من ‪ ،%٩٠‬وفيما يلي سنتحدث عن ھذه التصرفات‪.‬‬ ‫وقبل الحديث عن أنواع البيوع داخل وخارج دوائر التسجيل ال بد من اإلشارة إلى‬ ‫نص المادة ‪ ٢‬من قانون التصرف في األموال غير المنقولة رقم ‪ ٤٩‬لسنة‬ ‫‪١٩٥٣‬والتي جاء فيھا" ينحصر إجراء جميع معامالت التصرف في األراضي‬ ‫األميرية والموقوفة واألمالك والمسقفات والمستغالت الوقفية وإعطاء سندات‬ ‫التسجيل بھا في دوائر تسجيل األراضي‪".‬‬ ‫أ‪ -‬البيع بواسطة الوكالة الدورية ‪:‬‬ ‫وھي من الصور المعروفة والشائعة أيضا خاصة في الضفة الغربية لبيع األراضي‬ ‫خارج دوائر التسجيل‪ ،‬وتكون في األراضي المسجلة والتي لھا قيود في دائرة‬ ‫التسجيل‪ ،‬ويتم تنظيمھا أمام كاتب العدل وبتوقيع شاھدين ممن يعرفون البائع‬ ‫والمشتري‪ ،‬والوكالة الدورية ال تنقل حق الملكية إلى المشتري إال بعد تنفيذھا لدى‬ ‫دائرة تسجيل األراضي‪ ،‬عن طريق تسجيل صفقة عقارية أولية بھا بين المشتري‬ ‫والوكيل الدوري ومن ثم اإلعالن بالجريدة اليومية عن البيع‪ ،‬وإعطاء مدة خمسة‬ ‫عشر يوما لالعتراض ومن ثم سماع الفراغ فيھا بعد استيفاء الرسوم القانونية‬ ‫والقيام بالكشف الالزم عليھا وتقدير الرسوم المفروضة‪ ،‬ھذا وقد عالج كل من‬ ‫قانون األراضي العثماني في المواد ) ‪ (١١٧،١١٨‬ومجلة األحكام العدلية في‬ ‫المادة ‪ ١٥٢٢‬موضوع الوكالة الدورية وأحكامھا‪ ،‬وھنا أيضا ال بد من اإلشارة‬ ‫إلى أن الوكالة الدورية غير القابلة للعزل لتعلق حق الغير بھا ھي عبارة عن عقد‬ ‫ناقل للملكية وال تقوم مقام سند الملكية‪ ،‬مما يعني انه يتوجب تسجيلھا خالل المدة‬ ‫التي حددھا القانون حيث أن الملكية ال تنتقل إال بإتمام عملية التسجيل أمام دوائر‬ ‫التسجيل ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫مدة سريان الوكالة الدورية‬ ‫فيما يتعلق بمدة سريان الوكاالت الدورية وتقادمھا‪ ،‬فقد حدد قانون رقم ‪ ٥١‬لسنة‬ ‫‪ ١٩٥٨‬ھذه المادة في البداية بسنة واحدة ومن ثم جرى تعديلھا إلى خمس سنوات‬ ‫وأخيرا جاءت األوامر العسكرية "اإلسرائيلية" لتعدل ھذه المدة إلى عشر سنوات‬ ‫ومن ثم إلى خمس عشرة سنة بموجب األوامر العسكرية رقم ‪١٩٨/٨٤٧‬‬ ‫و‪ ١٩٧٩/٨١١‬واألمر ‪ ،١٩٩٩/ ١٤٦٤‬مع التأكيد أن المدة المعمول في ھذه‬ ‫األيام حسب ما جاء في األوامر العسكرية "اإلسرائيلية" وھي مدة الخمس عشرة‬ ‫سنة‪ .‬بمعنى أن تنفيذ الوكالة الدورية لدى دوائر التسجيل يجب أن يتم خالل خمسة‬ ‫عشر عاما‪.‬‬ ‫وھنا نشير إلى انه في حال تمنع الوكيل الدوري عن تنفيذ الوكالة الدورية أمام‬ ‫دائرة التسجيل‪ ،‬فقد أعطى القانون الحماية للمشتري بان يرفع دعوى عدم‬ ‫التعرض دعوى تنفيذ الوكالة الدورية أمام المحاكم المختصة ‪.‬‬ ‫كما وضع القانون حماية أخرى للمشتري في حال وفاة الوكيل الدوري‪ ،‬بان احل‬ ‫مكان الوكيل الدوري في عملية الفراغ مدير دائرة التسجيل عند وفاة الوكيل‬ ‫الدوري ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬البيع العرفي ‪:‬‬ ‫بداية نشير إلى أن البيع العرفي يتم عادة في األراضي التي لم تتم تسويتھا وال‬ ‫يوجد لھا قيود في دوائر التسجيل‪ ،‬ومن الممكن تعريف البيع العرفي بأنه البيع‬ ‫الذي يتم خارج دائرة التسجيل بموجب سند عرفي أو ورقة عرفية يتم تنظيمھا بين‬ ‫طرفي العالقة البائع والمشتري وبحضور الشھود على ذلك وتكون موقعة من‬ ‫األطراف‪ ،‬والمتضمنة الشروط المتفق عليھا بين األطراف باإلضافة إلى أوصاف‬ ‫المحل المباع أو العقار من كافة الجوانب‪ ،‬ومن الممكن تنظيم ھذا البيع أمام‬ ‫المحامي ويقوم بختم الورقة والمصادقة عليھا أو أمام كاتب العدل على صيغة‬ ‫اتفاقية بيع عقار بين األطراف وتصدق من قبل كاتب العدل‪.