ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﱠ ﺮﻋﻴﺔ ﱠ ﺍﻟﺸ ﱠ
`ÓÍwñ˙^=fi_‘v احلمدُ هلل ربِّ العاملني ،وأشهد أن ال إله إال اهلل ودده ال شريك له إله األوَّلني واآلخرين ،وأشهد أنَّ حممَّدًا رسول اهلل خامتُ النَّبيِّني وإمام املتَّقني وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثريًا ،وبعد: يقول اهللُ :ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭼ [احلج.]٣٢: اعلمْ أخي املسلم ،أنَّ من أدبِّ األعمالِ إىل اهلل يف أيَّام عيد األضحى الذَّبح والنَّحر تقربًا إليه سبحانه يف اهلديِ واألضادي ،وهذه الشعرية قرنها اهلل مع الصَّالةِ لعظمِ قدرِها فقال: ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ [األنعام ،]١٦٢ :وقال :ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍﭼ [الكوثر ،]٢ :وسنبيِّنُ للقارئ الكريم أهمَّ أحكام األضحية؛ فنقول:
تقربًا إىل اهلل تعاىل ،وبه سُمِّي العي ُد بيومِ النَّحرِ وعيدِ األضحى. أوالً :األضحي ُة اسمٌ ملا يُذبحُ من بهيم ِة األنعام ،وهي اإلبلُ والبق ُر والغنمُ من املع ِز والضَّأنِ يف يومِ النَّح ِر وأيَّام التَّشريقِ ُّ ح ثانيًا :شرع اهلل األضحيةَ يف كتابِه وسنَّةِ نبيِّه " فقال :ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﭼ [احلج ] ٤٣ :والنُّسُك :هو الذَّب ُ أن املراد باآلية الذَّبحُ بعد صالةِ العيد.+ تقربًا له سبحانه ،وقال :ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍﭼ [الكوثر ] ٢ :قال بعضُ املفسِّرينَّ = : ُّ وقال النَّيبِّ "= :م ْن كان له سعةٌ وملْ يضحِّ فال يقربنَّ مصلَّانا +رواه ابنُ ماجةَ ودسَّنه األلبانيُّ ،وعنِ ابْنِ عُمر ÷ قَال= :أَقَام رسُولُ اللَّهِ " بِالْمدِينةِ عشْر سِنِني يُضحِّي +رواه أمحد والرتمذي ودسَّنه األلباني يف مشكاة املصابيح. وذبحُ األضحيةِ أفضلُ من التَّصدُّقِ بثمنِها :قال ابنُ القيِّم= :الذَّبحُ يف موضعِه أفضلُ من الصَّدقة بثمنِه.+ ثالثًا :من دكمتِها التَّقرُّبُ إىل اهلل بإراقةِ الدِّماء اقتداءً بإبراهيم وحممَّدٍ عليهما السَّالم وإدخاالً للفرحِ والسُّرور والتَّوسعةِ على النَّفسِ والنَّاس يف هذا العيدِ املبارك؛ فعن نبيشة اهلذلي ÷ قال :قال رسول اهلل "= :أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ هلل [ +رواه مسلم] ،وأيَّا ُم التَّشريق هي أيَّام عيد األضحى املبارك. رابعًا :من فضائلِها :لألضحيةِ فضائلُ عظيمةٌ فقد قال تعاىل :ﭽﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯﭼ [احلج ] ٤٣ :فوصف اهلل م ْن يذبحُ لوجهه الكريم بالتقوى ،ولذلكَ داوم النَّيبُّ " عليها مدَّةَ إقامتِه باملدينة كما سبق. خامسًا :صفة األضحية :يشرتط فيها كما سبق أن تكون من بهيمة األنعام ،ويشرتط أن تبلغ السِّنَّ احملدَّدةَ شرعًا؛ وهي أن تكون جذعةً من الضَّأن ،أو ثنيَّةً من املعز واإلبل والبقر؛ فالثَّينُّ من اإلبل :ما متَّ له مخس سنوات ،والثَّينُّ من البقر :ما متَّ له سنتان ،والثَّينُّ من املعز :ما متَّ له سنة ،واجلذع من الضَّأن :ما متَّ له ستَّةُ أشهر؛ فال تصحُّ األضحية مبا دون الثَّين من اإلبل والبقر واملعز ،وال مبا دون اجلذع من الضَّأن. وجيتنب يف األضادي أربعة :فعنْ الْبراءِ بْنِ عازِبٍ قَال :قَال رسُولُ اللَّهِ "= :أَرْبعٌ لَا تجُوزُ فِي الْأَضادِيِّ :الْعوْراءُ الْبيِّنُ عورُها ،والْمرِيضةُ الْبيِّنُ مرضُها ،والْعرْجاءُ الْبيِّنُ َظ ْلعُها ،والْكَسِريُ َّالتِي لَا تُْنقِي .