مجلة الملحدين العرب: العدد الرابع والثلاثون/ شهر سبتمبر / 2015

Page 1

‫‪Raghed Rustom‬‬

‫مجلة شهرية بجهود فردية تصدر في الثاني عشر من كل شهر‬

‫العدد الرابع و الثالثني من مجلة امللحدين العرب للثاين عرش من شهر ايلول‪ /‬سبتمرب لسنة ‪2015‬‬

‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫ٌ‬

‫لن توقفوا‬ ‫الطوفان‬

‫جون سيلفر على‬ ‫كرسي االعتراف‬ ‫مجلة امللحدين العرب هي مجلة هدفها نشر‬ ‫أفكار امللحدين العرب على إختالف توجهاتهم‬ ‫السياسية و العرقية بحرية كاملة‬

‫قصة األخوات الثالث‬

‫اجمللة عبارة عن مجلة رقمية مبنية بجهود فردية‬ ‫وال تنتمي الي توجه سياسي ‪..‬‬ ‫املعلومات و املواضيع املوضوعة في اجمللة تعتبر‬ ‫مسؤولية أصحابها من الناحية األدبية و ناحية‬ ‫حقوق النشر و حفظ امللكية الفكرية‬


‫فريق التحرير‬

‫املشارك في هذا العدد‬

‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫‪........... Gaia Athiest‬‬

‫أعضاء هيئة التحرير و بناء اجمللة‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫الغراب احلكيم‬ ‫‪Mouhmed Larbi‬‬ ‫‪McKie Theman‬‬ ‫‪Alia’a Damascéne‬‬ ‫غيث جابري‬ ‫‪Ali Alnajafi‬‬ ‫‪Almolhed Alarabi‬‬ ‫‪Abdulkarim Ahmad Azizi‬‬ ‫‪Raghed Rustom‬‬ ‫ماري غزال‬ ‫أسامة الوراق‬ ‫‪Abdu Alafrani‬‬ ‫‪Zaher Zaher‬‬ ‫‪Ishtar Serene‬‬ ‫‪Lily Queen‬‬

‫كلمة حترير اجمللة‬ ‫كنا نعمل على حتضير هذا العدد كأي عددٍ آخر‬ ‫من اجمللة‪ ،‬ولكن باغتنا منذ أيام رحيل زميلنا‬ ‫صراع مع املرض‪ ،‬ملن ال يعرف‬ ‫جون سيلفر بعد‬ ‫ٍ‬ ‫جون سيلفر‪ ،‬فهو كان صاحب شرارة انطالق‬ ‫اجمللة برفقة الزميل عادل أحمد‪ ،‬وهو الذي كان‬ ‫يعمل على تصميمها ونشرها الصحفي‪،‬‬ ‫وهو الذي كان يحرص على كل تفاصيلها من‬ ‫أصغرها ألكبرها‪ ،‬هو الذي انطلق بها لتكون‬ ‫منبر امللحدين‪ ،‬لتصل الى ما وصلت اليه‪.‬‬ ‫كما أنه ساهم في انطالق موقع قناة امللحدين‬ ‫بالعربي وكان أحد املُشرفني عليه‪ ،‬باإلضافة‬ ‫ملسؤوليته اإلدارية في شبكة املُلحدين العرب‪،‬‬ ‫ولكن األهم أنه كان القبطان لسفينتنا‬ ‫بحكمته وذكائه وطيبة معشره‪ ،‬وإخالصه‬ ‫في قضيته وبذل كل جهده ألجلها‪ .‬ومحاربة‬ ‫ملستقبل‬ ‫والرقي مبجتمعاتنا‬ ‫اجلهل والظالمية‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫أفضل‪ ،‬جون كان يعمل ألجل أجيالنا القادمة‪،‬‬ ‫وكان يعرف أنه لن يرى نتائج عمله في حياته‪.‬‬ ‫بسيطا‬ ‫نحن في هذا العدد نق ّدم تكرميًا‬ ‫ً‬ ‫للقبطان‪ ،‬لن يوفيه حقّ ه‪ ،‬ولن توفيه الكلمات‪،‬‬ ‫ففقداننا نعجز عن وصفه‪ ،‬ولكننا سنحتفل‬ ‫مبا ق ّدمه لنا‪ ،‬سنحتفل بحياته وإجنازاته‪،‬‬ ‫ونعاهده على إكمال املسيرة‪ ،‬ستكون فخورًا‬ ‫بنا يا كابنت‪ ،‬وستفخر بك األجيال القادمة‪.‬‬ ‫سالم إليك‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫‪Gaia Athiest‬‬

‫‪Saad Taher‬‬ ‫عادل أحمد‬ ‫‪2‬‬


‫الفهرس‬ ‫كلمة رئيس التحرير‬

‫‪2‬‬

‫الفهرس‬

‫‪3‬‬

‫القبطان‬ ‫‪Noor dawood‬‬

‫‪4‬‬

‫اخللود بني اإلمتداد و اإلستمرارية‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪7‬‬

‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫أصدقاء الكابنت‬

‫‪11‬‬

‫كرسي اإلعتراف‬

‫‪35‬‬

‫األخوات الثالث‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪46‬‬

‫أيهما سترمي الدين ام األخالق‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪50‬‬

‫لن توقفوا الطوفان‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪54‬‬

‫‪3‬‬


‫ُ‬ ‫القبطان‬

‫‪Noor dawood‬‬ ‫دخل إىل املكان الذي كان ال يهابه بل يتحداه بكل ثق ٍة وال يُريد اإلنكسار أمامه‪ ،‬بابتسامته مجهولة املعامل ح ّد‬ ‫أي مالم ٍح من الخوف يف هذا املوقف بل عىل العكس‪ ،‬الكثري من الطأمنينة املتعبة‪ ،‬أو‬ ‫االختناق‪ ،‬الذي يراه‪ ،‬ال يرى ّ‬ ‫التي ترتسم بالتعب عىل وجوه األطباء‪ ،‬قال له الطبيب‪:‬‬ ‫معاىف اآلن سنبدأ التخدير ‪ ..‬ابتسم وقال فلتفعلوا ما تريدون لننتهي‪ ،‬غري ُمبا ٍل برهبة الحدث إنها عملية مصريية‬ ‫له‪ ،‬إما الرجوع إىل الشقاء أو الذهاب إىل ال يشء أو إىل الغياب‪ ،‬لكينونته ولكن ليس لغريه أو املحيطني مبجال عمله‪.‬‬ ‫وباألخص الدماغ‪ ،‬أثناء ذلك من سريٍ لعمليات التفكري‪ ،‬يحاول جون أن يفهم غري‬ ‫وابتدأ التخدير‪ ،‬ماذا يحدث للجسد‬ ‫ّ‬ ‫ُمبا ٍل بأنه بدأ يغيب من أثر املخدر‪ ،‬ورمبا لن يعود‪ ،‬وبقي يُفكر يف ذلك‪ ،‬مل يحاول االستعاضة بيش ٍء ل ُيهدئ محاولة‬ ‫معرفته ماذا يحدث‪ ،‬وكان التخدير هو املهم وليس هو ذاته‪ ،‬وبدأ يتشكّل واق ٌع نصف مريئ ‪ ،‬شاهد جون الطريق‬ ‫‪4‬‬


‫القبطان‬ ‫‪Noor dawood‬‬

‫وبدأ يتب ّدل إىل الشخصية التي ترمز له فجأة أو بدأ هو يصبح رم ًزا لها‪،‬‬ ‫طفل ومنت أطوارها داخل نفسه لتصبح‬ ‫أصبح بالكامل تلك الشخصية (القبطان سيلفر)‪ ،‬الشخصية التي شاهدها ً‬ ‫جانب آخر‪ ،‬ال ينفصل عنه‪ ،‬وبدأ جون يستكشف املكان داخله وهو يعي ذلك‪ ،‬فاملخدر مل يُخدر سوى‬ ‫حقيق ًة يف ٍ‬ ‫عامله البعيد‪ ،‬اآلن هو ح ٌر مع نفسه‪ ،‬وبدأت أطياف الطفولة تتب ّدى له‪ ،‬شاهد نفسه وهو يالحق أمه‪ ،‬وهو يذهب‬ ‫للمدرسة‪ ،‬وهو يتع ّرف عىل ع ّرابه القبطان ألول مرة‪ ،‬وكأنه كان يعرفه مسبقًا‪ ،‬رمبا مبكانٍ آخر حيث يسري الزمن‬ ‫عاكسا‪ ،‬وبقي جون يسري يف ساحات ذاكرته إىل أن رأى فجأ ًة الفراشات تحوم حوله‪ ،‬ابتسم مدركًا ماذا‬ ‫ُمنطويًا أو ُم ً‬ ‫يحدث‪ ،‬ذهب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بخطوات واسع ٍة وكأنه يحاول أن يستوعب ما‬ ‫ملقعد مجاو ٍر برسعة‪ ،‬هيأّه عقله‪ ،‬ليك يسرتيح وذهب‬ ‫يحدث وجلس‪ ،‬كان بجانبه جون بشكله الواقعي‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫ماذا إذن؟؟‬‫أتكلّمني أم تكلّم نفسك؟‬‫ال فرق اآلن ويف هذا املكان بالذات نحن نبتعد عن ذاك املكان مل أمتم ما كنت أريده‪.‬‬‫أمتمت أكرث من الالزم يجب أن تسرتيح من رضبة الرب اإلنتقامية منك‪ ،‬قال ساخ ًرا‬ ‫كفاك بل‬‫َ‬ ‫أهذا وقت املزاح يا جون؟‬‫انه أكرث ٍ‬‫وقت مالئم يا سيلفر لنعيد أولوياتنا‪ ،‬أنت دائم التفكري بطفولتك حتى أن مالمح الطفولة ال تفارق ترصفاتك‪،‬‬ ‫أنت بري ٌء‪ ،‬صحيح أنك تعكس شيئًا ناض ًجا‪ ،‬ولكنه مكتسب من الطفولة فأنت إذن تعرب عن نقيضك‪.‬‬ ‫فعل الذي اآلن يصارع ليبقى‪.‬‬ ‫وأنت ماذا‪ ،‬الرجل الذي أمامي هو أنت ً‬‫هي الغريزة ‪-‬ال تؤاخذين‪ -‬رمبا كنت أرغب يف البقاء ولكن ما هذا البقاء الذي يحملني أكرث لهذه اللحظات‪ ،‬رمبا من‬‫األفضل أن أكون هنا اآلن من الرجوع‪.‬‬ ‫وما الذي تريده اآلن؟ أن تجري حوا ًرا معي؟‬‫أجل بوسعك أن تعرف الدليل أنك هنا ألول مرة بحوار معي‪ ،‬ماذا توقعت أن أجد إحدى األساطري وال أجدك؟؟‬‫أنت أسطوريت التي سرتتبط بأذهان الكثريين من اآلن فصاع ًدا‪ ،‬سيكون وجودي مجازيًا من خالل صورتك التي ارتأيتها‬ ‫لنفيس‪.‬‬ ‫‪-‬هل استعضت يب لتُداري موتك وتقهره؟‬

‫‪5‬‬


‫القبطان‬ ‫‪Noor dawood‬‬

‫جميعنا يستعني باألساطري ولكن أنا أسطوريت أنت‪ ،‬يعني أنا ببساطة‪ ،‬يقول ماركوس أوريليوس أن أهم املبادئ هو‬‫عب عنك من بني من أحبوك‪ ،‬بكل بساطة‪.‬‬ ‫البساطة‪ ،‬وأنا خري من ّ‬ ‫هل تؤمن يب؟‬‫ملاذا أؤمن بك؟ أنا حال ًيا حتى أين أفقد إمياين بنفيس أنت تدرك ذلك‪ ،‬فام نفع أن نؤمن بيشء سيزول بزوالنا‪ ،‬لن يبقى‬‫لست كغريي الكثريين ممن لديهم النزعة لتقديس ما تلقّوه بطفولتهم‪،‬‬ ‫يل رمبا سوى اإليحاء‪ ،‬رمبا ُ‬ ‫أنا اخرتت ما يُل ّبي طفولتي وسيزول بزوايل‪ ،‬أو كام قلت لك سيبقى رمبا يش ٌء من اإليحاء‪ ،‬وال تهم ذاتيتي‪ ،‬أنا ألقاك‬ ‫ألص‬ ‫هنا ألو ّدعك بهم هناك وأو ّدع نفيس‪ ،‬فأنا ارتأيت من دون وعي أن تكون أنا بطريق ٍة ما‪ ،‬هل هذا واضح‪ ،‬وال نفع ّ‬ ‫وهم‪ ،‬أن أرغب ذلك‪.‬‬ ‫عىل ذاتيتي وكل يش ٍء يتب ّدى عكس ذلك‪ ،‬وهذا ليس باألمر الجديد عيل‪ ،‬أن أنفي ً‬ ‫أيضا؟‬ ‫وتنفيني أنا ً‬‫يل يك أبقى أحرتمك أن أمارس‬ ‫ سؤالك ليس ذا مغزى‪ ،‬فأنت تدرك أن األمر ليس بيدي ولكن هكذا تجري األمور‪ ،‬وع ّ‬‫ما تلهمني به لذلك أنت تعرف ماذا سيحصل‪.‬‬ ‫فجأة اختفى القبطان وبقي جون الجزء املكنون من الصورة يف مكان ما‪ ،‬اآلن ستبقى صورة القبطان ترمز له وهو‬ ‫الغريب كام كان دامئًا أو كمصري الجميع‪ ،‬الغربة هي جوهر أي وجو ٍد كينوين‪ ،‬والسعي يكون دامئًا من دون اختيار إىل‬ ‫الفناء‪ ،‬ح ّدق جون‪ ،‬بدأ املكان‪ ،‬يرتشف نفسه إىل المكان حيث ما كان دامئًا‪ ،‬وبقي جون يح ّدق‪ ،‬ورأى صورته‪ ،‬صورة‬ ‫سيلفر‪ ،‬التي مل يعرفها وح ّدق باستغراب بها‪ ،‬وغاب‪.‬‬ ‫وكانت هناك يف مكان آخر‪ ،‬له صلة خفية مبا حدث لجون‪ ،‬تجلس إمرأ ٌة يف غاية الجامل يف مرسمها تحاول صقل‬ ‫ما ميكن رضبه بفرشاتها من خالل أسلوبها الذي يشبه يف ملساته البيانو‪ ،‬وبدأت برسمه برسم تلك الصورة التي كان‬ ‫رسبت لها عبثًا من كل مكان‪ ،‬يف ٍ‬ ‫وقت وجيز أنجزتها‪ ،‬وح ّدقت إليها كام كان يح ّدق هناك يف‬ ‫يح ّدق بها بالبعيد‪ ،‬ت ّ‬ ‫البعيد‪...‬‬

‫‪6‬‬


‫‪John Silver‬‬

‫الخلود بني االمتداد‬ ‫واالستمرارية‬ ‫نُرش يف العدد العرشين من مجلة امللحدين العرب‪-‬متوز‪/‬يوليو ‪2014‬‬ ‫‪7‬‬


‫الخلود بني االمتداد‬ ‫واالستمرارية‬

‫‪John Silver‬‬

‫كل هذا التفكري‬ ‫كنت صغ ًريا انتابني الشك والخوف‪ ،‬هل من املمكن أن أنتهي وال يبقى يش ٌء مني‪ ،‬هل يعقل أ ّن َّ‬ ‫عندما ُ‬ ‫بذلت سيصبح ال يشء؟‬ ‫ُّ‬ ‫وكل ما ُ‬ ‫تتوصل ملصالح ٍة مع هذا الواقع ستعيش لحظات حياتك وتستمر كام هي‪،‬‬ ‫نعم‪ ،‬ال أنكر املوضوع‬ ‫ٌ‬ ‫مخيف‪ ،‬لكن حني ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مختلف‪.‬‬ ‫كل هذا سيتب ّدد عندما تكرب‪ ،‬وسرتى الدنيا مبنظو ٍر‬ ‫لكل هذا؛ ألنّك يجب أن تكون عىل قناع ٍة أ ّن َّ‬ ‫بال ِّ‬ ‫ولن تأخذ ً‬ ‫كنت ستُغلق دماغك عىل الخوف فلن تجني شيئًا‪ ،‬عليك بـ التصالح مع‬ ‫قالها يل مر ًة أستاذي يف الجامعة أحمد بالل‪ :‬إن َ‬ ‫الواقع والبحث عن االستمرارية‪.‬‬ ‫مل أفهم كالمه حينها‪ ،‬ومل أفهم ما معنى االستمرارية التي قالها يل‪ ،‬حتى أيب كان يؤكّد عىل كلمة االمتداد يف طرح األبناء‪،‬‬ ‫كل هذا؟‬ ‫أنت‪ ،‬وإخوتك امتدادي! فام معنى ِّ‬ ‫حيث كان يقول يل‪ :‬أنتم َ‬

‫‪8‬‬


‫الخلود بني االمتداد‬ ‫واالستمرارية‬

‫‪John Silver‬‬

‫كل ما‬ ‫الرئييس الذي كان عندي يف الخوف من املوت ومن النهاية‪ ،‬ولو كانت بعيد ًة هي فكرة أنني مل آخذ َّ‬ ‫إن السبب‬ ‫ّ‬ ‫ألحس أنّني اكتفيت‪ ،‬لكن عندما‬ ‫أريد من الدنيا‪ ،‬وأن الـ ‪ 80‬أو الـ ‪ 90‬سن ًة التي أعيشها إن طال يب العمر غري كافي ٍة ّ‬ ‫كبت بدأت أكتشف أن الحقيقة غري ذلك متا ًما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األقل بالنسبة يل هي س ُري الزمن يف اتجا ٍه ٍ‬ ‫واحد‪ ،‬أي إنّك‬ ‫الفكرة الحقيق ّية التي تجعل اإلنسان ميتلك هذا الرعب‪ ،‬وعىل ِّ‬ ‫كل ما أحمله من أفكا ٍر والطموحات التي مل‬ ‫لكل يش ٍء‪ ،‬بالنسبة يل ُّ‬ ‫ال ُيكن أن ت ُعيد ما كان واملوت ببساط ٍة هو نهاي ٌة ِّ‬ ‫أستطع تحليلها‪ ،‬والواقع الذي أعيشه‪ ،‬وهنا بدأتُ أبحث عن الخلود‪.‬‬ ‫نعم بدأتُ أبحث عن الخلود‪ ،‬أنا أريد أن أكون خال ًدا‪ ،‬ال أريد املوت‪ ،‬ال أريد أن أنتهي‪ ،‬لكن هذا واق ٌع ال ُيكنني أن‬ ‫يل اإلميان أ ّن هناك حيا ًة بعد املوت‪ ،‬وعندها سأكون خال ًدا‪ ،‬حتى لو‬ ‫أهرب منه‪ ،‬ورصتُ أفكّر بأسلوب املتدين‪ ،‬لرمبا ع ّ‬ ‫كنت يف جهن َم‪ ،‬املهم أال أنتهي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أنا ال أريد النهاية‪ ،‬املشكلة حقًا ليست يف الجنة والنار‪،‬‬ ‫الثواب والعقاب‪ ،‬الرعب الحقيقي يف النهاية‪.‬‬ ‫م ّر يف إحدى محارضات العلوم الطبيعية تعب ٌري كان له‬ ‫يل وعىل مستقبل أفكاري‪ ،‬املحارضة‬ ‫الكثري من األثر ع ّ‬ ‫كانت عن الطحالب واملستعمرات الخلوية‪.‬‬ ‫إن الكالميدوموناس ‪ chlamydomonas‬هو كائ ٌن‬ ‫مستقل‪ ،‬وهناك كائ ٌن آخ َر‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬ ‫وحيد الخلية يعيش‬ ‫أساسا‬ ‫الفولفوكس ‪ Folfox‬هو كائ ٌن متعدد الخاليا كان ً‬ ‫كام الكالميدوموناس خاليا وحيدة‪ ،‬لكن هذه الخاليا‬ ‫تج ّمعت عىل بعضها وك ّونت هذا الكائن الجديد الذي‬ ‫مستقل عن األخريات‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫تكون فيه كل خلي ٌة لها دو ٌر‬ ‫وهنا بدأت فكر ٌة بالظهور‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫الخلود بني االمتداد‬ ‫واالستمرارية‬