‬‬ ‫والبيع العرفي ال ينقل الملكية للمشتري وبيع األرض خارج دائرة التسجيل ليس له‬ ‫قيمة قانونية‪ ،‬إنما حق المشتري منحصر في مطالبة البائع بالثمن الذي دفعه له‪،‬‬ ‫إال أن البيع العرفي ينتج جميع آثار عقد البيع الصحيح ما عدا نقل الملكية فھو‬ ‫ينشئ التزامات شخصية على البائع‪ ،‬حيث يلتزم البائع بنقل ملكية األرض إلى‬ ‫المشتري‪ ،‬كما ال يجوز للبائع إنكار ملكية المشتري لألرض بسبب عدم التسجيل‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى كونه ملتزما بضمان عدم التعرض للمشتري سواء من قبله أو من‬ ‫‪40‬‬


‫قبل الغير ‪.‬‬ ‫وقد قضت محكمة النقض المصرية على أن الملكية ال تنتقل بموجب عقد البيع‬ ‫العرفي‪ ،‬وبالتالي ال يجوز طلب تثبيت الملكية بناء على عقد عرفي‪ ،‬وإنما يجوز‬ ‫للمشتري إلزام البائع بتنفيذ التزامه بنقل الملكية بطلب الحكم له بصحة ونفاذ‬ ‫العقد‪ .‬وال ينشأ حق للمشتري في العقد العرفي إال بعد صدور الحكم لصالحه‪،‬‬ ‫وتسجيله‪.‬‬ ‫ويكون للمشتري في ھذه الحالة لضمان حقه في نقل ملكية العقار له ما يلي‪:‬‬ ‫•مطالبة البائع بنقل ملكية العقار عن طريق دعوى صحة التعاقد‪.‬‬ ‫•إثبات الملكية عن طريق الحيازة لمدة تزيد عن مدة التقادم الناقلة للملكية‪.‬‬ ‫ال يكون للمشتري رفع دعوى االستحقاق ألنه غير مالك رسميا للعقار‪.‬‬ ‫ودعوى االستحقاق ال ترفع إال من قبل المالك‪ ،‬وعليه ال ترفع دعوى االستحقاق‬ ‫من قبل المشتري في العقود العرفية‪ ،‬وذلك ألن البيع غير المسجل ال ينقل الملكية‪،‬‬ ‫فالمشتري ال يصبح مالكا لألرض‪ ،‬وال يستطيع أن يطالب البائع بتنفيذ عقد البيع‬ ‫عن طريق دعوى االستحقاق‪ ،‬وبجانب دعوى االستحقاق يكون للمشتري الرجوع‬ ‫على البائع بدعوى اإلبطال والفسخ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬البيع المباشر‪:‬‬ ‫يتم البيع المباشر في األراضي المسجلة والتي لھا قيود في دوائر التسجيل‪ ،‬بان‬ ‫يتوجه أطراف العقد البائع والمشتري إلى دائرة التسجيل مصطحبين معھم األوراق‬ ‫الالزمة مثل سند التسجيل وغيرھا من أوراق‪ ،‬ومن ثم التوجه إلى موظف‬ ‫التسجيل في دائرة التسجيل ويتم االتفاق على بيع الحصص المتفق عليھا أمام‬ ‫الموظف المختص‪ ،‬الذي بدروه يقوم بالتأكد من الملكية والحصص المباعة‬ ‫وتسجيلھا بحضورھم ومن ثم يتم توقيع الصفقة العقارية األولية بين األطراف‪،‬‬ ‫والحقا لذلك وبعد تقدير الرسوم المفروضة على األرض‪ ،‬يتم سماع الفراغ فيھا‬ ‫ومن ثم نقل ملكيتھا للطرف المشتري وفقا لإلجراءات المتبعة في دوائر التسجيل‪،‬‬ ‫وقد سبق اإلشارة إلى موضوع انتقال ملكية العقارات التي لم تتم تسويته كسبب‬ ‫من أسباب الملكية في ثنايا الصفحات السابقة ‪.‬‬ ‫د‪ -‬التسجيل المجدد ‪:‬‬ ‫‪41‬‬


‫عالج قانون تسجيل األموال غير المنقولة التي لم يسبق تسجيلھا رقم ‪ ٦‬لسنة‬ ‫‪ ١٩٦٤‬موضوع التسجيل المجدد وإجراءاته‪ ،‬وباالستناد إلى ما جاء في ھذا‬ ‫القانون فان عملية تسجيل األموال غير المنقولة التي لم يسبق تسجيلھا تجري‬ ‫وفق اإلجراءات التالية ‪:‬‬ ‫إجراءات تقديم الطلب ‪:‬‬ ‫أ ‪-‬يقدم الطلب إلى مأمور التسجيل ‪.‬‬ ‫ب ‪-‬يعلن مأمور التسجيل تفاصيل ذلك الطلب في صحيفة آو صحيفتين محليتين‬ ‫وفي مكان بارز في القرية التابعة لھا تلك األموال غير المنقولة‪ ،‬وتكون على نفقة‬ ‫صاحب العالقة‬ ‫يتم دعوة من له اعتراض من خالل اإلعالن المشار إليه سابقا إلى االعتراض‬ ‫خالل خمسة عشر يوما من تاريخ نشر اإلعالن في الجريدة ‪.