التلوث البحري ببقايا البلاستيك في البحر الأبيض المتوسط

Page 1

‫التلوث البحري ببقايا البالستيك في البحر األبيض المتوسط‬ ‫‪Marine Pollution by Plastic Debris of Mediterranean Sea‬‬ ‫األستاذ الدكتور الطاهر إبراهيم الثابت‬ ‫كلية التقنية الطبية جامعة طرابلس‬ ‫‪altabet.altaher@gmail.com‬‬

‫‪ .1‬المقدمة‬ ‫بالرغم من أن حجم البحر األبيض المتوسط يعتبر فقط ‪ %1‬من حجم البحار والمحيطات في العالم إال‬ ‫أنه يعتبر من أشهر البحار في كوكبنا‪ ،‬يعيش حولة ماليين البشر في أربعة وعشرون دولة تحيط به في ثالث‬ ‫قارات هي العالم القديم‪ .‬شهد هذا البحر أقدم وأكبر الحضارات اإل نسانية في التاريخ وبداية كل األديان‬ ‫السما وية‪ .‬الماليين من البشر يسكنون على شواطئه ويتحصلون على غذاءهم منه ويكسبون قوتهم منه‬ ‫ويجدون متعتهم وسعادتهم فيه‪ .‬به أكثر من ‪ 10000‬نوع من الكائنات البحرية تعيش فيه ويعتبر البحر مصدر‬ ‫غذا ومعيشة للعديد من األنواع المهددة باإل نقراض‪ .‬فحماية هذا البحر هي مسئولية الجميع ويجب وقف كل‬ ‫التجاوزات واإل نتهاكات الكبيرة التي يقوم بها اإلنسان بجهله‪ ،‬فهذا البحر يعتبر من البحار الشبه المغلقة تحيط‬ ‫به العديد من الدول وحجم التلوث به رهيب جدا‪ ،‬وتجديد البحر مياهه بالكامل ربما يحتاج إلى مائة سنة‬ ‫لتنظيف نفسه وليس بالسهل تعافيه من الدمار الذي نصنعه فيه كل يوم (‪.)Greenpeace, 2017‬‬


‫من أهم المشاكل التي يعاني منها البحر المتوسط هو التلوث وقد تفاقمت المشكلة في العقود األخيرة‬ ‫حيث قدر برنامج األمم المتحدة للبيئة كمية الملوثات السائلة بـ ‪ 650‬مليون طن من مياه الصرف الصحي‪،‬‬ ‫‪ 129‬ألف طن من الزيت المعدني‪ 60 ،‬ألف طن من الزئبق‪ 3,800 ،‬طن من الرصاص و ‪ 36‬ألف طن من‬ ‫الفوسفات تضخ في منطقة البحر األبيض المتوسط كل عام‪.‬‬

‫كما تعاني منطقة البحر المتوسط من الملوثات بالنفايات الصلبة بمختلف أنواعها‪ ،‬فقد أفادت دراسة عام‬ ‫‪ 1994‬حول مستخدمين شبكات الصيد في قاع البحر قرب سواحل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا بوجود كثافة عالية‬ ‫من المخلفات البحرية بمتوسط ‪ 1,935‬صنف لكل كيلومتر مربع‪ .‬شكلت مخلفات البالستيك ‪ ،٪ 76‬منها ‪94‬‬ ‫‪ ٪‬أكياس البقالة البالستيكية‪(David KA et al. 2009) .‬‬ ‫في هذه الورقة سأقوم بمناقشة مشكلة واحدة فقط من الملوثات الكثيرة التي يعاني منه البحر األبيض المتوسط‬ ‫وهي مشكلة التلوث ببقايا البالس تيك (النفايات البالستيكية الملقاة في البحر) وسأستعين بدراسات أجريت خالل‬ ‫السنوات القريبة الماضية إلظهار حجم المشكلة التي نتكلم عنها ومدى إضرارها الصحية والبيئية‪.‬‬

‫‪ .2‬حجم مشكلة التلوث ببقايا البالستيك‪:‬‬ ‫بداء العالم في تصنيع البالستيك في الخمسينيات القرن الماضي‪ ،‬وفي وقتنا الحالي‪ ،‬فأن معظم أو‬ ‫غالبية ما يستعمله األنسان في حياته على هذا الكوكب مصنوع من البالستيك ألن المادة رخيصة جدا وسهلة‬ ‫اإل نصياع والتشكيل وفوائدها كثيرة زادت من رفاهية اإل نسان وراحته بحيث دخلت في العديد من األشياء التي‬ ‫ي ستعملها خالل يومه وال يستطيع اإل ستغناء عنها‪ .‬ولكن وبعد مرور فقط ستون سنة أصبح التلوث بهذه المادة‬ ‫إحدى المشاكل العالمية الكبرى وقد وصل تلوثها إلى كل األماكن في الكوكب بدون أستثناء وتأثيرها الضار‬ ‫القوي كان واضحا ً في البحار والمحيطات بشكل كبير‪.‬‬


‫اإل نتاج العالمي من البالستيك شهد زيادة ملحوظة مع كل سنة تمر ففي سنوات ‪ 1950 -40‬بداء أنتاج‬ ‫البالستيك على مستوى العالم بكمية ‪ 1.5‬مليون طن فقط بينما وصلت الكمية مع سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 322‬مليون‬ ‫طن من البالستيك (‪ .)Association of Plastic Manufactures, 2017‬هذه الكميات الضخمة سببت في زيادة‬ ‫أنتاج وتراكم النفايات الصلبة وهي في تزايد مستمر‪ ،‬يشكل البالستيك حاليا ً حوالي ‪ %10‬من نسبة النفايات‬ ‫وهذا يختلف بين دولة وأخرى‪ ،‬وحوالي ‪ %80‬من النفايات التي تتراكم في الطبيعة هي من البالستيك وأكثر‬ ‫ا ألنواع من النفايات البالستيكية هو البالستيك الرقيق كأكياس البقالة الخفيفة الوزن وسهلة التطاير بالرياح مما‬ ‫ساهم في أنتشارها لمسافات بعيدة‪ ،‬وايضا أذوات صيد األسماك المرمية والمنتشرة على الشواطيء وفي عمق‬ ‫البحر والنفايات البالستيكية مثل قناني الشرب وعلب الغذاء البالستيكية )‪.(UNEP, 2005‬‬