‫‪John Silver‬‬

‫رش كام الكالميدوموناس كائناتٌ مستقلّ ٌّة‪ ،‬لكن عندما نكون يف مجتمعٍ ما‪ ،‬فإننا كام الفولفوكس تكون لكلٍ‬ ‫نحن كب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كشخص‪ ،‬لكن أن‬ ‫منا جزئي ٌة يف استمرار املجتمع‪ ،‬نعم لقد وجدتها (االستمرارية)‪ ،‬فاالستمرارية ليست أن تكون خال ًدا‬ ‫كل من‬ ‫فاعل وتستطيع أن ترتقي بـ مجتمعك‪ ،‬وتضع عالم ًة ذات قيم ٍة فيه تسعى به لالستمرار والبقاء‪ ،‬وتدعم َّ‬ ‫تكون ً‬ ‫يل أن‬ ‫سيأيت بعد انتهائك وموتك‪ ،‬الحقيقة أننا خالدون كجمو ٍع بقدر ما نكون فاعلني واألفكار هي التي ستبقى‪ ،‬لذا ع ّ‬ ‫وكل من‬ ‫أعطيت أكرث استطعت أن أمنح البقاء لذلك الهيكل املجتمعي‪ُّ ،‬‬ ‫يل أن أمنح بال توق ٍّف‪ ،‬فكُلام‬ ‫ُ‬ ‫أق ّدم الكثري منها‪ ،‬ع ّ‬ ‫سيتأثر بفكري سيكون هو من سيكمل مشواري وبنايئ الذي أسعى يف م ّده‪ ،‬نعم لقد وجدتُ الثانية «االمتداد» هكذا‬ ‫يكون امتدادي‪ ،‬وكام قال أيب‪ :‬أنا امتدا ٌد لفكره وتط ّو ٌر له؛ ألنني بدأتُ من مرحل ٍة متق ّدم ٍة ق ّدم يل فيها عصارة تجربته‪،‬‬ ‫وتحل مكانه الراحة النفسية واإلحساس بـ‬ ‫لقد وجدتُ رابطًا من أجمل وأقوى ما يكون‪ ،‬وهنا يبدأ الخوف بـ التب ّدد‪ ،‬بل ُّ‬ ‫كنت خال ًدا؟ ماذا لو كنا ال منوت؟ ماذا لو كنا نعيش لألبد؟‬ ‫االطمئنان‪ ،‬هنا دعوين أرجع للوراء ً‬ ‫قليل ماذا لو ُ‬ ‫فاعل يف مجتمعك‪ ،‬بل عىل العكس‬ ‫هنا بالفعل بدأتُ أشعر بالرعب من فكرة الخلود الفردي‪ ،‬ألنك حينها لن تكون ً‬ ‫فاعل اآلن‪ ،‬ومل أس َع لدعم هذا الكيان املجتمعي‪ ،‬فهذا‬ ‫فكل يش ٍء ُيكن تأجيله وإن مل أكن ً‬ ‫ستكون متخاذلً ‪ ،‬ال مبال ًيا‪ُّ ،‬‬ ‫الكيان سينهار‪ ،‬أي‪ّ ،‬إن أنا‪ ،‬وكل أفراد هذا الكيان نقوم بقتله‪ ،‬وبالتايل سنفنى خالل فرت ٍ‬ ‫ات زمني ٍة بسيط ٍة‪ ،‬ونبدأ بإنهاء‬ ‫مستقبل ٌ‬ ‫وطموح‪.‬‬ ‫وآمال‬ ‫ٌ‬ ‫هذا الكيان‪ ،‬ولن يكون هناك‬ ‫ٌ‬ ‫الفردي الذايتّ‪ ،‬أنا أريد خلود ذلك‬ ‫برصاح ٍة أعزايئ‪ ،‬فكرة الخلود مرعب ٌة أكرث بكثريٍ من فكرة املوت‪ ،‬وأنا ال أريد الخلود‬ ‫ّ‬ ‫الهيكل الذي أنا جز ٌء منه‪ ،‬واملُس ّمى باإلنسانية‪ ،‬وعليه‪ ،‬كلام ق ّدمت ‪ ..‬بقيت‪.‬‬ ‫ُدمتم خالدين‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫كلمات في وداع‬ ‫القبطان‬ ‫وداعك يا رفيق هو وداع األقالم ال وداع القلوب‬

‫‪11‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫أصابنا خ ُرب رحيل القبطان جون سيلفر بحزنٍ كبري‪ ،‬وبادر كل من عرفوه أو مل يعرفوه‪،‬‬ ‫بتقديم التعازي واملواساة‪ ،‬وتكرميًا له وألرسته و ُمح ّبيه‪ ،‬جمعنا منها جز ًءا بسيطًا‪ ،‬فام‬ ‫امتألت به شبكة املُلحدين العرب‪ ،‬ويوميات رفاقه‪ ،‬ال تكفي الصفحات الستيعابها‬

‫الغراب الحكيم‬

‫يل أن أق ّدم لشخصي ٍة عرفتموها عرب صفحات اإلنرتنت‪ ،‬وتعايشتم معها رو ًحا‬ ‫ماذا أستطيع أن أكتب لكم ‪ ...‬كان لزا ًما ع ّ‬ ‫شكل‪ ،‬وأث ّر فيكم كام أث ّرتم به‪ ،‬لكن بالنسبة يل وآلخرين كان ‪ John silver‬أو عادل سليم البدري‬ ‫ال جس ًدا ‪ ...‬فك ًرا ال ً‬ ‫شيئًا آخر متا ًما‪ ،‬بالنسبة يل كان أ ًخا شقيقًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى‪.‬‬ ‫كان السند والوتد‪ ،‬كان عمود الدار وحجر األساس‪ ،‬كان األب والصديق‪ ،‬كان اليد والعني‪ ،‬كان املُعلّم والتلميذ‬ ‫املشاغب‪ ،‬كان يُحب الحياة ويعرف كيف يعيشها‪.‬‬ ‫رص يف كل ما يسعى إليه‪ ،‬محبوبًا و ُمحرت ًما حتى م ّمن يُعاديه‪ ،‬ح َمل هموم اآلخرين ونيس همومه‪ ،‬ومل تُنجب‬ ‫ُمنت ٌ‬ ‫معاملته له إال األصدقاء‪ ،‬لقد غاب عنا ولكن ذكراه يجب أن تبقى زيتًا يف مصبا ٍح ينري الطريق‪ ،‬ويش ّد العزمية حتى‬ ‫ٍ‬ ‫مجلس ومكانٍ كام هي قطع‬ ‫نكون مثله‪ ،‬أقوياء شجعان حتى يف مواجهة املوت‪ُ ،‬مح ّبني للحياة ننرش الفرح يف كل‬ ‫السكاكر عىل األطفال‪ ،‬نحل ُم ٍ‬ ‫بغد أفضل ونسعى إليه حتى ولو بكلمة ‪.‬‬ ‫يل أن أمأله‪ ،‬وال أعرف كيف!‬ ‫كل ما يخيفني يف الغد‪ ،‬أن هنالك مكانًا فارغًا‪ ،‬كب ًريا ج ًدا ع ّ‬

‫‪12‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Alia’a Damascéne‬‬

‫غ ًدا هل سيدرك نعشك من يضم بني خشباته؟ هل يعلم أ ّن داخله من قاتل حتى آخر لحظ ٍة يف حياته يك يضع ح ًدا‬ ‫عم يفعله‬ ‫يوم يف بلده وبالد املوت؟ كان جنديًا مجهولً ‪ ،‬ال ّ‬ ‫لزفاف النعوش كل ٍ‬ ‫يقل ما يفعله لدحر السفاحني الجدد ّ‬ ‫الجنود عىل األرض‪.‬‬ ‫فهناك من يقاتل النتائج وهناك من ارتأى مقاتلة األسباب‪ .‬حني ش ّخصنا مرض بالدنا امللعونة بربكة األديان جي ًدا عرفنا‬ ‫أصل سوى مواجهة هذا الفكر وفضحه‪ .‬الوسيلة الوحيدة التي‬ ‫أنه ال سبيل لحيا ٍة أفضل فيها بل ال سبيل للحياة ً‬ ‫وتوسل اللجوء لدى األمم هي معالجة هذه اآلفة‪ ،‬والتي ستؤ ّمن بال ًدا يستطيع فيها‬ ‫ستغنينا عن الهجرة وتذلل أبنائنا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وتهديد لكن آثر‬ ‫قلق‬ ‫أبناء املستقبل الحياة والنوم بهدو ٍء وكرام ٍة ال عىل شواطئ النزوح‪ .‬ورغم كل ما قد يدفعه من ٍ‬ ‫امليض لتلك الغاية‪.‬‬ ‫البعض ّ‬ ‫كنت قبطان هذه املهمة يف رشقٍ هجره أبناؤه ويئس البقية‪ ،‬ومات األكرثية‪.‬‬ ‫هل تعبت من وجع الحياة صديقي فاستعجلت الرحيل؟‬ ‫ففضلت االنسحاب بصمت؟‬ ‫هل فقدت األمل بهؤالء ّ‬ ‫أيضا كام ع ّودتنا التي لطاملا كنت تسعفنا بها عند كل مشكلة مام سيزيدنا‬ ‫أم أنك أدركت أ ّن غيابك أحد الحلول ً‬ ‫وتالحم‪ ،‬وسيجعلنا نستمر رغم كل يش ٍء فتظاهرت باالستسالم للمرض واألمل وض ّحيت بالحياة ورحلت؟‬ ‫إرصا ًرا‬ ‫ً‬ ‫غ ًدا سنو ّدعك إىل األبد يف يوم ميالدك س ُيش ّيع جثامنك‪ ،‬كنت دامئًا أكرث ما يقلقك هو ألّ تصدر املجلة يف غري موعدها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مبوعد وقررت االلتزام ومغادرتها بنفس املوعد‪.‬‬ ‫ومل ت ُخلف موعدك بحيا ٍة قصري ٍة أتيتها‬ ‫غ ًدا سيتلو عليك الغرباء ٍ‬ ‫آيات من الذكر‪ ،‬وستبتسم يف نعشك بهدوئك املعتاد‪ ،‬وتتمنى لو تنهض لتقول لهم إنهم املوىت‬ ‫وأنت الحي‪ ،‬وأنت من تبكيهم اآلن‪ ،‬وإنهم مل يفكّروا بالسعي للتغيري واملواجهة‪ ،‬فمنهم من قرر الرحيل ومنهم من‬ ‫خنع وتأقلم‪ ،‬وبالنهاية ومن سخرية القدر أن تُجرب عىل التخفّي عنهم لتدافع عنهم‪.‬‬ ‫ايض وتعرية معتقد تجار املوت والذل مهم ٌة سهل ٌة خلف‬ ‫قد يظن البعض أ ّن إنشاء مجل ٍة الكرتوني ٍة يف عا ٍمل افرت ٍّ‬ ‫الشاشات‪ ،‬لكن هناك من ك ّرس وقته وخياله وجه ًدا كب ًريا‪ ،‬وخاص ًة باأليام األخرية له‪ ،‬أيام الرصاع مع املرض والتي مل‬ ‫يكلّف جون نفسه أن يصارعه واكتفى بتمضية آخر أيامه عىل هذا الكوكب باالبتسام والتفاؤل وطأمنة مح ّبيه؛ واألهم‬ ‫اسم‬ ‫من كل هذا تأمني القارب الذي سيكمل به أصدقاؤه ما بدأه‪ .‬هناك من فعل كل هذا خلف ٍ‬ ‫وهمي ومل يبتغٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫مج ًدا وال شهرة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫كنت أمتنى لقاءك‪ ،‬لكن آخر ما كنت أتخيله أن أبكيك وأن أكون أنا من تنعيك ألصدقائنا‪ ،‬كانت من أصعب اللحظات‬ ‫ٍ‬ ‫للحظات وكدت ألجأ إليك كالعادة ألسألك‪ :‬ماذا أفعل؟‬ ‫ثقيل أكرب من طاقتي‪ .‬بقيت‬ ‫حمل ً‬ ‫يف حيايت وشعرتها ً‬ ‫مل أكن ألتخيل أين سأندم عىل لقايئ بك وأمتناه لو مل يحدث‪ ،‬فرمبا كنت اآلن حزين ًة كام البقية‪.‬‬ ‫مل نشعر بفقدانك فالحزن يكرب مع الوقت ال يصغر كام يقولون‪ ،‬غ ًدا عندما نحتاجك وال نجدك‪ ،‬وعندما سنبحث‬ ‫عنك وال تكون سنعرف أن علينا اعتياد غيابك‪ ،‬وأ ّن ال أ ًخا كب ًريا بالشبكة واملجلة بعد اليوم يسمعنا وينصت لشكوانا‬ ‫ويضحك من مشاكلنا السخيفة ويجد الحلول ألي يش ٍء يواجهنا‪.‬‬ ‫سيحزنك أنك لن تستطع أن تساعدنا وتكون بقربنا وتدعمنا؟ لكنك دامئًا معنا وبيننا‪ ،‬ودامئًا سنقول لو كان الكابنت هنا‬ ‫لقال هذا‪ ،‬وما كان ليقبل بهذا‪ ،‬وكان فعل هذا‪...‬‬ ‫لكن أقىس ما يف األمر أنك ال تقرأ اآلن ما أكتبه لك ولن تقرأه‪.‬‬

‫‪McKie Theman‬‬

‫حريصا عىل ّ‬ ‫أدق التفاصيل حتى تخرج املجلة عىل أكمل وج ٍه‪ ،‬وأحد أحالمه كان أنه بعد‬ ‫كان القائد واألب واألخ‪ ،‬كان‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات ستكون مجلّتنا وقناتنا واصل ًة لكل العامل‪ ،‬كان يعمل ألجل األجيال القادمة حتى تعيش يف عا ٍمل متنو ٍر‬ ‫عرش‬ ‫رمق بعمره‪ ،‬سأشتاق كث ًريا لك يا صديقي‪.‬‬ ‫وإنساين‪ ،‬عمل لهذا اليشء حتى آخر ٍ‬ ‫‪You were the leader for all these years‬‬ ‫‪Working really hard like bees‬‬ ‫‪Yet you were nice .. Like a summer breeze‬‬ ‫‪Took a vow on yourself that you›ll never be on your knees‬‬ ‫‪Stood tall like the mightiest trees‬‬ ‫‪Always prime .. Never freeze‬‬ ‫‪Never succumbed to any disease‬‬ ‫‪! Begged you not to leave .. Please‬‬ ‫‪It wasn›t death who took you‬‬ ‫‪! You took on Death‬‬ ‫‪! Even with death .. You›ll never disappear‬‬

‫‪14‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Sameer Samee‬‬

‫لقد نام جون نام األخ والصديق‪ ،‬نام املُرشد والناصح والقائد‪ ،‬نام الجسد منك يا صديقي ولن يصحو بعد يومك ذلك‬ ‫عظيم‬ ‫تركت فينا إرث ًا‬ ‫أب ًدا‪ ،‬إال أن فكرك مل ينم يف لحظ ٍة قط‪ ،‬سنفتقد حديثك معك‪ ،‬لكننا لن نفتقد الحديث إليك فقد َ‬ ‫ً‬ ‫لن يُنىس‪.‬‬ ‫نلتق أرسطو يو ًما وال عرفنا هيباتيا أب ًدا لكننا أحببناهم وعاشوا معنا كام لو أنهم‬ ‫من قبلك نامت أجساد الكثريين‪ ،‬مل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بخطوط أعرض وأكرب مام خطّها فالسفة‬ ‫يحيطون بنا‪ ،‬وأنت أيها الغايل استطعت أن تخ ّط اسمك يف صفحات التاريخ‬ ‫فانطلقت ُمحاربًا إلنارة الطريق‬ ‫كبار يف عصو ٍر تشابهت مع عرصنا‪ ،‬فقد علمت يا صديقي أننا ُعدنا إىل عرص الظالم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كام فعل قبلك العظامء هنيئًا لك مبا تركت‪ ،‬سينىس من هم حولنا أننا كنا هنا‪ ،‬إال أنهم وإىل األبد‪ ،‬لن ينسوا أن هناك‬ ‫رجل ّأسس للفكر التنويري مذه ًبا‪ ،‬وخ ّط له طريقًا زيّنه مبجل ٍة أخرجت الكثري من ظلامت القرون املظلمة إىل أنوار‬ ‫ً‬ ‫العرص الحديث‪.‬‬ ‫ونستشف منك كيف يكون اإلرصار‬ ‫ستبقى مجلة امللحدين العرب تحمل بصامتك يف كل عد ٍد وسنبقى نستشريك‬ ‫ّ‬ ‫شخصا بحاجة للمساعدة أينام كان إال ومددت له‬ ‫والتح ّدي‪ ،‬فرغم املرض‪ ،‬رغم رصاعك الطويل مل تيئس‪ ،‬ومل ترتك ً‬ ‫يدك‪ ،‬ومل ترتكنا يف ع ّز أزماتنا فكنت لنا ناص ًحا ُمرش ًدا قائ ًدا‪ ،‬ستبقى ذكراك يا جون ما طال الزمان‪ ،‬نم يا جون وليسرتح‬ ‫منك الجسد فذكراك لن ت ُنىس إىل األبد‪.‬‬

‫فارس جبوري وفينوس صفوري‬

‫رغم خالفنا وسوء عالقتنا يف الفرتة األخرية‪ ،‬والتي أ ّدت إىل انتهاء عمرنا االفرتايض التنويري‪ ،‬لك ّننا صدقًا يا سيلفرلن‬ ‫ومازلت يف قلوب أصدقائك وسيُضنيهم‬ ‫كنت‬ ‫َ‬ ‫ننىس لباقتك و ُحسن معرشك‪ ،‬لن ننىس طيبة قلبك وأصالة معدنك‪َ ،‬‬ ‫غيابك‪ ،‬وستبقى ذكرى يف وجدان أحبائك‪ .‬زميلنا «جون سلفر» ليس مج ّرد إنسانٍ بل هو من أفضل من حاورتهم أدبًا‬ ‫وذوقًا وترفُ ًعا عن إساءة الغري‪ ،‬يفرض عليك احرتامه بل يفرض عليك مح ّبته‪ ،‬إنه ُمبهم الخصال ألنه قد ترف ّـع بها إىل‬ ‫آفاق السامء‪.‬‬ ‫زين الطباع فأخذ من اإلنسان ّية أبهى معانيها هذا هو «جون سلفر» ملن أراد أن يعرفه‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪( Jordani Agnosto‬محمد الشنيان)‬

‫بأي الحروف أصفك يا كابنت ؟!‬ ‫عندما بدأت يف الكتابة هربت مني كل أفكاري املنمقة‪ ،‬وخانتني كل املشاعر التي اجتاحت كياين عندما سمعت ذلك‬ ‫الخرب يف تلك الساعة املشؤومة ‪.‬‬ ‫لكننا تعلّمنا ‪،‬يف املجتمع الذي خلقته لنا يف املجلة‪ ،‬املنهجية يف الرسد ولهذا سأجعل تأبيني لك عىل فقرتني ‪:‬‬ ‫األوىل مو ّجه ٌة لنا نحن أصدقاؤك وإخوانك يا كابنت‪:‬‬ ‫يف عامل تاريخ الفكر والفلسفة كان دامئًا هناك نوعان من الرجال‪ ،‬هناك أصحاب أفكار وأصحاب أفعال‪ ،‬وأنت يا‬ ‫كابنت جمعت الفكر والفعل ولكنك مت ّيزتَ بأنك رجل فعل‪ ،‬وخلقت لنا ما مل يكن أي ٍ‬ ‫شخص فينا يجده حوله يف عامل‬ ‫خلقت لنا صوتًا ومن ًربا‪ ،‬ويف هذا الخلق العظيم وجدنا أنفسنا قبل أن نجد إخوتنا الذين كانوا ُمختفني عنا وراء‬ ‫الواقع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ومقصات الرقيب والعادات والتقاليد‪ .‬وكنت أنت بينهم األخ األكرب والناصح األمني‪ ،‬وكنت قبطان هذه‬ ‫حواجز الحدود‬ ‫ّ‬ ‫ملحيها خالل العديد من العواصف‪ ،‬أعلم أنك تركتنا وتركتها أمانة يف أعناقنا وأعلم‬ ‫السفينة تقودها وتصونها وتو ّجه ّ‬ ‫حتفل بإنجازات رجلٍ يطمح كل الرجال‬ ‫عنك أنك فر ٌِح تحب الفرح‪ ،‬ولهذا يا إخويت أنا سأرشب كأس القبطان اليوم ُم ً‬ ‫والنساء أن يكونوا مثله‪.‬‬ ‫و اآلن سأتو ّجه ملن مل يعرفك يا جون ألقول لهم ‪:‬‬ ‫عاش يف الخفاء ومات يف الخفاء‪ ،‬ألنه آمن أن األقنعة ال تهم طاملا كان وراءها فك ٌر والفكر ال ميوت‪ ،‬وجون اإلنسان‬ ‫سيعود للكون الذي أتينا كلّنا منه‪ ،‬إمنا فكر جون وأعامل جون ستبقى حية‪ ،‬ألنه وإن رحل عنا قبطان‪ ،‬فسفينة جون‬ ‫سيلفر ال تخلو من القباطنة‪ ،‬واألمانة التي ح ّملها جون ملن بعده هناك ٌ‬ ‫أكتاف قادر ٌة عىل حملها‪.‬‬

‫لييل كوين(‪)Noor Adnan‬‬

‫لست‬ ‫صديقي العزيز جون سيلفر كلّام‬ ‫يل أن أكتب يف نعيك أجد األفكار تستحي وتقول ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫حاولت أن أفكّر فيام ع ّ‬ ‫كتبت لن أوفيك حقّك أب ًدا فالكلامت والحروف تهرب مني‪ ،‬متنعني عن التعبري‬ ‫حق جون‪ ،‬فاعذرين فمهام ْ‬ ‫كافي ًة يف ّ‬ ‫وتقول إنها ال تكفي وتغادر باكي ًة أوراقي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات لدعم‬ ‫بأن سأكتب يف نعي صديقي وأخي األكرب ذلك الجندي املجهول‪ ،‬الذي أفنى من عمره‬ ‫مل أفكّر يو ًما ّ‬ ‫املشوار التنويري يف الوطن العريب ونبذ الخرافة‪ ،‬محاربة الجهل والظالم والعنرصية ذلك الشاب املُتزن امليلء بالحيوية‪،‬‬ ‫داعم لكل ما بناه ‪.‬‬ ‫حتى يف أزمة مرضه مل ّ‬ ‫يتخل عن مشواره ظل ً‬

