قصص قصيرة صرخة أم
للكاتب /عبد الناصر يونس إبراهيم
إهداء من حدائق الصداقة أقتطف أحلي الزهور ومن بزور المحبة أستخرج أجمل العطور ومن قواميس الوفاء أستخرج أجمل العطور أغزلها بخيوط المل وأبعثها عبر النسيم حامل معها احلي الماني وارق التهاني واهديها إلي كل صديق وإهداء خاص إلي أمي الحبيبة وزوجتي واولىدى العزاء .
مقدمه أهات وىدموع صامته ...وخيانة ....فنسيان ....فابتسام ...أىدموع فراق أم صدمه خذلن ؟؟ في الحياة ىدموع أكثر منها ابتسامات ....وكم هو صعب أن ترسم بسمة على ثغر حزين قد قطعه أنين قلب مجروح ....يقف النسان وبين يديه قلم ...وقد خذلته كلمات لسانه عن التعبير ...وعن كتابة كتابي باسم صرخة أم بقلب بات حزين ...وعينان ظلت باكية بدموع صامته ل يراها إل الجفون الساهرة ...أخيانة هي .... استغلل ....أغباء ....أفكار تدور وتجول بفؤاىدي كلمات تظل تترىدىد في سمعي ...اهانة وذل واستغلل وغباء وسراب وعيون تدمع وحياة قاسية ...وغفلة من كان صغير السن ...يقف لتعوىد به الذكريات إلى زمن بعيد في وقتها وقريبة في جرحها ...ثغر يبتسم ويضحك ثغر يبحث عن النسيان ....ثغر يخدع نفسه بالنسيان فل نسيان ول ألم مندثر ول صرخة من قلب مسموعة ...ىدموع تهل على وجنتان بارىدة أثلجتها ذكرى جرح مازال ينزف ...خيانة صديق ...خيانة من كان لقلبك قريب ...وخيانة من كان لك حبيب ...وتزىداىد نيران الكره بداخلة ....نيران أفكار تدور بخاطره ...أأبكى فيبتسم ....أأصرخ فيضحك ....أأسهر فل يسأل عنى ...أأخاطب النجوم في ظلم الليل ...ومن أجل من ؟؟؟ من أجل من خانني وخان بلده الحبيبة مصر ...لمن باع وروىد زهور ليشترى بها فراق وجروح لقلب من أخلص ...ومن حمله فوق كل موج عارضه ...بل ل ,بل كل ...ل يبكى ول ينزف ل يخاطب نجوم الليل ول يصرخ ...فدام قلبه مازال ينبض ...وأنفاسه ماتزال تحييه وروحة ماكثة به ...فل تبكى عينه ول تدمع ول يئن قلبه الجريح ...بل يقف على قدميه قوى ...عينة باسمتين ...ينظر للشمس فيحييها ويهجر نجوم الليل لهلها ...فوىداعا يا جروح .. وىداعا يا ىدموع ...وىداعا يا ذكرى أمس ممسوح ..وأهل بغد جديد ..فل ىدنيا ىدائمة وروحنا حتما خارجة ...فلماذا تدمع ولماذا تصرخ وما أنت إل مسافر في هذه الدنيا وستبقى مصر حرة باقية
برجالها البواسل الجيش والشرطة والشعب أيد واحده فل تحزني يا أمي .
قصة قصيرة بعنوان صرخة أم أعلنت ىدار الفتاء المصرية أن غدا أول أيام شهر رمضان الكريم ففرحت الم فرحة كبيرة وسارعت بتجهيز أشهي المأكولت فغدا سيأتي لها أبنائها الربعه ويلتفون حولها جميعا علي مائدة الفطار وأعدت طبق أرز باللبن وناىدت للخاىدمة وقالت لها أعطي هذا الطبق للست أم جرجس بالشقة التي أمامنا فقالت الخاىدمة ولكن يا سيتي ىدى مسيحيه فغضبت وقالت لها هل أنت مجنونة ىدى جارتنا وهى ست طيبه وهي بمثابة أختي التي لم تلدها أمي وىدق جرس الباب وىدخل البناء الواحد يلو الخر وجلسوا علي مائدة الفطار والغضب يملئ وجوههم جميعا وينظرون بعضهم لبعض بنظرات مملئه بالغيظ والحتكار فنظرت الم إليهم وقالت في ىدهشة لقد اتصلت بكم جميعا لكي أؤكد لكم موعد العزومه علي هواتفكم ولم أجد احد منكم بالبيت فأين كنتم فقال البن الول سامحيني يا أمي أنا كنت في التحرير أناصر حركة تمرىد وقال البن الثاني سامحيني يا أمي أنا كنت في رابعة العدويه أناصر حركة تجرىد وقال البن الثالث سامحيني يا أمي أنا مشغول في عملي بالقوات المسلحة فمصر تمر بمرحلة صعبه ونظرت الم أين أخوكم الرابع لقد اتصلت به عدة مرات ولم أجده فأسرع أحد البناء وألتقط هاتفه المحمول واتصل به ليطمئن عليه فوجد التليفون يرىد بعبارة ربما يكون مغلقا فقالت لهم الم أري الحزن يعم وجوه الجميع ولماذا عندما ىدخلتم ل تسلموا علي بعض وقد أذن المؤذن لصلة المغرب واراكم جميعا ل تأكلون الم يقول رسول ا صلي ا عليه وسلم أخروا في السحور وعجلوا في الفطور فقال البن الول ل يا أمي أنا لن أضع يدي مع هؤلء في طبق واحد فأبنك الكبير شارك هو وزملئه في خلع رئيس الجمهورية ولي أمرنا وأبنك الخر قام هو وزملئه بحركة تمرىد ضد الرئيس ساعدهم أيضا علي خلعه فقال البن الذي في حركة تمرىد نعم يا أمي فأن هذا الرئيس رغم تدينه وسلوكه الطيب ضعيف الشخصية ويأخذ قراراته من أشخاص آخرون يريد أن يغرقوا البلد
فصاح البن الذي ينتمي لحركة تجرىد أخرس يا سافل هذا الرئيس رجل متدين يريد أن ينفذ شرع ا فقال البن الذي من حركة تمرىد أنا سافل يا متطرف أنتم وأمثالكم تريدون خراب البلد ول تسعوا إل لتحقيق مصالحكم الشخصية فبكت الم ماذا ىدهاكم لماذا يخفي كل واحد خلف ظهره سكينة للحر يريد إن يطعن أخيه أين الحب الذي كان يجمعكم لقد أطعمتكم من حلل وهذه الرض أرض طيبه ماذا جري لكم ولم تمضي لحظات وإذا بجرس الباب يدق فتفتح الم الباب وإذا بابنها الرابع محمول علي الكتاف مصاب بطلق ناري في رأسه وقبل أن يلفظ أنفاسه الخيرة رفع يده نحو أخوته ونظر إليهم نظرة ندم وقال حسبي ا ونعم الوكيل وفارق الحياة فانهارت الم وطرىدت الجميع من بيتها وقالت أن ىدم أخيكم في رقبتكم جميعا أخرجوا من بيتي أنتم كلكم آثمون أنتم كلكم آثمون أنتم كلكم آثمون .
" الصيدلي )أ( والصيدلي )ب( " ىدخل الخ الفقير المسكين إلى الدكتور الصيدلي )أ( بملبسة الرثة وحذائه القديم يلهث من شدة التعب ويسأل الدكتور )أ( عن علبة لبن مدعم لطفلة الذي لم يتعدى ثلثة شهور.. فنظر له الدكتور )أ( باشمئذاذ وغضب وقال له ليس عندي هذا النوع فأنة مدعم ,عندي النوع الخر الغالي ..فزاىد حزن الرجل فهو ل يستطيع شرائه وذهب في حسرة ,وبعد ساعة ىدخل رجل ثري إلى الصيدلية وطلب من الدكتور بعض الفيتامينات له وبعض اىداوات التجميل لزوجته ,فسارع الدكتور في تجهيز الطلب وسأله الرجل الثرى عن الحساب فقال له الدكتور 200جنية فأخرج من حافظة نقوىده المأتى جنية وكأنها مائتي قرش ,وقبل أن ينصرف سأله عن علبة لبن مدعم لطفلة وقال له مبتسما أمرك سيدي فسارع واخرج علبة من الداخل ووضعها في شنطة جميلة وقال في ابتسامة عريضة تفضل سيدي سلم لي على ولى العهد .. وبعد أن فقد الرجل المسكين المل في الحصول على اللبن ىدخل على الصيدلي )ب( وهو متعب وقال له هل عندك لبن مدعم ؟ فنظر له مبتسما ,وقال له عندي يا آخى وسارع واخرج له علبة وأعطاها له ,فأخرج الرجل الفقير النقوىد ليعطيها له فربط الدكتور على كتفة وأقسم إل يأخذ ثمن اللبن منة وطلب منة إن يدعو له ,فدعا له الرجل ىدعوات كثيرة وانصرف .. ولم يمضى كثير من الوقت حتى ىدخل رجل ثري إلى صيدلية الدكتور )ب( وطلب منة اللبن المدعم بعد أن اشترى منة أشياء كثيرة ,فقال له مبتسما عندي سيدي ولكنة ليس من حقك فهو من حق الفقراء .....
