قراءات لسانيّة في النصوص الإبداعيّة

Page 1

‫قراءات لسان يي ة في النصوص‬ ‫ا ل دبداع يي ة‬

‫نذاذج تطبيقيي ة‬ ‫تأل ي ـ ـ ـف‬

‫التستاذ الدكتور تساهر حسين ناصر‬ ‫كلي ة الت ر دبي ة جامع ة ذي قار‬

‫دبسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫المقدم ة ‪:‬‬

‫‪1‬‬


‫الحمد لله ذي الجل ل والكرا م والفضل والنعا م الذي دبعد فل يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى والصل ة والسل م على‬ ‫رتسوله خير النا م و آله الطاهرين الكرا م ‪.‬‬

‫أما دبعد فالبحث في النص الدبداعي يحتاج إلى دق ة في الفهم إذ تصاحب الباحث فيه مشق ة وعناء وأو ل ما يصادفنا فيه‬

‫هي إشكالي ة المصطلح وما يرافقها من وجهات النظر المختلف ة في تفسير ماهي ة النص الدبداعي دبوصفه نتاجا يتمخض عن‬

‫عملي ة معرفي ة كبرى هي الدبداع و ل تختلف عملي ة الدبداع في تعريفها على مختلف المجالت وتقرب في جامع من المعنى وهو‬ ‫الشيء الذي يكون أول على غير تسادبق هيأ ة ودبذلك يكون الدبداع الددبي للشاعر أو القاص أو الناقد‬

‫هو إتيانه دبمعنى مستطرف جديد نادر لم تجر العاد ة على لفظه أو اتستخدامه في تركيب لفظي أخاذ أو تحليل انطباعي ممنهج‬

‫دبطرق علمي ة ‪...‬يحتضن الواقع ‪...‬‬

‫دبمعنى إن الدبداع هو نمو فاعل لذات الديب في تحاوره مع الذات والكون في أدبعاده وهو أي الدبداع كشف وتوليد وخلق‬

‫ويتحقق الكشف من خل ل خرق الوطوار المألوف ة والسياقات الموجود ة والمعروف ة والتوليد هو خلق علقات جديد ة دبين‬ ‫الشياء دبواتسط ة آلي ة النزياح ‪...‬وتسنرى لحقا تطبيقات لهذا التعريف في ضوء المناهج اللساني ة المعاصر ة‪.‬‬

‫الكتادب ة الدبداعي ة تستند أتساتسا على الفكر ة والصور ة والكلم ة والموتسيقى والتسلوب في الحقل الشعري أو النثري فإذا ما‬

‫كانت في جذرها هكذا فإنها دبذلك ليس مجرد لغ ة تعبيري ة أو كتل من تسطور إنشائي ة وإنما هي تشكيل جديد يتقد م دبمفهو م‬

‫جديد للكون والنسان ومخاوطب ة الخر ‪ .‬إنها وجود جمالي دبتكوينها وإنساني يتبطن الوجود المعرفي مندكا فيه فالكتادب ة‬

‫الدبداعي ة هي ثور ة متجدد ة ضد المفاهيم الراكد ة والسائد ة في الذائق ة وهي تغيير مستمر للمواقف إزاء التعامل معها مادا م‬

‫النسان يكتشف كل يو م ذر ة جديد ة في كيانه النفسي وفي مساحات مجتمعه وتكون قادبلي ة الكتادب ة الدبداعي ة هي خلق‬

‫فضاءات لدى المستقبل‪.‬ودبهذا تكمن هدفي ة الدبداع دبأنها غامض ة ويظل أمرا خاصا مرتهنا دبصيغ ة المبدع نفسه قد يختلف فيها‬

‫وقد يتفق مع غيره‪.‬‬

‫فإذا كان النص دبمفهومه العا م نتاج هذه العملي ة يمكننا في إوطار هذا التصور إدراك مواضع التمايس دبينه ودبين علو م الدب‬

‫والبلغ ة والشعر والتسلوب والنقد غير انه يأدبى أن ينظم تحت لواء أي علم منها ‪ ,‬وزاد المر تعقيدا إدخا ل عناصر أخرى‬

‫تعود إلى علم النفس وعلم الجتماع والفلسف ة والمنطق فأدواته غير محدود ة كما انه يختلف عنها جميعا في الوصف‬

‫والتحليل وإذا جاز اعتباره علما فهو علم تفرد دبأنه يجمع دبين عناصر لغوي ة وعناصر غير لغوي ة لتفسير الخطاب أو النص‬ ‫تفسيرا إدبداعيا وهذه السم ة شكلت حاجزا منيعا يصعب اختراقه فحاولت جاهدا أن اصنع خلص ة لما ذكر من آراء‬

‫‪2‬‬


‫ومفاهيم ومن ثم ترجمتها على دبعض الختيارات لنصوص اتفق عليها المتلقون دبأنها ذات تسم ة إدبداعي ة وهي ‪ :‬نموذج من‬ ‫مجموع ة المملك ة السوداء القصصي ة للكاتب العراقي محمد خضير ونماذج من شعر المتنبي ونماذج نقدي ة لدبي العلء المعري‬

‫وقد شكلت تلك النماذج التطبيقي ة فصو ل الدراتس ة التي تسبقها فصل قرأت فيه النص الدبداعي من منظور لساني ليتسنى‬ ‫للقارئ فهم إشكالي ة المصطلح في ضوء اللسانيات الحديث ة التي مهدت لها في دبداي ة هذا الكتاب ‪.‬‬

‫أرجو من الله العلي القدير أن يجعل هذه الدراتس ة خطو ة جديد ة في مجا ل البحث اللساني والحمد لله ختما كما حمدته ادبتداء‬

‫المؤلف‬

‫مهاد نظري في علم اللسانيات‬

‫المقصود دباللسانيات الحديث ة ) ‪ ( Modern Linguistics‬هي مناهج لغوي ة حديث ة متعدد ة في مجا ل‬ ‫البحث النساني تعنى دبدراتس ة اللغ ة لذاتها ومن اجل ذاتها دراتس ة موضوعي ة وتشمل فروع الدرس اللغوي التساتسي ة وهي‬

‫الصوات ودبناء الكلم ة ) الصرف ( ونظا م الجمل ة ‪ ،‬والدلل ة التي تختص دبدلل ة المفردات وتطورها ‪(1).‬‬

‫‪3‬‬


‫وقد اختلف الدارتسون حو ل المصطلح الرئيس الدا ل على هذا العلم أي ) اللسانيات ( فقد دبلغت المصطلحات المعردب ة‬ ‫أو المترجم ة لمصطلح ) ‪ ( Linguisticque‬ثلث ة وعشرين مصطلحا على وفق ما أورده الدكتور عبد السل م‬

‫المسدي ‪ ,‬نحو اللسني ة وعلم اللغ ة واللغويات و الدراتسات اللغوي ة الحديث ة وعلم اللغ ة العا م وعلم اللسان‬

‫واللنغويستيك ‪....‬وهكذا كاد الختلف حو ل هذا العلم يصرف الباحثين عن مضمونه إلى النشغا ل دبعنوانه ‪ .‬لكن عمل‬

‫الدكتور المسدي الموثق ويخلص إلى نتيج ة حاتسم ة حين يعتمد مصطلحا واحدا هو ) اللسانيات ( مستندا إلى أدل ة مقنع ة‬

‫حقا والى توصي ة لهل الختصاص تدعو إلى اتستعماله على النطاق العردبي كله ‪(2).‬‬

‫وقد اتخذ علم اللسانيات عد ة مناهج لدراتس ة هذه المستويات كالمنهج التاريخي ‪Historical Method‬‬

‫الذي يتناو ل الظواهر اللغوي ة ضمن تدرجها المتسلسل عبر الزمن‪(3).‬‬

‫والمنهج المقارن ‪ Comparative Method‬الذي يختص دبمقارن ة الظواهر اللغوي ة دبين لغ ة وأخرى في‬

‫إوطار أتسر ة لغوي ة واحد ة ‪(4).‬‬

‫والمنهج التقادبلي ‪ Contrastive Method‬الذي يقادبل دبين لغتين ولهجتين أو دبين لغ ة ولهج ة ‪(5).‬‬ ‫والمنهج الوصفي ‪ Descriptive Method‬الذي يدرس الظواهر اللغوي ة مفترضا أنها في حال ة ثبات‬

‫ويقف عند حد الوصف دونما التفسير للظاهر ة اللغوي ة )‪.(6‬‬

‫والمنهج المعي ــاري ‪ Prescriptive method‬الذي يضع للخطأ والصواب‬

‫مسائل التستعما ل والكل م ‪(7).‬‬

‫معيارا يرجع إليه في‬

‫والمنهج التحويلي ‪ Transformation method‬الذي يتناو ل البنى الخارجي ة أو الشكلي ة وعلقتها‬

‫دبالبني ة الداخلي ة ) العميق ة ( من خل ل العملي ة التحويلي ة )‪. (8‬‬

‫والمنهج التوليدي ‪ Generative method‬الذي يتناو ل الجانب النتاجي ليلغ ة دباعتبارها مجموع ة من‬

‫الصوات تنتج جمل ل نهاي ة لها وهو ما يسمى دبـ ) ل نهائي ة اللغ ة ( ‪(9).‬‬

‫ويمثل المنهج الوصفي التحليلي مرحل ة متطور ة من المناهج اللساني ة ‪ ،‬الذي يقو م على أتساس الوقوف على الظاهر ة‬

‫اللغوي ة ووصفها ووطرح الفرضيات دبغي ة تفسير الظاهر ة وتحليلها ‪ ، Annalysis‬ومن ثم اقتراح النظريات وامتحان‬ ‫تماتسكها الداخلي ‪(10).‬‬

‫‪4‬‬


‫واللسانيات تتعامل مع الظاهر ة اللغوي ة ل دبوصفها ظاهر ة في التاريخ ثبتتها النصوص القديم ة صيغ ة وتركيبا ودلل ة ‪،‬‬ ‫ولكن دبوصفها آني ة تشد التاريخ إليها وتتجاوزه في الزمان والمكان إلى خارج النصوص ولقد اتخذت من التستعما ل دليل عليها‬

‫دبه تقيس تغيرها واليه تعود في ملحظ ة الحمولت الدللي ة والشكا ل الصيغي ة ‪ (11).‬لذلك يجد الباحثون في المناهج‬ ‫اللساني ة تنوع اا يسمح لهم دبالنظر إلى الظاهر ة المدروتس ة من زوايا متعدد ة ‪(12).‬‬

‫والمهم حسب مفاهيم اللسانيات تحليل الظاهر ة اللغوي ة حيثما وجدت ‪ ،‬شعرا كانت أ م نثرا أما كون الشعر محكوما‬

‫دبالضرور ة والشذوذ فهو ليس من دباب الخطأ دبل يمثل حينئذ قاعد ة جزئي ة قد تختلف مع القاعد ة العام ة )‪ (13‬؛ لثراء‬

‫المعنى أو للتفرد دبه وهو ما يسمى دبالنزياح أو العدو ل أو التسلوب ) ‪ ( Stylistic‬وهو ركيز ة مهم ة في اللسانيات الحديث ة‬ ‫‪ .‬ولقد آثرت في هذا الكتاب أن يكون للتطبيق فيه مجال واتسعا إذ اكتفيت دبفصل واحد للتنظير والحاوط ة دبالمفهو م اللساني‬

‫للن يص ومن ثم اخترت ثلث ة نماذج دبطرق مختلف ة للتطبيق فكان النموذج الو ل من النثر القصصي درتست فيه قص ة الشفيع من‬

‫مجموع ة المملك ة السوداء للكاتب محمد خضير على شكل مستويات اللغ ة المعهود ة وكان النموذج الثاني من الشعر اخترت‬ ‫فيه من شعر أدبي الطيب المتنبي ما اتضح فيه المستوى النحوي دبأدبهى صوره عن وطريق تحليل أتسلوب التقديم والتأخير في‬ ‫الجمل ة الفعلي ة وما له من قيم جمالي ة ‪ .‬أما النموذج الثالث فمزجت فيه دبين الشعر والنثر عن وطريق تحليل منهج أدبي العلء‬

‫النقدي للغ ة المتنبي في شرحه المسمى دبمعجز احمد فكان للنص النقدي نصيبا وافيا منه ‪.‬‬

‫ولعلنا في هذا السياق نشير إلى أهمي ة التطبيق الواقعي للمناهج اللساني ة من خل ل تحليل لغ ة الخطاب والنص إذ ل يتحقق‬

‫وجود اللسانيات الحديث ة إل دبوجود المجتمع النساني ومبدعيه كما )) ل يتحقق وجود المجتمع النساني إل دبوجود اللغ ة‬ ‫المفهوم ة ومن ثم فان اللغ ة ل يمكن فهمها – دبشكل ملئم – إل على وفق الحقيق ة النساني ة الجتماعي ة فاللغ ة تعكس‬

‫شخصي ة الشعب ‪ ,‬أو المجتمع الذي يستخدمها كما أنها تعكس دبنيته الذهني ة وترتسخ من اتستمراري ة هذه البني ة (( )‪(14‬‬

‫‪5‬‬


‫الهوامش ‪:‬‬

‫)‪( 1‬‬ ‫)‪( 2‬‬

‫ينظر ‪ :‬من أثر اللسانيات في الدرس اللغوي ومناهجه ‪ :‬احمد محمد قدور ‪ ، 3-2 :‬ونظر ة أولي ة في منهجي ة‬

‫البحث اللساني ‪ :‬منذر عياشي ‪. 81 – 79 :‬‬

‫ينظر ‪ :‬قاموس اللسانيات د‪ .‬عبد السل م المسدي ‪ . 72 :‬و اللسانيات وافاق الدرس اللغوي د‪ .‬احمد محمد قدور‬

‫‪14-13 :‬‬

‫)‪( 3‬‬

‫ينظر ‪ :‬أصو ل تراثي ة في اللسانيات الحديث ة ‪ :‬كريم زكي حسا م الدين ‪. 65 – 63 :‬‬

‫)‪( 4‬‬

‫ينظر ‪ :‬الوصفي ة في الدراتسات العردبي ة ‪ :‬محمد صلح الدين دبكر ‪. 3 – 2 :‬‬

‫)‪( 6‬‬

‫ينظر ‪ :‬الوصفي ة في الدراتسات العردبي ة ‪. 4 – 3 :‬‬

‫)‪( 8‬‬

‫ينظر ‪ :‬نظر ة أولي ة في منهجي ة البحث اللساني ‪ ، 80 :‬والنحو العردبي والدرس الحديث ؛ عبد ة الدراجي ‪124 :‬‬

‫)‪( 9‬‬

‫ينظر ‪ :‬المنهج التوليدي والقياس ‪ :‬د‪ .‬محمد صلح الدين دبكر ‪. 33 – 29 :‬‬

‫)‪( 5‬‬ ‫)‪( 7‬‬

‫)‪(10‬‬

‫ينظر ‪ :‬اصو ل تراثي ة في اللسانيات الحديث ة ‪ ، 69 – 68 :‬ومن اثر اللسانيات في الدرس اللغوي ‪3 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬منهج البحث اللغوي دبين التراث وعلم اللغ ة الحديث ‪ :‬د‪ .‬علي زوين ‪. 25 - 23 :‬‬

‫‪.‬‬

‫ينظر ‪ :‬اللسانيات واللغ ة العردبي ة ‪ :‬عبد القادر الفاتسي ‪ ، 13 / 1:‬واللسانيات والدلل ة ) الكلم ة ( ‪:‬د‪ .‬منذر‬ ‫عياشي‪6– 5:‬‬

‫)‪(11‬‬

‫ينظر ‪ :‬النظري ة اللساني ة والشعري ة في التراث العردبي من خل ل النصوص ‪ :‬عبد السل م المسدي ‪. 30 -22 :‬‬

‫)‪(12‬‬

‫ينظر ‪ :‬من اثر اللسانيات في الدرس اللغوي ومناهجه ‪. 3 :‬‬

‫)‪(14‬‬

‫ينظر ‪ :‬انفتاح النسق اللساني د‪ .‬محيي الدين محسب ‪12:‬‬

‫)‪(13‬‬

‫ينظر ‪ :‬دراتسات في علم اللغ ة ‪ :‬د‪ .‬كما ل محمد دبشر ‪. 15 / 2 :‬‬

‫‪6‬‬


‫الفصل الو ل‬ ‫ي‬ ‫الن ي‬ ‫ي من منظور لسان ي‬ ‫ص الدبداع ي‬

‫قراء ة في المصطلح‬

‫مدخل ‪:‬‬

‫البحــث فــي الن ـ يص كمفه ـو م لس ـاني يتحقــق دبمســتويات ثلثــ ة أتساتســي ة هــي ‪ :‬المس ــتوى النحــوي أو النحوي ــ ة والمســتوى الــدللي‬

‫والمستوى التداولي ‪.‬‬

‫ولدبــد لنــا مــن أن ننظــر إلــى المنظومــ ة الدبداعيــ ة النيصــي ة دبكونهــا قضــي ة معرفيــ ة ذات دبعـدين ‪ :‬لسـاني وآخــر تــداولي فاللسـانيات‬

‫هي وحدها الكفيل ة دبتشريح البعد المعرفـي لهـذه المنظومـ ة مـن خل ل الدوات الـتي توظفهـا فـي تفكيكهـا والتعرف عليها مـن كثـب‬ ‫والتــداوليات هــي الكفيل ــ ة وحــدها دبتق ـديم التفســير المنطق ــي للعلم ــ ة اللغويــ ة دبوص ــفها تفريغ ــا للمك ــون المعرف ــي ف ــي دبع ـديه الصــوري‬

‫والمعنوي‪.‬‬

‫والمقصود دبالمعرف ة اللساني ة الليات التي توظفها كفاي ة المتكلمين دبغـرض إنتاج العلمـ ة فـي شـكل أداء لغـوي قـادر علـى انجـاز‬

‫عمليــ ة التواصــل دبيــن البشــر مــع ممارتســ ة القواعــد اللغويــ ة أمــا اللغــ ة نفســها فهــي منظومــ ة مــن الخوارزميــات الــتي دبرمجــت فــي الــدماغ‬ ‫البشــري دبلغــ ة صــوري ة لــم تتمكــن البحــوث مــن التواصــل إلــى معرفــ ة فحواهــا لكــن الث ـادبت علميــا أنهــا تق ـو م علــى مبــدأ الكليــات الــتي‬

‫‪7‬‬


‫تشترك فيها جميع اللغات الطبيعي ة ) فالمعاني موجود ة في الذهن ولكن ميز ة الكلمات أنها ثبتت المعاني مثل القواعد الـتي يبنيها‬ ‫الجيش في ارض اكتسبها ( )‪ ( 1‬والكلمات ل تعدو أن تكون مقاوطع صوتي ة دبشري ة تتحـو ل إلـى رمـوز كتادبي ة مرتسـوم ة دبالشـكل‬

‫الذي يراه واضع اللغ ة ملئما ومع ذلك فهناك ميل عا م لظهور فجو ة دبين لغ ة الكتادب ة ولغ ة الكل م إل انه ودبشـكل عا م يمكننـا القـو ل‬

‫دبان اللغات عندما أصبحت مكتودب ة اكتسـبت ثباتـا واتسـتمرارا واتسـتقرارا وأصـبحت امتيـازا للكـائن النسـاني علـى الكائنـات‬

‫الخ ــرى فض ــل ع ــن كونه ــا أدا ة اجتماعي ــ ة لبن ــاء نظ ـا م متكام ــل ه ــو نظ ـا م المجتم ــع النس ـاني ‪(2).‬وف ــي الحقيق ــ ة إن البح ــث ف ــي‬ ‫المعرف ة اللغويـ ة يتشـعب إلـى نظريـات ومناهج تكـاد تصـل أحيانـا إلـى حـد القطيعـ ة دبينهـا وتلـك النظريات تتـوزع علـى نمـاذج تحليليـ ة‬

‫ق ــد تتف ــق ف ــي اله ــدف إل أنه ــا تبتع ــد ع ــن دبعض ــها ف ــي الدوات ‪.‬وآثرن ــا ف ــي ه ــذا البح ــث تس ــليط الض ــوء عل ــى دبع ــض المص ــطلحات‬ ‫والمفــاهيم الــتي رافقــت البــاحثين فــي حقــل الدراتســات اللغويــ ة المعاص ـر ة الــتي درتســت النــص الدبــداعي شــعرا كــان أ م نــثرا تحــت‬

‫مصطلح يعرف دبلسانيات النص الدبداعي‬

‫لسانيات الن يص ا ل دبداعي من حيث المصطلح ‪:‬‬

‫لسانيات النص علـم ناشـئ وحقـل معرفـي جديـد تكـون دبالتدريـج فـي السبعينيات مـن هذا القـرن ) العشـرين ( ودبـرز‬

‫دبـديل نقـديا لنظريــ ة الدب الكلتســيكي ة الــتي تـوارت فــي فكــر الحداثــ ة ومــا دبعـد الحداثـ ة وراح هـذا العلــم الحـديث الــولد ة يطــور مــن‬

‫من ــاهجه ومق ــولته ح ــتى غ ــدا أه ــم واف ــد عل ــى تس ــاح ة الدراتس ــات اللسـ ـاني ة المعاصـ ـر ة وق ــد نش ــا عل ــى أنق ــاض علـ ـو م تسـ ـادبق ة ل ــه‬ ‫ك ــلسانيات الجملــ ة واللس ـانيات النســقي ة والتســلودبي ة ثــم انطلــق مــن معطياتهــا وأتســس عليهــا مق ــولت جدي ـد ة وه ــو قريــب جــدا مــن‬

‫صـ ــنوه تحليـ ــل الخطـ ــاب غيـ ــر أن هـ ــذا الفـ ــرع الخيـ ــر يقـ ـو م علـ ــى أتسـ ــاس التحليـ ــل البنيـ ــوي ‪ .‬وقـ ــد راجـ ــت فـ ــي العـ ــوا م الخيـ ـر ة‬

‫مصــطلحات ثلثــ ة تنافســت للظفــر دبحــق الوطلق علــى حقــل الدراتسـات اللغويــ ة الحديثـ ة وهــي ‪ ) :‬علــم اللغــ ة ( و ) اللسـانيات (‬ ‫و ) اللســني ة ( واخترنــا الث ـاني لنــه الكــثر شــيوعا فــي الدراتســات المعاص ـر ة ولس ــبب آخ ــر ص ــرفي ه ــو امتنــاع النســب ة إلــى جمــع‬ ‫التكســير علــى لفظــه وجــواز جمــع المنســوب إلــى لفظــه المفــرد ) لســان ( واللسـانيات علــم ل يختــص دبلغــ ة معينــ ة وإنمــا يــدرس أي‬

‫لغــ ة ويحلــل أي مســتوى داخــل اللغــ ة الواحـد ة ‪ .‬فمعنــى الجمعيــ ة ملحــوظ فــي وظيفــ ة هــذا العلــم ولــذا يناتســبه لفــظ يــد ل علــى الجمــع‬

‫على أن ل يخالف قواعد الصرف العردبي لذا فمصطلح ) اللسانيات ( أحق دبالوطلق ‪(3) .‬‬

‫‪8‬‬


‫أمــا علــم لسـانيات النــص حــتى وان اتســتثمر جميــع النظريــات اللسـاني ة السـادبق ة عليــه فهــو يق ـو م فــي العــم الغلــب علــى أتســاس‬ ‫التحليــل التــداولي واهــم ملمــح فــي لسـانيات النــص انــه غنــي متــداخل الختصاصــات يشــكل محــور الرتكــاز لعـد ة علـو م ويتــأثر دون‬

‫شك دبالدوافع ووجهات النظر والمناهج والدوات والمقولت التي تقو م عليها هذه العلو م‪(4) .‬‬

‫ملمح الن يص في التراث الع ر دبي ‪:‬‬

‫النــص فــي اللغــ ة مشــتق مــن مــاد ة ) نصــص ( الــتي تعنــي البيــان والظهــور والكشــف والرتفــاع وكــل مــا ارتفــع قــد ظهــر ودبــان ‪.‬‬

‫قا ل الخليل ‪ )) :‬نصصت الحديث إلى فلن نصا إذا رفعته والعـروس تنـيص علـى المنيصـ ة أي تقعد عليهـا لتشـرف ولـتري مـن دبيـن‬

‫النساء (( )‪(5‬‬

‫أمــا مــن حيــث الصــطلح العردبــي فهــو فــي ميــدان العلـو م الشــرعي ة والفقهيــ ة يعنــي مــال يحتمــل التأويــل مــن كل م اللــه تســبحانه فــي‬

‫القران الكريم وفي كل م النبي الخاتم صلى الله عليه وآله فالنص ماله معنى واحد فقط‪(6).‬‬

‫وق ــد تع ــددت مف ــاهيمه الص ــطلحي ة عن ــد الص ـوليين إذ ج ــاء مض ــافا إل ــى كلم ــات مث ــل عب ــار ة الن ــص وإش ــار ة الن ــص واقتض ــاء‬

‫النــص ودللــ ة النــص ‪ .‬وعبــار ة النــص ‪ :‬مــا كــان الســياق لجلــه ويعلــم قبــل التأمــل فيــه دبــل إن ظــاهر النــص متنــاو ل لمعنــاه ومباشــر لــه‬

‫وواضح وضوحا تاما من ألفاظ النص وعبارته من ذلك قـولهم ‪ :‬مـن تطهـر صـحت صـلته ومفهـومه المخـالف ‪ :‬مـن لـم يتطهـر ل‬

‫تصــح صــلته )‪ . ( 7‬وإشــار ة النــص ‪ :‬هــو مــا تســبق لــه الكل م أي الكل م الــدا ل علــى لز م غيــر مقصــود للمتكلــم ول يتوقــف عليــه‬ ‫ص ــدق الكل م ول ص ــحته ومث ــل ذل ــك ق ـوله تع ـالى )) اح ــل لك ــم ليل ــ ة الص ــيا م الرف ــث إل ــى نس ــائكم (()‪ (8‬ف ـانه ي ــد ل دبدلل ــ ة‬

‫الشــار ة إلــى صــح ة صـو م مــن أصــبح جنبــا)‪ .(9‬واقتضــاء النــص ‪ :‬جعــل غيــر المنطــوق منطوقــا والقتضــاء الــذي ل يــد ل عليــه‬

‫اللفــظ ول يكــون منطوقــا دبــه ولكــن مــن ضــرور ة اللفــظ دبــل النــص يقتضــيه )‪ .(10‬ومثــل ذلــك قـوله تعـ ـالى )) واتســأ ل القريــ ة (()‬

‫‪ ( 11‬وتقـدير محـذوفه أهـل القريـ ة إذ يمتنع ثبـوت النـص عقل إل دبـه‪.‬ودللـ ة النـص مـا ثبـت دبمنـى النـم لغـ ة ل اتسـتنباوطا دبـالرأي أي‬ ‫دللــ ة النــص المنظ ـو م عــن وطريــق اللغــ ة ويكــون المعنــى واضــحا ظــاهرا ل يحتــاج إلــى اتســتنباط دب ـالرأي ‪ (12).‬ومثــل ذلــك ق ـوله‬

‫تعالى )) فل تقل لهما أيف (()‪ ( 13‬فـان النـص د ل دبمنطـوقه علـى حرمـ ة التـأفيف لمـا فـي هـذه الكلمـ ة مـن إيـذاء للوالـدين وهـذا‬ ‫المعن ــى مباش ــر ل يحت ــاج إل ــى اجته ــاد أو قي ــاس وإنم ــا يفه ــم دبمج ــرد فه ــم مف ــردات اللغ ــ ة)‪ (14‬وق ــد لخ ــص ال ــدكتور نه ــاد الع ـاني‬

‫‪9‬‬


‫المفاهيم الشرعي ة والصولي ة السادبق ة دبقوله ‪ )) :‬إن المفهو م الشـرعي والصـولي لكلم ة النـص قصـد دبه المعنـى الظـاهر مـن الكل م‬ ‫الذي ل يحتمل التأويل وان ل يتطرق إليه احتما ل إل دبشرط أن يعضد هذا الحتما ل دبدليل أو دبقرين ة لفظي ة (( )‪(15‬‬

‫أمــا مفهـو م النــص فــي تــراث النحـويين العــرب يتجلــى مــن خل ل دبحــث دبعــض علمــاء العردبيــ ة القــدماء فــي النــص ولغتــه وتــأملهم لــه‬

‫دبوصــفه نظمــا مــن الكل م البليــغ فلــم يتوقفــوا عنــد التنظيــر للجملــ ة ؛ فمــن علمائنــا ال ـذين قــدموا إتســهاما علميــا ناضــجا فــي مجــا ل‬

‫التنظيــر والتطــبيق النصــي الم ـا م عبــد القــاهر الجرج ـاني )ت ‪471‬ه ــ( ف ــي كت ـادبه دلئ ــل العجــاز عن ــدما تنــاو ل نظريــ ة النظــم‬

‫وت ــبرز قيمت ــه النص ــي ة ف ــي ان ــه جم ــع دبي ــن علـ ـو م ك ــثير ة كـ ـالنحو وعل ــم المعـ ـاني وعل ــم البي ــان والتفس ــير ودلل ــ ة اللف ــاظ والمعجمي ــ ة‬ ‫والمنط ــق ‪ ...‬وق ــد آل ــف الش ــيخ الجرج ـاني دبي ــن أجزائه ــا المش ــتت ة ف ــي تن ــاغم عجي ــب م ــثير للدهش ــ ة والعج ــاب واتخ ــذ منه ــا‬ ‫أدوات معرفي ة متضافر ة على تحقيق هدف واحد هو خدم ة النص القرآني ودبيان إعجازه ‪.‬‬

‫إن فكر ة النسجا م النصي واضـح ة فـي ذهـن الشـيخ عبـد القـاهر وضـوحا متميـزا حـتى أننـا نجـده يعـبر عنها دبقـوله ‪ )) :‬واعلـم أن‬

‫واضع الكل م مثله مثل من يأخذ قطعا من الذهب أو الفض ة فيذيب دبعضها في دبعض حتى تصير قطع ة واحد ة‪(16)((...‬‬

‫الرصف والسياق ودورهما في تحديد مفهو م الن يص ا ل دبداعي ‪:‬‬

‫إن نظا م اللغ ة نظا م متشادبك العلقات دبين وحداته ومفتوح دوما على التجديد والتغيير في دبنياته المعجمي ة والتركيبي ة حــتى‬

‫غدا تحديد الدلل ة في النص يحتاج إلى مجموع السياقات التي ترد فيها ‪ ,‬إذ يقـو ل مـارتيني ‪)) :‬خارج السياق ل تتـوفر الكلمـ ة‬ ‫على المعنى ((‪(17).‬‬

‫وتع ــد النظري ــ ة الس ــياقي ة دبنموذجه ــا النظ ــري أو التط ــبيقي م ــن النظري ــات العملي ــ ة الك ــثر تعلق ــا دبالنظ ـا م اللغ ــوي ‪ ,‬دب ــل إنه ــا‬

‫دبطريقتهــا الجرائيــ ة فــي تحديــد جملــ ة الســياقات ومــا يصــاحبها مــن العوامــل الخارجيــ ة كالمقـا م والحــا ل تعــد دبـذلك مرحلــ ة تمهيديــ ة‬

‫مهمــ ة دبالنســب ة للتحليــل النصــي حيــث يــرى تســتيفان أولمــن انــه دبعــد أن يجمــع المعجمــي واللغــوي عــددا مــن الســياقات لكلمــ ة معينــ ة‬ ‫داخل النص يأتي الجانب العملي إلى نهايته ويصبح المجا ل مفتوحا أما م المنهج التحليلي ‪(18).‬‬

‫وكــان آخــر مــا توصــل إليــه علمــاء اللغــ ة فــي إوطــار علــم النــص فك ـر ة الرصــف وهــو يعن ــي مراع ـا ة وق ــوع الكلم ــات مجــاور ة لبعضــها‬

‫داخــل الــتركيب فالكلمــات المتراصــ ة مــع كــل كلمــ ة تعــد جــزءا مــن معناهــا فــي النــص الواحــد لــذا يعــترض جــون لينــز علــى التعريــف‬

‫التقليــدي للنــص دبـأنه تسلســل ة مــن الجمــل المتتادبعــ ة وظيفتهــا التواصــل دبــل ينبغــي ردبــط هــذه الجمــل دبطريقــ ة مناتســب ة مــن حيــث الســياق‬

‫أي الظ ــروف المحيط ــ ة دبعناص ــر الن ــص وعلقاته ــا م ــع دبعض ــها لن الن ــص ف ــي مجمل ــه علي ــه أن يتس ــم دبس ــمات التماتس ــك وال ــترادبط )‬

‫‪( 19‬وهو ما يمكن التعبير عنه دبمصطلح النظم كمـا تسـماه الشـيخ عبـد القـاهر الجرجـاني فـي دلئـل العجـاز فحضـور كلمـ ة مـا‬