‫‪16‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫ألتق بك يو ًما لكن فراقك ترك جر ًحا عميقًا يف داخيل لن تشفيه السنني‪ ،‬وكأن أح ًدا من أهيل قد فارقني‪ ،‬ماذا‬ ‫جون مل ِ‬ ‫جرى يل ملاذا أستخدم أداة التشبيه‪ ،‬أنت فر ٌد من أهيل‪ ،‬أهيل يف نبذ الخرافة وتبديد الظالم‪ ،‬ما يربطني بك ليس رابطة‬ ‫دم صحيح‪ ،‬لكن ما يربطني بك وباآلخرين مشوار فك ٍر ونور العقل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كنت السند الذي يتكئ عليه كل أعضاء لجنة التحرير‪ ،‬وهم مطمئنون أن هنالك من‬ ‫كنت ِعامد املجلة‪َ ،‬‬ ‫آه يا كابنت َ‬ ‫كنت‬ ‫سيجد الحل الذي يدفعهم نحو األمام‪ ،‬كان لك القدرة عىل توجيهنا لخدمة املشوار التنويري الذي نحن فيه‪َ ،‬‬ ‫كنت ال متانع أن تجتمع بنا حتى الصباح لنقاشات املجلة بالرغم‬ ‫الصدر الرحب ليتق ّبل كل أفكارنا وكل اقرتاحاتنا‪َ ،‬‬ ‫كنت تحمل عىل‬ ‫إنك مل تكن قد أخذت قسطًا من الراحة قبل يوم‪ ،‬مل أجد ً‬ ‫رجل تفاىن من أجل عمله التط ّوعي مثلك‪َ ،‬‬ ‫عمل متق ًنا مبد ًعا‪.‬‬ ‫كاهلك كل األعباء الصعبة لتُخرج لنا يف النهاية ً‬ ‫حب للحياة‪ .‬عشتها برضا رغم أنها‬ ‫عزايئ يف موتك يا رفيقي أين من خالل معرفتي بك علمت أنك ٌ‬ ‫رجل ذو إرادة‪ٌ ،‬م ٌ‬ ‫خذلتك يف النهاية‪ ،‬لكنك حتى آخر لحظاتك كنت قويًا صام ًدا يف وجه مرضك‪ ،‬مل تسمح له أن يسلبك إرادتك ومل تدعه‬ ‫رفضت أن تسمح للدعاوى وأصحابها بأن يكونوا ذا سلط ٍة عليك‪.‬‬ ‫يُخيفك من املوت‪ ،‬ويكفي أنك يف مرضك‬ ‫َ‬ ‫عهدي لك أين سأكون مع رفاقي يف إكامل مسريتك‪ ،‬لن نخذلك سنفعل املستحيل ستجدنا أقوى من قبل وأشجع من‬ ‫قبل وأكرث حكمة‪ ،‬شك ًرا ألنك علّمتنا بأن ما نفعله ليس مهم ًة رشفي ًة بقدر ما هو مسؤولي ٌة علينا أدائها بكل ما أُوتينا‬ ‫علم ومعرفة‪.‬‬ ‫من ٍ‬

‫‪Raghed Rustom‬‬

‫عم أشعر به‪،‬‬ ‫عب ّ‬ ‫ماذا أكتب عن صديقي الحنون جون سيلفر؟ أج ُد نفيس عاجز ًة عن إيجاد الكلامت املُناسبة لتُ ّ‬ ‫يل يف هذه املدة القصرية التي كان يل رشف التعرف عليه‪ ،‬وكم كانت هذه املدة‬ ‫وأصف هذا اإلنسان الرائع وتأثريه ع ّ‬ ‫عرفت جون وكان من‬ ‫قصريةً‪ ،‬تعارفنا كان من خالل مشاركتي يف إصدار املجلة وبعدها كزميل ٍة يف اإلدارة يف الشبكة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أجود الشخصياّت التي عرفتها طوال حيايت‪ ،‬وهذه ليست مبالغ ًة‪.‬‬ ‫تعريف عىل جون كان من خالل دعو ٍة لالنضامم لطاقم مجلة امللحدين العرب أتت من الصديق الويف غيث جابري‪،‬‬ ‫ألشارك يف رسم الكاركاتري‪ ،‬يف الشهر الثاين لوجودي يف املجلة‪ ،‬أذكر كيف كلّفني جون برسم غالف العدد ملوضوع‬ ‫ٍ‬ ‫يل‬ ‫الفضائيني وكانت اللوحة رسم أليب الهول‪ ،‬بكل بساط ٍة‬ ‫وبكلامت قليل ٍة طلب مني رسمها‪ ،‬كان وقع هذا كب ًريا ع ّ‬ ‫للثقة التي وضعها بني يدي‪ ،‬أذكر كيف أنه اعتذر ل ِقرص الوقت الذي أعطاين إياه النجاز العمل وكيف أنه كان متأك ًدا‬ ‫حرصا عىل‬ ‫من قدريت عىل إنهاء الرسم يف الوقت املحدد‪ ،‬أذكر كيف أن هذا دفعني ألسهر لنصف الليل إلنهاء الرسم ً‬ ‫أال أخ ّيب أمله مع أين مل أعرفه جي ًدا بعد‪.‬‬ ‫فت عىل اإلنسان الصديق الصدوق واألخ الحنون اللطيف الحليم الحكيم املُطَمنئ‪ ،‬من خالل اتصاالتنا‬ ‫تدريج ًيا‪ ،‬تع ّر ُ‬ ‫كنت أركض له بأسئلتي‬ ‫القصرية واجتامعاتنا بسبب العمل‪ .‬اآلن بعد فقدانه‬ ‫كنت محظوظ ًة ملعرفتي به‪ُ ،‬‬ ‫عرفت كم ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪17‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫حل‪ ،‬ر ّده كان فوريًا و ُمنت ًجا‪ ،‬تولد يف قرارة نفيس نو ًعا من‬ ‫الصغرية والكبرية‪ ،‬وعندما أفعل أعرف أنه سوف يجد يل ً‬ ‫الثقة العمياء تجاهه ‪ ،‬أتساءل كيف حدث هذا؟! كيف يل أن أثق يف إنسان ال أعرف حتى اسمه الحقيقي وال شكله‪،‬‬ ‫طب ًعا أعرف الجواب اآلن‪ ،‬كان فعله‪ ،‬نبله‪ ،‬صدقه‪ ،‬تفانيه‪ ،‬رسالته النبيلة الخالية من أي مصلح ٍة شخصية و‪...‬و‪...‬و‪...‬و‪...‬‬ ‫أكتب ودموعي تريد أن تهطل للمرة األلف كلّام أذكر أي ٍ‬ ‫حدث جعلني أتواصل معه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫(ال يهمك ‪ ...‬مو مشكلة ‪ ...‬ال تقلقي‪ ...‬ال عليك‪ ...‬ال تشغيل بالك ‪ ...‬صغرية بكرا بتكون محلولة) هذه هي الكلامت‬ ‫التي تبثّ يب الطأمنينة‪ ،‬كم كانت تعجبني هذه الكلامت البسيطة‪ ،‬ويف نفس الوقت زاخرة بالق ّوة والعزمية والصمود‪،‬‬ ‫وعصب ُم ٌ‬ ‫حرك‬ ‫فقري‬ ‫كنت أسارع له بسؤا ٍل رسيعٍ مهم‪ ،‬بوجوده ُ‬ ‫كان يرددها يل جون كلام ُ‬ ‫كنت أشعر وكأنه عامو ٌد ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وراء إنجاز األمور‪ ،‬أشعر أنه الذي أظهر جهود وإنجازات كل املشاركني القامئني يف إنتاج املجلة‪.‬‬ ‫عظيم‪ ،‬سوف أشتاق وأفتقد صداقتي مع جون سيلفر‪،‬‬ ‫سوف أشتاق لهذا اإلنسان العظيم الذي مل يكن يعرف أنّه‬ ‫ً‬ ‫طويل‪ ،‬فامذا كان فعل؟‬ ‫طويل‪ ،‬هيهات فلو حقًا عاش عم ًرا ً‬ ‫رحل شابًا وعمره قص ٌري لكن إنجازاته وكأنه عاش عم ًرا ً‬ ‫يل كتبها يل جون يف رسال ٍة يل أثناء حديثي معه ‪:‬‬ ‫أترككم مع جمل ٍة عزيز ٍة ع ّ‬ ‫»املجلة ُمهم ٌة و ُمهم ٌة ج ًدا‪ ،‬رسال ٌة ال ب ّد أن تصل وال تتوقف«‬ ‫وصلت يا كابنت‪ ...‬ال يهمك‪.‬‬

‫‪Saad Taher‬‬

‫كصديق‬ ‫ورفيق عزي ٍز بصيغة املايض! جون صديقي الحارض الغائب ستبقى دامئًا يف قلوبنا‬ ‫ما أقىس أن نتح َدث عن أ ٍخ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وزميلٍ وأ ٍخ عزيز علينا‪ ،‬وستبقى أفكارك ونُضج تفكريك وسامحتك مع اآلخرين‪ ،‬وحسن أخالقك شعل ًة لنا ت ُنري لنا دربنا‪،‬‬ ‫ودروب األجيال القادمة لن أقول ودا ًعا‪ ،‬فأنت مل ولن تغادرنا‪ ،‬فأنت دامئًا معنا‪.‬‬

‫‪Ishtar serene‬‬

‫ويتأسف عىل كوننا‬ ‫من ٍ‬ ‫أيام تح ّد ُ‬ ‫ثت عن أستا ٍذ عظيم د ّرسني الحضارة الربيطانية‪ ،‬يتح ّدث بتأث ٍر عن عظامء التاريخ ّ‬ ‫عب لهم عن إعجابنا وتقديرنا وانبهارنا‪ ...‬وكم ألهمونا‪ ،‬وكم اقتدينا ب ُخطاهم ورسنا عىل‬ ‫لن نلتقيهم يف حيا ٍة ثاني ٍة ل ُن ّ‬ ‫قائل‪...‬لك ّننا نُحييهم مبجرد إتياننا عىل ذكرهم‪ ،‬مبجرد لفظ أسامئهم‪ ،‬كلّام قال أحدهم‪:‬‬ ‫منهجهم‪...‬ثم استدرك كالمه ً‬ ‫قال أرسطو‪...‬فقد أحياه‪ ،‬كلّام استشهد واح ٌد ٍ‬ ‫ببيت لشكسبري‪ ،‬فقد أحياه‪ ،‬ونحن يا عظيمنا‪ ...‬ونحن يا جون‪ ...‬س ُنحييك‬ ‫بس ْينا عىل خطاك‪ ،‬وستكون البطل الذي نروي عنه ألبنائنا‪ ،‬وهذا القبس الذي حملته لتُنري به ظلامت‬ ‫وس ُنخلّد ذكرك َ‬ ‫الجهل لن ينطفئ‪...‬سنحافظ عىل شعلته ذكية‪ ...‬وستبقى كلمتك‪ :‬املجلة أمانة‪ ...‬تر ّن يف آذاننا وت ُوقظ ه ّمتنا‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Jesus Gonzales‬‬

‫كأس‪ ...‬وغليون‬ ‫بقي من ذكراك‪ٌ ...‬‬ ‫أهديتني إياه للذكرى‪ ...‬ولتشتاق لك عيون‬ ‫مل تُسعفك صحة‪ ...‬لننتيش باملجون‬ ‫قليل‪ ...‬ما جمعتنا شهو ٌر وال سنون‬ ‫عرفتك ً‬ ‫عرفتك مار ًدا‪ ...‬متمر ًدا‪ ...‬بجنون‬ ‫حاكم‪...‬ال دي ًنا وال شجون‬ ‫أردتَ العقل ً‬ ‫وأردتَ عاملًا ح ًرا‪ ...‬ال جر ًحا وال سجون‬ ‫ومضيت يا صديقي‪ ...‬من عا ٍمل مجنون‬ ‫قلب حنون‬ ‫ما أسعفك جس ٌد‪ ...‬وال ٌ‬ ‫فاعذرين إن بكيت‪ ،‬وامتألت بالدمع عيون‬ ‫واعذر دمعتي‪ ...‬فأنا فقط فأ ٌر مجنون‬

‫‪Samer Safar‬‬

‫جون سيلفر شخصي ٌة رائع ٌة ومميز ٌة وذات أفق‪ ،‬يُع ّد أمنوذ ًجا للمثقف املبادر وما يستطيع أن يق ّدمه يف خدمة العلم‬ ‫ريادي يف هذا املجال سوا ًء بالشبكة أم املجلة أم قناة امللحدين بالعريب‪.‬‬ ‫والتنوير‪ ،‬ودوره‬ ‫ٌ‬ ‫خصوصا بهذه املرحلة الصعبة واملُظلمة التي مت ّر بها املنطقة‪ ،‬من انتشا ٍر للجهل الفكري والتطرف الديني‪ ،‬وما ينتج‬ ‫ً‬ ‫عنها من قتلٍ وتدمريٍ وخراب ‪.‬‬ ‫أي منافع شخصي ٍة له من مشاريعه‪ ،‬إنّ ا الهدف األساس إيقاظ الوعي ألكرب عد ٍد ممكن‬ ‫مل يكن جون ينتظر الشهرة أو ّ‬ ‫من املغ ّيبني ‪ ...‬ليكونوا نواة تغيريٍ ملجتمعاتنا املتخلّفة وغري املتسامحة أب ًدا مع أصحاب العقول والرأي الح ّر‪ ،‬ليضطّر‬ ‫اسم وهميًا ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أملعي مثل جون أن يختار ً‬ ‫شخص ٌ‬ ‫إال أن اختياره ألسطورة جون سيلفر كان موفقًا ج ًدا‪ ،‬واألسطورة أصبحت أسطورتني‪ ،‬وكام البطل بالقصة األوىل لعب‬ ‫جون دور القائد والقبطان بكل متي ٍز وحرفي ٍة وإتقان ‪ ...‬ودا ًعا يا قبطان‬

‫‪19‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Rana Ahmad Hamd‬‬

‫رص يف عقول املُغ ّيبني‪ ،‬أما يف عقول العقالء‪ ،‬فال ُيكن هذا» ‪ -‬من أقوال جون سيلفر‪.‬‬ ‫«الدين دو ًما ُمنت ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫أحد عقالن ّيي العرب‪ ،‬مل يكن خسار ًة فقط لعائلته أو أصدقائه بل خسار ٌة لألمة العربية بأرسها ولكل عقلٍ‬ ‫متعطش‬ ‫للتنوير‪ ،‬نرش الوعي والتنوير وحارب الجهل والظالم ّية‪ّ ،‬أسس «مجلة امللحدين العرب» مع عادل أحمد وانطلقت‬ ‫رشارتها عام ‪ ،2012‬وكان املدير التنفيذي لها‪ ،‬واملسؤول عن التصميم والنرش الصحفي‪.‬‬ ‫سيبقى عقله بيننا لألبد وستبقى أفكاره خالدة!‬

‫‪Zorba Zad‬‬

‫ٍ‬ ‫ليس لدي الكثري‪ ،‬بضعة تفاصيلٍ‬ ‫ومالحظات خاص ٌة يب عن جون ‪ -‬مل نتعامل بكرثة ‪ -‬ومل نتحدث كث ًريا‪ ،‬إمنا هناك‬ ‫كنت أغار منه بعض اليشء‪ ،‬امتالكه املُلفت‬ ‫ٌ‬ ‫تفاصيل صغري ٌة كانت تش ّدين بشخص ّيته‪ ،‬وأعرتف أنني يف بعض األحايني ُ‬ ‫يخص عمل املجلة‪ ،‬املزاج املرح دامئًا‪ ،‬االلتقاط الذيكّ لألشياء‬ ‫ألعصابه يف الحوارات املستفزة‪ ،‬ال َجلَد الدؤوب فيام ّ‬ ‫والتفاصيل الذك ّية‪ ،‬أدهشني حني طرح فكرة أن جون سيلفر بطل جزيرة الكنز ُملح ٌد‪ ،‬وهو اكتشف ذلك بكل ذكا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫موقف‬ ‫من أحد حوارات جون سيلفر مع جيم الصغري‪ ،‬أعتقد أنه من الذكاء الصحيح أن يلتقط املرء فكر ًة من كلم ٍة أو‬ ‫ويبني عليها قناع ًة فكرية‪ ،‬ش ّدين كث ًريا درجة تأثره بكالم جون سيلفر وتحليله الذيكّ للموقف والحوار والبناء عليه‬ ‫وكنت أتص ّيد الفرصة‪ ،‬له السالم‪.‬‬ ‫واإلفادة الفعلية منه‪ ،‬لدرجة أين ال أخفي رغبتي كث ًريا يف أن أتع ّرف عليه شخص ًيا ُ‬

‫‪Adam Ismail‬‬

‫ودا ًعا أل ِخ يف اإلنسانية‪ ،‬ودا ًعا ملن ساهم يف إنقاذ عقو ٍل كانت قد وضعها املُقدس عىل مذبح الخرافة ‪ ،‬ودا ًعا‪ ...‬أعلم‬ ‫أننا مل ولن نلتقي ولكن يبقى عزايئ الوحيد يف فقدان شخصك أنك فكرة واألفكار ال متوت‪ ،‬ارقد بسالم‪.‬‬

‫‪Hedra Kemal‬‬

‫رحل رفيق الحرية والعقالنية عن هذه الحياة الفانية بعد رصا ٍع مع املرض‪ ،‬كان له العديد من املُساهامت يف تنوير‬ ‫العقول وإطالق عنان الكلمة بدون حدود‪ ،‬رحل لكن كلامته مل ولن ترحل‪ ،‬منار ٌة تُيضء النور ملن يبحث عن الحقيقة‬ ‫ٍ‬ ‫وهدف‬ ‫ركب سيستم ّر‬ ‫يوم وأنت معنا يف ٍ‬ ‫وعن تحرير عقله‪ .‬جميعنا نختار أدوارنا يف الحياة واخرتتَ أن تبقى آلخر ٍ‬ ‫لهم لهم لطرق األبواب املوصدة‪ ،‬والتجرؤ عىل رفع الستار للكشف عن‬ ‫لن يتوقف‪ ،‬ستبقى يف ذكرى ُمحبّيك دامئًا ُم ً‬ ‫الحقيقة‪ ...‬ذهب عنك األمل إىل األبد يا رفيق‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Lamar Ahmed‬‬

‫ٍ‬ ‫سنوات يف شبكة امللحدين‬ ‫عرفت جون سيلفر إال من خالل تعليقاته‪ ،‬حيث كان متواج ًدا بشكلٍ كبريٍ قبل ثالث‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫العرب‪ ،‬طبعه الهادئ وتعليقاته املُتزنة كانت سم ًة مميز ًة له‪ ،‬وهو من القلّة الذين يعرفون كيف يجذبون القارئ‪.‬‬ ‫كان خرب وفاته صاد ًما يل‪ ،‬وأخدتُ وقتًا حتى استوعبت أن القبطان الذي كنت أتتبع تعليقاته ومنشوراته منذ أن كنت‬ ‫مسلمة‪ ،‬لن يكتب مر ًة أخرى‪.‬‬ ‫صحيح أن جون تركنا يف عم ٍر صغري ولكنه عىل عكس الكثريين ترك أث ًرا إيجاب ًيا كب ًريا يف حياته‪ ،‬لريقد بسالم‪ ،‬ونتم ّنى‬ ‫ٌ‬ ‫الصرب لعائلته‪.‬‬

‫‪Lenda Hadad‬‬

‫تحية لذلك القبطان املُغامر الذي أبحر بسفينته الصغرية واملُتواضعة يف بحر األديان الهائج‪ ،‬رغم صعوبة الرحلة‬ ‫لكننا شعرنا معه باألمان استم ّدينا القوة من اإلرصار يف عينيه الحاملتني‪ ،‬رغم مرضه لكنه أىب أن يرتكنا وحدنا يف هذه‬ ‫السفينة التي ت ُصارع جميع العواصف‪ ،‬ها نحن اآلن نفقدك لكن سفينتنا أقوى وروحك عامئ ٌة بها ‪...‬ودا ًعا كابنت‪.‬‬

‫‪Jad Sahir‬‬

‫لألسف مل ّ‬ ‫كنت أحب‪ ،‬إال أن كتاباته ومواقفه كانت تقول كل يش ٍء عنه‪ :‬من‬ ‫أحتك به كام يجب ألتع ّرف عليه كام ُ‬ ‫هدوء حواره‪ ،‬ومنطق كالمه‪ ،‬و ُخلقه مع الخصوم‪.‬‬ ‫إىل من أحببته دون أن أراه‪ ،‬إىل الغائب الحارض يف أذهاننا‪ ،‬إىل من رسقه املوت من بني ضحكاتنا‪ ،‬قويًا كام عهدناه‪،‬‬ ‫وقوفًا كاألشجار ‪ ...‬الوداع يا قبطان‪ ،‬مخل ٌد ذكرك بيننا حتى املامت‪.‬‬

‫كارين آثيو‬

‫جون سيلفر‬ ‫تغيب عنا يا نور اإلنسانية لتعود إىل الكون الفسيح‬ ‫غ ًدا تُزهر زهور الحريّة من تراب أحالمك‬ ‫جرح غائ ٌر يعجز أن يندمل‬ ‫الفراق ٌ‬ ‫النية دربًا منشيه‪ ،‬ونور األمل‬ ‫تبقى كلامتك وأفكارك ّ‬ ‫ودا ًعا كلم ٌة أقولها والدموع تحفر وجهي ويتوقّف الزمن عند خرب موتك ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Abdulkarim Ahmad‬‬

