الوسيلة والتوسل ومعجزات الرسول

Page 1

‫الوسيلة والتوسل‬

‫ومعجزات الرسول ) ‪(‬‬

‫عبدالناصر يونس إبراهيم‬

‫الطبعة الولى‬ ‫‪2009‬‬


‫‪2‬‬

‫عنوان الكتاب‪ :‬الوسيل ة والتوسل ومعجزات الرسول‬ ‫اسم المؤلف ‪ :‬عبد الناص ر يونس إبراهيم‬ ‫الناشر ‪ :‬مركز المحروسة للنش ر والخدمات الصحفي ة والمعلومات‬ ‫قطع ة رقم ‪ 7399‬ش ‪ 28‬من ش ‪ – 9‬المقطم – القاهرة‬ ‫ت‪ ،‬ف ‪25075917 :‬‬ ‫‪e.mail : mahrosa@ mahrosa.com‬‬ ‫رئيس مجلس الدارة ‪ :‬فريد زهران‬ ‫الغلف والشرا ف الفنى للفنان ‪ :‬مجاهد العزب‬ ‫المحرر العا م ‪ :‬محمود الوردانى‬ ‫المستشار العلمى ‪ :‬مصطفى عبادة‬ ‫رقم اليداع ‪2008/ 21372 :‬‬ ‫الترقيم الدولى ‪2-255-313-977 :‬‬

‫جميع حقوق الطب ع‬ ‫محفوظ ة لمركز المحروس ة‬ ‫الطبعة الولى ‪2009‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬


‫‪3‬‬

‫راجع الحاديث والنصوص القرآنية ‪:‬‬ ‫ فضــيلة الشــيخ‪ /‬ســيد عمــارة – مفتــش بأوقــاف‬‫القاهرة‬ ‫ فضيلة الشيخ‪ /‬محمد عبد القــادر – رئيــس قســم‬‫المساجد الحكومية بأوقاف القاهرة‬


4


‫‪5‬‬

‫المقدمة‬


6


‫‪7‬‬

‫الحمد ل الواحد القهار العزيز الغفار مكور‬ ‫الليل على النهار تذكرة لولى القلوب والصبصار‬ ‫وتصبصره لذوى اللصباب والعتصبار الذى أيقظ من‬ ‫خلقه من اصطفاه فزهدهم فى هذه الدار وشغلهم‬ ‫صبمراقصبته وأدامه الفكار وملزمة التعاظ والذكار‬ ‫ووفقهم للدأب فى طاعته والتأهب لدار القرار‬ ‫والحذر مما يسخطه ويوجب دار الصبوار والمحافظة‬ ‫على ذلك مع تغاير الحوال والطوار‪.‬‬ ‫أحمده أصبلغ حمد وأذكاه وأشمله وأنماه وأشهد‬ ‫أن ل إله إل ال الصبر الكريم الرءوف الرحيم‬ ‫وأشهد أن محمدا عصبده ورسوله وحصبيصبه وخليله‬ ‫الهادى إلى صراط مستقيم والداعى إلى دين قويم‪.‬‬ ‫صلوات ال وسلمه عليه وعلى سائر النصبيين وآل‬ ‫كل وسائر الصالحين‪.‬‬ ‫ولقد أحسن القائل ‪:‬‬


‫‪8‬‬ ‫إن ل عباداً فطنا‬

‫‪.‬‬

‫طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا‬ ‫‪.‬‬

‫نظروا فيها فلما علموا‬

‫أنها ليست لحى ً‬ ‫وطنا‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫جعلوها لجة واتخذوا‬

‫صالح العمال فيها سفنا‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫وأوشح ما يحتاج إلى ضصبط أو شرح معنى خفى صبنفائس من‬ ‫معجزات سيدنا النصبى ) ‪ (‬وشرح الوسيلة والتوسل صبإيجاز‪.‬‬ ‫وأنا سائل أخا أنتفع نشئ منه أن يدعو لى ولوالدى ومشايخى‬ ‫وسائر أحصباصبنا والمسلمين أجمعين وعلى ال الكريم اعتمادى واليه‬ ‫تفويضى واستنادى وحسصبى ال ونعم الوكيل ول حول ول قوة إل صبال‬ ‫العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫الكاتب ‪ /‬عبدالناصر يونس‬


‫‪9‬‬

‫الباب الول‬

‫الوسيلة والتوسل‬


10


‫‪11‬‬ ‫الوسيلة إشكالية فقهية‪:‬‬ ‫موضوع الوسيلة من الموضوعات المهمة التى ظهرت على‬ ‫الساحة منذ قديم الزمان ولم يفصل فى صبعض نقاطه إلى الخذ صبرأى‬ ‫قاطع لتوافر الدلة مع كل المتنازعين فيه‪.‬‬ ‫ولو أن المر عند هذا الحد وأعتصبر من الموضوعات الخلفية‬ ‫التى يقدر فيها رأى كل فريق على ما ذهب إليه مادام الدليل يحكمه‬ ‫لما كان للموضوع هذه الهمية صبل سيكون كأى موضوع خلفى‬ ‫فرعى آخر ولكنا نجد أن الجتهاد الفقهى فى هذه المسألة صاحصبة‬ ‫تعصب وتصبعة تراشق وتقاذف واتهام صبالكفر والخروج من الملة من‬ ‫صبعض الفراد‪.‬‬ ‫والذى ينظر إلى ساحة العمل السلمى خصوصا يجد آلفا‬ ‫من الصوفية متهمين فى عقيدتهم صبل أصصبح اسم صوفى لدى صبعض‬ ‫التجاهات الخرى ل يذكر إل للدللة على الشركيات ويجد فى‬ ‫الوجهة المقاصبلة التجاهات السلفية التى جمعت عدتها للدفاع عن‬ ‫العقيدة وتخليصها من الشركيات ونحاول من خلل هذا الكتاب أن‬ ‫نزيل الخفاء عن هذا الموضوع صبإيضاح ما فيه مركزين على أهم‬ ‫النقاط التى كثر الجدل حولها وذلك من خلل تعريف الوسيلة ورؤية‬ ‫التجاه السلفى لها واعتمدت فى صبيان ذلك على المنهج التى‪:‬‬ ‫أول‪ :‬عرف ت الوسسيلة لغسسة واصسسطلحا وصبينسست معناهسسا مسسن خلل‬ ‫الكتسساب والسسسنة وصبينسست مسسا يكسسون فيسسه التوسل وحكسسم كسسل نسسوع‬ ‫من أنواعه‪.‬‬


‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صبينت رأى الزهر الشسريف للوسيلة وسصبب صبيسسانه ‪ :‬وضعه‬ ‫كجهة مستقلة يمكن الحتكام إليها‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬صبينت رأى التجاه الصوفى للوسيلة‪.‬‬ ‫رابعععا‪ :‬صبينسست رأى التجسساه السسسلفى للوسسسيلة وفسسى كسسل ذلسسك صبينسست‬ ‫الدليل على كل رأى‪.‬‬ ‫وأخيعععرا‪ :‬صبينس سست موق سسع كس سسل فريس ق مس سسن المسس سسألة وج س وهر الخلف‬ ‫ونتائج الموضوع‪.‬‬ ‫أول معنى الوسيلة ‪:‬‬ ‫الوسيلة هى ما يتقرب صبه إلى الغير والوسيلة فى قوله ) ‪ (‬اللهم‬ ‫آت محمدا الوسيلة وهى الصل ما يتوصل صبه إلى الشئ ويتقرب صبه‬ ‫والمراد فى الحديث القرب من ال تعالى‪ :‬وقيل هى الشفاعة يوم‬ ‫القيامة ‪:‬وقيل منزلة من منازل الجنة‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫الوسيلة فى القرآن الكريم ‪:‬‬ ‫وردت كلمة الوسيلة فى القرآن الكريم فى موضعين‪:‬‬ ‫الول منهما فى قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ المائدة‪٣٥ :‬‬ ‫قال القرطصبى الوسيلة القرصبة التى ينصبغى أن يطلب صبها والوسيلة‬ ‫درجة فى الجنة‪.‬‬ ‫ﯧ ﯨ‬ ‫الموضوع الثانى ‪ :‬ورد فى قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷ ﯸ ﭼ الرسراء‪٥٧ :‬‬ ‫يصبتغون إلى رصبهم الوسيلة أيهم أقرب أى يطلصبون من ال الزلفة‬ ‫والقرصبة‪.‬‬ ‫ويتضرعون إلى ال تعالى فى طلب الجنة وهى الوسيلة‬ ‫ويدعون تعود على العاصبدين ويصبتغون تعود على المعصبودين ويجوز‬ ‫أن يكون أيهم أقرب صبدل من الضمير فى يصبتغون والمعنى يصبتغى أيهم‬ ‫أقرب الوسيلة إلى ال‪.‬‬ ‫وصبهذا تأخذ الوسيلة معانى القرصبة والدرجة أو المنزلة فى الجنة‬ ‫أو الجنة نفسها والمعنى اتخاذ القرب إلى ال تعالى وسيلة للقرب‬ ‫منه سصبحانه أو للجنة ومنازلها‪.‬‬


‫‪14‬‬ ‫الوسيلة فى السنة المشرفة ‪:‬‬ ‫وقسسد وردت الوسسسيلة فسسى السسسنة المشسسرفة فسسى أكسسثر مسسن موضسسوع‬ ‫منها قوله ) ‪ ) (‬آت محمدا الوسيلة والفضيلة (‪.‬‬ ‫قال صبن حجر ‪ :‬الوسيلة هى ما يتقرب صبه إلى الكصبير يقال‬ ‫توسلت أى تقرصبت وتطلق على المنزلة العليا‪.‬‬ ‫ووردت أيضا فى حديث عصبدال صبن عمرو صبن العاص أنه سمع‬ ‫النصبى ) ‪ (‬يقول ‪ :‬إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا‬ ‫على فأنه من صلى على صلة صلى ال علية صبها عش ار ثم سلوا ال‬ ‫لى الوسيلة فأنها منزلة فى الجنة ل تصبتغى إل لعصبد من عصباد ال‬ ‫وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت له الشفاعة‪.‬‬ ‫وقد فسر الرسول ) ‪ (‬الوسيلة صبأنها منزلة فى الجنة‪.‬‬ ‫فقد تصبين من معنى الوسيلة فى اللغة والقرآن والسنة أنها الطريقة‬ ‫أو ما يتقرب صبه العصبد إلى ال وتعنى الجنة أو المنزلة فيها وليس‬ ‫هناك خلف فى معناها أن كانت مقتصرة على الجنة أو منزلة فيها‬ ‫إوانما الخلف يكمن أن كان معناها ‪ :‬ما يتقرب صبه العصبد إلى ال فقد‬ ‫حدث فيه خلف كصبير‪.‬‬ ‫وهنا تتسع الهوة عندما تطرح السئلة التالية ‪:‬‬ ‫• هل يجوز التوسل إلى ال تعالى صبأحد من خلقه ؟‬ ‫• هل يجوز التوسل صبنصبى من أنصبيائه ؟‬ ‫• هل يجوز التوسل صبذاته أم صبجاهه ؟‬ ‫• هل يجوز التوسل صبه فى حياته أم صبعد مماته ؟‬


‫‪15‬‬ ‫• هل يجوز التوسل صبالصالحين ؟‬ ‫فقد يتوسل العصبد صبنصبى من النصبياء أو أحد الصالحين فى حال‬ ‫حياتهم صبطلب الدعاء له أو يتوسل صبعمل صالح له يزيده قرصبا من ال‬ ‫تعالى فهذا ل خلف عليه إوانما الخلف فيما يلى ‪:‬س‬ ‫‪ (1‬التوسل صبذات النصبى ) ‪ (‬أو صبجاهه‪.‬‬ ‫‪ (2‬التوسل صبحق النصبى والنصبياء عليهم السلم‪.‬‬ ‫‪ (3‬التوسل صبذات الصالحين أو صبجاهم‪.‬‬ ‫‪ (4‬التوسل صبحق السائلين‪.‬‬ ‫‪ (5‬التوسل صبالموات‪.‬‬ ‫‪ (1‬فمن الول ‪ :‬وهو التوسل بذات النبى ) ‪ (‬أو بجاهه ‪:‬‬ ‫قول القائل ‪ :‬اللهم إنى أسألك صبنصبيك أو صبجاه نصبيك ويقصد صبذلك‬ ‫أن يكون النصبى لما له من مكانة وجاه سصبصبا فى تحقيق دعائه وقد جاء‬ ‫فى حديث عثمان صبن حنيف أن رجل ضري ار أتى النصبى ) ‪ (‬فقال ‪:‬‬ ‫أدع ال أن يعافينى قال ‪ :‬إن شئت دعوت وإن شئت صصبرت فهو‬ ‫خير لك قال ‪ :‬فأدعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو صبهذا‬ ‫الدعاء ‪ :‬اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك صبنصبيك محمد نصبى الرحمة )يا‬ ‫محمد( إنى أتوجه صبك إلى رصبى فى حاجة لتقضى لى اللهم فشفعه‬ ‫فى ) فعاد وقد أصبصر(‬


‫‪16‬‬ ‫وعن أنس أن عمر صبن الخطاب ) ‪ (‬كان إذا قحطوا استسقى‬ ‫صبالعصباس صبن عصبدالمطلب فقالوا ‪ :‬اللهم إنا كنا نتوسل إليك صبنصبينا‬ ‫فتسقينا إوانا نتوسل إليك صبعم نصبينا فاسقنا قال ‪ :‬فيسقون‪ .‬ففى قوله‬ ‫نصبينا تحتمل صبذاته أو صبدعائه‪.‬‬ ‫وهناك من رد الحتجاج صبالحديثين‪ .‬كما سيأتى صبأذن ال تعالى‬ ‫تفصيل فقد ردوا الحديث الول صبتأويله على وجوه غير التوسل‬ ‫صبالجاه أو صبالذات وفى الحديث الثانى قالوا ‪ :‬إن المقصود صبه الدعاء‬ ‫وليس ذات النصبى ) ‪ (‬وأياً كان المر فالحديثان يحتملن أكثر من‬ ‫وجه‪.‬‬ ‫التوسل بحق النبى ) ‪ (‬والنبياء‪:‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫ومنه قوله ) ‪ (‬ال الذى يحى ويميت وهو حى ل يموت أغفر‬ ‫لمى فاطمة صبنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها صبحق نصبيك‬ ‫والنصبياء الذين من قصبلى فأنك أرحم الراحمين ويوجه الصبعض حق‬ ‫النصبياء هنا قصبول الشفاعة لعلو درجاتهم وهذا ل دليل عليه كما‬ ‫سيتضح من رد الزهر الشريف‪.‬‬ ‫التوسل بذات الصالحين أو بجاهم ‪:‬‬ ‫‪(3‬‬ ‫ويستدل المثصبتون لذلك صبحديث الستسقاء فقد ثصبت أن النصبى ) ‪(‬‬ ‫حى فى قصبره فال عز وجل حرم على الرض أن تأكل أجساد‬ ‫النصبياء ومع ذلك خرج سيدنا عمر والعصباس والصحاصبة رضوان ال‬


‫‪17‬‬ ‫عليهم ليستسقوا صبالعصباس وقال اصبن حجر ‪ :‬ويستفاد من قصه العصباس‬ ‫استحصباب الاستشفاع صبأهل الخير والصلح وأهل صبيت النصبوة وأستدل‬ ‫المنكرون صبأن المقصود هو الدعاء وليس الذات‪.‬‬ ‫التوسل بحق السائلين ‪:‬‬ ‫‪(4‬‬ ‫ومنه قوله ) ‪ (‬أسألك صبنور وجهك الذى أشرقت له السماوات‬ ‫والرض وصبكل حق هو لك وصبحق السائلين أن تقصبلنى فى هذه الغداة‬ ‫وفى هذه العشية وأن تجرنى من النار صبقدرتك‪.‬‬ ‫فكلمة صبحق السائلين يستدل صبها المجيزون على أنها عامة لكل‬ ‫المسلمين ويرى المنكرون أنها صبمعنى الدعاء ‪ :‬إذا سلم الحديث من‬ ‫الضعف‪.‬‬ ‫التوسل بالموات ‪:‬‬ ‫‪(5‬‬ ‫وهم إما أحياء فى قصبورهم كالنصبياء ففى التوسل صبهم صبعد موتهم‬ ‫الخلف الذى حدث فى التوسل صبهم قصبل موتهم أما غير النصبياء فمن‬ ‫ليس حيا فى قصبره فل معنى للتوسل صبهم أما التوسل صبما يرصبطه صبهم‬ ‫من علقة حب أو أتصباع فهذا نوع آخر من التوسل وهو التوسل‬ ‫صبعمله وهو جائز ول خلف عليه‪.‬‬ ‫والذى أود أن ألفت النظر إليه أن هذا الموضوع على خطورته لم‬ ‫يسلم فيه قول أى من الفريقين من رد فهو إذن من المسائل الخلفية‬ ‫التى يصعب على الصباحث فيها أن يرجح أحد الرأيين صبصورة يتأكد معها‬


‫‪18‬‬ ‫خطأ الرأى الخر إذ لكل رأى وجاهته ودليلة ولكن الذى أمقته هو‬ ‫التعصب العمى صبل دليل قطعى‪.‬‬ ‫ويكفينا ما وسع المة السلمية فى قرونها الولى من سعة‬ ‫للصدر وعدم الطعن والتجريح واحترام الراء والدلة‪.‬‬ ‫وليكن الوصول للحق هو هدف الذى يعرض الفكرة وليس‬ ‫الطعن والتجريح مما يصعب الهتداء للحق‪.‬‬ ‫إواذا علمنا أن الحكم على الشئ فرع عن تصوره وقد أقر أكثر‬ ‫الصوفيين صبأن للمقصد والتجاه ل ليس لعصبد أو صبشر أيا كان فأن‬ ‫الحكم عليه صبالخروج من الملة أو التفسيق ل يقصبله العقل صبحال‪.‬‬ ‫والولى الدعوة صبالحسنى والموعظة الحسنة والتماس العذر‬ ‫للمخالف صبدل من الرمى والتفسيق الذى ل يجلب إل عنادا أكثر‬ ‫وفسادا أكصبر والن مع رؤية صبعض التجاهات السلمية حول‬ ‫موضوع الوسيلة والتوسل‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الوسيلة والتوسل لدى الزهر الشريف ‪:‬‬ ‫أردت هنا أن أثصبت رأى الزهر الشريف كهيئة مستقلة وليس‬ ‫شيخا من شيوخه فى الوسيلة وذلك حتى تتضح الصورة أكثر من‬ ‫اتجاه ووضع النقاط على حروفها فيرى الزهر الشريف أن موضوع‬ ‫التوسل والوسيلة من الموضوعات التى اشتدت الخلف فيها ففريق‬ ‫قال صبمشروعيته وفريق آخر قال صبعدم مشروعيته وقد تغالى كل من‬ ‫الفريقين فى التمسك صبرأيه والتغالى فى كل شئ مدرجة إلى التعصب‬


‫‪19‬‬ ‫إن لم يكن هو التعصب نفسه وهو يؤدى إلى نتائج خطيرة أدتاها‬ ‫تمزق المسلمين وأقصاها رمى صبعضهم صبعضا صبالكفر وترجمة ذلك‬ ‫إلى معاملت عنيفة‪.‬‬ ‫ويرى الزهر الشريف أن المغالين النكار على التوسل عمدوا‬ ‫إلى نصوص واردة فى الكفار وطصبقوها على المسلم الذى يؤمن صبال‬ ‫رصبا وصبالسلم دينا وصبمحمد ) ‪ (‬رسول‪.‬‬ ‫وذلك كاستشهادهم صبقول ال تعالى‪ ،‬حكاية عن المشركين ﭽ‬ ‫ﮕ ﮩ ﭼ الزمر‪ ٣ :‬فى أن من‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫يتوسل إلى ال صبشخص كان مشركا مع أن المتوسل لم يعصبد من‬ ‫توسل صبه‪ ،‬والمغالون فى التوسل أفرطوا فى حب الصالحين‬ ‫فوصفوهم فوق ما يستحقون حتى قال صبعضهم ‪ :‬إن فيهم من‬ ‫يتصرف فى الكون وان كان ذلك صبإرادة ال تعالى لكن العتقاد فى‬ ‫سمو منزلتهم كاد ينسيهم رصبهم‪.‬‬ ‫تعريف الوسيلة ‪:‬‬ ‫يرى الزهر الشريف أن الوسيلة قد يراد صبها الطريقة الموصلة‬ ‫إلى لغاية أو الغاية نفسها‪ ،‬صبصرف النظر عن تحديدها‪ ،‬أو الغاية‬ ‫الخاصة المحددة وهى منزلة فى الجنة ويرى الزهر الشريف أن‬ ‫الوسيلة صبالمعنى الثانى ) الغاية غير المحددة ( والمعنى الثالث‬ ‫) الغاية المحددة وهى المنزلة فى الجنة ( ل خلف صبين المسلمين‬


‫‪20‬‬ ‫فى هذا على الطلق إنما الخلف فى المعنى الول ) الطريقة‬ ‫الموصلة للغاية (‪.‬‬ ‫رؤية الزهر فى صبعض القضايا المتصلة صبالوسيلة والتوسل‪:‬‬ ‫أول‪ :‬التوسل إلى ا بالنبى ) ‪ (‬والنبياء ‪:‬‬ ‫يرى الزهر الشريف آن رسول ال ) ‪ (‬هو وسيلتنا إلى ال‬ ‫وطاعته وحصبه أساس حب ال للعصبد لقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ النرساء‪ ،٨٠ :‬وقال‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫تعالى ‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ آل عمران‪ ،٣١ :‬ودعاؤه لنا )‬ ‫‪ (‬وشفاعته العظمى يوم القيامة ل يختلف على هذا أحد إوانما‬ ‫الخلف فى قول صبعض الناس ‪ :‬اللهم إنى أتوسل إليك صبنصبيك أن‬ ‫تغفر لى أو استشفع صبه إليك وهذا القول يحتمل توجهين ‪:‬‬


‫‪21‬‬ ‫الول‪:‬‬ ‫التوسل صبالنصبى ) ‪ (‬ليدعو له‪ ،‬وهذا ل يشك أحد فى جوازه‬ ‫وصبخاصة فى حياته‪.‬‬ ‫الثانى‪:‬‬ ‫التوسل صبذات النصبى ) ‪ (‬صبمعنى أن يدعو الداعى رصبه راجيا‬ ‫الإجاصبة إكراما للنصبى ) ‪ (‬لمنزلته عنده‪ .‬ومثل النصبى ) ‪ (‬فى ذلك‬ ‫غيره من النصبياء فيقول الداعى ‪ :‬أسألك اللهم صبنصبيك أو صبجاه نصبيك أن‬ ‫تغفر لى‪ .‬وهذه العصبارة تحتمل آمرين ‪:‬‬ ‫أولهما ‪ :‬القسم وأدائه هى الصباء مثل صبال أن تجلس أو تفعل كذا‬ ‫على معنى أقسم صبال‪ .‬والجمهور يمنعون القسم صبغير‬ ‫ال‪ ،‬يقول النصبى ) ‪ (‬من كان حالفا فليحلف صبال أو‬ ‫ليصمت‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬عدم القسم‪ ،‬وذلك إذا أريد صبالصباء السصبصبية‪ ،‬والمعنى‬ ‫أسألك صبال صبسصبب نصبيك أن تكرمنى‪ ،‬فان كان المراد ‪:‬‬ ‫صبسصبب اليمان صبه وحصبه وطاعته فل غصبار عليه‪ ،‬لنه‬ ‫توسل صبعمله هو‪ ،‬وهو قرصبة إلى ال تعالى‪ ،‬وان كان‬ ‫المراد ‪:‬س صبسصبب ذاته‪ ،‬أو صبسصبب منزلته من ال ووجاهته‬ ‫عنده فهذا هو الذى احتدم الخلف حوله صبين العلماء‪.‬‬ ‫وهذا هو موطن الداء الذى أختلف حوله العلماء ففريق ينكره‬ ‫لن مجرد الجاه ل يعطى الشفاعة‪ ،‬وعلى رأس هذا الفريق شيخ‬


