ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ أي دﺧﻮل ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻹﺣﺘﺠﺎج اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ واﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ؟ إﻋﺪاد :ﻋﺒﺪه ﺣﻘﻲ
ﻣﻠف ﺣول اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أي دﺧول ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ زﻣن اﻹﺣﺗﺟﺎج اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﻟﺛورات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ؟ إﻋداد :ﻋﺑده ﺣﻘﻲ ﺗﻘدﯾم: ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﺳؤال اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب أن طرح ﺑﺎﻟﺣدة واﻹﻟﺣﺎح اﻟﺗﻲ ﯾطرح ﺑﮭﻣﺎ ھذه اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﻧدﺷن دﺧوﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣوﺳوﻣﺔ ﺑﻧزول اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐرب اﻟﺣدﯾث إﻟﻰ اﻟﺷﺎرع إﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوزارة اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾرھﺎ ورﻋﺎﯾﺗﮭﺎ وﻣوﺳوﻣﺔ ﻛذﻟك ﺑﺗﺻوﯾت اﻟﺷﻌب اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ إﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺣﺗﺟﺎﺟﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ وأﺧﯾرا ﻓﻲ ﻏﻣرة ھذه اﻟﺛورة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدة وھذا اﻟﻌﺻﯾﺎن اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﻣﺎزال ﯾﺻرﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻘوﯾض ﺗﻣﺎﺛﯾل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﯾدت ھﯾﺎﻛل ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠط واﻹﺳﺗﺑداد ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻛﺑﺢ اﻟﻣﺷروع اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎدم رؤﺳﺎؤھﺎ ﻋﻠﻰ ظﮭراﻟدﺑﺎﺑﺔ… وإذا ﻛﺎن اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻛل أﻧﻣﺎطﮫ )ﺛورﯾﺎ أوﻋﺿوﯾﺎ أوﺗﻘﻧﯾﺎ ( رﻗﻣﺎ ﺣﺎﺳﻣﺎ وأﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾرﻓﻲ اﻟﻣﺷروع اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣطروح اﻟﯾوم ھو :ﻣﺎﻟذي ﯾﻔﺳرﺧﻔوت ﺻوﺗﮫ وﺗوارﯾﮫ ﻋن ﻣواﻗﻔﮫ اﻟطﻠﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﮭودة ..؟؟ ﻓﮭل ظﮭوروﺳﺎﺋط ﺗواﺻل ﺟدﯾدة واﻹﻧﻔﺟﺎراﻟﻛﺑﯾرﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﺑﻣﺎ أﺗﺎﺣﺗﮫ ﻣن ﺗﻛﺳﯾرﻟﻠﺟداراﻟﺑرﻟﯾﻧﻲ اﻟراﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻗد ﺟﻌﻠت اﻟﻣواطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﻗﺎدرا ﺑذاﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻌﺑﯾرﻋن رﻓﺿﮫ ﺑواﺳطﺔ أﺳﻧﺎد ﺣدﯾﺛﺔ )ﻣدوﻧﺎت ،ﯾوﺗوب ،إس إم إس ،ﻓﯾس ﺑوك ،ﺗوﯾﺗر ،رﺳﺎﺋل إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ..إﻟﺦ( ﺗﺟﺎوزت ﺣﺎﺟﺗﮫ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إﻟﻰ دوراﻟﻣﺛﻘف اﻟرﯾﺎدي وﺻوﺗﮫ اﻟﻣﺗﻣﯾزﻛوﺳﯾط ﻟﻠﺗﻌﺑﯾراﻟراﻓض ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ… ﻓﻲ ھذا اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺎوج اﻟﯾوم وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ھذه اﻟﺣﻣوﻟﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻧطرح ﺳؤاﻟﻧﺎ ﺣول ﺗوﻗﻌﺎت اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدﺑﺎء واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن آﻣﻠﯾن أن ﺗﻛون ﻣﺳﺎھﻣﺎﺗﮭم ﻗد أﻧﺎرت ﺑﻌض اﻟزواﯾﺎ اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻓﯾﮫ.
اﻟﺪﻛﺘﻮرﻣﺤﻤﺪ وﻗﯿﺪي ھﺬا اﻟﺘﺮاﻛﻢ أﻣﺮ إﯾﺠﺎﺑﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ
اﻟدﻛﺗورﻣﺣﻣد وﻗﯾدي ھذا اﻟﺗراﻛم أﻣر إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ﻣن أﺟل ﺣﻛم ﻣوﺿوﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﯾﺗطﻠب ﺗﻘدﯾم ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻌطﯾﺎت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻛﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺑﯾن ﻛم اﻹﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻌﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻔﻛر واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ .ﯾﺻﻌب إﺻدار ﺣﻛم ﻣﺿﺑوط ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ھذه اﻟﻣﻌطﯾﺎت أو ﺿﻌﻔﮭﺎ .واﻟﻌذر ﻟدﯾﻧﺎ أن Page 1
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ ﻣﺎﺳﻧﻌﺑر ﻋﻧﮫ ﻣن اﻧطﺑﺎﻋﺎت ﺻﺎدر ﻋن ذات ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮫ .إذا أﺧذﻧﺎ اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣدى زﻣن طوﯾل ،ﻧﻼﺣظ أن ھﻧﺎك ﺗراﻛﻣﺎ ﻣﺗزاﯾدا ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب .ﻧﺑﻧﻲ ھذا اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎﻛﻧﺎ ﻧﻼﺣظﮫ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺑﻼد ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻋدد اﻟﻣﺳﺎھﻣﯾن ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري واﻷدﺑﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﺣدودا ،وﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﺗﺄﻟﯾف ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮫ ﻗﻠﯾﻼ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس إﻟﻰ ﺑﻠدان أﺧرى .ﻛﺎن اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻗﺎرﺋﯾن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻹﻧﺗﺎﺟﺎت ﻏﯾرھم ،ﺑل وﺣﺗﻰ اﻟﻛﺗب اﻟﻣدرﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻧت آﺗﯾﺔ ﻣن ﺑﻠدان ﻋرﺑﯾﺔ أﺧرى .وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ،ﺣﺗﻰ وإن اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﻧﺳﺑﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻧدﻧﺎ ھﻲ أﻗل ﻣﻣﺎ ھو ﻣﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺑﻠدان أﺧرى ،ﻓﺈن ﻋدد اﻟﻛﺗﺎب ﺗزاﯾد ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ ،ﺑﺣﯾث إﻧﮭم أﺻﺑﺣوا ﯾﺷﻛﻠون ﻓﺋﺔ ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﻐرب ﻣﺛﯾﻼ ﻟﮭﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛم ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧﮫ اﻟﺳﺎﺑق .ﺗﻧﺑﺋﻧﺎ ﻋن ھذا اﻷﻣر زﯾﺎرة اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت واﻟﺧزاﻧﺎت اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣﻧﺎ ﻧﺟد ﻟﮭﺎ ﺣﺿورا ﻣﻠﺣوظﺎ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻛل ﻣﺟﺎﻻت اﻹﺑداع واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ .ھذا ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﺑﺎدرة ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺑر اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻣن ﻣظﺎھر اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي واﻹﺑداع اﻟذي ﯾﺻل إﻟﻰ ﻗطﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻘراء .ھذا اﻟﺗراﻛم أﻣر إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ﻣن أﺟل ﺣﻛم ﻣوﺿوﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب .ﻟﻛن ھﻧﺎك ﺷرطﯾن ﻻزﻣﯾن ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗطور .اﻷول ھو أن اﻟﺗراﻛم ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣوار داﺧﻠﻲ ﯾﺑرز ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗراﻛم وإﺿﺎﻓﺎﺗﮫ ،واﻟﻘﺎﻧﻲ ھو ﺳن ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ أﻛﺑر ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ورواﺟﮫ داﺧل اﻟﻣﻐرب وﺧﺎرﺟﮫ .اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻧﺎول أوﺳﻊ ﻣن ھذا ،وﻟﻛن اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك أﻣر إﯾﺟﺎﺑﻲ.