فيا أيها الناس من أراىد أن يكون الدكتور )أ( ويطمع في الدنيا فليكن ومن أراىد أن يكون الدكتور )ب( ويطمع في الخرة فليكن ........ وجزأكم ا خيرا .
العدالة المطلقة كان لبدال من القاهرة ولد وصل بعلمه إلى وظيفة محتسب ,وهو نائب قاض في المدينة ,وكان عمله الرئيسي ينحصر في تفقد الموازين والمكاييل التي يستعملها البائعون في السواق المختلفة , فأتفق له أن ذهب ليمر بمتاجر الحي الذي يبيع فيه والده .ولما علم التجار أن التفتيش يجرى هذا اليوم ,وكانوا يعرفون أن والد المفتش يعامل الناس بموازين ومكايل غير رسمية ,وجهوا نظرة إلى الحتياط بإخفائها وإظهار الموازين والمكاييل الموسومة .ولكنه تلقى نصيحتهم بهز الكتف ,ووقف إمام باب متجره باطمئنان وهدوء ,منتظرا وصول ابنه . جاء المفتش ,ولدية من الدواعي الكثيرة ما حتم عليه أن يبحث أساليب والده في الغش ,ويكشف عنها الناس ,ليكون ذلك لهم عظة وعبرة ,ولما وقف بباب متجر والده وطلب منه إحضار موازينه ومكاييله ليمتحنها ,لم يحمل البدال بهذا الطلب ,وجعل يبتسم , ولكنه اعتدل على صوت المر الجدي الذي ألقاه ابنه على الضباط المرافقين له ,إذ ىدخلوا وفتشوا ,حتى أظهروا الموازين والمكاييل التي اتضح بعد الفحص الدقيق أنها مغشوشة ,فأمر المفتش في الحال بكسرها . ووقف البدال مبهوتا ,وظن أن المر انتهى عند هذا الحد وأن ابنه ل يتماىدى في تطبيق القانون وتوقيع العقوبات الخرى التي من شأنها أن تفضحه علنية .على أنه مخطئا فى ظنه ,لن ابنه أمر بالعقوبة كما لو كان المجرم رجل غريبا عنه ,وقد نفذ الحكم في الحال . بعد ذلك نزل المفتش عن صهوة جواىدة وترامى على قدمي والده وقال له :يا والدي لقد أىديت واجبي ل ولمليكي وبلىدي ونفسي , فاسمح لي الن أن أتكلم معك في احترام البن وخضوعه المفروض
عليه لبيه ,فالعدالة عمياء ,ل تفرق في التطبيق بين قريب وغريب ,وفرض ا وحقوق المواطنين تجل عن أن تتأثر بالروابط الطبيعية وأنت قد خرجت على القوانين ,فاستحققت عقابها ,ولو لم تتلق هذا الجزاء على يد ابنك لكان لبد لك أن تقع تحت طائلة القانون على يد أي إنسان آخر ,واني آسف على أن يكون مقدورا لك أل تتلقى النصيحة إل منى .فاسلك في المستقبل طريقا أشرف ,وبدل من أن تحقد على ,أرجو أن تعذرني وتقدر موقفي . وبعد ذلك تسنم صهوة جواىدة ,وسار في وسط هتاف الهاتفين , وإعجاب المعجبين من جميع الهالى ,ولم يكن التشجيع والحترام كل ما كوفئ به على عدالته ,بل ظهر الجزاء في صورة أخرى ,إذ ترقى منها إلى وظيفة مفتى ,وبقى فيها حارسا للقوانين وتطبيقها في جميع المملكة .
هل أبيكم جان أم مجنيا عليه أجتمع البناء والبنات وقرروا قرارا صعبا وهو أخراج أبيهم من البيت فنظر الب إلى أبناءه والحزن يملئ قلبه وقال .هل تريدوا بالفعل أخراجي من بيتي هل نسيتم هذا البيت عندما كان بيتا صغيرا فقمت أنا ببناءة وتشييده حتى صار بيتا كبيرا والن تريدون أخراجي منه بكل بساطه لغراض ل يعلمها إل ا فل تنسوا يأولىدى بأنني أبيكم وأنني لي الفضل عليكم . فقال أحد البناء نعم ياأبتى نتذكر ذلك نتذكر عندما كنا ننام أنا وأخوتي في حجره صغيرة وأتذكر عندما كانت أمي تسير مسافات كبيرة حتى تمل لنا الماء العذب لكي نشربه أما الن يأبى أصبح عندنا من الرفاهية ما لم نكن نحلم به كل واحد منا له شقة مستقلة فاخرة وبها تليفون وتلفاز وكمبيوتر وأصبحنا في رفاهية ل نحلم بها وكل هذا كان في عهدك وبفضل ا سبحانه وتعالى ثم فضلك بارك ا فيك ياأبتى . فصاح البن الكبر في غلظة من جديد ل تتعبوا أنفسكم في الحوار من الخر نريدك يأبى أن ترحل من البيت لننا يأبى قد علمنا انك تزوجت امرأة ثانية غير أمنا وأنجبت منها طفلين وقد كبروا وعلمنا أنك ستورثهم في البيت وهذا ليس من حقك ,فنظر الب إلى أبناءة وصاح قائل لقد خدعكم من أوهمكم بهذا ,وأنا أعلم جيدا من الذي أوهمكم بهذه الفعلة النكراء هو جارنا السيئ الذي ل تعلمون عنه شيئا هذا الرجل السيئ جارنا قد استولى على قطعة أرض من أرضكم وهر كرامتكم أمام الجيران ,فقمت أنا وجدكم رحمه ا بعد محاربة طويلة ضد هذا الجار السيئ وكنا نحمل أرواحنا على أيدينا وقمنا باسترىداىد هذه الرض ولقناه ىدرسا لن ينساه أبدا ورفعنا رؤوسنا وعاىدت كرامتنا وسط جيراننا وأصبح الجميع يعمل لنا ألف حساب فأفيقوا أيها البناء وأعلموا أن جارنا هذا ليس برجل شريف
وإنما هو رجل طماع غدار ليس له أمان يريد أن يزرع بيننا الفتن والحقاىد لكي ينتقم منا .ولكن هذه المرة ل يطمع في أخذ قطعه من البيت ولكن هذه المرة يريد أخذ البيت كله لكي يشفى غليله . فصاح البن الكبير وقال لوالده ل فائدة من هذا الكلم المهم نريدك أن ترحل عنا وتترك البيت فورا ,فقال الب أنا ل أطمع في البيت أو قياىدة البيت وأنني ل أريد أن تكونوا متحدين لكي ل يتفشى الطمع بينكم ولكن يا أولىدي لبد أن تعلموا أنكم تغضبون ا وسيحدث ذلك من أبنائكم لكم في المستقبل وأنني لم أفعل ذلك مع والدي فكيف تقوموا أنتم بذلك فلتعلموا يا أولىدي أن هذا الجار السيئ قام بقتل جدكم بتحريضه لحد أبناءه لكي يقتل جدكم وأنتم الن بدل من أخذ ثأر جدكم تقومون بطرىدي من بيتي سامحكم ا . فقال جميع البناء في صوت واحد نعم نريدك أن تترك البيت فورا ول ىداعي من المواعظ فرىد عليهم الب وهو حزين أعطوني فرصة يا أولىدي لكي أرشح لكم واحد منكم يكون قائد لكم حتى ل تنهاروا وينهار البيت فاختاروا من سيكمل مشوار جدكم . فقال البن الصغر أتركوا أبيكم وأعطوا له هذه الفرصة ول تطرىدوه من البيت حتى ل يأتي أبناءنا ويخرجونا من البيت مثل ما فعلنا مع أبيينا .ولكن هنا أنقسم البيت إلى ثلث فئات ,فئة تريد أن تعطى فرصة للب ,وفئة تريد وتصر على أخراج أبيهم من البيت , وفئة تشاهد وتتابع الحداث ولم تفعل شئ وكأنها ليست من البيت , ولكن في النهاية صدر القرار بطرىد الب من بيته وقلبه ملئ بالمرارة والحسرة على ما فعلوه أولىدة معه ,وقاموا الولىد بترشيح أخوهم المتدين لتولى شئون البيت وهنا أنحاز هذا الخ لفصيل ىدون فصيل وىدخل الطمع بينهم وشجعهم الشيطان على قتل أخيهم المتدين لنه لم يحكم بالعدل وبالفعل قاموا بتنفيذ هذه الجريمة البشعة وأنهار البيت والخ الكبر رزقه ا بمرض ل يشفى ,فهنا قال لهم الخ الكبر عرفتم الن مدى الجريمة التي فعلناها مع والدنا لقد اشتركنا في جريمة من الكبائر ونسينا قول ا سبحانه وتعالى ) وبالوالدين أحسانا ( صدق ا العظيم .وهنا أىدرج البناء مدى الجريمة البشعة التي ارتكبوها ضد والدهم ولكن بعد فوات الوان
لن الب مات من الحسرة على أولىدة وما فعلوه معه وتوالت عليهم المصائب والكوارث وأىدرجوا أن الطمع ل ينفع ولكن بعد فوات الوان ولكن باقي أخواتهم الذين حرموهم من الرث في هذا البيت فقد رزقهم ا بفضلة من خيراته واعتلوا أعلى المراكز لنهم كانوا رحمين بوالدهم ولم يعصوه ووقفوا بجوار والدهم في شيخوخته ولم يغضبوا ا مثل ما فعلوا باقي الخوات من الزوجة الولى وهم الذين وقفوا بجوار أخوتهم في محنتهم فل بد أن نعلم أن ا سبحانه وتعالى وصانا على أن ل نغضب الوالدين ول نقل لهم كف ول ننهرهما كما وصانا ا عليهم في كتابة الكريم .
