الصهيونية والإخوان وتقسيم مصر والدول العربية

Page 1

‫الصهيونية والخوان‬ ‫وتقسيم مصر‬ ‫والدول العربية والسلمية‬ ‫عبد الناصر يونس إبراهيم‬


‫اسم الكتاب ‪ :‬الصهيونية والخوان وتقسيم مصر والدول العربي ة والسلمية‬ ‫المؤلف ‪ :‬عبد الناص ر يونس إبراهيم‬ ‫رقم اليداع ‪7684/2013 :‬‬ ‫جميع حقوق الطب ع‬ ‫محفوظ ة للمؤلف‬ ‫الطبع ة الولى ‪2013‬‬

‫الغلف‪ :‬محم د زمزمى‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪2‬‬


‫الطبع ة الولى ‪2013‬‬

‫‪3‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الصهيونية والخوان‬ ‫وتقسيم مصر‬ ‫والدول العربية والسلمية‬ ‫عبد الناصر يونس إبراهيم‬

‫الطبعة الولى ‪2013‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪4‬‬


‫بطاقة فهرسة‬ ‫فهرسة أثناء النشر إعداد إدارة الشئون الفنية‬ ‫إبراهيم‪ ،‬عبد الناصر يونس‬ ‫الصهيونية والخوان وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‪ ،‬عبد‬ ‫الناصر يونس إبراهيم‪ .‬ط ‪.1‬‬ ‫القاهرة ‪ :‬المؤلف‪.2013 ،‬‬ ‫ص ‪231‬؛ ‪24 × 17‬سم؛‬ ‫‪ -1‬العالم العربى – أحوال سياسية‬ ‫‪ -2‬العالم السلمى – أحوال سياسية‬ ‫‪ -3‬الصهيونية‬ ‫‪ -4‬الخوان المسلمون‬ ‫أ‪ -‬العنوان‬ ‫‪320.956‬‬ ‫رقم اليداع ‪2013 -7684 :‬‬

‫‪5‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المحتويات‬ ‫مـقـدمــة‬ ‫الفصل الول ‪ :‬نبذة عن تاريخ الخوان‬ ‫المسلمين‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬ثورة ‪ 25‬يناير وتوابعها‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬رئيس ما بعد الثورة‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬بعض الاء والتحليلت‬ ‫عن أبرز مرشحى الرئاسة‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬تداعيات الثورة‬ ‫الحداث وردود الفعال‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬قضايا الثورة مسئولية‬ ‫الحاكم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬حقيقة موقف الخوان‬ ‫من عبد الناصر ومحاولت إحياء‬ ‫الكاريزما‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬مؤامرات لتفتيت العالم‬ ‫السلمى‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬


‫الفصل التاسع ‪ :‬والسباب التي أدت إلى‬ ‫قتل جنين ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬قضيه تمويل الخوان‬ ‫لتفجرها جريدة‬ ‫الوطن بالمستندات‬ ‫الــخـــاتــمـــة‬ ‫أهم المراجع‬

‫‪7‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬

‫‪17‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪9‬‬


‫الصهيونية والخوان‬

‫‪8‬‬


‫مقدمة‬ ‫الحمد لله ‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من‬ ‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده ا فل مضل‬ ‫له ومن يضلل فل هادى له ‪ ،‬وأشهد أن ل اله إل ا وحده‬ ‫ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪.‬‬ ‫موُت ّ‬ ‫ق ُتَقاِتِه َول َ َت ُ‬ ‫ن آَمُنوْا اّتُقوْا الّلَه ح ّ‬ ‫)َيـَأّيَها اّلِذي َ‬ ‫ن إ ِل ّ‬ ‫ن( )‪ (102‬آل عمران ‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫سِل ُ‬ ‫َوَأنُتم ّم ْ‬ ‫كم ّمن ّنْف ٍ‬ ‫س‬ ‫خَلَق ُ‬ ‫م اّلِذي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫س اّتُقوْا َرّب ُ‬ ‫)َيـَأّيَها الّنا ُ‬ ‫سا ً‬ ‫ء‬ ‫جال ً َكِثيًرا َوِن َ‬ ‫ما ِر َ‬ ‫ث ِمْنُه َ‬ ‫جَها وَ​َب ّ‬ ‫ق ِمْنَها َزْو َ‬ ‫خَل َ‬ ‫ة َو َ‬ ‫حَد ٍ‬ ‫َوا ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫عَلْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الّلَه َكا َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ءُلونَ ِبِه َوال َْر َ‬ ‫سا َ‬ ‫َواّتُقوْا الّلَه اّلِذي َت َ‬ ‫َرِقيًبا( )‪ (1‬النساء ‪.‬‬ ‫صِلحْ‬ ‫سِديًدا *ُي ْ‬ ‫ن آَمُنوا اّتُقوا الّلَه َوُقوُلوا َقْوًل َ‬ ‫)َيـَأّيَها اّلِذي َ‬ ‫سوَلُه‬ ‫ع الّلَه َوَر ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫م َوَمن ُي ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ُذُنوَب ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫غفِْر َل ُ‬ ‫م َوَي ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ماَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫َل ُ‬ ‫ما ( )‪ (70،71‬الحزاب ‪.‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َفقَْد َفاَز َفْوًزا َ‬ ‫صل »الخوان المسلمون« في العالم العربي إلى‬ ‫تو ّ‬ ‫صل إليها قبلهم الزعماء‬ ‫كنه المعادلة الخبيثة التي تو ّ‬ ‫ن الطريق إلى‬ ‫والعائلت العربّية الحاكمة‪ ،‬ومفادها أ ّ‬ ‫الرضي الغربي يمّر بالضرورة عبر تمّلق إسرائيل وصهاينة‬ ‫‪9‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كام العرب عبر العقود‪ ،‬على اختلف‬ ‫طد الح ّ‬ ‫الغرب‪ .‬وقد و ّ‬ ‫مشاربهم وأنواع حكمهم وشعاراتهم‪ ،‬دعائم حكمهم عبر‬ ‫إنشاء علقات سرّية وعلنّية مع العدّو السرائيلي‪ ،‬وعبر‬ ‫كن أنور السادات‬ ‫توقيع اتفاقات سرّية وعلنّية معه‪ .‬لم يتم ّ‬ ‫من إنشاء النظام القمعي الحديدي في مصر )أي جهاز‬ ‫ي مبارك والسادات(‪ ،‬بمشاركة‬ ‫دولة الستخبارات في عهد ْ‬ ‫الوليات المتحدة وإسرائيل‪ ،‬إل بعدما عقد اتفاق سلم مع‬ ‫العدو السرائيلي‪ .‬والحكم القطري انفتح على العدّو‬ ‫السرائيلي من أجل أن يدعم موقفه إزاء حكم آل سعود‪،‬‬ ‫ن الحاكم القطري دخل في مفاوضات لبيع‬ ‫كما أ ّ‬ ‫»الجزيرة« من السرائيلي حاييم صابان من أجل تخفيف‬ ‫جه »الجزيرة« )كان ذلك في حقبة‬ ‫النقد الصهيوني لتو ّ‬ ‫جورج دبليو بوش(‪ .‬أما آل سعود‪ ،‬فقد أوقفوا الحملة على‬ ‫حكمهم في الكونغرس الميركي والعلم بعد تفجيرات‬ ‫طد آل سعود تحالفهم شبه المعلن مع‬ ‫‪ 11‬أيلول‪ ،‬عندما و ّ‬ ‫العدّو السرائيلي‪ ،‬عندما سّلطت لجان الكونغرس الضوء‬ ‫على دور آل سعود في نشر الفكر الظلمي المتطّرف‪ .‬أما‬ ‫»الخوان المسلمون« فلم ينتظروا طويل ً لتحقيق معادلة‬ ‫الحكم الكريهة تلك‪ .‬فإن حركة »النهضة« وتنظيم‬ ‫مت في ما‬ ‫»الخوان« في مصر أرسل وفودا رفيعة‪ ،‬ض ّ‬ ‫مت راشد الغنوشي نفسه‪ ،‬وذلك للسجود وتقديم‬ ‫ض ّ‬ ‫أوراق العتماد أمام اللوبي الصهيوني في واشنطن قبل‬ ‫الوصول إلى الحكم وبعده‪ .‬وكانت هذه الوفود تقّدم‬ ‫تضمينات في شأن احترام اتفاق الستسلم في مصر‬ ‫وعدم تجريم التطبيع مع العدّو في تونس‪ .‬والهم أ ّ‬ ‫ن‬ ‫»الخوان« في العالم العربي قّدموا للصهاينة في‬ ‫واشنطن ضمانات حول عدم تغيير السياسة الخارجّية‬ ‫لسلفهم )بقيت السياسة الخارجّية في مصر في عهد‬ ‫الخوان كما كانت في عهد مبارك‪ ،‬أي تحت سيطرة جهاز‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪10‬‬


‫الستخبارات العاّمة الذي تسيطر عليه أميركا وإسرائيل(‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن حكم الخوان في مصر وفي تونس لم يحد‬ ‫عن سياسات بن علي ومبارك الخارجّية والمنّية‪ .‬أما‬ ‫»إخوان« سوريا فقد باشروا سياسة التطبيع مع العدّو‬ ‫السرائيلي قبل أن يصلوا إلى الحكم‪ ،‬كما أنهم تعّهدوا‬ ‫مواصلة سياسة عدم تحرير الجولن التي التزامها آل‬ ‫السد عبر العقود‪ .‬والدور الذي لعبه نظام »الخوان« أثناء‬ ‫العدوان على غزة أكبر دليل على السعي لكسب الرضي‬ ‫الميركي عبر مهادنة العدّو في عدوانه ولعب دور الوسيط‬ ‫بينه وبين حركات المقاومة في غزة‪.‬‬ ‫لكن حكم »الخوان« في مصر في ورطة‪ .‬فقد‬ ‫انكشفت أكاذيبه وخداعه في سرعة قياسّية وخسر‬ ‫قطاعات كبيرة من التأييد الشعبي بعد أشهر فقط من‬ ‫وصوله إلى الحكم‪ .‬عرف »الخوان« في مصر أنهم‬ ‫يحتاجون إلى مزيد من التنازلت أمام العدّو الصهيوني‪،‬‬ ‫وذلك من أجل تسهيل مهمة الحكم والحصول على تأييد‬ ‫غربي لسياساتهم‪ .‬وقد لعب عصام العريان دورا في‬ ‫تقديم الطاعة للصهاينة في أميركا‪ ،‬وجاءت تصريحاته‬ ‫الخيرة حول يهود مصر بعد أّيام فقط على عودته من‬ ‫رحلة سجود إلى واشنطن‪ .‬والعريان قّدم شهادة أمام‬ ‫ن المحرقة هي حقيقة‬ ‫»واشنطن بوست«‪ ،‬وقال فيها إ ّ‬ ‫ن أن يعترف »الخوان« في مصر وخارج‬ ‫تاريخّية‪ .‬وحس ٌ‬ ‫مصر بحقيقة المحرقة وهي حقيقة ل تقبل النكار‬ ‫والتشكيك بالرغم من تصريحات أحمدي نجاد الغبّية والتي‬ ‫ن السلمّيين‬ ‫يتلّقفها الصهاينة بترحيب شديد وخصوصا أ ّ‬ ‫صصوا في نفي المحرقة وفي التشكيك‬ ‫على أنواعهم تخ ّ‬ ‫بحقيقتها‪ ،‬لكن نوايا »الخوان« ومراميهم غير بريئة في‬ ‫هذا الكتشاف المتأخر نسبّيا لمر المحرقة‪ .‬والتشكيك في‬ ‫‪11‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫نوايا »الخوان« يّتضح عندما نلحظ أن اكتشافهم‬ ‫م في واشنطن وأمام الصهاينة بالذات‪ .‬لماذا لم‬ ‫التاريخي ت ّ‬ ‫يتكّلم »الخوان« عن المحرقة كحقيقة تاريخّية باللغة‬ ‫العربّية‪ ،‬وأمام جماهيرهم هم إذا كانت الصراحة‬ ‫التاريخّية والمكاشفة العلمّية هي ديدنهم؟‬ ‫وفي هذا الوقت بالذات‪ ،‬وفي ضوء محاولة »الخوان«‬ ‫كسب المزيد من الرضي الصهيوني بعد تنامي الغضبة‬ ‫الشعبّية على حكمهم‪ ،‬يطلع عصام العريان بآراء‬ ‫وتنظيرات عن يهود مصر‪ .‬وكان العريان هذا في تغريدات‬ ‫سابقة قد حاول مغازلة الوّد الصهيوني‪ .‬ماذا قال‬ ‫العريان؟ خلصة كلمه أنّ جمال عبد الناصر هو الذي‬ ‫طرد اليهود من مصر‪ ،‬وهو الذي استولى على ممتلكاتهم‪،‬‬ ‫ل الصراع العربي‬ ‫وطالب هو بعودتهم‪ ،‬وذلك من أجل ح ّ‬ ‫ل« الصراع‬ ‫ن العريان ربط بين »ح ّ‬ ‫يأ ّ‬ ‫السرائيلي‪ .‬أ ّ‬ ‫العربي السرائيلي وعودة اليهود إلى البلدان العربّية‪.‬‬ ‫لكن كلم العريان كلم سياسي غايته تمّلق الصهاينة‪،‬‬ ‫وخصوصا أّنه سارع إلى »توضيح« كلمه وتراجع عن‬ ‫تحميل عبد الناصر مسؤولّية الطرد وربط مّرة أخرى بين‬ ‫ن الوئام‬ ‫ل الصراع مع العدّو‪ .‬أي أ ّ‬ ‫كلمه وبين رغبته في ح ّ‬ ‫مع العدّو بات هدفا معلنا لـ»الخوان«‪ .‬واللفت في كلم‬ ‫العريان أّنه اجتّر الخطاب الصهيوني حول اليهود العرب‪.‬‬ ‫لم يكّلف نفسه عناء التحقق في المراجع التاريخّية عن‬ ‫الموضوع‪ .‬والحكومات الليكودّية عمدت على مّر السنوات‬ ‫الخيرة إلى ربط حق العودة للشعب الفلسطيني بحق‬ ‫اليهود في العودة إلى البلد العربّية في محاولة تعطيل‬ ‫حق العودة الفلسطيني‪ .‬وفي هذا‪ ،‬يكون العريان أّول‬ ‫عربي يقبل المنطق التفاوضي السرائيلي الذي لم تقبل‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪12‬‬


‫به حكومة عربّية من قبل‪ .‬لكن الموضوع يستحق العرض‬ ‫والنقاش‪.‬‬ ‫طبعا‪ ،‬لم يطرد عبد الناصر اليهود من مصر‪ .‬صحيح أ ّ‬ ‫ن‬ ‫اليهود في العالم العربي تعّرضوا لمضايقات بعد وليس‬ ‫قبل إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين )هذا‬ ‫من دون إنكار حقيقة عدم تحقيق المساواة التاّمة بين‬ ‫الفراد والمجموعات في دول الخلفة السلمّية عبر‬ ‫القرون مع تفّوق وضع القلّيات فيها على وضعهم في‬ ‫دول الغرب في الزمان عينه(‪ .‬والمستشرق الصهيوني‬ ‫برنارد لويس‪ ،‬في كتابه »سامّيون ومعادون للسامّية«‪،‬‬ ‫ن معاداة السامّية )وهو يعني بها‪ ،‬كما يعني بها‬ ‫يعترف بأ ّ‬ ‫الغربيون قاطبة معاداة اليهود‪ ،‬مما يعني أن الرّد العربي‬ ‫على الموضوع من ناحية تأكيد سامّية العرب هو رّد غبي‪،‬‬ ‫وخارج الموضوع برّمته( العربّية هي سياسّية وليست‬ ‫اجتماعّية عرقّية‪ ،‬كما كانت في التاريخ الغربي‪ .‬على‬ ‫العكس‪ ،‬فإن معاداة اليهودّية كعقيدة عداء أيديولوجّية‬ ‫نمت وترعرعت في حضن الكنيسة في الغرب‪ .‬وتراث‬ ‫معاداة اليهود واليهودّية تراث غربي ديني وعلماني‪ :‬وحتى‬ ‫الذين يجاهرون بالعداء لليهود واليهودّية في العالم‬ ‫العربي يعتمدون على التراث الغربي في الموضوع )مثل‬ ‫الستشهاد بالوثيقة المزّورة من قبل الشرطة القيصرّية‬ ‫الروسّية المعروفة بـ »بروتوكولت حكماء صهيون«(‪.‬‬ ‫ليس هناك من تراث عربي إسلمي معاٍد لليهود‬ ‫واليهودّية رغم وجود نزعات معادية لهم في التراث‬ ‫ميتها ونوعيتها إلى‬ ‫الدبي والديني‪ ،‬لكّنها ل تصل في ك ّ‬ ‫ماه المؤّرخ الميركي‪ ،‬دانييل غولد هاجن‪،‬‬ ‫مستوى ما س ّ‬ ‫في كتابه »جّلدو هتلر الطوعّيون«‪» ،‬معاداة السامّية‬ ‫التصفوّية«‪ ،‬أي التي اعتزمت إفناء اليهود‪ .‬هذه الكراهية‬ ‫‪13‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫لليهود غربّية ومسيحّية وإن وجدت تردادا لها في العالم‬ ‫العربي بعد إنشاء الكيان الغاصب‪ ،‬ونتيجة لتفاقم الصراع‬ ‫العربي السرائيلي‪.‬‬ ‫ن تحليل أسباب مغادرة اليهود للعالم العربي يظهر‬ ‫إ ّ‬ ‫عوامل مختلفة‪ ،‬ول يجوز التعميم في الموضوع ل ّ‬ ‫ن‬ ‫ل‪،‬‬ ‫م ترحيل الفالشا‪ ،‬مث ً‬ ‫السباب تختلف بين دولة وأخرى‪ .‬ت ّ‬ ‫باتفاق سّري بين حكم جعفر النميري وإسرائيل‪ .‬أما‬ ‫مت‬ ‫مغادرة الجالية اليهودّية للبنان فكانت طوعّية‪ ،‬ل بل ت ّ‬ ‫بإرادة صهيونّية وبتواطؤ مع النظام اللبناني لتسهيل عملّية‬ ‫نقل الموال والثروات‪ .‬وإسرائيل دأبت على الستغلل‬ ‫السياسي للموضوع عبر العقود ومن الضروري التمييز بين‬ ‫الحقائق والمزاعم الصهيونّية‪ .‬ولم يكن دور إسرائيل بعيدا‬ ‫ط عن ترحيل اليهود‪.‬‬ ‫ق ّ‬ ‫ن دور الموساد‬ ‫الموضوع المصري ل يحتمل الجدال‪ ،‬ل ّ‬ ‫كان أساسّيا في تنمية التشكيك وزرع العداء نحو اليهود‬ ‫ن العريان لم يتطّرق إلى حقيقة‬ ‫المصرّيين‪ .‬والملحظ أ ّ‬ ‫ن في‬ ‫س ّ‬ ‫ن قانون الشركات الذي مّيز ضد اليهود ُ‬ ‫تاريخّية‪ :‬أ ّ‬ ‫مى‬ ‫مَلكّية وليس في زمن عبد الناصر‪ .‬وما ُيس ّ‬ ‫زمن ال َ‬ ‫»قضّية لفون«‪ ،‬والتي أسهمت في الساءة إلى وضع‬ ‫اليهود كيهود في مصر هي قضّية حقيقّية ولم تكن من‬ ‫كام إسرائيل في‬ ‫اختراع النظام الناصري كما زعم ح ّ‬ ‫البداية‪ .‬و»قضّية لفون« تشير إلى تجنيد دولة الكيان‬ ‫الغاصب يهودا مصرّيين للقيام بأعمال تخريب وإرهاب ضد‬ ‫أهداف أميركّية وبريطانّية من أجل تكثيف العداء الغربي‬ ‫للنظام الناصري‪ .‬وعندما قبض النظام الناصري على أفراد‬ ‫كك خلياها‪ ،‬ثارت ثائرة الدعاية الصهيونّية‬ ‫الشبكة وف ّ‬ ‫صة من‬ ‫حول العالم‪ ،‬واتهمت النظام الناصري بتدبير الق ّ‬ ‫أساسها لقمع اليهود كيهود‪ .‬وسارعت دولة إسرائيل إلى‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪14‬‬


‫الكذب التلقائي وإلى التشبيه المبتذل والمتداول عن‬ ‫الطبيعة النازّية لعدائها العرب‪ .‬ولم يعلم السرائيلّيون‬ ‫بحقيقة دور دولتهم إل بعد سنوات من كشف الفضيحة‬ ‫صلة‪ .‬وللمانة‪ ،‬فإن المّدعي العام‬ ‫في تحقيقات مف ّ‬ ‫المصري‪ ،‬الذي توّلى المرافعة في القضّية‪ ،‬مّيز في كلمه‬ ‫ن القضّية ل تدين‬ ‫بين اليهود والصهيونّية وشّدد على أ ّ‬ ‫اليهود المصرّيين كيهود‪ .‬ولكن ل جدال في كون القضّية‬ ‫قد أسهمت في تعزيز الشكوك حول دور اليهود‬ ‫المصرّيين‪ .‬وتوّرط ‪ 19‬عربيا مسلما في تفجيرات ‪ 11‬أيلول‬ ‫ل العرب وكل المسلمين في أميركا‪،‬‬ ‫أّدى إلى الشتباه بك ّ‬ ‫وهناك من الليبرالّيين والمحافظين في البلد َمن ل يزال‬ ‫يدافع وتدافع عن هذا الشتباه ويعتبره منطقّيا‪.‬‬ ‫ن الدور التخريبي للعدّو السرائيلي تمّدد في أكثر‬ ‫غير أ ّ‬ ‫من دولة عربّية‪ .‬و»عملّية بابل« في العراق‪ ،‬والتي‬ ‫أسهمت في ترحيل اليهود العراقّيين من موطنهم الذين‬ ‫أمضوا فيه قرونا طويلة‪ ،‬نشرت الذعر عن قصد في‬ ‫صفوف اليهود من خلل عملّيات تفجير وبيانات تهديد‬ ‫هندسها جهاز الستخبارات الصهيوني‪ .‬كانت الدولة العدّوة‬ ‫الحديثة النشأة تسعى بشّتى الطرق إلى زيادة نسبة‬ ‫اليهود فيها لنها تقوم على العنصرّية العددّية المفروضة‬ ‫كان الصلّيين من وطنهم‪.‬‬ ‫بقّوة السلح وبقوة طرد الس ّ‬ ‫كل ذلك فات عصام العريان في كلمه على الموضوع‪.‬‬ ‫وهناك ما هو نفاق في كلم العريان‪ .‬إن آخر تنظيم‬ ‫ق له المزايدة في موضوع حق القلّيات وفي معاملة‬ ‫يح ّ‬ ‫اليهود في حكم عبد الناصر هم »الخوان المسلمون«‪.‬‬ ‫هذا تنظيم ل زال في أدبّياته يشير إلى اليهود والمسيحّيين‬ ‫ن حسن البّنا‪،‬‬ ‫بكلم عن »أحفاد القردة والخنازير«‪ .‬كما أ ّ‬ ‫سس الخوان‪ ،‬كان أّول من هّدد بـ»رمي اليهود في‬ ‫مؤ ّ‬ ‫‪15‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫البحر« )راجع أعداد مجّلة »المصّور« عام ‪ .(1948‬وهذا‬ ‫التهديد عزاه الصهاينة خطًأ وقصدا إلى عبد الناصر وأحمد‬ ‫الشقيري مع أّنه لم يرد إطلقا على لسان الرجلين‪ .‬ومن‬ ‫ن »الخوان« الذين ل يزالون يزهون بتطبيق‬ ‫المؤّكد أ ّ‬ ‫الذمّية ودفع الجزية لغير المسلمين‪ ،‬هم آخر من يحق‬ ‫ن التعبير عن العداء‬ ‫لهم الوعظ في الموضوع‪ .‬صحيح أ ّ‬ ‫لليهود كيهود تنامي بعد إنشاء دولة الكيان الغاصب‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك حدث بالتزامن مع تطّور الصراع العربي السرائيلي‬ ‫وتكثيف العمال الرهابية والحتللّية للعدّو‪ .‬وعندما يشير‬ ‫العربي أو العربّية إلى العدّو بكلمة »يهودي« وليس بكلمة‬ ‫»صهيوني «ل يكون بالضرورة يعّبر عن معاداة لليهود‬ ‫كيهود‪ ،‬وخصوصا أن دولة إسرائيل هي التي تعتبر نفسها‪،‬‬ ‫ل اليهود‪ .‬أي أن‬ ‫وتسّوق لنفسها‪ ،‬على أساس أنها دولة لك ّ‬ ‫الملمة هنا تقع مّرة أخرى على العدّو السرائيلي‬ ‫ودعايته‪.‬‬ ‫هذا ل ينفي حصول عملّيات اعتداء على يهود في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬خصوصا في العراق وتونس بعد احتدام‬ ‫الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬وتسلسل المجازر السرائيلّية‬ ‫ضد العرب‪ .‬وفي لبنان‪ ،‬تعّرض مدنّيون يهود للتنكيل في‬ ‫حقبة الثمانينيات من قبل مجموعة إسلمّية موالية للنظام‬ ‫اليراني )يرجو المرء أن يكون حزب ا بريئا منها(‪ .‬وهذه‬ ‫العمال المشينة تقّبح الوجه الناصع للقضّية الفلسطينّية‬ ‫كما أنها تمّد الدعاية الصهيونّية بما تحتاج إليه من معّدات‬ ‫كي تعقد مقارنة ظالمة بين النازّية ومناصرة القضّية‬ ‫ن بعض الحكومات العربّية )في‬ ‫الفلسطينّية عربّيا‪ .‬كما أ ّ‬ ‫مّيزة ضد‬ ‫العراق ولبنان‪ ،‬مثل ً( سّنت قوانين ُمجحفة وُم َ‬ ‫اليهود كيهود )في لبنان وافق المجلس النيابي اللبناني‬ ‫على قانون يمنع اليهود اللبنانّيين من الوصول إلى مرتبة‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪16‬‬


‫ضّباط في الجيش اللبناني‪ ،‬وكان منير أبو فاضل هو الذي‬ ‫بادر إلى تقديم مشروع القانون هذا(‪ .‬لكن التمييز الذي‬ ‫ل ظلما من التمييز‬ ‫لحق باليهود في البلدان العربّية كان أق ّ‬ ‫والقهر اللذين تعّرض لهما العرب في الدولة اليهودّية‪،‬‬ ‫دون تسويغ هذا التمييز‪.‬‬ ‫ق يحق‬ ‫طردوا من غير ح ّ‬ ‫لليهود العرب حقوق‪ ،‬والذين ُ‬ ‫ق تقديم دعاوى قانونّية‬ ‫ن لهم ح ّ‬ ‫لهم العودة كما أ ّ‬ ‫للتعويض في حال ثبوت تعّرضهم لظلم من الدولة أو من‬ ‫أفراد في المجتمع‪ .‬لكن مزاعم عصام العريان باطلة‪.‬‬ ‫ن بعض أملك اليهود في مصر تعّرضت للتأميم‪،‬‬ ‫صحيح أ ّ‬ ‫لكن هذا طاول في َمن طاول مصرّيين من أديان‬ ‫ومذاهب مختلفة‪ .‬والتأميم هو مشروع يهدف إلى تحقيق‬ ‫ء على‬ ‫طّبق بنا ً‬ ‫ق وضروري إذا ُ‬ ‫العدالة الجتماعّية وهو ح ّ‬ ‫معايير محض اقتصادّية‪ ،‬وبدون تمييز ديني أو مذهبي أو‬ ‫ق اليهود كيهود في العودة أو‬ ‫عرقي‪ .‬والموافقة على ح ّ‬ ‫التعويض إلى البلدان العربّية ل علقة له البّتة بالصراع‬ ‫العربي السرائيلي وبحق العودة غير المنقوص للشعب‬ ‫الفلسطيني في الشتات‪.‬‬ ‫الخطاب السرائيلي والصهيوني الغربي عن اليهود‬ ‫العرب وقد ساهم فيه عصام العريان عن قصد أو عن‬ ‫جهل هو خطاب استغلل سياسي مشوب بالرياء‬ ‫والنفاق‪ .‬في الثمانينيات من القرن الماضي‪ ،‬قامت‬ ‫المنظمات الصهيونّية الغربّية بحملت مكّثفة لترحيل اليهود‬ ‫من سوريا‪ ،‬وبعد ضغوط أميركّية وأوروبّية‪ ،‬سمح النظام‬ ‫السوري لليهود السورّيين بالحصول على تأشيرات خروج‪.‬‬ ‫وبعد مغادرة اليهود السورّيين‪ ،‬قامت المنظمات الصهيونّية‬ ‫ميه‬ ‫نفسها ودولة إسرائيل بتنظيم حملت تدين ما تس ّ‬

‫‪17‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫عملّيات »طرد« اليهود السورّيين‪ .‬هذا نموذج بسيط عن‬ ‫طبيعة المقاصد الصهيونّية في الموضوع‪.‬‬ ‫كالعادة‪ ،‬تتراجع أبواق الخوان وزعاماتهم عن كلمها‪.‬‬ ‫ن عبد الناصر لم‬ ‫وقد تراجع العريان عن كلمه‪ ،‬وأوضح أ ّ‬ ‫مل القبيح في كلمه‬ ‫م عاد ليج ّ‬ ‫يطرد اليهود من مصر‪ .‬ث ّ‬ ‫عبر توّقع زوال إسرائيل‪ .‬وناطق إخواني آخر رفض كلم‬ ‫ن اليهود في إسرائيل صهاينة‪ .‬أما الناطق‬ ‫العريان‪ ،‬وقال إ ّ‬ ‫الرسمي باسم العريان فقد خشي أمرا واحدا فقط‪ :‬أقلقه‬ ‫توّقع العريان زوال إسرائيل‪ ،‬فأّكد أن التوّقع ل يعّبر عن‬ ‫موقف الرئاسة المصرّية‪ ،‬وخصوصا أن الرئيس المصري‬ ‫هو صديق حميم لشمعون بيريز‪.‬‬ ‫ن محاولة عصام العريان تندرج في نطاق المغازلة‬ ‫إ ّ‬ ‫الجارية بين الخوان والعدّو السرائيلي‪ .‬وتنظيم الخوان‬ ‫قبيح في العداء وقبيح في المغازلة‪.‬‬ ‫ولذلك اخترت عنوان هذا الكتاب بعنوان الصهيونية‬ ‫والخوان لتقسيم مصر والدول العربية فهي رسالة تحذير‬ ‫لكل شعوب العالم العربي والسلمى ‪.‬‬ ‫المؤلف ‪ /‬عبد الناصر يونس إبراهيم‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪18‬‬