+رواهُ الْأربعة وأمحد بسندٍ صحيح ،ويف روايةٍ= :والعجفاء الَّيت ال تنقي ،+ومعنى الَّيت ال تنقي :أي الَّيت ال مخَّ هلا من غايةِ العجفِ ،والظلع :العرج ،والكسريةُ :املنكسرةُ الرجل ،وهذه العيوبُ متنعُ الدَّابَّة أن ترعى بشكلٍ جيدٍ فتبقى هزيلةً قليلةَ اللَّحمِ والشَّحمِ ،ويُستحبُّ من الغنمِ ما فيه بياضٌ وسوادٌ؛ فقد روت عائشةُ رضي اهلل عنها= :أنَّ رسول اهلل "أمر بكبشٍ أقرنٍ يطأُ يف سوادٍ ،ويربكُ يف سوادٍ ،وميشي يف سوادٍ ،وينظرُ يف سوادٍ ،فأُتي به فأضجعه فذحبَه[ +رواه مسلم] ،ومعنى ذلك :أنَّ أظالفَه وموضع الربوكِ من بطنِه ودول فمه وعينيه أسود. سادسًا :نصابُ األضحيةِ :جتزئُ الشَّا ةُ عن الرَّجل وأهلِ بيتِه ،وأمَّا يف اإلبلِ جيوزُ االشرتاكُ فيها عن عشرةِ أشخاصٍ ،وأمَّا البقرُ فيجوزُ االشرتاكُ فيها عن سبعةٍ حلديث ابن عبَّاسٍ قال= :كنَّا مع رسولِ اهلل " يف سف ٍر فحضر األضحى فاشرتكْنا يف اجلزور عشرًا ويف البقرِ سبعًا[ +رواه ابن ماجه] واجلزورُ :اإلبل. سابعًا :وقتها :يبدأ وقتُ الذَّبح بعد صالةِ العيد وينتهي بغروبِ آخرِ يومٍ من عيدِ األضحى ،وهو رابعُ يومٍ ،فال جيوزُ الذَّبحُ قبل صالةِ العيد وال بعد غروبِ يوم الثالثِ عشر من ذي احلجة؛ ألنَّ النَّيبَّ " أمر منْ ذبح قبل الصَّالة أن يُعيد الذَّبح بعدها ،وقال "= :كلُّ أيَّا ِم التَّشريقِ ذبحٌ[ +رواه أمحد وصححه األلباني] وأخريًا :جيبُ على املُضحِّي أن يُمسكَ عن شعرِه وظفره وبشرِه بدخولِ هالل ذي احلجة لقوله "= :إذا رأيتُم هالل ذي احلجَّة وأراد أددكم أن يُضحِّي فليمسكْ عن شعرِه وظفره[ +رواه اجلماعة إال البخاري] ويف لفظٍ ملسلمٍ= :فال ميسّ من شعره وال بشرِه شيئاً ،+والبشرُ اجللدُ. وينبغي للمُضحِّي أن يُحدَّ سكِّينه عند الذَّبح كما أمر رسولُ اهلل " إلرادةِ الدَّابَّة وأن ال يذبح دابَّةً أمام أخرى ،وال يشحذ املُديةَ أمامها ،وأن يوجِّه ذبيحته للقبلةِ ،وجيوزُ له أن يأكل منها ويتصدَّق ويهدي ،وله دقُّ التَّصرُّفِ بها كيف شاء حبسبِ ما يرى فيه من املصلحة فعن نبيشة ÷ قال :قال رسولُ اهلل "= :إنِّي كنت نهيتُكم عن حلوم األضادي فوق ثالثٍ كيما تسعُكم؛ فقد جاء اهللُ باخلري فكلُوا و تصدَّقُوا وادَّخروا[ +رواه مسلم ،ويف رواية للبخاري من دديث سلمة بن األكوع= :كلوا وأطعمُوا وادَّخروا.]+ ويُستحبُّ استسمانُ األضحيةِ واستحسانُها وذبحُ البقر والغنمِ مُضجعةً وحنرُ اإلبلِ واقفةً ،وال جيوزُ إعطاءُ اجلزَّار شيئاً منها على سبيل األجرة ،لكن يُعطيه إن شاء على سبيل اهلديَّةِ ،وال جيوزُ بيعُ شيءٍ منها فعن أبي هريرة ÷ قال :قال رسولُ اهلل "= :م ْن باع جلد أضحيتِه فال أضحيةَ له[ +رواه احلاكم ودسَّنه األلباني يف صحيح اجلامع]. عز وجلَّ أن يتقبَّل منَّا ومن املسلمني صاحل األعمالِ. نسألُ اهلل َّ