‫قدرت دراسة في سنة ‪ 2015‬بأن حوالي ‪ 8‬مليون طن متري من نفايات البالستيك تذهب من اليابسة إلى‬ ‫البحار والمحيطات كل سنة بما يقدر بحجم خمسة أكياس بقالة ممتلئة بالبالستيك في كل مسافة قدم واحدة من‬


‫الشواطيء البحار في العالم‪ .‬وهذه الكميات في تضاعف مستمر ومحتمل أن تصل مع سنة ‪ 2025‬إلى ‪100‬‬ ‫كيس بقالة ممتلئة بالبالستيك في كل مسافة قدم واحدة من الشواطيء العالم (‪ .)Le Guern Claire, 2017‬العديد‬ ‫من الدراسات (الجدول ‪ ) 1‬أجريت لمعرفة نسبة بقايا البالستيك في النفايات البحرية سوء الموجودة في أعماق‬ ‫البحر أو مرمية على الشواطيء أونفايات طافية على سطح البحر األبيض المتوسط فكانت النتائج معظمها‬ ‫تؤكد وجود بقايا البالستيك بنسب أكثر من ‪ %70‬من أجمالي النفايات وهذا المشكلة سجلت كذلك في كل بحار‬ ‫ومحيطات العالم األخرى )‪.(Derraik J, 2002‬‬ ‫الجدول (‪ :)1‬نسبة تواجد البالستيك في النفايات البحرية في بعض األماكن بالبحر المتوسط‬ ‫السنة المرجع‬ ‫نسبة تواج‬ ‫نوعية النفايات‬ ‫المكان في البحر‬ ‫البالستيك في‬ ‫المتوسط‬ ‫النفايات البحرية‬ ‫شمال غرب المتوسط‬

‫نفايات في قاع البحر‬

‫‪%77‬‬

‫‪1995‬‬

‫)‪(Galgani, F et al., 2000‬‬

‫الساحل الفرنسي‬

‫نفايات في قاع البحر‬

‫أكثر من ‪%70‬‬

‫‪1996‬‬

‫)‪(Golik A, 1997‬‬

‫الساحل األوروبي‬

‫نفايات في قاع البحر‬

‫أكثر من ‪%70‬‬

‫‪2000‬‬

‫)‪(Morris RJ, 1980‬‬

‫خمسة شواطيء بالبحر‬

‫نفايات على الشاطيء‬

‫‪%80 -60‬‬

‫‪1997‬‬

‫)‪(Stefatos A, 1999‬‬

‫مياه سطحية‬

‫مياه البحر السطحية‬

‫‪%70 -60‬‬

‫‪1980‬‬

‫)‪(Derraik J, 2002‬‬

‫مياه خليجين في اليونان‬

‫نفايات في قاع البحر‬

‫‪%83 -79‬‬

‫‪1999‬‬

‫‪(Moser ML and Lee DS‬‬ ‫)‪1992‬‬

‫‪ .3‬تراكم النفايات البالستيكية في حوض البحر األبيض المتوسط‪:‬‬ ‫قدم فريق بحثي أسباني برئاسة الدكتور أندريز كوزار )‪ ،(Andres C et al., 2014‬األيكولوجي من‬ ‫جامعة كاديز األسبانية أول خريطة عالمية عن التلوث ببقايا البالستيك في المحيطات المفتوحة‪ .‬الخريطة‬ ‫أوضحت حجم التلوث بالبالستيك وأظهرت وجود خمسة تجمعات ضخمة من البالستيك العائم في مساحات‬ ‫بوسط وجنوب المحيط الهادي وشمال وجنوب المحيط األطلسي والمح يط الهندي‪ .‬تقوم تيارات المحيط بنقل‬ ‫البالستيك العائم المرمي من قبل اإلنسان الى وسط المسحات في المحيط حيث تتجمع مع بعضها‪ .‬وهذا الحال‬ ‫مع البحر المتوسط الذي يعتبر شبه مغلق ويقع في منطقة من أكثر مناطق العالم أستهالكا ً للبالستيك‪ .‬قام‬ ‫الدكتور كوزار وفريقة في دراسة ثانية )‪ (Andres C et al., 2015‬خصصت لحوض البحر األبيض المتوسط‬


‫بقياس نسبة تركيزات تواجد البالستيك في الحوض من مدخل جبل طارق الى جزيرة قبرص حيث قارنها‬ ‫بالتجمعات الضخمة التي وجدها في عدة أماكن من المحيط‪.‬‬ ‫في هذه الدراسة جمعت بقايا البالستيك الطافي في البحر بواسطة شباك صيد خاصة بأحجام معينة من‬ ‫‪ 28‬مكان في الحوض وجففت العينات وتم وزنها وتصنيفها إلى خمسة أنواع رئيسية من البالستيك مثل‬ ‫أكياس البالستيك الرقيقة‪ ،‬قناني الشرب وخيوط صيد األسماك وخيوط شباك الصيد وقطع بالستيك من‬ ‫األجسام الكبيرة وغيرها‪ ،‬وقد استبعد الباحث قطع القطران الطافية من القياس والنفايات األخرى فقط‬ ‫البالستيك‪ ،‬وقد تم مقارنة النتائج التي تحصلوا عليها في هذه الدراسة بدراسات سابقة أجراها باحتين أخرين‬ ‫في عدة سنوات سابقة ( ‪ )Collignon A et al., 2012 ،De Lucia GA, 2014‬وفي عدة أماكن من حوض‬ ‫البحر األبيض الم توسط‪ .‬هذه الدراسة كانت أكثر الدراسات العلمية التي أجريت عن تلوث البالسيتيك دقة‬ ‫ألنها أعتمدت على جمع عينات ووزنها بالمقارن بالدراسات األخرى التي أعتمدت على الرؤية والمشاهدة‬ ‫وتسجيل المالحظات )‪.(Andres C et al., 2015‬‬ ‫كانت النتائج التي تحصل عليها الفريق من دراسة تلوث حوض البحر األبيض المتوسط أكثر حدة من‬ ‫نتائج دراسة تلوث المحيطات حيث أنهم وجدوا بقايا البالستيك في ‪ %100‬من األماكن التي أخذت منها‬ ‫عينات بمعدل كثافة وجود البالستيك بنسبة قطعة بالستيك واحدة في كل ‪ 4‬متر‪ ،2‬حيث أكد الدكتور كوزار‬ ‫بأن كمية البالستيك الطافية على السطح تصل الى ‪ 3000 -1000‬طن معظمها أجزاء متناثرة صغيرة من‬ ‫البالستيك المتقطع مثل القناني واألكياس وبالستيك التغليف‪ ،‬تلك الكثل من البالستيك منتشرة على طول‬ ‫حوض البحر المتوسط تحركها وتدفعها الرياح واألمواج في عدة إتجاهات‪ .‬هذا الدراسة أكذت بأن حوض‬ ‫البح ر األبيض المتوسط يعتبر كسادس أكثر األماكن التي تتجمع فيها بقايا البالستيك في الكوكب ‪(Andres C‬‬ ‫)‪ . et al., 2015‬وقد فسر د‪ .‬كوزار سبب تواجد هذه الكميات الضخمة من البالستيك العائم في حوض البحر‬ ‫األبيض المتوسط لوجود تجمعات السكانية الضخمة‪ ،‬وايضا لوجود تيارات مائية داخلية تجعله صعب أن‬ ‫يترك الحوض‪ .‬يمثل البحر المتوسط ‪ %1‬من أجمالي المساحة المائية الموجودة في العالم ولكم بسبب موقعة‬ ‫الهام يعتبر من حيث الناحية األقتصادية له قيمة كبيرة جدا حيث يوجد به ‪ %10‬من األنواع األحياء البحرية‬ ‫واألسماك في العالم ومن الناحية السياحية يعتبر من أكثر بحار العالم أزدحاما‪ .‬وسيكون تأثير البالستيك العائم‬ ‫كبير جدا على االحياء البحرية واإلنسان كذلك وعلى كل األنشطة البشرية في هذا الحوض ‪(Andres C et‬‬ ‫)‪.al., 2015‬‬