‫‪19‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الفصل اللول‬ ‫نبذة عن تاريخ الخوان المسلمين‬ ‫انتماء أعضاء الجماعة ليس لمصر ولكن للجماعة‬ ‫وأفكار قادتها فقط ‪:‬‬

‫يؤكد د‪ .‬رفعت السعيد إن مفهوم الوطنية المصرية يمثل‬ ‫بعدا هامشيا في فكر الخوان‪ ،‬الذين ل يدينون بالولء إل‬ ‫للجماعة فقط‪ ..‬وإذا نظرنا إلي المراحل العديدة التي مر‬ ‫بها تنظيمهم في تاريخنا الحديث فسوف نتأكد من ذلك وهو‬ ‫ما أكسبهم خبرات تنظيمية كبيرة لم تتحقق لغيرهم‪.‬‬ ‫ويكشف د‪ .‬الفقي أسلوب الجماعة للسيطرة علي مراكز‬ ‫القرار 'بالتدريج' قائل انه يكفي أن نتذكر أنهم يحاولون‬ ‫اختراق الجهزة ذات الطبيعة الخاصة في المجتمع‪،‬‬ ‫ويقتحمون من خللها السلطات الثلث وهو ما يعكس قلق‬ ‫حقيقي وتوتر واضح‪ ..‬فالخوان يريدون الوصول للحكم‬ ‫بأي ثمن‪ ،‬ولكن الذي حدث هو أن الدنيا قد تغيرت والعالم‬ ‫من حولنا قد تحول‪ ،‬وأصبح 'النقاش والحوار' هما‬ ‫السلوبان الوحيدان لنشر ثقافة الديمقراطية‪ .‬المرشد العام‬ ‫للخوان المسلمين ونكسات العصابة تكونت عصابة‬ ‫الخوان على يد حسن البنا والتي تعتبر فترة التأسيس‬ ‫والنتشار عام ‪1928‬م ثم اغتيل المام البنا في ‪12‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪20‬‬


‫فبراير‪/‬شباط عام ‪ 1949‬م‪ ،‬ومنذ تشكل هذا التنظيم‬ ‫ووضعت له لئحة لم يتم اللتزام بها ول مرة واحدة في‬ ‫قضية اختيار المرشد العام واغتيال البنا أحدث هزة في‬ ‫وسط هذه العصابة أخافتهم من إحلل أحدا محله حتى‬ ‫عام ‪ 1951‬ثم اختير المستشار حسن الهضيبي وفى عام‬ ‫‪ 1954‬حدث أنهم أرادوا اغتيال عبد الناصر في المنشية‬ ‫فحدث صدام بين جمال عبد الناصر وبين هذه العصابة‬ ‫فأعتقل معظم كوادرهم إلى أن توفى الرئيس السبق‬ ‫جمال عبد الناصر عام ‪1970‬وأستمر الستاذ حسن‬ ‫الهضيبي المرشد الثاني للخوان مرشدا حتى وفاته عام‬ ‫‪ 1973‬وفى عام ‪ 1971‬م أمر الرئيس أنور السادات بالفراج‬ ‫عن الخوان منذ عام ‪1971‬حتى أفرج عن الجميع في عام‬ ‫‪ 1975‬م بدون أي ضمانات فعاثت في مصر فسادا ‪،.‬‬ ‫وعندما توفى عمر التلمساني عام ‪ 1986‬م فتم اختيار‬ ‫محمد حامد أبو النصر بغير اللتزام بلئحة اختيار المرشد‬ ‫العام‪ .‬حيث لم تكن توجد لئحة للخوان في مصر تتناسق‬ ‫مع لئحة التنظيم الدولي ولم تكن توجد انتخابات حتى ذلك‬ ‫الوقت‪ ,‬ثم تطور الموقف بعد ذلك وحينما توفي محمد‬ ‫حامد أبو النصر عام ‪ ,1996‬أيضا لم يتم تطبيق اللئحة‬ ‫بانتخاب الستاذ مصطفى مشهور المرشد الجديد من‬ ‫مجلس الشورى المصري‪ ,‬وتم ما عرف ببيعة المقابر التي‬ ‫جعلت الهيئات القيادية في التنظيم الدولي تقبل راغمة‬ ‫إقرار ما تم بالمخالفة للئحة‪ .‬وعاندت قيادات التنظيم‬ ‫الدولي تنفيذ الكثير من القرارات التي صدرت من مجموعة‬ ‫مكتب الرشاد في مصر وبدأت هذه العصابة فترة إعادة‬ ‫بناء الجماعة وانتشارها مرة أخرى وتكوين جماعات سرية‬ ‫صغيرة وتدريبها عسكريا‪ . ،‬عندما اختير الستاذ عمر‬ ‫التلمساني عام ‪ 1976‬وحتى الن أي أكثر من خمسة‬ ‫وعشرين عاما‪ ,‬ويمكن القول أن التنظيم الذي تشكل من‬ ‫‪21‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫خلل دعوة الخوان المسلمين على مستوى البلد لم يكن‬ ‫على مستوى نجاحها‪ ,‬بل أخفق كثيرا في تحقيق أهدافه‬ ‫وخاصة في الفترات التي تلت استشهاد حسن البنا الصورة‬ ‫المقابلة مهدي عاكف وهو يدلى بصوته في انتخابات‬ ‫‪11/2005‬م خطـــورة عصابة الخوان المسلمين يرى‬ ‫بعض المؤرخين أن الجماعة بدأت تشكل خطرا على أمن‬ ‫البلد منذ عام ‪ ،1948‬فقد عاد أفرادها من حرب فلسطين‬ ‫حاملين بنادقهم‪ ،‬وهذا ما دفع الحكومة للقلق مما قد‬ ‫يفعلونه‪ .‬ولهذا السبب تورطت المنظمة في صدام مع‬ ‫الحكومة قاد إلى اغتيال رئيس الوزراء النقراشي‪ ،‬ومن ثم‬ ‫إلى اغتيال القائد العلى للخوان حسن البنا على يد أناس‬ ‫مقربين من الحكومة‪ .‬كان قادة الخوان على صلة وثيقة‬ ‫بجميع من في حركة الضباط الحرار بالجيش الذين‬ ‫أطاحوا بالملكية في ‪ .1952‬لكن‪ ،‬وبعد نجاح النقلب‬ ‫مباشرة‪ ،‬نشب الصدام بين الخوان والضباط الحرار في‬ ‫صراع على السلطة ‪ .‬فقد أراد الخوان المشاركة في‬ ‫القرارات المتخذة من قبل قادة النقلب في مجلس قيادة‬ ‫الثورة‪ ،‬وهو التنظيم القيادي لحركة الضباط الحرار‪ .‬الوضع‬ ‫القانوني لعصابة الخوان المسلمين عندما أسس الستاذ‬ ‫البنا جماعة الخوان في مصر في مارس عام ‪1928‬‬ ‫سجلها كهيئة إسلمية شاملة وفق دستور عام ‪1923‬‬ ‫والقانون المنظم لهذا الشأن‪ ,‬فكانت الجماعة هيئة دعوية‬ ‫وتربوية واجتماعية وتنشئ شركات لكنها لم يكن لها وضع‬ ‫قانوني سياسي ‪ .‬وفي أواخر فترة الستاذ البنا قام بترشيح‬ ‫نفسه للبرلمان مرتين‪ ،‬وفى عام ‪ 1954‬م حلت الجماعة‬ ‫وتم تغيير الدستور مرتين في نفس الوقت وذلك مرة عام‬ ‫‪ 1956‬م أثناء حكم جمال عبد الناصر‪ ،‬والثانية عام ‪ 1971‬م‬ ‫أثناء حكم الرئيس السادات‪ ,‬وبتغيير النصوص الدستورية‬ ‫تغيرت معها النصوص القانونية المنظمة للشأن العام‪,‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪22‬‬


‫وأصبح الدستور والقانون ل يسمح بالنشاط العام إل من‬ ‫خلل شكلين ‪ - 1‬إما حزب سياسي وفقا لقانون الحزاب‬ ‫رقم ‪ 40‬لسنة ‪ - 2 ,1977‬نشاط خيري مثل جمعية خيرية‬ ‫تابعة لوزارة الشؤون الجتماعية وفقا للقانون رقم ‪32‬‬ ‫لسنة ‪ ,1964‬الذي تغير أخيرا مرتين‪ ،‬مرة عام ‪1999‬‬ ‫بالقانون رقم ‪ ,153‬ومرة هذا العام بالقانون رقم ‪ 84‬لسنة‬ ‫‪ ,2002‬وهذه القوانين جعلت عودة الجماعة بالشكل‬ ‫القديم كهيئة شاملة هو أمر مستحيل ‪ ..‬وعلى هذا فهذه‬ ‫العصابة حلت وليس لها أي شكل قانوني تستند علية وقد‬ ‫حصلت هذه الجماعة بالطرق الملتوية على مقاعد في‬ ‫مجلس الشعب )أكثر من ‪ 50‬مقعدا ( أو ببث برامج الهلوسة‬ ‫الدينية الدموية التي قامت عليها هذه العصابة في‬ ‫منشورات وهتافات ودعاية ومظاهرات ووقوف أعضائها‬ ‫بالمطاوي والسنج والعصي على أبواب لجان الدوائر‬ ‫النتخابية وتهديد المواطنين في انتخابات ‪11/2005‬م وقد‬ ‫عرض الرئيس السادات على الخوان المسلمين من خلل‬ ‫محافظ أسيوط السبق وأمين اللجنة المركزية للتحاد‬ ‫الشتراكي في عهد الرئيس السادات ‪ -‬عودة الجماعة إلى‬ ‫ممارسة نشاطها في العلن ومعروفا لجميع المصريين من‬ ‫خلل تأسيس حزب سياسي بغير اسم الخوان المسلمين‬ ‫الذي كان لها سجل ً دمويا وإبعاد رجال الجهاز الخاص‬ ‫السري المتسبب عنه )الجهاز العسكري الذي يسمى في‬ ‫بعض الدول بالمليشيا العسكرية وهو جهاز أنشأه الستاذ‬ ‫البنا عام ‪ 1939‬كجناح عسكري للجماعة واختلف في‬ ‫الغرض من إنشائه‪ ,‬فيقول قادة الجماعة إنه من أجل‬ ‫مقاومة الحتلل النجليزي في القناة والمشاركة في‬ ‫الجهاد الفلسطيني‪ ,‬كما أن بعضا من قيادات الجهاز الذين‬ ‫تركوه يقولون ‪-‬وكذلك خصوم الجماعة‪ -‬إنه أنشئ ليكون‬ ‫الجناح العسكري للوصول للسلطة (‪ ،‬ولكن القيادات‬ ‫‪23‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الموجودة في ذلك الوقت رفضت لنها قادمة من هذا‬ ‫الجهاز العسكري ‪ -‬وهذا ما ذكره محمد عثمان إسماعيل‬ ‫نفسه قبل وفاته ورأى الرئيس السادات على العمل‬ ‫الضمني دون رخصة وفق سياسة الضوء الخضر بعدم‬ ‫اعتراض أجهزة الدولة على نشاطها الذي بدأ ينموا‬ ‫كالديدان الرضية في الرض‪ ،‬ومن جهة أخرى لم تحاول‬ ‫قيادات الجماعة في مصر أن يكون لها وجها قانونيا يراه‬ ‫الناس في النهار لنهم يفضلون العمل السري في الظلم‬ ‫وكانت تكتفي بالقول لفراد الجماعة بأن هناك قضية‬ ‫مرفوعة في مجلس الدولة )القضاء الداري( يطالب فيها‬ ‫الخوان بالحكم ببطلن قرار حل الجماعة الصادر عن‬ ‫مجلس قيادة الثورة عام ‪ ,1954‬وهذا كذب لنهم لم‬ ‫يعطوهم رقم القضية ولم يسمع أحد عنها فهي إذا‬ ‫فبطلن قرار الحل لن يعطى الجماعة حرية التحرك كما‬ ‫كانت قبل الثورة بسبب تغيير الدستور مرتين ‪ -‬والقانون‬ ‫حسب الدستور سيرغمهم أما بالتقدم بحزب أو بجمعية‬ ‫وهذا المر ل يحتاج لحكم محكمة لنه متاح أصل بغير ذلك‬ ‫من الناحية النظرية إل أنهم سيغيرون أسمهم‪ ،‬أما إذا أخذوا‬ ‫قرار ببطلن قرار الحل فيمكنهم أن يختاروا بنفس السم‬ ‫أي من الطريقين أو كلهما وفى هذه الحالة سيعملون‬ ‫في النور ولكنهم سيقضى عليهم لنه سيتم محاسبتهم‬ ‫كهيئة معترف بها كما ستنتهي أسطورتهم التي تنموا في‬ ‫الظلم وتحت الرض ‪ .‬وقد شجع السادات قادة للحركة‬ ‫الطلبية السلمية بالجامعات للنضمام للخوان بعد غياب‬ ‫المرشد السبق المرحوم الستاذ عمر التلمساني في عام‬ ‫‪ 1976‬وقد استمروا في دفع هذا التنظيم لتجديد الرؤى‬ ‫الفكرية والسياسية وكذلك محاولت تصحيح أسلوب‬ ‫الدارة‪ ,‬وانتهى المر بخروج مجموعة منهم بسبب تكوين‬ ‫حزب الوسط عام ‪ 1996‬بعد اليأس من الستجابة للتغيير‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪24‬‬


‫وبقي جزء آخر مستمرا في دوره الصلحي داخل‬ ‫الجماعة‪ .‬التنظيم الدولي لعصابة الخوان المسلمين‬ ‫التنظيم الدولي القديم ‪ :‬في الحجة ‪ 1354‬هـ التي توافق‬ ‫تقريبا ‪ 1936‬أو ‪ 1935‬ميلدية أعلن حسن البنا في وثيقة‬ ‫ف بالجماعة بقلم المام الشهيد "حسن البنا"‪ ،‬صدرت‬ ‫تعري ٌ‬ ‫عام ‪1354‬هـ بجريدة الخوان المسلمين عن عدد الخوان‬ ‫بلغ ‪ 20000‬مسلم ‪ -‬بها تفسير وحديث وفقه وأخلق وأدب‬ ‫واجتماع وفيها أخبار العالم السلمي وأخبار الخوان كل‬ ‫ذلك بأسلوب جديد رائع ‪ .‬وذكر أن ‪ :‬المكتب العام للخوان‬ ‫المسلمين بشارع الناصرية رقم ‪ 13‬بالسيدة زينب ‪ -‬للخوان‬ ‫جريدة أسبوعية تصدر يوم الثلثاء من كل أسبوع بها تفسير‬ ‫وفقه من شعب الخوان المسلمين في القطر المصري ‪:‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬السكندرية‪ ،‬طنطا‪ ،‬بنها‪ ،‬الزقازيق‪ ،‬المنصورة‪،‬‬ ‫بورسعيد‪ ،‬السماعيلية‪ ،‬السويس‪ ،‬محمودية البحيرة‪،‬‬ ‫شبراخيت‪ ،‬كفر الدوار‪ ،‬البحيرة‪ ،‬المنزلة‪ ،‬منفلوط‪ ،‬أسيوط‪،‬‬ ‫أبو تيج‪ ،‬طما‪ ,‬البلينا‪ ،‬القصر‪ ،‬أسوان ‪ .‬وفى المغــرب ‪:‬‬ ‫بنغازي‪ ،‬وتونس‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وفاس‪ ،‬ومراكش‪ ،‬وسل‪،‬‬ ‫وتطوان ‪ ..‬الخ وفى سوريا ولبنان ‪ :‬في بيروت‪ ،‬حلب‪،‬‬ ‫حمص‪ ،‬ودير الزور‪ ،‬وحيف‪ ،‬ودمشق ‪ ..‬الخ وفى الهند‬ ‫والصين ‪ :‬في حيدر أباد‪ ،‬وشنغهاي‪ ،‬وبكين ‪ ..‬الخ التنظيم‬ ‫الدولي الحديث ‪ :‬انتشرت دعوة الخوان كمدرسة إسلمية‬ ‫وانتقلت الفكرة لعدة دول عربية في وقت مبكر مثل‬ ‫السودان وسوريا والردن ودول الخليج‪ .‬ولم يربط بين‬ ‫هذه التنظيمات والجماعة الم في مصر إل الرتباط‬ ‫الفكري والدبي وتنتشر جماعة الخوان عدد كبير من‬ ‫البلدان يعتقد أنه يتكون في أكثر من ‪ 20‬دولة مركزة في‬ ‫كل الدول العربية تقريبا وألمانيا وأوربا وأمريكا وكندا‬ ‫وأستراليا‪ ،‬وحدث أن أوجد فكرة التنظيم الدولي المرشد‬ ‫الخير المرحوم الستاذ مصطفى مشهور الذي توفي حيث‬ ‫‪25‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫خرج من مصر في أعقاب قرارات التحفظ الشهيرة التي‬ ‫قام بها الرئيس السادات قبل اغتياله بشهر أي في‬ ‫سبتمبر‪/‬أيلول عام ‪ 1981‬وتنقل الستاذ مصطفى مشهور‬ ‫في هذه الفترة منذ عام ‪ 1982‬حتى عام ‪ 1986‬بين‬ ‫الكويت وألمانيا وأسس فيهما ما عرف باسم التنظيم‬ ‫الدولي للخوان‪ ,‬وهو يتكون من تشكيلين أساسيين هما‬ ‫مجلس شورى التنظيم الدولي ويتشكل بنسبة انتشار‬ ‫الخوان في القطار المختلفة‪ ,‬ثم مكتب الرشاد العالمي‬ ‫ويتكون من المرشد إضافة لثمانية أعضاء من بلد المرشد‪،‬‬ ‫وعدد آخر ينتخب من مجلس شورى التنظيم الدولي بنسبة‬ ‫توزيع الخوان في باقي القطار المشاركة في التنظيم‪ ,‬ثم‬ ‫أجهزة وتشكيلت فنية تابعة لهذا التنظيم ‪ .‬ورأت كثير من‬ ‫البلد العربية والجنبية ودولية أن هذا التنظيم غير مسجل‬ ‫قانونا في أي مكان وله في نفس جهاز عسكري أشير إليه‬ ‫في عمليات إجرامية وأغتال بالفعل بعض الشخصيات‬ ‫الهامة فضيقت عليهم الخناق وترتب على ذلك أن واجه‬ ‫أعضائها أخطار وأضرار للحركة في هذه البلد‪ ،‬وما تم من‬ ‫نقاط إيجابية أقل بكثير من سلبياته وعليه فقيادة الجماعة‬ ‫عليها الختيار بين الستمرار في هذا الوضع من بقاء‬ ‫التنظيم الدولي أو إعلن تجميده أو حله والكتفاء بالتنسيق‬ ‫والتبادل الفكري والثقافي‪ ،‬ولكن ما أن أنقض الخوان‬ ‫المسلمين على كراسي مجلس الشعب في مصر في‬ ‫انتخابات ‪ 11/2005‬م واختطفوها فجعل النظار تتجه إليها‬ ‫والسنين القادمة ستشهد تحول ً تختاره عصابة الخوان من‬ ‫أربعة ‪ :‬الول ‪ :‬أما لجهاضها مرة أخرى كما تم في‬ ‫الماضي أو ‪ ..‬ثانيا ‪ :‬انسحاب الخوان والعمل في الظلم‬ ‫كما كانت أو ‪ ..‬ثالثا ‪ :‬للمواجهة أو ‪ ..‬رابعا ‪ :‬أن تعمل في‬ ‫النور وتظهر كمؤسسه معترف بها من المجتمع تنظيم‬ ‫الخـــوان المسلمين الدولي )فرع السودان ( جناح د‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪26‬‬


‫حسن الترابي في السودان واصطدم بفكرة البيعة للقيادة‬ ‫في مصر ضمن التنظيم الدولي‪ ،‬فأدى إلى خروج الجسم‬ ‫الرئيسي للحركة في السودان عن حركة الخوان في‬ ‫مصر‪ ،‬وبقى جناح ضعيف جدا تمسك باسم الخوان‬ ‫وبالرتباط بالجماعة في مصر‪ ,‬وهذا راجع إلى شعور‬ ‫الجسم الرئيسي بالنتماء إلى السودان كوطن عن النتماء‬ ‫إلى مجموعة من خارجه حتى ولو كان تحت مظلة‬ ‫السلم‪ ،‬حيث كثيرا ما تنهار الحلم على صخرة الواقع‬ ‫الشخصي وسيطرة جنس على آخر ‪ .‬تنظيم الخـــوان‬ ‫المسلمين الدولي )فرع تونس ( مجموعة حركة النهضة‬ ‫في تونس ظلت جزءا من الحركة ولم تنفصل عنها مع‬ ‫اختلفها عن رؤى الجماعة الم في مصر تنظيم الخـــوان‬ ‫المسلمين الدولي ) فرع الردن ( الجناح الصلحي في‬ ‫جماعة الخوان المسلمين بالردن قام المراقب الحالي‬ ‫للجماعة بالردن الستاذ عبد المجيد ذنيبات بانقلب داخلي‬ ‫بتغيير القيادة القديمة والتاريخية للجماعة بالردن‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم الستاذ محمد عبد الرحمن خليفة )أبو ماجد( ‪.‬‬ ‫ويلحظ أن تنظيم الردن به كثير من العناصر المتشددة‬ ‫الرهابية ‪ .‬تنظيم الخـــوان المسلمين الدولي ) فرع سوريا‬ ‫( وفي شهر مايو‪ /‬أيار ‪ 2005‬م‪ ،‬شنت السلطات السورية‬ ‫حملة اعتقالت في صفوف المتشددين السلميين جماعة‬ ‫الخوان المسلمين المحظورة قانونيا‪ ،‬كما شنت السلطات‬ ‫حملة اعتقالت أخرى في شهر أكتوبر‪ /‬تشرين الول ‪2005‬‬ ‫م ‪ .‬تنظيم الخـــوان المسلمين الدولي ) فرع فلسطين (‬ ‫حركة حماس في فلسطين ترتبط حركة حماس مع تنظيم‬ ‫جماعة الخوان في مصر وقد قامت مؤخرا بتطوير‬ ‫علقاتها مع النظمة العربية طبقا لمواجهة حركة حماس‬ ‫مع واقع تواجد اليهود في إسرائيل‪ ،‬ولم ترتبط مع الحركة‬ ‫الم في مصر أو حركة الخوان الدولية بالقطار التي‬ ‫‪27‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تواجه تنظيم الخوان المسلمين فيها مشاكل وصدام مثل‬ ‫سوريا ومصر وغيرها‪.‬‬ ‫إذن فالحقيقة التى ل تقبل الشك هى أن الحكم هو‬ ‫الهدف الرئيسى لجماعة الخوان المسلمين‪ ،‬ومن خلل‬ ‫الحكم يمكنهم السيطرة على كل مفاصل الدولة الحيوية‪،‬‬ ‫ومنها على سبيل المثال الوزارات التى لها تعامل مباشر‬ ‫مع الجمهور مثل وزارة الوقاف والتربية والتعليم والصحة‬ ‫والتموين‪ ،‬كما تهتم الجماعة بفرض سيطرتها على‬ ‫النقابات والجمعيات الهلية والخيرية‪ ،‬وكذلك بسط‬ ‫نفوذها فى الشارع من خلل المشروعات التجارية‪.‬‬ ‫لماذا يتعفف "الخوان"الن عن الحكم؟‬

‫مدى ذكاء ودهاء الخوان المسلمين في إدارة ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير‪ ،‬وكيف أن تقّيتهم وتخّفيهم واختفاء شعاراتهم‬ ‫الدينية التقليدية‪ ،‬وتعففهم عن ممارستها في هذه‬ ‫المرحلة الحرجة من تاريخ مصر والعرب‪ ،‬هو الوضع‬ ‫المثل لهم‪ ،‬وهو الذي سيمكنهم أكثر فأكثر من السلطة‬ ‫السياسية مستقبل ً‪ ،‬وهذا ما قد حدث بالفعل‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬نستطيع أن نقول أن قيادة الخوان الجديدة‬ ‫بقيادة محمد بديع مرشدهم العام ومجموعة أخرى من‬ ‫القياديين معه وعلى رأسهم سعد الكتاتني ومحمد مرسي‬ ‫ومحمد البلتاجي وعصام العريان وغيرهم قد فهمت‬ ‫طبيعة وتعقيدات المرحلة المصرية التي يمرون بها‪ .‬كما‬ ‫أن الماضي وعذاباته وإخفاقاته قد علم الخوان دروسا‬ ‫كثيرة كانت ماثلة أمامهم وهم يشاركون مشاركة فعلية‬ ‫وقوية في ثورة ‪ 25‬يناير ثأرا من ثورة ‪ 23‬يوليو ‪.1952‬‬ ‫وكانت أهم هذه الدروس هي‪:‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪28‬‬


‫أن المجتمع المصري في العشر سنوات الخيرة قد‬ ‫تغير تغيرا اجتماعيا كبيرا نتيجة لنمو الطبقة الوسطى‪،‬‬ ‫وظهور طبقة من رجال العمال جمعت بين المال‬ ‫والسياسة‪ ،‬وتطور الثقافة المصرية بما فيها الدب والفن‬ ‫والدراما التلفزيونية والسينما والنحت والرسم والتصوير ‪..‬‬ ‫الخ‪ .‬وهذه المتغيرات كانت تحسب في جانب كبير منها‬ ‫إلى الحداثة المصرية التي يقودها كثير من العلمانيين في‬ ‫الحزاب السياسية وخارجها والجامعات والمعاهد‬ ‫والعلم‪.‬‬ ‫أن الهامش الديمقراطي المحدود الذي أتاحه عهد‬ ‫مبارك‪ ،‬ونشأ عنه قيام بعض الحزاب‪ ،‬واشتداد ساعد‬ ‫حزب الوفد خاصة‪ ،‬قد أتاح لحزاب المعارضة اليسارية أن‬ ‫تنشئ لنفسها صحافتها الخاصة التي استقطبت عددا كبيرا‬ ‫من الكتاب والمفكرين العلمانيين الذين كانوا ضد قيام‬ ‫الدولة الدينية أو دولة الخلفة التي كانت تدعو لها جماعة‬ ‫الخوان في السنوات السابقة ومنذ عهد الملك فؤاد في‬ ‫نهاية الثلثينات من القرن الماضي‪ .‬وهذا الهامش‬ ‫الديمقراطي المحدود قد أنشأ جبهة يسارية أعرض من‬ ‫الجبهة المحدودة والهشة في عهد الرئيسين السابقين عبد‬ ‫الناصر والسادات‪ .‬وهذه الجبهة اليسارية قد أضرت بنشاط‬ ‫وحجم وامتداد الخوان‪ ،‬حيث اقتطعت من الكعكة‬ ‫المصرية جزءا ل بأس به‪ .‬ولكنها في الوقت نفسه أفادت‬ ‫جماعة الخوان من حيث أنها دفعتهم للقيام بمراجعات‬ ‫اجتماعية وسياسية كثيرة‪ ،‬كان من بينها سياسة الخفاء‬ ‫والتقية اللتين مورستا في ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫شهدت نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي‬ ‫والعشرين عدة تغيرات سياسية وفكرية وتكنولوجية‪ ،‬كان‬ ‫أهمها غياب المبراطورية السوفيتية‪ ،‬وحرب الخليج الثانية‬ ‫‪29‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ 1991‬وكارثة ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬وغزو العراق ‪2003‬‬ ‫وانتشار النترنت في العالم العربي وحدوث ثورة‬ ‫المعلومات والتصالت مما كان له أثره السيئ والحسن‬ ‫على أداء "الخوان"‪ .‬فمن جهة أكد استحالة قيام الدولة‬ ‫الدينية التي ينادي بها الخوان‪ ،‬واتساع المساحة التي‬ ‫يسيطر عليها العقل والعلم والحداثة والمجتمع المدني‬ ‫والدولة المدنية الديمقراطية التعددية‪ ،‬ومن جهة ثانية أتاح‬ ‫لفكر "الخوان" والجماعات السلمية الخرى النتشار‬ ‫بفضل المواقع اللكترونية التي أنشئت والتي نبتت على‬ ‫شاشة النترنت وتكاثرت كالِفطر خاصة في الخليج‬ ‫العربي‪ .‬وكان أشهرها "إخوان أون لين" و "إسلم أون‬ ‫لين" و "الرحمة"‪،‬وغيرها‪ .‬وكان على جماعة الخوان‬ ‫حيال هذا كله ومن خلل المواقف السياسية التي‬ ‫اتخذوها حيال هذه الحداث الجسام أن يقوموا‬ ‫بمراجعات كثيرة لفكارهم وخططهم‪ .‬وقد قاموا ببعض‬ ‫منها ونشأ عن ذلك تيارات جديدة داخل الخوان كنا قد‬ ‫شرحناها سابقا‪ .‬وفي هذا الخصوص كان عبد المنعم أبو‬ ‫الفتوح عضو مكتب الرشاد بجماعة الخوان المسلمين قد‬ ‫أصدر وثيقة بعنوان "المفهوم السلمي للصلح الشامل"‬ ‫تحمل مؤشرات على تطور رؤية جديدة من داخل التيار‬ ‫السلمي تتحدث عن" الدولة المدنية" باعتبارها بدهية‪ ،‬ل‬ ‫بديل عنها لتحقيق المواطنة الحقة‪ .‬وفي رؤية أبي الفتوح‬ ‫التي وزعها على هامش "مؤتمر أولويات وآليات الصلح‬ ‫في العالم العربي" )القاهرة‪ ( 5/7/2004 ،‬يؤكد أبو الفتوح‬ ‫أن "الخطاب الصلحي السلمي بشكل عام هو خطاب‬ ‫بشري"‪ .‬وتلك حقيقة جديدة ومهمة وثورية‪ ،‬يعترف بها‬ ‫الخوان لول مرة منذ ‪.1928‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪30‬‬


