قراءات لسان يي ة في النصوص ا ل دبداع يي ة
نذاذج تطبيقيي ة تأل ي ـ ـ ـف
التستاذ الدكتور تساهر حسين ناصر كلي ة الت ر دبي ة جامع ة ذي قار
دبسم الله الرحمن الرحيم المقدم ة :
1
الحمد لله ذي الجل ل والكرا م والفضل والنعا م الذي دبعد فل يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى والصل ة والسل م على رتسوله خير النا م و آله الطاهرين الكرا م .
أما دبعد فالبحث في النص الدبداعي يحتاج إلى دق ة في الفهم إذ تصاحب الباحث فيه مشق ة وعناء وأو ل ما يصادفنا فيه
هي إشكالي ة المصطلح وما يرافقها من وجهات النظر المختلف ة في تفسير ماهي ة النص الدبداعي دبوصفه نتاجا يتمخض عن
عملي ة معرفي ة كبرى هي الدبداع و ل تختلف عملي ة الدبداع في تعريفها على مختلف المجالت وتقرب في جامع من المعنى وهو الشيء الذي يكون أول على غير تسادبق هيأ ة ودبذلك يكون الدبداع الددبي للشاعر أو القاص أو الناقد
هو إتيانه دبمعنى مستطرف جديد نادر لم تجر العاد ة على لفظه أو اتستخدامه في تركيب لفظي أخاذ أو تحليل انطباعي ممنهج
دبطرق علمي ة ...يحتضن الواقع ...
دبمعنى إن الدبداع هو نمو فاعل لذات الديب في تحاوره مع الذات والكون في أدبعاده وهو أي الدبداع كشف وتوليد وخلق
ويتحقق الكشف من خل ل خرق الوطوار المألوف ة والسياقات الموجود ة والمعروف ة والتوليد هو خلق علقات جديد ة دبين الشياء دبواتسط ة آلي ة النزياح ...وتسنرى لحقا تطبيقات لهذا التعريف في ضوء المناهج اللساني ة المعاصر ة.
الكتادب ة الدبداعي ة تستند أتساتسا على الفكر ة والصور ة والكلم ة والموتسيقى والتسلوب في الحقل الشعري أو النثري فإذا ما
كانت في جذرها هكذا فإنها دبذلك ليس مجرد لغ ة تعبيري ة أو كتل من تسطور إنشائي ة وإنما هي تشكيل جديد يتقد م دبمفهو م
جديد للكون والنسان ومخاوطب ة الخر .إنها وجود جمالي دبتكوينها وإنساني يتبطن الوجود المعرفي مندكا فيه فالكتادب ة
الدبداعي ة هي ثور ة متجدد ة ضد المفاهيم الراكد ة والسائد ة في الذائق ة وهي تغيير مستمر للمواقف إزاء التعامل معها مادا م
النسان يكتشف كل يو م ذر ة جديد ة في كيانه النفسي وفي مساحات مجتمعه وتكون قادبلي ة الكتادب ة الدبداعي ة هي خلق
فضاءات لدى المستقبل.ودبهذا تكمن هدفي ة الدبداع دبأنها غامض ة ويظل أمرا خاصا مرتهنا دبصيغ ة المبدع نفسه قد يختلف فيها
وقد يتفق مع غيره.
فإذا كان النص دبمفهومه العا م نتاج هذه العملي ة يمكننا في إوطار هذا التصور إدراك مواضع التمايس دبينه ودبين علو م الدب
والبلغ ة والشعر والتسلوب والنقد غير انه يأدبى أن ينظم تحت لواء أي علم منها ,وزاد المر تعقيدا إدخا ل عناصر أخرى
تعود إلى علم النفس وعلم الجتماع والفلسف ة والمنطق فأدواته غير محدود ة كما انه يختلف عنها جميعا في الوصف
والتحليل وإذا جاز اعتباره علما فهو علم تفرد دبأنه يجمع دبين عناصر لغوي ة وعناصر غير لغوي ة لتفسير الخطاب أو النص تفسيرا إدبداعيا وهذه السم ة شكلت حاجزا منيعا يصعب اختراقه فحاولت جاهدا أن اصنع خلص ة لما ذكر من آراء
2
ومفاهيم ومن ثم ترجمتها على دبعض الختيارات لنصوص اتفق عليها المتلقون دبأنها ذات تسم ة إدبداعي ة وهي :نموذج من مجموع ة المملك ة السوداء القصصي ة للكاتب العراقي محمد خضير ونماذج من شعر المتنبي ونماذج نقدي ة لدبي العلء المعري
وقد شكلت تلك النماذج التطبيقي ة فصو ل الدراتس ة التي تسبقها فصل قرأت فيه النص الدبداعي من منظور لساني ليتسنى للقارئ فهم إشكالي ة المصطلح في ضوء اللسانيات الحديث ة التي مهدت لها في دبداي ة هذا الكتاب .
أرجو من الله العلي القدير أن يجعل هذه الدراتس ة خطو ة جديد ة في مجا ل البحث اللساني والحمد لله ختما كما حمدته ادبتداء
المؤلف
مهاد نظري في علم اللسانيات
المقصود دباللسانيات الحديث ة ) ( Modern Linguisticsهي مناهج لغوي ة حديث ة متعدد ة في مجا ل البحث النساني تعنى دبدراتس ة اللغ ة لذاتها ومن اجل ذاتها دراتس ة موضوعي ة وتشمل فروع الدرس اللغوي التساتسي ة وهي
الصوات ودبناء الكلم ة ) الصرف ( ونظا م الجمل ة ،والدلل ة التي تختص دبدلل ة المفردات وتطورها (1).
3
وقد اختلف الدارتسون حو ل المصطلح الرئيس الدا ل على هذا العلم أي ) اللسانيات ( فقد دبلغت المصطلحات المعردب ة أو المترجم ة لمصطلح ) ( Linguisticqueثلث ة وعشرين مصطلحا على وفق ما أورده الدكتور عبد السل م
المسدي ,نحو اللسني ة وعلم اللغ ة واللغويات و الدراتسات اللغوي ة الحديث ة وعلم اللغ ة العا م وعلم اللسان
واللنغويستيك ....وهكذا كاد الختلف حو ل هذا العلم يصرف الباحثين عن مضمونه إلى النشغا ل دبعنوانه .لكن عمل
الدكتور المسدي الموثق ويخلص إلى نتيج ة حاتسم ة حين يعتمد مصطلحا واحدا هو ) اللسانيات ( مستندا إلى أدل ة مقنع ة
حقا والى توصي ة لهل الختصاص تدعو إلى اتستعماله على النطاق العردبي كله (2).
وقد اتخذ علم اللسانيات عد ة مناهج لدراتس ة هذه المستويات كالمنهج التاريخي Historical Method
الذي يتناو ل الظواهر اللغوي ة ضمن تدرجها المتسلسل عبر الزمن(3).
والمنهج المقارن Comparative Methodالذي يختص دبمقارن ة الظواهر اللغوي ة دبين لغ ة وأخرى في
إوطار أتسر ة لغوي ة واحد ة (4).
والمنهج التقادبلي Contrastive Methodالذي يقادبل دبين لغتين ولهجتين أو دبين لغ ة ولهج ة (5). والمنهج الوصفي Descriptive Methodالذي يدرس الظواهر اللغوي ة مفترضا أنها في حال ة ثبات
ويقف عند حد الوصف دونما التفسير للظاهر ة اللغوي ة ).(6
والمنهج المعي ــاري Prescriptive methodالذي يضع للخطأ والصواب
مسائل التستعما ل والكل م (7).
معيارا يرجع إليه في
والمنهج التحويلي Transformation methodالذي يتناو ل البنى الخارجي ة أو الشكلي ة وعلقتها
دبالبني ة الداخلي ة ) العميق ة ( من خل ل العملي ة التحويلي ة ). (8
والمنهج التوليدي Generative methodالذي يتناو ل الجانب النتاجي ليلغ ة دباعتبارها مجموع ة من
الصوات تنتج جمل ل نهاي ة لها وهو ما يسمى دبـ ) ل نهائي ة اللغ ة ( (9).
ويمثل المنهج الوصفي التحليلي مرحل ة متطور ة من المناهج اللساني ة ،الذي يقو م على أتساس الوقوف على الظاهر ة
اللغوي ة ووصفها ووطرح الفرضيات دبغي ة تفسير الظاهر ة وتحليلها ، Annalysisومن ثم اقتراح النظريات وامتحان تماتسكها الداخلي (10).
4
واللسانيات تتعامل مع الظاهر ة اللغوي ة ل دبوصفها ظاهر ة في التاريخ ثبتتها النصوص القديم ة صيغ ة وتركيبا ودلل ة ، ولكن دبوصفها آني ة تشد التاريخ إليها وتتجاوزه في الزمان والمكان إلى خارج النصوص ولقد اتخذت من التستعما ل دليل عليها
دبه تقيس تغيرها واليه تعود في ملحظ ة الحمولت الدللي ة والشكا ل الصيغي ة (11).لذلك يجد الباحثون في المناهج اللساني ة تنوع اا يسمح لهم دبالنظر إلى الظاهر ة المدروتس ة من زوايا متعدد ة (12).
والمهم حسب مفاهيم اللسانيات تحليل الظاهر ة اللغوي ة حيثما وجدت ،شعرا كانت أ م نثرا أما كون الشعر محكوما
دبالضرور ة والشذوذ فهو ليس من دباب الخطأ دبل يمثل حينئذ قاعد ة جزئي ة قد تختلف مع القاعد ة العام ة ) (13؛ لثراء
المعنى أو للتفرد دبه وهو ما يسمى دبالنزياح أو العدو ل أو التسلوب ) ( Stylisticوهو ركيز ة مهم ة في اللسانيات الحديث ة .ولقد آثرت في هذا الكتاب أن يكون للتطبيق فيه مجال واتسعا إذ اكتفيت دبفصل واحد للتنظير والحاوط ة دبالمفهو م اللساني
للن يص ومن ثم اخترت ثلث ة نماذج دبطرق مختلف ة للتطبيق فكان النموذج الو ل من النثر القصصي درتست فيه قص ة الشفيع من
مجموع ة المملك ة السوداء للكاتب محمد خضير على شكل مستويات اللغ ة المعهود ة وكان النموذج الثاني من الشعر اخترت فيه من شعر أدبي الطيب المتنبي ما اتضح فيه المستوى النحوي دبأدبهى صوره عن وطريق تحليل أتسلوب التقديم والتأخير في الجمل ة الفعلي ة وما له من قيم جمالي ة .أما النموذج الثالث فمزجت فيه دبين الشعر والنثر عن وطريق تحليل منهج أدبي العلء
النقدي للغ ة المتنبي في شرحه المسمى دبمعجز احمد فكان للنص النقدي نصيبا وافيا منه .
ولعلنا في هذا السياق نشير إلى أهمي ة التطبيق الواقعي للمناهج اللساني ة من خل ل تحليل لغ ة الخطاب والنص إذ ل يتحقق
وجود اللسانيات الحديث ة إل دبوجود المجتمع النساني ومبدعيه كما )) ل يتحقق وجود المجتمع النساني إل دبوجود اللغ ة المفهوم ة ومن ثم فان اللغ ة ل يمكن فهمها – دبشكل ملئم – إل على وفق الحقيق ة النساني ة الجتماعي ة فاللغ ة تعكس
شخصي ة الشعب ,أو المجتمع الذي يستخدمها كما أنها تعكس دبنيته الذهني ة وترتسخ من اتستمراري ة هذه البني ة (( )(14
5
الهوامش :
)( 1 )( 2
ينظر :من أثر اللسانيات في الدرس اللغوي ومناهجه :احمد محمد قدور ، 3-2 :ونظر ة أولي ة في منهجي ة
البحث اللساني :منذر عياشي . 81 – 79 :
ينظر :قاموس اللسانيات د .عبد السل م المسدي . 72 :و اللسانيات وافاق الدرس اللغوي د .احمد محمد قدور
14-13 :
)( 3
ينظر :أصو ل تراثي ة في اللسانيات الحديث ة :كريم زكي حسا م الدين . 65 – 63 :
)( 4
ينظر :الوصفي ة في الدراتسات العردبي ة :محمد صلح الدين دبكر . 3 – 2 :
)( 6
ينظر :الوصفي ة في الدراتسات العردبي ة . 4 – 3 :
)( 8
ينظر :نظر ة أولي ة في منهجي ة البحث اللساني ، 80 :والنحو العردبي والدرس الحديث ؛ عبد ة الدراجي 124 :
)( 9
ينظر :المنهج التوليدي والقياس :د .محمد صلح الدين دبكر . 33 – 29 :
)( 5 )( 7
)(10
ينظر :اصو ل تراثي ة في اللسانيات الحديث ة ، 69 – 68 :ومن اثر اللسانيات في الدرس اللغوي 3 : ينظر :منهج البحث اللغوي دبين التراث وعلم اللغ ة الحديث :د .علي زوين . 25 - 23 :
.
ينظر :اللسانيات واللغ ة العردبي ة :عبد القادر الفاتسي ، 13 / 1:واللسانيات والدلل ة ) الكلم ة ( :د .منذر عياشي6– 5:
)(11
ينظر :النظري ة اللساني ة والشعري ة في التراث العردبي من خل ل النصوص :عبد السل م المسدي . 30 -22 :
)(12
ينظر :من اثر اللسانيات في الدرس اللغوي ومناهجه . 3 :
)(14
ينظر :انفتاح النسق اللساني د .محيي الدين محسب 12:
)(13
ينظر :دراتسات في علم اللغ ة :د .كما ل محمد دبشر . 15 / 2 :
6
الفصل الو ل ي الن ي ي من منظور لسان ي ص الدبداع ي
قراء ة في المصطلح
مدخل :
البحــث فــي الن ـ يص كمفه ـو م لس ـاني يتحقــق دبمســتويات ثلثــ ة أتساتســي ة هــي :المس ــتوى النحــوي أو النحوي ــ ة والمســتوى الــدللي
والمستوى التداولي .
ولدبــد لنــا مــن أن ننظــر إلــى المنظومــ ة الدبداعيــ ة النيصــي ة دبكونهــا قضــي ة معرفيــ ة ذات دبعـدين :لسـاني وآخــر تــداولي فاللسـانيات
هي وحدها الكفيل ة دبتشريح البعد المعرفـي لهـذه المنظومـ ة مـن خل ل الدوات الـتي توظفهـا فـي تفكيكهـا والتعرف عليها مـن كثـب والتــداوليات هــي الكفيل ــ ة وحــدها دبتق ـديم التفســير المنطق ــي للعلم ــ ة اللغويــ ة دبوص ــفها تفريغ ــا للمك ــون المعرف ــي ف ــي دبع ـديه الصــوري
والمعنوي.
والمقصود دبالمعرف ة اللساني ة الليات التي توظفها كفاي ة المتكلمين دبغـرض إنتاج العلمـ ة فـي شـكل أداء لغـوي قـادر علـى انجـاز
عمليــ ة التواصــل دبيــن البشــر مــع ممارتســ ة القواعــد اللغويــ ة أمــا اللغــ ة نفســها فهــي منظومــ ة مــن الخوارزميــات الــتي دبرمجــت فــي الــدماغ البشــري دبلغــ ة صــوري ة لــم تتمكــن البحــوث مــن التواصــل إلــى معرفــ ة فحواهــا لكــن الث ـادبت علميــا أنهــا تق ـو م علــى مبــدأ الكليــات الــتي
7
تشترك فيها جميع اللغات الطبيعي ة ) فالمعاني موجود ة في الذهن ولكن ميز ة الكلمات أنها ثبتت المعاني مثل القواعد الـتي يبنيها الجيش في ارض اكتسبها ( ) ( 1والكلمات ل تعدو أن تكون مقاوطع صوتي ة دبشري ة تتحـو ل إلـى رمـوز كتادبي ة مرتسـوم ة دبالشـكل
الذي يراه واضع اللغ ة ملئما ومع ذلك فهناك ميل عا م لظهور فجو ة دبين لغ ة الكتادب ة ولغ ة الكل م إل انه ودبشـكل عا م يمكننـا القـو ل
دبان اللغات عندما أصبحت مكتودب ة اكتسـبت ثباتـا واتسـتمرارا واتسـتقرارا وأصـبحت امتيـازا للكـائن النسـاني علـى الكائنـات
الخ ــرى فض ــل ع ــن كونه ــا أدا ة اجتماعي ــ ة لبن ــاء نظ ـا م متكام ــل ه ــو نظ ـا م المجتم ــع النس ـاني (2).وف ــي الحقيق ــ ة إن البح ــث ف ــي المعرف ة اللغويـ ة يتشـعب إلـى نظريـات ومناهج تكـاد تصـل أحيانـا إلـى حـد القطيعـ ة دبينهـا وتلـك النظريات تتـوزع علـى نمـاذج تحليليـ ة
ق ــد تتف ــق ف ــي اله ــدف إل أنه ــا تبتع ــد ع ــن دبعض ــها ف ــي الدوات .وآثرن ــا ف ــي ه ــذا البح ــث تس ــليط الض ــوء عل ــى دبع ــض المص ــطلحات والمفــاهيم الــتي رافقــت البــاحثين فــي حقــل الدراتســات اللغويــ ة المعاص ـر ة الــتي درتســت النــص الدبــداعي شــعرا كــان أ م نــثرا تحــت
مصطلح يعرف دبلسانيات النص الدبداعي
لسانيات الن يص ا ل دبداعي من حيث المصطلح :
لسانيات النص علـم ناشـئ وحقـل معرفـي جديـد تكـون دبالتدريـج فـي السبعينيات مـن هذا القـرن ) العشـرين ( ودبـرز
دبـديل نقـديا لنظريــ ة الدب الكلتســيكي ة الــتي تـوارت فــي فكــر الحداثــ ة ومــا دبعـد الحداثـ ة وراح هـذا العلــم الحـديث الــولد ة يطــور مــن
من ــاهجه ومق ــولته ح ــتى غ ــدا أه ــم واف ــد عل ــى تس ــاح ة الدراتس ــات اللسـ ـاني ة المعاصـ ـر ة وق ــد نش ــا عل ــى أنق ــاض علـ ـو م تسـ ـادبق ة ل ــه ك ــلسانيات الجملــ ة واللس ـانيات النســقي ة والتســلودبي ة ثــم انطلــق مــن معطياتهــا وأتســس عليهــا مق ــولت جدي ـد ة وه ــو قريــب جــدا مــن
صـ ــنوه تحليـ ــل الخطـ ــاب غيـ ــر أن هـ ــذا الفـ ــرع الخيـ ــر يقـ ـو م علـ ــى أتسـ ــاس التحليـ ــل البنيـ ــوي .وقـ ــد راجـ ــت فـ ــي العـ ــوا م الخيـ ـر ة
مصــطلحات ثلثــ ة تنافســت للظفــر دبحــق الوطلق علــى حقــل الدراتسـات اللغويــ ة الحديثـ ة وهــي ) :علــم اللغــ ة ( و ) اللسـانيات ( و ) اللســني ة ( واخترنــا الث ـاني لنــه الكــثر شــيوعا فــي الدراتســات المعاص ـر ة ولس ــبب آخ ــر ص ــرفي ه ــو امتنــاع النســب ة إلــى جمــع التكســير علــى لفظــه وجــواز جمــع المنســوب إلــى لفظــه المفــرد ) لســان ( واللسـانيات علــم ل يختــص دبلغــ ة معينــ ة وإنمــا يــدرس أي
لغــ ة ويحلــل أي مســتوى داخــل اللغــ ة الواحـد ة .فمعنــى الجمعيــ ة ملحــوظ فــي وظيفــ ة هــذا العلــم ولــذا يناتســبه لفــظ يــد ل علــى الجمــع
على أن ل يخالف قواعد الصرف العردبي لذا فمصطلح ) اللسانيات ( أحق دبالوطلق (3) .
8
أمــا علــم لسـانيات النــص حــتى وان اتســتثمر جميــع النظريــات اللسـاني ة السـادبق ة عليــه فهــو يق ـو م فــي العــم الغلــب علــى أتســاس التحليــل التــداولي واهــم ملمــح فــي لسـانيات النــص انــه غنــي متــداخل الختصاصــات يشــكل محــور الرتكــاز لعـد ة علـو م ويتــأثر دون
شك دبالدوافع ووجهات النظر والمناهج والدوات والمقولت التي تقو م عليها هذه العلو م(4) .
ملمح الن يص في التراث الع ر دبي :
النــص فــي اللغــ ة مشــتق مــن مــاد ة ) نصــص ( الــتي تعنــي البيــان والظهــور والكشــف والرتفــاع وكــل مــا ارتفــع قــد ظهــر ودبــان .
قا ل الخليل )) :نصصت الحديث إلى فلن نصا إذا رفعته والعـروس تنـيص علـى المنيصـ ة أي تقعد عليهـا لتشـرف ولـتري مـن دبيـن
النساء (( )(5
أمــا مــن حيــث الصــطلح العردبــي فهــو فــي ميــدان العلـو م الشــرعي ة والفقهيــ ة يعنــي مــال يحتمــل التأويــل مــن كل م اللــه تســبحانه فــي
القران الكريم وفي كل م النبي الخاتم صلى الله عليه وآله فالنص ماله معنى واحد فقط(6).
وق ــد تع ــددت مف ــاهيمه الص ــطلحي ة عن ــد الص ـوليين إذ ج ــاء مض ــافا إل ــى كلم ــات مث ــل عب ــار ة الن ــص وإش ــار ة الن ــص واقتض ــاء
النــص ودللــ ة النــص .وعبــار ة النــص :مــا كــان الســياق لجلــه ويعلــم قبــل التأمــل فيــه دبــل إن ظــاهر النــص متنــاو ل لمعنــاه ومباشــر لــه
وواضح وضوحا تاما من ألفاظ النص وعبارته من ذلك قـولهم :مـن تطهـر صـحت صـلته ومفهـومه المخـالف :مـن لـم يتطهـر ل
تصــح صــلته ) . ( 7وإشــار ة النــص :هــو مــا تســبق لــه الكل م أي الكل م الــدا ل علــى لز م غيــر مقصــود للمتكلــم ول يتوقــف عليــه ص ــدق الكل م ول ص ــحته ومث ــل ذل ــك ق ـوله تع ـالى )) اح ــل لك ــم ليل ــ ة الص ــيا م الرف ــث إل ــى نس ــائكم (() (8ف ـانه ي ــد ل دبدلل ــ ة
الشــار ة إلــى صــح ة صـو م مــن أصــبح جنبــا) .(9واقتضــاء النــص :جعــل غيــر المنطــوق منطوقــا والقتضــاء الــذي ل يــد ل عليــه
اللفــظ ول يكــون منطوقــا دبــه ولكــن مــن ضــرور ة اللفــظ دبــل النــص يقتضــيه ) .(10ومثــل ذلــك قـوله تعـ ـالى )) واتســأ ل القريــ ة (()
( 11وتقـدير محـذوفه أهـل القريـ ة إذ يمتنع ثبـوت النـص عقل إل دبـه.ودللـ ة النـص مـا ثبـت دبمنـى النـم لغـ ة ل اتسـتنباوطا دبـالرأي أي دللــ ة النــص المنظ ـو م عــن وطريــق اللغــ ة ويكــون المعنــى واضــحا ظــاهرا ل يحتــاج إلــى اتســتنباط دب ـالرأي (12).ومثــل ذلــك ق ـوله
تعالى )) فل تقل لهما أيف (() ( 13فـان النـص د ل دبمنطـوقه علـى حرمـ ة التـأفيف لمـا فـي هـذه الكلمـ ة مـن إيـذاء للوالـدين وهـذا المعن ــى مباش ــر ل يحت ــاج إل ــى اجته ــاد أو قي ــاس وإنم ــا يفه ــم دبمج ــرد فه ــم مف ــردات اللغ ــ ة) (14وق ــد لخ ــص ال ــدكتور نه ــاد الع ـاني
9
المفاهيم الشرعي ة والصولي ة السادبق ة دبقوله )) :إن المفهو م الشـرعي والصـولي لكلم ة النـص قصـد دبه المعنـى الظـاهر مـن الكل م الذي ل يحتمل التأويل وان ل يتطرق إليه احتما ل إل دبشرط أن يعضد هذا الحتما ل دبدليل أو دبقرين ة لفظي ة (( )(15
أمــا مفهـو م النــص فــي تــراث النحـويين العــرب يتجلــى مــن خل ل دبحــث دبعــض علمــاء العردبيــ ة القــدماء فــي النــص ولغتــه وتــأملهم لــه
دبوصــفه نظمــا مــن الكل م البليــغ فلــم يتوقفــوا عنــد التنظيــر للجملــ ة ؛ فمــن علمائنــا ال ـذين قــدموا إتســهاما علميــا ناضــجا فــي مجــا ل
التنظيــر والتطــبيق النصــي الم ـا م عبــد القــاهر الجرج ـاني )ت 471ه ــ( ف ــي كت ـادبه دلئ ــل العجــاز عن ــدما تنــاو ل نظريــ ة النظــم
وت ــبرز قيمت ــه النص ــي ة ف ــي ان ــه جم ــع دبي ــن علـ ـو م ك ــثير ة كـ ـالنحو وعل ــم المعـ ـاني وعل ــم البي ــان والتفس ــير ودلل ــ ة اللف ــاظ والمعجمي ــ ة والمنط ــق ...وق ــد آل ــف الش ــيخ الجرج ـاني دبي ــن أجزائه ــا المش ــتت ة ف ــي تن ــاغم عجي ــب م ــثير للدهش ــ ة والعج ــاب واتخ ــذ منه ــا أدوات معرفي ة متضافر ة على تحقيق هدف واحد هو خدم ة النص القرآني ودبيان إعجازه .
إن فكر ة النسجا م النصي واضـح ة فـي ذهـن الشـيخ عبـد القـاهر وضـوحا متميـزا حـتى أننـا نجـده يعـبر عنها دبقـوله )) :واعلـم أن
واضع الكل م مثله مثل من يأخذ قطعا من الذهب أو الفض ة فيذيب دبعضها في دبعض حتى تصير قطع ة واحد ة(16)((...
الرصف والسياق ودورهما في تحديد مفهو م الن يص ا ل دبداعي :
إن نظا م اللغ ة نظا م متشادبك العلقات دبين وحداته ومفتوح دوما على التجديد والتغيير في دبنياته المعجمي ة والتركيبي ة حــتى
غدا تحديد الدلل ة في النص يحتاج إلى مجموع السياقات التي ترد فيها ,إذ يقـو ل مـارتيني )) :خارج السياق ل تتـوفر الكلمـ ة على المعنى (((17).
