Issu1 العدد الأول

Page 1

‫هنا خطّ دم الشّهيد ألف حكاية‬ ‫من هنا بدأت الثورة ‪ ...‬ولن تنتهي إالبنيل‬ ‫الحرية‬

‫صحيفة ثورية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬اجتماعية ‪ -‬منوعة‬

‫العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬

‫صـ ــدى‬ ‫االستبداد‬

‫‪2‬‬

‫ص ــدى‬ ‫يب ـ ـ ــرود‬

‫‪3‬‬

‫صـ ــدى‬ ‫وطنـ ـ ــي‬

‫‪5‬‬

‫صـ ــدى‬ ‫الحري ـ ــة‬ ‫الشكر موصول لشباب‬ ‫عدسة شاب يبرودي‬ ‫لتقديم صورة الغالف‬

‫‪6‬‬


‫‪2‬‬

‫صدى االستبداد‬ ‫املستبد في حلظة‬ ‫جلوسه على‬ ‫عرشه ووضع تاجه‬ ‫املوروث على رأسه‬ ‫يرى نفسه كان‬ ‫إنسانا ً فصار إلها ً‬

‫الدمار قبل الرحيل‬

‫ٍ‬ ‫جمهود مض ٍن ‪ ،‬وبعد مجع العديد من‬ ‫بعد‬ ‫التقارير عن حجم الدمار يف سوريا لغاية ااآلن‬ ‫‪ ،‬هناك من يقول (وزارة االدارة احمللية) على إنه‬ ‫مت تدمري مليون منزل جزئيا أو كليا‪ ،‬وعدد املنازل‬ ‫الذي دمر هنائيا يبلغ ‪ 300‬ألف منزل ‪ ،‬واالضرار‬ ‫اجلزئية ترتاوح بني ‪ % 25‬اىل ‪ ، % 50‬وأضرار‬ ‫مابقي من املنازل يعترب طفيف نسبيا ‪ .‬هذا الدمار‬ ‫اليشمل دمار األبنية واملؤسسات احلكومية من‬ ‫مدارس وثكنات وحماكم وسجون ومستشفيات‬ ‫ومستوصفات ‪ ،‬وال يشمل األسلحة والطائرات‬ ‫والدبابات اليت مت تدمريها ‪ ،‬كما أن اليشمل‬ ‫الذخرية والصواريخ والقنابل واحملروقات ‪..‬‬ ‫إن كتائب األسد أطلقت ‪ 40‬مليار رصاصة على‬ ‫الشعب السوري ‪ ،‬و يقدر البعض قيمة ماتدمر‬ ‫من منازل حبوايل ‪ 15‬مليار دوالر ‪ ،‬وميزانية سوريا‬ ‫هي للعلم ‪ 16‬مليار دوالر ‪ ،‬وما مت تدمريه من‬ ‫اسلحة ومعدات وأبنية حكومية يعادل أكثر من‬ ‫ضعف هذا املبلغ ‪ ،‬أي ‪ 30‬مليار دوالر ‪ ،‬وقد‬ ‫قدرت األمم االمتحدة قبل فرتة وجيزة اخلسائر‬ ‫ااملادية عموما حبوايل ‪ 50‬مليار دوالر ‪.‬‬ ‫هناك خسائر الميكن حساهبا اآلن ‪ ،‬وامنا‬ ‫مستقبال‪ ،‬وهذه اخلسائر ستكون أعظم من‬ ‫اخلسائر احلالية ‪..‬دعونا نقول ‪ 100‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫ومجعا نكون قد وصلنا اىل ‪ 150‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫مبلغ سوف لن نستطيع تعويضه يف مابقي من‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وما الميكن تقديره واليقدر بثمن‬ ‫مادي‪ ،‬هو اخلراب األخالقي ونشوء جيل احلرب‬ ‫املشوه وتعطيل اجلامعات واملدارس ‪ ،‬وال ميكن‬ ‫تقدير مثن أكثر من مخسني ألف شهيد ‪ ،‬وال‬ ‫تقدير اخلسائر من جراء النزوح الداخلي ‪ ،‬الذي‬ ‫يتعرض له مليوين شخص‪ ،‬والبعض يقول ثالثة‬ ‫ماليني ‪ ،‬وكيف ميكننا تقدير اخلسائر بشكل‬ ‫دقيق مبا خيص الالجئني يف األردن والعراق وتركيا‬ ‫ولبنان ‪ ،‬مث اوربا وامريكا وعدد النازحني داخلياً‬ ‫مع الالجئني خارجياً يتناسب مع عدم صالحية‬ ‫مليون منزل للسكن ‪ ،‬ومليون منزل يعين مليون‬ ‫عائلة ‪ ،‬وكل عائلة عندها من ‪ 3‬اىل ‪ 7‬أشخاص‬ ‫معدل وسط مخس أشخاص ‪ ،‬أي أن ربع‬ ‫الشعب السوري أصبح بني نازح والجئ إضافة‬ ‫اىل مليون ونصف جائع ‪ ..‬إهنا القيادة احلكيمة‬ ‫املستبدة يااخوان !‬

‫عن سيريانو بتصرف‬

‫السنة األولى العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬ ‫إياد طه غزال (احللقة األوىل)‬ ‫مواليد حلب ‪ ،‬حيمل إجازة باهلندسة‬ ‫امليكانيكية جامعة حلب‪...‬ينتمي‬ ‫إىل عائلة حلبية متوسطة الدخل‪...‬‬ ‫تربطه عالقة عائلية فعمه اللواء زهري‬ ‫غزال أمني عام رئاسة اجلمهورية‬ ‫العربية السورية‪...‬‬ ‫بعد خترجه من اجلامعة التحق‬ ‫بالعمل لدى مؤسسة اإلسكان‬ ‫العسكرية ومن مث إىل بلدية حلب‪.‬‬ ‫أدى اخلدمة العسكرية اإللزامية يف احلرس‬ ‫اجلمهوري مفرغاً لدى املكتب اهلندسي برئاسة‬ ‫اجلمهورية وبعد حوايل ستة أشهر من التحاقه‬ ‫باخلدمة العسكرية مت نقله إىل القصر اجلمهوري‬ ‫حبلب ليكون املسؤول عن القسم اهلندسي‬ ‫والصيانة وهبذه الفرتة كان بشار األسد جيري دورة‬ ‫عسكرية يف مدرسة املشاة يف حلب حيث كان‬ ‫معظم أوقات مبيته آنذاك يف القصر اجلمهوري‬ ‫حبلب وهو عبارة عن فيال مؤلفة من ثالث طوابق‬ ‫وجبانبها فيال صغرية وحماطة بسور عادي وهذا‬ ‫القصر يف حمل األعظمية أو مايسمى مدخل‬ ‫حلب أمام نادي الضباط اجلديد‪.‬‬ ‫وكان املسؤول عن هذا القصر مساعد أول امسه‬ ‫أبو يامن وهو من عناصر املخابرات اجلوية واليت‬ ‫كانت تابعة إىل مفرزة املطار قبل إحداث الفرع‬ ‫يف حلب ‪.‬‬ ‫وبعد إهناء غزال اخلدمة العسكرية تعاقد مع وزارة‬ ‫رئاسة اجلمهورية وباألحرى مت نقل مالكه من وزارة‬ ‫اإلدارة احمللية حلب إىل مالك رئاسة اجلمهورية ‪.‬‬ ‫وهبذا الوقت ارتبط بعالقة وثيقة مع أبو سليم‬ ‫دعبول وارتبط بعالقة قوية مع أوالده وبدء‬ ‫بتشكيل عالقة صداقة مع بشار األسد عن طريق‬ ‫تردده إىل الصالة الرياضية التابعة للقصر اجلمهوري‬ ‫وكان املشرف على تركيب األجهزة الرياضية فيها‬ ‫وهبذه الفرتة كان العميد حممد البكور رئيس فرع‬ ‫املخابرات اجلوية حبلب كان يف وقتها مدير مكتب‬ ‫اللواء حممد اخلويل مدير إدارة املخابرات اجلوية‬ ‫بسوريا حيث ان إدارة املخابرات اجلوية كانت‬ ‫املشرفة على حراسة وإدارة الشؤون اخلاصة للرئيس‬ ‫يف املكتب واملنزل ‪.‬‬ ‫وكان له صداقته اخلاصة مع املرافق الشخصي‬ ‫لبشار األسد حممد علي ديب الذي تويف يف‬ ‫حادث سري غريب «داخل قصر الشعب!» بعد‬ ‫تسلم بشار احلكم يف سوريا‪.‬‬ ‫بعد مساعدة عمه اللواء زهري غزال مت تعيني إياد‬ ‫طه غزال مديراً للقصر اجلمهوري حبلب وبعد‬ ‫تسلمه هذا املنصب بدء بالعمل يف كتابة تقارير‬ ‫عن حمافظة حلب وعن التجاوزات وكان يرسل‬ ‫هذه التقارير اىل رئاسة اجلمهورية وكانت هذه‬ ‫التقارير ال تلقى ترحيباً من قبل العميد عبد اهلل‬