‫‪ .4‬تفتت بقايا نفايات البالستيكية البحرية إلى أجزاء صغيرة (‪:)Microplastics‬‬ ‫المعروف على نفايات البالستيك التي تصل للبحر أن ‪ %70‬منها تغرق وتتراكم في قاع البحر‪.‬‬ ‫البالستيك ال يتحلل ولكن ربما بفعل التعرض المستمر لألشعة البنفسجية للشمس يتكسر إلى قطع صغيرة جدا‬ ‫(‪ )Microplastics‬حجمها أصغر من ‪ 5‬ملم التي تترسب بدورها في قاع المحيطات وقد قدرت هذه األجزاء‬ ‫الصغيرة من البالستيك بحوالي ‪ 200‬ألف قطعة صغيرة في الكيلو متر الواحد من قاع المحيط ‪(Hammer J‬‬ ‫)‪ .et al., 2012‬فريق بحثي بلجيكي أجراء في سنة ‪ 2013‬مسح على خمسة أماكن في أعماق المحيط (سطح‬ ‫القاع) تتراوح األعماق مابين ‪ 1100‬إلى ‪ 5000‬متر فوجد القطع البالستيك الصغيرة في تلك األعماق مما‬ ‫يدل على تغلل هذه الملوثات ووصولها لألعماق السهيقة في المحيط )‪.(Lisbeth Van et al., 2013‬‬

‫‪ .5‬بقايا النفايات البالستيك وتأثيراتها في األحياء البحرية‪:‬‬ ‫منذ الستينيات القرن الماضي إجريت العديد من الدراسات على تلك األجزء الدقيقة من البالستيك‬ ‫(‪ )Microplastics‬وتأثيرها في الكائنات البحرية‪ ،‬وجد أن أكثر من ‪ 267‬نوع من الكائنات الحية في البيئة‬ ‫البحرية على مستوى العالم قد تأثرت به من خالل أبتالع القطع الصغيرة البالستيكية‪ ،‬وتعتبر الثدييات‬ ‫والطيور البحرية أكثر األنواع تأثرا ً وبنسب مختلفة‪ ،‬تأثرت أنواع السالحف البحرية بنسبة ‪ ،%86‬و أنواع‬ ‫الطيور البحرية بنسبة ‪ ،%44‬و األنواع األخرى من الثدييات البحرية بنسبة ‪ .%43‬أكد البحاث بأن التأثيرات‬ ‫الضارة على الكائنات البحرية هي أكبر من ذلك بكثير ولكن بسبب صعوبة دراستها وكبر مساحة المحيطات‬ ‫والبحار وأحتماالت موتها وأكلها من قبل الكائنات األخرى األكبر كلها عوامل تجعلنا ال نتحصل على‬ ‫الصورة الواضحة لحجم األضرار من هذا التلوث)‪. (Laist DW 1997‬‬


‫‪ .1 .5‬األ ضرار الصحية الناتجة عن إبتالع بقايا البالستيك‪:‬‬ ‫تشمل اآلثار الضارة الناجمة عن ابتالع المواد البالستيكية من قبل األحياء البحرية انسداد إفرازات‬ ‫إنزيم المعدة‪ ،‬وانخفاض محفز التغذية‪ ،‬وانخفاض مستويات هرمون الستيرويد‪ ،‬واإلباضة المتأخرة‪ ،‬والفشل‬ ‫التناسلي ‪ .(Azzarello and Van-Vleet, 1987).‬فوجود قطع البالستيك في األمعاء يقلل من مساحة األمعاء‬ ‫وبالتالي يقلل من كمية الطعام التي تستفيد منه الطيور والكائنات البحرية ومساحة تخزين الطعام بالنسبة‬ ‫للطيور التي تغذى في صغارها ووجود قطع البالستيك يعطي إيحاء بالشبع فال يحفز الطيور على األكل‬ ‫ويسبب نقص الغذ اء ويقل نسبة تخزين الدهون في جسمها فيسبب في ضعف الطيور ويقلل من كفاءتها في‬ ‫الطيران لمسافات طويلة وخاصة في الطيور المهاجرة كما يقلل أيضا من كفاءتها في التزاوج والتكاتر‬ ‫‪ ، (Connors and Smith, 1982).‬وقد ربطت دراسة أجريت على طيور البحر العالقة العكسية مابين عدد‬ ‫قطع البالستيك الموجودة في أمعاء الطيور و مابين وزن جسم الطيور‪ ،‬فكلما زادت عدد قطع البالستيك في‬ ‫االمعاء قل وزن الطائر ‪ . (Spear L.B. et al.,1995).‬كما أن أبتالع بقايا البالستيك تسبب إصابات داخلية‬ ‫والوفاة بعد أنسداد القناة المعوية في الكائنات البحرية ( ‪.)Rothstein SI,1973 ،Carpenter and Smith, 1972‬‬