‫‪10‬‬


‫يســتدعي حضــور تسلســل ة مــن الكلمــات الــتي تتراصــف معهـا تســياقيا وتتوافــق معهــا فــي داخــل البنيــ ة النصــي ة ‪.‬إذ قـا ل ‪ )) :‬واعلــم‬ ‫أن ما ترى انه لدبد منه من ترتيب اللفاظ وتواليها على النظم الخاص ليس هو الذي وطلبته دبالفكر ولكنه شيء يقع دبسبب الو ل‬

‫ضــرور ة مــن حيــث إن اللفــاظ إذا كـانت أوعيــ ة للمعـاني فإنهــا ل محالــ ة تتبــع المعـاني فــي مواقعهــا فــإذا وجــب لمعنــى أن يكــون أول‬

‫في النفس وجب اللفظ الدا ل عليه أن يكون مثله أول في النطق فأما أن تتصور في اللفاظ أن تكون المقصـود ة قبـل المعـاني فـي‬ ‫النظــم والــترتيب وان يكــون الفكــر فــي النظــم الــذي يتواصــفه البلغــاء فكــرا فــي نظــم اللفــاظ أو أن تحتــاج دبعــد ترتيــب المعـاني إلــى‬

‫فك ــر تس ــتأنفه لن تجي ــء دباللف ــاظ عل ــى نس ــقها فباوط ــل م ــن الظ ــن ‪ ...‬وكي ــف تك ــون مفك ــرا ف ــي نظ ــم اللف ــاظ وأن ــت ل تعق ــل له ــا‬

‫أوصــافا وأحــوال إذا عرفتهــا عرفــت أن حقهــا أن تنظــم علــى وجــه كــذا ؟ ‪ ...‬وإذا كنــت تعلــم أنهــم اتس ــتعاروا النســج والوشــي‬ ‫والنقــش والصــياغ ة لنفــس مــا اتســتعاروا لــه النظــم وكــان ل يشــك فــي أن ذلــك كلــه تشــبيه وتمثيــل يرجــع إلــى أمــور وأوصــاف تتعلــق‬

‫دبالمعاني دون اللفاظ فمن حقك أن تعلم أن تسبيل النظم ذلك السبيل ‪(20)((.‬‬

‫مفهو م الن يص ا ل دبداعي في الفكر اللساني المعاصر ‪:‬‬

‫اتص ــل مفهـ ـو م الن ــص الص ــطلحي دبـ ـالمعنى اللغ ــوي لن كلم ــ ة )‪ (text‬ال ــتي تعن ــي الن ــص دبالعردبي ــ ة معناه ــا اللتين ــي ‪:‬‬

‫النس ـ ــيج والفع ـ ــل منه ـ ــا ) ‪ (texrere‬دبمعن ـ ــى نس ـ ــج أو ج ـ ــد ل الخي ـ ــوط أو ظفره ـ ــا والعلق ـ ــ ة واض ـ ــح ة دبي ـ ــن المعنيي ـ ــن اللغ ـ ــوي‬

‫والصطلحي فإذا كان النسيج يتكون من خيطي السدى واللحم ة والمنوا ل فان النص يتكـون مــن الكلمــات المجموعـ ة دبالكتادبـ ة‪.‬‬

‫)‪(21‬‬

‫وقد تطور المفهو م الصطلحي لكلم ة نص ‪text‬في مجا ل علم اللغ ة الحديث حـتى عرفـه دبعـض المحـدثين دبأنه مدونـ ة كلمي ة‬

‫تحــدث فــي زمــان ومكــان معيني ــن تهــدف إلــى التواص ــل والتفاع ــل وإقام ــ ة العلق ــات الجتماعي ــ ة دبي ــن أف ــراد المجتمــع والن ــص مغل ــق‬

‫شكل متوالد دلل ة من أحداث تاريخي ة ونفساني ة ولغوي ة ‪(22).‬‬

‫والنص الددبي نسيج من العلقات اللغوي ة المركب ة التي تتجاوز حدود الجمل ة دبالمعنى النحوي ‪(23).‬‬

‫وقـد ظهـرت ملمـح حـدوده عنـد هارتمـان فـي كتـادبه قـاموس اللغـ ة واللسـانيات فحـده دبقـوله ‪ )) :‬النـيص متواليـ ة مـن الكلمـات‬

‫المنطوقــ ة فعل فــي اللغــ ة فالنصــوص قــد تكـون نسـخا منقولــ ة أو مــاد ة مســجل ة أو تكــون تــدوين عمــل أددبــي أو قطعـ ة معلومــات ـ نــص‬

‫رتس ـ ـال ة ـ ـ ـ مثل (( )‪ (24‬وي ـ ــرى الن ـ ـيص م ـ ــن حي ـ ــث الوظيف ـ ــ ة عل ـ ــى ان ـ ــه علم ـ ــ ة لغوي ـ ــ ة أص ـ ــلي ة ت ـ ــبرز الج ـ ـانب التص ـ ـالي‬

‫والسيميائي ‪(25).‬‬

‫‪11‬‬


‫ويرى هارفج انه ترادبط مستمر للتستبدالت السنتيحميمي ة التي تظهر الترادبط النحوي في النيص ‪(26).‬‬

‫وهو دبذلك يحدد خاصي ة المتداد الفقي للنص من خل ل ترادبط تقدمه وتسائل لغوي ة معين ة ‪.‬‬

‫ويحـاو ل علمـاء اللغــ ة الـذين دبحثـوا فــي لغـ ة النـيص اتسـتخدا م نهــج مماثــل للنهـج الـذي اتبـع فــي وصــف الجملــ ة ولكـن مــع اتسـاع فـي‬

‫التصور يتخطى الجوانب النحوي ة فالن يص لدبد من أن يكون اكبر وحد ة لغوي ة ول يمكن أن تدخل تحت وحـد ة لغوي ة أخـرى اكـبر‬

‫منها‪(27).‬‬

‫وهذا المفهو م يخالف تحديد اللغوي دبلومفيلد للجمل ة دبأنها اكبر وحد ة في التحليل والوصف ‪(28).‬‬

‫ومن خل ل ما تقد م من حدود ومفاهيم لمصطلح النيص اللغـوي ) ‪ (text‬نصـل إلـى أن النـيص اللغـوي ‪ :‬نشـاط فكـري مهمته‬

‫تحقيــق التواصــل الفكــري والدبلغــي دبيــن النــاوطقين فــي وقــت يؤكــد فيــه علمــاء اللغــ ة علــى انــه صــنف لغــوي مــدون أو منطــوق ول‬

‫يخرج هذا النشاط على قانون اللغـ ة ونظامهـا فـالن يص )) وحـد ة مـن نظـا م متكامـل يقـو م علـى مجموعـ ة مـن العلقـات التبادليـ ة تردبط‬ ‫دبي ــن عناص ــره المختلف ــ ة م ــن مه ــامه التع ــبير ع ــن الس ــبب والمس ــبب أو ع ــن العل ــ ة ومعلوله ــا لنهم ــا نش ــاط فك ــري يقتض ــي التواص ــل‬

‫دبواتسط ة الدا ة الولى للتواصل ) اللغ ة ((‪(29).‬‬

‫الن يص ا ل دبداعي دبين التحليل والبناء ‪:‬‬

‫لعـ ـ ــل أفكار جاك دريدا فـي التفكيـك وجـدت صـداها عنـد البنيـويين ممـن جـاءوا دبعده فـرأوا أن عمليـ ة التحليـل اللغـوي‬

‫تنطل ــق م ــن الن ـ يص كك ــل دباعتب ــاره وح ـد ة متكامل ــ ة أتساتس ــها البح ــث والوط ــراد ف ــي المق ـا م الو ل ل النح ــراف والن ـيص كك ــل ولي ــس‬

‫الجمل ة أو أجزاء الن يص أو المتواليات الجملي ة فيكون التحليل قد اعتمد على التكوينات الكلي ة التي يمكن أن تتجزأ إلــى عناصــر‬ ‫أو مكونات صغرى في مرحل ة التحليل‪(30).‬‬

‫وي ــرى دبريتك ــر أن الن ـ يص تت ـادبع م ــترادبط م ــن الجم ــل ليس ــتنتج م ــن ذل ــك أن الجمل ــ ة دبوص ــفها ج ــزءا ص ــغيرا ترم ــز إل ــى الن ـيص‪).‬‬

‫‪(31‬‬

‫ويشترط درتسلر مبدأ الكتما ل أو النقصان فالجمل ة في النيص أي نص كان ليست تام ة وليست مستقل ة وهـو مبـدأ النغلق‬

‫على الذات ‪(32).‬‬

‫لذا فان مفهو م الن يص يقتضي التحليل دبالوحـد ة الكـبرى الـتي ترتسـم حـدودها ودبذلك نضـحي دبفكـر ة الطـو ل فـي تسـبيل الوصـو ل‬

‫إلى النص المستدير الذي يحقق مقصديي ة قائله في عملي ة التواصل اللساني وقد‬

‫‪12‬‬


‫تستخد م في هذا المجا ل فكر ة انغلقه على نفسه محورا لتحديد هذا الكتما ل‪(33).‬‬ ‫ودبعد هذا فالتحليل اللغوي يتجاوز حدود مـا هو قـائم فـي اللغـ ة إلـى مـا هو غير قـائم فـي اللغـ ة فـتراكيب اللغـ ة ليسـت كافيـ ة‬

‫لتق ـديم تفســيرات دقيقــ ة للنصــوص وعلــى المفســر أن يســتعين دبعناصــر أخــرى ماورائيــ ة أو مــا يســمى دبـ ـ ) الميتالس ـاني ة (وعنــدما‬ ‫ظهرت البنيوي ة كانت تهدف في التساس إلى التعامـل مـع المكـون الدبـداعي دبوصـفه وتسـيل ة لتفريغ الشـكا ل اللغويـ ة القادبلـ ة للتفكيـك‬

‫وإعـاد ة البناء فـالن يص الدبداعي فـي نظرهـم عبـار ة عن رقع ة شـطرنج قوامهـا المـداخل المعجميـ ة المرصـوف ة علـى وفـق قـوانين دبنيويـ ة‬ ‫أي علئقي ــ ة دباعتب ــار أن مفه ـو م البني ــ ة يق ـو م أتساتس ــا عل ــى العلق ــات قب ــل أن يق ـو م عل ــى الكيان ــات المعزول ــ ة وم ــن هن ــا ج ــاء رأي‬

‫البني ـويين القائ ــل إن الف ــرق دبي ــن الجنــاس الددبي ــ ة يكم ــن ف ــي الكيفيـ ــ ة ال ــتي يم ــارس دبه ــا المبدع ــون اللغ ــ ة م ــع ك ــل جن ــس أددب ــي ‪).‬‬

‫‪(34‬‬

‫هكــذا ظهــرت التفكيكيــ ة الــتي يلخصــها كتــاب رولن دبــارت )) درجــ ة الصــفر فــي الكتادبــ ة (( ومــن يــدخل فــي فلكــه مــن البنيـويين‬

‫الع ــرب أمث ــا ل عب ــد الل ــه الغ ــذامي ف ــي كت ـادبه )) الخطيئ ــ ة والتكفي ــر (( ال ــذي يع ــد أو ل خ ــروج ع ــن الم ـألوف النق ــدي ف ــي التحلي ــل‬

‫اللغوي للنص الدبداعي في جميع مظاهره ‪.‬‬

‫وق ــد دبلغ ــت البنيوي ــ ة ذروته ــا الش ــكلي ة القص ــوى ف ــي التعام ــل م ــع النـ ـيص الددب ــي م ــع ظه ــور الت ــوجه البني ــوي ال ــذي يمك ــن نعت ــه‬

‫دبالصولي الوصفي ‪(35).‬‬

‫لــذا فـالتوجه الــذي يــراد الوقــوف عنــده هــو التجــاه الــذي يقـد م للمتعــاملين مــع النـيص الدبــداعي أدوات منهجيــ ة تمكــن الناقــد مــن‬

‫النفاذ إلى أعماق دبني ة الن يص عند المتكلم كما تمكن من اشتراك المؤلف في صناع ة القرار النقدي الذي أنتجه‪(36).‬‬

‫أ د دبي ة الن يص ا ل دبداعي ‪:‬‬

‫إين أددبيــ ة الن ـيص الدب ــداعي ف ــي التس ــاس ولي ـد ة تركيبت ــه اللغوي ــ ة ولمعرف ــ ة كي ــف تتحق ــق أددبي ــ ة الن ـيص ؟ أو م ــا الس ــمات ال ــتي ل ــو‬

‫تحققت أصبح النيص نصا أددبيا ؟‬

‫لدبــد مــن أن ننظــر فــي زوايــا متعــدد ة يمكــن مــن خللهــا كشــف ملمــح الدبــداع وتحديــد هويــ ة الدب فالطاق ــ ة الدبداعيــ ة الــتي‬

‫يصــير دبهـا النـ يص نصــا أددبيــا تتحـدد دبمقــدار الخــروج عـن القـالب المرتسـو م ومــا كـانت أددبيــ ة النـيص تــبرز لــو كـانت اللغــ ة الددبيــ ة تطبيقــا‬

‫حرفيــا للشــكا ل النحويــ ة الوليــ ة أو دبعبــار ة أخــرى مــا كــان للكل م أن يتحــو ل إلــى أدب لــول أريحيــ ة اللغــ ة دبيــن القواعــد والتســتعما ل‬

‫الذي أجاز للدبداع أن يعطل دبعض قوانين اللغ ة ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫ومن هنا نـدرك أن أددبيـ ة النـ يص تتحدد أتساتسـا نتيج ة لتلف عمليـتين تتألف منهما الظـاهر ة اللغويـ ة وهمـا عمليتـان متواليتـان‬

‫في الزمن متطادبقتان في الوظيف ة كالتي )‪(37‬‬

‫أول ‪:‬اختيار المتكلم أدواته من رصيده المعجمي للغ ة ) وتسيأتي توضيح دوره في إنتاجي ة النيص (‬

‫ثانيا ‪ :‬تركيبه لها تركيبا يتلء م وقواعد اللغ ة والنحو من جه ة مع السماح له دببعض التستعما ل من جه ة أخرى ‪.‬‬

‫إن معي ــار الم ـألوف وغي ــر الم ـألوف ف ــي الن ـ يص الددب ــي ل يتج ــاوز معي ــار التص ـريح أو اليح ــاء أو اليم ــاء فالطاق ــات التعبيري ــ ة‬

‫اليحائي ة في الخطاب الددبي يتعذر وجوده ــا دبعيدا عن الطاق ـ ــات التعبيري ة التصريحي ة ‪(38).‬‬

‫وعليه فالن يص الدبداعي على وفق نظري ة الدب إما أن يكون انحرافا عن المـألوف اللغـوي الشـائع أو يكـون دبإضـافات جديد ة إلـى‬ ‫تعبير محايد‪.‬‬

‫إنتاجي ة الن يص ا ل دبداعي‪:‬‬

‫لقــد أدى افــتراض تكــون النحــو مــن عــدد محــدود مــن القواعــد القــادر ة علــى توليــد عــدد غيــر محــدود مــن الجمــل إلــى ضــرور ة‬

‫صــلحي ة تكــرر دبعــض هــذه القواعــد مــن خل ل نمــوذج القواعــد النحويــ ة المحــدد ة الــذي يقـو م علــى مبــدأ إن الجمــل تولــد عــن وطريــق‬

‫تسلسل ة من الختبارات تبدأ من اليمين إلى اليسار أي عند النتهاء من اختيار العنصر الو ل‪(39).‬‬

‫ولشــك مــن أن هــذا الختبــار يــؤدي إلــى تحديــد للعناصــر دبصــور ة حتميــ ة ولكنــه وجــد أن هــذه الختبــارات محــدود ة ومــن ثــم‬

‫فالقواعد النحوي ة غير كافي ة حين تتولد جمل أكثر تعقيدا ولم يعد الفرض القائل دبان التركيب النحوي للجمل ة يمكن معرفته دبنــاء‬ ‫على تحديد الكلمات التي تتكون منها الجمل ة لـذا كـان مـن الواجب وطـرح نمـوذج ثـان للتعامـل معهـا أكـثر تلزمـا أوطلـق عليـه نموذج‬

‫قواعد تركيب المكونات الصغرى حيث يبدأ من الجمل ة التي تنقسم إلى مكون اتسمي ومكون فعلي ثم يتـادبع التحليــل حـتى يصــل‬ ‫إلى المكونات التي ل تقبل التجزئ ة ‪(40).‬‬

‫وإذا عرف المبدع هذه المكونات الدقيق ة اتستطاع أن يبني ما شاء من النصوص الدبداعي ة ‪.‬‬ ‫وقد وجه انتقاد حاد إلـى النمـاذج السـادبق ة فـي إنتـاج النـيص لعتمادهـا وتركيزهـا علـى الجـانب الشـكلي وإغفالهـا المعنـى أو‬

‫تقليص دوره إذ صارت الفكار الدللي ة ذات الصـل ة دبالتحليـل النحـوي أكـثر وضـوحا وتحديـدا وصـار معنـى الجمـل مشـتقا دبـأكمله‬ ‫من البناء العميق للنص‪.‬‬

‫ويرى دبيتوفي أن المكونات المهم ة في نموذج النيص والمرتب ة دبحسب المعاني الحالي ة هي ‪(41):‬‬

‫‪14‬‬


‫أول‪ :‬المعج ــم ‪ :‬ال ــذي ينبغ ــي أن يش ــتمل عل ــى معج ــم أتس ــاس مح ــوري ذي مع ــان أتساتس ــي ة أولي ــ ة ومعج ــم إض ــافي يض ــم‬ ‫المعاني الضافي ة ‪.‬‬

‫ثان يـ ـا ‪ :‬نح ــو الن ـيص ‪ :‬ال ــذي يتك ــون م ــن قواع ــد تش ــكيل توليدي ــ ة لنت ــاج ص ــور التمثي ــل غي ــر الفقي ــ ة للن ــص وقواع ــد تحوي ــل‬

‫لنشاء تحقيق أفقي تسطحي للنص ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التمثيل التو تسيعي ـ الدللي ‪ :‬الذي ينبغي أن يتبع من خل ل تمثيل امتداد النيص دبنماذج قائمـ ة علـى السـياق لكـل‬

‫نص على حد ة في كل عالم من العوالم الممكن ة أو دبعبار ة أخرى إمكاني ة الردبط دبين منظومات النيص دبنماذج غير لغوي ة للواقع ‪.‬‬ ‫وهكذا تتداخل النماذج وتتشادبه المكونات من خل ل فهم اللغ ة التواصلي ة فتتحقق حينئذ الميز ة الجتماعي ة للغ ة النساني ة ‪.‬‬

‫دور عملي ة الختيار في إنتاجي ة الن يص ا ل دبداعي ‪:‬‬

‫عملي ة الختيار هي مكون أتساتسي من مكونات عملي ة النتاج النيصي وهي في جوهرها اختيار شـكل تعـبيري واحـد مـن‬

‫دبيــن مجموعـ ة أدبــدا ل متاحــ ة ويكــون الختيـار فــي ادبســط حــالته دبيــن دبـديلين ‪ .‬أمــا فــي الحــالت المعقـد ة فيكــون الختيــار دبيــن عـدد‬

‫كبير من الدبدا ل‪(42).‬‬

‫ويرى التستاذ تسعد مصلوح أن عملي ة الختيار تحكمها عوامل دبراجماتي ة يمكن تصنيفها إلى نوعين ‪:‬‬ ‫الو ل ‪ :‬عامل ذاتي ‪ :‬ويشمل اليثارات اللغوي ة للمتكلم ووطادبع تفكيره ومهاراته الدبداعي ة‪.‬‬

‫الثـاني‪ :‬عامــل موضــوعي ‪ :‬ويشــكله المق ـا م ) دبأوتســع مفهومــات هــذا المصــطلح ( ‪ .‬وهــذا العامــل مســتقل عــن المتكلــم وان‬

‫ك ــان يم ــارس ت ــأثيره م ــن خلل ــه ‪ .‬ويش ــمل العوام ــل المتعلق ــ ة دبالتص ــا ل اللغ ــوي ‪ .‬مث ــل ش ــكل اللغ ــ ة ‪ :‬منطوق ــ ة أو مكتودب ــ ة وش ــكل‬ ‫الخط ــاب ف ــردي أ م ح ــواري وجن ــس الق ــو ل ‪ ..‬إل ــى غي ــر ذل ــك م ــن العوام ــل وكل ه ـذين الن ــوعين م ــن العوام ــل البراجماتي ــ ة حاض ــر‬

‫دائما أثناء إنتاج الن يص ‪ .‬ويمكـن ـ نظريا ـ اتسـتنباط ثلثـ ة احتمـالت للعلقـ ة دبيـن العوامـل الذاتيـ ة والموضـوعي ة فـي إنتاجيـ ة النـيص‬

‫الدبداعي ‪(43) :‬‬

‫الحتما ل الو ل ‪ :‬قد يخضع الختيار عند المبدع ليثاراته الخاص ـ ــ ة وين ــحى تماما اثر المق ـا م ) العامل الموضوعي (‬

‫‪ .‬ويمكـن التمثيــل لهـذا النمـط دبشــاعر تسـيطر خواصـه النصوصــي ة المميـز ة علـى جميــع قصـائده فـي جميـع الموضــوعات ‪ .‬ويعنــي‬ ‫هذا هيمن ة العامل الذاتي عنده وتنحي ة العامل الموضوعي ‪ .‬ويسمى هذا النمط من المبدعين ) المبدع المتحرر من المقا م (‬

‫‪15‬‬


‫الحتما ل الثاني ‪ :‬أن يكبــت المبــدع ايثــاراته الفرديــ ة كبتــا تامــا ويخضــع تمـا م الخضــوع لمــا يمليــه المقـا م ‪ .‬ويمكــن التمثيــل‬ ‫ل ـذلك دبكتادبــات الجه ـز ة الداريــ ة وكتــاب الــدواوين حيــث يســود العامــل الموضــوعي وينحــى العامــل الــذاتي تنحيــ ة تامــ ة ‪ .‬ويســمى‬

‫مثل هذا النمط من المبدعين ) المبدع الخاضع للمقا م (‬

‫الحتما ل ال ث ـالث ‪ :‬أن يضــبط المبــدع اختيــاراته تبعــا لمــا يتطلبــه المق ـا م ‪ .‬وهــو العامــل الموضــوعي الــذي يتجــاوز الفــرد‬

‫ولكنه يحتفظ في الوقت نفسه دبتفـرده ‪ .‬وخصوصـيته الـتي تميـزه عـن غيـره مـن المبـدعين ومثـل هـذا النمـط مـن المبدعين يسـمى‬ ‫) المبدع الحساس للمقا م ( إذ هو يخضع اختياراته ‪...‬‬

‫والنم ــط الث ـالث ه ــو أك ــثر النم ــاط ش ــيوعا ومث ــا ل المب ــدع ال ــذي يحتف ــظ دبخصوص ــياته النيص ــي ة وه ــو م ــع ذل ــك ين ــوع م ـادبين نص ــه‬

‫منطوق ــا ومكتودب ــا ‪ .‬والملح ــظ أن المب ــدع الواح ــد ل يل ـز م نمط ــا واح ــدا م ــن النم ــاط الثلث ــ ة دب ــل ق ــد ي ــراوح ف ــي نص ــه دبينه ــا جميع ــا‬ ‫ويمكــن القــو ل دبــان هــذا النــوع مــن التســلوب هــو حصــيل ة تــدافع قــوتين ‪ :‬العوامــل الذاتيــ ة والعوامــل الموضــوعي ة ‪ .‬وهمــا تعملن فــي‬

‫اتجاهين متضادين وتحاولن السيطر ة على المساف ة التواصلي ة في لغات البشر ‪.‬‬

‫العبقري ة والتذوق ودورهما في إنتاج النص ا ل دبداعي ‪:‬‬

‫النص الدبداعي تدفع إليه أتسباب هي الـتي تـدفع إلـى الحلـم ويحقـق مـن الرغبـات المكبوتـ ة فـي اللشـعور مـا يحققـه الحلـم و كـذلك‬ ‫يتخــذ مــن الرمــوز والصــور مــا ينفــس عــن هــذه الرغبــات ويخلــق دبيــن هــذه الرمــوز أو الصــور علقــات دبعيـد ة وغريبــ ة فــي الــوقت نفــس‬

‫ومــن هنــا تــأتي المتعــ ة الــتي يجــدها الفنــان فــي إخراجــه عملــه الدبــداعي إلــى الوجــود )(‪.‬فلحظــ ة الله ـا م هــي فــي الحقيقــ ة لحظــ ة‬ ‫اختلط الشــعور واللشــعور والتقــاء مســتويات الــذاكر ة وأوطرهــا المتعــدد ة دبحثــا عــن الصــور والخيلــ ة الــتي تجســد وتجســم فك ـر ة‬ ‫معيــ ة ‪ ..‬ثــم انصــهارها جميعــا فــي الخلــق الدبــداعي فـالنص الدبــداعي الجيــد يجعلنــا نعيــش فــي مســتويين مــن الــوعي فــي مســتوى‬

‫ذواتنا وفي مستوى وعي المبدع )‪.(44‬‬

‫وكلم ــ ة عبق ــري اتس ــم منس ــوب إل ــى وادي عبق ــر ف ــي الجزي ـر ة العردبي ــ ة وه ــو واد تك ــثر في ــه ش ــياوطين الش ــعر دبحس ــب التس ــاوطير‬

‫العردبي ة القديم ة يرتاده الشعراء ويتخذ اتسـما لكـل شـيء متفـرد )) إن العـرب كـانت تقو ل عبقـر دبلد تسـكنها الجـن وأنهـم إذا رأوا‬

‫شــيئاا جيــد ا قـالوا عبقــري كـأنه مــن عمــل الجــن إذ كـانت النــس ى تقــدر علــى مثلــه ثــم كــثر ذلــك حــتى قـالوا تســيد عبقــري وظلــم‬ ‫عبقري قا ل ذو الرم ة‪:‬‬

‫حتى كأن جزون القف ألبسها‬

‫من وشي عبقر تجليل وتنجيد دبخيل (( )‪(45‬‬

‫‪16‬‬


‫‪ .‬ومـن هنـا لدبـد مــن أن نمعـن النظــر فـي مصــطلح الفرديــ ة‪ .‬و الفرديـ ة ‪ :‬هــي امتيــاز المثقــف و آفتـه فــي نفــس الــوقت فـان حريتـه فــي‬ ‫اختيــار الكتــاب الــذي يقــراه والموضــوع الــذي يشــغل دبــه نفســه تجعلــه أيضــا حــرا فــي اختيــار الزاويــ ة الــتي يــرى دبهــا مجتمعــه كمــا أن‬

‫إحساتســه دبســيطرته علــى اللغــ ة إذا كــان كاتبــا أو شــاعرا يلقــي فــي نفســه الحســاس دبالقــدر ة علــى التعــبير ودبالمقــدر ة علــى أن يقــو ل‬ ‫كلمته الخاص ة ودبمضي الزمن تصبح القيم التي يؤمن دبها المثقـف مختلفـ ة تمامـا عـن القيـم التقليدي ة الذائع ة فـي عصـره ‪ .‬والدبـداع‬

‫احتج ــاج دائ ــم وأفض ــل المب ــدعين ه ــم المحتج ــون تس ــواء احت ــج المبــدع عل ــى أتس ــلوب التع ــبير ف ــي عص ــره أ م احت ــج عل ــى أتس ــلوب‬

‫الحيـا ة نفســها ‪ .‬إن المبـدع يحــاو ل دائمـا أن يـدير عجلـ ة الزمــن إلــى التجـاه الــذي يريـده وهــو دبـذلك يريـد أن يفــرض تســلم القيــم الــذي‬

‫يؤمن دبه على المجتمع لكن المجتمع أكثر تعقيدا مما يتصور المبدع فيعود في دبعض الحيان من رحل ة وطموحه يائسا فيفتش له‬ ‫ع ــن فلس ــف ة يتخ ــذها مخرج ــا كالتص ــوف والفن ــاء ف ــي الل ــه تع ـالى أو يج ــد دواءه ف ــي العزل ــ ة كم ــا فع ــل المع ــري من ــذ أل ــف تس ــن ة ‪ .‬أو‬ ‫يستخلص الراح ة في التعبير عن الحل م أو خطوات النفس الباوطن ة كما فعلت مدارس السرياليين ‪(46) .‬‬

‫مــن ذلــك يبــدو أن وطريــق العبقريــ ة فــي الدبــداع وطريــق محفــور فــي صــميم علقــ ة الفنــان دبمجتمعــه ) المتــذوق ( ودبــدايته متشــعب ة‬

‫دبيــن الخلفــات العميقــ ة الــتي أثــارت فــي نفــس هــذا المبــدع كــثيرا مــن الصــراع حــو ل قيــم هــذا المجتمــع ونهـايته مركــزه فــي الثــر الفنــي‬

‫الــذي اتســتطاع دبواتســطته أن يعيــد تشــكيلها فــي نفــوس النــاس فالدبــداع فعــل يتجــه نحــو التنظيــم ول يكتمــل إل دبالتــذوق فكــل مبــدع‬

‫دبحاج ة إلى شهود كما يقو ل نتشيه ‪(47).‬‬

‫الخلص ة ‪:‬‬

‫تناولنا في الصفحات السادبق ة دبعضا من المصطلحات التي ترافق الباحثين في علم النيص داخل النظم الدبداعي ة وتـم تسـليط‬

‫الض ــوء عل ــى الن ـ يص الدب ــداعي دبوص ــفه ظ ــاهر ة تداولي ــ ة لس ـاني ة يتواص ــل دبه ــا أف ــراد المجتم ــع النس ـاني ودبحثن ــا ف ــي ال ــتراث العردب ــي‬ ‫فوجـ ـدنا ملم ــح لبع ــض المف ــاهيم النيص ــي ة ف ــي اللغ ــ ة وتع ــدد اتس ــتعمالها دبالص ــطلح ف ــي ال ــتراث العردب ــي ف ــي العلـ ـو م الش ــرعي ة عن ــد‬ ‫الصـوليين فــي كتــاب دلئــل العجــاز للشــيخ الجرجـاني كـالنظم والرصــف والســياق ‪ .‬ثــم عرجنــا علــى المفهـو م المتــداو ل حاليــا‬ ‫للنــص الدبــداعي دبوصــفه المدونــ ة الكلميــ ة الــتي تحــدث فــي زمــان ومكــان معينيــن تهــدف إلــى التواصــل والتفاعــل وإقامــ ة العلقــات‬

‫دبيــن أفــراد المجتمــع إذ إن النـ يص الدبــداعي نشــاط فكــري مهمتــه تحقيــق التواصــل الفكــري والدبلغــي دبيــن النــاوطقين فــي وقــت يؤكــد‬ ‫فيــه علمــاء اللغــ ة علــى انــه صــنف لغــوي مــدون أو منطــوق ‪.‬ومــن ثــم دبحثنــا مصــطلح الن ـيص الدبــداعي عنــد البني ـويين والتفكيكييــن‬

‫الذين اشتروطوا في الن يص الدبداعي أن يكون مستديرا دبصور ة تتحقق فيها مقصدي ة قائله لذا رفضوا مفهـو م النغلقيـ ة الـذي رافـق‬

‫‪17‬‬


‫الدارتســين للنــص وأيــدوا التجــاه الــذي يقـد م للمتعــاملين مــع النـيص الدبــداعي أدا ة تمكــن الناقــد مــن النفــاذ إلــى أعمــاق البنــاء النيصــي‬ ‫‪.‬وأشــار البحــث أيضــا إلــى معيــار الم ـألوف وغيــر الم ـألوف الــذي تتحقــق دبــه أددبيــ ة الن ـيص ودبحثنــا ك ـذلك فــي مصــطلحي النتاجيــ ة‬

‫والختيــار ودورهمــا فــي تمييــز الن ـيص عــن اليلن ـيص والــتي تعتمــد أتساتســا علــى المبــدع كمــا عرجنــا علــى مفه ـو م العبقريــ ة والتــذوق‬ ‫ودورهما في عملي ة الدبداع ‪ .‬والحمد لله رب العالمين والصل ة والتسليم على نبينا محمد و آله الطاهرين ‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ينظر ‪the importance of language ( spectrum book) :‬‬

‫ينظ ــر ‪ :‬التس ــس النفس ــي ة للدب ــداع ‪ :‬د‪ .‬مص ــطفى تسـ ـويف ‪. 7 :‬و ومس ــائل ف ــي الدب ــداع والتص ــور ‪ :‬جم ــا ل عب ــد‬

‫الملك ‪55 :‬‬

‫ينظ ــر ‪:‬المص ــطلح اللس ــني العردب ــي وض ــبط المنهجي ــ ة د‪.‬احم ــد محت ــار عم ــر ‪6 :‬ـ ـ ‪ 8‬والتس ــاس المعرف ــي لمنظوم ــ ة‬