‫زيدان مدير مكتب العالقات احلزبية‬ ‫«املعلومات» ألن العميد عبداهلل‬ ‫زيدان مل يكن يثق به أبدا !!‬ ‫و أبلغ العميد اللواء زهري بتجاوزات‬ ‫كان يقوم هبا أثناء خدمته اإللزامية‬ ‫أو يف أثناء وجوده حبلب‪.‬‬ ‫شاء القدر بأن ينتقل العميد حممد‬ ‫البكور إىل حلب ليتسلم مهام رئيس‬ ‫فرع املخابرات اجلوية حبلب بعد أن‬ ‫مت تشكيل فرع بدل املفرزة فاستقبله‬ ‫اياد غزال بالقصر اجلمهوري لعدة أشهر حىت مت‬ ‫ترتيب له مكان إقامة له وهنا أعطى لنفسه اياد‬ ‫غزال التدخل يف شؤون حلب الصغرية والكبرية ‪.‬‬ ‫بدأت التقارير ترسل إىل مدير إدارة املخابرات‬ ‫اجلوية ابراهيم حوجية آنذاك من حلب وهذه‬ ‫التقارير كان يرسل جزءاً منها إىل بشار األسد‬ ‫خالل «تدريبه لتوريثه حكم سوريا» بعد وفاة‬ ‫والده‪.‬‬ ‫ويف سنة ‪ 1996‬قررت وزارة رئاسة اجلمهورية بناء‬ ‫على كتب مرسلة من مدير القصر اجلمهوري‬ ‫حبلب بأن القصر اجلمهوري حبلب حباجة إىل‬ ‫صيانة عامة ومع إعادة بناء وديكور وفرش جديد‪.‬‬ ‫مت املوافقة على هذا الكتاب ومت تعهد هذا‬ ‫املوضوع إىل مؤسسة اإلسكان العسكري ولكن‬ ‫هذا العقد مل يرق للسيد غزال فدبرت عملية سرقة‬ ‫وغش يف مواد البناء إىل مدير املشروع وباالتفاق‬ ‫مع حمافظ حلب آنذاك مصطفى مريو فعالً مت‬ ‫توقيف مدير املشروع مع عدد من املهندسني ومت‬ ‫توقيف املشروع لعدة أشهر وبعدها أوكلت مهمة‬ ‫املشروع إىل شركة خاصة إلهناء هذا املشروع‬ ‫والشركة اخلاصة كان له النسبة املفيدة هبا ونسبة‬ ‫إىل حممد بكور كون الشركة اليت تعهدت هذا‬ ‫املشروع عائدة إىل أحد أقارب العميد حممد بكور‬ ‫صاحب شركة ألعمال البناء ‪....‬‬ ‫ويف فرتة ظهور مصطفى كالس وآخرين «جامعي‬ ‫األموال» يف سوريا كان له الدور األكرب لتفليسهم‬ ‫وتقدميهم للقضاء باالتفاق مع احملافظ وذلك‬ ‫لضرب كل من العميد عمر محيدة رئيس فرع‬ ‫أمن الدولة آنذاك ومدير األوقاف حبلب صهيب‬ ‫الشامي بعد أن تبني أن املذكورين هلم النسبة‬ ‫األكرب باألموال املودعة لدى جامعي األموال‬ ‫يف سوريا حيث كان هناك خطني يف حلب إىل‬ ‫القصراجلمهوري هو خط صهيب الشامي وخط‬ ‫اياد غزال الذي بدء بالظهور حيث أراد اهناء‬ ‫اخلط األول للقصر اجلمهوري «صهيب الشامي»‬ ‫وبعد حتقيق ما أراد تنفيذه مت توقيف كل من حممد‬ ‫كالس ومصطفى كالس وامينو وآخرين وكان وراء‬ ‫هذه اللعبة مصطفى مريو والعميد حممد بكور‬ ‫واياد غزال ونصيب استفادهتم من هذه العملية‬ ‫ما يعادل مئة مليون لرية سورية هذه بدايات اياد‬ ‫يتبع‬ ‫غزال بصفقاته املتوسطة‪.‬‬


‫صدى يبـرود‬

‫السنة األولى العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬

‫شبه منحرف‬

‫همس الشوارع‬

‫(السائل والمسؤول )‬

‫السائل يف اللغة ‪ :‬ال َف ِق َري ‪ ،‬الْ ُم ْع ِد َم ‪ ،‬الْ ُم ْس�تَْع ِط َي‪.‬‬

‫قال اهلل تعاىل" وأما السائل فال تنهر"‬

‫الضحى اآلية (‪)10‬‬

‫أي فال تكن جباراً وال متكرباً وال فحاشاً وال فظاً‬ ‫على الضعفاء و رد املسكني برمحة ولني ‪.‬‬ ‫وهو أيضاً صاحب السؤال الباحث عن إجابة ‪.‬‬ ‫عمل تقع‬ ‫واملسؤول من رجال ال ّدولة ‪ :‬املنو ُط به ٌ‬ ‫عليه تبعته ‪.‬‬ ‫األكرم صلى اهلل‬ ‫ومن العامة هو قول الرسول‬ ‫ُ ُّ ُ ْ َ َ ُ ُّ ُ ْ َ ْ ٌ َ ْ َ َّ‬ ‫عليه وسلم ‪ ":‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعِيتِهِ"‬ ‫ٍ‬ ‫وهو أيضاً صاحب كل ٍ‬ ‫فعل يُسأل عنه ‪.‬‬ ‫عامة الناس الغري ٍ‬ ‫منوط هبم أي مسؤولية جتاه‬ ‫جمتمعهم كوظيفة حكومية أو منصب وليس‬ ‫كواجبات أخالقية جتعلهم فاعلني ومؤثرين‬ ‫إجيابياً جتاه هذا اجملتمع هم من جيب أن يسائلوا‬ ‫مسؤوليهم عن حقوقهم املشروعة من ٍ‬ ‫عيش‬ ‫يضمن الكرامة واحلرية والتعليم واألمن واحلماية‬ ‫من التعدي اللفظي أو اجلسدي والسرقة ومحاية‬ ‫املمتلكات العامة واخلاصة وإنشاء املراكز الصحية‬ ‫اليت تضمن السالمة العامة جلميع أبناء اجملتمع‬ ‫وعلى كافة املستويات ‪ ،‬وباملقابل يقدم عوام‬ ‫الناس االلتزام باألخالق احلميدة جتاه جمتمعهم‬ ‫وأداء واجباهتم جتاه اجملتمع والدولة ‪.‬‬ ‫ظل النظام البائد كانوا‬ ‫ولكن مسؤولينا ويف ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫جيلسون يف أبراجهم العاجية ال يأهبون لشيء إال‬ ‫احلفاظ على مواقعهم اليت حازوها بالفساد والرشوة‬ ‫ومساع األوامر ممن هم أعلى منزلة منهم ‪ ،‬والتبعية‬ ‫املطلقة لكبريهم الذي علمهم االستبداد ‪ ،‬وجين‬ ‫الثروات من عرق وتعب وشقاء عامة الناس ‪ ،‬فال‬ ‫أذن هلم لتسمع شكاوى الناس ‪ ،‬وال يد لتضرب‬ ‫على أيدي املعتدين ‪ ،‬وال عني لرتى حجم الفساد‬ ‫والنهب والسرقة ‪ ،‬فآذاهنم تطرب ألوامر املستبد‬ ‫األكرب ورنني النقود ‪ ،‬وأيديهم مغلولة إىل أعناقهم‬ ‫عن البذل والعطاء وال متتد إال لألخذ وضرب‬ ‫املظلومني ‪ ،‬وأعينهم تراقب حركات وسكنات‬ ‫املساكني ليستولوا على مابني أيديهم ‪.‬‬ ‫هبت رياح الثورة من اجلنوب السوري درعا‪،...‬‬ ‫وماهي إال أيام حىت وصلت هذه الرياح إىل مجيع‬ ‫أرجاء سوريا فخرج معظم الناس عن صمتهم‬ ‫مطالبني باحلرية وحماسبة املسؤولني الفاسدين‪،‬‬ ‫ولكن الرد كان مبنح الفاسدين رتباً أعلى مما‬ ‫كانوا عليها ورفض لفظ احلرية ألنه يهز عروشهم‬ ‫وجيردهم مما هم فيه ‪.‬‬ ‫بعد ذلك استطاعت بعض املدن الوصول‬ ‫للتحرر من القبضة األمنية املوجودة فيها وإنشاء‬