فقد ذاكرته عشرون عاما وبعد أن عاىدت له ماذا وجد الستاذ ماضي يعمل مدرسا للغة العربية بإحدى المدارس العداىدية بقريته الصغيرة وقبل أن يتوجه إلى مدرسته إذ بميكرفونات المساجد تناىدى ,توفى إلى رحمه ا تعالى الستاذ جميل فيسرع الستاذ ماضي ويأخذ إجازة ثلثة أيام لكي يشارك جاره الحزان وكذلك أهل الشارع جميعا يقفون وقفه رجل واحد ويتنافسون في تقديم الخدمات لهل بيت جارهم الذي توفاه ا فمنهم من يقوم بشراء الكفن ومنهم من يذهب لستخراج تصريح الدفن ومنهم من يسارع ويساهم في غسل أخيهم المتوفى ما أجمل هذه المشاركة سواء من أهل الشارع أو من أهل القرية الصغيرة ,ليس هذا فقط بل يعم الحزن فى جميع أهل القرية أربعون يوما ممنوع فتح التلفاز وممنوع عقد الزواج وممنوع ارتداء الملبس الملونة وممنوع عمل كعك العيد مشاركة وجدانية لهل هذا المتوفى وكل من في القرية يقوم بكفالة أولىده اليتام فان كان هذا اليتيم فقد أبية أصبح كل من في القرية أب له هذه هي الصالة هذه هي الشهامة المصرية وأولىد البلد . وبعد ثلثة أيام يذهب الستاذ ماضي إلى المدرسة فيجد مشاهد جميلة انتهت من حياتنا الن ماذا رأى الستاذ ماضي رأى الطلبة يتسارعون إلى الذهاب للمدرسة قبل أن يصل الستاذ ماضي وذلك توقيرا وإعزازا له ) كاىد المعلم أن يكون رسول ( ليس هذا فقط ولكن يدخل التلميذ الفصل وممنوع رفع الصوت إمام المدرس ويجب إل يتكلم إل بعد أن يستأذن وعندما يسمح له بالكلم يتحدث بصوت هاىدئ وأن يكون عينية بالرض توقيرا واحتراما للمدرس وإذا أخطأ التلميذ وعاقبة المدرس بالعصي يفرح ولى المر ويشكره على عنايته بابنة. وانتهى اليوم الدراسي وعند عوىدته لمنزله رأى البنات والنساء في القرية يرتدون الملبس الطويلة الفضفاضة واليشارب الطويل الذي
يغطى منطقة صدورهن ول يجرأ أي شاب بالقرية معاكسة واحدة من هذه الفتيات وعلم على الفور أنهم يحتفلون استعداىدا لظهور رؤية رمضان وتم العلن بأن رمضان غدا فعمت الفرحة في قلوب الجميع استعداىدا لهذا الشهر الكريم والجميع يقبلون بعضهم البعض ويهنئون بعضهم وبدأت صلة التراويح وعند عوىدته من صلة التراويح سمع الستاذ وفائي يناىدى عليه وفى خجل طلب منه خمسمائة جنيها لمروره بضائقة مالية وهو متعوىد أن يقوم بتوزيع هذا المبلغ في هذا الشهر على الفقراء والمساكين فابتسم له الستاذ ماضي وقال له مقضيه بأذن ا أنتظرنى في صلة الفجر وبالفعل في صلة الفجر أعطاه ما طلبة فسارع الستاذ وفائي بعمل إيصال أمانة بالمبلغ الذي أستلفه ولكن رفض الستاذ ماضي وقال له ياأخى الدنيا بخير عندما يتيسر لك الحال أرسله لي وفى نهاية شهر رمضان والستاذ ماضي عائد من مدرسته بعد انتهاء العمل وإذا بسيارة مسرعة تصدم به وعلى أثرها يفقد الذاكرة ,فيذهب الستاذ وفائي إليه ويدق جرس الباب ويأخذ ساتر وظهره خلف الباب فتخرج زوجه الستاذ ماضي لستقباله وتأذن له بالدخول ويسأل عن حاله الستاذ ماضي فترىد زوجته عليه وتقول له بأنه فقد الذاكرة فيخرج الستاذ وفائي من حافظة نقوىده ألف جنية ويعطيها لزوجته قائل لها لقد اقترضت هذا المبلغ من الستاذ ماضي قبل الحاىدثة فتقول له زوجة الستاذ ماضي لقد علمت بذلك وقد قال لي أنه أعطاك خمسمائة جنيها فقط فلماذا ترىدها ألف جنيه فقال لها في خجل وضحك عليها وقال لها ل لقد أعطاني خمسمائة جنيها قبل هذا المبلغ وأعطى لها اللف جنيه ولءا لهذا الرجل ماأجمل هذا الوفاء ورىد الجميل .وكان عمر الستاذ ماضي في ذلك الوقت خمسة وعشرون عاما وفقد الذاكرة عشرون عاما وكل يوم تدعى له زوجته كل صلة أن يشفى زوجها وذات مرة أستيقظ الستاذ ماضي وقد استجاب ا سبحانه وتعالى لدعاء زوجته وعاىدت له الذاكرة فماذا وجد ؟ نزل إلى الشارع وهو فرحان بعوىدة ذاكرته وأول مشهد قابله في أول الشارع عمارة كبيرة بها فرح وتصدر منها الموسيقى الماجنة والبنات المتبرجات يرقصون مع الشباب والغريب عندما أن
نفس العمارة بها مآتم فسأل عن الشخص الذي توفى ومن الذي عنده فرح فوجد أن الثنين في نفس العمارة فتعجب على ذلك لن هذا لم يحدث من عشرون سنه فذهب لكي يشترى جريدة الخبار وإذا على الصفحة الولى خبر أىدهشة بأن تلميذ بالمدرسة العداىدية قام بالعتداء على مدرسه بالضرب وتقطيع ملبسة وكسر ذراعه فتعجب على هذا الزمان ,ووجد وهو يسير بالشارع بأن أحد الطلب يسير بالشارع وبجواره أستاذه والسيجارة في يديه ووضع الستاذ المحترم يديه على كتف التلميذ كما وجد بعض الطلب يقومون بمعاكسة البنات .فرجع إلى شقته وحكي لزوجته كل ما رأة فقالت له لقد تغير الحال وضاعت القيم والمانة وأنتشر الفساىد والفسوق إل من رحم .فحزن الستاذ ماضي على ما رأة وقال لزوجته لماذا ىدعوتي لي بعوىدة ذاكرتي سامحك ا ونام الستاذ ماضي متأثرا بما رأة بالشارع ولم يحتمل قلبه فأرتفع الضغط وتوقف القلب ومات متأثرا على فقد القيم .