‫شخصا مثل قبطاننا‪ ،‬أول‬ ‫شخصا أنه س ّخر حياته لخرافة»‪ ،‬قائل هذه املقولة مل يقابل ً‬ ‫«ال يوجد طريق ٌة مهذب ٌة لتخرب ً‬ ‫رأيت كتاب ًة لجون سيلفر كانت يف غروب شبكة ومنتدى امللحدين العرب عىل الفيسبوك كان سبب دخويل‬ ‫مر ٍة ُ‬ ‫هذه املجموعة فضويل حول هؤالء املعاتيه ‪-‬امللحدين‪ -‬ورغبتي باالطالع عىل أفكارهم وح ّجتهم لنقد ديني العظيم‬ ‫كنت أتوقع‪ ،‬فبقيت متاب ًعا صامتًا ألكرث من سنة‪.‬‬ ‫املُتكامل‪ ،‬لكني وجدتُ غري ما ُ‬ ‫أكرث من لفت نظري يف هذه السنة كان عدة أعضا ٍء عىل رأسهم جون سيلفر والغراب الحكيم‪ ،‬فقد استطاع جون أن‬ ‫يُفهمني ‪ -‬بشكلٍ غري مبارش‪ -‬أين سخّرتُ حيايت لخراف ٍة بطريق ٍة مهذبة‪ ،‬ويح ّولني من اإلميان إىل الالدينية دون أن يو ّجه‬ ‫رشا‪ ،‬فأنا كنت متاب ًعا صامتًا‪.‬‬ ‫يل حديثًا مبا ً‬ ‫أصبحت ُملح ًدا‪ ،‬وعندها عدتُ للفيسبوك ليك أبحث‬ ‫وتابعت بحثي وحي ًدا إىل أن‬ ‫عندها ابتعدتُ فرت ًة عن الفيسبوك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فت عىل أرس ٍة جميلة‪ ،‬إىل أن جاء اليوم وأخربتهم أين أو ّد التط ّوع معم بأي يشء‪،‬‬ ‫عن من ن ّوروين وأشكرهم‪ ،‬وتع ّر ُ‬ ‫واستقبلوين بكل رحابة صد ٍر يف أرسة تحرير مجلة امللحدين العرب‪.‬‬ ‫درسا جدي ًدا‪ .‬وأذكر‬ ‫كنت أقرأها له أو أسمعها منه ُ‬ ‫وهنا بدأتُ أتع ّرف عىل جون أكرث فأكرث‪ .‬بكل كلم ٍة ُ‬ ‫كنت أتعلّم ً‬ ‫أول مر ٍة سمعت فيها صوته كانت عىل الهاتف يف مكامل ٍة جامعية بخصوص املجلة‪ ،‬كنت سعي ًدا ج ًدا وشعرتُ ّأن‬ ‫ٍ‬ ‫وأصبحت أكلّمه بعفوي ٍة إىل أن جاء املرض‬ ‫مقرب يل‪،‬‬ ‫سنوات طويلة ج ًدا‪ .‬ومع األيام شعرتُ أنه‬ ‫أعرفه منذ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫صديق ٌ‬ ‫ليخ ّرب هذه الصداقة‪.‬‬ ‫أذكر عندما مرضت إحدى أقاريب بهذا املرض كان طبيبها يطلب م ّنا أن نقنعها بأنها ستُشفى منه وأنها أقوى منه‪،‬‬ ‫وهذا ما حاولت أن أفعله مع جون‪ ،‬لكن املفاجأة كانت أن مع بداية الحديث شعرت أنه هو من كان يُقنعني أنه‬ ‫سوف يشفى وأنه أقوى من املرض‪ .‬تعجز الكلامت عن وصف هذا الشخص‪.‬‬ ‫سمعت خرب وفاته دخلت إىل املجموعة فوجدت املؤمنني يرت ّحمون عليه قبل امللحدين فلم‬ ‫لن أنساه يف حيايت عندما‬ ‫ُ‬ ‫أستطع إيقاف دموعي‪ .‬آخر مكاملة يل معه كانت قبل أن يُفارقنا بيومني‪ ،‬وكان صوته فيها كأنه أقوى رجلٍ يف العامل‪،‬‬ ‫مرض يفتك به‪ ،‬والغريب كان أنه ات ّصل يب ليطلب مني أن أخرب األشخاص الذين أعرفهم العاملني يف‬ ‫وال كأنه هناك ٌ‬ ‫شخص ال يعرفه شخص ًيا وعىل األغلب مل ولن يتكلّم‬ ‫مجال حقوق اإلنسان أن موعد إعدام الكاتب املوريتاين قد اقرتب؛ ٌ‬ ‫معه يف حياته‪ ،‬لكنه كان يُفكّر فيه وهو يف أسوأ وأصعب مراحل عالجه‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫كم أنت عظي ٌم يا جون‪ ،‬أنهينا املكاملة عىل وعده يل بأن يزورين بعد انتهاء عالجه‪ ،‬لكن املوت كان السبب لجعله‬ ‫يُخلف بوعد من وعوده ألول وآخر مرة‪ ،‬بكاه املئات وهم ال يعرفون حتى اسمه الحقيقي أو شكله‪ ،‬فهم ال يبكون‬ ‫أساسا‪ ،‬بكوا وبكينا وال نعرف ملاذا كلنا سنموت يو ًما ما‪ ،‬لكن األشخاص مثل جون سيلفر‬ ‫رحيل جسده الذي مل يعرفوه ً‬ ‫ال ميوتون‪ ،‬فهم أحيا ٌء يف قلوبنا ويف الرسالة التي تركوها وراءهم‪ ،‬وجون ترك وراءه شعل ًة‪ ،‬وليس فقط رسالة وهذه‬ ‫الشعلة لن تنطفئ إىل أن ت ُنري الظالم الذي يُخ ّيم عىل بالدنا‪ ،‬أنا أحسد نفيس أين عرفتك يا جون‪.‬‬

‫‪Hilal Thair‬‬

‫كنت الشخص الذي يُناضل دامئًا ألجل التحرر والتوعية‬ ‫يا كابنت ودا ًعا ودموع الفراق تجري عىل هذا الوداع‪ ،‬يا بطل َ‬ ‫والتنوير‪ ،‬من أجل الشعوب التي دخلت متاهة األوهام‪ ،‬لن ننساك مهام كانت الظروف‪ ،‬ستبقى كرمز مجدنا وتق ّدمنا‬ ‫ويف ما كنت تتمناه‪ ،‬ذهبت وحي ًدا اليوم يف مغامر ٍة بال عودة رغم أنك حاولت جاهدا البقاء‪ ،‬لن ننساك ولن ينساك‬ ‫اليوم أو الغد‪ ،‬كنت ذات مر ٍح وجديّة‪ ،‬كان العزم يرسي يف عروقك‪ ،‬ودا ًعا يا كابنت ودا ًعا‪.‬‬

‫‪Khaldoun Idriss‬‬

‫مل يسبق أن دار بيني وبينه أي حوار‪ ،‬لكن من خالل متابعتي ملواضيعه عىل الشبكة أو املجلة‪ ،‬أول موضو ٍع قرأته‬ ‫موسوعي ممي ٌز يف ردوده عىل‬ ‫شخص‬ ‫له كان بعنوان «التالعب بالعقول»‪ُ ،‬‬ ‫كنت ُمعج ًبا بأسلوبه يف الطرح والضحد‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مغالطات املت ّدينني بصف ٍة عامة‪ ،‬صاحب رو ٍح مرحة‪ ،‬يكفي أن تقرأ كلامته لتُدرك مدى طيبته وسعة صدره‪.‬‬

‫‪Khayal Delo‬‬

‫صديقي جون‪:‬‬ ‫اآلن أنت جس ٌد بال روح‪ ،‬روحك أعلم أين هي‪ ،‬نعم أعلم‪ ،‬روحك تغلغلت يف كيان كل ٍ‬ ‫واحد منا وزرعت يف داخلنا‬ ‫اإلنسانية الحقيقية‪.‬‬ ‫قرب لكني شعرت بقوة شخصيتك من خالل قيادتك بنجاح لسفينتنا يف دوامة األساطري والخزعبالت‪،‬‬ ‫مل أعرفك عن ٍ‬ ‫نظل عىل دربك يف محاربة الجهل يف عاملنا العريب‪ ،‬علّنا نرتقي ويصري عاملًا كام أحببت أن يكون‪.‬‬ ‫أعدك أن ّ‬ ‫تحية لروحك جون‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪( Mary Philo‬ماري غزال)‬

‫انطفأت أحد األضواء‪ ،‬قد رحل القبطان وترك لنا بح ًرا من األمل نتج ّرع موجاته املالحة‪ ،‬رمبا هو أكرب من هذه الحياة‪،‬‬ ‫لذا عجزت أن تحتويه‪ ،‬لكن قلوبنا قادر ٌة عىل أن ت ُحقق له الخلود‪ ،‬لك املجد والخلود كابنت‪ ...‬سألتك يو ًما‪ ،‬عن الحب‪،‬‬ ‫بكيت عىل‬ ‫عن الحياة والفرح يستوطنني‪ ،‬وها أنا أسألك اآلن وقد أطفح الدمع عيني وثار‪ ،‬هل ترانا يا جون؟ هل َ‬ ‫شك أنك أقوى من ذلك‪ ،‬ال ّ‬ ‫فراقنا؟ أم تُراك تبيك إشفاقا علينا‪ ،‬هل ض ّمك الحزن كام فعل بنا؟ ال ّ‬ ‫زلت‬ ‫شك أنك ال َ‬ ‫الزلت كام عهدناك‪.‬‬ ‫شام ًخا عال ًيا‪ ،‬قويًا حتى يف موتك‪َ ،‬‬ ‫وقلت تعلّموا كيف تربحوا‪ ،‬لكن ويالخسارتنا اليوم‪ ،‬لكن منك تعلّمنا أنه من رحم الخسارة يُولد‬ ‫أوصيتنا ذات ٍ‬ ‫يوم َ‬ ‫ظل مت ٌني يحمينا من السقوط مر ٍ‬ ‫كنت شمع ًة تحرتق لتنري دروب عاملنا الذي خيّم‬ ‫ٌ‬ ‫كنت شعل ًة وانطفأت‪َ ،‬‬ ‫ات أخرى‪َ ...‬‬ ‫فيه الظالم‪ ،‬عاملنا شبه املفقود‪.‬‬ ‫عرفت جون قائ ًدا‪ ،‬قبطانًا‪ ،‬كان دو ًما يرتدي معطف الصمود‪ ،‬والعزمية ظلّه الذي ال يفارقه‪ ،‬واآلمال الكبرية نظّارته‬ ‫ُ‬ ‫تهب رياح الجهل محاول ًة إغراق السفينة‪،‬‬ ‫التي ال يستغني عنها‪ ،‬ثقته بنفسه ذاك الحبل املتني الذي يتمسك به حني ّ‬ ‫قاوم مرضه‪ ،‬ال ّ‬ ‫شك أنه كان يتألّم يف صمت‪ ،‬لكنه يقاوم ألنه كان يعجز أن يكون ضعيفًا أو يُظهر كذلك‪.‬‬ ‫تسته كان ظهو ًرا كبريا له‪ ،‬كام كان غيابه حضوره القوي‪ ...‬أتساءل ماذا لو عاد‬ ‫كان يُعادي الشهرة واألضواء‪ ،‬لكن ّ‬ ‫الشك أنه سيقول‪ ،‬ال متلؤوا السفينة دمو ًعا فتغرقوا‪ِ ،‬‬ ‫للحظ ٍة ألجل كلم ٍة أخري ٍة ثم يرقد مجد ًدا‪ .‬ماذا سيقول؟ ّ‬ ‫واصلوا‬ ‫مت جس ًدا‪ ،‬لكني أحيا خال ًدا بينكم‪.‬‬ ‫الطريق وكونوا أقوياء‪ ،‬وأوفياء لعهدكم‪ ،‬فهكذا أكون قد ُّ‬

‫‪Zaher Zaher‬‬

‫«الكبار يتشابهون حتى يف الغياب»‬ ‫أعادين خرب غياب رفيقنا جون سيلفر فور سامعه‪ ،‬إىل عام ‪ 2008‬عندما رحل الشاعر الكبري محمود درويش‪ ،‬فتلك‬ ‫املشاعر واالختالجات النفسية والفكرية نفسها‪ ،‬فالجسد غاب عنا‪ ،‬ولكن القصيدة أبت أن متوت‪.‬‬ ‫حتى يف غيابهم غيابات‪ ،‬فهناك كنا نتجادل ونتصادم بالفكر‪ ،‬وهناك كنا نزرع االلتقاءات حبًا‪.‬‬ ‫نعم يف رحيلهم أمل افرتاق العاشق عن الحب‪ ،‬أمل افرتاق الشاعر عن القصيدة‪ ،‬أمل انتزاع الفكر عن الفلسفة‪.‬‬ ‫نجم‪ ،‬ونُخادع املسافة بيننا تار ًة بالحب وتار ًة بالفلسفة‪.‬‬ ‫نتشابه مع الفقيد‪ ،‬فهو اآلن ينرث أغضانه للكون ويبذرها ً‬

‫‪24‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫رشيف جورج حوا‬

‫شخصا ألن يحزن عىل وفاة ٍ‬ ‫شخص ال توجد بينهام أية معرف ٍة شخصي ٍة أو حتى‬ ‫رس الذي يدفع ً‬ ‫ال أعلم حقيق ًة ما ال ّ‬ ‫حديثٌ عابر‪.‬‬ ‫كنت مج ّرد‬ ‫»شبكة امللحدين العرب» هي االمتداد التاريخي للمنتدى األم‪ ،‬الذي مثّل مرحل ًة هام ًة يف حيايت الشخصية‪ُ .‬‬ ‫اهق شك ٍ‬ ‫خرج لت ّوه من ٍ‬ ‫نقدي ومراجع ٍة جذرية (ذاتية) للكتاب املُقدس‪.‬‬ ‫مر ٍ‬ ‫بحث ٍ‬ ‫ّاك لديه تساؤالتٌ وجودي ٌة كثرية‪َ ،‬‬ ‫كنت أس ُري عىل غري هدى‪ ،‬وبدأ األمر صدفة‪ ،‬حينام أردتُ التع ّرف عىل البوذية‪ ،‬فقادين بحثي إىل منتدى الالدينيني‬ ‫ُ‬ ‫كنت صفح ًة بيضاء‪ ،‬راح ينقش عليها كُتّاب املنتدى‬ ‫العرب‪ ،‬حيث انتهى يب املطاف قارئًا رش ًها ومواظبًا ملقاالته‪ُ .‬‬ ‫رحت أد ّون‬ ‫ً‬ ‫فكرهم التنويري‪ ،‬وأتلقى‬ ‫(مذهول) تلك املعلومات الصادمة التي مل أجدها عىل رفوف مكتبتنا املنزلية‪ُ .‬‬ ‫عىل ورق ٍة جانبية أسامء الكتب واملراجع التي اعتمدوا عليها يف مقاالتهم‪ ،‬ألقوم بقراءتها فيام بعد‪ .‬فع ّرفوين عىل سيد‬ ‫القمني‪ ،‬وفراس السواح‪ ،‬ونبيل فياض‪ ،‬ويوسف زيدان؛ ومن هنا انطلقت الحكاية‪.‬‬ ‫علم من أعالم الشبكة بعد انتقالها للعمل عىل الفيسبوك‪ ،‬لألسف مل يكن يل رشف الحديث معه‪،‬‬ ‫جون سيلفر أصبح ً‬ ‫أو االحتكاك به‪ ،‬لكني عرفته من خالل مقاالته يف املجلة‪ .‬أعرف أنني مرتدد‪ ،‬وغال ًبا ما يجعلني ذلك متأخ ًرا عن أداء‬ ‫الواجب أو املبادرة بالتعرف عىل اآلخر‪ .‬فاجأين جون سيلفر يف مقابل ٍة له بربنامج البط األسود حينام أشاد يب وبقيمة‬ ‫سمعت رأيه‪ ،‬فأنا أشعر بنفيس قز ًما حينام تُنرش مقااليت باملجلة جن ًبا إىل‬ ‫وضحكت رصاح ًة حينام‬ ‫مقااليت‪ ،‬وأسلويب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جنب مع أسام ٍء تركت بصم ًة يف عامل التنوير االفرتايض‪.‬‬ ‫كنت قبطانًا يناضل من أجل تنوير شعوب‬ ‫كنت قام ًة شامخ ًة أث ّرت عىل الكثريين من ُز ّوار الشبكة‪َ ،‬‬ ‫جون سيلفر‪َ ،‬‬ ‫التعصب األعمى‪ ،‬وعزاؤنا الوحيد أنك ساهمت ‪-‬مع زمالئك‪ -‬بصناعة نوا ٍة لنخب ٍة مثقف ٍة‬ ‫املنطقة وتحريرهم من عتمة ّ‬ ‫قادرة عىل مواجهة خفافيش الظالم بالعلم والقلم‪.‬‬ ‫تعازي الحارة لألهل واألحبة واألصدقاء‪ ،‬تعازي للكادر اإلداري يف مجلة امللحدين العرب‪ ،‬وكُتّابها‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪Hades Nostravinci‬‬

‫رحلت وأنت يا صديقي ول ٌد كبري‪ ،‬ولديك الشمس واملطر وفريوز‪ ،‬بل ليس مثّة يش ٍء أنت ال متلكه‪ .‬ومثل‬ ‫ومثل إل ٍه ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫عانقت السامء بال رغب ٍة حقيقي ٍة يف الندم وممتلئًا بالرىض‪ ،‬قالت األسطورة ‪ :‬أنه كان مثّة قرصانٍ اسمه «جون‬ ‫إل ٍه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سيلفر»‪ ،‬وكان قد عمل مع الب ّحارة يف قوارب الصيد‪ ،‬وسفن صيد اإلسفنج والبواخر الكبرية املُهيبة‪ ،‬وذرع البحار كُلّها‬ ‫أيضا‪ ،‬المست قدماه الشاطئ يف نهاية املطاف‪.‬‬ ‫وحي ًدا مثل موجة‪ ،‬ومثل موج ٍة ً‬ ‫‪25‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫ثم قالت األسطورة ‪ :‬أن القرصان «جون سيلفر» قال يف ذات نفسه أن املرء والبد أن يُعيده البحر للشاطئ ذات يوم‪،‬‬ ‫حتى وإن كان قرصانًا‪ ،‬حتى وإن كان إل َها‪ ،‬ثم قال ُمخاطبًا البحر‪« :‬وداعا يا صديقي فقد حان الوقت لنفرتق اآلن‪«.‬‬ ‫وجلست فوق األرصفة الطويلة املمتدة عرب‬ ‫ونزلت فوق املرافئ املُزدحمة‪،‬‬ ‫ذهبت إىل كل موانئ العامل‪،‬‬ ‫ومثل إل ٍه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وظللت قاد ًرا عىل‬ ‫ظللت دامئًا تُؤمن بالشمس الطالعة يف اليوم التايل‪،‬‬ ‫جبا ٍل من السفن املُح ّملة بأكياس الحزن‪ ،‬وقد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫االنتظار‪ ...‬والشمس تطلع دامئًا ‪.‬‬

‫‪Ahmad Alawneh‬‬

‫وعشت قويًا‪ ،‬وسأموت وأنا قوي»‪،‬‬ ‫كان بالنسبة يل مدرسة‪ ،‬علّمني أنني ال يجب أن أضعف‪ ،‬قال يل‪« :‬ولدتُ قويًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الفكرة تخلد ال متوت وال ميوت صاحبها‪ ،‬حتى لو أكل الدود جسدك فاعلم أن ما زرعته فينا سيبقى جز ًءا منا نُورثه‬ ‫ألوالدنا وأحفادنا‪ ،‬وأن األمانة التي وضعتها يف عاتقنا سنقوم بها عىل الوجه الذي كان سريضيك لو كنت حيا بيننا‪...‬‬ ‫كنت أخي وستبقى أخي أحبك من كل قلبي‪.‬‬

‫‪Anmar Ismael‬‬

‫درسا‪ ،‬علّمتنا أن املوت ليس النهاية وأن العظامء ال ميوتون حقيقة‪ ،‬لن متوت إال‬ ‫حتى يف وفاتك أيها القبطان علّمتنا ً‬ ‫عندما ميوت كل من عرفك وعارشك وتكلّم معك وتأثر بك‪،‬‬ ‫فعندما يرحل إنسا ٌن عنا ال يبقى منه سوى أفكاره‪ ،‬سنحرص أن تبقى أفكارك ح ّي ًة يف قلوبنا وأن تصل لآلخرين‪ ،‬الخلود‬ ‫لذكراك‪.‬‬

‫‪Abdu Alsafrani‬‬

‫لقد كان صديقًا يل يف املجلة والشبكة‪ ،‬وثق يب قبل أن يراين وأفتخر أين كنت معه يف املجلة الدامئة‪.‬‬

‫‪Faisal Bin Mordi‬‬

‫بكل فخ ٍر كان أ ًخا وصديقًا يل‪ ،‬مل أعهد منه إال كل خريٍ ومحبة‪.‬‬

‫‪Lucy Newfoundland‬‬

‫ودا ًعا للعقل املُتفتّح‪ ،‬ودا ًعا للثقافة‪ ،‬كان ُمتمسكًا بالحياة‪ ،‬عل َم جي ًدا أن الدعاء الينفع فواجه مرضه بشجاعة مواقفه‬ ‫فعل كابنت قيادي‪ ،‬نحن أمام خسار ٍة كبرية‪.‬‬ ‫واتجاهاته‪ ،‬تجعل منه ً‬ ‫أمت ّنى أن يرقد بسالم‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Ali Mohamed Khaled‬‬

‫مل ّ‬ ‫أحتك به كث ًريا‪ ،‬أ ّول مر ٍة عرفته عرب مقاله يف املجلة بعنوان «التالعب بالعقول من وإىل»‪ ،‬و«عزيزي ابليس التخاف‬ ‫عرفت من هو جون سيلفر‪.‬‬ ‫ُعجبت بفكره‪ ،‬بعدها‬ ‫ُ‬ ‫كلنا معك»‪ ،‬أعجبتني ج ًدا وا ُ‬

‫‪Rational Man‬‬

‫بيشء مل‬ ‫علمت بوفاة جون‪ ،‬أث ّر يب األمر كث ًريا‪ ،‬ومل أستطع النوم‪ ،‬واألهم من ذلك أين‬ ‫رصاح ًة بعد ما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أحسست ٍ‬ ‫أحسست مبدى إنسان ّيتهم‬ ‫فعل بأن هناك عائل ٌة هنا وأصدقا ٌء وإخوة وأخوات‪،‬‬ ‫يكن عىل البال أو الخاطر‪ ،‬شعرتُ ً‬ ‫ُ‬ ‫أتخل عنكم‪ ،‬ما أُريد أن أقوله ليس لجون فقط‪ ،‬بل لكم جمي ًعا‬ ‫أحسست بأن يل شيئًا هنا وال أستطيع أن ّ‬ ‫وتعاطفهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أنتم عائلتي الجميلة‪.‬‬

‫‪Mohammed Ali‬‬

‫مثال لكيفية التعامل‬ ‫تظهر األشياء دامئًا عندما تختفي‪ ،‬يبقى لنا الحزن والذكرى وتبقى كلامتك وتعاملك مع األعضاء ً‬ ‫بني الناس‪ ،‬بعي ًدا عن عنرصية األديان وقذارتها‪ ،‬ودا ًعا قبطاننا العزيز‪.‬‬

‫‪Elyas Rorschach‬‬

‫ّمت منه الكثري‪ ،‬لكن سأذكر واحدة‪ :‬هو من علّمني أن أضع اهتاممي باملُتابعني الصامتني لحواراتنا ومنشوراتنا‪،‬‬ ‫تعل ُ‬ ‫قي والحياديّة بكالمنا‪ ،‬لنكون مثالً يُحتذى به‪ ،‬ونُشج ّعهم عىل الخروج‬ ‫ولذلك علينا أن نحرص أن نكون يف ُمنتهى ال ُر ّ‬ ‫من صمتهم‪.‬‬