‬‬ ‫ث ‪-‬بعد انتھاء المدة المقررة يقوم مأمور التسجيل بعد استيفاء رسوم الكشف‬ ‫باالنتقال إلى موقع األرض المطلوب تسجيلھا للتحقق من جھة التصرف وأسبابه‬ ‫وسماع االعتراضات المقدمة‪.‬‬ ‫ج ‪-‬يقوم مأمور التسجيل بتنظيم محضر يوقعه مع المجاورين وأھل الخبرة يبين‬ ‫فيه تفاصيل األموال غير المنقولة وواقع الحال بالنسبة للطلب واالعتراضات‬ ‫الواردة ضده‪.‬‬ ‫‪•.‬‬ ‫ت ‪-‬ح ‪-‬يقوم المأمور بإرفاق مخطط دقيق لألموال غير المنقولة لغرض معرفة‬ ‫حدودھا ومساحتھا وترفع كافة األوراق إلى اللجنة التي تشكل لھذا الغرض والتي‬ ‫يكون في عضويتھا)نص القانون على تشكيل معين لھذه اللجنة وجاءت األوامر‬ ‫العسكرية بتعديالت عديدة على تشكيالت اللجنة وكذلك لجنة االعتراض في حال‬ ‫ظھر أي اعتراض( وتكون قراراتھا باإلجماع أو األكثرية ‪.‬‬ ‫خ ‪-‬وإذا لم يقع أي اعتراض على معاملة التسجيل يتم تسجيل األموال غير‬ ‫المنقولة باسم طالب التسجيل وفقا لقرار اللجنة ‪.‬‬ ‫د ‪-‬في حال وقوع خالف أو تضرر احد من معاملة التسجيل ھنا بإمكانه االستئناف‬ ‫أمام اللجنة االستئنافية خالل خمسة عشر يوما) والتي تم النص على تشكيلھا في‬ ‫القانون وتم تعديلھا وفقا لألوامر العسكرية( ويكون للجنة حق تصديق القرار‬ ‫المستأنف أو فسخه أو إعادته للجنة البدائية‪ .‬وتكون قراراتھا باإلجماع أو‬ ‫األكثرية‪.‬‬ ‫ذ ‪-‬يتم تبليغ القرار إلى المتضرر‪ ،‬وإذا لم تقم المحكمة بإبالغ مأمور التسجيل‬ ‫‪42‬‬


‫بإيقاف المعاملة خالل خمسة عشر يوما يتم تسجيلھا‪.‬‬ ‫ر ‪-‬في حال تم التسجيل يعتبر السند الصادر وثيقة رسمية غير قابلة للطعن‪ ،‬مع‬ ‫إعطاء الحق للغائب والمجنون والمعتوه والقاصر حق إقامة دعوى على من‬ ‫سجلت األرض باسمه ‪.‬‬ ‫ز ‪-‬يجوز للجنة البدائية واالستئنافية تأجيل البت في قراراتھا إذا كانت المنطقة‬ ‫يجري فيھا أعمال التسوية ضمانا لتحقيق العدالة ‪.‬‬ ‫ھذا وقد أشار القانون إلى أنه ال تجري أي معاملة تسجيل على ارض سبق‬ ‫تسجيلھا أو مشمولة بعمال التسوية‪.‬‬ ‫وھناك بعض األوراق الثبوتية التي تطلب من مقدم الطلب عند رغبته بإجراء‬ ‫معاملة التسجيل المجدد أمام دائرة التسجيل‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬ملكية المواقع األثرية في فلسطين‬ ‫لقد جرى تنظيم األحكام المتعلقة باآلثار في الضفة الغربية بموجب قانون اآلثار‬ ‫القديمة رقم )‪ (٥١‬لسنة‪ ، ١٩٦٦‬أما في قطاع غزة فيجري تنظيمھا بموجب قانون‬ ‫انتدابي وھو قانون اآلثار القديمة )الباب ‪ (٥‬لسنة ‪ ، ١٩٢٩‬وقد تطرق كل من‬ ‫ھذين القانونين للعديد من المسائل الخاصة باآلثار من حيث ملكيتھا والتصرفات‬ ‫الممنوعة في المواقع األثرية والصالحيات المخولة لمدير اآلثار في األراضي التي‬ ‫يوجد بھا موقع اثري‪.‬‬ ‫أ‪ -‬مفھوم األثر القديم‪:‬‬ ‫حدد كل من ھذين القانونين الشروط الواجب توافرھا بشكل عام في المنقول وغير‬ ‫المنقول ليعد أثرا تاريخيا‪ ،‬والعقار كجزء من المال غير المنقول يكون أثرا تاريخيا‬ ‫في حال كان ھذا العقار قد تم إنشاؤه أو تكوينه أو نقشه قبل سنة ‪ ١٧٠٠‬ميالدية‪،‬‬ ‫أو أي بناء ال يعود تاريخ إنشائه إلى سنة‪ ١٧٠٠‬ميالدية ولكن يتم اإلعالن عنه‬ ‫كأثر قديم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ملكية اآلثار ‪:‬‬ ‫وفقا لھذين القانونين تعتبر اآلثار ملكا للدولة‪ ،‬للمادة ‪ ٧‬من قانون اآلثار القديمة‬ ‫رقم)‪ (٥١‬لسنة ‪ ،١٩٦٦‬والمادة )‪ (٤‬من القانون اآلخر الساري في غزة ‪.‬‬ ‫التصرفات الممنوعة في المواقع األثرية ‪:‬‬ ‫أوجب كل من القانونين السابقين نشر جدول بأسماء المواقع األثرية في الجريدة‬ ‫‪43‬‬