‫الدبداع محمد الحناش ‪ 73:‬وعلم لغ ة النص تسعيد حسن دبحيري ‪19 :‬ـ ‪27‬‬

‫ينظ ــر ‪:‬التس ــاس المعرف ــي لمنظوم ــ ة الدب ــداع محم ــد الحن ــاش ‪ 73:‬وعل ــم لغ ــ ة الن ــص تس ــعيد حس ــن دبحي ــري ‪19 :‬ـ ـ‬

‫‪27‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫العين ماد ة ) نصص (‬

‫)‪(6‬‬

‫ينظر ‪ :‬التعريفات الشريف الجرجاني ‪132 :‬‬

‫)‪(8‬‬

‫تسور ة البقر ة ‪187‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫)‪(9‬‬

‫ينظر ‪ :‬أضواء البيان لمحمد المين الشنقيطي ‪1/192 :‬‬ ‫ينظر أضواء البيان للشنقيطي ‪300_3/299 :‬‬

‫)‪(10‬‬

‫ينظر ‪ :‬جامع العلو م في اصطلحات الفنون عبد الرتسو ل احمد الفكري ‪1/147‬‬

‫)‪(12‬‬

‫ينظر‪ :‬أصو ل السرخسي ‪1/240 :‬‬

‫)‪(14‬‬

‫ينظر الوجيز في أصو ل فقه اللغ ة محمد النطاكي ‪289:‬‬

‫)‪(11‬‬ ‫)‪(13‬‬ ‫)‪(15‬‬

‫تسور ة يوتسف ‪84 :‬‬

‫تسور ة التسراء ‪23 :‬‬

‫النص اللغوي دبين السبب والمسبب دراتس ة تطبيقي ة د‪ .‬نهاد فليح العاني ‪25:‬‬

‫‪18‬‬


‫)‪(16‬‬

‫دلئل العجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني ‪390:‬‬

‫)‪(17‬‬

‫مدخل إلى علم الدلل ة ‪ :‬تسالم شاكر ‪31 :‬‬

‫)‪(19‬‬

‫ينظر ‪ :‬اللغ ـ ـ ـ ـ ــ ة والمعنى والسياق جون لين ـ ـ ــز ‪218 :‬ـ ‪ 219‬وعلم الدلل ة د‪ .‬احمد مخـ ـ ـ ــتار عمر ‪77 :‬‬

‫)‪(21‬‬

‫ينظر ‪ :‬المفاهيم معالم د‪ .‬محمد مفتاح ‪16:‬‬

‫)‪(23‬‬

‫ينظر ‪ :‬ظواهر أتسلودبي ة في الشعر اليمني الحديث احمد قاتسم الزمر ‪29 :‬‬

‫)‪(18‬‬ ‫)‪(20‬‬ ‫)‪(22‬‬

‫ينظر ‪ :‬علم الدلل ة د‪ .‬احمد مختار عمر ‪72 :‬‬

‫ودلئل العجاز ‪100-99:‬‬

‫ينظر ‪ :‬تحليل الخطاب الشعري )إتستراتيجي ة التناص ( د‪ .‬محمد مفتاح ‪12 :‬‬

‫)‪(24‬‬

‫‪Dictionary of language and linguistics.p.238‬‬

‫)‪(25‬‬

‫ينظر ‪:‬علم لغ ة النص ‪99 :‬‬

‫)‪(27‬‬

‫ينظر ‪:‬علم لغ ة النص ‪100 :‬‬

‫)‪(29‬‬

‫النص اللغوي دبين السبب والمسبب دراتس ة تطبيقي ة د‪ .‬نهاد فليح العاني ‪29:‬‬

‫)‪(31‬‬

‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪96 :‬‬

‫)‪(33‬‬

‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪96 :‬‬

‫)‪(35‬‬

‫ينظر‪ :‬التساس المعرفي لمنظوم ة الدبداع ‪ 85:‬ودبناء النص التراثي فدوى مالطي ‪12:‬‬

‫)‪(37‬‬

‫ينظر ‪ :‬اللسانيات واللغ ة العردبي ة د‪ .‬عبد السل م المسدي ‪ 211 :‬ـ ‪212‬‬

‫)‪(26‬‬ ‫)‪(28‬‬ ‫)‪(30‬‬ ‫)‪(32‬‬ ‫)‪(34‬‬ ‫)‪(36‬‬ ‫)‪(38‬‬

‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪99 :‬‬ ‫ينظر ‪:‬علم لغ ة النص ‪100 :‬‬ ‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪93 :‬‬ ‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪96 :‬‬ ‫ينظر‪ :‬التساس المعرفي لمنظوم ة الدبداع ‪84 :‬ـ ‪85‬‬

‫ينظر‪ :‬دبناء النص التراثي فدوى مالطي ‪12:‬‬

‫ينظر‪ :‬التسلودبي ة والتسلوب د‪ .‬عبد السل م المسدي ‪82 :‬‬

‫‪19‬‬


‫)‪(39‬‬

‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪82 :‬‬

‫)‪(40‬‬

‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪83 :‬‬

‫)‪(42‬‬

‫ينظر‪ :‬الدراتس ة الحصائي ة للتسلوب دبحث في المفهو م والجراء والوظيف ة ‪ :‬التستاذ تسعد مصلوح ‪131:‬‬

‫)‪(44‬‬

‫ينظر ‪ :‬مسائل في الدبداع والتصور ‪102:‬‬

‫)‪(46‬‬

‫ينظر ‪ :‬مسائل في الدبداع والتصور ‪111:‬‬

‫)‪(41‬‬ ‫)‪(43‬‬ ‫)‪(45‬‬ ‫)‪(47‬‬

‫ينظر‪ :‬علم لغ ة النص ‪88 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬الدراتس ة الحصائي ة للتسلوب دبحث في المفهو م والجراء والوظيف ة ‪131:‬ـ ‪13‬‬ ‫ينظر ‪ :‬رتسال ة الملئك ة لدبي العلء المعري ‪25 :‬‬

‫ينظر ‪ :‬مسائل في الدبداع والتصور ‪112:‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫نموذج النثر‬ ‫قراءة لسانية في المملكة السوداء‬ ‫‪20‬‬


‫للكاتب محمد خضير‬

‫قصة الشفيع مثال‬

‫مدخل ‪:‬‬

‫عنيت اللسانيات ومنذ نشأتها دبدراتس ة اللغ ة والنصوص الددبي ة دراتس ة علمي ة وهي تحاو ل في ذلك رصد الخصائص‬

‫الكلي ة والجزئي ة المميز ة لكل نص إدبداعي ‪ ،‬فهي تحيط دبرقع ة اللغ ة كلها إذ إن جميع الظواهر اللغوي ة ادبتداء من الصوات حتى‬

‫أدبني ة الجمل الكثر تركيبا هي فضاء جدير دبالكتشاف ‪ ،‬ويمكننا من خللها أن نكتشف الحقيق ة التساتسي ة في اللغ ة المدروتس ة‬ ‫فجميع الوقائع اللغوي ة مهما تكن يمكن أن تكشف عن لمح ة من حيا ة الفكر دبأكملها منظور إليها من زاويا خاص ة كالزاوي ة‬

‫الصوتي ة أو الصرفي ة أو التركيبي ة أو البلغي ة ‪ .‬وعند اختيار النص الدبداعي ل نستطيع أن نحدد جودته ما لم يكن ممتلكا‬ ‫الظواهر اللغوي ة اللفت ة تسواء أكان ذلك شعرا أ م نثرا ‪.‬‬

‫فلكل مبدع لمسات واكتشافات وعلى القارئ ) المتلقي ( أو الباحث أن يمتلكها ليحل رموزها دبالتبسيط والتحليل إلى‬ ‫مستويات معروف ة ولقص ة الشفيع للكاتب ) محمد خضير ( جوانب جدير ة دبالكتشاف والتجزئ ة فجاءت القص ة ) الشفيع (‬ ‫محمل ة دبالشارات التاريخي ة والمعاني العرفي ة التي تسود المجتمع العراقي إذ عالجت قضي ة ل تكاد تنفصل عن العرف‬

‫الجتماعي المتحيز لشيع ة أمير المؤمنين ) عليه السل م ( في العراق ‪ .‬وهي مناتسك الزيار ة للمراقد المقدتس ة في كردبلء ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫فيتناو ل البحث دراتس ة أتسلودبي ة على رصد المستويات اللغوي ة الصوتي ة والصرفي ة والتركيبي ة التي عرضت رؤى القاص ) محمد‬ ‫خضير ( حو ل زيار ة الردبعين للما م الثائر الحسين ) عليه السل م ( وما يرافق تلك الشعير ة المقدتس ة من وطقوس ديني ة عند‬

‫الشيع ة المامي ة الثني عشري ة في كردبلء العراق تمجيدا لتلك الثور ة عبر التاريخ ‪.‬‬

‫تووط ئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة ‪:‬‬ ‫تتجاذب الدراتس ة اللساني ة عند التسلودبيين مسالتان هما الحصاء والنزياح أو العدو ل ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الحصاء ‪ :‬إن اللسانيات تنظر إلى مبدأ التكرار من حيث الكم لبعض العناصر اللغوي ة فالذي يتكرر أكثر من غيره‬ ‫ودبصور ة جليه أولى دبالدراتس ة من غيره ‪ ،‬لن تكراره يمثل تسم ة أتسلودبي ة في النص الدبداعي والمبدع فالباحث يعو ل‬

‫عليه كثيرا وكذلك المبدع‪.‬‬ ‫إل أن الحصاء ل يمثل تسوى قاعد ة تنطلق منها اللسانيات ‪ ،‬فالجانب الحصائي ليس غاي ة الدراتس ة اللساني ة ول‬ ‫يمثل متسعا مع إهما ل النواحي الدللي ة فقد تتحو ل النصوص إلى كتل صماء تراوح مكانها ما لم تكن تؤدي دورها‬

‫الفعا ل في إيراد المعنى‪(1).‬‬ ‫‪.2‬‬

‫النزياح ‪ :‬ويسمى العدو ل عند دبعض الباحثين ودبعضهم يعده شروطا مهما في اللسانيات فيبالغ ليجعل من الغرادب ة‬ ‫والندر ة والخروج عن المألوف ركيز ة مهم ة في النتاجات اللساني ة )‪.(2‬‬ ‫وليس حرف اللغ ة تسوى مرحل ة أولي ة من عملي ة النزياح الكبرى فتتلوها المرحل ة التأويلي ة التي تعيد الصور ة‬

‫إلى حظير ة اللغ ة ‪ ،‬ول دبد هنا من حضور الوظيفي ة التوصيلي ة وإل فقد النص جزءا من انتمائه إلى اللغ ة فالخطاب‬ ‫الدبداعي خطاب لغوي توصيلي أول فتهيمن فيه الوظيف ة النصي ة الخاص ة دبه دون أن تغيب الوظيف ة التوصيلي ة‬

‫الولى‪.‬‬

‫ومن هنا ل يكون النص نقيضا للغ ة التواصلي ة إل في القرين ة الولى ‪ ،‬ثم يعيد انتمائه إليها دبعد تراجع دبعض مظاهر‬

‫الوظيف ة الدبداعي ة وكثيرا ما نلمس ذلك لدى المتلقي الذي يدخل إليه النص دبواتسط ة الهال ة البلغي ة الصوري ة ثم ما‬ ‫تلبث أن تتراجع ليستقر موجزا مجردا عائدا دبذلك إلى المرحل ة الولى التوصيلي ة ‪(3) .‬‬

‫‪22‬‬


‫وتعد نظري ة النزياح دباعتبارها أجزاء لغوي ة تعد دبعدا مهما في التراث الدللي لذا يرجح أن يكون أتساس النزياح هو ما‬ ‫قصده القدماء دبالغرادب ة والعجب ‪.‬‬

‫الجانب التطبيقي ‪:‬‬

‫المستوى الصوتي ‪:‬‬

‫إن دراتس ة الصوت اللغوي ضمن المنهج التسلودبي تمثل أهمي ة دبالغ ة تتجلى من خل ل ردبط الظواهر‬

‫الصوتي ة دبالمعنى أو ما يسمى دبالمحاكا ة الصوتي ة ‪ ،‬لذا اشترط من يوافق دبذلك وعلى رأتسهم ادبن جني اشتروطوا في‬

‫الصوت وظيف ة تسياقي ة مرتبط ة دبالمعنى وقسموا ذلك إلى ‪.(4) :‬‬ ‫‪.1‬‬

‫محاكا ة الصوت اللغوي للصوت الطبيعي ويتجلى ذلك في تسمي ة الشياء دبما يصدر عنها من صوت مثل ‪:‬‬ ‫صهيل الفرس ‪ ،‬خرير الماء ‪ ،‬هديل الحما م ‪ ،‬نقنق ة الضفادع ‪ ،‬زقزق ة العصافير ‪ ....‬الخ ‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫محاكا ة الصوت اللغوي للمعنى ‪ ،‬ويذكرون أمثل ة ذلك منها رواي ة تسليمان دبن عباد الصميري عن أئم ة اللغ ة‬ ‫حينما تسؤ ل عن القلم والذغاذ ‪ ،‬قا ل عن الو ل هو عود دبري من وطرفيه وعن الثاني ‪ :‬إني لجد فيه يبسا‬ ‫شديدا وأظنه الحجر‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫محاكا ة الصوت اللغوي للفعل تسواء دبالشتقاق أ م دبالجهد المبذو ل من قبل الناوطق دبه مثل ‪ :‬دحرج من دحر‬ ‫ودرج ‪ ،‬والتاء في افتعل وماضيها من معنى يد ل على الجهد يستشف من خل ل دبعض الشواهد القرآني ة وأدبيات‬ ‫الشعر وغيرها من النصوص الرفيع ة‪.‬‬ ‫ودبعد ذلك فمن الطبيعي جدا أن تستند اللسانيات على ذلك القانون ‪ ،‬لنه المفتاح الو ل والشيفر ة الولى‬ ‫لمغاليق النص الدبداعي ومن ثم المؤلف ل تسيما إذا تكرر البناء الصوتي أو الفونيم داخل المتراصفات‬

‫الموزائيكي ة التي تشكل دبائتلفها حجر ة الفسيفساء الملون ة للبناء اللغوي وهي الديباج ة التي تظهر وتبهر‬

‫الناظر إليها‪.‬‬

‫ولعل من يقرأ المجموع ة القصصي ة للكاتب والقاص ) محمد خضير ( ومن ـ ـ ــها قص ة ) الشفيع ( يجد فيها دبناء‬

‫لغويا يصلح للدراتس ة والتعمق التسلودبي لما فيها من غرائبي ة وملحمي ة عمد إليها القاص عبد تسلتسل السرد‬

‫‪23‬‬


‫التي ل يستحصل معناها الدقيق ‪ .‬إل من خل ل التفكيك عبر المستويات المعروف ة لدى المحلل التسلودبي ‪ .‬إن‬ ‫مهيمنات القص من الفونيمات في قص ة الشفيع هي كالحرف الصفيري ة اذ تسارت في ألفاظ القص مثل حرف )‬ ‫السين ( الذي تكرر قرادب ة خمسمائ ة مر ة دبأشكا ل نذكر منها ‪ ) :‬الرؤوس ‪ ،‬السطوح ‪ ،‬اللمس ‪ ،‬السقف ‪،‬‬

‫تناتسخت ‪ ،‬التسلسل ‪ ،‬السماو ة ‪ ،‬السبايا ‪ ،‬زرق ة السماء ‪ ،‬السللم ‪ ،‬تسياج ‪ ،‬السوداء ‪ ،‬العباس ‪ ،‬تسهم ‪،‬‬

‫تسيف ‪ ،‬تساق ‪ ،‬تسفين ة ‪ ،‬معسكر السوق ‪ ،‬شارع ‪ ،‬تسأدبقى ‪ ،‬تتحسس ‪ ،‬القوس ‪ ،‬الساحات ‪ ،‬جسد ‪،‬‬ ‫النحسار السريع ‪ ،‬دبياض أملس يسيل ‪ ،‬السندس ‪ ،‬التستبرق ‪ ،‬الفارتسي ‪ ،‬همسات الدعي ة ‪ ،‬السكون‬

‫العجيب ‪ ،‬تسيلتقي على الناس دبالسفين ة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫فعلى الرغم من أن فونيم السين يكاد يشترك في دللته على الهمس والرق ة والنسيادبي ة والذودبان داخل الكم‬

‫الهائل من المتراكمات الصوتي ة والسبب في ذلك يعود إلى وطبيعته فهو صوت أتسناني لثوى المخرج يتسم‬ ‫دبالرخاو ة والترقيق كونه مهموتسا‪(5).‬‬

‫إل انه ضمن هذه العائل ة الصوتي ة يظهر دبأكثر من صور ة فلو أخذنا مثل كلم ة ) الرأس( التي اتستخدمها القاص‬

‫كثيرا وكان يعو ل عليها أكثر من غيرها من اللفاظ التي جاءت في تسرده لحداث زيار ة ) الردبعين ( للما م‬ ‫الحسين ) عليه السل م ( إذ تكررت تسبع عشر ة مر ة دبدللت تسياقي ة وحالي ة مختلف ة دبعضها عن دبعض‪.‬‬

‫فقد ذكر القاص ‪ ) :‬رؤوس الزائرين ‪ ،‬رأتسها المرتكز على حاف ة الذل ة ‪ ،‬رأس الحبلى كتفاح ة محترق ة‬

‫الجوانب ‪ ،‬الرأس الضاج ‪ ،‬رأتسها المسمو م ‪ ،‬رأس وحش ‪ ،‬رؤوس الشياوطين ‪ ،‬أو من في رؤوتسهم‬

‫الشياوطين ‪ ،‬رأس مفتاح دباب الجن ة ‪ ،‬رأس الما م الحسين ‪ ،‬الرؤوس المنفض ة ‪ ،‬الرؤوس المنهمر ة ‪ ،‬الرؤوس‬

‫الشاهق ة ‪ ،‬الرؤوس المحتشد ة ‪ ،‬الرؤوس الجالس ة ‪ ،‬الرؤوس النائم ة ‪ ،‬الرؤوس السائر ة ‪ ،‬رؤوس‬

‫الصادبع ‪ ...‬فائتلف السين مع مع أصوات الماد ة الواحد ة الهمز ة الشديد ة والراء المكرر ة المتوتسط ة )‪ (6‬إذ‬

‫أعطت مع دباقي السياقات معاني متعدد ة تد ل على اضطراب الفكار في هذا الحشد المتراكم دبشكل يلفت‬ ‫النظر في قصدي ة واضح ة للمبدع ‪ ،‬فالتضاد القائم دبين المعاني المتعاقب ة في تسرد الحدث القصصي متأثر‬

‫دبالنسيج الشعري الغامض المر الذي يذكرنا دبأدبي تما م وأدبياته الغامض ة الذي كان يحتكم فيها إلى قانون الضداد‬

‫ليجعل منها معاني مبتكر ة‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫إذن فاتستعما ل الرأس كاتستعمــا ل المعاني الغامض ة ‪ :‬لن فونيــم الســين ـ دبالمعنى ـ قد انتمى إلى عائلتين من‬ ‫المعاني هما ‪:‬‬ ‫تكاد تكون الصلة منقطعة تماما‬ ‫الجهل‬

‫الميمان‬

‫رؤوس الزائرين‬ ‫الرأس المرتكز على الدكة‬ ‫رأس مفتاح باب الجنة‬ ‫رأس الحسين‬

‫الرأس المحترق أو التفاحة المحترقة الجوانب‬ ‫الرأس الضاج‬ ‫الرأس المسموم‬ ‫رأس الشيطان أو من في رأسه الشيطان‬

‫هذا على مستوى النسق اللغوي في ماد ة واحد ة في تسياقات مختلف ة والمر نفسه يعاد في اتجاهين متعاكسين‬ ‫فتكرار الفونيم تكرار للمعنى الذي يحتويه ذلك الفونيم داخل النسيج البنائي ‪.‬‬ ‫الجهل‬ ‫اللمس‬ ‫السللم‬ ‫التسلسل‬ ‫تتحسب‬ ‫السجاد الفارسي‬ ‫جسدها‬ ‫عرق الجساد‬ ‫المسامات‬ ‫الطواف السريع‬ ‫النحسار السريع‬ ‫الهسيس‬ ‫الخنافس‬

‫الميمان‬ ‫معسكر‬ ‫سيف‬ ‫سياق‬ ‫العباس‬ ‫القوس‬ ‫المسبحة‬ ‫السبايا‬ ‫السقف‬ ‫السندس‬ ‫الستبرق‬ ‫همسات الدعية‬ ‫السكون العجيب‬ ‫نقطة اللتقاء‬ ‫هي السفينة‬

‫وذلك دباعتبار تسفين ة نوح ) عليه السل م ( شملت كل الحيوانات العاقل ة وغير العاقل ة ‪ .‬وهذا ما نصه مضمون حديث الرتسو ل‬

‫الكر م ) صلى الله عليه وآله ( ‪ :‬أن مثل الحسين فيكم كمثل تسفين ة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وغرق ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫أما فونيم الصاد )‪ (7‬وهو صوت لثوي احتكاكي أتسناني مفخم وهو رخو مطبق )‪ (8‬في الكلمات ‪ ) :‬صحف ‪،‬‬ ‫الصعب ة ‪ ،‬المرصوف ‪ ،‬الصبي ة ‪ ،‬الصبي ‪ ،‬الصبيان ‪ ،‬حصى الرمضاء ‪ ،‬الناصري ة ‪ ،‬الصادبع ‪ ،‬الصبع المتخيل ة للرب ‪،‬‬

‫الصعود ‪ ،‬ينصهر ‪ ،‬الصقيع ‪ ،‬الصدور ‪ ،‬أصداء ‪ ،‬اتصا ل ‪ ،‬الرايات ( كلها تمثل فكر ة اليمان والجهل المركب لدى الناس‬

‫يجعل من وظيف ة الصوت اللغوي السباق ة تمثل محوري الخلف أو التضاد‪.‬‬ ‫الجهل‬

‫اليمان‬ ‫البصبع المتخيلة للرب‬ ‫الصعود‬ ‫ينصهر‬ ‫حصى الرمضاء‬ ‫الصدور‬

‫الصبة‬ ‫الصبي‬ ‫المربصوف‬ ‫الصخب‬ ‫الصنوج‬

‫ومن ثم نتآزر الضداد لتكون تسردا ل دبد منه يعطي الصيغ ة الغر ائبي ة للقص‪.‬‬

‫ومن المهيمنات فونيم الشين والفاء حيث عنوان القص ة ) الشفيع ( ويلحظ هذا في الكلمات مثل ‪ :‬شفيعي ‪ ،‬الفرات ‪،‬‬

‫حفيف الماء ‪ ،‬الفاكه ة ‪ ،‬شفاف ة ‪ ،‬رفيع ‪ ،‬شهرك ‪ ،‬تنتشلها ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫هذان الصوتان كلهما ينتمي إلى عائل ة صوتي ة واحد ة من حيث صفاتها الصوتي ة فكلهما )) مرقق مهموس رخو (( )‬

‫‪.(9‬‬

‫إل أنهما اختلفا في العائلتين المعنونتين وهما الجهل واليمان ‪.‬‬ ‫الجهل‬

‫اليمان‬ ‫شفافة‬ ‫شفيع‬ ‫حفيف الماء‬

‫شهدك‬ ‫الفاكهة‬ ‫تنتشلها‬ ‫نقطة اللتقاء ) الفرات (‬ ‫و ) شرب الماء (‬

‫لما يغلب على اللفاظ انسجا م صوتي الفاء والشين ليد ل على شرب ماء الفرات ‪ .‬فرمز إليها دباللفاظ التي تحتوي على‬

‫الصوتين في هذه العبار ة ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫كما لوحظ على كثير من اللفاظ التي تحمل صوت الراء المكرر والمجهور في قص ة الشفيع فهي ‪ ) :‬الرب ‪ ،‬المرصوف ‪،‬‬ ‫ينصهر ‪ ،‬الرمضاء ‪ ،‬الصدور ‪ ،‬الرأس ‪ ،‬الرؤوس ‪ ،‬الرايات ‪ ،‬التستبرق ‪ ،‬الفارتسي ‪ ،‬النحسار السريع ‪ ،‬العرف ‪،‬‬

‫الزائرين ‪ ...‬الخ ( ‪.‬‬

‫وكذلك صوت ) الباء ( الذي تسرعان ما تكرر ليوحي إلى دللت اختفت خلف لفظ ة وهو صوت انفجاري جهور عند‬

‫نطقه يحتبس الهواء في الفم ودبعد ذلك ينفجر انفجارا مفاجئا ‪ .‬ومنها ‪ 0‬التستبرق ‪ ،‬الرب ‪ ،‬السبايا ‪ ،‬العباس ‪ ،‬تسأدبقى ‪،‬‬ ‫دبياض أملس ‪ ،‬السكون العجيب ‪ ،‬دباب الجن ة ‪ ... ،‬الخ (‪.‬‬

‫فعند ملحظ ة هذه اللفاظ التي غلب عليها صوت ) الراء والباء ( لعلها تشير إلى ما أشار إليه حرفا ) الشين والفاء ( إلى‬

‫عبار ة ) شرب ماء الفرات ( الذي منع على الحسين )عليه السل م ( فهي عبار ة احتوت على حرفي الباء والراء ‪.‬‬

‫يلحظ مما تسبق في هيمن ة الصوات المهموتس ة الرخو ة وغيرها المكرر ة والنفجاري ة تشير إلى إدبداع الكاتب )القاص( من‬ ‫عرض فكرتي اليمان والجهل ‪ ،‬التي تسود المجتمع في أي زمان ومكان فهو يرمز أو يشير من دبعيد دباللسان دبالفعل والني ة‬

‫دبالجهد والهمس والتفجع والشجن الخفي إلى حقيقي ة القاتل للما م الحسين ) عليه السل م ( وذلك هو جهل الناس دبه في ذلك‬ ‫الزمان وفي زماننا هذا أيضا ‪ ،‬لن الذي يمعن النظر في ثور ة الما م الحسين )عليه السل م( يجد من العبر والقوانين والنظم ة ما‬

‫ينوء دبحمله الكاتب والقارئ المثقف ‪.‬‬

‫فالذي قتل الحسين ) عليه السل م ( الجهل وليس السيف ‪ ،‬لن السيف عاد ة يرمز للشجاع ة و للحق وإحياء الشعائر كما‬ ‫يريدها الحسين ) عليه السل م ( دبالفعل النساني ل البدني فمساعد ة الحق ونصرته شعير ة من شعائر الحسين )عليه‬

‫السل م ( وإوطعا م المسكين وإغاث ة الملهوف وإقراء الضيوف وإعاد ة الما ل المغصوب إلى أهله ولو كان قد زوجت دبه النساء‬

‫وملكت دبه الراضي والضياع ‪....‬‬

‫فهذه السمات هي من أعظم الشعائر التي اتستشهد الما م الحسين ) عليه السل م ( من اجلها ‪ ،‬ومن قبله أدبوه على دبن أدبي‬

‫وطالب ) عليهما السل م ( وكانت لتؤخذ إل دبالسيف فالسيف أدا ة مزدوج ة التستعما ل وقد رافقتها دلل ة عرفي ة في التراث‬ ‫العردبي تغنت دبها الشعراء وافتخر دبها الشجعان وامتدح دبها الكرماء ولكن الجهل إذا تسيطر على هذه الدا ة انحرفت عن‬

‫معناها الحقيقي الموضوع لها وانحطت دلليا فالسبب يعود لفكر ة الجهل دبالمكان ة وليس الجهل دبالنسب فالحسين عليه السل م‬ ‫معروف دبنسبه الشريف مجهو ل دبحقه دبالولي ة أما م هال ة العل م التي وجهتها السلط ة الموي ة الجائر ة ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫المستوى الصرفي ‪:‬‬

‫المعاني اللغوي ة ل تتم إل دبعد ما تتآزر فيما دبينها عن وطريق السياق التا م المتألف من أجزاء دقيق ة مرصوص ة داخل النسيج‬

‫اللغوي للنصوص الدبداعي ة ولما كان الصرف علم المورفولوجيا يدرس الصيغ ووظائفها واشتقاقاتها المختلف ة المجرد ة والمزيد ة‬ ‫ويتكون من وحدات صرفيه ) مورفيمات ( حر ة ومقيد ة فان الدلل ة الصرفي ة هي الدلل ة المستمر ة عن وطريق الصيغ الصرفي ة‬

‫ودبنيتها وما يطرأ عليها من تغيرات تنعكس على دللتها‪(10).‬‬

‫فالماد ة اللغوي ة ) ف ع ل ( والتي تمثل الجذر اللغوي الذي يشترك فيه اكبر عدد من الكلمات من حيث القلب الصيفي‬

‫يضاف إليه معنى الصيغ ة المجرد ة من الحرف الصو ل إلى ماد ة الصو ل عند الشتقاق فيتحد المعنيان داخل التركيب‬

‫الصرفي للكلمات ن لن الحرف الصو ل ل معنى لها على الوطلق ما لم تقع ضمن صيغ ة وهذا ل يتحقق خارج مكانها من‬

‫النظم الصوتي للكلمات‪(11).‬‬

‫ويمكن تقسيم التستعمالت الصرفي ة في ) قص ة الشفيع ( دبحسب الدبني ة الصرفي ة أفعا ل وأتسماء ‪:‬‬

‫‪.1‬‬

‫أ دبني ة الفعا ل ‪:‬‬ ‫الفعل حدث مقترن دبزمن وهذا الزمن من دعائمه ومقوماته واهم خصائصه ‪ ،‬دبل عد أهم مقياس لعراق ة اللغ ة ‪،‬‬ ‫ولما كان الزمن غير ثادبت فان الحدث المرتبط دبه يتسم دبالتجدد والحدوث أيضا يقو ل عبد القاهر الجرجاني ‪:‬‬ ‫)) إن موضوع التسم على أن يثبت دبه المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدده شيئا دبعد شيء وأما الفعل‬

‫فموضوعه أن يقتضي تجدد المعنى المثبت دبه شيئا دبعد شيء‪(12) ((...‬‬

‫وإضاف ة لهذا المعنى حدد الصرفيون معاني عام ة يشترك فيها الفعا ل ضمن الباب الصرفي الواحد‪(13).‬‬

‫والمطلع على قص ة الشفيع يجد فيها المبدع قد أكثر من اتستعما ل الفعا ل المجرد ة من دباب ‪ 0‬ن ييصير يينرصرر ( مثل ‪:‬‬

‫يوطييل ييرطريل ‪ ،‬يريصيد ييررصرد ‪ ,‬يكيتيب ييكرترب ‪ ،‬يريقيب ييررقرب ‪ ،‬يريتسيل ييررتسرل ‪ ،‬ن ييظير يينرظرر ‪ ،‬يقيتيل ييقرترل ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫وهذا الباب ) ن ييصير يينرص رر ( يفيد الدلل ة على التفريقي ة إضاف ة للتلبس دبالحال ة الفعلي ة ‪(14).‬‬

‫وهي حال ة من الحيوي ة والنشاط غير المألوف دباليا م العادي ة للنسان وخاص ة ما تلحظ في المناتسبات الديني ة أيا م‬ ‫إحياء شعير ة زيار ة العتبات المقدتس ة كأعياد الغدير والتصدق دبالخاتم وهي من رموز الشيع ة في العراق فكأنما أراد‬

‫المبدع من هذا التستعما ل أن ينتقل دبأفق القارئ إلى الجو الحركي دبسرده هذه الفعا ل التي جعل منها حقل تسرديا‬

‫‪28‬‬


‫تتصارع فيه الحداث الملصق ة دبالحوار القصصي ‪ ،‬إذ صاغ من الفعل الدا ل على الحركي ة المقصود ة ظرفا حواريا‬ ‫وذلك دبإتسناده إلى دبعض شخوص القص ة‪.‬‬

‫ولعل الكاتب ) القاص ( كان يدرك أهمي ة اتستعما ل الفعل فأدبد ل على التجدد والحدوث المر الذي قاده دبقصد أو‬

‫دبغير قصد إلى أن ينقل صف ة الحرك ة والتجدد الموجود ة في الفعا ل إلى التسماء كما تسنرى ‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫أ دبني ة التسماء ‪:‬‬ ‫ل نريد التعقيب على نص عبد القاهر الجرجاني المذكور تسادبقا ولكن نريد أمرا فيما يخص الدلل ة التسمي ة ‪،‬‬ ‫صحيح أن التسم يد ل على ثبوت الحدث )‪ ،(15‬وهو ليس كالفعل من حيث الدلل ة على الحرك ة والتجدد ‪ .‬إل‬ ‫أن دبعض التسماء وان كانت توحي دبذلك إل أن الحرك ة تنبض فيها وتخفق كلما زاد اتستعمالها وخاص ة التي تقو م‬

‫مقا م الفعل دبالوصف ‪ ،‬فليس كل فعل هو ما قا م دبه الفاعل ! فقد يتصف دبه وهو محل خلف ‪(16).‬ويسمى‬

‫الفاعل غير الحقيقي كقولك في ‪ :‬مايت زيدد ‪ ،‬واخضير اليزررع ‪ .‬فالتسماء التي على هذه الشاكل ة تضارع الفعا ل من‬ ‫حيث الدلل ة ‪ .‬فمثل كلم ة زهر ة ‪ :‬وهي اتسم لكنها غير جامد ة في المعنى فهي ناتج ة عن حرك ة ادبتداء من البذر ة‬