‫‪3‬‬

‫جمالس حملية ومدنية تعىن بإدارة هذه املناطق ‪،‬‬ ‫وذلك للحفاظ على املنشآت وعدم العبث‬ ‫مبقدرات وممتلكات املواطنني وأيضاً القدرة على‬ ‫ضبط الشارع يف حال سقوط النظام املتوقع بني‬ ‫حلظة وأخرى ‪.‬‬ ‫ويف مدينتنا احلبيبة يربود ‪ ...‬ومنذ ما يقارب‬ ‫السنة حتررنا من أمن النظام يف املدينة وأصبح‬ ‫أهل املدينة وشباهبا هم من حيميها ‪ ،‬وتشكلت‬ ‫بعدها كتيبة األمن الداخلي واجمللس املدين منذ‬ ‫ما يقارب الستة أشهر وعملوا جاهدين حلل‬ ‫املشكالت يف مدينتنا وتسيري أمور الناس على‬ ‫وجه شبه تام ‪ ،‬ولكن األمور بدأت باختاذ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اجتاه‬ ‫سليب لعمل الكتيبة واجمللس املدين ‪ ،‬والسبب‬ ‫هو ازدياد حاالت اخلطف والقتل والسرقة اليت‬ ‫ٍ‬ ‫ونقص أو‬ ‫وضعت كلها يف عهدة كتيبة األمن ‪،‬‬ ‫فقدان للمازوت والغاز يف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫شتاء ٍ‬ ‫قارس وضع يف‬ ‫عهدة اجمللس املدين وجلانه ‪.‬‬ ‫وهنا نقول ‪ :‬إن كتيبة األمن واجمللس املدين‬ ‫براءٌ من االهتام إال أشخاص معدودين يستغلون‬ ‫الظروف وموقعهم ‪ ،‬و إن ما حصل وحيصل يف‬ ‫ٍ‬ ‫لفساد وظل ٍم على مدى‬ ‫يربود هو نتيجة حتمية‬ ‫أربعني عام ‪ ،‬صحيح أننا حتررنا من قبضة النظام‪،‬‬ ‫ولكننا مل نتحرر من الذهنية اليت تركها فينا ‪،‬‬ ‫فلقد اعتدنا أن يكون املسؤولون هم سبب كل‬ ‫األخطاء ‪ ،‬وكان رد فعلنا السكوت وقول ‪ :‬حسبنا‬ ‫اهلل ونعم الوكيل ( سراً ) كي ال يسمعنا أحد ‪،‬‬ ‫أما اآلن فاجلميع يتحدث عن األخطاء فيسب‬ ‫ويشتم ويلعن دون أن يكون فرداً إجيابياً يف بناء‬ ‫جمتم ٍع ٍ‬ ‫جديد ح ٍر ٍ‬ ‫خال من األخطاء أو حىت قليل‬ ‫األخطاء ‪ ،‬وال ننسى ختاذل الكثريين عن حتمل‬ ‫أي مسؤولية يف حني أن من محلها كان مقدام ًا‬ ‫يف هذا األمر ‪ ،‬كما والننسى أيدي النظام اخلفية‬ ‫اليت مازالت تعبث بأمن وسالمة وقوت اجملتمع ‪.‬‬ ‫املسؤولون يف مدينتنا ‪ :‬قال سيدنا عمر رضي اهلل‬ ‫عنه ‪ ( :‬أحب الناس إيل من رفع إيل عيويب‪)....‬‬ ‫نرجو منكم احللم يف النقد البناء ‪ ،‬والصدر الرحب‬ ‫يف ما تقومون به ‪ ،‬واإلخالص يف العمل دون حتي ٍز‬ ‫أو متييز بني الناس ‪ ،‬والصرب على العباد يف حمنة‬ ‫البالد ‪ ،‬والرأفة باملخطئني حىت تنجلي احلقيقة ‪،‬‬ ‫وعدم البعد عن اجملتمع حىت تكونوا قادرين على‬ ‫مساع الشكوى ‪ ،‬وعدم الرتهيب حىت الخيافكم‬ ‫الناس ويبتعدوا عنكم ‪ ،‬وليس فينا ٍ‬ ‫خال من‬ ‫العيوب ‪.‬‬

‫الحر‬ ‫آدم ّ‬

‫جالساً يف أحد املقاهي أرتشف القهوة عندما‬ ‫فضويل ‪ ....‬وقال ‪ :‬أتسمح يل‬ ‫اقرتب مين بشكل‬ ‫ّ‬ ‫باجللوس وتناول القهوة معك ؟؟ رغم أين الأعرفك‬ ‫ولكن أنت تعرفين ‪ ...‬فأنا من يهمس يف أذنك‬ ‫أثناء جتولك يف الشوارع ‪ ....‬ضحكت وقلت له ‪:‬‬ ‫تفضل ‪ ..‬هل من جديد ؟؟؟ نعم يا سيدي فنحن‬ ‫يف زمن الثورة والثورة تنتج كل يوم شيئاً جديداً ‪.‬‬ ‫باألمس وأثناء وجودي يف أحد كتائب األمن‬ ‫الداخلي ٍ‬ ‫لعمل خيصين فوجئت بعناصر الكتبة‬ ‫القائمني على محاية مدينيت حيضرون شخصني من‬ ‫أحد شوارع املدينة ‪ ،‬ويدفعوهنم إىل الغرفة املوجود‬ ‫فيها ‪ ،‬واليت تعترب غرفة نائب رئيس الكتيبة ‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك ارتفعت األصوات بني الطرفني وكانت الغلبة‬ ‫فيها لعناصر الكتيبة ‪ ،‬حىت أن أصوات صراخهم‬ ‫وصلت إىل أماكن بعيدة ‪ ،‬واستخدمت عبارات‬ ‫مشينة ‪ ...‬كالغريب جيب أن يكون أديب ‪...‬‬ ‫وأنت غري حمرتم ‪ ...‬وكان العناصر يقفون حوهلما‬ ‫بطريقة خميفة ‪ ،‬قررت أن أتدخل ‪ ...‬ولكن قبل‬ ‫أن أفتح فمي نظرت صدفة إىل اجلدار فرأيت لوحة‬ ‫مكتوب عليها (من تدخل يف ما اليعنيه ‪ ،‬لقي‬ ‫ٌ‬ ‫نقاش‬ ‫وبدأ‬ ‫الصمت‬ ‫جانب‬ ‫فأخذت‬ ‫)‬ ‫اليرضيه‬ ‫ما‬ ‫ٌ‬ ‫داخلي يدور يف رأسي ‪ ،‬كنت أتوقع أن يُكتب‬ ‫( العدل أساس امللك – رجال األمن يف خدمة‬ ‫الشعب ) رغم أن هذه العبارات كنا جندها معلقةً‬ ‫يف املاضي أيام النظام السابق ‪ ،‬ورغم أنه مل يكن‬ ‫يطبق منها شيءٌ على أرض الواقع ‪ ،‬ولكنها مل‬ ‫تكن لتحد من تصرفاتنا وال تقمع آرائنا نظرياً ‪ ،‬أما‬ ‫هذه العبارة فإهنا تضع حدوداً لكل األشياء‪ ،‬أليس‬ ‫من حقنا أن نتدخل أدبياً على األقل حىت نتمكن‬ ‫رمبا من تصويب األمور قليالً ؟؟؟ هل جيب أن‬ ‫يتعامل هؤالء األحرار مع اجملتمع هبذا الشكل‬ ‫املهني ؟؟؟ حىت ولو كان الشخص مذنباً‪...‬‬ ‫أليست ثورة صون الكرامة والدفاع عنها؟؟؟ ‪.‬‬ ‫مل أجبه وسيطر الصمت على كالنا ‪ ...‬تذكرت‬ ‫منذ مدة أتى أحد ممثلي منظمة من منظمات‬ ‫حقوق اإلنسان إىل مدينتنا وعرض أن يقدم‬ ‫تدريباً لعناصر كتيبة األمن حول طريقة االعتقال‬ ‫والسجن وأن يبني عناصر الكتيبة للمتهم حقوقه‬ ‫أثناء اعتقاله ‪ ،‬لكن طلبه ُرفض وحىت أن أحد‬ ‫املثقفني طرح قضية أن هذه املنظمة رمبا تكون‬ ‫مرتبطة بالكيان الصهيوين وقد تُدخل أفكاراً‬ ‫هدامة إىل عقول املدربني ‪ ...‬وأحدهم رفض‬ ‫الفكرة حبجة أنه ُ‬ ‫جيب أن يستشري اهليئة الشرعية‬ ‫ألن هلا القول الفصل ‪.‬‬ ‫دون أن أنتبه إىل شرودي كان ضيفي قد انسل‬ ‫أمل اللقاء يف ٍ‬ ‫مغادراً على ِ‬ ‫مهس جديد ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫السنة األولى العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬

‫إعادة بناء المجتمع‬ ‫يلعب العامل االقتصادي دوراً أساسياً يف حياة‬ ‫أي جمتمع من اجملتمعات فالنقص احلاد يف املواد‬ ‫الغذائية والبطالة وارتفاع األسعار واخنفاض األجور‬ ‫ذات عالقة وطيدة مع العنف اجلماعي وقد أك ّد‬ ‫التاريخ القدمي واحلديث أ ّن النخب السياسية ذات‬ ‫االيدولوجيا القائمة على رفاه العمال أو حىت تلك‬ ‫النخب اليت تقود الثورات واالنتفاضات غري حمصنّة‬ ‫من نتائج أي أزمة اقتصادية تصيب اجملتمع ‪.‬‬ ‫كل‬ ‫يف ثورة الكرامة ّ‬ ‫السوريّة استخدم النظام ّ‬ ‫أنواع األسلحة من أجل إجهاض الثورة وحتويلها‬ ‫من ثورة تطالب بإهناء عصر االستبداد والقمع‬ ‫والسرقة إىل جمرد مطالب بسيطة تقع يف جمال البُعد‬ ‫االقتصادي وتسعى إىل حتسني احلالة املعيشية هلذا‬ ‫املواطن دون أن متس جوهر املشكلة الرئيسية‬ ‫وهي إسقاط النظام وبناء دولة املؤسسات اليت‬ ‫احلق كذلك يف‬ ‫يشارك فيها اجلميع ويكون هلؤالء ّ‬ ‫تقومي أي اعوجاج أو خطأ يف مسارها أو آليات‬ ‫عملها‪ ،‬وعندما فشل النظام يف إحداث اخرتاق‬ ‫حنصن‬ ‫يف هذا اجملال كان علينا حنن كثورة وثوار أن ّ‬ ‫جمتمعنا وال ندع أي ثغرة ينفذ من خالهلا النظام‬ ‫وعمالؤه ليعيدوا إنتاج منظومتهم األمنية متهيداً‬ ‫مضادة لثورتنا ‪.‬‬ ‫إلمخاد الثورة أو إجناز ثورة ّ‬ ‫السورية إذا استمرت‬ ‫اجملتمع الدويل يرى أن الثورة ّ‬ ‫هبذا املسار الغري منضبط والذي الحيمل يف داخله‬ ‫تصوراً فكرياً وسياسياً ملرحلة ما بعد األسد سوى‬ ‫خطوط عامة وتصورات تقع بني الفلسفة الطوغوية‬ ‫والسياسة الرباغماتبة فإهنا سوف تؤدي إىل قيام‬ ‫جمتمع فاشل‬ ‫دولة فاشلة ‪ ،‬والدولة الفاشلة ينتجها ٌ‬ ‫متفكك هتكمه اصطفافات طائفية تطيح بكل‬ ‫سنوات التعايش والتعاون اليت عاشها وأبدع من‬ ‫خالهلا يف كل جماالت احلياة ‪.‬‬

‫اجلميع اتفق أن الشعب السوري واحد ومنذ اليوم‬ ‫األول هلذه الثورة العظيمة أطلق هذا الشعار لكن‬ ‫ذلك مل يرق لنظام راهن على أن مكوناً اجتماعياً‬ ‫واحداً ميلك الثروة والسالح وجمتمع دويل متخاذل‬ ‫خيدم مصاحله أوالً ميكن هلذا املكون أن ينتصر‬ ‫وأن يضع الطيف االجتماعي الكبري حتت سطوته‬

‫ويضخ دماءً جديدة يف نظام ديكتاتوري مل تشهد‬ ‫البشرية مثيالً له يف القتل واإلجرام والتخاذل‬ ‫وارتكاب كل احملرمات لذلك هي حتافظ عليه‬ ‫وتدعم استمراره فهو حيمل مشروع حيافظ من‬ ‫خالله على مصاحل اآلخر دون االهتمام مبصاحل‬ ‫اقتصادي‬ ‫شعبه أو حياهتم ‪ ،‬لذلك فقد قام بدع ٍم‬ ‫ٍّ‬ ‫هائل ملا يسمى املناطق املوالية كما وأنه قام بتجنيد‬ ‫الكثري من شبان وشابات هذه املناطق ليقاتلوا معه‬ ‫بدعوى أن هذه العصابات املسلحة سوف تنتقم‬ ‫منهم يف حال سقوط النظام ‪ ،‬وفرض حصاراً على‬ ‫املناطق الثائرة واحملررة يف كل املواد األساسية اليت‬ ‫حيتاجها املواطن ‪.‬‬ ‫من هنا فإن على اجملتمع أن حيافظ على بنيته‬ ‫الداخلية القائمة على التعايش والتعاون والتكافل‬ ‫يف مجيع امليادين وخاصة يف امليدان االقتصادي‬ ‫نعمق التعاون فيه هذه الفرتة أكثر‬ ‫الذي حيتاجٍ أن ّ‬ ‫من أي وقت مضى ‪ ،‬ألن ماحدث خالل عامني‬ ‫كل الشرائح االجتماعية وأيقظ‬ ‫من الثورة أرهق ّ‬ ‫الكثري من األمراض اليت زرع بذورها النظام منذ‬ ‫زمن طويل ووجدت يف هذا الظرف بيئة خصبة‬ ‫للنمو والتأثري على البنية األخالقية والثقافية جملتمع‬ ‫رغم كل ما مورس عليه من ضغوط إىل أنه يف احلد‬ ‫األدىن حافظ على قيم مهمة مثل عدم السرقة‬ ‫أو االحتكار أو استغالل نقص املؤن األساسية‬ ‫أو اخلطف أو القتل أو تصفية حساباته اخلاصة‬ ‫بالعنف الذي يصل إىل حد استخدام السالح ‪.‬‬ ‫إال أننا اآلن ومع ارتفاع رصيد العنف الذي‬ ‫ميارسه النظام والذي حيتاج يف املقابل إىل رادع إن مل‬ ‫يكن يساويه بالقوة ويعاكسه باالجتاه حىت يتمكن‬ ‫من نفيه ‪ ،‬إال أنه يضع له حدوداً وميتص جزءاً من‬ ‫قوته ‪ ،‬هذا التصدي فرض استحقاقات اقتصادية‬ ‫على جمتمع ثائر متثلت بالتربع لدعم احلراك الثوري‬ ‫إضافة إىل خسائر يف اجملال الصناعي نتيجة توقف‬ ‫عجلة االنتاج وخسائر يف اجملال الزراعي نتيجة‬ ‫عدم القدرة املادية واألمنية على زراعة واستصالح‬ ‫األراضي وجين احملصول وتسويقه ‪ ،‬كذلك فإن‬ ‫النزوح الداخلي الذي مت من املناطق املستهدفة‬ ‫بالقصف والذي وصلت أعداده إىل ما يقارب‬ ‫الثالثة ماليني الجئ ‪ ،‬فرض عبئاً اقتصادياً على‬ ‫منظمات االغاثة ومنظمات اجملتمع املدين ‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل أنه أدى إىل فرض شبكة عالقات اجتماعية‬ ‫جديدة قد التكون جمتمعات النزوح قادرة على‬ ‫التعامل معها واستيعاهبا ‪....‬‬ ‫على سبيل املثال قد ينتقل النازح من جمتمع‬ ‫متدين له تقاليد بلباسه ومسكنه ومأكله إىل‬ ‫جمتمع معتدل دينياً وخمتلف يف تقاليده العامة‬ ‫وهذا قد يفرض على هذا الشخص تغرياً يف سلوكه‬ ‫وعاداته حيتاج من خالهلا فرتة طويلة ليتكيف مع‬ ‫هذا الواقع اجلديد ‪ ،‬إضافة إىل التأثري النفسي‬ ‫الذي تركته هذه اهلجرة والتأثري النفسي الذي تركته‬