المروءة نزل مصور شاب مدينه ) السكندرية ( ولم يكن معه إل قدر قليل من المال .فصاىدف رجل فقيرا يعيش من جمع الخرق البالية وبيعها .ولما طلب إليه أن يدله على مكان رخيص يأوي إليه ,عرض عليه الرجل أن يقاسمه مسكنه .فقبل وساكنه مدة قام فيها على خدمته بإخلص وأمانة . وبعد أيام رأى المصور أن يبحث له عن مكان آخر يستقل به . فأخبر صاحبة بعزمه ,فلم يبد الصاحب أسفا على ما سيفقده من النس والفائدة الماىدية بمساكنه المصور ,وطفقا يبحثان معا حتى اهتديا إلى مسكن له ,وظل الرجل يترىدىد عليه ويقوم على خدمته . وفى يوم من اليام اجتمع للمصور قدر كبير من المال من عملة وما كان يرسله إليه أهله ,فخطر له أن يكافئ الرجل الفقير على عظيم مروءته ,فعرض عليه ملحا بعض النقوىد ,فرفضها في أباء وشمم عظيمين وقال له :ياسيدى :ل تسرف في اللحاح على فأنى لن أقبل أجرا منك على ما قدمت لك .وكيف أقبل جزاء على واجب أىديته نحو رجل غريب ل نصير له ؟!؟ أنى ل أسألك على ذلك أجرا ,إل أن تبذل ما تستطيع من عون لول رجل تلقاه ممن يحوجهم سوء حظهم للتماس العون من الخرين ,وبذلك تكون قد أحسنت مكافأتي ,وأجزلت أجرى .
ركوىد الذهن أراىد رجل أن يشترى حذاء ,فأخذ قياس قدمه على ورقة ,وعزم أن يبعث بها مع صبى ليشتريه له من صانع الحذية ,وكان هذا الصانع على بعد نحو ثلثة أميال . ولسبب من السباب لم يستطع الصبي أن يقوم بهذه المهمة فذهب الرجل بنفسه ,وأخذ سمته من الحانوت ,وما ان وصل إلى منتصف الطريق حتى وقف فجأة ,ووضع يده على جبهته وتمتم قائل :لقد نسيت القياس . وعاىد أىدراجه وأخذ القياس من الصبي .فلما بلغ صانع الحذية صدمته الحقيقة المرة التي عرفها منه ,وهى أن قدمه نفسها كانت تغنى عن القياس الذي قطع في سبيل استحضاره ضعف المسافة .
عاقبة الطمع فقد تاجر تركي كيس نقوىده وبه مائتا ىدينار ذهبا ,فأرسل مناىديا في المدينة يعلن للناس نبأ ضياعه ويعد من يعثر عليه منهم نصف ما فيه إذا رىده إليه ,فتقدم بحار للمناىدى وأخبره أن الكيس عنده ,وأنه يريد أن يلقى صاحبه ليسلمه إياه ,ويأخذ نصيبه منه . لكن التاجر عندما ظفر بمن وجد الكيس ,حاول أن يسترىده من ىدون مقابل فقال للبحار -:انه يجب عليك لكي تحصل على المكافأة الموعوىدة أن تعيد إلى مع الكيس والنقوىد الزمرىدة الثمينة التي كانت فيه .فأجابه البحار أنه لم يجد في الكيس غير النقوىد ,وأنه لن يتركه قبل أن يأخذ حقه . رفع التاجر أمره إلى القاضي ,وجاء البحار ليعلل أمتناعة عن رىد الكيس إلى صاحبة ,فقال إن التاجر أخلف وعده ,مدعيا أنه كان في الكيس إلى جانب المائتى ىدينار زمرىدة ثمينة ,مع أنه لم يجد فيه شيئا غير الدنانير . عند ذلك طلب القاضي إلى التاجر أن يصف له تلك الزمرىدة وكيف تملكها .ففعل ,ولكن في اضطراب تبين منه القاضي أنه غير محق في ىدعواه .ولهذا أصدر حكمه ,موجها الخطاب إلى التاجر قائل : لقد فقدت كيسا به مائتا ىدينار ذهبا وزمرىدة ثمينة ,ولكن هذا البحار لم يجد إل كيسا به ىدنانير فحسب ,فهو إذن ليس كيسك فوال أنت البحث عن كيسك .ثم نظر إلى البحار وقال له :أما أنت فاحتفظ بالكيس الذي معك أربعين يوما ىدون أن تمس ما فيه ,فإذا لم يظهر صاحبه الذي يستطيع أن يصف لك أماراته ,فهو بما فيه حلل لك . فغص التاجر بريقه ,وعض أنملته ندما على ما فرط منه من الطمع الذي أضاع عليه ماله .
التضحية بالنفس في شارع من شوارع القاهرة كان العمل جاريا في إقامة عمارة ضخمة .وكان الممشى الذي يمشى عليه البناءون في تأىدية مهمتهم النشائية مزىدحما بالعمال الكثيرين والشياء الثقيلة .ولسوء الحظ أصبح هذا الممشى ضعيفا عن احتمال كل ما عليه .وفى لحظة واحدة تداعى ,وسقط من كان فوقه ,ما عدا أثنين منهم ,تعلقا بقطعة بارزة من الخشب لم تقو على حملها ,وأخذت تهتز مؤذنة بالسقوط إذا ظل عالقين بها معا .وفى الحال نظر أكبرهما سنا إلى أصغرهما قائل :أترك ياولدى قطعة الخشب لتستطيع حملي ,فأنت تعرف أنني كاسب صبية . فإجابة الصغير :انك لمحق ياسيدى .فأنا أعيش وحدي , وليس هناك من ينتظرني أو يعتمد على ,ثم ترك قطعة الخشب وهوى إلى الرض فاقد الحياة ,مضحيا بنفسه في سبيل إنقاذ رب السرة .
المير والرملة
بني أحد أمراء مراكش قصرا فخما في إحدى المدن الندلسية التي فتحها ,وبعد أن أقام فيه زمنا اتجهت رغبته إلى توسيعه وكان هذا يقتضى تملك حقل مجاور للقصر ,توارثه منذ القدم أفراد أسرة معينة ,وكانوا يعدونه تراثا مجيدا ,ل يبغون به بدل بالغا ما بلغ .وكان هذا الحقل وقتئذ في يدي أرملة من هذه السرة ,فلما طلب منها أن تنزل عنه ,رفضت بكل إباء .ولكن المير في سبيل تنفيذ مشيئته لم يأبه لهذا الرفض ,فأخذ الرض غصبا ,وشيد عليها جناحا كبيرا لقصره . فرفعت الرملة التي ل نصير لها أمرها إلى القاضي لكنه لم يستطع أن ينصف لها في الحال ,إذ تهيب حول المير . على أنه أعتزم أن يتحين الفرصة لتوجيه نظر المير إلى ما حمل من ظلم .فصادفه يوما يمشى في الحديقة التي أنشأها حول الجناح الجديد ,فهرول إليه وجثا بين يديه ,متوسل أن يسمح له بملء عدل يأخذه معه من تراب الحديقة ,فلما أذن له ,ملئ العدل وحاول أن يحمله فعجز .فالتمس منه أن يعينه على حمله . عندئذ خطر للمير أن القاضي يمازحه فضحك ومال على العدل ليرفعه ,ولكنه ألقاه ثقيل ,فألقاه على الرض . فالتفت القاضي إلى المير وقال له :أرأيت يا مولي كيف أنك لم تطق حمله ,مع أن كل ما فيه ليس إل جزءا يسيرا جدا من أرض هذه الرملة ! فتصور يا مولي حالتك إذا وقفت بين يدي ا في يوم الدين
الذي يتساوى فيه الغنى والفقير ,يوم يسأل كل إنسان عن الصغيرة والكبيرة ,ويحصى عليه ما قدمت يداه من خير يثاب عليه أو شر يجزى به . فإذا كنت الن عاجزا عن حمل جزء من هذه الرض , فكيف تكون حالك إذا طولبت يوم الحساب بحمل أوزارها جميعا ! فاتعظ المير بنصيحة القاضي ,وأعاد الحقل للرملة وبما عليها من المباني الجديدة ,لكي يكفر عن خطيئته .
أيهما أقوى ؟
روى أن الريح والشمس تناظرتا ,فقالت الريح للشمس :أنا أشد منك حول .فقالت لها الشمس :بل أنا أعظم منك طول .ولم تسئ أحداهما أن تذعن للخرى . فاتفقا على أن تتباريا في إرغام أحد المارة على خلع عباءته . بدأت الريح دورها ,فعصفت ,وتلها إعصار ومطر مرارا ,ما زاد الرجل إل استمساكا بعباءته لكي يتقى لفح البرد ,ويحتمي فيها من شر المطر . ثم بدأت الشمس دورها فأقلعت السماء ,وتقشعت الغيوم وتللت أشعة الحياة ,وأفاضت على الكون من حرارتها ما يبعث النشاط والحركة .فما لبث الرجل أن خلع عباءته ,وتابع سيره جذل مسرورا .