‫‪ .2 .5‬زيادة نسبة إبتالع األحياء البحرية للبقايا البالستيك‪:‬‬ ‫في دراستين منفصلتين اختبرت فيها محتويات أمعاء األف الطيور البحرية أثبت زيادة كبيرة في نسبة‬ ‫إبتالع الطيور للبالستيك في مدة ‪ 15‬سنة ما بين الدراستين )‪ ،(Robards MD, et al. 1995‬ودراسة أخرى‬ ‫أجريت في شمال المحيط الهادي وجد البالستيك في أمعاء ‪ 8‬من ‪ 11‬طيور بحر وهذ يدل على أنتشار إبتالع‬ ‫بقايا البالستيك في األحياء البحرية ‪ .(Blight LK and Burger AE. 1997 ).‬كما اتبثت دراسة كبيرة‬ ‫أستغرقت ‪ 14‬سنة حول ‪ 1033‬طير جمعت في شواطي والية كارولينا الشمالية بالواليات المتحدة أن ‪%55‬‬ ‫من تلك الطيور كان لديها قطع البالستيك في أمعاءها ) ‪ .(Moser ML and Lee DS 1992‬حتى أن العديد من‬ ‫الدراسات أكذت بأن بعض طيور البحر تلتقط وتفضل بع ض األنواع من البالستيك عن األخرى بسبب لونها‬ ‫وشكلها معتقدة بأنها طعام ) ‪ ،(Shaw DG and Day RH 1994‬وهذا األختيار في نوعية البالستيك كطعام‬ ‫من قبل الكائنات البحرية أثبتته دراسة أخرى أجريت على أنواع مختلفة من األسماك وما تحتويه أمعاءها من‬ ‫قطع البالستيك حيث وجد بأن األسماك تفضل القطع البالستيك البيضاء الكروية عن األنواع الثانية‬ ‫)‪ (Carpenter and Smith, 1972‬وهذا مشابه ايضا لما تفعله السالحف البحرية للبحر المتوسط ‪(Gramentz‬‬ ‫‪.D, 1988).‬‬


‫‪ .3 .5‬ملوثات كيميائية خطيرة في نفايات البالستيك‪:‬‬ ‫القطع الصغيرة (‪ ) Microplastics‬للبالستيك ربما تكون محتوية على كيماويات خطيرة (طالء‬ ‫وزيوت ومعادن ثقيلة) فتؤثر مباشرة في الكائنات التي ابتلعتها وتسبب إضرار صحية لها أو ربما تدخل‬ ‫الملوثات للشبكة الغذائية البحرية عبر إبتالع الكائنات الصغيرة وتبقى في أمعاءها لصعوبة تحللها وتصبح‬ ‫بدورها غذاء للكائنات األكبر فيحدث الضرر لها )‪ (Hammer J et al., 2012‬وهذا التسلسل في الشبكة‬ ‫الغذائية البحرية يجعل الضرر يصل للكائنات الكبيرة وتصل اإلنسان عند أستهالكه للمنتجات البحرية‪ .‬عدة‬ ‫تقارير أثبتت وجود بقايا البالستيك في أمعاء األسماك الصغيرة وطيور البحر والسالحف البحرية والحيثان‪.‬‬ ‫دراسة أخرى أجريت من قبل الفريق األيطالي برئاسة كرستينا فوسيل من جامعة سينا أجرت فيها قياسات‬ ‫تركيز ألجزاء البالستيك (‪ ،) Phthalates‬الفثاالت وهي مواد تستعمل لتلين البالستيك وزيادة مرونته وشفافيته‬ ‫وآطالة عمره في الكائنات البحرية الكبيرة التي تتغذى على تصفية المياه وإبتالع العوالق مثل أسماك القرش‬ ‫(‪ )The Basking Shark‬والحيتان (‪ )Fin Whale‬وقد اتبتت الدراسة وجود معدالت عالية جدا من الفثاالت في‬ ‫النوعين مترسبة في العضالت ‪.)Fossi MC et al., 2014, 2016) ،‬‬

‫شباك الشبح)‪:‬‬ ‫شباك صيد األسماك ( ِ‬ ‫‪ .4 .5‬نفايات ِ‬ ‫ِشباك الصيادين البالستيكية المرمية في البحر سواء أكانت مرمية كنفايات من قبل الصيادين أو‬ ‫الشِباك الضائعة والمفقودة في البحر تعتبر من أكبر المخاطر التي تواجه الكائنات البحرية ويطلق عليها أسم‬ ‫ِشباك الشبح (‪ )Ghost nets‬فهي برغم من أنها ال تستعمل إال أنها ال تزال تقوم بعملها‪ ،‬حيث تعلق فيها‬ ‫الكائنات البحرية وهي مرمية في قاع البحر ‪ .(Laist DW, 1987).‬في سنة ‪ 1978‬سجل نفوق ‪ 99‬من طيور‬ ‫البحر وأكثر من ‪ 200‬سمكة سالمون وجدت ميته بسبب شباك صيادين بطول ‪ 1500‬متر خالل إجراء حملة‬ ‫تنظيف في جنوب جزيرة اليوتيان ‪ ،(DeGange and Newby, 1980 ).‬وفي شواطيء اليابان ما بين سنة‬ ‫‪ 1984 -83‬تم حصر موت ‪ 533‬فقمة ‪ (Laist DW, 1987).‬بسبب هذه الشباك المرمية‪.‬‬


‫‪ .5 .5‬نفوق السالحف البحرية بسبب إبتالع بقايا البالستيك‪:‬‬ ‫السالحف البحرية من أكثر الكائنات البحرية تأثرا ببقايا البالستيك‪ ،‬حيث سجلت في دراسة وجود‬ ‫‪ 79‬سلحفاة بحرية قد وجدت في أمعاءها كميات كبيرة من بقايا البالستيك )‪ ،(Balazs G, 1985‬حتى أن احد‬ ‫البحاث ذكر في دراسة ثانية بأنه عثر على سلحفاة أبتلعت ‪ 540‬متر من خيوط صيد األسماك في أحدى‬ ‫شواطي نيويورك )‪.(O’Hara K., 1988‬أختبرت محتويات المري والمعدة لعدد ‪ 38‬عينة من السالحف‬ ‫الخضراء (‪ )Mydas Chelonia‬في جنوب البرازيل فكانت النتيجة أن ‪ )60.5%( 23‬من السالحف أبتلعت‬ ‫بقايا البالستيك )‪ (Bugoni L.et al., 2001‬هذه النتيجة أكدها باحث أخر )‪(Bjorndal KA et al., 1994‬‬ ‫درس نفس السالحف الخضراء في شاطيء فلوريدا حيث وجد ‪ %56‬منها قد أبتلعت بقايا البالستيك‪ ،‬نفس‬ ‫النتيجة كانت مع الباحث )‪ (Tomas J et al., 2002‬الذي وجد نوع أخر من السالحف (‪ )Caretta caretta‬قد‬ ‫أصطدت من قبل الصيادين قد أحتوت أمعاءها على بقايا البالستيك بنسبة ‪ %75.9‬من عدد ‪ 54‬سلحفاة‪ .‬العديد‬ ‫من الدراسين للسالحف أكذوا بأن التشبه الكبير بين حركة ومظهر وشفافية أكياس البقالة البالستيكية العالقة‬ ‫في أعماق البحر مع قناديل البحر غذاءها المفضل هو السبب من إبتالع السالحف للكميات الكبيرة من‬ ‫البالستيك‪.‬‬