‫‪22‬‬ ‫السلم )اصبن تيمية( رحمه ال‪ .‬الذى ألف رسالة خاصة حاول فيها‬ ‫أن يرد ما جاء عن الصحاصبة فى جوازه‪ ،‬إما صبضعف السند أو الوقف‬ ‫على الصحاصبة أو على من ليس قوله أو فعله حجة‪ ،‬إواما صبالتأويل‪.‬‬ ‫وفريق يثصبته وأورد الزهر الشريف فى صبيانه للناس فالمسألة إذن‬ ‫خلفية وأدلتها تحمل وجوها عدة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التوسل إلى ا بحق النبى ) ‪ (‬والنبياء ‪:‬‬ ‫التوسل صبحق النصبى والنصبياء مما ورد فيه خلف كصبير كالساصبق‪،‬‬ ‫فصبعض العلماء ومنهم ) اصبن تيميه (‪ ،‬وفريق ل ينكر التوسل صبحق‬ ‫النصبى والنصبياء عليهم جميعا السلم‪ ،‬ويقول المنكرون صبالتوسل صبحق‬ ‫النصبياء‪ :‬صحيح أن حق النصبياء على ال ل مرية فيه ولكنه صبمعنى‬ ‫رفع الدرجات وقصبول الشفاعات والدعاء إذا شاء‪ :‬كما قال سصبحانه‬ ‫وتعالى‪ :‬ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯾ ﭼ البقرة‪. ٢٥٥ :‬‬ ‫ويرد ال هزعهر الشريف على هذا قائل‪:‬‬ ‫إن تفسير الحق للنصبياء صبذلك فقط حكم ل دليل عليه‪ ،‬فلماذا‬ ‫تكون ذواتهم ووجودهم وسيلة للخير كما قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫ﯯ ﯰﯱ ﯸ ﭼ النفال‪ ،٣٣ :‬كما كان لوجود‬ ‫ﯮ‬ ‫العصباس نفسه عند الستسقاء أثر فى رحمة ال لعصباده عند‬ ‫الستسقاء؟ وليس عمر صبأقل درجة من العصباس فى قصبول الدعاء لو‬ ‫كان المقصود الدعاء فقط‪.‬‬


‫‪23‬‬ ‫فالزهر الشريف مع ميله إلى القول صبجواز التوسل صبحق النصبى‬ ‫والنصبياء إل أنه لم ينكر القول الخر‪ ،‬ولكنه أنكر التحكم والتعصب‬ ‫لرأى ل دليل عليه وهذا من الخلف المقصبول فى الشريعة السلمية‬ ‫لوجود دليل عليه‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التوسل بغير النبياء‪:‬‬ ‫يقول الزهر الشريف التوسل إلى ال صبالصالحين من عصباده إن‬ ‫كان صبمعنى الدعاء منهم فل مانع منه أصبدا وقد طلب النصبى ) ‪ (‬من‬ ‫عمر ) ‪ (‬أل ينساه من دعائه عندما استأذنه للسفر إلى العمرة إواذا‬ ‫كان التوسل صبذواتهم وجاههم فإذا كان صبمعنى القسم فل يجوز‪ ،‬إذ ل‬ ‫يجوز القسم صبغير ال سصبحانه وتعالى من العصباد‪ ،‬وان كان صبغير القسم‬ ‫ففيه رأيان ‪:‬‬ ‫فريق يثصبته ويستدل صباستسقاء عمر صبالعصباس ) ‪ (‬ويستدل‬ ‫صبحديث الخروج إلى المسجد )اللهم إنى أسألك صبحق السائلين عليك(‬ ‫وذلك إلى جانب أنه يرد نص يمنع من هذا التوسل‪.‬‬ ‫وفريق ينكره‪ ،‬ويؤول ما ورد من ذلك إما صبضعف السند‪ ،‬إواما‬ ‫صبمعنى الدعاء فان صبعض العصباد لهم منزلة عند ال يستجيب دعائهم‬ ‫لقوله ) ‪) (‬إن من عصباد ال من لو أقسم على ال لصبره(‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬التوسل بالموات‪:‬‬ ‫الموات فريقان‪ :‬فريق حى فى قصبره‪ ،‬وفريق غير حى‪ ،‬ومن‬ ‫الحياء فى قصبورهم النصبياء‪ ،‬فالتوسل صبهم يجرى عليه ما جرى على‬


‫‪24‬‬ ‫التوسل صبهم قصبل دفنهم فأجازه جماعة صبدليل ما روى أن قحطا أصاب‬ ‫الناس فى زمان عمر‪ ،‬فجاء رجل إلى قصبر النصبى ) ‪ (‬فقال‪:‬س يا رسول‬ ‫ال ) ‪ (‬أستسق ال لمتك فأنهم قد هلكوا فأتاه الرسول فى المنام‬ ‫فقال ‪ :‬أئت عمر فأقرئه السلم وأخصبره أنهم مسقون‪ ،‬وقل له عليك‬ ‫الكيس‪ ،‬الكيس فأتى الرجل عمر فأخصبره فصبكى وقال ‪ :‬يارب ما آلو‬ ‫إل ما عجزت عنه صبمعنى ل أقصر إل فيما عجزت عنه‪ .‬ومنعه‬ ‫جماعة منهم )اصبن تيمية( الذى يقول ‪ :‬لو كان جائ از ما احتاج عمر‬ ‫إلى التوسل صبالعصباس‪ .‬وكان يمكنه أن يتوسل صبالنصبى ) ‪ (‬صبعد موته‪،‬‬ ‫لكنه قد يرد عليه صبأن عمر فعله لصبيان جواز الستسقاء صبغير النصبى )‬ ‫‪ (‬لنه رصبما يتوهم صبعض الناس أنه ل يجوز الستسقاء صبغير النصبى‬ ‫) ‪ (‬كما أن من يستسقى صبه يكون مع الناس وقد كانوا مجتمعين‬ ‫صبعيدا عن المسجد النصبوى‪.‬‬ ‫أما غير الحياء فى قصبورهم فل معنى لطلب الدعاء منهم‪.‬‬ ‫والتوسل صبذواتهم وصبجاههم حكمه حكم التوسل صبذوات النصبياء‬ ‫وجاههم‪.‬‬ ‫وال أعلم صبتكريمه لهم فهو وحده الذى يحكم عليهم‪ ،‬وليس لنا‬ ‫من حكم عليهم فى حياتهم إل صبظاهر أعمالهم إواذا كان التوسل‬ ‫صبحصبهم واتصباع سلوكهم الطيب فهو من صباب توسل النسان إلى ال‬ ‫صبعمله‪.‬‬ ‫وهو أمر متفق على مشروعيته كأصحاب الغار الذين انطصبقت‬ ‫الصخرة عليهم فدعوا رصبهم صبصالح عملهم ففرج عنهم‪.‬‬


‫‪25‬‬ ‫ضوابط الخلف فى هذه المسألة ‪:‬‬ ‫وقد وضع الزهر الشريف ضواصبط يجب أن يقف عندها‬ ‫الجميع‪ ،‬ويلتقوا عندها إخوانا متحاصبين وهى ‪:‬س‬ ‫‪ -1‬العتقاد صبوحدانية ال تعالى ل شريك له فى ملكه هو الخالق‬ ‫والرازق والنافع والضار‪ ،‬واليه يرجع المر كله‪ ،‬وكل شئ‬ ‫يمس هذه الوحدانية ممنوع‪.‬‬ ‫‪ -2‬التجاه صبالعصبادة إليه وحده ل أشرك صبه أحدا فيها كما قال‬ ‫سصبحانه وتعالى‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ الفاتحة‪.٥ :‬‬ ‫‪ -3‬اليمان صبأن ال يكرم من يشاء من عصباده صبما يشاء من فضله‪،‬‬ ‫ومن أنواع هذا الكرام قصبول دعائه والستجاصبة له‪.‬‬ ‫‪ -4‬اليمان صبأن ال قادر على أن يخرق العادات التى ألفها‬ ‫الناس ونظموا عليها أمور حياتهم‪ ،‬وخرق العادة إن كان لنصبى‬ ‫سمى )معجزة( وان كان لولى صالح سمى )كرامة(‪.‬‬ ‫‪ -5‬كل من ظهرت على أيديهم المعجزات والكرامات يعتقدون أن‬ ‫ال سصبحانه وتعالى هو فاعلها‪ ،‬ول قدرة لهم عليها إل صبقدرته‬ ‫تعالى‪ ،‬ولم ينسصبها أحد لنفسه على الحقيقة مع جواز ذلك‬ ‫على سصبيل المجاز‪.‬‬ ‫‪ -6‬عصبادة ال يجب أن تكون على الوجه الذى ارتضاه للتقرب صبه‬ ‫إليه‪ ،‬وما سوى ذلك مرفوض‪ ،‬وهذا الوجه الذى ارتضاه‬ ‫موجود فى كتاصبه وسنته نصبيه ) ‪.(‬‬


‫‪26‬‬ ‫‪ -7‬يجب اعتصبار النية عند الحكم على أى فعل يصدر من العصبد‪،‬‬ ‫إواذا لم نعلم نية العصبد‪ ،‬وجاز لنا أن نحكم على الظاهر فان‬ ‫هذا الحكم ل يكون قطعيا تترتب عليه أثار خطيرة على‬ ‫النفس أو المال أو العرض أو الدين‪.‬‬ ‫‪ -8‬إذا وجدنا خطأ فى العصبادة قول أو عمل وجب علينا أن ننصبه‬ ‫المخطئ إليه لن ذلك من ضمن ما كلفنا صبه ال من المر‬ ‫صبالمعروف والنهى عن المنكر‪.‬‬ ‫‪ -9‬ومن أهم ما يساعد على تقريب وجهات النظر‪ ،‬وجمع‬ ‫أصحاب الفكر على كلمة سواء تحديد المراد من اللفاظ‬ ‫وتحديد المفاهيم‪.‬‬ ‫ولعل هذه النقاط تكون حدا وسطا يرجع إليه‪ .‬ول سصبق الحكم‬ ‫على اللسنة إل صبعد معرفة الموضوع وتحديد المفاهيم ومعرفه أو‬ ‫محاولة معرفة نية القائل‪ ،‬لن التسرع فى الحكم وخاصة فيما يمس‬ ‫الدين‪ ،‬العرض‪ ،‬النفس‪ ،‬المال من المور الخطيرة شرعا‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬التوسل لدى التجاهات الصوفية‬ ‫معنى التوسل ‪:‬‬

‫التوسل عند الصوفية هو السصبب المتخذ من العصبد فى وصول‬ ‫المقدور الإلهى إليه والعصبد هو المتوسل‪ ،‬وهذا الشئ هو المتوسل صبه‬ ‫وهو السصبب‪ ،‬والمتوسل إليه هو ال تعالى‪ ،‬والمتوسل من أجله هو‬ ‫الشئ المطلوب أو هو التقرب إلى الغير يقال ‪ :‬توسل إلى فلن صبكذا‬


‫‪27‬‬ ‫إذا تقرب إليه صبشر نشئ‪ ،‬فهذان التعرفيان يعنيان أن التوسل عند‬ ‫الصوفية هو ما يتخذه النسان من أسصباب تقرصبه إلى ال تعالى‪ ،‬أو‬ ‫تكون سصبصبا فى وصول المقدور إليه‪.‬‬ ‫أنواع الوسيلة ‪:‬‬ ‫والوسيلة صبمعنى التقرب إلى ال لحصول رضاه أنواع منها ‪:‬‬ ‫الوسيلة بالمكان ‪:‬‬

‫وهى زيادة أجر الصلة فى المساجد الثلثة ‪ :‬المسجد الحرام‪،‬‬ ‫والمسجد القصى‪ ،‬ومسجد رسول ال ) ‪ (‬وتخصيص فريضة الحج‬ ‫وأعمالها صبمكة المكرمة‪ ،‬فهى وسيلة لزيادة الثواب والقرب من ال‪.‬‬ ‫ومن الدلة الدامغة فى صحة الوسيلة والتوسل موقف السيدة‬ ‫الشريفة العذراء السيدة ‪ /‬مريم‪ ،‬عندما دخل عليها سيدنا زكريا ) ‪(‬‬ ‫المحراب فوجد عندها رزقا فقال من أين هذا‪ ،‬فقالت هو من عند ال‬ ‫يرزق من يشاء صبغير حساب‪.‬‬ ‫فهنالك دعا سيدنا زكريا ) ‪ (‬رصبه‪ ،‬فهنالك تفيد الزمان والمكان‬ ‫فاختيار سيدنا زكريا ) ‪ (‬للمكان والزمان يعد ضمنيا توسل ال‬ ‫صبالسيدة مريم وصبالمحراب ومن الدلة الدامغة استجاصبة الدعاء ووهصبه‬ ‫ال سصبحانه وتعالى سيدنا يحيى ) ‪ (‬حتى أن ال سصبحانه وتعالى‬ ‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫) قال فيه ( ‪ :‬ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ مريم‪.٧ :‬‬


‫‪28‬‬ ‫ومن هنا رأى سيدنا زكريا ) ‪ (‬أن المكان يعنى )المحراب( وان‬ ‫السيدة ‪ /‬مريم ذاتها هم سصبب من أسصباب قصبول الدعاء فلم يضيع‬ ‫سيدنا زكريا ) ‪ (‬الفرصة ولجأ إلى ال فى حينه صبالدعاء‪ ،‬والذى وهصبه‬ ‫ال تصباك وتعالى على أثره صبسيدنا يحيى ) ‪.(‬‬ ‫ومن هنا نستدل يا أحصباب رسول ال ) ‪ (‬أن هناك أماكن‬ ‫صبعينها وعصبادا ل صبعينهم تستجاب عندهم الدعوة إلى ال سصبحانه‬ ‫وتعالى‪.‬‬ ‫وهذا فى مضمونه يثصبت الوسيلة إلى ال تصبارك وتعالى‬ ‫وللستئناس ‪ :‬قول المام الشافعى ) ‪ (‬وهو علم من أعلم الشريعة‬ ‫والفقه نهيج عن أنه ) ‪ (‬إماما لمذهب الشافعية قال ) ‪ ) (‬أحب‬ ‫الصالحين ولست منهم لعلى صبحصبهم أنال الشفاعة وأكره من تجارته‬ ‫المعاصى ونحن سويا فى الصبضاعة (‪.‬‬ ‫فهل تظنوا يا أحصباب سيدنا النصبى ) ‪ (‬إن المام الشافعى وهو‬ ‫المعروف عنه التشدد فى معظم القضايا والفتاوى‪ ،‬كان سيسمح‬ ‫لنفسه التوسل صبالصالحين لعله صبحصبهم ينال الشفاعة‪ ،‬إذا لم تكن‬ ‫الوسيلة والتوسل صحيحة شرعا‪.‬‬ ‫الوسيلة بالزمان ‪:‬‬

‫وهى أن ليلة القدر خير من ألف شهر‪ ،‬والليالى ذات الفضل‪،‬‬ ‫وساعة يوم الجمعة التى يقصبل فيها الدعاء‪.‬‬ ‫الوسيلة بالعمل الصالح ‪:‬‬


‫‪29‬‬ ‫كما ثصبت من حديث الثلثة الذين آووا إلى الغار فانطصبق عليهم‪،‬‬ ‫فتوسلوا إلى ال صبأعمالهم الصالحة‪ .‬ففرج ال عنهم فخرجوا‪.‬‬ ‫ففى الصبخارى ومسلم عن اصبن عمر ‪ ‬أن رسول ال ) ‪ (‬قال ‪:‬‬ ‫صبينما ثلثة نفر ممن كان قصبلكم يمشون إذ أصاصبهم مطر فأووا إلى‬ ‫غار فانطصبق عليهم فقال صبعضهم لصبعض ‪ :‬انه وال ياهؤلء ل ينجيكم‬ ‫إل الصدق ليدع كل رجل منكم مما يعلم أنه قد صدق فيه‪.‬‬ ‫فقال واحد ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أنه كان لدى أجير عمل لى‬ ‫على فرق من أرز فذهب وتركه وإنى عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته‬ ‫فصار من أمره انى اشتريت منه صبق ار وأنه أتانى يطلب أجره فقلت ‪:‬‬ ‫أعمد إلى تلك الصبقر فسقها‪ .‬فقال لى ‪ :‬إنما لى عندك فرق من أرز‬ ‫فقلت له اعمد إلى تلك الصبقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فإن كنت‬ ‫تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا‪ ....‬فانذاحت عنهم‬ ‫الصخرة‪.‬‬ ‫أما الثانى فقال ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أنه كان لى أصبوان شيخان‬ ‫كصبيران فكنت أتيهما كل ليلة صبلصبن غنم لى‪ ،‬فأصبطأت عليهما ليلة‬ ‫فجئت وقد رقدا وأهلى وعيالى يتضارعون من الجوع فكنت ل أسقيهم‬ ‫حتى يشرب أصبواى‪ .‬فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا‬ ‫لشرصبتهما فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر‪.‬‬ ‫اللهم أنك تعلم انى عملت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانذاحت‬ ‫عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء‪.‬‬


‫‪30‬‬ ‫وقال الثالث ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أنه كان لى اصبنه عم أحب‬ ‫الناس إلى وأنى راودتها عن نفسها فأصبت إل أن آتيها صبمائه دينار‬ ‫طلصبتها حتى قدرت فأتيتها صبها فدفعتها إليها فأمكنتنى من نفسها فلما‬ ‫قعدت صبين رجليها قالت ‪ :‬اتق ال ول تفضى الخاتم إل صبحقه فقمت‬ ‫وتركت المائة دينار اللهم إنك تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج‬ ‫عنا‪ ....‬ففرج ال عنهم فخرجوا‪.‬‬ ‫ففى هذا الحديث جواز التوسل صبالعمل الصالح يقول المام‬ ‫النووى ) ‪ (‬أستدل أصحاصبنا صبهذا على أنه يستحب للنسان أن يدعو‬ ‫فى حال كرصبه وفى دعاء الستسقاء وغيره صبصالح عمله ويتوسل إلى‬ ‫ال تعالى صبه لن هؤلء فعلوه فأستجيب لهم وذكره النصبى ) ‪ (‬فى‬ ‫معرض الثناء عليهم صبصالح أعمالهم‪.‬‬


‫‪31‬‬ ‫الوسيلة بالعبد الصالح ‪:‬‬

‫وذلك كتوسل الصحاصبة صبالعصباس ) ‪ (‬عند الجدب‪ ،‬وذلك يحصل‬ ‫صبنوعين ‪:‬‬ ‫أوًل ‪ :‬أن نتوجه إلى ال سائل إياه فى قضاء حاجتك واستجاصبة‬ ‫صبمن تريد أن تتوسل صبه‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬أن نتوجه إلى الوسيلة مصباشرة طلصبا منه أن يصباشر طلب‬ ‫قضاء حاجتك صبما يقدر عليه‪ ،‬مما أعطاه ال من فضل‬ ‫وخصوصية‪.‬‬ ‫ويجب أن نوضح أكثر بهذا الموقف ‪:‬‬ ‫ذهب الشيخ سليم الصبشرى شيخ الجامع الزهر رحمه ال لزيارة‬ ‫السيد الصبدوى ) ‪ (‬وكان يصحصبه الشيخ ‪ /‬محمد عصبده )رحمه الله(‬ ‫وقد جلسا فى قصبة السيد فجاءت امرأة تحمل خصب از وقد قسمته على‬ ‫الجالسين من الفقراء فدعاها الشيخ محمد عصبده وقال لها ‪ :‬أهذا رصبك‬ ‫؟ فصرخت صرخة شنيعة وقالت ‪ :‬ل اله إل ال رصبى ورب السيد‬ ‫ورصبك هو ال تعالى وهذا عصبد ال‪.‬‬ ‫وكان الشيخ محمد عصبده يلصبس ) كاكولة سوداء ( ولم تكن‬ ‫معروفة عند علماء الزهر ولكن كان يلصبسها القسيسون‪ .‬ثم قالت له‬ ‫‪ :‬لما أنت قسيس داخل المسجد تعمل ايه‪ .....‬فضحك الشيخ سليم‬ ‫وقال للشيخ محمد عصبده لما كفرتها كفرتك‪.‬‬


‫‪32‬‬ ‫فجميع الذين يزورون الولياء والصالحين ويتوسلون صبهم‬ ‫توحيدهم نقى وعقيدتهم صافيه إوايمانهم صادق وقد يكونون عند ال‬ ‫أكثر قصبول وصلحا‪.‬‬ ‫قد يقع خطأ فى التعصبير أو فى أسلوب التوسل‪ ،‬ل يقال للمخطئ‬ ‫فى هذه الحالة قد أشرك‪ ،‬إوانما يقال أخطأ أو جهل أو خالف وعلينا‬ ‫جميعا أن تأخذ صبيده إلى الصواب ونعرفه الطريق الصحيح وان‬ ‫نغسل جهله أو خطأ لسانه صبما وقر فى قلصبه من إيمان وتوحيد‪.‬‬ ‫فالتوسل صبالولياء والصالحين ل شئ فيه وقد قال النصبى ) ‪(‬‬ ‫ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال هل فيكم‬ ‫من صحب محمدا ) ‪ (‬فيستنصرون صبه فينصرون‪ .‬ثم يقال هل‬ ‫فيكم من صحب محمدا ) ‪ (‬فيقال ‪ :‬ل فيقال من صحب أصحاصبه‬ ‫فلو سمعوا صبه من وراء الصبحر لتوه ( قال الحافظ الهيثمى رجال‬ ‫رجال الصحيح‪.‬‬ ‫حقيقة التوسل ‪:‬‬ ‫يرون أن التوسل كما يكون صبالنصبياء يكون صبالصالحين‪ .‬وكما‬ ‫يكون صبالحياء يكون صبالموات‪ ،‬ل فرق فى ذلك‪ ،‬إوانما العصبرة فى‬ ‫كونهم أحياء ل تعالى فيقولون ‪ :‬فل فرق فى التوسل صبالنصبى ) ‪(‬‬ ‫وغيره من النصبياء والمرسلين‪ .‬وكذا صبالولياء والصالحين ل فرق صبين‬ ‫كونهم أحياء وأمواتا‪ ،‬لنهم ل يخلقون شيئا‪ ،‬وليس لهم تأثير فى شئ‬ ‫إوانما يتصبرك صبهم لكونهم أحصباء ال تعالى‪.‬‬


‫‪33‬‬ ‫ويرون أن اتخاذ الشيخ ليس وساطة شركيه‪ .‬واستحضاره عند‬ ‫صبداية الذكر ليس شركا‪ ،‬وكذلك احترام المريد لشيخه وتوقيره ليس‬ ‫وثنية ويرون أن المهم فى هذه الوساطة أن يوجه الطلب إلى ال‬ ‫وحده‪ ،‬وأن يكون ذكر المتوسل صبه لمن شاء التوسل‪ ..‬نوعا من تأكيد‬ ‫الطلب‪ ،‬صبالعتراف صبالتقصير والتفريط فى جنب ال‪.‬‬ ‫ومادام الطلب من ال والى ال اصبتداء وانتهاء فلخطأ ولشرك‬ ‫على الطلق‪ ،‬إواذا أخطأ الجاهل مع هذا‪ ،‬وطلب من العصبد فأنه‬ ‫يعلمه ويرده إلى الصواب‪ ،‬ويكفيه نيته وحسن اعتقاده‪ ،‬وعلمه‬ ‫اليقين مهما كان أميا جاهل‪.‬‬ ‫فالتوجه أساسا يكون ل تعالى وما لواسطة ‪ -‬المتوسل صبه ‪ -‬إل‬ ‫نوع تأكيد لشعور المتوجة صبالتقصير‪ ،‬واتخاذ شيخ معين ل يضر‬ ‫العقيدة مادام يتوجه إلى ال تعالى وإن جهل إنسان فطلب من العصبد‬ ‫ولم يطلب من ال تعالى فهو معذور صبجهله‪ ،‬وتكفيه نيته‪ ،‬ولكن يرد‬ ‫إلى الصواب‪ ،‬ول يتهم صبالكفر‪ ،‬فالنية عندهم تلعب دو ار كصبي ار فى‬ ‫الموضوع‪ ،‬وعليها معول كصبير فى صحة عقيدة المريد من عدمها‪.‬‬ ‫ويرون أن الاستعانة تكون صبدعاء الشيخ دون اعتقاد أنهم‬ ‫يملكون نفعا أو ض ار فالاستعانة صبدعاء الشيخ‪ ،‬واصبتهاله إلى ال فى‬ ‫شدائد أصبنائه أدب إسلمى‪ ،‬أما أنهم يزعمون أنهم يملكون النفع‬ ‫والضرر فالذى يملك ذلك هو ال وحده‪.‬‬ ‫وعندما يغضب الشيخ لرصبه من مخالف ل فيدعو فيغضب ال‬ ‫لغضب وليه ويستجيب له فل يقال عندئذ أن الشيخ يملك نفعا أو‬


‫‪34‬‬ ‫ضرا‪ ،‬إوانما هو من صباب ) لئن سألنى لعطينه ولئن استعاذنى‬ ‫لعيذته ( والقول يغير هذا مسخ للصورة صبالمغالة والغراق‬ ‫والتنفير‪.‬‬ ‫فهم يقرون أن الشيخ يستعان صبدعائه فقط‪ ،‬وأما العتقاد صبأنه‬ ‫يملك نفعا أو ض ار فهذا صباطل‪ ،‬لن الذى يملك ذلك هو ال وحده‪.‬‬ ‫ويرون أن التوسل يجوز فيه أن يكون صبالحياء والموات‪ ،‬ول‬ ‫فرق صبين الحياة والموت لما ثصبت من توسل النصبى ) ‪ (‬صبالنصبياء الذين‬ ‫من قصبله ولما فعله عثمان صبن حنيف وصبلل المزنى وعائشة رضى ال‬ ‫عنها ومن صبلغه فعل هؤلء من الصحاصبة لم ينكره عليهم‪.‬‬ ‫والتوسل صبالميت ل يكون صبجسده‪ ،‬ولكن صبروحه فهو يطلب من‬ ‫روحه )التى يعتقد أنها تحيا صبرزخيا‪ ،‬فى مقام القرب من الحق( أن‬ ‫تتوجه شافعة إلى ال فى شأنه صبما يهمه‪ ،‬فالرواح فى عالمها تحيا‬ ‫حياة غير مقيدة صبحدود زمان أو مكان فالقيود والحدود نتيجة الحياة‬ ‫الصبشرية‪ ،‬وأما الرواح فهى من عالم النطلق‪.‬‬ ‫ولذا نجدهم يجلسون كثي ار عند المقاصبر‪ ،‬ويقيمون الموالد لشهر‬ ‫من مات من الصوفية أو لئمتهم‪.‬‬ ‫ولصبد لنا لمناقشه أفكارهم أن نتعرض للصل الشرعى لما‬ ‫يستندون إليه والن نعرض لمشروعيته لديهم ‪:‬س‬ ‫مشروعية التوسل لدى التجاهات الصوفية ‪:‬‬