عندئذ أذعنت الريح للشمس ,إذ بلغت هذه برفقها ما لم تنله تلك بعنفها .
كنوز العمل
أراد شيخ فان أن يحض أولده على كسب رزقهم بعرق الجبين وكد اليمين ,فجمعهم وقال لهم : يا أبنائي :أنى الن على حافة القبر ,واني مخلف لكم كنزا هو كل ما ادخرته في حياتي .فإذا مت ,فانشدوه في هذا الحقل . ثم مات الرجل ,فأراد أولده أن يكشفوا الكنز ,فلم يتركوا من أرض الحقل إل قلبوه ظهرا لبطن ,لكنهم لم يعثروا على شئ . عند ذلك قال أحدهم :لقد عادت الرض بعد هذا التقليب أصلح ما تكون للزراعة ,فما ضرنا لو بذرنا فيها الحبوب ؟
فاستحسن الباقون رأيه ,وزرعوا الرض ,فأخرجت لهم أضعاف المحصول المعتاد لنهم أحسنوا خدمتها . فلما وصلوا بجهدهم إلى هذه النتيجة السارة فطنوا إلى غرض والدهم ,وأدركوا أن الكنز الذي أشار إليه في وصيته لهم لم يكن إل العمل الشريف والجهد المثمر .
العصيان خرج أحد الملوك يوما للصيد ,فضل الطريق وسط الغابات .وانه لكذلك ,إذ أستوقفه صوت منبعث من مكان قريب ,فتسمعه فإذا مصدره رجل وامرأته ,كانا يقطعان شجرة والمرأة تقول لزوجها : يجب أن نعترف أن أمنا حواء كانت مخطئة جدا إذ أكلت من الفاكهة المحرمة .ولو أنها أطاعت ما أمر به لكفتنا أن نشقى كما نشقى الن في هذه الحياة الدنيا . فقال الزوج :إن حواء أخطأت حقا .ولكن أبانا آىدم كان ينبغي أن يكون أعقل من أن يخضع لراىدتها ولو أنني كنت مكانة ,وأرىدتني أنت على أن أفعل ما فعل لما أذعنت لك .
عند ذلك أقترب الملك منهما وقال لهما :يظهر لي أن عملكما هنا شاق جدا . فأجاباه من فورهما :نعم يا سيدي .فنحن نعمل طول النهار كما ترى ,على أننا ل نحصل على العيش الكفاف إل بشق النفس . فطلب الملك إليهما أن يتبعاه ,وقال لهما :سأساعدكما حتى ل تبقى بكما حاجة إلى العمل .واستصحابهما إلى قصره وأكرم مثواهما , ومكن لهما في كل ما اشتهيا من مظاهر العز .وكان يقدم إليهما من الطعام كل ما تشتهى النفس وتلذ العين .على أن الملك أمر أن يوضع على المائدة صحن لم يسمح لهما بكشف غطائه . ولكن الزوجة زينت لها نفسها أن تستكشف ما يحتويه هذا الصحن المغطى ,واتفق يوما أن خلت إلى نفسها وزوجها في المطعم , وامتنعت عن تناول الطعام ,ولمح الزوج على وجهها أمارات السى ,فسألها عن السبب ,فأجابته أنها تريد أن تكشف عن هذا الوعاء غطاءه لترى ما فيه .فراجعها الزوج لما في هذه الرغبة من مخالفة أوامر الملك . لكن الزوجة ما زالت تحدوها الرغبة إلى إمضاء إراىدتها ,فأخذت تتلمس السبل إلى ذلك ,فهدىدت زوجها بقتل نفسها إذ لم يعنها على تحقيق مطالبها . فلم يعد الزوج قاىدرا على مقاومة إراىدتها ,فكشف عن الصحن غطاءه ,فقفز منه فأر واختفى في جحر بأحد أركان الغرفة . باغتهما الملك على هذه الحال ,فلما وجد الصحن مكشوفا ,سألهما عن الفأر الذي كان فيه .فقال الرجل :يا سيدي :لقد أراىدت زوجتي أن ترى ما في الوعاء فرفعت الغطاء ,ففر الفأر واختفى . فقال الملك :ويحك ,ألم تكن في الغابة تلوم آىدم لنه نفذ إراىدة حواء ؟ أفما كان أولى بك أل تقع في الغلطة نفسها التي كنت تأخذ بها غيرك !؟ ثم أىدار وجهه للزوجة وقال لها :وأنت أيتها المرأة الغبية :لقد كان أمامك من ألوان الطعام كل ما تشتهيه نفسك ,فما بالك تطمعين في كشف الوعاء المغطى ,ل يرىدك أمري عن مطمعك ؟!
ارجعا إذن إلى عملكما الشاق في الغابة ,ول تلوما آىدم وحواء مرة أخرى ,فلقد وقعتما فيما آخذتماهما به ورحم ا عبدا اشتغل بعيوب نفسه عن عيوب الناس .
عمل نبيل كان شيخ يملك ثروة عظيمة .فلما شعر بدنو أجله جمع أولىده الثلثة ,ووزع عليهم ثروته ,إل جوهرة ثمينة أحتفظ بها ,وقال لهم انه سيعطيها لمن يعمل منهم عمل نبيل . وفى يوم جاءه أكبرهم وقال له :يا أبت :لقد أوىدعني رجل ل أعرفه قدرا كبيرا من المال ,ىدون أن يأخذ منى صكا به .وكان في أستطاعتى أن أىدعى ملكية هذا القدر لنفسي .ولكنى لم أترىدىد في رىده
إلى صاحبه فورا عند طلبه ,رافضا ما أراىد أن يعطيني إياه من أجر على احتفاظي به . فقال له والده :إن عملك يا بني ل يعدو أن يكون ضربا من المانة في الحق . وقال الثاني :بينما كنت سائرا على شاطئ بحيرة إذ بصرت بطفل سقط فيها ,فنضوت عنى ملبسي ,وألقيت بنفسي في اليم مخاطرا بحياتي ,وانتشلت الطفل الذي قرت به عينا أمه المسكينة .أفل يكون هذا عمل نبيل يا والدي ؟ فأجابه والده :إن عملك يا ولدى ل يخرج عن أن يكون شفقة إنسانية وقال الصغر :في ليلة مظلمة وجدت خصما لدوىدا لي يغط في نومه على شاطئ نهر ,وكانت أقل حركة منى تكفى لن تغيبه في قاع النهر .لكنى عند ما أبصرته على هذه الحال ,أخذتني الشفقة عليه ,وجعلت أوقظه في حيطة شديدة ,ثم نقلته إلى مكان آمين . فأقبل الرجل على ولده .وقبله وضمه إلى صدره ,وقال له :إن الجوهرة أصبحت لك يا ولدى العزيز فهذا هو العمل النبيل الذي يحمل صاحبه على نسيان الخصومة أمام ىدواعي المروءة ومقتضياتها .
جزاء الجشع
كان ثلثة من الصدقاء يسيرون جميعا في رحلة ,وبينما هم في طريقهم عثروا على كيس مملوء نقوىدا ,فاتفقوا على أن يتوزعوا ما فيه بينهم بالعدل . وإنهم لسائرون ,إذ شعروا بالجوع ,فقال واحد منهم :ل بد لنا من الطعام ,وليس معنا منه شئ فتطوع الثاني بالذهاب واستحضار ما يصاىدفه من مكان قريب .وانه لفي طريقة إذ خطر له أن يضع في الطعام سما ليقتل صديقيه ويفوز وحده بالغنيمة . على أن صديقيه .فكرا في غيبته أن يفاجئاه بالقتل عند وصوله , ليزيد نصيب كل منهما فيما عثروا عليه من المال . وفعل نفذا تآمرهما عندما أقبل عليهما .وبعد ذلك جعل يتناولن الطعام الذي أحضره بما فيه من السم . وفى وقت قصير جدا ظهرت عليهما أعراض التسمم ,وأسلما النفس الخير ,تاركين الثروة التي لم يظفر بها أحد من ثلثتهم ,ضاربين بموتهم جميعا المثل الحي على عواقب الجشع والخيانة .