‫‪ .6 .5‬نفوق الحيتان بسبب إبتالع بقايا البالستيك‪:‬‬


‫لم تسلم الكائنات الكبيرة مثل الحيثان من مخاطر البالستيك كذلك‪ ،‬في سنة ‪ 2002‬شهدت شواطي‬ ‫النروماندي بفرنسا نفوق إحدى الحيثان (‪ ) Minke whale‬وبعد التحقق من سبب الموت وجد داخل أمعاء‬ ‫الحوث قرابة ‪ 800‬كجم من أكياس البالستيك‪ ،‬وفي فبراير سنة ‪ 2004‬وجد حوت (‪)Ziphius cavirostri s‬‬ ‫ميت على شاطيء جزيرة موول في أسكتلندا‪ ،‬وهذا النوع من الحيتان يعتبر من حيتان المياه العميقة ورؤيته‬ ‫نادرة جدا قرب الجزيرة‪ ،‬وحين الكشف عنه والتحقق من سبب النفوق وجدت أن مدخل المعدة مغلق‬ ‫بأسطوانة بالستيكية وأكياس البالستيك ممزقة وحبال صيد أسماك جعلت صعوبة للحوت أن يتحصل على‬ ‫طعامه (‪ .)Le Guern Claire, 2017‬نفس الحالة عندما وجد حوث العنبر (‪ )Kogia breviceps‬ميت على‬ ‫شواطيء والية تكساس األمريكية حيث أظهر التشريح الذي عمل له بأن مدخل الحجرتين للمعدة كانت مغلقة‬ ‫تماما ً ببقايا قمامة بالستيكية (كاألكياس البالستيكية وقطعتين من األغطية البالستيكية وأكياس رقائق الذرة‬ ‫وغيرها) )‪.(Tarpley and Marwitz, 1993‬‬

‫‪ .7 .5‬التغيير في النظم األيكولوجية (‪.)Marine Ecosystem Changes‬‬


‫خطورة تراكم بقايا البالستيك تؤثر أيضا في النظم األيوكولوجية البحرية ففي دراسة يابانية‬ ‫)‪ (Kanehiro H et al., 1995‬أشار إلى أن ‪ %85 -80‬من أرضية خليج طوكيو توجد بها بقايا البالستيك‪،‬‬ ‫وتراكم هذه الكميات يعيق تغير الغازات بين الماء السطحى والماء في ترسبات القاع وهذا يؤثر تأثير كبير في‬ ‫األحياء البحرية في الخليج‪ .‬كما نبه بعض العلماء بأن بقايا البالستيك الطافية التي تسافر ببطاء لمسافات‬ ‫طويلة جدا في البحار أو المحيطات ربما تكون محملة بالكائنات البحرية الصغيرة فتنتقل لمسافات بعيدة‬ ‫ويساهم ذلك في إدخال كائنات غريبة إلى بيئات جديدة مما يساهم في اإلضرار بالنظم البيئة األيكولوجية لتلك‬ ‫المنطقة‪ ،‬السرعة البطئية للبقايا البالستيك الطافية تعطي فرصة للكائنات العالقة بها للتكيف مع التغييرات‬ ‫وحالة المناخ وأختالف المياه (‪.)Le Guern Claire, 2017‬‬

‫‪ .8 .5‬الخسائر األقتصادية بسبب نفايات البالستيكية البحرية‪:‬‬ ‫في العديد من دول البحر المتوسط السياحية تؤثر الشواطيء الغير نظيف في قطاع السياحة من حيث‬ ‫عدم أقبال السواح والمصطافين على البحار الملوثة باألوساخ والشواطيء المليئة بالنفايات‪ ،‬فتكون عمليات‬ ‫التنظيف للشواطيء والبحر إجبارية بحيث تكلف ميزانيات تلك الدول مبالغ ضخمة بمقارنة بتكلفت تنظيف‬ ‫الشوارع والمدن‪ .‬تكلفت تنظيف الشواطيء في الساحل الغربي للسويد في السنة الواحدة يصل ‪ 1.55‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫تكلف النفايات البحرية خسائر إقتصادية كبيرة للعديد من القطاعات في الدولة المختلفة مثل قطاع النقل‬ ‫البحري بسبب إضرارها في زعانف ومحركات السفن والتكلفة المالية المستمرة في تنظيف المؤاني‬ ‫والخلجان‪ ،‬ويؤثر أيضا في قطاع صيد األسماك من حيث قلة المنتوج الذي سيترافق مع زيادة كمية النفايات‬ ‫البحرية‪ ،‬وستسبب النفايات البالستيكية ضرر ل ِشباك الصيادين فتمزقها وتعلق بها مع الضرر الذي سيحدث‬ ‫لزعانف محركات قوارب الصيد‪ ،‬أكد صيادين األسماك في شتالند ببريطانيا بأنه قرابة ‪ %92‬من الصيادين‬ ‫في تلك المنطقة يواجهون مشاكل متكررة من وجود حطام وبقايا النفايات البالستيكية في ِشباكهم‪ ،‬حيث يفقد‬ ‫كل قارب حوالي ‪ 53 -10‬ألف دوالر كل سنة بسبب النفايات البحرية في البحر‪ ،‬أيضا تكلف النفايات البحرية‬ ‫أضرار في مزارع األسماك وهناك العديد من الدراسات التي أكدت ذلك (‪.)Le Guern Claire, 2017‬‬