‫‪35‬‬ ‫أستدل كثير من التجاهات الصوفية صبكثير من الدلة على‬ ‫مشروعية التوسل ومن الدلة ‪:‬س‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷ ﯸ ﭼ الرسراء‪. ٥٧ :‬‬ ‫أى أيهم أقرب يصبتغى الوسيلة إلى ال تعالى‪ ،‬ويتقرب‬ ‫إليه‪ ،‬وفى هذا دليل التوسل صبالعصباد المقرصبين وهذا الوجه‬ ‫تحتمله الية كما قرر القرطصبى‪.‬‬ ‫‪ -2‬عن أنس صبن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬لما ماتت فاطمة صبنت أسد أم‬ ‫على ‪ ‬دخل عليها رسول ال ) ‪ (‬فجلس عند رأسها فقال‬ ‫‪ ) :‬رحمك ال يا أمى كنت أمى صبعد أمى‪ ،‬تجوعين‬ ‫وتشصبعيننى‪ ،‬وتعرين وتكسيننى وتمنعين نفسك طيصبا‬ ‫وتطعميننى تريدين صبذلك وجه ال والدار الخرة (‬ ‫ثم أمر أن تغسل ثلثا ثلثا‪ ،‬فلما صبلغ الماء الذى فيه‬ ‫الكافور سكصبه رسول ال ) ‪ (‬صبيده ثم خلع رسول ال ) ‪(‬‬ ‫قميصه فألصبسها إياه ‪ :‬وكفنها صبصبرد فوقه ثم دعا رسول ال )‬ ‫‪ (‬أسامة صبن زيد وأصبا أيوب النصارى وعمر صبن الخطاب‬ ‫وغلما أسود يحفرون‪ ،‬فحفروا قصبرها فلما صبلغوا اللحد حفره‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬صبيده وأخرج تراصبه صبيده فلما فرغ دخل رسول‬ ‫ال ) ‪ (‬فأضطجع فيه وقال ‪ :‬ال الذى يحيى ويميت وهو‬ ‫حى ل يموت أغفر لمى فاطمة صبنت أسد ولقنها حجتها‬


‫‪36‬‬

‫‪-3‬‬

‫‪-4‬‬

‫ووسع عليها مدخلها صبحق نصبيك والنصبياء الذين من قصبلى‬ ‫فأنك أرحم الراحمين وكصبر عليها أرصبعا وأدخلها هو والعصباس‬ ‫وأصبوصبكر الصديق ) ‪.(‬‬ ‫ويستدلون من هذا الحديث صبقوله ) ‪) (‬صبحق نصبيك‬ ‫والنصبياء الذين من قصبلى( على جواز التوسل صبالحياء‬ ‫والموات‪.‬‬ ‫عن أصبى سعيد الخدرى قال ‪ :‬قال رسول ال ) ‪ (‬اللهم انى‬ ‫أسألك صبحق السائلين عليك‪ ،‬وأسألك صبحق ممشاى هذا إليك‬ ‫فأنى لم أخرج أش ار ول صبط ار ول رياء ول سمعة‪ ،‬خرجت‬ ‫اتقاء سخطك‪ ،‬واصبتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذنى من‬ ‫النار‪ ،‬وأن تغفر لى ذنوصبى فأنه ل يغفر الذنوب إل أنت‬ ‫والتوسل صبحق السائلين فيه عموم لكل عصبد مؤمن‪.‬‬ ‫روى أصبو داود أن أعراصبيا قال للنصبى ) ‪ (‬جهدت وجاع‬ ‫العيال وهلك المال‪ ،‬فادع ال لنا‪ ،‬فأنا نستشفع صبال عليك‪،‬‬ ‫فسصبح رسول ال ) ‪ (‬حتى عرف ذلك فى وجوه أصحاصبة‬ ‫وقال ‪ :‬ويحك إن ال ل يستشفع صبه على أحد من خلقه‪،‬‬ ‫شأن ال أعظم من ذلك‪.‬‬ ‫يستدلون صبهذا الحديث على جواز الاستشفاع صبالرسول )‬ ‫‪ (‬على ال لن الرسول ) ‪(‬أنكر قوله نستشفع صبال‬ ‫عليك‪ ،‬ولم ينكر قوله نستشفع صبك على ال صبل أقره عليه‪،‬‬ ‫فعلم جوازه‪.‬‬


‫‪37‬‬ ‫‪ -5‬روى الصبخارى فى صحيحة أن سيدنا عمر ) ‪ (‬استسقى‬ ‫عام الرمادة صبالعصباس عم النصبى ) ‪ (‬فقال ‪ :‬اللهم إنا كنا‬ ‫نتوسل إليك صبنصبينا فتسقينا إوانا نتوسل إليك صبعم نصبينا فأسقنا‬ ‫قال فيسقون ويرون فى هذا الحديث عدة فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أم عمر ) ‪ (‬صبتوسله صبالعصباس ) ‪ (‬سن استحصباب‬ ‫الاستشفاع صبأهل الصلح والخير وأهل صبيت النصبوة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن توسل عمر صبالعصباس ) ‪ (‬هو فى الحقيقة توسل‬ ‫صبالنصبى ) ‪ (‬لنه إنما توسل صبالعصباس لكونه عم النصبى )‬ ‫‪ (‬ولمكانته منه‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن عمر عدل عن الاستشفاع صبالنصبى ) ‪ (‬خوفا من‬ ‫تأخر الجاصبة فيفتن الناس ويتخذ اليهود ذلك صباصبا‬ ‫للفتنة‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن سصبب عدول عمر ) ‪ (‬إلى العصباس ) ‪ (‬هو‬ ‫مشروعية صلة الاستسقاء التى تتوقف على إمام حى‬ ‫يراه الناس يصلى صبهم ويدعو لهم ولما استحال ذلك‬ ‫صبسصبب عدم رؤية الصحاصبة ) ‪ (‬لرسول ال ) ‪ (‬صبسصبب‬ ‫الموت عدل سيدنا عمر ) ‪ (‬عن الستسقاء صبرسول‬ ‫ال ) ‪ (‬إلى عمه‪.‬‬ ‫وهذا التوسل صباستثناء الستسقاء ليس خاصا صبالحياء صبل هو‬ ‫صبالموات أيضا ول فرق صبين الحياة والموت لتوسل النصبى ) ‪(‬‬ ‫صبالنصبياء قصبله‪.‬‬


‫‪38‬‬ ‫وخرجوا من ذلك أيضا صبأن كل متوسل صبولى من الولياء فهو‬ ‫متوسل صبالنصبى ) ‪ (‬لن الولى لم ينل ما ناله من كرامة ال إل‬ ‫صبمتاصبعته للنصبى ) ‪ (‬ومكانته منه وكل كرامة لولى من الولياء فهى‬ ‫معجزة للنصبى ) ‪ (‬وفى هذا الكلم نظر يجب أن نفطن له ومغالة‬ ‫ليست فى محلها‪.‬‬ ‫‪ -6‬حديث عثمان صبن حنيف أن رجل ضري ار أتى النصبى ) ‪(‬‬ ‫فقال ‪ :‬أدع ال أن يعافينى قال ‪ :‬إن شئت دعوت وان‬ ‫شئت صصبرت فهو خير لك قال فادعه فأمره أن يتوضأ‬ ‫فيحسن وضوءه ويدعو صبهذا الدعاء‪ .‬اللهم انى أسألك‬ ‫وأتوجه إليك صبنصبيك محمد نصبى الرحمة )يامحمد( انى‬ ‫توجهت صبك إلى رصبى فى حاجتى لتقضى إلى اللهم فشفعه‬ ‫فى ) فعاد وقد أصبصر (‪.‬‬ ‫ويرون أن حديث توسل العمى ورد فى عهد سيدنا عثمان ) ‪(‬‬ ‫مما يدل على جواز التوسل صبالحياء والموات‪.‬‬ ‫ويخرجون من هذا صبجواز التوسل صبالحياء والموات من‬ ‫الصالحين وغيرهم فضل عن النصبياء وأدلتهم هذه على قوتها‬ ‫ومنطقيتها ل تؤدى للنتيجة المرجوة منها خاصة فيما يتعلق صبالتوسل‬ ‫صبالموات وكرامات الولياء‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬الوسيلة لدى الاتجاه السلفى‬


‫‪39‬‬ ‫يعرف السلفيون الوسيلة صبأنها ‪ :‬ما يتقرب صبه إلى الغير وحقيقة‬ ‫الوسيلة إلى ال هى مراعاة سصبيله صبالعلم والعصبادة‪.‬‬ ‫وتنقسم الوسيلة إلى نوعين ‪:‬‬ ‫النوع الول‪ :‬التوسل المشروع وهى على ثلثة أقسام ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬التوسل إلى ال صبأسمائه الحسنى وصفاته العليا فيقول‬ ‫مثل ) اللهم يا أرحم الراحمين أرحمنى( ويدل على‬ ‫ذلك قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ‬ ‫ﮂ ﮃ‬ ‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫ﭼ العراف‪.١٨٠ :‬‬ ‫الثانى ‪ :‬التوسل إلى ال صبالطاعات والعمال الصالحة فيقول‬ ‫مثل ‪ ):‬اللهم صبإيمانى صبك وصبطاعتى لك أغفر لى (‪.‬‬ ‫ويدل على ذلك قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭼ البقرة‪– ١٢٧ :‬‬ ‫ﭕ‬ ‫‪ ،١٢٨‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ آل عمران‪.١٦ :‬‬ ‫الثالث‪ :‬التوسل إلى ال صبدعاء من ترجى إجاصبته من المؤمنين‬ ‫والصالحين كقول عكاشه لرسول ال ) ‪ (‬أدع ال أن‬ ‫يجعلنى منهم ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى ‪ :‬ﭽ‬


‫‪40‬‬ ‫ﭮ ﭯ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬ ‫ﭷ ﭸ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ‬ ‫ﭹ ﭺ ﭼ يورسف‪ .٩٨ - ٩٧ :‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ‬ ‫ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫ﯚ ﯛ ﭼ النرساء‪.٦٤ :‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أن التوسل إلى ال تعالى صبذكر حال الداعى المصبينه‬ ‫لضط ارره وحاجته كقول موسى ) ‪ : (‬ﭽ ﮃ ﮄ‬ ‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ القصص ‪:‬‬ ‫ﮅ‬ ‫‪. ٢٤‬‬ ‫النوع الثانى ‪ :‬التوسل غير المشروع وهو قسمان ‪:‬ـ‬

‫الول ‪ :‬توسل المشركين صبأصنامهم ودليلة قولة تعالى ‪:‬‬ ‫ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕ ﭼ الزمر‪.٣ :‬‬ ‫الثانى ‪ :‬وهو تقرب العصبد إلى ال تعالى صبعمل مخالف لكتاصبه‬ ‫مجاف لسنه نصبيه ) ‪ (‬ومثاله التوسل إلى ال صبذوات‬ ‫مخلوقات فى السماوات والرض من الملئكه والنصبين‬ ‫والصالحين من غير متاصبعة لهم فى أعمالهم الصالحة‬ ‫ومن المكنة الفاضلة كالكعصبة والمشعر الحرام‬ ‫والزمنه كشهر رمضان وليلة القدر وشهر الحج‬


‫‪41‬‬ ‫والشهر الحرم من غير اعطائها ماشرع ال فيها من‬ ‫العمل وما قضى فيها من الحرمة وهذا التوسل حرام‪.‬‬ ‫وكما أن التوسل صبالذات حرام فهو صبالجاه حرام كذلك فيقولون‬ ‫التوسل غير المشروع كالتوسل صبجاه النصبى ) ‪ (‬وصبالصبدوى والشاذلى‬ ‫والدسوقى وغيرهم وهذا التوسل غير مشروع ولذا فل يلزم من كون‬ ‫جاهه ) ‪ (‬عند رصبه عظيما أن نتوسل صبه إلى ال تعالى لعدم ثصبوت‬ ‫المر صبذلك‪.‬‬ ‫وهو مايقره اصبن تيميه فصبعد أن ذكر حديث الصبخارى عن أنس أن‬ ‫عمر أستسقى صبالعصباس صبن عصبدالمطلب وقال ‪ :‬اللهم انا كنا إذا‬ ‫أجدينا نتوسل إليك صبنصبينا فتسقينا وانا نتوسل إليك صبعم نصبينا فاسقينا‬ ‫فيسقون قال فاستسقوا صبه كما كانوا يستسقون صبالنصبى ) ‪ (‬فى حياته‬ ‫وهو أنهم يتوسلون صبدعائه وشفاعته لهم فيدعو لهم ويدعون معه‬ ‫كالمام والمأمومين من غير أن يكونوا يقسمون على ال صبمخلوق‬ ‫كما ليس لهم أن يقسم صبعضهم على صبعض صبمخلوق ولما مات النصبى‬ ‫) ‪ (‬توسلوا صبدعاء العصباس وأستسقوا صبه يفهم من هذا النص أن‬ ‫التوسل صبالعصباس لم يكن لذاته ول لجاهه ولكن لصلحة وكان التوسل‬ ‫صبدعائه وليس هناك قسم على ال تعالى صبمخلوق وذلك من صباب‬ ‫قياس الولى وهو ماذهب إليه الشيخ اصبن عثيمين ) رحمه ال تعالى‬ ‫( فى فتواه حكم التوسل وشرح حديث اصبن عصباس حيث قال ‪:‬‬ ‫والحاصل أن التوسل إلى ال تعالى صبدعاء من ترجى فيه اجاصبه‬ ‫الدعاء النصبى ) ‪ (‬لهم وكذلك عمر ) ‪ (‬توسل صبدعاء العصباس صبن‬


‫‪42‬‬ ‫عصبدالمطلب ) ‪ (‬فهنا يجوز التوسل لنه صبدعاء من ترجى اجاصبته‬ ‫وليس صبالذات‪.‬‬ ‫ويرد اصبن تيميه أن كل الروايات التى توحى صبالتوسل صبالذات‬ ‫والجاة ضعيفه وأن الذى أدى لفهم هذه المعانى هو أن لفظ التوسل‬ ‫صبالشخص والتوجه والسؤال صبه فيه اجمال وأشتراك غلط صبسصبصبه من لم‬ ‫يفهم مقصود الصحاصبة ‪ :‬فيراد صبه التسصبب صبه لكونه شافعا داعيا مثل‬ ‫أو لكون الداعى مجيصبا له مطيعا لمره مقتديا صبه فيكون التسصبب اما‬ ‫صبمحصبه السائل له أو اتصباعة له واما صبدعاء الوسلية وشفاعته ويراد صبه‬ ‫القسام صبه والتوسل صبذاته فل يكون التوسل نشئ منه ول نشئ من‬ ‫السائل صبل صبذاته أو لمجرد القسام صبه على ال فهذا الثانى هو الذى‬ ‫كرهوه ونهوا عنه فيوضح هنا أن هناك نوعين من التوسل ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬جائز وهو مايكون فيه الدعاء والشفاعة‪.‬‬ ‫والثانى ‪ :‬وهو مايكون صبالذات والجاه وهو منهى عنه‪.‬‬ ‫وهذا ما عليه الفتوى فقد جاء فى فتوى لصبن صباز رحمه ال تعالى‬ ‫أن التوسل صباتصباع النصبى ) ‪ (‬وطاعته وترك نواهية والخلص ل‬ ‫تعالى فى العصبادة فهذا هو السلم أما التوسل صبدعائه والستغاثه صبه‬ ‫وطلب النصر على العداء والشفاء للمرضى فهذا هو الشرك‬ ‫الكصبر‪.‬‬ ‫ومنهسسم مسسن يسسؤول حسسديث العمسسى السسذى يسسستدل صبسسه علسسى ج سواز‬ ‫التوسسسل صبجسساه الن سسصبى ) ‪ (‬فيقسسول ‪ :‬ووجس ه الس سستدلل أن ال سسدعاء كسسان‬ ‫صبجاه النصبى ) ‪ (‬وهذا صباطل من الوجوه التالية ‪:‬س‬


‫‪43‬‬ ‫أول ‪ :‬ان الح سسديث تض سسمن التوسسسل المش سسروع لن العم سسى ج سساء‬ ‫إلسسى النسسصبى ) ‪ (‬طالصبسسا السسدعاء فقسسد توسسل صبسسدعائه ) ‪ (‬لمسسا‬ ‫يعل سسم م سسن اس سستجاصبة الس س ل سسه‪ ،‬ولسسذلك ق سسال ل سسه أدع الس س أن‬ ‫يعسسافننى ولوكسان المقصسسود هسسو التوسسل صبسسذات النسسصبى ) ‪(‬‬ ‫لما كان هناك حاجة إلى التيان إليه‪ .‬وطلب الدعاء منسه‬ ‫حيث يمكن له ذلك وهو صبمنزله‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن النسصبى ) ‪ (‬وعده صبالسدعاء لسه صبعسد أن خيسره صبيسن السدعاء‬ ‫لس سسه وصبيس سسن الصس سسصبر إذا شس سساء فلس سسم يس سسرد أن يصس سسصبر ولوك سسان‬ ‫المقصس س سسود التوس س سسل صبالس س سسذات لمس س سسا حصس س سسل هس س سسذا الح س س سوار‬ ‫والتخيير‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اصرار العمى على السدعاء لسه صبقسوله‪ :‬ادع )أى ادع الس(‬ ‫ومسع ذلسسك لسسم يكتسسف الرس ول ) ‪ (‬صبالسسدعاء صبسسل وجهسسه إلسسى‬ ‫عمل صالح يجمع أطراف الخيسسر وهو الوضوء والصسسلة‬ ‫والسسدعاء والتسساصبه لئل ينصسسرف قصسسده وتسوجهه إلسسى غيسسر‬ ‫ال أو يكون لشدة فرحة صبعودة صبصره مسسدخل للشسسيطان فسسى‬ ‫افساد معتقدة‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬قسسول العمسسى فسسى آخسسر السسدعاء اللهسسم فشسسفعه فسسى يسسستحيل‬ ‫حمله على التوسل صبسذات النسصبى ) ‪ (‬أو صبجساهه لن معنساه‬ ‫الله سسم أقصب سسل ش سسفاعته ) ‪ (‬ف سسى أى ‪ :‬أقصب سسل دع سساءة ول تت سسم‬ ‫الشفاعه إل يكون الطلب من أثنين أحدهما شسسفيعا للخسسر‬ ‫ولتكون من الرسول ) ‪ (‬إل صبدعائه للمشفوع له‪.‬‬


‫‪44‬‬ ‫خامسا‪ :‬أن مما علمة الرسول ) ‪ (‬للعمسسى أن يقسسول فسسى دعسسائه‬ ‫‪) :‬وش سسفعنى فيس سسه( أى أقصبس سسل دعس سسائى فس سسى قصبس سسول شس سسفاعته‬ ‫ودعسسائه وه ذه الجملسسة كسسافيه فسسى السسرد علسسى مسسن يزع م أن‬ ‫توسل العمى كسسان صبسسذات أو صبجسساه النسسصبى ) ‪ (‬إل إذا دعسسا‬ ‫له الرسول ) ‪ (‬فالعمى دعا رصبه أن يستجيب دعاء نسسصبيه‬ ‫) ‪ (‬له‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬أن هذا الحديث من معجزاته ) ‪ (‬لن دعسساءة مسسستجاب‬ ‫ومسسا أظه سره ال س مسسن المسسر الخسسارق للعسسادة صبأعسسادة صبصسسر‬ ‫العمسسى صبسسصبركه دعسسائه ممسسا يسسدل علسسى أن المسسسألة كسسانت‬ ‫صبسصبب دعائه ) ‪ (‬ولم تكن صبسصبب دعاء العمسسى صبسسذاته أو‬ ‫صبجاهه ) ‪.(‬‬ ‫سعابعا‪ :‬أن حمسسل الحسسديث علسسى التوسسل صبالسسذات يقتضسسى العمسسوم‬ ‫ف سسى ك سسل حال سسة عم سسى وعس دم ورودة متك سسر ار مم سسن يع سسانون‬ ‫العمسسى أو الم سراض الخسسرى دليسسل علسسى خصوصسة صبتلسسك‬ ‫الحالة التى حصل فيها دعساء النسصبى ) ‪ (‬للعمسى ودعساء‬ ‫العمى لرصبه‪.‬‬ ‫ومع أن هذه التأويلت قوية إل أنها ل تسلم من رد خاصة وأن‬ ‫فى الحديث ما لم يذكره المؤول من قول الداعى اللهم انى أسألك‬ ‫وأتوجه إليك صبنصبيك محمد نصبى الرحمه ) يامحمد ( انى أتوجة صبك إلى‬ ‫رصبى وهو صبالتحديد موطن استشهاد الفريق الخر‪.‬‬


45


‫‪46‬‬ ‫الخلصة ‪:‬‬ ‫التجاه السلفى يرى أن التوسل نوعان ‪:‬ـ‬ ‫الول مشروع‪:‬‬

‫وهو ما كان صبأسماء ال وصفاته أو صبفعل الطاعات أو صبدعاء‬ ‫الصالحين‪.‬‬ ‫الثانى غير مشروع‪:‬‬

‫وهو توسل الكافرين صبأصنامهم أو التوسل صبالذات والجاه وتأولوا‬ ‫كل حديث فيه معنى التوسل صبالذات أو ضعفوة‪.‬‬ ‫وعلى هذا فلم يسلم ماقدم الصوفية من أدلة من طعن وجرح‬ ‫كذلك واضح أن التأويل السلفى لما جاء صبه الصوفية فى هذه النقطه‬ ‫غير مسلم الصبته ولعل غلو صبعض الصوفية فى هذا المر وحرص‬ ‫السلفيه على العقيدة هو ما دعا الكثيرين للعتقاد صبتهاون الصوفية‬ ‫فى العقيدة ولعل أفضل منهج فى هذه القضيه هو منهج الزهر‬ ‫الشريف فى كتاصبه صبيان للناس‪.‬‬ ‫جوهر الخلف والنتائج‬ ‫وأرى صبعد العرض أن موضوع الوسيلة من الموضوعات المهمة‬ ‫فى الشريعة السلمية فهو موضوع يدرس فى اطار علم العقيدة‬ ‫وتعتورة أحكام فقهيه كثيرة يترتب عليها اما الحكم صبالتسفيق أو‬ ‫الخروج من الملة أو القرب من ال تعالى على النقيض الخر‪.‬‬


‫‪47‬‬ ‫وسصبب الخلف حول الموضوع هو وجود كثير من الدلة التى‬ ‫أختلف فى مدلولها العلماء من كل الطراف أو التجاهات وهو‬ ‫خلف ناتج عن الحكم على الحديث صبالضعف من عدمة أو‬ ‫لختلف الفهام فى الحديث الصحيح‪.‬‬ ‫وما يمكن أن تخرج به من هذا الكتاب هو ما يلى‪:‬‬ ‫أول‪:‬‬ ‫موضوع التوسل والوسيلة من الموضوعات الحساسة فى علمى‬ ‫العقيدة والفقه السلمى وتكمن الحساسية فى الحكام الفقهيه‬ ‫الناتجه عن الفهم أو صحة الدليل من عدمه‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫التوسل صبالنصبياء والمرسلين فى حياتهم صبمعنى طلب الدعاء‬ ‫منهم فى حياتهم جائز وكذلك التوسل صبجاهم فهو جائز على خلف‬ ‫لحتمال الحاديث والدلة أكثر من وجه‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬‬ ‫التوسل صبحق النصبياء والمرسلين هناك من أول المر للشفاعة‬ ‫وهو وارد وهناك من تمسك صبالنص الحرفى وهنا وقد أخذ صبظاهر‬ ‫النص وصبالتالى فالخلف الفقهى فى المسألة وارد‪.‬‬


‫‪48‬‬ ‫رابعا‪:‬‬ ‫الاستشفاع صبأهل الخير والصلح وارد كما قال اصبن حجر رحمة‬ ‫ال وهناك من يقول ان الستشفاع لم يكن صبذواتهم إوانما صبدعائهم‬ ‫وصلحهم وهو ما ل خلف عليه‪.‬‬ ‫والخلف الوارد هنا هو نفسه الوارد فى الستشفاع صبحق‬ ‫السائلين‪.‬‬ ‫خامسا‪:‬‬ ‫التوسل صبالموات وهو يمثل لب الخلف وقمته والراجح فيه عدم‬ ‫الجواز لنقطاع عمل النسان صبعد موته مهما كان وان هناك خلف‬ ‫فى التوسل صبالحياء كالنصبياء فى قصبورهم‪.‬‬ ‫سادسا‪:‬‬ ‫التوسل صبالدعاء ودعاء ال تعالى وطلب الدعاء منهم وارد‬ ‫ولخلف عليه‪.‬‬ ‫سابعا‪:‬‬ ‫التوسل والوسيلة من الموضوعات الخلفيه التى ل يجوز أن‬ ‫يفسق أحد الطراف فيه على أساسها‪.‬‬