وتع ــد النظري ــ ة الس ــياقي ة دبنموذجه ــا النظ ــري أو التط ــبيقي م ــن النظري ــات العملي ــ ة الك ــثر تعلق ــا دبالنظ ـا م اللغ ــوي ,دب ــل إنه ــا
دبطريقتهــا الجرائيــ ة فــي تحديــد جملــ ة الســياقات ومــا يصــاحبها مــن العوامــل الخارجيــ ة كالمقـا م والحــا ل تعــد دبـذلك مرحلــ ة تمهيديــ ة
مهمــ ة دبالنســب ة للتحليــل النصــي حيــث يــرى تســتيفان أولمــن انــه دبعــد أن يجمــع المعجمــي واللغــوي عــددا مــن الســياقات لكلمــ ة معينــ ة داخل النص يأتي الجانب العملي إلى نهايته ويصبح المجا ل مفتوحا أما م المنهج التحليلي (18).
وكــان آخــر مــا توصــل إليــه علمــاء اللغــ ة فــي إوطــار علــم النــص فك ـر ة الرصــف وهــو يعن ــي مراع ـا ة وق ــوع الكلم ــات مجــاور ة لبعضــها
داخــل الــتركيب فالكلمــات المتراصــ ة مــع كــل كلمــ ة تعــد جــزءا مــن معناهــا فــي النــص الواحــد لــذا يعــترض جــون لينــز علــى التعريــف
التقليــدي للنــص دبـأنه تسلســل ة مــن الجمــل المتتادبعــ ة وظيفتهــا التواصــل دبــل ينبغــي ردبــط هــذه الجمــل دبطريقــ ة مناتســب ة مــن حيــث الســياق
أي الظ ــروف المحيط ــ ة دبعناص ــر الن ــص وعلقاته ــا م ــع دبعض ــها لن الن ــص ف ــي مجمل ــه علي ــه أن يتس ــم دبس ــمات التماتس ــك وال ــترادبط )
( 19وهو ما يمكن التعبير عنه دبمصطلح النظم كمـا تسـماه الشـيخ عبـد القـاهر الجرجـاني فـي دلئـل العجـاز فحضـور كلمـ ة مـا
10
يســتدعي حضــور تسلســل ة مــن الكلمــات الــتي تتراصــف معهـا تســياقيا وتتوافــق معهــا فــي داخــل البنيــ ة النصــي ة .إذ قـا ل )) :واعلــم أن ما ترى انه لدبد منه من ترتيب اللفاظ وتواليها على النظم الخاص ليس هو الذي وطلبته دبالفكر ولكنه شيء يقع دبسبب الو ل
ضــرور ة مــن حيــث إن اللفــاظ إذا كـانت أوعيــ ة للمعـاني فإنهــا ل محالــ ة تتبــع المعـاني فــي مواقعهــا فــإذا وجــب لمعنــى أن يكــون أول
في النفس وجب اللفظ الدا ل عليه أن يكون مثله أول في النطق فأما أن تتصور في اللفاظ أن تكون المقصـود ة قبـل المعـاني فـي النظــم والــترتيب وان يكــون الفكــر فــي النظــم الــذي يتواصــفه البلغــاء فكــرا فــي نظــم اللفــاظ أو أن تحتــاج دبعــد ترتيــب المعـاني إلــى
فك ــر تس ــتأنفه لن تجي ــء دباللف ــاظ عل ــى نس ــقها فباوط ــل م ــن الظ ــن ...وكي ــف تك ــون مفك ــرا ف ــي نظ ــم اللف ــاظ وأن ــت ل تعق ــل له ــا
أوصــافا وأحــوال إذا عرفتهــا عرفــت أن حقهــا أن تنظــم علــى وجــه كــذا ؟ ...وإذا كنــت تعلــم أنهــم اتس ــتعاروا النســج والوشــي والنقــش والصــياغ ة لنفــس مــا اتســتعاروا لــه النظــم وكــان ل يشــك فــي أن ذلــك كلــه تشــبيه وتمثيــل يرجــع إلــى أمــور وأوصــاف تتعلــق
دبالمعاني دون اللفاظ فمن حقك أن تعلم أن تسبيل النظم ذلك السبيل (20)((.
مفهو م الن يص ا ل دبداعي في الفكر اللساني المعاصر :
اتص ــل مفهـ ـو م الن ــص الص ــطلحي دبـ ـالمعنى اللغ ــوي لن كلم ــ ة ) (textال ــتي تعن ــي الن ــص دبالعردبي ــ ة معناه ــا اللتين ــي :
النس ـ ــيج والفع ـ ــل منه ـ ــا ) (texrereدبمعن ـ ــى نس ـ ــج أو ج ـ ــد ل الخي ـ ــوط أو ظفره ـ ــا والعلق ـ ــ ة واض ـ ــح ة دبي ـ ــن المعنيي ـ ــن اللغ ـ ــوي
والصطلحي فإذا كان النسيج يتكون من خيطي السدى واللحم ة والمنوا ل فان النص يتكـون مــن الكلمــات المجموعـ ة دبالكتادبـ ة.
)(21
وقد تطور المفهو م الصطلحي لكلم ة نص textفي مجا ل علم اللغ ة الحديث حـتى عرفـه دبعـض المحـدثين دبأنه مدونـ ة كلمي ة
تحــدث فــي زمــان ومكــان معيني ــن تهــدف إلــى التواص ــل والتفاع ــل وإقام ــ ة العلق ــات الجتماعي ــ ة دبي ــن أف ــراد المجتمــع والن ــص مغل ــق
شكل متوالد دلل ة من أحداث تاريخي ة ونفساني ة ولغوي ة (22).
والنص الددبي نسيج من العلقات اللغوي ة المركب ة التي تتجاوز حدود الجمل ة دبالمعنى النحوي (23).
وقـد ظهـرت ملمـح حـدوده عنـد هارتمـان فـي كتـادبه قـاموس اللغـ ة واللسـانيات فحـده دبقـوله )) :النـيص متواليـ ة مـن الكلمـات
المنطوقــ ة فعل فــي اللغــ ة فالنصــوص قــد تكـون نسـخا منقولــ ة أو مــاد ة مســجل ة أو تكــون تــدوين عمــل أددبــي أو قطعـ ة معلومــات ـ نــص
رتس ـ ـال ة ـ ـ ـ مثل (( ) (24وي ـ ــرى الن ـ ـيص م ـ ــن حي ـ ــث الوظيف ـ ــ ة عل ـ ــى ان ـ ــه علم ـ ــ ة لغوي ـ ــ ة أص ـ ــلي ة ت ـ ــبرز الج ـ ـانب التص ـ ـالي
والسيميائي (25).
11
ويرى هارفج انه ترادبط مستمر للتستبدالت السنتيحميمي ة التي تظهر الترادبط النحوي في النيص (26).
وهو دبذلك يحدد خاصي ة المتداد الفقي للنص من خل ل ترادبط تقدمه وتسائل لغوي ة معين ة .
ويحـاو ل علمـاء اللغــ ة الـذين دبحثـوا فــي لغـ ة النـيص اتسـتخدا م نهــج مماثــل للنهـج الـذي اتبـع فــي وصــف الجملــ ة ولكـن مــع اتسـاع فـي
التصور يتخطى الجوانب النحوي ة فالن يص لدبد من أن يكون اكبر وحد ة لغوي ة ول يمكن أن تدخل تحت وحـد ة لغوي ة أخـرى اكـبر
منها(27).
وهذا المفهو م يخالف تحديد اللغوي دبلومفيلد للجمل ة دبأنها اكبر وحد ة في التحليل والوصف (28).
ومن خل ل ما تقد م من حدود ومفاهيم لمصطلح النيص اللغـوي ) (textنصـل إلـى أن النـيص اللغـوي :نشـاط فكـري مهمته
تحقيــق التواصــل الفكــري والدبلغــي دبيــن النــاوطقين فــي وقــت يؤكــد فيــه علمــاء اللغــ ة علــى انــه صــنف لغــوي مــدون أو منطــوق ول
يخرج هذا النشاط على قانون اللغـ ة ونظامهـا فـالن يص )) وحـد ة مـن نظـا م متكامـل يقـو م علـى مجموعـ ة مـن العلقـات التبادليـ ة تردبط دبي ــن عناص ــره المختلف ــ ة م ــن مه ــامه التع ــبير ع ــن الس ــبب والمس ــبب أو ع ــن العل ــ ة ومعلوله ــا لنهم ــا نش ــاط فك ــري يقتض ــي التواص ــل
دبواتسط ة الدا ة الولى للتواصل ) اللغ ة (((29).
الن يص ا ل دبداعي دبين التحليل والبناء :
لعـ ـ ــل أفكار جاك دريدا فـي التفكيـك وجـدت صـداها عنـد البنيـويين ممـن جـاءوا دبعده فـرأوا أن عمليـ ة التحليـل اللغـوي
تنطل ــق م ــن الن ـ يص كك ــل دباعتب ــاره وح ـد ة متكامل ــ ة أتساتس ــها البح ــث والوط ــراد ف ــي المق ـا م الو ل ل النح ــراف والن ـيص كك ــل ولي ــس
الجمل ة أو أجزاء الن يص أو المتواليات الجملي ة فيكون التحليل قد اعتمد على التكوينات الكلي ة التي يمكن أن تتجزأ إلــى عناصــر أو مكونات صغرى في مرحل ة التحليل(30).
وي ــرى دبريتك ــر أن الن ـ يص تت ـادبع م ــترادبط م ــن الجم ــل ليس ــتنتج م ــن ذل ــك أن الجمل ــ ة دبوص ــفها ج ــزءا ص ــغيرا ترم ــز إل ــى الن ـيص).
(31
ويشترط درتسلر مبدأ الكتما ل أو النقصان فالجمل ة في النيص أي نص كان ليست تام ة وليست مستقل ة وهـو مبـدأ النغلق
على الذات (32).
لذا فان مفهو م الن يص يقتضي التحليل دبالوحـد ة الكـبرى الـتي ترتسـم حـدودها ودبذلك نضـحي دبفكـر ة الطـو ل فـي تسـبيل الوصـو ل
إلى النص المستدير الذي يحقق مقصديي ة قائله في عملي ة التواصل اللساني وقد
12
تستخد م في هذا المجا ل فكر ة انغلقه على نفسه محورا لتحديد هذا الكتما ل(33). ودبعد هذا فالتحليل اللغوي يتجاوز حدود مـا هو قـائم فـي اللغـ ة إلـى مـا هو غير قـائم فـي اللغـ ة فـتراكيب اللغـ ة ليسـت كافيـ ة
لتق ـديم تفســيرات دقيقــ ة للنصــوص وعلــى المفســر أن يســتعين دبعناصــر أخــرى ماورائيــ ة أو مــا يســمى دبـ ـ ) الميتالس ـاني ة (وعنــدما ظهرت البنيوي ة كانت تهدف في التساس إلى التعامـل مـع المكـون الدبـداعي دبوصـفه وتسـيل ة لتفريغ الشـكا ل اللغويـ ة القادبلـ ة للتفكيـك
وإعـاد ة البناء فـالن يص الدبداعي فـي نظرهـم عبـار ة عن رقع ة شـطرنج قوامهـا المـداخل المعجميـ ة المرصـوف ة علـى وفـق قـوانين دبنيويـ ة أي علئقي ــ ة دباعتب ــار أن مفه ـو م البني ــ ة يق ـو م أتساتس ــا عل ــى العلق ــات قب ــل أن يق ـو م عل ــى الكيان ــات المعزول ــ ة وم ــن هن ــا ج ــاء رأي
البني ـويين القائ ــل إن الف ــرق دبي ــن الجنــاس الددبي ــ ة يكم ــن ف ــي الكيفيـ ــ ة ال ــتي يم ــارس دبه ــا المبدع ــون اللغ ــ ة م ــع ك ــل جن ــس أددب ــي ).
(34
هكــذا ظهــرت التفكيكيــ ة الــتي يلخصــها كتــاب رولن دبــارت )) درجــ ة الصــفر فــي الكتادبــ ة (( ومــن يــدخل فــي فلكــه مــن البنيـويين
الع ــرب أمث ــا ل عب ــد الل ــه الغ ــذامي ف ــي كت ـادبه )) الخطيئ ــ ة والتكفي ــر (( ال ــذي يع ــد أو ل خ ــروج ع ــن الم ـألوف النق ــدي ف ــي التحلي ــل
اللغوي للنص الدبداعي في جميع مظاهره .
وق ــد دبلغ ــت البنيوي ــ ة ذروته ــا الش ــكلي ة القص ــوى ف ــي التعام ــل م ــع النـ ـيص الددب ــي م ــع ظه ــور الت ــوجه البني ــوي ال ــذي يمك ــن نعت ــه
دبالصولي الوصفي (35).
لــذا فـالتوجه الــذي يــراد الوقــوف عنــده هــو التجــاه الــذي يقـد م للمتعــاملين مــع النـيص الدبــداعي أدوات منهجيــ ة تمكــن الناقــد مــن
النفاذ إلى أعماق دبني ة الن يص عند المتكلم كما تمكن من اشتراك المؤلف في صناع ة القرار النقدي الذي أنتجه(36).
أ د دبي ة الن يص ا ل دبداعي :
إين أددبيــ ة الن ـيص الدب ــداعي ف ــي التس ــاس ولي ـد ة تركيبت ــه اللغوي ــ ة ولمعرف ــ ة كي ــف تتحق ــق أددبي ــ ة الن ـيص ؟ أو م ــا الس ــمات ال ــتي ل ــو
تحققت أصبح النيص نصا أددبيا ؟
لدبــد مــن أن ننظــر فــي زوايــا متعــدد ة يمكــن مــن خللهــا كشــف ملمــح الدبــداع وتحديــد هويــ ة الدب فالطاق ــ ة الدبداعيــ ة الــتي
يصــير دبهـا النـ يص نصــا أددبيــا تتحـدد دبمقــدار الخــروج عـن القـالب المرتسـو م ومــا كـانت أددبيــ ة النـيص تــبرز لــو كـانت اللغــ ة الددبيــ ة تطبيقــا
حرفيــا للشــكا ل النحويــ ة الوليــ ة أو دبعبــار ة أخــرى مــا كــان للكل م أن يتحــو ل إلــى أدب لــول أريحيــ ة اللغــ ة دبيــن القواعــد والتســتعما ل
الذي أجاز للدبداع أن يعطل دبعض قوانين اللغ ة .
13
ومن هنا نـدرك أن أددبيـ ة النـ يص تتحدد أتساتسـا نتيج ة لتلف عمليـتين تتألف منهما الظـاهر ة اللغويـ ة وهمـا عمليتـان متواليتـان
في الزمن متطادبقتان في الوظيف ة كالتي )(37
أول :اختيار المتكلم أدواته من رصيده المعجمي للغ ة ) وتسيأتي توضيح دوره في إنتاجي ة النيص (
ثانيا :تركيبه لها تركيبا يتلء م وقواعد اللغ ة والنحو من جه ة مع السماح له دببعض التستعما ل من جه ة أخرى .
إن معي ــار الم ـألوف وغي ــر الم ـألوف ف ــي الن ـ يص الددب ــي ل يتج ــاوز معي ــار التص ـريح أو اليح ــاء أو اليم ــاء فالطاق ــات التعبيري ــ ة
اليحائي ة في الخطاب الددبي يتعذر وجوده ــا دبعيدا عن الطاق ـ ــات التعبيري ة التصريحي ة (38).
وعليه فالن يص الدبداعي على وفق نظري ة الدب إما أن يكون انحرافا عن المـألوف اللغـوي الشـائع أو يكـون دبإضـافات جديد ة إلـى تعبير محايد.
إنتاجي ة الن يص ا ل دبداعي:
لقــد أدى افــتراض تكــون النحــو مــن عــدد محــدود مــن القواعــد القــادر ة علــى توليــد عــدد غيــر محــدود مــن الجمــل إلــى ضــرور ة
صــلحي ة تكــرر دبعــض هــذه القواعــد مــن خل ل نمــوذج القواعــد النحويــ ة المحــدد ة الــذي يقـو م علــى مبــدأ إن الجمــل تولــد عــن وطريــق
تسلسل ة من الختبارات تبدأ من اليمين إلى اليسار أي عند النتهاء من اختيار العنصر الو ل(39).
ولشــك مــن أن هــذا الختبــار يــؤدي إلــى تحديــد للعناصــر دبصــور ة حتميــ ة ولكنــه وجــد أن هــذه الختبــارات محــدود ة ومــن ثــم
فالقواعد النحوي ة غير كافي ة حين تتولد جمل أكثر تعقيدا ولم يعد الفرض القائل دبان التركيب النحوي للجمل ة يمكن معرفته دبنــاء على تحديد الكلمات التي تتكون منها الجمل ة لـذا كـان مـن الواجب وطـرح نمـوذج ثـان للتعامـل معهـا أكـثر تلزمـا أوطلـق عليـه نموذج
قواعد تركيب المكونات الصغرى حيث يبدأ من الجمل ة التي تنقسم إلى مكون اتسمي ومكون فعلي ثم يتـادبع التحليــل حـتى يصــل إلى المكونات التي ل تقبل التجزئ ة (40).
وإذا عرف المبدع هذه المكونات الدقيق ة اتستطاع أن يبني ما شاء من النصوص الدبداعي ة . وقد وجه انتقاد حاد إلـى النمـاذج السـادبق ة فـي إنتـاج النـيص لعتمادهـا وتركيزهـا علـى الجـانب الشـكلي وإغفالهـا المعنـى أو
تقليص دوره إذ صارت الفكار الدللي ة ذات الصـل ة دبالتحليـل النحـوي أكـثر وضـوحا وتحديـدا وصـار معنـى الجمـل مشـتقا دبـأكمله من البناء العميق للنص.
ويرى دبيتوفي أن المكونات المهم ة في نموذج النيص والمرتب ة دبحسب المعاني الحالي ة هي (41):
14
أول :المعج ــم :ال ــذي ينبغ ــي أن يش ــتمل عل ــى معج ــم أتس ــاس مح ــوري ذي مع ــان أتساتس ــي ة أولي ــ ة ومعج ــم إض ــافي يض ــم المعاني الضافي ة .
ثان يـ ـا :نح ــو الن ـيص :ال ــذي يتك ــون م ــن قواع ــد تش ــكيل توليدي ــ ة لنت ــاج ص ــور التمثي ــل غي ــر الفقي ــ ة للن ــص وقواع ــد تحوي ــل
لنشاء تحقيق أفقي تسطحي للنص .
ثالثا :التمثيل التو تسيعي ـ الدللي :الذي ينبغي أن يتبع من خل ل تمثيل امتداد النيص دبنماذج قائمـ ة علـى السـياق لكـل
نص على حد ة في كل عالم من العوالم الممكن ة أو دبعبار ة أخرى إمكاني ة الردبط دبين منظومات النيص دبنماذج غير لغوي ة للواقع . وهكذا تتداخل النماذج وتتشادبه المكونات من خل ل فهم اللغ ة التواصلي ة فتتحقق حينئذ الميز ة الجتماعي ة للغ ة النساني ة .
دور عملي ة الختيار في إنتاجي ة الن يص ا ل دبداعي :
عملي ة الختيار هي مكون أتساتسي من مكونات عملي ة النتاج النيصي وهي في جوهرها اختيار شـكل تعـبيري واحـد مـن
دبيــن مجموعـ ة أدبــدا ل متاحــ ة ويكــون الختيـار فــي ادبســط حــالته دبيــن دبـديلين .أمــا فــي الحــالت المعقـد ة فيكــون الختيــار دبيــن عـدد
كبير من الدبدا ل(42).
ويرى التستاذ تسعد مصلوح أن عملي ة الختيار تحكمها عوامل دبراجماتي ة يمكن تصنيفها إلى نوعين : الو ل :عامل ذاتي :ويشمل اليثارات اللغوي ة للمتكلم ووطادبع تفكيره ومهاراته الدبداعي ة.
الثـاني :عامــل موضــوعي :ويشــكله المق ـا م ) دبأوتســع مفهومــات هــذا المصــطلح ( .وهــذا العامــل مســتقل عــن المتكلــم وان
ك ــان يم ــارس ت ــأثيره م ــن خلل ــه .ويش ــمل العوام ــل المتعلق ــ ة دبالتص ــا ل اللغ ــوي .مث ــل ش ــكل اللغ ــ ة :منطوق ــ ة أو مكتودب ــ ة وش ــكل الخط ــاب ف ــردي أ م ح ــواري وجن ــس الق ــو ل ..إل ــى غي ــر ذل ــك م ــن العوام ــل وكل ه ـذين الن ــوعين م ــن العوام ــل البراجماتي ــ ة حاض ــر
دائما أثناء إنتاج الن يص .ويمكـن ـ نظريا ـ اتسـتنباط ثلثـ ة احتمـالت للعلقـ ة دبيـن العوامـل الذاتيـ ة والموضـوعي ة فـي إنتاجيـ ة النـيص
الدبداعي (43) :
الحتما ل الو ل :قد يخضع الختيار عند المبدع ليثاراته الخاص ـ ــ ة وين ــحى تماما اثر المق ـا م ) العامل الموضوعي (
.ويمكـن التمثيــل لهـذا النمـط دبشــاعر تسـيطر خواصـه النصوصــي ة المميـز ة علـى جميــع قصـائده فـي جميـع الموضــوعات .ويعنــي هذا هيمن ة العامل الذاتي عنده وتنحي ة العامل الموضوعي .ويسمى هذا النمط من المبدعين ) المبدع المتحرر من المقا م (
15
الحتما ل الثاني :أن يكبــت المبــدع ايثــاراته الفرديــ ة كبتــا تامــا ويخضــع تمـا م الخضــوع لمــا يمليــه المقـا م .ويمكــن التمثيــل ل ـذلك دبكتادبــات الجه ـز ة الداريــ ة وكتــاب الــدواوين حيــث يســود العامــل الموضــوعي وينحــى العامــل الــذاتي تنحيــ ة تامــ ة .ويســمى
مثل هذا النمط من المبدعين ) المبدع الخاضع للمقا م (
الحتما ل ال ث ـالث :أن يضــبط المبــدع اختيــاراته تبعــا لمــا يتطلبــه المق ـا م .وهــو العامــل الموضــوعي الــذي يتجــاوز الفــرد
ولكنه يحتفظ في الوقت نفسه دبتفـرده .وخصوصـيته الـتي تميـزه عـن غيـره مـن المبـدعين ومثـل هـذا النمـط مـن المبدعين يسـمى ) المبدع الحساس للمقا م ( إذ هو يخضع اختياراته ...
والنم ــط الث ـالث ه ــو أك ــثر النم ــاط ش ــيوعا ومث ــا ل المب ــدع ال ــذي يحتف ــظ دبخصوص ــياته النيص ــي ة وه ــو م ــع ذل ــك ين ــوع م ـادبين نص ــه
منطوق ــا ومكتودب ــا .والملح ــظ أن المب ــدع الواح ــد ل يل ـز م نمط ــا واح ــدا م ــن النم ــاط الثلث ــ ة دب ــل ق ــد ي ــراوح ف ــي نص ــه دبينه ــا جميع ــا ويمكــن القــو ل دبــان هــذا النــوع مــن التســلوب هــو حصــيل ة تــدافع قــوتين :العوامــل الذاتيــ ة والعوامــل الموضــوعي ة .وهمــا تعملن فــي
اتجاهين متضادين وتحاولن السيطر ة على المساف ة التواصلي ة في لغات البشر .
العبقري ة والتذوق ودورهما في إنتاج النص ا ل دبداعي :
النص الدبداعي تدفع إليه أتسباب هي الـتي تـدفع إلـى الحلـم ويحقـق مـن الرغبـات المكبوتـ ة فـي اللشـعور مـا يحققـه الحلـم و كـذلك يتخــذ مــن الرمــوز والصــور مــا ينفــس عــن هــذه الرغبــات ويخلــق دبيــن هــذه الرمــوز أو الصــور علقــات دبعيـد ة وغريبــ ة فــي الــوقت نفــس
ومــن هنــا تــأتي المتعــ ة الــتي يجــدها الفنــان فــي إخراجــه عملــه الدبــداعي إلــى الوجــود )(.فلحظــ ة الله ـا م هــي فــي الحقيقــ ة لحظــ ة اختلط الشــعور واللشــعور والتقــاء مســتويات الــذاكر ة وأوطرهــا المتعــدد ة دبحثــا عــن الصــور والخيلــ ة الــتي تجســد وتجســم فك ـر ة معيــ ة ..ثــم انصــهارها جميعــا فــي الخلــق الدبــداعي فـالنص الدبــداعي الجيــد يجعلنــا نعيــش فــي مســتويين مــن الــوعي فــي مســتوى
ذواتنا وفي مستوى وعي المبدع ).(44
وكلم ــ ة عبق ــري اتس ــم منس ــوب إل ــى وادي عبق ــر ف ــي الجزي ـر ة العردبي ــ ة وه ــو واد تك ــثر في ــه ش ــياوطين الش ــعر دبحس ــب التس ــاوطير
العردبي ة القديم ة يرتاده الشعراء ويتخذ اتسـما لكـل شـيء متفـرد )) إن العـرب كـانت تقو ل عبقـر دبلد تسـكنها الجـن وأنهـم إذا رأوا
شــيئاا جيــد ا قـالوا عبقــري كـأنه مــن عمــل الجــن إذ كـانت النــس ى تقــدر علــى مثلــه ثــم كــثر ذلــك حــتى قـالوا تســيد عبقــري وظلــم عبقري قا ل ذو الرم ة:
حتى كأن جزون القف ألبسها
من وشي عبقر تجليل وتنجيد دبخيل (( )(45
16
.ومـن هنـا لدبـد مــن أن نمعـن النظــر فـي مصــطلح الفرديــ ة .و الفرديـ ة :هــي امتيــاز المثقــف و آفتـه فــي نفــس الــوقت فـان حريتـه فــي اختيــار الكتــاب الــذي يقــراه والموضــوع الــذي يشــغل دبــه نفســه تجعلــه أيضــا حــرا فــي اختيــار الزاويــ ة الــتي يــرى دبهــا مجتمعــه كمــا أن
إحساتســه دبســيطرته علــى اللغــ ة إذا كــان كاتبــا أو شــاعرا يلقــي فــي نفســه الحســاس دبالقــدر ة علــى التعــبير ودبالمقــدر ة علــى أن يقــو ل كلمته الخاص ة ودبمضي الزمن تصبح القيم التي يؤمن دبها المثقـف مختلفـ ة تمامـا عـن القيـم التقليدي ة الذائع ة فـي عصـره .والدبـداع
احتج ــاج دائ ــم وأفض ــل المب ــدعين ه ــم المحتج ــون تس ــواء احت ــج المبــدع عل ــى أتس ــلوب التع ــبير ف ــي عص ــره أ م احت ــج عل ــى أتس ــلوب
الحيـا ة نفســها .إن المبـدع يحــاو ل دائمـا أن يـدير عجلـ ة الزمــن إلــى التجـاه الــذي يريـده وهــو دبـذلك يريـد أن يفــرض تســلم القيــم الــذي
يؤمن دبه على المجتمع لكن المجتمع أكثر تعقيدا مما يتصور المبدع فيعود في دبعض الحيان من رحل ة وطموحه يائسا فيفتش له ع ــن فلس ــف ة يتخ ــذها مخرج ــا كالتص ــوف والفن ــاء ف ــي الل ــه تع ـالى أو يج ــد دواءه ف ــي العزل ــ ة كم ــا فع ــل المع ــري من ــذ أل ــف تس ــن ة .أو يستخلص الراح ة في التعبير عن الحل م أو خطوات النفس الباوطن ة كما فعلت مدارس السرياليين (46) .