‫وجماعة الخوان المسلمين‪ ،‬نتيجة لتبّنيها في هذه‬ ‫المرحلة البرجماتية السياسية‪ ،‬والتي لخصها عصام‬ ‫العريان أحد قيادييها المصريين بقوله‪" :‬التفاق على‬ ‫التعددية السياسية والموقف من المرأة أمور فيها‬ ‫اجتهادات جديدة من جانب الخوان تتماشى مع‬ ‫المستجدات التي تعيشها المة السلمية الن"‪ ،‬متهمة‬ ‫بأنها تنازلت عن أهم أركان عقيدة المسلمين‪ ،‬أل وهو‬ ‫ركن التسليم بحاكميه ا التي نادي بها سيد قطب‪ .‬وهذا‬ ‫كله محمود للجماعة التي ل تثبت على موقف سياسي‬ ‫واحد‪ ،‬ولكنها تغير مواقفها كأي حزب سياسي متمرس‬ ‫في أية بقعة من هذا العالم‪ .‬وفي هذا الصدد صّرح‬ ‫محمد عاكف مرشد عام الخوان الجديد بأن الولوية‬ ‫عنده الن لملف الحريات‪ ،‬وأن قضية الحرية يجب أن‬ ‫تسبق قضية المطالبة بتطبيق الشريعة وهكذا‪ ،‬فجماعة‬ ‫الخوان المسلمين مثلها في هذا مثل أية فرقة أو طائفة‬ ‫دينية من الطوائف التي نشأت وتكاثرت فجأة في صدر‬ ‫السلم‪ ،‬والتي بدأت أصل ً على شكل أحزاب سياسية‬ ‫وصراعات على السلطة والحكم كما يقول جمال حمدان‬ ‫في كتابه )العالم السلمي المعاصر‪ ،‬ص ‪.(126 -125‬‬ ‫وهذا ما يبشر بأن جماعة الخوان المسلمين ربما تنتهي‬ ‫بعد عشر سنوات من الن‪ ،‬أو بعد عشرين سنة‪ ،‬أو بعد‬ ‫نصف قرن إلى نفس المطالب التي يطالب بها الليبراليون‬ ‫الن‪ ،‬من تبني آليات الديمقراطية المعاصرة‪.‬‬ ‫أما الجابة على سؤال‪ :‬لماذا يتعفف الخوان الن عن‬ ‫الحكم في مصر فمرد ذلك إلى أسباب كثيرة أهمها‪:‬‬ ‫• غموض المرحلة الحالية وعدم تبيان الخيط البيض‬ ‫من السود والجماعة تريد أن ترى فجرا ما واضحا‬ ‫غير مشوب بأية شائبة حتى تقرر المسار‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫• تريد الجماعة أن ُتكذب الشاعات والقاويل والتقارير‬ ‫السياسية التي صدرت عن مراكز غربية وتعرضت‬ ‫لخطط الجماعة للستيلء على الحكم في مصر بعد‬ ‫مبارك‪.‬‬ ‫• تريد الجماعة أن تكون صادقة في إعلنها عدم‬ ‫الرغبة في السعي إلى السلطة‪ ،‬لكي ل تتهم بالكذب‬ ‫والغش والتدليس‪.‬‬ ‫• وأخيرا‪ ،‬تريد الجماعة الستفادة من أخطاء الخرين‬ ‫الذين سيحكمون في الفترة القادمة لكي تتحاشى‬ ‫هذه الخطاء عندما تتولى الحكم في الفترة‬ ‫اللحقة‪.‬‬ ‫لعلك عزيزى القارئ تلحظ مدى التباين‬ ‫والزدواجية فى أفكار وأقوال ومواقف جماعة‬ ‫الخوان المسلمين بعد تولى الرئيس محمد‬ ‫مرسى رئاسة الجمهورية ومحاولتهم المستميته‬ ‫فى أخونة مفاصل الدولة‪.‬‬ ‫الإ خوان يقولون نعم في الستفتاء لماذا ؟‬

‫الإخوان المسلمون بذلوا كل قوتهم وكل طاقتهم‬ ‫ومؤثراتهم في دفع الناس للتصويت بنعم والسبب واضح‬ ‫جدا رغم تباين وجهات نظرهم وتصريحاتهم قبل الثورة‬ ‫بيوم وبعد اليوم الول والثاني من الثورة وأثناء الثورة منذ‬ ‫يومها الثالث ومرورا بجمع الثورة إلى أخر يوم جمعة كل‬ ‫ما قاله الخوان يتناقض مع بعضه‪ .‬في البداية قبل الثورة‬ ‫كانوا يرفضون المشاركة فيها لنها كانت مظاهرة‪ ،‬وحين‬ ‫نجحت هذه المظاهرة وتحولت لشبه ثورة نزلوا للشارع‬ ‫بقوة في جمعة الغضب وشاركوا ونظموا وقادوا الثورة‬ ‫في معظم أوقاتها وكانوا يركبون المنصة دائما وهذه‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪32‬‬


‫شهادة رأيتها في الزقازيق وفي التحرير‪ ،‬وكانت مطالبهم‬ ‫واحدة مثل مطالب الشباب إسقاط النظام إسقاط شفيق‪،‬‬ ‫دولة مدنية عدالة اجتماعية تغيير الدستور وفجأة فكروا‬ ‫أن الدولة المدنية أو الحرية المطلقة ستنشئ دولة ليبرالية‬ ‫حرة وهذه ستكون نهايتهم الحتمية‪ ،‬فكان منهم البحث‬ ‫عن مخرج لهذه الزمة‪ ،‬ففضلوا التعاون مع مخالفيهم من‬ ‫السلفيين وأنصار السنة والجماعة السلمية وفلول النظام‬ ‫في قيادة ثورة للتصويت بنعم وبذلك يكونوا قد استفادوا‬ ‫اكبر استفادة من هذه الثورة العظيمة وأصبح من حقهم‬ ‫تأسيس الحزاب بكل حرية فتحت أمامهم قنوات‬ ‫التليفزيون بعد أن أغلقت منذ نصف قرن فتحت إمامهم‬ ‫أبواب المساجد وجميع المنابر الخرى وهنا قد فضلوا‬ ‫الوصول لهدافهم عن طريق الدعوة أفضل لهم لنهم‬ ‫أقدر وأنجح في هذه الطريقة عن غيرها بالضافة‬ ‫لتواجدهم في الحياة السياسية ولكن هذا التواجد له‬ ‫شروط أن تكون مصر دولة نصف مدنية ونصف‬ ‫ديكتاتورية وهذا ما حدث في التعامل مع التصويت في‬ ‫الستفتاء الذي جاء نتيجته نعم للتعديلت ‪.‬‬ ‫هذا باختصار شديد مفهوم الخوان المسلمين‬ ‫شعارهم القتل والغتيال وليس شعارهم السلم كما‬ ‫وهموا جموع الشعب المصري بأن شعارهم هو السلم‬ ‫وان السلطة هي آخر شئ يفكرون فيه ولكن أتضح حاليا‬ ‫بأنهم يريدون السلطة لمصلحتهم الشخصية لتحقيق‬ ‫أحلمهم وليس مصلحه الشعب المصري وظهرت نوياهم‬ ‫السيئة بأول بادرة وهى الستغناء عن سيناء الحبيبة لكي‬ ‫تكون دولة فلسطين ثانيا ‪ :‬رهن قناة السويس تحت‬ ‫مسمى صكوك إسلمية ؟!!! وهذه نكته تضحك وتبكى‬ ‫تضحك لنها كذبه كبيرة على الشعب المصري وتبكى لن‬ ‫‪33‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫لو لم يتم سداد هذا الدين تكون قناة السويس تحت حكم‬ ‫قطر وظهرت نواياهم السيئة وهى ليس حكم جمهوريه‬ ‫مصر العربية فقط وإنما يكون حكمهم على الدول‬ ‫السلمية جمعاء ويكون المرشد هو خليفة المسلمين‬ ‫وهذا ما أتضح من خطاب الدكتور مرسى بأنه مع دول‬ ‫الخليج وسوريا لكي تكون تحت حكم الخوان وبذلك‬ ‫يتحقق حلمهم الكبر هذا بخلف استدعاء أكثر من ثلثة‬ ‫ألف شخص من أفغانستان وفلسطين وهم حاليا بسيناء‬ ‫ومجهزين بجميع السلحة الثقيلة وغير ذلك تجهيز جيش‬ ‫من المليشيات مدربين على فنون القتال والحروب وهم‬ ‫جاهزون في أي وقت للحرب ضد أي شخص يلقى بأي‬ ‫اتهام ضدهم فيرشونهم بالدم كما جاء بخطاب المرشد‬ ‫عند قصر التحادية وكذلك كما جاء على لسان العلمى‬ ‫صفوت حجازي بنفس معاني كلم المرشد وذلك يبين‬ ‫الحقيقة المرة للخوان المسلمين ونأخذ سيدنا عمر بن‬ ‫عبد العزيز مثال حي لنا جميعا على مدى الدهر للعدل‬ ‫والخوف من ا ‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪34‬‬


‫الفصل الثانى‬ ‫ثورة ‪25‬يناير وتوابعها‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير هي مجموعة من التحركات الشعبية ذات‬ ‫الطابع الجتماعي والسياسي انطلقت يوم الثلثاء ‪25‬‬ ‫يناير ‪ 2011‬الموافق ‪ 21‬صفر ‪ 1432‬هـ‪ .‬يوم ‪ 25‬يناير الذي‬ ‫اختير ليوافق عيد الشرطة حددته عدة جهات من‬ ‫المعارضة المصرية والمستقلين‪ ،‬من بينهم حركة شباب ‪6‬‬ ‫أبريل وحركة كفاية وكذلك مجموعات الشبان عبر موقع‬ ‫التواصل الجتماعي فيسبوك وتويتر والتي من أشهرها‬ ‫مجموعة »كلنا خالد سعيد« و»شبكة رصد« وشبان‬ ‫الخوان المسلمين‪ .‬برغم التصريحات الولية التي أشارت‬ ‫إلى أن الجماعة لن تشارك كقوي سياسية أو هيئة‬ ‫سياسية لن المشاركة تحتاج إلي تخطيط واتفاق بين‬ ‫كافة القوي السياسية قبل النزول إلي الشارع‪ ،‬كانت‬ ‫الجماعة قد حذرت إذا استمر الحال على ما هو عليه من‬ ‫حدوث ثورة شعبية‪ ،‬ولكن على حد وصفهم »ليست من‬ ‫جا على الوضاع‬ ‫صنعنا«‪ .‬جاءت الدعوة لها احتجا ً‬ ‫المعيشية والسياسية والقتصادية السيئة وكذلك على ما‬ ‫اعتبر فساًدا في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،2008‬قامت فتاة تدعى إسراء عبد الفتاح وكانت‬ ‫‪35‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تبلغ حين ذاك من العمر ‪ 30‬عاما‪ ،‬من خلل موقعها على‬ ‫الفيسبوك‪ ،‬بالدعوة إلى إضراب سلمي في ‪ 6‬أبريل‬ ‫‪ ،2008‬احتجاجا على تدهور الوضاع المعيشية‪ ،‬وسرعان‬ ‫ما لقيت دعوتها استجابة من حوالي ‪ 70‬ألفا من الجمهور‬ ‫خصوصا في مدينة المحلة الكبرى‪ .‬والنتيجة أن الضراب‬ ‫نجح‪ ،‬وأطلق على إسراء في حينه لقب »فتاة الفيسبوك«‬ ‫و»القائدة الفتراضية«‪ ،‬ومنذ عام ونصف قامت حركات‬ ‫المعارضة ببدء توعية أبناء المحافظات ليقوموا بعمل‬ ‫احتجاجات على سوء الوضاع في مصر وكان أبرزها‬ ‫حركة شباب ‪ 6‬أبريل وحركة كفاية وبعد حادثة خالد سعيد‬ ‫قام الناشط وائل غنيم والناشط السياسي عبد الرحمن‬ ‫منصور بإنشاء صفحة كلنا خالد سعيد على موقع فيسبوك‬ ‫ودعا المصريين إلى التخلص من النظام وسوء معاملة‬ ‫الشرطة للشعب‪.‬‬ ‫أدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني‬ ‫مبارك عن الحكم في ‪ 11‬فبراير ‪) 2011‬الموافق ‪ 8‬ربيع‬ ‫الول ‪ 1432‬هـ( ففي السادسة من مساء الجمعة ‪11‬‬ ‫فبراير ‪ 2011‬أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان‬ ‫مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس‬ ‫العلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلد‪ .‬وقد أعلنت‬ ‫أغلب القوى السياسية التي شاركت في التظاهرات قبل‬ ‫تنحي مبارك عن استمرار الثورة حتى تحقيق الهداف‬ ‫الجتماعية التي قامت من أجلها‪.‬‬ ‫تسمى في الغالب ثورة ‪ 25‬يناير أو ثورة الغضب‪،‬‬ ‫وتسمى أحياًنا ثورة الشباب أو ثورة اللوتس أو الثورة‬ ‫البيضاء أو ثورة التحرير أو ثورة الصبار‪ .‬وأطلقت عليها‬ ‫بعض وسائل العلم اسم » ثورة الـ ‪ 18‬يوم «‪ ،‬وأيا كانت‬ ‫المسميات التى أطلقت عليها فهى فى النهاية "ثورة‬ ‫شعب"‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪36‬‬


‫السباب المباشرة‪:‬‬

‫فى البداية وبعد تولى الرئيس السابق حسنى مبارك‬ ‫الحكم ولفترة طويلة كان من الممكن أن نقول أنه كان‬ ‫هناك بعض التجاوزات وبعض مظاهر الفساد التى كانت‬ ‫ُتمارس على استحياء‪ ،‬ولكن ليست بشكل علنى فج‪،‬‬ ‫وكان ذلك بسبب اعتماد مبارك على بعض الرجال‬ ‫المتخصصين فى مجالت السياسة والقتصاد والفكر‬ ‫والقانون‪ ،‬ولكن بدأ هذا الفساد فى النتشار وبشكل‬ ‫علنى فج ومثير للتساؤلت بعد أن ظهر ابنه فى المشهد‬ ‫السياسى وتدرجه فى المناصب السياسية والحزبية‪،‬‬ ‫وتشكيلة لوزارة من رجال العمال والمنتفعين‪ ،‬والتوسع‬ ‫فى عمليات الخصخصة وبيع المال العام‪ ،‬كما أثار حفيظة‬ ‫الشعب والدوائر السياسية الداخلية والخارجية ظهور‬ ‫جمال مبارك وكانه الحاكم الحقيقى للبلد‪ ،‬كما كان‬ ‫واضحا للعيان كيف يتم التجهيز لتوريث البن لعرش الب‬ ‫وكانها عملية تحويل لمصر من دولة جمهورية إلى دولة‬ ‫ملكية يتم فيها توريث الحكم تباعا من الب للبن‪.‬‬ ‫انتخابات مجلس الشعب ‪:‬‬

‫أجريت انتخابات مجلس الشعب قبل شهرين من اندلع‬ ‫الحتجاجات وحصل الحزب الوطني الحاكم على ‪%97‬‬ ‫من مقاعد المجلس‪ ،‬أي أن المجلس خل من أي معارضة‬ ‫تذكر؛ مما أصاب المواطنين بالحباط‪ .‬وُوصفت تلك‬ ‫النتخابات بالمزورة نظًرا لنها تناقض الواقع في الشارع‬ ‫المصري‪ .‬بالضافة إلى انتهاك حقوق القضاء المصري‬ ‫في الشراف على النتخابات فقد أطاح النظام بأحكام‬ ‫القضاء في عدم شرعية بعض الدوائر النتخابية‪.‬قامت‬ ‫بعض القوى المدنية وعلى رأسهم البرادعى بالدعوة إلى‬ ‫مقاطعة تلك النتخابات‪ ،‬وأصرت جماعة الخوان‬ ‫‪37‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المسلمين وحزب الوفد على المضي قدما فيها ليتم إحراج‬ ‫الحزب الوطني وإظهار ما سوف يقوم به من تزوير‪ ،‬إل إنه‬ ‫بعد انتهاء المرحلة الولى من النتخابات وما ظهر بها من‬ ‫تزوير‪ ،‬قد قرر حزب الوفد النسحاب من المراحل المتبقية‬ ‫من النتخابات وإضافة إلى ذلك كان الحزب الوطني‬ ‫الحاكم يحشد أعداد هائلة من البلطجية أمام لجان‬ ‫النتخابات يقومون بالتعدي على أي شخص ُيعتقد أنه‬ ‫سيدلي بصوته إلى أي مرشح ل ينتمي إلى الحزب الوطني‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وذلك بمساعدة قوات المن‪.‬‬ ‫مقتل الشاب خالد محمد سعيد ‪:‬‬

‫كان المواطن المصري خالد محمد سعيد قد قُـتل في‬ ‫السكندرية في ‪ 6‬يونيو عام ‪ 2010‬بعد أن جرى تعذيبه‬ ‫حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري قسم شرطة‬ ‫سيدي جابر‪ ،‬ولم يتم البت في قضيته بعد أو إثبات التهام‬ ‫بالقتل عليهما حيث جاء تقرير الصفة التشريحية الثاني‬ ‫موافًقا للول بعدما أمر النائب العام المصري إعادة‬ ‫تشريح الجثة‪ ،‬مما أثار احتجاجات واسعة دون أن يصدر‬ ‫الحكم في القضية التي أثارت جدل ً كبيًرا وشكلت دوًرا‬ ‫تمهيدًيا هاًما لندلع الثورة‪.‬‬ ‫تفجير كنيسة القديسين في السكندرية ‪:‬‬

‫تفجير كنيسة القديسين هي عملية إرهابية حدثت في‬ ‫مدينة السكندرية وسط الحتفالت بعيد الميلد للكنائس‬ ‫الشرقية‪ .‬بعد حلول السنة الجديدة بعشرين دقيقة حدث‬ ‫انفجار أمام كنيسة القديسين في منطقة سيدي بشر‪.‬‬ ‫أوقعت العملية ‪ 24‬قتيًل )بينهم مسلمون( كما أصيب ‪97‬‬ ‫صا‪ .‬وتعتبر أول عملية إرهابية بهذا المشهد المروع‬ ‫شخ ً‬ ‫تحدث في تاريخ مصر‪ .‬قبل العملية بفترة قام تنظيم‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪38‬‬


‫القاعدة باستهداف كنيسة في بغداد وهدد الكنائس في‬ ‫مصر‪ .‬وقبل التفجير بأسبوعين نشر على موقع متطرف‬ ‫دعوة لتفجير الكنائس في مصر وعناوين أكثر من كنيسه‬ ‫منهم كنيسة القديسين والطرق والساليب التي يمكن بها‬ ‫صناعة المتفجرات‪ .‬هذه العملية أحدثت صدمة في مصر‬ ‫وفى العالم كله‪ .‬واحتج كثير من المسيحيين في الشوارع‪،‬‬ ‫وانضم بعض المسلمين للحتجاجات‪ .‬وبعد الشتباك بين‬ ‫الشرطة والمحتجين في السكندرية والقاهرة‪ ،‬وهتفوا‬ ‫بشعارات ضد حكم مبارك في مصر‪ .‬واكُتشف أن وزارة‬ ‫الداخلية المصرية )القضية قيد التحقيقات( هي وراء هذه‬ ‫التفجيرات بمساعدة جماعات إرهابية وان هناك سلح‬ ‫سري في الوزارة أسسه اثنين وعشرون ضابط تحت‬ ‫إشراف وزير الداخلية حبيب العادلي وُأحيل إلى المحاكمة‬ ‫بعد اعتراف منفذي العملية عند طلبهم اللجوء السياسي‬ ‫بالسفارة البريطانية بالقاهرة‪ .‬ومن المعتقد أن يكون‬ ‫العادلي هو المسئول عن هذا الحادث‪.‬‬ ‫مقتل سيد بلل ‪:‬‬

‫سيد بلل مواطن مصري يقطن في السكندرية‬ ‫اعتقله رجال جهاز أمن الدولة هو ومعه الكثير من‬ ‫السلفيين للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين‬ ‫وقاموا بتعذيبه حتى الموت‪ .‬وكانت الشرطة المصرية قد‬ ‫فجر الربعاء ‪ 5‬يناير‬ ‫اقتادت سيد بلل من مسكنه‬ ‫‪ 2011‬وأخضعته للتعذيب ثم أعادته إلى أهله في اليوم‬ ‫التالي جثة هامدة‪.‬‬ ‫ويبلغ سيد بلل من العمر ‪ 30‬عاًما وحاصل على دبلوم‬ ‫صناعي‪ .‬عمل في شركة بتروجيت حتى عام ‪ 2006‬حين‬ ‫اعتقل وأودع سجن ليمان أبي زعبل‪ .‬ثم عمل براد لحام‪.‬‬ ‫وهو أب لطفل عمره سنة وشهران‪ .‬وكان السلفيين‬ ‫‪39‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وآخرين من قوي المعارضة قد تظاهروا يوم الجمعة ‪21‬‬ ‫يناير ضد مقتل سيد بلل واقتصرت علي المساجد بعد‬ ‫صلة الجمعة علي إن يكونوا مع أشقائهم من الشباب‬ ‫المصري يوم ‪ 25‬يناير ليطالبوا باستقالة وزير الداخلية حبيب‬ ‫العادلي ومحاسبة قتلة سيد بلل وإلغاء قانون الطوارئ‪.‬‬ ‫ظاهرة البوعزيزية في مصر‪:‬‬

‫قبل أسبوع من بداية الحداث؛ قام أربعة مواطنين‬ ‫مصريين يوم الثلثاء ‪ 18‬يناير عام ‪ 2011‬بإشعال النار في‬ ‫جا على الوضاع المعيشية‬ ‫أنفسهم بشكل منفصل احتجا ً‬ ‫والقتصادية والسياسية السيئة وهم‪:‬‬ ‫• محمد فاروق حسن )من القاهرة(‪.‬‬ ‫• سيد علي )من القاهرة(‪.‬‬ ‫• أحمد هاشم السيد )من السكندرية( ‪ -‬توفي في‬ ‫نفس اليوم متأثًرا بالحروق التي أصيب بها‪.‬‬ ‫• محمد عاشور سرور )من القاهرة(‪.‬‬ ‫كما يوجد فرد آخر قام بتخييط فمه واعتصم إمام نقابة‬ ‫الصحفيين مطالبا بإسقاط وزير الصحة السابق حاتم‬ ‫ءا بالمواطن التونسي محمد البوعزيزي‬ ‫الجبلي وذلك احتذا ً‬ ‫الذي أشعل النتفاضة التونسية بإحراق نفسه‪.‬‬ ‫وقد أطلق بعض علماء الجتماع والكتاب الصحفيون‬ ‫اسم »ظاهرة البوعزيزية« على الحوادث المتكررة في‬ ‫الوطن العربي والتي يحرق فيها المحتجون أنفسهم تقليًدا‬ ‫جا على البطالة والوضاع‬ ‫لمحمد البوعزيزي احتجا ً‬ ‫القتصادية والجتماعية والسياسية السيئة‪ ،‬وقد شملت‬ ‫هذه الظاهرة عدة دول عربية‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪40‬‬


‫على الرغم من أن ظاهرة البوعزيزية ظاهرة غريبة‬ ‫اجتماعيا ودينيا في الشرق الوسط‪ ،‬إل أنها هي التي أدت‬ ‫إلى إطلق شرارة الثورات العربية وإسقاط أنظمة يصفها‬ ‫معارضيها بالديكتاتورية في عدة دول عربية‪].‬من صاحب‬ ‫هذا الرأي؟‬ ‫فقد شهدت مصر أسوء فترات عصرها الحديث فى‬ ‫أواخر حكم مبارك‪ ،‬فقد امتدت موجات العتقالت‬ ‫والتعذيب وانتهاكات لحقوق النسان على يد أجهزة المن‬ ‫التى أطلق مبارك يدها فى الشارع تعبث فيه كما تشاء‪،‬‬ ‫وكل ذلك مقابل حكماية حكمه والتمهيد لتمرير التوريث‬ ‫دون أى معارضة من الشارع‪.،‬‬ ‫بعد الثورة وتولى أول رئيس مدني ُمنتخب‪ ،‬حاول‬ ‫الشعب أن يتنفس الصعداء‪ ،‬إل أنه قد صدمه دخول البلد‬ ‫فى مرحلة جديدة من النتهاكات لم تحدث من قبل من‬ ‫خطف وتعديب للناشطين السياسيين والمعارضين‬ ‫بطريقة منظمة وممنهجة تتم باحتراف شديد‪ ،‬تمثلت فى‬ ‫الخطتاف والختفاء لفترات طويلة والتعذيب بمعسكرات‬ ‫المن المركزى‪ ،‬ومحاولت تغيير الحقائق‪ ،‬ومحاولت‬ ‫التأثير على قرارات النيابة والقضاء وتقراير الطب الشرعى‬ ‫‪ ,,,..‬إلى آخر قائمة طويلة شهدتها وتشهدها البلد من‬ ‫النتهاكات‪.‬‬ ‫المواقع الجتماعية على شبكة النترنت ‪:‬‬

‫لعبت تكنولوجيا التصالت دورا هاما في الدعوة للثورة‬ ‫المصرية وبخاصة الشبكة العنكبوتيه ويأتي دورها من‬ ‫خلل الموقع الجتماعي فيس بوك الذي استغله النشطاء‬ ‫السياسيون في مصر للتواصل مع بعضهم البعض وطرح‬ ‫ونشر أفكارهم ومن ثم جاءت الدعوة إلى مظاهرة قويه‬ ‫‪41‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫في يوم ‪ 25‬يناير الذي يوافق عيد الشرطة سابقا وكان‬ ‫لتحديد هذا اليوم تحديدا بالغ الهمية في المعنى‬ ‫والرسالة فقد كانت الرسالة موجهه خصيصا لوزارة‬ ‫الداخلية والسلوب القمعي الذي تتبعه‪ .‬قام المواطن‬ ‫المصري وائل غنيم والناشط عبد الرحمن منصور بإنشاء‬ ‫صفحة بعنوان »كلنا خالد سعيد« في الموقع الجتماعي‬ ‫فيسبوك على شبكة النترنت‪ ،‬وكان خالد سعيد قد قُـتل‬ ‫عّذب حتى‬ ‫في السكندرية في ‪ 6‬يونيو عام ‪ 2010‬بعد أن ُ‬ ‫الموت على أيدي اثنين من مخبري قسم شرطة سيدي‬ ‫جابر‪ ،‬مما أثار احتجاجات واسعة مثلت بدورها تمهيًدا‬ ‫هاًما لندلع الثورة‪ .‬كما دعا وائل غنيم والناشط عبد‬ ‫الرحمن منصور من خلل الصفحة على موقع الفيسبوك‬ ‫إلى مظاهرات يوم الغضب في ‪ 25‬يناير عام ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫وكان له دور كبير في التنسيق مع الشبان لتفجير الثورة‬ ‫في ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫فالثورة عندما بدأت يوم ‪ 25‬يناير كانت مكونة من‬ ‫الشباب الذين شاهدوا صفحة »كلنا خالد سعيد« على‬ ‫موقع الفيسبوك أو شباب الفيسبوك كما قال وائل غنيم‬ ‫في حديثه الغريب مع منى الشاذلي في برنامج العاشرة‬ ‫ء‪ ،‬ومن ثم تحولت إلى ثورة شارك فيها جميع‬ ‫مسا ً‬ ‫الشباب‪ ،‬والن تحولت إلى ثورة شارك فيها جميع طوائف‬ ‫الشعب المصري‪.‬‬ ‫السباب غير المباشرة‪:‬‬ ‫قانون الطوارئ‪:‬‬

‫نظام الحكم في مصر هو جمهوري نصف رئاسي تحت‬ ‫قانون الطوارئ )قانون رقم ‪ 162‬لعام ‪ (1958‬المعمول به‬ ‫منذ سنة ‪ ،1967‬باستثناء فترة انقطاع لمدة ‪ 18‬شهرا في‬ ‫أوائل الثمانينات‪ .‬بموجب هذا القانون توسعت سلطة‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪42‬‬


‫الشرطة وعلقت الحقوق الدستورية وفرضت الرقابة‪ .‬وقيد‬ ‫القانون بشدة أي نشاط سياسي غير حكومي مثل‪ :‬تنظيم‬ ‫المظاهرات‪ ،‬والتنظيمات السياسية غير المرخص بها‪،‬‬ ‫وحظر رسميا أي تبرعات مالية غير مسجلة‪ .‬وبموجب هذا‬ ‫القانون فقد احتجز حوالي ‪ 17.000‬شخص‪ ،‬ووصل عدد‬ ‫السجناء السياسيين كأعلى تقدير بـ ‪ .30.000‬وبموجب‬ ‫قانون الطوارئ فإن للحكومة الحق أن تحجز أي شخص‬ ‫ضا‬ ‫لفترة غير محددة لسبب أو بدون سبب واضح‪ ،‬أي ً‬ ‫بمقتضي هذا القانون ل يمكن للشخص الدفاع عن نفسه‬ ‫وتستطيع الحكومة أن تبقيه في السجن دون محاكمة‪.‬‬ ‫وتعمل الحكومة علي بقاء قانون الطوارئ بحجة المن‬ ‫القومي وتستمر الحكومة في ادعائها بأنه بدون قانون‬ ‫الطوارئ فإن جماعات المعارضة كالخوان المسلمين‬ ‫يمكن أن يصلوا إلى السلطة في مصر‪ .‬لذلك فهي ل تتخلى‬ ‫عن النتخابات البرلمانية ومصادرة ممتلكات ممولي جماعة‬ ‫الخوان الرئيسيين واعتقال رموزهم وتلك الجراءات تكاد‬ ‫تكون مستحيلة بدون قانون الطوارئ ومنع استقللية‬ ‫النظام القضائي‪ .‬مؤيدو الديمقراطية في مصر يقولون إن‬ ‫هذا يتعارض مع مبادئ وأسس الديمقراطية‪ ،‬والتي تشمل‬ ‫حق المواطنين في محاكمة عادلة وحقهم في التصويت‬ ‫لصالح أي مرشح أو الطرف الذي يرونه مناسبا لخدمة‬ ‫بلدهم‪.‬‬ ‫قسوة الشرطة ‪:‬‬

‫يعتبر أحد واهم السباب الرئيسية غير المباشرة في‬ ‫هذه الثورة‪ ،‬حيث أنه في ظل قانون الطوارئ عانى‬ ‫المواطن المصري الكثير من الظلم والنتهاك لحقوقه‬ ‫النسانية والتي تتمثل في طريقة القبض والحبس والقتل‬ ‫‪43‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وغيره‪ ،‬ومن هذه الحداث على سبيل المثال ل الحصر‬ ‫اختفاء رضاء هلل والعتداء على كبار الكتاب والصحفيين‪.‬‬ ‫ففي يوم ‪ 25‬يونيو قاد محمد البرادعي المدير السابق‬ ‫للطاقة الذرية تجمعا حاشدا في‬ ‫للوكالة الدولية‬ ‫السكندرية منددا بانتهاكات الشرطة ثم زار عائلة خالد‬ ‫سعيد لتقديم التعازي‪.‬‬ ‫ثم ُتوفي شاب في الثلثين وهو السيد بلل أثناء‬ ‫احتجازه في مباحث أمن الدولة في السكندرية‪ ،‬وترددت‬ ‫أنباء عن تعذيبه بشدة‪ ،‬وانتشر على نطاق واسع فيديو‬ ‫ُيظهر آثار التعذيب في رأسه وبطنه ويديه‪ ،‬ثم العتداء‬ ‫على عماد الكبير‪.‬‬ ‫وذكر بأن العديد من أفراد الشرطة ضبطوا وهم‬ ‫يستخدمون العنف‪ .‬وقد نقل عن أحد رجال الشرطة قوله‬ ‫لحد المتظاهرين بأن بقي له ثلثة أشهر فقط من‬ ‫الخدمة ثم بعد ذلك »سأكون على الجانب الخر من‬ ‫الحاجز«‪.‬‬ ‫رئاسة حسني مبارك ‪:‬‬