‫‪ . 6‬حالة بعض الشواطيء الليبية والعربية من حيث التلوث بنفايات البالستيك‬ ‫في سنة ‪ 2004‬أجريت دراسة لرصد النفايات على الشواطيء العربية وذلك إلعطاء فكرة عن وضع‬ ‫الشواطيء العربية من حيث تلوثها بالنفايات وخاصة بالمواد البالستيكية (عبوات الشراب واألكياس)‪ .‬حيث‬


‫استجاب لهذه المبادرة عدد من الجمعيات و األفراد في كل من البحرين‪ ،‬ليبيا‪ ،‬فلسطين‪ ،‬اليمن‪ ،‬و الجزائر‬ ‫جرى خاللها رصد النفايات على عدد من شواطئ البحرين و ليبيا و فلسطين و سوريا كما جرى توفير‬ ‫معلومات عن حال التخلص من النفايات على الشواطئ اليمنية و الجزائرية‪ .‬شارك في هذه الدراسة العديد من‬ ‫جمعيات المجتمع المدني من عدة دول عربية‪ .‬أجريت الدراسة في الفترة الزمنية من منتصف سبتمبر و لغاية‬ ‫نهاية أكتوبر‪.‬‬ ‫شملت الدراسة عدة شواطيء عربية منها الشاطئ الغربي لجزر حوار في البحرين‪ 4000 ،‬متر مربع‪،‬‬ ‫وشاطئ دير البلح في فلسطين‪ 4000 ،‬متر مربع‪ ،‬وشاطئ الحميدية في سوريا‪ 1000 ،‬متر مربع أما‬ ‫الشواطيء الليبية فكانت ثالث شواطيء معروفة بمدينة طرابلس (‪ )1‬شاطئ مصيف شهداء عبد الجليل‬ ‫(جنزور) في ليبيا‪ 4000 ،‬متر مربع‪ )2( ،‬شاطئ سوق الجمعة (أمعيتيقة) في ليبيا‪ 17825 ،‬متر مربع‪)3( ،‬‬ ‫شاطئ تاجوراء في ليبيا‪ 2000 ،‬متر مربع‬ ‫قد اثبتت هذه الدراسة وبدون شك انتشار ظاهرة التخلص من المواد البالستيكية (عبوات الشراب و األكياس)‬ ‫بشكل كبير على الشواطئ العربية مقارنةً مع المؤشر العالمي‪ .‬كما اثبتت الدراسة أن التخلص من عبوات‬ ‫الشراب البالستيكية بمعدل ‪ 266‬عبوة‪/‬هكتار و التخلص من األكياس بمعدل ‪ 178‬كيس‪/‬هكتار‪ ،‬علب شراب‬ ‫معدنية ‪ /155‬هكتار‪ ،‬أعقاب السجائر والسجائر ‪/189‬هكتار‪ ،‬قطع ثياب ‪/10‬هكتار‪ ،‬قطع خشبية ‪/36‬هكتار‪،‬‬ ‫عبوات شراب زجاجية ‪/25‬هكتار‪ ،‬مواد تغليف األطعمة ‪/48‬هكتار‪ ،‬إطارات سيارات ‪/6‬هكتار‪ ،‬عبوات‬ ‫زيوت ‪/9‬هكتار‪ ،‬مصصات شراب ‪/5‬هكتار‪ ،‬عبوات أدوية ‪ /1‬هكتار‪ ،‬مخلفات طبية أخرى (حفظات األطفال)‬ ‫‪/2‬هكتار‪ ،‬عبوات طالء ‪ /2‬هكتار اما بالنسبة للحقن واإلبر فلم يتم العثور عليها في أماكن التي تمت دراستها‬ ‫(‪.)Altabet A, 2016‬‬

‫االستنتاجات والتوصيات‬ ‫البحار والمحيطات تعاني من هجوم النفايات البالستيكية لم يسبق له مثيل‪ ،‬هذه النفايات تأتي أليه منن ننواحي‬ ‫عديدة‪ ،‬هذه المشكلة الخطيرة لم تتلقى أهتمام عالمي وعلمي إال في السنوات األخيرة في أوائل التسعينيات‪.‬‬ ‫هناك عدة إجراءات يجب األخذ بها للقضاء أو التخفيف من حدة هذه المشكلة (تلوث البحر المتوسط ببقايا‬ ‫البالستيك) ويجب التح رك بسرعة فالوضع البيئي لم يعد يتحمل المزيد من التأخير‪:‬‬


‫‪ . 1‬يجب تفعيل بنود معاهدة برشلونة (‪ )Barcelona Convention‬للحماية البحر المتوسط من التلوث‬ ‫لسنة ‪ 1976‬وكل برتوكالتها المرافقة له‪ ،‬مقرونة مع خطة عمل البحر المتوسط ( ‪Mediterranean‬‬

‫‪ )Action Plan‬وهي مع بعضها جزء من برنامج البحار اإلقليمية التابع لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‬ ‫وعلى الدول المتعاقدة إتخاذ كل اإلجراءات الالزمة من أجل تحسين نوعية الوسط البحري وتقليص‬ ‫وتجنب كل أسباب التلوث بمنطقة المتوسط‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫بسبب تفاقم المشكلة يفضل إدارج برتوكول خاص لحد ومنع التلوث ببقايا البالستيك بحيث‬ ‫يوافق الموقعون على التعاون والمعاونة فيما بينها في مراقبة ودراسة والتخلص من التلوث‬ ‫ببقايا البالستيك‪.‬‬

‫‪. II‬‬

‫أو إدراج فقرات خاصة حول منع التلوث ببقايا البالستيك في البروتوكول النفايات الخطرة‬ ‫وبروتوكول بشأن حماية المتوسط من التلوث الناشيء عن تصريف النفايات من السفن‬ ‫والمركبات الجوية وبروتوكول المصادر البرية الذي يهذف إلى إزالة التلوث الناجم عن‬ ‫مصادر وأنشطة برية متواجدة على الشريط الساحلي أو بمقربة من األحواض المائية‪.‬‬