مــن ذلــك يبــدو أن وطريــق العبقريــ ة فــي الدبــداع وطريــق محفــور فــي صــميم علقــ ة الفنــان دبمجتمعــه ) المتــذوق ( ودبــدايته متشــعب ة
دبيــن الخلفــات العميقــ ة الــتي أثــارت فــي نفــس هــذا المبــدع كــثيرا مــن الصــراع حــو ل قيــم هــذا المجتمــع ونهـايته مركــزه فــي الثــر الفنــي
الــذي اتســتطاع دبواتســطته أن يعيــد تشــكيلها فــي نفــوس النــاس فالدبــداع فعــل يتجــه نحــو التنظيــم ول يكتمــل إل دبالتــذوق فكــل مبــدع
دبحاج ة إلى شهود كما يقو ل نتشيه (47).
الخلص ة :
تناولنا في الصفحات السادبق ة دبعضا من المصطلحات التي ترافق الباحثين في علم النيص داخل النظم الدبداعي ة وتـم تسـليط
الض ــوء عل ــى الن ـ يص الدب ــداعي دبوص ــفه ظ ــاهر ة تداولي ــ ة لس ـاني ة يتواص ــل دبه ــا أف ــراد المجتم ــع النس ـاني ودبحثن ــا ف ــي ال ــتراث العردب ــي فوجـ ـدنا ملم ــح لبع ــض المف ــاهيم النيص ــي ة ف ــي اللغ ــ ة وتع ــدد اتس ــتعمالها دبالص ــطلح ف ــي ال ــتراث العردب ــي ف ــي العلـ ـو م الش ــرعي ة عن ــد الصـوليين فــي كتــاب دلئــل العجــاز للشــيخ الجرجـاني كـالنظم والرصــف والســياق .ثــم عرجنــا علــى المفهـو م المتــداو ل حاليــا للنــص الدبــداعي دبوصــفه المدونــ ة الكلميــ ة الــتي تحــدث فــي زمــان ومكــان معينيــن تهــدف إلــى التواصــل والتفاعــل وإقامــ ة العلقــات
دبيــن أفــراد المجتمــع إذ إن النـ يص الدبــداعي نشــاط فكــري مهمتــه تحقيــق التواصــل الفكــري والدبلغــي دبيــن النــاوطقين فــي وقــت يؤكــد فيــه علمــاء اللغــ ة علــى انــه صــنف لغــوي مــدون أو منطــوق .ومــن ثــم دبحثنــا مصــطلح الن ـيص الدبــداعي عنــد البني ـويين والتفكيكييــن
الذين اشتروطوا في الن يص الدبداعي أن يكون مستديرا دبصور ة تتحقق فيها مقصدي ة قائله لذا رفضوا مفهـو م النغلقيـ ة الـذي رافـق
17
الدارتســين للنــص وأيــدوا التجــاه الــذي يقـد م للمتعــاملين مــع النـيص الدبــداعي أدا ة تمكــن الناقــد مــن النفــاذ إلــى أعمــاق البنــاء النيصــي .وأشــار البحــث أيضــا إلــى معيــار الم ـألوف وغيــر الم ـألوف الــذي تتحقــق دبــه أددبيــ ة الن ـيص ودبحثنــا ك ـذلك فــي مصــطلحي النتاجيــ ة
والختيــار ودورهمــا فــي تمييــز الن ـيص عــن اليلن ـيص والــتي تعتمــد أتساتســا علــى المبــدع كمــا عرجنــا علــى مفه ـو م العبقريــ ة والتــذوق ودورهما في عملي ة الدبداع .والحمد لله رب العالمين والصل ة والتسليم على نبينا محمد و آله الطاهرين .
الهوامش :
)(1 )(2 )(3 )(4
ينظر the importance of language ( spectrum book) :
ينظ ــر :التس ــس النفس ــي ة للدب ــداع :د .مص ــطفى تسـ ـويف . 7 :و ومس ــائل ف ــي الدب ــداع والتص ــور :جم ــا ل عب ــد
الملك 55 :
ينظ ــر :المص ــطلح اللس ــني العردب ــي وض ــبط المنهجي ــ ة د.احم ــد محت ــار عم ــر 6 :ـ ـ 8والتس ــاس المعرف ــي لمنظوم ــ ة
الدبداع محمد الحناش 73:وعلم لغ ة النص تسعيد حسن دبحيري 19 :ـ 27
ينظ ــر :التس ــاس المعرف ــي لمنظوم ــ ة الدب ــداع محم ــد الحن ــاش 73:وعل ــم لغ ــ ة الن ــص تس ــعيد حس ــن دبحي ــري 19 :ـ ـ
27 )(5
العين ماد ة ) نصص (
)(6
ينظر :التعريفات الشريف الجرجاني 132 :
)(8
تسور ة البقر ة 187
)(7 )(9
ينظر :أضواء البيان لمحمد المين الشنقيطي 1/192 : ينظر أضواء البيان للشنقيطي 300_3/299 :
)(10
ينظر :جامع العلو م في اصطلحات الفنون عبد الرتسو ل احمد الفكري 1/147
)(12
ينظر :أصو ل السرخسي 1/240 :
)(14
ينظر الوجيز في أصو ل فقه اللغ ة محمد النطاكي 289:
)(11 )(13 )(15
تسور ة يوتسف 84 :
تسور ة التسراء 23 :
النص اللغوي دبين السبب والمسبب دراتس ة تطبيقي ة د .نهاد فليح العاني 25:
18
)(16
دلئل العجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني 390:
)(17
مدخل إلى علم الدلل ة :تسالم شاكر 31 :
)(19
ينظر :اللغ ـ ـ ـ ـ ــ ة والمعنى والسياق جون لين ـ ـ ــز 218 :ـ 219وعلم الدلل ة د .احمد مخـ ـ ـ ــتار عمر 77 :
)(21
ينظر :المفاهيم معالم د .محمد مفتاح 16:
)(23
ينظر :ظواهر أتسلودبي ة في الشعر اليمني الحديث احمد قاتسم الزمر 29 :
)(18 )(20 )(22
ينظر :علم الدلل ة د .احمد مختار عمر 72 :
ودلئل العجاز 100-99:
ينظر :تحليل الخطاب الشعري )إتستراتيجي ة التناص ( د .محمد مفتاح 12 :
)(24
Dictionary of language and linguistics.p.238
)(25
ينظر :علم لغ ة النص 99 :
)(27
ينظر :علم لغ ة النص 100 :
)(29
النص اللغوي دبين السبب والمسبب دراتس ة تطبيقي ة د .نهاد فليح العاني 29:
)(31
ينظر :علم لغ ة النص 96 :
)(33
ينظر :علم لغ ة النص 96 :
)(35
ينظر :التساس المعرفي لمنظوم ة الدبداع 85:ودبناء النص التراثي فدوى مالطي 12:
)(37
ينظر :اللسانيات واللغ ة العردبي ة د .عبد السل م المسدي 211 :ـ 212
)(26 )(28 )(30 )(32 )(34 )(36 )(38
ينظر :علم لغ ة النص 99 : ينظر :علم لغ ة النص 100 : ينظر :علم لغ ة النص 93 : ينظر :علم لغ ة النص 96 : ينظر :التساس المعرفي لمنظوم ة الدبداع 84 :ـ 85
ينظر :دبناء النص التراثي فدوى مالطي 12:
ينظر :التسلودبي ة والتسلوب د .عبد السل م المسدي 82 :
19
)(39
ينظر :علم لغ ة النص 82 :
)(40
ينظر :علم لغ ة النص 83 :
)(42
ينظر :الدراتس ة الحصائي ة للتسلوب دبحث في المفهو م والجراء والوظيف ة :التستاذ تسعد مصلوح 131:
)(44
ينظر :مسائل في الدبداع والتصور 102:
)(46
ينظر :مسائل في الدبداع والتصور 111:
)(41 )(43 )(45 )(47
ينظر :علم لغ ة النص 88 : ينظر :الدراتس ة الحصائي ة للتسلوب دبحث في المفهو م والجراء والوظيف ة 131:ـ 13 ينظر :رتسال ة الملئك ة لدبي العلء المعري 25 :
ينظر :مسائل في الدبداع والتصور 112:
الفصل الثاني نموذج النثر قراءة لسانية في المملكة السوداء 20
للكاتب محمد خضير
قصة الشفيع مثال
مدخل :
عنيت اللسانيات ومنذ نشأتها دبدراتس ة اللغ ة والنصوص الددبي ة دراتس ة علمي ة وهي تحاو ل في ذلك رصد الخصائص
الكلي ة والجزئي ة المميز ة لكل نص إدبداعي ،فهي تحيط دبرقع ة اللغ ة كلها إذ إن جميع الظواهر اللغوي ة ادبتداء من الصوات حتى
أدبني ة الجمل الكثر تركيبا هي فضاء جدير دبالكتشاف ،ويمكننا من خللها أن نكتشف الحقيق ة التساتسي ة في اللغ ة المدروتس ة فجميع الوقائع اللغوي ة مهما تكن يمكن أن تكشف عن لمح ة من حيا ة الفكر دبأكملها منظور إليها من زاويا خاص ة كالزاوي ة
الصوتي ة أو الصرفي ة أو التركيبي ة أو البلغي ة .وعند اختيار النص الدبداعي ل نستطيع أن نحدد جودته ما لم يكن ممتلكا الظواهر اللغوي ة اللفت ة تسواء أكان ذلك شعرا أ م نثرا .
فلكل مبدع لمسات واكتشافات وعلى القارئ ) المتلقي ( أو الباحث أن يمتلكها ليحل رموزها دبالتبسيط والتحليل إلى مستويات معروف ة ولقص ة الشفيع للكاتب ) محمد خضير ( جوانب جدير ة دبالكتشاف والتجزئ ة فجاءت القص ة ) الشفيع ( محمل ة دبالشارات التاريخي ة والمعاني العرفي ة التي تسود المجتمع العراقي إذ عالجت قضي ة ل تكاد تنفصل عن العرف
الجتماعي المتحيز لشيع ة أمير المؤمنين ) عليه السل م ( في العراق .وهي مناتسك الزيار ة للمراقد المقدتس ة في كردبلء .
21
فيتناو ل البحث دراتس ة أتسلودبي ة على رصد المستويات اللغوي ة الصوتي ة والصرفي ة والتركيبي ة التي عرضت رؤى القاص ) محمد خضير ( حو ل زيار ة الردبعين للما م الثائر الحسين ) عليه السل م ( وما يرافق تلك الشعير ة المقدتس ة من وطقوس ديني ة عند
الشيع ة المامي ة الثني عشري ة في كردبلء العراق تمجيدا لتلك الثور ة عبر التاريخ .
تووط ئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة : تتجاذب الدراتس ة اللساني ة عند التسلودبيين مسالتان هما الحصاء والنزياح أو العدو ل . .1
الحصاء :إن اللسانيات تنظر إلى مبدأ التكرار من حيث الكم لبعض العناصر اللغوي ة فالذي يتكرر أكثر من غيره ودبصور ة جليه أولى دبالدراتس ة من غيره ،لن تكراره يمثل تسم ة أتسلودبي ة في النص الدبداعي والمبدع فالباحث يعو ل
عليه كثيرا وكذلك المبدع. إل أن الحصاء ل يمثل تسوى قاعد ة تنطلق منها اللسانيات ،فالجانب الحصائي ليس غاي ة الدراتس ة اللساني ة ول يمثل متسعا مع إهما ل النواحي الدللي ة فقد تتحو ل النصوص إلى كتل صماء تراوح مكانها ما لم تكن تؤدي دورها
الفعا ل في إيراد المعنى(1). .2
النزياح :ويسمى العدو ل عند دبعض الباحثين ودبعضهم يعده شروطا مهما في اللسانيات فيبالغ ليجعل من الغرادب ة والندر ة والخروج عن المألوف ركيز ة مهم ة في النتاجات اللساني ة ).(2 وليس حرف اللغ ة تسوى مرحل ة أولي ة من عملي ة النزياح الكبرى فتتلوها المرحل ة التأويلي ة التي تعيد الصور ة
إلى حظير ة اللغ ة ،ول دبد هنا من حضور الوظيفي ة التوصيلي ة وإل فقد النص جزءا من انتمائه إلى اللغ ة فالخطاب الدبداعي خطاب لغوي توصيلي أول فتهيمن فيه الوظيف ة النصي ة الخاص ة دبه دون أن تغيب الوظيف ة التوصيلي ة
الولى.
ومن هنا ل يكون النص نقيضا للغ ة التواصلي ة إل في القرين ة الولى ،ثم يعيد انتمائه إليها دبعد تراجع دبعض مظاهر
الوظيف ة الدبداعي ة وكثيرا ما نلمس ذلك لدى المتلقي الذي يدخل إليه النص دبواتسط ة الهال ة البلغي ة الصوري ة ثم ما تلبث أن تتراجع ليستقر موجزا مجردا عائدا دبذلك إلى المرحل ة الولى التوصيلي ة (3) .
22
وتعد نظري ة النزياح دباعتبارها أجزاء لغوي ة تعد دبعدا مهما في التراث الدللي لذا يرجح أن يكون أتساس النزياح هو ما قصده القدماء دبالغرادب ة والعجب .
الجانب التطبيقي :
المستوى الصوتي :
إن دراتس ة الصوت اللغوي ضمن المنهج التسلودبي تمثل أهمي ة دبالغ ة تتجلى من خل ل ردبط الظواهر
الصوتي ة دبالمعنى أو ما يسمى دبالمحاكا ة الصوتي ة ،لذا اشترط من يوافق دبذلك وعلى رأتسهم ادبن جني اشتروطوا في
الصوت وظيف ة تسياقي ة مرتبط ة دبالمعنى وقسموا ذلك إلى .(4) : .1
محاكا ة الصوت اللغوي للصوت الطبيعي ويتجلى ذلك في تسمي ة الشياء دبما يصدر عنها من صوت مثل : صهيل الفرس ،خرير الماء ،هديل الحما م ،نقنق ة الضفادع ،زقزق ة العصافير ....الخ .
.2
محاكا ة الصوت اللغوي للمعنى ،ويذكرون أمثل ة ذلك منها رواي ة تسليمان دبن عباد الصميري عن أئم ة اللغ ة حينما تسؤ ل عن القلم والذغاذ ،قا ل عن الو ل هو عود دبري من وطرفيه وعن الثاني :إني لجد فيه يبسا شديدا وأظنه الحجر.
.3
محاكا ة الصوت اللغوي للفعل تسواء دبالشتقاق أ م دبالجهد المبذو ل من قبل الناوطق دبه مثل :دحرج من دحر ودرج ،والتاء في افتعل وماضيها من معنى يد ل على الجهد يستشف من خل ل دبعض الشواهد القرآني ة وأدبيات الشعر وغيرها من النصوص الرفيع ة. ودبعد ذلك فمن الطبيعي جدا أن تستند اللسانيات على ذلك القانون ،لنه المفتاح الو ل والشيفر ة الولى لمغاليق النص الدبداعي ومن ثم المؤلف ل تسيما إذا تكرر البناء الصوتي أو الفونيم داخل المتراصفات
الموزائيكي ة التي تشكل دبائتلفها حجر ة الفسيفساء الملون ة للبناء اللغوي وهي الديباج ة التي تظهر وتبهر
الناظر إليها.
ولعل من يقرأ المجموع ة القصصي ة للكاتب والقاص ) محمد خضير ( ومن ـ ـ ــها قص ة ) الشفيع ( يجد فيها دبناء
لغويا يصلح للدراتس ة والتعمق التسلودبي لما فيها من غرائبي ة وملحمي ة عمد إليها القاص عبد تسلتسل السرد
23
التي ل يستحصل معناها الدقيق .إل من خل ل التفكيك عبر المستويات المعروف ة لدى المحلل التسلودبي .إن مهيمنات القص من الفونيمات في قص ة الشفيع هي كالحرف الصفيري ة اذ تسارت في ألفاظ القص مثل حرف ) السين ( الذي تكرر قرادب ة خمسمائ ة مر ة دبأشكا ل نذكر منها ) :الرؤوس ،السطوح ،اللمس ،السقف ،
تناتسخت ،التسلسل ،السماو ة ،السبايا ،زرق ة السماء ،السللم ،تسياج ،السوداء ،العباس ،تسهم ،
تسيف ،تساق ،تسفين ة ،معسكر السوق ،شارع ،تسأدبقى ،تتحسس ،القوس ،الساحات ،جسد ، النحسار السريع ،دبياض أملس يسيل ،السندس ،التستبرق ،الفارتسي ،همسات الدعي ة ،السكون
العجيب ،تسيلتقي على الناس دبالسفين ة ...الخ .
فعلى الرغم من أن فونيم السين يكاد يشترك في دللته على الهمس والرق ة والنسيادبي ة والذودبان داخل الكم
الهائل من المتراكمات الصوتي ة والسبب في ذلك يعود إلى وطبيعته فهو صوت أتسناني لثوى المخرج يتسم دبالرخاو ة والترقيق كونه مهموتسا(5).
إل انه ضمن هذه العائل ة الصوتي ة يظهر دبأكثر من صور ة فلو أخذنا مثل كلم ة ) الرأس( التي اتستخدمها القاص
كثيرا وكان يعو ل عليها أكثر من غيرها من اللفاظ التي جاءت في تسرده لحداث زيار ة ) الردبعين ( للما م الحسين ) عليه السل م ( إذ تكررت تسبع عشر ة مر ة دبدللت تسياقي ة وحالي ة مختلف ة دبعضها عن دبعض.
فقد ذكر القاص ) :رؤوس الزائرين ،رأتسها المرتكز على حاف ة الذل ة ،رأس الحبلى كتفاح ة محترق ة
الجوانب ،الرأس الضاج ،رأتسها المسمو م ،رأس وحش ،رؤوس الشياوطين ،أو من في رؤوتسهم
الشياوطين ،رأس مفتاح دباب الجن ة ،رأس الما م الحسين ،الرؤوس المنفض ة ،الرؤوس المنهمر ة ،الرؤوس
الشاهق ة ،الرؤوس المحتشد ة ،الرؤوس الجالس ة ،الرؤوس النائم ة ،الرؤوس السائر ة ،رؤوس
الصادبع ...فائتلف السين مع مع أصوات الماد ة الواحد ة الهمز ة الشديد ة والراء المكرر ة المتوتسط ة ) (6إذ
أعطت مع دباقي السياقات معاني متعدد ة تد ل على اضطراب الفكار في هذا الحشد المتراكم دبشكل يلفت النظر في قصدي ة واضح ة للمبدع ،فالتضاد القائم دبين المعاني المتعاقب ة في تسرد الحدث القصصي متأثر
دبالنسيج الشعري الغامض المر الذي يذكرنا دبأدبي تما م وأدبياته الغامض ة الذي كان يحتكم فيها إلى قانون الضداد
ليجعل منها معاني مبتكر ة.
24
إذن فاتستعما ل الرأس كاتستعمــا ل المعاني الغامض ة :لن فونيــم الســين ـ دبالمعنى ـ قد انتمى إلى عائلتين من المعاني هما : تكاد تكون الصلة منقطعة تماما الجهل
الميمان
رؤوس الزائرين الرأس المرتكز على الدكة رأس مفتاح باب الجنة رأس الحسين
الرأس المحترق أو التفاحة المحترقة الجوانب الرأس الضاج الرأس المسموم رأس الشيطان أو من في رأسه الشيطان
هذا على مستوى النسق اللغوي في ماد ة واحد ة في تسياقات مختلف ة والمر نفسه يعاد في اتجاهين متعاكسين فتكرار الفونيم تكرار للمعنى الذي يحتويه ذلك الفونيم داخل النسيج البنائي . الجهل اللمس السللم التسلسل تتحسب السجاد الفارسي جسدها عرق الجساد المسامات الطواف السريع النحسار السريع الهسيس الخنافس
الميمان معسكر سيف سياق العباس القوس المسبحة السبايا السقف السندس الستبرق همسات الدعية السكون العجيب نقطة اللتقاء هي السفينة
وذلك دباعتبار تسفين ة نوح ) عليه السل م ( شملت كل الحيوانات العاقل ة وغير العاقل ة .وهذا ما نصه مضمون حديث الرتسو ل
الكر م ) صلى الله عليه وآله ( :أن مثل الحسين فيكم كمثل تسفين ة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وغرق .
25
أما فونيم الصاد ) (7وهو صوت لثوي احتكاكي أتسناني مفخم وهو رخو مطبق ) (8في الكلمات ) :صحف ، الصعب ة ،المرصوف ،الصبي ة ،الصبي ،الصبيان ،حصى الرمضاء ،الناصري ة ،الصادبع ،الصبع المتخيل ة للرب ،
الصعود ،ينصهر ،الصقيع ،الصدور ،أصداء ،اتصا ل ،الرايات ( كلها تمثل فكر ة اليمان والجهل المركب لدى الناس
يجعل من وظيف ة الصوت اللغوي السباق ة تمثل محوري الخلف أو التضاد. الجهل
اليمان البصبع المتخيلة للرب الصعود ينصهر حصى الرمضاء الصدور
الصبة الصبي المربصوف الصخب الصنوج
ومن ثم نتآزر الضداد لتكون تسردا ل دبد منه يعطي الصيغ ة الغر ائبي ة للقص.
ومن المهيمنات فونيم الشين والفاء حيث عنوان القص ة ) الشفيع ( ويلحظ هذا في الكلمات مثل :شفيعي ،الفرات ،
حفيف الماء ،الفاكه ة ،شفاف ة ،رفيع ،شهرك ،تنتشلها ...الخ .
هذان الصوتان كلهما ينتمي إلى عائل ة صوتي ة واحد ة من حيث صفاتها الصوتي ة فكلهما )) مرقق مهموس رخو (( )
.(9
إل أنهما اختلفا في العائلتين المعنونتين وهما الجهل واليمان . الجهل
اليمان شفافة شفيع حفيف الماء
شهدك الفاكهة تنتشلها نقطة اللتقاء ) الفرات ( و ) شرب الماء (
لما يغلب على اللفاظ انسجا م صوتي الفاء والشين ليد ل على شرب ماء الفرات .فرمز إليها دباللفاظ التي تحتوي على
الصوتين في هذه العبار ة .
26
كما لوحظ على كثير من اللفاظ التي تحمل صوت الراء المكرر والمجهور في قص ة الشفيع فهي ) :الرب ،المرصوف ، ينصهر ،الرمضاء ،الصدور ،الرأس ،الرؤوس ،الرايات ،التستبرق ،الفارتسي ،النحسار السريع ،العرف ،
الزائرين ...الخ ( .
وكذلك صوت ) الباء ( الذي تسرعان ما تكرر ليوحي إلى دللت اختفت خلف لفظ ة وهو صوت انفجاري جهور عند
نطقه يحتبس الهواء في الفم ودبعد ذلك ينفجر انفجارا مفاجئا .ومنها 0التستبرق ،الرب ،السبايا ،العباس ،تسأدبقى ، دبياض أملس ،السكون العجيب ،دباب الجن ة ... ،الخ (.
فعند ملحظ ة هذه اللفاظ التي غلب عليها صوت ) الراء والباء ( لعلها تشير إلى ما أشار إليه حرفا ) الشين والفاء ( إلى
عبار ة ) شرب ماء الفرات ( الذي منع على الحسين )عليه السل م ( فهي عبار ة احتوت على حرفي الباء والراء .
يلحظ مما تسبق في هيمن ة الصوات المهموتس ة الرخو ة وغيرها المكرر ة والنفجاري ة تشير إلى إدبداع الكاتب )القاص( من عرض فكرتي اليمان والجهل ،التي تسود المجتمع في أي زمان ومكان فهو يرمز أو يشير من دبعيد دباللسان دبالفعل والني ة
دبالجهد والهمس والتفجع والشجن الخفي إلى حقيقي ة القاتل للما م الحسين ) عليه السل م ( وذلك هو جهل الناس دبه في ذلك الزمان وفي زماننا هذا أيضا ،لن الذي يمعن النظر في ثور ة الما م الحسين )عليه السل م( يجد من العبر والقوانين والنظم ة ما
ينوء دبحمله الكاتب والقارئ المثقف .
فالذي قتل الحسين ) عليه السل م ( الجهل وليس السيف ،لن السيف عاد ة يرمز للشجاع ة و للحق وإحياء الشعائر كما يريدها الحسين ) عليه السل م ( دبالفعل النساني ل البدني فمساعد ة الحق ونصرته شعير ة من شعائر الحسين )عليه
السل م ( وإوطعا م المسكين وإغاث ة الملهوف وإقراء الضيوف وإعاد ة الما ل المغصوب إلى أهله ولو كان قد زوجت دبه النساء
وملكت دبه الراضي والضياع ....
فهذه السمات هي من أعظم الشعائر التي اتستشهد الما م الحسين ) عليه السل م ( من اجلها ،ومن قبله أدبوه على دبن أدبي
وطالب ) عليهما السل م ( وكانت لتؤخذ إل دبالسيف فالسيف أدا ة مزدوج ة التستعما ل وقد رافقتها دلل ة عرفي ة في التراث العردبي تغنت دبها الشعراء وافتخر دبها الشجعان وامتدح دبها الكرماء ولكن الجهل إذا تسيطر على هذه الدا ة انحرفت عن
معناها الحقيقي الموضوع لها وانحطت دلليا فالسبب يعود لفكر ة الجهل دبالمكان ة وليس الجهل دبالنسب فالحسين عليه السل م معروف دبنسبه الشريف مجهو ل دبحقه دبالولي ة أما م هال ة العل م التي وجهتها السلط ة الموي ة الجائر ة .
27
المستوى الصرفي :
المعاني اللغوي ة ل تتم إل دبعد ما تتآزر فيما دبينها عن وطريق السياق التا م المتألف من أجزاء دقيق ة مرصوص ة داخل النسيج
اللغوي للنصوص الدبداعي ة ولما كان الصرف علم المورفولوجيا يدرس الصيغ ووظائفها واشتقاقاتها المختلف ة المجرد ة والمزيد ة ويتكون من وحدات صرفيه ) مورفيمات ( حر ة ومقيد ة فان الدلل ة الصرفي ة هي الدلل ة المستمر ة عن وطريق الصيغ الصرفي ة
ودبنيتها وما يطرأ عليها من تغيرات تنعكس على دللتها(10).