‫حكم الرئيس المصري محمد حسني مبارك مصر منذ‬ ‫سنة ‪ 1981‬م‪ .‬وقد تعرضت حكومته لنتقادات في وسائل‬ ‫العلم ومنظمات غير حكومية محلية‪» .‬نال بدعمه‬ ‫لسرائيل دعما من الغرب‪ ،‬وبالتالي استمرار المساعدات‬ ‫السنوية الضخمة من الوليات المتحدة«‪ .‬واشتهرت حكومته‬ ‫بحملتها على المتشددين السلميين‪ ،‬ونتيجة لذلك فقد‬ ‫صمتت الوليات المتحدة في ردودها الولية لنتهاكات‬ ‫حسني مبارك‪ .‬فقد كان من النادر أن تذكر الصحافة‬ ‫المريكية في عناوين أخبارها الرئيسية ما يجري من حالت‬ ‫الحتجاج الجتماعي والسياسي في مصر‪ .‬و قد كان لحكم‬ ‫مبارك الثر الكبير على التدهور القتصادي والجتماعي‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪44‬‬


‫على المصريين‪ ،‬هذا بالضافة إلى التراجع الملحوظ في‬ ‫مستوى التعليم والصحة وارتفاع معدلت البطالة وانتشار‬ ‫الجرائم في البلد‪.‬‬ ‫الفساد وسوء الوضاع القتصادية والجتماعية والسياسية ‪:‬‬

‫خلل حكمه أزداد الفساد السياسي في إدارة مبارك‬ ‫لوزارة الداخلية بشكل كبير‪ ،‬بسبب ازدياد النفوذ على‬ ‫النظام المؤسسي الذي هو ضروري لتأمين الرئاسة لفترة‬ ‫طويلة‪ .‬وقد أدى هذا الفساد إلى سجن شخصيات سياسية‬ ‫وناشطين شباب بدون محاكمة‪ ،‬ووجود مراكز احتجاز‬ ‫خفية غير موثقة وغير قانونية‪ ،‬وكذلك رفض الجامعات‬ ‫والمساجد والصحف الموظفين على أساس الميول‬ ‫السياسية‪ .‬وعلى مستوى الشخصي‪ ،‬كان بإمكان أي فرد‬ ‫أو ضابط أن ينتهك خصوصية أي مواطن في منطقته‬ ‫باعتقاله دون شرط بسبب قانون الطوارئ‪ ،‬وقرارات‬ ‫العتقال على بياض‪.‬‬ ‫منظمة الشفافية الدولية هي منظمة دولية لرصد جميع‬ ‫أنواع الفساد بما في ذلك الفساد السياسي‪ .‬ففي تقرير‬ ‫لها في مؤشر الفساد سنة ‪ 2010‬فّيمت مصر ب ‪3,1‬‬ ‫استنادا إلى تصورات درجة الفساد من رجال أعمال‬ ‫ومحللي الدولة‪ ،‬حيث أن ‪ 10‬تعني نظيفة جدا و ‪ 0‬تعني‬ ‫شديدة الفساد‪ .‬تحتل مصر المرتبة ‪ 98‬من أصل ‪ 178‬بلد‬ ‫مدرج في التقرير‪.‬‬ ‫بحلول أواخر ‪ 2010‬حوالي ‪ %40‬من سكان مصر‬ ‫يعيشون تحت خط الفقر أي يعتمدون على دخل قومي‬ ‫يعادل حوالي ‪ 2‬دولر في اليوم لكل فرد ويعتمد جزء‬ ‫كبير من السكان على السلع المدعومة‪.‬‬ ‫زيادة عدد السكان وزيادة معدلت الفقر ‪:‬‬

‫‪45‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مصر هي ثاني أكبر دولة في أفريقيا بعدد السكان بعد‬ ‫نيجيريا‪ ،‬وهي أكبر دولة في منطقة الشرق الوسط‪.‬‬ ‫وحسب تقديرات سنة ‪ 2007‬وصل عدد سكان مصر‬ ‫لحوالي ‪ 78.733.641‬نسمة )وتقول تقديرات أخرى أن‬ ‫العدد وصل ‪ 81.713.517‬في يوليه ‪ .(2008‬حيث أن هناك‬ ‫إحصائية عن زيادة عدد سكان تقول أن مصر تزداد طفل‬ ‫كل »‪ 23‬ثانية« أي تزداد مصر حوالي ‪ 1,5‬مليون نسمة في‬ ‫السنة الواحدة مما يشكل ضغطا على الموارد إذا لم‬ ‫توجد حكومة واعية تستخدم هذه الثروة السكانية‪ .‬بينما‬ ‫كان عدد سكان مصر عام ‪ 30.083.419 1966‬نسمة‪،‬‬ ‫ومعظم المصريين يعيشون بالقرب من ضفاف نهر النيل‪،‬‬ ‫في مساحة حوالي ‪ 40.000‬كيلومتر مربع )‪ 15.000‬ميل‬ ‫مربع(‪ ،‬لن هذه الرض تعتبر هي الوحيدة القابلة للزراعة‬ ‫في مصر‪.‬‬ ‫ة عدد السكان تدهوٌر اقتصادي نتيجة‬ ‫وصاحب زياد َ‬ ‫فشل سياسات الدولة في الستفادة من ازدياد اليدي‬ ‫العاملة‪ ،‬وأدى ظهور جيل جديد من الشباب كثير منهم من‬ ‫حملة الشهادات الجامعية ل يجدون وظائف مجزية إلى‬ ‫تكثير سواد المعارضة‪ ،‬حيث كان الشباب العمود الفقري‬ ‫للثورة‪ ،‬فضل عن معرفتهم الوثيقة عموما بوسائل‬ ‫التصال الحديثة واستخدامهم الفعال لها في تنظيم الثورة‬ ‫وإبقائها حية خلل قطع نظام حسني مبارك للتصالت‬ ‫في البلد من بدايات الثورة ولعب هذا العامل دورا كبيرا‬ ‫في اندلع الثورة خاصة مع زيادة نسبة الفقر في‬ ‫المجتمع المصري حيث ارتفعت إلى ‪ %80‬من الشعب‬ ‫منهم أكثر من ‪ %40‬معدومين أي تحت خط الفقر وعلى‬ ‫هذا انقسم المجتمع المصري إلى طبقتين ليس بينهما‬ ‫وسط‪ ،‬إحداهما أقلية »تملك كل شيء« وهي تمثل ‪%20‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪46‬‬


‫ل تملك أي شيء«‬ ‫فقط من الشعب وطبقة ثانيه أغلبية »‬ ‫وهي تمثل ‪ %80‬من الشعب وهذا هو النظام‬ ‫الوليجاركي الذي تسيطر فيه قلٌة على الثروة مستولين‬ ‫على حق الشعب الكادح ويطلق عليه أيضا »الرأسمالية‬ ‫الحتكارية« التي يحاول فيها رجال العمال والمستثمرون‬ ‫السيطرة والحتكار على هيئات ونظم الدولة‪ ،‬محاولين‬ ‫إدارة دفة الحكم لمصلحتهم‪ ،‬وبذلك يسيطرون على كل‬ ‫هيئات وسلطات الدولة‪ ،‬تشريعية كانت أو تنفيذيه بل‬ ‫وحتى قضائية‪.‬‬ ‫شعار الثورة "عيش‪ ،‬ح رية‪ ،‬عدالة اجتماعية" ‪:‬‬

‫هي تيمه أساسية وشعار رئيسي ردده المتظاهرون‬ ‫الذين خرجوا إلى ميدان التحرير وانتشروا في ميادين‬ ‫وشوارع أخرى بجمهورية مصر العربية في ثورة شعبية‬ ‫بدأت يوم ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬قاصدين من ذلك تحقيق مطالب‬ ‫مرتبطة بهذا الشعار‪.‬‬ ‫ولقى هذا الشعار رواجا لدرجة استخدامه في‬ ‫الحملت النتخابية لمرشحي المجالس النيابية والرئاسة‬ ‫والحزاب السياسية في مصر‪.‬‬ ‫الخسائر البشرية‪:‬‬

‫سقط العديد من الشبان خلل هذه الثورة بعضهم‬ ‫على يد قوات الشرطة والبعض الخر على يد بعض‬ ‫المأجورين التابعين للحزب الوطني الحاكم‪ .‬وقد صرح‬ ‫وزير الصحة في وزارة تصريف العمال أن عدد الذين‬ ‫ماتوا جراء الثورة حوالي ‪ 365‬حتى فبراير‪ ،2011 ،‬بينما‬ ‫رجحت مصادر أهلية أن العدد يتجاوز الـ ‪ 500‬خاصة أنه‬ ‫يوجد بعض الموتى لم يتم التعرف عليهم كما يوجد عدد‬ ‫غير قليل من المفقودين‪ .‬وأخيرا في الرابع من أبريل من‬ ‫‪47‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫العام نفسه صرح مصدر مسئول بوزارة الصحة أن أعداد‬ ‫الوفيات في جميع المستشفيات ومديريات الصحة التابعة‬ ‫صا‪،‬‬ ‫لوزارة الصحة في الحداث وصلت إلى ‪ ٣٨٤‬شخ ً‬ ‫صا‪ ،‬لفًتا إلى أن‬ ‫ووصلت أعداد المصابين إلى ‪ ٦٤٦٧‬شخ ً‬ ‫مكاتب الصحة أرسلت بياًنا آخر يفيد بأن عدد المتوفين‬ ‫صا‪،‬‬ ‫أثناء الحداث في جميع مستشفيات مصر بلغ ‪ ٨٤٠‬شخ ً‬ ‫وما زال الشهداء يتساقطون حتى الن‪.‬‬ ‫حي حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية‪:‬‬ ‫تن ّ‬

‫في السادسة من مساء الجمعة ‪ 11‬فبراير‪/‬شباط ‪2011‬‬ ‫أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي‬ ‫مبارك عن منصبه وكان هذا نصه‪:‬‬ ‫»بسم ا الرحمن الرحيم أيها المواطنون في ظل‬ ‫هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلد قرر الرئيس‬ ‫محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية‬ ‫وكلف المجلس العلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون‬ ‫البلد‪ .‬وا الموفق والمستعان«‬ ‫تدفق المليين من الناس إلى شوارع القاهرة خاصًة‬ ‫في ميدان التحرير ومختلف المحافظات المصرية احتفال ً‬ ‫برحيله‪ ،‬وهتفت النساء بالزغاريد‪ .‬وما هي إل دقائق حتى‬ ‫مت الحتفالت جميع أرجاء مدن الوطن العربي من‬ ‫ع ّ‬ ‫جا بانتصار ثورة ‪ 25‬يناير وتنحي‬ ‫المحيط إلى الخليج ابتها ً‬ ‫مبارك عن الحكم كما أدى ذلك إلى تجميد أرصدة بعض‬ ‫الوزراء وكبار المسؤلين وبعض رجال العمال ومن‬ ‫أهمهم حبيب العادلي وزير الداخلية السبق وزهير جرانة‬ ‫وزير السياحة السابق ومحمد المغربي وزير السكان‬ ‫السابق واحمد عز من كبار رجال العمال واحمد نظيف‬ ‫رئيس الوزراء السبق وغيرهم وقد صدر قرار من النائب‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪48‬‬


‫العام بمنعهم من السفر لحين التحقيق معهم في القضايا‬ ‫المنسوبة إليهم‪ .‬و كان من أهم تداعيات الثورة بدء‬ ‫سلسلة من التحقيقات مع رموز من نظام مبارك السابق‬ ‫وحبس العديد منهم علي ذمة قضايا تربح وفساد‪ .‬ومن‬ ‫أشهر هؤلء نجلي الرئيس السابق الذي صدر في حقهما‬ ‫حكما بالحبس علي ذمة التحقيقات في فجر ‪12‬‬ ‫أبريل‪/‬نيسان وكذلك حكما بحبس محمد حسني مبارك‬ ‫نفسه ولكن لم يتسنى تنفيذ الحكم نظرا لتدهور حالته‬ ‫الصحية فبقي رهن التحقيقات في مستشفى شرم الشيخ‬ ‫وحل الحزب الوطني بقرار المحكمة الدارية العليا يوم ‪16‬‬ ‫أبريل ‪ 2011‬ومصادرة جميع أمواله ومقراته لصالح الدولة‪.‬‬ ‫ردود الفعل المحلية والدولية‪:‬‬

‫كان رد الفعل المحلى هو قيام معظم فئات الشعب‬ ‫بالمشاركة في الثورة ولكن تدخلت الحكومة باستخدام‬ ‫البلطجية والمأجورين والعلم الرسمي المضلل من‬ ‫صحف وقنوات تليفزيونية رسمية بخلق رأى مضاد للثورة‬ ‫ولكن في النهاية فشلت هذه الوسائل في قمع الثورة أو‬ ‫القضاء عليها‪.‬‬ ‫ضا للنظام مؤيًدا‬ ‫كان رد الفعل الدولي إجمال ً مناه ً‬ ‫عا‬ ‫لهداف الثورة وطالبوا مبارك بنقل السلطة سري ً‬ ‫وخاصة الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬التحاد الوربي‪،‬‬ ‫ألمانيا‪ ،‬تركيا‪.‬‬ ‫إحداث المظاهرات في شارع محمد محمود ‪:‬‬

‫رغم قرار القوى الوطنية إحياء ذكرى محمد محمود‬ ‫بطريقة سلمية وإعلنها عن مظاهرات الحتجاج والترتيبات‬ ‫‪49‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫والفعاليات التي سوف تقوم بها يوم ‪ 19‬نوفمبر‪ ،‬إل أن‬ ‫وزارة الداخلية أرادت إعادة إحداث محمد محمود بنفس‬ ‫الكيفية التي وقعت بها بالمرة الماضية ووقعت اشتباكات‬ ‫بين المتظاهرين و رجال المن للمرة الثانية حسب ما جاء‬ ‫في شهادة بعض النشطاء ‪.‬‬ ‫كما علق بعض المشاركين في مظاهرات مصر اليوم‬ ‫قائلين‪ :‬يبدو أن نية وزارة الداخلية كانت مبيتة منذ البداية‬ ‫لتكرار إحداث العنف في محمد محمود خاصة أنها حذرت‬ ‫من التظاهر قرب وزارة الداخلية وأصدرت بيان منذ أيام‬ ‫قالت فيه أنها تحترم طرق الحتجاج السلمي فقط‬ ‫واتخذت إجراءات أمنية مشددة وتواجد عدد كبير من‬ ‫رجال المن في المكان قبل بدء المظاهرات‪.‬‬ ‫وقد بدأ المتظاهرون في التوافد إلى شارع محمد‬ ‫محمود منذ الصباح لحياء ذكرى الحداث التي وقعت‬ ‫العام الماضي وراح ضحيتها ‪ 50‬شهيدا وأصيب المئات‪.‬‬ ‫لم ينسى المتظاهرين تخاذل جماعة الخوان‬ ‫المسلمين عن الوقوف معهم واستكمال الثورة‬ ‫ومهاجمتهم للمحتجين وقتها ومحاولتها استغلل إحداث‬ ‫محمد محمود خلل النتخابات‪ ،‬وكذلك تجاهل جماعة‬ ‫الخوان وتغاضيها عن محاسبة المسئولين عن قتل‬ ‫الشهداء في محمد محمود بعد توليهم السلطة ورفعوا‬ ‫لفتات تعلن رفضهم أي تواجد او تضامن من الخوان‬ ‫معهم ونددوا بسياسات الرئيس محمد مرسي المنتمي‬ ‫للجماعة وتضمنت شعاراتهم رسائل واضحة الى السلطة‬ ‫الحاكمة على رأسها الثورة قادمة‪.‬‬ ‫مظاهرات ذكرى إحداث شارع محمد محمود‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪50‬‬


‫وبدأت الشتباكات إثناء مظاهرات شارع يوسف الجندي‬ ‫الذي يصل بين محمد محمود وشارع الشيخ ريحان‪ ،‬بعدما‬ ‫قامت قوات المن برشق المتظاهرين بالحجارة من فوق‬ ‫الحاجز الخراساني مما دفع بعض المحتجين إلى هدم‬ ‫وتحطيم جزء منه وحدث تبادل رشق الحجارة بين‬ ‫الطرفين ولكن قوات المن قامت بإطلق أعيرة نارية في‬ ‫الهواء لتفرقة المتظاهرين‪.‬‬ ‫واستخدمت قوات المن في إحداث احمد محمود قنابل‬ ‫الغاز ورصاص الخرطوش فرد عليها المتظاهرين بإلقاء‬ ‫الحجارة وزجاجات المولوتوف وأعلن أطباء من‬ ‫المستشفى الميداني في محمد محمود عن استقبالهم‬ ‫لعشرات من المصابين بجروح سطحية وقطعية في‬ ‫الرأس والجسد وحدوث اختناقات بالغاز بالضافة إلى‬ ‫بعض الصابات بطلقات الخرطوش‪ ،‬بينما أعلنت الجهزة‬ ‫المنية عن إصابة ثلثة ضباط وخمسة مجندين خلل‬ ‫اشتباكات شارع يوسف الجندي‪.‬‬ ‫وابرز هتافات مظاهرات محمد محمود اليوم كانت‪” :‬‬ ‫احلق دقنك بين عارك تلقى وشك وش مبارك”‪ ،‬كما حمل‬ ‫المتظاهرون لفتات موجهة ضد جماعة الخوان‬ ‫المسلمين مثل ” الخوان هكسوس العصر”‪ ” ،‬امسك‬ ‫إخوان”‪ ,‬إضافة إلى لفتات ضد سياسة الرئيس الخواني‬ ‫محمد مرسي‪“ :‬رسالة إلى الوالي‪ :‬الثورة قادمة” وأخيرا‬ ‫” الشعب يريد إسقاط النظام”‪.‬‬ ‫إما أخر الأخبار عن إحداث شارع محمد محمود الن‬ ‫فهي قرار الدخول في اعتصام مفتوح حسب ما أعلن عنه‬ ‫بعض الناشطون ‪.‬‬ ‫جمعة الغضب ‪:‬‬

‫‪51‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫جمعة الغضب كانت يوم ‪ 28‬يناير ‪ 2011‬رابع أيام الثورة‬ ‫المصرية التي قضت علي حكم الرئيس مبارك‪ .‬يتميز هذا‬ ‫اليوم إن الثورة المصرية في أول ‪3‬ايام بدأت بمشاركة‬ ‫النخبة من المثقفين وطلبة الجامعات وشباب النترنت‬ ‫وأيضا الحركات المعارضة مثل حركة ‪ 6‬أبريل والجمعية‬ ‫الوطنية للتغير ونقابة الصحفيين‪ ،.‬بينما جمعة الغضب‬ ‫كانت بداية مشاركة القوي الوطنية الخري لول مرة مثل‬ ‫‪ :‬الحزاب والعمال والموظفين بالعديد من الشركات‬ ‫الحكومية إضافة إلي جموع المصلين في الجوامع الكبري‬ ‫بعد انتهاء صلة الجمعة‪ ،‬ولم يشارك الخوان فى الثورة‬ ‫إل بعد نجاحها ومن انضم من شباب الخوان قبل ذلك‬ ‫كان بقرار فردى وليس من الجماعة طبقا لتعليمات‬ ‫المرشد‪.‬‬ ‫الح ـــ داث ‪:‬‬

‫في حدود الساعة الواحدة ليل ً من فجر الجمعة بدأت‬ ‫موجة من العتقالت الواسعة لعشرات من النشطاء‬ ‫السياسيين في صفوف الناشطين السياسيين من شباب‬ ‫الثورة ومن كافة الحزاب التي أكدت مشاركتها في هذه‬ ‫التظاهرات وفى بداية هذا اليوم أصدرت وزارة التصالت‬ ‫أمرا بوقف خدمة النترنت والرسائل القصيرة )‪(sms‬‬ ‫والتصال عبر الهواتف المحمولة في جميع أنحاء‬ ‫الجمهورية المصرية وفي كل الشبكات‪،‬بدأت بعد أداء‬ ‫صلة الجمعة تظاهرات شعبية واسعة في عدد من‬ ‫المدن المصرية‪ ,‬فخرج المليين في أغلب المدن المصرية‬ ‫كالقاهرة والسكندرية والسويس والمنصورة وطنطا‬ ‫والسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا ودمنهور ومحافظة‬ ‫الشرقية وبور سعيد ومحافظة شمال سيناء مطالبين‬ ‫بتعديلت في سياسة مصر ورافضين سياسة القمع‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪52‬‬


‫والرعب التي اتخذتها الشرطة المصرية منهجا لها خلل‬ ‫عده سنوات سابقة‪.‬وقد أطلق المن في القاهرة القنابل‬ ‫المسيلة للدموع واعترض رجال المن المتظاهرين في‬ ‫محاولة لمنعهم من الوصول إلى ميدان التحرير والميادين‬ ‫الكبرى في مصر‪ ،‬كما أطلقت القوات المنية الرصاص‬ ‫المطاطي على المتظاهرين مما أدى لصابات عديدة‪،‬‬ ‫ولحق رجال أمن بملبس مدنية المتظاهرين وقاموا‬ ‫باعتقال بعضهم‪ .‬إل أن جموع المتظاهرين واصلت‬ ‫تظاهرها وتمركز المتظاهرون في ميدان التحرير‪ ،‬وهم‬ ‫َيهتفون بسقوط الرئيس المصري ونظامه كامل‪ .‬كما‬ ‫امتدت المظاهرات إلى مناطق أخرى في البلد مثل‬ ‫السويس والسكندرية‪ .‬مع عصر اليوم كان المتظاهرون‬ ‫قد نجحوا في السيطرة بالكامل على مدينتي السكندرية‬ ‫والسويس‪ ،‬فقد تم إحراق معظم مراكز الشرطة في‬ ‫السكندرية واضطرت قوات المن في آخر المر إلى‬ ‫النسحاب من المدينة بعد الفشل في قمع المتظاهرين‪،‬‬ ‫طَر المتظاهرون على قسم‬ ‫سي َ‬ ‫أما في السويس فقد َ‬ ‫مسيلة‬ ‫شرطة الربعين بكل ما فيه‪ ،‬واستخدموا القنابل ال ُ‬ ‫للدموع ضد رجال المن‪ ،‬بينما شاعت أنباء عن سيطرة‬ ‫المتظاهرين على المدينة وطرد قوات المن منها‪.‬وتم‬ ‫حرق مقر للحزب الوطني الديمقراطية)سابقا(الرئيس ّ‬ ‫ي‬ ‫الواقع في مدينة القاهرة‪ ،‬وتدمير أحد فروع الحزب في‬ ‫مقرة بشبرا حيث تم تدميره بالكامل‪ ،‬كما دمرت مقرات‬ ‫الحزب في عدة مدن بما في ذلك كوم أمبو ودمياط‪ ،‬وقام‬ ‫المتظاهرون فضل ً عن ذلك بإتلف جميع صور الرئيس‬ ‫حسني مبارك في مسقط رأسه شبين الكوم بمحافظة‬ ‫المنوفية‪.‬استمرت المناوشات في كافة أنحاء الجمهورية‬ ‫منذ انتهاء صله الجمعة وحتى مغرب شمس اليوم‬ ‫تقريبا‪،‬كانت الشرطة تتعامل بكل قسوة ووحشية ضد‬ ‫‪53‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع )و التي‬ ‫اتضح لحقا أنها كانت منتهية الصلحية وغير صالحه ادميا(‪،‬‬ ‫فضل عن استخدام الشرطة للرصاص بكل أنواعه‬ ‫)مطاطي ‪ /‬حي( مما أدى لوفيات كثيرة وإصابات أكثر‬ ‫وقام الشباب في كل أنحاء مصر بالتصدي لعنف الشرطة‬ ‫عن طريق الحجارة والطوب وإلقاء القنابل المسيلة التي‬ ‫يطلقها المن المركزي مره أخرى على المن المركزي‬ ‫وقد برزت في تلك الثناء عدة ابتكارات للشباب المصري‬ ‫للتصدي لقوات الشرطة‪ ،‬حيث استخدموا الخل كعامل‬ ‫يقلل من قوه تأثير القنابل المسيلة للدموع على التنفس‪،‬‬ ‫وماده الصودا الموجودة في المشروبات الغازية في أزاله‬ ‫مفعول نفس القنابل من العينين‪ ،‬وعدة ابتكارات أخرى‬ ‫أدت لستمرار المقاومة في عدة مناطق ‪ :‬ففي القاهرة‬ ‫مثل ‪ :‬كان ميدان التحرير محور الحداث‪ ،‬يليه مناطق ‪:‬‬ ‫شبرا )التي أعلنت قوات الشرطة فيها في مغرب اليوم‬ ‫استسلمها وألقت سلحها أرضا بعد مقاومه ضارية مع‬ ‫اهالى هذه المنطقة العريقة واضطرت للهروب( ومنطقة‬ ‫مدينة نصر )التي أيضا شهدت انسحاب سريع للشرطة‬ ‫التي لم تقدر على المقاومة( ومناطق أخرى متعددة‪،‬‬ ‫وفي السويس كانت منطقة الربعين محور الحدث‪ ،‬وفي‬ ‫السكندرية كان مسجد القائد إبراهيم هو أساس‬ ‫التظاهرات التي ملت شارع الجيش )كورنيش‬ ‫السكندرية( بطوله وعرضه في منظر مهيب‪ ،‬وفي حدود‬ ‫السادسة مغرب اليوم تقريبا شهدت مصر اختفائا مفاجئ‬ ‫بشكل مريب لكافة قوات الشرطة من كافة أنحاء مصر‪،‬‬ ‫بل وشهدت أيضا هروب العديد من المساجين والمسجلين‬ ‫خطر من سجون مصر الكبرى )و كان الهروب جماعي‬ ‫وكبير بالشكل الذي أكد بنسبة كبيره إن قوات الشرطة‬ ‫تورطت وكانت المسؤلة عن هذا الهروب للرد على‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪54‬‬


‫مقاومه المتظاهرين(‪ ,‬وسادت حاله من الفوضى والقلق‬ ‫في الشوارع بسبب اختفاء كل أجهزة الشرطة وهروب‬ ‫هذا الكم المريع من المساجين‪ ،‬ثم بدأت قوات الجيش‬ ‫بالظهور في ميادين القاهرة‪ ،‬وفي السادسة والنصف‬ ‫أعلنت رويترز أن الحاكم العسكري ُيعلن عن حظر التجول‬ ‫في القاهرة والسكندرية والسويس‪ ،‬لكن بالرغم من‬ ‫ذلك فقد تحدت جموع المتظاهرين حظر التجوال‪ .‬وبقيت‬ ‫في الميادين الرئيسية‪ ،‬إما باقي الشوارع فقد خلت تقريبا‬ ‫من الناس إل من دوريات الجيش وقليل جدا من الناس ‪.‬‬ ‫الــف ــ وض ــــى ‪:‬‬

‫وفي نهاية اليوم نزلت مدرعات الجيش المصري إلى‬ ‫شوارع المدن لتعويض دور قوات الشرطة التي هربت بعد‬ ‫أن أثبتت إنها ل تقدر على تحمل الضغوطات وحدها‪ .‬وبدأت‬ ‫حالت من النهب والسلب تقول الحكومة أنها من‬ ‫المتظاهرين ولكن المتظاهرين يقولون إن السبب عملء‬ ‫جندتهم الحكومة للتخريب )و قد كان واضحا ممن قبض‬ ‫عليهم لحقا حيث أنهم كان أغلبهم من الهاربين من‬ ‫السجون وإما مسجلين خطر(و كادت السرقات إن تطال‬ ‫المتحف المصري لول إن المتظاهرون وقفوا بالمرصاد‬ ‫لمحاولت سرقة المتحف وتجاهلوا حظر التجول حيث‬ ‫شكلوا دائرة كبيرة محيطة بالمتحف كله ودوريات للمراقبة‬ ‫داخل المتحف وحوله واستمر هذا الوضع طوال الليل حتى‬ ‫وصلت قوات الجيش التي طلبها المتظاهرون لحماية‬ ‫المتحف المصري ‪.‬‬ ‫اللجان الشعبية ‪:‬‬

‫وقد استوحت كافة مناطق مصر هذه الفكرة في عمل‬ ‫" اللجان الشعبية " والتي تكونت من اهالى المناطق‪ ،‬حيث‬ ‫‪55‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تكونت في كل منطقة لجنه تضم خيره شباب ورجال‬ ‫المنطقة والذين تسلحوا بكل ما يمكن اعتباره سلح )من‬ ‫أسلحه نارية إلى بيضاء إلى الشوم والعصي وحتى‬ ‫سكاكين المطبخ أو الزجاجات الفارغة( وانتشروا في‬ ‫شوارع مناطقهم على شكل دوريات لتأمين المنطقة‬ ‫وتعويض دور الشرطة المفقود وعجز الجيش عن تأمين‬ ‫كافة أنحاء البلد‪ ،‬من خلل فحص تراخيص والبطاقات‬ ‫الشخصية لكافة الشخاص المارين في الشوارع سواء‬ ‫راجلين أو في سيارات‪ ،‬وتفتيش السيارات التي تمر في‬ ‫الشوارع للتأكد من خلوها من السلح‪ ،‬ووضع متاريس‬ ‫تساعدهم على السيطرة على حركه المرور وللحماية من‬ ‫هجمات الخارجين عن القانون وعمل كمائن في الشوارع‬ ‫الرئيسية والهامة وقد ساعد العدد الهائل للمتطوعين في‬ ‫هذه اللجان في تأمين معظم شوارع مصر‪ ،‬وقد نجحت‬ ‫هذه الفكرة بشكل غير متوقع حيث منعت سرقات عديدة‬ ‫جدا فضل عن إلقاء القبض على عدد مهول من الهاربين‬ ‫من السجون وأدت لفرض نوع من النظام في الشارع‬ ‫المصري حيث إن أعضاء اللجان قسموا نفسهم‬ ‫لمجموعات وورديات تساعدهم على البقاء في المهمة‬ ‫لمدة ‪ 24‬ساعة في اليوم‪ ،‬بل ووصلوا لختراع كلمات سر‬ ‫لضمان تسليم الوردية للعضاء الحقيقيين للجنة‪ ،‬وفي‬ ‫بعض اللجان تم عمل شعار صغير بسيط يرمز للجنة‬ ‫الشعبية لتسهيل تعاونهم معا‪ ,‬وقد استمرت هذه اللجان‬ ‫لحين خطاب التنحي يوم ‪.2 / 11‬‬ ‫محصلة جمعة الغضب ‪:‬‬