‫حتى أصبحت زهر ة كامل ة‪.‬‬

‫أما من حيث التستعما ل اللغوي فالمصدر اقرب صور ة للفعل من دباقي التسماء المشتق ة من الفعل وهذا ما يلحظ‬

‫على القاص ) محمد خضير ( في قص ة الشفيع إذ حافظ على اليقاع الهارموني الذي كان يصدره الفعل من خل ل‬ ‫اتستعماله المصدر الدا ل على الحرك ة والتجدد ويوحي دبالحدث أكثر من دباقي التسماء مثل ‪ ) :‬النقضاض ‪،‬‬

‫الطواف ‪ ،‬الدوران ‪ ،‬اليباس ‪ ،‬النواح ‪ ،‬الصراخ ‪ ،‬الهسيس ‪ ،‬النحسار ‪ ،‬البكاء ‪ ،‬الحفيف ‪ ،‬الوصو ل ‪ ،‬التورد‬

‫‪ ،‬اللتواء ‪ ،‬التوهج ‪ ،‬الوهج ‪ ،‬النهمار ‪ ،‬الضجيج ‪ ...‬الخ (‬

‫فهذه المصادر ) الصيغ ة التسمي ة ( تد ل على الحدث وديمومته أكثر من الفعا ل لما في الفعل من تقييد للحدث في‬ ‫الزمان ‪ .‬فالمصدر هو التسم الدا ل على الحدث المطلق أو المجرد الذي ل يقيد دبزمن أو مكان أو أدا ة وقد يكون‬

‫المصدر معبرا عن الحدث المجرد فقط‪ .‬وهذه دللته الصلي ة ‪ ،‬وقد تضاف إليها دللت أخرى لدللته على أداء‬ ‫أو صوت أو تسير أو حرق ة ‪ ،‬وقد تسميت المصادر التي تد ل على الحدث المجرد فقط دبـ) المصادر المتعين ة في‬

‫‪29‬‬


‫المصدري ة ( تقادبلها المصادر المعنوي ة وهي المصادر التي خصت أدبنيتها دبمعان معين ة تضاف إلى الدلل ة الصلي ة‬ ‫) الحدث المجرد()‪.(17‬‬

‫فالحدث المجرد أصل في المعنى والشتقاق وقد عمد القاص إلى الكثار منها دبصور ة واتسع ة في أثناء كتادبته لقصته‬ ‫لينقل فيها تراثا دينيا يكاد يكون ثادبتا متكررا من حيث التجديد ‪ ،‬ومتجددا من حيث المحمولت المعنوي ة‬

‫والحركي ة المصاحب ة عن وطريق التقد م الزمني لتأدي ة الطقس الخالد مع خلود صاحبه ) عليه السل م ( ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫لقد تسادت في قص ة الشفيع دبعض صيغ جموع التكسير المطرد ة مثل ‪ ) :‬أفيعا ل ‪ ،‬أفععل ة ‪ ،‬فـررعو ل ( دبصور ة لفت ة‬

‫للنظر ‪ ،‬وقبل أن نتناولها لدبد لنا من أن نعرف ما الوطراد ؟‬

‫إن المراد دبالصيغ المطرد ة ما تتطلب مفردا مشتمل على أوصاف معين ة إذا تحققت فيه جاز جمعه تكسيرا‬

‫على تلك الصيغ ة من غير تردد ول رجوع إلى كتب اللغ ة أو غيرها لمعرف ة وروده عن العرب‪ .‬أو عد م وروده فمثل‬ ‫هذا الجمع يكون صحيحا فصيحا ولو كان غير مسموع‪(18).‬‬

‫ا ‪ /‬أفيعا ل‪ :‬اتستعملت من مفردات عديد ة مثل أنواع جمع نوع دبوزن ) فـرععـل ( ‪ ،‬أدبواق جمع دبوق دبوزن ) فـرععـل (‬

‫أتسوار جمع تسور دبوزن )فـرععـل( أيضا وأنهار جمع نـ يعهـر دبوزن )فـ يععـل( ‪ ،‬أشياء جمع شيء دبوزن )فـ يععـل( وأنصار جمع‬

‫نصير دبزن ة )يفععيل( ‪ ،‬أوطفا ل جمع عوطفل دبوزن )عفـععـل( آذان جمع أرذن دبوزن )فـررعـل( أثداء جمع ثدي دبوزن )فـ يععـل( ‪،‬‬ ‫أفنان جمع فنن دبوزن )فـ ييعـل( ‪ ،‬أضواء جمع ضوء دبوزن )فـ ييعـل( ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫فجاء دبها مطرد ة في المفرد على علم دبما تطرد فيه هذه الصيغ ة في ‪ 0‬فـ يععـل ‪ ،‬فـرععـل ‪ ،‬عفـععـل ‪ ،‬يفععيل ‪ ،‬فـررعـل ‪ ،‬فـ ييعـل (‬

‫)‪ .( 19‬ولكل دللته في المفرد إل أنها وحدت أوصاف المفرد من خل ل شكل الصيغ ة ودبالتالي وحدت أصحاب‬ ‫الحداث المفرد ة ) الزوار ( على الرغم من تعدد ألوانهم وأعمارهم ليوحي دباشتراكهم في الطقس العبادي الذي‬

‫يتساوى فيه الصغير والكبير والذكر والنثى‪.‬‬

‫ب‪ .‬أفععيل ة ‪ :‬ومن أمثل ة في قص ة الشفيع ألفاظ كثير ة منها ‪ ) :‬أفعريش ة ‪ ،‬أدبعنيي ة ‪ ،‬أمتعيع ة ‪ ،‬أمعكين ة ‪ ،‬أدعخينه ‪ ،‬أرعصيف ة ‪،‬‬ ‫أععميد ة ‪ ،‬أدبعخيره ‪ ،‬أدععيي ة ‪ ،‬أغعطيي ة ‪ ،‬ألعويي ة ‪ ،‬أوطععيم ة ‪ ،‬أشعريدب ة ‪ ،‬أرعغيف ة ‪ ..‬الخ ‪.‬‬

‫جاءت ليراد المواقف مع كثر ة الزائرين وما يحتاجون إليه وهو اتحاد في الجمع والمفرد إذ إن مفردات هذا الجمع‬

‫تكون دبوزن )عفيعا ل( أو )يفععيل ( للتسم المذكر الردباعي الذي قبل أخره حرف مد )‪.(20‬‬

‫‪30‬‬


‫إن ) أفيعا ل ‪ ،‬أفععيل ة ( جمعان للقل ة دبحسب تصنيف الصرفيين )‪ .(21‬إل أن إراد ة الكثر ة والقل ة ل تحدده الصيغ ة‬ ‫فقط فقد ينصرف جمع الكثر ة الى القل ة ودبالعكس دبحسب السياق اللغوي والمقا م الذي حلت دبه اللفظ ة )‪.(22‬‬

‫فسياق المقا م والمقا ل الذي تناوله القاص ) محمد خضير ( يشير إلى أعداد هائل ة من الزوار لضريح الما م الحسين‬

‫)عليه السل م ( لتتحو ل دلل ة جمع القل ة إلى الكثر ة دبحسب تسياق الحا ل‪.‬‬ ‫المستوى التركيبي ‪:‬‬

‫الجمل ة ‪ :‬إن اللغ ة نظا م والكل م أداء نشاوطي وطبقا لصور ة صوتي ة ذهني ة والكل م هو التطبيق الصوتي والمجهود‬ ‫العضوي الحركي الذي تنتج عنه أصوات لغوي ة معين ة‪(23).‬‬

‫والجمل ة مثا ل للكل م تنطق وتسمع وتشير إلى معنى محدعد )‪(24‬والجمل ة العردبي ة جمل ة اتسنادي ة يتألف نظامها من‬ ‫مسند ومسند إليه ‪ ،‬ل يستغني أي منهما عن صاحبه ‪ :‬لنهما ركنان أتساتسيان فيها ‪ .‬وقد عرف تسيبويه دبأنها‬

‫)) ما ل يستغني واحد منهما عن الخر ول يجد المتكلم فيه دبدا ‪ ...‬فمن ذلك قولك يذهب زيد ‪ ،‬فل دبد للفعل‬

‫من التسم (()‪.(25‬‬

‫والجمل ة الفعلي ة هي التي يعبر دبها عن الحدث مسندا إلى زمن منظور إليه دباعتبار مد ة اتستغراقه منسودبا إلى فاعل‬

‫موجها إلى مفعو ل إذ لز م المر فموضوع الجمل ة الفعلي ة أن تأمر دبحدث وان تقرر حدثا وان تتخيل حدثا‪(26) .‬‬

‫وفي قص ة الشفيع نجد الجمل ة الفعلي ة البسيط ة المتكون ة من فعل وفاعل ومفعو ل أو من فعل وفاعل ‪ ،‬وهي تتكرر‬

‫) فى ‪ 382‬مر ة ( لنعبر عن الحدث الذي ل يحسده تسوى الفعل دباختلف الزمن ة والقرائن فلو أمعنا النظر في‬ ‫مقطع مختار من القص ة يقع في عشر ة اتسطر نجد الحرك ة والتعبير عنها دبالفعل مهيمن إذ يستعمل القاص الجمل ة‬

‫الفعلي ة ‪ 20‬مر ة ‪.‬‬

‫قا ل القاص محمد خضير في الشفيع ‪ )) :‬في الجانب المقادبل من ممر الشهداء الصاخب ‪ ،‬يمتد تسطح أووطأ من‬

‫تسطحهما دبل تسياج ‪،‬امتل دبعائلت النصار تجاوره تسطوح واوطئه ‪ ،‬وشرفات أخرى أووطأ منها ‪ ،‬ومر موكب‬ ‫للزنجيل تتقدمه لفت ة تسوداء ‪ ،‬ثم صور ة ضخم ة يحملها صبيان تمثل الما م الحسين يرفع إحدى يديه للعلى‬

‫وتحيط رأتسه هال ة مضيئ ة ‪ ،‬ويسند إلى فخذه أخاه الما م العباس الذي أثنى إحدى تساقيه وقد قطعت ذراعاه‬ ‫وانغرز تسهم في عينيه ‪ ،‬وتنتشر حوله عد ة حردبه ‪ :‬تسيفه وخوذته ودرعه وقردبه الماء المراق ‪ ،‬ويقطع خلفي ة‬

‫‪31‬‬


‫الصور ة خط ازرق رفيع يمثل نهر الفرات ‪ ،‬يعسكر عنده الفرتسان المويون ‪ ،‬وفي ركن آخر من الصور ة خيا م‬ ‫الهاشميات تقف إحداهن محني ة الوجه أما م خيم ة ترفع كلتا يديها إلى السماء التي دبدت في الصور ة غامض ة‬

‫الزرق ة(()‪.(27‬‬

‫فهذا النص يحمل دبين وطياته إتسهاب القاص في وصف الحدث عن وطريق الجمل الفعلي ة التي مثلت دبسردها هيكل‬

‫كامل جسدها نبا من الحدث أيا م الزيار ة الردبعيني ة لسيد الشهداء الما م الحسين ) عليه السل م ( ‪ :‬وقد نوع القاص‬

‫في توظيف الجمل الفعلي ة دبحسب السياق التاريخي واغلبها كان يشير إلى الماضي ‪ ،‬لن القرائن التاريخي ة للجمل‬ ‫حددت زمن هذه الجمل فالتاريخ تدخل ليحدد فتر ة هذا الماضي ‪ :‬لن تحديد الزمن في تسياق الجمل ة دبالتاريخ‬

‫يكون أقوى من القرائن اللفظي ة وعلى ذلك يقو ل القاص في النص السادبق ‪ )) :‬يرفع إحدى يديه إلى العلى ‪...‬‬

‫ويسند إلى فخذه أخاه الما م العباس ‪ ...‬وقد قطعت ذراعاه وانغرز تسهم في عينه ‪ (28)(( ...‬فيه قرين ة‬ ‫تاريخي ة نقلت الماضي القريب إلى الماضي البعيد ‪ ،‬فهذا الحدث التاريخي أقوى من الماضي مجهو ل الزمن‪.‬‬

‫* اتستعما ل ) كان ( ودللتها على المضي ‪:‬‬

‫إن النحا ة القدماء أشاروا إلى الماضي في اتستعما ل ) كان ( على اختلف أوضاعها ودبناءا على ذلك يمكن القو ل‬ ‫إن )كان( تد ل من خل ل السياق على التستعما ل الماضي الوظيفي مجردا من القرائن التاريخي ة أو المعنوي ة ‪ ،‬لن‬ ‫) كان ( مع التسم والخبر تفيد اتصاف اتسمها دبمعنى خيرها اتصافا مجردا في زمن يلئم دبنيتها أو دبني ة المذكور‬

‫في الجمل ة من مشتقات مصدرها فإنها يمكن أن يخبر عنها دبالجمل ة الماضي ة‪.‬‬

‫وهذا ما يلحظ في قص ة الشفيع من دللت إذ تكرر اتستعما ل كان ومشتقاتها )‪ ( 113‬مر ة فشكلت جمل‬

‫كان اغلب الخبر فيها جمل ة ‪.‬‬

‫كقو ل القاص ‪ )) :‬فكانت أعينهم تكشف دبعجب مولد ذلك العالم المصفوع العاري ‪ ...‬كانت القدا م السريع ة‬ ‫تحرك قصاصات الورق ‪ ...‬وكان الرجل قد عاد لحمل السفين ة إل انه لم يكن يدور دبها ‪ ...‬كانت تمشي‬

‫على ‪ ...‬كانت الروائح تستنشق ‪ ...‬كان يتناها إليها وقع القدا م ‪ ...‬كنت تدور دبها دبسرع ة ‪ (( ...‬الخ ‪.‬‬

‫* التستفها م ‪:‬‬

‫من التساليب النحوي ة التي تخرج إلى أغراض دبلغي ة كالتستنكار ‪ ،‬والتحقير والتعظيم ن والتعجب ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫همز ة التستفها م ‪ :‬إن التستفها م دبالهمز ة ادبلغ من دباقي الدوات لجمل ة من التسباب التي ذكرها النحويون منها ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إنها الصل في التستفها م إذ تدخل على كل ضرب من ضروب الكل م وتتخطى ذلك إلى التقدير والتسوي ة ‪).‬‬

‫‪.2‬‬

‫إنها تحتمل تقديم التسم في نحو ‪ )) :‬زيد قا م (( لنها أصل التستفها م ‪ ،‬ولو قلت ‪ ) :‬هل قا م زيد؟( لم‬

‫‪(29‬‬

‫يصلح إل في الشعر وكذلك ‪ ) :‬متى خرج ؟ ( وأين زيد قا م ؟ وجميع حروف التستفها م غير ألف‬ ‫التستفها م (()‪.(30‬‬

‫‪.3‬‬

‫إنها في النكار تقتضي أن يكون ما دبعدها غير واقع وان كان ما دبعدها منفيا لثبوته لن نفي النفي إثبات ‪).‬‬ ‫‪(31‬‬

‫‪.4‬‬

‫ألف التستفها م لتمكنها تدخل على الواو وليست كذلك تسائر حروف التستفها م إنما الواو تدخل عليهن‪).‬‬ ‫‪(32‬‬ ‫الكاتب لقص ة الشفيع يكثر في صاغته وأتسلودبه من هذا النوع ‪ ،‬أي ‪ :‬التستفها م دبعده أصل للتستفها م ‪ ،‬فضل‬ ‫عن الدللت التي تكتنف هذا النص إذ تكرر التستفها م دبالهمز ة )‪ ( 11‬مر ة ولم يستعمل )أني( تسوى مرتين‬

‫و ) هل ( مر ة واحد ة‪.‬‬

‫ليجعل القارئ يتصور فيختار الجادب ة عما يدور في ذهنه من تساؤلت حو ل هذه الشعائر الخالد ة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫أليست هي الذرع الممدود ة وعلى وشك أن تسقط دلؤها للقعر ؟ أكان ذلك هو التحا م تسلتسل رفيع ة‬

‫وصليلها على أضلع الكتاف أ م وقع السياط ؟ أهو أنين الجثث المدفون ة في ثرى كردبلء محتفظ ة دبجد ة الرمق‬ ‫الخير ودبلحظ ة القتراب من الموت التي دبقيت ثادبت ة من دون انتهاء منذ ألف ودبعض من السنين دبانتظار القيا م‬

‫الخير؟ فهنا يخرج التستفها م دبالهمز ة إلى تشعبات في الجادب ة ل يستطيع الكاتب ) القاص( أن يحصر لها‬ ‫إجادب ة محدد ة فيترك للقارئ حري ة الختيار دبما يلئم أفكاره وإيمانه دبالقضي ة الحسيني ة ‪.‬‬

‫* التساليب البلغي ة ‪:‬‬

‫‪33‬‬


‫من أهم الجوانب البلغي ة الملحظ ة في قص ة الشفيع هي التستعارات الجميل ة التي وظفها الكاتب فأفضى رونقا شفافا يجسد‬ ‫الواقع المعاش في الشعائر الحسيني ة ومن جمل ة هذه التستعارات هي ‪:‬‬

‫التستعار ة المكني ة ‪:‬‬

‫وهي التشبيه الذي حذف فيه المشبه دبه ورمز له دبشيء من لوازمه أي ‪ :‬المحتجب فيها لفظ المشبه دبه وقد‬

‫يسمونها دبالكناي ة ‪ ،‬لن التشبيه يضمر في النفس فل يصرح دبشيء من أركانه تسوى المشبه ويد ل على ذلك التشبيه دبان يثبت‬ ‫للمشبه أمر مختص دبالمشبه دبه من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسا أو عقل ‪ ،‬وتسميت دبالتخييلي ة ؛ لن المتكلم يرى لزو م‬

‫الحقيق ة للمشبه دبه دبسبب تخيله اتحاده مع المشبه‪(33).‬‬

‫ومن أمثل ة ذلك في قص ة الشفيع ما وجد من اتستعارات للرأس فوصف دبأوصاف منها ‪ :‬الرؤوس المنهمر ة الشاهق ة على‬

‫الرؤوس السائر ة ‪ ،‬الرؤوس المتعض ة ‪ ...‬إذ حذف المشبه دبه وجاء دبلواز م تتحقق في الخيا ل كصف ة النهمار للماء الساقط‬

‫من السماء ‪ ،‬والنقضاض للطير المفترتس ة على الرض والنهار المرمري ة ‪ ،‬لوجود لواز م السكون في ذلك المكان المقدس‬

‫يوحي دبصوت النهر الهادئ ‪ ،‬واتستعار ة الصادبع للرب وهي متخيل ة دبل شك ‪ ،‬فضل عن دباقي التستعارات المكني ة التي تتجلى‬ ‫في هذا المقطع من القص ة‪.‬‬

‫وقا ل ‪ )) :‬وتضخمت النات المتسردب ة من غرف السللم الوتسط وأخذت دبصمات وأنامل الظلم ة اللين ة تمسد‬

‫لها دبطنها المنتفخ وتتحسس مكان تسرتها ‪ ،‬حيث زادت الحيا ة الداخلي ة المرتبط ة دبسرتها من ضغطها للهبوط أتسفل وأتسفل يا‬

‫شفيعي ليس الن ليس الن ثم وضع رذاذ المصباح التسفل على مسافات الدرجات ‪ ،‬فتركتها النامل الصوتي ة وتمكنت من‬ ‫النفلت والهبوط تسريعا ‪(34).(( ..‬‬

‫فاتستعار للظلم ة والصوف ) النصوص ( النامل والبصمات لوجود قرائن تد ل على ذلك ‪ ،‬فالظلم ة ملزم ة للجنين وكذلك ما‬ ‫يعيشه المتصوف عندما يعمد إلى العتم ة ليناجي ردبه ‪ ،‬ليصف حا ل النسان في عتمته الولى وما يمتلكه من صفاء وفطر ة‬

‫وهي مما يتصف دبه المتصوف ‪.‬‬

‫ودبذا تتضح قدر ة الكاتب على الوصف الدقيق ليرتسم صور ة متكامل ة للعالم الو ل فيردبط دبينه ودبين العالم الخارجي من حيث‬

‫أن الجنين يصاحب هذه الشعائر ويكاد يفصح دبما يسمعه‪.‬‬

‫* التشب ي ـ ـ ـ ـه ‪:‬‬

‫‪34‬‬


‫عمد القاص ) محمد خضير ( إلى تشبيهات غريب ة نوعا ما إل أنها ملزم ة للوصف دبالوطناب ‪.‬‬ ‫م يثل دبقوله ‪ )) :‬الغرف ة دبدون مصاريع كسجن (( فهذا التشبي ة يقترن دبحقيق ة تاريخي ة فيردبط دبين الماضي القريب والماضي‬ ‫البعيد وقا ل ممثل ‪ )) :‬رأس الحبلى كتفاح ة محترق ة الجوانب دبقي وطرفها المتورد تسالما (( ‪.‬‬

‫فهذا يرمز دبه إلى العف ة في ارتداء الحجاب التسود الذي يملك المكان فيجعل منها كر ة ملفوف ة دبالعباء ة‪.‬‬

‫وقوله ‪ )) :‬اللطم على الصدور كتكسر أواني فخاري ة ((‪.‬‬

‫فل يعبر غير هذا التشبيه عن النكسار والتعبير عنه شد ة الضرب لعظيم المصيب ة في واقع ة كردبلء ومرور ذكراها على قلوب‬

‫شيع ة الحسين )عليه السل م ( والمحبين له والسائرين على دردبه ‪.‬‬

‫وقا ل أيضا ‪ )) :‬وزرق ة السماء البنفسجي ة كأنها دمع ة الحسين (( وهذا النوع من التشبيه المقلوب أكثر دبلغ ة من التشبيه‬

‫العتيادي ‪.‬‬

‫وقا ل ‪ )) :‬العطاء يكون كالهمس ة ((‪.‬‬

‫عطاء الحسين ) عليه السل م ( لزواره وهو يمسح عليهم البرك ة كالهمس ليثقل راحتي الحبلى دبالعطاء دبعدما حوصرت لقرب‬

‫ولدتها ‪.‬‬

‫ومن هذه تشبيهات كثير ة وقف البحث على مجموع ة منها وما دبقي فهو كثير متناثر دبين ثنايا قص ة الشفيع‪.‬‬

‫المستوى المعجمي أو الدللي ‪:‬‬

‫يتناو ل هذا المستوى اللفاظ ذات الدللت المتعدد ة التي تستعملها اللغ ة في وطياتها وهي المعو ل عليها في التستعما ل‬

‫الشائع ‪ ،‬حيث تعتمد العردبي ة على الجذر أو الصل والشتقاق و القتباس والفتراض والدخيل ‪ ...‬داخل تسياقات كلمي ة‬ ‫وما لها من دللت داخل تلك السياقات التي ولدت فيها ‪ .‬هل هي مختلف ة عما كانت عليه أو دبقيت محافظ ة على الدلل ة‬

‫نفسها هذا ما تعنيه الدراتس ة اللساني ة دبالنسب ة للجانب الدللي ‪ ،‬وذلك لن الدلل ة هي تذكر ضمن التساليب الباقي ة الصوتي‬

‫والصرفي والتركيبي ‪.‬‬

‫تسعى اللغ ة العردبي ة إلى توتسيع اشتقاقاتها وتسعى إلى اعتماد والدخيل والغريب لتجعل منه كالصيل واللفاظ ليست تسوى‬

‫إشارات أو علمات كاشفه للغرض من الحديث وهذه العلم ة أو الشار ة تتكون من دا ل ومدلو ل ‪ ،‬فالدا ل هو الصور ة الصوتي ة‬

‫‪35‬‬


‫والمدلو ل هو المنظور الذهني لذلك الدا ل ‪ ،‬ويتفق كثير من الباحثين على أن العلق ة دبين الدا ل والمدلو ل هي علق ة اعتباوطي ة ‪.‬‬ ‫)‪(35‬‬

‫تحدث أدبو حامد الغزالي لثراء هذه الفكر ة ) العلق ة دبين الدا ل والمدلو ل ( والتي تتحرك عنده على أردبع ة محاور ‪:‬‬

‫)) الو ل ‪ :‬الوجود العيني ‪ ،‬الثاني ‪ :‬الوجود الذهني ‪ ،‬الثالث ‪ :‬الوجود اللفظي ‪ ،‬الرادبع ‪ :‬الوجود الكتادبي (( ‪(36) .‬‬ ‫فالشجر ة لفظ لها مدلو ل عيني ‪ ،‬وهو الشجر ة ذاتها ‪ ،‬ولها مدلو ل ذهني وهو تصور النسان لها ووجودها في ذاكرته‬

‫يلي ذلك الوجود اللفظي المنطوق ‪ ،‬ثم الوجود الكتادبي على الورق ة فالغزالي يعد )) الكتادب ة دال ة على اللفظ ‪ ،‬واللفظ دال‬

‫على المعنى الذي في النفس ‪ ،‬والذي في النفس هو مثا ل الوجود في العيان ( ‪(37) .‬‬

‫ففي قص ة الشفيع اتستعمل القاص ) محمد خضير ( ألفاظا كانت دللتها المعجمي ة هي عينها اتستعملت في السياقات فلم يكن‬ ‫هناك تعدد دبالدلل ة المعجمي ة عما جاء في السياقات فهي دللت واضح ة لمدلولتها التي قصدتها دبدون انزياحات‪ .‬وإنما‬

‫الدرس الدللي في المستويات السادبق ة الصوتي والصرفي والتركيبي وهنا في هذا المبحث فقد اعتمد القاص عبارات وألفاظ‬

‫دبدللتها المعجمي ة داخل السياقات المذكور ة لتعبر عن مدلولتها في قص ة الشفيع‪.‬‬

‫* خلص ة ‪:‬‬

‫ركز البحث على مستويات الدراتس ة اللساني ة هي الصوتي والصرفي والتركيبي أما الدللي فهو قد ذكر ضمنا في هذه‬

‫المستويات ‪.‬‬

‫لقد اعتمد البحث الدراتس ة الحصائي ة لللفاظ والصوات والتراكيب في قص ة الشفيع للدلل ة على قصيدته القاص من تلك‬

‫التستعمالت ‪.‬‬

‫لقد ادبرز البحث أهم الهتمامات التي عني دبها الدرس الصوتي وهو تكرار حرف السين والراء والشين والفاء والباء وثم‬

‫التعرف على قصديتها في قص ة الشفيع ‪.‬‬

‫واعتمد القاص الجمل الفعلي ة والتسمي ة وتراكيب منها التشبيه والتستعار ة لها دللت متكرر ة ذات قصدي ة عمد إليها القاص‪.‬‬

‫كذلك وجد البحث أن القاص اعتمد على الجمل الفعلي ة ومنها كان الدال ة على الماضي الناقص أكثر من غيرها ‪ ،‬فضل عن‬ ‫الدللت الخرى التي ذكرت في ثنايا هذا البحث ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫لقد وجدنا من خل ل البحث أن القاص اتستعمل جموع التكسير التي دلت على الكثر ة والقل ة دبحسب تسياقاتها التي حلت‬ ‫فيها‪.‬‬

‫اتستعمل القاص الجانب الدللي في كل المستويات ولكننا عندما تطرقنا إلى الجانب الدللي ) المستوى الدللي المعجمي (‬ ‫وجدنا اتستعمالها في السياق إذ لم يكن هناك فرق دبينهما إنما هو اتستعما ل الدلل ة المجمعي ة دبحسب المعنى الموضوع لها في‬

‫السياق ‪.‬‬

‫وأخيرا يمكننا القو ل إن القاص اتستعمل التسلوب السينمي من خل ل تلك الواقعي ة الشعبي ة الماثل ة في وصف البيئ ة والجواء‬

‫المحلي ة والشعبي ة‪ ،‬وفي وصف شخصي ة القاع الجتماعي وتصويرها تصويراا واقعياا وغرائبياا في الن نفسه‪ ،‬والعبور من‬

‫خل ل اليومي والعارض إلى الثادبت والجوهري في النفس البشري ة‪ ،‬تصبح ملمح أتساتسي ة في القص ة الجديد ة إذ تسيجد القاص‬

‫الذي تسعفه ثقاف ة عميق ة ورصين ة في الدب العالمي ‪-‬كما ل منهجه القائم على الواقعي‪-‬والسحري المدهش في آن واحد‪.‬‬ ‫في رافدين أتساتسيين أولهما‪ :‬فكري أو أيديولوجي ماثل في الموروث التسلمي الذي شهد في مراحل تاريخي ة معين ة‪ ،‬مؤثرات‬

‫من ديانات أخرى‪ ،‬اتستطاعت أن توظف في داخله ولغراضها الخاص ة‪ ،‬جوانب تسحري ة وصوفي ة غنوصي ة‪ ،‬وثانيهما‪ :‬فني‬ ‫ماثل في اللغ ة السيمي ة وفي المصور ة ‪-‬الدا ة الواقعي ة والسحري ة معاا‪ ،‬وتسيتعانق هذان الرافدان في قص ة الكاتب‪ ،‬ليتخلق‬

‫منهما ق يص جديد‪ ،‬يقو م في أحد جوانبه التساتسي ة على اقتناص ما في الوجه البشري من تسحر آتسر وما في الحيا ة الغني ة‬ ‫الثري ة‪ ،‬من وجوه وجوانب تسحري ة ومدهش ة‪ ،‬ولعل قص ة "الشفيع" هي خير ما يمثل هذا العناق دبين الرافدين المذكورين‪.‬‬

‫الهوا م ـ ـ ـ ـ ـ ـش ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬

‫دبنظر ‪ :‬التسلوب دراتس ة لغوي ة إحصائي ة ‪ ،‬د‪ .‬تسعد مصلوح ‪ ، 42 :‬والتسلوب والتسلودبي ة ‪ ،‬أحمد درويش ‪،‬‬

‫)‪(2‬‬

‫دبنظر ‪ :‬دراتسات في علم اللغ ة ‪ ،‬د‪ .‬كما ل محمد دبشر ‪. 15 / 2 ،‬‬

‫مجل ة فصو ل ‪ ،‬مج ‪ ، 5/‬ع ‪ ، 1‬القاهر ة ‪ ، 1981 ،‬ص ‪. 61 :‬‬

‫‪37‬‬


‫)‪(3‬‬

‫دبنظر ‪ :‬دبنيه اللغ ة الشعري ة ‪ ،‬جان كوهن ‪. 37 :‬‬

‫)‪(4‬‬

‫ينظر ‪ :‬الخصائص ‪ ، 228 / 3 :‬من أتسرار اللغ ة ‪ :‬المعجم وعلم الدلل ة ‪ ،‬د‪ .‬تسالم تسليمان الخماش ‪:‬‬

‫)‪(5‬‬

‫ينطق هذا الصوت دبأن يعتمد وطرف اللسان خلف التسنان العليا مع التقاء مقدم ة دباللث ة العليا مع وجود منفذ ضيق‬

‫‪. 13 – 123‬‬

‫للهواء فيحدث الحتكاك ويرفع أقصى الحنك حتى يمنع مرور الهواء من النف ول تتذدبذب الوتار الصوتي ة حا ل‬ ‫نطق ة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬علم الصوات ‪ ،‬كما ل دبشر ‪ ، 301 :‬اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪. 79 :‬‬

‫)‪(6‬‬

‫ينظر ‪ :‬اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪.79 :‬‬

‫)‪(7‬‬

‫يتكون هذا الصوت دبالطريق ة التي تتكون دبها صوت السين مع فــارق الوطبــاق ) التفخيم ( الناتج عن ارتفاع مؤخر ة‬

‫)‪(8‬‬

‫ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪ ، 301 :‬واللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪. 79 :‬‬

‫)‪(9‬‬

‫ينظر ‪ :‬علم الصوات ‪ ، 303 – 302 :‬اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪. 80 – 79 :‬‬

‫اللسان تجاه الحنك العلى ورجوعه قليل إلى الخلف ‪ .‬ينظر ‪ :‬علم الصوات ‪. 302 :‬‬

‫)‪(10‬‬

‫ينظر علم الدلل ة ‪ ،‬د‪ .‬احمد مختار عمر ‪ ، 13 :‬دلل ة اللفاظ ‪. 47 :‬‬

‫)‪(11‬‬

‫ينظر ‪ :‬دلل ة اللفاظ ‪ ، 47 :‬دور الكلم ة في اللغ ة ‪ ،‬اتستيفن أولف ‪55 :‬‬

‫)‪(12‬‬

‫دلئل العجاز ‪192 :‬‬

‫)‪(13‬‬

‫ينظر ‪ :‬تهذيب المقدم ة اللغوي ة ‪ ،‬عبد الله العليلي ‪. 91 – 90 :‬‬

‫)‪(14‬‬

‫ينظر ‪ :‬المصدر نفسه‬

‫)‪(15‬‬

‫ينظر ‪ :‬معاني الدبني ة في العردبي ة ‪14 :‬‬

‫)‪(16‬‬

‫ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪15 :‬‬

‫‪38‬‬


‫)‪(17‬‬

‫ينظر ‪ :‬القياس والسماع في مصادر الفعا ل الثلثي ة عند القدامى ‪ /‬دبحث ‪ :‬صبيح الشاتي ‪ ،‬مجل ة المورد ‪ ،‬مجل ة‬ ‫‪ ، 7 :‬عدد ‪ ، 3 :‬دبغداد ‪ 1978 ،‬م‪.‬‬