‫صدى وطني‬

‫احلرب الظاملة اليت يشنها النظام على حياة هذه‬ ‫اجملموعات البشرية ‪.‬‬ ‫إن الصراعات واحلروب هي عوامل مؤثرة بشكل‬ ‫كبري على كل اجملتمعات البشرية ولكن الثورات‬ ‫يكون هلا تأثري أكرب ألهنا تغري بنية اجملتمع‬ ‫وعالقاته الداخلية ‪ ،‬كما أهنا تعيد ترتيب األنساق‬ ‫االجتماعية بشكل يتناسب مع الواقع اجلديد‬ ‫الذي ترمسه ‪.‬‬ ‫ويف سورية قبل الثورة عاىن اجملتمع بكل بنياته‬ ‫وأنساقه من االستغالل االقتصادي والسكون‬ ‫التكنولوجي وعدم الرواج االقتصادي وتدهور يف‬ ‫درجة النمو واخنفاض يف سرعة التنمية وتقهقر يف‬ ‫النسق االقتصادي وبطء معدالت التطوير وظهور‬ ‫قوى اقتصادية تبحث عن الربح السريع والهتتم‬ ‫بتوطني التكنولوجيا ‪.‬‬ ‫إن كل هذه الظواهر اليت ذُكرت كانت تتم‬ ‫من طرف داخلي وليس من قوى رأمسالية أو‬ ‫دول صناعية متطورة ‪ ،‬هذا الطرف الداخلي هو‬ ‫النظام السياسي وقاعدته االقتصادية الذين حتالفوا‬ ‫من أجل بناء إمرباطوريات مالية يف داخل البالد‬ ‫وخارجها ‪ ،‬مما أدى استنزاف اجملتمع مادياً ومعنوياً‬ ‫ووضعه على حافة الفقر ‪ ،‬مما دفع الكثري إىل‬ ‫اهلجرة من أجل حل مشاكلهم املادية والتزاماهتم‬ ‫املستقبلية جتاه أسرهم ‪.‬‬ ‫إن ماذكرناه هو شيء بسيط ملا حصل وحيصل‬ ‫خالل هذه الثورة ‪ ،‬فقد دمر النظام ما يقارب‬ ‫من ستني باملائة من املدن السورية وقتل مااليقل‬ ‫عن مائة ألف شخص وفقدت العملة السورية‬ ‫أكثر من سبعني باملائة من قيمتها الشرائية ‪...‬‬ ‫إذاً الاقتصاد ولكن مازال اجملتمع موجوداً ومازالت‬ ‫الكفاءات العلمية موجودة وعلينا مجيعاً اآلن وقبل‬ ‫سقوط الطاغية من وضع أو رسم مالمح خطة‬ ‫اقتصادية واجتماعية إلعادة بناء ما دمره النظام‬ ‫أوالً يف نفوس املواطنني وثانياً يف البنية التحتية ‪،‬‬ ‫وهذا يتطلب منا مجيعاً وخاصة يف املناطق احملررة‬ ‫تفعيل جمالسنا املدنية وتوجيه كل اجلهود من أجل‬ ‫العمل على ختفيف آثار احلرب يف حياتنا وهذا لن‬ ‫حيصل إال من خالل زيادة العمل املدين وتشكيل‬ ‫منظمات جمتمع مدين ونبذ التعصب والعنف‬ ‫وإشراك اجلميع يف مرحلة البناء اليت قد تطول‬ ‫لسنوات كثرية إذا تقاعسنا وبدأنا خبوض احلروب‬ ‫السياسية على حساب املواطن وأمنه ومستقبله ‪.‬‬

‫بترا الحرة‬


‫السنة األولى العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬

‫تحليل سياسي‬

‫تناثر الخارطة السورية‬ ‫بني األمس القريب واليوم يقع سؤالنا املهم ‪...‬‬ ‫هل تناثرت اخلارطة السورية بني ٍ‬ ‫شعب أرادها ثورة‬ ‫جتمع كل فئات وطوائف اجملتمع السوري ‪ ،‬ونظامٍ‬ ‫دموي أراد أن يستمر يف السلطة وخيمد كل‬ ‫ٍّ‬ ‫قمعي ّ‬ ‫األصوات واحلركات اليت تطالبه بالرحيل من أجل‬ ‫أن يقرر شعب سوريا مصريه ومستقبله يف بناء‬ ‫دولة دميقراطية تعددية لكل أبنائه بغض النظر عن‬ ‫انتمائهم الطائفي أو الطبقي ‪.‬‬ ‫حاول النظام وحاول اجملتمع الدويل بكل امكاناته‬ ‫وبكل ما ميلك من أدو ٍ‬ ‫ات ترغيبيةٍّ وترهيبيّ ٍة أن‬ ‫حيول هذه الثورة إىل جمرد مطالب بسيطة تقع‬ ‫ّ‬ ‫بني االصالح السياسي واالقتصادي وختفيف‬ ‫القبضة األمنية على رقاب العباد مع االبقاء على‬ ‫النظام السياسي بشكله احلايل ‪ ،‬لكنه فشل أمام‬ ‫اصرار الداخل السوري على اسقاط النظام بكل‬ ‫مرتكزاته األمنية ‪ ،‬وأمام العدد الكبري من الشهداء‬ ‫والتدمري اهلائل للمدن والقرى واستخدام مجيع‬ ‫أنواع األسلحة ‪ ....‬أدى هذا األسلوب إىل حتول‬ ‫الثورة إىل استخدام السالح والدفاع عن املدنيني ‪،‬‬ ‫وكان لذلك جناحات عسكرية متوالية ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اصطفاف خارجي يؤدي إىل‬ ‫كان البد من‬ ‫اإلمساك بزمام األمور يف الداخل السوري‪ ،‬وإال‬ ‫فإن املعادلة املستقبلية لنهاية هذا الصراع ستكون‬ ‫يف صاحل الشعب السوري وقواه الداخلية وإن‬ ‫طالت الثورة قليالً ‪ ،‬ولن تتمكن القوى الدولية‬ ‫والعربية اليت مل يطاهلا الربيع العريب أن تقطف مثار‬ ‫هذه الثورة ‪.‬‬ ‫البداية كانت مساعدات إنسانية قدمتها بعض‬ ‫الدول اليت رأت أن من مصلحتها بناء قوى يف‬ ‫الداخل السوري ختدم رؤيتها املستقبلية وتضعها يف‬ ‫املركز الذي تناثرت منه كل أزهار الربيع العريب ‪،‬‬ ‫ودول أخرى كانت ترى يف سقوط النظام السوري‬ ‫سقوطاً للهالل الشيعي وانكسار ألهم حلقاته‬ ‫يف الشرق األوسط ‪ ،‬وبالتايل هناية لعصر العربدة‬ ‫والتسلط الذي كانت متارسه إيران على كل دول‬

