الشيـخ عـمـران حسيـن علـى المسلميـن أن يكفوا عن استعمال الدولارالحلقة 1
.30يناير 14:24 - 2013
الشيخ عمران حسين أثناء حواره معنا| .تصوير الجزائر الوطنية
الجزائر الوطنية :تنبأتم منذ سنوات بأفول النظام المالي العالمي القائم على عملة تحدد قيمتها بشكل اصطناعي .هل هناك إمكانية أو وسيلة للدول السلمية للخروج من هذا النظام المغشوش؟ الشيخ عمران حسين :السلم عليكم! أنا سعيد بالتحدث إلى الجزائر ،بلد المجاهدين .كما يسرني كثيرا أن أسمعكم تطرحون علي هذا السؤال بخصوص النظام المالي الحالي .وصفكم لهذا النظام النقدي القائم على الغش يصلني كموسيقى حقيقية إلى أذني .لن علماء السلم ،للسف ،لم يتوصلوا هم أنفسهم إلى هذه الخلصة .لن كتب الفقه التي يدرسونها ل تتناول النظام النقدي الحديث المرتبط بالمالية الدولية وليس لديهم إلمام كاف بهذا الموضوع .يفتقدون للخبرة كنهم من التوصل إلى الخلصة التي توصلتم أنتم إليها، وأدوات التحليل التي تم ّ وهي أن النظام النقدي الحديث الذي ظهر في مؤتمر برتون وودز عام ،1944وانهار في أوت ،1971ليتم فيما بعد استبداله بالنظام النقدي القائم على البترودولر ،هو نظام مغشوش وزائف وحرام .وهذا النظام يشتغل مثل سيارة من أجل الستغلل القتصادي والستعباد المالي المتدرج للجماهير عبر العالم .طالما أن العلماء المسلمين ل يدرسون القتصاد النقدي الدولي ول تكون لديهم الشجاعة للنهوض للمر بالمعروف والحق والنهي عن المنكر والزور ،سيتعذر على المسلمين النفلت من هذا الشباك المالي السام الذي أحيك حولنا .علينا أن نواجه علماءنا في مصر وفي غير مصر بالحجة القائلة بأن الشريعة السلمية ل يمكن أن تتعزز إل إذا حولنا
الدينار والدرهم إلى عملة .وأنه لن يتسنى لنا تحويل الدينار والدرهم إلى عملة طالما بقينا دول أعضاء في صندوق النقد الدولي ،لن الغريب البنود التي فرضها صندوق النقد الدولي تحظر استعمال الذهب كعملة نقدية .إذا أراد العالم معرفة لماذا يمنع صندوق النقد الدولي استعمال الذهب كعملة نقدية ،عليه أن يسأل الدجال ،الذي سيصرح له بأنه يريد أن يفرض قوانينه على كافة البشرية مع فرض سيادته على إسرائيل .بهذا فقط يمكنه أن يقنع اليهود بأنه هو المسيح فعل .هذا لن النظام النقدي المبني على التزوير والغش الذي يريده الدجال لن تقوم له قائمة لو يستعمل الذهب كعملة .الدجال بحاجة لنظام نقدي مبني على الغش والتزوير للدفع بجزء من المعمورة في براثن الفقر المدقع والسترقاق المالي ،وإثرتء الجزء الرخر الذي يسانده ويعمل لصالحه .ومؤيدو الدجال يمكن أن نجدهم بين النخبة الثرية في العالم السلمي .ثانيا :لو يدرس علماء السلم ويكتسبون رخبرات في الموضوع ،حينئذ يمكنهم أن يقتنعوا باستعمال الحجج الدينية لتعبئة الجماهير الشعبية حتى يؤدي مثل هذا التغيير إلى اعتماد الدينار والدرهم كعملة نقدية .وهذا ممكن لن الكثيرين في العالم السلمي ،حتى وإن كانوا علمانيين أو تأثروا بنمط الحياة العصري ،إل أنهم يحملون السلم دائما في قلوبهم ،كما يحملون القيم الرخلقية ،وما هو ما هو حق ويعارضون كل ما باطل .