فالماد ة اللغوي ة ) ف ع ل ( والتي تمثل الجذر اللغوي الذي يشترك فيه اكبر عدد من الكلمات من حيث القلب الصيفي
يضاف إليه معنى الصيغ ة المجرد ة من الحرف الصو ل إلى ماد ة الصو ل عند الشتقاق فيتحد المعنيان داخل التركيب
الصرفي للكلمات ن لن الحرف الصو ل ل معنى لها على الوطلق ما لم تقع ضمن صيغ ة وهذا ل يتحقق خارج مكانها من
النظم الصوتي للكلمات(11).
ويمكن تقسيم التستعمالت الصرفي ة في ) قص ة الشفيع ( دبحسب الدبني ة الصرفي ة أفعا ل وأتسماء :
.1
أ دبني ة الفعا ل : الفعل حدث مقترن دبزمن وهذا الزمن من دعائمه ومقوماته واهم خصائصه ،دبل عد أهم مقياس لعراق ة اللغ ة ، ولما كان الزمن غير ثادبت فان الحدث المرتبط دبه يتسم دبالتجدد والحدوث أيضا يقو ل عبد القاهر الجرجاني : )) إن موضوع التسم على أن يثبت دبه المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدده شيئا دبعد شيء وأما الفعل
فموضوعه أن يقتضي تجدد المعنى المثبت دبه شيئا دبعد شيء(12) ((...
وإضاف ة لهذا المعنى حدد الصرفيون معاني عام ة يشترك فيها الفعا ل ضمن الباب الصرفي الواحد(13).
والمطلع على قص ة الشفيع يجد فيها المبدع قد أكثر من اتستعما ل الفعا ل المجرد ة من دباب 0ن ييصير يينرصرر ( مثل :
يوطييل ييرطريل ،يريصيد ييررصرد ,يكيتيب ييكرترب ،يريقيب ييررقرب ،يريتسيل ييررتسرل ،ن ييظير يينرظرر ،يقيتيل ييقرترل ...الخ . وهذا الباب ) ن ييصير يينرص رر ( يفيد الدلل ة على التفريقي ة إضاف ة للتلبس دبالحال ة الفعلي ة (14).
وهي حال ة من الحيوي ة والنشاط غير المألوف دباليا م العادي ة للنسان وخاص ة ما تلحظ في المناتسبات الديني ة أيا م إحياء شعير ة زيار ة العتبات المقدتس ة كأعياد الغدير والتصدق دبالخاتم وهي من رموز الشيع ة في العراق فكأنما أراد
المبدع من هذا التستعما ل أن ينتقل دبأفق القارئ إلى الجو الحركي دبسرده هذه الفعا ل التي جعل منها حقل تسرديا
28
تتصارع فيه الحداث الملصق ة دبالحوار القصصي ،إذ صاغ من الفعل الدا ل على الحركي ة المقصود ة ظرفا حواريا وذلك دبإتسناده إلى دبعض شخوص القص ة.
ولعل الكاتب ) القاص ( كان يدرك أهمي ة اتستعما ل الفعل فأدبد ل على التجدد والحدوث المر الذي قاده دبقصد أو
دبغير قصد إلى أن ينقل صف ة الحرك ة والتجدد الموجود ة في الفعا ل إلى التسماء كما تسنرى .
.2
أ دبني ة التسماء : ل نريد التعقيب على نص عبد القاهر الجرجاني المذكور تسادبقا ولكن نريد أمرا فيما يخص الدلل ة التسمي ة ، صحيح أن التسم يد ل على ثبوت الحدث ) ،(15وهو ليس كالفعل من حيث الدلل ة على الحرك ة والتجدد .إل أن دبعض التسماء وان كانت توحي دبذلك إل أن الحرك ة تنبض فيها وتخفق كلما زاد اتستعمالها وخاص ة التي تقو م
مقا م الفعل دبالوصف ،فليس كل فعل هو ما قا م دبه الفاعل ! فقد يتصف دبه وهو محل خلف (16).ويسمى
الفاعل غير الحقيقي كقولك في :مايت زيدد ،واخضير اليزررع .فالتسماء التي على هذه الشاكل ة تضارع الفعا ل من حيث الدلل ة .فمثل كلم ة زهر ة :وهي اتسم لكنها غير جامد ة في المعنى فهي ناتج ة عن حرك ة ادبتداء من البذر ة
حتى أصبحت زهر ة كامل ة.
أما من حيث التستعما ل اللغوي فالمصدر اقرب صور ة للفعل من دباقي التسماء المشتق ة من الفعل وهذا ما يلحظ
على القاص ) محمد خضير ( في قص ة الشفيع إذ حافظ على اليقاع الهارموني الذي كان يصدره الفعل من خل ل اتستعماله المصدر الدا ل على الحرك ة والتجدد ويوحي دبالحدث أكثر من دباقي التسماء مثل ) :النقضاض ،
الطواف ،الدوران ،اليباس ،النواح ،الصراخ ،الهسيس ،النحسار ،البكاء ،الحفيف ،الوصو ل ،التورد
،اللتواء ،التوهج ،الوهج ،النهمار ،الضجيج ...الخ (
فهذه المصادر ) الصيغ ة التسمي ة ( تد ل على الحدث وديمومته أكثر من الفعا ل لما في الفعل من تقييد للحدث في الزمان .فالمصدر هو التسم الدا ل على الحدث المطلق أو المجرد الذي ل يقيد دبزمن أو مكان أو أدا ة وقد يكون
المصدر معبرا عن الحدث المجرد فقط .وهذه دللته الصلي ة ،وقد تضاف إليها دللت أخرى لدللته على أداء أو صوت أو تسير أو حرق ة ،وقد تسميت المصادر التي تد ل على الحدث المجرد فقط دبـ) المصادر المتعين ة في
29
المصدري ة ( تقادبلها المصادر المعنوي ة وهي المصادر التي خصت أدبنيتها دبمعان معين ة تضاف إلى الدلل ة الصلي ة ) الحدث المجرد().(17
فالحدث المجرد أصل في المعنى والشتقاق وقد عمد القاص إلى الكثار منها دبصور ة واتسع ة في أثناء كتادبته لقصته لينقل فيها تراثا دينيا يكاد يكون ثادبتا متكررا من حيث التجديد ،ومتجددا من حيث المحمولت المعنوي ة
والحركي ة المصاحب ة عن وطريق التقد م الزمني لتأدي ة الطقس الخالد مع خلود صاحبه ) عليه السل م ( . .3
لقد تسادت في قص ة الشفيع دبعض صيغ جموع التكسير المطرد ة مثل ) :أفيعا ل ،أفععل ة ،فـررعو ل ( دبصور ة لفت ة
للنظر ،وقبل أن نتناولها لدبد لنا من أن نعرف ما الوطراد ؟
إن المراد دبالصيغ المطرد ة ما تتطلب مفردا مشتمل على أوصاف معين ة إذا تحققت فيه جاز جمعه تكسيرا
على تلك الصيغ ة من غير تردد ول رجوع إلى كتب اللغ ة أو غيرها لمعرف ة وروده عن العرب .أو عد م وروده فمثل هذا الجمع يكون صحيحا فصيحا ولو كان غير مسموع(18).
ا /أفيعا ل :اتستعملت من مفردات عديد ة مثل أنواع جمع نوع دبوزن ) فـرععـل ( ،أدبواق جمع دبوق دبوزن ) فـرععـل (
أتسوار جمع تسور دبوزن )فـرععـل( أيضا وأنهار جمع نـ يعهـر دبوزن )فـ يععـل( ،أشياء جمع شيء دبوزن )فـ يععـل( وأنصار جمع
نصير دبزن ة )يفععيل( ،أوطفا ل جمع عوطفل دبوزن )عفـععـل( آذان جمع أرذن دبوزن )فـررعـل( أثداء جمع ثدي دبوزن )فـ يععـل( ، أفنان جمع فنن دبوزن )فـ ييعـل( ،أضواء جمع ضوء دبوزن )فـ ييعـل( ...الخ .
فجاء دبها مطرد ة في المفرد على علم دبما تطرد فيه هذه الصيغ ة في 0فـ يععـل ،فـرععـل ،عفـععـل ،يفععيل ،فـررعـل ،فـ ييعـل (
) .( 19ولكل دللته في المفرد إل أنها وحدت أوصاف المفرد من خل ل شكل الصيغ ة ودبالتالي وحدت أصحاب الحداث المفرد ة ) الزوار ( على الرغم من تعدد ألوانهم وأعمارهم ليوحي دباشتراكهم في الطقس العبادي الذي
يتساوى فيه الصغير والكبير والذكر والنثى.
ب .أفععيل ة :ومن أمثل ة في قص ة الشفيع ألفاظ كثير ة منها ) :أفعريش ة ،أدبعنيي ة ،أمتعيع ة ،أمعكين ة ،أدعخينه ،أرعصيف ة ، أععميد ة ،أدبعخيره ،أدععيي ة ،أغعطيي ة ،ألعويي ة ،أوطععيم ة ،أشعريدب ة ،أرعغيف ة ..الخ .
جاءت ليراد المواقف مع كثر ة الزائرين وما يحتاجون إليه وهو اتحاد في الجمع والمفرد إذ إن مفردات هذا الجمع
تكون دبوزن )عفيعا ل( أو )يفععيل ( للتسم المذكر الردباعي الذي قبل أخره حرف مد ).(20
30
إن ) أفيعا ل ،أفععيل ة ( جمعان للقل ة دبحسب تصنيف الصرفيين ) .(21إل أن إراد ة الكثر ة والقل ة ل تحدده الصيغ ة فقط فقد ينصرف جمع الكثر ة الى القل ة ودبالعكس دبحسب السياق اللغوي والمقا م الذي حلت دبه اللفظ ة ).(22
فسياق المقا م والمقا ل الذي تناوله القاص ) محمد خضير ( يشير إلى أعداد هائل ة من الزوار لضريح الما م الحسين
)عليه السل م ( لتتحو ل دلل ة جمع القل ة إلى الكثر ة دبحسب تسياق الحا ل. المستوى التركيبي :
الجمل ة :إن اللغ ة نظا م والكل م أداء نشاوطي وطبقا لصور ة صوتي ة ذهني ة والكل م هو التطبيق الصوتي والمجهود العضوي الحركي الذي تنتج عنه أصوات لغوي ة معين ة(23).
والجمل ة مثا ل للكل م تنطق وتسمع وتشير إلى معنى محدعد )(24والجمل ة العردبي ة جمل ة اتسنادي ة يتألف نظامها من مسند ومسند إليه ،ل يستغني أي منهما عن صاحبه :لنهما ركنان أتساتسيان فيها .وقد عرف تسيبويه دبأنها
)) ما ل يستغني واحد منهما عن الخر ول يجد المتكلم فيه دبدا ...فمن ذلك قولك يذهب زيد ،فل دبد للفعل
من التسم (().(25
والجمل ة الفعلي ة هي التي يعبر دبها عن الحدث مسندا إلى زمن منظور إليه دباعتبار مد ة اتستغراقه منسودبا إلى فاعل
موجها إلى مفعو ل إذ لز م المر فموضوع الجمل ة الفعلي ة أن تأمر دبحدث وان تقرر حدثا وان تتخيل حدثا(26) .
وفي قص ة الشفيع نجد الجمل ة الفعلي ة البسيط ة المتكون ة من فعل وفاعل ومفعو ل أو من فعل وفاعل ،وهي تتكرر
) فى 382مر ة ( لنعبر عن الحدث الذي ل يحسده تسوى الفعل دباختلف الزمن ة والقرائن فلو أمعنا النظر في مقطع مختار من القص ة يقع في عشر ة اتسطر نجد الحرك ة والتعبير عنها دبالفعل مهيمن إذ يستعمل القاص الجمل ة
الفعلي ة 20مر ة .
قا ل القاص محمد خضير في الشفيع )) :في الجانب المقادبل من ممر الشهداء الصاخب ،يمتد تسطح أووطأ من
تسطحهما دبل تسياج ،امتل دبعائلت النصار تجاوره تسطوح واوطئه ،وشرفات أخرى أووطأ منها ،ومر موكب للزنجيل تتقدمه لفت ة تسوداء ،ثم صور ة ضخم ة يحملها صبيان تمثل الما م الحسين يرفع إحدى يديه للعلى
وتحيط رأتسه هال ة مضيئ ة ،ويسند إلى فخذه أخاه الما م العباس الذي أثنى إحدى تساقيه وقد قطعت ذراعاه وانغرز تسهم في عينيه ،وتنتشر حوله عد ة حردبه :تسيفه وخوذته ودرعه وقردبه الماء المراق ،ويقطع خلفي ة
31
الصور ة خط ازرق رفيع يمثل نهر الفرات ،يعسكر عنده الفرتسان المويون ،وفي ركن آخر من الصور ة خيا م الهاشميات تقف إحداهن محني ة الوجه أما م خيم ة ترفع كلتا يديها إلى السماء التي دبدت في الصور ة غامض ة
الزرق ة(().(27
فهذا النص يحمل دبين وطياته إتسهاب القاص في وصف الحدث عن وطريق الجمل الفعلي ة التي مثلت دبسردها هيكل
كامل جسدها نبا من الحدث أيا م الزيار ة الردبعيني ة لسيد الشهداء الما م الحسين ) عليه السل م ( :وقد نوع القاص
في توظيف الجمل الفعلي ة دبحسب السياق التاريخي واغلبها كان يشير إلى الماضي ،لن القرائن التاريخي ة للجمل حددت زمن هذه الجمل فالتاريخ تدخل ليحدد فتر ة هذا الماضي :لن تحديد الزمن في تسياق الجمل ة دبالتاريخ
يكون أقوى من القرائن اللفظي ة وعلى ذلك يقو ل القاص في النص السادبق )) :يرفع إحدى يديه إلى العلى ...
ويسند إلى فخذه أخاه الما م العباس ...وقد قطعت ذراعاه وانغرز تسهم في عينه (28)(( ...فيه قرين ة تاريخي ة نقلت الماضي القريب إلى الماضي البعيد ،فهذا الحدث التاريخي أقوى من الماضي مجهو ل الزمن.
* اتستعما ل ) كان ( ودللتها على المضي :
إن النحا ة القدماء أشاروا إلى الماضي في اتستعما ل ) كان ( على اختلف أوضاعها ودبناءا على ذلك يمكن القو ل إن )كان( تد ل من خل ل السياق على التستعما ل الماضي الوظيفي مجردا من القرائن التاريخي ة أو المعنوي ة ،لن ) كان ( مع التسم والخبر تفيد اتصاف اتسمها دبمعنى خيرها اتصافا مجردا في زمن يلئم دبنيتها أو دبني ة المذكور
في الجمل ة من مشتقات مصدرها فإنها يمكن أن يخبر عنها دبالجمل ة الماضي ة.
وهذا ما يلحظ في قص ة الشفيع من دللت إذ تكرر اتستعما ل كان ومشتقاتها ) ( 113مر ة فشكلت جمل
كان اغلب الخبر فيها جمل ة .
كقو ل القاص )) :فكانت أعينهم تكشف دبعجب مولد ذلك العالم المصفوع العاري ...كانت القدا م السريع ة تحرك قصاصات الورق ...وكان الرجل قد عاد لحمل السفين ة إل انه لم يكن يدور دبها ...كانت تمشي
على ...كانت الروائح تستنشق ...كان يتناها إليها وقع القدا م ...كنت تدور دبها دبسرع ة (( ...الخ .
* التستفها م :
من التساليب النحوي ة التي تخرج إلى أغراض دبلغي ة كالتستنكار ،والتحقير والتعظيم ن والتعجب ...الخ .
32
همز ة التستفها م :إن التستفها م دبالهمز ة ادبلغ من دباقي الدوات لجمل ة من التسباب التي ذكرها النحويون منها : .1
إنها الصل في التستفها م إذ تدخل على كل ضرب من ضروب الكل م وتتخطى ذلك إلى التقدير والتسوي ة ).
.2
إنها تحتمل تقديم التسم في نحو )) :زيد قا م (( لنها أصل التستفها م ،ولو قلت ) :هل قا م زيد؟( لم
(29
يصلح إل في الشعر وكذلك ) :متى خرج ؟ ( وأين زيد قا م ؟ وجميع حروف التستفها م غير ألف التستفها م (().(30
.3
إنها في النكار تقتضي أن يكون ما دبعدها غير واقع وان كان ما دبعدها منفيا لثبوته لن نفي النفي إثبات ). (31
.4
ألف التستفها م لتمكنها تدخل على الواو وليست كذلك تسائر حروف التستفها م إنما الواو تدخل عليهن). (32 الكاتب لقص ة الشفيع يكثر في صاغته وأتسلودبه من هذا النوع ،أي :التستفها م دبعده أصل للتستفها م ،فضل عن الدللت التي تكتنف هذا النص إذ تكرر التستفها م دبالهمز ة ) ( 11مر ة ولم يستعمل )أني( تسوى مرتين
و ) هل ( مر ة واحد ة.
ليجعل القارئ يتصور فيختار الجادب ة عما يدور في ذهنه من تساؤلت حو ل هذه الشعائر الخالد ة ،مثل :
أليست هي الذرع الممدود ة وعلى وشك أن تسقط دلؤها للقعر ؟ أكان ذلك هو التحا م تسلتسل رفيع ة
وصليلها على أضلع الكتاف أ م وقع السياط ؟ أهو أنين الجثث المدفون ة في ثرى كردبلء محتفظ ة دبجد ة الرمق الخير ودبلحظ ة القتراب من الموت التي دبقيت ثادبت ة من دون انتهاء منذ ألف ودبعض من السنين دبانتظار القيا م
الخير؟ فهنا يخرج التستفها م دبالهمز ة إلى تشعبات في الجادب ة ل يستطيع الكاتب ) القاص( أن يحصر لها إجادب ة محدد ة فيترك للقارئ حري ة الختيار دبما يلئم أفكاره وإيمانه دبالقضي ة الحسيني ة .
* التساليب البلغي ة :
33
من أهم الجوانب البلغي ة الملحظ ة في قص ة الشفيع هي التستعارات الجميل ة التي وظفها الكاتب فأفضى رونقا شفافا يجسد الواقع المعاش في الشعائر الحسيني ة ومن جمل ة هذه التستعارات هي :
التستعار ة المكني ة :
وهي التشبيه الذي حذف فيه المشبه دبه ورمز له دبشيء من لوازمه أي :المحتجب فيها لفظ المشبه دبه وقد
يسمونها دبالكناي ة ،لن التشبيه يضمر في النفس فل يصرح دبشيء من أركانه تسوى المشبه ويد ل على ذلك التشبيه دبان يثبت للمشبه أمر مختص دبالمشبه دبه من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسا أو عقل ،وتسميت دبالتخييلي ة ؛ لن المتكلم يرى لزو م
الحقيق ة للمشبه دبه دبسبب تخيله اتحاده مع المشبه(33).
ومن أمثل ة ذلك في قص ة الشفيع ما وجد من اتستعارات للرأس فوصف دبأوصاف منها :الرؤوس المنهمر ة الشاهق ة على
الرؤوس السائر ة ،الرؤوس المتعض ة ...إذ حذف المشبه دبه وجاء دبلواز م تتحقق في الخيا ل كصف ة النهمار للماء الساقط
من السماء ،والنقضاض للطير المفترتس ة على الرض والنهار المرمري ة ،لوجود لواز م السكون في ذلك المكان المقدس
يوحي دبصوت النهر الهادئ ،واتستعار ة الصادبع للرب وهي متخيل ة دبل شك ،فضل عن دباقي التستعارات المكني ة التي تتجلى في هذا المقطع من القص ة.
وقا ل )) :وتضخمت النات المتسردب ة من غرف السللم الوتسط وأخذت دبصمات وأنامل الظلم ة اللين ة تمسد
لها دبطنها المنتفخ وتتحسس مكان تسرتها ،حيث زادت الحيا ة الداخلي ة المرتبط ة دبسرتها من ضغطها للهبوط أتسفل وأتسفل يا
شفيعي ليس الن ليس الن ثم وضع رذاذ المصباح التسفل على مسافات الدرجات ،فتركتها النامل الصوتي ة وتمكنت من النفلت والهبوط تسريعا (34).(( ..
فاتستعار للظلم ة والصوف ) النصوص ( النامل والبصمات لوجود قرائن تد ل على ذلك ،فالظلم ة ملزم ة للجنين وكذلك ما يعيشه المتصوف عندما يعمد إلى العتم ة ليناجي ردبه ،ليصف حا ل النسان في عتمته الولى وما يمتلكه من صفاء وفطر ة
وهي مما يتصف دبه المتصوف .
ودبذا تتضح قدر ة الكاتب على الوصف الدقيق ليرتسم صور ة متكامل ة للعالم الو ل فيردبط دبينه ودبين العالم الخارجي من حيث
أن الجنين يصاحب هذه الشعائر ويكاد يفصح دبما يسمعه.
* التشب ي ـ ـ ـ ـه :
34
عمد القاص ) محمد خضير ( إلى تشبيهات غريب ة نوعا ما إل أنها ملزم ة للوصف دبالوطناب . م يثل دبقوله )) :الغرف ة دبدون مصاريع كسجن (( فهذا التشبي ة يقترن دبحقيق ة تاريخي ة فيردبط دبين الماضي القريب والماضي البعيد وقا ل ممثل )) :رأس الحبلى كتفاح ة محترق ة الجوانب دبقي وطرفها المتورد تسالما (( .
فهذا يرمز دبه إلى العف ة في ارتداء الحجاب التسود الذي يملك المكان فيجعل منها كر ة ملفوف ة دبالعباء ة.
وقوله )) :اللطم على الصدور كتكسر أواني فخاري ة ((.
فل يعبر غير هذا التشبيه عن النكسار والتعبير عنه شد ة الضرب لعظيم المصيب ة في واقع ة كردبلء ومرور ذكراها على قلوب
شيع ة الحسين )عليه السل م ( والمحبين له والسائرين على دردبه .
وقا ل أيضا )) :وزرق ة السماء البنفسجي ة كأنها دمع ة الحسين (( وهذا النوع من التشبيه المقلوب أكثر دبلغ ة من التشبيه
العتيادي .
وقا ل )) :العطاء يكون كالهمس ة ((.
عطاء الحسين ) عليه السل م ( لزواره وهو يمسح عليهم البرك ة كالهمس ليثقل راحتي الحبلى دبالعطاء دبعدما حوصرت لقرب
ولدتها .
ومن هذه تشبيهات كثير ة وقف البحث على مجموع ة منها وما دبقي فهو كثير متناثر دبين ثنايا قص ة الشفيع.
المستوى المعجمي أو الدللي :
يتناو ل هذا المستوى اللفاظ ذات الدللت المتعدد ة التي تستعملها اللغ ة في وطياتها وهي المعو ل عليها في التستعما ل
الشائع ،حيث تعتمد العردبي ة على الجذر أو الصل والشتقاق و القتباس والفتراض والدخيل ...داخل تسياقات كلمي ة وما لها من دللت داخل تلك السياقات التي ولدت فيها .هل هي مختلف ة عما كانت عليه أو دبقيت محافظ ة على الدلل ة
نفسها هذا ما تعنيه الدراتس ة اللساني ة دبالنسب ة للجانب الدللي ،وذلك لن الدلل ة هي تذكر ضمن التساليب الباقي ة الصوتي
والصرفي والتركيبي .
تسعى اللغ ة العردبي ة إلى توتسيع اشتقاقاتها وتسعى إلى اعتماد والدخيل والغريب لتجعل منه كالصيل واللفاظ ليست تسوى
إشارات أو علمات كاشفه للغرض من الحديث وهذه العلم ة أو الشار ة تتكون من دا ل ومدلو ل ،فالدا ل هو الصور ة الصوتي ة
35
والمدلو ل هو المنظور الذهني لذلك الدا ل ،ويتفق كثير من الباحثين على أن العلق ة دبين الدا ل والمدلو ل هي علق ة اعتباوطي ة . )(35
تحدث أدبو حامد الغزالي لثراء هذه الفكر ة ) العلق ة دبين الدا ل والمدلو ل ( والتي تتحرك عنده على أردبع ة محاور :
)) الو ل :الوجود العيني ،الثاني :الوجود الذهني ،الثالث :الوجود اللفظي ،الرادبع :الوجود الكتادبي (( (36) . فالشجر ة لفظ لها مدلو ل عيني ،وهو الشجر ة ذاتها ،ولها مدلو ل ذهني وهو تصور النسان لها ووجودها في ذاكرته
يلي ذلك الوجود اللفظي المنطوق ،ثم الوجود الكتادبي على الورق ة فالغزالي يعد )) الكتادب ة دال ة على اللفظ ،واللفظ دال
على المعنى الذي في النفس ،والذي في النفس هو مثا ل الوجود في العيان ( (37) .
ففي قص ة الشفيع اتستعمل القاص ) محمد خضير ( ألفاظا كانت دللتها المعجمي ة هي عينها اتستعملت في السياقات فلم يكن هناك تعدد دبالدلل ة المعجمي ة عما جاء في السياقات فهي دللت واضح ة لمدلولتها التي قصدتها دبدون انزياحات .وإنما
الدرس الدللي في المستويات السادبق ة الصوتي والصرفي والتركيبي وهنا في هذا المبحث فقد اعتمد القاص عبارات وألفاظ
دبدللتها المعجمي ة داخل السياقات المذكور ة لتعبر عن مدلولتها في قص ة الشفيع.
* خلص ة :
ركز البحث على مستويات الدراتس ة اللساني ة هي الصوتي والصرفي والتركيبي أما الدللي فهو قد ذكر ضمنا في هذه
المستويات .
لقد اعتمد البحث الدراتس ة الحصائي ة لللفاظ والصوات والتراكيب في قص ة الشفيع للدلل ة على قصيدته القاص من تلك
التستعمالت .
لقد ادبرز البحث أهم الهتمامات التي عني دبها الدرس الصوتي وهو تكرار حرف السين والراء والشين والفاء والباء وثم
التعرف على قصديتها في قص ة الشفيع .
واعتمد القاص الجمل الفعلي ة والتسمي ة وتراكيب منها التشبيه والتستعار ة لها دللت متكرر ة ذات قصدي ة عمد إليها القاص.
كذلك وجد البحث أن القاص اعتمد على الجمل الفعلي ة ومنها كان الدال ة على الماضي الناقص أكثر من غيرها ،فضل عن الدللت الخرى التي ذكرت في ثنايا هذا البحث .
36
لقد وجدنا من خل ل البحث أن القاص اتستعمل جموع التكسير التي دلت على الكثر ة والقل ة دبحسب تسياقاتها التي حلت فيها.
