‫‫حكم من سبَّ الله عزَّ وجل أو الدِّين أو الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم نسخة نسخة

Page 1


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ٍ‬ ‫الرسل صلوات اهلل‬ ‫احلمد هلل ِّ‬ ‫رب العاملني‪ ،‬ا َّلذي جعل عىل فرتة من ُّ‬ ‫والصالة‬ ‫وسالمه عليهم بق َّي ًة ممن يسريون عىل هنجهم‪ ،‬ويقتفون أثرهم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫والسالم عىل أفضل رسل اهلل‪ ،‬وعىل آله وأزواجه وأصحابه أمجعني‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫َّ‬

‫األمة اإلسالم َّية يف هذا الزَّ مان بخطر عظيم فشا بني‬ ‫فقد ابتليت َّ‬ ‫النَّاس‪ ،‬وهو مؤ ِّد إىل سخط اهلل تعاىل‪ ،‬وعظيم غضبه‪ ،‬وأليم عذابه‪ ،‬أال‬ ‫وهو مس َّبة اهلل تعاىل أو دينه أو نب ِّيه !!‬ ‫نعوذ باهلل تعاىل من خذالنه‪ ،‬فإن مل يتدارك النَّاس أنفسهم بالتَّوبة‬ ‫عرضوها لنار جهنَّم يف اآلخرة‪ ،‬وإزهاق روحه يف الدُّ نيا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الصادقة؛ فقد َّ‬ ‫وأهنا‬ ‫وهذا بيان هلذه املسألة العظيمة حكم مس َّبة اهلل أو رسوله أو دينه‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومروق منه‪ ،‬ويرتتَّب عليها أحكا ٌم فال بدَّ من‬ ‫ر َّد ٌة عن دين اإلسالم‪،‬‬ ‫معرفتها ويتجنَّبها اإلنسان فيصون املسلم نفسه ودينه يف الدُّ نيا قبل‬ ‫يعرضها إىل اخللود يف النَّار يوم القيامة إن لقي اهلل هبذا‬ ‫اآلخرة‪ ،‬ولكي ال ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الذنب العظيم ا َّلذي ال يقبل املغفرة عنده‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫‪2‬‬


‫ﯗﯘﭼ [النِّساء]‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ‬ ‫ﮬﮭﭼ [النِّساء]‪ ،‬وعن ابن ع َّب ٍ‬ ‫اس‬

‫قال‪ :‬قال رسول اهلل‬

‫‪:‬‬

‫«من بدَّ ل دينه فاقتلوه» [رواه البخاري]‪.‬‬

‫ما حكم من سب الله ‪ ‬؟‬ ‫كافر باهلل‬ ‫اجلواب‪ :‬حكم من َّ‬ ‫سب اهلل تعاىل أنَّه مرتدٌّ عن دين اإلسالم ٌ‬ ‫تعاىل‪ ،‬الدَّ ليل عىل ذلك‪ :‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘﭼ [ال َّتوبة]‪ ،‬قال إسحاق‬ ‫سب رسوله أو دفع شيئًا‬ ‫بن راهويه‪« :‬أمجع املسلمون َّ‬ ‫سب اهلل أو َّ‬ ‫أن من َّ‬ ‫مقرا ِّ‬ ‫بكل ما أنزل اهلل تعاىل»‪.‬‬ ‫مما أنزل اهلل‪ ،‬أو قتل نب ًّيا أنَّه كافر‪ ،‬وإن كان ًّ‬ ‫ما حكم من سبَّ النَّبيَّ‬

‫؟‬

‫كافر مرتدٌّ عن دين اإلسالم‪،‬‬ ‫اجلواب‪ :‬حكم من َّ‬ ‫َّبي أنَّه ٌ‬ ‫سب الن َّ‬ ‫والدَّ ليل قوله تعاىل‪ :‬ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ‬ ‫‪3‬‬


‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬ ‫ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷﭼ [التَّوبة]‪ ،‬وقوله‬ ‫فيام رواه عنه ا ْب ُن َع َّب ٍ‬ ‫َت َل ُه ُأ ُّم َو َل ٍد ت َْش ُت ُم النَّب َّي‬ ‫اس َأ َّن َأ ْع َمى كَان ْ‬