‫)‪(18‬‬

‫ينظر ‪ :‬المهذب في علم التصريف ‪ ،‬هاشم وطه شلش وآخرون ‪180 :‬‬

‫)‪(19‬‬

‫ينظر ‪ :‬الكتاب ‪ ، 190 / 2 :‬والمهذب ‪.184 :‬‬

‫)‪(20‬‬

‫ينظر ‪ :‬المهذب ‪185 :‬‬

‫)‪(21‬‬

‫ينظر ‪ :‬المهذب ‪ ، 185 – 184 – 183 :‬شذا العرف في فن الصرف ‪. 100 – 99 :‬‬

‫)‪(22‬‬

‫ينظر ‪ :‬مجل ة اللغ ة العردبي ة ن القاهر ة ‪ ، 1968 ،‬محاضر جلسات دور الفعا ل الثاني‪.‬‬

‫)‪(23‬‬

‫ينظر ‪ :‬مناهج البحث في اللغ ة ‪. 56 – 30 :‬‬

‫)‪(24‬‬

‫ينظر ‪ :‬دراتسات نقدي ة في النحو العردبي ‪ ،‬د‪ .‬أيوب ‪. 126 :‬‬

‫)‪(25‬‬

‫الكتاب ‪. 7 / 1 :‬‬

‫)‪(26‬‬

‫ينظر ‪ /‬اللغ ة ‪ ،‬فندريس ‪.163 :‬‬

‫)‪(27‬‬

‫المملك ة السوداء ‪. 53 – 52 :‬‬

‫)‪(28‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬‬

‫)‪(29‬‬

‫ينظر ‪ :‬المقتضب ‪. 53 ، 46 / 2 :‬‬

‫)‪(30‬‬

‫ينظر ‪ :‬المصدر السادبق ‪75-2/74 :‬‬

‫)‪(31‬‬

‫ينظر المصدر السادبق ‪3/292:‬‬

‫)‪(32‬‬

‫ينظر ‪ :‬المصدر السادبق ‪3/307:‬‬

‫)‪(33‬‬

‫ينظر ‪ :‬أتساليب البيان في القران ‪ /‬جعفر الحسيني ‪. 535 – 534 :‬‬ ‫‪39‬‬


‫)‪(34‬‬

‫المملك ة السوداء ‪54 :‬‬

‫)‪(35‬‬

‫ينظر ‪ :‬ظواهر أتسلودبي ة في الشعر الحديث في اليمن ‪ /‬د‪ .‬احمد قاتسم الزمر ‪61 :‬‬

‫)‪(36‬‬

‫ينظر ‪ :‬معيار العلم ‪ /‬لدبي حامد الغزالي ‪17 :‬‬

‫)‪(37‬‬

‫المصدر السادبق‬

‫الفصل الثالث‬ ‫نموذج الشعر‬ ‫قراءة لسانية للقيم الجمالية في أسلوب‬ ‫التقديم والتأخير عند المتنبي‬

‫مدخل ‪:‬‬

‫‪40‬‬


‫اللغ ة العردبي ة مميز ة عن دباقي اللغات السامي ة دبالمرون ة في ترتيب عناصر الكل م والجمل ة داخل السياق في النصوص‬ ‫الدبداعي ة شعرا ونثرا وهذه المرون ة منحت المبدعين حري ة في توليد معان ما أمكن _ مع قيود النحو التقعيدي _ الوصو ل‬

‫إليها ‪.‬‬

‫وقد أفاد شاعرنا أدبو الطيب المتنبي من ظاهر ة _ تكاد تكون مميز ة في شعره _ وهي تقديم ما حقه التأخير ‪.‬‬

‫واقتصر البحث في هذا النموذج على الجمل ة الفعلي ة ولتسيما تقديم المفعو ل دبه على الفاعل في نماذج من شعره‬

‫التي كان المفعو ل فيها ظاهرا واعتمدت في هذا البحث على كتب النحو والبلغ ة في تووطئ ة دبينت دبشكل مبسط هذه‬

‫الظاهر ة ‪،‬أما في الجانب التطبيقي ‪ ،‬فقد اعتمد البحث على شروح شعر المتنبي الشهير ة كالتبيان في شرح الديوان لدبي البقاء‬

‫العكــبري ) ت ‪ 616‬هـ (‪ ,‬ودباقي الشروح كشرح الواحدي )ت هـ ( ‪ ,‬والفتح لدبن فورج ة )ت‬

‫هـ ( ‪ ,‬والعرف‬

‫الطيب للشيخ اليازجي ‪ ،‬فضل عن آراء أدبي الفتح عثمان أدبــن جني ) ت ‪ 390‬هـ ( المبثوث ة في أثناء هذه الشروح ‪.‬‬ ‫وأفاد البحث في الجانب التطبيقي أيضا من المحاضرات التي ألقاها الدكتور فالح كامل اتسكندر على وطلب ة الدراتسات‬

‫العليا الدكتوراه في قسم اللغ ة العردبي ة في كلي ة الداب جامع ة البصر ة التي كان لها دور دبارز في فهم الجوانب التطبيقي ة للبلغ ة‬ ‫العردبي ة ‪.‬‬

‫والله نسأ ل جل شأنه أن يجعل هذا مما ينتفع دبه والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫التقديم دبين النحويين والبلغيين ‪:‬‬

‫الجمل ة العردبي ة تخضع لترتيب ين ييظم تتادبع أجزائها في الهيكل التساتسي للبناء اللغوي ومن ثم تستكمل عناصر‬

‫أخرى ي ريتم دبها التعبير وتنقل الراء والنفعالت ‪ ،‬فهناك التركيب التسمي للجمل ة وفيه يتقد م المبتدأ ثم يتلوه الخبر ‪ ،‬والتركيب‬ ‫الفعلي للجمل ة يبدأ دبالفعل ثم الفاعل ودبعده المفعو ل دبه ثم تتوالى الجزاء الخرى التي تكون مشترك ة في الجمل ة التسمي ة‬

‫والفعلي ة كالحا ل والتمييز وغيرهما ‪.‬‬

‫والحقيق ة أ يين ظاهر ة التقديم والتأخير في العردبي ة تناولها النحويون القدماء فكان تسيبويه ) ت ‪180‬هـ ( أو ل من‬

‫اعتنى دبالتقديم والتأخير وأشار إلى دللت دبلغي ة كتقديم الفاعل والمفعو ل للعناي ة والهتما م)‪ . (1‬ودللت تتعلق دبالصنع ة‬ ‫الشعري ة كالضرور ة الشعري ة التي قد يؤدي فيها التقديم والتأخير إلى قبح الكل م احياناا‬

‫‪41‬‬


‫وقد تادبع النحا ة واللغويون تسيبويه في آرائه ودبعدما أصبحت البلغ ة في القرن الخامس الهجري علما مستقل أولى البلغيون‬ ‫ظاهر ة التقديم والتأخير اهتماما دبالغا ول تسيما في عهد الشيخ عبد القاهر الجرجاني ) ت ‪471‬هـ ( الذي درس الظاهر ة‬

‫ مستفيدا من معناها النحوي ‪ -‬دراتس ة دبلغي ة مفيصل ة وأعطى فيها كل حال ة خصوصيتها المعنوي ة ‪ ،‬وقديي م دراتسته على‬‫وفق منهج علمي دقيق ‪.‬‬

‫إن دراتس ة التقديم والتأخير في البلغ ة دراتس ة لتسلوب التركيب ل للتركيب نفسه‪ .‬على الرغم من وجود التداخل دبين‬

‫دبلغ ة التركيب وأتسلودبه ودبديهي أن البلغ ة تقيم مع التسلوب علقات ووطيد ة منذ زمن ‪ .‬فقد يتقلص التسلوب أحيانا حتى ل‬ ‫يعدو أن يكون جزءا من نموذج التواصل البلغي ‪ ,‬وينفصل أحيانا عن هذا النموذج ويتسع حتى ليكاد يمثل البلغ ة دبعده‬ ‫دبلغ ة مختزل ة ‪ .‬ويصدق مثل هذا القو ل على العلق ة دبين البلغ ة والتسلوب من جه ة والشعري ة من جه ة أخرى ‪.‬فالشعري ة‬

‫البلغي ة تركز على المقومات البلغي ة وعلى اتستعمالها ‪ ,‬في حين أن شعري ة التسلوب تعالج أددبي ة النص دبعدها مجموع ة من‬ ‫الخصائص الملزم ة للغ ة الجمالي ة ‪ .‬وقد أدبانت هذه الترادبطات عبر التاريخ عن تناقضات عد ة ‪ ,‬فنظري ة التسلوب الزاهد ة في‬

‫الثر ) التأثير ( تتعارض مع البلغ ة التي تسعى إلى القناع عن وطريق الحتجاج ‪ ( 2) .‬المر الذي جعل الجرجاني ومن‬

‫تادبعه من البلغيين يؤكدون على أهمي ة دراتس ة التساليب البلغي ة التي يظهر فيها الترادبط دبين أقسا م التركيب‪ ,‬ومن أوضحها‬

‫أتسلوب التقديم والتأخير لما له من أثر في إدبراز المعاني التي ل تظهر إل من خلله ‪.‬‬

‫إذ يقو ل الجرجاني‪ )) :‬هو دباب كثير الفوائد جم المحاتسن ‪ ،‬واتسع التصرف دبعيد الغاي ة ل يزا ل يفتر لك عن دبديع ة‬

‫ويفضي دبك إلى لطيف ة ‪ ،‬ول تزا ل ترى شعرا يروقك مسمعه ‪ ،‬ويلطف لديك موقعه ثم تنظر فتجد تسبب أن راقك ولطف‬ ‫عندك أن قد م فيه شيء وحو ل اللفظ عن مكان إلى مكان ‪. (3) (( .‬‬

‫والتقديم عنده على وجهين ‪ :‬تقديم يقا ل ‪ :‬إنه على ني ة التأخير وذلك في كل شيء أقررته مع التقديم على حكمه الذي‬

‫كان عليه وفي جنسه الذي كان فيه ‪ .‬مثل خبر المبتدأ إذا قدمته عليه والمفعو ل إذا قدمته على الفاعل كقولنا ‪ :‬منطلق زيد ‪،‬‬

‫وضرب عمرا زيد ومعلو م أن ) منطلق ( و ) عمرا ( لم يخرجا عما كانا عليه‬

‫)‪( 4‬‬

‫)) وتقديم ل على ني ة التأخير ولكن على أن تنقل الشيء عن حكم الى حكم وتجعل له دبادبا غير دبادبه ((‬

‫)‪( 5‬‬

‫أما غرض التقديم فقد صرح دبه أدبن الثير )ت ‪ 637‬هـ ( دبقوله ‪ )) :‬إن التقديم قد يكون لغرض مراعا ة‬

‫نظم الكل م وذلك أن يكون نظمه ل يحسن إل دبالتقديم وإذا أخر المقد م ذهب ذلك الحسن ‪ ،‬وهذا الوجه أدبلغ و أوكد من‬

‫الختصاص (( )‪. (6‬‬

‫‪42‬‬


‫وقد ذكر القزويني )ت هـ( أن المفعو ل دبه يتقد م على الفاعل ))لن ذكرره أهم والعناي ة دبعه أتم ‪ ،‬فأنت تقد م المفعو ل دبه على‬ ‫الفاعل إذا كان اهتمامك منصبا على من وقع عليه فعل الفاعل ل الفاعل نفسه (( ‪( 7).‬‬

‫ودبما أن محور الكل م يرتكز على الرتب ة ) الترتيب ( فلدبد من أن يمر هذا البحث في مجالين ‪:‬‬

‫الو ل ‪ :‬مجا ل حري ة الرتب ة حري ة مطلق ة ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬مجا ل الرتب ة غير المحفوظ ة ‪.‬‬

‫أما الرتب ة المحفوظ ة فهي من اختصاص النحا ة لن هذه الرتب ة لو اختلت لختل التركيب دبسببها ومن هنا تكون الرتب ة‬

‫المحفوظ ة قرين ة لفظي ة تحدد معنى الدبواب المرتب ة دبحسبها ومن الرتب المحفوظ ة في التركيب العردبي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أن يتقد م الموصو ل على الصل ة والفعل على الفاعل ‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫أن يتأخر البيان عن المبين ‪.‬‬

‫‪.5‬‬

‫أن يتأخر التوكيد عن المؤكد ‪.‬‬

‫‪.7‬‬

‫أن يتأخر التمييز عن الفعل ‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫)‪( 8‬‬

‫أن يتقد م الموصوف على الصف ة ‪.‬‬

‫أن يتأخر المعطوف دبالنسق عن المعطوف عليه ‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫أن يتأخر البد ل عن المبد ل منه ‪.‬‬

‫‪.6‬‬

‫صدار ة الدوات في أتساليب الشرط والتستفها م والعطف والتخصيص ونحوها ‪.‬‬

‫‪.8‬‬

‫ويرى الدكتور تما م حسان ان هذه الرتب ة ) المحفوظ ة ( هي التي دعت النحا ة إلى صياغ ة عبارتهم الشهير ة‪ )) :‬ل يعمل‬ ‫ما دبعدها فيما قبلها ((‬

‫)‪( 9‬‬

‫‪.‬‬

‫)) ومن الرتب المحفوظ ة تقد م حرف الجر على المجرور وحرف العطف على المعطوف وأدا ة التستثناء على المستثنى‬

‫وحرف القسم على المقسم دبه و واو المعي ة على المفعو ل معه والمضاف على المستثنى وحرف القسم على المقسم دبه ((‬

‫‪( 10‬‬

‫)‬

‫‪.‬‬

‫أما الرتب غير المحفوظ ة في التركيب فهي رتب ة المبتدأ والخبر ورتب ة الفاعل والمفعو ل ورتب ة الضمير والعائد عليه ورتب ة‬

‫الفاعل والتمييز دبعد نعم ‪ ،‬ورتب ة الحا ل وصاحبه ورتب ة المفعو ل دبه والفعل )‪. (11‬‬

‫‪43‬‬


‫)) فأما تقديم المفعو ل دبه على الفاعل وعلى الفعل إذا كان الفعل متصرفا فجائز واعني دبمتصرف أن يقا ل منه فعل يفعل فهو‬ ‫فاعل كضرب يضرب وهو ضارب وذلك اتسم الفاعل الذي يعمل عمل الفعل حكمه حكم الفعل (( )‪. (12‬‬

‫أما إذا خيف التباس احدهما دبالخر أو خفي العراب فيهما ولم توجد قرين ة تبين الفاعل من المفعو ل كـ ) ضرب‬

‫موتسى عيسى ( فيجب حينئذ تقديم الفاعل على المفعو ل وهذا هو مذهب الجمهور )‪. ( 13‬‬

‫ويرى ادبن جني )ت ‪ 390‬هـ( أن المر في كثر ة تقديم المفعو ل دبه على الفاعل في القرآن الكريم وفصيح الكل م متعالم‬

‫غير مستكره فلما كثر وشاع تقديم المفعو ل دبه على الفاعل كان الوضع له حتى انه إذا أخر فموضعه التقديم )‪. ( 14‬‬ ‫ويرى السيووطي ت )‪ 911‬هـ ( أن الصل في المفعو ل دبه التأخر عن الفعل والفاعل وقد يقد م على الفاعل‬

‫جوازا ووجودبا ‪ ...‬وقد يقد م على الفعل جوازا نحو قوله تعالى ‪)):‬فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلل ة (( ) العراف ‪/‬‬

‫‪( 30‬وقوله تــعالى ‪ )) :‬ففريقا كذدبوا وفريقا يقتلون(( ) المائد ة ‪ ( 15) . ( 70/‬و رأي ادبن جني السادبق‬ ‫يندرج في ضمن الوصف وهو اقرب إلى الواقع من غيره ؛لن البحث الوصفي يقتضي أن يحكم على صح ة القواعد في‬ ‫التستعما ل الذي يتجلى في النصوص الدبداعي ة وكثرتها على السن ة الناوطقين دبهذه اللغ ة أو تلك ‪ .‬وقد لخص الدكتور تما م‬

‫حسان ترتيب عناصر الكل م من حيث الرتب ة دبحسب الوطراد في التستعما ل على الشكل التي ‪:‬‬

‫)‪( 16‬‬

‫الرتب ة‬

‫تأخير‬

‫تقديم‬ ‫غيل موفوظة‬

‫موفوظة‬

‫مثلل الوفعولل بهل ‬

‫مثلل الوف اعلل بعدل الوفعل‬

‫موفوظة‬ ‫مثلل الودواتل التل ل ا‬ ‫الصدارةل فل الكل م‬

‫غيل موفوظة‬ ‫مثلل التبتدأ‬

‫وينقسم المفعو ل دبه في التقديم والتأخير تبعا للوطراد على ثلث ة أقسا م ‪( 17) :‬‬ ‫‪ .1‬مفعو ل يجب تقديم ره ول يجوز تأخيره وهو التستفها م والشرط وضمير النصب دبالفعل إذا ظهر الفاعل وكذلك‬ ‫المفعو ل المنفصل إذا لم يكن مفعول‪.‬‬

‫‪ .2‬مفعو ل يجب تأخيره ول يجوز تقديمه وهو كل مفعو ل يكون فاعله اتستفهاماا أو شروطاا أو مقصوراا ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫‪ .3‬مفعو ل يجوز تقديمه ‪ ،‬وهو ما عدا ما ذكر ‪.‬‬

‫المقتضيات الصوتي ة للتقديم والتأخير ‪:‬‬

‫يسهم التقديم والتأخير في دبناء النسق الموتسيقي للجمل ة العردبي ة وكل ما اتصل دبالواقع الحسي في الكل م من المقتضيات‬

‫الصوتي ة والكل م ل يرتسله اللسان إل ليسمع ‪ ،‬ول تقيده الكتادب ة إل ليقرأ فيسمع ‪ ،‬قد تقرأه العين وحدها ول يجهر دبه لسان ‪،‬‬ ‫ولكنه ل يصل الى المدارك إل دبعد تصور جرتسه وذلك لن الصوات هي المظاهر الولى للحداث اللغوي ة ‪.‬‬

‫ولم يعد شغف العرب منحصرا في موتسيقى اللفاظ وجما ل وقعها وحلو ة نغمها دبل تعدى شغفهم واهتمامهم إلى‬

‫العبارات التي تؤلف نغما موتسيقيا تطرب له الذن وتقبل عليه النفس واتبعوا في ذلك تسبل مختلف ة ووطرقا شتى لتحقيق ما‬

‫يرجونه ‪.‬‬

‫وقد تنبه النقاد العرب إلى أن اليقاع الموتسيقي قد ينجم عن التقديم والتأخير وأدركوا أن ذلك وتسيل ة من الوتسائل التي‬

‫يلجأ إليها الفنان ليكسب ن يصه روع ة وإيقاعا وجاذدبي ة تتحرك لها النفوس ‪ ،‬ويكون تحقيق ذلك دبوضع اللفظ ة في المكان‬ ‫المناتسب دبحيث تلتحم الكلم ة دبالخرى ليكسب الكل م دبعضه دبعضا قيما جمالي ة )‪. (18‬‬

‫والذي يطالع شعر المتنبي يجد هذه الظاهر ة واضح ة جدا في شعره إذ اتستعمل هذا الباب اتستعمالت مختلف ة ‪ ,‬اخترت‬

‫منها تقديمه المفعو ل دبه على الفاعل في نماذج من شعره كان المفعو ل دبه فيها ظاهرا إذ إنه وظف هذه الظاهر ة خدم ة للمعنى‬

‫لتسيما إذا ما قورنت دبما ورد في شعر شعراء عصره كادبي نيواس وغيره ‪.‬‬

‫النماذج التطبيقي ة ‪:‬‬

‫قا ل المتنبي من قصيد ة يمدح فيها أدبا علي هارون دبن عبد العزيز الوراجي الكاتب وكان يذهب إلى التصوف ‪:‬‬ ‫عإذ يحي رث يأن عت عم ين ال يظل ع م عضيا رء‬

‫أي عم ين عاز يديا ير عك في ال ردجى ال رر يقبا رء‬

‫يق يل رق ال يملي يح ع ة يوه يي عمس دك يهت ركها‬

‫يو يمسي ررها في ال يلي عل يوه يي رذكا رء‬

‫يأ يتسفي يعلى يأ يتسفي ا ييلذي يد ييله عتني‬ ‫يقد كا ين لييما كا ين لي يأعضا رء‬ ‫يو يش عك يييتي يفق رد ال يسقا ع م يعل ن ي يره‬

‫يعن ععل عم عه يف عب عه يع يل ييي يخفا رء‬

‫يأنا يصخ ير ر ة الوادي عإذا ما زو عح يمت‬ ‫يو عإذا يخفي رت يعلى ال يغ عب يعي يفعا عذ در‬

‫‪45‬‬

‫يو عإذا ن ييطق رت يف عإ يينني ال يجوزا رء‬

‫يأن ل يتراني رمق يل د ة يعميا رء‬

‫)‪( 19‬‬


‫عش يي رم ال يليالي يأن تريش عيك يك نا يقتي‬

‫يو عإذا رم عدح يت يفل ل عيتك عس يب يرف يع ا ة‬

‫يو عإذا رم عطر يت يفل يعل ن ي ييك رمج عد دب‬

‫يلم يتح عك نا عئ يل يك ال يسحا رب يو عإ يينما‬

‫يلم يتل يق يهذا ال يوج يه يشم رس ينها عرنا‬

‫يصدري عدبها يأفضى يأ ع م ال يبيدا رء‬ ‫عللشا عكري ين يعلى ا عل ليعه يثنا رء‬

‫ريسقى ال يخصي رب يو رتم يط رر ال يدأما رء‬ ‫رح ييمت دب ععه يف يصبي ربها ال رر يحضا رء‬ ‫عإ يل دب عيوج هه يلي يس في عه يحيا رء‬

‫نجد في هذا الحشد من المتقادبلت أتسلوب التقديم يطفو على تسطح النص دبقو ة في قوله ‪ ) :‬امن ازديارك في الدجى الرقباء‬ ‫( فصاغ من دبني ة المصدر ) افتعا ل ( مفعول يكاد ينفرد دبه ‪ .‬فدمج دبين الحمولت الدللي ة للبني ة الصرفي ة ) الزديار ( وما‬

‫تخبئ من دق ة وترقب في زيار ة المحبودب ة في وقت الدجى ودبين البني ة التركيبي ة من خل ل التجاوز في الرتب ة للمفعو ل دبه الذي‬

‫قدمه المتنبي ليلفت دبه نظر المتتبع نحو الهتما م دبموضوع الوصل الذي يستحيل مع هذا الضياء الفاضح ‪ ,‬وكان هذا البيت‬ ‫يغني عن دباقي المقدم ة او هو دبمثادب ة الدليل للمدوح حتى إذا وصلنا إلى قوله ‪ ) :‬لم تحك نائلك السحاب ‪ ( ...‬نرى‬

‫التقديم للمفعو ل دبه في هذا البيت ـ الذي هو الغاي ة من القصيد ة ـ قد اكسب المعنى رونقا وجمال وزاد التركيب قو ة وتماتسكا‬ ‫صوتيا ومعنويا نتيج ة تقديم )) نائلك (( على )) السحاب (( فضل عن تقديم الخبر في قوله )) فصبيبها (( فيكون‬

‫معناه ‪ :‬إن السحادب ة لم تحك نائلك لنها ل تقدر على ذلك لكثر ة العطاء المتتادبع من لدنك فأنه أكثر من مائها ‪ ،‬وإنما هو‬

‫عرق حماها لحسدها لك فأورثها الحمى ‪ ،‬فما ترى من مائها إنما هو عرق حماها حسدا لك ‪ ،‬فالذي ينصب من مطرها‬ ‫ما هو إل عرق‬

‫ولعله أدبلغ من قو ل أدبي نيواس ‪:‬‬

‫)‪( 20‬‬

‫‪.‬‬

‫)‪( 21‬‬

‫عإ يين ال يسحا يب لييتس يتح عيي عإذا ن ييظ يرت‬

‫عإلى يندا ره يفقا يتست ره عدبما فيها‬

‫دبسبب تقديم أدبي الطيب ل ) العطاء ( فالتركيز كان على عطاء الملك لذلك قد م أما أدبو نؤاس فقد م السحاب على‬

‫الممدوح وهذا يجعل السامع ل يلتفت إلى من هو أرفع من السحادب ة في جودها ‪.‬‬ ‫قا ل أدبو الطيب من قصيد ة يمدح فيها تسيف الدول ة وهي من دباب العتذار ‪:‬‬

‫)‪( 22‬‬

‫يدعا يف يل يبا ره يقب يل ال يرك عب يوا عل دب ععل‬ ‫يأجا يب يدمعي يوما الداعي عتسوى يوط يل عل‬ ‫يو يظ ييل ييس يف رح يدبي ين ال رعذ عر يوال يع يذ ع ل‬ ‫يظ علل رت يدبي ين رأ يصيح ا دبي رأ يكف عك رف ره‬

‫يكذا يك ركن رت يوما يأشكو عتسوى ال يك يل عل‬

‫يأشكو ال ينوى يو ليرهم عمن يعب يرتي يع يج دب‬

‫‪46‬‬


‫يوال يهج رر يأق يت رل لي عم يما رأرا قع رب ره‬ ‫يقد رذق رت عش ييد ي ة يأ ييامي يو ليييذ يتها‬

‫يو يقد يأراني ال يشبا رب الرو يح في يدب يدني‬

‫يو يقد يوط يرق رت يفتا ي ة ال يح يعي رمر تيعدي اا‬ ‫يفبا يت يدبي ين يتراقينا نر يد يعف رع ره‬

‫يأنا ال يغري رق يفما يخوفي عم ين ال يب يل عل‬

‫يفما يح يصل رت يعلى صا هب يول يع يس عل‬ ‫يو يقد يأراني ال يمشي رب الرو يح في يدب يدلي‬ ‫عدبصا عح هب يغي عر ععزها ةه يول يغ عز ه ل‬

‫يو يلي يس ييع يل رم عدبال يشكوى يول ال رق يب عل‬

‫اتستعمل المتنبي التقديم في أتسلوب يكاد يكون منفردا دبه إذ إن الفعل )) أرى (( في قوله )) وقد أراني ‪(( ...‬‬

‫يتعدى إلى أكثر من مفعو ل فقد م المفعو ل دبه الو ل على الثاني وذكر الفاعل دبعده دبعد أن كان مستترا وكرر ذلك في الشطر الثاني‬ ‫في أتسلوب يدعو للتأمل ‪ .‬إذ وازن أدبو الطيب دبين المدح والرثاء في مقدمته ليبين مكان ة الود دبعد الجفاء من دباب التعويض‬

‫عن فقد الثق ة فحاور الذات وقصد الخر ولم يجد تسوى تقديم الخر الحاضـر)) الشباب (( وعطف الذات‬ ‫)) المشيب (( على الماضي وتجسيده دبالمتحدث ‪.‬‬

‫ويعضد ذلك المعنى ما جاء دبه أدبو الفتح أدبن جني ) ت ‪ 390‬هـ ( في تفسيره البيت إذ قا ل ‪ )) :‬قد ذهب قو م إلى‬

‫أن المعنى انه كان شادبا فلما ذهب الشباب رآه في غيره من الناس ((‬

‫ونقله الواحدي وقا ل هو كقو ل الخر ‪:‬‬

‫)‪( 24‬‬

‫)‪( 23‬‬

‫‪.‬‬

‫يمشي على ا يلرض مشي هالك‬

‫من شاب قد مات وهو ح ديي‬ ‫وقا ل أدبن فورج ة ) ت هـ ( ‪ )) :‬أحسن ما يحمل عليه البد ل في هذا البيت الولد لنه دبد ل النسان‪ ،‬إذ كان يشيب ‪ ،‬أو‬ ‫أن شيخوخ ة الب ] تجعل من ولده دبدل [ وإذا مات ورثه فيكون دبدله في ماله ((‬

‫)‪( 25‬‬

‫‪.‬‬

‫فيكون المعنى ‪ :‬صحبت الشباب مسرورا وأراني الروح يد القو ة والجلد ة والنهض ة في دبدني ثم صحبت الشيب‬

‫مستكرها لصحبته فأراني الروح في دبدلي دبتغير أحوالي وعجزي عن النهوض والقيا م دبسرع ة كما كنت أيا م الشباب وصرت‬

‫اتستعين دبغيري يساعدني على أحوالي وكأني دبهذا قد أراني الروح في دبدني ‪ ،‬يريد القو ة والنشاط الذي كنت افعله وحدي‬

‫صرت احتاج فيه إلى مساعد ‪ ،‬وتلخيص المعنى ‪ :‬إن حقيق ة أمور النسان أيا م شبادبه ثم تتبد ل دبالنتقا ل إلى مشيبه وكبره‬

‫‪( 26‬‬

‫‪.‬‬

‫قا ل أدبو الطيب من قصيد ة يمدح فيها أدبا العشائر الحسن دبن علي دبن الحسن دبن الحسين دبن حمدان العدوي ‪:‬‬

‫‪47‬‬

‫)‪( 27‬‬

‫)‬


‫ل يتح يسبوا ير دب يع ركم يول يوط يل يله‬

‫يقد ت يعل يفت يقب يل ره ال رنفو رس دب عركم‬

‫يلو تسا ير ذا يك ال يحبي رب يعن يف يل هك‬

‫يأ ييو ي ل يح يهي عفرا رق ركم يق يت يله‬

‫يو يأك يث يرت في يهوا رك رم ال يع يذ يله‬

‫ما ير عض يي ال يشم يس ردبر رج ره يدب يد يله‬

‫يأنا عا دب رن يمن يدبع رض ره ييفو رق يأ دبا ا ل‬ ‫يو عإ يينما ييذ رك رر ال رجدو يد لي رهم‬

‫يمن ن ييفرو ره يو يأن يفدوا عح يي يله‬

‫يجو يه ير د ة ييف ير رح ال عكرا ر م عدبها‬

‫يو رغ ييص د ة ل رتسي رغها ال يس عف يله‬

‫دبا عح عث يوال ينج رل يدبع رض يمن ن ييج يله‬ ‫يو يتسم يه عر يهي يأرو رح رمع يت يق يله‬

‫يفخر اا ل عيعض هب يأرو رح رمش يت عم يله‬ ‫يأقدا ير يوال يمر رء يحي رثما يج يع يله‬ ‫يأنا ا ييلذي يدب ييي ين ا عل لي ره دب ععه ا ل‬

‫لقد وازن الشاعر في الدبيات ‪ :‬الثالث والرادبع والخامس دبين تقديم الفاعل على الفعل وهو محل خلف دبين النحا ة )‬ ‫‪ (28‬في قوله )) ‪ ...‬من دبعضه يفوق أدبا الباحث ‪ (( ...‬وتقديمه المفعو ل على الفاعل في قوله ‪ ... )):‬ما رضي‬ ‫الشمس دبرجه دبدله (( وقـوله ‪ )) :‬و إنما يذكر الجدود لهم من ‪ . (( ...‬لغاي ة في نفسه ل تكون إل من خل ل التقـديم‬ ‫) وهي إثبات نسبه العلوي ( إذ أراد ‪ :‬انه فوق أدبي الذي يفتش عن نسبه إل أن صف ة الشعر لقام ة الوزن والمعنى‬

‫المخصوص دفعته إلى هذا النسق ومثله ‪:‬‬

‫)‪( 29‬‬

‫قالت من أ نت على ذكر ‪ ،‬فقلت لها ‪ :‬أنا التي أنت من أعدائها زعموا‬

‫ومعنى قو ل أدبي الطيب ‪ :‬أنا فوق قو م يفتشون عن نسبي ‪ ،‬وأراد دبـ ) دبعض ( ‪ :‬الولد لن الولد دبعض الوالد وإنما‬ ‫يذكر الجداد والدباء للمفاخرين من غلبوا دبالفخر ولم يجد حيل ة فافتخر دبالدباء فيحتاج إلى الفخر دبجدوده من ل فخر له ‪ ،‬ول‬

‫فضيل ة في نفسه ‪ ،‬فيحتاج إلى فضيل ة آدبائه )‪ ، (30‬ولنه أخفى نسبه افتخر دبنفسه دون نسبه مما حدا دبه أن وظف التقديم‬ ‫في توليد انزياحات معنوي ة يكشفها المعان في التركيب وأتسلودبه ‪.‬‬

‫قا ل أدبو الطيب في مدح كافور وانشده إياها في شوا ل تسن ة تسع وأردبعين وثلثمائ ة وهي آخر ما انشده ولم يلقه دبعدها‬