الثقة كان السللكندر إمللبراطور روسلليا مغرمللا بللالتنزه وحللده مشلليا علللى قدميه يقطع مسافات طويلة تبلغ فللي بعللض الحيللان ميليللن أو ثلثللة من سانت بطرسبرج . ففي مساء يوم خرج على عللاىدته فللي ملبللس ضللابط ,وبعللد مسلليرة أميال شعر بالتعب ,فعول على أن يرتد إلللى القصللر راكبللا .فقصللد
إلللى موقللف قريللب للمراكللب ,واسللتقل واحللدا منهللا وقللال للسللائق : اذهب بنا إلى القصر الملكي في ) سانت بطرسبرج ( . لم يكن السائق يعرف المللبراطور شخصلليا ,فظللن أنلله أحللد رجللال الشرطة كما ظهر من لباسه فإجابة أنه سلليذهب إلللى قللرب القصللر , لن الحراس هناك ل يسمحون بالدنو من البواب .ثم انطلقا ,حللتى إذا لم يبللق بينهمللا وبيللن القصللر غيللر مسللافة قصلليرة وقللف السللائق المركبة وقال :هنا يجب أن أقللف .فخللف المللبراطور فللي الحللال , ونزل من المركب وقال للسائق :انتظر حتى أرسل إليك من يعطيك أجرك . لكن السائق استوقفه وقال له :ل .ل يا سلليدي أنللا ل أرضللى بهللذا , فكل زملئك الضباط يلقون وعوىدهم على هذا النحو ,ول يوفون بها أبدا ,فاعذرني إذا لم أعد أثق بأحد منهم ,وإذا لم تجد معك مللا تللدفع منه اجري ,فأرهن شيئا تسترىده عند أىداء الجر . فابتسللم المللبراطور ,وخلللع عبللاءته وألقاهللا فللي المركللب وقللال للسائق :هاك الرهن فانتظر . ولما وصل إلى القصر ,أمر أحد الخدم بأن يأخللذ خمسللين ) روبل ( ويعطيها لسائق المركب الذي أقله ,ويسترىد منه العباءة . أسرع الخاىدم إلى إنفاذ أمر جللته .لكنه عند مللا وصللل إلللى موقللف المراكب ,وجد نحو عشرين مركبا واقفا في صف واحد ,فقللال فللي صوت مرتفع :أي هذه المراكب أقل جلله المللبراطور ؟ فلللم يتلللق جوابا .فأعاىد السؤال بصيغة أخرى قائل :أيكم عنده العباءة ؟ عندئذ أجاب أحدهم أن ضابطا ترك عنللده عبللاءته ,فأعطللاه الخللاىدم النقللوىد وتسلم العباءة ,وبسرعة الريح ساق الحوذي مركبة وهو يقول لنفسه :ياالهى !! أهذا هو المللبراطور الللذي احتفظللت منلله برهللن لوفائللة بوعده ؟!! ولم تك إل لحظة حتى توارى عن النظار . وفى اليوم التالي أقيم احتفال كللبير رأسلله جللللة المللبراطور .فلمللا التف حوله رؤساء فرق الجيش قال لهم :أنى لفخور جللدا بمظهركللم الجميل ونظامكم البديع ,إل أنني أحب أن تبلغوا عنى ضباطكم أنهللم كانوا سببا إلى ارغامى في الليلة الماضية علللى تللرك عبللاءتي رهنللا للمحافظة على شرف كلمتي .
فنظروا إليه في ىدهشة عظيمة ,لكنه مضى حللديثه قللائل :أؤكللد لكللم أن سائق المركب الذي أقلني أمس إلى هذا القصر رفض أن يثق بللى ,قائل إن اخوانى الضباط ل يدفعون أجور المراكب التي يسللتقلونها كان وقع هذا التوبيخ على الضباط مرا ,ولشد ما أخجلهم أن يكشللف المبراطور ما في نفوسللهم مللن ضللعه وصللغار ,فاسللتقاموا .ومنللذ ذلك اليوم أصبح صللدق الضللباط ووفللاءهم ورعللايتهم حقللوق النللاس مضرب المثال .
سرعة الخاطر كان احد الوجهاء سائرا في ليلة مظلمللة بمركبللة فللي طريللق بظللاهر المدينللة اعتللاىدت اللصللوص أن تللأرى إليلله ,فهاجمللة لللص وصللوب مسدسه إلى صدره من نافذة المركب وقللال للله :هللات مللا معللك مللن النقوىد في الحال ,فلقد سمعت أنك تفاخر بأنة ل يمكن لحد كللان مللن كان أن يسلبك ما معك ,وأظنك تعترف الن أنك كنت مغرورا عنللد ما قلت ذلك . وضع الوجيه يده في جيبه موهما أنه يخرج منه النقوىد وقللال للللص : أنى لم أفاخر عبثا بشجاعتي لنه حتى أنللت لللم يكللن فللي اسللتطاعتك تجريدي من نقوىدي لول صاحبك هذا الذي ينظر من فوق كتفك . ولما كان اللللص يعللرف أنلله جللاء وحللده ,أىدهشللته هللذه الملحظللة , فأىدار وجهه ليرى من الذي يقف وراءه . فتمكن الوجيه من إخراج مسدسه وإطلقه على صدره .فخر اللللص قتيل ,ونجا الوجيه بحسن حيلته وحضور بديهته .
نصيحة حازمة
بينما كان صديقان يسيران معا في الطريق خارج المدينة أبصرا من بعيد ىدبا ,فأوجسا منه خيفة ,وأسرع واحد منهما فتسلق شجرة , وأخفى نفسه بين فروعها ,غير مفكر فيما قد يصيب صديقة . فلما رأى الثاني انه وحده ضعيف عن ىدفع خطر الدب ,ألقى نفسه على الرض ,وأغمض عينيه ,وتظاهر أنه ميت ,إذ كان يعرف أن الدب ل يمس الجسام التي ل حياة فيها . ولما أقبل الدب ,ورآه ملقى على الرض ,جعل يدور حوله ,ويشم أنفه ,ويضع فمه على أذنيه وقلبه ,ثم تركه بعد أن أعتقد أنه فاقد الحياة . وعندما أصبح الدب بعيدا عن النظر ,نزل الول من فوق الشجرة وقال لصاحبه :لقد رأيت الدب يضع فمه قريبا من إذنيك ,فماذا كان يهمس فيهما ؟! فإجابة صاحبه قائل :لقد كان ينصح لي أل أصاىدق من إذا حانت ساعة الخطر حصر تفكيره في نفسه ,تاركا صديقه وحيدا ل نصير له .
يكاىد المريب يقول خذوني تفقد رجل قمحه المخزون في منزله ,فوجللد بعضلله مسللروقا ,ولمللا رفع أمللره إلللى القاضللي اسللتدعى سللكان المنللزل وأعطللى كل منهللم عصا ل تختلف في طولها عن عصى الخرين :وقال لهم إن سارق القمح هو من تجد في الغد عصاه أطول من العصي الخرى بمقللدار إصبع ثم أمرهم بالنصراف إلى غد . فلما خل السارق إلى نفسه ,وخشي افتضاح أمره احتال على كتمللان سره بأن قطع من عصاه مقدار الصبع الذي توهم أنه سيظهر زائللدا فيها عن العصي الخرى . وفى اليوم التالي انكشف أمره للقاضلي ,إذ وجلد عصلاه أقصلر ملن عصى الخرين بالقدر الذي انتقصه منها على زعم أنه زيللاىدة فيهللا . وبذلك فضح نفسه بنفسه .
من فاتته العبرة أىدركته الحسرة كانت ) مارى انطوانت ( ملكه فرنسا وزوجه لويس الساىدس عشر شديدة الولوع بمشاهدة التمثيل في الوبرا . ففي مساء يوم اتفق أن جلست في الشرفة المقابلة لشرفتها زوجة رجل ثرى من أصحاب المليين ,وهى حالية بأفخم الجواهر ,وفى يديها سواران من الماس يبهران النظار .وقد ىدعاها الزهو بما
تحمل من أفخر الحلي إلى أن تحاول بكل وسيلة استرعاء نظر الملكة إلى جواهرها حتى نجحت في ذلك ,إذ باىدلتها الملكة النظر مرارا ,فازىداىدت زهوا وغرورا . وإنها لفي هذا الزهو ,وإذا برجل يرتدى لباس الحاشية الملكية يستأذن في الدخول عليها ,ليبلغها تحيات الملكة ورجاءها أن تسمح بإرسال أحد السوارين لتراه عن قرب ,لن منظره من بعيد يبدو عجيبا جدا وجذابا للغاية .ولم يكد الخاىدم ينتهي من تبليغ رسالته حتى خلعت السيدة السوار وأعطته إياه . وبعد قليل أىدركت السيدة أن الذي أخذ السوار منها لم يكن خاىدم الملكة ,وإنما هو لص ماهر متنكر ,كان يراقب حركاتها فتبين رغبتها في لفت نظر الملكة ,فاستخدم هذه الرغبة في الحتيال للحصول على السوار . عندئذ قامت السيدة وأخبرت الشرطة بالحاىدثة .وفى بكره اليوم التالي تلقت رسالة من مأمور الشرطة ,ليعلمها أنه قبض على السارق ,ووجد السوار معه ,وأنه من الضروري جدا أن تبعث بالسوار الثاني مع الضابط الحامل للرسالة ,أو أن تحضر بنفسها لمركز الشرطة للمقارنة بين السوارين في حضرتها . ففرحت تلك السيدة بمللا وفللق إليلله رجللل الشللرطة مللن القبللض علللى اللللص .ولكنهللا لللم تشللأ أن تخللرج مبكللرة فللي الصللباح ,فأرسلللت بالسوار مع الضابط ,وطلبت إليه أن يبالغ في المحافظة عليه . ولشد ما كانت حسرتها عند ما ظهر لها أن هذا المتنكر في الملبس العسكرية هو بعينه السارق الذي سلبها حليها بالمس في ىدار الوبرا ,وأنها لم تتعظ بالعبرة السالفة .وخليق بمن فاتته العبرة أن تدركه الحسرة .