اﻟﺪﻛﺘﻮرة زھﻮرﻛﺮام اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ…ﻓﻲ اﻟﻌﺘﺒﺔ
اﻟدﻛﺗورة زھورﻛرام اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ…ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺔ ﻗﺑل اﻟرﺑﯾﻊ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑدأت ﺗظﮭر ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ إﺷﺎرات ﻗوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠل ﺗدﺑﯾر اﻟﻘطﺎع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب .ﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﮫ إﻣﺎ ﺑدﻋوات ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻟﻘﺎءات ﻣﻔﺗوﺣﺔ ،أو ﺑﺎﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﻣن أﺟل اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ،ﻋﺑر وﻗﻔﺎت اﺣﺗﺟﺎﺟﯾﺔ ،أو ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋن أﺷﻛﺎل اﻟﺧﻠل ،ﻧﺎھﯾك ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗدﻣر اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﮭﺎ ﻛل اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟذي ﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾر وﺟد ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻗد أﺻﺎﺑﮭﺎ اﻟﺷﻠل واھﺗرأت ،ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل ﻛﺛﯾرة ﺗدﻋو إﻟﻰ وﻗﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ وﺟرﯾﺋﺔ ﻣﻊ اﻟذات ،ﻟﻛن ﻣن ﺣﺳن اﻟﺣظ أن اﻟوﺳﺎﺋط اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻛﺎﻧت أﻓﻘﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺎ أﻣﺎم ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﮫ وأﻓﻛﺎره وﺻوﺗﮫ . ؟؟؟. ﻟم ﺗﺟد أﻏﻠﺑﯾﺔ ھذه اﻟدﻋوات – ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺗﻠك اﻟﺗﻲ اﺗﺧذت اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣطﻠﺑﻲ – اﻵذان اﻟﺻﺎﻏﯾﺔ ،وﻟﮭذا ﺗراﺟﻌت أو ﺧﻔت ﺻوﺗﮭﺎ ،وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ أزﻣﺔ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺳﺑب ﺗﺎرﯾﺦ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺗﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻗﯾﻣﺔ وطﻧﯾﺔ ﺗﺗﺳﻊ ﻟﻠﻛل ،أزﻣﺔ اﻟﺣﺿور اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﮭد اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺗﺗﻌﻣق أﯾﺿﺎ ﻣﻊ اﻟرﺑﯾﻊ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ، وﻣﻊ اﻻﺣﺗﺟﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﮭﺎ اﻟﺷوارع اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻛراﻣﺔ وﺗﺣﺻﯾن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺔ ﺑﺗﻔﻌﯾل اﻟﻘواﻧﯾن ،وإﺳﻘﺎط اﻟﻔﺎﺳدﯾن ﻣن ﺗدﺑﯾر اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن دور اﻟﻣﺛﻘف ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻧﻌطف اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،وﻣوﻗﻔﮫ اﻟواﺿﺢ ،وﻣوﻗﻌﮫ ﻣن اﻷﺣداث ،وﻛﯾف ﯾﺣﻠل ﺧطﺎب اﻟﺷﺎرع اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻋﺎﻣﻼ ﻗوﯾﺎ ﻓﻲ ﺗدﺑﯾر آﻓﺎق اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،وﻛﯾف ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،وﺣرﻛﺎت اﻻﺣﺗﺟﺎج ،وأﻓق اﻟﻣﻐرب ﻣﻊ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ .ﻣﺎ ﻧﻌﯾﺷﮫ ﻣن اﻟﺗﺑﺎﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﻘﯾم ،وﻣﺎ ﻧﺳﻣﻌﮫ ﻣن ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت واﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ اﻵراء وھﻲ ﺗﺣﺎول أن ﺗﻣﺎرس ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع أو وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﺗﺗطﻠب اﻧﺧراطﺎ ﻣﺳؤوﻻ ﻟﻠﻣﺛﻘف اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟراﺋﺟﺔ ،وﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻔﺎھﯾم ،واﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺑﺄﻓق ﻣﻔﺗوح ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل أﻛﺛر ﻛراﻣﺔ ﻟﻠﻣواطن اﻟﻣﻐرﺑﻲ.ﻟﮭذا ،أﻋﺗﺑر أن اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ھذه اﻟﺳﻧﺔ -ﻣﻊ ﺗﺣﻔظﻲ داﺋﻣﺎ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻷن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﯾﺳت ﻛﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺣزﺑﻲ ،وإﻧﻣﺎ ھﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺷﻐﺎل داﺋم -ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ وﻗوﯾﺎ وﺣﺎﺿرا ﺑﻘوة ﻓﻲ اﻟﻣﺷﮭد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ وأﯾﺿﺎ اﻟﻌرﺑﻲ ،وﺑﻌودة اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﮭد اﻟﻌﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾﻼت ورؤى ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﺟرﯾﺋﺔ وﺻرﯾﺣﺔ وإﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،ﺑدون ﻣزاﯾدات ،وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺗورط ﻓﻲ ﻣطﺑﺦ اﻷﺣزاب، وﻗرﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺛﻘف ﻓﻲ اﻟﻔﻌل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺑﺄن ﯾﻛون ﺻوﺗﺎ ﻣﻧﯾرا ﻟﻠطرﯾق ﺑﺎﻟﻘراءة اﻟواﺿﺣﺔ واﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ، واﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺟرﯾﺋﺔ ﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﯾﻌﯾد ﻟﻠﺳؤال اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺻداﻗﯾﺗﮫ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ، وﯾﺳﺗرﺟﻊ ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﮫ .اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺗﺑﺔ ،إﻣﺎ اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺟوھرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻐرب وﻣﺣﯾطﮫ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ واﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻘوة ﻓﻌل اﻟﺷﺎرع اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟذي أرﺑك اﻟﻣﺄﻟوف ،وأﻧﺗﺞ ﺧطﺎﺑﺎ واﺿﺣﺎ ﺑدون ﻣﻧﺎورة ،أو أﻧﮫ ﺳﯾﻔوت ﻋﻠﯾﮫ Page 2
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ ﻓرﺻﺔ اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ اﻟوﺟدان اﻟﺷﻌﺑﻲ ،وﯾﻛون ﺑذﻟك ،ﻗد أﻋﻠن اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﮫ ﻣن ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ .ﻓﮭل ﺗﻣﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺟرأة ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣرآة
اﻟﺪﻛﺘﻮرإدرﯾﺲ ﻛﺜﯿﺮ ﻛﯿﻒ ﯾﺮى اﻟﻤﺜﻘﻒ اﻟﻤﮭﺘﻢ ﺑﺎﻟﺪرس اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ
اﻟدﻛﺗورإدرﯾس ﻛﺛﯾر ﻛﯾف ﯾرى اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻣﮭﺗم ﺑﺎﻟدرس اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻻ ﻧﻣﻠك ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﻘﻠﯾدا ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﺑﺎﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ .ﻓﻛل اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟوازﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻛﻠﺑﻧﺎن واﻟﻛوﯾت وﻣﺻر ﻻ ﺗدﻋﻲ ھذا اﻟﺗﻘﻠﯾد .وﺣﺗﻰ ﻣﻌﺎرض اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻣﻌرض اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء)اﻟﻣﻐرب( ﻣﻌرض ﻟﺑﻧﺎن وﻣﺻر ﻻ ﺗﺷﻛل دﺧوﻻ واﻓﺗﺗﺎﺣﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻧﻠﻣﺳﮫ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻣﺛﻼ ﺣﯾث ﺗﺗﻧﺎﻓس دور اﻟﻧﺷر ﻋﻠﻰ ﻋرض ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﮭﺎ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑدءا ﻣن ﺷﮭر ﺳﺑﺗﻣﺑر ) أﯾﻠول( ﻓﻲ ﻛل ﺳﻧﺔ ﺣﯾث ﺗرﺻد ﺟواﺋز ﻋدة ﻟﻠﺗﺑﺎري واﻟﺗﺳﺎﺑق .وﺗﻧظم وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻘﺎءات وﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ذات اﻟﺷﺄن. ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ ﻻ ﺗﺳﯾر وﻓق ھذه اﻟروزﻧﺎﻣﺔ .ﯾﺑدو أﻧﮭﺎ ﺗﺧﺑط ﺧﺑط ﻋﺷواء .ﻓﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ھذه اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﺑرﺑﯾﻊ اﻟﺛورات اﻟﻌرﺑﯾﺔ. اﻟﺣراك اﻟﺟﻣﺎھﯾري اﻷﺧﯾر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺛورة ﺷﻌﺑﯾﺔ ﺷﺑﺎﺑﯾﺔ).ﻧﺟﺣت ﻓﻲ اﻗﺗﻼع رﻣوز اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺗوﻧس /وﻣﺻر( .ﺧﻣﯾرة ھذه اﻟﺛورة ھﻲ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠم اﻟﻣﺛﻘف و اﻟﻌﺎرف ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،واﻟﺗواﺻل ﻋﺑر اﻟﻧﯾت ):ﯾوﺗوب ﻓﺎﯾﺳﺑوك ،ﺗوﺗﯾر .(..ﺷﺑﺎب ﯾﺗواﺻل ﻋﺑر ﻛل اﻟﻠﻐﺎت ﯾﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت وﯾﺧﺗﺻرھﺎ..وﻻ ﯾؤﻣن ﺑﺎﻟزﻋﺎﻣﺔ اﻟﻛﺎرﯾزﻣﯾﺔ ،وﯾﻌﺗﻘد أن اﻟﺗﻧظﯾم أﯾﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب أوﻻ أن ﯾﻔﺳﺦ) ،إرﺣل( ﻟﯾﻌﺎد ﺑﻧﺎؤه ﻣن ﺟدﯾد وﺑﺷﻛل آﺧر ﻷﻣد طوﯾل..