‫‪:‬‬

‫)‪( 31‬‬

‫رمن اى رك يين لي يأ يين ال يبيا يض عخضا رب‬

‫يف ييخفى دب عيتب عيي عض ال رقرو عن يشبا رب‬

‫يو يفخ در يوذا يك ال يفخ رر ععن عد يي عا رب‬ ‫يو يأدعو عدبما يأشكو ره حي ين رأجا رب‬

‫يليا ل عيي ععن يد البي عض يفودا يي عفت ين د ة‬ ‫يف يكي يف يأ رذ ري م ال ييو ي م ما ركن رت يأش يتهي‬

‫‪48‬‬


‫يوفي ال عجس عم ينف دس ل يتشي رب دب عيشي عب عه‬

‫يو عإ يني ليينج دم يته يتدي دب عيي رصح يبتي‬ ‫يغ عن ديي يع عن ا يلووطا عن ل ييس يت عف ريزني‬

‫يو يأصدى يفل رأ دبدي عإلى الما عء حا يج ا ة‬ ‫يو علل عس يعر عم يني يمو عض دع ل يينا لر ره‬

‫يو علل يخو عد عم يني تسا يع د ة رث ييم يدبي يننا‬ ‫ت ييركنا يعلوطرا عف ال يقنا رك ييل يشه يو ةه‬

‫يو يلو يأ يين ما في ال يوج عه عمن ره عحرا رب‬

‫عإذا حا ي ل عمن دو عن ال رنجو ع م يتسحا رب‬ ‫عإلى يدب يل هد تسا يفر رت يعن ره عإيا رب‬

‫يو علل يشم عس يفو يق ال ييع رمل عت رلعا رب‬

‫يندي دم يول ريفضي عإ يلي عه يشرا رب‬

‫يفل د ة عإلى يغي عر ال علقا عء رتجا رب‬ ‫يف يلي يس يلنا عإ يل دب ععه يين علعا رب‬

‫يو يدبح در يأ دبو ال عمس عك ال عخ يض ريم ا ييلذي ليره‬ ‫يكما غا لييبت دبي يض ال رسيو عف عرقا رب‬ ‫يوغا لييب ره ا يلعدا رء رث ييم يع ينوا ليره‬ ‫يو يأك يث رر ما يتلقى يأ دبا ال عمس عك عدبذ لي ا ة‬ ‫يو يأو يتس رع ما يتلقا ره يصدر اا يو يخل يف د ة‬

‫يعلى رك عيل يدبح هر يزخ ير د ة يو رعبا رب‬

‫عإذا يلم ت يرصن عإ يل ال يحدي يد عثيا رب‬ ‫عرما دء يو يوطع دن يوا يلما ي م عضرا رب‬

‫يقضا اء رملو رك ا يلر عض عمن ره عغضا رب‬

‫يو يأن يف رذ ما يتلقا ره رحكم اا عإذا يقضى‬

‫ييقو رد عإ يلي عه وطا يع ي ة النا عس يفض رل ره‬

‫يأيا يأ يتسد اا في عجس عم عه رو رح يضي يغ هم‬ ‫يويا آ عخذ اا عمن يده عر عه يح ييق ينف عس عه‬ ‫يلنا ععن يد يهذا ال يده عر يح ديق يي رل ريط ره‬

‫يو يلو يلم يي رقدها نا عئ دل يو ععقا رب‬ ‫يو يكم رأ رتس هد يأروا رح ره يين عكل رب‬

‫يو عمث رل يك ريعطى يح ييق ره يو ريها رب‬ ‫يو يقد يق ييل عإعتا دب يووطا ي ل ععتا رب‬

‫إن معنى هذه القصيد ة يدور في فلك الوزار ة الموعود ة التي وطمح أدبو الطيب لنيلها وقد وطا ل أوانها حتى دبان الكبر عليه‬ ‫وشادبت قرونه وأراد أن يبين مكانته وهمته في المار ة دبتوظيف أتسلودبي أفاد دبه من ظاهر ة التقديم والفصل في قوله ‪:‬‬

‫)) وللسر مني موضع ‪ (( ...‬وهو دبيت القصيد إذ فصل دبين الفاعل والفعل دبالجار والمجرور وقد م شبه الجمل ة التي حلت‬ ‫محل المفعو ل دبه في قوله )) ‪ ...‬يفضي إليه – شراب (( ‪ .‬ليريد دبه معنى هو انه يكتم السر فيضعه حيث ل يبلغه القديم‬

‫ول يصل إليه الشراب رغم تغلغله في البدن )‪. (32‬‬

‫وذلك أن الرجل إذا تسكر أذاع ما في قلبه من السر فيقو ل أنا ل أتسكر من الخمر على وجه يزو ل دبه عقلي وقيل ‪:‬‬

‫أراد ‪ :‬أن الخمر ل تصل إلى السر مع أن الخمر تجري مع النسان مجرى الد م فتصل إلى كل موضع )‪. ( 33‬‬

‫‪49‬‬


‫ولعل تقديم السر في دبيت أدبي الطيب جعله ادبلغ من قو ل الصيرفي ‪( 34) :‬‬

‫يو يأوط يم يعني الساقي دب عيوع هد دب ععه ييفي‬ ‫يو لييما يش عر دبناها يو يد ييب يد دبي ربها‬ ‫عإلى يمو عض عع ا يلتسرا عر رقل رت يلها عقفي‬ ‫لييهو رت دب عيحس عو الرا عح يح يتى عإذا عان يت يهت‬

‫إذ قد م الخمر ة على السر‪.‬‬

‫ومثله فعل في قوله ‪ .. )) :‬فل ة – إلى غير اللقاء – تجاب (( ‪ ،‬إذ فصل دبين الفاعل والفعل دبالجار مع ما أضيف له‬

‫وقد م الفاعل على الفعل لنه كان يريد ‪ :‬أنه يصحب المرأ ة الحسناء الناعم ة مد ة يسير ة ثم يسافر عنها دبقطع الفل ة إلى غيرها ل‬

‫إليها‬

‫)‪( 35‬‬

‫‪.1‬‬

‫‪ .‬والذي يتأمل البيتين الثامن والتاتسع يجد فيهما قصد الشاعر في حشد التقادبلت المترادف ة دبين ‪:‬‬

‫كتمان السر ) موضع ثق ة ( ‪ //‬موضع ثق ة وزراته ‪.‬‬

‫البقاء ) الوصل ( ‪ //‬الرحيل ) الهجر ( ‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫غير أن التقادبل يكاد ينـزاح عن نقط ة النتصاف في الثاني إذ إن قوله ‪ )) :‬ثم دبيننا (( ترجع إلى مصدر الشطر الثاني‬

‫)) فل ة إلى غير اللقاء تجاب (( ل الو ل مما يجعل الوصل والهجر دبالرحيل كتل ة واحد ة درج الشاعر والخر على اعتبارها‬ ‫مما يؤدي إلى صعودب ة امتلك الشاعر من قبل امرأ ة ويعزز هذه الصف ة النزياحي ة دبالحب للخدا م والطمع والغرور وضياع الوفاء‬

‫والوصل ‪.‬‬

‫وقد ذكر الفل ة مثل على معنى ما يقا ل دبيني ودبين فلن مساف ة دبعيد ة في امتناع الوصو ل إليه )‪. ( 36‬‬

‫أما قوله ‪ )) :‬يقود إليه وطاع ة الناس فضله ‪ (( ..‬الصل فيه ‪ )) :‬يقود فضله وطاع ة الناس إليه (( ‪ ..‬فقد م جمل ة‬ ‫الجار والمجرور وقد م المفعو ل دبه على الفاعل لبيان منـ زل ة الممدوح ) كافور ( ؛ حتى يصبح المعنى ‪ :‬لو لم يطعه الناس رغب ة‬ ‫ورهب ة لوطاعوه محب ة ‪ ،‬دبما فيه من الفضل ‪ ،‬لنهم يطيعونه لتستحقاقه الطاع ة لفضله ‪ ،‬ل لرجاء جوده ول خوف عقادبه‬

‫‪( 37‬‬

‫‪.‬‬

‫ودبالتالي فالتبعي ة لزم ة لزوما واجبا دبالفصل أو دبالسيف والعقاب كما يوضحها الشطر‬ ‫الثاني ‪............................ :‬‬

‫ولو لم يقد – ها – نائل وعقاب‬

‫وهو مثل قوله‪( 38) :‬‬

‫ير يأي رت يك يلو يلم ييق يت عض ال يطع رن في ال يوغى‬

‫‪50‬‬

‫عإ يلي يك عان عقياد اا ي علق يت يضت ره ال يشما عئ رل‬

‫)‬


‫والمعنى ‪ :‬إن لم تطعك الناس رهب ة ‪ ,‬أوطاعوك حبا ‪ ,‬فلو لم يقتض الطعن في الحرب انقياد أعدائك لك ‪ ,‬وخضوعهم‬ ‫لمرك ‪ ,‬وحاولوا مدافعتك دببالغ جهدهم ‪ ,‬وراموا ذلك دبظاهر فعلهم ‪ ,‬لقتضت انقيادهم لك شمائلك ‪ ,‬ولقصرت على ذلك‬

‫وطبائعهم لن جبلتهم توجب خضوعهم لطاعتك ‪ ,‬وأنفسهم تلز م العتراف لرياتستك‪.‬‬ ‫قا ل أدبو الطيب معاتبا ‪:‬‬

‫)‪( 39‬‬

‫دب عيم ال يت يع ريل رل ل يأه دل يول يو يوط رن‬ ‫رأري رد عمن يز يمني ذا يأن ري يب يلع يغني‬

‫يول يندي دم يول يكأ دس يول يتس يك رن‬

‫ما يلي يس ييب رل رغ ره عمن ينف عس عه ال يز يم رن‬

‫ل يتل يق يده ير يك عإ يل يغي ير رمك يت عر هث‬

‫يفما ييدو ر م رتسرو رر ما رتس عرر يت دب ععه‬

‫عم يما يأ يض يير دب عيأه عل ال ععش عق يأ ن ي يره رم‬ ‫يتفنى رعيو نرره رم يدمع اا يو يأن رف رس رهم‬

‫ما رك ريل ما يي يت يم ينى ال يمر رء ريد عر رك ره‬

‫مادا ي م ييص يح رب في عه رو يح يك ال يب يد رن‬ ‫يول يي رر ريد يع يلي يك الفا عئ يت ال يح يز رن‬

‫يه رووا يوما يع يرفوا ال ردنيا يوما يف عطنوا‬ ‫في عإث عر رك يعل يقبي هح يوج ره ره يح يس رن‬

‫يتجري ال عريا رح عدبما ل يتش يتهي ال رس رف رن‬

‫عندما نعي أدبو الطيب في مجلس تسيف الدول ة قا ل هذه القصيد ة ولم ينشدها كافورا ودبين عتادبه ويبدو أن حكم ة القو ل‬

‫تتجلى في البيتين الثالث والرادبع وقد أفاد أدبو الطيب من التقديم في صياغ ة نسيجه التسلودبي فقد م المفعو ل دبه على الفاعل في‬ ‫عجزي البيتين لسببين هما النسق الموتسيقي للحفاظ على القافي ة والوزن والتأكيد على محور المثل وهو )) الروح ‪،‬‬

‫والفائت (( ؛ لنه كان يقصد ‪ :‬أنه ما دمت حيا فل تبالي دبالزمان وصروفه ونوائبه فإنها تزو ل وليست دائم ة والذي‬ ‫فات فل عوض منه هو ) الروح ( ‪ )) .‬وهذا من كل م الحكيم أيا م الحيا ة ل خوف فيها كما أن أيا م المصائب ل دبقاء‬

‫فيها ((‬

‫)‪( 40‬‬

‫‪.‬‬

‫)) والسرور وهو الفرح ل يدو م ولدبد له من انقضاء وإذا حزنت على فائت تعبت ‪ ،‬ول يرده عليك حزنك ‪ ،‬وهو من‬

‫كل م الحكيم ‪ :‬اليا م ل تديم الفرح ول الترح والتسف على الماضي يضيع العقل (( )‪. (41‬‬

‫وهذا المعنى ل يمكن فهمه دبصور ة دقيق ة كهذه ال من خل ل تقديم المحورين اللذين تساقهما أدبو الطيب إذ اصبح المعنى دبهما أتم‬

‫إذا ما قدما على الفاعل وليس النسق الموتسيقي او الضرور ة وخدهما هما السبب من التقديم ‪.‬‬ ‫الخلص ة ‪:‬‬

‫‪51‬‬


‫ظاهر ة التقديم والتأخير في العردبي ة تكاد تكون ظاهر ة دبلغي ة أتسلودبي ة أكثر مما هي نحوي ة لن دراتس ة التقديم والتأخير دراتس ة‬ ‫لتسلوب التركيب ل للتركيب نفسه على الرغم من وجود دبعض الفويرقات في ركا م المفاهيم الخاص ة دبالتسلوب أو البلغ ة ‪.‬‬

‫اختلف النحا ة في جواز ووجوب تقديم المفعو ل دبه على فاعله وعدوه من دباب الضرورات والراجح من أقوالهم ما ذهب‬

‫إليه ادبن جني من انه متعالم غير مستكره في القران الكريم وفصيح الكل م ‪.‬‬

‫إن أدبا الطيب قد أفاد من ظاهر ة التقديم والتأخير ووظفها في صناع ة المعنى ‪ ،‬وقد اقتصر البحث على تقديم المفعو ل دبه‬

‫على الفاعل لتسباب منها صوتي ة كالتلؤ م مع الوزن الشعري وأخرى معنوي ة ل تستحصل دبعض المعاني إل من خل ل هذا‬

‫التسلوب البلغي دبقصدي ة تام ة من المنشئ في حشد المتقادبلت عن وطريق التقديم والتصرف دبالرتب ة غير المحفوظ ة لتوليد‬

‫الشعري ة اللزم ة لبناء التسلوب اللفت أو ما يسمى دببيت القصيد فضل عن أنواع التقديم الخرى التي وردت في تسياق‬

‫البحث وتمت الشار ة إليها ‪.‬‬

‫والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على تسيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين‬ ‫الهوامش‬

‫)‪(1‬‬

‫ينظر‪:‬البلغ ة والتسلودبي ة ‪ ,‬هنريش دبليت ‪. 19:‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ينظر‪ :‬الكتاب‪. 128 – 2/127 :‬‬

‫)‪(4‬‬

‫ينظر ‪ :‬دلئل العجاز ‪. 143 :‬‬

‫)‪(6‬‬

‫المثل السائر ‪. 240 / 2 :‬‬

‫)‪(8‬‬

‫ينظر ‪ :‬اليضاح في علو م البلغ ة للقزويني ‪.1/207:‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫)‪(7‬‬ ‫)‪(9‬‬ ‫)‪(10‬‬ ‫)‪(11‬‬

‫دلئل العجاز ‪. 143 :‬‬ ‫دلئل العجاز ‪. 143 :‬‬

‫ينظر‪:‬مغني اللبيب لدبن هشا م ‪ , 1/639‬و اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪ :‬د‪ .‬تما م حسان ‪207 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪. 207 :‬‬

‫اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪. 206 :‬‬

‫ينظر ‪ :‬المصدر السادبق ‪. 207 /‬‬

‫‪52‬‬


‫)‪(12‬‬

‫الصو ل في النحو‪:‬لدبن السراج‪.2/228:‬‬

‫)‪(13‬‬

‫ينظر شرح ادبن عقيل‪.2/99:‬‬

‫)‪(15‬‬

‫همع الهوامع‪.2/8 :‬‬

‫)‪(17‬‬

‫ينظر ‪ :‬كشف المشكل في النحو ‪. 300،301:‬‬

‫)‪(19‬‬

‫ديوانه ‪. 1/132 :‬‬

‫)‪(14‬‬ ‫)‪(16‬‬ ‫)‪(18‬‬ ‫)‪(20‬‬

‫ينظر ‪:‬الخصائص‪. 1/297:‬‬ ‫ينظر ‪ :‬اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪. 207 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬التقديم والتأخير في القرآن الكريم ‪. 152 :‬‬

‫التبيان في شرح الديوان ‪ :‬أدبو البقاء العكبري ‪, 31 – 30 / 1 :‬والعرف الطيب في شرح ديوان أدبي‬

‫الطيب للشيخ ناصيف اليازجي ‪.148 :‬‬

‫)‪(21‬‬

‫ديوانه ‪23 :‬‬

‫)‪(22‬‬

‫ديوانه ‪. 145 / 2 :‬‬

‫)‪(24‬‬

‫التبيان ‪. 78 / 3 :‬‬

‫)‪(26‬‬

‫ينظر ‪ :‬التبيان ‪. 78 / 3 :‬‬

‫)‪(28‬‬

‫ينظر المغني ‪.1/639:‬‬

‫)‪(30‬‬

‫ينظر ‪ :‬التبيان ‪ , 267 / 3 :‬والعرف الطيب لليازجي ‪.274 :‬‬

‫)‪(32‬‬

‫ينظر معجز احمد لدبي العلء المعري‪.4/150:‬‬

‫)‪(23‬‬ ‫)‪(25‬‬ ‫)‪(27‬‬ ‫)‪(29‬‬ ‫)‪(31‬‬ ‫)‪(33‬‬

‫التبيان ‪،30/77 :‬وينظر‪ :‬الموضح للتبريزي ‪.4/143‬‬ ‫الفتح على ادبي الفتح لدبن فورج ة‪.218 :‬‬

‫ديوانه ‪. 272 :‬‬

‫التبيان ‪. 30/267 :‬‬ ‫ديوانه ‪. 224 / 1 :‬‬

‫ينظر ‪ :‬التبيان ‪. 192 / 1 :‬‬

‫‪53‬‬


‫)‪(34‬‬

‫ديوانه‪32 :‬‬

‫)‪(35‬‬

‫ينظر ‪ :‬التبيان ‪. 1/193 :‬‬

‫)‪(37‬‬

‫ديوانه ‪. 244 / 1 :‬‬

‫)‪(39‬‬

‫ينظر ‪ :‬التبيان ‪. 195 /1 :‬‬

‫)‪(41‬‬

‫التبيان ‪. 234 / 4 :‬‬

‫)‪(36‬‬ ‫)‪(38‬‬ ‫)‪(40‬‬

‫ينظر ‪:‬معجز احمد ‪.4/150‬‬

‫ديوانه‪.122 /3 :‬‬

‫التبيان ‪. 234 / 4 :‬‬

‫الفصل الرادبع‬ ‫نموذج النقد‬

‫‪54‬‬


‫قراءة لسانية في منهج أبي العلء‬ ‫المعري في نقده لغة المتنبي‬ ‫معجز احمد مثال‬

‫مدخل ‪:‬‬

‫النقد هو دراتس ة النص الددبي دراتس ة دقيق ة ليتسنى للناقد دبعدها أن يظهر محاتسن النص او وجود النقص فيه مبرزا‬

‫جما ل الفكر ة وأصالتها أو تسطو الديب على أفكار الخرين واتستعمالها مكرر ة في شعره أو نثره ‪.‬‬

‫والنقد قديم قد م الدب إل أنه ككل فن دبدأ دبسيطا وراح يتطور حتى أصبح علما وقد حفظت العردبي ة صورا من هدا‬

‫النقد فقص ة النادبغ ة مع أهل المدين ة وقصته مع حسان دبن ثادبت معروفتان و في دبداي ة القرن الرادبع الهجري عرفت العردبي ة كتبا‬

‫اهتمت دبدراتس ة النصوص الشعري ة ككتادبي نقد الشعر ونقد النثر لقدام ة دبن جعفر )ت ‪ 337‬هـ (‪ ،‬والموازن ة دبين الطائيين‬ ‫للمدي )ت ‪ 370‬هـ (‪ ،‬والوتساوط ة للقاضي الجرجاني ) ت ‪ 391‬هـ (‪ ،‬وجدت صداها عند الشعراء المثقفين‬ ‫ومنهم أدبو العلء المعري ) ت ‪449‬هـ ( الذي تأثر دبهذه الحرك ة النقدي ة‬

‫لقد كان مفهو م النقد عند المعري الناقد ينحصر في الذوق أول مستعينا دبعده دبأدوات اللغ ة كالنحو والصرف والبلغ ة‬

‫فقد كان مهيمنا على زما م اللغ ة ومسيطرا على عنان غرائبها حتى لوحظ أن دبعض العلماء يقدمون فيه صف ة الناقد اللغوي‬ ‫على صف ة الشاعر‬

‫فقد دبعث معاصره وصاحبه ادبن القارح دبرتسال ة يقو ل فيها ‪ :‬إن الشيخ يعني المعري أدرى دبالنحو من تسيبويه )ت‬

‫‪180‬هـ ( ودباللغ ة والعروض من الخليل )ت ‪ 170‬هـ ( )‪. (1‬‬

‫‪55‬‬


‫ومن المعروف لدى أهل الدب أن المعري قا م دبشرح ثلث ة دواوين لهم شعراء العصر العباتسي وهم‪ :‬أدبو تما م‬ ‫والبحتري والمتنبي‪ ،‬وقد تسمى الو ل »ذكرى حبيب« والثاني »عبث الوليد« والثالث »معجز أحمد«‪ ،‬وقد اتبع منهجاا‬

‫عام اا في هذه الشروح تسنوضح معالمه فيما دبعد‪ ،‬غير أن شرحه لديوان أدبي تما م كان مختصراا‪ ،‬في حين أنه اقتصر في شرحه‬ ‫لديوان البحتري على دبيت أو دبيتين من كل قصيد ة من قصائده حسب الهمي ة اللغوي ة أو النحوي ة أو العروضي ة التي ترد في‬

‫هذا البيت أو ذاك‪ ،‬أما شرحه لديوان المتنبي فقد كان شامال لجميع الديوان‪.‬‬

‫إن شرح دواوين الشعر لم يكن معروفاا منذ القديم فقد دبيين الدارتسون أن عرب الجاهلي ة وصدر التسل م تلقوا شعر‬

‫شعرائهم دبالرواي ة صافياا تسائغ اا يفهمون مراميه وإيحاءاته وظلله دون حاج ة إلى تفسير غريبه‪ ،‬فلم يكن في لغته غريباا عليهم‬ ‫إذ كانت المفردات دقيق ة الدلل ة والملدبسات الجتماعي ة والفني ة للشعر‪ ،‬وتجارب الشاعر معروف ة لدى الناس ل تحدها دبيئ ة‬ ‫محلي ة أو خبر ة ذاتي ة‪ ،‬وكان الروا ة أو حمل ة الشعر أو حفظته من أقردباء الشاعر أو من تلميذه المقردبين إليه‪ ،‬وقد جمع‬

‫القدمون الدواوين‪ ،‬كالصمعي وأدبي تسعيد السكري وخلف الحمر وحماد الراوي ة‪ ،‬ولم يكن يهمهم شرح الشعر دبقدر ما‬

‫يهمهم الكثار من روايته‪ ،‬فقد روى حماد المعلقات دون تفسير ‪ ،‬وروى خلف لمي ة العرب من غير شرح كثير غير أنه‬

‫افتقدت دبعض أجزاء الشعر إلى معالم توضح معانيها وتفتح مغلقها‪ ،‬وقد عبر عبد الله دبن أدبي اتسحق الحضرمي المتوفى عا م‬

‫‪ 711‬هـ في إجادبته لدبن تسيرين الذي اتهمه دبتفسير الشعر دبغير إراد ة الشاعر فقا ل‪ )) :‬إنما نفتي فيما اتستتر من معاني الشعر‬ ‫وأشكل من غريبه وإعرادبه دبفتوى تسمعناها من غيرنا وأجهدنا فيها آراءنا(( ولما امتد التسل م وانتشر اقتضى المر مزيداا‬

‫لتقريب الشعر الجاهلي والتسلمي إلى الناس‪ ،‬ففي القرن الثالث الهجري ألفت الكتب الددبي ة التي تجمع أوطرافاا من الدب‬

‫شعراا ونثر اا‪ ،‬ووقف المؤلفون عند الشروح اللغوي ة والتاريخي ة والنحوي ة‪ ،‬وعند القضايا النقدي ة كما فعل ادبن تسل م وادبن قتيب ة في‬ ‫وطبقاتهما‪ ،‬وأما شرح الشعر فلم يعرف كظاهر ة إل في القرن الرادبع على يد ادبن جني في شرحه لديوان المتنبي المسمى‬

‫)) الفسر ((‪.‬‬

‫ومن يقرأ رتسائل أدبي العلء وشروحه للدواوين التي منها شرح ديوان المتنبي )) معجز أحمد (( يجد ثقاف ة المعري‬

‫اللغوي ة الواتسع ة في منهجه ‪ ،‬والتجاه اللغوي في النقد الددبي دبأشكا ل متعدد ة منها ما يهدف إلى إظهار الصواب من الخطأ أو‬

‫ما يؤكد على الجانب الجمالي للعبار ة ‪ ،‬وإشراقها ورصان ة التعبير وحسن وقعه في النفس ‪.‬‬

‫الدرا تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‪:‬‬

‫‪56‬‬


‫عني المعري في شرحه المسمى دبـ ) معجز احمد ( دبإيراد مسائل الخلف وموقفه منها تسواء في النحو أو اللغ ة‬ ‫كذلك إيراد اللغات المختلف ة للمفرد ة الواحد ة ومن ثم يعرضها على ضردبين من المقاييس ويرجح القرب اعتمادا على الوطراد‬

‫والكثر ة فضل عن اتستدراكه على من تسبقه من النحا ة واللغويين عند عرضه آراءهم كذلك إدبراز المعاني الغامض ة دبسبب‬

‫الصياغ ة اللغوي ة المعقد ة ومنهج المعري في النقد يعتمد النظر ة الوصفي ة الشمولي ة لشعر أدبي الطيب المتنبي والقدر ة على تمييز‬

‫أتسلودبه عن دبقي ة التساليب‪.‬‬

‫فمعرف ة ألفاظ الشاعر و ألفاظ عصره ومذهبه النحوي من خل ل ما ينتج من نصوص إدبداعي ة تمثل تسم ة العصر الذي ينتمي‬

‫إليه الشاعر وطريق ة قويم ة من وطرق النقد ودليل واضح على اتساع ثقاف ة الناقد وعمق دراتسته فيقد م لنا خطادبا نقديا إدبداعيا‬ ‫قائما على الوصف والتحليل اللذين يمثلن جوهر الدراتسات اللساني ة المعاصر ة وعليه يمكننا أن نختار نقد أدبي العلء‬

‫نموذجا يتجسد فيه المهج الوصفي اللساني للناقد المثقف الذي يحتكم إلى الذائق ة المتأتي ة من تسع ة الوطلع فالمعري كان‬

‫قد اوطلع على المؤلفات في عصره وحضر المساجلت النحوي ة وضمنها في نقده للشعر أو النثر فحتى في رتسائل أدبي العلء‬

‫نجده يتحدث على لسان الشعراء مدافعا كما فعل مع ادبن القارح الذي حاور امرأ القيس ورد عليه المعري في رتسال ة الغفران ‪.‬‬ ‫وفي الحقيق ة فقد وجد المعري في شعر المتنبي مجاال واتسعاا للقيا م دبدراتس ة تطبيقي ة على ضوء تسنن العرب واتستعمالت‬

‫العرب يعرض فيها محفوظه من اللغ ة واشتقاقها وصرفها‪،‬كما يظهر مقدرته النحوي ة ومدى اوطلعه على آراء النحا ة ومدارتسهم‬ ‫ودبخاص ة الكوفيين والبصريين‪،‬‬

‫ويمكننا إجما ل المحاور النقدي ة التي انتهجها المعري في معجز احمد كالتي ‪:‬‬

‫‪. 1‬موقفه من المسائل الخلفي ة‪:‬‬

‫من الملمح الوصفي ة في نقد المعري ما يذكره من مسائل خلفي ة في النحو أثناء تعليقاته ضمن الشرح فيوافق ما يراه‬

‫ملئما للمعنى المراد ‪ .‬من ذلك ما قاله في تعليقه على قو ل المتنبي ‪( 2) :‬‬

‫داني ال عصفا عت يدبعي رد يموصوفا عتها‬

‫عتسر دب يمحا عتس رن ره رح عرم رت يذوا عتها‬

‫يدب يشر اا ير يأي رت يأ ير ييق عمن يع يبرا عتها‬

‫يأوفى يف ركن رت عإذا ير يمي رت دب عرمق يلتي‬

‫)) وإضاف ة ذوات إلى المضمر في قوله ‪ )) :‬ذواتها غير جائز ة عند البصريين وأدبو العباس المبرد يجيز ذلك ((‬

‫)‪( 3‬‬

‫قا ل المبرد ‪ ... )) :‬لن قولك ) ذو ( ل يضاف إلى المضمر تقو ل ‪ :‬هذا ذو ما ل ول نقو ل ‪ :‬الما ل هذا ذوه ‪ .‬فان‬

‫جعلت مكانه ما يكون مثله في المعنى نحو قولك ‪ ) :‬صاحبه ( و ) مالكه ( صح ‪. (4) (( .‬‬

‫‪57‬‬


‫والمعري يتادبعه في ذلك مخالفا مذهب البصريين )‪. (5‬‬ ‫وفي دباب الضاف ة ما ذكره في شرحه دبيت أدبي الطيب ‪( 6) :‬‬ ‫يلي يس ال يت يع ريج رب عمن يموا عه عب ما ل ععه‬ ‫يع يجب اا ليره يح عف يظ ال ععنا ين دب عيأن رم هل‬

‫يدبل عمن يتسل يم عتها عإلى يأوقا عتها‬

‫ما عحف رظها ا يلشيا يء عمن عادا عتها‬

‫فأضاف المصدر إلى المفعو ل دون ذكر الفاعل لن المعنى على أنه ينفي الحفظ عن أنامله جمل ة ‪ ،‬وانه يزعم انه ل يكون‬ ‫منها أصل فكأن قوله عجبت من كيفي ة حفظه للعنان إذ ليس ممن عاداته أن يحفظ شيئا ويمسكه ويستشهد على هذا النوع‬

‫من الضاف ة )‪ ( 7‬دبقو ل أدبي تما م ‪:‬‬

‫)‪(8‬‬

‫ت ييع ييو يد يدبس يط ال يك عيف يح يتى يلو يأ ن ي يره‬

‫يثناها ل عيقب هض يلم ترعجب ره يأنا عم رله‬

‫ويتادبعه في ذلك عبد القاهر الجرجاني )ت ‪474‬هـ( على الرغم من قل ة ورود الضاف ة من هذا النوع‬

‫)‪(9‬‬

‫وفي دبعض توجيهاته النقدي ة يستعين دبلغات العرب مما حكاه أدبو زيد في نوادره كالذي نراه عند شرحه قو ل المتنبي ‪) :‬‬

‫‪( 10‬‬

‫يح يتى يأقا ي م يعلى يأ ر دبا عض يخر يش ين ه ة‬

‫يتشقى دب ععه الرو ر م يوال رصلبا رن يوال عب يي رع‬

‫يوال ينه عب ما يج يمعوا يوالنا عر ما يز يرعوا‬

‫علل يسب عي ما ن ييكحوا يوال يقت عل ما يو يلدوا‬

‫فيقو ل ‪ )) :‬انه أجراهم مجرى ما ل يعقل من البهائم فاتستعمل لفظ ) ما ( لنها لما ل يعقل او أنه في معنى المصدر‬

‫وتقديره ‪ :‬للسبي نكاحهم وللقتل ولدتهم ‪ ...‬أو أن ذلك لغ ة حكاها أدبو زيد النصاري عن أهل الحجاز فقا ل ‪ :‬يقولون‬ ‫)) تسبحان ما يسبح الرعد دبحمده (( )‪. (11‬‬

‫‪. 2‬التساليب البلغي ة ‪:‬‬

‫وكان منهجه في نقد التراكيب التي تنزاح عن وظيفتها النحوي ة أن يدرجها في ضمن أدبوادبها التي يراها ملئم ة من حيث‬

‫المعنى ومن ذلك ما يخص خروج أتساليب الطلب من وظيفتها النحوي ة المركزي ة إلى وظائف نحوي ة فرعي ة أو هامشي ة أو‬ ‫معاني وأغراض دبلغي ة‬

‫فمن ذلك تعليقه على قو ل أدبي الطيب عندما تشكى تسيف الدول ة‪:‬‬

‫)‪( 12‬‬

‫يو يهل يترقى عإلى ال يف يل عك ال رخطو رب ؟‬ ‫يأ ييدري ما يأرا يدب يك يمن ريري رب ؟‬ ‫يف رقر رب يأ يق عيلها عمن ره يعجي رب‬ ‫يو عجس رم يك يفو يق عه ييم ع ة رك عيل دا هء‬

‫‪58‬‬


‫فالمعري يرى أن التستفها م قد خرج إلى غرض ) التعجب والتعظيم ( فقوله ) من يريب؟ ( ليس اتستفهاما حقيقيا وإنما هو‬ ‫)على جه ة التعجب أو التعظيم للمر(‬