‫الرسمية‪ ،‬ومن باب المحافظة على المواقع األثرية حظر كال من ھذين القانونين‬ ‫عددا من التصرفات‪ ،‬منھا‪:‬‬ ‫‪1‬الحفر من قبل شخص معنوي أو حقيقي في أي موقع اثري أدرج في الجدول‬‫المنشور على انه موقع اثري ‪.‬‬ ‫‪2‬إجراء أي عمليات حفر أو إنشاء أي بناء أو غرس أشجار أو فتح مقالع أو‬‫القيام بعمليات ري أو إحراق كلس أو نحوھا من األعمال في األبنية والمواقع‬ ‫األثرية أو بجوارھا‪.‬‬ ‫‪3‬تخريب أي اثر أو ھدم أي قسم أو نقله ‪.‬‬‫‪4‬إدخال أي تغييرات على أي أثر أو إضافة أو اإلضافة إليه أو ترميمه‪.‬‬‫‪5‬إقامة أي أبنية أو جدران تتجاوز على اثر أو تالصقه ‪.‬‬‫إال أن ھذين القانونين قد أجازا عدم سريان الفقرتين )‪ (٥ ،٤‬على المباني األثرية‬ ‫المخصصة لمقاصد دينية أو التي تملكھا ھيئة محلية ‪.‬‬ ‫د‪ -‬الصالحيات الممنوحة لمدير اآلثار على األراضي التي يوجد فيھا موقع أثري ‪:‬‬ ‫ھناك عدد من الصالحيات حول األراضي التي يوجد بھا موقع أثري وسواء كانت‬ ‫ھذه األرض مسجلة ملك خاص أم ال وھذه الصالحيات الممنوحة على األرض‬ ‫ھي ‪:‬‬ ‫‪1‬االتفاق مع صاحب الملك على حفظه وتفقده مع جواز أن يقوم بتخصيص مبلغ‬‫له للقيام بأية ترميم يراھا ضرورية‪.‬‬ ‫‪2‬شراء الموقع أو استئجاره‪.‬‬‫‪3‬استمالك الموقع وفقا ألحكام قانون استمالك األراضي عند تعذر البيع أو‬‫اإليجار بعد دفع تعويض عادل‪.‬‬ ‫‪4‬ھدم أو نقل أي بناء أثري بكامله أو جزء منه ‪.‬‬‫وبناء على ما تقدم تتولى دائرة اآلثار متابعة كافة األمور المتعلقة بالمواقع األثرية‬ ‫التي تعود ملكيتھا للدولة‪ ،‬ولھا اتخاذ ما تراه مناسبا من اإلجراءات كتملكھا أو‬ ‫استئجارھا‬ ‫النتائج ‪:‬‬ ‫على ضوء الدراسات السابقة‪ ،‬والتي شملت التنظيم القانوني للتعامل بالعقارات في‬ ‫فلسطين في ظل الحقب التاريخية المختلفة‪ ،‬حيث جرى العمل على إعداد ثالث‬ ‫ورقات خلفية‪ ،‬كانت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪44‬‬


‫‪1‬التنظيم القانوني للعقارات في ظل القوانين العثمانية واالنتدابية‪.‬‬‫‪2‬التنظيم القانوني للعقارات في ظل القوانين األردنية‪.‬‬‫‪3‬التنظيم القانوني للعقارات في ظل القوانين الفلسطينية‪.‬‬‫وبعد استعراض كل ما تضمنته ھذه األوراق الخلفية من أحكام ناظمة للتعامل‬ ‫بالعقارات‪ ،‬جرى العمل على تفريغھا في ورقة التقرير المقدمة بين أيديكم‪ ،‬وعليه‬ ‫وبناء على ما تقدم في ھذا التقرير فإننا نؤكد على النتائج التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إن اختالف القوانين الناظمة للعقارات في فلسطين من حيث المنشأ‪ ،‬وذلك‬‫بوجود قوانين تابعة لحقب تاريخية مختلفة ما زالت سارية حتى اليوم‪ ،‬منھا ما ھو‬ ‫عثماني ومنھا ما ھو انتدابي وأردني وفلسطيني‪ ،‬مع اختالف النھج القانوني لكل‬ ‫حقبة من ھذه الحقب‪ ،‬مما أدى إلى وجود إرباك قانوني في التعامل مع القضايا‬ ‫المتعلقة بالتصرف بالعقارات‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختالف الطبيعة القانونية للعقارات في فلسطين‪ ،‬حيث أن ھناك من‬‫العقارات ما ھو خاضع ألعمال التسوية‪ ،‬ومنھا ما زال غير مشمول بالتسوية‪،‬‬ ‫األمر الذي يعني اختالف في اإلجراءات و القوانين التي تحكم التصرف بھذه‬ ‫العقارات‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬لم يعمل المشرع الفلسطيني منذ قدوم السلطة الفلسطينية وحتى اليوم على‬‫تحديث القوانين الناظمة للعقارات في فلسطين‪ ،‬فمجمل ھذه القوانين ھي قوانين‬ ‫قديمة قد تحتاج في معظمھا