‫شقيق الطاهر‬

‫أكف عن التفكري فيك‪ ،‬وشعرتُ بالحزن أنني مل ألتقيك قبل أن تغادرنا‪،‬‬ ‫منذ أن‬ ‫تلقيت نبأ رحيلك عنا ياجون وأنا ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫فلرتقد بسالم يا صديقي الذي مل أره‪ ،‬بل سعدتُ بسامع صوتك فقط‪ ،‬ودا ًعا جون سيلفر ستبقى دو ًما ىف قلوبنا‪.‬‬

‫‪Elias Zekra‬‬

‫أشخاص‬ ‫حي يف قلوبنا‪ .‬بلغوهم أنه عاش ألف حيا ٍة بصدقه ونزاهته‪ ،‬وأنهم‬ ‫ٌ‬ ‫بلغوا عنا والديه‪ ،‬أن ابنهام مل ميت بل هو ٌّ‬ ‫عظيم‪.‬‬ ‫عظامء ربّوا إنسانًا‬ ‫ً‬ ‫‪27‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Maj Trexton‬‬

‫أناديك بالنبض الذي يف روحي والذكرى‪ ،‬أتفقد مالمح وجهك ياغريب‪ ،‬رحلت‪ ،‬ضاع العمر‪ ،‬اشتقت إليك أليام الربيع‪،‬‬ ‫ه ّبت ريح األمس القريب تقطع أحشايئ‪ ،‬تحطم اضالعي‪ ،‬إنه الخريف‪ ،‬إنه الخريف‪ ...‬ودا ًعا جون‪.‬‬

‫‪)Devine Nectar) Rum Kanaan‬‬ ‫أعلم عزيزي جون أن العامل هناك يحتفل بك اآلن‬ ‫يوم سرتقص الشجريات وتتاميل األغصان‬ ‫وكل ٍ‬ ‫ستستقبلك األنهار استقبال الفاتحني‬ ‫نعم‬ ‫فلقد انترصتَ عىل الوهم املبني‬ ‫حقًا ون ِعم الفاتحني‬ ‫اليوم جنانك رخاء‬ ‫أفكارك تُرفرف كالفراشات‬ ‫يف جن ٍة فيها عقلك الخالد ضياء‬ ‫النية ترتاقص كتلك الحوريات‬ ‫أعاملك ّ‬ ‫فاملجد ملن أىب وثار‬ ‫اليوم أنت الحقيقة‬ ‫وغريك رساب‬ ‫ثوابك رساب‬ ‫عقابك رساب‬ ‫ملكت الحقيقة واالرسار‬ ‫َ‬ ‫أما نحن هنا فوق الرتاب‬ ‫فال بأس بنا‬ ‫سنذكرك مع كل شعا ٍع لشمس املعارف‬ ‫سنلتقي يف كل صالة علم‬ ‫لروحك أطيب سالم‬ ‫وسال ٌم عليك عزيزي جون‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Zoro De La Vega‬‬

‫حقيق ًة‪ ،‬أنا ال أعرف التكلم أو الحديث يف هكذا أمور‪ ،‬الصدمة مازالت تأخذ مني ماتأخذه لترتكني ضعيفًا‪ ،‬حزي ًنا‪،‬‬ ‫مكسو ًرا‪ ،‬أعرف أنه مل يكن لريىض مني هذه الكلامت وهذا االنكسار‪ .‬ليس هذا من طبيعتي لكني لحد اآلن أقف‬ ‫عاج ًزا عن الخروج مام أنا فيه‪ ،‬وغري قاد ٍر عىل استيعاب الخسارة‪ ،‬كنت متاب ًعا لوضعه الصحي بهدو ٍء من األصدقاء‬ ‫ٍ‬ ‫استسالم يف كتاباته عن مرضه‪ ،‬ومواضيع‬ ‫ضعف أو‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫أحيانًا ومام يكتب هو أحيانًا أخرى‪ ،‬رغم كل يش ٍء مل نر ّ‬ ‫منشوراته الجميلة كانت طبيعي ًة ج ًدا ومل يهزها يشء‪ .‬مل أتوقع أب ًدا أن نفقده فجأة‪ ،‬كيف لهذا القوي املتفائل أن‬ ‫ميوت؟؟‬ ‫الحديث عن الرائع جون سيلفرلن ينتهي بصفحة أو كتاب‪ ،‬لكني سأخترص بذكر البداية يل معه فقط‪...‬‬ ‫رأيت تعليقاته الجميلة املؤنسة مبجموعة شبكة امللحدين العرب عىل الفيس بوك‪ ،‬أعجبني فيه مرحه وفكاهته‪ ،‬قوة‬ ‫شخصيته‪ ،‬ثقافته‪ ،‬اطالعه‪ ،‬إملامه باملواضيع‪ ،‬أسلوبه وقدرته عىل اإلقناع‪ ،‬أعجبت جدا بهذا املعرف الفيسبويك‪ ،‬بل رأيت‬ ‫مستقبل لنا‪ ،‬لكن رصاح ًة مل أكن أعرف كيف‪...‬‬ ‫ً‬ ‫فيه‬ ‫تقاربنا شيئًا فشيئًا من بعضنا ورصنا نتكلم عىل الخاص‪ ،‬مازاد من تقاربنا هو أننا مل نختلف حتى بوجهة نظ ٍر يو ًما ال‬ ‫يف البداية وال بعدها‪ .‬أحببت اتفاقنا الجميل‪ ،‬كنت أتعجب مل هو ليس أدمن معنا فنحن نحتاج لهكذا منوذج‪ ،‬طرحت‬ ‫بأيام كتب منشو ًرأ بأنه سيرتك النت ويعود لحياته الطبيعية‪.‬‬ ‫الفكرة عليه لكنه اعتذر ملشاغله‪ ،‬بل عىل العكس بعدها ٍ‬ ‫كانت فكرة رحيله محزن ًة كث ًريا (فكيف برحيلك اآلن)والتجأتُ لصديقي الغراب الحكيم حينها وقلت له ال أريده أن‬ ‫يرحل‪ ،‬طأمنني الغراب ج ًدا عندما أجابني‪ :‬التقلق‪ ،‬فلن يستطيع ‪...‬‬ ‫وكان الغراب محقًا‪ ،‬أرصيت عىل جون أن يكون أدمن معنا إىل ح ّد التوسل‪ ،‬ويف يوم من األيام كتب منشو ًرا مبوافقته‬ ‫وفعال يف مسرية الوعي والتنوير ليكون يف القمة ويبهرنا بقدراته‬ ‫ً‬ ‫أخ ًريا واختياره بكامل إرادته ليصبح جز ًءا رئيس ًيا‬ ‫واستمراره وعدم استسالمه‪...‬‬ ‫حبيبي جون‪ ،‬الكلامت لن تويف ماهو لك‪ ،‬لن أنساك ماحييت‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫أسامة الو ّراق‬

‫كان يف البدء بالنسبة يل ذلك الشخص البعيد الغامض الذي يظهر يف النقاشات بني الفينة واألخرى‪ ،‬ويُظهر حضو ًرا‬ ‫جانب آخر‪ .‬مل‬ ‫واض ًحا ممي ًزا ومتك ًنا من املواضيع وقدر ًة عىل النقاش‪ .‬لكنه ما إن بدأ يتحدث عن مرضه حتى تبني ٌ‬ ‫وتفاؤل‪ .‬تحول من ذلك الشخص الغامض الذي يسمي نفسه جون سيلفر إىل جون سيلفر‬ ‫ً‬ ‫يأسا‪ ،‬بل قو ًة‬ ‫يكن ضعفًا أو ً‬ ‫القبطان الذي مل تهزه كل الصعاب وبدل أن يرضخ لها طوعها لصالحه وصالح من حوله‪ .‬ومثل جون سيلفر األسطورة‪،‬‬ ‫كان قويًا إىل آخر لحظة‪ .‬لذا عندما جاء نبأ وفاته‪ ،‬وقع عيل وعىل غريي كالصاعقة‪ ،‬كيف مات وهو باألمس كان بيننا‬ ‫يناقش ويخطط لكتابات قادمة؟ كنت أتوق لعودته من العالج‪ ،‬كان لدي الكثري ألسأله وأعرفه وأتعلمه منه‪.‬‬ ‫ما زلت يف مزيج من الصدمة والحزن واالرتباك‪ ،‬ال متر لحظة وال أفعل أي فعل دون أن أفكر فيه‪ .‬ومن ضمن ما ظل‬ ‫عالقًا يف ذهني من محادثة معه ما قاله يل عندما سألته لو كان يعتزم أن يصبح أبًا‪ ،‬فقال أنه بالفعل يريد ذلك عندما‬ ‫يطمنئ عىل ويل عهده‪ .‬أنا من نفس جيله وعندي طفل ٌة صغري ٌة هي حيايت‪ ،‬منذ وفاته وأنا أفكر يف جملته تلك وغريها‬ ‫مجهول وقائ ًدا يف معركة مصريية ال يدرك‬ ‫ً‬ ‫وأض ّم ابنتي مرا ًرا وتكرا ًرا وأفكر فيام كان قد سيكون‪ .‬ولعله غادرنا جنديًا‬ ‫الكثريون أبعادها وعمقها‪ ،‬لكنه ترك إرث ًا ح ًيا يف قلوب من عرفوه وتأثروا بأفكاره وبشخصه‪.‬‬ ‫حي فينا كلنا‪ ،‬وحدتنا أهداف يف حياته وستظل هذه األهداف حي ًة‬ ‫جون سيلفر‪ ،‬عادل سليم البدري‪ ،‬مل ميت‪ ،‬هو ٌّ‬ ‫معنا ومع من سيأيت بعدنا‪ .‬ونحن أنفسنا‪ ،‬كام قال هو‪ ،‬قد ال نشهد ما نصبو إليه متحققًا عىل أرض الواقع‪ ،‬لكن جهده‬ ‫وجهودنا لن تذهب سدى‪ ،‬فالبناء هو لألجيال القادمة‪.‬‬

‫‪www.facebook.com/groups/ArbAtheistNW‬‬

‫‪30‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Mouhamed Larbi‬‬

‫كنت تبحث عنه وقد‬ ‫ستبقى خال ًدا يا رفيقي لألبد يف قلوبنا‪ ،‬جون سيلفر الخيا ّيل كان يبحث عن كنزه وأنت ً‬ ‫أيضا َ‬ ‫صنعت مكان ًة لك يف حياتنا وعاملنا برغم أننا نبعد آالف األميال‬ ‫وجدته‪ .،‬كنزك هو الخلود يف قلوبنا كنزك هو أنك‬ ‫َ‬ ‫كنت معطا ًء دامئًا وعلّمتنا أن نقاوم وباستمرار‬ ‫عنك‪ ،‬كنزك أنت قد وجدته يا رفيقي وقد شاركتنا اياه دون تر ّدد‪ ،‬قد َ‬ ‫وأن ال نيأس أب ًدا برغم أنّنا لن نعيش لرنى تلك اللحظة ‪ ...‬لحظة االنتصار‪،‬‬ ‫حكيم يف إرشادي وتصحيح مساري‬ ‫أشكرك يا رفيقي العزيز ألنك سمحت يل بأن أكون بقربك أتعلّم منك وأنك كنت‬ ‫ً‬ ‫رحلت يا رفيقي وأخي األكرب عن‬ ‫إن أنا ضللت طريقي‪ ،‬أشكرك ألنّك كنت مبثابة األخ األكرب يل والذي مل تلده أمي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يوم ما لك ّنك ستبقى راس ًخا يف أذهاننا وقلوبنا لألبد‪ ،‬قد ال يذكرك التاريخ يو ًما‬ ‫هذا العامل وسرنحل ً‬ ‫أيضا عنه بدورنا يف ٍ‬ ‫ما بأنك كنت من النخبة وممن حملوا املشعل يف عا ٍمل مظلم وساروا يف دروب الظالم ل ُينريوا البرشية ‪ ...‬لكنني أعلم‬ ‫ونعلم أنك كنت‬ ‫مل أبيك يا رفيقي لفراقك وأنا آسف لذلك فأنا ال أريد التنفيس عن حزين حتى أتخطّى املحنة وأنىس أو ليك أستمر يف‬ ‫الحياة ‪ .‬مل أبيك لفراقك يا أخي وهذا ليك أحتفظ بك يف داخيل ‪ ..‬يك أبقيك جر ًحا يؤملني دامئًا ألتذكّرك ويرافقني وليك‬ ‫ال أنىس ما عانيت ألجله أنت وأن الطريق أمامنا ما يزال طويالً‪.‬‬

‫غيث جابري‬

‫لكم تتأمل نفيس‪ ،‬ويعترص قلبي‪ ،‬وأنا أكتب رثاء صديقي جون سيلفر‪ ،‬فلم أحزن يو ًما عىل ٍ‬ ‫فقيد كام حزنت اليوم‪ ،‬ومل‬ ‫أتخيل أنني سأحزن عىل رحيل إنسانٍ هكذا‪ ..‬أعرف جون منذ ثالث سنوات ون ّيف‪ ،‬عندما ع ّرفني الصديق سمري سامي‬ ‫عىل مجموعة شبكة امللحدين العرب‪.‬‬ ‫ورسعان ما ظهر إسم جون سيلفر جل ًيا متمي ًزا بني الجميع‪ ،‬بأسلوبه الهادئ الرزين يف حوار املؤمنني‪ ،‬ومنطقه العميق‬ ‫يف النقاش‪ ،‬وأدبه الجم يف الردود‪ ،‬فرصت متاب ًعا شغوفًا لحواراته ومنشوراته‪ ،‬وبعد أشه ٍر قام جون سيلفر مع بقية‬ ‫األصدقاء بتأسيس مجلة امللحدين العرب‪ ،‬والتي كنت أتابع أعدادها األوىل وأنا منبه ٌر بهذا العمل الراقي‪ ،‬وانضممت‬ ‫إىل أرسة التحرير الحقًا ألكتشف أن جون سيلفر كان يحمل عىل عاتقه إخراج املجلة بأبهى حلة‪ ،‬وأعجبني حرصه‬ ‫والتزامه جديًا بإخراج أعدادها لتكون منافس ًة يف الساحة‪ ،‬فنقل يل ولغريي شعور االنتامء إىل هذا العمل الطوعي‪،‬‬ ‫وشاركنا حلمه وشاركناه الجهد واإلرصار لتحقيقه‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫خلقًا‪ ،‬صبو ًرا معطاء‪،‬‬ ‫كان جون سيلفر صاحب قضي ٍة أخلص لها فأعطاها الكثري من الجهد واالهتامم‪ ،‬وكان مبد ًعا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫حديث بيني وبينه‬ ‫فحتى يف أيام مرضه األخرية‪ ،‬ورغم املعاناة واألوجاع‪ ،‬مل يهمل مابدأه‪ ،‬ومل تفرت عزميته‪ ،‬فكان آخر‬ ‫قبل أسبوعني من رحيله يدور حول االجتامع القادم ألرسة تحرير املجلة واألفكار الجديدة التي ستكون محور هذا‬ ‫االجتامع‪ .‬مل تكن هناك حاج ٌة ملعرفة جون سيلفر معرف ًة شخصي ًة حتى يدخل أعامق قلبك‪ ،‬فقد كان أقرب لنا من‬ ‫أقرب معارفنا‪ ،‬أبهرنا بحكمته وإدارته الناجحة لفريق املجلة‪ ،‬وبأفكاره الرائعة التي اليكاد يطرحها حتى يبدأ العمل‬ ‫عليها مع كل الذين أحبوه واستمتعوا بالعمل معه‪ ،‬مام أفىض إلطالق موقع قناة امللحدين بالعريب‪ ،‬الذي بات محطّ ًة‬ ‫معرفي ًة فكري ًة نفخر بها‪ ،‬وأفكا ًرا غريها لن يحول املوت دون تنفيذها قريبا كام يحب حتى يف غيابه‪ .‬إ ّن رحيل جون‬ ‫سيلفر خسار ٌة فادح ٌة ملسرية التنوير العريب‪ ،‬وخسارته ال ميكن نسيانها ما حيينا‪ ،‬ولكن السنني القليلة التي نشط بها‬ ‫حي يسري عليه اآلالف من بعده‪ ،‬حتى يتحقق حلمه وحلمنا جمي ًعا‪:‬‬ ‫كانت كافي ًة إلرساء منه ٍج ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ومرشق ألبناء بالدنا‪ ،‬تنتهي فيه معاناتهم وآالمهم التي سببتها سيطرة خرافات األديان وإجرامها‪.‬‬ ‫مستقبل آم ٌن‬ ‫ٌ‬

‫‪Gaia Athiest‬‬

‫صديقي الغايل جون‪ ،‬ليتك تعود لساع ٍة واحد ٍة لرتى كلامت األصدقاء‪ ،‬وما كتبوه عنك‪ ،‬وك ّم املحبة الهائلة التي‬ ‫يحملونها لك‪ ،‬رغم أنّهم ال يعرفون إال اسمك االفرتايض‪ ،‬مل يعرفوا قسامت وجهك‪ ،‬مل يروك‪ ،‬ومل يعرفوا طيب معرشك‪،‬‬ ‫قد يكون أحدهم م ّر بك يو ًما ما دون أن يدري أن هذا هو القبطان‪ ،‬ولكن ما تركته من أث ٍر بهم أكرب من ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫ساهمت يف تحرير عقولهم‪ ،‬ومساعدتهم عىل رسم‬ ‫المست قلوبهم برسالتك وأخالقك وما ق ّدمته من جهو ٍد تنويرية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طريق جديد‪ ،‬بعي ًدا عن الخرافة والجهل والعنرصية والكراهية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مشعل لهذه الرسالة‪ ،‬ومنار ًة لألجيال القادمة‪ ،‬وأرشيفًا قويًا لهذه املرحلة من تاريخنا‪ ،‬املرحلة‬ ‫ً‬ ‫ومجلّتنا الحبيبة ستبقى‬ ‫التي بدأ امللحدون العرب بها بإعالء صوتهم‪ ،‬وإيصاله للعامل‪ ،‬ورفض الخرافة‪ ،‬وتحرير العقول‪ ،‬من خلف أسامء وهمية‪،‬‬ ‫و ُمع ّر ٍ‬ ‫فات وهمية‪ ،‬ولكن سيأيت الزمن الذي تفتخر به أجيالنا القادمة مبا ق ّدمناه لهم‪ ،‬وستجد نتائجه عىل أرض الواقع‪،‬‬ ‫شكل وال أسامء‪.‬‬ ‫وسنالمس قلوبهم دون أن يعرفوا لنا ً‬ ‫سالمي إليك أيها الغايل‪ ،‬وال تقلق عىل األمانة التي ح ّملتنا اياها‪ ،‬فنحن مستمرون‪ ،‬وستكون دو ًما فخو ًرا بنا‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫كلمات وداع من أعضاء مجموعة‬ ‫شبكة الملحدين العرب‬ ‫‪Karrar Al-Asfoor‬‬

‫مع أين مل أعرفه شخص ًيا‪ ،‬ولكن عظمة هذا الرجل تحيط يب من كل الجوانب‪ .‬ارقد بسالم أيها الكابنت لك الخلود‬ ‫وسنكمل تلك املسرية التي بدأتها‪.‬‬

‫‪Ahmed Cuthbert‬‬

‫جون كان من أكرث الشخصيات التي أق ّدرها هنا‪ ،‬شعرت أنني أعرفه شخص ًيا‪ ...‬أمتنى له السالم والراحة األبدية‪ ،‬وأق ّدم‬ ‫تعازي لألهل والغراب الحكيم‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪Jack Williams‬‬

‫مقال يل من مجلة امللحدين العرب بسبب تأخر النرش‪ ،‬أىت جون سيلفروتحدث معي‬ ‫أذكر قبل شهرين عندما سحبت ً‬ ‫واطأمن وسألني إذا كنت مستا ًء من املجلة ومسؤويل املجلة‪ ...‬أجبته بالنفي‪ ،‬وقلت له ال توجد أي مشاكل‪ ،‬ويف حال‬ ‫مقال وأنرشه يف األعداد‬ ‫كتبت مقالً آخر سوف أقوم مبشاركته يف املجلة‪ ...‬واآلن‪ ،‬ولذكرى هذا اإلنسان سوف أكتب ً‬ ‫القادمة‪ ،‬وسوف نستمر يف مرشوعنا التنويري هذا ‪..‬ارقد بسالم يا صديقي‪.‬‬

‫‪Sean Zanganah‬‬

‫ألعب عن أسفي وحزين لفقدان قبطاننا العزيز‪ .‬لرتقد بسالم يا صديقي العزيز‪ ،‬لن‬ ‫ال أملك إال هذه الكلامت البسيطة ّ‬ ‫أنساك ما حييت‪ ،‬وسنبقى عىل الطريق الذي بدأته إلنارة شعوبنا وتخليصهم من الخرافة والجهل‪ .‬تعازي الحا ّرة ألهله‬ ‫وأحبابه‪ .‬سأفتقدك يا قبطان‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Raya Ladeeneya‬‬

‫هذه املجموعة استغرقت مبتابعتها من أكرث من حساب منذ بداياتها ومشاهدة تعليقات الفرسان من املسؤولني‬ ‫واألعضاء النشيطني وقلييل التفاعل وتفقّد املسؤولني الجدد وقراءة املجلة‪ ،‬واملقابالت التي تجرى عىل برنامج البط‬ ‫األسود‪ ،‬وخاصة التي أجريت مع الرائع جون سلفر‪ .‬كم أنا مم ٌّنت لك يا جون‪ ،‬فبفضل جهودك قد كرست الحواجز التي‬ ‫وعي أفضل وغنيًا مبادة أحاجج بها‪ ...‬كم مؤمل أن أفتقد أثر أحدهم‬ ‫تحول دون معرفتي الحقيقة وأصبحت صاحب ٍ‬ ‫ونبضه فال أجد له تعليقات‪ .‬ذلك القبطان الرائع جون ذكراك خالدة لألبد‪ .‬تعازينا الحارة للغراب الحكيم وأهله‬ ‫ومحبيه‪.‬‬