كيف يجنى الجاهل على نفسه سقط حمار مرة في مجرى ماء ,وكان حمله كله من الملح فلما انتشل من المجرى شعر بأن حمله أصبح خفيفا جدا .ففرح بذلك فرحا عظيما ,واعتقد أنه اهتدى إلى الطريقة التي يخفف بها أحماله إذا ما قسا عليه صاحبه . وفى اليوم التالي بينما كان هذا الحمار يعبر المجرى نفسه تظاهر بالتعثر ,وأسقط نفسه في الماء ,وكان يحمل هذه المرة إسفنجا , فثقل حمله ,أضعافا مضاعفة حتى ناء به .وهكذا يسئ الجاهل إلى نفسه من حيث يبتغى لها الحسان .
ىدقه الملحظة عرف الصينيون بالحذق والمهارة في فن التصوير والرسم ,وكان الفني منهم إذا بدت له في فنه فكرة جديدة سارع إلى تصويرها , وعرضها على حاكم المقاطعة التي يسكن فيها ,طالبا منه المكافأة التي تتناسب وبراعته في إخراج صورته ,وفى الحال يأمر الحاكم
بتعليقها على باب قصره ,وتبقى هناك سنة كاملة .فإذا تعرضت بحق لنقد الناقدين استعاىدها صاحبها من غير مكافأة .وان يوجه إليها نقد كوفئ صانعها ,وأخذه الحاكم ليكون في خدمته . وفى يوم من اليام ذهب إلى قصر الحاكم شاب حديث السن ,ومعه قطعه نسيج من الحرير ,مرسوم عليها سنبلة فوقها عصفور . وكانت الصورة من التقان بحيث يتعرفها الرائي باللمس . مرت أيام على عرض هذه الصورة ,وإذا برجل أحدب وقف أمامها ينقدها .فأىدخلوه على الحاكم الذي أرسل في طلب المصور ,ليسمع بنفسه ما يوجه إلى صورته من نقد . وعندما جاء المصور ,قال الناقد :إن السنبلة وهى منفرىدة ل يشوبها عيب ,والعصفور يبدو كأنه حي ل ينقصه غير الحركة . ولكن كل إنسان يعرف جيدا أن العصفور ل يمكن أن يحط على سنبلة من غير أن يمليها .وسنبلة صاحبنا المصور معتدلة مع أن عليها العصفور .فل يمكن والحالة هذه أن يدعى أنه حاكى الحقيقة ورسم الطبيعة . إزاء هذه الملحظة البالغة في الدقة وقف المصور مبهوتا ,واستعاىد صورته خاسرا .
إراىدة ا كان تاجر راجعا من السوق إلى بلده ,وكان يحمل معه علللى جللواىده كيسا مملوءا بالنقوىد .وفيما هللو فللي طريقللة أمطللرت السللماء مطللرا غزيرا .فجعل يحدث نفسه عن سوء الحظ الذي يصاىدفه ىدائما . ولما بللدأ يخللترق الغابللة الكثيفللة الللتي تعللترض طريقلله انقللض عليلله لص ,وصوب بندقيته إلى صدره ,ورفع الزناىد ,وكان علللى وشللك القضللاء عليلله ,لللول أن بللللت المطللار الرصاصللة فلللم تنطلللق مللن البندقية . انتهز التاجر فرصة حيرة اللص وغمز الجواىد بالمهماز ,وأطلق للله العنان ولما وصل إلى مكان أمين ,يحدث نفسه قائل : لقد كنت غبيا حينما تضايقت من الجو الممطر ,والواقع أنه لو كانت السللماء صللافية غيللر ممطللرة لكنللت الن فللي عللداىد المللوتى ,وكللان أطفالي ينتظرون عبثا عللوىدتي إليهللم .فللالمطر الللذي سللخطت علللى الدنيا وما فيها من أجللل هطللوله كللان سللبب نجللاتي وحفللظ ثروتللي . وحقا ) لو علمتم الغيب لخترتم الواقع ( .
بداهة لص اعتزم لص مرة على سرقة ساعة حللائط مللن غرفللة فللي قصللر أحللد الملوك فدخل ىدون أن يراه أحد ,ووضع سلللما علللى الحللائط وصللعد لخذ الساعة . واتفق أن ىدخل الملك الحجرة بينما كللان اللللص يقللوم بمهمتلله فسللمعه يقول عامدا عندما رآه ,أنى أخشى أن ينزلق السلم . ظن الملك انه أحد الخدم جاء يأخذ الساعة لصلحها فامسللك بالسلللم خوفا من وقوع حاىدث . وبعللد أن انتهللى السللارق مللن عمللله ,خللرج الملللك ,ولللم يفكللر فللي المسألة ل قليل ول كثيرا . ثم لم يمضى وقت طويل حتى علم الملك أن ساعة سرقت من القصر فمرت أمام مخيلته تفاصيل الحاىدثة ,واستيقن أن الشخص الذي كللان يساعده إنما هو اللص الذي سرق الساعة . عندئذ قال الملك من أنباءه نبأ السرقة :ل تذكر شيئا عن هذه الحاىدثة بعد اليوم ,لني كنت شللريكا فللي السللرقة ,إذ أمسللكت بالسلللم حللتى تمكن اللص من إنزال الساعة .
عم صالح الصراف أستيقظ عم صالح من نومه على صلة الفجر والمؤذن يناىدى الصلة خير من النللوم .وسللرعان قللام وتضللأ وتللوجه إلللى المسللجد القريللب وصلى الفجر في جماعة ورجع إلى بيته الريفي المتواضللع وبعللد أن
فرغ من الورىد القرآني وصلى ركعتي الشللروق جهللزت للله زوجتلله الحاجة تقية الفطار وجلس هو وأولىده ) عائشللة فلي السللنة النهائيلة ملن الثانويللة العامللة ( وهلى متفوقلة فلي ىدراسلتها أملا ابنلله الوسلط إبراهيم فهو في الصف الثللاني الثللانوي وابنلله الصللغير محمللوىد فهللو بالصف الثالث العداىدى هؤلء هم أولىد عللم صللالح الرجللل الطيللب البسيط . وقبل أن يللذهب عللم صللالح إلللى عمللله بالمستشللفى العللام بالقريللة از بتليفون المنزل يرن ويسرع ويلتقللط السللماعة ويقللول السلللم عليكللم ورحمه ا وبركاته فيرىد رجل يبدو عليه الوقار مللن صللوته الهللاىدئ عليكم السلم معك وزير التربية والتعليللم مللبروك ياحللاج ابنتللك مللن العشر الوائل في الثانوية العامة . فدقت الفرحة بالبيت وسللرعان مللا ىدخللل الجيللران وشللاركوا السللرة الفرحة وقالت عائشة لبيها لقد وعدتني يأبى أن تدخلني كليللة الطللب بالقاهرة فأبتسم لها أبيها وقال حاضر ياست الدكتورة . وسرعان مللا ىدهللب إلللى المستشللفى وقللدم طلللب بنقلللة مللن ضللواحي الصعيد إلى القاهرة وبعد أن أخد الموافقة سلم على زملئه والللدموع تنهمر من أعينهم على فراق عم صالح وهتفوا جميعا مع السلمة يللا عم صالح مع السلمة يا أحسن صراف في الدنيا وتللم الحتفللال بعللم صالح وتقديم شهاىدة تقدير له من زملئه ورؤساءه في العمل وقدمت له عللن طريللق مللدير المستشللفى مللع وسللام شللرف لحسللن موظللف منضبط لعشرون سنه مضت واخذ عم صالح زوجته وأولىده وسافر إلى القاهرة ليتسلم عمللله بالمستشللفى العللام الجديللدة لكللي يحقللق حلللم أبنته الكبيرة . وعندما ذهب عم صالح إلللى المستشللفى الجديللدة وجللد عللدة مفاجللآت تشيب لها الللرؤوس وكللأنه لللم يعمللل منللذ عشللرون عامللا فللي مجللال المستشفيات من الهوال الللتي رآهللا مللن تفشللى الفسللاىد .والللتي تبللدأ بالللدكتور الكللبير مللدير المستشللفى فهللو يسللتقبل مرضللاه بمكتبلله للمساومة على المبالغ الللتي سلليقومون بللدفعها قبللل أجللراء العمليللات المشبوهة ثم يقوم بعمل التحاليللل والشلاعات اللزملة ثلم يقللول لهللم تعالوا بعد شهرين لتحديد موعد العملية .ول يقتصر المر على ذلك