أﻛﺑر ﺧطر ﯾﮭدد ھذه اﻟﺛورة ھو اﻹﻟﺗﻔﺎف ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟﺑﮭﺎ وآﻓﺎﻗﮭﺎ)..ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ إﻟﻰ ﺣد اﻵن ﻓﻲ ﻣﺻر وﺗوﻧس ،وﻛﻣﺎ ﯾﺑدو أﻧﮭﺎ ﻧﺟﺣت ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات..). اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺣﻛرة أو اﻹﺣﺗﻘﺎر ) اﻟﺑوﻋزﯾزي( واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن “ اﻟﺣرﯾك“ ) إﺣراق اﻟذات ﻛﺎﺣﺗﺟﺎج(..ﺟﺎءت اﻟﺛورة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺷﺑﺎﺑﯾﺔ .ﻓﮭﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ “ اﻟﻧﺎﯾﺿﺔ“ وھو ﻣﻔﮭوم ﻻ ﯾﺗرﺟم اﻟﻧﮭﺿﺔ ﻓﻘط ﻛﻣﺎ ﻓﮭﻣﮭﺎ وطﺑﻘﮭﺎ رواد اﻟﻧﮭﺿﺔ) اﻟطﮭطﺎوي ﻗﺎﺳم أﻣﯾن، ﻣﺣﻣد ﻋﺑده (..وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﺟﺎوزھﺎ ﻧﺣو “ ﻧﮭﺿﺔ “ ﺟدﯾدة ﺗﺗﻌدى اﻟﺑﻌد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻠﮫ اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﻟﺗﺗﺑﻧﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﺗﻧﮭل ﻣن اﻟﮭﯾب ھوب واﻟراب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﯾن ﻣﺻﺎدر ﻓﻧﮭﺎ ،وﻣن اﻟﻐﻧﺎء أو “ اﻟﺣﺎﯾﺣﺔ“ دواﻋﻲ ﺗﺄﺟﯾﺟﮭﺎ ) ﯾﺎ ﻣﺻر ھﺎﻧت وﺑﺎﻧت ) (..اﻣﻧﯾن ﻓﮭﻣﺗﻧﺎ (..و ﻣن اﻟﻔﺎﯾﺳﺑوك أﺳﺑﺎب ﺗواﺻﻠﮭﺎ. ﻻ ﻣﻌﻧﻰ إذن ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻻ ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺗﻘﻠﯾد ﻋرﺑﻲ ﺛﻘﺎﻓﻲ اﻵن ،واﻟﺣراك اﻟﺷﺑﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﮫ..ﺑداﯾﺔ ﺣراك ﻻ ﯾﻧﻲ ﯾﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﺑرادﯾﻐﻣﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﺟواراﺗﮭﺎ.. ﻟﻘد ﻏﺎب اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ رﻏم ﺣﺿوره ) ﺟﺎﺑرﻋﺻﻔور( ،وﺣﺿر ﻣﺛﻘف ﺷﺎب ﯾﺗﻘن ﻟﻐﺔ اﻟﻧﯾت واﻟﺑرﻣﺟﺔ واﻟﺗواﺻل..وواﻛب ﻣﺛﻘف آﺧر اﻟﺣراك واﻧﺧرط ﻓﯾﮫ ) ﻋﻼء اﻷﺳواﻧﻲ( واﺳﺗوﻋب اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻌﺿوي ﺑﻌض اﻟﺻور اﻟﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣظﺎھرات 20ﻓﺑراﯾر ﺑﺎﻟﻣﻐرب: ﺻورة إﺣدى اﻟﻣﺗظﺎھرات ﻣن ﻋﺷرﯾن ﻓﺑراﯾر وﻣﺎرس ﻋﻠﻰ ﻗﻣﯾص أﺑﯾض ﺑﺄﺣرف ﺳوداء: I dont need sex ! Gouvernment fuck me Every day ﻟﯾﺳت ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻧس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺿﺎﺟﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﻛل ﯾوم! ﯾﯾس! Page 3
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﻛل اﻟوزارات ﺗﺿﺎﺟﻌﻧﺎ ﻣﻧذ اﻟﻘدم واﻟﺳﻠطﺎت ﻛﻠﮭﺎ اﻵن وأﻣس. اﻟﺷﺎﻋر إدرﯾس اﻟﻣﻠﯾﺎﻧﻲ) ( ﻟم ﯾﻌد اﻟﺗﺄطﯾر وﺗﺷﻛﯾل اﻟوﻋﻲ واﻟﻣد اﻟﺛوري ﯾﻘوم ﺑﮫ ﻓرد واﺣد وﻻ ﻗﯾﺎدة ﻣوﺣدة إﻧﻣﺎ ھﻲ ﻣﻔﺎھﯾم ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻧﺧرﺗﮭﺎ اﻹﻧﺗﮭﺎزﯾﺔ واﻟوﺻوﻟﯾﺔ واﻟﮭروﻟﺔ وﻗﻠب اﻟﻘﯾم :ﺑﺣﯾث ﺑﺎت اﻟﺟﻼد ﻣﻧﺎﺿﻼ واﻟﻣﺛﻘف ﻣﺧﺑرا وﻣﻧظم اﻟﺣﻔﻼت ﻣﺛﻘﻔﺎ -ﻟذا ﻓﺷﻌﺎر اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟذي ھو “ إرﺣل“ ﻻ ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻵﺧر ) اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر ،اﻟﻌوﻟﻣﺔ)… إﻧﻣﺎ ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟذات أو إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻟذات اﻟذي ﯾﺣﻛﻣﻧﺎ)اﻟزﻋﯾم ،اﻟﻔﺳﺎد ،اﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ(..ﯾﺟب اﻟﺗﺣرر ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺑل اﻟذات ﻟﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺣﺎور ﻣﻊ اﻵﺧر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد. ﻟﻘد اﺗﺿﺢ ﺑﺎﻟﻣﻠﻣوس أن اﻵﺧر) أورﺑﺎ ﺧﺻوﺻﺎ( ﻻ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻧﺎ إﻻ ﺑﻘدر إﺣﺗراﻣﻧﺎ ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ..وﺑﻘدر ﻣﺻﻠﺣﺗﮫ )وھذا أﻣر ﻣﻔﮭوم).. ﻓﺣﯾن ﻧﻧﺎدي ﺑﻘﯾم اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ) اﻟﺣرﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺎواة ،اﻷﺧوة( ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻔرﻧﺳﺎ أن ﺗﺗﻧﻛر ﻹﻧﺳﯾﺗﻧﺎ وﻛوﻧﯾﺗﻧﺎ ) رﻏم أن ﻓﻠول اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر ﺣﺎوﻟت ذﻟك ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺛورة ﺗوﻧس :أﻟﯾو ﻣﺎري ﻣﺛﻼ..(..ﻓﺎﻟﻧزﻋﺔ اﻹﺳﺗﺷراﻗﯾﺔ ﻧﺎﻟت ﺣﺿﮭﺎ ﻣن اﻟﻧﻘد واﻟﻔﺣص ) إدوارد ﺳﻌﯾد ،اﻟﺧطﯾﺑﻲ (..واﻹﻋﺗراف ﺑﻧﺎ ﻻ ﻛﺄﻧظﻣﺔ وإﻧﻣﺎ ﻛﺷﻌوب ﺑدأ ﻣﻊ ھذه اﻟﺛورة اﻟﺷﺑﺎﺑﯾﺔ :ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ) :ﻓﻲ اﻟﻣﮭرﺟﺎن اﻷﺧﯾراﻟﻌﺎﺷر ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻛﺎن ﺗم اﻹﻋﺗراف ﺑﯾﺳري ﻧﺻر ﷲ ﻣن ﻣﺻر( ،وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ھﻧﺎك أھﻣﯾﺔ اﻟراب اﻟﻌرﺑﻲ ) ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و ھوﻻﻧدا (..ﺛم ﺗرﺟﻣﺔ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ) أوﻻد ﺣﺎرﺗﻧﺎ /ﻋﻣﺎرة ﯾﻌﻘوﺑﯾﺎن).. وﻋﻠﯾﮫ إﻣﺎ أن ﻧﻛون ﻣﻊ أو ﺿد ھذا اﻟﺣراك اﻟﺛوري .ﻛل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻘول ﺑﺄطروﺣﺔ اﻟﻣؤاﻣرة واﻟدﺳﺎﺋس وﺗﻔﺗﻌﻠﮭﺎ .وﻻ أﺣد ﯾﺻدﻗﮭﺎ ) ﻛﺎﻣﯾرات اﻟﻣﺣﻣول ﺗﻛذب ذﻟك( وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ أن ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻣطﺎﻟب ﺷﺑﺎﺑﮭﺎ ﻷن ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إزاﺣﺔ وﺳﻘوط ﻷرﻛﺎن اﻟﻔﺳﺎد واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت وأد ھذه اﻟﺛورات ) اﻟﺑﻠطﺟﯾﺔ ،اﻓﺗﻌﺎل اﻟﺗﻌﺻب اﻟدﯾﻧﻲ ،اﻟﺗدﺧل اﻟﺳﺎﻓر)اﻟﺳﻌودﯾﺔ( .ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ھﻧﺎك ﺑﺎرﻗﺔ أﻣل ﺣﻘﯾﻘﻲ..ﻟﻠﻘطﻊ ﻣﻊ اﻟﺧوف واﻹھﺎﻧﺔ ﻣﺎزال اﻟﯾﻣﻧﯾون واﻟﻠﯾﺑﯾون واﻟﺳورﯾون ﯾﺣﻣﻠون ﻣﺷﻌﻠﮭﺎ.. أﺟل ﻟﻛل ﺑﻠد ﺧﺻوﺻﯾﺗﮫ ،ﻓﺛورة ﺗوﻧس ﻟﯾﺳت ھﻲ ﺛورة ﻣﺻر وﻻ ﺛورة اﻟﯾﻣن وﻻ ﻟﯾﺑﯾﺎ.. إﻻ أن اﻟذي ﻣﯾزاﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ھو أﻧﮭﺎ ﻋرﻓت اﻧﺗﻘﺎﻻ ھﺎدﺋﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ ) ﺳﺎھم ﻓﯾﮫ اﻹﺷﺗراﻛﯾون( ﺛم طرح ﻣﻔﮭوﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب وﺗﻣت ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ،وﺗﻌرض اﻟﻣﻐرب ﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻗﺎﺳﯾﺔ )اﻹرھﺎب اﻟﻐﺎﺷم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺿﺎء( ﺛم ﻓﺗﺣت أوراش ﻛﺑرى) اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑﻧﯾﺎت ﺗﺣﺗﯾﺔ( وواﻛب ذﻟك إﻗﺗراح إﺻﻼﺣﺎت ﻛﺑرى) اﻟﺗﻌﻠﯾم ،اﻟﻣرأة ،اﻟدﺳﺗور (..ﺛم ﺿرﺑﺔ ﻏﺎﺷﻣﺔ ﺟﺑﺎﻧﺔ )ﻣراﻛش). ﻟﻘد ﻛﻧﺎ وﻣﺎزﻟﻧﺎ رﻏم اﻟﻣﺛﺑطﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺣﻘﯾق ﺛورة ھﺎدﺋﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻣﻧﻔﻠﺗﺔ ﻣن روادع اﻟﻣﺎﺿﻲ .ﻟﻛن ﺳﺗﺑﻘﻰ ھذه اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻏﯾر ﻛﺎﻣﻠﺔ إن ھﻲ ﻟم ﺗطل ﻣﺟﺎﻻت وطﺎﺑوھﺎت :ﻛﺎﻟﻘﺿﺎء واﻷﻣن واﻟﺗﻌﺳف واﻹﻋﺗﻘﺎﻻت واﻟﺣد ﻣن ھﯾﻣﻧﺔ اﻟﻌﺎﺋﻼت واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت و وﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروات..واﻟﻣﺧزن وﺗﻐﯾﯾر اﻟدھﻧﯾﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ. اﻷﺟﮭزة وﻧﺣن ﻧﻌرف أن اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺑﻌد رﺣﯾل ﻛل اﻟﻔﺎﺷﻠﯾن وﺑﻌد ﺗﺷﺑﯾب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ﻓﻲ اﻷﺣزاب واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻹﺗﺣﺎدات اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ)… إن ﻣن ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ و ﺗﺳرﯾﻊ اﻟﺛورة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻻ ﯾدرك ﺑﺄن ھذا اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ھو ﺛورة ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ إﻧدﻟﻌت ﻣﻧذ ﻣدة وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن اﺳﺗﯾﻌﺎب ھذا اﻷﻣر واﻹﻧﺧراط ﻓﯾﮫ ﻟﻔﮭم ﻣﺎ ﯾﺟري. إن ﻋزوف اﻟﺷﺑﺎب وﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻛﺎن ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﻋن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺿﺟر ،وﻋن اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻧﻣطﯾﺔ وﻋن اﻟﮭروﻟﺔ ﻧﺣو اﻟﻣﻧﺎﺻب وﻋن اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﻣﺎﻛﯾﻔﯾﻠﯾﺔ..وإن اﺳﺗﻣر ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺗﮭم؛ ﻓﻘد ﻋﺛر اﻟﺷﺑﺎب ﻋﻠﻰ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗواﺻل ) ﻓﺎﯾﺳﺑوك( واﻧﺧرط ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺔ ﺗواﺻﻠﯾﺔ وأﺑدع ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻏﻧﺎء ﺟدﯾدا ﻛوﻧﯾﺎ واﻟﺗﺣم ﻣﻊ ﻏﯾره ﻛﺄﺻدﻗﺎء ،وﺑﺎت اﻟراب ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﮫ ،إﻧﮭﺎ إذن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟدﯾدة وﺗﻧظﯾم ﺟدﯾد وﻟﻘﺎءات ﺟدﯾدة ،أدھﺷﺗﻧﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﺎﻏﺗﺛﻧﺎ.