‫‪49‬‬ ‫ثامنا‪:‬‬ ‫الحذر من تفسيق الخرين على أساس خلفى فالنكار كما هو‬ ‫مقرر فى القواعد ل يكون فى المختلف فيه‪.‬‬ ‫تاسعا‪:‬‬ ‫إن كل فريق من الفريقين ينهض على أساس الرغصبه فى القرب‬ ‫من ال تعالى فل يقصبل العقل من حالة هكذا أن يفسق أو يخرج من‬ ‫الملة صبسصبب معتقد خلفى‪.‬‬ ‫عاشرا‪:‬‬ ‫الدعوة ل تعالى صبالحسنى والموعظه الحسنه والتماس العذر‬ ‫للمخالف صبدل من الرمى والتسفيق الذى ليجلب إل عنادا أكثر‬ ‫وفسادا أكصبر‪.‬‬ ‫حادى عشر‪:‬‬ ‫المة الن فى حال يرثى لها ولصبد من سصبيل لجمع كلمتها ولم‬ ‫شملها ولن يكون ذلك إل صبالتماس العذر للمخالف مادام الدليل‬ ‫يحكمة ومادام معه جزء من الصواب‪.‬‬


‫‪50‬‬ ‫ثانى عشر‪:‬‬ ‫مراعاة قواعد المر صبالمعروف النهى عن المنكر عند دعوة‬ ‫الغير وصبيان الخطأ مع العتراف صبالرأى الخر فى المسائل‬ ‫الحتمالية أولى للمة فى هذه الونه‪.‬‬ ‫ثالث عشر‪:‬‬ ‫نعتمد هنا كل الضواصبط التى أوردها الزهر الشريف فى صبيانه‬ ‫للناس حول هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ونعرض رأى العلمة الشوكانى فى مسألة التوسل ‪:‬‬ ‫)ان التوسل صبه ‪ (‬يكون فى حياته وصبعد موته وفى حضرته‬ ‫ومغيصبه ول يخفاك انه قد ثصبت التوسل صبه ) ‪ (‬فى حياته وثصبت التوسل‬ ‫صبغيره صبعد موته صباجماع الصحاصبة اجماعا سكوتيا لعدم انكار أحد‬ ‫منهم على عمر ) ‪ (‬فى التوسل صبالعصباس ) ‪ (‬وعندى انه ل وجه‬ ‫لتخصيص جواز التوسل صبالنصبى ) ‪ (‬كما زعمه الشيخ عز الدين صبن‬ ‫عصبدالسلم‪.‬‬ ‫) لمرين (‬ ‫الول‪ :‬ماعرفناك صبه من أجماع الصحاصبة ) ‪.(‬‬ ‫الثانى‪ :‬إن التوسل إلى ال صبأهل الفضل والعلم هو فى الحقيقة‬ ‫توسل صبأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ ل يكون‬ ‫الفاضل فاضل إل صبأعمالة‪.‬‬


‫‪51‬‬ ‫فإذا قال القائل ‪ :‬اللهم انى أتوسل إليك صبالعالم الفلنى فهو‬ ‫صبأعتصبار ما قام صبه من العلم وقد ثصبت فى الصحيحين وغيرهما ان‬ ‫النصبى ) ‪ (‬حكى عن الثلثه الذين انطصبقت عليهم الصخرة أن كل‬ ‫واحد منهم توسل إلى ال صبأعظم عمل عملة فأرتفعت الصخرة‪ ،‬فلو‬ ‫كان التوسل صبالعمال الفالة غير جائز أو كان شركا كما يزعمة‬ ‫المتشددون فى هذا الصباب كأصبن عصبدالسلم ومن قال صبقوله من أتصباعه‬ ‫ولم تحصل الجاصبه من ال لهم ولسكت النصبى ) ‪ (‬عن انكار‬ ‫مافعلوه صبعد حكايته عنهم ولهذا تعلم أن مايوردة المانعون من التوسل‬ ‫إلى ال صبالنصبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫الزمر‪. ٣ :‬‬ ‫ﮕ ﮖ ﭼ‬ ‫ﮓ ﮔ‬ ‫ونحو قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬ ‫ﭼ الجن‪.١٨ :‬‬ ‫ونحو قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ الرعد‪.١٤ :‬‬ ‫ليس صبوارد صبل هو من الستدلل على محل النزاع صبما هو‬ ‫ﮕ ﮖ‬ ‫أجنصبى عنه فان قوله ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﭼ مصرح صبأنهم عصبدوهم لذلك والمتوسل صبالعالم مثل لم يعصبده صبل علم‬ ‫أن له مزية عند ال صبحمله العلم فتوسل صبه لذلك وكذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ فإنه نهى عن أن ُيدعى مع ال غيره‬ ‫كأن يقول ياأل ويافلن والمتوسل صبالعالم مثل لم يدع إل ال إوانما‬


‫‪52‬‬ ‫وقع منه التوسل إليه صبعمل صالح عملة صبعض عصبادة كما توسل‬ ‫الثلثه الذين انطصبقت عليهم الصخرة صبصالح أعمالهم وكذلك قوله ﭽ‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ الرعد ‪.14 :‬‬ ‫فان هؤلء دعوا من ل يستجيب لهم ولم يدعوا رصبهم الذى ل‬ ‫يستجيب لهم والمتوسل صبالعالم مثل لم يدع إلى ال ولم يدع غيره‬ ‫دونه ول دعا غيره معه‪.‬‬ ‫فإذا عرفت هذا لم يخف عليك دفع مايوردة المانعون للتوسل من‬ ‫الدلة الخارجة عن محل النزاع خروجا زائدا على ماذكرناه كأستدلل‬ ‫لهم صبقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ‬ ‫النفطار‪. ١٩ - ١٧ :‬‬ ‫فان هذه الية الشريفه ليس فيها إل أنه تعالى المنفرد صبالمر فى‬ ‫يوم الدين وأنه ليس لغيره من المر شئ والمتوسل صبه مشاركه ل جل‬ ‫جلله فى أمر يوم الدين ومن أعتقد هذا لعصبد من العصباد سواء كان‬ ‫نصبيا أو غير نصبى فهو فى ضلل مصبين وهكذا الستدلل على منع‬ ‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫التوسل صبقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮧ ﮨ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ آل عمران‪ ،١٢٨ :‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ‬ ‫ﭟ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ العراف‪. ١٨٨ :‬‬


‫‪53‬‬ ‫فان هاتين اليتين صرحتا صبأنه ليس لرسول ال ) ‪ (‬من أمر ال‬ ‫شئ وأنه ليملك لنفسه نفعا ولض ار فكيف يملك لغيره ؟‬ ‫وليس فيهما منع التوسل صبه أو صبغيره من النصبياء والولياء أو‬ ‫العلماء وقد جعل ال لرسوله ) ‪ (‬المقام المحمود مقام الشفاعة‬ ‫العظمى وأرشد الخلق إلى أن يسألوه ذلك ويطلصبوه منه وقال له ) سل‬ ‫تعط وأشفع تشفع ( وقيد ذلك فى كتاصبه العزيز صبان الشفاعة لتكون‬ ‫إل صبأذنه ولتكون إل لمن أرتضى ولعله يأتى تحقيق هذا المقام ان‬ ‫شاء ال تعالى‪.‬‬


54


‫‪55‬‬

‫الباب الثانى‬

‫معجزات سيدنا النبى) ‪(‬‬


56


‫‪57‬‬ ‫معجزات النبى ) ‪(‬‬ ‫لن نتستطيع الوفاء صبسرد كافه المعجزات التى أجراها ال تصبارك‬ ‫وتعالى للمصطفى ) ‪.(‬‬ ‫وسنصبدأ صبأولى معجزات سيدنا النصبى ) ‪ (‬التى أيده صبها ال تصبارك‬ ‫وتعالى‪.‬‬ ‫ما جاء فى تكثير النبى )‪ ( ‬للماء‬

‫ومن معجزاته ) ‪ (‬استسقاؤه ‪ ‬رصبه عسز وجل لمتسسه حيسن تسسأخر‬ ‫المطر فأجاصبه إلى سؤاله سريعا صبحيسث لسم ينسزل عسن منسصبره إل والمطسر‬ ‫ينزل على لحيته الشريفه ) ‪(‬‬ ‫فعن أنس ) ‪ (‬أن رجل دخل المسجد يوم الجمعه من صباب كان‬ ‫وجاه ) معناها جهه ( المنصبر ورسول ال ) ‪ (‬قائم يخطب فأستقصبل‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬قائما فقال‪ :‬يا رسول ال هلكت الموال وتقطعت‬ ‫السصبل فأدع ال لنا يغيثنا قال ‪ :‬فرفع رسول ال ) ‪ (‬يدية فقال )اللهم‬ ‫أسقنا‪ ،‬اللهم أسقنا‪ ،‬اللهم أسقنا(‪.‬‬ ‫قال أنس ‪ :‬ول وال مانرى فى السماء من سحاب ولقرعة ول‬ ‫شيئا وما صبيننا وصبين سطع من صبيت ولدار قال ‪ :‬فطلعت من ورائه‬ ‫سحاصبه مثل الترس فلما توسطت السماء أنتشرت ثم أمطرت‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وال مارأينا الشمس ستا )سته أيام( ثم دخل رجل من ذلك‬ ‫الصباب فى الجمعة المقصبلة ورسول ال ) ‪ (‬قائم يخطب فاستقصبله قائما‬ ‫وقال يا رسول ال هلكت الموال وأنقطعت السصبل فأدع ال أن‬


‫‪58‬‬ ‫يمسكها قال فرفع رسول ال ) ‪ (‬يدية ثم قال )اللهم حوالينا ول علينا‬ ‫اللهم على الكام والجصبال والظراب ومناصبت الشجر( قال فأنقطعت‬ ‫وخرجنا نمشى فى الشمس ) صحيح الصبخارى ومسلم فى صلة‬ ‫الستسقاء واصبن ماجه (‬ ‫الماء ينبع من بين أصابع النبى ) ‪(‬‬

‫ومسن المعجسزات المتعلقسسه صبالجمسساد ‪ :‬نصبسسع المسساء مسسن صبيسسن أصسساصبعه‬ ‫الشسريفه ) ‪ (‬قسال أنسس صبسن مالسك ) ‪ ) (‬أريست رسول الس ) ‪ (‬وحانت‬ ‫صلة العصر وألتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول ال ) ‪(‬‬ ‫صبوضسوء فوضسع رس ول ال س ) ‪ (‬يسسده فسسى ذلسسك النسساء فسسأمر النسساس أن‬ ‫يتوضأوا منه فرأيت الماء ينصبع من تحت أصاصبعة فتوضأ النسساس حسستى‬ ‫توضأوا من عند أخرهم (‪ ) .‬صحيح الصبخارى فى المناقب ومسسسلم فسسى‬ ‫الفضائل والنسائى فى الطهارة والترمذى فى المناقب (‪.‬‬ ‫وفى رواية كانوا ثمانين ورواية أخرى كانوا ثلثمائه أخرجه‬ ‫الصبخارى ثلثمائه يتوضأون من وضوء رجل واحد لغير فإذا نظرنا‬ ‫إلى معجزة موسى ) ‪ (‬من نصبع الماء من صبين الحجر فان معجزة‬ ‫النصبى ) ‪ (‬أعلى وأكمل وأتم فان نصبع الماء من صبين الصاصبع أعجب‬ ‫من نصبعه من الحجر‪.‬‬ ‫يشربون من بئر ل ماء فيها‬


‫‪59‬‬ ‫قال الصبراء صبن عازب ) ‪ (‬كنا يوم الحديصبيه أرصبع عشر مائه‬ ‫والحديصبية صبئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس رسول ال ) ‪(‬‬ ‫على شفير الصبئر فدعا صبماء فمضمض ومج فى الصبئر فمكثنا غير‬ ‫صبعيد ثم أستقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركاصبنا‪ ) .‬اخرجه‬ ‫الصبخارى (‬ ‫دلو الماء ينقلب نهرا يجرى‬

‫عن الصبراء صبن عازب ) ‪ (‬قال كنا مع رسول ال ) ‪ (‬فى سفر‬ ‫فأتينا على ركى ذمة يعنى قليله الماء قال فنزل فيها سته أناس أنا‬ ‫سادسهم فأدليت دلوا قال ‪ :‬ورسول ال ) ‪ (‬على شفتى الركى فجعلنا‬ ‫فيها نصفها أو قرب ثلثيها فرفعت إلى رسول ال ) ‪ (‬قال الصبراء ‪:‬‬ ‫فكدت صبأنائى هل أجد شيئا أجعله فى حلقى ؟ فما وجدت فرفعت‬ ‫الدلو إلى رسول ال ) ‪ (‬فغمس يده فيها فقال ماشاء ال أن يقول‬ ‫وأعيدت لنا الدلو صبما فيها قال فلقد رأيت أحدنا أخرج صبثوب خشيه‬ ‫الفرق قال ‪ :‬ثم ساحت يعنى جرت نهرا‪.‬‬ ‫) صبن كثير فى الصبداية وانفرد صبه أحمد وإسناده قوى (‬ ‫بصق فى عين الحديبية وهى فارغة ففارت عيونا‬


‫‪60‬‬ ‫عن ناجيه صبن حندب أو حندب صبن ناجيه قال ‪ :‬لما كنا صبالنعيم‬ ‫لقى رسول ال ) ‪ (‬خصبر من قريش أنها صبعثت خالد صبن الوليد فى‬ ‫جريدة خيل نتلقى رسول ال ) ‪ (‬فكره رسول ال ) ‪ (‬أن يلقاه وكان‬ ‫صبهم رحميا فقال هل من رجل يعدل صبنا عن الطريق ؟ قلت أنا صبأصبى‬ ‫أنت وأمى فأخذ صبهم فى طريق قد كان مهجو ار فداقد وعقاب فأستوت‬ ‫صبنا الرض حتى أنزله على الحديصبيه وهى نزح فألقى فيها سهما أو‬ ‫سهمين من كنانته ثم صبصق فيها ثم دعا ففارت عيونا حتى أنى‬ ‫لقول أو نقول ‪ :‬لو شئنا لغترقنا صبأيدينا قال ‪ :‬فوال مازال يجيش‬ ‫لهم صبالرى حتى صدروا عنه‪ ) .‬أخرجة أصبو نعيم فى الدلئل (‬ ‫البئر المالحة تصير عذبه‬

‫عن همام صبن تفيد السعدى ) ‪ (‬قال قدمت على رسول ال ) ‪(‬‬ ‫فقلت يا رسول ال حفر لنا صبئر فخرجت مالحة فدفع إلى اداوة فيها‬ ‫ماء فقال ) صصبه فيها ( فصصبته ففدصبت فهى أعذب ماء صباليمن‪.‬‬


‫‪61‬‬ ‫البركه فى الماء بإلقاء حصيات فيه عركها النبى ) ‪ (‬بيديه‬

‫عن زياد صبن الحارث الصدائى ) ‪ (‬قال ‪ :‬كنت مع رسول ال )‬ ‫‪ (‬فى صبعض أسفاره فقال ) أمعك ماء ( قلت نعم قليل يكفيك قال‬ ‫) صصبه فى أناء ثم ائتنى صبه ( فأتيته فوضع كفه فيه فرأيت صبين كل‬ ‫أصصبعين من أصاصبعه عينا تفور فقال ‪ ) :‬لول أنى أستحى من رصبى‬ ‫لسقينا وأسقينا ناد فى أصحاصبى من كان يريد الماء فليغترف ماأحب‬ ‫( قال زياد ‪ :‬وأتى وفد قومى صبأسلمهم وطاعتهم فقال رجل من الوفد‬ ‫‪ :‬يا رسول ال ان لنا صبئ ار إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فأجتمعنا عليه‬ ‫إواذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا وانا لنستطيع‬ ‫اليوم التفرق كل من حولنا عدو لنا فأدع ال أن يسعنا ماؤها‪.‬‬ ‫فدعا رسول ال صبسصبع حصيات ففرقهن فى يده ودعا ثم قال‬ ‫) إذا أتيتموها فألقوها واحدة واحدة وأذكر أسم ال عليها ( فما‬ ‫أستطاعوا أن ينظروا إلى قعرها صبعدها‪ ....‬كأن قعرها لنهاية له‬ ‫وسصبحان الملك القدير‪.‬‬ ‫) أخرجه أصبو داود كتاب الصلة صباب فى الرجل يؤذن ويقيم‬ ‫أخر وسنن الترمذى كتاب الصلة صباب من جاء أن أذن فهم يقيم‪،‬‬ ‫وأحمد والصبيهيقى فى دلئل النصبوه صباب ذكر الصبيان أن خروج الماء من‬ ‫أصاصبع رسول ال ) ‪ (‬وأنظر الصبداية والنهاية (‬


‫‪62‬‬ ‫وضع يده فى مزادتى الماء ففاض وشرب منه أربعون‬

‫عن عمران صبن حصين قال ‪ :‬كنت مع نصبى ال ) ‪ (‬فى مسير‬ ‫له فأدلجنا ) أى سرنا أخر الليل ( ليلتنا حتى إذا كان فى وجه‬ ‫الصصبح عرسنا ففليتنا أعيننا حتى صبزغت الشمس قال ‪ :‬فكان أول من‬ ‫استيقظ ثم استيقظ عمر ) ‪ (‬فقام عند نصبى ال ) ‪ (‬فجعل يكصبر‬ ‫ويرفع صوته صبالتكصبير حتى أستيقظ رسول ال ) ‪ (‬فلما رفع رأسه‬ ‫ورأى الشمس صبزغت قال ‪ ) :‬أرتحلوا ( فسار صبنا حتى إذا أصبيضت‬ ‫الشمس نزل فصلى صبنا الغداة فأعتزل رجل من القوم لم يصلى معنا‬ ‫فلما أنصرف قال له رسول ال ) ‪) (‬يافلن مامنعك أن تصلى‬ ‫معنا( قال يانصبى ال أصاصبتنى جناصبه فأمره رسول ال ) ‪ (‬فتيمم‬ ‫صبالصعيد فصلى ثم عجلنى فى ركب صبين يدية نطلب الماء وقد‬ ‫عطشنا عطشا شديدا فصبينما نحن نسير إذا نحن صبأمرأة سادلة ) أى‬ ‫المدينه المرسلة ( رجليها صبين مزادتين ) أى أكير من القرصبه ( فقلن‬ ‫لها ‪ :‬أين الماء ؟ قالت ‪ :‬أيهاه أيهاه ) أى هيهات هيهات ( لماء‬ ‫لكم قلنا ‪ :‬فكم صبين أهلك وصبين الماء قالت ‪ :‬مسيرة يوم وليلة قلنا‬ ‫أنطلقى إلى رسول ال ) ‪ (‬قالت ومارسول ال ؟ فلم نملكها من‬ ‫أمرها شيئا حتى أنطلقنا صبها فأستقصبلنا صبها رسول ال ) ‪ (‬فسألها‬ ‫فأخصبرته مثل الذى أخصبرتنا وأخصبرته أنها مؤتمه ) أى ذات أيتام ( لها‬ ‫صصبيان أيتام فأمر صبراويتها فأتيخت فمج فى العزلوين العلياوين ثم‬ ‫صبعث صبراويتها فشرصبنا ونحن أرصبعون رجل عطاشا حتى روينا وملنا‬ ‫كل قرصبه معنا واداوة وغسلنا صاحصبنا غير أنا لم تسق صبعيرنا وهى‬


‫‪63‬‬ ‫تكاد تتضرج ) أى تشق ( من الماء س يعنى المزادتين ثم قال ‪ :‬هاتوا‬ ‫ماكان عندكم فجمعنا لها من كسر وتمر وصر لها صرة فقال لها ‪:‬‬ ‫) أذهصبى فأطعمى هذا عيالك وأعلمى أنا لم نر أز من مائك ( فلما‬ ‫أتت أهلها قالت ‪ :‬لقد لقيت أسحر الصبشر أو انه نصبى كما زعم كان‬ ‫أمرة ذيت وذيت فهدى ال ذاك الصرم )أى أصبيات مجتمعة( صبتلك‬ ‫المرأة فأسلمت وأسلموا‪.‬‬ ‫) أخرجة مسلم كتاب المساجد صباب قضاء الفائته واستجاب‬ ‫تعجيله (‪.‬‬ ‫ومن معجزاته انشقاق القمر‬

‫عن أنس ) ‪ (‬أن أهل مكه سألوا رسول ال ) ‪ (‬أن يريهم آيه‬ ‫فأراهم انشقاق القمر مرتين‪.‬‬ ‫قال الخطاصبى ‪ :‬أنشقاق القمر آيه عظيمة ليكاد لها من آيات‬ ‫النصبياء وذلك انه ظهر فى ملكوت السماوات خارجا عن جل طصباع‬ ‫مافى هذا العالم المركب من الطصبائع‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ القمر‪.1 :‬‬ ‫وعن اصبن مسعود ) ‪ (‬قال ‪ ) :‬أنفلق القمر ونحن مع رسول ال‬ ‫) ‪ (‬فصار فلقتين ‪ :‬فلقة من وراء الجصبل وفلقة دونه فقال رسول ال‬ ‫) ‪ (‬أشهدوا‪.‬‬ ‫ومن معجزات سيدنا النبى ) ‪( ‬‬


‫‪64‬‬ ‫أهتزاز جبل أحد للنبى ) ‪(‬‬

‫هل سمع أحدنا أن الجماد أحب ؟ أن يحب أحد الجدار لجمالة‬ ‫أمر معقول ولكن أن ينطق الجدار صبحصبه لفلن فهذا أمر غريب يقول‬ ‫سيدنا على ) ‪ (‬صبعد غزوة أحد أصبتعد كثير من المسلمين عن جصبل‬ ‫أحد لنه أستشهد فى سفحه وسهلة سصبعون من خيار الصحاصبة‬ ‫وذهب رسول ال ) ‪ (‬فوقف يوما على أحد وصلى على شهداء أحد‬ ‫ومعه أصبوصبكر وعمر وعثمان وفى روايه أخرى عمر وعلى وصبينما‬ ‫نحن على أحد إذ صبأحد يهتز إواذا صبالرسول يصبتسم ويرفع قدمة الطاهرة‬ ‫ويضرصبها على الجصبل ويقول اثصبت( لما أهتز الجصبل ياترى ولما ثصبت‬ ‫صبعد الضرصبه ؟ فالجصبل حينما شعر أن قدم الحصبيب محمد ) ‪ (‬سته‬ ‫راح يرتجف من الطرب ول در القائل ‪:‬‬ ‫ل تلوموا أحدا لضطراب‬ ‫‪.‬‬

‫إذ عل ه فالوجد داء‬ ‫‪.‬‬

‫أحد ل يل م فهو محب‬

‫ولك م أطرب المحب لقاء‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬


‫‪65‬‬ ‫معجزات سيدنا النبى ) ‪ (‬مع علمات الساعة‬

‫لما كان النصبى ) ‪ (‬خاتم النصبين فان صبعثته لهداية العالمين دليل‬ ‫على أقتراب الساعة‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬صبعثت أنا والساعة كهاتين وأشار صبالسصباصبة‬ ‫والوسطى ( ) أخرجة الصبخارى ومسلم (‬ ‫وفاة النبى ) ‪(‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬ياعون‪ .‬أحفظ خلل ستا صبين يدى الساعة‬ ‫أحداهن موتى ‪ :‬ثم فتح صبيت المقدس‪ ،‬ثم داء يظهر فيكم يستشهد ال‬ ‫صبه ذ ارريكم وأنفسكم‪ ،‬وزكى صبه أموالكم ثم تكون الموال فيكم حتى‬ ‫يعطى الرجل مائه دينار فيظل ساخطا‪ ،‬وفتنه تكون صبينكم ليصبقى‬ ‫صبيت مسلم إل ودخلته ثم يكون صبينكم وصبين الصفر هدنه فيقدرون‬ ‫فيسيرون اليكم فى ثمانين غايه تحت كل غاية أثنى عشر ألفا (‪.‬‬ ‫) حديث صحيح رواه اصبن ماجه والحاكم عن عوف صبن مالك‬ ‫الشجعى صحيح الجامع (‬


‫‪66‬‬ ‫خروج نار الحجاز‬

‫من علمات الساعة التى وقعت صبظهور نار عظيمه كصبيرة صبصبلد‬ ‫الحجاز تضئ أعناق الصبل فى صبصرى صبصبلد الشام‪.‬‬ ‫عن أصبى هريرة ) ‪ (‬أن رسول ال ) ‪) (‬لتقوم الساعة حتى‬ ‫تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الصبل صبصبصرى(‪.‬‬ ‫وقد وقعت هذه النار سنه ‪654‬هس ) رواة الصبخرى كتاب الفتن‬ ‫صباب خروج من النار‪ ،‬وفتح الصبارى (‪.‬‬ ‫ليأتى على الناس زمان إل والذى بعده شر منه‬