‫‪،‬‬

‫ال َتنْتَهى‪َ ،‬و َي ْز ُج ُر َها َف َ‬ ‫اها َف َ‬ ‫ات‬ ‫َت َذ َ‬ ‫ال َتن َْزج ُر‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف َل َّام كَان ْ‬ ‫َو َت َق ُع فيه‪َ ،‬ف َين َْه َ‬ ‫َوت َْشت ُم ُه‪َ ،‬ف َأ َخ َذ ا ْمل ْغ َو َل َف َو َض َع ُه يف َب ْطن َها‬ ‫َل ْي َل ٍة َج َع َل ْت َت َق ُع يف النَّب ِّي‬ ‫ني ر ْج َل ْي َها ط ْف ٌل‪َ ،‬ف َل َط َخ ْت َما ُهن َ‬ ‫َاك بالدَّ م‪،‬‬ ‫َوا َّتك َ​َأ َع َل ْي َها‪َ ،‬ف َق َت َل َها َف َو َق َع َب ْ َ‬ ‫َّاس‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬أن ُْشدُ اهللَ‬ ‫‪َ ،‬ف َج َم َع الن َ‬

‫َف َل َّام َأ ْص َب َح ُذك َر َذل َك ل َر ُسول اهلل‬ ‫ِ‬ ‫َر ُج ً‬ ‫َّاس‬ ‫ال َف َع َل َما َف َع َل ِل َع َل ْيه َح ٌّق إِالَّ َقا َم»‪َ ،‬ف َقا َم األَ ْع َمى َيت َ​َخ َّطى الن َ‬ ‫ني َيدَ ى النَّب ِّي‬ ‫َو ُه َو َيت َ​َز ْل َز ُل َحتَّى َق َعدَ َب ْ َ‬

‫‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ول اهلل‪َ ،‬أنَا‬

‫َت ت َْشت ُم َك َو َت َق ُع ف َ‬ ‫ال َتنْتَهي‪َ ،‬و َأ ْز ُج ُر َها َف َ‬ ‫اها َف َ‬ ‫ال‬ ‫َصاح ُب َها كَان ْ‬ ‫يك‪َ ،‬ف َأ ْهنَ َ‬ ‫َت ب َرفي َق ًة‪َ ،‬ف َل َّام كَانَت‬ ‫َتن َْزج ُر‪َ ،‬وىل من َْها ا ْبنَان م ْث ُل ال ُّل ْؤ ُل َؤت َْني‪َ ،‬وكَان ْ‬ ‫ا ْل َبار َح َة َج َع َل ْت ت َْشت ُم َك َو َت َق ُع ف َ‬ ‫يك‪َ ،‬ف َأ َخ ْذ ُت ا ْمل ْغ َو َل َف َو َض ْع ُت ُه يف َب ْطن َها‬ ‫َوا َّت َك ْأ ُت َع َل ْي َها َحتَّى َق َت ْل ُت َها‪َ ،‬ف َق َال النَّب ُّي‬ ‫َهدَ ر»‬

‫[رواه أبو‬

‫« َأ َال ْاش َهدُ وا َأ َّن َد َم َها‬

‫أن شاتم‬ ‫حممد بن سحنون‪« :‬أمجع العلامء َّ‬ ‫داود]‪ ،‬قال َّ‬

‫الرسول املنتقص له كافر‪ ،‬ومن َّ‬ ‫شك يف كفره كفر»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪4‬‬


‫ما حكم من سبَّ الدِّين ؟‬ ‫سب الدِّ ين واستهزأ به كفر‪ ،‬قال يف َّ‬ ‫كشاف‬ ‫اجلواب‪ :‬حكم من َّ‬ ‫القناع‪« :‬أو أتى بقول أو فعل رصيح يف االستهزاء بالدِّ ين ا َّلذي رشعه‬ ‫اهلل تعاىل كفر»‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘﭼ [ال َّتوبة]‪.‬‬