إلى إعادة تقييم‪ ،‬بحيث تتناسب مع الظروف‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية السائدة حاليا‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬لم نجد في استعراض القوانين الناظمة للعقارات أن ھناك قوانين خاصة‬‫لبيان التصرفات القانونية الخاصة بالعقار )البناء(‪ ،‬حيث أن كل األحكام الخاصة‬ ‫بھا كانت محتواه ضمنا في القوانين الناظمة لألموال غير المنقولة ) األراضي(‬ ‫بشكل عام‪ ،‬حتى أن القانون الوحيد الذي صدر في ظل السلطة والمتعلق بتنظيم‬ ‫ملكية الطبقات والشقق والمحالت جاء قاصرا على بيان التصرف في البناء‬ ‫المكون من عدة طبقات ويبين األحكام الخاصة بالتصرف بھذه الطبقات أو األجزاء‬ ‫الشائعة من البناء‬ ‫‪45‬‬


‫التوصيات ‪:‬‬‫‪1‬التصرف بعقار مقام على ارض أميرية ‪:‬‬‫يجب اإلشارة أوال إلى أن المادة )‪ (٦‬من قانون التصرف في األموال غير المنقولة‬ ‫رقم )‪ (٤٩‬لسنة ‪ ،١٩٥٣‬نصت على أن " األبنية وما يتبعھا التي تنشأ على‬ ‫األرض األميرية والموقوفة وما يغرس بھا من أشجار تسري عليھا األحكام‬ ‫الموضوعة لألرض فيما يتعلق بالتصرف واالنتقال ‪".‬‬ ‫ومفاد ھذا النص انه إذا كان ھناك تصرف قانوني لبناء مقام على ارض أميرية‬ ‫بسند تسجيل‪ ،‬فان صاحب الملك لھذا البناء يستطيع القيام بكافة التصرفات عليه‬ ‫من حيث الفراغ أو التأجير أو اإلعارة وغيرھا من التصرفات ‪.‬‬ ‫‪2‬التصرف بالعقار الذي تمت تسويته ‪:‬‬‫جاء القانون رقم )‪ (٤٠‬لسنة ‪ ،١٩٥٢‬والخاص بتسوية األراضي والمياه ليعرف‬ ‫مصطلح "األرض" في المادة الثانية منه على أنھا " تشمل األراضي األميرية‬ ‫والموقوفة والمملوكة واألبنية واألشجار أو أي شيء ثابت في األرض ‪".‬‬ ‫وعليه فان األحكام الناظمة للتصرف باألرض التي تمت تسويتھا يمكن سحبھا‬ ‫لتشمل أيضا األبنية المقامة على ھذا النوع من األراضي ‪.‬‬ ‫وعليه فان المالك لبناء مقام على ارض تمت تسويتھا يستطيع القيام بكافة‬ ‫التصرفات القانونية على ھذا البناء بما فيھا نقل الملكية أو اإليجار أو الھبة أو‬ ‫غيرھا من التصرفات القانونية‪ ،‬شريطة أن يتم تسجيل ھذه التصرفات في دائرة‬ ‫التسجيل ‪.‬‬ ‫ومما تجدر اإلشارة إليه بعد ذكر ھاتين التوصيتين‪ ،‬أن الواقع العملي اثبت انه‬ ‫ليس ھناك فرق كبير في التعامل مع البناء المقام على ارض أميرية أو جرت‬ ‫عليھا أعمال التسوية‪ ،‬فكالھما يجب تسجيله‪ ،‬إال أن نوع األرض أو العقار يذكر‬ ‫على انه ميري أو ملك ‪.‬‬ ‫‪3‬التصرف بعقار مقام على ارض لم تتم فيھا التسوية ‪:‬‬‫تناولت المادة )‪ (٣‬من القانون رقم )‪ (٥١‬لسنة ‪ ،١٩٥٨‬القانون المعدل لألحكام‬ ‫المتعلقة باألموال غير المنقولة‪ ،‬حكم الترف بالعقارات المقامة على ارض لم تعلن‬ ‫فيھا التسوية‪ ،‬حيث أشارت ھذه المادة إلى أن التصرفات التي تجري على‬ ‫العقارات المملوكة في المناطق التي لم تعلن فيھا التسوية تعتبر نافذة إذا توافرت‬ ‫في ھذا التصرف الشروط التالية ‪:‬‬ ‫‪46‬‬


‫أ ‪-‬وجود سند مكتوب تم بموجبه التصرف ‪.‬‬ ‫ب ‪-‬تصرف المشتري بھذا العقار تصرفا فعليا‪ ،‬كأن يسكنه‪.‬‬ ‫ت ‪-‬مرور مدة زمنية على التصرف الفعلي مقدارھا متوقف على نوع ھذا العقار‪،‬‬ ‫فتكون عشر سنوات في العقارات األميرية‪ ،‬وخمس عشرة سنة في العقارات‬ ‫المملوكة ‪.‬‬ ‫‪4‬التصرف باألموال غير المنقولة بموجب تسجيل مجدد ‪:‬‬‫بين القانون رقم )‪ (٦‬لسنة ‪ ،١٩٦٤‬إجراءات التسجيل المجدد لألموال غير‬ ‫المنقولة التي لم يسبق تسجيلھا‪ ،‬حيث يقدم طلب إلى دائرة التسجيل للسير‬ ‫باإلجراءات القانونية لحصول المالك على سند تسجيل يخوله التصرف بھذه‬ ‫األموال‪ .