وطالما أنهم يحملون ذلك في قلوبهم ،فإنه من الممكن أن ندرخل القلوب بحجج دينية ،وأعطيكم مثل :محمود يعطي لحمد مبلغا ماليا ،بالدينار أو بالدرهم ،في إطار صفقة تجارية بينهما .من واجب العلماء المسلمين أن يشرحوا لحمد بأنه إذا رفض قبول الدينار أو الدرهم لدفع المبلغ المستحق منه وطالب بدل له أن يدفع له بالدولر المريكي أو الروبيه الباكستانية أو الندونيسية ،فأنه قد ارتكب معصية سيحاسب عليها يوم القيام .هي حجة يمكن للعلماء المسلمين استعمالها ،ليس فقط دفع الناس لجمع الدينار أو الدرهم ،وإنما أيضا لستعمالهما في عمليات الشراء والبيع .إن الحكومات العلمانية في العالم السلمي الملزمة بتطبيق القانون )الصهيوني( الدولي ،ل يستطيعون اليوم تجاوز هذه الستراتيجية الدينية ،لو طبقها العلماء فعل .لن في هذه الحالة، الدولة لن تستطيع وقف انتشار استعمال الدينار أو الدرهم كعملة نقدية ،متحدية القانون )الصهيوني( الدولي .ثالثا :بإمكان العلماء الستشهاد بسورة "التوبة" للقول بأن كل من يحّرم ما حلله ا )مثل استعمال الدينار أو الدرهم( ،يكون قد وقع في بالشرك ،وهي المعصية الوحيدة التي ل يغفر عنها ا تعالى .كذلك ،كل من يقبل بقانون صندوق النقد الدولي الذي يحرم استعمال الذهب كعملة ويمتنع عن استعمال الذهب كعملة ،يكون قد عضا ا وارتكب شركا .رابعا :يمكن للعلماء أن يصرحوا بأن سحب هذه "العملة" الواردة في القرآن وفي السنة )أقصد الدينار والدرهم( ،واستبدالها بالعملة المزيفة الحالية ،يعتبر بدعة ،وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار .وأرخيرا ،نحن بحاجة لتعليم النقد في السلم للنقابات التي يمكنها،
بعد اكتسابها هذه الخبرة ،أن تطالب بأن يتقاضى العمال أجورهم بالعملة الحقيقية )أي بالدينار أو بالدرهم( ،بدل من العمزلة المزيفة .إن قادة الحركة النقابية ،مثلهم مثل العلماء المسلمين ،ل يفقهون في القتصاد النقدي الدولي .فهكذا يدرخلون في مفاوضات للمطالبة بزيادات في الجور ،لكن بمجرد أن يحصلوا على زيادة ،يلجأ الدجال إلى الرفع من نسبة التضخم والتخفيض من قيمة هذه العملة المزيفة. وحينما تفقد العملة من قيمتها ،لن يكون لزيادة الجور أي أثر .العلماء بحاجة لن يصحوا وأن يصرحوا بأن التضخم هو شكل من أشكال الربا. سمعنا عن وجود مشروع عند معمر القذافي لعتماد الدينار محسوبا بقيمة الذهب في ليبيا .هل يمكن أن يكون لذلك علقة بتصفيته؟ أول ،قبل النتفاضة المسلحة في ليبيا ،لم نسمع أبدا عن مخططات أوجهود ليبية من أجل العمل بالدينار كعملة قائمة على قيمة الذهب .لم نكن نعرف بأن ليبيا كانت تملك كمية معتبرة من احتياطي الذهب ،في ليبيا نفسها ،وهذا مؤشر جيد .صندوق النقد الدولي لم يقرر فقط منع استعمال الذهب كعملة ،بل نجد أيضا أن بنود التفاقية تشترط من كل دولة عضو أن تودع في صندوق النقد الدولي ،الذي هو بمثابة الحتياطي الفدرالي 25 ،بالمائة من مخزون الذهب .الصهاينة وضعوا هذا القانون حتى يعرفوا كم تملك كل دولة عضو من الذهب ،بعدما تودع الـ 25بالمئة هذه .