‫أفلتت المور من يد الحكومة المصرية خاصة‬ ‫محافظتي السويس والسكندرية‪ .‬خروج المظاهرات من‬ ‫جميع محافظات الجمهورية بأعداد تقدر بمئات اللف‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪56‬‬


‫تدمير كثير من مقرات الحزب الوطني وأقسام الشرطة‬ ‫في جميع أنحاء مصر‪ .‬نزول الجيش المصري محاول ً‬ ‫فرض المن علي الشارع المصري ومن ثم فرض حظر‬ ‫التجول‪ .‬مقتل عدد غير معلوم من المتظاهرين بأعداد‬ ‫بلغت في بعض التقديرات إلي إلف قتيل بالضافة إلي‬ ‫اعتقال اللف‪ .‬انهيار البورصة المصرية مع خسائر بلغت‬ ‫‪ 72‬مليار جنيه‪ .‬دهس جموع الحاشدين بسيارات تابعة‬ ‫للمن المركزي مما خلف ورائهم الكثير من القتلى‬ ‫والمصابين بإصابات بالغة الخطورة‪.‬‬ ‫أحداث مسرح البالون ‪:‬‬

‫أحداث مسرح البالون هي أحداث عنف وقعت خلل‬ ‫تولى المجلس العسكري إدارة شئون البلد في مصر في‬ ‫يوم الثلثاء ‪ 28‬يونيو ‪ 2011‬وتسببت في حدوث خسائر‬ ‫واعتقالت‪.‬‬ ‫الـمـشــاجـــرة‪:‬‬

‫بدأ الحادث بمشاجرة في تمام الساعة الثامنة مساء‬ ‫يوم الثلثاء بين مجموعة من الناس كان يبلغ عددهم ‪50‬‬ ‫من جهة‪،‬وبين رجال المن المسئولين عن حراسة مسرح‬ ‫البالون الواقع في منطقة العجوزة بالقاهرة من جهة‬ ‫أخرى‪،‬وأدى المر إلى حدوث إصابات من رد فعل‬ ‫الشخاص بعد الشتباكات كل الطرفين ‪.‬‬ ‫رد فعل الشخاص بعد الشتباكات‪:‬‬

‫وعقب ذلك توجه عدد من الذين تم رفض إدخالهم‬ ‫المسرح إلى ميدان التحرير‪ ،‬وانضم إليهم بعض‬ ‫المعتصمين الذين يفترشون الرض أمام ماسبيرو‪ ،‬وعندما‬ ‫حاولت الجهزة المنية فضهم بالقوة‪ ،‬قام عدد من‬ ‫المتظاهرين برشقهم بالحجارة‪ ،‬لتتحول بعدها إلى‬ ‫‪57‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫اشتباكات بينهم وبين الجهزة المنية التي استخدمت‬ ‫القنابل المسيلة للدموع للسيطرة عليهم‪ ،‬ثم دفعت‬ ‫الجهزة المنية بمزيد من رجال المن المركزي بعد تزايد‬ ‫أعداد المتظاهرين حتى وصل عددهم إلى ‪ 10‬آلف‬ ‫شخص‪ ،‬وتم الستعانة بـ ‪ 6‬مدرعات في محاوله لتفريق‬ ‫المتظاهرين‪ ،‬وتم إطلق القنابل المسيلة للدموع‪ ،‬المر‬ ‫الذي أدى إلى إصابة العديد بحالت إغماء وجروح‪ ،‬وعقب‬ ‫ذلك تراجعت قوات المن وتوجهت إلى وزارة الداخلية‬ ‫وتم فرض كردون أمنى على الوزارة‪ ،‬خوفا من اقتحامها‪.‬‬ ‫التحقيق في أحداث مسرح البالون ‪:‬‬

‫قام النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود‬ ‫بإصدار قرار بتشكل لجنة من النيابة العامة للتحقيق في‬ ‫ما جرى في مسرح البالون وميدان التحرير وكذلك أمام‬ ‫وزارة الداخلية ‪.‬‬ ‫أحداث ماسبيرو أو مذبحة ماسبيرو كما أسمتها بعض‬ ‫ضا باسم أحداث الحد‬ ‫الوساط الصحفية‪ ،‬وتعرف أي ً‬ ‫الدامي أو الحد السود عبارة عن تظاهرة انطلقت من‬ ‫شبرا باتجاه مبنى الذاعة والتلفزيون المعروف باسم »‬ ‫ماسبيرو « ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي‪ ،‬رًدا على‬ ‫قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم‬ ‫كنيسة قالوا أنها غير مرخصة‪ ،‬وتصريحات لمحافظ أسوان‬ ‫اعتبرت مسيئة بحق القباط‪ .‬وتحولت إلى مواجهات بين‬ ‫المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والمن‬ ‫صا‬ ‫المركزي‪ ،‬وأفضت إلى مقتل بين ‪ 24‬إلى ‪ 35‬شخ ً‬ ‫أغلبهم من القباط‪.‬‬ ‫ما أنه وبحسب الصحفي المصري محمد فوزي‪ ،‬فإن‬ ‫عل ً‬ ‫أعداًدا غير قليلة من المتظاهرين كانوا من المسلمين‪.‬‬ ‫مجريات الحداث ‪:‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪58‬‬


‫م شبان أقباط وتعاون معهم في‬ ‫منذ ثورة ‪ 25‬يناير نظ ّ‬ ‫كثير من الحوال شبان مسلمون‪ ،‬عدد من الوقفات‬ ‫الحتجاجية والمسيرات التي تؤكد وحدة الشعب المصري‪،‬‬ ‫وكذلك حال مظاهرة ماسبيرو التي انطلقت من شبرا أحد‬ ‫أحياء القاهرة ذي الكثافة المسيحية وتوجهت نحو مقر‬ ‫الذاعة والتلفزيون المصري الواقع في منطقة ماسبيرو‬ ‫بالقرب من ميدان التحرير الذي احتضن ثورة ‪ 25‬يناير؛ أما‬ ‫السبب المباشر لمظاهرة شبرا فهو المطالبة بإقالة‬ ‫محافظ أسوان والرد على هدم بناء يعتقد أنه كنيسة في‬ ‫ما أن البناء متواجد من منتصف الثمانينات ولم‬ ‫المدينة‪ .‬عل ً‬ ‫تقم السلطات المصرّية بهدمه بل من هدمه ثّلة من سكان‬ ‫القرية‪ ،‬لم يتعامل معه المحافظ ما أدى إلى تفاقم‬ ‫»كراهية« المحافظ‪.‬‬ ‫وقد أعلن آلف القباط اعتصامهم مساء الرابع من‬ ‫أكتوبر أمام مبنى ماسبيرو احتجاجا على أحداث الماريناب‬ ‫والمطالبة بتقديم الجناة للمحاسبة‪ ،‬ودعا النبا فلوباتير‬ ‫والنبا متياس المتظاهرين للعتصام‪ ،‬فيما انسحبت حركات‬ ‫اتحاد شباب ماسبيرو وحركة أقباط بل قيود وقال المتحدث‬ ‫الرسمي لقباط بل قيود أنهم يرفضون وجود الجلبية‬ ‫السوداء في إشارة إلى الكهنة‪ ،‬وفي مساء ‪ 4‬أكتوبر ‪،2011‬‬ ‫قامت قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام القباط‬ ‫بالقوة‪ ،‬عقب قيام قوات من المن المركزي بضرب‬ ‫المتظاهرين وتعقبهم حتى ميدان التحرير ثم انسحبت‬ ‫لتحل محلها قوات الشرطة العسكرية التي طالبت القباط‬ ‫بإنهاء اعتصامهم‪ ،‬وعندما رفض المعتصمون ما طلب‬ ‫منهم‪ ،‬فضت اعتصامهم بالقوة وقامت بإطلق أعيرة نارية‬ ‫أصابت ‪ 6‬معتصمين‪ .‬كما أظهرت لقطات مصورة على‬ ‫موقع اليوتيوب قيام جنود من الشرطة العسكرية بالضرب‬ ‫‪59‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المبرح لحد المتظاهرين وهو الشاب رائف فهيم الذي‬ ‫أعلن اتحاد شباب ماسبيرو عن تنظيم احتفالية لتكريمه في‬ ‫مطرانيه شبرا الخيمة‪ ،‬والتي دعا فيها القس فلوباتير جميل‬ ‫عضو التحاد وكاهن كنيسة العذراء‪ ،‬جموع القباط لتكريم‬ ‫الشاب بالمشاركة في أكبر مسيرة للقباط تشهدها مصر‬ ‫»على حد قوله« يوم الحد ‪ 9‬أكتوبر‪ ،‬والذي عرف إعلميا‬ ‫بيوم الغضب القبطي حيث تظاهر آلف القباط في‬ ‫مسيرات بست محافظات مصرية‪ ،‬أهمها تلك التي ذهبت‬ ‫إلى مبنى ماسبيرو‪.‬‬ ‫توجد روايتان متناقضتان تماًما للحداث‪ ،‬رواية العلم‬ ‫المصري الرسمي التي وبحسب صحيفة الخبار اللبنانية‬ ‫أعادت إلى أذهان المصريين صورة العلم الرسمي‬ ‫خلل ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬حين كان يتهم المتظاهرين بقتل‬ ‫رجال المن‪ ،‬حيث تركزت تغطيته للحداث على أن‬ ‫القباط تعدوا على قوات من الجيش ورجال الشرطة‬ ‫العسكرية »بالسيوف والخناجر والسلحة النارية« ما أدى‬ ‫إلى مقتل ثلثة من رجال الجيش بطلقات نارية‪ ،‬وفق ما‬ ‫ذكرته جريدة اليوم السابع المستقلة نقل ً عن مصادر‬ ‫طبية‪ .‬والرواية الثانية هي رواية المشاركين في التظاهرة‪،‬‬ ‫ومعهم وسائل إعلم مستقلة‪ ،‬إذ كشفت رويترز عن‬ ‫ناشطين‪ ،‬أن المحتجين كانوا يسيرون سلمًيا‪ ،‬وحين بدأت‬ ‫الوقفة أمام ماسبيرو قام الجيش بإطلق النار في الهواء‬ ‫بقصد تفريق التظاهرة‪ ،‬وقالت الوكالة أن »مركبات‬ ‫الجيش دهست المحتجين«‪ ،‬وهو ما أكدته الصور التي‬ ‫بثتها القنوات الفضائية‪ ،‬ونقلت صحيفة الخبار اللبنانية أن‬ ‫غالبية الصابات وقعت بسبب عمليات الدهس‪ .‬رواية‬ ‫محمد فوزي للحداث أن الجيش حالما وصل‬ ‫المتظاهرون إلى أمام ماسبيرو‪ ،‬قام بإطلق القنابل‬ ‫المسيلة للدموع بهدف تفريقهم بعد أن تردد أنهم ينوون‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪60‬‬


‫العتصام المفتوح أمام المبنى‪ ،‬حينها بادر المتظاهرون‬ ‫لخلع أجزاء من أعمدة حديد الجسر لتشكيل ما يشبه‬ ‫الدرع‪ ،‬غير أن مصفحات الجيش بدأت تسير نحو تجمعات‬ ‫المتظاهرين‪ ،‬بقصد تفريقهم‪ ،‬ما أدى إلى وقوع عمليات‬ ‫دهس‪ ،‬وسقط القتيل الول على إثرها‪.‬‬ ‫ضا بحسب رواية الخبار‪ ،‬نقلوا أنه لدى‬ ‫شهود عيان أي ً‬ ‫مرور المسيرة بمنطقة كوبري السبتية في القاهرة‪ ،‬قام‬ ‫البعض برشقهم بالحجارة والزجاجات الفارغة في محاولة‬ ‫لتفريق التظاهرة‪ ،‬التي نجحت في الوصول إلى غايتها أمام‬ ‫مبنى الذاعة والتلفزيون حيث تم إحراق صورة لمحافظ‬ ‫جا على تصريحاته بشأن‬ ‫أسوان مصطفى السيد‪ ،‬احتجا ً‬ ‫أحداث قرية المريناب‪ .‬وبحسب ما كشفته صحيفة التحرير‬ ‫أن الجيش أطلق النار في الهواء بهدف تفريق التظاهرة ما‬ ‫أدى إلى انتشار حالة من الفوضى‪ ،‬إذ أقدم المتظاهرون‬ ‫على إحراق أربع سيارات بينها سيارة للشرطة وحافلتان‬ ‫صغيرتان وسيارة خاصة‪ ،‬كما خلعوا العمدة الحديدية على‬ ‫جانبي الجسر بهدف استخدامها كدروع في مواجهة‬ ‫الجيش‪ ،‬وبثت بعض القنوات العلمية أخبار عن وجود‬ ‫بلطجية ومندسين وفلول الحزب الوطني بهدف إشعال‬ ‫المكان وتأجيج العنف‪ ،‬فضل ً عن إطلق نار مجهول‬ ‫ما أن المسيرة‪ ،‬التي بدأت قبطية‪ ،‬انضم لها عدد‬ ‫المصدر‪ .‬عل ً‬ ‫من الجهات المناوئة لسياسة المجلس العسكري في مصر‪،‬‬ ‫ولم تقتصر على القباط فقط‪.‬‬ ‫بعد نجاح الجيش في ضرب طوق أمني حول مبنى‬ ‫ماسبيرو وتراجع المتظاهرين إلى كورنيش النيل أمام‬ ‫المبنى‪ ،‬ظهر مجهولين يستقلون دراجات بخارية ودخلوا‬ ‫في حماية الشرطة العسكرية واعتدوا على المتظاهرين‬ ‫بالجنازير‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫في الوقت نفسه‪ ،‬توجه العشرات من الشباب‬ ‫المسلمين والمسيحيين إلى ميدان التحرير هاتفين‬ ‫بسقوط الحكم العسكري‪ ،‬ومنددين بالتعامل العنفي‬ ‫للمن‪ ،‬ولم يفلحوا في الوصول إلى ماسبيرو لكشف‬ ‫»الحقيقة«‪ ،‬وسرعان ما تمكنت قوات المن من السيطرة‬ ‫على الوضع داخل ميدان التحرير‪ ،‬وتم إلقاء القبض على‬ ‫العشرات‪ ،‬وتقهقر بقيتهم إلى خارج الميدان‪ .‬كما وصل‬ ‫بعد ذلك عدد من السلفيين إلى منطقة ماسبيرو مرددين‬ ‫هتافات »إسلمية إسلمية«‪ ،‬وقاموا بإشعال النيران في‬ ‫سيارتين‪ ،‬ومنعوا رجال الدفاع المدني من إطفائهما‪ ،‬كما‬ ‫ضا أن الشتباكات‬ ‫نقل موقع اليوم السابع‪ .‬الذي قال أي ً‬ ‫انتقلت إلى شارع رمسيس‪ ،‬ما دفع إلى إعلن حظر‬ ‫التجول في وسط القاهرة من الثانية فجًرا وحتى السابعة‬ ‫حا ‪.‬‬ ‫صبا ً‬ ‫تغطية التلفزيون الحكومي ‪:‬‬

‫لول تراث الكذب المعهود لشتعل البلد من أقصاه إلى‬ ‫أقصاه‪ .‬كعادته‪ ،‬تعاطي التلفزيون المصري مع الحداث‬ ‫التي اندلعت أول من أمس بتحريض طائفي سافر كّذبته‬ ‫الرقام ومذيعو التلفزيون الذين تبرءوا منه على الفيسبوك‬ ‫وتويتر ‪.‬‬ ‫انتقدت قوى سياسية عديدة ونشطاء من المجتمع‬ ‫المدني المصري التغطية التي قام بها التلفزيون المصري‬ ‫للحداث‪ ،‬إذ أخذت تصريحاته منحى قيام القباط بقتل‬ ‫الجيش ولم يذكر عن سقوط أي قتيل من صفوف‬ ‫المتظاهرين أنفسهم‪ ،‬كما لم يقم ببث أي صور لمدرعات‬ ‫الجيش وهي تدهس المتظاهرين‪ ،‬بل اكتفى ببث صور‬ ‫لسيارتي الجيش المحروقتين‪ ،‬إلى جانب ذلك أخذ باستقبال‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪62‬‬


‫مكالمات هاتفية تحث المواطنين على إدانة المتظاهرين‬ ‫»والنزول لحماية الجيش من العيرة النارية التي يطلقها‬ ‫المتظاهرون«‪ .‬وقال عمرو حمزاوي )أستاذ العلوم‬ ‫السياسية في جامعة القاهرة( أن تغطية التلفزيون‬ ‫الحكومي المصري »مخزية وتحريضية«‪ ،‬بل إن بعض‬ ‫العاملين داخل التلفزيون نفسه من أمثال محمود يوسف‬ ‫ودينا رسمي وتغريد الدسوقي أعلنوا »تبرأهم« من تغطية‬ ‫التلفزيون المصري للحداث‪ .‬كما نظمت حملة على تويتر‬ ‫لمقاطعة البرامج الخبارية في التلفزة الحكومية‪ ،‬كما دعت‬ ‫عدد من الفعاليات إلى استقالة وزير العلم أسامة هيكل‪،‬‬ ‫بعد محاولته تبرير التغطية بأنها »انفعال مذيعين«‪ .‬خلل‬ ‫تغطية الحداث‪ ،‬قامت قوات من الشرطة العسكرية‬ ‫باقتحام مقر قناة مصر ‪ 25‬لمصادرة فيديوهات مصّورة‬ ‫عن الحداث من مبنى القناة الواقع بالقرب من ساحة‬ ‫ضا قامت قوات‬ ‫الشتباك بهدف التغطية على ما حدث‪ ،‬أي ً‬ ‫من الشرطة العسكرية باقتحام مكتب قناة الحرة‪ ،‬ومنها‬ ‫إلى غرفة البث حيث قوطع المذيع‪.‬‬ ‫علقة فلول الحزب الوطني بالحداث ‪:‬‬

‫كلما زارت سوزان مبارك سجن طره وقع حادث دموي‬ ‫بعد ‪ 48‬ساعة‪.‬‬ ‫اللواء رفعت عبد الحميد‪.‬‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬فإن عدًدا كبيًرا من المحللين‬ ‫والعلميين المصريين وجدوا أن هؤلء البلطجية كان‬ ‫يديرهم حبيب العادلي وزير الداخلية السبق‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ل في أعقاب نجاح‬ ‫عدد من فلول الحزب الوطني الذي ح ّ‬ ‫الثورة‪ ،‬له اليد الطولي في إشعال الحداث‪ ،‬من بينهم‬ ‫جورجيت قليني واللواء رفعت عبد الحميد خلل مداخلة‬ ‫‪63‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مع هالة سرحان‪ .‬والمرشد العام لجماعة الخوان‬ ‫المسلمين في مصر‪ ،‬وإبراهيم عيسى‪ ،‬وسواهم‪ .‬بل إن‬ ‫المجلس العلى للقوات المسلحة المصرية نفسه‪ ،‬نفى أن‬ ‫يكون قد أطلق النار على المتظاهرين أو دهسهم‪ ،‬وأشار‬ ‫في مؤتمر صحفي عقد لغاية التعليق على أحداث‬ ‫ماسبيرو‪ ،‬بشكل واضح إلى »جهات معينة تود زرع‬ ‫الفتنة«‪ ،‬غير أنه لم يذكر علقة الحزب الوطني بالحداث‪.‬‬ ‫كما أن بيان المجمع المقدس للكنيسة القبطية قال بوجود‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫»مندسين« في أوساط المتظاهرين القباط أي ً‬ ‫ردود فــعـــل ‪:‬‬

‫إن المستفيد الوحيد هم أعداء الثورة وأعداء الشعب‬ ‫المصري من مسلميه ومسيحييه‪.‬‬ ‫عصام شرف‪.‬‬ ‫قام عصام شرف بدعوة مجموعة من الوزراء‬ ‫للجتماع ودعا إلى ضبط النفس‪ ،‬وقال‪» :‬إن المستفيد‬ ‫الوحيد هم أعداء الثورة وأعداء الشعب المصري من‬ ‫ضا‪» :‬ما يحدث الن ليس‬ ‫مسلميه ومسيحييه«‪ .‬وقال أي ً‬ ‫مواجهات بين مسلمين ومسيحيين‪ ،‬بل هو محاولت‬ ‫لحداث فوضى وإشعال الفتنة بما ل يليق بأبناء الوطن‬ ‫الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب‬ ‫والشطط والتطرف«‪ .‬كما دعا لجنة العدالة الوطنية‬ ‫التابعة لرئاسة مجلس الوزراء لجتماع طارئ في ‪10‬‬ ‫أكتوبر بهدف معالجة القضية بحضور ممثلي الزهر‬ ‫والكنيسة‪ ،‬غير أن الكنيسة القبطية الرثوذكسية لم ترسل‬ ‫ضا‪ ،‬فقد انعقد مجلس‬ ‫ممثلين عنها في الجتماع‪ .‬أي ً‬ ‫الوزراء المصري بكامل أعضاءه صباح ‪ 10‬أكتوبر وبدأ‬ ‫الجلسة بدقيقة صمت حداًدا على »شهداء ماسبيرو«‪ .‬من‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪64‬‬


‫جانبه قام المجلس العلى للقوات المسلحة المصرّية‪،‬‬ ‫بطلب تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق حول‬ ‫الحداث‪.‬‬ ‫كما دعا البابا شنودة الثالث بابا السكندرية السابق إلى‬ ‫اجتماع طارئ عقد في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية‬ ‫صباح ‪ 10‬أكتوبر للتباحث في القضية‪ ،‬وخلص الجتماع إلى‬ ‫دعوة القباط حول العالم للصوم والصلة ثلث أيام‬ ‫ل الرب سلمه في أرض مصر«‪ .‬كما أصدرت‬ ‫»ليح ّ‬ ‫الكنائس النجيلية في مصر بياًنا استنكروا فيه العتداءات‬ ‫المظاهر الطائفية والعنفية‪ ،‬التي تكررت أكثر من مرة في‬ ‫الونة الخيرة‪.‬‬ ‫أما تحالف ثوار مصر فوجدوا أن ما حصل هو محاولة‬ ‫غربية لفرض وصاية أجنبية على مصر‪ ،‬وقالوا أن هناك‬ ‫مخطط لتقسيم مصر إلى مصرين‪ ،‬إسلمية ومسيحية‪ ،‬كما‬ ‫قالوا أن بعض الجهات من مصلحتها حدوث مثل هذه‬ ‫الفتن بهدف تأجيل النتخابات البرلمانية المقبلة‪ ،‬والذي‬ ‫تتخوف بعض الجهات من سيطرة السلميين عليها‪ .‬دون‬ ‫أن يكشفوا عن مصادرهم‪ .‬كما جابت طنطا مسيرة‬ ‫داعمة للوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫أما على الصعيد الخارجي‪ ،‬فإن وزراء خارجية التحاد‬ ‫الوروبي قرروا عقد اجتماع في لوكسمبورغ لمناقشة‬ ‫الوضاع في مصر‪ ،‬واعتبروا الحداث انعطافة خطيرة‪.‬‬ ‫كما قّول على لسان هيلري كلينتون وزيرة خارجية‬ ‫الوليات المتحدة أنه من واجب الحكومة حماية دور‬ ‫العبادة المسيحية في مصر‪ ،‬وأن بلدها مستعدة لرسال‬ ‫قوات لحماية هذه الماكن‪ ،‬ما استدعى استنكاًرا قبطًيا‬ ‫وإسلمًيا وليبرالًيا‪ ،‬وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك‪ .‬أما‬ ‫لحًقا فقد دعا باراك أوباما لحترام »حقوق القليات«‬ ‫‪65‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وقال أن بلده تقف مع مصر في هذا الموقف الصعب‬ ‫والمؤلم‪.‬‬ ‫أما ردود أفعال الشخصيات القبطية‪ ،‬فقد تباينت بدورها‪،‬‬ ‫إذ قال المحامي ممدوح رمزي أن القباط سيلجئون إلى‬ ‫المم المتحدة لمواجهة »إرهاب الدولة الذي يمارس بحق‬ ‫القباط«‪ ،‬أما المستشار نجيب جبرائيل رئيس المركز‬ ‫المصري لحقوق النسان‪ ،‬قال أن الكنيسة المصرية وأقباط‬ ‫مصر لن يدولوا القضية ونفى استعمال القباط للعنف‪،‬‬ ‫مؤكًدا أنه أصيب خلل التظاهرة بطلق ناري في رجله‪ .‬أما‬ ‫وكيل مطرانيه السويس للقباط الرثوذكس فقال أن‬ ‫»مندسين« هم من أشعلوا أحداث ماسبيرو‪ ،‬وأن هدفهم‬ ‫»الوقيعة بين الجيش وكل المصريين«‪ .‬سلفّيو مصر‪ ،‬نظموا‬ ‫مسيرات مناهضة للقباط كما حفلت مواقع إلكترونية تابعة‬ ‫لهم باتهامات للقباط » بلطجة « و»ضرب الجيش«‪ ،‬غير أن‬ ‫عدد من القيادات السلفية من أمثال ياسر برهامي ومحمد‬ ‫حسان‪ ،‬دعت جموع السلفيين للتزام الهدوء وعدم تنظيم‬ ‫أي مسيرات‪ .‬مرشحو الرئاسة المصرّية‪ ،‬كانت لهم ردود‬ ‫ضا‪ :‬محمد سليم العوا الذي صّرح العام الماضي بأن‬ ‫فعل أي ً‬ ‫»القباط يخبئون داخل الديرة أسلحة« قال أن لديه »أدلة‬ ‫دامغة أن الجيش هو من بدأ وليس المتظاهرين«‪ ،‬حازم‬ ‫صلح أبو إسماعيل دعا الجميع للتزام المنازل ولّوح إلى‬ ‫مؤامرة بهدف تأجيل النتخابات‪ .‬أما شيخ الزهر أحمد‬ ‫الطيب اتصل مع البابا شنودة وطالب اجتماع »بيت العائلة«‬ ‫الذي ترأسه بوضع قانون منظم لبناء الكنائس‪.‬‬ ‫على الصعيد القتصادي‪ ،‬فقد فقدت البورصة المصرية‬ ‫‪ 10,2‬مليار جنيه‪ ،‬في الجلسة الولى من التداولت بعد‬ ‫وقوع الحداث‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪66‬‬


‫جنازة الضحايا ‪:‬‬

‫القباط يشعرون بأن مشاكلهم تتكرر كما هي‬ ‫باستمرار دون محاسبة المعتدين‪ ،‬ودون إعمال القانون‬ ‫عليهم أو وضع حلول جذرية لهذه المشاكل‪.‬‬ ‫بيان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الرثوذكسية‪:‬‬

‫تمت جنازة الضحايا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية‬ ‫وهي أكبر كنيسة في مصر ومقر البابا‪ ،‬وقد ترأسها البابا‬ ‫شنودة الثالث نفسه‪ ،‬بمعاونة لفيف من المطارنة‬ ‫والساقفة والكهنة‪ .‬وقد انتشرت وحدات من الجيش‬ ‫ما أن أربعة‬ ‫المصري حول الكاتدرائية بهدف حمايتها‪ ،‬عل ً‬ ‫م تشييعهم وذلك يعود لرفض الهالي‬ ‫ضحايا فقط ت ّ‬ ‫إخراج ذويهم من القتلى دون تعرض الجثث لعملية‬ ‫تشريح بقصد التعرف عن أسباب الحادث‪ ،‬فيما يشبه‬ ‫المظاهرة شارك بها عدد من الناشطين منهم كريمة‬ ‫الحفناوي‪ ،‬وقد ترددت من الشعارات‪» :‬بالنجيل والقرآن‬ ‫فليسقط الطغيان«‪» ،‬واحد أتنين دم الشهداء فين « و‬ ‫»الشعب يريد إسقاط المشير «‪ .‬كما رافق الجثامين‬ ‫م الصلة عليها‪ ،‬جمهرة من آلف القباط‬ ‫الربعة التي ت ّ‬ ‫وذلك بين المستشفى القبطي والكاتدرائية المرقسية‪ ،‬كما‬ ‫انطلقت بعد صلة الجنازة مظاهرة من حوالي ‪3,000‬‬ ‫مشارك نحو ماسبيرو تنديًدا وقد رشقت المسيرة من قبل‬ ‫مجهولين بالحجارة والزجاجات الفارغة عند منطقة غمرة‬ ‫أثناء عودتهم من مقر الكاتدرائية إلى ميدان رمسيس‪ .‬؛‬ ‫وقد رافق صلة الجنازة مسيرة في السكندرية‪ ،‬وكذلك‬ ‫في بور سعيد‪ ،‬في حين ألغت محافظة الغربية احتفالت‬ ‫عيدها الوطني في أعقاب الحداث‪ .‬مساء ‪ 10‬أكتوبر تم‬ ‫ضا‪ ،‬وقد‬ ‫تشييع ‪ 17‬جثمان في الكاتدرائية المرقسية أي ً‬ ‫‪67‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫رافقت الجنازة مسيرة حاشدة بين المستشفى القبطي‬ ‫عرف الكنيسة »شهداء« وهي‬ ‫والكاتدرائية‪ .‬واعتبروا في ُ‬ ‫رتبة متفوقة على رتبة قديس وفق العقائد المسيحية‪،‬‬ ‫وقد بلغ عدد المشيعين أكثر من ‪ 100,000‬مشّيع حسب‬ ‫م في ‪ 11‬أكتوبر تشييع‬ ‫موقع القباط المتحدون‪ .‬كما ت ّ‬ ‫جثمان أحد القتلى المسلمين وذلك في منطقة‬ ‫المهندسين‪.‬‬ ‫واللفت للنظر بحق أن مصر بكافة طوائفها الدينية‬ ‫واتجاهاتها السياسية واتجاهاتها الشعبية قد أكدت فى‬ ‫مشهد الجنازة المهيب على أن شعب مصر ل تؤثر فى‬ ‫وحدته الوطنية أى أحداث طاتفية مفتعلة قد تكون من‬ ‫فعل ثورة مضادة أو من جراء تدخل أصابع أجنبيه تحاول‬ ‫أن تنال من أمن الوطن واستقراره‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪68‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫رئيس ما بعد الثورة‬ ‫خطاب الرئيس بميدان التحرير‪:‬‬