‫ما حكم االستهزاء بالله ‪ ‬أو الرَّسول‬ ‫الرسول‬ ‫حكم من استهزأ باهلل ‪ ‬أو َّ‬

‫أو الدِّين ؟‬ ‫أو الدِّ ين أنَّه كافر مرتدٌّ ؛‬

‫لقول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫سواء‬ ‫سب اهلل تعاىل كفر‬ ‫ﮖ ﮗﮘﭼ [ال َّتوبة]‪ ،‬قال ابن قدامة‪« :‬ومن َّ‬ ‫ً‬ ‫مازحا أو جا ًّدا‪ ،‬وكذلك من استهزأ باهلل تعاىل أو بيياته أو برسله أو‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫كتبه‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗﮘﭼ [ال َّتوبة]‪ ،‬وينبغي أن ال يكتفى من اهلازئ بذلك ملجرد‬ ‫‪5‬‬


‫سب‬ ‫اإلسالم حتَّى يؤ َّدب أد ًبا يزجره عن ذلك فإنَّه إذا مل يكتف ممَّن َّ‬ ‫رسول اهلل‬

‫سب اهلل تعاىل أوىل» أ‪.‬هـ [املغني‪]051/8 :‬‬ ‫فممن َّ‬ ‫بالتَّوبة‪َّ ،‬‬

‫وهذه الرِّدَّة النَّاتجة عن هذه المسبَّة يترتَّب عليها أحكام‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .1‬هل تؤكل ذبيحته ؟‬ ‫الرسول أو الدِّ ين عيا ًذا باهلل ال تؤكل ذبيحته؛‬ ‫اجلواب‪ :‬من َّ‬ ‫سب اهلل أو َّ‬ ‫لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨﭼ [املائدة]؛‬ ‫ملفهومه‪َّ :‬‬ ‫أن غري أهل الكتاب من املجوس والوثن ِّيني والنُّصري َّية والدُّ روز ال‬ ‫حتل ذبائحهم‪ ،‬قال البخاري‪ :‬قال ابن ع َّب ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫اس‬

‫‪« :‬طعامهم ذبائحهم»‪،‬‬

‫املجويس وذبيحته َّإال ما ال‬ ‫قال ابن قدامة‪« :‬أمجع أهل العلم عىل حتريم صيد‬ ‫ِّ‬ ‫ثم قال‪ :‬وحكم سائر الك َّفار من عبدة األوثان والزَّنادقة وغريهم‬ ‫ذكاة له‪َّ ،‬‬ ‫حكم املجوس يف حتريم ذبائحهم وصيدهم»‪.‬‬

‫‪ .2‬ما حكم ماله ؟‬ ‫اجلواب‪ :‬حكم مال املرتدِّ يكون في ًئا للمسلمني بعد قضاء دينه ونفقة‬ ‫أهله؛ ملا روى البخاري عن أسامة بن ٍ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫َّبي‬ ‫زيد‬ ‫ُّ‬ ‫عن الن ِّ‬ ‫«ال يرث املسلم الكافر‪ ،‬وال الكافر املسلم» [رواه البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪ .3‬هل تبني منه زوجته ؟‬ ‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬من ارتدَّ عن اإلسالم هبذه الكلامت بانت منه زوجته‬ ‫يف قول عا َّمة أهل العلم؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ‬ ‫[املمتحنة]‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥﭼ [املمتحنة]‪.‬‬ ‫‪ .4‬ما حكم تصرُّفاته من بيعٍ وشراءٍ وعقدٍ ونكاحٍ وغري ذلك يف حال ردَّته ؟‬