اﻟﺸﺎﻋﺮاﻟﺪﻛﺘﻮرﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮدوﯾﻚ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﻨﺠﺰ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﯿﯿﻦ :اﻟﻤﺎدي واﻷدﺑﻲ
Page 4
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ اﻟﺷﺎﻋراﻟدﻛﺗورﻣﺣﻣد ﺑودوﯾك ﻟﯾس ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن اﻟﺗﺣدث ﻋن ﻣﻧﺟز ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﯾﯾن :اﻟﻣﺎدي واﻷدﺑﻲ ﻛﻣﻧﺗوج ﻓﻛري وﻣﻌرﻓﻲ وروﺣﻲ 1ﻋَ دَا ﻋَنْ ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌرض اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻛﺗﺎب ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،وھو ﺗﻘﻠﯾد ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺳﻧوي ،واﻟذي ﻋرف – ﻣﻊ ذﻟك -ارﺗﺑﺎﻛﺎواﻧﺣﺳﺎرا وﻓوﺿﻰ ،وإﺟﮭﺎزا ﻋﻠﻰ أﻟﻔﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﮭﺎ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺑﻔﺿل ﺟدھﺎ وﻛدھﺎ وﺣﺿور ﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺗﯾدة ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ” :اﺗﺣﺎد ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻐرب”، ﻓﺎﻟﻣﻧﺟز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟرﺳﻣﻲ ﻛﺎن ﺿﺎﻣرا ً وﺑﺎھﺗﺎ وﺣﺎﻣﺿﺎ ،ﺣﻔ ّﺔ اﻟﺻراع واﻟﺷد واﻟﺟذب ﺑﯾن اﻟوزﯾر ،وزﻣرة ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻣﻧﺗﺳﺑﯾن ﻟﺑﻌض اﻟﮭﯾﺂت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻛـ“اﺗﺣﺎد ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻐرب“ و“ﺑﯾت اﻟﺷﻌر اﻟﻣﻐرﺑﻲ“ ”واﻻﺋﺗﻼف“ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺳر اﻟﻛﻼم –وإن أوﺗﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻘﺻوى -ﻋن ﺣرﻛﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣُورﺳت ھﻧﺎ وھﻧﺎك -ﻓﻲ زﻣن ﺑﻌﯾﻧﮫ ،وﻣﻛﺎن ﺑﻧﻔﺳﮫ. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﮭل اﻟﻛﻼم ﻋن أﻧﺷطﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺟﻣﻌت ﺑﯾن اﻟﻧدوات اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،واﻷﻣﺎﺳﻲ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،واﻟﺟواﺋز اﻷدﺑﯾﺔ ،واﻻﺣﺗﻔﺎء ﺑﺎﻹﺻدارات ،وﺑﺄﺻﺣﺎﺑﮭﺎ اﻟﻣﺗوﺟﯾن ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن وراءھﺎ إﻣﺎ ”اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب“ أو ”ﺑﯾت اﻟﺷﻌر“ أو ”اﻻﺋﺗﻼف“ أو ﺑﻌض اﻟﻔروع ﺑﺎﻟﻣدن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن ﺛﻣﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺧواء اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟرﺳﻣﻲ ﻛﺎن ﺳﯾد اﻟﻣوﻗف ﻋﻠﻰ رﻏم إﺳﻧﺎد اﻟوزارة إﻟﻰ ﻣﻔﻛر وأدﯾب .ﺛم أﻻ ﯾرﺟﻊ ھذا اﻟﺧواء ،ﻣن ﺑﻌض وﺟوھﮫ ،إﻟﻰ ﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،وﺿﻣور اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠوزارةأﺻﻼ ً وھﻲ اﻟوزارة اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ آﺧر اﻟﺻف ،وآﺧر اﻻھﺗﻣﺎم واﻹﻧْ ﮭﻣﺎم. 2ﻟﯾس ﺿرورﯾﺎ وﻻ ﻣُﺣﺗﻣﺎ أن ﯾﻠﻌب اﻟﺣِراك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻟﻔَورة اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ،واﻻﻧﺗﻔﺎض اﻟﺟﻣﺎھﯾري اﻟذي ﯾﻌرﻓﮫ اﻟﻌﺎﻟماﻟﻌرﺑﻲ ،واﻟﻣﻐرب ﺑﺎﻟﺗﻼزم واﻟﺗداﻋﻲ ،دورا ﻓﻲ إﻧﮭﺎض اﻟﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ..وﺗزﯾﯾت ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺻدﺋﺔ واﻟﻣﻌطﻠﺔ ،ﻷن اﻟﻘول ﺑﮭﻛذا ﻛﻼم اﻓﺗﺋﺎتٌ ﻋﻠﻰ ﻧﺑض اﻟواﻗﻊ ،واﺟﺗراء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .ﻓﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ”ﻛﺑﻧﯾﺔ ﻓوﻗﯾﺔ ]ﺗراﻧﺎ ﻋُدْ ﻧﺎ إﻟﻰ اﻷدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ[ ھﻲ ﺑﻧﯾﺎن ﻣﻌﻘد وﻣرﻛب ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ أرﺿﯾﺔ ﻣﻌﺑدة ،وطرﯾق ﻻ َﺣِبٌ وﺳﺎﻟك ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺿرورة إرﺳﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺣق أوﻻ.. ﻷﻧﮭﺎ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل ﺑﺗﻌﺑﯾر اﻷدﯾب اﻷﺳواﻧﻲ؛ ﻓﺈرﺳﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إرﺳﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،واﻹﻋﻼء ﻣن ﺷﺄن اﻹﻧﺳﺎن ﺑوﺻﻔﮫ ﻣﺑدأ وﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺳﺑﯾل ﻣوﺻل إﻟﻰ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﻣن ﺗم ،ﺷﯾوع اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،واﻧﺗﺷﺎر اﻟﻘراءة ،واﻟﻛﺗﺎب واﻟﻧﯾت. ﺑﻐﯾر ھذا ،ﻟن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻻ دﺧول ﺛﻘﺎﻓﻲ وﻻ ﺣراك ﺛﻘﺎﻓﻲ ،وﻻ ھم ﯾﺣزﻧون.
اﻟﺪﺧﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮاﻟﻤﺜﻘﻒ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺴﯿﺪ ﻧﺠﻢ
ﻋﺿواﻟﮭﯾﺄة اﻹدارﯾﺔ ﻻﺗﺣﺎد ﻛﺗﺎب اﻹﻧﺗرﻧت اﻟﻌرب أظن أن اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣطروح ﻟﯾس رھﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻐرب وﻻ ﺑﺄى ﻗطر ﻋرﺑﻰ ﻣﻧﻔرد ..وأرى أن أﺟﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟطﻣوح ﺣول اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻰ ﻣن ﺣﯾث ھﻰ )أى اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ( اﻟﺑواﺑﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر اﻟﺣق واﻟﺟﺎد ﻓﻰ ﻛل اﻟﺑﻠدان واﻻﻣم. اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ھﻰ اﻟﺳﻼح اﻟﺑﺗﺎر اﻟﻧﺎﻋم اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﻘول واﻷﻧﻔس ﻟرؤﯾﺔ ﻣﺎ ھو ﺣق وﻣﺎ ھو ﺑﺎطل ..وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﺗﻐﯾر اﻟﺑﺎطل وازﻛﺎء اﻟﺣق وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺟب رﺻد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت: أوﻻ :اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻌﻣل )ﻏﺎﻟﺑﺎ( ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد ..وﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻘوة أو اﻟﻌﻧف ﺑﺣﯾث ﺗﺣدث اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻰ ﺣﯾﻧﺔ ﻣﺑﺎﺷرة. ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺳﺎن وﺳﻼﺣﮭﺎ اﻻﻧﺳﺎن وھدﻓﮭﺎ اﻻﻧﺳﺎن ..واﻻﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﺗﻐﯾر أو ﺣﺗﻰ ﯾﻌدل ﻣن أﻓﻛﺎره ﺳرﯾﻌﺎ ﺛﺎﻟﺛﺎ :ان اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺗؤﻛد أن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋن طرﯾق اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ..ﻓﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻰ ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ )ﺣﯾث رﺻدت %22ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠطﻔل ﻟﻣدة 15ﺳﻧﺔ ،ھﻰ اﻟﺗﻰ أﻓرزت ﺟﯾﻼ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤﻟﯾﺔ( وأﯾﺿﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻰ اﺳراﺋﯾل ﺣﯾث ﻗﺎﻟوا أن اﻟطﻔل أﻧﻘذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺑرﯾﺔ ودوﻟﺗﮭم – واﻟﺣدﯾث ﯾطول ﻓﻰ ھذا اﻟﻣﺟﺎل -وﻟﻰ ﻛﺗﺎب ”اﻟطﻔل واﻟﺣرب ﻓﻰ اﻷدب اﻟﻌﺑرى“ رﺻدت ﻓﯾﮫ ﺗﻠك اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟواﻋﯾﺔ اﻟﻰ أطﻔﺎﻟﮭم ﺑﺗوﺟﮫ اﯾدﯾوﻟوﺟﻰ ﻗﺢ. أﺧﯾرا ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻔﺎؤل وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺛﻘف ﯾﺟب أن ﯾﻌدل ﺑﻌد اﻧﺟﺎزات ﺷﺑﺎب اﻻﻧﺗرﻧت ﻓﻰ ﻣﺻر وﺗوﻧس ..وﻻ ﻧﻧﺳﻰ أن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﺑﺎﺗت ﺛورة ﻓﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ..وھو ﻣوﺿوع آﺧر ﻟﮫ ﻓرﺻﺔ أﺧرى ﻣﻊ ﺗﺣﯾﺎﺗﻰ دوﻣﺎ Page 5
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮﺻﻼح ﺑﻮﺳﺮﯾﻒ ﻻدﺧﻮل ﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﺑﺪون ﺳﯿﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ
اﻟﺷﺎﻋرﺻﻼح ﺑوﺳرﯾف ﻻدﺧول ﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﺑدون ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻧﺷراﻟﺷﺎﻋرﺻﻼح ﺑوﺳرﯾف اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻛﺎن أوﻟﮭﺎ ﺑﯾﺎن ﺗﺣت ﻋﻧوان ) :إﻟﻰ وزﯾراﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻗﺑل ﻓوات اﻷوان( وﺗﻌﺗﺑراﻟورﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرﺣﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋرﺻﻼح ﺑوﺳرﯾف ﻓﻲ ﻣﻠف اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺗﺻوره ﺣول راھن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻟم ﻧﻌرف ﺧُ روﺟﺎ ًﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ً ،ﻟﻧﺗﺣدث ﻋن دﺧولٍ ﺛﻘﺎﻓﻲ .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺗرات ،وﺑﺷد اﻟﺣﺑل ،ﺑﯾن وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﻘطﺎع ،وﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻣﺛﻘﻔﯾن اﺧﺗﺎروا اﻟﺣﯾﺎة ﺧﺎرج ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت. ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺧﺗزل ھذا اﻟﺗوﺗر ،ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟوزﯾر اﻟﺣﺎﻟﻲ ،رﻏم أن ھذا اﻷﺧﯾر ﻟم ﯾﻛن ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ،ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﮭﺎ ،ﻓﺎﻷﻣر ﯾﻌود إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻛﻣؤﺳﺳﺔ ﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .ھذه اﻟوزارة ،ﻣن ﺣﯾث اﻷھﻣﯾﺔ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ آﺧر درﺟﺎت اھﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ ،وﺣﺗﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﻠﺗﻔت ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ،ﻟﮭذا اﻟﻘطﺎع ،وﻻ ﺗﻌﺗﺑر وﺟود وزارة ﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،إﻻ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺑروﺗوﻛول اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌطﻲ اﻧطﺑﺎﻋﺎ ً ﺑﺄن اﻟﻣﻐرب ﯾﮭﺗم ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ .ﻣﯾزاﻧﯾﺔ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ھﻲ أﺿﻌف وأﺑﺧس اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت ،وھذه اﻟوزارة ،ﻛﺎﻧت ،إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب ،ﻏﯾر ذات أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ،وﻛﺎن اﻟﺗﻌﺎﻣُل ﻣﻌﮭﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺟُ رْ ﻣﺎ ً ،ﺧﺻوﺻﺎ ً إﺑﺎن ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻧﺎوب اﻟﺗواﻓﻘﻲ .ﻓﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻐرب ﻟﻠﻛِﺗَﺎب ،ﻟم ﯾﻛن اﻹﻋﻼن ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺟراﺋد اﻟﯾﺳﺎر ،أو أﺣزاب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،واردا ً ،وﻛﺎﻧت ﺗَ ﻣُرﱡ ﻓﻲ ﺻﻣتٍ ،ﻻ أﺣد ﯾﮭﺗم ﺑﮭﺎ أو ﯾﻠﺗﻔت إﻟﯾﮭﺎ ،رﻏم أن اﻟﺗﱠرَ ﺷﱡﺢَ ﻟﮭﺎ ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗم ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﺑﮭﺎ اﻟﯾوم. ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐرب ،ﻣﻧذ ﺣﺻول اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل ،إﻟﻰ اﻟﯾوم ،ﻟم ﺗﻛن ﻟﮭﺎ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،وﻟم ﺗﻛن ﺗﻔﻛر ﺟدﯾﺎ ً ،ﻓﻲ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻘطﺎع ،ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﺑراﻣﺞ ،وﺗﻔﻌﯾل ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوزارة ،أو ﻟﻣدﯾرﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔرﺿﮫ ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺎتٍ ،ﻻ ﺗﺧص ﻓﻘط ،ﻣﯾزاﻧﯾﺔ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ، ﺑل ﻛل اﻟوزارات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﻘد ﻣﻌﮭﺎ ھذه اﻟوزارة اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺷراﻛﺔ أو ﺗﻌﺎون ،ﻣﺛل وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ إﺣدى ﺷراﯾﯾن اﻟﺟﺳم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻌﻣل أي وزﯾر ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻠوﺟﺳﺗﯾﺔ ،وﺑﻧﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ،ﻓﻲ دﻋم اﻟﻘراءة وﻧﺷر اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،أو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﻣﯾﮫ ﺑﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﺑﻔﺗﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻗﺎرئ “ ٍ ﻣﺣﯾطﮭﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وإﺷراك اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروع “ ﻣن أﺟل أو “ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘراءة ” ،اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﯾﮫ ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ دون ﻏﯾرھﺎ. ھﻧﺎك أﯾﺿﺎ ً وزارات أﺧرى ذات أھﻣﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ،ﻣﺛل وزارة اﻟﺷﺑﯾﺑﺔ واﻟرﯾﺎﺿﺔ ،ووزارة اﻹﻋﻼم ،وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟوزارات ،وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻣن ﻣﻘﺎوﻻت وﺷرﻛﺎت وﺑﻧوك ،واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ أﯾﺿﺎ ً ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻗطﺎﻋﺎ ً ﺣﯾوﯾﺎ ً ﻟﺧﻠق ﻓﺿﺎءات ﻟﻠﻘراءة واﻟﻣﻌرﻓﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗُﺣْ دِﺛَﮫ ﻣن ﺑﻧﯾﺎت ﺗﺣﺗﯾﺔ ،وﻣن ﻣﻛﺗﺑﺎت وﺳﺎﺋطﯾﺔ ،وﻣﻌﺎھد ﻟﻠﻣﺳرح واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟرﻗص ،وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻔﻧون. ھذا اﻷﻣر رھﯾن ﺑوزﯾر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،أﻋﻧﻲ ﺑﺷﺧص اﻟوزﯾر ،وﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﮭﯾﺋﮫ ﻣن ﺗﺻورات ﻟﻠﻘطﺎع ،ﺗﻛون أرﺿﯾﺔ ﻟﻧﻘﺎش ﯾﺟري ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﻘطﺎع ،ﺑﻔﺋﺎﺗﮭم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﺿﻲ ﻟوﺿﻊ أﻓق ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺗﺣظﻰ ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن وﺑدﻋﻣﮭم ،ﻗﺑل أن ﯾﺗم اﻗﺗراﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ. ﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﻘدﻧﺎ أن وزراء ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎوب ،أو ﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ ،وھم ﺛﻼﺛﺔ وزراء ،ﻟﯾس أﻛﺛر ،ﺳﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻘطﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻛﺔ ،واﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻟﻘطﺎع ،ﻟﯾس ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻌوﻧﮫ ﻣن ﺑراﻣﺞ أو أﻧﺷطﺔ ﺗﺧص اﻟوزارة ،أو ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﺧطﯾط ﻣرﺣﻠﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﺷﺧص اﻟوزﯾر ،ﻻ ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوزارة ،وﺑﺧطﺔ أو ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﻌﯾد اﻟﻣدى ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﺟرى ،ﻛﺎن ﻋﻛس ﻣﺎ ﻛُﻧّﺎ ﻧﺗوﻗﻌﮫ .