‬وعادة يرد ھذا التصرف على األموال غير المنقولة من نوع "المالية"‬ ‫حيث أن المالك في ھذا النوع من العقارات ال يكون لديه سوى إثبات متعلق بدفع‬ ‫الضرائب المستحقة على ھذه األموال ‪.‬‬ ‫‪5‬التصرف بالعقارات الموقوفة ‪:‬‬‫جاء نظام األوقاف والشؤون اإلسالمية رقم )‪ (١٤٢‬لسنة ‪ ،١٩٦٦‬ليبين أحكام‬ ‫التصرف بالعقارات الموقوفة‪ ،‬حيث أشار إلى أن التصرفات القانونية التي ترد‬ ‫على العقارات الموقوفة ال تكون صحيحة إال بموافقة مجلس األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وعليه إذا ما أريد إعارة أو ھبة أو غيرھا من التصرفات القانونية التي‬ ‫من الممكن ان ترد على عقار موقوف‪ ،‬ال بد من اخذ الموافقة واإلذن المسبق بذلك‬ ‫من الجھات الرسمية المعنية‪ ،‬صاحبة االختصاص بإدارة أموال الوقف ‪.‬‬

‫‪6‬التصرف بعقار اثري ‪:‬‬‫نظمت األحكام المتعلقة باآلثار في فلسطين بموجب قانوني اآلثار رقم )‪ (٥١‬لسنة‬ ‫‪ ،١٩٦٦‬الساري المفعول في الضفة الغربية‪ ،‬وقانون اآلثار القديمة )الباب ‪(٥‬‬ ‫لسنة ‪ ١٩٢٩‬الساري المفعول في غزة‪ ،‬وعليه فقد جاء التنظيم القانوني للعقارات‬ ‫األثرية وفق ما يلي ‪:‬‬ ‫التصرفات الممنوعة في المواقع األثرية ‪:‬‬‫أوجب كل من القانونين السابقين نشر جدول بأسماء المواقع األثرية في الجريدة‬ ‫الرسمية‪ ،‬ومن باب المحافظة على المواقع األثرية حظر كال من ھذين القانونين‬ ‫عددا من التصرفات‪ ،‬منھا‪:‬‬ ‫‪6‬الحفر من قبل شخص معنوي أو حقيقي في أي موقع اثري أدرج في الجدول‬‫‪47‬‬


‫المنشور على انه موقع اثري ‪.‬‬ ‫‪7‬إجراء أي عمليات حفر أو إنشاء أي بناء أو غرس أشجار أو فتح مقالع أو‬‫القيام بعمليات ري أو إحراق كلس أو نحوھا من األعمال في األبنية والمواقع‬ ‫األثرية أو بجوارھا‪.‬‬ ‫‪8‬تخريب أي اثر أو ھدم أي قسم أو نقله ‪.‬‬‫‪9‬إدخال أي تغييرات على أي أثر أو إضافة أو اإلضافة إليه أو ترميمه‪.‬‬‫‪10‬إقامة أي أبنية أو جدران تتجاوز على اثر أو تالصقه ‪.‬‬‫إال أن ھذين القانونين قد أجازا عدم سريان الفقرتين )‪ (٥ ،٤‬على المباني األثرية‬ ‫المخصصة لمقاصد دينية أو التي تملكھا ھيئة محلية ‪.‬‬ ‫الصالحيات الممنوحة لمدير اآلثار على األراضي التي يوجد فيھا موقع أثري ‪:‬‬‫ھناك عدد من الصالحيات حول األراضي التي يوجد بھا موقع أثري وسواء كانت‬ ‫ھذه األرض مسجلة ملك خاص أم ال وھذه الصالحيات الممنوحة على األرض‬ ‫ھي ‪:‬‬ ‫أ ‪.‬االتفاق مع صاحب الملك على حفظه وتفقده مع جواز أن يقوم بتخصيص مبلغ‬ ‫له للقيام بأية ترميم يراھا ضرورية‪.‬‬ ‫ب ‪.‬شراء الموقع أو استئجاره‪.‬‬ ‫ت ‪.‬استمالك الموقع وفقا ألحكام قانون استمالك األراضي عند تعذر البيع أو‬ ‫اإليجار بعد دفع تعويض عادل‪.‬‬ ‫ث ‪.‬ھدم أو نقل أي بناء أثري بكامله أو جزء منه ‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدم تتولى دائرة اآلثار متابعة كافة األمور المتعلقة بالمواقع األثرية‬ ‫التي تعود ملكيتھا للدولة‪ ،‬ولھا اتخاذ ما تراه مناسبا من اإلجراءات كتملكھا أو‬ ‫استئجارھا‪.‬‬ ‫حلول قانونية لبعض إشكاليات التصرف بالعقارات ‪:‬‬ ‫قد تظھر أثناء التصرف بالعقارات أو انتقالھا أو قسمتھا بعض اإلشكاليات على‬ ‫ارض الواقع والتي فرضتھا الطبيعة المعقدة للتنظيم القانوني لمسالة التصرف في‬ ‫العقارات وكثرة القوانين الناظمة لھذا الموضوع وخضوعھا لحقب تاريخية وفق‬ ‫النھج القانوني لكل منھا في كثير من الجزئيات‪ ،‬وفي ھذا المقام سنقوم بالتطرق‬ ‫إلى البعض الحاالت مع الحلول المقترحة لھا وذلك‬ ‫‪48‬‬