ولكن بعد أن يفقللد هللؤلء الفقللراء أعصللابهم ويتملكهللم اليللأس وعنللد خروجهم مللن مكتللب المللدير يكللون فللي انتظللارهم السللت الممرضللة الفائقة الجمال وكأن ليس لها مثيل وفى احترافيللة عللاليه تنللاىدى علللى هؤلء الفقراء وتنصحهم بأن يذهبوا إلى عياىدة الدكتور الخاصللة فللي المساء لكي يتم تقديم ميعاىد العملية ويكون لهم الولوية ويكون ميعاىد العملية في موعد أقصاه يومين فيذهب هؤلء الفقراء إلى العياىدة فللي المساء وتكون المفاجأة بأن نفللس الممرضللة الللتي تعمللل بالمستشللفى هي نفسها الممرضة التي تعمل في عياىدة الدكتور الكبير جالسة على مكتب صغير فتقللابلهم بترحللاب وتطلللب منهللم ثمللن الكشللف وكللانت الضللربة القاضللية لهللؤلء الفقللراء لن ثمللن الكشللف مللائتي جنيلله فيضطر المريللض منهللم ىدفللع ثمللن الكشللف مللن لحمهللم الحللي فمللاذا يفعلون ليس لهم حل آخر مع هذا الدكتور الزى باع ضميره . وليس هدا فقللط مللن ناحيللة أخللرى وبنفللس المستشللفى يوجللد مسللاعد المدير الدكتور ذكى نعم أسللم علللى مسللمى فهللو يسللتعمل ذكللاءه فللي جمع المال ول يفرق معه إذ جمعه فللي الحلل أو الحللرام فكللل أمللله مند تخرجه هو شراء الشقة والعياىدة والسيارة الفارهة والدكتور ذكى مشهور بعمل عمليات الجهاض وعمليات غشاء البكللارة للعللاهرات حتى ل ينكشف أمرهم عند الزواج وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة . ومشهد آخر بنفس المستشفى يوجللد الللدكتور نيللازى المشللهور باسللم نيازى النتهازي هدا الدكتور هو المسلئول علن اسلتخراج تصلاريح ىدفن الموتى حتى الموات الذين فارقوا الحياة لللم يسللموا مللن الفسلاىد بالعربي موت وخراب ىديار لن لللن يتللم اسللتخراج التصللريح إل إذا ىدفع أهل المتلوفى خمسلمائة جنيهلا وإل يتلم تعطيلل عملل التصلريح لمدة أسبوع أو عشرة أيام لتشريح الجثة ومعرفللة سللبب الوفللاة رغللم أن المريض محجوز بالمستشفى ومعلوم للجميع سبب الوفاة . ومشللهد آخللر للللدكتور خيللري الللذي أشللتهر بنزاهتلله وعمللل الخيللر وأشتهر بسبحته والتسبيح بها والتي ل تفارق يللديه هللذا خلف قيامللة بأنفاق المال الكثير على الحالت الغير قاىدرة وسرعان مللا يسللاومهم على بيع كليتهم وإقناعهم إن النسان يستطيع إن يعيش بكليللة واحللدة
ويدفع لهم خمسة ألف جنيها ثم يقوم ببيعها للغنياء بمائة ألف جنية . ولم يسلم الممرضات وعمال النظافة من بللؤرة الفسللاىد فعنللدما تللدخل المرأة إلى المستشفى لتوضع يجعلون جميع أهلهلا خلارج المستشلفى وهم في حيرة ولن يتم الطمئنان عليها وعلى مولوىدهللا إل بعللد ىدفللع الحلوة وطبعا ل تقل عن مائة جنيه .......؟!!!!!! رأى عم صللالح الرجللل النزيلله المتللدين كللل هللذا الفسللاىد بالمستشللفى وتذكر أبنته التي سوف تلتحق بكلية الطب فذهب مسرعا إلللى الللبيت ونظر إلى أبنته والدموع تنهمر من عينية وقال في صرخة مدوية . هيا نرجع إلى قريتنا ل أريدك أن تكوني طبيبة ل أريللدك أن تكللوني فاسدة فقالت البنت في ىدهشة ماذا أصابك يللاأبى فشللرح لهللا الب مللا رأة فقالت البنت لبيهللا يللاأبى أن الخيللر والشللر موجللوىدان إلللى قيللام الساعة وأنت ياأبى قد زرعت فينا عدم الهروب مللن المشللكلة فلمللاذا أنت تهرب منها ياأبى أل تعلم أننا في عصللر جديللد فل تخللف يللاأبى لنك ربيتنا على العفة والشرف والمانللة وحاليللا يللاأبى قللامت ثللورة خمسة وعشرون يناير وطلع فجر الحريللة والمللل الللتي قلامت عللى محاربة الفسللاىد والقضللاء عليلله وعلللى الفللور قللام عللم صللالح بتبليللغ الرقابة الىدارية والنيابة العامة وتلم القبلض عليهلم جميعلا والن تتلم محاكمتهم إمام القضاء العاىدل وأصبحت القضللية تمللس الللرأي العللام وتم نشر صورة عم صالح في الجرائد الرسمية مع تقللديم الشللكر للله وأخز وسام من رئيس الجمهورية وتم إقالة وزير الصحة . والحمد ل مرت اليام والسنين وكفأ ا سبحانه وتعالى عم صالح فى أولىدة وأصبحت عائشة ىدكتور جراحه كبيرة وأصبح أبراهيم وكيل للنائب العام وأصبح محموىد مهندسا معماريا كبيرا وأبتسم لهم الحظ من جديد لن عم صالح رباهم التربية الحسنه . أما الخرون فتركوا العار لهم ولبنائهم وهم الن خلف القضبان ىداخل سجن طره . فيا أيها القراء العزاء عليكم بمحاربة الفساىد كل في موقعه حتى ل يكبر ويتوغل ول تخافوا من شئ لن الحق صوته مرتفع .
الخاتمة ) قصص قصيرة ( صللص قصلليرة لتحكللى للطفللال قبللل النللوم علللى انتهيت من كتابة ق ّ مسامع أولىدنا والستفاىدة ونمو عقولهم ،حتى يداعب جفللونهم النللوم أثناء سماع القصة ،للتشوق لسماع نهاية القصة ,وفى نفللس الللوقت
نحكى للطفال قصصا هاىدفة حتى ل تتشتت أفكارهم ويتعلمللوا منهللا لن الطفال عقللولهم تشللرىد إلللى الخيللال لنشللاء قصللص مللن وحللى الخيال ولذلك فل بد من تنمية عقللولهم بأشللياء يتعلمللوا منهللا الحكمللة والموعظة . سبحان ا عندما يكون الشخص بوسط الضواء الزائفة وهو ل يعلم بهذا أو يسعد بوجوىده فلي وسلطها بعيللدا علن كونهلا حقيقلة أم ل ول يعوىد بشللئ أهللواء لرغبللاته وإشللباع نفسلله بطريللق مشللروع أو غيلر مشروع وعندما تذهب هذه الضواء الزائلة يعوىد إليللة صللوابه الللذي فقده ,ويعي للخطاء الشنيعة والقاتلة التي أرتكبها ولكن بعللد مللاذا ؟ بعد فوات الوان لللذلك فل بللد مللن الهتمللام بأولىدنللا لتنميللة عقللولهم بالحكم والمواعظ .فتقبلوا جميعا أحترامى وتقديري.
مؤلفات الكاتب : -1 -2 -3 -4
الوسيلة والتوسل ومعجزات الرسول ) صلى ا عليه وسلم ( البهائية وخطورتها على العالم السلمى التحرش الجنسي قنبلة موقوتة ىدولة الوقاف يفسدها الناظر واتباعة
-5الخوان والسلفيين الماضي والحاضر -6مؤامرة ضد المخابرات العامة والقوات المسلحة في ظل ثورة 25يناير -7محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبي -8سلطان القاسمى ) حاكم الشارقة ( وىدورة في الثقافة العربية -9الشارقة تاريخ وحضارة -10جائزة نوبل من عام 1901حتى عام 2011 -11الصهيونية والخوان وتقسيم الدول العربية والسلمية