ارﺗﺑطت “ ﺳﯾﺎﺳﺔ “ اﻟوزارة ،ﻋﻠﻰ ﻋﮭد ﻣﺣﻣد اﻷﺷﻌري ،ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،ﺑﻣﻧطق اﻟوﻻء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﻣﺎ ﺟﻌل ﻛل ﻣﺎ ﺣدث ﻋﻠﻰ ﻋﮭده ،ﻣن دﻋم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻣن اھﺗﻣﺎم ﺑﻘطﺎﻋﺎت أﺧرى ،ﯾﻧﺗﮭﻲ ﺑﻣﺟرد اﻧﺗﻘﺎل اﻟوزارة إﻟﻰ ﻏﯾره ﻣن اﻟوزراء، ﺧﺻوﺻﺎ ً ،ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟوزﯾر اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺑﻧﺳﺎﻟم ﺣﻣﯾش ،اﻟذي ﺳﯾﻘف ھؤﻻء ﻣﻣن ﻛﺎﻧوا ﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن زﻣن اﻷﺷﻌري ،ﻓﻲ وﺟﮭﮫ، واﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭم ﻛﺎﻧوا ﻣن اﻟذﯾن ﻋﻣﻠوا ﻣﻊ اﻷﺷﻌري ،أو ﺣظوا ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات ،ﻓﻲ اﻟﻧﺷر أو ﻓﻲ اﻟﺳﻔر ،أو ﻓﻲ ﺗرﺟﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎدرة ﻋن وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن دون ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎدي. Page 6
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ ﻻ أﺣد ﻣن ھذه اﻷطراف اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﻓﻲ وﺟﮫ ﺣﻣﯾش ،وﻗﺎطﻌﺗﮫ ،أو وﻗﻔت ﻟﻼﺣﺗﺟﺎج أﻣﺎم وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﺗطﺎﻟب ﺑرﺣﯾﻠﮫ، اﺳﺗطﺎع أن ﯾﺿﻊ اﻗﺗراﺣﺎ ً ﻟﻣﺷروع ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺷﻣوﻟﯾﺔ ،ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﺗﺿﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ وزﯾر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،إذا ﻛﺎن ھذا اﻷﺧﯾر ﻏﯾر ﻣؤھل ﻟﻣﺳﺎﯾرﺗﮭﺎ ،ﻓﮭﻧﺎك رﺋﯾس ﻟﻠوزراء ،وھﻧﺎك ﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾن ،وھﻧﺎك رأي ﻋﺎم ﺛﻘﺎﻓﻲ ،وﻛﺛﯾر ﻣن اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ أن ﺗﺿﻐط ﻓﻲ اﺗﺟﺎه وﺿﻊ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻣﺎ ﺗﻔرﺿﮫ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﯾوم ،ﻣن ﺗﺣدﯾﺎت ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﺗﻌﻣﯾﻣﮭﺎ ،وﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﯾﺳﻣﻰ ﺑـ “ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌرﻓﺔ“. ﻓﻼ اﻟدوﻟﺔ اھﺗﻣت ﺑﻘطﺎع اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،أو وﺿﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ،وﻻ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻓﺗﺢ أوراش ﻟوﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﻘطﺎع ،وﻻ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ،أو اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻧﻲ ،اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗُﺣْ ِرجَ ﻛل ھذه اﻷطراف وﺗﻔﺗﺢ أوراﺷﺎ ﻹﻧﺟﺎز ھذا اﻟﻣﺷروع .ﻓﻣﺷﺎﻛل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،وﻏﯾﺎب دﺧولٍ ﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺟرى ﺑﮫ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﺑﻠد ،وﺗﻛون ،ﻋﺎدةً ،وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،واﻷطراف أو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﮭﺎ أو اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻣﺟرد وزﯾر أو وزراء أﺳﺎؤوا ﺗدﺑﯾر اﻟﻘطﺎع ،وإدارﺗﮫ ،ﯾﻌود ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻟﻘطﺎع. ﻓﻐﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﺑراﻣﺞ ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى ،ﻣﺗﻌﺎﻗَد ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻣُﻠ ِْـز َﻣﺔ ﻟﻠوزارة ﻛﻣؤﺳﺳﺔ ﺣﻛوﻣﯾـﺔ ،ھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌـل ﻣن اﻟوزارة، ﻓـﻲ ﺻورﺗﮭﺎ اﻟراھﻧﺔ؛ ﻣﺟرد ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﺣظﻰ ﺑﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،وﺑدﻋم ﺣﻛوﻣﻲ ،ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺟﺎز أﻧﺷطﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﺑﻐﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوزارة ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ،ﺗﺗﺣرك وﻓق ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ،وﻣﺎ ﻗد ﺗﺣظﻰ ﺑﮫ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات ،أو ﻣن ﻋﻼﻗﺎت ﺗرﺑطﮭﺎ ﺑﺷﺧص اﻟوزﯾر ،دون أن ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻗراراﺗﮭﺎ. ﻟم ﯾﻌد اﻟوﺿﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻋﻧدﻧﺎ ،ﯾَﺣْ ﺗَ ﻣِل ﻛل ھذا اﻟﺗﺄﺟﯾل ،أو ﯾظل ﺳﺟﯾن ﺧﻼﻓﺎت ﺻﻐﯾرةٍ ،ﻻ ﺗرﻗﻰ ﻟﻣﺳﺗوى اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻷﻓﻛﺎر .اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﯾوم ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب إھﻣﺎل اﻟدوﻟﺔ وﺗﻐﺎﺿﯾﮭﺎ ﻋن اﻟﻘطﺎع ،ھﻲ ﺿﺣﯾﺔ ﺻراﻋﺎت اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن أﻧﻔﺳﮭم ،ﻷن اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﮭم ،ﻣﻣن أﺻﺑﺣوا اﻟﯾوم ﯾدﯾﻧون ﻣﺎ ﯾﺟري ،ﻛﺎﻧوا ﺳﺑﺑﺎ ً ﻓﻲ ھذا اﻟﺗﻌﺛﱡر ،وھذه اﻻﻧزﻻﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷُﮭﺎ وﺿﻌﻧﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ .ھُم ﻣن ﻛﺎﻧوا ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﺗﺣﺎد ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻐرب ،وھم ﻣن ﻛﺎﻧوا ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺎت واﻟﻣﻼﺣق اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺟراﺋد اﻟﺣزﺑﯾﺔ ،وھم ﻣن ﻛﺎﻧوا ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧوا ھُم ،ﺑﻛل ھذه اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻟم ﯾؤﺳﺳوا ﻟوﺿﻊ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣؤﺛر ،وﻟم ﯾﻔرزوا ﻧُﺧَﺑﺎ ً ،ﻗﺎدرةً ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ ،أو ﻓﻲ اﻟﺧروج ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺄزق اﻟذي ﺗﻌﯾﺷﮫ ،ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛﻧﮭم اﻟﯾوم أن ﯾﺗﺣدﺛوا ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻣن ﻣوﻗﻊ اﻟﺿﺣﯾﺔ ،ﺑدل أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﻧﻘد ذاﺗﻲ ﻟﺗﺟرﺑﺗﮭم ،وﯾﺗرﻛوا اﻷﺟﯾﺎل اﻟﺟدﯾدة ﺗﻘوم ﺑدورھﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻛل اﻟﺷوارع اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﯾوم . ت، ﻓﻣﺎ ﺣدث ھو أن ھذه اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ،وھؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ،رھﻧوا أﻧﻔﺳﮭم ﺑﺎﻟوزارة ،وﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮭم ﻣن ﺣُظوة أو اﻣﺗﯾﺎزا ٍ ﻓﺑﻣﺟرد اﻧﻘطﺎع ھذه اﻟﺣظوة أو ھذه اﻻﻣﺗﯾﺎزات ،ﺗوﻗف ﻛل ﺷﻲء ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣراك اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،اﻟذي ﺑدا أن اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﯾوم، ﯾﻌود ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻟﺣﺎﻟﻲ ،اﻟذي ﺑﺎﻷﺳف ،ﻟم ﯾُﻔَرﱢق ﺑﯾن ﺷﺧﺻﮫ أو ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮫ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،وﺑﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﺣﯾوي ،زاد ﻣن ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ أزﻣﺗﮫ ،ورﻓﻊ ﻣن درﺟﺔ اﻻﺣﺗﻘﺎن إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻓﯾﮫ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﺷﻲء دون أن ﯾﺗرك اﻟوزﯾر ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻟﻣن ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﻛون ﻗﺎدرا ً ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر اﻻﺧﺗﻼف ،واﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷﻣور ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﺗﱠ َﺑﺻﱡر ،ﻻ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن “ ﺟُرْ ٍح وﺣﻛﻣ ٍﺔ“ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث إﻻ ﻋن دﺧول ﻣدرﺳﻲ أو ﺟﺎﻣﻌﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻧﺣن ﺑﻌﯾدون ﻋﻧﮫ