‫‪Anthony Issam Armstrong‬‬

‫ربا رحل من عاملنا لكنه لن يرحل من ذكرياتنا‬ ‫أسف عىل فراقه لنا‪ .‬مل أعرفه شخص ًيا لكني كنت أتابع ما يشارك به‪ّ ،‬‬ ‫وسيبقى ح ًّيا بيننا‪ .‬عزايئ للغراب الحكيم‪ ،‬لكل عائلته‪ ،‬للمسؤولني وباقي األعضاء‪.‬‬

‫طاغور ياسني‬

‫عميق‪ ،‬وكان‬ ‫محرتم وفك ٍر‬ ‫قلم‬ ‫تعازي الحارة للجميع وألهله ‪ ...‬األخ جون سيلفر فعال ً كان ً‬ ‫ٍ‬ ‫رجل سديد الرأي وصاحب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫يقدر الجميع ويبدي آراءه بكل احرت ٍام وتقديرٍ‪ ..‬خسار ٌة للجميع ولكن فكره باقٍ ومقاالته ستعيش بنا ولنا ‪...‬‬

‫‪Waleed Makdissi‬‬

‫شمع ٌة كانت تنري يف ظلمتنا الدهامء‪ .‬رحل يف ع ّز عوزنا ملشاعل تحرري ٍة‪ ،‬وما يخفف عنا فقدانه‪ ،‬ما قدمه ورفاقه‬ ‫متهي ًدا ألوىل خطوات التحرر‪ .‬كل املجد لك يا جون‪.‬‬

‫الباحث عن الحكمة‬

‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫محرتق والعني متّقد ٌة والدموع‬ ‫بسكوت‪ ،‬والحزن كله ال ميحوه مر الزمان‪ ...‬والقلب‬ ‫قد غاب عنا عزي ٌز خطفه املوت‬ ‫تقف عند وقفة الفراق ‪...‬أمتنى ألهلك الصرب والسلوان‪ ،‬وأمتنى أن يكمل أصدقاؤك مسريتهم‪ ،‬وأنا أعلن اليوم ال‬ ‫دينيتي‪ ،‬ومسانديت ألفكارك‪ ،‬وأفكار أصدقائك‪ ،‬وسأكمل مسرية الحب والعطاء ‪....‬‬

‫‪34‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Laith Abubaker‬‬

‫طلب أن تنرشوا ما كتب‬ ‫حي يف ذاكرتكم أصدقايئ‪ .‬لقد أحسنتم تخليده‪ ،‬فنعم األصدقاء أنتم‪ّ .‬‬ ‫لدي ٌ‬ ‫رغم املوت‪ ،‬إال إنه ٌ‬ ‫فعل إمنا امللحدون إخوةٌ‪.‬‬ ‫وما كُتب عنه‪ ،‬لعلني أستطيع التع ّرف عليه‪ً .‬‬

‫‪Saher Ahmad‬‬

‫عىل هذه األرض من يستحق الحياة‪ .‬لكن لألسف ال تعي األرض ذلك فأخذت منك الحياة‪ ...‬عىل هذه األرض من‬ ‫يستحق الحياة‪ ...‬وأنت منهم يا فقيدنا الغايل جون سيلفر‪ ...‬كنت دو ًما شمع ًة جميل ًة تيضء عتمة ليل الساهر‪،‬‬ ‫وسالم‪ ...‬ال يفرح القلب وال‬ ‫وبوصل ًة ذهبي ًة ترشد عقل الحائر‪ .‬نم يا صديقي يف مهد الهناء‪ ...‬ارقد بدف ٍء وهدو ٍء ٍ‬ ‫تغمض عني لنا‪ ...‬إال بإمتام ما بدأت من أحالم‪ ...‬ال السيف يثنينا وال قتل الضنى‪ ...‬مبجدافك سرنكل كل األصنام‪...‬‬ ‫قبطان آنت رغم أنف الدىن‪ ...‬وسيفك قلم يخ ّط بإحكام‪ ...‬يا من تأث ّرت وأث ّرت بنا‪ ...‬سنذكرك ولن تنساك األيام ‪ .‬ودا ًعا‬ ‫الكل سال ٌم‪.‬‬ ‫يا من كنت فخ ًرا لنا‪ ...‬سال ٌم يا صاحب ّ‬

‫‪Foued DH‬‬

‫أجيال‬ ‫حي عىل الدوام وأفكارك النرية لن متوت‪ ،‬وستظل تلهم ً‬ ‫جون يا صديقًا مل أعرفه‪ ،‬أنت مل متت يا صديقي أنت ٌّ‬ ‫اسم‪.‬‬ ‫بعضها قد ال يعرف لك ً‬ ‫كنت شمع ًة أضاءت ليالينا الحالكة‪ .‬ماذا اقول يا أخي وصديقي وأنت اكرب من الكلامت؟ بيد أن هذا الوجود مل‬ ‫بسالم‪ ،‬ألنك يقظ أخي‪ ،‬وحتى يف موتك بل أعدك أننا سنسعى لنواصل‬ ‫يحتمل روعة شخصك‪ .‬لن أقول لك ارقد ٍ‬ ‫رسالتك النبيلة‪ .‬أع ّزي نفيس وكل من عرفك أو قرأ لك حرفًا ‪.‬‬

‫‪Shadi Mohammed‬‬

‫كثريون عىل أرض الواقع نخالطهم كث ًريا وال نرتاح لهم وال يرتكون أي أث ٍر يف حياتنا‪ ،‬بينام هناك بعض األشخاص يف‬ ‫العامل االفرتايض يرتكون فينا أكرب األثر ويجعلونا نبيك عىل فراقهم كأننا نعرفهم ونحن مل نرهم يو ًما‪ ،‬أحببناهم لطيبتهم‬ ‫ولتواضعهم والحرتامهم ألنفسهم ولآلخرين‪ ،‬وملدى ثقافتهم وحبهم لتغيري حياة الناس لألفضل‪ .‬وهذا حال هذا اإلنسان‬ ‫العظيم جون سلفر‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫كلمات في وداع القبطان‬ ‫‪Ismail Mohamed‬‬

‫أيام‪ .‬ولست وحدي من يفتقده‪ ،‬فالكثري من أصحايب وأحبايب عىل‬ ‫أنا فقدت إنسانًا عزي ًزا ج ًدا عىل قلبي منذ ثالثة ٍ‬ ‫اإلنرتنت يفتقدونه‪ .‬كلنا فقدنا جون سيلفر… وجون سيلفر ملن ال يعرفه كان واح ًدا من مؤسيس شبكة امللحدين العرب‬ ‫ومجلة امللحدين العرب عىل اإلنرتنت‪ .‬أنا حزي ٌن جدا ً‪ ،‬لكنني ال أعرف كيف أقولها أو كيف أعرب عن حزين‪ .‬هذا كل ما‬ ‫أقدر عىل قوله وكتابته… أنا أفتقدك يا جون‪ ،‬وحزي ٌن عىل فراقك األبدي يا صديقي‪.‬‬

‫إقتباس للكابنت ‪ :‬جون سيلفر‬

‫‪36‬‬


‫جون سيلفر أو عادل سليم البدري أو‬ ‫القبطان‪ ،‬الكابنت‪ ،‬كام يحب أصدقاؤه‬ ‫مناداته‪..‬‬ ‫األخ األكرب والصديق واألب الروحي‬ ‫لزمالئه ورفاق الدرب يف مجموعة‬ ‫شبكة امللحدين العرب ومجلة‬ ‫امللحدين وقناة امللحدين بالعريب‪.‬‬ ‫فُجعت بغيابه أرستاه الصغرى‬ ‫والكربى وكل من حالفه الحظ‬ ‫بالتعرف والتقرب منه‪ ،‬سواء يف العامل‬ ‫االفرتايض أو يف الواقع‪ ،‬ولطاملا كان‬ ‫مثل أعىل وصاحب الكلمة األخرية‬ ‫ً‬ ‫لكرثة ماوثق به وبرأيه الجميع‪،‬‬ ‫مل ينس جون قط أنه يؤسس ملرحل ٍة‬ ‫قد اليكون موجو ًدا فيها بيننا‪ ،‬فسجل‬ ‫عدة فيديوهات تعليمية لكيفية‬ ‫إخراج املجلة فيام لو غاب‪ ،‬وأرص‬ ‫دامئا عىل تذكرينا بأننا البد راحلون‬ ‫فلنسعى لرتك املجلة ٍ‬ ‫بأيد أمين ٍة‪ ،‬لكن‬ ‫للمرة األوىل جون ينىس شيئًا‪ ،‬للمرة‬ ‫األوىل‪،،،‬نيس جون أن يُعلّمنا كيف‬ ‫نكون أقوياء مثله لدرجة أن نتحمل‬ ‫ونعتاد غيابه‪.‬‬ ‫تم استخالص املقابلة التالية من‬ ‫محادثة بني جون سيلفر ومجموعة‬ ‫من أصدقائه مع بعض الترصف‪،‬‬ ‫امتدت املحادثة بني التاسع عرش‬ ‫والرابع والعرشين من يونيو حزيران‬ ‫من العام الحايل ‪.2015‬‬

‫‪John Silver‬‬

‫كرسي اإلعتراف‬ ‫‪37‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪01‬‬ ‫س‪ :‬ع ّرفنا بنفسك ووضعك العام‪ ،‬من أين أنت‪..‬؟‬

‫عمري ‪ 38‬سنة او ‪ ،39‬من دمشق شامي وصالحاين‪ ،‬أنا أعزب لست متزو ًجا ومل أتزوج سابقًا‪ ،‬مل أتزوج ألنني مل أجد‬ ‫رشيكة الحياة التي أستطيع ان أعيش معها‪.‬‬ ‫‪02‬‬ ‫س‪ :‬نريد صور ًة شخصي ًة‬

‫ها هي الصورة الشخصية‪..‬‬ ‫الصور الشخصية تعترب تهدي ًدا أمنيًا‪ ،‬يصعب ج ًدا كشفها وذلك‬ ‫ليس تخوفًا من أحد ولكن زياد ًة يف الحرص ويك نحافظ عىل‬ ‫االستمرارية‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫هل ح ّدثتنا عنه‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬من هو ذلك البطل املوجود عىل صورة بروفيلك ‪ّ ،‬‬

‫جون سيلفر أول ٍ‬ ‫ملحد عرفته يف حيايت‪ ،‬عندما كنا صغا ًرا تابعنا مسلسل جزيرة الكنز ورغم املحاوالت اليائسة من رشكة‬ ‫الدوبالج مل يستطيعوا إخفاء كونه ملحد‪ ،‬تابعوا الحلقة ‪ ١٥‬عىل ما أذكر عندما يذهب جيم خلس ًة إىل النهر والحوار‬ ‫بينهام‪ ،‬وتابعوا حلقته مع مساعد القبطان آرو‪ ،‬يظهر إلحاده بشكلٍ جيل يف كلامته‪ ،‬تابعوا الحلقة ‪ 15‬ابتدا ًءا من الدقيقة‬ ‫‪7-10‬‬

‫‪38‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪04‬‬ ‫س‪ :‬بالنسبة يل وللكثريين من جييل‪ ،‬شخصية سيلفر هي شخصي ٌة تُثري اإلعجاب واالحرتام‪ ،‬ماذا يعني لك سيلفر‪ ،‬وهل‬ ‫يف شخصيته يش ٌء أكرث من صورتك املستعارة هنا عىل أرض الواقع‪..‬؟‬

‫سيلفر ميثل يل الشخص الذي يعرف متا ًما كيف يربح حتى وهو يف أكرث الحاالت ضعفًا‪ ،‬فهو يعرف كيف يستخلص منها‬ ‫انتصاراته‪ ،‬يف القصة ‪ ،‬رغم أنه مل يحصل عىل الكنز وخرس كل فريقه ومل يعد عنده يشء‪ ،‬إال أنه برأيي الوحيد الذي‬ ‫انترص عىل الجميع وكان دو ًما هو من يُدير الدفة وميسك بناصية األمور‪ ،‬يضحك دو ًما ألنه يعرف متا ًما أن الخسارة غري‬ ‫موجودة يف قاموسه‪.‬‬ ‫‪05‬‬ ‫س‪ :‬كم مىض عىل إلحادك وماهي خلفيتك الدينية ومتى بدأ نشاطك؟ هل بدأ عىل اإلنرتنت أو قبله‪..‬؟‬

‫أنا ال أعرف منذ متى وأنا ملحد‪ ،‬املوضوع جاء تدريجيًا وبغري تقرير‪ ،‬فمنذ الصغر وأنا ال أقتنع بالخزعبالت ولكني مل أكن‬ ‫يو ًما متدي ًنا‪ ،‬يف األحوال املدنية أنا مسل ٌم بالوالدة ألبوين مسلمني باالسم‪ ،‬ونشاطي عىل االنرتنت بدأ منذ ‪ ٢٠٠٦‬ولكنه‬ ‫كان بسيطًا وركزت عليه منذ ‪.2010‬‬ ‫‪06‬‬ ‫س‪ :‬أهلك يعرفون أنك ملحد؟ وعندما عرفوا كيف كانت ردة فعلهم‪..‬؟‬

‫أيب فخو ٌر بكوين ملحد وفخو ٌر بكم كأصدقايئ ولكن دو ًما عنده قلق عيل وأمي ليست سعيدة بذلك بل تقول يل‪:‬‬ ‫«ما الذي ستجنيه من هذا‪..‬؟»‬ ‫‪07‬‬ ‫س‪ :‬أنت تعيش يف بلد عريب‪..‬؟‬

‫أنا أعيش يف ٍ‬ ‫بلد عر ٍيب نعم‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫‪08‬‬ ‫س‪ :‬حولك الكثري من املسلمني املتشددين‪..‬؟‬

‫نعم وعملت معهم‪.‬‬ ‫‪09‬‬ ‫س‪ :‬ماذا تعمل حاليًا‪..‬؟‬

‫عميل ليس له عالق ٌة بدراستي‪ ،‬دراستي علوم جيوفيزيائية ومل أكمل‪ ،‬وصلت للسنة الرابعة وخرجت من البلد‪ ،‬ندمت‬ ‫عىل دخويل الجامعة يف ٍ‬ ‫أحس أن من يقوم بعملٍ متكاملٍ سيأخذ النتيجة الصحيحة‪.‬‬ ‫وقت كنت ّ‬ ‫‪10‬‬ ‫ٍ‬ ‫بنشاط إلحادي‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬أنت قلت يف السنة الرابعة خرجت من البلد‪ ،‬هل كان السبب له عالقة‬

‫أنا خرجت من البلد ليك أعيل أهيل وبسبب العسكرية‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫س‪ :‬هل تستمتع بعملك الذي تعتاش منه‪..‬؟‬

‫نعم أحب عميل كث ًريا‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫س‪ :‬إذا سافرت إىل بالد الفرنجة (الغرب) ‪ ،‬هل ستعرفنا بنفسك وتكشف شخصيتك الحقيقية‪..‬؟‬

‫أغلب الظن سرتون وجهي عندها ولكن اإلسم سيظل رسيًا حفاظًا عىل أمان عائلتي‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪13‬‬ ‫س‪ :‬أال تعتقد انك تبالغ مبسألة األمان هذه‪..‬؟‬

‫يل شخص ًيا ملا فرقت معي‪ ،‬وعمو ًما هذا لن يبقى طوال‬ ‫املوضوع أنني ملتز ٌم بأرسيت (والدي ووالديت)‪ ،‬ولو كان املوضوع ع َّ‬ ‫حيايت‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تهديد آخر بسبب أفكارك‪..‬؟‬ ‫تهديد عىل حياتك يو ًما أو أي‬ ‫س‪ :‬هل حصلت عىل‬

‫ٍ‬ ‫رصح به إال للرضورة القصوى ولعل‬ ‫تهديد فأنا‬ ‫رصاح ًة‪ ،‬كال مل يحدث أي‬ ‫ٌ‬ ‫حريص ج ًدا يف موضوع شخصيتي الحقيقية وال أ ّ‬ ‫أغلبكم الحظ هذا‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫س‪ :‬صف نفسك يف أربع كلامت‪.‬‬

‫ملح ٌد‪ ،‬عقال ٌين‪ ،‬مثاب ٌر‪ ،‬إنساين‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫أول كإنسان وثان ًيا كملحد ‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬ماهي نقاط ضعفك وقوتك ً‬

‫نقاط ضعفي وقويت‪ ،‬هذا ٌ‬ ‫سؤال إجابته طويل ٌة ج ًدا‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪17‬‬ ‫س‪ :‬ما مدى ثقتك بنفسك؟ من ناحية ق ّوتك بالنقاش ومن ناحية إبداعك املهني‪..‬؟‬

‫جدل‬ ‫رصاح ًة ثقتي بنفيس عالي ٌة ج ًدا حيث أنني عندما أقوم بأي يشء أكون متأك ًدا متا ًما أنه سينجح وحتى ولنفرتض ً‬ ‫أنه مل ينجح فإنني أبحث عن الفوائد يف خساريت لهذا اليشء إذا ال بد من أن أكون قد ربحت شيئا منه‪ ،‬هذا من ناحية‬ ‫حيايت بشكلٍ عام‪ ،‬من ناحية النقاش أعترب نفيس أعرف كيف أو ّجه الحوار وأعرف كيف أربح يف النهاية حتى يف هزميتي‬ ‫هناك مرابح أحققها دو ًما‪ ،‬من الناحية املهنية عندي ثق ٌة عالي ٌة جدا بنفيس ولكن أحيانا تخونني إمكانيايت بحسب حالتي‬ ‫النفسية‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫س‪ :‬مالذي يجلب السعادة لقلبك‪..‬؟‬

‫السعادة عندي عندما أحقق خطو ًة لألمام يف أي مشوار‪ ،‬أكرث يش ٍء سعي ٌد به هو القناة واملجلة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫فعل متعجرف بنظرك‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬ملاذا يراك الكثري متعجرفًا؟ ماهو الذي يجعلهم يعتقدون بذلك؟ هل أنت ً‬

‫أنا لست متعجرفًا ا ٔب ًدا ولكنهم يروين هكذا ألين ال ألتفت للكثري من األمور التي ال أراها مهمة وذات تأثري‪ ،‬أنا لست‬ ‫متعجرفًا بل بالعكس متا ًما وهذا ال أستطيع أنا تقييمه وإمنا أغلب من حويل‪ ،‬طبعا هناك ا ُٔناس يروين متعجرف وآخرين‬ ‫يروين ساذج وآخرين يروين متحاذق والكثري من الصفات‪ ،‬ولكن إن كنت تريد معرفة األقرب للواقع عليك سؤال األغلبية‬ ‫وهم معنا هنا ولو كنت متعجرفًا ملا قبلت الجلوس عىل الكريس‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫س‪ :‬صف لنا حياتك وكيف تعيشها وماذا تعني لك يف كلمة وإذا اقتىض األمر يف جملة ال بأس‪.‬‬

‫حيايت أعيشها بني العمل والشبكة واملجلة‪ ،‬هجرت السهر والحفالت من يوم عرفت مبشكلتي‪ ،‬سابقًا كان عندي كل‬ ‫أسبوع حفلة أو إثنتني‪ ،‬اآلن ال يشء سوى تركيزي عىل حل‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫‪21‬‬ ‫س‪ :‬ما هي مشكلتك‪..‬؟‬

‫غي الكثري يف أسلوب حيايت‪ ،‬ولكن مازلت كام أنا بكل ما‬ ‫عندي مشكلة فقر دم ال مصنع يعني أخو اللوكيميا‪ ،‬املوضوع ّ‬ ‫حلول للموضوع ‪ ،‬عالج ًيا الحل موجود ولكنه طويل وأنتظر إىل أن أقرر‬ ‫تحويه الكلمة من معنى‪ ،‬اآلن أسعى ليك أرى ً‬ ‫بأي اتجا ٍه سأسري‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تغي عندك بعد مرضك؟ أكيد لن ترجع لإلميان لكن بعض الناس اللذين ت ُغلق بوجههم يصريوا يتعلقون‬ ‫س‪ :‬مالذي ّ‬ ‫بقشة‪ ،‬أمل تفكّر بأي لحظة بالكائن الخفي‪..‬؟‬

‫يائسا‪ ،‬هذا املرض أ ٌمر واق ٌع وأنا لن أجلس أندب حظي وكل لحظ ٍة‬ ‫يائسا وحتى إن كنت ً‬ ‫أنا إنسا ٌن واقعي ولست ً‬ ‫سأضيعها مع الكائن الوهمي األفضل أن أستغلها‪ ،‬يعني ممكن أن أفكر بحلول لحالتي‪ ،‬ممكن أغري جو‪ ،‬حتى إذا فقدت‬ ‫األمل وعرفت أنني سأموت فإنني لن أضيع وقتي مع خرافة‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫س‪ :‬ماهو دافعك لالستمرار يف الحياة‪..‬؟‬

‫دافعي هو قيمة الفرد ضمن املجتمع وامتداده‪ ،‬أنا أصنف نفيس كخلي ٍة ضمن مستعمر ٍة خلوي ٍة من املجتمع وهذه‬ ‫مقال يف املجلة من فرتة يف العدد‬ ‫الخلية تعلوا مبراتبها كلام سعت الستمرار املستعمرة الخلوية وامتدادها‪ ،‬كتبت ً‬ ‫تفصيل عن فكرة الخلود واالمتداد‪ ،‬باملخترص دافع‬ ‫ً‬ ‫العرشين بعنوان الخلود بني االمتداد واالستمرارية وهو يق ّدم‬ ‫قيم وأفكا ٍر وإرث فكري‪.‬‬ ‫استمراري هو منحي لآلخر من كل ما أخذته من ٍ‬ ‫‪24‬‬ ‫س‪ :‬لو قررت تكتب مذكراتك يف يوم ما‪ ،‬كيف تصف الكتاب الذي ينتج؟ (قراءة مشوقة‪ ،‬حزينة‪ ،‬سعيدة‪...‬إلخ)؟‬

‫سيكون كتابا معق ًدا ج ًدا‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪25‬‬ ‫س‪ :‬ماذا تعني لك الشام ‪..‬؟‬