‫اجلواب‪ :‬هي باطلة‪.‬‬ ‫‪ .5‬هل يدفن يف مقابر املسلمني ؟‬ ‫يغسل وال يك َّفن وال يدفن يف مقابر املسلمني‪.‬‬ ‫اجلواب‪ :‬املرتدُّ ال َّ‬ ‫‪ .6‬هل تقبل توبته ؟‬ ‫اخلرقي حيتمل قبول توبته‪ ،‬قال‪« :‬من ارتدَّ عن اإلسالم‬ ‫اجلواب‪ :‬كالم‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫عاقال؛ ُد ِع َي إليه ثالثة أ َّيام‪ ،‬وض ِّيق‬ ‫الرجال والنِّساء‪ ،‬وكان بالغًا‬ ‫من ِّ‬ ‫عليه‪ ،‬فإن رجع َّ‬ ‫اخلرقي أنَّه إذا‬ ‫وإال قتل»‪ ،‬قال ابن قدامة‪« :‬مفهوم كالم‬ ‫ِّ‬ ‫‪7‬‬


‫يسترس‬ ‫أي كفر كان‪ ،‬وسواء كان زندي ًقا‬ ‫تاب قبلت توبته ومل يقتل‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫بالكفر‪ ،‬أو مل يكن»‪ ،‬وقال عند كالمه عىل مس َّبة اهلل‪« :‬وينبغي أن ال‬ ‫يكتفى من اهلازئ بذلك ملجرد اإلسالم حتَّى يؤ َّدب أد ًبا يزجره عن‬ ‫سب رسول اهلل‬ ‫ذلك‪ ،‬فإنَّه إذا مل يكتف ممَّن َّ‬

‫سب‬ ‫فممن َّ‬ ‫بالتَّوبة‪َّ ،‬‬

‫اهلل تعاىل أوىل» أ‪.‬هـ‬ ‫اب املسلم ُ‬ ‫يقتل بال خالف‪ ،‬وهذا‬ ‫قال‬ ‫البعيل‪« :‬وحترير القول َّ‬ ‫الس َّ‬ ‫أن َّ‬ ‫ُّ‬ ‫أيضا عند مالك‬ ‫مذهب‬ ‫ذم ًّيا قتل ً‬ ‫األئمة األربعة وغريهم‪ ،‬وإن كان ِّ‬ ‫َّ‬ ‫نص عليه‬ ‫وأهل احلديث‪ ،‬وهو مذهب أمحد وفقهاء احلديث‪ ،‬وهذا ما َّ‬ ‫سب اهلل أو‬ ‫رجحه شيخ اإلسالم‪ ،‬وذلك أن نقول‪َّ :‬‬ ‫إن َّ‬ ‫أمحد‪ ،‬وهذا ما َّ‬ ‫حمرم‬ ‫سب رسوله كفر‬ ‫اب يعتقد َّ‬ ‫ظاهرا وباطنًا‪ ،‬سواء كان ال َّس ُّ‬ ‫َّ‬ ‫أن ذلك َّ‬ ‫ً‬ ‫مستحال أو كان ً‬ ‫ًّ‬ ‫ذاهال عن اعتقاده‪ ،‬وهذا مذهب الفقهاء وسائر‬ ‫أو كان‬ ‫بأن اإليامن قول وعمل»‪.‬‬ ‫السنَّة القائلني َّ‬ ‫أهل ُّ‬ ‫َّ‬ ‫استحل‬ ‫سب رسوله‪ ،‬فإنَّه يكفر سواء‬ ‫سب اهلل أو َّ‬ ‫قال القايض‪« :‬من َّ‬ ‫َّ‬ ‫أستحل ذلك مل يقبل منه يف ظاهر احلكم‬ ‫س َّبه أو مل يستح َّله ‪ ،‬فإن قال مل‬ ‫ألن ال َّظاهر خالف ما أخرب؛ ألنَّه ال غرض له‬ ‫رواية واحدة وكان مرتدًّ ا؛ َّ‬