اتستعمل القاص الجانب الدللي في كل المستويات ولكننا عندما تطرقنا إلى الجانب الدللي ) المستوى الدللي المعجمي ( وجدنا اتستعمالها في السياق إذ لم يكن هناك فرق دبينهما إنما هو اتستعما ل الدلل ة المجمعي ة دبحسب المعنى الموضوع لها في
السياق .
وأخيرا يمكننا القو ل إن القاص اتستعمل التسلوب السينمي من خل ل تلك الواقعي ة الشعبي ة الماثل ة في وصف البيئ ة والجواء
المحلي ة والشعبي ة ،وفي وصف شخصي ة القاع الجتماعي وتصويرها تصويراا واقعياا وغرائبياا في الن نفسه ،والعبور من
خل ل اليومي والعارض إلى الثادبت والجوهري في النفس البشري ة ،تصبح ملمح أتساتسي ة في القص ة الجديد ة إذ تسيجد القاص
الذي تسعفه ثقاف ة عميق ة ورصين ة في الدب العالمي -كما ل منهجه القائم على الواقعي-والسحري المدهش في آن واحد. في رافدين أتساتسيين أولهما :فكري أو أيديولوجي ماثل في الموروث التسلمي الذي شهد في مراحل تاريخي ة معين ة ،مؤثرات
من ديانات أخرى ،اتستطاعت أن توظف في داخله ولغراضها الخاص ة ،جوانب تسحري ة وصوفي ة غنوصي ة ،وثانيهما :فني ماثل في اللغ ة السيمي ة وفي المصور ة -الدا ة الواقعي ة والسحري ة معاا ،وتسيتعانق هذان الرافدان في قص ة الكاتب ،ليتخلق
منهما ق يص جديد ،يقو م في أحد جوانبه التساتسي ة على اقتناص ما في الوجه البشري من تسحر آتسر وما في الحيا ة الغني ة الثري ة ،من وجوه وجوانب تسحري ة ومدهش ة ،ولعل قص ة "الشفيع" هي خير ما يمثل هذا العناق دبين الرافدين المذكورين.
الهوا م ـ ـ ـ ـ ـ ـش :
)(1
دبنظر :التسلوب دراتس ة لغوي ة إحصائي ة ،د .تسعد مصلوح ، 42 :والتسلوب والتسلودبي ة ،أحمد درويش ،
)(2
دبنظر :دراتسات في علم اللغ ة ،د .كما ل محمد دبشر . 15 / 2 ،
مجل ة فصو ل ،مج ، 5/ع ، 1القاهر ة ، 1981 ،ص . 61 :
37
)(3
دبنظر :دبنيه اللغ ة الشعري ة ،جان كوهن . 37 :
)(4
ينظر :الخصائص ، 228 / 3 :من أتسرار اللغ ة :المعجم وعلم الدلل ة ،د .تسالم تسليمان الخماش :
)(5
ينطق هذا الصوت دبأن يعتمد وطرف اللسان خلف التسنان العليا مع التقاء مقدم ة دباللث ة العليا مع وجود منفذ ضيق
. 13 – 123
للهواء فيحدث الحتكاك ويرفع أقصى الحنك حتى يمنع مرور الهواء من النف ول تتذدبذب الوتار الصوتي ة حا ل نطق ة ،ينظر :علم الصوات ،كما ل دبشر ، 301 :اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها . 79 :
)(6
ينظر :اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها .79 :
)(7
يتكون هذا الصوت دبالطريق ة التي تتكون دبها صوت السين مع فــارق الوطبــاق ) التفخيم ( الناتج عن ارتفاع مؤخر ة
)(8
ينظر :المصدر نفسه ، 301 :واللغ ة العردبي ة معناها ومبناها . 79 :
)(9
ينظر :علم الصوات ، 303 – 302 :اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها . 80 – 79 :
اللسان تجاه الحنك العلى ورجوعه قليل إلى الخلف .ينظر :علم الصوات . 302 :
)(10
ينظر علم الدلل ة ،د .احمد مختار عمر ، 13 :دلل ة اللفاظ . 47 :
)(11
ينظر :دلل ة اللفاظ ، 47 :دور الكلم ة في اللغ ة ،اتستيفن أولف 55 :
)(12
دلئل العجاز 192 :
)(13
ينظر :تهذيب المقدم ة اللغوي ة ،عبد الله العليلي . 91 – 90 :
)(14
ينظر :المصدر نفسه
)(15
ينظر :معاني الدبني ة في العردبي ة 14 :
)(16
ينظر :المصدر نفسه 15 :
38
)(17
ينظر :القياس والسماع في مصادر الفعا ل الثلثي ة عند القدامى /دبحث :صبيح الشاتي ،مجل ة المورد ،مجل ة ، 7 :عدد ، 3 :دبغداد 1978 ،م.
)(18
ينظر :المهذب في علم التصريف ،هاشم وطه شلش وآخرون 180 :
)(19
ينظر :الكتاب ، 190 / 2 :والمهذب .184 :
)(20
ينظر :المهذب 185 :
)(21
ينظر :المهذب ، 185 – 184 – 183 :شذا العرف في فن الصرف . 100 – 99 :
)(22
ينظر :مجل ة اللغ ة العردبي ة ن القاهر ة ، 1968 ،محاضر جلسات دور الفعا ل الثاني.
)(23
ينظر :مناهج البحث في اللغ ة . 56 – 30 :
)(24
ينظر :دراتسات نقدي ة في النحو العردبي ،د .أيوب . 126 :
)(25
الكتاب . 7 / 1 :
)(26
ينظر /اللغ ة ،فندريس .163 :
)(27
المملك ة السوداء . 53 – 52 :
)(28
المصدر نفسه .
)(29
ينظر :المقتضب . 53 ، 46 / 2 :
)(30
ينظر :المصدر السادبق 75-2/74 :
)(31
ينظر المصدر السادبق 3/292:
)(32
ينظر :المصدر السادبق 3/307:
)(33
ينظر :أتساليب البيان في القران /جعفر الحسيني . 535 – 534 : 39
)(34
المملك ة السوداء 54 :
)(35
ينظر :ظواهر أتسلودبي ة في الشعر الحديث في اليمن /د .احمد قاتسم الزمر 61 :
)(36
ينظر :معيار العلم /لدبي حامد الغزالي 17 :
)(37
المصدر السادبق
الفصل الثالث نموذج الشعر قراءة لسانية للقيم الجمالية في أسلوب التقديم والتأخير عند المتنبي
مدخل :
40
اللغ ة العردبي ة مميز ة عن دباقي اللغات السامي ة دبالمرون ة في ترتيب عناصر الكل م والجمل ة داخل السياق في النصوص الدبداعي ة شعرا ونثرا وهذه المرون ة منحت المبدعين حري ة في توليد معان ما أمكن _ مع قيود النحو التقعيدي _ الوصو ل
إليها .
وقد أفاد شاعرنا أدبو الطيب المتنبي من ظاهر ة _ تكاد تكون مميز ة في شعره _ وهي تقديم ما حقه التأخير .
واقتصر البحث في هذا النموذج على الجمل ة الفعلي ة ولتسيما تقديم المفعو ل دبه على الفاعل في نماذج من شعره
التي كان المفعو ل فيها ظاهرا واعتمدت في هذا البحث على كتب النحو والبلغ ة في تووطئ ة دبينت دبشكل مبسط هذه
الظاهر ة ،أما في الجانب التطبيقي ،فقد اعتمد البحث على شروح شعر المتنبي الشهير ة كالتبيان في شرح الديوان لدبي البقاء
العكــبري ) ت 616هـ ( ,ودباقي الشروح كشرح الواحدي )ت هـ ( ,والفتح لدبن فورج ة )ت
هـ ( ,والعرف
الطيب للشيخ اليازجي ،فضل عن آراء أدبي الفتح عثمان أدبــن جني ) ت 390هـ ( المبثوث ة في أثناء هذه الشروح . وأفاد البحث في الجانب التطبيقي أيضا من المحاضرات التي ألقاها الدكتور فالح كامل اتسكندر على وطلب ة الدراتسات
العليا الدكتوراه في قسم اللغ ة العردبي ة في كلي ة الداب جامع ة البصر ة التي كان لها دور دبارز في فهم الجوانب التطبيقي ة للبلغ ة العردبي ة .
والله نسأ ل جل شأنه أن يجعل هذا مما ينتفع دبه والحمد لله رب العالمين .
التقديم دبين النحويين والبلغيين :
الجمل ة العردبي ة تخضع لترتيب ين ييظم تتادبع أجزائها في الهيكل التساتسي للبناء اللغوي ومن ثم تستكمل عناصر
أخرى ي ريتم دبها التعبير وتنقل الراء والنفعالت ،فهناك التركيب التسمي للجمل ة وفيه يتقد م المبتدأ ثم يتلوه الخبر ،والتركيب الفعلي للجمل ة يبدأ دبالفعل ثم الفاعل ودبعده المفعو ل دبه ثم تتوالى الجزاء الخرى التي تكون مشترك ة في الجمل ة التسمي ة
والفعلي ة كالحا ل والتمييز وغيرهما .
والحقيق ة أ يين ظاهر ة التقديم والتأخير في العردبي ة تناولها النحويون القدماء فكان تسيبويه ) ت 180هـ ( أو ل من
اعتنى دبالتقديم والتأخير وأشار إلى دللت دبلغي ة كتقديم الفاعل والمفعو ل للعناي ة والهتما م) . (1ودللت تتعلق دبالصنع ة الشعري ة كالضرور ة الشعري ة التي قد يؤدي فيها التقديم والتأخير إلى قبح الكل م احياناا
41
وقد تادبع النحا ة واللغويون تسيبويه في آرائه ودبعدما أصبحت البلغ ة في القرن الخامس الهجري علما مستقل أولى البلغيون ظاهر ة التقديم والتأخير اهتماما دبالغا ول تسيما في عهد الشيخ عبد القاهر الجرجاني ) ت 471هـ ( الذي درس الظاهر ة
مستفيدا من معناها النحوي -دراتس ة دبلغي ة مفيصل ة وأعطى فيها كل حال ة خصوصيتها المعنوي ة ،وقديي م دراتسته علىوفق منهج علمي دقيق .
إن دراتس ة التقديم والتأخير في البلغ ة دراتس ة لتسلوب التركيب ل للتركيب نفسه .على الرغم من وجود التداخل دبين
دبلغ ة التركيب وأتسلودبه ودبديهي أن البلغ ة تقيم مع التسلوب علقات ووطيد ة منذ زمن .فقد يتقلص التسلوب أحيانا حتى ل يعدو أن يكون جزءا من نموذج التواصل البلغي ,وينفصل أحيانا عن هذا النموذج ويتسع حتى ليكاد يمثل البلغ ة دبعده دبلغ ة مختزل ة .ويصدق مثل هذا القو ل على العلق ة دبين البلغ ة والتسلوب من جه ة والشعري ة من جه ة أخرى .فالشعري ة
البلغي ة تركز على المقومات البلغي ة وعلى اتستعمالها ,في حين أن شعري ة التسلوب تعالج أددبي ة النص دبعدها مجموع ة من الخصائص الملزم ة للغ ة الجمالي ة .وقد أدبانت هذه الترادبطات عبر التاريخ عن تناقضات عد ة ,فنظري ة التسلوب الزاهد ة في
الثر ) التأثير ( تتعارض مع البلغ ة التي تسعى إلى القناع عن وطريق الحتجاج ( 2) .المر الذي جعل الجرجاني ومن
تادبعه من البلغيين يؤكدون على أهمي ة دراتس ة التساليب البلغي ة التي يظهر فيها الترادبط دبين أقسا م التركيب ,ومن أوضحها
أتسلوب التقديم والتأخير لما له من أثر في إدبراز المعاني التي ل تظهر إل من خلله .
إذ يقو ل الجرجاني )) :هو دباب كثير الفوائد جم المحاتسن ،واتسع التصرف دبعيد الغاي ة ل يزا ل يفتر لك عن دبديع ة
ويفضي دبك إلى لطيف ة ،ول تزا ل ترى شعرا يروقك مسمعه ،ويلطف لديك موقعه ثم تنظر فتجد تسبب أن راقك ولطف عندك أن قد م فيه شيء وحو ل اللفظ عن مكان إلى مكان . (3) (( .
والتقديم عنده على وجهين :تقديم يقا ل :إنه على ني ة التأخير وذلك في كل شيء أقررته مع التقديم على حكمه الذي
كان عليه وفي جنسه الذي كان فيه .مثل خبر المبتدأ إذا قدمته عليه والمفعو ل إذا قدمته على الفاعل كقولنا :منطلق زيد ،
وضرب عمرا زيد ومعلو م أن ) منطلق ( و ) عمرا ( لم يخرجا عما كانا عليه
)( 4
)) وتقديم ل على ني ة التأخير ولكن على أن تنقل الشيء عن حكم الى حكم وتجعل له دبادبا غير دبادبه ((
)( 5
أما غرض التقديم فقد صرح دبه أدبن الثير )ت 637هـ ( دبقوله )) :إن التقديم قد يكون لغرض مراعا ة
نظم الكل م وذلك أن يكون نظمه ل يحسن إل دبالتقديم وإذا أخر المقد م ذهب ذلك الحسن ،وهذا الوجه أدبلغ و أوكد من
الختصاص (( ). (6
42
وقد ذكر القزويني )ت هـ( أن المفعو ل دبه يتقد م على الفاعل ))لن ذكرره أهم والعناي ة دبعه أتم ،فأنت تقد م المفعو ل دبه على الفاعل إذا كان اهتمامك منصبا على من وقع عليه فعل الفاعل ل الفاعل نفسه (( ( 7).
ودبما أن محور الكل م يرتكز على الرتب ة ) الترتيب ( فلدبد من أن يمر هذا البحث في مجالين :
الو ل :مجا ل حري ة الرتب ة حري ة مطلق ة . الثاني :مجا ل الرتب ة غير المحفوظ ة .
أما الرتب ة المحفوظ ة فهي من اختصاص النحا ة لن هذه الرتب ة لو اختلت لختل التركيب دبسببها ومن هنا تكون الرتب ة
المحفوظ ة قرين ة لفظي ة تحدد معنى الدبواب المرتب ة دبحسبها ومن الرتب المحفوظ ة في التركيب العردبي : .1
أن يتقد م الموصو ل على الصل ة والفعل على الفاعل .
.3
أن يتأخر البيان عن المبين .
.5
أن يتأخر التوكيد عن المؤكد .
.7
أن يتأخر التمييز عن الفعل .
.2
)( 8
أن يتقد م الموصوف على الصف ة .
أن يتأخر المعطوف دبالنسق عن المعطوف عليه .
.4
أن يتأخر البد ل عن المبد ل منه .
.6
صدار ة الدوات في أتساليب الشرط والتستفها م والعطف والتخصيص ونحوها .
.8
ويرى الدكتور تما م حسان ان هذه الرتب ة ) المحفوظ ة ( هي التي دعت النحا ة إلى صياغ ة عبارتهم الشهير ة )) :ل يعمل ما دبعدها فيما قبلها ((
)( 9
.
)) ومن الرتب المحفوظ ة تقد م حرف الجر على المجرور وحرف العطف على المعطوف وأدا ة التستثناء على المستثنى
وحرف القسم على المقسم دبه و واو المعي ة على المفعو ل معه والمضاف على المستثنى وحرف القسم على المقسم دبه ((
( 10
)
.
أما الرتب غير المحفوظ ة في التركيب فهي رتب ة المبتدأ والخبر ورتب ة الفاعل والمفعو ل ورتب ة الضمير والعائد عليه ورتب ة
الفاعل والتمييز دبعد نعم ،ورتب ة الحا ل وصاحبه ورتب ة المفعو ل دبه والفعل ). (11
43
)) فأما تقديم المفعو ل دبه على الفاعل وعلى الفعل إذا كان الفعل متصرفا فجائز واعني دبمتصرف أن يقا ل منه فعل يفعل فهو فاعل كضرب يضرب وهو ضارب وذلك اتسم الفاعل الذي يعمل عمل الفعل حكمه حكم الفعل (( ). (12
أما إذا خيف التباس احدهما دبالخر أو خفي العراب فيهما ولم توجد قرين ة تبين الفاعل من المفعو ل كـ ) ضرب
موتسى عيسى ( فيجب حينئذ تقديم الفاعل على المفعو ل وهذا هو مذهب الجمهور ). ( 13
ويرى ادبن جني )ت 390هـ( أن المر في كثر ة تقديم المفعو ل دبه على الفاعل في القرآن الكريم وفصيح الكل م متعالم
غير مستكره فلما كثر وشاع تقديم المفعو ل دبه على الفاعل كان الوضع له حتى انه إذا أخر فموضعه التقديم ). ( 14 ويرى السيووطي ت ) 911هـ ( أن الصل في المفعو ل دبه التأخر عن الفعل والفاعل وقد يقد م على الفاعل
جوازا ووجودبا ...وقد يقد م على الفعل جوازا نحو قوله تعالى )):فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلل ة (( ) العراف /
( 30وقوله تــعالى )) :ففريقا كذدبوا وفريقا يقتلون(( ) المائد ة ( 15) . ( 70/و رأي ادبن جني السادبق يندرج في ضمن الوصف وهو اقرب إلى الواقع من غيره ؛لن البحث الوصفي يقتضي أن يحكم على صح ة القواعد في التستعما ل الذي يتجلى في النصوص الدبداعي ة وكثرتها على السن ة الناوطقين دبهذه اللغ ة أو تلك .وقد لخص الدكتور تما م
حسان ترتيب عناصر الكل م من حيث الرتب ة دبحسب الوطراد في التستعما ل على الشكل التي :
)( 16
الرتب ة
تأخير
تقديم غيل موفوظة
موفوظة
مثلل الوفعولل بهل
مثلل الوف اعلل بعدل الوفعل
موفوظة مثلل الودواتل التل ل ا الصدارةل فل الكل م
غيل موفوظة مثلل التبتدأ
وينقسم المفعو ل دبه في التقديم والتأخير تبعا للوطراد على ثلث ة أقسا م ( 17) : .1مفعو ل يجب تقديم ره ول يجوز تأخيره وهو التستفها م والشرط وضمير النصب دبالفعل إذا ظهر الفاعل وكذلك المفعو ل المنفصل إذا لم يكن مفعول.
.2مفعو ل يجب تأخيره ول يجوز تقديمه وهو كل مفعو ل يكون فاعله اتستفهاماا أو شروطاا أو مقصوراا .
44
.3مفعو ل يجوز تقديمه ،وهو ما عدا ما ذكر .
المقتضيات الصوتي ة للتقديم والتأخير :
يسهم التقديم والتأخير في دبناء النسق الموتسيقي للجمل ة العردبي ة وكل ما اتصل دبالواقع الحسي في الكل م من المقتضيات
الصوتي ة والكل م ل يرتسله اللسان إل ليسمع ،ول تقيده الكتادب ة إل ليقرأ فيسمع ،قد تقرأه العين وحدها ول يجهر دبه لسان ، ولكنه ل يصل الى المدارك إل دبعد تصور جرتسه وذلك لن الصوات هي المظاهر الولى للحداث اللغوي ة .
ولم يعد شغف العرب منحصرا في موتسيقى اللفاظ وجما ل وقعها وحلو ة نغمها دبل تعدى شغفهم واهتمامهم إلى
العبارات التي تؤلف نغما موتسيقيا تطرب له الذن وتقبل عليه النفس واتبعوا في ذلك تسبل مختلف ة ووطرقا شتى لتحقيق ما
يرجونه .
وقد تنبه النقاد العرب إلى أن اليقاع الموتسيقي قد ينجم عن التقديم والتأخير وأدركوا أن ذلك وتسيل ة من الوتسائل التي
يلجأ إليها الفنان ليكسب ن يصه روع ة وإيقاعا وجاذدبي ة تتحرك لها النفوس ،ويكون تحقيق ذلك دبوضع اللفظ ة في المكان المناتسب دبحيث تلتحم الكلم ة دبالخرى ليكسب الكل م دبعضه دبعضا قيما جمالي ة ). (18
والذي يطالع شعر المتنبي يجد هذه الظاهر ة واضح ة جدا في شعره إذ اتستعمل هذا الباب اتستعمالت مختلف ة ,اخترت
منها تقديمه المفعو ل دبه على الفاعل في نماذج من شعره كان المفعو ل دبه فيها ظاهرا إذ إنه وظف هذه الظاهر ة خدم ة للمعنى
لتسيما إذا ما قورنت دبما ورد في شعر شعراء عصره كادبي نيواس وغيره .
النماذج التطبيقي ة :
قا ل المتنبي من قصيد ة يمدح فيها أدبا علي هارون دبن عبد العزيز الوراجي الكاتب وكان يذهب إلى التصوف : عإذ يحي رث يأن عت عم ين ال يظل ع م عضيا رء
أي عم ين عاز يديا ير عك في ال ردجى ال رر يقبا رء
يق يل رق ال يملي يح ع ة يوه يي عمس دك يهت ركها
يو يمسي ررها في ال يلي عل يوه يي رذكا رء
يأ يتسفي يعلى يأ يتسفي ا ييلذي يد ييله عتني يقد كا ين لييما كا ين لي يأعضا رء يو يش عك يييتي يفق رد ال يسقا ع م يعل ن ي يره
يعن ععل عم عه يف عب عه يع يل ييي يخفا رء
يأنا يصخ ير ر ة الوادي عإذا ما زو عح يمت يو عإذا يخفي رت يعلى ال يغ عب يعي يفعا عذ در
45
يو عإذا ن ييطق رت يف عإ يينني ال يجوزا رء
يأن ل يتراني رمق يل د ة يعميا رء
)( 19
عش يي رم ال يليالي يأن تريش عيك يك نا يقتي
يو عإذا رم عدح يت يفل ل عيتك عس يب يرف يع ا ة
يو عإذا رم عطر يت يفل يعل ن ي ييك رمج عد دب
يلم يتح عك نا عئ يل يك ال يسحا رب يو عإ يينما
يلم يتل يق يهذا ال يوج يه يشم رس ينها عرنا
يصدري عدبها يأفضى يأ ع م ال يبيدا رء عللشا عكري ين يعلى ا عل ليعه يثنا رء
ريسقى ال يخصي رب يو رتم يط رر ال يدأما رء رح ييمت دب ععه يف يصبي ربها ال رر يحضا رء عإ يل دب عيوج هه يلي يس في عه يحيا رء
نجد في هذا الحشد من المتقادبلت أتسلوب التقديم يطفو على تسطح النص دبقو ة في قوله ) :امن ازديارك في الدجى الرقباء ( فصاغ من دبني ة المصدر ) افتعا ل ( مفعول يكاد ينفرد دبه .فدمج دبين الحمولت الدللي ة للبني ة الصرفي ة ) الزديار ( وما
تخبئ من دق ة وترقب في زيار ة المحبودب ة في وقت الدجى ودبين البني ة التركيبي ة من خل ل التجاوز في الرتب ة للمفعو ل دبه الذي
قدمه المتنبي ليلفت دبه نظر المتتبع نحو الهتما م دبموضوع الوصل الذي يستحيل مع هذا الضياء الفاضح ,وكان هذا البيت يغني عن دباقي المقدم ة او هو دبمثادب ة الدليل للمدوح حتى إذا وصلنا إلى قوله ) :لم تحك نائلك السحاب ( ...نرى
التقديم للمفعو ل دبه في هذا البيت ـ الذي هو الغاي ة من القصيد ة ـ قد اكسب المعنى رونقا وجمال وزاد التركيب قو ة وتماتسكا صوتيا ومعنويا نتيج ة تقديم )) نائلك (( على )) السحاب (( فضل عن تقديم الخبر في قوله )) فصبيبها (( فيكون
معناه :إن السحادب ة لم تحك نائلك لنها ل تقدر على ذلك لكثر ة العطاء المتتادبع من لدنك فأنه أكثر من مائها ،وإنما هو
عرق حماها لحسدها لك فأورثها الحمى ،فما ترى من مائها إنما هو عرق حماها حسدا لك ،فالذي ينصب من مطرها ما هو إل عرق
ولعله أدبلغ من قو ل أدبي نيواس :
)( 20
.
)( 21
عإ يين ال يسحا يب لييتس يتح عيي عإذا ن ييظ يرت
عإلى يندا ره يفقا يتست ره عدبما فيها
دبسبب تقديم أدبي الطيب ل ) العطاء ( فالتركيز كان على عطاء الملك لذلك قد م أما أدبو نؤاس فقد م السحاب على
الممدوح وهذا يجعل السامع ل يلتفت إلى من هو أرفع من السحادب ة في جودها . قا ل أدبو الطيب من قصيد ة يمدح فيها تسيف الدول ة وهي من دباب العتذار :
)( 22
يدعا يف يل يبا ره يقب يل ال يرك عب يوا عل دب ععل يأجا يب يدمعي يوما الداعي عتسوى يوط يل عل يو يظ ييل ييس يف رح يدبي ين ال رعذ عر يوال يع يذ ع ل يظ علل رت يدبي ين رأ يصيح ا دبي رأ يكف عك رف ره
يكذا يك ركن رت يوما يأشكو عتسوى ال يك يل عل
يأشكو ال ينوى يو ليرهم عمن يعب يرتي يع يج دب
46
يوال يهج رر يأق يت رل لي عم يما رأرا قع رب ره يقد رذق رت عش ييد ي ة يأ ييامي يو ليييذ يتها
يو يقد يأراني ال يشبا رب الرو يح في يدب يدني
يو يقد يوط يرق رت يفتا ي ة ال يح يعي رمر تيعدي اا يفبا يت يدبي ين يتراقينا نر يد يعف رع ره
يأنا ال يغري رق يفما يخوفي عم ين ال يب يل عل
يفما يح يصل رت يعلى صا هب يول يع يس عل يو يقد يأراني ال يمشي رب الرو يح في يدب يدلي عدبصا عح هب يغي عر ععزها ةه يول يغ عز ه ل
يو يلي يس ييع يل رم عدبال يشكوى يول ال رق يب عل
اتستعمل المتنبي التقديم في أتسلوب يكاد يكون منفردا دبه إذ إن الفعل )) أرى (( في قوله )) وقد أراني (( ...
يتعدى إلى أكثر من مفعو ل فقد م المفعو ل دبه الو ل على الثاني وذكر الفاعل دبعده دبعد أن كان مستترا وكرر ذلك في الشطر الثاني في أتسلوب يدعو للتأمل .إذ وازن أدبو الطيب دبين المدح والرثاء في مقدمته ليبين مكان ة الود دبعد الجفاء من دباب التعويض
عن فقد الثق ة فحاور الذات وقصد الخر ولم يجد تسوى تقديم الخر الحاضـر)) الشباب (( وعطف الذات )) المشيب (( على الماضي وتجسيده دبالمتحدث .