‫اخلليج العريب ‪ ،‬كذلك فإن انتصار الثورة السورية‬ ‫يؤسس الصطفاف سين – سين تصل مفاعيله‬ ‫إىل حدود إيران وروسيا ‪ ،‬حزب العدالة والتنمية‬ ‫كان يرى يف الثورة السورية بداية النيو عثمانية‬ ‫وبدايةً لدوٍر تارخيي افتقدته تركيا لفرتة طويلة ‪،‬‬ ‫فكانت البوابة السورية تفعيالً هلذا الدور وإنتاجا‬ ‫ألدوا ٍر مستقبلية تكون هي احملور األساسي فيها ‪،‬‬ ‫وخاصة أن هناك عالقات تارخيية واجتماعية مع‬ ‫الداخل السوري ‪.‬‬ ‫وهنا نسأل ‪ :‬من يدفع مثن هذه األدوار‬ ‫اليت وصلت إىل مرحلة إنتاج قوى عسكرية تعمل‬ ‫على األرض من خالل أوامر ومتويل خارجي ‪،‬‬ ‫احلر‬ ‫إن هذه القوى تعيق توحيد قوات اجليش ّ‬ ‫حتت قيادة مشرتكة وغرفة عمليات واحدة وتطيل‬ ‫أمد املواجهة ومعاناة املدنيني ‪ ،‬كما أهنا تؤدي‬ ‫إىل تشظي وتشقق اجملتمع السوري وتنتج أنساقاً‬ ‫اجتماعية المتلك أساساً مادياً أو أخالقياً ‪.‬‬ ‫أن تكون سوريا جسداً لتحقيق هذه األدوار‬ ‫وبناء أجندات سياسة راهنة أو مستقبلية فإن ذلك‬ ‫لن يؤدي إىل حتقيق ما قامت من أجله الثورة ‪،‬‬ ‫وبالتايل فإن اخلارطة السورية ستتناثر على طول‬ ‫البالد وعرضها بني الالعبني اإلقليمني والدولني ‪.‬‬ ‫وهنا نراهن على الداخل السوري وعلى خارطة‬ ‫الوعي اليت تشكلت عند شبابنا املقاوم والذي‬ ‫فهم هذه املعادالت ومفاعيلها‪ ،‬وعلى شعبنا أن‬ ‫يبدأ بتشكيل قواه الداخلية وجمالسه املدنية لبناء‬ ‫سوريا احلضارة والتاريخ والوعي بناءً يبتعد عن كل‬ ‫مؤثرات السياسة اخلارجية إال ما خيدم غايات‬ ‫وأغراض الثورة وما ينتج عالقات نديّة مع اجلوار‬ ‫اإلقليمي والعاملي ‪.‬‬ ‫فادي الشامي‬

‫صدى وطني ‪5‬‬

‫نسائم الحرية‬

‫مضى عامان والتاريخ مازال يكتب أكرب وأعظم‬ ‫ملحمة شهدهتا البشرية يف تارخيها املعاصر ‪،‬‬ ‫يسطرها الشعب السوري بكل ما ميلك من ٍ‬ ‫إميان‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قل نظريها يف العامل ‪.‬‬ ‫وإصرار وعزمية ّ‬ ‫ومازال النظام الوحشي ومن ورائه بعض الدول‬ ‫اليت ترى يف سقوطه سقوطاً ملصاحلها ودورها‬ ‫اإلقليمي والطائفي يف منطقة من أهم املناطق يف‬ ‫الشرق األوسط ‪ ...‬مازال هذا النظام يستخدم‬ ‫احملرمة يف‬ ‫خمتلف صنوف األسلحة احملرمة وغري ّ‬ ‫قصف املدن والقرى دون متييز بني ما هو مدين‬ ‫وما هو عسكري ‪ ،‬فهو يرى اجلميع أعداءً له‬ ‫ولسلطته القمعية اليت جتاوزت يف بطشها كل‬ ‫األنظمة الديكتاتورية يف العامل ‪.‬‬ ‫األيب أربعني عام ًا‬ ‫مل تغب عن ذاكرة شعبنا ّ‬ ‫من االضطهاد والقمع ومصادرة احلريات وعدم‬ ‫وضع أي اعتبار للحياة اإلنسانية فلم ختتلف‬ ‫ممارسات األب كثرياً عن ممارسات االبن الوريث‬ ‫دمر محاة وقتل أكثر من‬ ‫غري‬ ‫الشرعي‪ ....‬األب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثالثني ألفاً من سكاهنا ‪ ،‬واعتقل أعداداً كبرية مث‬ ‫أعدمها يف سجن تدمر الصحراوي ‪ ،‬وها هو‬ ‫االبن يتفوق على والده يف القتل واإلجرام ‪ ،‬فبعد‬ ‫عامني من الثورة وصلت أعداد الشهداء إىل أكثر‬ ‫من مائة ألف شهيد إضافة إىل تدمري مايقرب من‬ ‫ستني باملائة من املدن والقرى السورية ‪ ،‬وأكثر‬ ‫من مخسة ماليني نازح داخلي وخارجي ‪ ،‬والثورة‬ ‫مازالت مستمرة واإلرادة مل تنكسر ومل تلن ‪،‬‬ ‫تزف أبنائها إىل الشهادة ‪ ،‬وما‬ ‫مازالت األمهات ّ‬ ‫زالت الغربان السود حتلق يف مساء الوطن وتلقي‬ ‫حي ‪.‬‬ ‫براميل املوت على ّ‬ ‫كل شيء ّ‬ ‫أما اجملتمع الدويل فما زال يقف متفرجاً على‬ ‫هذا الشعب مكتفياً ببيانات التنديد تارًة وبرغبته‬ ‫دعم املعارضة بأسلحة غري فتاكة تارة أخرى ‪.‬‬ ‫الثورة متضي لتحقيق هدفها ولن تتوقف حىت‬ ‫حتقق غايتها اليت قامت من أجلها وهي اسقاط‬ ‫النظام بكافة رموزه وبناء دولة دميقراطية تقدمية‬ ‫ال تستثين أحداً من املشاركة يف بناء نظامها‬ ‫السياسي واالقتصادي وإعادة التوازن هلذا اجملتمع‬ ‫الذي أحدث فيه النظام جروحاً عميقة من خالل‬ ‫تعميمه الرشوة والتسلط واحملسوبية والعزف على‬ ‫الوتر الطائفي الذي يغرق أبناء الوطن الواحد يف‬ ‫الفوضى وجيعلهم خمتلفني مشرذمني ‪.‬‬ ‫ختاماً ‪ :‬إن ثورتنا املباركة مستمرة قدماً حىت‬ ‫اسقاط النظام وحتقيق احلرية املنشودة ‪ ،‬معولني‬ ‫بذلك على أبناء شعبنا العظيم الذي يسطر أروع‬ ‫املالحم ويقدم قوافل الشهداء ‪.‬‬ ‫رحم اهلل شهدائنا ‪ ...‬شفى اهلل جرحانا ‪...‬‬ ‫أفرج اهلل عن معتقلينا ‪ ...‬النصر قريب بإذن اهلل‬ ‫واحلرية الحت لشعبنا العظيم ‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬


‫‪6‬‬

‫السنة األولى العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬

‫الحرية‬

‫قصيدة للشاعر الكبير أحمد مطر اخترناها‬ ‫لكم ‪:‬‬

‫وسألت مجوع املغرتبني أناشدهم ما احلرية ؟‬ ‫فأجابوا بصوت قد دوى ‪ :‬فَ َّجرت مهوماً منسية‬ ‫أخربنا أستاذي يوماً عن شيء يدعى احلرية لو ذقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية‬ ‫فسألت األستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية بل طالعنا معلومات يف املخطوطات األثرية‬ ‫أن احلرية أزهار وهلا رائحة عطرية‬ ‫ما الحرية ؟!‬ ‫كانت تنمو مبدينتنا وتفوح على اإلنسانية‬ ‫هل هي مصطلح يوناين عن بعض احلقب الزمنية؟! ترك احلراس رعايتها فرعتها احلمر الوحشية‬ ‫أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية؟!‬ ‫***‬ ‫فأجاب معلمنا حزناً وانساب الدمع‬ ‫بعفوية وسألت أديباً من بلدي هل تعرف معىن احلرية ؟‪.‬‬ ‫قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العِلوية‬ ‫حرى ‪ :‬ال تسألنا ‪ ،‬حنن رعية!‬ ‫بآهات‬ ‫فأجاب‬ ‫ّ‬ ‫أسفي أن خترج أجيال ال تفهم معىن احلرية ووقفت مبحراب التاريخ وقلت له ما احلرية؟‬ ‫ال متلك سيفاً أو قلماً ‪ ،‬ال حتمل فكراً وهوية فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع اهلمجية‬ ‫***‬ ‫وعلمت مبوت مدرسنا يف الزنزانات الفردية‬ ‫ونذرت لئن أحياين اهلل وكانت يف العمر بقية‬ ‫ألجوب األرض بأكملها حبثاً عن معىن احلرية‬ ‫وقصدت نوادي عروبتنا أسأهلم أين احلرية ؟‬ ‫فتواروا عن بصري هلعاً وكأن قنابل ذرية‬ ‫ستفجر فوق رؤوسهم وتبيد مجيع البشرية‬ ‫الشَرط السرية‬ ‫فدنا رجل يبدو أن ذاق عذاب ُ‬ ‫ال تسأل عن هذا أبداً أحرف كلماتك شوكية‬ ‫هذا رجس ‪ ،‬هذا شرك يف دين دعاة الوطنية‬ ‫ارحل ؛ فرتاب مدينتنا حيوي آذاناً خمفية‬ ‫تسمع مامل حيك أبداً وترى قصصاً بوليسية‬ ‫ويكون اجملرم حضرتكم واخلائن حامي الشرعية‬ ‫ستبوء بكل مؤامرة وبقلب نظام الثورية‬ ‫وببيع روايب بلدتنا يوم احلرب التحريرية‬ ‫وبأشياء ال تعرفها وخيانات للقومية‬ ‫وتساق إىل ساحات املوت عميالً للصهيونية‬ ‫واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية‬ ‫مل أمسع شيئاً مل َأرُك ْم ما كنا نذكر حرية‬ ‫هل تفهم ؟ عندي أطفال كزغاب الطري الربية‬

‫الـح ـريــة ‪:‬‬ ‫أن حييا الناس كما شاء الرمحن هلم باألحكام‬ ‫الربانية‬ ‫وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية‬ ‫ال وفق قوانني الطغيان وتشريعات أرضية‬ ‫وضعت كي حتمي أشخاصاً تقفو األهواء‬ ‫الشخصية‬ ‫الـح ـريــة ‪:‬‬ ‫ليست نصباً تذكارياً يغسل يف الذكرى املئوية‬ ‫احلرية ال تستجدى من سوق النقد الدولية‬ ‫احلرية ال متنحها هيئات الرب اخلريية‬ ‫حرى وزكية‬ ‫احلرية نبت ينمو بدماء َّ‬ ‫احلرية تنزع نزعاً‬ ‫تؤخذ قسراً‬ ‫تبىن صرحاً‬ ‫يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا احلرية‬ ‫إن تغفل عن سيفك يوماً فلقد ودعت احلرية‬

‫صدى احلرية‬

‫استشهد مساء (الثالثاء ‪12‬آذار ‪ )2013‬الزميل‬ ‫الصحفي أمحد خالد شحادة عضو جملس إدارة‬ ‫جريدة عنب بلدي ومدير حتريرها‪ ،‬وذلك بقصف‬ ‫صاروخي استهدف مكان تواجده يف داريا‪.‬‬ ‫التحق أمحد منذ بداية الثورة مبجموعة الشباب‬ ‫السلمي يف داريا واشرتك يف معظم املظاهرات‬ ‫والفعاليات الثورية يف املدينة‪ ،‬وساهم يف نشاطات‬ ‫أخرى متنوعة على الصعيد اإلغاثي واإلنساين ‪،‬‬ ‫مث شارك بتأسيس اجمللس احمللي ملدينة داريا وشغل‬ ‫عضوية يف املكتب اإلغاثي فيه‪.‬‬ ‫عاما) بشكل سري‬ ‫انضم أمحد شحادة (‪ً 32‬‬ ‫لفريق عنب بلدي بعد أشهر من انطالقة اجلريدة‬ ‫وعمل مديراً للصفحة االقتصادية فيها (سوق‬ ‫هال)‪ ،‬مث عمل يف غرفة التحرير وأشرف على‬ ‫كتابة االفتتاحية األسبوعية للجريدة‪ ،‬كما كان‬ ‫مشرفاً على التدقيق اللغوي‪ .‬وانتخب أمحد خالل‬ ‫عضوا جمللس اإلدارة الذي استمر‬ ‫ذلك الوقت ً‬ ‫فيه لثالث دورات متتالية وحىت يوم (تاريخ‬ ‫استشهاده)‪.‬‬ ‫وقد كان النضمامه لفريق العمل أثر واضح يف‬ ‫رفع سوية احملتوى الصحفي للجريدة‪ ،‬ملا ميتلك من‬ ‫قوة فكر وقدرة أدبية وبُعد نظر سياسي‪.‬‬ ‫خترج أمحد من كلية االقتصاد يف جامعة دمشق‬ ‫عام ‪ 2003‬مث حصل على درجة الدبلوم يف‬ ‫االقتصاد املايل والنقدي مث عمل مساعداً يف‬ ‫الشؤون االقتصادية يف بعثة املفوضية األوروبية‬ ‫يف دمشق‪ ،‬مث تقدم لدراسة املاجستري دون أن‬ ‫يستطيع نيل الدرجة بسبب بدء الثورة والتحاقه‬ ‫املبكر هبا‪.‬‬ ‫اعتقل أمحد مرتني خالل الثورة‪ ،‬كانت األوىل‬ ‫أثناء مظاهرات اجلمعة العظيمة يف داريا واستمرت‬ ‫شهرا والثانية يف شهر متوز ‪ 2011‬واستمرت لستة‬ ‫ً‬ ‫أشهر ‪ ،‬دون أن يثنيه ذلك عن متابعة نشاطاته‬ ‫بشكل ميداين وخصوصاً على الصعيد اإلغاثي‪،‬‬ ‫وقد أصر أمحد على البقاء يف داريا أثناء احلملة‬ ‫العسكرية احلالية على املدينة رغم ازدياد املخاطر‬ ‫على أمنه وحياته وذلك ٍ‬ ‫إلميان كب ٍري لديه بأن جناح‬ ‫العمل اإلغاثي مرتبط باملتابعة احلثيثة وبشكل‬ ‫شخصي‪.‬‬ ‫الرحمة لروحك الطاهرة أيها الصديق‬ ‫الشهيد‪ ..‬أحمد شحادة ‪ ...‬والعزاء ألسرتك‬ ‫وأسرة عنب بلدي والعقبى لنا إن شاء اهلل ‪.‬‬


‫السنة األولى العدد األول اجلمعة ‪ 2013/3/15‬م‬

‫‪Eiad Charbaji‬‬ ‫ينزعج البعض من انتقاد أخطاء‬ ‫الثورة‪ ،‬ويشخصنون األمور‬ ‫وجيعلون هلا أبعاداً وأذيال غري‬ ‫مربرة‪ ،‬لكين أجد النقد دليل صحة وقوة وعافية‪،‬‬ ‫إنه املكبس الذي يخُ رج من الزيتون املر زيتاً طيباً‪.‬‬ ‫ال عيب يف النقد أبداً إال إذا ظنناها ثورة‬ ‫مالئكة منزلني ال بشر حقيقيني حيتملون اخلطأ‬ ‫والصواب‪ ....‬من أراد أن يظهرها كذلك فهذه‬ ‫بالتأكيد ثورة معقمة مل يكن مثة مربر خلروجها‬ ‫طاملا أصحاهبا بكل هذه الطهرانية‪ ،‬وإال ملاذا ثاروا‬ ‫إال ليطهروا أنفسهم وبالدهم‪!!!!...‬‬ ‫لتستمتعوا بثورتكم احلية أنظروا إىل الطرف اآلخر‬ ‫(النظام وموالوه) كيف يفكرون باجتاه واحد‬ ‫سيقودهم إىل حتفهم يف النهاية‪.‬‬ ‫أخويت‪ ....‬لقد دفعنا مثناً غالياً للتصفيق األعمى‪،‬‬ ‫مل نعد حنتمل دفع هذا الثمن جمدداً‪ ،‬ليس ضعفاً‪،‬‬ ‫ليس عبثاً‪ ،‬ليس وضعاً للعصي يف العجالت أن‬ ‫حنب‪ ،‬والعتب على قدر احملبة‪.‬‬ ‫ننتقد ما ّ‬ ‫تعيش ثورة الناس‪.....‬تعيش ثورة الباحثني عن‬ ‫الصواب‪....‬تعيش سورية الذكية‪.‬‬