‫أنا لست مع الدراما والشام التي أحب أكل منها الزمان الكثري‪..‬‬ ‫الشام ‪...‬هي بيت ج ّدي الذي كان يجلس يلعب بأوراق الشدة وميسك ماكينته ليحلق ذقنه أو يهز بالساعة ذاتية الشحن‬ ‫التي أحرضت له من روسيا‪،‬هي جديت التي كانت تجلس وهي تقرأ الحب يف زمن الكولريا والتي كانت إن دخلت املطبخ‬ ‫عرفنا أن هناك عزمية وإن أصدرنا ضوضاء لحقتنا بـ « قتّالة الدبان « البالستيكية‪ ،‬هي خالتي ليىل الوحيدة التي تدمع‬ ‫عيني كل ما تذكرتها‪ ،‬والوحيدة التي مل أستطع منع نفيس من البكاء عليها‪ ،‬هي خايل الذي كنا نسهر للفجر نضحك‬ ‫ونتمسخر عىل املؤمنني بالتقمص واإلسالميني وصلب املسيح‪ ،‬هي لعبي مع أوالد الحارة وذهايب للمدارس وتسلق األسوار‬ ‫ليك نلعب كرة القدم‪ ،‬الصئاء‪ ،‬بابا حسن‪ ،‬امللعب الحجري‪ ،‬أمية كاسات‪ ،‬ريانه بيضة‪ ،‬متاري كعك‪ ،‬كعك وحليب عىل‬ ‫اإلفطار الصبح مع بن ألن النسكافيه وامليلو غاليني‪ ،‬بنت الجريان التي كنت أستحي أمرق من الشارع ايل هي فيه أحسن‬ ‫ما تشوفني‪ ،‬الفتيش‪ ،‬البطريق والدناميت‪ ،‬لعبة علكة جيالنج ايل كنا نقلبها عىل العامل اذا عديت ما بخلص‪ ،‬الشام هي‬ ‫أشخاص وأحداث كانوا أكرث من أن يُعدوا‪ ،‬أغلب من ذكرت أكلهم الزمان ‪ ،،‬مل يبقى يل سوى خالتي الثانية وخايل‪ ،‬ووالديت‬ ‫وأيب وأختي واخي أما الباقي فاختفوا‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫س‪ :‬بم تصف والدتك‪..‬؟‬

‫أمي أصفها أنها أح ّن امرأة يف الوجود وهي نقطة ضعفي‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫س‪ :‬هل لديك رغب ٌة يف أن تصبح أبًا يف يوم ما‪..‬؟‬

‫نعم عندي رغب ٌة ان أصبح أبًا‪ ،‬ولكن بعد أن أطمنئ عىل ويل العهد‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫‪28‬‬ ‫س‪ :‬ماهي الصفة الوحيدة التي تعجبك يف املرأة التي ال ميكن أن تختارها بدونها‪ ،‬بجانب اإللحاد والجامل‪..‬؟‬

‫األنوثة‪ ،‬أن تكون مفعمة باألنوثة‪ ،‬األنوثة الكلمة التي تحمل الخجل واالبتسامة والجامل الداخيل والشفافية والرقة‬ ‫والوداعة‪ ،‬هي مجمل من الصفات تسحر يف داخل األنثى لتعطيها رونقًا ورو ًحا تستطيع به اإلطاحة بأعتى الرجال‪،‬‬ ‫األنوثة أقصد بها الشخصية الجذابة‪ ،‬أو املغناطيس الذي يف األنثى التي تحمل الصفات التي ذكرت‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫س‪ :‬ماذا لو وقعت يف حب فتاة مبثل الصفات التي أرشت إليها ومل تستطع أن تحب سواها ولكن هي متدينة ألقىص‬ ‫درجة كيف ستتعامل مع الوضع‪..‬؟‬

‫أي من أفكاري ‪ ،‬أنا ملحد ولن أعيد تجرب ًة قدمي ًة‪،‬‬ ‫أنا ال مشكلة يل مع تدين أي شخص فهذه حريتها‪ ،‬ولكن لن أف ّرط يف ٍ‬ ‫عند الرضورة أرمي قلبي وأدوس عليه وقد قمت بذلك‪ ،‬متدينه ال مشكلة يل معها ولكن باعتبار أنها ألقىص درجة فلن‬ ‫توافق والحب ناتج عن التوافق‪.‬‬ ‫يكون بيننا أي‬ ‫ٍ‬ ‫‪30‬‬ ‫س‪ :‬هل تبيك بسهولة؟ ومتى آخر مر ٍة بكيت‪..‬؟‬

‫ال أعرف‪ ،‬أعترب أن البكاء ضعف‪ ،‬وأنا أرفض أن أكون ضعيفًا ولكن هذا يشء ال نستطيع التحكم به مع أين أحاول جاه ًدا‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫س‪ :‬هل دامئًا أعصابك هادئة أو أنك ممكن أن تتعصب بسهولة‪..‬؟‬

‫أنا أعصايب هادئة وخصوصا أمام شاشة الكومبيوتر‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫‪32‬‬ ‫س‪ :‬مالذي يغضبك أشد الغضب‪..‬؟‬

‫ما يغضبني هو وجود العراقيل يف طريقي ولكني هادئ عمو ًما وال أستشيط غض ًبا وأحاول جاه ًدا أن أرى النرص من‬ ‫الهزمية‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫س‪ :‬هناك تشاب ٌه كبري بينك وبني الغراب الحكيم من ناحية توجهاتك الفكرية وحتى كيفية رسد األفكار؟ كنت دامئا‬ ‫أظن أن كالكام شخصية واحدة ورصاحة الزال هذا الشك يراودين‪.‬‬

‫الغراب الحكيم هو أخي األصغر‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫س‪ :‬الغراب مبكانة أخيك أم أنه أخوك بيلوج ًيا‪..‬؟‬ ‫بيولوجيًا‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫س‪ :‬جون ‪...‬كنت أرى الغراب يف الشبكة األم كث ًريا وصار رئيسها مع أبو زيك مرة‪ ،‬أين كنت أنت وقتها ؟ بذور الشك‬ ‫أم ال يعرف أحدكام بإلحاد اآلخر أم ماذا ‪..‬؟‬

‫يف تلك الفرتة كنت يف درج ٍة من الحذر تجعلني ال أعلق وأتابع فقط‪ ،‬ومل أكن جون بل كنت ‪ ،Atlantic Wiseman‬كنت‬ ‫أع ّنف الغراب عىل ترصفاته وكتابته يف الشبكة‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫س‪ :‬أتخيل أن جون هو الذي أث ّر عىل الغراب الحكيم‪ ،‬أليس كذلك يا جون‪..‬؟‬

‫واقع ًيا كل منا له تجربته املنفصلة‪ ،‬أنا كنت ضد النرش والتدوين ويف ٍ‬ ‫وقت كنت مع الحفالت والسهر وكنت أركز عىل‬ ‫العمل بحيث أن ‪ 90%‬من وقتي كان مشغوال‪ ،‬هو كان جليس النت أكرث مني‪ ،‬مع أن األساس دو ًما كان واحد‪ ،‬ولكن ال‬ ‫أذكر أنه تم الدخول يف حوار ٍ‬ ‫ات بيننا‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪37‬‬ ‫س‪ :‬اذا إنترص الدين ‪ -‬ما موقفك‪..‬؟‬ ‫الدين دو ًما ُمنترص يف عقول املغيبني أما يف عقول العقالء فال ميكن هذا‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيك يف بن كريشان؟ هل تعرفه شخص ًيا‪..‬؟‬

‫كال‪ ،‬ال أعرفه معرفة شخصية ولكن كانت بيننا حواراتٌ من زمنٍ ومبعارف آخرين‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫س‪ :‬هل أنت إذا عىل اتصا ٍل مع ملحدين آخرين تقابلهم وج ًها لوجه‪..‬؟‬

‫نعم هناك ملحدين أعرفهم ولكنهم قل ٌة‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫س‪ :‬من هو امللحد الذي ترى أن أسلوبه ف َّعال؟‬

‫امللحد الذي يعرف كيف يربح ويتو ّجه لهدفه بأرسع‬ ‫السبل بعي ًدا عن أهوائه وعواطفه هو األكرث‬ ‫وأقوى ّ‬ ‫فعالية‪ ،‬رسالتي للملحدين‪ :‬تعلّموا كيف تربحوا‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫س‪ :‬مالذي يجعل بعض امللحدين تافهني؟‬

‫عندما يكون عند امللحد حب للظهور بإلحاده ويكون هدفه الشهرة واألضواء يتح ّول إلحاده إىل يش ٍء تاف ٍه‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متفائل بخصوص حركة الالدينيني‪/‬امللحدين العرب؟ هل تتوقع ان ترى نتائج إيجابية عىل صعيد‬ ‫ٌ‬ ‫س‪ :‬هل أنت‬ ‫األنظمة يف الرشق األوسط خالل جيلنا الحايل‪..‬؟‬

‫خالل جيلنا الحايل كال‪ ،‬نحن نعمل لألجيال القادمة‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫س‪ :‬صف كل شخص من هؤالء االشخاص‪ :‬غايا أثيو‪ ،‬الغراب‪ ،‬مايك‪ ،‬علياء‪ ،‬ميتيس وعادل أحمد‪.‬‬

‫غايا اثيو‪ :‬شخصية مناضلة وواعية‪.‬‬ ‫الغراب‪ :‬مضحك ومتجدد يف أطروحاته‪.‬‬ ‫ماكاي‪ :‬متصيّد املؤمنني‪.‬‬ ‫عليا‪ :‬الرونق املوهوب‪.‬‬ ‫ميتيس‪ :‬املستقبل العميل‪.‬‬ ‫عادل أحمد‪ :‬رفيق النضال‪.‬‬ ‫‪44‬‬ ‫س‪ :‬هل ترى تغري ٍ‬ ‫ات جدير ٍة باملالحظة يف طبيعة أو نوعية امللحدين العرب عىل م ّر السنني‪..‬؟‬

‫ٍ‬ ‫ألشخاص ضعيفي الثقافة أن ي ّدعوا اإللحاد ح ًبا بالشهرة ومنهم‬ ‫نعم‪ ،‬امللحدين هذه األيام زادوا وبشكل كبريٍ مام سمح‬ ‫من يحاول اال ّدعاء أنه ملحد ليحصل عىل لجوء أو ما شابه واألنىك أن منهم من يؤمن بالخزعبالت واألمور التي من دون‬ ‫دليل‪ ،‬وبعد هذا يرفض فكرة الله‪ ،‬رصاح ًة امللحد الحديث أراه باحثًا عن الشهرة‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫س‪ :‬إىل أي مدى تعتقد أن النقاشات التي نديرها يف الشبكة مجدية ومؤثرة عىل عقول القراء‪..‬؟‬

‫لكل عقائدهم‪ ،‬أذكر إحداهن دخلت الشبكة لتهدينا إىل الرصاط القويم‪،‬‬ ‫هي ليست مؤثرة فقط بل مزلزلة ّ‬ ‫رصحت أنها ال دينية‪ ،‬وغريها الكثري ممن ال‬ ‫بعد أسبوع أصبحت تتشاجر مع الجميع‪ ،‬اختفت ملدة شهر‪ ،،‬ثم عادت و ّ‬ ‫نراهم ‪ ،‬صدقيني هناك الكثري ممن يقرأ وال يكتب‪ ،‬يراقب من بعيد‪ ،‬وهذا هو من سيتعلم‪ ،‬وهذا هو هدفنا‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪46‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيك باملجموعة وأعضائها‪..‬؟‬

‫بالنسبة ألعضاء املجموعة أرى بعضهم عىل درج ٍة عالي ٍة من الثقافة وآخرون يسعون لذلك‪ ،‬يعني بالفعل رأيي بهم أنهم‬ ‫النخبة‪.‬‬ ‫‪47‬‬ ‫تغي ٍ‬ ‫ات إيجابي ٍة عىل األرض‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬ما هو أقىص يش ٍء تتمنى أن تراه خالل حياتك كملحد؟ هل هنالك ٌ‬ ‫أمل يف ّ‬

‫أمتنى أن أرى العامل يخرج من التخاريف‪.‬‬ ‫‪48‬‬ ‫س‪ :‬هل كنت شديد الحب ملحمد حني كنت صغ ًريا‪..‬؟‬

‫محمد مل يشكل عندي أي قيم ٍة ت ُذكر ال وأنا صغري وال وأنا كبري‪.‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ٍ‬ ‫كائنات ما ورائي ٍة أو ال تستطيع رؤيتها‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬هل شعرت يو ًما بوجود‬

‫ٍ‬ ‫مثل وأبو كيس‪.‬‬ ‫بكائنات ماورائي ٍة عندما كنت صغ ًريا‪ ،‬شيخ السقيفة ً‬ ‫نعم شعرت‬ ‫‪50‬‬ ‫س‪ :‬هل من املمكن أن تتحول من اإللحاد إىل الربوبية يو ًما‪..‬؟‬

‫ٍ‬ ‫إحساس وأنا أقتنع بالوقائع‪.‬‬ ‫من اإللحاد للربوبية !!! كال ال أظن ألن املوضوع بالنسبة للربوبيني هو حالة‬

‫‪49‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪51‬‬ ‫س‪ :‬زرت مكة من قبل‪..‬؟‬

‫ال ما زرتها ولن أفعل ذلك‪ ،‬املشكلة يف البرش هناك وليس يف املكان‪.‬‬ ‫‪52‬‬ ‫س‪ :‬يف منطقتنا ‪ -‬الرشق األوسط‪ ،‬ما هو نظام الحكم الذي تعتقد أنه األصلح ملجتمعنا الحايل‪..‬؟‬

‫شعوب جاهل ٍة‪،‬‬ ‫رصاحة بحسب التجربة األخرية‪ ،‬الدكتاتورية النخبوية‪ ،‬وال حدا يزعل مني بس ال للدميوقراطية مع‬ ‫ٍ‬ ‫الدكتاتورية النخبوية برأيي يجب أن تنطلق من مبدأ تكنوقراطي‪ ،‬أي أن املكلّفني يجب أن يكونوا نخب ًة من العلامء‬ ‫والدكاترة‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫يوم من األيام منخرطًا يف السياسة يف دول ٍة ما‪..‬؟‬ ‫س‪ :‬هل ترى نفسك يف ٍ‬

‫ال‪ ،‬السياسة ال أحبها‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫س‪ :‬أين ترانا بعد عرشة سنوات يا كابنت؟ وأين ترى املجلة والقناة‪..‬؟‬

‫ٍ‬ ‫سنوات‪ ،‬ال أعرف ولكني أتوقع نفيس يف دول ٍة تحرتم إنسانيتي وأبارش املجلة والقناة من هناك‪.‬‬ ‫بعد عرش‬ ‫‪55‬‬ ‫س‪ :‬هل أنت مضطر أن تتظاهر بالصيام خالل رمضان‪..‬؟‬

‫رصح ال بأين صائم وال مفطر‪ ،‬وأرفض التكلم باملوضوع مع الجميع‪.‬‬ ‫ال لست مضط ًرا‪ ،‬ولكن ال أ ّ‬

‫‪50‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬

‫‪56‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيك بعقوبة اإلعدام‪..‬؟‬

‫بدم بار ٍد‪ ،‬أنا ضد‬ ‫عقوبة اإلعدام مرفوضة برأيي عىل كل األصعدة‪[ ،‬اإلعدام] أراه بال فائدة وأسوأ من الجرم ألنه يحصل ٍ‬ ‫القتل حتى مع القاتل‪ ،‬ضد ثقافة االنتقام‪ ،‬ضد الهمجية‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫س‪ :‬ماهو أكرب خطأ ارتكبته يف حياتك‪..‬؟‬

‫أكرب خطأ‪ ،‬ال أعرف‪.‬‬ ‫‪58‬‬ ‫س‪ :‬ما أغنيتك املفضلة‪..‬؟‬

‫عريب «أرى سلمى» لزكية حمدان‪،‬‬ ‫انجليزي «‪ »soldiers of fortune‬لـ ‪deep purple‬‬ ‫فرنيس ‪ quelque chose dans mon coeur‬لـ ‪Elsa‬‬ ‫‪59‬‬ ‫س‪ :‬ما نوع النشاط الذي ترغب ج ًدا مبامرسته ولكن متنعك االعتبارات األمنية منه‪..‬؟‬

‫صعب مامرسته هنا‪.‬‬ ‫كم ممكنٍ من األصدقاء‪ ،‬لألسف هذا نشا ٌط‬ ‫الفعالية مع حقوق اإلنسان والتخطيط إلنقاذ أكرب ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫‪60‬‬ ‫س‪ :‬ما نوع الكتب التي تحبها‪..‬؟‬

‫مؤخ ًرا رصت مت ّيام بكتابات األركيولوجيا‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫كريس اإلعرتاف‬ ‫‪John Silver‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ٍ‬ ‫معي أم أنها ممتع ٌة لذاتها‪..‬؟ أركيولوجيا أية منطقة وأية حقبة‪..‬؟‬ ‫بهدف ّ ٍ‬ ‫س‪ :‬هل قراءتك لألركيولوجيا موجه ٌة‬

‫مختصا ولكن أحب كتب امليثولوجيا وطرح أسباب التوجهات الفكرية وكشف األسباب األصح‬ ‫عام‪ ،‬لست‬ ‫ال قرأتها بشكلٍ ٍ‬ ‫ً‬ ‫لألحداث الفكرية والدينية والسياسية يف أي منطقة‪.‬‬ ‫‪62‬‬ ‫س‪ :‬هل حققت ماكنت تصبو إليه من قبل؟ هل ما أنت عليه اآلن يرضيك‪..‬؟‬

‫رصاح ًة املوضوع عبار ٌة عن مراحل‪ ،‬حققت جز ًءا وباقي جز ٌء‪ ،‬وسأضع جز ًءا جدي ًدا ليك أسعى له‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫س‪ :‬ماهو أكرب طموحاتك الشخصية‪..‬؟‬

‫طموحي مركز عمل يقوم عىل نقد الخرافة وكشف الدجل والكذابني من املشايخ وأصحاب ا ّدعاءات العلوم الكاذبة‪.‬‬ ‫‪64‬‬ ‫س‪ :‬ما هو السؤال الذي كنت تود لو نسأله ومل نسأله‪..‬؟‬

‫رصاح ًة‪ ،‬ال يخطر ببايل ٌ‬ ‫سؤال مع ٌني أرغب أن يسألني إياه األعضاء‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫األخوات الثالث‬

‫‪John Silver‬‬

‫يُحىك أن ‪...‬‬ ‫قديم كان هناك أب وله ثالث ٌة من البنات‪ ..‬الكربى معتدة بنفسها سوداء الشعر بيضاء البرشة‪ ،‬لديها عكف ٌة‬ ‫منذ زمنٍ ٍ‬ ‫صغرية يف أنفها‪ ،‬تحب املال واملجوهرات‪ ،‬وتعرف كيف تحصل عليهام من والدها‪ ،‬وقد كان لديها خرباتٌ كثري ٌة طورتها‬ ‫خالل حياتها‪ ،‬فهي تجيد الغزل والنسيج وماهر ٌة يف الطبخ وخبرية يف أمور املنزل‪ ،‬ورغم هذه الصفات الجيدة كانت‬ ‫متعجرف ٌة قاسية القلب حقود ٌة ال تتواىن عن البحث عن أي يشء يزعج أخواتها؛ وأ ّما الثانية فكانت جميل ًة ذات‬ ‫ٍ‬ ‫كلامت مؤثرة شقراء الشعر زرقاء العينني تحب اإلنعزال كث ًريا وتحب الغناء وكانت غبي ًة وغري مدركة لعواقب األمور‬ ‫وكان عندها وحمتني عىل كتفيها قيل أنها ورثتهام عن أمها التي ورثتهام عن جدتها‪ ،‬فقد كانت هاتني الوحمتني ميز ًة‬ ‫تتميز بها إحدى بنات األرسة‪ ،‬فكل نسلٍ البد أن تكون به فتاة تحمل مثل هاتني الوحمتني‪ ،‬مشكلتها أنها كانت كاذب ًة‬ ‫وم ّدعية‪ ،‬وتقوم دو ًما برسد الكثري من االكاذيب ورغم أن أكاذيبها كانت مفضوح ًة عند أخواتها إال أنها كانت تعرف‬ ‫كيف ت َحبك القصة لدرجة أن أي ٍ‬ ‫شخص سيسمع كالمها دون أن يعرف خلفيتها سيصدقها‬ ‫‪53‬‬