‫قال رسول ال ) ‪) (‬ل يأتى على الناس زمان إل والذى صبعده‬ ‫شر منه( )رواه الصبخارى كتاب الفتن صباب ليأتى زمان(‬ ‫قال رسول ال ) ‪) (‬ل تقوم الساعة حتى يكثر الهرج( قالوا ‪:‬‬ ‫وما الهرج يا رسول ال ؟ قال )القتل القتل(‪ ) .‬رواه الصبخارى كتاب‬ ‫الفتن‪ ،‬ورواة مسلم كتاب الفتن (‪.‬‬ ‫وفى الحديث الصحيح )إذا التقى المسلمان صبسيفهما فالقاتل‬ ‫والمقتول فى النار( ) رواة مسلم فى كتاب الفتن (‪.‬‬ ‫وفى روايه ‪) :‬إذا تواجة المسلمان صبسيفهما فالقاتل والمقتول فى‬ ‫النار( قيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬هذا القاتل فما صبال المقتول‪ .‬قال‪) :‬انه‬ ‫أراد قتل صاحصبه( ) رواه مسلم كتاب الفتن (‪.‬‬ ‫ومن هنا ل يدرى القاتل فيم قتل ول المقتول فيم قتل‪.‬‬


‫‪67‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪) (‬والذى نفسى صبيده لتذهب الدنيا حتى يأتى‬ ‫على الناس يوم ليدرى القاتل فيما قتل ول المقتول فيما قتّل(‪.‬‬ ‫فقيل ‪ :‬كيف يكون ذلك قال (الهرج القاتل والمقتول فى النار(‬ ‫) رواه مسلم كتاب الفتن (‪.‬‬ ‫اما اسناد المر إلى غير أهله فهذا المر يوجد على مستوى‬ ‫واسع وكصبير فى مجالت‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪) (‬إذا وسد ا ّ‬ ‫لمر إلى غير أهله فّأنتظر الساعّة(‬ ‫ّأى ّأن يكون زعيم القوم أرذلهم ورئيس القصبيله فاسقهم‪.‬‬ ‫) رواه الصبخارى ومسلم (‬ ‫الفحش والتفحش‬

‫كلم الفحش يذكر الن فى الشوارع والطرقات صبدون حياء‪.‬‬ ‫ومن علمات الساعة ايضا قطيعة الرحم‬

‫وقد فشت هذه الكصبيرة‪ .‬وتخوين المين اتهامه صبخيانة المانة‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬من أشراط الساعة الفحش والتفحش‪،‬‬ ‫وقطيعة الرحم وتخوين المين‪ ،‬وأئتمان الخائن (‪.‬‬ ‫) رواه أحمد والصبزار السلسلة الصحيحة (‪.‬‬


‫‪68‬‬ ‫أخذ المة الإسلمية بأخذ القرون قبلها‬

‫الملحد‪ ،‬والغرب الكافر‬ ‫وقد سارت المة على مناهج الشرق ُ‬ ‫وجريت الشرق مرات وجريت الغرب مئات المرات‪ ،‬وأصبت أن تسير‬ ‫على منهج ال تعالى مرة واحدة‪ .‬قال رسول ال ) ‪ ) (‬ل تقوم‬ ‫الساعة حتى تأخذ أمتى أخذ القرون قصبلها شصب ار صبشصبر وذراعا صبذراع (‬ ‫) ومن الناس إل‬ ‫قيل يا رسول ال كفارس والروم ؟ قال ‪:‬‬ ‫أولئك ( ) رواه الصبخارى عن أصبى هريرة (‪.‬‬ ‫وتداعى المم على أمة السلم‬

‫الملحد على افتراس الدول‬ ‫أجتمع الغرب الكافر والشرق ُ‬ ‫الإسلمية سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪) (‬يوشك أن تداعى عليكم المم من كل أفق‬ ‫كما تداعى الكلة إلى قصعتها( قيل ‪ :‬يا رسول ال فمن قله يومئذ ؟‬ ‫قال )ل‪ ،‬ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن فى قلوصبكم‪ ،‬وينزع‬ ‫الرعب من قلوب عدوكم لحصبكم الدنيا وكراهيتكم الموت(‪.‬‬ ‫) حديث صحيح ‪ :‬رواه أحمد وأصبو داود عن ثوصبان‪ ،‬صحيح‬ ‫الجامع والسلسلة الصحيحه (‪.‬‬


‫‪69‬‬ ‫وظهور أمراء يقولون ولينكر عليهم أحد‬

‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬تكون أمراء يقولون وليرد عليهم يتهافتون‬ ‫فى النار يتصبع صبعضهم صبعضا (‪.‬‬ ‫) حديث صحيح ‪ :‬رواه أصبويعلى والطصبرانى عن معاوية ‪ :‬وهو‬ ‫فى صحيح الجامع والصحيحة (‪.‬‬ ‫منع العراق درهمهما ومنع مصر اردبها‬

‫وقد حدث هذا عندما مصرت المصار واستولى كل أمير‬ ‫صبوليته فى عصر الدولة العصباسية‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬منعت العراق درهمها وقفيزها‪ ،‬ومنعت‬ ‫الشام مديها ودينارها‪ ،‬ومنعت مصر اردصبها ودينارها (‬ ‫) حديث صحيح رواه أصبويعلى والطصبرانى عن معاوية ‪ :‬وهو فى‬ ‫صحيح الجامع والصحيحة (‪.‬‬ ‫والاعتداء فى الدعاء‬

‫يقول رسول ال ) ‪) (‬سيكون قوم يعتدون فى الدعاء( )حديث‬ ‫صحيح رواه أحمد وأصبوداود وهو فى الصحيح الجامع(‪.‬‬ ‫أى يسألون ماليس صبحقهم كمنازل النصبياء والطناب فى الدعاء‪.‬‬ ‫فعن مولى سعد أن سعدا ) ‪ (‬سمع أصبنا له يدعو وهو يقول ‪ :‬اللهم‬ ‫انى أسألك الجنه ونعيمها واستصبراقها وضحوا من هذا ّ‪ ،‬وأعوذ صبك من‬ ‫النار وسلسلها وأغللها ّ؟ فقال ‪ :‬لقد سألت ال خي ار كثي ار وتعوذت‬


‫‪70‬‬ ‫صبه من شر كثير وانى سمعت رسول ال ) ‪ (‬يقول )سيكون قوم‬ ‫يعتدون فى الدعاء(‪.‬‬ ‫)رواه أحمد وسكت عليه اصبن كثير (‬ ‫ومن العتداء فى الدعاء ‪ :‬اطالة الدعاء جدا حتى أنه يزيد‬ ‫على قدر الصلة كما يفعل فى هذه اليام‪.‬‬ ‫وظهور السنوات الخداعات‬

‫يقول رسول ال ) ‪ ) (‬سيأتى على الناس سنوات خداعات‬ ‫يصدق فيها الكاذب‪ ،‬ويكذب فيها الصادق‪ ،‬ويؤتمن فيها الخائن‪،‬‬ ‫ويخون فيها المين‪ ،‬وينطق فيها الروصبيضه ( وقيل ‪ :‬وما الروصبيضه‬ ‫؟ قال ‪ ):‬الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة (‪.‬‬ ‫) رواه أحمد وأصبن ماجه كتاب الفتن صباب شدة الزمان وهو فى‬ ‫صحيح الجامع (‪.‬‬ ‫ونصر الدين بالفاجرين‬

‫نرى صبعض النصارى والمشركين يساهمون فى كفالة اليتام‬ ‫وصبعضهم يطلب المساعدة فى صبناء المساجد ومنهم من يقف فى هيئه‬ ‫المم المتحدة موقفا لنصرة المسلمين‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬سيشهد هذا الدين صبرجال ليس لهم عند ال‬ ‫خلق (‬


‫‪71‬‬ ‫) حديث صحيح ‪ :‬رواه أصبونعيم والضياء عن أنس وله شواهد‬ ‫وهو فى الضعيفه وصحيح الجامع (‬ ‫واصابه المة الإسلمية بأمراض من قبلها‬

‫معنى هذا الكلم أن تسرى المراض الكصبرى فى المم الساصبقة‬ ‫إلى هذه المة يقول رسول ال ) ‪ ) (‬سيصيب أمتى داء المم‪،‬‬ ‫الشر‪ ،‬والصبطر والتكاثر والتشاحن فى الدنيا والتصباغض‪ ،‬والتحاسد‬ ‫حتى يكون الصبغى (‬ ‫المعنى ‪ :‬الشر ‪ :‬أشد الصبطر‪ ،‬والصبطر ‪ :‬الكصبر‬ ‫) حديث صحيح ‪ :‬رواه الحاكم عن أصبى هريرة وهو فى صحيح‬ ‫الجامع (‪.‬‬ ‫والتقارب فى الزمان‬

‫قال رسول ال ) ‪) (‬ل تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان(‪.‬‬ ‫) رواه الصبخارى كتاب الفتن (‬ ‫والتقارب له شكل نع‪:‬‬ ‫الشكل الول‪ :‬نزع الصبركه من الوقت وهذا يدركه كل عاقل‪،‬‬ ‫فالعمال التى كنت تقوم صبها منذ عشرة سنين فى يوم‬ ‫واحد‪ ،‬أكثر مما تقوم صبه فى يوم من أيامنا هذه‪.‬‬


‫‪72‬‬ ‫الشكل الثانى ‪ :‬التقارب الحسصبى ‪ :‬وهذا يدل على قوله ) ‪(‬‬ ‫) ل تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة‬ ‫كالشهر والشهر كالجمعه وتكون كالضرمة صبالنار( وهذا‬ ‫لم يحدث‪.‬‬ ‫) رواه صحيح رواه أحمد والترمذى عن أنس ورواه أحمد وأصبن‬ ‫حصبان عن أصبى هريرة وهو فى صحيح الجامع (‪.‬‬ ‫مقاطعة العالم للعراق‬

‫عن أصبى نضيرة قال ‪ :‬كنا جلوسا عند جاصبر صبن عصبدال فقال‪:‬‬ ‫)يوشك أهل العراق أن ليجئ قفيز‪ .‬ولدرهم قلنا ‪ :‬من أين ؟ قال ‪:‬‬ ‫من قصبل العجم‪ .‬يمنعون ذلك‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يوشك أهل الشام أن ل يجئ‬ ‫اليهم دينار ول مدى قلنا من أين ذلك ؟ قال ‪ :‬من قصبل الروم (‬ ‫) أخرجه مسلم (‪.‬‬ ‫أما قطع المعونات عن العراق فهذا حدث منذ احتلل العراق‬ ‫للكويت سنه ‪ 1991‬م إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫واما قطع الموال من صبلد الشام )سوريا س لصبنان س فلسطين س‬ ‫الردن( فلم يحدث صبعد والن تستعد أمريكا لتنفيذ المقاطعه ضد‬ ‫سوريا‪.‬‬


‫‪73‬‬ ‫وتمنى الموت‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬ل تقوم الساعة حتى يمر الرجل صبقصبر‬ ‫الرجل فيقول ياليتنى مكانه (‪.‬‬ ‫فان قيل ‪ :‬لماذا يتمنى المسلم هذه المنيه التى ل تتمنى ؟‬ ‫يجيب سيد الرسل ) ‪ (‬قائل ‪ ) :‬والذى نفسى صبيده ل تذهب الدنيا‬ ‫حتى يمر الرجل على القصبر فيتمرغ عليه ويقول ‪ :‬ياليتنى كنت مكان‬ ‫صاحب هذا القصبر وليس صبه إل الصبلء (‪.‬‬ ‫وهذا المر قد قارب على الوقوع إن لم يكن وقع‪.‬‬ ‫) أخرجه مسلم كتاب الفتن (‬ ‫التطاول فى البنيان‬

‫يصل ارتفاع العمارات الن إلى سصبعين طاصبقا التى تسمى هذه‬ ‫العمارات الن ) ناطحات السحاب (‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬وحتى يتطاول الناس فى الصبنيان ( ‪.‬‬ ‫)رواه الصبخارى كتاب الفتن(‪.‬‬ ‫وقال رسول ال ) ‪ ) (‬وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء‬ ‫) رواه مسلم (‬ ‫يتطاولون فى الصبنيان (‬


‫‪74‬‬ ‫رفع الخشوع فى الصلة‬

‫تدخل المسجد فترى من يعصبث صبثياصبه أو يحرك يده أو يمسح‬ ‫وجهه أو يرفع كمه‪ ،‬وصبعضهم يعد الموال ويحسصبها وهو يصلى هذا‬ ‫مع أنشغال القلب صبالدنيا ونسيانه للخرة‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬أول شئ يرفع من هذه المة الخشوع‪،‬‬ ‫حتى ل ترى فيهم خاشعا (‬ ‫) صحيح ‪ :‬رواه الطصبرانى صباسناد حسن رواه اصبن حيان فى‬ ‫صحيحه موقفا على شداد وهو أشصبه صحيح الجامع (‬ ‫أسعد الناس التافه ابن التافه‬

‫يقول رسول ال ) ‪ ) (‬ل تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس‬ ‫صبالدنيا لكع اصبن لكع (‬ ‫)حديث حسن ‪ :‬رواه أحمد والترمذى والضياء صحيح الجامع(‬ ‫أى أن يكون أسعد الناس صبالدنيا التافه اصبن التافه قليل الدب‬ ‫حقير النساب‪ .‬كأهل اللهو واللعب‪ .‬حتى انه فى صبعض صبلدان العالم‬ ‫السلمى تعتصبر الراقصه فى أعلى درجة من الوزير‪.‬‬


‫‪75‬‬ ‫وأن تعود أرض العرب مروجا من الذهب‬

‫كثرة الصبترول والذهب فى أرض العرب‪.‬‬ ‫وتكون أصبل للشياطين‪ ،‬وصبيوت للشياطين‪.‬‬ ‫قال رسول ال ) ‪ ) (‬تكون اصبل للشياطين‪ ،‬وصبيوت للشياطين‬ ‫وهى صبيوت الزنا‪ ،‬والخمارات والصبارات والكصبريهات والصبيوت والمنازل‬ ‫التى يغلب عليها الحرام (‪.‬‬ ‫) حديث صحيح ‪ :‬رواه أصبو داود فى سننه وهو فى صحيح سنن‬ ‫أصبو داود الصحيحه (‪.‬‬ ‫وكثرة الزلزل‬

‫ومعنى كثرتها دوامها وانتشارها وقد حدث فى القرن العشرين‬ ‫فقد وصلت الزلزل إلى سنين تقريصبا مع أنتشارها فى معظم دول‬ ‫العالم وقد مات فيها ما يزيد على المليون نسمة‪.‬‬ ‫وصدق رسول ال ) ‪ (‬فعن عصبدال صبن حوالة ) ‪ (‬قال ‪ :‬وضع‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬يده على رأسى أو على هامتى فقال ‪) :‬ياأصبن حواله‬ ‫إذا رأيت الخلفة قد نزلت الرض المقدسة فقد دنت الزلزل والصبلصبل‬ ‫والمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدى هذه من‬ ‫رأسك(‪.‬‬ ‫)حديث صحيح ‪ :‬رواه أحمد ‪،‬وأصبو داود‪ ،‬والحاكم وقال صحيح‬ ‫السناد‪ ،‬ووافقه الذهصبى وصححة اللصبانى فى صحيح سنن أصبى‬ ‫داود(‪.‬‬


‫‪76‬‬ ‫وفى الحديث اشارة واضحة إلى وقوع الزلزل فى هذه اليام‬ ‫وهاهى تقع هنا وهناك لتؤكد صدق ما أخصبر صبه نصبينا محمد ) ‪(‬‬ ‫ولتعلمن نصبأه صبعد حين وقد أخصبرنا الصادق الذى ل ينطق عن الهوى‬ ‫عن كثرة الزلزل فى آخر الزمان‪.‬صبحيث تصير سمة من سمات‬ ‫السنين واليام حتى تسمى هذه الوقات صبسنوات الزلزل‪.‬‬ ‫فعن سلمة صبن نفيل السكونى قال ‪ :‬كنا جلوسا عند النصبى ) ‪(‬‬ ‫وهو يوحى إليه فقال ‪ ) :‬انى لصبث فيكم‪ ،‬ولستم لصبثين صبعدى إل‬ ‫قليل وستأتونى أقتادا يغنى صبعضكم صبعضا وصبين يدى الساعة موتان‬ ‫شديد وصبعده سنوات الزلزل (‪.‬‬ ‫) حديث صحيح ‪ :‬رواه أحمد‪ ،‬وأصبن حصبان وأصبويعلى والطصبرانى‬ ‫وقال الهيثمى فى المجمع ‪ :‬رجالة نفات وصحح اسنادة الرناؤوط‬ ‫فى تخريجة لصبن حصبان (‪.‬‬ ‫وصبوب اصبن حصبان على الحديث صبقوله ‪ :‬ذكر الخصبار عن وجود‬ ‫كثرة الزلزل فى آخر الزمان ) الحسان فى تقريب صحيح اصبن حصبان‬ ‫(‪.‬‬ ‫ياكاشف الضر صفحا عن جرائمنا‬ ‫لقد أطاحت صبنا يارب صبأساء‬ ‫تشكو إليك خطوصبا ل نطيق لها‬ ‫حمل ونحن صبها حقا أحقاء‬


‫‪77‬‬ ‫زلزل تخشع الصم الصلب لها‬ ‫وكيف يقوى على الزلزل سماء‬ ‫أقام سصبعا يرج الرض فاتصدعت‬ ‫عن منظر منه عين الشمس عشواء‬ ‫صبحر من النار تجرى فوقه سفن‬ ‫من الهضاب لها من الرض أرساء‬ ‫فيا أحصباء رسول ال يعلم ما سيحدث لمته وهذه أعظم معجزة‬ ‫لسيدنا النصبى ) ‪ (‬لكى يجعلنا من المؤمنين الصالحين وتصبعد عن‬ ‫قول اصبن يصبقى من القرآن إل رسمة‪ ،‬ول من السلم إل اسمه يقسمون‬ ‫صبه وهم أصبعد الناس منه‪ ،‬مساجدهم عامرة خراب من الهدى فقهاء‬ ‫ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت فتنه واليهم‬ ‫تعود (‪.‬‬ ‫معناه ‪ :‬يكاد المسلم أم يلمسه صبعضه أو جلة فى واقع العالم‬ ‫السلمى‪.‬‬ ‫أما قسم الناس صبالقرآن مع هجرهم له فمعلوم‪ ،‬وأما عمار‬ ‫مساجدهم وخراصبها من الهدى فالمقصود عمارها صبالمصلين وخراصبها‬ ‫صبقسوة القلوب وذهاب الخشوع وغياب المحاضرات الدينيه والندوات‬ ‫اليمانيه حتى ان و ازرة الوقاف فى مصر تفرض على امام المسجد‬ ‫أرصبع محاضرات اسصبوعية ل يؤدى امام المسجد إل محاضرة واحدة‬ ‫منها‪.‬‬


‫‪78‬‬ ‫فما أروع الذكريات العطرة التى تمر صبالمم‪ ،‬فتنعش فى الناس‬ ‫القلوب وتنير العقول‪ ،‬وتردهم إلى ماض مشرق وجوانب من ذلك‬ ‫التاريخ العظيم ونحن نتكلم اليوم عن معجزات سيدنا محمد ) ‪(‬‬ ‫الذى ولد صبمكة المكرمة ونشأ فيها وترصبى صبها ثم عندما جاء أمر ال‬ ‫صدع صبالحق ودعا إلى ال سصبحانه وتعالى وكل ذلك كان صبالحكمة‬ ‫والموعظه الحسنه وصبالسلوب الذى كان وسيظل منهجا لنا ولكل من‬ ‫يريد الدعوة إلى ال عز وجل‪.‬‬ ‫وشاء ال ان يجعله القدوة والسوة قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯯ ﯰ‬ ‫ﯹ ﯺ‬ ‫ﯸ‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫ﰀ ﭼ الحزاب‪.٢١ :‬‬ ‫ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫ﯻ ﯼ‬ ‫وهذه القدوة ليست مقتصرة على الصلة والصوم والحج‬ ‫والعصبادات كلها إوانما هى قدوة فى السلوك والخلق لنه رغم‬ ‫شجاعته وصبسالته فى الحروب‪ ،‬وقول سيدنا على صبن أصبى طالب ) ‪(‬‬ ‫فيه ‪ :‬كان إذا حمى الوطيس نتترس صبرسول ال ) ‪ (‬إل أنه سصبحانه‬ ‫وتعالى لم يصفه صبها ولم يصفه صبالكرم رغم انه كان ينفق كمن‬ ‫ليخشى الفقر‪ ،‬إوانما جاء الوصف من رب العزة والجلل صبالخلق ‪:‬‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ القلم‪ ،٤ :‬وحدد لنا ) ‪(‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮛ ﮜ‬ ‫لنا المنهج ‪ ):‬إنما صبعثت لتمم مكارم الخلق ( ولشك أن الحديث‬ ‫عن السيرة النصبوية الشريفه وصبصورة خاصة عن حياته ودعوتة‬ ‫ومعجزاتة ) ‪ (‬قصبل النصبوة‪ ،‬وصبعدها من الشياء التى يعتصبر القاء‬ ‫الضوء عليها صبصور ملتزمة صبالنصوص القرآنيه والحاديث النصبوية‬


‫‪79‬‬ ‫الصحيحة هى مما يفيد الناس والشصباب على وجه الخصوص‪ .‬وكل‬ ‫كلم يمس الرسول العظيم ) ‪ (‬يجب أن تراعى فيه أداب كثيرة أولها‬ ‫العلم صبما ستخوض فيه من أمره ) ‪ (‬حتى لتكذب صبأمر ثصبت عنه أو‬ ‫ننسب إليه ما ل يليق صبكمال النصبوة وجللها ومن هنا كان يمتنع كثير‬ ‫من الصحاصبة عن الكلم فى أحاديثه ) ‪.(‬‬ ‫ومن هذه الداب طهارة الظاهر فيما كان يفعله ويلتزم صبه الئمه‬ ‫) ‪ (‬من الوضوء قصبل التحدث عن الرسول الكريم ونظافة الثياب‬ ‫وجمال المظهر والتزام السكينه من المحدث ومن السامعين والصلة‬ ‫والسلم عليه كلما ورد ذكره مهما تكرر منهم أجمعين‪.‬‬ ‫وصون المجلس عن السفهاء واللغين‪ .‬حتى ان مالكا ) ‪ (‬أمر‬ ‫صباخراج من سأله عن الستواء من المسجد صبعد أن أجاصبه حتى يقطع‬ ‫داصبر اللجاجة والفتنه‪.‬‬ ‫أما طهارة الصباطن فتكون صبخشوع القلب وصدق النيه وأستحضار‬ ‫ما أمر ال صبه من توقير وتكريم للرسول ) ‪ (‬والتواضع‪ ،‬والتأنى فى‬ ‫أختيار مايتحدث صبه حتى ليزال لسانه صبقول ليليق أو يميل صبقلصبه‬ ‫إلى مايمس العصمة أو التصديق أو التعالى على السامعين أو عدم‬ ‫الرفق صبهم أو نهرهم عن السؤال فيما لم يفهموه عمل صبقوله تعالى ‪:‬‬ ‫ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ الضحى‪ .١٠ :‬فالسائل هنا يشمل‬ ‫سائل العلم وسائل المال وأن يتحرى المتكلم عدم التجاوز فى الرواية‬ ‫أو الوصف أو الثصبات أو النفى حتى ليدخل فى مجال الكذب على‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬وفاعل ذلك يتصبوأ مقعده من النار كما ورد فى الحديث‬


‫‪80‬‬ ‫ولهذا يحرص أهل الورع أن يختموا ذكرهم لحديثه ) ‪ (‬صبقولتهم‬ ‫المشهورة ) أو كما قال ) ‪ (‬أحت ار از من السهو أو الرواية صبالمعنى أن‬ ‫يتلقى ذلك مايلقى إليه من شأن الرسول صبالسكينه والدب فى الجلسة‬ ‫والنصات الكامل‪.‬‬ ‫ولقد عرف العلماء المعجزة صبأنها ‪ :‬أمر خارق للعادة يجريها ال‬ ‫على يد مصبعوث صبالنصبوة حال تحديه تصديقا له فى دعوة النصبوة فهى‬ ‫صبمثاصبه قوله تعالى ‪ ) :‬صدق عصبدى فيما يصبلغ عنى ( والمور‬ ‫الخارقه للعاده ان كانت من نصبى فهى معجزة وان كانت من تقى ولى‬ ‫فهى كرامة وان كانت من شخص مستور الحال لم يعرف صبفسق فهى‬ ‫معونه وان كانت من فاسق فهى أستدراج وان كانت من مدعى النصبوة‬ ‫وتأتى على عكس مراده فهى اهانه وان كانت من نافث وعاقد فاجر‬ ‫فهى سحر‪.‬‬ ‫وليس هذا مقام تفضيل الفروق صبينها غير ان المعجزات سماها‬ ‫ال آيات أى دلئل وعلمات قاطعه على صدق من تجرى على‬ ‫يدية فيما يصبلغ عن رصبه‪.‬‬ ‫كما ذكر تعالى أرسل موسى فى تسع آيات وقال عن ناقة‬ ‫صالح هذه ناقة ال لكم آيه‪.‬‬ ‫الجمل يبكى ويشكو للنبى ) ‪(‬‬