ويعضد ذلك المعنى ما جاء دبه أدبو الفتح أدبن جني ) ت 390هـ ( في تفسيره البيت إذ قا ل )) :قد ذهب قو م إلى
أن المعنى انه كان شادبا فلما ذهب الشباب رآه في غيره من الناس ((
ونقله الواحدي وقا ل هو كقو ل الخر :
)( 24
)( 23
.
يمشي على ا يلرض مشي هالك
من شاب قد مات وهو ح ديي وقا ل أدبن فورج ة ) ت هـ ( )) :أحسن ما يحمل عليه البد ل في هذا البيت الولد لنه دبد ل النسان ،إذ كان يشيب ،أو أن شيخوخ ة الب ] تجعل من ولده دبدل [ وإذا مات ورثه فيكون دبدله في ماله ((
)( 25
.
فيكون المعنى :صحبت الشباب مسرورا وأراني الروح يد القو ة والجلد ة والنهض ة في دبدني ثم صحبت الشيب
مستكرها لصحبته فأراني الروح في دبدلي دبتغير أحوالي وعجزي عن النهوض والقيا م دبسرع ة كما كنت أيا م الشباب وصرت
اتستعين دبغيري يساعدني على أحوالي وكأني دبهذا قد أراني الروح في دبدني ،يريد القو ة والنشاط الذي كنت افعله وحدي
صرت احتاج فيه إلى مساعد ،وتلخيص المعنى :إن حقيق ة أمور النسان أيا م شبادبه ثم تتبد ل دبالنتقا ل إلى مشيبه وكبره
( 26
.
قا ل أدبو الطيب من قصيد ة يمدح فيها أدبا العشائر الحسن دبن علي دبن الحسن دبن الحسين دبن حمدان العدوي :
47
)( 27
)
ل يتح يسبوا ير دب يع ركم يول يوط يل يله
يقد ت يعل يفت يقب يل ره ال رنفو رس دب عركم
يلو تسا ير ذا يك ال يحبي رب يعن يف يل هك
يأ ييو ي ل يح يهي عفرا رق ركم يق يت يله
يو يأك يث يرت في يهوا رك رم ال يع يذ يله
ما ير عض يي ال يشم يس ردبر رج ره يدب يد يله
يأنا عا دب رن يمن يدبع رض ره ييفو رق يأ دبا ا ل يو عإ يينما ييذ رك رر ال رجدو يد لي رهم
يمن ن ييفرو ره يو يأن يفدوا عح يي يله
يجو يه ير د ة ييف ير رح ال عكرا ر م عدبها
يو رغ ييص د ة ل رتسي رغها ال يس عف يله
دبا عح عث يوال ينج رل يدبع رض يمن ن ييج يله يو يتسم يه عر يهي يأرو رح رمع يت يق يله
يفخر اا ل عيعض هب يأرو رح رمش يت عم يله يأقدا ير يوال يمر رء يحي رثما يج يع يله يأنا ا ييلذي يدب ييي ين ا عل لي ره دب ععه ا ل
لقد وازن الشاعر في الدبيات :الثالث والرادبع والخامس دبين تقديم الفاعل على الفعل وهو محل خلف دبين النحا ة ) (28في قوله )) ...من دبعضه يفوق أدبا الباحث (( ...وتقديمه المفعو ل على الفاعل في قوله ... )):ما رضي الشمس دبرجه دبدله (( وقـوله )) :و إنما يذكر الجدود لهم من . (( ...لغاي ة في نفسه ل تكون إل من خل ل التقـديم ) وهي إثبات نسبه العلوي ( إذ أراد :انه فوق أدبي الذي يفتش عن نسبه إل أن صف ة الشعر لقام ة الوزن والمعنى
المخصوص دفعته إلى هذا النسق ومثله :
)( 29
قالت من أ نت على ذكر ،فقلت لها :أنا التي أنت من أعدائها زعموا
ومعنى قو ل أدبي الطيب :أنا فوق قو م يفتشون عن نسبي ،وأراد دبـ ) دبعض ( :الولد لن الولد دبعض الوالد وإنما يذكر الجداد والدباء للمفاخرين من غلبوا دبالفخر ولم يجد حيل ة فافتخر دبالدباء فيحتاج إلى الفخر دبجدوده من ل فخر له ،ول
فضيل ة في نفسه ،فيحتاج إلى فضيل ة آدبائه ) ، (30ولنه أخفى نسبه افتخر دبنفسه دون نسبه مما حدا دبه أن وظف التقديم في توليد انزياحات معنوي ة يكشفها المعان في التركيب وأتسلودبه .
قا ل أدبو الطيب في مدح كافور وانشده إياها في شوا ل تسن ة تسع وأردبعين وثلثمائ ة وهي آخر ما انشده ولم يلقه دبعدها
:
)( 31
رمن اى رك يين لي يأ يين ال يبيا يض عخضا رب
يف ييخفى دب عيتب عيي عض ال رقرو عن يشبا رب
يو يفخ در يوذا يك ال يفخ رر ععن عد يي عا رب يو يأدعو عدبما يأشكو ره حي ين رأجا رب
يليا ل عيي ععن يد البي عض يفودا يي عفت ين د ة يف يكي يف يأ رذ ري م ال ييو ي م ما ركن رت يأش يتهي
48
يوفي ال عجس عم ينف دس ل يتشي رب دب عيشي عب عه
يو عإ يني ليينج دم يته يتدي دب عيي رصح يبتي يغ عن ديي يع عن ا يلووطا عن ل ييس يت عف ريزني
يو يأصدى يفل رأ دبدي عإلى الما عء حا يج ا ة يو علل عس يعر عم يني يمو عض دع ل يينا لر ره
يو علل يخو عد عم يني تسا يع د ة رث ييم يدبي يننا ت ييركنا يعلوطرا عف ال يقنا رك ييل يشه يو ةه
يو يلو يأ يين ما في ال يوج عه عمن ره عحرا رب
عإذا حا ي ل عمن دو عن ال رنجو ع م يتسحا رب عإلى يدب يل هد تسا يفر رت يعن ره عإيا رب
يو علل يشم عس يفو يق ال ييع رمل عت رلعا رب
يندي دم يول ريفضي عإ يلي عه يشرا رب
يفل د ة عإلى يغي عر ال علقا عء رتجا رب يف يلي يس يلنا عإ يل دب ععه يين علعا رب
يو يدبح در يأ دبو ال عمس عك ال عخ يض ريم ا ييلذي ليره يكما غا لييبت دبي يض ال رسيو عف عرقا رب يوغا لييب ره ا يلعدا رء رث ييم يع ينوا ليره يو يأك يث رر ما يتلقى يأ دبا ال عمس عك عدبذ لي ا ة يو يأو يتس رع ما يتلقا ره يصدر اا يو يخل يف د ة
يعلى رك عيل يدبح هر يزخ ير د ة يو رعبا رب
عإذا يلم ت يرصن عإ يل ال يحدي يد عثيا رب عرما دء يو يوطع دن يوا يلما ي م عضرا رب
يقضا اء رملو رك ا يلر عض عمن ره عغضا رب
يو يأن يف رذ ما يتلقا ره رحكم اا عإذا يقضى
ييقو رد عإ يلي عه وطا يع ي ة النا عس يفض رل ره
يأيا يأ يتسد اا في عجس عم عه رو رح يضي يغ هم يويا آ عخذ اا عمن يده عر عه يح ييق ينف عس عه يلنا ععن يد يهذا ال يده عر يح ديق يي رل ريط ره
يو يلو يلم يي رقدها نا عئ دل يو ععقا رب يو يكم رأ رتس هد يأروا رح ره يين عكل رب
يو عمث رل يك ريعطى يح ييق ره يو ريها رب يو يقد يق ييل عإعتا دب يووطا ي ل ععتا رب
إن معنى هذه القصيد ة يدور في فلك الوزار ة الموعود ة التي وطمح أدبو الطيب لنيلها وقد وطا ل أوانها حتى دبان الكبر عليه وشادبت قرونه وأراد أن يبين مكانته وهمته في المار ة دبتوظيف أتسلودبي أفاد دبه من ظاهر ة التقديم والفصل في قوله :
)) وللسر مني موضع (( ...وهو دبيت القصيد إذ فصل دبين الفاعل والفعل دبالجار والمجرور وقد م شبه الجمل ة التي حلت محل المفعو ل دبه في قوله )) ...يفضي إليه – شراب (( .ليريد دبه معنى هو انه يكتم السر فيضعه حيث ل يبلغه القديم
ول يصل إليه الشراب رغم تغلغله في البدن ). (32
وذلك أن الرجل إذا تسكر أذاع ما في قلبه من السر فيقو ل أنا ل أتسكر من الخمر على وجه يزو ل دبه عقلي وقيل :
أراد :أن الخمر ل تصل إلى السر مع أن الخمر تجري مع النسان مجرى الد م فتصل إلى كل موضع ). ( 33
49
ولعل تقديم السر في دبيت أدبي الطيب جعله ادبلغ من قو ل الصيرفي ( 34) :
يو يأوط يم يعني الساقي دب عيوع هد دب ععه ييفي يو لييما يش عر دبناها يو يد ييب يد دبي ربها عإلى يمو عض عع ا يلتسرا عر رقل رت يلها عقفي لييهو رت دب عيحس عو الرا عح يح يتى عإذا عان يت يهت
إذ قد م الخمر ة على السر.
ومثله فعل في قوله .. )) :فل ة – إلى غير اللقاء – تجاب (( ،إذ فصل دبين الفاعل والفعل دبالجار مع ما أضيف له
وقد م الفاعل على الفعل لنه كان يريد :أنه يصحب المرأ ة الحسناء الناعم ة مد ة يسير ة ثم يسافر عنها دبقطع الفل ة إلى غيرها ل
إليها
)( 35
.1
.والذي يتأمل البيتين الثامن والتاتسع يجد فيهما قصد الشاعر في حشد التقادبلت المترادف ة دبين :
كتمان السر ) موضع ثق ة ( //موضع ثق ة وزراته .
البقاء ) الوصل ( //الرحيل ) الهجر ( .
.2
غير أن التقادبل يكاد ينـزاح عن نقط ة النتصاف في الثاني إذ إن قوله )) :ثم دبيننا (( ترجع إلى مصدر الشطر الثاني
)) فل ة إلى غير اللقاء تجاب (( ل الو ل مما يجعل الوصل والهجر دبالرحيل كتل ة واحد ة درج الشاعر والخر على اعتبارها مما يؤدي إلى صعودب ة امتلك الشاعر من قبل امرأ ة ويعزز هذه الصف ة النزياحي ة دبالحب للخدا م والطمع والغرور وضياع الوفاء
والوصل .
وقد ذكر الفل ة مثل على معنى ما يقا ل دبيني ودبين فلن مساف ة دبعيد ة في امتناع الوصو ل إليه ). ( 36
أما قوله )) :يقود إليه وطاع ة الناس فضله (( ..الصل فيه )) :يقود فضله وطاع ة الناس إليه (( ..فقد م جمل ة الجار والمجرور وقد م المفعو ل دبه على الفاعل لبيان منـ زل ة الممدوح ) كافور ( ؛ حتى يصبح المعنى :لو لم يطعه الناس رغب ة ورهب ة لوطاعوه محب ة ،دبما فيه من الفضل ،لنهم يطيعونه لتستحقاقه الطاع ة لفضله ،ل لرجاء جوده ول خوف عقادبه
( 37
.
ودبالتالي فالتبعي ة لزم ة لزوما واجبا دبالفصل أو دبالسيف والعقاب كما يوضحها الشطر الثاني ............................ :
ولو لم يقد – ها – نائل وعقاب
وهو مثل قوله( 38) :
ير يأي رت يك يلو يلم ييق يت عض ال يطع رن في ال يوغى
50
عإ يلي يك عان عقياد اا ي علق يت يضت ره ال يشما عئ رل
)
والمعنى :إن لم تطعك الناس رهب ة ,أوطاعوك حبا ,فلو لم يقتض الطعن في الحرب انقياد أعدائك لك ,وخضوعهم لمرك ,وحاولوا مدافعتك دببالغ جهدهم ,وراموا ذلك دبظاهر فعلهم ,لقتضت انقيادهم لك شمائلك ,ولقصرت على ذلك
وطبائعهم لن جبلتهم توجب خضوعهم لطاعتك ,وأنفسهم تلز م العتراف لرياتستك. قا ل أدبو الطيب معاتبا :
)( 39
دب عيم ال يت يع ريل رل ل يأه دل يول يو يوط رن رأري رد عمن يز يمني ذا يأن ري يب يلع يغني
يول يندي دم يول يكأ دس يول يتس يك رن
ما يلي يس ييب رل رغ ره عمن ينف عس عه ال يز يم رن
ل يتل يق يده ير يك عإ يل يغي ير رمك يت عر هث
يفما ييدو ر م رتسرو رر ما رتس عرر يت دب ععه
عم يما يأ يض يير دب عيأه عل ال ععش عق يأ ن ي يره رم يتفنى رعيو نرره رم يدمع اا يو يأن رف رس رهم
ما رك ريل ما يي يت يم ينى ال يمر رء ريد عر رك ره
مادا ي م ييص يح رب في عه رو يح يك ال يب يد رن يول يي رر ريد يع يلي يك الفا عئ يت ال يح يز رن
يه رووا يوما يع يرفوا ال ردنيا يوما يف عطنوا في عإث عر رك يعل يقبي هح يوج ره ره يح يس رن
يتجري ال عريا رح عدبما ل يتش يتهي ال رس رف رن
عندما نعي أدبو الطيب في مجلس تسيف الدول ة قا ل هذه القصيد ة ولم ينشدها كافورا ودبين عتادبه ويبدو أن حكم ة القو ل
تتجلى في البيتين الثالث والرادبع وقد أفاد أدبو الطيب من التقديم في صياغ ة نسيجه التسلودبي فقد م المفعو ل دبه على الفاعل في عجزي البيتين لسببين هما النسق الموتسيقي للحفاظ على القافي ة والوزن والتأكيد على محور المثل وهو )) الروح ،
والفائت (( ؛ لنه كان يقصد :أنه ما دمت حيا فل تبالي دبالزمان وصروفه ونوائبه فإنها تزو ل وليست دائم ة والذي فات فل عوض منه هو ) الروح ( )) .وهذا من كل م الحكيم أيا م الحيا ة ل خوف فيها كما أن أيا م المصائب ل دبقاء
فيها ((
)( 40
.
)) والسرور وهو الفرح ل يدو م ولدبد له من انقضاء وإذا حزنت على فائت تعبت ،ول يرده عليك حزنك ،وهو من
كل م الحكيم :اليا م ل تديم الفرح ول الترح والتسف على الماضي يضيع العقل (( ). (41
وهذا المعنى ل يمكن فهمه دبصور ة دقيق ة كهذه ال من خل ل تقديم المحورين اللذين تساقهما أدبو الطيب إذ اصبح المعنى دبهما أتم
إذا ما قدما على الفاعل وليس النسق الموتسيقي او الضرور ة وخدهما هما السبب من التقديم . الخلص ة :
51
ظاهر ة التقديم والتأخير في العردبي ة تكاد تكون ظاهر ة دبلغي ة أتسلودبي ة أكثر مما هي نحوي ة لن دراتس ة التقديم والتأخير دراتس ة لتسلوب التركيب ل للتركيب نفسه على الرغم من وجود دبعض الفويرقات في ركا م المفاهيم الخاص ة دبالتسلوب أو البلغ ة .
اختلف النحا ة في جواز ووجوب تقديم المفعو ل دبه على فاعله وعدوه من دباب الضرورات والراجح من أقوالهم ما ذهب
إليه ادبن جني من انه متعالم غير مستكره في القران الكريم وفصيح الكل م .
إن أدبا الطيب قد أفاد من ظاهر ة التقديم والتأخير ووظفها في صناع ة المعنى ،وقد اقتصر البحث على تقديم المفعو ل دبه
على الفاعل لتسباب منها صوتي ة كالتلؤ م مع الوزن الشعري وأخرى معنوي ة ل تستحصل دبعض المعاني إل من خل ل هذا
التسلوب البلغي دبقصدي ة تام ة من المنشئ في حشد المتقادبلت عن وطريق التقديم والتصرف دبالرتب ة غير المحفوظ ة لتوليد
الشعري ة اللزم ة لبناء التسلوب اللفت أو ما يسمى دببيت القصيد فضل عن أنواع التقديم الخرى التي وردت في تسياق
البحث وتمت الشار ة إليها .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على تسيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الهوامش
)(1
ينظر:البلغ ة والتسلودبي ة ,هنريش دبليت . 19:
)(2
ينظر :الكتاب. 128 – 2/127 :
)(4
ينظر :دلئل العجاز . 143 :
)(6
المثل السائر . 240 / 2 :
)(8
ينظر :اليضاح في علو م البلغ ة للقزويني .1/207:
)(3 )(5 )(7 )(9 )(10 )(11
دلئل العجاز . 143 : دلئل العجاز . 143 :
ينظر:مغني اللبيب لدبن هشا م , 1/639و اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها :د .تما م حسان 207 : ينظر :اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها . 207 :
اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها . 206 :
ينظر :المصدر السادبق . 207 /
52
)(12
الصو ل في النحو:لدبن السراج.2/228:
)(13
ينظر شرح ادبن عقيل.2/99:
)(15
همع الهوامع.2/8 :
)(17
ينظر :كشف المشكل في النحو . 300،301:
)(19
ديوانه . 1/132 :
)(14 )(16 )(18 )(20
ينظر :الخصائص. 1/297: ينظر :اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها . 207 : ينظر :التقديم والتأخير في القرآن الكريم . 152 :
التبيان في شرح الديوان :أدبو البقاء العكبري , 31 – 30 / 1 :والعرف الطيب في شرح ديوان أدبي
الطيب للشيخ ناصيف اليازجي .148 :
)(21
ديوانه 23 :
)(22
ديوانه . 145 / 2 :
)(24
التبيان . 78 / 3 :
)(26
ينظر :التبيان . 78 / 3 :
)(28
ينظر المغني .1/639:
)(30
ينظر :التبيان , 267 / 3 :والعرف الطيب لليازجي .274 :
)(32
ينظر معجز احمد لدبي العلء المعري.4/150:
)(23 )(25 )(27 )(29 )(31 )(33
التبيان ،30/77 :وينظر :الموضح للتبريزي .4/143 الفتح على ادبي الفتح لدبن فورج ة.218 :
ديوانه . 272 :
التبيان . 30/267 : ديوانه . 224 / 1 :
ينظر :التبيان . 192 / 1 :
53
)(34
ديوانه32 :
)(35
ينظر :التبيان . 1/193 :
)(37
ديوانه . 244 / 1 :
)(39
ينظر :التبيان . 195 /1 :
)(41
التبيان . 234 / 4 :
)(36 )(38 )(40
ينظر :معجز احمد .4/150
ديوانه.122 /3 :
التبيان . 234 / 4 :
الفصل الرادبع نموذج النقد
54
قراءة لسانية في منهج أبي العلء المعري في نقده لغة المتنبي معجز احمد مثال
مدخل :
النقد هو دراتس ة النص الددبي دراتس ة دقيق ة ليتسنى للناقد دبعدها أن يظهر محاتسن النص او وجود النقص فيه مبرزا
جما ل الفكر ة وأصالتها أو تسطو الديب على أفكار الخرين واتستعمالها مكرر ة في شعره أو نثره .
والنقد قديم قد م الدب إل أنه ككل فن دبدأ دبسيطا وراح يتطور حتى أصبح علما وقد حفظت العردبي ة صورا من هدا
النقد فقص ة النادبغ ة مع أهل المدين ة وقصته مع حسان دبن ثادبت معروفتان و في دبداي ة القرن الرادبع الهجري عرفت العردبي ة كتبا
اهتمت دبدراتس ة النصوص الشعري ة ككتادبي نقد الشعر ونقد النثر لقدام ة دبن جعفر )ت 337هـ ( ،والموازن ة دبين الطائيين للمدي )ت 370هـ ( ،والوتساوط ة للقاضي الجرجاني ) ت 391هـ ( ،وجدت صداها عند الشعراء المثقفين ومنهم أدبو العلء المعري ) ت 449هـ ( الذي تأثر دبهذه الحرك ة النقدي ة
لقد كان مفهو م النقد عند المعري الناقد ينحصر في الذوق أول مستعينا دبعده دبأدوات اللغ ة كالنحو والصرف والبلغ ة
فقد كان مهيمنا على زما م اللغ ة ومسيطرا على عنان غرائبها حتى لوحظ أن دبعض العلماء يقدمون فيه صف ة الناقد اللغوي على صف ة الشاعر
فقد دبعث معاصره وصاحبه ادبن القارح دبرتسال ة يقو ل فيها :إن الشيخ يعني المعري أدرى دبالنحو من تسيبويه )ت
180هـ ( ودباللغ ة والعروض من الخليل )ت 170هـ ( ). (1
55
ومن المعروف لدى أهل الدب أن المعري قا م دبشرح ثلث ة دواوين لهم شعراء العصر العباتسي وهم :أدبو تما م والبحتري والمتنبي ،وقد تسمى الو ل »ذكرى حبيب« والثاني »عبث الوليد« والثالث »معجز أحمد« ،وقد اتبع منهجاا
عام اا في هذه الشروح تسنوضح معالمه فيما دبعد ،غير أن شرحه لديوان أدبي تما م كان مختصراا ،في حين أنه اقتصر في شرحه لديوان البحتري على دبيت أو دبيتين من كل قصيد ة من قصائده حسب الهمي ة اللغوي ة أو النحوي ة أو العروضي ة التي ترد في
هذا البيت أو ذاك ،أما شرحه لديوان المتنبي فقد كان شامال لجميع الديوان.
إن شرح دواوين الشعر لم يكن معروفاا منذ القديم فقد دبيين الدارتسون أن عرب الجاهلي ة وصدر التسل م تلقوا شعر
شعرائهم دبالرواي ة صافياا تسائغ اا يفهمون مراميه وإيحاءاته وظلله دون حاج ة إلى تفسير غريبه ،فلم يكن في لغته غريباا عليهم إذ كانت المفردات دقيق ة الدلل ة والملدبسات الجتماعي ة والفني ة للشعر ،وتجارب الشاعر معروف ة لدى الناس ل تحدها دبيئ ة محلي ة أو خبر ة ذاتي ة ،وكان الروا ة أو حمل ة الشعر أو حفظته من أقردباء الشاعر أو من تلميذه المقردبين إليه ،وقد جمع
القدمون الدواوين ،كالصمعي وأدبي تسعيد السكري وخلف الحمر وحماد الراوي ة ،ولم يكن يهمهم شرح الشعر دبقدر ما
يهمهم الكثار من روايته ،فقد روى حماد المعلقات دون تفسير ،وروى خلف لمي ة العرب من غير شرح كثير غير أنه
افتقدت دبعض أجزاء الشعر إلى معالم توضح معانيها وتفتح مغلقها ،وقد عبر عبد الله دبن أدبي اتسحق الحضرمي المتوفى عا م
711هـ في إجادبته لدبن تسيرين الذي اتهمه دبتفسير الشعر دبغير إراد ة الشاعر فقا ل )) :إنما نفتي فيما اتستتر من معاني الشعر وأشكل من غريبه وإعرادبه دبفتوى تسمعناها من غيرنا وأجهدنا فيها آراءنا(( ولما امتد التسل م وانتشر اقتضى المر مزيداا
لتقريب الشعر الجاهلي والتسلمي إلى الناس ،ففي القرن الثالث الهجري ألفت الكتب الددبي ة التي تجمع أوطرافاا من الدب
شعراا ونثر اا ،ووقف المؤلفون عند الشروح اللغوي ة والتاريخي ة والنحوي ة ،وعند القضايا النقدي ة كما فعل ادبن تسل م وادبن قتيب ة في وطبقاتهما ،وأما شرح الشعر فلم يعرف كظاهر ة إل في القرن الرادبع على يد ادبن جني في شرحه لديوان المتنبي المسمى
)) الفسر ((.
ومن يقرأ رتسائل أدبي العلء وشروحه للدواوين التي منها شرح ديوان المتنبي )) معجز أحمد (( يجد ثقاف ة المعري
اللغوي ة الواتسع ة في منهجه ،والتجاه اللغوي في النقد الددبي دبأشكا ل متعدد ة منها ما يهدف إلى إظهار الصواب من الخطأ أو
ما يؤكد على الجانب الجمالي للعبار ة ،وإشراقها ورصان ة التعبير وحسن وقعه في النفس .
الدرا تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة:
56
عني المعري في شرحه المسمى دبـ ) معجز احمد ( دبإيراد مسائل الخلف وموقفه منها تسواء في النحو أو اللغ ة كذلك إيراد اللغات المختلف ة للمفرد ة الواحد ة ومن ثم يعرضها على ضردبين من المقاييس ويرجح القرب اعتمادا على الوطراد
والكثر ة فضل عن اتستدراكه على من تسبقه من النحا ة واللغويين عند عرضه آراءهم كذلك إدبراز المعاني الغامض ة دبسبب
الصياغ ة اللغوي ة المعقد ة ومنهج المعري في النقد يعتمد النظر ة الوصفي ة الشمولي ة لشعر أدبي الطيب المتنبي والقدر ة على تمييز
أتسلودبه عن دبقي ة التساليب.
فمعرف ة ألفاظ الشاعر و ألفاظ عصره ومذهبه النحوي من خل ل ما ينتج من نصوص إدبداعي ة تمثل تسم ة العصر الذي ينتمي
إليه الشاعر وطريق ة قويم ة من وطرق النقد ودليل واضح على اتساع ثقاف ة الناقد وعمق دراتسته فيقد م لنا خطادبا نقديا إدبداعيا قائما على الوصف والتحليل اللذين يمثلن جوهر الدراتسات اللساني ة المعاصر ة وعليه يمكننا أن نختار نقد أدبي العلء
نموذجا يتجسد فيه المهج الوصفي اللساني للناقد المثقف الذي يحتكم إلى الذائق ة المتأتي ة من تسع ة الوطلع فالمعري كان
قد اوطلع على المؤلفات في عصره وحضر المساجلت النحوي ة وضمنها في نقده للشعر أو النثر فحتى في رتسائل أدبي العلء
نجده يتحدث على لسان الشعراء مدافعا كما فعل مع ادبن القارح الذي حاور امرأ القيس ورد عليه المعري في رتسال ة الغفران . وفي الحقيق ة فقد وجد المعري في شعر المتنبي مجاال واتسعاا للقيا م دبدراتس ة تطبيقي ة على ضوء تسنن العرب واتستعمالت
العرب يعرض فيها محفوظه من اللغ ة واشتقاقها وصرفها،كما يظهر مقدرته النحوي ة ومدى اوطلعه على آراء النحا ة ومدارتسهم ودبخاص ة الكوفيين والبصريين،
ويمكننا إجما ل المحاور النقدي ة التي انتهجها المعري في معجز احمد كالتي :
. 1موقفه من المسائل الخلفي ة:
من الملمح الوصفي ة في نقد المعري ما يذكره من مسائل خلفي ة في النحو أثناء تعليقاته ضمن الشرح فيوافق ما يراه
ملئما للمعنى المراد .من ذلك ما قاله في تعليقه على قو ل المتنبي ( 2) :
داني ال عصفا عت يدبعي رد يموصوفا عتها
عتسر دب يمحا عتس رن ره رح عرم رت يذوا عتها
يدب يشر اا ير يأي رت يأ ير ييق عمن يع يبرا عتها
يأوفى يف ركن رت عإذا ير يمي رت دب عرمق يلتي
)) وإضاف ة ذوات إلى المضمر في قوله )) :ذواتها غير جائز ة عند البصريين وأدبو العباس المبرد يجيز ذلك ((
)( 3
قا ل المبرد ... )) :لن قولك ) ذو ( ل يضاف إلى المضمر تقو ل :هذا ذو ما ل ول نقو ل :الما ل هذا ذوه .فان
جعلت مكانه ما يكون مثله في المعنى نحو قولك ) :صاحبه ( و ) مالكه ( صح . (4) (( .