‫والتوصيات‪:‬‬ ‫وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫الحالة األولى‪ :‬قسمة المال الشائع‬‫الفرض األول‪ :‬عدم اتفاق الشركاء على القسمة ورفض احدھم او كان بينھم غائب‬ ‫او قاصر أو محجور‬ ‫الحل المقترح‪ :‬وھنا عالج القانون ھذه المسالة وفق اإلجراءات التالية والتي‬ ‫اشرنا لھا سابقا وھي على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫يقوم القاضي بتعيين يوم معين وإبالغ جميع األطراف للحضور في اليوم المحدد‬‫بمن فيھم الولي أو الوصي وكذلك تبليغ الغائبين وفق الطرق القانونية المتبعة في‬ ‫قانون األصول‪.‬‬ ‫في اليوم الذي تم تعيينه‪ ،‬يذھب قاضي الصلح والشركاء الذين حضروا إلى‬‫المحل موضوع القسمة‪.‬‬ ‫وبعد التثبت من كافة األوراق وتعلقھا بذات العقار وان سندات التصرف التي‬‫أبرزت ھي لذات العقار موضوع القسمة‪.‬‬ ‫يباشر القاضي معاملة قسمة العقار بحضور الشركاء آو الھيئة االختيارية أو‬‫أمام اثنين من األھالي‪ ).‬على أن يراعي في ذلك إجراءات التقسيم التي أشرنا إليھا‬ ‫سابقا في ثنايا الدراسة‪).‬‬ ‫وبعد أن تتم معاملة التسجيل يقوم بإبالغ اإلطراف بعملية التقسيم ومن ثم ترسل‬‫دائرة التسجيل نسخة مصدقة عن المحضر الذي ينظمه في ھذا الشأن بشكل إعالم‬ ‫الفرض الثاني‪ :‬االدعاء بعدم قابلية العقار للقسمة‬ ‫الحل المقترح‪ :‬وقد عالج القانون ھذه الحالة بشكل مفصل وفق اآلتي‪:‬‬ ‫على قاضي الصلح إذا تبين له بعد الكشف على العقار أنھا غير قابلة للقسمة أن‬‫ينتدب خبيرا أو أكثر لتقدير قيمة حصة طالب البيع بالنسبة لمجموع الحصص‪.‬‬ ‫ومن ثم يطلب من الشركاء إبداء رأيھم خالل خمسة عشر يوما إذا كانوا يرغبون‬‫في شراء الحصة بالبدل المقرر‪.‬‬ ‫فإذا اظھروا رغبتھم بالشراء تفوض لھم بالتساوي بنسبة عددھم‪.‬‬‫وإذا رفض احدھم الشراء بالقيمة المقدرة بالتساوي ودفع ثمنا أكثر من القيمة‬‫التي قدرھا الخبراء‪ ،‬في ھذه الحالة توضع بالمزاد فيما بين الشركاء ويحصل‬ ‫عليھا من يدفع منھم ثمنا أكثر ‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫وفي حال لم يتقدم احد الشركاء للشراء خالل المدة المحددة او في حال لم يرض‬‫صاحب الحصة الثمن المقدر‪ ،‬ھنا في ھذه الحال يعرض جميع المحل للبيع بكامله‬ ‫للبيع بالمزاد العلني بمعرفة دائرة اإلجراء‪ ،‬ومن ثم يوزع الثمن بين الشركاء‬ ‫بنسبة حصصھم‪.‬‬ ‫وإذا ظھر أي ممانعة في تسليم المحل للمشتري يقوم مأمور اإلجراء) التنفيذ(‬‫بتخليته وتسليمه ‪.‬‬ ‫وفي الحال التي لم يتقدم بھا احد الشركاء لشراء المحل بأكمله أو لم يبلغ الثمن‬‫الذي تقدم به المزايدون الحد العادل لھذا العقار‪ ،‬فھنا أيضا يعرض العقار بأكمله‬ ‫للمزايدة بين الشركاء أنفسھم فقط‪ .‬فإذا لم يتقدم احدھم لشرائه كامال‪ ،‬فھنا أيضا‬ ‫إذا باع صاحب الحصة حصته ألحد غير الشركاء فيعتبر عدم تقدمھم للشراء انه‬ ‫تنازل عن حق الشفعة أو الرجحان ‪.‬‬ ‫وقد حظر القانون عدم سماع الدعوى من احد الشركاء أو األوصياء بإلغاء‬‫معاملة اإلحالة التي تمت بالمزايدة‪.‬‬ ‫ھذا وتكون كافة المصاريف المتعلقة بالقسمة على الشركاء كل حسب حصته‬‫وكذلك بالنسبة لنفقات المزايدة والداللة‪.‬‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬االدعاء بحق الشفعة واألولوية‬‫الحل المقترح‪ :‬وقد قمنا ببين اإلجراءات المتبعة والحل لھذه القضية في ثنايا‬ ‫الدراسة )راجع صفحة ‪ ١٨‬وما بعدھا من التقرير ‪).‬‬ ‫الحالة الثالثة‪ :‬وضع اليد على العقار المملوك‬‫الحل المقترح‪ :‬وھنا أيضا قد سبق الحديث عن الموضوع ولكن ما يھمنا أن من‬ ‫الطرق القانونية التي يمكن اللجوء لھا في ھذا المجال ھو رفع دعوى ملكية ومنع‬ ‫معارضة ‪.‬‬ ‫الحالة الرابعة‪ :‬التصرف بالعقار لغايات الترميم‬‫احد المواضيع المھمة ھو التصرف في العقارات لغايات الترميم والتي تكون‬ ‫مملوكة لألفراد‪ ،‬وھنا نضع ثالث فرضيات حول ھذا الموضوع مع الحلول‬ ‫المقترحة لھا وذلك وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫الفرض األول‪ :‬موافقة صاحب العقار على الترميم‬ ‫‪50‬‬