كما أن صندوق النقد الدولي يمنع الدول العضاء من شراء أو بيع الذهب دون إبلغه .أين كان العلماء المسلمين عندما وضع هذا النظام النقدي الشيطاني؟ هل كانوا نائمين أم يحتسون فنجان قهوة؟ وهنا وضع الصهاينة الفخ .ماذا يمكن لدولة أن تفعله بمخزونها من الذهب إذا كانت ل تستطيع أن تستعمله كعملة؟ هذا الذهب يبقى مخزونا في الخزائن ،ول أكثر .صندوق النقد الدولي قال " :يمكنكم أن تحصلوا على قروض من عندنا وذهبكم يبقى كضمانة .وسنمنحكم قروضا بأسعار تفضيلية". فهرعت الدول العضاء بل أدنى تبصر نحو صندوق النقد الدولي لتودع فيه الكثير مما تبقى لديها من ذهب في رخزائن البنك الفدرالي التي يملكها الصهاينة ،مع قبولهم قروضا من الصندوق بفوائد .بهذه الطريقة تمكن الصهاينة بكل ذكاء أن يحكموا السيطرة المادية على معظم احتياطي الذهب العالمي ،باستثناء الذهب الليبي. هل وقف علماؤنا يوما ضد المال المستلف من صندوق النقد الدولي مقابل فوائد. أليست ربا؟ ألم يحرم ا هذه المعاملة؟ ألم يلعن الرسول محمد )صلعم( كل الذين شاركوا في أكل الربا :آكله ومؤكله وشاهديه ،وكاتبه..؟ هل تساءل المة السلمية يوما من أين أتى صندوق النقد الدولي بالمال الذي تمنح به قبروضا بفوائد تفضيلية؟ الوليات المتحدة المريكية هي أكبر مانحي صندوق النقد الدولي ،وعلى هذا الساس ،للوليات المتحدة حق الرقابة على صندوق النقد الدولي .الدولر المريكي هو البترودولر ،وغير مرتبط بالذهب .كل ما تحتاجه الوليات المتحدة لخلق كمية غير محدودة من المال )ل يحدها إل السماء!( هو ورق الطباعة وحبر .ول شيء آرخر .هل
باستطاعة فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا أو أي بلد آرخر أن تنشئ عملة مزيفة؟ الجواب ل .الخزينة الفدرالية المريكية وحدها )وهي تابعة للصهاينة( تستطيع أن تفعل. فإذن يطبعون الوراق النقدية انطلقا من ل شيء ،ويخلقون الثروة انطلقا من ل شيء .ثم يأتون ليسلفوا لنا نحن هذه العملة المزيفة بفوائد مستعلمين ذهبنا كضمانة .وهنا الفخ! الدول العضاء باعت كميات متزايدة من الذهب للخزينة الفدرالية ،يحيث سيصل إلى ،20أو 40إلى 50في المئة ،وهلم جرا ...استعملنا ذهبنا كرهن أو كضمانة ،ونتوهم أن الذهب في مأمن ،وعندما نريد استعادته، سيعيدونه لنا مقابل تسديد للقرض .واليوم ألمانيا تعيش تحت الضغط ،وترغب في استرجاع ذهبها .لكن الخزينة الفدرالية وصندوق النقد الدولي رفضا ذلك .فقامت الحكومة اللمانية وطالبت بعملية مراجعة لما تمتلكه من الذهب بالضبط ،فقط للتأكد من أنه ل يزال موجود هناك في نيويورك .إل أن صندوق النقد الدولي رفض .لهذه كن الفضل سيعود للقذافي ،إذا ما قام بهذا العمل الحكيم وأعاد الذهب الليبي إلى ليبيا .هوغو شايز يفعل ذلك في فنزويل .وعلى الشعب الجزائري أن يطالب حكومته بإعادة ذهبهم إلى الجزائر .هذا قرار حكيم .لكننا لم نسمع أبدا بوجود مشروع ليبي يرمي إلى استعمال الذهب كعملة ،واعتماد الدينار والدرهم كنظام نقدي. أجرى الحوار :محمد الغازي وم .آيت عمارة )يتبع( الحلقة 2