‫عن عصبدال صبن جعفر ) ‪ (‬قال ‪ :‬أردفنى رسول ال ) ‪ (‬ذات‬ ‫يوم خلقه فأسر إلى حديثا ل أخصبر صبه أحدا أصبدا وكان رسول ال ) ‪(‬‬


‫‪81‬‬ ‫أحب ما أستتر صبه فى حاجته هدف أو حائش نخل‪ ،‬فدخل يوما‬ ‫حائطا من حيطان النصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت‬ ‫عيناه‪ ......‬فلما رأى رسول ال ) ‪ (‬حن وذرفت عيناه‪ ،‬فمسح‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬سراته وذفراه فسكن فقال ‪ ) :‬من صاحب الجمل ؟ (‬ ‫فجاء فتى من النصار قال ‪ :‬هو لى يا رسول ال فقال ‪ ) :‬اما تتقى‬ ‫ال فى هذه الصبهيمه التى ملكها ال لك انه شكا إلى أنك تجيعه وتدصبئه‬ ‫(‪.‬‬ ‫ومن هنا يتضح أنه ) ‪ (‬من المعجزات اللهية لحضرته ) ‪(‬‬ ‫هو ‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬نطق حيوان صبهيم وهو الجمل‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬معرفة هذا الحيوان صبفضل رسول ال ) ‪.(‬‬ ‫والدليل ‪ :‬ان الجمل شكا لرسول ال ) ‪ (‬من سوء معاملة‬ ‫صاحصبة‪ ،‬فتلحظ فى هذه المعجزة الإلهية نطق‬ ‫الحيوان لحضرته‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬معرفه عالم الحيوان صبفضله ) ‪ (‬وصبكرامته عنسسد الس تصبسسارك‬ ‫وتعالى وصبعد له ونصرته للحق‪.‬‬ ‫ومن هذه المعجزات أيضا لها دللة هامة على أهمية الرحمة‬ ‫صبالحيوان ومراعاة حالة من القوة والضعف والراحة والتعب‪.‬‬ ‫بول سيدنا النبى ) ‪ (‬شفاء وبركه‬

‫عن أم أيمن ) ‪ (‬قالت ‪ :‬قام رسول ال ) ‪ (‬من الليل إلى فخارة‬ ‫فى جانب الصبيت‪ ،‬فصبال فيها‪ ،‬فقمت من الليل وأنا عطشانه فشرصبت‬


‫‪82‬‬ ‫مافيها وأنا ل أشعر فلما أصصبح النصبى ) ‪ (‬قال ‪:‬يا أم أيمن قومى‬ ‫فأهريقى ما فى تلك الفخارة ( فقلت ‪ :‬قد وال شرصبت ما فيها‪.‬‬ ‫قالت فضحك رسول ال ) ‪ (‬حتى صبدت نواجذة‪ ،‬ثم قال ‪) :‬أما‬ ‫وال ليجعن صبطنك أصبدا( فما جاعت صبعد شرب صبوله ) ‪ (‬أصبدا‪.‬‬ ‫وقد ذهب فريق من العلماء إلى طهارة صبولة وفضلته ) ‪.(‬‬ ‫ومن هؤلء القاضى حسين واصبن حجر وقد قيل ‪ :‬ان أثر صبوله لم‬ ‫ير على وجه الرض‪.‬‬ ‫ومما آثار العجب فى نفس كثير ممن وهصبهم ال الحكمة هو رد‬ ‫الفعل على ماورد على لسان فضيله الدكتور ‪ /‬على جمعه مفتى‬ ‫الجمهورية صبخصوص طهارة صبول رسول ال ) ‪.(‬‬ ‫أول ‪ :‬هذه الواقعه والواردة صبالحديث صحيحة ووردت فى أمهات‬ ‫الكتب ولم يعترض عليها فقيه من الساصبقين‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬رسول ال ) ‪ (‬أفاد للسيدة أم أيمن ) ‪ (‬عن طهارة صبوله )‬ ‫‪ (‬صبل وزاد ) ‪ (‬فى المعنى صبأنه دواء يمنع صبه ال إصاصبة صبطنها صبأية‬ ‫أوجاع فلنلحظ يا أحصباب رسول ال ) ‪ (‬أن الرسول الكريم ) ‪(‬‬ ‫كشف هذه المعجزة لم أيمن صبعد أن شرصبت صبالفعل‪.‬‬ ‫ورصبما لو كانت أستأذنت أم أيمن حضرته ) ‪ (‬قصبل أن تشرب لم‬ ‫يأذن لها وهذا من أسرار عطأت ال تصبارك وتعالى لحضرته ) ‪.(‬‬ ‫فكم من أسرار لم يطلع عليها صبشر فى حضرته ) ‪ (‬ومنها على‬ ‫سصبيل المثال قوله ) ‪ (‬فى صوم الوصال ) أصبيت عند رصبى ليلة‬


‫‪83‬‬ ‫فيطعمنى ويسقينى ( وهذا على سصبيل المثال سر لم يكلفنا ) ‪ (‬صبه‬ ‫لنه من خصوصياته‪.‬‬ ‫وهذا صبالتأكيد ما كان يشير إليه فضيله المفتى د‪ /‬على جمعة‬ ‫فى حديثه الصبعيد عن الفتوى الجهرية أو حتى وسائل الإعلم أل‬ ‫تلحظوا يا أتصباع النصبى ) ‪ (‬أن أم أيمن وهى جارية رسول ال ) ‪(‬‬ ‫وصبالتأكيد هى صالحة تائصبة مؤمنة‪.‬‬ ‫فلو كان صبول رسول ال ) ‪ (‬كصبولنا أل كانت أم أيمن تأففت منه‬ ‫وجزعت من رائحته إل أنها )رضى ال عنها( شرصبته هنيئا مرئيا ولم‬ ‫تكتشف أنه صبول رسول ال ) ‪ (‬إل صبذكر الرسول ) ‪ (‬لها‪.‬‬ ‫وهذا دليل قاطع ان صبول رسول ال ) ‪ (‬صبول خاليا من أى‬ ‫نجاسات أو روائح كما نراه نحن الصبشر فى صبولنا‪.‬‬ ‫ومن خصوصياته ) ‪ (‬أن الرض كانت تصبتلع كل ما يخرج من‬ ‫حضرته الشريفه فقد ورد فى حديث آخر أن رسول ال ) ‪ (‬لم يرى‬ ‫صبشر ما يخرج منه صبول أو فضلت‪.‬‬ ‫وكما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫فكفى صبنا فضل على من غيرنا‬ ‫حب النصبى محمد أيانا‬ ‫الإسراء والمعراج‬

‫الإسراء هو السير ليل‪ .‬والمعراج هو الصعود إلى أعلى فقيل‬ ‫الهجرة إلى المدينة صبسنة ونصف تقريصبا جاء جصبريل إلى النصبى ) ‪(‬‬


‫‪84‬‬ ‫ومعه الصبراق ) وهى داصبة ل يركصبها إل النصبياء سريعة جدا ( فركصبها‬ ‫النصبى ) ‪ (‬ليل حتى وصل إلى صبيت المقدس فصلى صبالنصبياء اماما‬ ‫وهذا دليل على تفضيلة عليهم ثم صعد مع جصبريل إلى السماء‬ ‫الولى فرأى أدم ) ‪ (‬ثم صعد إلى السماء الثانيه فرأى عيسى ) ‪(‬‬ ‫ويحيى ) ‪ (‬ثم صعد إلى السماء الثالثه فرأى يوسف ) ‪ (‬ثم صعد‬ ‫إلى السماء الراصبعه فرأى ادريس ) ‪ (‬ثم صعد إلى السماء الخامسة‬ ‫فرأى هارون ) ‪ (‬ثم صعد إلى السماء السادسة فرأى موسى ) ‪ (‬ثم‬ ‫صعد إلى السماء الساصبعة فرأى الصبيت المعمور الذى تحجه الملئكة‬ ‫وهو فوق الكعصبة عموديا‪ ،‬فرأى إصبراهيم ) ‪ (‬يسند ظهره إلى الصبيت‬ ‫المعمور‪ ،‬ثم ذهب إلى سدرة المنتهى وهنا وقف جصبريل وقال للنصبى )‬ ‫‪ (‬تقدم فان تقدمت أخترقت وان تقدمت احترقت‪.‬‬ ‫فوصل إلى مكان لم يصل إليه مخلوق فكلمة رصبه وفرض عليه‬ ‫الصلة‪ ،‬ولما عاد النصبى ) ‪ (‬إلى قومة أخصبرهم صبما رأه فصدقة من‬ ‫كان قوى اليمان وأرتد ضعفاء اليمان وهذه معجزة أختص صبها ال‬ ‫النصبى ) ‪.(‬‬ ‫الذئب يتكلم ويشهد بالرسالة‬

‫عن أصبى سعيد الخدرى ) ‪ (‬قال ‪ :‬عدا الذئب على شاة فأخذها‬ ‫فطلصبه الراعى فانتزعها منه‪ ،‬فأقعى الذئب على ذنصبه فقال‪ :‬أل تتقى‬ ‫ال ؟ تنزع منى رزقا ساقه ال إلى ؟ فقال ‪ :‬ياعجصبى ذئب يكلمنى‬ ‫كلم الإنس فقال الذئب ‪ :‬أل أخصبرك صبأعجب من ذلك ؟ محمد ) ‪(‬‬


‫‪85‬‬ ‫صبيثرب يخصبر الناس صبأنصباء ما قد سصبق‪ .‬قال ‪ :‬فأقصبل الراعى يسوق‬ ‫غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ‪ :‬ثم أتى‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬فأخصبره فأمر رسول ال ) ‪ (‬فنودى ‪ :‬الصلة جامعة‬ ‫ثم خرج فقال للراعى ‪ :‬أخصبرهم فأخصبرهم‪ .‬فقال رسول ال ) ‪) (‬صدق‬ ‫والذى نفس محمد صبيده لتقوم الساعة حتى يكلم السصباع النس ويكلم‬ ‫الرجل عذصبة سوطه‪ ،‬وشراك نعله‪ ،‬ويخصبره فخذه صبما أحدثه أهله‬ ‫صبعده(‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬هذا يدل دللة واضحة على المعجزة اللهية لسيدنا محمد‬ ‫) ‪.(‬‬ ‫فياأحصباء النصبى ) ‪ (‬عجصبى لنصبى يشهد له الحيوان‪ ،‬إذا كان نصبى‬ ‫ال سليمان ) ‪ (‬أعطاه ال معجزة كلم الطيور والحيوانات فان نصبينا‬ ‫العظيم يشهد له الذئب صبرسالته‪ ،‬صبال عليكم ماذا تقولون لهل الكتاب‬ ‫من النس الذين ليشهدون صبنصبوته وهم أعلم صبذلك وضح ال فى‬ ‫كتاصبه الكريم ﭧ ﭨ ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ‬ ‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ البقرة‪ ١٤٤ :‬صدق ال العظيم ‪.‬‬ ‫فكيف ليشهدون صبأنه النصبى الحق والذئب يشهد صبذلك ويقول أل‬ ‫أخصبرك صبأعجب من ذلك أى أعجب من أن يتكلم الذئب أل وهو‬ ‫أخصبار ماسصبق ‪ -‬والنصبى لينطق عن الهوى ان هو إل وحى يوحى‪،‬‬ ‫فإذا صبالنصبى ينادى فى الناس الصلة جامعة لكى يخصبر الناس ماقالة‬ ‫الراعى فإذا صبالراعى يخصبرهم صبذلك فيقول النصبى ) ‪ ) (‬صدق والذى‬ ‫نفس محمد صبيده ( فإذا صبالنصبى يوضح الحقيقة وضوح الشمس فيقول‬


‫‪86‬‬ ‫لتقوم الساعة أى أن من علمات الساعة كلم السصباع للنس‪ ،‬وهذا‬ ‫حدث فى عهد النصبى ) ‪ (‬ثم صبعد ذلك يكلم الرجل عذصبه سوطه‪،‬‬ ‫وشراك نعله ويخصبره فخذه صبما يحدثه أهلة صبعده وهذا ليتحقق حتى‬ ‫الن‪.‬‬ ‫من أجل ذلك يا أحصباب النصبى ) ‪ (‬يجب علينا جميعا أن نشكر‬ ‫ال سصبحانه وتعالى وأن نحمده على أن جعلنا من أمه رسول ال ) ‪(‬‬ ‫وأن نشكر ال وأن نحمده فى كل ساعة صبل وفى كل لحظه على أن‬ ‫رسولنا هو محمد ) ‪ (‬الذى أختصه ال سصبحانه وتعالى خاتم النصبين‬ ‫ومنها كونه ) ‪ (‬سيد ولد آدم كما فسر صبه قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬ ‫ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭼ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫البقرة‪.٢٥٣ :‬‬ ‫وقال ) ‪ ) (‬أنا سيد ولد آدم ولفخر (‬ ‫ومنها ‪ :‬صبعثه ) ‪ (‬إلى الناس عامة جنهم وانسهم كما قال تعالى‬ ‫‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫ﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ العراف‪.١٥٨ :‬‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ رسبأ‪.٢٨ :‬‬ ‫ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫وقال ) ‪ ) (‬أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قصبلى ‪ :‬نصرت‬ ‫صبالرعب مسيرة شهر وجعلت لى الرض مسجدا وطهو ار فأيما رجل‬ ‫من أمتى أدركته الصلة فليصل وأحلت لى الغنائم ولم تحل قصبلى‪،‬‬


‫‪87‬‬ ‫وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان النصبى يصبعث إلى قومة خاصة وصبعثت إلى‬ ‫الناس عامة (‪.‬‬ ‫وقال ) ‪ ) (‬والذى نفسى صبيده ليسمع صبى أحد من هذه المة‬ ‫يهودى ولنصرانى ثم يموت ولم يؤمن صبالذى أرسلت صبه كان من‬ ‫أصحاب النار (‪.‬‬ ‫ومن هنا نفهم أنها تكون مخالفة لما جرت العادة صبه‪ .‬وليستطيع‬ ‫العقل ول العلم والتيان صبمثلها صبل ولحتى صبيان علتها فى كل‬ ‫العصور ومهما تقدمت العلوم لنها من ال الذى خلق النواميس وهو‬ ‫وحدة القادر على تغييرها أما العلم فهو ليوجد النواميس وقوانين‬ ‫الشياء‪ .‬إوانما يكشف صبعضها وصبعض علقاتها وأثارها كالذى يق أر‬ ‫فى صفحه من كتاب مالم يكن يعلمه فى الصفحات الساصبقة‪.‬‬ ‫فلن يستطيع العلم إلى آخر الزمان أن يعطينا عصا تتحول‬ ‫ثعصبانا حيا أو تشق الصبحر طرقا أو تفجر من الحجر يناصبيع متعددة‬ ‫صبضرصبة واحدة وهكذا كل المعجزات فوق الفهم والقدرة الصبشرية‪ .‬وسرها‬ ‫الوحيد هو قدرة ال وارادته سصبحانه التى لتتخلف‪.‬‬ ‫أنواع المعجزات‬

‫‪ -1‬كل النصبيصباء والرسل الساصبقين كانت معجزاتهم مادية‬ ‫تدركها الحواس وتدرك مغايرتها لما ألفته فيعرف من رأها‬ ‫انها آية فيصدق دعوى النصبى إذا أراد ال له الهداية أو‬ ‫يعاند ويعرض إذا كان شقيا جاحدا‪ .‬ومن ذلك عدم حرق‬


‫‪88‬‬ ‫النار لخليل ال إصبراهيم وعدم ذصبح السكين لسماعيل ولدة‬ ‫عليهما السلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬إل أنه تفرد صبها النصبياء والرسل جميعا صبمعجزة المعجزات‬ ‫وهى القرآن الكريم والقرآن معجزة صباقيه لنه محفوظ إلى‬ ‫آخر الزمان‪ .‬يدرك العقل صنوفا من اعجازه فهو معجزة‬ ‫لمن شهد نزولة وعاصر رسوله‪ .‬ومعجزة لمن يجئ صبعد‬ ‫ذلك لن جوانب العجاز فيه تتجلى للعقل صبالتدصبر والتأمل‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫وسصبب أختصاص النصبى ) ‪ (‬واله وسلم صبهذه المعجزة العقليه‬ ‫وتكفل ال يحفظها أن النصبياء الساصبقين كانت رسالتهم ليست عامة‬ ‫ول صباقيه‪.‬‬ ‫صبل هى لقوم صبعينهم فقط‪ .‬ويطالب صبها من عاصر الرسول الذى‬ ‫جاء صبها وشهد معجزته المادية‪.‬‬ ‫فإذا أنقضى زمنه وأنقطع جيله‪ .‬أصصبحت معجزته خصب ار يروى ل‬ ‫أيه نشاهد فتأتى فترة فيها قوم لم يروة‪ .‬ولم يعاينوا دليل صدقة وهى‬ ‫المعجزة‪.‬‬ ‫حتى يصبعث ال حين يشاء نصبيا جديدا تنسخ نصبوته ماسصبقها أو‬ ‫تجددها صبمعجزات جديدة فى قوم محدودين أيضا والقرآن ملئ‬ ‫صبنصوص تذكر حصر خطاب كل نصبي فى قومة ﭧ ﭨ ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ هود‪ ،٢٥ :‬وقال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯚ ﯛ‬ ‫ﯨﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬


‫‪89‬‬ ‫ﯬ ﭼ العراف‪ ،٦٥ :‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯽ ﭼ العراف‪.٧٣ :‬‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮛ ﭼ الخ‪...‬‬ ‫أما رسولنا ) ‪ (‬فقد جاء صبالرسالة العامة التى تختص صبشمول‬ ‫خطاصبها لكل من تصبلغه انسا وجنا فى عصر الرسول أو من صبعده ‪:‬‬ ‫ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭼ النعام‪،١٩ :‬‬ ‫ﮕ ﭼ‬ ‫ﮓ ﮔ‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫النبياء‪ ،١٠٧ :‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ العراف‪:‬‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫‪ ،١٥٨‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﮨ‬ ‫ﰁ ﭼ يس‪ ،٧٠ :‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ رسبأ‪،٢٨ :‬‬ ‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭤ ﭼ‬ ‫الحقاف‪.٢٩ :‬‬ ‫ومن أجل هذا العموم وهذا الستمرار للرسالة‪ .‬كانت مصدقه‬ ‫لكل ماصبقى صحيحا مما سصبقها ومهيمنه عليه صبالنسخ أو الحكام‬ ‫والصبيان‪.‬‬ ‫وحتى تقوم الحجة على كل من يسمع صبها فى أى عصر كانت‬ ‫معجزتها الكصبرى أم ار من يسمعه لنه لم يشهد وقوعه‪ ،‬فكان القرآن‬ ‫هو المعجزة الخالدة التى حفظها ال من الضياع والتصبديل والتحريف‪،‬‬ ‫ورأينا كل جيل يكشف فيه من العجاز مايشهد صبصدقه حتى فى‬


‫‪90‬‬ ‫عصرنا هذا وجدنا العلماء يفيضون فى عرض جوانب من العجاز‬ ‫العلمى وهذا من حفظ ال لدينا‪.‬‬ ‫معجزات سيدنا محمد ) ‪ (‬واله وسلم كثيرة ذكرت الكتب منها‬ ‫المئات‪.‬‬ ‫ولو كان هدفنا هو الحصاء لطال صبنا الوقت ولكنا نجتزئ‬ ‫صبعرض جوانب مما ثصبت وقوعه صحيحا من معجزاته المادية ثم نختم‬ ‫صبمعجزة القرآن الكريم التى تفرد ) ‪ (‬صبها لتكون مسك الختام‪.‬‬


91


‫‪92‬‬

‫الباب الثالث‬

‫المقاصد الشريفة من زواجه‬ ‫) ‪(‬‬


93


‫‪94‬‬ ‫شبهات زائفة حول زواجه ) ‪(‬‬

‫ولقد أثار الذين فى قلوصبهم مرض‪ ،‬شصبهات‬ ‫زائفة حول زواجه ) ‪ (‬صبأمهات المؤمنين‪ ،‬ونحن‬ ‫هنا سنذكر صبايجاز ترجمة لكل واحدة من‬ ‫ازواجه ) ‪ (‬وللمقاصد الشريفة‪ ،‬وللغاية النصبيلة‪،‬‬ ‫التى تم من أجلها هذا الزواج‪.‬‬ ‫السيدة خديجة )رضى ال عنها(‪:‬‬ ‫لقد كانت أولى زوجاتة ) ‪ (‬السيدة خديجة‬ ‫صبنت خويلد )رضى ال عنها( تزوجها ) ‪(‬‬ ‫وسنه خمس وعشرون سنة‪ ،‬وكانت هى فى‬ ‫الرصبعين من عمرها‪.‬‬ ‫وعاش معها زهاء خمس وعشرين سنة‪.‬‬ ‫دون أن يجمع معها زوجة أخرى‪ ،‬وكانت أحب‬ ‫الناس إليه‪ ،‬وأقرصبهم إلى نفسه ) ‪ (‬ليمانها‬ ‫العميق‪ ،‬ووفائها النادر‪ ،‬وحرصها التام على ما‬ ‫يرضى ال تعالى ويرضى رسوله ) ‪.(‬‬ ‫وكان له منها أولده الستة ‪ :‬القاسم‪ ،‬والطيب‪ ،‬ورقية‪ ،‬وأم كلثوم‪،‬‬ ‫وزينب‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬وقد ماتوا جميعا قصبله سوى السيدة فاطمة التى‬ ‫توفيت صبعده ) ‪ (‬صبصبضعة أشهر‪.‬‬


‫‪95‬‬ ‫ولم يرزق ) ‪ (‬صبأولد من زوجاته اللئى تزوجهن صبعدها‪ ،‬سوى‬ ‫جاريته مارية القصبطية التى أنجصبت له أصبنه إصبراهيم‪ ،‬الذى توفى أيضا‬ ‫فى حياته ) ‪ (‬وتوفيت السيدة خديجة ) رضى ال عنها ( فى السنة‬ ‫العاشرة من الصبعثة‪ ،‬وهى فى الخامسة والستين من عمرها‪ ،‬وحزن )‬ ‫‪ (‬لموتها حزنا شديدا‪ ،‬صبل وسمى العام الذى توفيت فيه صبعام الحزن‪.‬‬ ‫وقد صبشرها ) ‪ (‬صبصبيت فى الجنة‪ ،‬ل صخب فيه ول نصب‪ ،‬وكان‬ ‫عمره ) ‪ (‬عند وفاتها نحو خمسين سنة‪.‬‬ ‫أزواجه ) ‪ (‬بعد خديجة ) رضى ا عنها (‪:‬‬ ‫سودة بنت زمعة ) رضى ا عنها (‬

‫وكانت الزوجة الولى له ) ‪ (‬سودة صبنت زمعة تزوج صبها وهى‬ ‫فى الخامسة والستين من عمرها‪ ،‬وكانت قد أسلمت من زوجها‬ ‫) السكران صبن عمرو ( وهاجرت معه إلى الحصبشة صبعد أن اشتد أذى‬ ‫المشركين لهما ولغيرهما من المؤمنين‪ ،‬وصبعد عودتهما إلى مكة توفى‬ ‫زوجها‪ ،‬وكان أهلها ما يزالون على الشرك‪ ،‬وخشيت ان عادت اليهم‬ ‫أن يفتونها عن دينها‪ ،‬تزوجها ) ‪ (‬حماية وصيانة لها من أن تفتن‬ ‫فى دينها صبعد وفاة زوجها‪.‬‬ ‫ولحقت صبرصبها عز وجل فى خلفة عمر صبن الخطاب ) ‪ (‬وكانت‬ ‫قد جاوزت الثمانين من عمرها ) رضى ال عنها (‪.‬‬ ‫عائشة بنت أبى بكر الصديق ) رضى ا عنها (‬


‫‪96‬‬ ‫ثم تزوج النصبى ) ‪ (‬صبأم المؤمنين عائشة صبنت أصبى صبكر الصديق‪،‬‬ ‫أول من آمن صبالنصبى ) ‪ (‬من الرجال‪ ،‬وكان زواجه ) ‪ (‬صبها‪ ،‬تكريما‬ ‫وتشريفا لصبيها أصبى صبكر الصديق‪ ،‬وكان دخوله ) ‪ (‬صبها فى السنة‬ ‫الولى من هجرته ) ‪ (‬إلى المدينة المنورة‪.‬‬ ‫وكانت ) رضى ال عنها ( أصغر أزواجه ) ‪ (‬سنا‪ ،‬وآثرهن‬ ‫عنده لقوة ايمانها وصفاء ذهنها‪ ،‬وجودة فقهها‪ ،‬وشدة ذكائها‪،‬‬ ‫وحرصها على كل ما يرضى الرسول ) ‪.(‬‬ ‫وقد لحقت صبرصبها عز وجل فى السنة الثامنة والخمسين من‬ ‫الهجرة‪ ،‬صبعد أن أدت رسالتها فى خدمة دينها على أكمل وجه‪.‬‬ ‫حفصة بنت عمر بن الخطاب ) رضى ا عنها (‬