‫الملوثات‪ ،‬سواء‬ ‫التلوث والحدّ من مدخالت‬ ‫ّ‬ ‫‪ . 2‬حماية البيئة البحرية والمناطق الساحلية من خالل منع ّ‬ ‫المزمنة أو العرضية‪ ،‬والقضاء عليها إلى أقصى حد ممكن‪.‬‬ ‫‪ . 3‬يجب وضع خطط فورية من قبل دول الحوض لتنظيف الشواطي والبحر من بقايا البالستيك ورصد‬ ‫ميزانيات لها‪.‬‬ ‫‪ . 4‬سن قوانين وإجراءات صارمة على مستوى دول الحوض ضد المسببين في التلوث البحري‬ ‫بالبالستيك للحد من تراكم التفاي ات‪ ،‬مثل وجود مكبات المفتوحة على شواطيء البحر أو وجود مراكز‬ ‫معالجة نفايات قرب البحر أو التعمد برمي النفايات في البحر أو المصانع التي تنتج في نفايات‬ ‫بالستيكية‪.‬‬ ‫‪ . 5‬وضع خطط فورية مركزة لعملية تدوير البالستيك على نطاق واسع في الدول التي لديها الشواطي‬ ‫على البحر األبيض المتوسط للتقليل من الكميات التي تذهب للبحر‪.‬‬ ‫‪ . 6‬يتم إلزام إدارات المصائف والفنادق والقرى والمقاهي السياحية بوضع برنامج تنظيف مكثف‬ ‫بمقراتهم ومراقبة أي تجاوزات يمكن أن تحدث مع المساءلة القانونية في حالة اإلخالل بالنظم‪.‬‬ ‫‪ . 7‬وضع خطط تعاونية إقليمية بين دول البحر األبيض المتوسط لتنظيف البحر من بقايا البالستيك‪ ،‬على‬ ‫أن ترصد لها ميزانيات قوية ويتم التنسيق بين الدول بخصوص ذلك وخاصة من لديها كوادر فنية‬


‫وخبرة علمية في هذا المجال‪ ،‬هذا التعاون يفضل أن يتم تحت رعاية دولية وأشراف برنامج األمم‬ ‫المتحدة للبيئة من أجل إنجاح هذه الخطط‪.‬‬ ‫‪ . 8‬يجب حث العلماء والمراكز البحثية للبحث عن مواد بديلة للبالستيك شبيه له في مرونته وصالبته‬ ‫وتشكله ويمكن له أن يتحلل ويذوب في الطبيعة (‪ )Biodegradable‬بدون إحداث ضرر بيئي‪.‬‬ ‫‪ . 9‬تكثيف ودعم الدراسات العلمية حول أسباب وتأثيرات ومعالجة تلوث البحر األبيض المتوسط بكل‬ ‫أنواعه‪.‬‬ ‫‪ . 10‬يجب إدماج وإدخال جمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني (‪ )NGOs‬في برامج الحد من التلوث‬ ‫ببقايا البالستيك على الشواطيء وفي أعماق البحر ألن الدولة لوحدها ال تستطيع القيام بكل هذا‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫‪ . 11‬يجب أن تشمل التوعية بخصوص أسباب ومخاطر التلوث البحري جميع الشرائح في المجتمع مع‬ ‫التركيز على األطفال في المدارس وداخل المناهج التعليمية حتى تصبح تقافة تكبر معهم ويتبناها‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫في الختام‪ ،،‬القضاء على هذه المشكلة يحتاج لصبر كبير ويتطلب الوقت وميزانيات داعمة وطاقة عمل‬ ‫إيجابية من الجميع‪ ،‬ويجب التحرك من الجميع في داخل الدولة‪ ،‬فالحلول المحلية سيكون لها أثر عالمي ألن‬ ‫مشكلة التلوث بالبالستيك في بحارنا مشكلة عالمية ولكن اإلجراءات لحلها تبداء بالعمل في نطاق محلي‪ .‬لو‬ ‫قمنا بهذا العمل بشكل إيجابي سنحمي بيئتنا ليس لنا فقط بل حتى لألجيال القادمة التي من حقها الحصول على‬ ‫شاطيء آمن وجميل وعلى بحر نظيف وعلى أسماك سليمة خالية من الملوثات‪ .‬ونكون أيضا قد قدمنا عمل‬ ‫جليل للكائنات البحرية التي تشاركنا هذا الكوكب األزرق الجميل الذي هو ليس لنا وحدنا فقط‪.‬‬

‫‪References:‬‬ ‫‪Altaher Altabet (2016). Study for monitoring the waste on the Arab beaches.‬‬ ‫)‪(medicalwaste.org.ly‬‬ ‫‪Andrés Cózar, Fidel Echevarría, Ignacio González-Gordillo, Xabier Irigoienb,Bárbara‬‬ ‫‪Úbeda, Santiago Hernández-Leónd, Álvaro T. Palmae, Sandra Navarrof, Juan García-de‬‬‫‪Lomasa, Andrea Ruizg, María L. Fernández-de-Puellesh, and Carlos M. Duartei. (2014).‬‬ ‫‪Plastic debris in the open ocean. PNAS. vol. 111, no. 28, 10239–10244.‬‬


Andrés Cózar, Marina Sanz-Martín, Elisa Martí, J. Ignacio González-Gordillo, Bárbara Ubeda, José Á. Gálvez, Xabier Irigoien, Carlos M. Duarte. (2015). Plastic Accumulation in the Mediterranean Sea. PLOS ONE, 2015; 10 (4). Association of Plastic Manufactures. (2017) World Plastics Production 1950 –2015, Plastic Europe. ( https://committee.iso.org) Azzarello, M.Y., Van-Vleet, E.S. (1987). Marine birds and plastic pollution. Marine Ecology Progress Series 37, 295–303. Balazs, G., 1985. Impact of ocean debris on marine turtles: entanglement and ingestion. In: Shomura, R.S., Yoshida, H.O. (Eds.), Proceedings of the Workshop on the Fate and Impact of Marine Debris, 27–29 November 1984, Honolulu. US Department of Commerce, pp. 387– 429. NOAA Technical Memorandum NMFS SWFC-54. Bjorndal, K.A., Bolten, A.B., Lagueux, C.J., 1994. Ingestion of marine debris by juvenile sea turtles in coastal Florida habitats. Marine Pollution Bulletin 28, 154–158. Blight LK and Burger AE. (1997). Occurrence of plastic particles in seabirds from the eastern North Pacific. Marine Pollution Bulletin. 34, 323–325. Bugoni, L., Krause, L., Petry, M.V., 2001. Marine debris and human impacts on sea turtles in Southern Brazil. Marine Pollution Bulletin 42, 1330–1334. Carpenter, E.J., Smith, K.L. (1972). Plastics on the Sargasso Sea surface. Science 175, 1240– 1241. Collignon A, Hecq JH, Glagani F, Voisin P, Collard F, Goffart A. (2012). Neustonic microplastic and zooplankton in the North Western Mediterranean Sea. Mar Pollut Bull., 64: 861–864. Connors, P.G., Smith, K.G. (1982). Oceanic plastic particle pollution: suspected effect on fat deposition in red phalaropes. Marine Pollution Bulletin 13, 18–20. David K. A. Barnes, Francois Galgani, Richard C. Thompson and Morton Barlaz. (2009). Accumulation and fragmentation of plastic debris in global environments. Phil. Trans. R. Soc. B (2009) 364, 1985–1998. De Lucia GA, Caliani I, Marra S, Camedda A, Coppa S, Alcaro L, et al. (2014). Amount and distribution of neustonic micro-plastic off the western Sardinian coast (Central-Western Mediterranean Sea). Mar Environ Res., 100: 10–16. DeGange, A.R., Newby, T.C. (1980). Mortality of seabirds and fish in a lost salon driftnet. Marine Pollution Bulletin 1, 322–323.