‫األخوات الثالث‬ ‫‪John Silver‬‬

‫أما الثالثة فكانت قصري ًة متصابي ًة متقافز ًة عىل ما تصنع أخواتها‪ ،‬سمراء البرشة كاحلة العينني‪ ،‬كانت تار ًة تقلد‬ ‫الوسطى يف كالمها وغنائها‪ ،‬ولكنها تسقط صفات األخت الوسطى عىل نفسها ظ ًنا منها أن هذا سيعطيها الجامل‬ ‫وعندما تحاول الكذب تكون كذبتها مفضوح ًة ومدعاة للسخرية‪ ،‬وتارة تقوم مبحاولة تقليد الكبرية يف أعامل املنزل‬ ‫فتحرق الطبخ وتقطّع الغزل وتجمع الحجارة الرخيصة لتقول إنها مجوهرات‪ ..‬املشكلة انها مل تكن تتقن أي عمل‪،‬‬ ‫فحتى يف محاوالتها تقليد أخواتها كانت تستخدم األمور يف غري مكانها‪.‬‬ ‫قرر االب يو ًما أن يسافر‪ ،‬ولكنه مل يكن يعرف ملن سيويل إدارة املنزل يف غيابه‪ ،‬فكلام كان يفكر يف إحدى بناته كان‬ ‫يتذكر ما عندها من خصا ٍل سيئ ٍة قد تدمر املنزل‪ ،‬إىل أن توصل لحل ظن أنه سيكون مري ًحا‪ ،‬فجمع بناته وقال لهن‪:‬‬ ‫أيام وخالل هذه األيام البد أن يرتك إدارة املنزل إلحدى بناته الثالث‪ ،‬فاملركب التي تكون‬ ‫إن عليه السفر ملدة ثالثة ٍ‬ ‫من دون قبطان البد أن تغرق‪.‬‬ ‫كانت كل واحدة ٍمن البنات عىل يقني أنه سيختارها وكانت تنظر ألخواتها متبسم ًة‪ ،‬فمن غريها قاد ٌر عىل أن يدير‬ ‫يوم ٍ‬ ‫واحد من األيام الثالثة‪ ..‬طب ًعا‬ ‫املنزل؟‪ ،‬هنا كانت املفاجأة عندما قال لهن األب‪ :‬أن كل واحد ٍة ستدير البيت ملدة ٍ‬ ‫هذا القرار مل يعجب أيًّا من األخوات ولكن مل يكن باليد حيلة‪.‬‬ ‫وحضت‬ ‫يوم هو من نصيب األخت الكربى‪ ،‬فام كان منها إال أن ذهبت ّ‬ ‫حزم األب أمتعته وغادر املنزل وكان أول ٍ‬ ‫خصوصا‬ ‫طعام االفطار ووضعت الحصة األكرب عندها ومل تعطي أخواتها إال القليل‪ ،‬كان التذمر واض ًحا عند األخوات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن كل واحد ٍة تنتظر لتجد غلطة لدى األخرى‪ ،‬وبدأت املشاكل والشتائم والرصاخ من األخت الصغرى‪ ،‬ولكن الكبرية‬ ‫كانت تقول لهم‪ :‬أنها هي األخت املختارة ليك تدير املنزل لهذا اليوم‪ ،‬وعىل الجميع طاعتها‪ ..‬مل يكن األمر باليسري‬ ‫فكانت تجلس لتعطي األوامر بالعمل وأخواتها يستشطن غض ًبا‪.‬‬ ‫الوسطى كانت كل م ّرة ت ّدعي أنها أنهت أعامل املنزل ولكنها مل تعمل أي يشء ‪ -‬والصغرى كانت تقلدها يف هذا‪-‬‬ ‫ولكن كون الصغرى مل تكن متمكنة من الكذب كانت كذباتها مكشوفة‪ ،‬إىل أن حصل شجار بينها وبني الكربى‪ ،‬فام‬ ‫كعقاب لها ولكن هدفها كان أن تستحوذ عىل غرفة الصغرية وأغراضها‪.‬‬ ‫كان من الكربى إال أن طردتها خارج املنزل‬ ‫ٍ‬ ‫هذا مل يعجب األخت الصغرى فام كان منها إىل أن بدأت برمي الحجارة عىل املنزل وتحطيم الزجاج‪ ،‬طب ًعا يف هذه‬ ‫األثناء كانت الوسطى تصفف شعرها وإذا بحج ٍر كبريٍ يكرس النافذة ويشج را ٔسها‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫األخوات الثالث‬ ‫‪John Silver‬‬

‫األخت الكربى غضبت مام قامت به األخت الصغرى فذهبت للمطبخ وأخذت آنية اللنب ورمتها من النافذة عىل‬ ‫أختها التي سقطت مغش ًيا عليها‪.‬‬ ‫عند املساء استيقظت األخت الصغرى من الصدمة فوجدت نفسها يف العراء وحيد ًة والبيت مكرس النوافذ والباب‬ ‫اهتامم‬ ‫مقفل‪ ،‬وبدأت بالطرق عىل الباب والرصاخ دون مجيب‪ ،‬وكان الحقد يزداد تجاه أخواتها اللوايت مل يعرن لها أي‬ ‫ٍ‬ ‫فقررت الدخول من شباك غرفتها‪ ،‬ولكن كونها كانت قصري ًة فلم تستطع القفزعىل ُس َور املنزل لتصل إىل ش ّباك الغرفة‬ ‫وظلت تحاول مرا ًرا وتكرا ًرا إىل أن أنهكها التعب وصارت تفكر يف طريق ٍة لالنتقام‪.‬‬ ‫عند بزوغ الفجر استيقظت األخت الوسطى وكان دورها يف إدارة املنزل‪ ،‬وبسبب األمل الذي يف رأسها‪ ،‬قررت أن‬ ‫تعاقب األختني (الصغرى و الكربى)‪ ،‬فام كان منها إال أن ذهبت للمطبخ وأكلت املوجود من الطعام‪ ،‬ثم ذهبت لغرفة‬ ‫األخت الكربى ومعها مغرفة الطعام وفتحت الباب بهدوء لتجدها نامئة‪ ،‬وبرسعة رضبتها عىل را ٔسها‪ ،‬وسحبتها من‬ ‫ك ّمها ورمتها يف الخارج‪ ،‬ومن خارج الغرفة لخارج املنزل أمام األخت الصغرى‪ ،‬التي رأت هذه فرص ٌة جيد ٌة لإلنتقام ‪،‬‬ ‫فانقضت عىل الكبرية وبدأت بتنتيف شعرها‪ ،‬وهنا كانت الوسطى قد أقفلت الباب‪ ،‬وذهبت لغرفة األخت الكربى‬ ‫وبدأت بتخريب أغراضها وأخذ ما رأته يناسبها‪ ،‬واألختان الصغرى والكربى ال تزاالن تتعاركان أمام البيت إىل أن تعبتا‬ ‫فجلست كل منهام عىل ٍ‬ ‫طرف تنظران ٍ‬ ‫لبعض بِغلٍ وغيظ‪.‬‬ ‫السور ومن ثم لغرفة األخت الصغرى‬ ‫بعد الظهرية خطرت لألخت الكبرية فكرة‪ ،‬فذهبت لخلف املنزل وقفزت عىل ّ‬ ‫التي كانت تنظر اليها بإستغراب‪ ،‬وعندما دخلت أول يشء فعلته هو إقفال الباب خوفًا من أن تدخل أختها الوسطى‬ ‫ويدب الشجار بينهام‪ ،‬ومن تم التفتت إىل األخت الصغرى التي كانت ستأكل نفسها من الغيظ وبدأت مبد لسانها لها‪.‬‬ ‫عند املساء كانت كل واحد ٍة من األخوات متمركز ًة يف مكان‪ ،‬الكبرية يف غرفة الصغرية مقفلة الباب عىل نفسها‪،‬‬ ‫والوسطى يف ساحة الدار متسك باملغرفة متجهزة ألي هجوم‪ ،‬والصغرية خارج املنزل متجهزة بالحجارة‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫األخوات الثالث‬ ‫‪John Silver‬‬

‫طب ًعا‪ ،‬األخوات كن يجهزن التربيرات التي سيضعنها أمام األب عند عودته‪ ،‬فالكبرية كانت تجهز ما ستقوله لوالدها‪،‬‬ ‫وعن الشتات الذي تسببت به األخت الوسطى لها وكيف رمتها خارج املنزل وكيف أخذت حقها يف غرفة الصغرية‬ ‫والتي كانت لها عندما كانت صغرية‪ ،‬أما الوسطى فكانت تحرض كلامت رقيق ٍة ودموع تذرفها عند عودة أبيها لتخربه‬ ‫عن ما عانته من األختني‪ ،‬عمو ًما هي ال متانع يف أن تأخذ الكربى غرفة الصغرية ألنه البد من تسوي ٍة بينهام تحل‬ ‫املشكلة‪ ،‬أما الصغرية فكان جل اهتاممها يف اإلنتقام من األختني وهنا خطرت لها فكرة‪.‬‬ ‫ذهبت إىل جانب املنزل وفتحت الرسداب ونزلت إىل غرفة الوقود وقامت بإحراق الكثري من الفحم‪ ..‬وبدأت برمي‬ ‫النار هنا وهناك وخرجت لرتى البيت بدأ باالحرتاق‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مكس وحجار ٌة تعبئ املكان وثالث‬ ‫بيت‬ ‫عند اليوم الثالث عاد االب وكانت الفاجعة‪ ،‬فكل ما وجده هو ٌ‬ ‫محرتق وأثاثٌ ّ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫أخوات يتعاركن أمام الخرابة التي كانت بيتًا قبل ثالثة ايام‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫أيّهما سترمي؟‬ ‫الدين أم األخالق؟‬

‫‪John Silver‬‬ ‫إن محاوالت الدين لتربير األخالقيات كانت ترمي بكل‬ ‫املفاهيم األخالقية يف سلّة القاممة‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫أيهام سرتمي ‪..‬‬ ‫الدين أم األخالق؟‬

‫‪John Silver‬‬

‫تعريف‪:‬‬ ‫الخط األخالقي‪ :‬هو مجمل القيم املُجتمعية التي تسعى لتفضيل الجامعة أو اآلخر عىل الفرد ضمن حال ٍة نسبي ٍة‬ ‫وليست متطرفة‪.‬‬ ‫مل يُنكر أي ٍ‬ ‫الحس فهي تنطلق من دافع غرائزي‬ ‫شخص أن األخالق لها مربراتها‪ ،‬ولكن عىل الصعيد املدرك والصعيد ّ‬ ‫وليس من دافع مصلحي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أساسا لنا يف االستمرارية‪ ،‬حيث أن تفضيل املصلحة‬ ‫دعوين ارشح‪ ،‬إننا‬ ‫كمجتمعات أو جامعاتٌ برشي ٌة كانت األخالق ً‬ ‫الجمعية أو مصلحة اآلخر عىل املصلحة الفردية كانت تؤدي دو ًما إلنقاذ الجامعة‪ ،‬وأما تفضيل الفرد عىل الجامعة‬ ‫فسيؤدي إىل الترشذم ومنه إىل الضعف والبقاء عرضة أكرب لالفرتاس وبهذا كربت املجتمعات‪.‬‬ ‫فمثل عند النحل والنمل والقطعان من الحيوانات يستمر‬ ‫ونالحظ هذا جل ًيا يف املجتمعات يف الكائنات األقل رق ًيا‪ً ،‬‬ ‫من يوجد به أفرا ٌد يقومون بتفضيل الجامعة عىل النفس ومن هنا نشأ تفضيل اآلخر حتى وصل ملرحلة اإليثار التي‬ ‫عكست اآلية فالذي يُضحي بنفسه من أجل غريه لن تكون عنده فرص ٌة يف التكاثر‪.‬‬ ‫نسبي وي ّوجِد حالة من التوازن بني دعم الجامعة ودعم اآلخر من جهة وبني البقاء‬ ‫من هنا نرى أن املوضوع ّ‬ ‫واالستمرارية للحفاظ عىل النسل من جهة أخرى‪.‬‬ ‫لن أطيل هنا وسأدخل يف املرحلة الدينية‪:‬‬ ‫الحالة الدينية جاءت يف محاول ٍة للسيطرة عىل املجتمعات وتنظيم الخط الحيايت ضمنها‪ ،‬ولكن يف محيط ومجمل‬ ‫واضح لبيئ ٍة ومجتمعٍ وشخصية من يق ّدمه‬ ‫انعكاس‬ ‫معارف بعض األشخاص ورغباتهم‪ ..‬فنجد أن الدين ما هو إال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وكذلك يكون يف بداياته أو بعد توارثه حالة من التخديم املصلحي لفئات معينة عىل حساب أخرى‪.‬‬ ‫و حيث أن السيطرة حسب العادة تكون بفرض القوة‪ ،‬فإن امللوك والسالطني وحتى رؤساء القبائل كانوا دو ًما يُ َص َورون‬ ‫بأنهم عىل درج ٍة قويّ ٍة عالي ٍة‪ ،‬ولو عدنا بالتاريخ إىل البدايات فسنجد أن رئيس القبيلة هو األقوى بني أفرادها وهو‬ ‫الذي يستطيع أن ينرش جيناته بني أكرب عد ٍد من النساء‪..‬و لكن ماذا عن ذلك الرجل الضعيف الذي يريد‪ -‬كام سيد‬ ‫القبيلة‪ -‬أن ينرش جيناته‬

‫‪58‬‬


‫أيهام سرتمي ‪..‬‬ ‫الدين أم األخالق؟‬

‫‪John Silver‬‬

‫قوي الحيلة‪ ...‬فكّر ووجد أنه البد له من ٍ‬ ‫عبد أقوى من سيد القبيلة يحرض له كل النساء‬ ‫هو‪ ،‬ضعيف الجسم ولكنه ّ‬ ‫ربا إن تواضعنا‪ ،‬أقرب‬ ‫التي يبتغي‪ ،‬أو يحرض له ما يريد من الطعام والرشاب ويجعله ملكًا عىل س ّيد القبيلة أو ّ‬ ‫املقربني من سيد القبيلة الذي ال يرفض له طلب‪ .‬من ناحية‪ ،‬حيث أن القوة ال تحتاج إىل الكثري من التفكري لتفرض‬ ‫مهم أن يكون ذلك الذيك‪ .‬هنا يحرض خادم ذلك الرجل الضعيف واملُسمى باإلله ليكون‬ ‫نفسها‪ ،‬فس ّيد القبيلة ليس ّ‬ ‫الرجل الضعيف رسوله للبرش فيحقق له ما كان يطمح به من كل املتع باإلضافة للسيطرة‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬هذا اإلله كلام استطاع أن يكون مالمئًا للمجتمع والعرص الذي أىت به‪ ،‬والبيئة التي أفرزته كلام حظي بوفرة من‬ ‫االستمرارية يف الزمن والتأييد من الغالبية‪ .‬و لكن ما هو مدى قدرة أي إل ٍه أن يكون مالمئًا لعرص تنفجر فيه العلوم‬ ‫والثقافة والفلسفة بخط بياين لوغاريتمي متسارع؟!؛ املوضوع لن ينجح طب ًعا‪ ،‬إذًا نحن بحاج ٍة إىل شيئني‪.‬‬ ‫األول وهو الجهل وتجييش الكم األكرب من الجهلة‪ ،‬والثاين وهو العنف وقمع كل من يحاول أن يتجاوز هذا االله‬ ‫وينتقده‪.‬‬ ‫وهنا يأيت دور امللك (السلطة السياسية) الذي ُع ّي كأدا ٍة ‪ -‬لها رغباتها طب ًعا ‪ -‬لكنها تحتكم بأمر الرجل الضعيف‬ ‫إلبقاء ُسلطته ودعم ُسلطتها ضمن حال ٍة تكافلي ٍة إما مدركة أو غري مدركة‪.‬‬ ‫لنعد قليال للوراء ونطابق بني الحالة األخالقية وحالة السلطة التي يسعى لها الدين‬ ‫أيضا يتدخل يف كل نواحي الحياة حتى يف طريقة‬ ‫الدين وباعتباره يحاول فرض قوانني لتسيري املجتمع وباعتباره ً‬ ‫التب ّول فكان البد له من كلمة يف الخط األخالقي‪ ،‬فقام بالتسلّق عىل ما أنتجته الطبيعة واالصطفاء الطبيعي من غرائز‪،‬‬ ‫وحاول أن يجد مرب ًرا لتلك الغرائز‪ ،‬وباعتبار أن الدين خطاب الجهالء كام ذكرنا فقد حلّل موضوع األخالقيات عىل‬ ‫ٍ‬ ‫شكلٍ‬ ‫أخالقي البد له من مقابل إما يف‬ ‫ترصف‬ ‫مصلحي ُمدرك فرضب بذلك كل املعايري األخالقية عند الفرد وج َعل أي‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الحياة‪ ،‬أو كام ي ّد َعي‪ ،‬بعد املوت‪.‬‬ ‫طب ًعا‪ ،‬الطبيعة والغرائز ال تكرتث للدين وال لألخالقيات وال ألي يشء‪ ،‬فهي تسري وفق قانون البقاء‪ ،‬وبهذا فحتى ضمن‬ ‫املجتمعات الدينية كان هناك دو ًما من يقوم بالفعل األخالقي لكونه رغب ًة غريزية ًوليس لكونه أدا ًة مصلح ّي ًة حتى‬ ‫يبر ذلك بني كل فرت ٍة وأخرى عىل أنه خدم ٌة لله أو تنفي ٌذ ألوامره فمع كل هذا هو من الداخل يقوم بالفعل‬ ‫إن كان َ َّ‬ ‫غريزي‪ ،‬ثم يبدأ بالترضع لله ليك يجزيه عىل عمله‪.‬‬ ‫منطلق‬ ‫األخالقي من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫‪59‬‬


‫أيهام سرتمي ‪..‬‬ ‫الدين أم األخالق؟‬

‫‪John Silver‬‬

‫ودس الس ّم بالعسل عن ٍ‬ ‫قصد ضمن محاوالت السيطرة أو عن غري قصد‬ ‫الدين ببساطة خ ّرب مفاهيمنا األخالقية ّ‬ ‫بسبب جهل من يق ّدمه لنا‪...‬‬ ‫عزيزي القارئ تأكّد أنك حني تقوم بالفعل األخالقي فإنك لن تجلس وتحلّل الخط التطوري واالصطفاء الذي م ّر عىل‬ ‫الشعوب لتقوم به ولكنك ستفعل ذلك بحس غريزي هو ناب ٌع مام سبق‪ ،‬والفرق بينك وبني املتدين هو أن املتدين‬ ‫دو ًما ينتظر الجزاء واملكافأة بعد أن يقوم مبا قام به من فعل أخالقي‪.‬‬ ‫يعني ما يفعله املتدين هو كام املثل الشعبي‪« ،‬حلب الحليبات‪ ..‬وبعد ذلك تب ّول عليهم» ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫‪John Silver‬‬

‫لن توقفوا الطوفان‬ ‫‪61‬‬


‫لن توقفوا الطوفان‬ ‫‪John Silver‬‬

‫لن توقفوا الطوفان‬ ‫إنني أريث لحال من يحاولون تهكري املجموعات اإللحادية‪.‬‬ ‫ألنهم ببساط ٍة كمن يُناطح الهواء أو كمن يحاول إيقاف الطوفان بيديه أو بإشارة التوقّف‪.‬‬ ‫ما مل يفهمه هؤالء أن املجموعات اإللحادية ليست حساب فيس بوك أو كود برمجي أو موقع إنرتنت أو مجموعة‬ ‫جمعي بني امللحدين من كل أصقاع الدنيا يتناقلون أفكارهم‪،‬‬ ‫حس‬ ‫آدمنز أو أعضاء‪ ،‬فاملجموعات اإللحادية هي ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫عبون عنها‪.‬‬ ‫ويُ ّ‬ ‫رغم عن أنوفهم ولو قاموا‬ ‫لذا لو أغلقوا مليون مجموع ٍة سنظهر لهم يف كل مكان‪ ،‬ما مل يُدركه هؤالء أننا بِتنا حقيق ًة ً‬ ‫بتدمري الكرة األرض ّية سنظهر لهم من تحت األقبية نُقدم أفكارنا ونفضح خرافاتهم‪.‬‬ ‫أقول لهم‪ ،‬ولتصل رسالتي‪:‬‬ ‫أنتم بائسون فاشلون حتى يف توجيه رضباتكم كام األعمى الذي يدخل حلبة مالكم ٍة فيستمر برضب الهواء‪ ،‬ويبقى‬ ‫جالسا‪ ،‬والجمهور يضحك عليه‪ .‬استمروا يف انتصاراتكم الوهمية فلن تجلب لكم سوى السمعة السيئة ليس‬ ‫الخصم ً‬ ‫إلّ ‪ ،‬فالطوفان اإللحادي أصبح حقيق ًة لو قبلتم أم رفضتم‪ ،‬ونصيح ًة لكم‪ ،‬انزعوا إشارة (‪ )STOP‬فهي مثري ٌة للسخرية‪.‬‬ ‫س ّمونا كفرةٌ‪...‬فلم يشفي ذلك غليلهم كوننا نفتخر بأننا كفرةٌ‪.‬‬ ‫تالحم للعقالنيني‪.‬‬ ‫عب عن ٍ‬ ‫س ّمونا ُملحدين‪...‬فتب ّنينا االسم وانطوينا تحته حتى صار يُ ّ‬ ‫س ّمونا مالحدةٌ‪...‬ل ُيص ّغروا ويُق ّزموا من قيمتنا فأصبح االسم دليل السم ّو‪.‬‬ ‫ومنقت الجهل‪.‬‬ ‫ارموا لنا مبا شئتم من أسامء‪ ،‬فنحن كام نحن نرفض الخرافة‬ ‫ُ‬ ‫‪#‬شبكة امللحدين العرب ‪#‬قناة امللحدين بالعريب ‪#‬البط األسود ‪#‬عقالنيون ‪#‬مجلة امللحدين العرب‬ ‫والقادم أكرث‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫مجلة شهرية بجهود فردية تصدر في الثاني عشر من كل شهر‬

‫مجلّة امللحدين العرب مجل ٌة رقمي ٌة مبني ٌة‬ ‫ج ٍه سياسي؛‬ ‫ي تو ّ‬ ‫بجهودٍ فردي ٍة؛ وال تتبنّى أ ّ‬ ‫هدفها نشر أفكار امللحدين على اختالف‬ ‫جهاتهم وانتماءاتهم بحرّي ٍة كامل ٍة‪.‬‬ ‫تو ّ‬ ‫املعلومات والرسومات واملواضيع املطروحة‬ ‫تُعتبر مسؤولية أصحابها من الناحية األدبية‬ ‫وناحية حقوق النشر وحفظ امللكية الفكرية‪.‬‬ ‫الناشرون‬ ‫امللحدين‬ ‫والالديني‬ ‫ّ‬ ‫بالنشر ‪.‬‬

‫هم من أعضاء مجموعة مجلة‬ ‫العرب‪ ،‬أو من الك ّتاب امللحدين‬ ‫ممّن مت ّ التواصل معهم ألخذ اإلذن‬

‫العامة‪،‬‬ ‫مناف لألخالق‬ ‫ُينع نشر كل ماهو‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك التحريض أو التصريحات العنصرية‪.‬‬ ‫لهيئة التحرير احلق ّ في نشر ما تراه مناس ًبا‬ ‫من املواضيع املوجودة في مجموعة اجمللة على‬ ‫موضوع ضمنها يُعتبر‬ ‫ي‬ ‫الفيس بوك ‪ ،‬فنشر أ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫تفويضا ً للمجلّة بنشره‪.‬‬

‫موقع املدونة اخلاصة بنا لألرشفة على اإلنترنت‪:‬‬ ‫‪www.aamagazine.blogspot.com‬‬ ‫البريد اإللكتروني‬ ‫‪el7ad.organisation@gmail.com‬‬ ‫‪magazine@arabatheistbroadcasting.org‬‬

‫‪Raghed Rustom‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.