‫أدى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اليمين‬ ‫على نحو رمزي أمام عشرات اللوف من المصريين الذين‬ ‫احتشدوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة وهتف أمامهم‬ ‫"ثوار أحرار حنكمل المشوار"‪.‬‬ ‫ومنذ التاسع عشر من يونيو حزيران يعتصم بضعة‬ ‫ألوف من النشطاء ‪-‬أغلبهم أعضاء بجماعة الخوان‬ ‫المسلمين التي ينتمي إليها مرسي‪ -‬في ميدان التحرير‬ ‫احتجاجا على إعلن دستوري مكمل أصدره المجلس‬ ‫العلى للقوات المسلحة ‪-‬الذي يدير شؤون البلد‪ -‬يقيد‬ ‫سلطات رئيس الدولة‪.‬‬ ‫وقال مرسي مخاطبا المحتشدين "أنتم أصحاب‬ ‫الرادة‪ ...‬أنتم مصدر السلطة‪ ...‬أعمل لكم ألف حساب‪".‬‬ ‫وأضاف "أتيت اليوم إلي الشعب المصري‪ ...‬الكل‬ ‫يسمعني الن‪...‬الشعب كله يسمعني والوزارة والحكومة‬ ‫والجيش والشرطة ورجال مصر ونساؤها في الداخل‬ ‫والخارج ‪:‬ل سلطة فوق سلطة الشعب‪".‬‬ ‫‪69‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫لكن مرسي سيؤدي اليمين القانونية رسميا أمام‬ ‫المحكمة الدستورية العليا‪.‬‬ ‫وكان مفترضا أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين أمام‬ ‫مجلس الشعب لكن المجلس العسكري حل مجلس‬ ‫الشعب بعد حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا‬ ‫قضى بعدم دستورية مواد في قانون انتخاب المجلس‬ ‫النيابي‪.‬‬ ‫وقال محللون إن المجلس العسكري ربما نسق صدور‬ ‫الحكم مع المحكمة الدستورية العليا اتقاء لسيطرة‬ ‫السلميين على السلطتين التشريعية والتنفيذية معا‪.‬‬ ‫وينفي المجلس العسكري ذلك‪.‬‬ ‫ويخلف مرسي الرئيس حسني مبارك الذي أطاحت به‬ ‫انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي شاركت فيها جماعة‬ ‫الخوان المسلمين‪.‬‬ ‫وأحاط بمرسي ضباط من الحرس الجمهوري في زي‬ ‫مدني وعسكري قاموا بتأمين المنصة التي سبق أن أقامها‬ ‫الخوان المسلمون في ميدان التحرير بعد بدء العتصام‬ ‫والتي ألقى مرسي خطابه منها‪.‬‬ ‫لكن الرئيس المنتخب حرص على أن يبدو جزءا من‬ ‫المظاهرات ناهيا ضباط الحرس الجمهوري مرة واحدة‬ ‫على القل عن الفصل التام بينه وبين الحشود‪.‬‬ ‫وفتح سترة بزته مرتين في إشارة إلى أنه ل يرتدي‬ ‫صدرية واقية من الرصاص قائل انه يشعر بالمان وسط‬ ‫الجماهير التي لن ينفصل عنها‪.‬‬ ‫وكان المجلس العسكري قال إنه سيسلم السلطة‬ ‫لرئيس منتخب بحلول الول من يوليو تموز لكن العلن‬ ‫الدستوري المكمل يتيح له سلطة دائمة على الجيش‪ .‬كما‬ ‫يتيح له مشاركة الرئيس الجديد في وضع دستور البلد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪70‬‬


‫وفي القرارات التي تتصل بالسياسة الخارجية وإعلن‬ ‫الحرب واستدعاء قوات الجيش لتأمين المنشآت العامة‬ ‫في حالة نشوب اضطرابات‪.‬‬ ‫وقبل وصول مرسي للقاء خطابه قال محمد البلتاجي‬ ‫العضو القيادي في حزب الحرية والعدالة ‪-‬الذراع‬ ‫السياسية لجماعة الخوان المسلمين إمام المحتشدين‬ ‫في ميدان التحرير إن مرسي سيؤدي اليمين أمام‬ ‫المحكمة الدستورية العليا "حتى ل يتم تعطيل تسليم‬ ‫السلطة‪".‬‬ ‫وأضاف أن مرسي سيتوجه بعد ذلك بنحو ساعتين‬ ‫"لحلف اليمين مرة أخرى أمام أعضاء مجلس الشعب‬ ‫بقاعة الحتفالت الكبرى بجامعة القاهرة‪".‬‬ ‫وقبل وصول مرسي إلى ميدان التحرير بفترة وجيزة‬ ‫هتف الناشط السلمي صفوت حجازي الذي يؤيد‬ ‫الخوان المسلمين وردد محتشدون وراءه "يسقط يسقط‬ ‫حكم العسكر" و"الجيش المصري بتاعنا والمجلس‬ ‫)العسكري( مش تبعنا"‪.‬‬ ‫ويعني ذلك أن الصراع حول سلطات رئيس الدولة‬ ‫ووضع الجيش في العمل السياسي وحل أو بقاء مجلس‬ ‫الشعب سيطول‪.‬‬ ‫وكان المجلس العسكري قرر منع أعضاء مجلس‬ ‫الشعب من دخول مقر المجلس النيابي القريب من ميدان‬ ‫التحرير‪ .‬ولم يحاول العضاء بأعداد كبيرة دخول المبنى‬ ‫الذي تحرسه قوات من الجيش والشرطة‪.‬‬ ‫وقال مرسي للمحتشدين "إنكم مصدر السلطة‬ ‫والشرعية التي ل تعلو عليها شرعية‪ .‬أنتم أهل السلطة‬ ‫ومصدرها‪ ..‬من يحتمي بغيركم يخسر ومن يسير مع‬ ‫إرادتكم ينجح‪".‬‬ ‫‪71‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وأضاف أن شرعية انتخاب الشعب له تعلو على شرعية‬ ‫كل مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫وقال "إنكم وحدكم الجهة التي دائما سأبدأ منها طالبا ‪-‬‬ ‫بعد عون ا‪ -‬دعمها وتأييدها‪ .‬فهل أنتم مستعدون؟"‬ ‫وردوا بصوت هادر "نعم‪".‬‬ ‫ومضى قائل "لنحصل على كامل حقوقنا وحقوقكم‪.‬‬ ‫لن ينتقص أحد كائنا من كان شيئا من حقوقكم ما دامت‬ ‫هذه إرادتكم بعد إرادة ا‪".‬‬ ‫"أؤكد على رفضي لي محاولة لنتزاع سلطة الشعب‬ ‫أو نوابه‪".‬‬ ‫لكنه قال مع اقتراب الخطاب من نهايته فيما بدا أنه‬ ‫طمأنة للمجلس العسكري ومؤسسات في الدولة ل"‬ ‫مجال للصدام أبدا ول مجال للتخوين‪ ...‬الجراءات‬ ‫القانونية‪ ...‬أقدرها وأحترمها‪".‬‬ ‫وجدد مرسي وعودا قطعها إثناء حملته النتخابية منها‬ ‫القصاص لقتلى ومصابي النتفاضة التي أسقطت مبارك‬ ‫وإطلق سراح نشطاء ومدنيين اعتقلوا خلل مواجهات مع‬ ‫قوات من الجيش والشرطة وفي قضايا جنائية هذا العام‬ ‫والعام الماضي وصدرت ضدهم أحكام من محاكم‬ ‫عسكرية‪.‬‬ ‫وقال إنه سيعمل من اجل الفراج عن الشيخ عمر عبد‬ ‫الرحمن رجل الدين المتشدد المسجون في الوليات‬ ‫المتحدة منذ سنوات لدانته بالتحريض على هجوم‬ ‫استهدف برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك قبل‬ ‫الهجوم عليهما في سبتمبر أيلول ‪.2001‬‬ ‫وأضاف قائل "سأفعل من الغد حتى يتحرر هؤلء‪".‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪72‬‬


‫وبعد الخطاب هتف ناشط ورددت الحشود وراءه "يا‬ ‫مشير قول الحق‪ ..‬مرسي رئيسك ول ل" في إشارة إلى‬ ‫رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي‪.‬‬ ‫وقال مرسي وهو يترك الميدان "أحييكم‪ ..‬أحبكم‬ ‫وأتواصل معكم‪".‬‬ ‫وقالت جماعة الخوان المسلمين إن العتصام في‬ ‫التحرير سيستمر لحين تسليم السلطة‪.‬‬ ‫هذا هو الكلم المعسول الذي يردده اغلب الخوان‬ ‫المسلمين ولكن أين هي الحقيقة ؟ ولماذا لم يطالب‬ ‫مرسى جماعه الخوان معرفة مصادر تمويل هذه‬ ‫الجماعة ولماذا كان يطالب بمعرفة ميزانية القوات‬ ‫المسلحة وعرضها على الشعب المصري ‪.‬‬ ‫والعكس يحدث الن بصورة كربونية من مبارك والعن‬ ‫واليكم أحداث التحادية وما يحدث بها والتناقض في‬ ‫خطابه بعد استلمه الحكم ‪:‬‬ ‫يبدو مشهد إحداث قصر التحادية الن وحتى اليوم‪،‬‬ ‫ساحة معارك طاحنة وبطلها مليشيات وشبيحة جماعة‬ ‫الخوان المتأسلمين والمدججين بما تيسر لهم من أنواع‬ ‫السلحة ضد ثوار مصر الحرار الذين خرجوا في‬ ‫مظاهرات سلمية واستخدموا حقهم الطبيعي بالمعارضة‬ ‫السياسية والتظاهر والعتصام إمام قصر التحادية مقر‬ ‫الطاغية الخواني وإمبراطورهم الورقي الجديد محمد‬ ‫مرسي‪ ،‬مما افقد هذه الجماعة صوابها وما تبقى من‬ ‫عقولها‪ ،‬فقامت بشحن ألف الشبيحة من مختلف إنحاء‬ ‫الريف المصري‪ ،‬وأصدرت لهم أوامرها المطاعة بفض‬ ‫العتصام الرمزي باستخدام العنف الوسيلة الوحيدة التي‬ ‫تتقنها هذه الجماعة منذ لحظة نشوئها وحتى الن والتي‬ ‫طالما مارستها على مر سنوات طويلة من تاريخها الدموي‬ ‫‪73‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫من مصر حتى أفغانستان‪ ،‬فليس هناك ثمة تنظيم‬ ‫إرهابي في إي مكان على وجه البسيطة إل وكان لهذه‬ ‫الجماعة الشيطانية يد فيها أو خرج من تحت عباءتها‪.‬‬ ‫إل إن جديد جماعة الخوان الذي تجلى اليوم واضحا‬ ‫في إحداث قصر التحادية وعلى مرئي ومسمع كل‬ ‫العالم هو “التشبيح” الذي استعارته من نظام بشار السد‬ ‫في سوريا وقام شبيحتها الملتحين بتطبيقه على أكمل‬ ‫وجه على أبناء وبنات مصر الحرار من قتل وسحل باسم‬ ‫الجماعة ورئيسها‪.‬‬ ‫ولمن يرى بان هناك ثمة مبالغة في إطلق اسم‬ ‫“الشبيحة” على مليشيات الخوان وإرهابيها إمام قصر‬ ‫التحادية اليوم‪ ،‬عليه إن يشاهد بعض مقاطع الفيديو‬ ‫أدناه‪ ،‬وليقل لنا ما هو السم اللئق بمثل هذه الفعال‬ ‫الجرامية‪ ،‬مع إن هذه المشاهد الملتقطة في موقعة‬ ‫خرفان التحادية اليوم هي من فيض تشبيح الخوان‪،‬‬ ‫حيث منعت وسائل العلم الغير إخوانية من الوصول إلى‬ ‫الماكن التي اقتادوا إليها ضحاياهم ونكلوا بهم شر تنكيل‬ ‫تفوقوا به على شبيحة بشار السد نفسه‪.‬‬ ‫والدهى من كل هذا هو إن تجري أحداث التحادية‬ ‫وعمليات تشبيح الخوان وأنصار الرئيس محمد مرسي‬ ‫زعشيرته للمعتصمين تحت نافذته وتحت ناظريه‪ ،‬محمد‬ ‫مرسى الذى قال أمام جموع المليين فى ميدان التحرير‬ ‫أنه رئيس لكل المصريين‪ ،‬هذا الرئيس الفاقد للشرعية‬ ‫والشريعة‪ :‬فهو فاقد لشرعيته القانونية بعد انقلبه على‬ ‫الشرعية باستحلله لمؤسسات الدولة المصرية واخونتها‬ ‫وتجبيرها لصالح الجماعة ومكتب إرشادها‪ ،‬وفاقد‬ ‫للشريعة باستحلله لدماء المصريين التي أهدرت على‬ ‫مذبحة قراراته ودستور العار الذي أقرته جماعته ومكتب‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪74‬‬


‫إرشادها وتحاول فرضه على الشعب المصري لتضمه‬ ‫لقطيع السمع والطاعة من إفرادها‪.‬‬ ‫يصمت هذا الرئيس منذ أكثر من أسبوع ومنذ اندلع‬ ‫الثورة الشعبية العارمة ضد حكم الخوان في ميدان‬ ‫التحرير وكل ميادين التحرير الخرى في إنحاء مصر‪،‬‬ ‫وصول ً إلى اليوم الثاني على مظاهرات قصر التحادية‬ ‫ومذبحة إحداث قصر التحادية أو موقعة خرفان التحادية‬ ‫التي ارتكبها شبيحة نظام الخوان اليوم‪ ،‬يصمت هذا‬ ‫الرئيس الذي كان قد حطم الرقم القياسي بعدد الخطب‬ ‫والخطابات‪ ،‬لكنه ل ينبس ببنت شفة الن بانتظار تعليمات‬ ‫مكتب إرشاد الجماعة وتاجرها خيرت الشاطر الذي خطط‬ ‫لهذه المذبحة مساء البارحة إثناء اجتماعه المغلق مع‬ ‫قادة الجماعات الرهابية الذين أطلقهم مرسي‬ ‫لستعمالهم اليوم‪.‬‬ ‫أخيرا وبعد إن خرج علينا اليوم احد أبواق الجماعة‬ ‫ليبشرنا بان ننتظر خطابا للرئيس الفاقد لشرعيته وشريعته‬ ‫محمد مرسي – وبان هذا الخطاب يحمل إخبارا سارة‬ ‫للشعب المصري على حد تعبير هذا البوق الخواني –‬ ‫نقول لقد نفذ صبر الشعب المصري سريعا أيها الرئيس‬ ‫الستبن وارتفع سقف المطالب ولم يعد لك مكانا في‬ ‫قصر التحادية‪ ،‬وأقصى ما يمكن إن تحلم به هو قصر‬ ‫المقطم إلى جانب مرشدك ومعلمك بديع وإخوانه ‪..‬‬ ‫والثورة مستمرة حتى تنحيك وإسقاط حكم الجماعة‬ ‫وشبيحتها وشطارها وعريانها وبلطاجيتها‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫خطاب مرسي بعد إحداث قصر التحادية الدامية ‪:‬‬

‫بعد إحداث قصر التحادية الخيرة الدامية والتي‬ ‫أسفرت عن سقوط أكثر من ‪ 6‬شهداء ومئات الجرحى‬ ‫والمصابين‪ ،‬وبعد طول انتظار وصمت مطبق رهيب‬ ‫ومريب خرج الرئيس محمد مرسي اليوم في خطاب متلفز‬ ‫ومسجل مسبقا اليوم‪ ،‬ليعلن للجميع بأنه كان ومازال ابن‬ ‫جماعة الخوان ومكتب إرشادها المطيع وممثل مصالحها‬ ‫المخلص المين‪ ،‬قالها بصراحة‪ ،‬ودون إن يرف له جفن‪،‬‬ ‫رغم ارتباكه الشديد وتلعثمه والخطاء اللغوية‪ ،‬لم ينس‬ ‫إن يبدأ هذا الخطاب المخيب بشكر شبيحة التحادية من‬ ‫الخوان‪ ،‬التي اعتبرها حامية للشرعية الممثلة بأسوار‬ ‫قصره‪ ،‬إي تلك المليشيات الخوانية التي بدأت العنف‬ ‫وفضت العتصام السلمي إمام قصر التحادية وكانت‬ ‫الطرف الساسي والوحيد لراقة دماء المصريين وسفحها‬ ‫على أسوار قصر التحادية‪ ،‬ثم انتقل خطاب مرسي إلى‬ ‫لغة التهديد والوعيد والحديث عن مؤامرات كونية غامضة‬ ‫للطاحة بعرشه دون إن يقدم دليل ً مفيدا واحدا سوى‬ ‫وجود عدد من المعتقلين قيد التحقيق‪ ،‬والمعروف بان‬ ‫جميعهم على الطلق ينتمون للمتظاهرين المعارضين‬ ‫له‪ ،‬وتم القبض عليهم من قبل عناصر مليشيات الخوان‬ ‫الجرامية وتعذيبهم ثم تسليمهم للشرطة‪ ،‬في الحين الذي‬ ‫لم يتم القبض على فرد واحد من شبيحة الخوان ) حماة‬ ‫الشرعية الخوانية في إحداث التحادية ( الذين شاهد‬ ‫العالم كله وعلى الهواء مباشرة مدى وحشيتهم في‬ ‫التشبيح على ضحاياهم من الثوار المتظاهرين‬ ‫المعارضين لستبداد رئيسهم ومكتب إرشادهم‪.‬‬ ‫ويمكن أدناه مشاهدة يوتيوب فيديو لنص خطاب‬ ‫ل‪ ،‬الذي اثار غضب الجماهير المحتشدة‬ ‫مرسي اليوم كام ً‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪76‬‬


‫إمام قصر التحادية الن وكذلك الثوار المعتصمين في‬ ‫ميدان التحرير‪ ،‬الذين ارتفعت حناجرهم منددة بما جاء‬ ‫في خطاب محمد مرسي اليوم‪ ،‬ومطالبة بإسقاط حكم‬ ‫مليشيات الجماعة المسلحة ورئيسها محمد مرسي‪.‬‬ ‫إما ملخص خطاب الرئيس محمد مرسي اليوم‬ ‫فهو‪:‬‬ ‫‪ – 1‬شكر الخوان على بلئهم الحسن في موقعة‬ ‫التحادية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعتبر إن أهله وعشيرته من الخوان يمثلون‬ ‫الكثرية‪ ،‬أما باقي الشعب وقواه الوطنية أقلية توجب‬ ‫عليها السمع والطاعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التأكيد على إن موعد الستفتاء على الدستور الجديد‬ ‫لم ولن يتغير‪.‬‬ ‫‪ -4‬المتظاهرون اعتدوا على سائق الرئاسة لهذا كان‬ ‫على شبيحة الجماعة تأديبهم‪.‬‬ ‫وفيما يلي تعليق الناشط السياسي والمخرج خالد‬ ‫يوسف الذي يلخص أيضا رد القوى الوطنية المعارضة‬ ‫على خطاب مرسي اليوم حيث كتب على صفحته في‬ ‫ل‪:‬‬ ‫تويتر قائ ً‬ ‫“بعد خطاب مرسي اليوم‪ ،‬أستطيع أن أقول يقينا لقد‬ ‫سقط هذا النظام والي غير رجعة ‪ ..‬ثوروا أو موتوا ‪..‬‬ ‫رعب أكثر من هذا سوف يجيء ‪ ..‬فانفجروا أو موتوا”‬ ‫عندما يختبئ الرئيس خوفا من شعبه ‪:‬‬

‫توافد عشرات ألف المصريين في مظاهرات شعبية‬ ‫حاشدة مساء اليوم إلى قصر التحادية مقر رئاسة‬ ‫الجمهورية مكان عمل الرئيس محمد مرسي للتعبير عن‬ ‫‪77‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫غضبهم وتنديدهم بقرارات مرسي الخيرة‪ ،‬وأبرزها‬ ‫العلن الدستوري الستبدادي وكذلك قراره بطرح‬ ‫مشروع الدستور الجديد للستفتاء على الرغم من وعود‬ ‫سابقة له بعدم طرح دستور غير توافقي‪ ،‬ولكن وكما بدى‬ ‫واضحا وجليا لي عين بصيرة بأن التوافق في عرف‬ ‫مكتب الرشاد الخواني الحاكم يعني توافق الجماعة مع‬ ‫بعضها البعض ومع من يتبعها من جماعات تنتمي لنفس‬ ‫التيار أثبتت طول الوقت بأنها مجرد تابع فاقدا لي‬ ‫استقللية‪.‬‬ ‫ويبدو إن مشهد مظاهرات مليونية ” النذار الخير ”‬ ‫اليوم قد أصاب الجماعة ومن ورائها الرئيس محمد‬ ‫مرسي بالرعب والخوف من مسيرات سلمية خرجت‬ ‫لتقول ل للستبداد والقصاء‪ ،‬ل للديكتاتورية الخوانية‪ ،‬ل‬ ‫لدستور العار الخواني وجمعيته الغريانية الخوانية‬ ‫الظلمية‪ ،‬لفقار الشعب ونهب ثرواته الوطنية على يد‬ ‫حفنة قليلة من التجار بقوت الشعب القدامى والجدد‪.‬‬ ‫لهذا وكما جرى في عرف الحكام والولة الطغاة‬ ‫عندما يستبد بهم الرعب من صحوة شعوبهم يحتمون‬ ‫بسور من ألف الجنود المدججين بأسلحتهم في مواجهة‬ ‫شعبهم العزل إل من ارداته‪ ،‬هكذا فعل الطغاة على مر‬ ‫التاريخ وليس فيما نراه الن من إحداث قصر التحادية‬ ‫بغريب‪ ،‬لول إن نزيل هذا القصر الن هو الرئيس محمد‬ ‫مرسي الذي لم يمض على انتخابه سوى بضعة أشهر‪،‬بعد‬ ‫إن مليء الدنيا وشغل الناس بوعوده بحكم ديمقراطي‬ ‫ء على أهداف ثورة ‪ 25‬يناير المجيدة ) عيش –‬ ‫عادل بنا ً‬ ‫حرية – عدالة اجتماعية ( والمحافظة على هوية الدولة‬ ‫المصرية الوطنية‪ ،‬فكان إن تنكر لكل هذه الوعود‪ ،‬واثبت‬ ‫بأنه رئيس تابع للجماعة ومن حولها‪ ،‬وليس رئيسا لجموع‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪78‬‬


‫الشعب المصري‪ ،‬الذي خدع منه من خدع‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫الشعب استفاق اليوم بعد إن أدرك بان ما يقوم به‬ ‫الرئيس مرسي وجماعة الخوان من وراءه مدمرا لمصر‬ ‫وطموحات شعبها في الحرية والعدالة الجتماعية‪ ،‬وبان‬ ‫كل قرارات الرئيس محمد مرسي جاءت لتكرس حكم‬ ‫الستبداد الخواني الجديد‪ ،‬ولتستبدل نظام مبارك بنسخة‬ ‫أخرى منه‪ ،‬بل نسخة أكثر استبدادا‪ ،‬حتى وصل المر إلى‬ ‫التعدي على استقلل القضاء وإرهابه كما نرى في‬ ‫إحداث المحكمة الدستورية الخيرة ومحاصرتها‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى النيل من حرية العلم والصحافة التي نالها الشعب‬ ‫المصري بنضاله الطويل ولم تكن هدية أو منحة من نظام‬ ‫مرسي وإخوانه‪.‬‬ ‫إما الخطر من هذا كله فهو محاولة فرض مشروع‬ ‫الدستور الجديد الذي فصل بعناية بالغة برئاسة ترزي‬ ‫الخوان الكبر حسام الغرياني وعلى مقاس طموح‬ ‫الخوان بتحويل مصر إلى عزبة خاصة لهم ولرئيسهم‪،‬‬ ‫فبعد إن كان تقليص سلطات الرئيس من أهم أهداف‬ ‫الثورة جاء الدستور الجديد بزيادة ‪ 22‬مادة إضافية لتوسيع‬ ‫صلحيات الرئيس عن نص الدستور السابق لتجعل من‬ ‫الرئيس مرسي حاكما إلهيا‪.‬‬ ‫وكما تعودنا من هذه الجماعة فقد تم الزج باسم‬ ‫الشريعة لتمرير الدستور الخواني الجديد‪ ،‬رغم انه ليس‬ ‫هناك إي جديد في موضوع الشريعة يختلف عما سبقه‪،‬‬ ‫ول خلف من قبل القوى الوطنية عليها‪ ،‬ولكن الخلف هو‬ ‫على تكريس الستبداد باسم الدين السلمي والدين من‬ ‫هذا براء‪.‬‬ ‫أخيرا وفي مواجهة الزحف الجماهيري الهائل نحو قصر‬ ‫الرئاسة‪ ،‬وكل ما نشاهده من أحداث مظاهرات قصر‬ ‫‪79‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫التحادية الن‪ ،‬لم يكن هناك لدى الرئيس مرسي سوى‬ ‫الختباء خوفا والحتماء خلف سور امني لمنع المصريين‬ ‫من التعبير والتظاهر السلمي أو على القل بان يعاملوا‬ ‫مثلما عوملت مظاهرات أهله وعشيرته إمام قصر الرئاسة‬ ‫قبل أيام‪ ،‬حيث خرج حينها ليخطب فيهم‪ ،‬إما الن وفي‬ ‫حضرة عشرات ألف المتظاهرين إمام نفس القصر هذا‬ ‫لم يجد مرسي إل إن يتوارى ويختبئ وراء قوات المن‬ ‫والجيش ظنا منه بأنها قادرة على حماية عرشه مهما فعل‬ ‫واستبد وضرب بها تطلعات شعبه‪.‬‬ ‫أخيرا وبما إن شعار مليونية اليوم هو النذار الخير‬ ‫فعلى الرئيس مرسي وجماعة الخوان الحاكمة إن تدرك‬ ‫بان حماية قصر التحادية لن يتم ببناء سور امني حوله‬ ‫مهما عل هذا السور‪ ،‬لن الحماية الحقيقية هي بناء سور‬ ‫العدل والحرية والعدالة الجتماعية الذي يجب إن يسود‬ ‫وسيسود إن شاء ا لنها إرادة الشعب ول توجد قوة‬ ‫قادرة على كبح جماح شعب يتوق إلى الحرية‪.‬‬ ‫وسنسرد إليكم صور ووقائع مختصرة عن كل من يريد‬ ‫تقسيم الكعكة بمعنى ثروات شعب مصر لكي ينهبها‬ ‫وليس مصلحه الوطن والشعب ‪.‬‬ ‫البرادعي يدعو أمريكا والدول الغربية للتدخل في مصر ‪:‬‬

‫حرض محمد البرادعي ‪ -‬رئيس حزب الدستور ‪ -‬أمريكا‬ ‫والدول الوروبية على التدخل في شئون مصر الداخلية‬ ‫وإصدار إدانات وبيانات ضد قرارات الرئيس المنتخب‬ ‫بإرادة شعبية‪.‬‬ ‫وقال البرادعي ‪ -‬الذي عاش في الخارج عدة عقود ‪-‬‬ ‫في لقاء مع وكاله رويترز واسوشيتدبرس "إنني أنتظر‬ ‫لرى بيانات إدانة قوية للغاية من الوليات المتحدة ومن‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪80‬‬


‫أوروبا ومن إي شخص يهتم حقا بكرامة النسان وأتمنى‬ ‫إن يكون ذلك سريعا"‪.‬‬ ‫يذكر أن البرادعي كان يطمح إلى تولي منصب رئيس‬ ‫الجمهورية ولم يترشح للرئاسة عندما وجد أن مناخ‬ ‫النتخابات في مصر لن يساعده على الفوز بالمنصب‪ ،‬إل‬ ‫أنه كان دائم الدعوى لمجلس رئاسي يتولى زمام المور‬ ‫في البلد يكون هو أحد أركانه‪.‬‬

‫‪81‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الصهيونية والخوان‬

‫‪82‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫بعض الاء والتحليلت‬ ‫عن أبرز مرشحى الرئاسة‬ ‫البرادعى عميل زرعه الغرب في مصر ‪:‬‬

‫أوردت صحيفة "ذي نيوز" النجليزية الباكستانية‪ ،‬مقال‬ ‫خطيرا للعالم النووي الباكستاني عبد القادر خان‪ ،‬صاحب‬ ‫أول قنبلة نووية إسلمية والمطلوب الول أمريكيا‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان )‪ (Danger to Egypt.. Random thoughts‬أي‬ ‫)خطر يحيق بمصر‪ ..‬أفكار غير مرتبة(يؤكد فيه إن‬ ‫البرادعى عميل زرعه الغرب في مصر‪ ،‬وأن أشد الخطار‬ ‫التي تحاصر مصر هي وصول الخونة إلى مراكز السلطة‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الغرب عندما فشل في غزو مصر‬ ‫عسكريا‪ ،‬زرع الخونة بمراكز السلطة والمسؤولية منذ‬ ‫زمن؛ حتى يظهر تأثيرهم على المدى الطويل‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫أحدثهم هو الدكتور محمد البرادعى عميل المخابرات‬ ‫المريكية »‪ «CIA‬المخلص‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب إن سياسة الغرب بتأهيل الخونة ليصلوا‬ ‫إلى السلطة بعد سنوات وفى الوقت المناسب‪ ،‬سياسة‬ ‫متبعة مع الدول التي ل جدوى من العدوان المباشر عليها‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وأكد أن الحكومات الغربية زرعت عملءها في البلدان‬ ‫النامية في المناصب الرفيعة والمنظمات العالمية؛ لتسهيل‬ ‫أداء دورهم من التأثير في بلدانهم أو تخريبها إذا لزم‬ ‫المر؛ لذلك استخدم الغرب عميله المصري بطرس غالى‬ ‫الذي قلده الغرب منصب المين العام السادس للمم‬ ‫المتحدة ‪1996 - 1992‬م لرعاية مصالح إسرائيل والغرب‬ ‫في المنطقة‪ .‬أما الن فالدكتور محمد البرادعى هو آخر‬ ‫وأحدث ألعوبة تلعبها القوى الغربية في مصر لحماية‬ ‫وتعزيز المصالح الغربية ‪ -‬السرائيلية‪.‬‬ ‫ورأى عبد القادر خان أن اندلع الثورة المصرية‬ ‫وحماس المصريين وقوتهم في تحطيم النظام البائد؛ حث‬ ‫الدول الغربية على إرسال أبرز مجنديها المصريين‪ ،‬فبعثت‬ ‫البرادعى محاول اختطاف الثورة وترشيح نفسه للرئاسة‪،‬‬ ‫ل عن دوره‪ ،‬فعاد‬ ‫لكنه فشل فشل ذريعا‪ ،‬لكنه لم يتخ ّ‬ ‫على الفور لتشكيل حزب سياسي جديد في محاولة‬ ‫لخطف النتخابات البرلمانية‪ ،‬ولحسن حظ المصريين‪،‬‬ ‫فشل في هذه الخطوة أيضا‪.‬‬ ‫ب المصري من التلعب بهم على أيدي‬ ‫وحذر الشع َ‬ ‫أعوان الغرب‪ ،‬ونصحتهم باليقظة؛ لن الغرب لن يتخلى‬ ‫عن دوره‪ ،‬ول تزال اللعيب متوفرة لدى أعوانه المقربين‪.‬‬ ‫وعاد ليؤكد أن البرادعى ذا الـ ‪ 70‬عاما من عمره‪ ،‬ل‬ ‫يزال نشطا ويستطيع أن يظل مؤذيا لعشر سنوات قادمة‬ ‫أيضا؛ فقد تلقى تعليمه الساسي بحقوق القاهرة‪،‬‬ ‫عّين‬ ‫ودرس بعدها في جنيف ونيويورك‪ ،‬وفى عام ‪ُ 1964‬‬ ‫عضوا في الوفد المصري لدى المم المتحدة‪ ،‬وفى الوقت‬ ‫الذي رأت فيه واشنطن مصالحها السياسية بالمنطقة‪،‬‬ ‫عينته رئيسا للمعهد الدولي للتدريب والبحوث‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫أستاذا مساعدا للقانون في جامعة نيويورك‪ ،‬ثم أنهى‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪84‬‬