‫وفى السنة الثالثة من الهجرة على الرجح تزوج النصبى ) ‪(‬‬ ‫صبالسيدة حفصة صبنت عمر صبن الخطاب ) ‪ (‬وكان من أسصباب زواجه‬ ‫صبها ) ‪ (‬توثيق الصحصبة صبينه وصبين أصبيها الفاروق‪ ،‬وزيادة فى تكريمه‪،‬‬ ‫وكان من أسصباصبه أيضا الرعاية لها صبعد أن مات زوجها خنيس صبن‬ ‫حذافة الذى كان من الساصبقين إلى السلم‪ ،‬فتزوجها ) ‪ (‬لهذه‬ ‫المقاصد الشريفة‪ ،‬وكانت ) رضى ال عنها ( زكية حافظة تعلمت‬ ‫الكتاصبة على يد الشفاء صبنت عصبدال‪ ،‬وكانت ) رضى ال عنها (‬ ‫صوامة قوامة‪ ،‬وتوفيت سنه ‪ 45‬هس‬ ‫زينب بنت خزيمة ) رضى ا عنها (‬


‫‪97‬‬ ‫وفى السنة الثالثة أيضا من الهجرة تزوج النصبى ) ‪ (‬صبالسيدة‬ ‫زينب صبنت خزيمة صبعد أن أستشهد زوجها عصبيدة صبن الحارث فى غزوة‬ ‫صبدر‪ ،‬فكان زواجه ) ‪ (‬من أجل حمايتها ورعايتها‪ ،‬وقد توفيت‬ ‫) رضى ال عنها ( صبعد زواجها صبالرسول ) ‪ (‬صبصبضعة أشهر‪ ،‬فكانت‬ ‫الزوجة الثانية التى توفيت فى حياته صبعد السيدة خديجة‪ ،‬وكانت‬ ‫تلقب صبأم المساكين لسخائها وكرمها‪.‬‬ ‫أم سلمة ) رضى ا عنها (‬

‫وفى السنة الراصبعة من الهجرة‪ ،‬تزوج النصبى ) ‪ (‬صبالسيدة أم‬ ‫سلمة‪ ،‬وهى هند صبنت أصبى أمية المخزومى‪ ،‬صبعد أن أصيب زوجها‬ ‫واصبن عمها أصبوسلمة عصبدال صبن عصبدالسد فى غزوة أحد‪ ،‬وقد توفى‬ ‫صبعدها‪.‬‬ ‫وكانت هى وزوجها من الساصبقين إلى السلم‪ ،‬وأنجصبت منه‬ ‫أرصبعة أولد وقد حزنت لموت زوجها حزنا شديدا‪ ،‬وكانت فى الثلثين‬ ‫من عمرها‪ ،‬وكانت تقول ‪ :‬غريب مات فى أرض غرصبة‪ ،‬وال لصبكين‬ ‫صبكاء يتحدث الناس عنه‪ ،‬وقد اعتذرت عن الزواج صبعد وفاة زوجها‬ ‫أصبى سلمة‪ ،‬إل أنها رضيت صبالزواج صبالرسول ) ‪ (‬صبعد أن عرفها ) ‪(‬‬ ‫أنه يريد الزواج صبها لرعاية أولدها‪ ،‬ولرعايتها صبعد أن أصاصبها ما‬ ‫أصاصبها من أذى ومشقة هى وزوجها‪.‬‬ ‫وقد لحقت صبخالقها عز وجل سنة ‪ 59‬هس صبعد أن جاوزت الثمانين‬ ‫من عمرها ) رضى ال عنها (‪.‬‬


‫‪98‬‬ ‫زينب بنت جحش ) رضى ا عنها (‬

‫والسيدة زينب صبنت جحش‪ ،‬أمها أميمة صبنت عصبدالمطلب‪ ،‬فزينب‬ ‫صبنت عمة النصبى ) ‪ (‬وكانت قد تزوجت قصبل زواجها صبالنصبى ) ‪ (‬صبزيد‬ ‫صبن حارثة ) ‪ (‬وكان مملوكا للسيدة خديجة‪ ،‬فلما تزوجها النصبى ) ‪(‬‬ ‫وهصبت له زيد‪ ،‬فأعتقه وتصبناه‪ ،‬وكان يقال له ‪ :‬زيد صبن محمد‪.‬‬ ‫واستمر الناس يقولون زيد صبن محمد لمدة طويلة‪ ،‬إلى أن نزل‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﯗ ﭼ الحزاب‪.٥ :‬‬ ‫فصار الناس ينادونه صباسم أصبيه الحقيقى وهو حارثة‪ ،‬إل أنهم‬ ‫كانوا يرون على حسب ما تعودوه أنه ل يصح للرجل أن يتزوج‬ ‫صبامرأة من تصبناه‪ ،‬فأراد ال تعالى أن يهدم هذه العادة على يد النصبى )‬ ‫‪ (‬وصبقوله وفعله‪.‬‬ ‫زواج زينب بنت جحش من زيد بن حارثة‬

‫وتروى السيدة زينب صبنت جحش قصة زواجها من زيد صبن حارثة‬ ‫فتقول ‪:‬‬ ‫خطصبنى عدة رجال من قريش‪ ،‬فأرسلت أختى حمنة إلى رسول‬ ‫ال ) ‪ (‬استشيره‪ ،‬فقال لها ‪ :‬أين هى من من يعلمها كتاب ال وسنة‬ ‫نصبيه ؟ قالت ‪ :‬ومن هو يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬زيد صبن حارثة‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫فغضصبت حمنة غضصبا شديدا‪ ،‬وقالت ‪ :‬يا رسول ال أتزوج اصبنة عمتك‬


‫‪99‬‬ ‫مولك ؟ قالت وجاءتنى فأعلمتنى فغضصبت أشد من غضصبها‪ ،‬وقلت‬ ‫ال تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬ ‫أشد من قولها‪ ،‬فأنزل‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭼ الحزاب‪.36 :‬‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫قالت ‪ :‬فأرسلت إلى رسول ال ) ‪ (‬فقلت ‪ :‬انى أستغفر ال‬ ‫وأطيع ال ورسوله‪ .‬أفعل يا رسول ال ما رأيت‪.‬‬ ‫فزوجنى زيدا‪ ،‬فكنت أر أز عليه أى ‪ :‬أضايقة فشكانى إلى رسول‬ ‫ال ) ‪ (‬فعاتصبنى رسول ال ) ‪ (‬ثم عدت فأخذته صبلسانى مرة أخرى‬ ‫إلى رسول ال ) ‪ (‬فقال له ) أمسك عليك زوجك واتق ال (‪ ،‬فقال‬ ‫زيد ‪ :‬أنا أطلقها يا رسول ال‪ ،‬قالت ‪ :‬فطلقنى‪.‬‬


‫‪100‬‬ ‫زواج النبى ) ‪ (‬من زينب بنت جحش ‪:‬‬

‫وقد تزوجها النصبى ) ‪ (‬صبعد ذلك‪ ،‬لصبطال عادة كانت متأصلة‬ ‫فى الناس‪ ،‬وهى أن الرجل ل يجوز له أن يتزوج امرأة شخص كان‬ ‫يتصبناه‪.‬‬ ‫هذا وفى شأن زواجه ) ‪ (‬صبالسيدة زينب صبنت جحش التى توفيت‬ ‫سنة ‪20‬هس‪ ،‬نزل قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮝ‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ﮞ ﮟ‬ ‫ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ﯹ ﭼ الحزاب‪.٤٠ – ٣٧ :‬‬ ‫ذكر سصبحانه قصة زواج النصبى ) ‪ (‬من السيدة زينب‬ ‫صبنت جحش‪ ،‬وما ترتب على هذا الزواج من هدم لعادات‬ ‫كانت متأصلة فى الجاهلية فقال تعالى ‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫ﭰ ﭼ أى ‪ :‬واذكر أيها الرسول الكريم وقت أن قلت للذى أنعم ال‬ ‫تعالى عليه صبنعمة اليمان‪ ،‬وهو زيد صبن حارثة ) ‪ (‬وأنعمت عليه‬ ‫صبنعمة العتق والحرية‪ ،‬وحسن الترصبية‪ ،‬والمحصبة والكرام ‪ :‬ﭽ ﭱ ﭲ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ أى ‪ :‬اذكر وقت قولك له ‪ :‬أمسك عليك‬


‫‪101‬‬ ‫زوجك زينب صبنت جحش‪ ،‬فل تطلقها‪ ،‬واتق ال فى أمرها‪ ،‬واصصبر‬ ‫على ما صبدر منها فى حقك‪.‬‬ ‫وكان زيد ) ‪ (‬قد اشتكى النصبى ) ‪ (‬من تطاولها عليه وافتخارها‬ ‫صبحسصبها ونسصبها‪ ،‬وتخشينها له القول ‪ :‬وقال ‪ :‬يا رسول ال انى أريد‬ ‫أن أطلقها‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ معطوف‬ ‫على ﭽ ﭬ ﭼ أى ‪ :‬تقول له ذلك وتخفى فى نفسك الشئ الذى‬ ‫أظهره ال تعالى لك‪ ،‬وهو الهامك صبأن زيدا سيطلق زينب‪ ،‬وأنت‬ ‫ستتزوجها صبأمر ال عز وجل‪.‬‬ ‫قال اللوسى ‪ :‬والمراد صبالموصول ) ما ( على ما أخرج الحكيم‬ ‫الترمذى وغيره عن على صبن الحسين ما أوحى ال تعالى صبه إليه من‬ ‫أن زينب سيطلقها زيد‪ ،‬ويتزوجها هو ) ‪.(‬‬ ‫والى هذا ذهب أهل التحقيق من المفسرين‪ ،‬كالزهرى‪ ،‬وصبكر صبن‬ ‫العلء‪ ،‬والقشيرى‪ ،‬والقاضى أصبى صبكر صبن العرصبى وغيرهم‪.‬‬ ‫وقال صبعض العلماء ما ملخصه قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ جملة ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ صلة الموصول الذى هو‬ ‫ﭽ ﭻ ﭼ وما أصبداه سصبحانه هو زواجه ) ‪ (‬صبزينب‪ ،‬وذلك فى قوله‬ ‫تعالى ‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ وهذا هو التحقيق فى‬ ‫معنى الية الذى دل عليه القرآن‪ ،‬وهو اللئق صبجانصبه ) ‪.(‬‬ ‫وصبه تعلم أن ما قاله صبعض المفسرين من أن ما أخفاه فى نفسه )‬ ‫‪ (‬وأصبداه ال تعالى هو وقوع زينب فى قلصبه ) ‪ (‬ومحصبته لها‪ ،‬وهى‬


‫‪102‬‬ ‫زوجة لزيد‪ ،‬وأنها سمعته يقول عندما رآها ‪ :‬سصبحانه مقلب القلوب‪،‬‬ ‫إلى آخر ما قاله كله ل صحة له‪.‬‬ ‫وقال المام اصبن كثير عند تفسيره لهذه الية ‪ :‬ذكر اصبن جرير‬ ‫واصبن أصبى حاتم وغيرهما ها هنا آثار عن صبعض السلف‪ ،‬أحصبصبنا أن‬ ‫نضرب عنها صفحا لعدم صحتها فل نوردها‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وصبعض العلماء يرى أن ما أخفاه الرسول فى نفسه هو‬ ‫علمه صباصرار زيد على طلقه لزينب‪ ،‬لكثرة تفاخرها عليه‪ ،‬وسماعه‬ ‫منها ما يكره‪ ،‬وما ل يستطيع معه صصبر على معاشرتها‪.‬‬ ‫وما أصبداه ال تعالى هو علم الناس صبحال زيد معها‪ ،‬ومعرفتهم‬ ‫صبأن زينب تخشن له القول‪ ،‬وتسمعه ما يكره‪ ،‬وتفخر عليه صبنسصبها‪.‬‬ ‫فيكون المعنى ‪ :‬تقول للذى أنعم ال عليه‪ ،‬وأنعمت عليه‪ ،‬أمسك‬ ‫عليك زوجك‪ ،‬واتق ال‪ ،‬وتخفى فى نفسك أن زيدا لن يستطيع‬ ‫الصصبر على معاشرته زوجه زينب لوجود التنافر صبينهما‪ ،‬مع أن ال‬ ‫تعالى قد أظهر ذلك‪ ،‬عن طريق كثرة شكوى زيد منها‪ ،‬واعلنه أنه‬ ‫حريص على طلقها ومعرفة كثير من الناس صبهذه الحقيقة‪.‬‬ ‫ومما يؤيد هذا الرأى أنه لم يرد ل فى الكتاب ول فى السنة ما‬ ‫يدل دللة صريحة على أن ال قد أوحى إلى نصبيه ) ‪(‬‬ ‫أن زيدا سيطلق زينب‪ ،‬وأنه ) ‪ (‬سيتزوجها‪ ،‬وكل ما ورد‬ ‫فى ذلك هى تلك الرواية التى سصبق ّأن ذكرناها عن على صبن الحسين‬ ‫) ‪.(‬‬


‫‪103‬‬ ‫وهذه القوال جميعا تهدم هدما تاما كل الروايات التى رويت‬ ‫عن هذا الحادث‪ ،‬والتى تشصبث صبها أعداء السلم فى كل زمان‬ ‫ومكان‪ ،‬وصاغوا حولها الساطير والمفتريات‪.‬‬ ‫وقوله سصبحانه ‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﭼ معطوف‬ ‫على ما قصبله‪ ،‬ومؤكد لمضمونه‪ ،‬أى تقول له ما قلت‪ ،‬وتخفى فى‬ ‫نفسك ما أظهره ال‪ ،‬وتخشى أن تواجه الناس صبما ألهمك ال تعالى صبه‬ ‫من أمر زيد وزينب‪ ،‬مع أن ال تعالى أحق صبالخشية من كل ما سواه‪.‬‬ ‫فالجملة الكريمة عتاب رقيق من ال تعالى لنصبيه ) ‪ (‬وارشاد له‬ ‫إلى أفضل الطرق‪ ،‬وأحكم السصبل‪ ،‬لمجاصبهة أمثال هذه المور‪ ،‬وحلها‬ ‫حل سليما‪.‬‬ ‫ثم صبين سصبحانه الحكمة من زواجه ) ‪ (‬صبزينب فقال ‪:‬‬ ‫ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫ﭼ‬ ‫ﮝ‬ ‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫الحزاب ‪.37‬‬ ‫والوطر ‪ :‬الحاجة‪ ،‬وقضاء الوطر ‪ :‬صبلوغ منتهى ما تريده النفس‬ ‫من الشئ يقال ‪ :‬قضى فلن وطره من هذا الشئ إذا أخذ أقصى‬ ‫حاجته منه‪.‬‬ ‫والمراد هنا ‪ :‬أن زيدا قضى حاجته من زينب‪ ،‬ولم يصبق عنده‬ ‫أدنى رغصبة فيها‪ ،‬صبل صارت رغصبته العظيمة فى مفارقتها‪ ،‬أى ‪ :‬فلما‬ ‫قضى زيد حاجته من زينب‪ ،‬وطلقها‪ ،‬وانقضت عدتها ﭽ ﮊ ﭼ‬ ‫أى جعلناها زوجة لك ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ ضيق أو‬


‫‪104‬‬ ‫مشقة ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ أى ‪ :‬إذا طلق هؤلء الدعياء‬ ‫أزواجهم‪ ،‬وانقضت عدة هؤلء الزواج‪ ،‬فل حرج على الذين سصبق‬ ‫لهم تصبنى هؤلء الدعياء أن يتزوجوا صبنسائهم‪ ،‬ولهم فى رسول ال )‬ ‫‪ (‬أسوة حسنة ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ أى ‪ :‬وكان ما يريده ال‬ ‫تعالى حاصل ل محالة‪.‬‬ ‫قال المام اصبن كثير ‪ :‬قوله ‪ :‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ أى‬ ‫‪ :‬لما فرغ منها وفارقها زوجناكها‪ ،‬وكان الذى تولى تزويجها منه هو‬ ‫ال عز وجل صبمعنى أنه أوحى إليه أن يدخل صبها صبل ولى ول مهر ول‬ ‫عقد ول شهود من الصبشر‪.‬‬ ‫روى المام أحمد عن انس قال ‪ :‬لما انقضت عدة زينب )رضى‬ ‫ال عنها( قال رسول ال ) ‪ (‬لزيد صبن حارثة ‪ ) :‬اذهب فاذكرها على‬ ‫( فانطلق حتى أتاها وهى تخمر عجينها‪ ،‬قال ‪ :‬فلما رأيتها عظمت‬ ‫فى صدرى حتى ما أستطيع أن أنظر إليها‪ ،‬وجعلت أقول وقد وليتها‬ ‫ظهرى‪ ،‬ونكصت على عقصبى ‪ ) :‬يا زينب‪ ،‬أصبشرى‪ ،‬أرسلنى رسول‬ ‫ال ) ‪ (‬يذكرك ( قالت ‪ :‬ما أنا صبصانعة شيئا حتى أوامر رصبى ‪ -‬أى‬ ‫‪ :‬أستشيره فى أمرى ‪ -‬فقامت إلى مسجدها‪ ،‬ونزل القرآن‪ ،‬وجاء‬ ‫رسول ال ) ‪ (‬فدخل عليها صبغير إذن‪.‬‬ ‫وروى الصبخارى عن أنس صبن مالك أن زينب صبنت جحش كانت‬ ‫تفخر على أزواج النصبى ) ‪ (‬فتقول ‪ :‬زوجكن أهاليكن وزوجنى ال‬ ‫من فوق سصبع سماوات‪.‬‬


‫‪105‬‬ ‫وقال المام الشوكانى ‪ :‬وقوله ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ أى ‪ :‬فى التزويج صبأزواج من يجعلونه اصبنا‪ ،‬كما‬ ‫كانت تفعله العرب‪ ،‬فانهم كانوا يتصبنون من يريدون‪ ،‬وكانوا يعتقدون‬ ‫أنه يحرم عليهم نساء من تصبنوه كما تحرم نساء أصبنائهم على الحقيقة‪،‬‬ ‫والدعياء ‪ :‬جمع دعى‪ ،‬وهو الذى يدعى اصبنا من غير أن يكون اصبنا‬ ‫على الحقيقة‪ ،‬فأخصبرهم ال تعالى أن نساء الدعياء حلل لهم س صبعد‬ ‫انقضاء العدة عليها‪.‬‬ ‫وصبعد أن صبين سصبحانه الحكمة من زواج النصبى ) ‪ (‬صبالسيدة زينب‬ ‫صبنت جحش التى كانت قصبل ذلك زوجة لزيد صبن حارثة س الذى كان‬ ‫الرسول قد تصبناه وأعتقه س صبعد ذلك أخذت السورة الكريمة فى تقرير‬ ‫هذه الحكمة وتأكيدها‪ ،‬وازالة كل ما علق صبالذهان صبشأنها‪ ،‬فقال‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ‬ ‫تعالى ‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ‬ ‫ﭼ أى ‪ :‬ما كان على النصبى ) ‪ (‬من حرج أو لوم أو مؤاخذة‪ ،‬فى‬ ‫فعل ما أحله ال له‪ ،‬وقدره عليه‪ ،‬وأمره صبه من زواجه صبزينب صبعد أن‬ ‫طلقها اصبنه صبالتصبنى زيد صبن حارثة فقوله ‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﭼ‬ ‫أى ‪ :‬فيما قسمه له‪ ،‬وقدره عليه‪ ،‬مأخوذ من قولهم ‪ :‬فرض فلن‬ ‫لفلن كذا‪ ،‬أى ‪ :‬قدر له هذا الشئ‪ ،‬وجعله حلل له‪.‬‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ الحزاب ‪.38 /‬‬ ‫زيادة فى تأكيد هذه الحكمة وفى تقرير صحة ما فرضه ال‬ ‫تعالى لنصبيه ) ‪ (‬أى ‪ :‬ما فعله الرسول ) ‪ (‬من زواجه صبزينب صبعد‬


‫‪106‬‬ ‫طلقها من زيد‪ ،‬قد جعله ال تعالى سنة من سننه فى المم‬ ‫الماضية‪ ،‬وكان أمر ال تعالى قد ار مقدورا‪ ،‬أى ‪ :‬واقعا ل محال‪.‬‬ ‫والقدر ‪ :‬ايجاد ال تعالى للشياء على قدر مخصوص حسصبما‬ ‫تقتضى حكمته‪.‬‬ ‫ويقاصبله القضاء ‪ :‬وهو الرادة الزلية المتعلقة صبالشياء على ما‬ ‫هى عليه‪ ،‬وقد يستعمل كل منها صبمعنى الخر‪ ،‬والظهر أن قدر ال‬ ‫تعالى هنا صبمعنى قضائه‪.‬‬ ‫ولفظ ﭽ ﯖ ﭼ وصف جئ صبه للتأكيد‪ ،‬كما فى قوله ‪ :‬ظل‬ ‫ظليل‪ ،‬وليل أليل ثم مدح سصبحانه هؤلء المؤمنين الصادقين الذين‬ ‫يصبلغون دعوته دون أن يخشوا أحدا سواه فقال ‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫ﭼ الذى يكلفهم سصبحانه صبتصبليغها‪.‬‬ ‫ﭽ ﯜ ﭼ أى ‪ :‬ويخافونه وحده ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ‬ ‫ﭼ عز وجل فى كل ما يأتون وما يذرون‪ ،‬وما يقولون وما يفعلون‪.‬‬ ‫ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ أى ‪ :‬وكفا صبال تعالى محاسصبا لعصباده‬ ‫على نيات قلوصبهم وأفعال جوارحهم‪ ،‬وأقوال ألسنتهم‪ ،‬ثم حدد سصبحانه‬ ‫وظيفة رسوله ) ‪ (‬وأثنى عليه صبما هو أهله‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﭽ ﯧ ﯨ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﭼ أى ‪ :‬لم يكن محمد ) ‪ (‬أصبا لحد من‬ ‫رجالكم أصبوة حقيقية تترتب عليها آثارها وأحكامها من الرث والنفقة‬ ‫والزواج‪ ،‬وزيد كذلك ليس اصبنا له ) ‪ (‬فزواجه ) ‪ (‬صبزينب التى طلقها‬ ‫زيد ل حرج فيه‪ ،‬ول شصبه فى صحته‪ ،‬وقوله ‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳ ﭼ استدراك لصبيان وظيفته‪ ،‬وفضله‪ ،‬أى ‪ :‬لم يكن ) ‪ (‬أصبا‬


‫‪107‬‬ ‫أحدكم على سصبيل الحقيقة‪ ،‬ولكنه كان رسول من عند ال تعالى‬ ‫ليخرجكم من ظلمات الكفر إلى نور اليمان‪ ،‬وكان أيضا خاتم‬ ‫النصبين‪ ،‬صبمعنى أنهم ختموا صبه‪ ،‬فل نصبى صبعده فهو كالخاتم والطاصبع‬ ‫لهم‪ ،‬ختم ال تعالى صبه الرسل والنصبياء‪ ،‬فل رسول ول نصبى صبعده إلى‬ ‫قيام الساعة‪.‬‬ ‫قال القرطصبى ‪ :‬ق أر الجمهور ﭽ ﯱ ﭼ صبكسر التاء صبمعنى‬ ‫أنه ختمهم‪ ،‬أى جاء آخرهم‪.‬‬ ‫وق أر عاصم ﭽ ﯱ ﭼ صبفتح التاء صبمعنى أنهم ختموا صبه‪ ،‬فهو‬ ‫كالخاتم والطاصبع لهم‪ ،‬وقيل ‪ :‬الخاتم والخاتم ‪ -‬صبالفتح والكسر ‪-‬‬ ‫لغتنان مثل طاصبع وطاصبع‪.‬‬ ‫ولقد روى المام مسلم عن جاصبر أن رسول ال ) ‪ (‬قال ‪:‬‬ ‫) مثلى ومثل النصبياء من قصبلى كمثل رجل صبنى دا ار فأتمها‪ ،‬وأكملها‪،‬‬ ‫إل موضع لصبنة‪ ،‬فجعل الناس يدخونها ويتعجصبون منها ويقولون ‪ :‬ما‬ ‫أجمل هذه الدار‪ ،‬هل وضعت هذه اللصبنة ؟ قال ) ‪ (‬فأنا موضع‬ ‫اللصبنة جئت فختمت النصبياء (‬ ‫ولقد ذكر المام اصبن كثير عددا من الحاديث فى هذا المعنى‬ ‫منها ما رواه المام مسلم عن أصبى هريرة أن رسول ال ) ‪ (‬قال ‪:‬‬ ‫) فضلت على النصبياء صبست ‪ :‬أعطيت جوامع الكلم‪ ،‬ونصرت‬ ‫صبالرعب‪ ،‬وأحلت لى الغنائم‪ ،‬وجعلت لى الرض طهو ار ومسجدا‪،‬‬ ‫وأرسلت إلى الخلق كافة‪ ،‬وختم صبى النصبيون (‬