‫صدى الشبكة ‪7‬‬

‫االستبداد ألوا َن القم ِع والعذاب‪،‬‬ ‫العظيم كلُّهُ اآلن ‪ :‬يَ ُسومهُ الطغيا ُن و‬ ‫وهكذا شعبُنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و ِ‬ ‫بعد الشهداء ‪ ،‬ويُطالبهُ الطغاةُ البغاةُ‬ ‫التهديد واإلرهاب ‪ ،‬ويسقط منه الشهداءُ َ‬ ‫وقلب واحد ‪ ،‬وإر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت واحد ‪ٍ ،‬‬ ‫صارمة‬ ‫ادة‬ ‫املستب ّدون باخلضوع واخلنوع فيجيبُهم‬ ‫ال �تَْه�تَّز ‪ :‬حريّه حريّه ‪ ،‬وما أجدرك هبذه احلرية اآلن يا شعبنا احلبيب ‪.‬‬ ‫عصام العطار‬ ‫إن اإلنسان احلر كلما صعد جبالً عظيماً وجد من ورائه جباالً أخرى يصعدها‬ ‫واحلرية ال ميكن أن تعطى على جرعات ‪ ،‬فاملرء إما أن يكون حراً أو ال يكون حراً‬ ‫واجلبناء ميوتون مرات عديدة قبل موهتم ‪ ،‬والشجاع ال يذوق املوت إال مرة واحدة ‪.‬‬ ‫نيلسون مانديال‬ ‫إن مجاهري العرب عطشى إىل احلرية والكرامة‪ ،‬ولقد بذلت جهود هائلة ملنعها من‬ ‫احلق واجلد وتعويدها عبادة اللذة إىل جانب عبادة الفرد‪ ،‬ولكن جوهر األمة تأىب‬ ‫على هذه اجلهود السفيهة‪ ،‬وإن كانت طوائف كثرية قد جرفتها هذه احملن النفسية‬ ‫فهى حتيا ىف فراغ وجمون مدمرين‪ ،‬ال تبقى معهما رسالة وال ينخذل عدو ‪..‬‬ ‫محمد الغزالي‬ ‫هناك فرق عظيم ما بني تنمية املشاريع احلرة وبني التنمية الثورية‪ .‬يف إحدامها‬ ‫ترتكز الثروة يف أيدي حمظوظني قليلني أصدقاء احلكومة‪ ،‬وأفضل جتار السيارات‬ ‫والدراجات النارية ويف اآلخر ترتكز الثروة يف تراث الشعب‪.‬‬ ‫تشي غيفارا‬ ‫قليلون من يأتون إيل هذه الدنيا وتزدهر هبم احلياة‏‪,‬‏ ميلؤوهنا عطاء بفضلهم وعلمهم‬ ‫ومبا يقدمونه للناس من خري كثري‏‪..‬‏ وقليلون ايضا من يستمر عطاء علمهم ‪.‬‬ ‫محمد متولي الشعراوي‬


‫السلطة الرابعة ‪...‬‬

‫يُطلق أحيانا لفظة السلطة الرابعة على الصحافة‬ ‫ملا هلا من تأثري على خلق الرأي العام ‪ ،‬ومنذ أن‬ ‫ظهرت الوسائل االعالمية األخرى من اذاعة وتلفاز‬ ‫وإنرتنت وما زال اجلدل والنقاش دائرا بني اوساط‬ ‫اإلعالميني يف مدى قدرة هذه املهنة (واليت تسمى‬ ‫أحياناً مبهنة البحث عن املتاعب) على البقاء‬ ‫والدميومة نظراً لسهولة انتشار الوسائل االعالمية‬ ‫األخرى وزيادة قدرهتا على التأثري يف اجلمهور‬ ‫إضافة إىل جاذبيتها ولكن ظلت الصحافة حتافظ‬ ‫على مكانتها وذلك عرب جلوئها إىل بدائل أخرى‬ ‫وحماولة البقاء ضمن دائرة اهتمامات اجلمهور من‬ ‫خالل االعالنات أو تقدمي اخلدمات العامة أو‬ ‫التعمق يف األحداث اليومية وسرعة الوصول إىل‬ ‫القارئ وغريها‪.‬‬ ‫يف العدد األول من أصداء نقول ‪ :‬أننا لسنا‬ ‫بسلطة وال بطالب سلطة وإن جريدتنا لن تكون‬ ‫صدى للشارع‬ ‫صدى لصوت ثورتنا املباركة ‪ً ،‬‬ ‫سوى ً‬ ‫صدى‬ ‫صدى لسياسة الداخل واخلارج‪ً ،‬‬ ‫واجملتمع ‪ً ،‬‬ ‫ينقل حقيقة البؤس واالستبداد الذي مورس على‬ ‫صدى للحرية اليت باتت قريبة‬ ‫مدى عقود ‪،‬‬ ‫املنال‪ ،‬صدى ينقل ًاحلقائق والوقائع دون كذبٍ‬ ‫ٍ ً‬ ‫يف أو متلق ‪.‬‬ ‫أو ز‬ ‫إن أصداء احلرية بدأت تنتشر يف فضائنا‬ ‫الواسع‪ ...‬تنري عقول وقلوب هذا اجليل الذي‬ ‫أىب إال أن يتمرد على واقعه ويغريه ‪ ،‬ويبين وطناً‬ ‫جديداً ال مكان فيه للخوف والرهبة ‪ ...‬بل وطن‬ ‫احلرية والعدالة اليت سنحميها بكل ما منلك من‬ ‫ٍ‬ ‫وثقافة واحرتام االختالف مع اآلخر مهما‬ ‫فك ٍر‬ ‫كان هذا االختالف إال ماكان ض ّد مصاحل شعبنا‬ ‫وأمتنا اليت نعتز هبا ‪.‬‬ ‫إليكم يا شباب الثورة نقدم أصداء لتكون‬ ‫احلر ‪ ،‬تشاركوننا فيها فأنتم من أسس‬ ‫منربكم ّ‬ ‫لعهد احلرية اجلديد ‪ ،‬وأنتم من جيب أن يديره‬ ‫األيب اصراره‬ ‫وخيط كلماته‪ ،‬فمنكم يستمد شعبنا ّ‬ ‫على املضي يف ثورة العزة والكرامة ‪ ،‬وحنن وإن كنا‬ ‫نقدم فكراً جديداً فإمنا نقدمه لتخطون كلماتكم‬ ‫وشجونكم وشؤونكم من خالله ‪.‬‬

‫مدير التحرير‬

‫إنها دمشق‬ ‫شقيقة بغداد اللدودة‪ ،‬ومصيدة بيروت‪،‬‬ ‫حسد القاهرة‪ ،‬وحلم عمان‪ ،‬ضمير مكة‪،‬‬ ‫غيرة قرطبة‪ ،‬مقلة القدس‪ ،‬مغناج المدن‬ ‫وعكاز تاريخ لخليفة هرم‪.‬‏‏‏‏‏‬ ‫إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيالت‪،‬‬ ‫وخمسة أسماء وعشرة ألقاب‪ ،‬مثوى ألف‬ ‫ولي ‪ ،‬ومدرسة عشرين نبي‪ ،‬وفكرة خمسة‬ ‫عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها‬ ‫على أبوابها‪.‬‏‏‏‏‏‬ ‫إنها دمشق األقدم واأليتم‪ ،‬ملتقى الحلم‬ ‫ونهايته‪ ،‬بداية الفتح وقوافله‪ ،‬شرود القصيدة‬ ‫ومصيدة الشعراء‪.‬‏‏‏‏‏‬

‫مظفر النواب‬

‫مساحة إعالنية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.