ﺳﻌﯾدة ﺷرﯾف ﺻﺣﻔﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﺳم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﺟرﯾدة اﻟﺻﺣراء اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن دﺧول ﺛﻘﺎﻓﻲ وﻻ ﺣﺗﻰ ﺧروج ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،ﻣﺎ داﻣت اﻟﺑرﻣﺟﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻻ ﺗرﺗﮭن إﻟﻰ أﺟﻧدة ﺳﻧوﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻣﺎدام اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﯾﻐﯾب ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،وﯾظل ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ھو ﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ھذه اﻟﺳﻧﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺻﺎدف ﻓﯾﮭﺎ اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻣﻊ اﻟﺣراك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻼﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ،ﻓﻲ ظل اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﻌدل ،وﻓﻲ ظل Page 7
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ ﻣﻧﺎخ ”اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ“ ،اﻟذي أﺛر ھو ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺟل أﻏﻠﺑﮭﺎ أو ﺟرى ﺗﻘﻠﯾص ﻣدﺗﮭﺎ. ﻓﻔﻲ ظل اﺳﺗﻣرار ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺷد اﻟﺣﺑل ﺑﯾن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ،وﺑﯾن وزﯾر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﻧﺳﺎﻟم ﺣﻣﯾش ،واﺳﺗﻣرار ”ﻣﺳﻠﺳل اﻹﺟﮭﺎز“ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث إﻻ ﻋن دﺧول ﻣدرﺳﻲ أو ﺟﺎﻣﻌﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻧﺣن ﺑﻌﯾدون ﻋﻧﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺳطرت وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻓﺗﺗﺎح اﻟﻣوﺳم اﻟﻣﺳرﺣﻲ ،اﻟذي ﻧﺣن ﻋﻠﻰ ﻣرﻣﻰ ﺳﻧﺔ ﺑﯾﺿﺎء ﻣﻧﮫ ،ﻣﻊ ﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﻔرق اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗرﻓﺔ ﻟدﻋﻣﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗروﯾﺞ ،اﻟﻠذﯾن ﯾﺑدو أن ﻓرﻗﺎ ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺗﻧﺗﺳب إﻟﻰ ﺟﻣﻌﯾﺎت ،وﻻ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻗﺔ ﻟﻠﻔﻧﺎن ،ھﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد اﻷﻛﺑر ﻣﻧﮭﻣﺎ ،وھو اﻷﻣر اﻟذي ﻛﺎدت ﺗﺗﻌرض ﻟﮫ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻐرب اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ﺑﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ ﻣن ﺟﺎﺋزة ﺳﻧوﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﺋزة ﻣرة ﻛل ﺳﻧﺗﯾن ،وﺗﻘﻠﯾص ﻓروﻋﮭﺎ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻌﻣل ﻓﯾﮫ ﻣؤﺳﺳﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻔﺎرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز وﺟودھﺎ، واﻧﺧراطﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟﺑرﻛﺔ اﻵﺳﻧﺔ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،ﻣن ﺧﻼل اﻹﻋﻼن ﻋن ﺗدﺷﯾﻧﮭﺎ ﻟﻠدﺧول اﻷدﺑﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻋﺑر ﺟﺎﺋزة اﻷطﻠس اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت دورﺗﮭﺎ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ھذه اﻟﺳﻧﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﺗرأﺳﮭﺎ ھذه اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻛﺎﺗب ،ﻋزوز ﺑﯾﻛﺎز، وﺳﯾﺟري ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ ﻓﻲ 19أﻛﺗوﺑر اﻟﻣﻘﺑل ،وﺳﯾﻌﻠن ﻣﻌﮭﺎ ﻋن ﺟواﺋز أدﺑﯾﺔ أﺧرى ﺟدﯾدة ،وﺗوﺳﯾﻊ ﺟﺎﺋزة اﻷطﻠس اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻛﺗﺎب ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﺗﺷﻣل أدب اﻟﺷﺑﺎب ،ﺑﻌدﻣﺎ ﺿﻣت ﺟﺎﺋزة اﻟﺗرﺟﻣﺔ. وﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﺗﺄﺧرت اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ دﺷﻧت اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺗﯾن اﻟﻣﺎﺿﯾﺗﯾن، ﻋن ﺗﻘدﯾم ﺑرﻣﺟﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻓﻛرﯾﺔ ﺟدﯾدة وﻣﮭﻣﺔ ،وظل ﻣوﻗﻌﮭﺎ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺳﺗﻌرض اﻟﺑرﻣﺟﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻧﺧراط زوار اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ،اﻟذي ﺗﺿﺎﻋف ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ھذه اﻟﺳﻧﺔ. ﻟو اﻧﺧرط اﻟﻣﺛﻘﻔون واﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺷﺄن اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻧﺣن ﻣﻘﺑﻠون ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻟﻘﻠﻧﺎ إن اﻟﻣﺛﻘف ﻣﻧﮭﻣك ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻧﻘﺎش ﺣول ﺷؤون ﺑﻠده ،وأن ﻣﺎ ھو ﺛﻘﺎﻓﻲ ھذه اﻟﺳﻧﺔ ﻣؤﺟل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣﻣﺎ ھو ﺳﯾﺎﺳﻲ ،رﻏم أن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺗﻘﺎطﻌﺎن ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن أﺣدھﻣﺎ دون ذﻛر اﻵﺧر ،ﻟﻛن واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ﯾﻛﺷف اﻟﻌﻛس ،وﯾؤﺷر ﺑﺎﻟﻣﻠﻣوس ﻋﻠﻰ ﺗراﺟﻊ اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﻋدم اﻧﺧراطﮫ ﻓﻲ ﺷﺄن ﺑﻠده ،وﻻ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻻ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب وﻻ ﺑﺎﻟﺳﻠب ،ﻓﮭل ھو ﺻﻣت اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﺗﺄﻣل ،أم ﺻﻣت اﻟﺧﻧوع واﻻﺳﺗﺳﻼم؟! ﺳﻌﯾدة ﺷرﯾف ﺑﺗﺻرف
اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ اﻟﺷﺎﻋر د.ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻠوي
اﻟﺷﺎﻋر د.ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻠوي إن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻣﻧﺟز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوزاري ھزﯾﻠﺔ ﺟدا ،ﻻ ﺑل إﻧﮭﺎ ﻋرﻓت ﺗراﺟﻌﺎت ﺧطﯾرة؛ ﻣﺛل ﺣﺟب اﻟدﻋم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣﻣﺎ دﻋﺎ ﻋدة ھﯾﺋﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وأدﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗرارﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟدورة 17ﻟﻠﻣﻌرض اﻟدوﻟﯾﻠﻠﻛﺗﺎب ،وأﯾﺿﺎ اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل دﻋم اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗروﯾﺞ اﻟﻣﺳرﺣﯾﯾن ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟدورة 13ﻟﻠﻣﮭرﺟﺎن اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳرح ﺑﻣﻛﻧﺎس .وﻟﻘد ﺳﺑق ذﻟك اﻟﻘﯾﺎم ﺑوﻗﻔﺎت اﺣﺗﺟﺎﺟﯾﺔ أﻣﺎم وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﺗﻧدﯾدا ﺑﺎﻟﺗدﺑﯾر اﻟرديء واﻷﺣﺎدي ﻟﻠﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣن ﻟدن اﻟوزﯾر اﻟﺣﺎﻟﻲ. وﻓﻲ ظل ﺗﻘﺎﻋس وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ أداء واﺟﺑﮭﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻟم ﺗﺗوانَ ﺑﻌض اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷد ﻋﻠﻰ ﺟﻣر اﻟﻣﺷﮭد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻷدﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾم ﻧدوات وﻣﻠﺗﻘﯾﺎت وﻣﮭرﺟﺎﻧﺎت أدﺑﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ أﺻداء طﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹﻋﻼم اﻟﻌرﺑﻲ؛ ﻣﺛل ﻣﮭرﺟﺎن أﺻﯾﻠﺔ اﻟﺳﻧوي ،وﻣﻠﺗﻘﻰ أﺑﻲ اﻟﺟﻌد اﻟﺷﻌري ،وﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻌﺗﻣد ﺑن ﻋﺑﺎد اﻟﺷﻌري ،وﻏﯾرھﺎ ﻛﺛﯾر .ھذا ﻓﺿﻼ ﻋن إﺻدار اﻟﻛﺗب واﻟﺟراﺋد واﻟﻣﺟﻼت ،إﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر ھﯾﺋﺎت ،وإﻣﺎ ﺑﺷﻛل ﻓردي. Page 8
ﺃﻱ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻘﻲ وﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻣﻐرب ھذه اﻟﺳﻧﺔ ،ﺳﯾﻛون اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋن ﺳﺎﺑﻘﯾﮫ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ،ﺣﯾث إﻧﮫ ﺳَ ﺗُﺷَﻛﱠ ُلأ َوﱠ ُل ﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد؛ أي ﺑﻌد اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت 25ﻧوﻓﻣﺑر؛ وأﻣﻠﻧﺎ أن ﯾﺄﺗﻲ وزﯾر ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟدﯾد، ﯾﻧﺳﯾﻧﺎ اﻻﻧﺗﻛﺎﺳﺎت واﻟﺗراﺟﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ اﻟﻣﺷﮭد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻷدﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟوزﯾر اﻟﺣﺎﻟﻲ. ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ،ﺳﺗﺷﻛل ھذه اﻟﺳﻧﺔ ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﻌﻣﯾق اﻟﻧﻘﺎش ﺣول اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ،وأﯾﺿﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﺄرﯾﺦ ﻧﺟﺎﺣﺎﺗﮫ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﺳﺗﺑدادﯾﺔ .وﻟﻌل اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣطﺎﻟب ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻣﺎھﻲ ﻣﻊ روح اﻟﺣراك اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣن أﺟل أن ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﺎﺻل.
ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﺛﻮرة رﺑﯿﻊ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﻋﺒﺪاﻟﺤﻖ ﺑﻦ رﺣﻤﻮن ﻟﻘد ﺗﻌودﻧﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣوﺳم ﺛﻘﺎﻓﻲ أن ﯾﻛون اﻟدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑطﯾﺋﺎ ﻓﻲ اﻧطﻼﻗﺗﮫ ،ﻟﯾس ﻣﺛل ﺳﻠﺣﻔﺎة ﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﺻوم إﻛﻠﻧﯾﻛﻲ ،وإﻧﻣﺎ ﻣﺛل ﺣﺟر ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣن ﯾﻠﻘﻲ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﮭر ،ﻹﺣداث ﺗﻣوﺟﺎت ﺻوﺗﯾﺔ ،وھذا أﻣر ﺻﺎر ﻋﺎدﯾﺎ وﻟم ﻧﻌد ﻧﺑﺎل ﺑﮫ ،وﻻ ﻧﺣﺗﺎج ﻟﻧﻘﺎرن اﻟﻣﻐرب ﻣﻊ ﻓرﻧﺳﺎ. ﻓﺎﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻗﺪ ﯾﺘﺄﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺄﺧﺮ اﻷﻣﻄﺎر ،وﻧﻘﻮم ﺑﺼﻼة اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ،وﻧﺒﻘﻰ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻧﺮاﻗﺐ ﺳﻘﻮط أوراق اﻷﺷﺠﺎر ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺨﺮﯾﻒ ،ﻛﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﻄﻠﺔ ،وﻛﺄن ﻣﻦ ﯾﻘﺮؤون وﯾﻜﺘﺒﻮن اﻹﺑﺪاع اﻷدﺑﻲ واﻟﻨﻘﺪي ،ﻣﺘﻮﻗﻔﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﺨﯿﺎل ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻷﻣﯿﻦ. وإذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﮭﯾﺋﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺟﻣﻌوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ھو ﺗطوﻋﻲ ،وﻣﺟﮭود ﯾﻘوم ﺑﮫ ﻣﺛﻘﻔون وأدﺑﺎء ،ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻧﺷﻐﺎﻻﺗﮭم واﻟﺗزاﻣﺗﮭم اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺈن ذﻟك ﻟﯾس ﻣﺑررا ﻟﻧﺣﻣل ھؤﻻء ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣود اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ھﻲ ﻣن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺗﺑﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺗﻧﮭض ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،وﺗﺟﻌل ﻣﻧﮫ ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑدل اﻟﺗﺑﺎﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻻﺟﻣﮭور ﻟﮭﺎ ،ﺑﺣﺟﺔ ﻋزوف اﻟﻘﺎرئ ﻋن اﻟﻘراءة. وﻣﻊ ﺿﻌف اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣرﺻودة ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وھذه ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑدﯾﮭﯾﺔ ،وﻣﻌروﻓﺔ ﻟدى اﻟﺟﻣﯾﻊ ،رﺑﻣﺎ ﻟﮭذا اﻟﺳﺑب أو ذاك ﻗد ﯾﺗﺄﺧر اﻟﻣوﺳم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،وﺣﺗﻰ وﻟو اﻧطﻠق اﻟﻣوﺳم ﻓﻼ ﯾﺷﻛل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ ﺣدﺛﺎ ،ﻓﮭو ﯾﻣر ﻓﻲ ﺻﻣت ﻛﺑﯾر ،وﻧﺑﻘﻰ ﻧﺳﻣﻊ ھﻧﺎ وھﻧﺎك ﺧﺑرا ﻣﻧﻔردا ﻋن ﺗﻧظﯾم ﺗظﺎھرة ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أو ﻧدوة أدﺑﯾﺔ أو ﻓﻛرﯾﺔ ،أو ﺗﻛرﯾم أو ﺗﺄﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ أدﺑﯾﺔ. ﻓﻔﻲ اﻟﻣﻐرب ﺳوء ﻓﮭم ﻟﻠدﺧول اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ھل ﻧرﯾد أن ﻧﻛون ﻣﺛل ﻓرﻧﺳﺎ أو اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻟﯾدھﻣﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌرﯾﻘﺔ ،ﺣﯾث ﻛل دار ﻟﻠﻧﺷر ﺗﺻﻧﻊ ﺣدﺛﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ،ﻋﺑر إﺻدارھﺎ ﻋﻧﺎوﯾن ﻣن اﻟﻛﺗب ،ﻣﺎ أن ﺗوزع ﺣﺗﻰ ﺗﺣﺗل رﻗﻣﺎ ﻗﯾﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ،ﻓﮭذه اﻟدول ﻟﮭﺎ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﺗﻌرف ﻛﯾف ﺗروج ﻟﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﮭﺎ اﻷدﺑﯾﺔ ﺳواء ﻋﺑر اﻹﻋﻼم اﻟﻣﻛﺗوب ،أو ﻋﺑر وﺳﺎﺋل اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ،ﻓﺎﻟﻛﺗﺎب واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺎرﻛوﺗﯾﻧﻎ اﻟﺳوق وﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻘﺎرئ. وﻓﯾﻣﺎ ﻗﺑل ﻛﺎن ﺗدﺷﯾن ﻣؤﺳﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻓﺗﺢ ﺧزاﻧﺔ أو ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣدﯾﻧﺔ ﻛل ﺳﻧﺔ ،ﯾﻌد اﺣﺗﻔﺎﻻ وﻣﻌﺟزة ،ﻟﻛن ﻛم ﺗﺄﺳﻔﻧﺎ ﻣن ﺑﻌد ذﻟك ﻷن ﺗﻠك اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﺗﻌﺎﻗر اﻟﻔراغ ،وﻻ أﻧﺷطﺔ ﺗﻧظم ﺑﮭﺎ ،ﻓﮭذا ھو اﻟﻣوت ﺑﻌﯾﻧﮫ .ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺑﻛل ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺗﺣرك ﻟﺗﻌطﻲ ﺻورة ﻣﺷرﻓﺔ ﻟﺑﻠدﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم اﻟﻣﺎدي واﻟﻠوﺟﯾﺳﺗﯾﻛﻲ ،ﻟﺗﻛون ﺑراﻣﺞ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺗﻧظم طﯾﻠﺔ اﻟﺳﻧﺔ ،وﻟﯾس ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻣواﺳم وﺣﺳب اﻷﻣزﺟﺔ. ﻟذا ھﻧﺎك ﺑؤس ﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﺗﻌﯾﺷﮫ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻓﮭﻲ ﻏﯾر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻔﺻول اﻟﺳﻧﺔ اﻷرﺑﻊ ،ﻓﮭﻲ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺷﺑﮫ ﺻﺣﺎرى ﻗﺎﺣﻠﺔ ،ﻓﻘط ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣن ﯾﺣرﺛﮭﺎ وﯾﺑث اﻟﺣﯾﺎة ﻓﯾﮭﺎ. ﻟﻶﺳف اﻟﺷدﯾد اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﯾﺷﮭدھﺎ اﻟﻣﻐرب ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺣط اھﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ ،وﻗد ﯾﻘول ﻗﺎﺋل” :ھﻧﺎك ﺑﻧﯾﺎت ﺗﺣﺗﯾﺔ ﺻﺎر اﻟﻣﻐرب ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮭﺎ“ .ﻟذا وأﻗوﻟﮭﺎ ﺑﻣلء اﻟﺻوت إﻧﻧﺎ ﻧﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺛورة رﺑﯾﻊ ﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ ،ﻟﺗﺷﻣل اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻧﮭﺗم ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﺑﺎﻷدﺑﺎء اﻟﺷﺑﺎب وﻧﻘدﻣﮭم ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺟدﯾد اﻟﻧﺧب اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﺑدل ﺗﻛرار ﻧﻔس اﻷﺳﻣﺎء اﻷدﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻘﺎءات وﻣﮭرﺟﺎﻧﺎت ﻛﺄن اﻟﻣﻐرب ﺑﻠد ﻋﻘﯾم ﻟﯾس ﻓﯾﮫ أدﺑﺎء ﺟدد. ورﻏم ﻛل ھذا ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب أن ﻻ ﻧﻛون ﻣﺷﺗﺎﺋﻣﯾن أﻛﺛر ﻣن اﻟﻼزم ،ﻓﮭﻧﺎك ﻓﺟوة أﻣل ،ﻓﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺎﺑﻌﮭﺎ وﻋﻠﻰ ﻗﻠﺗﮭﺎ ھﻲ ذات أھﻣﯾﺔ ،وﻟﮭﺎ وزﻧﮭﺎ، وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﺻدارات اﻷدﺑﯾﺔ ،ﻓﻧﺣن ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻧﮭﺗم ﺑﺎﻟﻧوع أﻛﺛر ﻣن اﻟﻛم ،وھذه ﺧﺎﺻﯾﺔ رﺑﻣﺎ ﻧﻣﺗﺎز ﺑﮭﺎ ﻋن ﻏﯾرﻧﺎ ،ﻣﻣﺎ أﻋطﻰ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺑﻌدا ﯾﻧﻔرد ﺑﮫ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ.
Page 9
Nom du document : Répertoire : Modèle :
أي دﺧول ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ زﻣن اﻹﺣﺗﺟﺎج اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﻟﺛورات اﻟﻌرﺑﯾﺔ C:\Users\Emachines\Desktop\ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﺟﻠﺔ
C:\Users\Emachines\AppData\Roaming\Microsoft\Templates\Norm al.dotm Titre : Sujet : Auteur : Emachines Mots clés : Commentaires : Date de création : 11/06/2016 17:03:00 N° de révision : 1 Dernier enregistr. le : 11/06/2016 17:06:00 Dernier enregistrement par : Emachines Temps total d'édition : 4 Minutes Dernière impression sur : 12/06/2016 07:39:00 Tel qu'à la dernière impression Nombre de pages : 9 Nombre de mots : 4 852 (approx.) Nombre de caractères : 24 457 (approx.)