‫‪8‬‬


‫ثم قال‪ :‬وإذا حكمنا بكفره‪ ،‬فإنَّام نحكم به‬ ‫سب اهلل‬ ‫ِّ‬ ‫يف ِّ‬ ‫وسب رسوله ‪َّ ...‬‬ ‫فأما يف الباطن‪ ،‬فإن كان صاد ًقا فيام قال‪ ،‬فهو مسلم‬ ‫يف ظاهر من احلكم‪َّ ،‬‬ ‫كام قلنا يف ال ِّزنديق ال تقبل توبته يف ظاهر احلكم»‪.‬‬ ‫‪ .7‬هل يستتاب قبل قتله ؟‬ ‫أن حدَّ املرتدِّ هو قتله‬ ‫اجلواب‪ :‬ال يقتل حتَّى يستتاب ثال ًثا‪ ،‬قال‪َّ « :‬أما َّ‬ ‫فهو إمجاع العلامء‪ ،‬وإنَّام اخلالف هل جتب استتابته قبل قتله أم ال ؟ فقال‬ ‫تستحب‪ ،‬وقال ال َّثالثة‪ :‬يستتاب‪ ،‬وقال‬ ‫أبو حنيفة‪ :‬ال جتب استتابته بل‬ ‫ُّ‬ ‫شيخ اإلسالم‪ :‬قال أمحد يف رواية حنبل‪ُّ :‬‬ ‫بي‬ ‫كل من شتم النَّ َّ‬ ‫كافرا‪ ،‬فعليه القتل‪ ،‬وأرى أن يقتل وال يستتاب»‬ ‫وتن َّقصه‬ ‫مسلام كان أو ً‬ ‫ً‬ ‫[توضيح األحكام‪.]044/4 :‬‬ ‫‪ .8‬من يقتل املرتد ؟‬

‫ٍ‬ ‫ألحد أن يقتل املرتدَّ َّإال بإذن اإلمام (أي‪ :‬اخلليفة)‪.‬‬ ‫اجلواب‪ :‬ال جيوز‬ ‫هذه بعض أحكام املرتدِّ هبذه الكلامت النَّكراء العظيمة ا َّلتي نرجو اهلل‬

‫الصواب النَّقي‪.‬‬ ‫األمة منها ‪ ،‬ويرشدها إىل دينها َّ‬ ‫يعايف هذه َّ‬ ‫أن َ‬

‫‪9‬‬


‫أخي املسلم‪ :‬احذر من هذه الكلامت ا َّلتي ال يلقي هلا النَّاس ً‬ ‫باال وال‬ ‫مه َّية‪ ،‬وهي عظيم ٌة خطرية قال تعاىل‪ :‬ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫أ ِّ‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯﭼ‬ ‫ألهنا تكون سب ًبا خللود املرء يف النَّار وغضب اهلل عيا ًذا باهلل تعاىل‬ ‫[النّور]؛ َّ‬ ‫من ذلك‪ ،‬قال رسول اهلل‬

‫إن العبد ليتك َّلم بالكلمة من سخط‬ ‫‪َّ « :‬‬

‫اهلل ال يلقي هلا ً‬ ‫باال هيوي هبا يف جهنَّم» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫أخي املسلم‪ :‬ال ينجيك منها – أي‪ :‬هذه اجلريمة النَّكراء – َّإال التَّوبة‬ ‫ٍ‬ ‫قلب ٍ‬ ‫الصادقة النَّابعة من ٍ‬ ‫منكرس هلل العزيز اجل َّبار ا َّلذي‬ ‫تائب‬ ‫الصاحلة َّ‬ ‫َّ‬ ‫يغفر َّ‬ ‫الذنب ويقبل التَّوب مهام عظم قال تعاىل‪ :‬ﭽﭤﭥﭦ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼﭽﭼ [غافر]‪ ،‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽﮣﮤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬ ‫‪11‬‬


‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ﯹﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬ ‫ﰇ ﰈﰉﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ﭦﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫ﭰ ﭱﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫[الزمر]‪.‬‬ ‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎﭼ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫حممد‪ ،‬وعىل آله وأزواجه وأصحابه‬ ‫وصىل اهلل وس َّلم عىل نب ِّينا َّ‬ ‫رب العاملني‪.‬‬ ‫أمجعني‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل ِّ‬ ‫املراجع‪[ :‬املغين‪ ،‬منار السَّبيل‪ ،‬توضيح األحكام‪ ،‬الصَّارم‬ ‫املسلول‪ ،‬خمتصر الصَّارم املسلول]‪.‬‬

‫‪11‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.