‫)‪(13‬‬

‫وينفرد أدبو العلء في ذلك إذ إن دبقي ة الشراح لم يلتفتوا إلى غرض التعجب في البيت المتقد م فضل عن اجتماع التعجب‬

‫والتعظيم ‪.‬‬

‫)‪(14‬‬

‫وقلما يشير النحويون و البلغيون إلى اجتماع التعجب والتعظيم في أتسلوب التستفها م غير الحقيقي وهو مذهب لكثير‬

‫من المحدثين كما نجده عند الدكتور قيس الوتسي الذي فرق دبين التستعمالين وافرد لكل معنى منها دبادبا )‪. (15‬‬

‫وفي شرحه قو ل أدبي الطيب ‪( 16) :‬‬

‫يكما عاج يت يم يعت عد يير ر ة الحا عف عل‬

‫يو يوطع هن ري يج يعم رع رش يذا ن يرهم‬

‫ت ييح ييي ير يعن يمذ يه عب الرا عج عل‬ ‫يفت اى ل ريعي رد يعلى النا عص عل‬

‫عإذا ما ن ييظر يت عإلى فا عر هس‬

‫يف يظ ييل ري يخ يعض رب عمن يه ال رلحى‬ ‫عإذا يوط يل يب ال يتب يل يلم ييش يأ ره‬

‫رخذوا ما يأتا ركم دب ععه يو عاع عذروا‬

‫يو عإن كا ين دين اا يعلى ما عوط عل‬

‫يف عإ يين ال يغني يم ي ة في العا عج عل‬

‫ي ــرى المع ــري أن أمث ــا ل الم ــر ل ــم ت ــأت عل ــى وج ــه الحقيق ــ ة ف ــي الق ــو ل الس ـادبق وإنم ــا أراد الش ــاعر أن )) يق ــو ل للخ ــارجي‬ ‫وجماعته الذين كانوا ينتظرون الفداء هزءاا دبهم‪ :‬خذوا ما أتاكم دبه تسيف الدول ة من الفداء‪ ،‬واعذروه في هذه الغنيم ة المعجلــ ة‪،‬‬

‫فاغتنموا ذلك فإن الغنيم ة في العاجل ((‬

‫)‪(17‬‬

‫وقد فهم المعري هذا الغرض من صيغ المر الوارد ة في هذا النص دبالتحليل الوصفي فالمتنبي لم يقصد الدباد ة وإنما كان‬

‫يقصد التستهزاء دبهم ولتسيما إذا عرفنا أنهم كانوا ينتظرون ما اشتروطوه لخراج أدبي وائل وخروج المر من معناه إلى‬

‫التستهزاء مسأل ة تدعو إلى التأمل قليل لن دلل ة المر المجازي ة تأتي لمعان اتفق عليها النحويون والبلغيون وهي الدباح ة‬

‫والتجنيد والتسوي ة والدعاء والتهديد والتأديب والتعجب والخير والتبكيت والتسليم والتكوين والندب والتعجيز والتمني‬

‫والتلهف واللتماس )‪ (18‬وهذا خلف ما اتفق عليه فالمتنبي حاو ل خرق القواعد البلغي ة ليأتي دبالجديد فكسر أفق التوقع‬ ‫لدى المتلقي فأضاف أتسلودبا تميز دبه إلى نتاجه الفني الذي يعرف دبه من خل ل هذا العدو ل في التستعما ل البلغي الذي‬

‫أوضحه المعري ‪.‬‬

‫‪. 3‬الق ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس ‪:‬‬

‫‪59‬‬


‫القياس عند اللغويين حمل غير المنقو ل على المنقو ل أو هو حمل فرع على أصل لوجود علق ة دبينهما ‪ ,‬تقتضي أن يجري‬ ‫حكم الصل على الفرع ‪ ,‬وهذه العلق ة ردبما كانت عقلي ة مثل مناتسب ة العل ة الجامع ة دبين الصل والفرع واوطراد الحكم في نوع‬

‫ما ‪ ,‬وقد تكون تخييلي ة كقياس الشبه دبين المقيس والمقيس عليه )‪ ( 19‬فاللغوي إذا اشتق صيغ ة من ماد ة لغوي ة على نسق‬ ‫صيغ ة مألوف ة تسمي عمله هدا قياتسا ول يتم دلك إل دبعد اتستقراء اللغ ة ومعرف ة أدبنيتها ليمكن اتستخراج أدبني ة جديد ة ل تبتعد‬

‫عن روح هده اللغ ة ووطريق ة أدبي العلء في النقد تكمن في عرض لغ ة النص على ضردبين من المقاييس يتكفل الو ل دببيان موضع‬ ‫الجود ة والرداء ة في تلك اللغ ة ويتكفل الثاني دبتشخيص الخطأ فيها ‪ ،‬والرشاد إلى الصواب )‪. ( 20‬‬

‫ونستشف ذلك عند أدبي العلء في تحليله قو ل المتنبي ‪( 21) :‬‬ ‫يأ ير دق يعلى يأ ير هق يو عمث عل يي ييأ ير رق‬ ‫رجه رد ال يصبا يدب ع ة يأن يتكو ين يكما يأرى‬

‫يج يير دب رت عمن نا عر ال يهوى ما يتن يطفي‬

‫يو يجو اى ييزي رد يو يعب ير د ة ت ييت يرق ير رق‬

‫يعي دن رم يس ييه يد د ة يو يقل دب ييخ عف رق‬

‫نا رر ال يغضى يو ت يعك ريل يع يما رتح عر رق‬

‫فيقو ل ‪ )) :‬جردبت من نار الهوى نارا تطفأ عندها نار الغضا مع شدتها ‪ ،‬وتكل أيضا نار الغضا عما تحرقه نار الهوى ‪ ،‬أو‬ ‫أن ) ما ( للنفي وفيه تقديران ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أن يكون تقديره ‪ :‬جردبت من نار الهوى كنار الغضا ما تنطفي وما تكل ‪،‬‬

‫ومعناه ‪ :‬ما تنطفئ نار الهوى وما تكل عن الحراق دبالمر ة فتريحني ‪ ،‬وقوله ‪ ) :‬نار الغضا ( تشبيه يعني كنار الغضا في‬

‫شد ة توقدها ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أن يكون ) تكل ( فعل الغضا ‪ ،‬الواو زائد ة أو منقول ة أي نار الغضا ومعناه جردبت من نار الهوى نارا ما تنطفئ ‪،‬‬

‫ونار الغضا تكل عما تحرقه هذه النار (( )‪. (22‬‬

‫وهذه الطريق ة في الوصف والتحليل النقدي يكاد ينفرد فيها أدبو العلء المعري دون غيره من النقاد في عصره المر‬

‫الذي يجعله يغلب القياس العقلي الذي يفهم المعنى من خل ل التشخيص والتدقيق و ايوطراح المعاني البعيد ة التي تحمل النص‬ ‫الدبداعي ما لم يحتمل حتى ل يغرق المتلقي في المعاني المتداخل ة للغ ة وهذه من تسمات اللسانيات الحديث ة التي تجعل من‬

‫النص الدبداعي وطيعا وتزيل منه صف ة الصلدب ة ‪.‬‬

‫‪. 4‬التستدراك على من تسبقه‪:‬‬

‫‪60‬‬


‫أما منهج أدبي العلء في التستدراك النقدي يتجلى فيما نقله عن مصادر أخرى وردت في أثناء المعجز ‪ ،‬من خل ل‬ ‫اتستدراكه ‪ ،‬وقد رمز دبها ماد ة كتادبه ما يد ل على تسع ة اوطلعه على الموروث النقدي ‪ ،‬فقد علق على قو ل المتنبي ‪) :‬‬

‫‪( 23‬‬

‫يأرى عمن عف عرندي عقط يع ا ة في عف عرن عد عه‬

‫يو يجو يد ر ة يضر عب الها ع م في يجو يد ع ة ال يصق عل‬

‫يو رخض ير ر ة يثو عب ال يعي عش في ال رخض ير ةع ا ييلتي‬ ‫يأ عمط يعن يك يتشبيهي عدبما يو يك يأ ن ي يره‬

‫يأ يرت يك عاح عمرا ير ال يمو عت في يمد ير عج ال ينم عل‬

‫يفما يأ يح دد يفوقي يول يأ يح دد عمثلي‬

‫دبقوله ‪ )) :‬قا ل ادبن جني إن المتنبي كان يجيب إذا تسئل عن هذا المقطع دبأن يقو ل ‪ :‬تفسيره انه كان كثيرا ما يشبه فيقا ل ‪:‬‬ ‫كأنه التسد ونحو ذلك فقا ل هو معرضا عن هذا القو ل ‪ :‬أمط عنك تشبيهي ) دبما ( و ) كأن ( فجاء دبحرف التشبيه وهو )‬

‫كأن ( ودبلفظ ) ما ( التي كانت تسؤال فأجيب عنها دبكأن التي للتشبيه ‪ ،‬وأدخل ) ما ( للتشبيه لن جوادبها يتضمن التشبيه‬ ‫فذكر السبب والمسبب جميعا (( )‪. (24‬‬

‫ثم ينقل تعليق القاضي الجرجاني فيقو ل ‪ )) :‬قا ل ‪ ...‬عبد العزيز الجرجاني ‪ :‬إن المتنبي تسئــل مذكرا أن ) ما ( تأتي‬

‫لتحقيق التشبيه كقو ل عبد الله التسد ‪ ،‬ما عبد الله إل التسد ‪ ،‬وإل كالتسد تنفي أن يشبه دبغيره ‪ ،‬فكأن قائل قا ل ‪ :‬ما هو‬

‫إل كذا ‪ ،‬وآخر قا ل ‪ :‬كأنه كذا فقا ل ‪ :‬أمط عنك تشبيهي دبما وكأنه(( )‪.(25‬‬

‫ويرى أدبو العلء أن هذين الرأيين متضاردبان ‪ ،‬وأنها ) ما ( التي تصحب كأن إذا قلت كأنما زيد التسد )‪.(26‬‬

‫‪ . 5‬غموض الم ع ـ ـاني ‪:‬‬

‫ويصطلح عليه أدبو العلء دبمصطلح ) اليها م ( ويعده قو ة للمعنى فقد أشار المعري إلى مسأل ة التعقيد اللفظي ودوره في تعقيد‬

‫المعنى إذ قا ل معلقا على دبعض أدبيات أدبي الطيب الغامض ة ‪( 27) :‬‬ ‫ن ييز يلت عإذ ن ييزل يتها الدا رر في يأح ـ‬ ‫يتف يض رح ال يشم يس رك ييلما يذ يير عت ال يش م ـ‬ ‫عإ يين في يثو دب عيك ا ييلذي ال يمج رد في عه‬

‫ـ يس ين عمنها عم ين ال يسنا يوال يسنا عء‬ ‫ـ رس دب عيشم هس رمني ير ةه يتسودا عء‬

‫ليعضيا اء ريزري دب عرك عيل عضيا عء‬

‫)) فقوله ‪ :‬شمس مثير ة تسوداء )) إيها م (( )‪ (28‬واليها م ‪ :‬أن يقو ل المتكلم كلما يحتمل معنيين متضادين ‪ ،‬ل يميز‬ ‫احدهما عن الخر ول يأتي في كلمه دبما يحصل دبه التمييز ول يكون اليها م إل في الجمل المؤتلف ة المقيد ة ‪ ،‬حيث انه يختلف‬

‫عن الشتراك الذي يقع في اللفظ ة الواحد ة التي يكون لها مفهومان ل يعلم أيهما أراد المتكلم ((‬

‫‪61‬‬

‫)‪(29‬‬


‫واليها م يكسب الكل م إعجادبا وفخام ة ويفيده دبلغ ة لنه ذهب دبالسامع أكثر من مذهب )‪ . (30‬وقد ل يأتي في كل م‬ ‫المتكلم ما يحصل دبه التمييز فيما دبعد ذلك دبل يقصد إيها م المر فيها مقيدا ‪ ،‬أو يقو م دبتفسير اليها م وإزالته كما حصل مع‬

‫المتنبي عندما قا ل ‪:‬‬

‫عإ يين في يثو دب عيك ا ييلذي ال يمج رد في عه‬

‫ليعضيا اء ريزري دب عرك عيل عضيا عء‬

‫فقوله ‪ )) :‬إن في ثودبك الذي هو محل المجد ضياء ‪ ،‬يقصر دبكل ضياء (( أزا ل اليها م عن قوله ) شمس منير ة تسوداء‬ ‫وكشف دبأنه كان مديحا ( )‪. (31‬‬

‫ومن المصطلحات التي تخص التعقيد والغموض اتستعماله مصطلح ) الحذف (كالذي ذكره في تفسير قو ل أدبي الطيب ‪:‬‬

‫)‪( 32‬‬

‫ن ييكساني في ال رسق عم رنك يس ال عهل ع ل‬

‫عص يل ر ة ال يهج عر لي يو يهج رر ال عوصا ع ل‬

‫ل ت يرلمني يف عإ يينني يأع يش رق ال رعش‬

‫شا يق فيها يا يأع يذ ي ل ال رع يذا ع ل‬

‫يو ل عرعم هر ييطو ر ل في ال رذ عي ل قالي‬

‫يو ل ععحت هف في ال عع عيز ييدنو رم عح ديب‬

‫ينح رن يرك دب عمل عج يعن في يز يعي نا هس‬

‫عمن يدبنا عت ال يجدي عل يتمشي عدبنا في ا ل‬

‫يفو يق يوطي هر يلها رشخو عص ال عجما ع ل‬

‫دبي عد يمش يي ا يل ييا ع م في الجا ع ل‬

‫قا ل المعري ‪ ) :‬ملجن ( أي من الجن فحذف النون لسكونها وتسكون الل م من الجن ‪ ،‬يقو ل نحن ركب نشبه الجن في‬

‫أفعالها للزومها المفاوز ‪ ،‬وأن كنا في صور ة النس ‪ ،‬ورواحلنا تشبه الطير لسرع ة تسيرها ‪ ،‬وان كانت في صور ة الجما ل (‬ ‫‪. (33‬‬

‫وليس كما قا ل ادبن جني في حمل المعنى على المقلوب عندما قا ل تقدير الكل م ‪ :‬نحن ركب من النس في زي الجن‬

‫فوق جما ل لها شخوص وطير )‪. (34‬‬

‫وقد وافق ادبن تسنان الخفاجي )ت‬

‫هـ( رأي المعري يقو ل ‪ )) :‬وهذا عندي ضعف من أدبي الفتح ل تقود إليه‬

‫ضرور ة ‪ ،‬ومراد أدبي الطيب المبالغ ة في حسب ما جرت عليه عاد ة الشعراء فيقو ل نحن قو م من الجن تجودبنا الفل ة والمهامه‬

‫والقفار التي ل تسلك ‪ ...‬إل أننا في زي النس ‪ ،‬وهم على الحقيق ة كذلك ‪ ،‬ونحن فوق الطير من تسرع ة إدبلنا إل أن‬ ‫شخوصها شخوص الجما ل ول شك في ذلك أيضا (( )‪. (35‬‬

‫‪. 6‬مفهو م الضرور ة الشعري ة في نقد أ دبي لعلء ‪:‬‬

‫‪62‬‬

‫)‬


‫)) يجوز للشعراء ما ل يجوز لغيرهم لنهم أمراء الكل م وانه يحتج دبهم ول يحتج عليهم ((‬

‫)‪(36‬‬

‫لعل حازما القروطاجني كان محقا فيما قا ل ‪ ،‬فلول هذه الحري ة ما أمكن مع قيود الشعر أن يكون أدا ة ناجح ة من أدوات‬

‫التعبير الفني ‪.‬‬

‫ومفهو م الضرور ة عند المعري هو ما يجوز للشاعر اتستعماله إذا اضطر إليه من الخروج عن قواعد اللغ ة والنحو والصرف‬

‫وهذا دليل على حري ة الشاعر وعلى انه يستبقي في شعره من الضرورات والمذاهب اللغوي ة الضعيف ة ما يمكن أن يكون ماد ة‬ ‫لنقاده الذين لم يحسب لهم في نفسه حسادبا )‪. (37‬‬

‫وقد جاءت الضرورات في شرح المعري من دباب النقد اللغوي فاقتصرت على اللغ ة والنحو والصرف وكانت الضرورات‬

‫المعتدل ة والمقبول ة تسائغ ة ومع انه كان يقرها في الشعر ‪ ،‬إل أنه كان يستنكرها ويرى فيها مظهرا من مظاهر ضعف الشاعر‬

‫وعد م تمكنه من أداء فنه ‪ ،‬ومن الماد ة التي يصوغ دبها أفكاره وأحاتسيسه فيترتب على ذلك اضطراب الفكر ة نتيج ة الخروج‬ ‫على ما اعتادت الذن أن تسمعه وهذا يدفعنا إلى القو ل دبان أدبي العلء في خطادبه قد شق وطريقا للجيل الحديث من النقاد في‬

‫جعل النص العردبي الفصيح مناتسبا للبحث اللساني المعاصر مع الحفاظ على فحوى التنظير اللغوي العا م دبان اللغ ة موجود ة في‬ ‫الذهن في صور ة انطباعات وآثار موضوعي ة قادبل ة للدبداع والتمايز الفردي في تمظهر الخطاب اللغوي ‪.‬‬

‫ويحتج المعري دببعض القراءات القرآني ة مستأنسا دبها على دفع الضرور ة منها ما ذكره معلقا على قو ل المتنبي ‪) :‬‬

‫‪( 38‬‬

‫دب عيأ دبي ال رشمو رس الجا عنحا رت يغوا عر دبا‬ ‫رأ رتس دد يفرا عئ رسها ا رلتسو رد ييقو ردها‬

‫في ررت يب ه ة يح يج يب ال يورى يعن يني علها‬

‫الل عدبسا رت عم ين ال يحري عر يجل عدببا‬ ‫يأ يتس دد يتصي رر ليره ا رلتسو رد يثعا علبا‬ ‫يو يعل يف يس ييمو ره يع عل ييي الحا عجبا‬

‫إذ قا ل ‪ )) :‬حذف التنوين من علي ‪ ،‬وأصله ‪ :‬عليا ‪ ،‬وإنما حذفه ضرور ة (( )‪. (39‬‬

‫ثم يستطرد معلل لذلك دبقوله ‪ )) :‬وقد قرئ )) قل هو الله أحد (( )‪ ( 40‬دبحذف التنوين )‪. (41‬‬ ‫ومن ذلك ما نجده في تعليقه على قو ل أدبي الطيب ‪( 42) :‬‬ ‫ال رح ريب ما يم ين يع ال يكل ي م ا يلل رسنا‬

‫يو يأ ليريذ يشكوى عا عش هق ما يأع يلنا‬

‫يلي يس ا ييلذي قا يتسي رت عمن ره يه يعينا‬ ‫عمن يغي عرنا يم يعنا دب عيفض عل يك رمؤ عمنا‬

‫يأضحى عفرا رق يك لي يع يلي عه رعقو يدب ا ة‬

‫يأمسى ا ييلذي يأمسى دب عير دب يعيك كا عفر ا‬

‫‪63‬‬


‫يف يأعا يضها يك ال يل ره يكي ل يتح يزنا‬

‫يخ يل عت ال عبل رد عم ين ال يغزا ليع ة يلي يلها‬

‫دبقوله ‪ )) :‬قد م الضمير الغائب في قوله ) يفيأعايضهايك ( وأيخر ضمير المخاوطب وذلك ليس دبالختيار إل في ضرور ة‬

‫الشعر (( )‪. (43‬‬

‫ومن تعليقاته على الضرور ة ما قاله معقبا على قو ل أدبي الطيب ‪( 44) :‬‬

‫ل ل ععسوى رو يعد يك لي ذاكا‬

‫يلم ت يير يمن نا يدم رت عإ يلكا‬

‫يأم يسي رت يأرجو يك يو يأخشاكا‬

‫يول ل عرح يبيها يو ليعك يينني‬

‫دبق ـوله ‪)) :‬وق ـوله‪ :‬ن ــادمت ص ــف ة ل ــه‪ .‬ل ص ــل ة؛ك ـأنه ق ــا ل‪ :‬ل ــم ن ــر إنس ـاناا ن ــادمته غي ــرك‪ .‬فح ــذف اله ــاء؛ وذل ــك لن ــه اتس ــتثنى من ــه‬ ‫الكاف‪ ،‬ومن إذا كانت نكر ة تقع موقع الجماع ة‪ ،‬فيصح التستثناء منه‪.‬‬

‫وقد يجوز أن يكـون دبمعنـى المعرفـ ة‪ ،‬واقـع موقـع الجماع ة‪ .‬وقـوله‪ :‬إلك قبيـح ل يجـوز إل فـي ضـرور ة الشـعر‪ ،‬لنـه وصــل الضـمير‬ ‫فــي موضــع الفصــل‪.‬يقــو ل‪ :‬لــم نــر أحــدا نــادمته تســواك‪ ،‬وليــس ذلــك منــي لســوى محبتــك وودك لــي‪ .‬يعنــي‪ :‬إنــي ل أحــب الشــراب‬ ‫وإنما نادمتك وشردبته محب ة مني إليك ‪. (45) ((.‬‬

‫وفيما يخص التضعيف والدغا م يقو ل في شرحه قو ل أدبي الطيب ‪( 46) :‬‬ ‫ينرى عع يظم اا عدبال يبي عن يوال يص ريد يأع يظ رم‬

‫يو ن ي يتيعه رم الواشي ين يوال يدم رع عمن ره رم‬

‫يول ريب ير ر م ا يلم رر ا ييلذي ره يو حا ل عدل‬

‫يول ره يو عضرغا د م يول ال يرأ ري عمخ يذ ر م‬ ‫يول ريح يل رل ا يلم رر ا ييلذي ره يو رمب عر ر م‬

‫يو يمن لر ريب ره يمع يغي عر عه يكي يف حا لر ره‬ ‫يي عج ريل يع عن ال يتشبي عه ل ال يك ريف لر ييج د ة‬

‫يو يمن عتس رير ره في يجف عن عه يكي يف ييك رت رم‬

‫))اظهر التضعيف في) حالل (و ) يحلل ( للضرور ة ‪ ،‬والصل في القياس الدغا م فيقا ل حا ل دبتشديد الل م((‬

‫‪. 7‬الب ن ـي ة المعج م ـي ة ‪:‬‬

‫)‪(47‬‬

‫انتهج أدبو العلء وطريق ة مميز ة في نقده البني ة المعجمي ة هي عرض اللفظ على ميزان الفصاح ة والتستعما ل الذي تسمع عن العرب‬ ‫ويعلل لما جاء مخالفا للقياس الصرفي من ذلك ما ذكره في تفسير قو ل أدبي الطيب ‪( 48) :‬‬ ‫يو يأف يج رع يمن يف يقدنا يمن يو يجدنا‬

‫رق يبي يل ال يفق عد يمفقو يد ال عمثا ع ل‬

‫يو يكم يعي هن رم يق ييب يل ع ة ال ينواحي‬

‫يكحي دل عدبال يجنا عد ع ل يوال عرما ع ل‬

‫يأوا عخ ررنا يعلى ها ع م ا يلوالي‬

‫ري يد يعف رن يدبع رضنا يدبعض اا يو يتمشي‬

‫‪64‬‬


‫إذ قا ل ‪ )) :‬الوالي ‪ :‬مقلوب من الوائل ‪ ،‬فقد م الل م ‪ ،‬وأخر الهمز ثم أدبدلها ياء فصارت كالقاضي (( )‪. (49‬‬ ‫ويعتمد المعري ذكر الصيغ المختلف ة للكلم ة الواحد ة تسواء أكانت اتسما أ م فعل أو غير ذلك فيذكر صيغ التسم المفرد ‪،‬‬

‫ويعو ل على لغ ة الصمعي في رده على قو ل الصاحب دبن عباد ‪) ،‬وكان المتنبي يتفاصح دباللفاظ النافر ة والكلمات الشاذ ة (‬ ‫‪ (50‬من ذلك ما ذكره في شرخه قو ل أدبي الطيب ‪( 51) :‬‬

‫)‬

‫عإلى يدبط عن رأ يه م ل تريط يعر رق عدبال يحم عل‬

‫دب عينفسي يولي دد عا يد عمن يدبع عد يحم عل عه‬

‫يو يص ييد يوفينا رغ ييل ر ة ال يب يل عد ال يمح عل‬ ‫يو ييأ رك رل ره يقب يل ال ربلو عغ عإلى ا يلك عل‬

‫يدبدا يو ليره يوع رد ال يسحا يدب ع ة عدبال يروى‬ ‫يأ ييف عط رم ره ال يتورا رب يقب يل عفطا عم عه‬

‫قائل ‪ )) :‬قا ل الصمعي ‪ :‬التراب والتوراب والتيرب والتورب والتردباء كل ذلك دبمعنى (( )‪ ، (52‬والحق أن كلم ة التوراب‬ ‫من الكلمات القليل ة التستعما ل وان كانت صحيح ة من الوجه اللغوي اذ وردت في المعجمات‪.‬‬

‫ومن ذلك تعليقه على قو ل أدبي الطيب ‪( 54) :‬‬

‫يغيري دب عيأك يث عر يهذا النا عس يين يخ عد رع‬ ‫عدبال يجي عش يتم يت عن رع السادا رت رك ريل ره رم‬

‫يوما ينجا عمن عشفا عر البي عض رمن يف عل دت‬

‫)‪(53‬‬

‫عإن قا يتلوا يج ربنوا يأو يح ييدثوا يش رجعوا‬ ‫يوال يجي رش دب ععا دب عن يأ دبي ال يهيجا عء ييم يت عن رع‬ ‫ينجا يو عمن ره يين في يأحشا عئ عه يف يز رع‬

‫دبق ـوله‪ )) :‬الشــفار‪ :‬جمــع الشــفر ة‪ ،‬وهــي حــد الســيف‪ .‬وأراد دب ـالبيض‪ :‬الس ــيوف‪ ،‬والص ــل في ــه الص ــف ة‪ ،‬ث ــم صــار اتســماا لهــا‪،‬‬

‫والكنايـ ة فـي منهـن تعـود إلـى الشـفار ‪ .‬ومنفلـت ليس دبالفصـيح‪ .‬والجيـد المفلـت والو ل أيضـاا لغــ ة‪ .‬يقـو ل‪ :‬إن كـان الدمسـتق قـد‬ ‫نجــا مــن تســيوفك‪ ،‬فلــم يفلــت إل وقلبــه مملــوء مــن الفــزع‪ ،‬فقــد حــل فــي قلبــه مــن الخــوف مــا يقـو م مقـا م قتلــه ‪ (55)((.‬فيعيــب عليــه‬

‫اتستعماله )منفلـت( لخروجهـا عن الفصـاح ة وقـد اتستند فـي ذلــك علـى حصـيلته المعجمي ة وقـد ذكـرت المعج ـ ــمات العردبي ة ‪ :‬أن‬ ‫العرب تقو ل‪ :‬مفلت وقد ورد ذلك كثيرا في الشـ ـ ــعر قا ل دعبل‪(56):‬‬ ‫يف يك يأ ن ي يره عمن يدي عر عهز قع يل رمف عل دت‬

‫يح عر دد يي رج رير يتسل عتس يل ا يلقيا عد‬

‫والمعري أحيانا يعرض نقده المعجمي فيسترتسل في وصف معانيها دون أن يذكر آراء الخرين فيكتفي دبرأيه كالذي ذكره في‬

‫تحليله قو ل أدبي الطيب ‪( 57) :‬‬

‫دب عيبيا عض ال رطلى يو يور عد ال رخدو عد‬

‫يكم يقتي هل يكما رق عتل رت يشهي عد‬

‫ما رمقامي دب عيأر عض ينخ يل ي ة عإ يل‬

‫يك رمقا ع م ال يمسي عح يدبي ين ال ييهو عد‬

‫‪65‬‬


‫ريق يت رل العا عج رز ال يجبا رن يو يقد ييع‬ ‫يو ري يو يقى ال يفتى ال عم يخ ريش يو يقد يخو‬

‫يأنا عتر رب ال يندى يو ير ريب ال يقوافي‬ ‫يأنا في رأ ييم ه ة يتدا ير يكها ال يل ـ‬

‫عج رز يعن يقط عع ردبخ رن عق ال يمولو عد‬

‫يو يض في ما عء ليييب ع ة ال عصندي عد‬

‫يو عتسما ر م ال ععدا يو يغي رظ ال يحسو عد‬

‫ـ ره يغري دب يكصا ل ع هح في يثمو عد‬

‫قائل ‪ )) :‬نخل ة دبالخاء المعجم ة هي محل ة دبالكوف ة وروي دبالحاء نحل ة وهي اصح وهو مقا م دبالشا م على ثلث ة أميا ل من‬ ‫دبعلبك (( )‪(58‬‬

‫و)) الخنــق‪ :‬خرقــ ة يــوقى دبهـا رأس الطفــل إذا دهــن‪ .‬والمخــش‪ :‬هــو الــدخا ل فــي المــور‪ .‬وروى‪ :‬المحــش دبالحــاء وهــو‪ :‬الــذي‬ ‫يوقــد الحــرب ك ـأنه آلــ ة ذلــك‪ .‬وخــوض‪ :‬يجــوز أن يكــون دبمعنــى خــاض؛ مبالغــ ة فيــه كطــوف‪ ،‬ويجــوز أن يكــون متع ـدياا‪ ،‬ومفع ـوله‬ ‫محذوف‪ ،‬وتقديره قد خوض الرمح‪ ،‬وماء اللب ة‪ :‬الد م ‪( 59) (( .‬‬

‫و)) قوله‪ :‬تداركها الله‪ .‬كقولك‪ :‬أصلحك الله‪ .‬وقيل‪ :‬تداركها الله دبالعذاب‪ ،‬فالولى دعاء لهم‪ ،‬والثاني ة دعاء عليهم‪.‬يقو ل‪:‬‬ ‫أنا في أم ة يصيبني منهم أذى‪ ،‬ووطبعي مخالف لطبعهم‪ ،‬وهم ل يعلمون محلي‪ ،‬دبل يعاودني فحالي دبينهم‪ ،‬كحا ل صالح دبين‬

‫ثمود‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إنه لقب المتنبي دبهذا البيت‪ ،‬حيث شبه نفسه دبصالح‪( 60) ((.‬‬ ‫الخل ص ـ ـ ـ ة ‪:‬‬ ‫احتل المعري مكان ة واتسع ة دبين النقاد والشراح والبلغيين وأتحف التراث العردبي دبآثار خلدته تمثلت دبشروحاته وشعره‬ ‫ونثره وجاء دبما لم يأت دبه دبعض المبصرين ‪.‬‬ ‫ويعد شرحه لديوان أدبي الطيب ذا منزل ة دبين الشروحات فقد ضمن فيه المعري آراءه النحوي ة واللغوي ة والبلغي ة وعرض‬ ‫فيه آراء النحويين والصرفيين ودبين المعاني الغامض ة التي اعتاد أدبو الطيب أن يتعب فيها شراح شعره دبسبب صياغاته المعقد ة‬ ‫ودق ة تأليفه للنظم فكان محط أنظار الكثير من الباحثين‬ ‫لقد اعتمد المعري في نقده على حسه الذوقي دبطريق ة الوصف والتحليل فهو يرد الرواي ة التي ل تتلء م والمعنى الدقيق‬

‫الذي جاء دبه الشاعر وأحيانا نجده يلتمس العذار لبعض الهفوات والخطاء دبإرجاعها إلى لغات قديم ة فيندرج نقده ضمن‬ ‫المنهج الوصفي‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫كان المعري يعلل ويرجح وكان في ترجيحاته يصيب الحقيق ة لمتلكه حسا مرهفا وذوقا يجتذب جما ل النص‬ ‫الدبداعي اجتذادبا هذا إلى علمه وتسع ة اوطلعه على اللغ ة والدب‪.‬‬

‫لم يكن المعري في نقده للضرائر متزمتا للقدماء لن مفهو م الضرور ة عند ه هو ما يجوز للشاعر اتستعماله إذا اضطر إليه‬

‫من الخروج عن قواعد اللغ ة والنحو والصرف وهذا دليل على حري ة الشاعر وعلى انه يستبقي في شعره من الضرائر‬

‫والمذاهب اللغوي ة الضعيف ة ما يمكن أن يكون ماد ة لنقاده الذين لم يحسب لهم في نفسه حسادبا‪.‬‬

‫كان المعري في شرحه يتعمد كثيرا على آراء ادبن جني وهدا لن شرح ادبن جني من أقد م شروحات شعر أدبي الطيب‬

‫وقد جاء كشفه عن الخطأ اللغوي تنبيها من ناقد خبر الشعر وعرف صناعته ليخرج أن الخطأ قصور من الشاعر ل ضيق‬ ‫في اللغ ة فالعردبي ة أدباحتنا مرون ة تعبيري ة تندرج من المتكلم الذي ل يملك إل تسليقته اللغوي ة إلى العالم والفيلسوف والديب‬