57
والمعري يتادبعه في ذلك مخالفا مذهب البصريين ). (5 وفي دباب الضاف ة ما ذكره في شرحه دبيت أدبي الطيب ( 6) : يلي يس ال يت يع ريج رب عمن يموا عه عب ما ل ععه يع يجب اا ليره يح عف يظ ال ععنا ين دب عيأن رم هل
يدبل عمن يتسل يم عتها عإلى يأوقا عتها
ما عحف رظها ا يلشيا يء عمن عادا عتها
فأضاف المصدر إلى المفعو ل دون ذكر الفاعل لن المعنى على أنه ينفي الحفظ عن أنامله جمل ة ،وانه يزعم انه ل يكون منها أصل فكأن قوله عجبت من كيفي ة حفظه للعنان إذ ليس ممن عاداته أن يحفظ شيئا ويمسكه ويستشهد على هذا النوع
من الضاف ة ) ( 7دبقو ل أدبي تما م :
)(8
ت ييع ييو يد يدبس يط ال يك عيف يح يتى يلو يأ ن ي يره
يثناها ل عيقب هض يلم ترعجب ره يأنا عم رله
ويتادبعه في ذلك عبد القاهر الجرجاني )ت 474هـ( على الرغم من قل ة ورود الضاف ة من هذا النوع
)(9
وفي دبعض توجيهاته النقدي ة يستعين دبلغات العرب مما حكاه أدبو زيد في نوادره كالذي نراه عند شرحه قو ل المتنبي ) :
( 10
يح يتى يأقا ي م يعلى يأ ر دبا عض يخر يش ين ه ة
يتشقى دب ععه الرو ر م يوال رصلبا رن يوال عب يي رع
يوال ينه عب ما يج يمعوا يوالنا عر ما يز يرعوا
علل يسب عي ما ن ييكحوا يوال يقت عل ما يو يلدوا
فيقو ل )) :انه أجراهم مجرى ما ل يعقل من البهائم فاتستعمل لفظ ) ما ( لنها لما ل يعقل او أنه في معنى المصدر
وتقديره :للسبي نكاحهم وللقتل ولدتهم ...أو أن ذلك لغ ة حكاها أدبو زيد النصاري عن أهل الحجاز فقا ل :يقولون )) تسبحان ما يسبح الرعد دبحمده (( ). (11
. 2التساليب البلغي ة :
وكان منهجه في نقد التراكيب التي تنزاح عن وظيفتها النحوي ة أن يدرجها في ضمن أدبوادبها التي يراها ملئم ة من حيث
المعنى ومن ذلك ما يخص خروج أتساليب الطلب من وظيفتها النحوي ة المركزي ة إلى وظائف نحوي ة فرعي ة أو هامشي ة أو معاني وأغراض دبلغي ة
فمن ذلك تعليقه على قو ل أدبي الطيب عندما تشكى تسيف الدول ة:
)( 12
يو يهل يترقى عإلى ال يف يل عك ال رخطو رب ؟ يأ ييدري ما يأرا يدب يك يمن ريري رب ؟ يف رقر رب يأ يق عيلها عمن ره يعجي رب يو عجس رم يك يفو يق عه ييم ع ة رك عيل دا هء
58
فالمعري يرى أن التستفها م قد خرج إلى غرض ) التعجب والتعظيم ( فقوله ) من يريب؟ ( ليس اتستفهاما حقيقيا وإنما هو )على جه ة التعجب أو التعظيم للمر(
)(13
وينفرد أدبو العلء في ذلك إذ إن دبقي ة الشراح لم يلتفتوا إلى غرض التعجب في البيت المتقد م فضل عن اجتماع التعجب
والتعظيم .
)(14
وقلما يشير النحويون و البلغيون إلى اجتماع التعجب والتعظيم في أتسلوب التستفها م غير الحقيقي وهو مذهب لكثير
من المحدثين كما نجده عند الدكتور قيس الوتسي الذي فرق دبين التستعمالين وافرد لكل معنى منها دبادبا ). (15
وفي شرحه قو ل أدبي الطيب ( 16) :
يكما عاج يت يم يعت عد يير ر ة الحا عف عل
يو يوطع هن ري يج يعم رع رش يذا ن يرهم
ت ييح ييي ير يعن يمذ يه عب الرا عج عل يفت اى ل ريعي رد يعلى النا عص عل
عإذا ما ن ييظر يت عإلى فا عر هس
يف يظ ييل ري يخ يعض رب عمن يه ال رلحى عإذا يوط يل يب ال يتب يل يلم ييش يأ ره
رخذوا ما يأتا ركم دب ععه يو عاع عذروا
يو عإن كا ين دين اا يعلى ما عوط عل
يف عإ يين ال يغني يم ي ة في العا عج عل
ي ــرى المع ــري أن أمث ــا ل الم ــر ل ــم ت ــأت عل ــى وج ــه الحقيق ــ ة ف ــي الق ــو ل الس ـادبق وإنم ــا أراد الش ــاعر أن )) يق ــو ل للخ ــارجي وجماعته الذين كانوا ينتظرون الفداء هزءاا دبهم :خذوا ما أتاكم دبه تسيف الدول ة من الفداء ،واعذروه في هذه الغنيم ة المعجلــ ة،
فاغتنموا ذلك فإن الغنيم ة في العاجل ((
)(17
وقد فهم المعري هذا الغرض من صيغ المر الوارد ة في هذا النص دبالتحليل الوصفي فالمتنبي لم يقصد الدباد ة وإنما كان
يقصد التستهزاء دبهم ولتسيما إذا عرفنا أنهم كانوا ينتظرون ما اشتروطوه لخراج أدبي وائل وخروج المر من معناه إلى
التستهزاء مسأل ة تدعو إلى التأمل قليل لن دلل ة المر المجازي ة تأتي لمعان اتفق عليها النحويون والبلغيون وهي الدباح ة
والتجنيد والتسوي ة والدعاء والتهديد والتأديب والتعجب والخير والتبكيت والتسليم والتكوين والندب والتعجيز والتمني
والتلهف واللتماس ) (18وهذا خلف ما اتفق عليه فالمتنبي حاو ل خرق القواعد البلغي ة ليأتي دبالجديد فكسر أفق التوقع لدى المتلقي فأضاف أتسلودبا تميز دبه إلى نتاجه الفني الذي يعرف دبه من خل ل هذا العدو ل في التستعما ل البلغي الذي
أوضحه المعري .
. 3الق ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس :
59
القياس عند اللغويين حمل غير المنقو ل على المنقو ل أو هو حمل فرع على أصل لوجود علق ة دبينهما ,تقتضي أن يجري حكم الصل على الفرع ,وهذه العلق ة ردبما كانت عقلي ة مثل مناتسب ة العل ة الجامع ة دبين الصل والفرع واوطراد الحكم في نوع
ما ,وقد تكون تخييلي ة كقياس الشبه دبين المقيس والمقيس عليه ) ( 19فاللغوي إذا اشتق صيغ ة من ماد ة لغوي ة على نسق صيغ ة مألوف ة تسمي عمله هدا قياتسا ول يتم دلك إل دبعد اتستقراء اللغ ة ومعرف ة أدبنيتها ليمكن اتستخراج أدبني ة جديد ة ل تبتعد
عن روح هده اللغ ة ووطريق ة أدبي العلء في النقد تكمن في عرض لغ ة النص على ضردبين من المقاييس يتكفل الو ل دببيان موضع الجود ة والرداء ة في تلك اللغ ة ويتكفل الثاني دبتشخيص الخطأ فيها ،والرشاد إلى الصواب ). ( 20
ونستشف ذلك عند أدبي العلء في تحليله قو ل المتنبي ( 21) : يأ ير دق يعلى يأ ير هق يو عمث عل يي ييأ ير رق رجه رد ال يصبا يدب ع ة يأن يتكو ين يكما يأرى
يج يير دب رت عمن نا عر ال يهوى ما يتن يطفي
يو يجو اى ييزي رد يو يعب ير د ة ت ييت يرق ير رق
يعي دن رم يس ييه يد د ة يو يقل دب ييخ عف رق
نا رر ال يغضى يو ت يعك ريل يع يما رتح عر رق
فيقو ل )) :جردبت من نار الهوى نارا تطفأ عندها نار الغضا مع شدتها ،وتكل أيضا نار الغضا عما تحرقه نار الهوى ،أو أن ) ما ( للنفي وفيه تقديران :أحدهما :أن يكون تقديره :جردبت من نار الهوى كنار الغضا ما تنطفي وما تكل ،
ومعناه :ما تنطفئ نار الهوى وما تكل عن الحراق دبالمر ة فتريحني ،وقوله ) :نار الغضا ( تشبيه يعني كنار الغضا في
شد ة توقدها .
والثاني :أن يكون ) تكل ( فعل الغضا ،الواو زائد ة أو منقول ة أي نار الغضا ومعناه جردبت من نار الهوى نارا ما تنطفئ ،
ونار الغضا تكل عما تحرقه هذه النار (( ). (22
وهذه الطريق ة في الوصف والتحليل النقدي يكاد ينفرد فيها أدبو العلء المعري دون غيره من النقاد في عصره المر
الذي يجعله يغلب القياس العقلي الذي يفهم المعنى من خل ل التشخيص والتدقيق و ايوطراح المعاني البعيد ة التي تحمل النص الدبداعي ما لم يحتمل حتى ل يغرق المتلقي في المعاني المتداخل ة للغ ة وهذه من تسمات اللسانيات الحديث ة التي تجعل من
النص الدبداعي وطيعا وتزيل منه صف ة الصلدب ة .
. 4التستدراك على من تسبقه:
60
أما منهج أدبي العلء في التستدراك النقدي يتجلى فيما نقله عن مصادر أخرى وردت في أثناء المعجز ،من خل ل اتستدراكه ،وقد رمز دبها ماد ة كتادبه ما يد ل على تسع ة اوطلعه على الموروث النقدي ،فقد علق على قو ل المتنبي ) :
( 23
يأرى عمن عف عرندي عقط يع ا ة في عف عرن عد عه
يو يجو يد ر ة يضر عب الها ع م في يجو يد ع ة ال يصق عل
يو رخض ير ر ة يثو عب ال يعي عش في ال رخض ير ةع ا ييلتي يأ عمط يعن يك يتشبيهي عدبما يو يك يأ ن ي يره
يأ يرت يك عاح عمرا ير ال يمو عت في يمد ير عج ال ينم عل
يفما يأ يح دد يفوقي يول يأ يح دد عمثلي
دبقوله )) :قا ل ادبن جني إن المتنبي كان يجيب إذا تسئل عن هذا المقطع دبأن يقو ل :تفسيره انه كان كثيرا ما يشبه فيقا ل : كأنه التسد ونحو ذلك فقا ل هو معرضا عن هذا القو ل :أمط عنك تشبيهي ) دبما ( و ) كأن ( فجاء دبحرف التشبيه وهو )
كأن ( ودبلفظ ) ما ( التي كانت تسؤال فأجيب عنها دبكأن التي للتشبيه ،وأدخل ) ما ( للتشبيه لن جوادبها يتضمن التشبيه فذكر السبب والمسبب جميعا (( ). (24
ثم ينقل تعليق القاضي الجرجاني فيقو ل )) :قا ل ...عبد العزيز الجرجاني :إن المتنبي تسئــل مذكرا أن ) ما ( تأتي
لتحقيق التشبيه كقو ل عبد الله التسد ،ما عبد الله إل التسد ،وإل كالتسد تنفي أن يشبه دبغيره ،فكأن قائل قا ل :ما هو
إل كذا ،وآخر قا ل :كأنه كذا فقا ل :أمط عنك تشبيهي دبما وكأنه(( ).(25
ويرى أدبو العلء أن هذين الرأيين متضاردبان ،وأنها ) ما ( التي تصحب كأن إذا قلت كأنما زيد التسد ).(26
. 5غموض الم ع ـ ـاني :
ويصطلح عليه أدبو العلء دبمصطلح ) اليها م ( ويعده قو ة للمعنى فقد أشار المعري إلى مسأل ة التعقيد اللفظي ودوره في تعقيد
المعنى إذ قا ل معلقا على دبعض أدبيات أدبي الطيب الغامض ة ( 27) : ن ييز يلت عإذ ن ييزل يتها الدا رر في يأح ـ يتف يض رح ال يشم يس رك ييلما يذ يير عت ال يش م ـ عإ يين في يثو دب عيك ا ييلذي ال يمج رد في عه
ـ يس ين عمنها عم ين ال يسنا يوال يسنا عء ـ رس دب عيشم هس رمني ير ةه يتسودا عء
ليعضيا اء ريزري دب عرك عيل عضيا عء
)) فقوله :شمس مثير ة تسوداء )) إيها م (( ) (28واليها م :أن يقو ل المتكلم كلما يحتمل معنيين متضادين ،ل يميز احدهما عن الخر ول يأتي في كلمه دبما يحصل دبه التمييز ول يكون اليها م إل في الجمل المؤتلف ة المقيد ة ،حيث انه يختلف
عن الشتراك الذي يقع في اللفظ ة الواحد ة التي يكون لها مفهومان ل يعلم أيهما أراد المتكلم ((
61
)(29
واليها م يكسب الكل م إعجادبا وفخام ة ويفيده دبلغ ة لنه ذهب دبالسامع أكثر من مذهب ) . (30وقد ل يأتي في كل م المتكلم ما يحصل دبه التمييز فيما دبعد ذلك دبل يقصد إيها م المر فيها مقيدا ،أو يقو م دبتفسير اليها م وإزالته كما حصل مع
المتنبي عندما قا ل :
عإ يين في يثو دب عيك ا ييلذي ال يمج رد في عه
ليعضيا اء ريزري دب عرك عيل عضيا عء
فقوله )) :إن في ثودبك الذي هو محل المجد ضياء ،يقصر دبكل ضياء (( أزا ل اليها م عن قوله ) شمس منير ة تسوداء وكشف دبأنه كان مديحا ( ). (31
ومن المصطلحات التي تخص التعقيد والغموض اتستعماله مصطلح ) الحذف (كالذي ذكره في تفسير قو ل أدبي الطيب :
)( 32
ن ييكساني في ال رسق عم رنك يس ال عهل ع ل
عص يل ر ة ال يهج عر لي يو يهج رر ال عوصا ع ل
ل ت يرلمني يف عإ يينني يأع يش رق ال رعش
شا يق فيها يا يأع يذ ي ل ال رع يذا ع ل
يو ل عرعم هر ييطو ر ل في ال رذ عي ل قالي
يو ل ععحت هف في ال عع عيز ييدنو رم عح ديب
ينح رن يرك دب عمل عج يعن في يز يعي نا هس
عمن يدبنا عت ال يجدي عل يتمشي عدبنا في ا ل
يفو يق يوطي هر يلها رشخو عص ال عجما ع ل
دبي عد يمش يي ا يل ييا ع م في الجا ع ل
قا ل المعري ) :ملجن ( أي من الجن فحذف النون لسكونها وتسكون الل م من الجن ،يقو ل نحن ركب نشبه الجن في
أفعالها للزومها المفاوز ،وأن كنا في صور ة النس ،ورواحلنا تشبه الطير لسرع ة تسيرها ،وان كانت في صور ة الجما ل ( . (33
وليس كما قا ل ادبن جني في حمل المعنى على المقلوب عندما قا ل تقدير الكل م :نحن ركب من النس في زي الجن
فوق جما ل لها شخوص وطير ). (34
وقد وافق ادبن تسنان الخفاجي )ت
هـ( رأي المعري يقو ل )) :وهذا عندي ضعف من أدبي الفتح ل تقود إليه
ضرور ة ،ومراد أدبي الطيب المبالغ ة في حسب ما جرت عليه عاد ة الشعراء فيقو ل نحن قو م من الجن تجودبنا الفل ة والمهامه
والقفار التي ل تسلك ...إل أننا في زي النس ،وهم على الحقيق ة كذلك ،ونحن فوق الطير من تسرع ة إدبلنا إل أن شخوصها شخوص الجما ل ول شك في ذلك أيضا (( ). (35
. 6مفهو م الضرور ة الشعري ة في نقد أ دبي لعلء :
62
)
)) يجوز للشعراء ما ل يجوز لغيرهم لنهم أمراء الكل م وانه يحتج دبهم ول يحتج عليهم ((
)(36
لعل حازما القروطاجني كان محقا فيما قا ل ،فلول هذه الحري ة ما أمكن مع قيود الشعر أن يكون أدا ة ناجح ة من أدوات
التعبير الفني .
ومفهو م الضرور ة عند المعري هو ما يجوز للشاعر اتستعماله إذا اضطر إليه من الخروج عن قواعد اللغ ة والنحو والصرف
وهذا دليل على حري ة الشاعر وعلى انه يستبقي في شعره من الضرورات والمذاهب اللغوي ة الضعيف ة ما يمكن أن يكون ماد ة لنقاده الذين لم يحسب لهم في نفسه حسادبا ). (37
وقد جاءت الضرورات في شرح المعري من دباب النقد اللغوي فاقتصرت على اللغ ة والنحو والصرف وكانت الضرورات
المعتدل ة والمقبول ة تسائغ ة ومع انه كان يقرها في الشعر ،إل أنه كان يستنكرها ويرى فيها مظهرا من مظاهر ضعف الشاعر
وعد م تمكنه من أداء فنه ،ومن الماد ة التي يصوغ دبها أفكاره وأحاتسيسه فيترتب على ذلك اضطراب الفكر ة نتيج ة الخروج على ما اعتادت الذن أن تسمعه وهذا يدفعنا إلى القو ل دبان أدبي العلء في خطادبه قد شق وطريقا للجيل الحديث من النقاد في
جعل النص العردبي الفصيح مناتسبا للبحث اللساني المعاصر مع الحفاظ على فحوى التنظير اللغوي العا م دبان اللغ ة موجود ة في الذهن في صور ة انطباعات وآثار موضوعي ة قادبل ة للدبداع والتمايز الفردي في تمظهر الخطاب اللغوي .
ويحتج المعري دببعض القراءات القرآني ة مستأنسا دبها على دفع الضرور ة منها ما ذكره معلقا على قو ل المتنبي ) :
( 38
دب عيأ دبي ال رشمو رس الجا عنحا رت يغوا عر دبا رأ رتس دد يفرا عئ رسها ا رلتسو رد ييقو ردها
في ررت يب ه ة يح يج يب ال يورى يعن يني علها
الل عدبسا رت عم ين ال يحري عر يجل عدببا يأ يتس دد يتصي رر ليره ا رلتسو رد يثعا علبا يو يعل يف يس ييمو ره يع عل ييي الحا عجبا
إذ قا ل )) :حذف التنوين من علي ،وأصله :عليا ،وإنما حذفه ضرور ة (( ). (39
ثم يستطرد معلل لذلك دبقوله )) :وقد قرئ )) قل هو الله أحد (( ) ( 40دبحذف التنوين ). (41 ومن ذلك ما نجده في تعليقه على قو ل أدبي الطيب ( 42) : ال رح ريب ما يم ين يع ال يكل ي م ا يلل رسنا
يو يأ ليريذ يشكوى عا عش هق ما يأع يلنا
يلي يس ا ييلذي قا يتسي رت عمن ره يه يعينا عمن يغي عرنا يم يعنا دب عيفض عل يك رمؤ عمنا
يأضحى عفرا رق يك لي يع يلي عه رعقو يدب ا ة
يأمسى ا ييلذي يأمسى دب عير دب يعيك كا عفر ا
63
يف يأعا يضها يك ال يل ره يكي ل يتح يزنا
يخ يل عت ال عبل رد عم ين ال يغزا ليع ة يلي يلها
دبقوله )) :قد م الضمير الغائب في قوله ) يفيأعايضهايك ( وأيخر ضمير المخاوطب وذلك ليس دبالختيار إل في ضرور ة
الشعر (( ). (43
ومن تعليقاته على الضرور ة ما قاله معقبا على قو ل أدبي الطيب ( 44) :
ل ل ععسوى رو يعد يك لي ذاكا
يلم ت يير يمن نا يدم رت عإ يلكا
يأم يسي رت يأرجو يك يو يأخشاكا
يول ل عرح يبيها يو ليعك يينني
دبق ـوله )) :وق ـوله :ن ــادمت ص ــف ة ل ــه .ل ص ــل ة؛ك ـأنه ق ــا ل :ل ــم ن ــر إنس ـاناا ن ــادمته غي ــرك .فح ــذف اله ــاء؛ وذل ــك لن ــه اتس ــتثنى من ــه الكاف ،ومن إذا كانت نكر ة تقع موقع الجماع ة ،فيصح التستثناء منه.
وقد يجوز أن يكـون دبمعنـى المعرفـ ة ،واقـع موقـع الجماع ة .وقـوله :إلك قبيـح ل يجـوز إل فـي ضـرور ة الشـعر ،لنـه وصــل الضـمير فــي موضــع الفصــل.يقــو ل :لــم نــر أحــدا نــادمته تســواك ،وليــس ذلــك منــي لســوى محبتــك وودك لــي .يعنــي :إنــي ل أحــب الشــراب وإنما نادمتك وشردبته محب ة مني إليك . (45) ((.
وفيما يخص التضعيف والدغا م يقو ل في شرحه قو ل أدبي الطيب ( 46) : ينرى عع يظم اا عدبال يبي عن يوال يص ريد يأع يظ رم
يو ن ي يتيعه رم الواشي ين يوال يدم رع عمن ره رم
يول ريب ير ر م ا يلم رر ا ييلذي ره يو حا ل عدل
يول ره يو عضرغا د م يول ال يرأ ري عمخ يذ ر م يول ريح يل رل ا يلم رر ا ييلذي ره يو رمب عر ر م
يو يمن لر ريب ره يمع يغي عر عه يكي يف حا لر ره يي عج ريل يع عن ال يتشبي عه ل ال يك ريف لر ييج د ة
يو يمن عتس رير ره في يجف عن عه يكي يف ييك رت رم
))اظهر التضعيف في) حالل (و ) يحلل ( للضرور ة ،والصل في القياس الدغا م فيقا ل حا ل دبتشديد الل م((
. 7الب ن ـي ة المعج م ـي ة :
)(47
انتهج أدبو العلء وطريق ة مميز ة في نقده البني ة المعجمي ة هي عرض اللفظ على ميزان الفصاح ة والتستعما ل الذي تسمع عن العرب ويعلل لما جاء مخالفا للقياس الصرفي من ذلك ما ذكره في تفسير قو ل أدبي الطيب ( 48) : يو يأف يج رع يمن يف يقدنا يمن يو يجدنا
رق يبي يل ال يفق عد يمفقو يد ال عمثا ع ل
يو يكم يعي هن رم يق ييب يل ع ة ال ينواحي
يكحي دل عدبال يجنا عد ع ل يوال عرما ع ل
يأوا عخ ررنا يعلى ها ع م ا يلوالي
ري يد يعف رن يدبع رضنا يدبعض اا يو يتمشي
64
إذ قا ل )) :الوالي :مقلوب من الوائل ،فقد م الل م ،وأخر الهمز ثم أدبدلها ياء فصارت كالقاضي (( ). (49 ويعتمد المعري ذكر الصيغ المختلف ة للكلم ة الواحد ة تسواء أكانت اتسما أ م فعل أو غير ذلك فيذكر صيغ التسم المفرد ،
ويعو ل على لغ ة الصمعي في رده على قو ل الصاحب دبن عباد ) ،وكان المتنبي يتفاصح دباللفاظ النافر ة والكلمات الشاذ ة ( (50من ذلك ما ذكره في شرخه قو ل أدبي الطيب ( 51) :
)
عإلى يدبط عن رأ يه م ل تريط يعر رق عدبال يحم عل
دب عينفسي يولي دد عا يد عمن يدبع عد يحم عل عه
يو يص ييد يوفينا رغ ييل ر ة ال يب يل عد ال يمح عل يو ييأ رك رل ره يقب يل ال ربلو عغ عإلى ا يلك عل
يدبدا يو ليره يوع رد ال يسحا يدب ع ة عدبال يروى يأ ييف عط رم ره ال يتورا رب يقب يل عفطا عم عه
قائل )) :قا ل الصمعي :التراب والتوراب والتيرب والتورب والتردباء كل ذلك دبمعنى (( ) ، (52والحق أن كلم ة التوراب من الكلمات القليل ة التستعما ل وان كانت صحيح ة من الوجه اللغوي اذ وردت في المعجمات.