‫الحل المقترح‪ :‬في ھذا الفرض ال يكون ھناك إشكاليات في التصرف‪ ،‬ولكن السؤال‬ ‫المھم ھنا في ھذا المقام ھو كيف سيتم تنظيم العالقة باإلضافة لكيفية ضمان عدم‬ ‫التعرض لھذا الترميم بالھدم أو أي تعرض آخر كالبيع وغيرھا من التصرفات‬ ‫الجائزة‪ ،‬وھنا نقترح بان يتم تنظيم الموضوع ما بين المالك والجھة التي ستقوم‬ ‫بالترميم من خالل اتفاقية يوقع عليھا الطرفين بحيث يتم إدراج بعض البنود التي‬ ‫تمنع من التصرف بھا بأي شكل من األشكال ‪.‬‬ ‫الفرض الثاني‪ :‬رفض المالك للترميم‬ ‫الحل المقترح‪ :‬ھنا نشير إلى عدد من الحلول التي من الممكن أن تلجأ الجھة ذات‬ ‫العالقة بالترميم وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫‪1‬االتفاق مع صاحب العقار على حفظه وتفقده أو تخصيص مبلغ لترميمه ضمن‬‫اتفاقية موقعة بين الطرفين وتحمل شروطا لكل منھم‪.‬‬ ‫‪2‬شراء الموقع المراد ترميمه بالثمن المقدر‬‫‪3‬استئجار العقار ألمد طويل ضمن اتفاقية خاصة توقع لھذا الغرض‪.‬‬‫‪4‬استمالك الموقع وفقا ألحكام القانون‪ ،‬وھذا الفرض من الممكن تحقيقه عن‬‫طريق اللجوء للبلدية وبمساعدتھا بطلب استمالك ھذا الموقع ضمن اإلجراءات‬ ‫التي قررھا القانون ومن ثم دفع قيمته لصاحب العقار ‪.‬‬ ‫‪5‬القيام بتخيير صاحب العقار بشراء ارض له أو عقار في نفس الموقع او أي‬‫موقع آخر يختاره أصحاب العالقة وباالتفاق مع الجھة صاحبة الترميم وبقيمة‬ ‫تساوي قيمة العقار الذي تنوي ھذه الجھة تملكه مع احتفاظ ھذه الجھة بالعقار‬ ‫موضوع الترميم ‪.‬‬ ‫الفرض الثالث‪ :‬موافقة بعض الشركاء ورفض البعض اآلخر على الترميم‬ ‫الحل المقترح‪ :‬ھنا يمكن الوقوف على عدد من الحلول ومن بينھا ما يلي‪:‬‬ ‫‪1‬استمالك كامل الموقع عن طريق الھيئات المحلية وفقا لإلجراءات التي قررھا‬‫القانون‪ ،‬مع إمكانية بقاء ھذا العقار تحت يد الھيئة المحلية كموقع تاريخي ال‬ ‫يجوز التصرف فيه بأي شكل من اإلشكال مع إعطاء أصحاب العقار التعويض‬ ‫العادل حسب حصة كل منھم‪.‬‬ ‫‪2‬ومن الممكن تطبيق الحلول السابقة الذكر في الفرض الثاني السابق ذكره على‬‫ھذا الفرض‪.‬‬ ‫‪3‬ومن الممكن االتفاق مع الھيئات المحلية بعد الترميم على إبقاء ھذا العقار‬‫تحت تصرفھا للغايات العامة مثل" إنشاء مكتبة أو غيرھا من المنافع" مع قيام‬ ‫‪51‬‬


‫الھيئة بدفع بدل نقدي متفق عليه ألصحاب العالقة إما بشكل اجر سنوي طويل‬ ‫األمد أو بدل منفعة‪.‬‬

‫א دאد ‪ :‬א מ א د د ‬ ‫ﺍﺻﺪﺍﺭ ‪ – ٣٤‬ﻧﻮﻓﻤﱪ‬ ‫فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين‬ ‫فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين‬ ‫فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين لسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين‬ ‫فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين‬ ‫فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين‬ ‫فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين فلسطين‬

‫‪52‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.