‫مشواره الرسمي في الوليات المتحدة بمنصب رئيس‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية )‪.(IAEA‬‬ ‫وأكد أن واشنطن تثق بـ»رجل الغرب« البرادعى‪ ،‬وإل‬ ‫ما كان ليتولى منصب رئيس الوكالة الذرية؛ فقد كان خلفا‬ ‫للسويدي وزير الخارجية سابقا الدكتور هانز بليكس الذي‬ ‫كان أيضا جاسوسا نشطا لواشنطن‪ ،‬وكان له دور أساسي‬ ‫في كتابة تقارير غامضة ومؤذية لحرب غير مشروعة في‬ ‫العراق‪ ،‬فُذبح أكثر من ‪ 100‬ألف من المدنيين‬ ‫البرياء‪ ،‬ول يزال القتل هناك مستمرا‪ ،‬وفى‬ ‫أفغانستان‪ ،‬ومع ذلك توج أوباما مشوار البرادعى بجائزة‬ ‫نوبل للسلم!‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة‪» :‬كلما عاد فريق الوكالة من التفتيش‬ ‫والبحث عن أنشطة تتعلق بإنتاج السلحة النووية في‬ ‫العراق‪ ،‬قال بليكس في تقريره‪ :‬إن المفتشين لم يجدوا‬ ‫دليل على وجود برنامج للسلحة النووية‪ ،‬ولكن هذا ل‬ ‫يعنى أن مثل هذا البرنامج ل وجود له"‪ .‬وهو ما كان يفعله‬ ‫ء على توصيات سياسية أمريكية‪ ،‬وفقا للصحيفة‪.‬‬ ‫بنا ً‬ ‫وأكد أن البرادعى الذي خدم الوكالة الدولية والمصالح‬ ‫المريكية لمدة ثماني سنوات‪ ،‬تلقى إشارة خضراء لتولى‬ ‫فترة رئاسة ثالثة بعد اجتماع مع كونداليزا رايس وزيرة‬ ‫الخارجية‪ ،‬وبعد أن وافق وصّدق على جدول العمال‬ ‫المريكي في باكستان وإيران بدعوى برامجهما النووية‪.‬‬ ‫واتهم خان البرادعى بإصدار تصريحات مؤذية وكاذبة‬ ‫عن البرنامج النووي الباكستاني‪ ،‬وحتى اليام الخيرة من‬ ‫وليته‪.‬‬ ‫ووجه العالم الباكستاني دعوة إلى الشعب المصري‬ ‫للتعلم من الحالة المخزية التي وصلت إليها بلده بعد‬ ‫المكوث سنوات تحت سلطة العميل المريكي »مشرف«‬ ‫‪85‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫رئيس باكستان السابق‪ ،‬وما عانته بلده طوال ‪ 13‬عاما‬ ‫منذ رحيله عن السلطة؛ إذ تحولت باكستان إلى مستعمرة‬ ‫غربية وتعرض شعبها للمهانة والذلل والتخلف عن ركب‬ ‫التطور‪ ،‬فضل عن هجمات الطائرات بدون طيار كل يوم‬ ‫تقريبا ورغم ذلك ل تزال القيادات الباكستانية تتعامل مع‬ ‫الغرب بأذرع مفتوحة وابتسامات عريضة‪.‬‬ ‫وشدد على أن الرسالة التي يحملها البرادعى ويسعى‬ ‫إلى تعزيزها هي الحفاظ على المصالح السرائيلية بإبقاء‬ ‫مصر على »الطريق الصحيح« تمشيا مع نطاق من كامب‬ ‫ديفيد وأوسلو‪ ،‬وهو ما ل يواكب تطلعات الشعب المصري‪.‬‬ ‫كما يتنافى مخطط البرادعى مع مصالح الشعب‬ ‫الفلسطيني المحاصر‪ ،‬وللسف فإن المم الغنية بالنفط‬ ‫العربي ل تملك إل مصالحها الخاصة‪ ،‬ول تكترث لمصالح‬ ‫المة‪ ،‬رغم قدرتها على إجبار الغرب على الضغط على‬ ‫إسرائيل للكف عن ممارساتها الوحشية في فلسطين‪.‬‬ ‫واختتم خان مقاله بالقول‪» :‬مصر هي المركز الثقافي‬ ‫للعالم العربي‪ .‬وكل حادث في شوارع القاهرة يؤثر في‬ ‫العالم العربي كله‪ ،‬في كل المجالت‪ ،‬وبكل الطرق‪ .‬ولقد‬ ‫دقت الثورة المصرية جرس إنذار فى إسرائيل وفى جميع‬ ‫أنحاء العالم الغربي" معبرا عن أمله في أن يرتقى‬ ‫الرئيس محمد مرسى إلى مستوى طموحات الشعب‬ ‫المصري‪.‬‬ ‫وماذا كتبت صحيفة ذي نيوز عن البرادعى‪:‬‬

‫كتبت صحيفة "زى نيوز" النجليزية مقال تحت عنوان "‬ ‫الفكار العشوائية‪ ..‬خطر يحيق بمصر" تؤكد فيه أن أشد‬ ‫الخطار التي تحاصر مصر هي وصول الخونة إلى مراكز‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪86‬‬


‫وأشارت الصحفية إلى إن الغرب عندما فشل في غزو‬ ‫مصر عسكريا زرع الخونة بمراكز السلطة والمسئولية منذ‬ ‫زمن حتى يظهر تأثيرهم على المدى الطويل مؤكدة ان‬ ‫أحدثهم هو الدكتور محمد البرادعى عميل المخابرات‬ ‫المريكية "‪ "CIA‬المخلص‪.‬‬ ‫تقارير البرادعى مؤذية وكاذبة ‪:‬‬

‫واتهمت الصحيفة البرادعى بإصدار تصريحات مؤذية‬ ‫وكاذبة عن البرنامج النووي الباكستاني‪ ،‬وحتى اليام‬ ‫الخيرة من وليته اتهم إيران بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه‬ ‫معاهدة حظر النتشار النووي وقرارات مجلس المن‬ ‫الدولي‪ ،‬بالرغم من توقيع إيران على معاهدة حظر‬ ‫النتشار النووي وسماحها للزيارات المنتظمة من قبل‬ ‫مفتشي الوكالة الدولية إلى جميع المواقع النووية‪ ،‬ولكن‬ ‫هؤلء المفتشين لم يعثروا مرة واحدة على ما يدين‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫وأكدت "زى نيوز" أن البرادعي تجاهل عمدا التعاون‬ ‫مع إيران متنبئا في أكثر من تصريح بتحول برنامج إيران‬ ‫النووي السلمي إلى برنامج للسلحة النووية‪ ،‬بدافع من‬ ‫جاسوسيته وعمالته للوليات المتحدة‪ ،‬ودوره المهين في‬ ‫كل من العراق وباكستان وإيران‪ ،‬مضيفة أنه لم يقوم‬ ‫فقط بخيانة هذه البلدان‪ ،‬بل أيضا خان الشعب المصري‪.‬‬ ‫حمدين صباحي والفلول وتخريب مصر ‪:‬‬

‫المة العربية فرحت بثورات الربيع العربي التي انطلقت‬ ‫من تونس ووصلت ريحها إلى أرض الكنانة مصر وأطاحت‬ ‫كم مصر بعد أنور السادات وعاد إعصار‬ ‫ح َ‬ ‫بأسوأ نظام َ‬ ‫الثورة إلى ليبيا الشقيقة فاجتثت نظام القذافي‪ ،‬ووصلت‬ ‫‪87‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الرياح إلى اليمن الشقيق وأسقطت نظام عبد ا صالح‬ ‫الذي مزق اليمن وحول شعبه إلى شعب مستهلك‬ ‫لغصان وبراعم أشجار القات وجحافل من المتسولين‬ ‫عند تقاطع الطرق وفي السواق‪ ،‬وهذه أعاصير الربيع‬ ‫العربي تعتصر سورية الحبيبة ول شك بأن فرج ا قريب ‪.‬‬ ‫إن فرحة المة العربية )الشعب( بثورة شعب مصر‬ ‫العظيم ‪ 25‬يناير على نظام مبارك وإسقاطه ل يضاهيها‬ ‫فرحة‪ ،‬فاستعاد شعب مصر العزيزة ثقته بنفسه وقدراته‬ ‫على مواجهة الطغاة‪ ،‬وامتدت يد شعب مصر العزيز إلى‬ ‫إخوانهم في فلسطين غزة فكسروا الحصار واستطاعت‬ ‫غزة أن تهز صواريخها أبواب تل أبيب والقدس وغيرها‬ ‫من مدن العمق السرائيلي وتدافع بعض القادة العرب‬ ‫إلى غزة والتأم شمل القيادة السياسية العربية بعد طول‬ ‫غياب قهري‪.‬‬ ‫هالني منظر الصديق العزيز حمدين صباحي المرشح‬ ‫السابق لرئاسة جمهورية مصر العزيزة وهو إلى جانب‬ ‫عمر موسى ومحمد البرادعي‪ ،‬يحرضون على التظاهر‬ ‫بهدف قلب نظام الحكم المنتخب في مصر‪ ،‬عمر موسى‬ ‫أيضا المرشح لرئاسة جمهورية مصر وحاز على أقل‬ ‫الصوات عبر صناديق النتخاب رغم ما أنفق من أموال‬ ‫لتحسين صورته على وسائل العلم وشراء الصوات‬ ‫بأموال جمعت من بعض دول النفط العربي الكارهين‬ ‫لثورة مصر العزيزة ولكنه مفلس فكريا وليس له حضور‬ ‫اجتماعي في مصر مضافا إلى ذلك مواقفه السلبية تجاه‬ ‫العراق قبل الحتلل وبعده والقضية الفلسطينية‪ ،‬عمرو‬ ‫موسى كان منافقا لدول الموالة عندما كان أمينا عاما‬ ‫لجامعة الدول العربية‪ .‬وأخيرا ذهابه إلى فلسطين‬ ‫المحتلة في الشهر الماضي لملقاة الملياردير الصهيوني‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪88‬‬


‫الليكودي حليف نتنياهو )رامي ليفني( ول نعلم ما دار بين‬ ‫الثنين من أحاديث لكن من طبائع اليهود سنعلم ولو بعد‬ ‫حين عن ما دار في تلك اللقاءات بين الثنين‪ ،‬عمرو‬ ‫موسى بعد عودته من تلك الزيارة المشبوهة إلى القاهرة‬ ‫أعلن انسحابه من الجمعية التأسيسية‪ ،‬عمرو موسى قلبه‬ ‫مليء بالحقد على الشعب المصري لنهم لم ينتخبوه‬ ‫للرئاسة فها هو يبحث عن سبيل للنتقام من الشعب‬ ‫المصري‪.‬‬ ‫محمد البرادعي لم يتجرأ لترشيح نفسه لن ملفاته قد‬ ‫وصلت إلى وسائل العلم وراح البعض منهم ينشر‬ ‫ملخصات لمواقفه من قضية العراق وإذا أردت سيادة‬ ‫القارئ الكريم أن تعرف عنه فما عليك إل التصال بالسيد‬ ‫هنز بلكس الذي استقال من منصبه في وكالة الطاقة‬ ‫الذرية المكلفة بلجان التفتيش على أسلحة العراق‬ ‫وتدميرها‪ ،‬السيد بلكس استقال احتجاجا على تدخل‬ ‫المخابرات المريكية في شؤون لجان التفتيش على‬ ‫العراق أما البرادعي فبقي في منصبه وكوفئ بجائزة‬ ‫نوبل لتدميره العراق وتسهيل احتلله ‪.‬‬ ‫يا للهول !! يا صديقي العزيز حمدين صباحي ملفك‬ ‫نظيف ولسانك عف ويدك بيضاء شبعت من سجون‬ ‫السادات وملحقة نظام مبارك فكيف تقف الى جانب‬ ‫الثنائي)عمر موسى والبرادعي( أرجوك كل الرجاء‬ ‫النسحاب من صف ذلك الثنائي فإنهما ل يضيفان إليك بل‬ ‫بالعكس يسحبان من رصيدك الوطني ‪.‬‬ ‫السؤال الموجه إلى "جبهة النهيار الوطني"‪) ،‬النقاذ‬ ‫الوطني كما يسمونها( التي يرأسها البرادعي هل الهدف‬ ‫من كل جهودكم إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي‬ ‫أم إصلح الدستور؟ البرادعي أستاذ قانون وخريج جامعة‬ ‫‪89‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫نيويورك وعلى ذلك يعلم أن دستور الوليات المتحدة‬ ‫المريكية عدل أكثر من سبع وعشرين مرة عن طريق‬ ‫تعديلت لبعض مواده الخلفية بعد اعتماده وليس اللغاء‬ ‫والعودة من جديد لصياغة دستور آخر‪.‬‬ ‫آخر القول‪ :‬مصر تخسر يوميا ‪ 800‬مليون جنيه‬ ‫مصري‪ ،‬وأكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر وأنتم ما‬ ‫برحتم تطالبون بحشد الشعب في الشوارع لتأييدكم في‬ ‫مطالب ليست عادلة بدل من الدفع بالناس إلى ميادين‬ ‫النتاج لزيادته‪ .‬إنكم تخربون مصر عن سابق إصرار‪ .‬اتقوا‬ ‫ربكم من أجل مصر العزيزة ‪.‬‬ ‫اتفاق سرى بين عمرو موسى وإسرائيل لرباك مرسى داخليا ‪:‬‬

‫ستظل مصر دائما واقفة على إقدام ثابتة فكل يوم يمر‬ ‫علينا يقع قناع من القنعة التي كنا نحترمهم فانا كنت من‬ ‫اشد المعجبين بالسيد عمرو موسى وكان له شعبية كبيرة‬ ‫في مصر واليوم وقع القناع الذي كان يرتدية مثله مثل‬ ‫غيرة من الذين سبقوه في نشر الفتن في مصر‬ ‫في مفاجأة كبيرة أعلن عنها الكاتب الصحفي عبد‬ ‫الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربية أكد‬ ‫فيها أن لقاء سرى جمع بين عمرو موسى المرشح‬ ‫الرئاسي السابق وبين وزيرة الخارجية السرائيلية السابقة‬ ‫تسيبي ليفني يوم ‪ 4‬نوفمبر السابق طالبت فيه موسى‬ ‫بضرورة العمل على إرباك الرئيس محمد مرسى داخليا‬ ‫وذلك قبل الهجوم على غزة بأسبوعين لنشغال‬ ‫مرسى في المشاكل الداخلية لمنعه من اللتفات لما‬ ‫سوف يحدث لغزة وبالفعل عاد موسى من اللقاء وأعلن‬ ‫عن انسحابه من الجمعية التأسيسية للدستور بدون أن‬ ‫يبدى أي أسباب مقنعة للرأي العام المصري بل وحرض‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪90‬‬


‫الخرين على النسحاب بالتوالي دون أي أسباب مقنعة‬ ‫بالرغم من اقتراب إنهاء الدستور وأنه كان أولى بهم‬ ‫النسحاب منذ فترة كبيرة‬ ‫وأكد عطوان أن هذا التفاق أكده بنحاس عنباري‬ ‫الخبير السرائيلي في شؤون الشرق الوسط عندما قال‬ ‫لشبكة روسيا اليوم )أن الرئيس المصري محمد مرسى‬ ‫أفشل العملية السرائيلية في غزة قبل أن تبدأ وكنا نعول‬ ‫على قوى داخلية في مصر بإشغاله بالشأن الداخلي‬ ‫السياسي والقتصادي( وان ندل هذا على شئ إنما يدل‬ ‫على إن مرسى رئيس يهابه العداء في إسرائيل وانه‬ ‫صاحب كلمة مسموعة بين العالم السلمى والعالم‬ ‫الوربى أيضا ‪.‬‬ ‫حقيقة أحمد شفيق ‪:‬‬

‫زعم البعض إن احمد شفيق رئيس وزراء موقعة‬ ‫الجمل هو الفضل في هذه الفترة لمصر و تكلم الكثير‬ ‫من الناس عن مطار القاهرة و يعتبرونه من انجازات‬ ‫شفيق أود أن أرد عليهم و اعرفهم ما هي حقيقته و من‬ ‫هو احمد شفيق ‪:‬‬ ‫‪ -1‬قام أحمد شفيق بإسناد عملية إنشاء مبنى الركاب‬ ‫الجديد رقم ‪ 3‬بمطار القاهرة إلي شركات تابعة‬ ‫لمجدي راسخ ومحمود الجمال ولبعض أصدقائه‬ ‫بالمر المباشر وبأرقام فلكية حيث بلغت تكلفة‬ ‫المبنى ‪3,3‬مليار بقروض من البنك الدولي ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بلغت خسائر تشغيل مبنى الركاب رقم ‪ 3‬أكثر من‬ ‫‪ 500‬مليون جنيه سنويا‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ -3‬الشركة التي أشرفت علي إنشاء المبنى رقم ‪3‬‬ ‫وهي تاس التركية قامت بإنشاء مطار أتاتورك‬ ‫بتركيا وهو يمثل ثلثة أضعاف مطار القاهرة بدون‬ ‫قروض بنظام "‪ " p.o.t‬لمدة محددة ودون تحميل‬ ‫الدولة التركية أية أعباء أو خسائر‪.‬‬ ‫‪ -4‬قام أحمد شفيق ببيع ‪ 500‬ألف متر مربع من‬ ‫الراضي الواقعة في زمام مكان وزارة الطيران‬ ‫المدني لرجل العمال فهد الشبكشي بسعر جنيه‬ ‫واحد للمتر المربع وكذلك باع ‪ 4000‬متر مربع‬ ‫لشركة مارسيم العالمية لبناء فندق بالمطار الجديد‬ ‫بالمر المباشر وبدون مناقصة بسعر جنيه واحد‬ ‫للمتر المربع وهذا الفندق يمتلك فهد الشبكشي‬ ‫‪ %50‬من حصته ‪.‬‬ ‫‪ -5‬قام أحمد شفيق بتقديم مليون متر مربع لوجدي‬ ‫كرارة برسم إشغال واحد جنيه شهريا في زمام‬ ‫وزارة الطيران المدني ‪.‬‬ ‫‪ -6‬بصفته رئيس أمناء مارينا قام شفيق بمنح حق‬ ‫استغلل فندقين بمارينا لوجدي كرارة أيضا مقابل‬ ‫مليون جنيه سنويا رغم أن الفندقين يحققان أرباحا ً‬ ‫تتراوح مابين ‪ 50‬إلي ‪ 60‬مليون جنيه سنويا ً‪.‬‬ ‫‪ -7‬قام أحمد شفيق ببيع الطائرات المملوكة لمصر‬ ‫للطيران بنظام الشراء التشغيلي ومرهونة بأصول‬ ‫مصر للطيران‬ ‫‪ -8‬قام بإدراج قيمة الطائرات علي إنها إيرادات للتغطية‬ ‫على خسائر الشركات التابعة لمصر للطيران وعلي‬ ‫سبيل المثال شركة الخطوط الجوية بلغت‬ ‫خسائرها ‪580‬مليون جنيه العام الماضي‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪92‬‬


‫‪-9‬قام أحمد شفيق ببناء ممر رابع وبرج مراقبة جديد‬ ‫بمطار القاهرة بتكلفة مليار و ‪ 250‬مليون جنيه‬ ‫بالرغم من وجود ثلثة ممرات وبرج مراقبة مع أن‬ ‫كثافة حركة الطيران بمطار القاهرة ل تستدعي‬ ‫هذه النشاءات التي تعد إهدارا ً للمال العام وعلي‬ ‫سبيل المثال فمطار هيثرو بلندن به ممران فقط‬ ‫رغم أن كثافة حركة الطيران به تبلغ خمسة‬ ‫أضعاف كثافة الطيران في مطار القاهرة‪.‬‬ ‫‪ -10‬قام أحمد شفيق ببناء "مول تجاري"أمام صالة‬ ‫الوصول رقم ‪ 3‬بالمطار القديم بتكلفة ‪ 100‬مليون‬ ‫جنيه ولم يحقق أية إيرادات وفشل المشروع في‬ ‫مطار شرم الشيخ وأنشأ مول تجاريا بتكلفة ‪40‬‬ ‫مليون جنيه وتم تحويله إلي مخزن تجميع عفش‬ ‫الركاب ويتم الن إنشاء مترو طائر يربط بين مطار‬ ‫رقم ‪1‬ومطار ‪ 3‬بتكلفة ‪ 250‬مليون رغم أن حركة‬ ‫ركاب الترانزيت والمسافة بين المبنيين ل تستدعي‬ ‫هذا الهدار للمال العام حيث تم اليحاء من‬ ‫شركات عالمية غير متخصصة بإمكانية تحويل مطار‬ ‫القاهرة إلي مطار محوري ولم يشيروا في‬ ‫دراستهم إلي وجود مطارين محوريين منافسين‬ ‫في المنطقة وهما دبي ونيروبي بإمكانيات هائلة‬ ‫وكان الهدف فقط أن يظهر أحمد شفيق أمام‬ ‫الشعب أنه أنشأ مطارا عالميا ولم يتساءل أحد كم‬ ‫تكلف هذا المشروع وكم من الموال أهدرت وكم‬ ‫تكلفة إقامة عائلة أحمد شفيق في باريس لمدة‬ ‫‪12‬يوما ؟ لقد تكلفت ‪600‬ألف جنيه تم تحميلها علي‬ ‫ميزانية مصر للطيران ‪ ..‬وهذه مرة من عشرات‬ ‫المرات ‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ -11‬يمتلك أحمد شفيق قصرا ًفي التجمع الخامس‬ ‫وقصرا ًآخر في مارينا تم تخصيصهما له من محمد‬ ‫إبراهيم سليمان وزير السكان السبق وكذلك قصر‬ ‫في باريس وقام بإنشاء طريق بين التجمع‬ ‫الخامس والمطار لخدمة سيادته بحجة خدمة‬ ‫الركاب القادمين من التجمع الخامس والمدن‬ ‫الجديدة بتكلفة ‪120‬مليون جنيه والطريق خال تماما‬ ‫طوال ‪ 24‬ساعة ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬قام أحمد شفيق بتعيين أكثر من ‪ 600‬لواء وعميد‬ ‫متقاعد في وزارة الطيران بلغت مرتباتهم الشهرية‬ ‫نحو ‪ 9‬مليين جنيه‬ ‫‪ - 13‬قام بنقل ‪ 3‬من أصدقائه المقربين للعمل‬ ‫كمديرين لمكاتب مصر للطيران في الخارج وهم‬ ‫محمد الكردي مدير مكتبه وعبد الحميد شلبي لواء‬ ‫قوات جوية ومدير المن بوزارة الطيران وأحمد‬ ‫البلتاجي الملحق العسكري بفرنسا ووصل مرتب‬ ‫كل منهم إلى ‪ 20‬ألف يورو شهريا‬ ‫‪ - 14‬قامت مصر للطيران بتعليمات من أحمد شفيق‬ ‫بإلغاء عقد شركة مالي جيم اللمانية التي تم‬ ‫إرساء عقد إدارة فندق موفنبيك المطار والذي‬ ‫تساهم فيه مصر للطيران بنسبة ‪ %50‬ودفعت مصر‬ ‫للطيران للشريك السعودي ‪ 4,2‬مليون يورو كغرامة‬ ‫فسخ عقد وتم إعادة الدارة إلى شركة موفنبيك‬ ‫لن علء وجمال مبارك شريكان في شركة‬ ‫موفنبيك لدارة الفنادق ‪.‬‬ ‫‪ - 15‬وافقت سلطة الطيران المدني المصري لشركة‬ ‫مالي كوبر النجليزية على إنشاء مطار في منطقة‬ ‫رأس سدر بنظام ‪ p.o.t‬ولكن لدواعي أمنية تم‬ ‫إلغاء المشروع ورفض أحمد شفيق دفع ‪ 5‬مليين‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪94‬‬


‫جنيه غرامة تعويض للشركة وبعد جلسات تحكيم‬ ‫دولي طلبت الشركة مبلغ ‪ 50‬مليون جنيه الحد‬ ‫القصى كتعويض تم تخصيص المبلغ إلى ‪15‬‬ ‫مليون دولر تم دفعه بالكامل وأشيع فى ذلك‬ ‫الوقت أن الحكم قد تم إلغاؤه وهذا غير صحيح ‪.‬‬ ‫‪ - 16‬صندوق تطوير وتنمية الطيران رأس ماله يتراوح‬ ‫بين ‪ 200‬إلى ‪ 300‬مليون جنيه يتم التصرف فيه عبر‬ ‫أحمد شفيق شخصيا وبدون أيه جهة رقابية ‪.‬‬ ‫‪ - 17‬تم بيع طائرتي مصر للطيران الجامبو العملقة‬ ‫بمبلغ ‪ 2‬مليون جنيه وهذا المبلغ ل يساوى ثمن‬ ‫محرك للطائرتين ‪.‬‬ ‫‪ - 18‬مستشفى مصر للطيران تم بناؤه بمجهود‬ ‫العاملين في مصر للطيران وتم تحويله بأمر من‬ ‫شفيق إلى مستشفى عام للشركات والفنانين وتم‬ ‫عزل موظفي مصر للطيران في مبنى صغير‬ ‫وأصبحوا غرباء داخل مستشفاهم‪.‬‬ ‫‪ - 19‬تم إسناد إدارة مستشفى مصر للطيران للواء عبد‬ ‫السلم حلمي وهو ليس طبيبا ولكن مهندس‬ ‫حفلت أحمد شفيق والذي عمل دعاية لحفل‬ ‫الشركة بين مستشفى مصر للطيران ومستشفى‬ ‫جورج بومبيرو الفرنسية وتم الستعانة بشركة‬ ‫دعاية وتكلف الحفل مبالغ خيالية ‪.‬‬ ‫إن سياسة أحمد شفيق وهتلر طنطاوي ووزير العدل‬ ‫ممدوح مرعى أدت إلى تكميم الفواه وتشويه‬ ‫سمعة الشرفاء وتلفيق التهامات حتى وصلت‬ ‫المور إلى مهاجمة منازل الشرفاء في منتصف‬ ‫الليل وحبسهم في مبنى الرقابة الدارية‪.‬‬ ‫‪- 20‬المهندس عاطف عبد الحميد وزير النقل السابق‬ ‫كان يشغل منصب رئيس الشركة القابضة لمصر‬ ‫‪95‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫للطيران وتم عزله بأوامر رئاسية عليا لتقاضيه‬ ‫عمولت ‪ ..‬واستعان به أحمد شفيق كوزير للنقل‬ ‫في وزارته‪.‬‬ ‫‪-21‬اللواء إبراهيم مناع رئيس الشركة القابضة‬ ‫للمطارات والملحة الجوية وشريك أحمد شفيق‬ ‫في عمليات إنشاء المطارات تم الستعانة به كوزير‬ ‫للطيران في حكومة شفيق للتغطية على الخطاء‬ ‫وإهدار المال العام‪.‬‬ ‫‪ -22‬تم إنشاء نادي للنشاط الرياضي للعاملين بوزارة‬ ‫الطيران وهيئه ميناء القاهرة الجوى وتخصيص ‪6,5‬‬ ‫مليون من شركة الخطوط الجوية بمصر للطيران‬ ‫ومع ذلك غير مسموح لموظفي شركة الخطوط‬ ‫الجوية بدخول النادي قبل دفع رسم اشتراك ‪30‬‬ ‫ألف جنيه ورسم سنوي‪.‬‬ ‫‪ - 23‬يوجد ماكينة لطبع تذاكر السفر بمكتب الوزير‬ ‫السابق أحمد شفيق وهي مخالفة مالية جسيمة‬ ‫وإهدار للمال العام لنه ل يمكن مراقبة المبالغ‬ ‫المحصلة من استخراج هذه التذاكر‪.‬‬ ‫‪ - 24‬قام أحمد شفيق بتخصيص الرض الواقعة على‬ ‫طريق المطار خلف لبوار لبن أحد المسئولين‬ ‫والذي أقام عليه مدينة ترفيهية تم تخصيص هذه‬ ‫الرض بسعر جنيه للمتر الواحد‪ ،‬كما حصل صاحب‬ ‫جريدة خاصة على عدة امتياازات ومنها على سبيل‬ ‫المثال تخصيص أراضى له بسعر ‪ 100‬جنيه للفدان‬ ‫‪.‬‬ ‫عدم احترامه للقانون‪ ..‬عندما يتخذ قرارات ل يهمه إن‬ ‫كانت متمشية مع القوانين أو ل وعندما يقوم المحيطين به‬ ‫بلفت نظره بان هناك مادة قانونية أو قاعدة لبد من‬ ‫اللتزام بها فهو ل يبالى وما يلى مثال على ذلك ‪:‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪96‬‬


‫‪ -1‬اللواء طيار مجدي الوزيرى عينه احمد شفيق رئيسا‬ ‫لقطاع المن بوزارة الطيران المدني ورئيسا لقطاع‬ ‫المن بمصر للطيران في نفس الوقت يعنى بيفتش‬ ‫على نفسه لن الوزارة هي التي تراقب الشركات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬قام بتعيين الطيار سامح الحفنى وهو طيار بمصر‬ ‫للطيران و يتقاضى مرتبه منها رئيسا لسلطة‬ ‫الطيران المدني التي تقوم بتفتيشات السلمة على‬ ‫شركات الطيران ومنها مصر للطيران و هذا مخالف‬ ‫للقوانين الدولية و المحلية لنه ل يجوز أن تكون‬ ‫هناك مصالح مادية بين المفتش والجهة التي يقوم‬ ‫بالتفتيش عليها ‪.‬‬ ‫الخــلقــيــــات‪:‬‬