‫والخطيب وغيرهم لما فيها من ثرو ة هائل ة على صعيد اللفاظ ووتسائل البيان وضروب البلغ ة وما فيها من مرون ة على‬ ‫صعيد التراكيب من حيث التقديم والتأخير والحذف والذكر والتصريح والتأويل والعطف والبيان وغير ذلك من مظاهر المرون ة‬ ‫على مستويات الصوات والدبني ة والدللت ووطرائق التعبير التي تنصب كلها أمار ة على رقي الفكر الناوطق دبهذه اللغ ة ‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ينظر ‪ :‬أدبو العلء المعري ‪ ،‬شاعرا وناقدا ‪ :‬عبد الغني خماس ‪. 31 :‬‬

‫)‪(2‬‬

‫العرف الطيب ‪1/210 :‬‬

‫)‪(4‬‬

‫المقتضب ‪. 120 / 3 :‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫معجز أحمد ‪306 / 2 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬معجز أحمد ‪. 306 / 2 :‬‬

‫‪67‬‬


‫)‪(6‬‬

‫العرف الطيب ‪1/213 :‬‬

‫)‪(7‬‬

‫معجز احمد ‪. 313 / 2 :‬‬

‫)‪(9‬‬

‫ينظر ‪ :‬دلئل العجاز ‪. 351 :‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫)‪(10‬‬

‫ديوانه ‪34 :‬‬

‫التبيان للعكبري ‪2/224 :‬‬

‫)‪(11‬‬

‫معجز أحمد ‪. 181 – 180 / 3 :‬‬

‫)‪(13‬‬

‫معجز أحمد ‪. 357 / 3 :‬‬

‫)‪(12‬‬ ‫)‪(14‬‬

‫العرف الطيب ‪2/397 :‬‬

‫ينظر ‪ :‬الفسر ‪ :‬أدبن جني ‪ ، 185 – 184 / 1 :‬شرح الواحدي ‪ ، 523 / 2‬الموضح ‪1 :‬‬

‫‪. 231 :‬‬

‫)‪(15‬‬

‫ينظر ‪ :‬أتساليب الطلب عند النحويين والبلغيين ‪ :‬د‪ .‬قيس الوتسي ‪436 ، 423 :‬‬

‫)‪(16‬‬

‫العرف الطيب ‪1/210 :‬‬

‫)‪(18‬‬

‫ينظر ‪ :‬أتساليب الطلب عند النحويين والبلغيين ‪ :‬د‪ .‬قيس الوتسي ‪213 – 206 :‬‬

‫)‪(20‬‬

‫ينظر ‪ :‬من أتسرار اللغ ة د إدبراهيم أنيس ‪ , 8‬النقد اللغوي عند العرب د نعم ة رحيم العزاوي‪23 :‬‬

‫)‪(22‬‬

‫معجز أحمد ‪. 103 / 1 :‬‬

‫)‪(24‬‬

‫معجز أحمد ‪ , 43 /1 :‬وينظر‪ :‬التبيان للعكبري ‪3/161 :‬‬

‫)‪(26‬‬

‫معجز احمد ‪.1/44:‬‬

‫)‪(17‬‬ ‫)‪(19‬‬ ‫)‪(21‬‬ ‫)‪(23‬‬ ‫)‪(25‬‬ ‫)‪(27‬‬

‫معجز احمد ‪. 65 / 3 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬القتراح في علم الصو ل للسيووطي ‪70 :‬‬ ‫العرف الطيب ‪1/45 :‬‬ ‫العرف الطيب ‪1/31 :‬‬

‫معجز أحمد ‪ , 44 / 1 :‬وينظر الوتساوط ة للقاضي الجرجاني ‪443-442:‬‬ ‫العرف الطيب ‪2/493 :‬‬

‫‪68‬‬


‫)‪(28‬‬

‫معجز أحمد ‪. 38 / 4 :‬‬

‫)‪(29‬‬

‫ينظر نفسه ‪. 38 / 4 :‬‬

‫)‪(31‬‬

‫معجز احمد ‪. 38 / 4 :‬‬

‫)‪(33‬‬

‫معجز احمد ‪. 72 – 71 / 2 :‬‬

‫)‪(35‬‬

‫تسر الفصاح ة ‪. 132 :‬‬

‫)‪(37‬‬

‫ينظر ‪ :‬الضرور ة الشعري ة دراتس ة لغوي ة نقدي ة ‪ :‬د‪ .‬عبد الوهاب العدواني ‪. 401 :‬‬

‫)‪(39‬‬

‫معجز احمد ‪. 35 / 2 :‬‬

‫)‪(41‬‬

‫ينظر ‪ :‬اتجاهات النقد العردبي في القرن الخامس الهجري ‪ :‬د‪ .‬منصور عبد الرحمن ‪ ، 185 :‬معجز‬

‫)‪(42‬‬

‫العرف الطيب ‪1/176 :‬‬

‫)‪(44‬‬

‫العرف الطيب ‪1/177 :‬‬

‫)‪(46‬‬

‫العرف الطيب ‪133, 1/131 :‬‬

‫)‪(48‬‬

‫العرف الطيب ‪2/298 :‬‬

‫)‪(30‬‬ ‫)‪(32‬‬ ‫)‪(34‬‬ ‫)‪(36‬‬ ‫)‪(38‬‬ ‫)‪(40‬‬

‫)‪(43‬‬ ‫)‪(45‬‬ ‫)‪(47‬‬ ‫)‪(49‬‬

‫ينظر ‪ :‬تحرير التحبير في صناع ة الشعر والنثر ودبيان إعجاز القرآن ‪ :‬أدبن أدبي الصبع المعري ‪. 596 ،‬‬

‫العرف الطيب ‪141, 1/140 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬تسر الفصاح ة ‪. 132 :‬‬

‫منهاج البلغاء وتسراج الددباء ‪ :‬حاز م القروطاجني ‪. 143 :‬‬

‫العرف الطيب ‪1/129 :‬‬ ‫الخلص ‪1/‬‬

‫احمد ‪. 35 / 2 :‬‬

‫معجز احمد ‪. 197 / 2 :‬‬ ‫معجز احمد ‪. 199 / 2 :‬‬ ‫معجز احمد ‪. 46 / 2 :‬‬ ‫معجز احمد ‪. 64 / 2 :‬‬

‫‪69‬‬


‫)‪(50‬‬

‫الكشف عن مساوئ شعر المتنبي ‪ :‬الصاحب دبن عباد ‪. 48 /‬‬

‫)‪(51‬‬

‫العرف الطيب ‪312, 2/311 :‬‬

‫)‪(53‬‬

‫المتنبي دبين ناقديه ‪ :‬د‪ .‬محمد شعيب ‪. 86 :‬‬

‫)‪(55‬‬

‫معجز احمد ‪:‬‬

‫)‪(52‬‬ ‫)‪(54‬‬ ‫)‪(56‬‬

‫معجز احمد ‪. 93 / 3 :‬‬

‫العرف الطيب ‪343, 342, 2/341 :‬‬ ‫ديوانه ‪:‬‬

‫‪25‬‬

‫‪ ,‬وينظر لسان العرب ‪2/66 :‬‬

‫)‪(57‬‬

‫العرف الطيب ‪40 , 1/39 :‬‬

‫)‪(59‬‬

‫معجز احمد ‪1/78:‬‬

‫)‪(58‬‬ ‫)‪(60‬‬

‫معجز احمد‪1/76:‬‬

‫معجز احمد ‪1/80 :‬‬

‫‪70‬‬


‫ثبت المصادر والمراجع ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أدبو العلء المعري ‪ ،‬شاعرا وناقدا ‪ ،‬عبد الغني خماس ‪ ،‬مكتب ة النهض ة دبغداد ‪. 1988 ،‬‬

‫‪.2‬‬

‫اتجاهات النقد الددبي في القرن الخامس الهجري ‪ ،‬د‪ .‬منصور عبد الرحمن ‪ ،‬مكتب ة النجلو المصري ة ‪،‬‬

‫‪.3‬‬

‫التسس النفسي ة للدبداع ‪ :‬د‪ .‬مصطفى تسويف ‪ :‬منشورات جماع ة علم النفس التكاملي ‪ /‬القاهر ة د‪.‬ت‬

‫‪.4‬‬

‫ط ‪ 1977 ، 1‬م ‪.‬‬

‫التس ــاس المعرف ــي لمنظوم ــ ة الدب ــداع ) مقاردب ــ ة لس ـاني ة تداولي ــ ة ( د‪ .‬محم ــد الحن ــاش مجل ــ ة التواص ــل اللس ـاني‬ ‫المجلد العاشر العددان ‪ 1‬و ‪2‬لسن ة ‪ 2001‬م جامع ة المارات العردبي ة المتحد ة ‪.‬‬

‫‪.5‬‬

‫أتساليب البيان في القران ‪ /‬جعفر الحسيني ‪ ،‬مؤتسس ة الطباع ة والنشر ‪ ،‬وزار ة الثقاف ة والعل م ‪،‬‬ ‫وطهران ‪ 1413 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪.6‬‬

‫أتساليب الطلب عند النحويين والبلغيين ‪ ،‬د‪ .‬قيس الوتسي ‪.‬‬

‫‪.7‬‬

‫التسلوب ‪ /‬شكري عباد ‪ ،‬مطبع ة القاهر ة ‪ 1982 ،‬م‪.‬‬

‫‪.8‬‬

‫التسلوب دراتس ة لغوي ة إحصائي ة ‪ /‬د‪ .‬تسعد مصلوح ‪ ،‬دار البحوث العلمي ة ‪ ،‬الكويت ‪. 1980 ،‬‬

‫‪.1‬‬

‫التسلوب والتسلودبي ة ‪ /‬احمد درويش ‪ ،‬مجل ة فصو ل ‪ ،‬مج م ‪ ، 5‬ع ‪ ، 1‬القاهر ة ‪. 1980 ،‬‬

‫‪.2‬‬

‫التسلودبي ة والتسلوب د‪ .‬عبد السل م المسدي الدار العردبي ة للكتاب ‪ /‬ليبيا ـ تونس‪ /‬الطبع ة ‪3/‬‬

‫‪.3‬‬

‫الصو ل في النحو ‪ ،‬لدبي دبكر محمد دبن تسهل السراج النحوي البغ ــدادي )ت ‪316‬هـ( ‪ ،‬تحقيق‬

‫‪.4‬‬

‫أصو ل تراثي ة في اللسانيات الحديث ة ‪ ،‬كريم زكي حسا م الدين ‪ ،‬القاهر ة ‪ ،‬ط ‪ 2001 /3‬م‪.‬‬

‫‪.5‬‬

‫الدكتور عبد الحسين الفتلي ‪ ،‬مطبع ة النعمان ‪ ،‬النجف الشرف ‪ 1973‬م‪.‬‬

‫أصو ل السرخسي محمد دبن احمد السرخسي )ت ‪482‬هـ ( دبيروت ‪ 1973‬م‬

‫‪71‬‬


‫‪.6‬‬

‫أضواء البيان لمحمد المين الشنقيطي ) ت ‪1393‬هـ ( الطبع ة الولى ‪ /‬دبيروت ‪ 1996‬م‬

‫‪.7‬‬

‫القتراح في علم أصو ل النحو ‪ ,‬السيووطي‪ ,‬مطبع ة حيدر آ دباد‪ /‬الدكن ‪ .‬الطبع ة الثاني ة‪1359 ,‬‬

‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬

‫انفتاح النسق اللساني دراتس ة في التداخل الختصاصي د‪ .‬محيي الدين محسب ‪ .‬دار الكتاب الجديد‬ ‫المتحد ة ‪/‬ليبيا ‪/‬وطرادبلس‪/‬الطبع ة الولى ‪ 2008/‬م‬

‫اليضـ ــاح فـ ــي علـ ـو م البلغ ــ ة‪ :‬للخطيـ ــب القزوين ــي ) ت هـ ـ (‪ ،‬تنقيـ ــح د‪ .‬محم ــد عب ــد المنع ــم خفـ ــاجي‪،‬‬

‫الشرك ة العالمي ة للكتاب ‪ ،‬ط ‪ 1989 ، 3‬م ‪.‬‬

‫‪.10‬‬

‫دبناء النص التراثي فدوى مالطي ـ دوجلس ‪ /‬الهيئ ة المصري ة للكتاب ‪ /‬القاهر ة ‪ 1985 /‬م‪.‬‬

‫‪.11‬‬

‫البلغ ة والتسلودبي ة ‪ ,‬نموذج تسيميائي للتحليل ‪ ,‬هنريش دبليت ‪ ,‬ترجم ة الدكتور محمد العمري ‪ ,‬افريقيا‬

‫‪.12‬‬

‫دبني ة اللغ ة الشعري ة ‪ /‬جان كوهين ‪ ،‬ترجم ة ‪ :‬محمد العمري ومحمد الدالي ‪ ،‬دار توب قا ل ‪ ،‬ط ‪ ،‬الدار‬

‫‪.13‬‬

‫تحليل الخطاب الشعري )إتستراتيجي ة التناص ( د‪ .‬محمد مفتاح ‪ /‬المركز الثقـافي العردبـي ‪ /‬الـدار البيضـاء‬

‫‪.14‬‬

‫التعريفات الشريف الجرجاني ) ت ‪816‬هـ ( دار الشؤون الثقافي ة العام ة ‪ /‬دبغداد ‪ 1982‬م‬

‫‪.16‬‬

‫التبيان في شرح الديوان ‪ ،‬لدبي البقاء الكعبري ‪ ،‬تحقيق مصطفى السقا ‪ ،‬إدبراهيم الدبياري ‪ ،‬عبد‬

‫‪.17‬‬

‫تحرير التحبير في صناع ة الشعر والنثر ودبيان إعجاز القرآن ‪ ،‬أدبن أدبي الصبع المصري ت ‪ 654‬هـ ‪،‬‬

‫‪.15‬‬

‫الشرق ط‪/ 1/‬دبيروت لبنان ‪ 1999‬م‬ ‫البيضاء ‪ 1996 ،‬م‪.‬‬

‫‪ /‬المغرب ‪ /‬الطبع ة الثاني ة ‪ 1986‬م‬

‫تهذيب المقدم ة اللغوي ة ~‪ /‬عبد الله العليلي ‪ ) ،‬د‪.‬ط( ‪) ،‬د‪،‬ت( ‪.‬‬

‫الحفيظ شلبي ‪ ،‬دار المعرف ة ‪ ،‬دبيروت ‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬

‫تحقيق حنفي محمد شرف ‪ ،‬القاهر ة ‪ 1963 ،‬م ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬

‫التقديم والتأخير في القرآن الكريم ‪ ،‬أحمد حميد عيسى العامري ‪ ،‬دار الشؤون الثقافي ة العام ة ‪ ،‬دبغداد ‪،‬‬ ‫‪ 1999‬م ‪.‬‬

‫الخصائص ‪ ،‬صـنع ة أدبـي الفتـح عثمـان ادبـن جنـي) ت ‪ 390‬هـ ( ‪ ،‬تحقيـق محمد علـي النجـار ‪ ،‬دار‬ ‫الشؤون الثقافي ة العام ة ‪ /‬دبغداد ‪ /‬الطبع ة الرادبع ة‪ 1990 /‬م‪.‬‬

‫‪.20‬‬

‫جامع العلو م في اصطلحات الفنون عبد الرتسو ل احمد الفكري الطبع ة الثاني ة ‪ /‬دبيروت ‪ 1975‬م‬

‫‪.21‬‬

‫الدراتس ــ ة الحص ــائي ة للتس ــلوب دبح ــث ف ــي المفه ـو م والج ــراء والوظيف ــ ة ‪ :‬التس ــتاذ تس ــعد مص ــلوح ‪ /‬مجل ــ ة‬

‫‪.22‬‬

‫دلئــل العجــاز للمـا م اللغــوي عبــد القــاهر الجرجـاني ‪ .‬حققــه وقـد م لــه د‪ .‬محمــد رضــوان الدايــ ة ود‪ .‬فـايز‬

‫‪.23‬‬

‫الخصائص ‪ /‬ادبن جني أدبو الفتح عثمان ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي النجار ‪ ،‬دار الكتاب العردبي ع‪ ،‬دبيروت‪،‬‬

‫‪.24‬‬

‫دراتسات في علم اللغ ة ‪ ،‬القسم الثاني ‪ ،‬د‪ .‬كما ل محمد دبشر ‪ ،‬دار المعارف دبمصر ‪ 1970‬م‪.‬‬

‫‪.25‬‬

‫دراتسات نقدي ة في النحو العردبي ‪ /‬د‪ .‬عبد الرحمن أيوب ‪ ،‬القاهر ة ‪) ،‬د‪.‬ت(‬

‫‪.26‬‬

‫دلل ة اللفاظ ‪ /‬د‪ .‬إدبراهيم أنيس ‪ ،‬مكتب ة النجلو المصري ة ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬القاهر ة ‪1963 ،‬‬

‫‪.27‬‬

‫دور ة الكلم ة في اللغ ة ‪ /‬تستيفن أولمن ‪ ،‬ترجم ة ‪ :‬د‪ .‬كما ل محمد شبر ن مكتب ة الشباب ‪ ،‬القاهر ة ‪ ،‬ط‬

‫‪.28‬‬

‫ديوان أدبي تما م حبيب دبن اوس الطائي ‪ ,‬دار التردبي ة دبغداد ) د‪ .‬ت (‬

‫‪.29‬‬

‫ديوان أدبي الطيب المتنبي دبشرح الواحدي ‪ ،‬تحقيق فريدرخ دميتريصي ‪ ،‬وطبع في مدين ة دبرلين ‪،‬‬

‫‪.30‬‬

‫ديوان دعبل الخزاعي ‪ .‬دار صادر دبيروت ‪1989‬‬

‫عالم الفكر ‪ /‬وزار ة العل م ‪ /‬الكويت ‪/1989‬المجلد العشرون ‪ /‬العدد الثالث‬ ‫الداي ة‪ .‬دار الفكر ‪ /‬دمشق ‪/‬تسوري ة ‪ 2007/‬م‬ ‫‪ 1997‬م ‪.‬‬

‫‪ 1973 ، 3‬م‪.‬‬

‫‪ 1861‬م ‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫‪.31‬‬

‫ديوان أدبي الطيب المتنبي ‪ ،‬شرح الشيخ البرقوقي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عمر فاروق الطباع ‪ ،‬دار الرقم دبن أدبي‬ ‫الرقم ‪ ،‬دبيروت ‪) ،‬د‪ .‬ت( ‪.‬‬

‫‪.32‬‬

‫ديوان أدبي نيواس ‪ ,‬دار صادر دبيروت ‪1986 ,‬‬

‫‪.34‬‬

‫رتسال ة الملئك ة لدبي العلء أحمد دبن عبد الله المعري ) ت ‪ 449‬هـ ( ‪ ،‬تحقيق لجن ة من العلماء ‪،‬‬

‫‪.33‬‬

‫ديوان عبد اللطيف الصيرفي ‪ ,‬دار صادر دبيروت )د‪ .‬ت (‬

‫منشورات دار الفاق الجديد ة ‪ ،‬الطبع ة الثالث ة‪ /‬دبيروت ‪ 1979‬م‪.‬‬

‫‪.35‬‬

‫تسر الفصاح ة ‪ ،‬ادبن تسنان الخفاجي ‪ ،‬تحقيق عبد المتعا ل الصعيدي ‪ ،‬القاهر ة ‪ 1953 ،‬م ‪.‬‬

‫‪.36‬‬

‫شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬احمد الحملوي ‪ ،‬ط ‪ 2000 ، 2‬م ‪.‬‬

‫‪.37‬‬

‫شرح ادبن عقيل للفي ة ادبن مالك دار الفكر دبيروت‬

‫‪.38‬‬

‫شرح ديوان أدبي الطيب المتنبي لدبي العلء المعري )) معجز أحمد (( تحقيق عبد المجيد دياب ‪ ،‬دار‬

‫‪.39‬‬ ‫‪.40‬‬

‫المعرف ة دبمصر ‪ 1986 ،‬م ‪.‬‬

‫الضرور ة الشعري ة )) دراتس ة لغوي ة نقدي ة (( ‪ ،‬د‪ .‬عبد الوهاب محمد علي العدواني ‪ ،‬مطبع ة التعليم‬

‫العالي ‪ ،‬جامع ة الموصل ‪ 1990 ،‬م ‪.‬‬

‫ظواهر أتسلودبي ة في الشعر الحديث في اليمن دراتس ة وتحليل ‪ /‬د‪ .‬احمد قاتسم ‪ ،‬مركز عبادي للدراتسات‬

‫والنشر ‪ ،‬اليمن ‪ ،‬ط ‪ 1417 ، 1‬هـ ‪ 1996 -‬م‪.‬‬ ‫‪.41‬‬

‫علم الصوات ‪ /‬د‪ .‬كما ل محمد شبر ‪ ،‬دار غريب للطباع ة والنشر ‪ ،‬القاهر ة ‪.‬‬

‫‪.42‬‬

‫علم الدلل ة ‪ /‬احمد مختار عمر ‪ ،‬مكتب ة العرودب ة ‪ ،‬الكويت ‪ 1980 ،‬م ‪.‬‬

‫‪.43‬‬

‫علم لغ ة النص المفاهيم والتجاهات د‪ .‬تسعيد حسن دبحيري ‪ /‬مؤتسس ة المختار للنشر والتوزيع ‪/‬‬ ‫القاهر ة ‪ 2003/‬م‪.‬‬

‫‪.44‬‬

‫العرف الطيب في شرح ديوان أدبي الطيب ‪ ,‬الشيخ ناصيف اليازجي ‪ ,‬تقديم الدكتور عمر فاروق الطباع‬ ‫دار القلم للطباع ة والنشر ‪ ,‬دبيروت لبنان‬ ‫‪74‬‬


‫‪.45‬‬

‫الفتح على أدبي الفتح تأليف محمد دبن احمد دبن فورجـ ة المولـود ‪400‬هـ ‪ ,‬تحقيـق عبد الكريـم الـدجيلي‪,‬‬ ‫وزار ة العل م الجمهوري ة العراقي ة‪ /‬دبغداد ‪ 1974‬م‪.‬‬

‫‪.46‬‬

‫قاموس اللسانيات د‪ .‬عبد السل م المسدي ‪ /‬الدار العردبي ة للكتاب ‪ 1984/‬م‬

‫‪.47‬‬

‫القي ــاس والس ــماع ف ــي مص ــادر الفع ــا ل الثلثي ــ ة عن ــد الق ــدامى ‪ /‬ص ــبيح الش ـاني ‪ ،‬مجل ــ ة الم ــورد ‪ ،‬مجل ــ ة ‪:‬‬

‫‪.48‬‬

‫الكت ـ ــاب ‪ ،‬لدبـ ــي دبشـ ــر عمـ ــرو دبـ ــن عثمـ ــان دبـ ــن قنـ ــبر ‪ ،‬تسـ ــيبويه ‪) ،‬ت ‪180‬هـ ــ(‪ ،‬تحقيـ ــق عبـ ــد السـ ـل م‬

‫‪.49‬‬

‫الكشف عن مساوئ شعر المتنبي ‪ ،‬الصاحب أدبو القاتسم إتسماعيل دبن عباد ت ‪ 385‬هـ ‪ ،‬تحقيق‬

‫‪.50‬‬

‫كشف المشكل في النحو ‪ :‬لعلي دبن تسليمان الحيدر ة اليمني )ت هـ (‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬هادي عطي ة مطر‬

‫‪.51‬‬

‫اللسانيات وآفاق الدرس اللغوي د‪ .‬احمد محمد قدور ‪ .‬دار الفكر المعاصر ‪/‬دبيروت لبنان ‪/‬دار‬

‫‪.52‬‬

‫اللسانيات والدلل ة ) الكلم ة ( دراتس ة لغوي ة ‪ ،‬د ‪ .‬منذر عياشي ‪ ،‬ط ‪ 1‬مركز النماء الحضاري‪،‬‬

‫‪.53‬‬

‫اللسانيات واللغ ة العردبي ة نماذج تركيبي ة ودللي ة ‪ ،‬د ‪ .‬عبد القادر الفاتسي الفهري ‪ ،‬دار الشؤون الثقافي ة‬

‫‪.54‬‬

‫اللسانيات واللغ ة العردبي ة د‪ .‬عبد السل م المسدي ‪ /‬من إصدارات مركز الدراتسات والدبحاث ‪ /‬تونس‬

‫‪ ، 7‬ع ‪ ، 3‬دبغداد ‪ 1978 ،‬م‪.‬‬ ‫هارون ‪ ،‬دبيروت ‪) ،‬د‪.‬ت(‪.‬‬

‫محمد آ ل ياتسين ‪ ،‬مطبع ة المعارف ‪ ،‬دبغداد ط ‪ 1965‬م ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مطبع ة الرشاد ‪ ،‬دبغداد ‪. 1984 ،‬‬

‫الفكر ‪ /‬دمشق ‪/‬تسوريا ‪/‬الطبع ة الولى ‪ 2001‬م‬ ‫حلب ‪ 1996‬م‪.‬‬

‫العام ة ‪ ،‬افاق عردبي ة ‪ ،‬دبغداد )ت ‪ .‬د ( ‪.‬‬

‫‪/‬د‪.‬ت‬

‫‪.55‬‬

‫اللغ ة والمعنى والسياق جون لينز‪ .‬ترجم ة عباس صادق الوهاب ‪ /‬الطبع ة الولى ‪ /‬دبغداد ‪ 1987‬م‬

‫‪.56‬‬

‫اللغ ة ‪ /‬جوزيف فندريس ‪ ،‬تعريب ‪ :‬عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص ‪ ،‬مكتب ة التجاه‬

‫المصري ة ‪ ،‬القاهر ة ‪ 1950 ،‬م‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫‪.57‬‬

‫اللغ ة العردبي ة معناها ومبناها ‪ /‬د‪ .‬تمانم حسان ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهر ة ‪ 2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪.58‬‬

‫المتنبي دبين ناقديه في التقديم والحديث ‪ ،‬د‪ .‬محمد عبد الرحمن شعيب ‪ ،‬دار المعارف دبمصر ‪ ،‬القاهر ة‬

‫‪.59‬‬

‫‪ 1964‬م ‪.‬‬

‫المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ‪ ،‬ادبن الثير ‪ ،‬تحقيق أحمد الحوفي دبدوي وطبان ة ‪ ،‬دار‬

‫الرفاعي ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط ‪ 1983 ، 2‬م ‪.‬‬

‫‪.60‬‬

‫مدخل إلى علم مدخل إلى علم الدلل ة د‪ .‬تسالم شاكر ‪/‬‬

‫‪.61‬‬

‫مسائل في الدبداع والتصور ‪ .‬جما ل عبد الملك ادبن خلدون ‪ .‬دار الجيل دبيروت ‪/‬ط‪1/1991/‬‬

‫‪.62‬‬

‫المصطلح اللسني العردبي وضبط المنهجي ة د‪.‬احمد محتار عمر ‪/‬مجل ة عالم الفكر ‪ /‬وزار ة العل م ‪/‬‬

‫‪.63‬‬

‫الكويت ‪/1989‬المجلد العشرون ‪ /‬العدد الثالث‬

‫معاني الدبني ة في العردبي ة ‪ /‬د‪ .‬فاضل صالح السامرائي ‪ ،‬تساعدت جامع ة دبغداد على نشره ‪،‬‬

‫‪ 1981 – 1980‬م‪.‬‬ ‫‪.64‬‬

‫معيار العلم ‪ /‬لدبي حامد الغزالي ‪ ،‬دار الكتب العلمي ة ‪ ،‬دبيروت ‪ ،‬ط ‪ 1990 ، 1‬م‪.‬‬

‫‪.65‬‬

‫مغنــي اللــبيب عـن كتـب العـاريب ‪ ،‬ادبـن هشـا م النصـاري )تـ ‪ 761‬هـ (‪ ،‬حققـه وفصــله وضــبط غرائبـه‬

‫‪.66‬‬

‫المفاهيم معالم د‪ .‬محمد مفتاح ‪ /‬الطبع ة الولى ‪ /‬المركز الثقافي ‪ /‬الدار البيضاء ‪ 1999‬م‬

‫‪.67‬‬

‫المقتضب ‪ /‬لدبي عباس المبرد ‪ ،‬غ ‪ :‬عبد الخالق محمد عظيمه ‪ ،‬القاهر ة ‪ 1994 ،‬م‬

‫‪.68‬‬

‫المملك ة السوداء ‪ ،‬قصص ) محمد خضير ( ‪ ،‬منشورات دار الجمل ‪ ،‬كولونيا – المانيا ‪،‬‬

‫‪.69‬‬

‫من أثر اللسانيات في الدرس اللغوي العردبي ومناهجه ‪ ،‬احمد محمد قدور ‪ ،‬المجل ة العردبي ة للعلو م النساني ة‬

‫محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬ط ‪ ،‬مطبع ة المدني‪ ،‬القاهـر ة‪ )،‬د‪ .‬ت‪( .‬‬

‫‪ 2005‬م‪.‬‬

‫مجلد ‪ ، 5‬دمشق ‪ 1986‬م‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫‪.70‬‬

‫من أتسرار اللغ ة د إدبراهيم أنيس ‪ ,‬مكتب ة النجلو المصري ة الطبع ة الخامس ة‪ .‬القاهر ة‪ 1975.‬م‬

‫‪.71‬‬

‫منهاج البلغاء وتسراج الددباء ‪ ،‬حاز م القروطاجني ‪ ،‬تحقيق محمد دبن الحبيب دبن الخوج ة ‪ ،‬دار الكتب‬

‫‪.72‬‬ ‫‪.73‬‬ ‫‪.74‬‬

‫الشرقي ة ‪ ،‬تونس ‪ 1966 ،‬م‬

‫منهج البحث اللغوي دبين التراث وعلم اللغ ة الحديث د‪ .‬علي زوين ‪ ،‬دار الشؤون الثقافي ة العام ة ‪ ،‬دبغداد‬

‫‪ 1986‬م ‪.‬‬

‫المنهج التوليدي والقياس ‪ ،‬د‪ .‬صلح الدين صالح حسنين ‪ ،‬مجل ة الفيصل ‪ ،‬العدد ‪، 124‬‬

‫‪ 1978‬م‪.‬‬

‫الموضح في شعر أدبي الطيب تصنيف أدبي زكريا دبن علي التبريزي ) ت ‪502‬هـ( الجزء الرادبع دراتس ة‬

‫وتحقيق د‪ .‬خلف رشيد نعمان ‪ ,‬دار الشؤون الثقافي ة ‪,‬دبغداد ‪ 2004‬م‬

‫‪.75‬‬

‫النص اللغوي دبين السبب والمسبب دراتس ة تطبيقي ة د‪ .‬نهاد فليح العاني‬

‫‪.76‬‬

‫نظر ة أولي ة في منهجي ة البحث اللساني ‪ ،‬د‪ .‬منذر عياشي ‪ ،‬مجل ة الفيصل ‪ ،‬العدد ‪، 63‬‬

‫‪.77‬‬

‫النظري ة اللساني ة والشعري ة في التراث العردبي من خل ل النصوص ‪ ،‬عبد السل م المسدي وآخرين ‪ ،‬الدار‬

‫‪.78‬‬

‫النقد اللغوي عند العرب ‪ ,‬د نعم ة رحيم العزاوي ‪,‬مطبوعات وزار ة الثقاف ة والفنون ‪ ,‬الجمهوري ة العراقي ة ‪,‬‬

‫‪.79‬‬

‫همــع الهوامــع فــي شــرح الجوامــع ‪ ،‬جل ل ال ـدين الســيووطي )ت ‪911‬ه ـ ( الجــزاء ) ‪ -2‬ـ ‪ ( 6‬تحقيــق‬

‫‪.80‬‬

‫الوجيز في أصو ل فقه اللغ ة محمد النطاكي ‪ /‬الطبع ة الثالث ة ‪ /‬حلب ‪ 1969‬م‬

‫‪.81‬‬

‫الوتس ــاوط ة دبي ــن المتن ــبي وخص ــومه للقاض ــي عب ــد العزي ــز الجرجـ ـاني ) ‪392‬هـ ـ ( ‪ ،‬تحقي ــق محم ــد أدب ــو‬

‫‪.82‬‬

‫‪ 1982‬م‪.‬‬

‫التونسي ة للنشر ‪ 1988 ،‬م‪.‬‬

‫دار الحري ة للطباع ة ‪ .‬دبغداد ‪ 1978 .‬م‪.‬‬

‫الدكتور عبد العا ل تسالم مكر م ‪ ,‬دار البحوث العلمي ة‪ ,‬الكويت ‪ 1980 ،‬م‪.‬‬

‫الفضل إدبراهيم وعلب محمد البجاوي ‪ ،‬عيسى البادبي الحلبي‪ ،‬مصر ‪ 1966‬م‪.‬‬

‫الوصفي ة في الدراتسات العردبي ة ‪ ،‬محمد صلح الدين دبكر ) دبحث منشور على شبك ة النترنت‬

‫‪77‬‬


Dictionary of language and linguistics .hartmann,p.in h.

.83

replik (1978 a) the importance of language . maxblack ( spectrum

.84

book,1962)

78


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.