‫‪108‬‬ ‫ثم قال رحمه ال صبعد أن ذكر هذا الحديث وغيره ‪ :‬والحاديث‬ ‫فى هذا كثيرة‪ ،‬فمن رحمة ال تعالى صبالعصبد ارسال محمد ) ‪ (‬اليهم‪،‬‬ ‫ثم من تشريفه لهم ختم النصبياء والمرسلين صبه‪ ،‬واكمال الدين الحنيف‬ ‫له‪ ،‬ولقد أخصبر تعالى فى كتاصبه‪ ،‬واخصبر رسوله فى السنة المتواترة‬ ‫عنه‪ ،‬أنه ل نصبى صبعده‪ ،‬ليعلم أن كل من ادعى هذا المقام صبعده فهو‬ ‫كذاب أفاك دجال ضال مضل‪ ،‬وأتى صبأنواع السحر والطلسم ثم ختم‬ ‫سصبحانه الية الكريمة صبقوله‪ :‬ﭽ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ‪،‬‬ ‫أى ‪ :‬وكان عز وجل ومازال هو العليم علما تاما صبأحوال خلقه‪ ،‬وصبما‬ ‫ينفعهم ويصلحهم‪ ،‬ولذا فقد شرع لكم ما أنتم فى حاجة إليه من‬ ‫تشريعات‪ ،‬واختار رسالة نصبيكم محمد ) ‪ (‬لتكون خاتمة الرسالت‪،‬‬ ‫فعليكم أن تقاصبلوا ذلك صبالشكر والطاعة ليزيدكم سصبحانه من فضله‬ ‫واحسانه‪.‬‬ ‫جويرية بنت الحارث ) رضى ا عنها (‬

‫وفى السنة الخامسة صبعد الهجرة‪ ،‬وفى أعقاب غزوة صبنى‬ ‫المصطلق تزوج النصبى ) ‪ (‬يالسيدة جويرية صبنت الحارث‪ ،‬سيد قصبيلة‬ ‫صبنى المصطلق‪ ،‬وكانت قد وقعت أسيرة خلل تلك الغزوة‪ ،‬فدخلت‬ ‫على الرسول ) ‪ (‬وشكت إليه حالها وحال قومها‪ ،‬فرق النصبى ) ‪(‬‬ ‫لحالها وعرض عليها السلم فأسلمت‪ ،‬وتزوجها ) ‪ (‬صبعد عودته‬ ‫إلى المدينة المنورة‪ ،‬وصبعد انهائه من غزوة صبنى المصطلق ّ‪.‬‬


‫‪109‬‬ ‫وعلم الناس صبزواج النصبى ) ‪ (‬ذذذمنها فأعتقوا السرى والسصبايا‬ ‫من قومها‪ ،‬وأسلم أصبوها واخوتها‪ ،‬فكان هذا الزواج خي ار عليها وصبركة‬ ‫على قومها‪ ،‬ولذا قالت السيدة عائشة ‪ ) :‬ما كانت امرأة أصبرك على‬ ‫قومها من جويرية‪ ،‬لقد عتق صبها مائة صبيت من صبيوت قومها (‪،‬‬ ‫وتوفيت جويرية ) رضى ال عنها ( سنة ‪ 56‬من الهجرة‪ ،‬وكانت‬ ‫كثيرة الصيام والعصبادة‪.‬‬ ‫أم حبيبة "رملة بنت أبى سفيان") رضى ا عنها (‪:‬‬

‫وفى السنة الساصبعة تزوج النصبى ) ‪ (‬صبالسيدة أم حصبيصبة‪ ،‬وهى رملة‬ ‫صبنت أصبى سفيان‪ ،‬وكانت هى وزوجها عصبيد ال صبن جحش من‬ ‫الساصبقين الىالسلم‪ ،‬ومن المهاجرين إلى الحصبشة‪ ،‬وهناك ارتد زوجها‬ ‫عن السلم ودخل فى النصرانية‪.‬‬ ‫وعلم النصبى ) ‪ (‬صبذلك‪ ،‬فأرسل أحد الصحاصبة إلى الحصبشة‬ ‫ليخطصبها له‪ ،‬حماية لها فى أرض الغرصبة‪ ،‬ودفع النجاشى صداقها‬ ‫نياصبة عنه ) ‪ (‬ثم أرسلها إلى المدينة المنورة‪.‬‬ ‫وعلم أصبو سفيان ما فعله الرسول ) ‪ (‬مع اصبنته من تكريم لها‪،‬‬ ‫ففرح صبذلك وقال ‪ :‬نعم الزوج محمد ) ‪.(‬‬ ‫وصبهذا الزواج صان النصبى ) ‪ (‬اصبنة زعيم قريش من الفتنة‪،‬‬ ‫وأعطاها ما تستحقه من تكريم وتشريف‪ ،‬جزاء صصبرها وقوة ايمانها‪،‬‬ ‫وتحملها للغرصبة فى أرض الحصبشة زهاء خمس عشر عاما‪ ،‬قضت‬


‫‪110‬‬ ‫صبعدها زهاء ثلث سنوات فى صبيت النصبوة صبعد زواجها صبالنصبى ) ‪(‬‬ ‫وكانت وفاتها سنة ‪ 44‬هسس‪.‬‬ ‫صفية بنت حيى بن أخطب ) رضى ا عنها (‬

‫وفى أعقاب غزوة خيصبر من السنة الساصبعة‪ ،‬تزوج النصبى ) ‪(‬‬ ‫صبالسيدة صفية صبنت حيى صبن أخطب ) رضى ال عنها (‪ ،‬صبعد أن‬ ‫أسلمت‪ ،‬وصبعد أن أطلق النصبى ) ‪ (‬سراحها من السر الذى أصاصبها‬ ‫وأصاب قومها صبعد فتح خيصبر‪.‬‬ ‫فكان هذا الزواج رحمة صبها‪ ،‬وتكريما لها‪ ،‬وتطيصبا لخاطرها‪،‬‬ ‫وتوفيت ) رضى ال عنها ( سنة ‪ 52‬هس‪.‬‬ ‫ميمونة بنت الحارث الهللية ) رضى ا عنها (‬

‫وقصبيل وفات النصبى ) ‪ (‬صبسنتين أو أكثر قليل‪ ،‬تزوج النصبى ) ‪(‬‬ ‫صبالسيدة ميمونة صبنت الحارث الهللية‪ ،‬وقد اختارها له ) ‪ (‬عمه‬ ‫العصباس اصبن عصبدالمطلب‪ ،‬لتوثيق ما صبينه ) ‪ (‬وصبين القصبائل العرصبية‪،‬‬ ‫وقد أصدقها العصباس ) ‪ (‬من ماله صبأرصبعمائة درهم‪ ،‬ويقال صبأنها هى‬ ‫المرأة التى وهصبت نفسها للنصبى ) ‪.(‬‬ ‫وكان دخوله صبها ) ‪ (‬صبعد عمرة القضاء صبموضع يقال له )سرف(‬ ‫صبضواحى مكة‪ ،‬وتوفيت )رضى ال عنها( سنة ‪ 51‬هس‪.‬‬ ‫خلصة ما تقدم ‪:‬‬


‫‪111‬‬ ‫ومن كل ما تقدم يتصبين لكل عاقل أن زواج النصبى ) ‪ (‬صبأمهات‬ ‫المؤمنين لم يكن متعة فانية‪ ،‬أو شهوة زائلة‪ ،‬إنما كان من أجل‬ ‫مقاصد شريفة‪ ،‬وغايات نصبيلة‪ ،‬ودوافع كريمة‪.‬‬ ‫فمنهن من تزوجها صيانة لها من أن تفتن فى دينها من أقارصبها‬ ‫المشركين ومنهن من تزوجها تكريما وتشريفا وتوثيقا للعلقة صبينه )‬ ‫‪ (‬وصبين أسرتها‪.‬‬ ‫ومنه من تزوجها جصب ار لخاطرها‪ ،‬وتسكينا لحزانها‪ ،‬ورعاية‬ ‫لولدها‪.‬‬ ‫ومنهن من إكراما لقومها‪ ،‬وتأليفا لقلوصبهم خدمة للدعوة‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫ومنهن من تزوجها حماية لها فى غرصبتها من العوز والحتياج‬ ‫صبعد أن فارقها زوجها‪.‬‬ ‫ومنهن من تزوجها ليصبطل عادة جاهلية تأصلت فى النفوس دون‬ ‫أن يكون لها ما يصبررها‪.‬‬ ‫ملحوظة ‪ :‬هذا ل يمنع من وجود الرغصبة الفطرية عند النصبى ) ‪(‬‬ ‫فى المعاشرة الزوجية وهو القائل ) ‪ ) (‬حصبب إلى من دنياكم الطيب‬ ‫والنساء‪ ،‬وجعلت قرة عينى فى الصلة (‪.‬‬


112


‫‪113‬‬

‫الباب الرابع‬

‫نصرة الرسول والرد‬ ‫على أفتراءات‬ ‫الظالمين‬


114


‫‪115‬‬ ‫إنا كفيناك المستهزئين ‪:‬‬ ‫فان ال تعالى قضى صبحكمته أن يصبتلى الناس صبعضهم صبصبعض‬ ‫ليميز ال الخصبيث من الطيب‪ ،‬وليعلم ال من ينصره ورسله صبالغيب‪.‬‬ ‫ولجل ذلك جعل ال تعالى لكل نصبى عدوا من المجرمين كما‬ ‫قال عز من قائل ‪ :‬ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯭ ﯮ ﭼ الفرقان‪.٣١ :‬‬ ‫ولما كان رسل ال وأنصبياؤه هم صفوة الخلق كثر اصبتلؤهم ليكون‬ ‫ذلك رفعا فى درجاتهم ورفعا لذكرهم‪.‬‬ ‫ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫قال تعالى لنصبيه ) ‪(‬‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ النعام‪.١٠ :‬‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ يس‪ ، ٣٠ :‬وقال تعالى عن صبنى اسرائيل ‪:‬‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ‬ ‫ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫البقرة‪ ، ٨٧ :‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ﭥ‬ ‫ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬ ‫ﭝ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭦ ﭼ الذاريات‪ ٥٣ - ٥٢ :‬إلى غير ذلك من اليات الدالة على‬ ‫شدة صبلء النصبياء عليهم الصلة والسلم‪.‬‬ ‫وفى هذا الزمن الخير وفى عصر ) الحضارة ( و‬ ‫)والديمقراطية( و )احترام الديان( ظهر فى صبلد )الدانمارك( شلة‬ ‫من أعداء الرسل شل ال أيديهم س يسخرون صبرسولنا ) ‪ (‬صبواسطة‬

‫ﭧﭨ‬


‫‪116‬‬ ‫رسوم ) كاريكاتيرية ( فى صحيفة سوداء وضعوها على هيئة‬ ‫مساصبقة تصبذل لها الجوائز لمن يرسم أحسن رسم ساخر صبمحمد ) ‪.(‬‬ ‫وقد أيقظ هذا ) الجرام ( قلوب أهل السلم من شرق الرض‬ ‫إلى غرصبها فأخذتهم الغيرة والحمية والغضب لمحمد ) ‪ (‬فتنادوا‬ ‫لنصرته والدفاع عن عرضه صبأصبى هو وأمى‪.‬‬ ‫وكان لهذا الحدث س مع أنه آلم القلوب وأوجعها س من الفوائد‬ ‫والفتوحات ما يعتصبره أولوا الصبصائر خي ار وفتحا‪ ،‬وظهر معنى قول ال‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ‬ ‫تعالى ‪ :‬ﭽ ﭑ‬ ‫ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭼ النور‪. ١١ :‬‬ ‫فمن هذه الفوائد ‪:‬‬ ‫رد الناس إلى العقيدة الصحيحة فيما يتعلق صبالصبراءة من الكافرين‬ ‫التى هى أحد ركنى ) ل اله إل ال ( والتى يعصبر عنها فى القرآن‬ ‫أحيانا صبس ) الكفر صبالطاغوت ( فمن تزعزعت لديه هذه العقيدة ممن لم‬ ‫يثصبت اليمان فى قلصبه جاءت هذه الحادثة لتصبين له عمليا ما يكنه‬ ‫هؤلء الكفرة من صبغض وعداوة للسلم ونصبيه‪.‬‬ ‫ومن فوائد هذا الحدث ‪ :‬احياء محصبة الرسول ) ‪ (‬فى قلوب‬ ‫الناس‪ ،‬وهذا صبحد ذاته تعصبد عظيم ل تعالى صبحب هذا النصبى الكريم‬


‫‪117‬‬ ‫والغيرة له والحمية والغضب لشخصه ) ‪ (‬فحمى الناس لذلك وقاموا‬ ‫صبأعمال صالحة كثيرة كلها تنصبئ عن حصبهم له ) ‪.(‬‬ ‫وقد سأل رجل رسول ال ) ‪ (‬عن الساعة ؟ فقال له ‪) :‬ما‬ ‫أعددت لها ؟ قال ‪ :‬ما أعددت لها من كثير صلة غير أنى أحب‬ ‫ال ورسوله‪ ،‬فقال له ) ‪ (‬أنت مع من أحصبصبت( وقال له أعراصبى‪:‬‬ ‫يامحمد ‪ :‬الرجل يحب القوم ولما يلحق صبهم‪ ،‬فقال له ) ‪) : (‬هو مع‬ ‫من أحب(‪.‬‬ ‫ومن فوائد هذا الحدث ‪ :‬القيام صبعصبودية المغايظة لعداء‬ ‫إلى‬ ‫ال وأعداء رسوله ) ‪ (‬ومغايظة الكافرين أمر محصبوب‬ ‫ال تعالى‪ ،‬وهى عصبودية قلما يفطن لها الناس قال تعالى ‪:‬‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ التوبة ‪:‬‬ ‫ﮦ ﮧ‬ ‫‪.١٢٠‬‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫ﯥﯦ ﭼ النرساء‪ ،١٠٠ :‬أى مجال ومكانا يراغم فيه أعداء ال‪،‬‬ ‫وأهدى ) ‪ (‬فى عمرة الحديصبية جمل لصبى جهم فى أنفه صبرة من فضة‬ ‫مراغمة للمشركين‪ ،‬فيسر ال تعالى للناس التنادى لمقاطعة منتجات‬ ‫) الدانمارك ( ضغطا واغاظة لهذا العدو المجرم‪.‬‬ ‫ومن فوائد هذا الحدث ‪ :‬أنه حرك كوامن الناس وأيقظهم من‬ ‫غفلتهم‪ ،‬فسعى الكثير من طلب العلم والمؤسسات الخيرية والدعوية‬


‫‪118‬‬ ‫والمكاتب والمراكز الدعوية إلى تأليف وطصباعة الكتب التى تعرف‬ ‫صبمحمد ) ‪ (‬ودينه ودعوته وترجمتها صباللغات الجنصبية وارسالها لتلك‬ ‫الصبلدان التى رصبما ل تعرف محمدا ) ‪ (‬أو تعرفه صبصورة مشوهه وهذا‬ ‫صبل شك خير كثير وفتح مصبين‪.‬‬


‫‪119‬‬

‫الخاتمة‬


120


‫‪121‬‬ ‫قصيدة في مدح النبي الكريم‬ ‫بسور القرآن الكريم‬

‫مد بن جابر‬ ‫للشيخ شمس الدين مح ّ‬ ‫الندلسي رحمه ا تعالى‬

‫في كل فاتحة للقول معتبره حق الثناء على المبعوث‬ ‫بالبقره‬ ‫في آل عمران ِقدما شاع مبعثه رجالهم والنساء‬ ‫استوضحوا خبره‬ ‫من مد للناس من نعماه مائدة عمت فليست على‬ ‫النعام مقتصره‬ ‫أعراف نعماه ما حل الرجاء بها إل وأنفال ذاك الجود‬ ‫مبتدره‬ ‫به توسل إذ نادى بتوبته في البحر يونس والظلماء‬ ‫معتكر ة‬ ‫هود ويوسف كم خوف به امنا ولن يروع صوت الرعد‬ ‫من ذكره‬ ‫مضمون دعوة إبراهيم كان وفي بيت الله وفي‬ ‫الحجر التمس أثره‬ ‫ذو أ ّمة كدوي النحل ذكرهم في كل قطر فسبحان‬ ‫الذي فطره‬


‫‪122‬‬ ‫ما‬ ‫قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا من نور فرقانه ل ّ‬ ‫جل غرره‬ ‫أكابر الشعراء اللسن قد عجزوا كالنمل إذ سمعت‬ ‫آذانه سوره‬ ‫وحسبه قصص للعنكبوت أتى إذ حاك نسجا بباب الغار‬ ‫قد ستره‬ ‫في الروم قد شاع قدما أمره وبه لقمان وفق للد ّر‬ ‫الذي نثره‬ ‫كم سجدة في طلى الحزاب قد سجدت سيوفهم‬ ‫فأراهم ر ّبهم عبره‬ ‫م فاطر السبع العل كرما لما بياسين بين الرسل‬ ‫سباه ُ‬ ‫قد شهره‬ ‫في الحرب قد ص ّفت الملك تنصره فصاد جمع‬ ‫العادي هازما زمره‬ ‫لغافر الذنب في تفصيله سور قد فصلت لمعان غير‬ ‫منحصره‬ ‫شوراه أن تهجر الدنيا فزخرفها مثل الدخان فيغشي‬ ‫عين من نظره‬ ‫هذا كتاب له القوام جاثية تدعى إليه عن الجداث‬ ‫منشطره‬ ‫ع ّزت شريعته البيضاء حين أتى أحقاف بدر وجند ا‬ ‫قد حضره‬ ‫فجاء بعد القتال الفتح متصل وأصبحت حجرات الدين‬


‫‪123‬‬ ‫منتصره‬ ‫ن الذي قاله حق كما‬ ‫بقاف والذاريات ا أقسم في أ ّ‬ ‫ذكره‬ ‫في الطور أبصر موسي نجم سؤدده والفق قد ش ّ‬ ‫ق‬ ‫إجلل له قمره‬ ‫أسرى فنال من الرحمن واقعة في القرب ث ّبت فيه ربه‬ ‫بصره‬ ‫أراه أشياء ل يقوى الحديد لها وفي مجادله الكفار قد‬ ‫نصره‬ ‫ف من‬ ‫في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل في ص ّ‬ ‫ل تابع أثره‬ ‫الرسل ك ّ‬ ‫ف يسبح لله الطعام بها فاقبل إذا جاءك الحق الذي‬ ‫ك ّ‬ ‫نشره‬ ‫قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها نالت طلقا ولم يعرف‬ ‫لها نظره‬ ‫تحريمه الحب للدنيا ورغبته عن زهرة الملك حقا عند‬ ‫ما خبره‬ ‫في نون قد ح ّقت المداح فيه بما أثنى به ا إذ أبدى‬ ‫لنا سيره‬ ‫وقالت الجن جاء الحق فاتبعوا مزمل تابعا للحق لن‬ ‫يذره‬ ‫م ّدثرا شافعا يوم القيامة هل أتى نبي له هذا العل‬ ‫ذخره‬


‫‪124‬‬ ‫في المرسلت من الكتب انجلى نبأ عن بعثه سائر‬ ‫الحبار قد سطره‬ ‫ألطافه النازعات الضيم حسبك في يوم به عبس‬ ‫العاصي لمن ذعره‬ ‫إذ ك ّورت شمس ذاك اليوم وانفطرت سماؤه ودعت‬ ‫ويل به الفجره‬ ‫وللسماء انشقاق والبروج خلت من طارق الشهب‬ ‫والفلك منتثره‬ ‫فسبح اسم الذي في الخلق ش ّفعه وهل أتاك حديث‬ ‫الحوض إذ نهره‬ ‫كالفجر في البلد المحروس غ ّرته والشمس من نوره‬ ‫الوضاح مختصره‬ ‫والليل مثل الضحى إذ لح فيه ألم نشرح لك القول من‬ ‫أخباره العطره‬ ‫ولو دعا التين والزيتون لبتدروا إليه في الحين فاقرأ‬ ‫تستبن خبره‬ ‫في ليلة القدر كم قد حاز من شرف في الفخر لم يكن‬ ‫النسان قد قدره‬ ‫ت له أرض بقارعة التخويف‬ ‫كم زلزلت بالجياد العاديا ِ‬ ‫منتشره‬ ‫له تكاثر آيات قد اشتهرت في كل عصر فويل للذي‬ ‫كفره‬ ‫ألم تر الشمس تصديقا له حبست على قريش وجاء‬


‫‪125‬‬ ‫الدوح إذ أمره‬ ‫ن إله العرش ك ّرمه بكوثر مرسل في حوضه‬ ‫أريت أ ّ‬ ‫نهره‬ ‫والكافرون إذا جاء الورى طردوا عن حوضه فلقد ت ّبت‬ ‫يد الكفره‬ ‫إخلص أمداحه شغلي فكم فلق للصبح أسمعت فيه‬ ‫الناس مفتخره‬ ‫أزكى صلتي على الهادي وعترته وصحبه وخصوصا‬ ‫منهم العشره‬ ‫ي مهلك‬ ‫م عل ّ‬ ‫ص ّديقهم‪ ،‬عمر الفاروق أحزمهم عثمان ث ّ‬ ‫الفجره‬ ‫سعد سعيد زبير طلحة وأبو عبيدة وابن عوف عاشر‬ ‫العشره‬ ‫م عباس وآلهما وجعفر وعقيل سادة خيره‬ ‫وحمزة ث ّ‬ ‫وفي خديجة والزهرا ومن ولدت أزكى مديحي سأهدي‬ ‫دائما درره‬ ‫ل أزواجه أرضى وأوثر من أضحت براءتها في‬ ‫عن ك ّ‬ ‫الذكر مستطره‬ ‫ح كالروض ينثر من‬ ‫أقسمت لزلت أهديهم شذا ِم َد ٍ‬ ‫أكمامه زهره‬


‫‪126‬‬ ‫محمد رسول ال ) ‪ (‬الطيب المصبارك سيد المرسلين وامام‬ ‫المتقين رسول رب العالمين اصبن عصبدال صبن عصبدالمطلب صبن هاشم صبن‬ ‫عصبد مناف صبن قصى‪ ،‬وامه آمنه صبنت وهب صبن عصبد مناف صبن زهرة‬ ‫صبن كلب صبن مرة صبن كعب صبن لؤى صبن غالب صبن قهر‪.‬‬ ‫فأنعم يا رصبنا صبالعطاء والمنح وكتاصبة ما فيه للمسلمين والنفع‬ ‫والمدد‪.‬‬ ‫والصلة والسلم على المصبعوث رحمة للعالمين محمد صبن عصبدال‬ ‫صلوات رصبى وسلمه عليه إلى يوم الدين أسمة محمد وفعله محمود‬ ‫فهو المصطفى خير مولود جاء إلى الوجود‪.‬‬ ‫وقد تم طصبع هذا الكتاب ليكون توضيح عن صبعض معجزات‬ ‫سيدنا النصبى ) ‪ (‬وتوضيح وجه الختلف فى الوسيلة والتوسل‬ ‫ومعجزات سيدنا النصبى ) ‪ (‬وردا على ضعاف النفوس والمغرضين‬ ‫للسلم‪.‬‬ ‫والى أن نلتقى فى أعمال أخرى صبإذن ال‪.‬‬ ‫عبدالناصر يونس إبراهي م‬


‫‪127‬‬ ‫أهم المراجع ‪:‬‬ ‫ الجامع لحكا م القرآن‪.‬‬‫ فتح البارى لشرح صحيح البخارى للحافظ بن حجر‪.‬‬‫ نور التحقيق فى صحة أعمال الطريق – حامد إبراهي م‪.‬‬‫ أبجدية التصوف السلمى – محمد هزكى‪.‬‬‫ الدر السنية فى الرد على الوهابية – أحمد السيد‪.‬‬‫ فتاوى علماء البيت الحرا م والفتوى لفضيلة الشيخ بن عثيمين‬‫رحمه ال‪.‬‬ ‫ الوسيلة بين الصوفية والسلفية – د‪ .‬محمد البنا‪.‬‬‫ الطبقات الكبرى‬‫ تاريخ الطبرى‪.‬‬‫ السيرة النبوية‪.‬‬‫ البداية والنهاية‪.‬‬‫‪ -‬معجهزات الرسول‬

‫‪.‬‬

‫ صحيح مسل م والترمذى‪.‬‬‫‪ -‬المقاصد الشريفة – إبراهي م الشرقاوى‪.‬‬


‫‪128‬‬ ‫المؤلف فى سطور‬ ‫‪-‬‬

‫الس م ‪ :‬عبد الناصر يونس إبراهي م محمد‬

‫‪-‬‬

‫الوظيفععععة ‪ :‬مفتععععش بععععوهزارة الوقعععاف – جمهوريعععة مصععععر‬ ‫العربية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫العنععععوان ‪ 98 :‬شععععارع السععععكة الحديععععد – عهزبععع ة فهمععععى –‬ ‫البساتين – مكتبة سوهزان مبارك‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تليفون ‪.002-02-27055695 :‬‬

‫‪-‬‬

‫موبايل ‪002-0124737263 :‬‬

‫‪-‬‬

‫فاكس ‪002-02-25075917 :‬‬

‫‪e.mail : Nasser-yones@hotmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.