ومن ذلك تعليقه على قو ل أدبي الطيب ( 54) :
يغيري دب عيأك يث عر يهذا النا عس يين يخ عد رع عدبال يجي عش يتم يت عن رع السادا رت رك ريل ره رم
يوما ينجا عمن عشفا عر البي عض رمن يف عل دت
)(53
عإن قا يتلوا يج ربنوا يأو يح ييدثوا يش رجعوا يوال يجي رش دب ععا دب عن يأ دبي ال يهيجا عء ييم يت عن رع ينجا يو عمن ره يين في يأحشا عئ عه يف يز رع
دبق ـوله )) :الشــفار :جمــع الشــفر ة ،وهــي حــد الســيف .وأراد دب ـالبيض :الس ــيوف ،والص ــل في ــه الص ــف ة ،ث ــم صــار اتســماا لهــا،
والكنايـ ة فـي منهـن تعـود إلـى الشـفار .ومنفلـت ليس دبالفصـيح .والجيـد المفلـت والو ل أيضـاا لغــ ة .يقـو ل :إن كـان الدمسـتق قـد نجــا مــن تســيوفك ،فلــم يفلــت إل وقلبــه مملــوء مــن الفــزع ،فقــد حــل فــي قلبــه مــن الخــوف مــا يقـو م مقـا م قتلــه (55)((.فيعيــب عليــه
اتستعماله )منفلـت( لخروجهـا عن الفصـاح ة وقـد اتستند فـي ذلــك علـى حصـيلته المعجمي ة وقـد ذكـرت المعج ـ ــمات العردبي ة :أن العرب تقو ل :مفلت وقد ورد ذلك كثيرا في الشـ ـ ــعر قا ل دعبل(56): يف يك يأ ن ي يره عمن يدي عر عهز قع يل رمف عل دت
يح عر دد يي رج رير يتسل عتس يل ا يلقيا عد
والمعري أحيانا يعرض نقده المعجمي فيسترتسل في وصف معانيها دون أن يذكر آراء الخرين فيكتفي دبرأيه كالذي ذكره في
تحليله قو ل أدبي الطيب ( 57) :
دب عيبيا عض ال رطلى يو يور عد ال رخدو عد
يكم يقتي هل يكما رق عتل رت يشهي عد
ما رمقامي دب عيأر عض ينخ يل ي ة عإ يل
يك رمقا ع م ال يمسي عح يدبي ين ال ييهو عد
65
ريق يت رل العا عج رز ال يجبا رن يو يقد ييع يو ري يو يقى ال يفتى ال عم يخ ريش يو يقد يخو
يأنا عتر رب ال يندى يو ير ريب ال يقوافي يأنا في رأ ييم ه ة يتدا ير يكها ال يل ـ
عج رز يعن يقط عع ردبخ رن عق ال يمولو عد
يو يض في ما عء ليييب ع ة ال عصندي عد
يو عتسما ر م ال ععدا يو يغي رظ ال يحسو عد
ـ ره يغري دب يكصا ل ع هح في يثمو عد
قائل )) :نخل ة دبالخاء المعجم ة هي محل ة دبالكوف ة وروي دبالحاء نحل ة وهي اصح وهو مقا م دبالشا م على ثلث ة أميا ل من دبعلبك (( )(58
و)) الخنــق :خرقــ ة يــوقى دبهـا رأس الطفــل إذا دهــن .والمخــش :هــو الــدخا ل فــي المــور .وروى :المحــش دبالحــاء وهــو :الــذي يوقــد الحــرب ك ـأنه آلــ ة ذلــك .وخــوض :يجــوز أن يكــون دبمعنــى خــاض؛ مبالغــ ة فيــه كطــوف ،ويجــوز أن يكــون متع ـدياا ،ومفع ـوله محذوف ،وتقديره قد خوض الرمح ،وماء اللب ة :الد م ( 59) (( .
و)) قوله :تداركها الله .كقولك :أصلحك الله .وقيل :تداركها الله دبالعذاب ،فالولى دعاء لهم ،والثاني ة دعاء عليهم.يقو ل: أنا في أم ة يصيبني منهم أذى ،ووطبعي مخالف لطبعهم ،وهم ل يعلمون محلي ،دبل يعاودني فحالي دبينهم ،كحا ل صالح دبين
ثمود ،وقد قيل :إنه لقب المتنبي دبهذا البيت ،حيث شبه نفسه دبصالح( 60) ((. الخل ص ـ ـ ـ ة : احتل المعري مكان ة واتسع ة دبين النقاد والشراح والبلغيين وأتحف التراث العردبي دبآثار خلدته تمثلت دبشروحاته وشعره ونثره وجاء دبما لم يأت دبه دبعض المبصرين . ويعد شرحه لديوان أدبي الطيب ذا منزل ة دبين الشروحات فقد ضمن فيه المعري آراءه النحوي ة واللغوي ة والبلغي ة وعرض فيه آراء النحويين والصرفيين ودبين المعاني الغامض ة التي اعتاد أدبو الطيب أن يتعب فيها شراح شعره دبسبب صياغاته المعقد ة ودق ة تأليفه للنظم فكان محط أنظار الكثير من الباحثين لقد اعتمد المعري في نقده على حسه الذوقي دبطريق ة الوصف والتحليل فهو يرد الرواي ة التي ل تتلء م والمعنى الدقيق
الذي جاء دبه الشاعر وأحيانا نجده يلتمس العذار لبعض الهفوات والخطاء دبإرجاعها إلى لغات قديم ة فيندرج نقده ضمن المنهج الوصفي.
66
كان المعري يعلل ويرجح وكان في ترجيحاته يصيب الحقيق ة لمتلكه حسا مرهفا وذوقا يجتذب جما ل النص الدبداعي اجتذادبا هذا إلى علمه وتسع ة اوطلعه على اللغ ة والدب.
لم يكن المعري في نقده للضرائر متزمتا للقدماء لن مفهو م الضرور ة عند ه هو ما يجوز للشاعر اتستعماله إذا اضطر إليه
من الخروج عن قواعد اللغ ة والنحو والصرف وهذا دليل على حري ة الشاعر وعلى انه يستبقي في شعره من الضرائر
والمذاهب اللغوي ة الضعيف ة ما يمكن أن يكون ماد ة لنقاده الذين لم يحسب لهم في نفسه حسادبا.
كان المعري في شرحه يتعمد كثيرا على آراء ادبن جني وهدا لن شرح ادبن جني من أقد م شروحات شعر أدبي الطيب
وقد جاء كشفه عن الخطأ اللغوي تنبيها من ناقد خبر الشعر وعرف صناعته ليخرج أن الخطأ قصور من الشاعر ل ضيق في اللغ ة فالعردبي ة أدباحتنا مرون ة تعبيري ة تندرج من المتكلم الذي ل يملك إل تسليقته اللغوي ة إلى العالم والفيلسوف والديب
والخطيب وغيرهم لما فيها من ثرو ة هائل ة على صعيد اللفاظ ووتسائل البيان وضروب البلغ ة وما فيها من مرون ة على صعيد التراكيب من حيث التقديم والتأخير والحذف والذكر والتصريح والتأويل والعطف والبيان وغير ذلك من مظاهر المرون ة على مستويات الصوات والدبني ة والدللت ووطرائق التعبير التي تنصب كلها أمار ة على رقي الفكر الناوطق دبهذه اللغ ة .
الهوامش :
)(1
ينظر :أدبو العلء المعري ،شاعرا وناقدا :عبد الغني خماس . 31 :
)(2
العرف الطيب 1/210 :
)(4
المقتضب . 120 / 3 :
)(3 )(5
معجز أحمد 306 / 2 : ينظر :معجز أحمد . 306 / 2 :
67
)(6
العرف الطيب 1/213 :
)(7
معجز احمد . 313 / 2 :
)(9
ينظر :دلئل العجاز . 351 :
)(8 )(10
ديوانه 34 :
التبيان للعكبري 2/224 :
)(11
معجز أحمد . 181 – 180 / 3 :
)(13
معجز أحمد . 357 / 3 :
)(12 )(14
العرف الطيب 2/397 :
ينظر :الفسر :أدبن جني ، 185 – 184 / 1 :شرح الواحدي ، 523 / 2الموضح 1 :
. 231 :
)(15
ينظر :أتساليب الطلب عند النحويين والبلغيين :د .قيس الوتسي 436 ، 423 :
)(16
العرف الطيب 1/210 :
)(18
ينظر :أتساليب الطلب عند النحويين والبلغيين :د .قيس الوتسي 213 – 206 :
)(20
ينظر :من أتسرار اللغ ة د إدبراهيم أنيس , 8النقد اللغوي عند العرب د نعم ة رحيم العزاوي23 :
)(22
معجز أحمد . 103 / 1 :
)(24
معجز أحمد , 43 /1 :وينظر :التبيان للعكبري 3/161 :
)(26
معجز احمد .1/44:
)(17 )(19 )(21 )(23 )(25 )(27
معجز احمد . 65 / 3 : ينظر :القتراح في علم الصو ل للسيووطي 70 : العرف الطيب 1/45 : العرف الطيب 1/31 :
معجز أحمد , 44 / 1 :وينظر الوتساوط ة للقاضي الجرجاني 443-442: العرف الطيب 2/493 :
68
)(28
معجز أحمد . 38 / 4 :
)(29
ينظر نفسه . 38 / 4 :
)(31
معجز احمد . 38 / 4 :
)(33
معجز احمد . 72 – 71 / 2 :
)(35
تسر الفصاح ة . 132 :
)(37
ينظر :الضرور ة الشعري ة دراتس ة لغوي ة نقدي ة :د .عبد الوهاب العدواني . 401 :
)(39
معجز احمد . 35 / 2 :
)(41
ينظر :اتجاهات النقد العردبي في القرن الخامس الهجري :د .منصور عبد الرحمن ، 185 :معجز
)(42
العرف الطيب 1/176 :
)(44
العرف الطيب 1/177 :
)(46
العرف الطيب 133, 1/131 :
)(48
العرف الطيب 2/298 :
)(30 )(32 )(34 )(36 )(38 )(40
)(43 )(45 )(47 )(49
ينظر :تحرير التحبير في صناع ة الشعر والنثر ودبيان إعجاز القرآن :أدبن أدبي الصبع المعري . 596 ،
العرف الطيب 141, 1/140 : ينظر :تسر الفصاح ة . 132 :
منهاج البلغاء وتسراج الددباء :حاز م القروطاجني . 143 :
العرف الطيب 1/129 : الخلص 1/
احمد . 35 / 2 :
معجز احمد . 197 / 2 : معجز احمد . 199 / 2 : معجز احمد . 46 / 2 : معجز احمد . 64 / 2 :
69
)(50
الكشف عن مساوئ شعر المتنبي :الصاحب دبن عباد . 48 /
)(51
العرف الطيب 312, 2/311 :
)(53
المتنبي دبين ناقديه :د .محمد شعيب . 86 :
)(55
معجز احمد :
)(52 )(54 )(56
معجز احمد . 93 / 3 :
العرف الطيب 343, 342, 2/341 : ديوانه :
25
,وينظر لسان العرب 2/66 :
)(57
العرف الطيب 40 , 1/39 :
)(59
معجز احمد 1/78:
)(58 )(60
معجز احمد1/76:
معجز احمد 1/80 :
70
ثبت المصادر والمراجع : .1
أدبو العلء المعري ،شاعرا وناقدا ،عبد الغني خماس ،مكتب ة النهض ة دبغداد . 1988 ،
.2
اتجاهات النقد الددبي في القرن الخامس الهجري ،د .منصور عبد الرحمن ،مكتب ة النجلو المصري ة ،
.3
التسس النفسي ة للدبداع :د .مصطفى تسويف :منشورات جماع ة علم النفس التكاملي /القاهر ة د.ت
.4
ط 1977 ، 1م .
التس ــاس المعرف ــي لمنظوم ــ ة الدب ــداع ) مقاردب ــ ة لس ـاني ة تداولي ــ ة ( د .محم ــد الحن ــاش مجل ــ ة التواص ــل اللس ـاني المجلد العاشر العددان 1و 2لسن ة 2001م جامع ة المارات العردبي ة المتحد ة .
.5
أتساليب البيان في القران /جعفر الحسيني ،مؤتسس ة الطباع ة والنشر ،وزار ة الثقاف ة والعل م ، وطهران 1413 ،هـ.
.6
أتساليب الطلب عند النحويين والبلغيين ،د .قيس الوتسي .
.7
التسلوب /شكري عباد ،مطبع ة القاهر ة 1982 ،م.
.8
التسلوب دراتس ة لغوي ة إحصائي ة /د .تسعد مصلوح ،دار البحوث العلمي ة ،الكويت . 1980 ،
.1
التسلوب والتسلودبي ة /احمد درويش ،مجل ة فصو ل ،مج م ، 5ع ، 1القاهر ة . 1980 ،
.2
التسلودبي ة والتسلوب د .عبد السل م المسدي الدار العردبي ة للكتاب /ليبيا ـ تونس /الطبع ة 3/
.3
الصو ل في النحو ،لدبي دبكر محمد دبن تسهل السراج النحوي البغ ــدادي )ت 316هـ( ،تحقيق
.4
أصو ل تراثي ة في اللسانيات الحديث ة ،كريم زكي حسا م الدين ،القاهر ة ،ط 2001 /3م.
.5
الدكتور عبد الحسين الفتلي ،مطبع ة النعمان ،النجف الشرف 1973م.
أصو ل السرخسي محمد دبن احمد السرخسي )ت 482هـ ( دبيروت 1973م
71
.6
أضواء البيان لمحمد المين الشنقيطي ) ت 1393هـ ( الطبع ة الولى /دبيروت 1996م
.7
القتراح في علم أصو ل النحو ,السيووطي ,مطبع ة حيدر آ دباد /الدكن .الطبع ة الثاني ة1359 ,
.8 .9
انفتاح النسق اللساني دراتس ة في التداخل الختصاصي د .محيي الدين محسب .دار الكتاب الجديد المتحد ة /ليبيا /وطرادبلس/الطبع ة الولى 2008/م
اليضـ ــاح فـ ــي علـ ـو م البلغ ــ ة :للخطيـ ــب القزوين ــي ) ت هـ ـ ( ،تنقيـ ــح د .محم ــد عب ــد المنع ــم خفـ ــاجي،
الشرك ة العالمي ة للكتاب ،ط 1989 ، 3م .
.10
دبناء النص التراثي فدوى مالطي ـ دوجلس /الهيئ ة المصري ة للكتاب /القاهر ة 1985 /م.
.11
البلغ ة والتسلودبي ة ,نموذج تسيميائي للتحليل ,هنريش دبليت ,ترجم ة الدكتور محمد العمري ,افريقيا
.12
دبني ة اللغ ة الشعري ة /جان كوهين ،ترجم ة :محمد العمري ومحمد الدالي ،دار توب قا ل ،ط ،الدار
.13
تحليل الخطاب الشعري )إتستراتيجي ة التناص ( د .محمد مفتاح /المركز الثقـافي العردبـي /الـدار البيضـاء
.14
التعريفات الشريف الجرجاني ) ت 816هـ ( دار الشؤون الثقافي ة العام ة /دبغداد 1982م
.16
التبيان في شرح الديوان ،لدبي البقاء الكعبري ،تحقيق مصطفى السقا ،إدبراهيم الدبياري ،عبد
.17
تحرير التحبير في صناع ة الشعر والنثر ودبيان إعجاز القرآن ،أدبن أدبي الصبع المصري ت 654هـ ،
.15
الشرق ط/ 1/دبيروت لبنان 1999م البيضاء 1996 ،م.
/المغرب /الطبع ة الثاني ة 1986م
تهذيب المقدم ة اللغوي ة ~ /عبد الله العليلي ) ،د.ط( ) ،د،ت( .
الحفيظ شلبي ،دار المعرف ة ،دبيروت ،د.ت .
تحقيق حنفي محمد شرف ،القاهر ة 1963 ،م .
72
.18 .19
التقديم والتأخير في القرآن الكريم ،أحمد حميد عيسى العامري ،دار الشؤون الثقافي ة العام ة ،دبغداد ، 1999م .
الخصائص ،صـنع ة أدبـي الفتـح عثمـان ادبـن جنـي) ت 390هـ ( ،تحقيـق محمد علـي النجـار ،دار الشؤون الثقافي ة العام ة /دبغداد /الطبع ة الرادبع ة 1990 /م.
.20
جامع العلو م في اصطلحات الفنون عبد الرتسو ل احمد الفكري الطبع ة الثاني ة /دبيروت 1975م
.21
الدراتس ــ ة الحص ــائي ة للتس ــلوب دبح ــث ف ــي المفه ـو م والج ــراء والوظيف ــ ة :التس ــتاذ تس ــعد مص ــلوح /مجل ــ ة
.22
دلئــل العجــاز للمـا م اللغــوي عبــد القــاهر الجرجـاني .حققــه وقـد م لــه د .محمــد رضــوان الدايــ ة ود .فـايز
.23
الخصائص /ادبن جني أدبو الفتح عثمان ،تحقيق :محمد علي النجار ،دار الكتاب العردبي ع ،دبيروت،
.24
دراتسات في علم اللغ ة ،القسم الثاني ،د .كما ل محمد دبشر ،دار المعارف دبمصر 1970م.
.25
دراتسات نقدي ة في النحو العردبي /د .عبد الرحمن أيوب ،القاهر ة ) ،د.ت(
.26
دلل ة اللفاظ /د .إدبراهيم أنيس ،مكتب ة النجلو المصري ة ،ط ، 3القاهر ة 1963 ،
.27
دور ة الكلم ة في اللغ ة /تستيفن أولمن ،ترجم ة :د .كما ل محمد شبر ن مكتب ة الشباب ،القاهر ة ،ط
.28
ديوان أدبي تما م حبيب دبن اوس الطائي ,دار التردبي ة دبغداد ) د .ت (
.29
ديوان أدبي الطيب المتنبي دبشرح الواحدي ،تحقيق فريدرخ دميتريصي ،وطبع في مدين ة دبرلين ،
.30
ديوان دعبل الخزاعي .دار صادر دبيروت 1989
عالم الفكر /وزار ة العل م /الكويت /1989المجلد العشرون /العدد الثالث الداي ة .دار الفكر /دمشق /تسوري ة 2007/م 1997م .
1973 ، 3م.
1861م .
73
.31
ديوان أدبي الطيب المتنبي ،شرح الشيخ البرقوقي ،تحقيق :عمر فاروق الطباع ،دار الرقم دبن أدبي الرقم ،دبيروت ) ،د .ت( .
.32
ديوان أدبي نيواس ,دار صادر دبيروت 1986 ,
.34
رتسال ة الملئك ة لدبي العلء أحمد دبن عبد الله المعري ) ت 449هـ ( ،تحقيق لجن ة من العلماء ،
.33
ديوان عبد اللطيف الصيرفي ,دار صادر دبيروت )د .ت (
منشورات دار الفاق الجديد ة ،الطبع ة الثالث ة /دبيروت 1979م.
.35
تسر الفصاح ة ،ادبن تسنان الخفاجي ،تحقيق عبد المتعا ل الصعيدي ،القاهر ة 1953 ،م .
.36
شذا العرف في فن الصرف /احمد الحملوي ،ط 2000 ، 2م .
.37
شرح ادبن عقيل للفي ة ادبن مالك دار الفكر دبيروت
.38
شرح ديوان أدبي الطيب المتنبي لدبي العلء المعري )) معجز أحمد (( تحقيق عبد المجيد دياب ،دار
.39 .40
المعرف ة دبمصر 1986 ،م .
الضرور ة الشعري ة )) دراتس ة لغوي ة نقدي ة (( ،د .عبد الوهاب محمد علي العدواني ،مطبع ة التعليم
العالي ،جامع ة الموصل 1990 ،م .
ظواهر أتسلودبي ة في الشعر الحديث في اليمن دراتس ة وتحليل /د .احمد قاتسم ،مركز عبادي للدراتسات
والنشر ،اليمن ،ط 1417 ، 1هـ 1996 -م. .41
علم الصوات /د .كما ل محمد شبر ،دار غريب للطباع ة والنشر ،القاهر ة .
.42
علم الدلل ة /احمد مختار عمر ،مكتب ة العرودب ة ،الكويت 1980 ،م .
.43
علم لغ ة النص المفاهيم والتجاهات د .تسعيد حسن دبحيري /مؤتسس ة المختار للنشر والتوزيع / القاهر ة 2003/م.
.44
العرف الطيب في شرح ديوان أدبي الطيب ,الشيخ ناصيف اليازجي ,تقديم الدكتور عمر فاروق الطباع دار القلم للطباع ة والنشر ,دبيروت لبنان 74
.45
الفتح على أدبي الفتح تأليف محمد دبن احمد دبن فورجـ ة المولـود 400هـ ,تحقيـق عبد الكريـم الـدجيلي, وزار ة العل م الجمهوري ة العراقي ة /دبغداد 1974م.
.46
قاموس اللسانيات د .عبد السل م المسدي /الدار العردبي ة للكتاب 1984/م
.47
القي ــاس والس ــماع ف ــي مص ــادر الفع ــا ل الثلثي ــ ة عن ــد الق ــدامى /ص ــبيح الش ـاني ،مجل ــ ة الم ــورد ،مجل ــ ة :
.48
الكت ـ ــاب ،لدبـ ــي دبشـ ــر عمـ ــرو دبـ ــن عثمـ ــان دبـ ــن قنـ ــبر ،تسـ ــيبويه ) ،ت 180هـ ــ( ،تحقيـ ــق عبـ ــد السـ ـل م
.49
الكشف عن مساوئ شعر المتنبي ،الصاحب أدبو القاتسم إتسماعيل دبن عباد ت 385هـ ،تحقيق
.50
كشف المشكل في النحو :لعلي دبن تسليمان الحيدر ة اليمني )ت هـ ( ،تحقيق :د .هادي عطي ة مطر
.51
اللسانيات وآفاق الدرس اللغوي د .احمد محمد قدور .دار الفكر المعاصر /دبيروت لبنان /دار
.52
اللسانيات والدلل ة ) الكلم ة ( دراتس ة لغوي ة ،د .منذر عياشي ،ط 1مركز النماء الحضاري،
.53
اللسانيات واللغ ة العردبي ة نماذج تركيبي ة ودللي ة ،د .عبد القادر الفاتسي الفهري ،دار الشؤون الثقافي ة
.54
اللسانيات واللغ ة العردبي ة د .عبد السل م المسدي /من إصدارات مركز الدراتسات والدبحاث /تونس
، 7ع ، 3دبغداد 1978 ،م. هارون ،دبيروت ) ،د.ت(.
محمد آ ل ياتسين ،مطبع ة المعارف ،دبغداد ط 1965م . ،ط ، 1مطبع ة الرشاد ،دبغداد . 1984 ،
الفكر /دمشق /تسوريا /الطبع ة الولى 2001م حلب 1996م.
العام ة ،افاق عردبي ة ،دبغداد )ت .د ( .
/د.ت
.55
اللغ ة والمعنى والسياق جون لينز .ترجم ة عباس صادق الوهاب /الطبع ة الولى /دبغداد 1987م
.56
اللغ ة /جوزيف فندريس ،تعريب :عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص ،مكتب ة التجاه
المصري ة ،القاهر ة 1950 ،م.
75
.57
اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها /د .تمانم حسان ،عالم الكتب ،القاهر ة 2004 ،م.
.58
المتنبي دبين ناقديه في التقديم والحديث ،د .محمد عبد الرحمن شعيب ،دار المعارف دبمصر ،القاهر ة
.59
1964م .
المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ،ادبن الثير ،تحقيق أحمد الحوفي دبدوي وطبان ة ،دار
الرفاعي ،الرياض ،ط 1983 ، 2م .
.60
مدخل إلى علم مدخل إلى علم الدلل ة د .تسالم شاكر /
.61
مسائل في الدبداع والتصور .جما ل عبد الملك ادبن خلدون .دار الجيل دبيروت /ط1/1991/
.62
المصطلح اللسني العردبي وضبط المنهجي ة د.احمد محتار عمر /مجل ة عالم الفكر /وزار ة العل م /
.63
الكويت /1989المجلد العشرون /العدد الثالث
معاني الدبني ة في العردبي ة /د .فاضل صالح السامرائي ،تساعدت جامع ة دبغداد على نشره ،
1981 – 1980م. .64
معيار العلم /لدبي حامد الغزالي ،دار الكتب العلمي ة ،دبيروت ،ط 1990 ، 1م.
.65
مغنــي اللــبيب عـن كتـب العـاريب ،ادبـن هشـا م النصـاري )تـ 761هـ ( ،حققـه وفصــله وضــبط غرائبـه
.66
المفاهيم معالم د .محمد مفتاح /الطبع ة الولى /المركز الثقافي /الدار البيضاء 1999م
.67
المقتضب /لدبي عباس المبرد ،غ :عبد الخالق محمد عظيمه ،القاهر ة 1994 ،م
.68
المملك ة السوداء ،قصص ) محمد خضير ( ،منشورات دار الجمل ،كولونيا – المانيا ،
.69
من أثر اللسانيات في الدرس اللغوي العردبي ومناهجه ،احمد محمد قدور ،المجل ة العردبي ة للعلو م النساني ة
محمد محيي الدين عبد الحميد ،د .ط ،مطبع ة المدني ،القاهـر ة )،د .ت( .
2005م.
مجلد ، 5دمشق 1986م.
76
.70
من أتسرار اللغ ة د إدبراهيم أنيس ,مكتب ة النجلو المصري ة الطبع ة الخامس ة .القاهر ة 1975.م
.71
منهاج البلغاء وتسراج الددباء ،حاز م القروطاجني ،تحقيق محمد دبن الحبيب دبن الخوج ة ،دار الكتب
.72 .73 .74
الشرقي ة ،تونس 1966 ،م
منهج البحث اللغوي دبين التراث وعلم اللغ ة الحديث د .علي زوين ،دار الشؤون الثقافي ة العام ة ،دبغداد
1986م .
المنهج التوليدي والقياس ،د .صلح الدين صالح حسنين ،مجل ة الفيصل ،العدد ، 124
1978م.
الموضح في شعر أدبي الطيب تصنيف أدبي زكريا دبن علي التبريزي ) ت 502هـ( الجزء الرادبع دراتس ة
وتحقيق د .خلف رشيد نعمان ,دار الشؤون الثقافي ة ,دبغداد 2004م
.75
النص اللغوي دبين السبب والمسبب دراتس ة تطبيقي ة د .نهاد فليح العاني
.76
نظر ة أولي ة في منهجي ة البحث اللساني ،د .منذر عياشي ،مجل ة الفيصل ،العدد ، 63
.77
النظري ة اللساني ة والشعري ة في التراث العردبي من خل ل النصوص ،عبد السل م المسدي وآخرين ،الدار
.78
النقد اللغوي عند العرب ,د نعم ة رحيم العزاوي ,مطبوعات وزار ة الثقاف ة والفنون ,الجمهوري ة العراقي ة ,
.79
همــع الهوامــع فــي شــرح الجوامــع ،جل ل ال ـدين الســيووطي )ت 911ه ـ ( الجــزاء ) -2ـ ( 6تحقيــق
.80
الوجيز في أصو ل فقه اللغ ة محمد النطاكي /الطبع ة الثالث ة /حلب 1969م
.81
الوتس ــاوط ة دبي ــن المتن ــبي وخص ــومه للقاض ــي عب ــد العزي ــز الجرجـ ـاني ) 392هـ ـ ( ،تحقي ــق محم ــد أدب ــو
.82
1982م.
التونسي ة للنشر 1988 ،م.
دار الحري ة للطباع ة .دبغداد 1978 .م.
الدكتور عبد العا ل تسالم مكر م ,دار البحوث العلمي ة ,الكويت 1980 ،م.
الفضل إدبراهيم وعلب محمد البجاوي ،عيسى البادبي الحلبي ،مصر 1966م.
الوصفي ة في الدراتسات العردبي ة ،محمد صلح الدين دبكر ) دبحث منشور على شبك ة النترنت
77
Dictionary of language and linguistics .hartmann,p.in h.
.83
replik (1978 a) the importance of language . maxblack ( spectrum
.84
book,1962)
78