Derraik J(2002). The pollution of the marine environment by plastic debris: a review. Marine Pollution Bulletin 44 (2002) 842– 852 Fossi MC, Coppola D, Baini M, Giannetti M, Guerranti C, Marsili L, Panti C, de Sabata E, Clò S. (2014). Large filter feeding marine organisms as indicators of microplastic in the pelagic environment: the case studies of the Mediterranean basking shark (Cetorhinus maximus) and fin whale (Balaenoptera physalus). Mar Environ Res. 2014 Sep;100:17-24. Fossi MC, Marsili L, Baini M, Giannetti M, Coppola D, Guerranti C, Caliani I, Minutoli R, Lauriano G, Finoia MG, Rubegni F, Panigada S, Bérubé M, Urbán Ramírez J, Panti C. (2016). Fin whales and microplastics: The Mediterranean Sea and the Sea of Cortez scenarios. Environ Pollut. 2016 Feb;209:68-78. Galgani, F., Jaunet, S., Campillo, A., Guenegen, X., His, E., 1995b. Distribution and abundance of debris on the continental shelf of the north-western Mediterranean Sea. Marine Pollution Bulletin 30, 713–717. Galgani, F., Leaute, J.P., Moguedet, P., Souplets, A., Verin, Y., Carpenter, A., Goraguer, H., Latrouite, D., Andral, B., Cadiou, Y., Mahe, J.C., Poulard, J.C., Nerisson, P., 2000. Litter on the sea floor alongEuropean coasts. Marine Pollution Bulletin 40, 516–527. Galgani, F., Souplet, A., Cadiou, Y., 1996. Accumulation of debris on the deep sea floor of the French Mediterranean Coast. Marine Ecology Progress Series 142, 225–234. Golik, A., 1997. Debris in the Mediterranean Sea: types, quantities, and behavior. In: Coe, J.M., Rogers, D.B. (Eds.), Marine Debris–– Sources, Impacts and Solutions. SpringerVerlag, New York, pp. 7–14. Gramentz, D. (1988). Involvement of loggerhead turtle with the plastic, metal, and hydrocarbon pollution in the Central Mediterranean. Marine Pollution Bulletin 19, 11–13. Greenpeace (2014). Mediterranean Sea, 20 March, 2014 (www.greenpeace.org) Hammer J, Kraak MH, Parsons JR. (2012). Plastics in the marine environment: the dark side of a modern gift. Rev Environ Contam Toxicol. 2012;220:1-44. Kanehiro H, Tokai T and Matuda K. (1995). Marine litter composition and distribution on the seabed of Tokyo Bay. Fisheries Engineering. 31, 195–199. Laist DW (1997). Impacts of marine debris: entanglement of marine life in marine debris including a comprehensive list of species with entanglement and ingestion records. In: Coe, J.M., Rogers, D.B. (Eds.), Marine Debris––Sources, Impacts and Solutions. SpringerVerlag, New York, pp. 99–139.


Laist, D.W. (1987). Overview of the biological effects of lost and discarded plastic debris in the marine environment. Marine Pollution Bulletin 18, 319–326. Le Guern Claire. (2017). WHEN THE MERMAIDS CRY: THE GREAT PLASTIC TIDE. Plastic Pollution, Coastal Care Organization. ( http://coastalcare.org/2009/11/plasticpollution/). Lisbeth Van Cauwenberghe a, Ann Vanreusel , Jan Mees , Colin R. Janssen . (2013). Microplastic pollution in deep-sea sediments. Environmental Pollution 182, 495-499. Morris RJ, 1980. Floatingplastic debris in the Mediterranean. Marine Pollution Bulletin 11, 125. Moser, M.L., Lee, D.S. (1992). A fourteen-year survey of plastic ingestion by western North Atlantic seabirds. Colonial Water birds. 15, 83–94. O’Hara, K., Iudicello, S., Bierce, R., 1988. A Citizen’s Guide to Plastics in the Ocean: More than a Litter Problem. Center for Marine Conservation, Washington DC. Robards MD, Piatt JF, Wohl KD. (1995). Increasing frequency of plastic particles ingested by seabirds in the subarctic North Pacific. Marine Pollution Bulletin 30, 151–157. Rothstein, S.I. (1973). Plastic particle pollution of the surface of the Atlantic Ocean: evidence from a seabird. Condor 75, 344–345. Shaw, D.G., Day, R.H. (1994). Colour- and form-dependent loss of plastic micro-debris from the North Pacific Ocean. Marine Pollution Bulletin 28, 39–43. Spear, L.B., Ainley, D.G., Ribic, C.A. (1995). Incidence of plastic in seabirds from the Tropical Pacific, 1984–91: relation with distribution of species, sex, age, season, year and body weight. Marine Environmental Research 40, 123–146. Stefatos, A., Charalampakis, M., Papatheodorou, G., Ferentinos, G., 1999. Marine debris on the seafloor of the Mediterranean Sea: examples from two enclosed gulfs in Western Greece. Marine Pollution Bulletin 36, 389–393. Tarpley, R.J., Marwitz, S., 1993. Plastic debris ingestion by cetaceans along the Texas coast: two case reports. Aquatic Mammals 19, 93–98. Tomas, J., Guitart, R., Mateo, R., Raga, J.A., 2002. Marine debris ingestion in loggerhead sea turtles, Caretta caretta, from the Western Mediterranean. Marine Pollution Bulletin 44, 211– 216. UNEP. (2005).Marine Litter: An analytical overview. United Nations Environment Programme.


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.