‫‪ -1‬عندما أصيب احد أفراد شلته بنوبة قلبية توفى على‬ ‫أثرها أثناء تواجده بإحدى الشقق‪ ،‬وكانت الصابع‬ ‫تشير إلى وجود علقة نسائية مشبوهة‪ ،‬قام‬ ‫بالتغطية عليه بل و احتسبها له إصابة عمل‪ ،‬وهذا‬ ‫إن دل على شيء فهو يدل على انعدام الخلق‬ ‫وعدم احترامه للقانون والقواعد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬قام بتعيين صديق له بمنصب هام وحساس‪ ،‬ومع‬ ‫علمه بأن هذا الصديق على علقة مع سيدة‬ ‫متزوجة‪ ،‬وعندما كان هذا الصديق يقود السيارة‬ ‫البيجو الخاصة بالعمل وهى جالسة على حجره‬ ‫وقع حادث شديد وقام احمد شفيق بالتغطية‬ ‫وإنهاء المر مع الشرطة ‪.‬‬

‫دوره الخفي خلل ثورة ‪25‬يناير ‪:‬‬

‫‪97‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ -1‬كلف إحدى الفنانات بشن هجوم عنيف على الثورة‬ ‫والثوار ‪ ....‬لماذا نفذت رغبته؟ لنه كان قام بتعيين‬ ‫ابنتها كطيار بمصر للطيران في وقت لم تكن‬ ‫الشركة بحاجة إلى طيارين ولكنه قام بعمل دفعة‬ ‫خاصة لها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اشترك احمد شفيق مع أصدقائه المقربين إبراهيم‬ ‫كامل‪ ،‬و أبو العنين‪ ،‬و كمال الجبري‪ ،‬ومعهم جمال‬ ‫مبارك في التخطيط و تنفيذ هجوم يوم الربعاء‬ ‫السود بالرغم من إنكاره ذلك‪ ،‬أهان المعتصمين‬ ‫بميدان التحرير وقال على قناة البى بى سى‬ ‫"كأنهم في الهايد بارك و ممكن أجيب لهم بونبون‬ ‫كمان "‬ ‫‪ -3‬صديق حميم لعائلة مبارك و كان حسنى مبارك‬ ‫يعتبره أخا أصغر و كانت زياراته المنزلية لهم أمر‬ ‫عادى ‪.‬‬ ‫‪ -4‬كان من مهندسي مخطط التوريث‪.‬‬ ‫‪ -5‬صديق حميم لحسين سالم رجل العمال الهارب‪.‬‬ ‫‪ -6‬صديق لمحمد عبد الحميد بسيونى سفير مصر في‬ ‫إسرائيل ‪.‬‬ ‫‪ -7‬باع عدد من طائرات مصر للطيران واتى بطائرات‬ ‫مستأجرة ووضع الشركة في مأزق لتدبير اليجار‬ ‫الشهري ليتباهى بأنه زود عدد الطائرات بينما هو‬ ‫في الحقيقة قلص أصول الشركة ‪.‬‬ ‫‪ -8‬اقترض المليين ليبنى المطارات ولم يكون النظام‬ ‫و الكوادر التي ستشغلها و طفشت الشركة الجنبية‬ ‫التي كانت تديرها ‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪98‬‬


‫‪ -9‬يهتم فقط بالظاهر فصارت حالة الطائرات الفنية‬ ‫سيئة لدرجة انه و لول مرة في تاريخ مصر كادت‬ ‫تمنع طائرات مصر للطيران من الهبوط في أوروبا‪.‬‬ ‫هل هذا الرجل هو الذي سيؤتمن على التغيير و‬ ‫ملحقة ثروات عائلة مبارك و رجال العمال‬ ‫)أصدقائه ( الهاربين‪ ..‬وبعد إن شاهدنا كل هذه‬ ‫الشياء أريد أن اطرح سؤال هل يصلح احمد‬ ‫شفيق لقيادة مصر !!! علما بأن العديد منهم‬ ‫حرص على إكساب أولدهم وأحفادهم للجنسيات‬ ‫الجنبية !!!‬ ‫ومن هنا يتردد للشعب كل يوم أن الذي قام بموقعه‬ ‫الجمل وقتل المتظاهرين كل يوم هو الطرف الخفي‬ ‫هذه الكلمة ترددت على لسان كل من ترشح لرئاسة‬ ‫الجمهورية إلى أن وصل الكرسي لمرسى وحتى تاريخه‬ ‫يردد مرسى نفس الشائعات بأن ما يحدث سواء في قصر‬ ‫التحادية أو محمد محمود أو في سيمون بوليفار فهذا‬ ‫أيضا من فعل الطرف الخفي وكأنه لبس طاقية الخفاء‬ ‫ولكن لبد أن الشعب يدرج أن الطرف الخفي من فعلهم‬ ‫هم والقتل والنهب والسرقة وأفعال البلطجة هو من فعل‬ ‫أعمال السياسة ولكي يتوهم الشعب المصري بأن هناك‬ ‫يد خفيه تعبث بالثورة التي سرقوها من الشباب الذي‬ ‫ضحى بروحه من أجل الكرامة والعدالة الجتماعية‬ ‫ونفس السياسة التي كان يتبعها الرئيس المخلوع يتبعها‬ ‫السيد مرسى واليكم نبذه مختصرة للهاء الشعب وكأنه‬ ‫طفل ل يدرك ما يجرى من حوله‪.‬‬ ‫"‪ "CIA‬في إيران ‪:‬‬

‫‪99‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وفى إيران أطاحت الثورة الشعبية بشاه إيران بمعاونة‬ ‫من الدكتور مصدق والدكتور فاطمي‪ ،‬ثم عاد الشاه‬ ‫بمساعدة المخابرات المريكية واغتيل الدكتور فاطمي‪،‬‬ ‫وألقي الدكتور مصدق في السجن لسنوات‪ ،‬وانتظر‬ ‫اليرانيون بعد ذلك نحو ‪ 25‬عاما قدوم المخلص‬ ‫لتحريرهم من الفساد والطغيان والقتل والتعذيب حتى‬ ‫جاء آية ا الخميني‪.‬‬ ‫"‪ "CIA‬في مصر والجزائر والعراق وليبيا ‪:‬‬

‫وعلى نحو مماثل تم الطاحة ببطل استقلل الجزائر‪،‬‬ ‫أحمد بن بله‪ ،‬بمعاونة قائد الجيش الذي جحد فضل بله‬ ‫ونكر جميله‪ ،‬وبنفس الطريقة تمت الطاحة بكل رموز‬ ‫وقادة العرب كجمال عبد الناصر في مصر والقذافى في‬ ‫ليبيا وصدام في العراق‪ ،‬وذو الفقار علي بوتو والجنرال‬ ‫ضياء الحق في باكستان وكوامي نكروما المناضل‬ ‫الفريقي‪ ،‬وسيدي أبو باكر تافاوا باليوا في نيجيريا‬ ‫وغيرهم ممن أصبحوا غير مفيدين للغرب‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة من حسن حظ إيران وجود قيادة أمينة‬ ‫على شعبها‪ ،‬وشعب يقظ‪ ،‬وخاصة في ظل سيل الدماء‬ ‫السوري ‪ ،‬فالقيادة اليرانية تخشى ا وتحفظ شعبها‪ ،‬أما‬ ‫باكستان‪ ،‬فقد تولى عليها برويز مشرف وخدم الوليات‬ ‫المتحدة أكثر من أي أمريكي ولكنه رحل بعد أن انتهى‬ ‫دوره الذي أراده له الغرب حتى وصل أصف زردارى إلى‬ ‫سدة الحكم في باكستان‪.‬‬ ‫مصر مثل إيران ‪:‬‬

‫وقالت الصحيفة النجليزية‪" :‬كما هو الحال بالنسبة‬ ‫لليرانيين‪ ،‬عانى المصريون على مدى ‪ 60‬عاما من الحكم‬ ‫الديكتاتوري‪ ،‬والتعذيب الوحشي وجرائم القتل التي ل تعد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪100‬‬


‫ول تحصى‪ ،‬والن لديهم قيادة نزيهة تخشى ا كما‬ ‫تخشى قادة إيران ا‪ ،‬ففي مصر يوجد الخوان‬ ‫المسلمين‪ ،‬وزعيمهم الذي استطاع بعد معركة طويلة أن‬ ‫يتقلد رئاسة مصر‪ ،‬وعلى الرغم من تلعب المجلس‬ ‫العسكري إل أن النتخابات النزيهة لحسن حظ الخوان‬ ‫أدت إلى صعود مرسى إلى سدة الحكم‪.‬‬ ‫وأكدت الصحيفة أن صعود مرسى وجماعة الخوان‬ ‫المسلمين لسدة الحكم في مصر أحدث تموجات في‬ ‫العواصم الغربية‪ ،‬وخاصة في إسرائيل‪ ،‬لنهم يخشون‬ ‫سياسات مرسى لعادة إحياء تراث وثروات بلده مع‬ ‫الحتفاظ بالعلقات الخارجية المتوازنة والتفاقيات‬ ‫الدولية القائمة على الحترام المتبادل‪ ،‬وفقا لوعوده‪،‬‬ ‫ولكنهم يخشون مصر البلد العظيم المنهوب الثروات والذي‬ ‫سقط تحت الحكم الديكتاتوري لكل من أنور السادات‬ ‫وحسنى مبارك حتى فقدت مكانتها الرائدة وأصبحت‬ ‫مستنقعا ومستعمرا غربيا‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الفصل الخامس‬ ‫تداعيات الثورة‬ ‫الحداث وردود الفعال‬ ‫الرياضة على طريقة مرسى ومبارك ‪:‬‬

‫أسئلة كثيرة فرضت نفسها مع انطلق مباريات الدوري‬ ‫الممتاز بعد توقف دام لكثر من عام منذ مجزرة إستاد‬ ‫بورسعيد في فبراير الماضي‪ ،‬وأبرزها لماذا عادت‬ ‫المسابقة في هذا التوقيت ؟! ‪ ..‬ولماذا تأخرت كل هذه‬ ‫الشهور رغم إقامة بطولة السوبر بين الهلي وإنبى ؟! ‪..‬‬ ‫هل فعل ً سّهل الحكم بإحالة ‪ 21‬متهما في قضية المجزرة‬ ‫إلى فضيلة المفتى أم هناك أمور أخرى؟!‪ ،‬وهل لذلك‬ ‫علقة بالحداث السياسية التي تمر بها مصر ولماذا ظل‬ ‫صامتا تجاه صرخات الرياضيين طوال هذه الفترة ؟!!‬ ‫ورغم أن هناك أكثر من إجابة لبعض هذه السئلة‬ ‫حسب وجهة نظر كل فرد ورؤيته فإن الواقع يكشف عن‬ ‫أن الرياضة المصرية خاصة كرة القدم كتب عليها أن تظل‬ ‫ضمن أدوات النظام الحاكم في عهدي الرئيس الحالي‬ ‫الدكتور محمد مرسى والسابق محمد حسنى مبارك إما‬ ‫للهاء الناس أو لترفيهم‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪102‬‬


‫فوجئ الجميع بعودة بطولة الدوري ومرور السبوع‬ ‫الول بسلم وتأمين من الداخلية التي كانت أجّلت عودتها‬ ‫لكثر من ‪ 4‬مرات بدعوى عدم استقرار الوضاع المنية‬ ‫وعدم قدرة الوزارة على تأمينها رغم أن الجميع حتى‬ ‫مساء الجمعة كان يتوقع عدم عودتها بتعليمات من‬ ‫الداخلية والتي بالطبع تتلقى تعليماتها من الرئيس‬ ‫ومؤسسة الرئاسة ‪ ..‬فهل استقرت الوضاع المنية بين‬ ‫يوم وليلة واستعادت الداخلية قوتها وجبروتها لتأمين‬ ‫المسابقة‪ ،‬والجابة ل"" لن الحداث خاصة السياسية‬ ‫كانت في قمة اشتعالها بثورة مدينة بورسعيد اعتراضا‬ ‫على أحكام المجزرة المبدئية ورفضها مع محافظتي‬ ‫السماعيلية والسويس الحظر الذي كان أعلنه الرئيس –‬ ‫قبل تراجعه – إلى جانب المظاهرات المشتعلة بالعاصمة‬ ‫اعتراضا على سياسة النظام الحاكم وجماعته الخوان‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫البعض قد يذهب إلى أن الحكام فتحت الباب أمام‬ ‫هدوء ثورة ألتراس أهلوي التي كانت تتمسك بالقصاص‬ ‫قبل عودة النشاط فهل الدولة فقدت قدرتها على التصدي‬ ‫لهم وما سر ظهور هذه القوة في سبتمبر الماضي وإقامة‬ ‫مباراة السوبر بين الهلي وإنبى والتي فاز بها الفريق‬ ‫الحمر ورفض محمد أبوتريكة لعب الهلي المشاركة بها‬ ‫تضامنا مع اللتراس ودفع الثمن غاليا‪.‬‬ ‫ووسط كل هذه الظروف التي تمر بها مصر من انفلت‬ ‫أمنى ومظاهرات عاد الدوري ليتفرغ عدد كبير من الناس‬ ‫لمتابعة أخباره وتعود لتتصدر عناوين شاشات الفضائيات‬ ‫ووسائل العلم‪.‬‬ ‫الغريب أن بعض قيادات الخوان وعلى رأسهم الدكتور‬ ‫عصام العريان ظهروا ليؤكدوا أن عودة المسابقة عنوان‬ ‫‪103‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫لستقرار مصر وتعنى عودة الحياة الطبيعية متناسيا‬ ‫تصريحاته السابقة أن الدوري لن يعود إل بعد انتهاء‬ ‫المباريات والصراعات السياسية والمظاهرات ‪ ..‬فهل‬ ‫اختفت هذه الصراعات ؟!‪ ،‬وهل اختفى المعارضون أو‬ ‫"بطلوا معارضة"‪.‬‬ ‫الكثيرون عابوا على مبارك اهتمامه الزائد بالرياضة‬ ‫واتهموه أنه استخدمها للهاء الشعب بدليل أنه في عام‬ ‫‪ 2006‬وقعت حادثة العبارة السلم ‪ 98‬ومع ذلك حضر‬ ‫الرئيس نهائي كأس المم الفريقية بالقاهرة وسّلم‬ ‫حسام حسن قائد المنتخب كأس البطولة بعد الفوز على‬ ‫كوت ديفوار‪ ،‬وتكرر المر في عهد النظام الحالي‪ ،‬إن ما‬ ‫حدث فى استاد بورسعيد من أحداث رهيبة ل يقرها عقل‬ ‫أو دين أو شرع تخالف طبيعة العب المصرى وأخلق‬ ‫وطباع أهالى بورسعيد‪ ،‬فتاريخ أهالى بورسعيد يشهد لهم‬ ‫بالبطولة والشجاعة‪ ،‬وكل ما حدث ما هو إل محاولة من‬ ‫النظام الفاسد لحداث فتنة وبلبلة فى المن والمان‪.‬‬ ‫ولكن هناك علقات استفهام كثيرة‪ ،‬هل هناك تورط‬ ‫لجهزة مخابرات أجنبية‪ ،‬هل هناك عملء من الداخل أو‬ ‫الخارج‪ ،‬ماذا يعنى تكاسل أو تهاون رجال المن فى أداء‬ ‫مهامهم فى تأمين الستاد‪.‬‬ ‫كان هناك مظاهر تنذر بعنف شديد قبل المباراة منها‬ ‫على سبيل المثال ل الحصر‪ :‬تبادل التهامات والتهديدات‬ ‫قبل المباراة‪ ،‬بث الشاعات عبر شبكة النترنت من‬ ‫صفحات مجهولة المصدر‪ ،‬كان هناك إعلميين يظهرون‬ ‫فى صورة من يحاول أن يضع البنزين على النار لتهييج‬ ‫الوضع أكثر‪ ،‬منع قطار جماهير الهلى من دخول‬ ‫بورسعيد‪ ،‬رشق التوبيسات والسيارات القادمة من خارج‬ ‫بورسعيد بالحجارة‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪104‬‬


‫أما ما حدث فى الستاد نفسه فهو مثير للجدل والريبة‪،‬‬ ‫فمن سمح بدخول السلحة البيضاء داخل الستاد‪ ،‬من‬ ‫أصدر قرار لحام أبواب المدرجات‪ ،‬وجود بعض كوادر‬ ‫وبقايا النظام السابق فى الستاد‪.‬‬ ‫فهل يستطيع أحد أن يفسر كيف أنه فى الوقت الذي‬ ‫وقع فيه أكثر من ‪ 41‬شهيدا في بورسعيد أثناء محاولتهم‬ ‫اقتحام السجن العمومي للمحافظة اعتراضا على أحكام‬ ‫المجزرة وضحايا ومصابين كثيرين في محافظات أخرى‬ ‫نتيجة الحوادث أو السحل أو الضرب أعاد النظام الدوري‬ ‫وما زالت علمات الستفهام تطارد عودته في هذا‬ ‫التوقيت رغم الفرحة العارمة للرياضيين ؟!!‬ ‫الزمة في مصر‪ :‬وادي التكنولوجيا أم الدستور والمرشد؟‬

‫قبل حوالي شهرين من الن‪ ،‬تواردت النباء في وسائل‬ ‫العلم حول دور ماليزي مرتقب للمساهمة في تنفيذ‬ ‫مشروع )وادي التكنولوجيا ( في السماعيلية‪ .‬لم ننظر‬ ‫للخبر حينها إل كجزء من العلقات التقليدية بين القاهرة‬ ‫وكواللمبور‪ ،‬إذ أن التبادل التجاري والستثمارات المشتركة‬ ‫في تزايد منتظم‪ .‬بعد فترة وجيزة تواردت أنباء عن‬ ‫استعداد تركي للمساهمة في ذات المشروع‪ ،‬وهو ما‬ ‫استدعى البحث في ماهية هذا المشروع الذي يحتاج إلى‬ ‫مساندة من كبرى الدول السلمية‪ ،‬وقد كانت المفاجأة‬ ‫حين حصلت على الملف الكامل للمشروع من السفارة‬ ‫المصرية في كواللمبور‪ ،‬فوادي التكنولوجيا ليس مجرد‬ ‫مشروع استثماري ضخم‪ ،‬وإنما يرقى ليكون بداية عملية‬ ‫في تحول أنماط الحياة الستثمارية‪ ،‬وميلدا لسلوك‬ ‫اقتصادي واجتماعي يتماشى مع أهداف الستقللية‬ ‫واسترداد الثقل القليمي بل الدولي لجمهورية مصر‪.‬‬ ‫‪105‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫باختصار‪ ،‬فإن المشروع سيستغل ما مساحته ‪16500‬‬ ‫كم ‪ 2‬ضمن موقع استراتيجي‪ ،‬إذ أّنه ل يبعد سوى ‪ 10‬كم‬ ‫عن قناة السويس ومدينة السماعيلية وتتوفر فيه شبكة‬ ‫من الطرق المعّبدة ويقرب من الطرق البحرية‪ .‬وسيشمل‬ ‫المشروع العديد من الصناعات مثل الطاقة النظيفة‬ ‫والمتجددة والصناعات الدوائية واللكترونية والتصالت‬ ‫والصناعات البيوتكنولوجية‪ ،‬بالضافة إلى المشاريع‬ ‫السياحية الضخمة‪ ،‬وتقديمه للخدمات اللوجستية لحركة‬ ‫النقل البحري العابرة للسويس‪ .‬لكن ما هو موقع )وادي‬ ‫التكنولوجيا( مما يجري في مصر حاليا؟‬ ‫الجابة وبشكل محدد‪ ،‬تتضح في التي‪:‬‬ ‫ل‪ :‬نوعية المنتجات التي من المفترض أن يقدمها‬ ‫أو ً‬ ‫المشروع ل يوجد لها منافس إقليمي‪ ،‬وخصوصا في‬ ‫مجال الطاقة النظيفة‪ ،‬وهو ما يعني الستغناء مستقبل ً‬ ‫عن المنتج الغربي‪ ،‬وهذا ل يعني إغلق السوق المصرية‬ ‫فقط في وجه المنتج الغربي وإنما سيمتد لن تكون‬ ‫السواق التقليدية لوروبا وأميركا والصين سوقا للمنتج‬ ‫المصري‪ .‬وما يزيد من حجم التخوفات غير المعلنة‬ ‫والمترجمة إلى دعم حالة العنف في مصر هو استعانة‬ ‫مصر بدول إسلمية رائدة في المجال القتصادي‪ ،‬بما‬ ‫يعكس الرادة المصرية في إقامة اقتصاد قائم على‬ ‫علقات نفعية متبادلة ليس لها مردود عكسي على‬ ‫استقللية القرار المصري‪ ،‬مما يهدد مصالح دولة كبرى فى‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن جزء مما يكّبل صانع القرار المصري في‬ ‫اتخاذ قرارات حاسمة على الصعيد الدولي هو حاجته‬ ‫لتوريد اليدي العاملة لكثير من دول القليم وخصوصا‬ ‫النفطية‪ ،‬وبالرغم من أن هذه الدول تظهر مسألة‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪106‬‬


‫الستعانة بالعمالة المصرية كجزء من )الحسان( لمصر‪،‬‬ ‫إل أنها كبنية اقتصادية قائمة على العمالة الوافدة تستفيد‬ ‫بشكل كبير من العمالة المصرية ذات التكلفة القليلة‪ ،‬وما‬ ‫يميزها عن العمالة السيوية الرخيصة أنها عربية الثقافة‬ ‫والسلوك بما يعنيه من تقليل للمشاكل الجتماعية الناجمة‬ ‫عن العمالة غير العربية لحظ ما حدث منهم فى دول‬ ‫الخليج‪ .‬إضافة لذلك فإن بعض هذه الدول تتخذ من‬ ‫العمالة المصرية لديها ورقة ضغط على مصر وهو ما‬ ‫أعطى بعض هذه الدولة مكانة أكبر مما تستحق وحرم‬ ‫مصر من دور ريادي مفترض‪.‬‬ ‫في هذا المشروع سيتاح للحكومة المصرية أن تعلن‬ ‫عن مليين فرص العمل‪ ،‬جزء منها في المشاريع‬ ‫النتاجية التي سيضمها وادي التكنولوجيا‪ ،‬وجزء آخر في‬ ‫العمال التكميلية تجاريا وإداريا وأمنيا‪ ،‬بالضافة إلى‬ ‫شواغر أخرى ستتطلبها إعادة تسكين العمالة المحلية في‬ ‫مناطق قريبة من المشروع‪ ،‬في المجالت الطبية‬ ‫والتعليمية والخدمية‪ .‬وهو ما يعني تراجعا في نسبة‬ ‫العمالة المصدرة للخارج‪ ،‬وإنعاشا للمناطق المكتظة‬ ‫بالسكان في المدن الرئيسية‪ .‬أي أن الستفادة ستكون‬ ‫بوجهين بالنسبة للعمالة‪ ،‬حيث سيتحسن مستوى العمالة‬ ‫التي بقيت في مكانها بحكم تصدير الفائض منها إلى‬ ‫مناطق مصرية مستحدثة‪ ،‬وستجد العمالة الفائضة فرصا‬ ‫محلية تغنيها عن تبعات الهجرة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سيتحول هذا المشروع مع الوقت إلى عقدة‬ ‫التجارة الدولية المتجهة إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا‪،‬‬ ‫وبحكم أن دبي من تلعب هذا الدور حاليا‪ ،‬فإن )وادي‬ ‫التكنولوجيا( يعتبر تهديدا لدور المارات العربية‪ ،‬وهو ما قد‬ ‫سر استماتة دبي في دعم رموز )العرقلة( لستقرار‬ ‫يف ّ‬ ‫‪107‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مصر ما بعد الثورة‪ .‬الخطر الذي قد يحدثه إتمام مشروع‬ ‫وادي التكنولوجيا على القتصاد الماراتي ينبع من كون‬ ‫مصر أقدر على استقبال حركة التجارة العالمية نتيجة‬ ‫لعدة عوامل‪:‬‬ ‫ الموقع الستراتيجي من حيث وقوفها في المركز بين‬‫قارة آسيا وأفريقيا‪ ،‬وقربها نسبيا من أوروبا‪.‬‬ ‫ بقاء المارات العربية رهينة التقلبات المحيطة في‬‫إيران ومنطقة الخليج عموما يجعل من وجود بديل‬ ‫لها فرصة للمستثمر الجنبي كي يوجه تجارته إليه‪.‬‬ ‫ اعتماد مصر على العمالة المحلية بشكل كامل يحقق‬‫النسجام والستقرار‪.‬‬ ‫ الوصول إلى مصر ل يعني الوقوف عند حدودها‪،‬‬‫فمصر لديها اتفاقيات دولية تضمن لها الدخول إلى‬ ‫كافة قارات العالم بما فيها أوروبا وأميركا‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬يبدو أن إسرائيل انضمت أيضا إلى فريق‬ ‫المتخوفين من وداي التكنولوجيا‪ ،‬وبالرغم من أنها التزمت‬ ‫الصمت في كثير من الحيان لدراكها حساسية إبداء رأيها‬ ‫وأثره العكسي على حلفائها‪ ،‬إل أن )قّلة حياء( حلفائها‬ ‫جعلتها أكثر وقاحة‪ ،‬فهم يطالبون اليوم وعبر وسائل‬ ‫العلم بتدخل دولي لزالة الشرعية عن مرسي‪ .‬إسرائيل‬ ‫ل تكتفي كغيرها بمحاولة هدم الخصوم‪ ،‬فقد سارعت‬ ‫إلى العلن عن مشروع مطابق لوادي التكنولوجيا‬ ‫والدعم هذه المرة صيني‪ .‬لقد أدركت بشكل تام أهمية‬ ‫مثل هذا المشروع وقد أحسنت اختيار الداعم لها‪ ،‬فالصين‬ ‫لها أطماعها في منطقة شمال أفريقيا أكثر من الغرب‪،‬‬ ‫وما قد ل يعلمه البعض أن العمل في العديد من‬ ‫المشاريع في السودان أصبح يتطلب إلماما باللغة الصينية!‬ ‫وما قد ل يعلمه البعض أيضا أن اختيار الصين مقابل‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪108‬‬


‫ماليزيا وتركيا ليس مجرد صدفة‪ ،‬فتركيا ما زالت شوكة في‬ ‫حلق الصين من خلل دعمها للمسلمين في تركستان‬ ‫الشرقية‪ ،‬وماليزيا تعطي مؤشرات متكررة على أنها في‬ ‫طريقها للريادة ضمن مجموعة السيان‪.‬‬ ‫إن عوامل ومؤشرات كسابقة الذكر تعزز إدعاءنا بأن‬ ‫ما يجري في مصر حاليا ليس إل نتاجا لبعض القيادات‬ ‫التي استغلت الخلفات اليديولوجية والسياسية لحشد‬ ‫الناس وتطويعها كأداة بيد العديد من القوى )مهّددة‬ ‫المصالح( شرقية وغربية‪ .‬وما يعزز هذا الدعاء أكثر هو‬ ‫نقل ساحة الخلفات التقليدية من العاصمة إلى المدن‬ ‫الحاضنة لوادي التكنولوجيا‪ ،‬بل وافتعال العنف فيها كي ل‬ ‫تصبح قادرة على استيعاب أي أفكار تطويرية‪ .‬إن ما‬ ‫يجري في مصر اليوم هو حرب من طرف واحد وقودها‬ ‫أبناء الشعب المصري‪ ،‬وتديرها الدول التي ترتعد خوفا‬ ‫على مصالحها‪ ،‬ولذلك فإن من يطالب مرسي باحتضان‬ ‫المعارضة والتفاهم معها ل يدرك حقيقة ما يجري‪،‬‬ ‫فالمشكلة ليست في نفور مرسي من معارضيه‪ ،‬بل هو‬ ‫انعدام مقومات التفاهم مع من يهدف إلى إبقاء مصر في‬ ‫حالة تبعية كاملة‪ .‬إن من يريد لمصر الستقرار عليه أن‬ ‫يطالب أنصار المعارضة بأن تلفظ قياداتها التي ترعرعت‬ ‫على يد من دفع أكثر‪.‬‬ ‫وأسردنا قبل ذلك ما قاله مرسى والوعود التي قطعها‬ ‫على نفسه بإصلح أخطاء الحكم الفاسد الدكتاتوري في‬ ‫خلل مائه يوم وانتظرنا ولكن فوجئنا به يقوم بأزاله‬ ‫الزبالة ويترك البلد عرضه للبلطجة وعمليات الغتصاب‬ ‫التي وصلت في يوم واحد يوم جمعه الخلص في ميدان‬ ‫التحرير إلى ‪ 24‬حاله تحت مسمع ومرآي من الجميع ‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫اغتصاب وتحرش بميدان التحرير ‪:‬‬

‫رصدت صحيفة "المصريون" شهادات الفتيات الضحايا‬ ‫اللتي تم انتهاك أعراضهن في ميدان التحرير وسط‬ ‫القاهرة تحت مرأى ومسمع من يسمون أنفسهم‬ ‫بـ"القوى الثورية" التي ما زالت تطالب بإسقاط النظام‪.‬‬ ‫وقد أجمع الفتيات على أن هناك مجموعات شبابية‬ ‫مجرمة تنظم كردونات بشرية لتنظيم عملية الغتصاب‬ ‫معتمدة على خطط مدروسة لخطف الفتيات تحت تهديد‬ ‫السلحة والبلطجة‪ ،‬وأن لها أوكاًرا خاصة بالشوارع‬ ‫المحيطة بميدان التحرير لتنظيم عمليات الغتصاب‬ ‫الجماعي‪.‬‬ ‫وكشفت داليا عبد الحميد ‪ -‬الناشطة الحقوقية ومديرة‬ ‫البرنامج النوعي الجتماعي وحقوق النساء في المبادرة‬ ‫المصرية للدفاع عن الحقوق الشخصية ‪ -‬أنه تم رصد ‪19‬‬ ‫حالة ما بين تحرش واغتصاب لفتيات وسيدات مابين‬ ‫العشرين عاًما وحتى الـ ‪ 60‬عاًما في السبوع الخير‪.‬‬ ‫وطالبت داليا بضرورة السراع بإيجاد تشريعات‬ ‫وقوانين ضد التحرش والغتصاب‪.‬‬ ‫ويروي أحد الشهود قائل ً‪ :‬كان هناك "تجمع كبير من‬ ‫الشباب‪ ،‬واكتشفنا أنهم يغتصبون إحدى الفتيات‪ ،‬حاولنا أن‬ ‫نبعد الشباب عن الفتاة حتى وصلنا إليها‪ ،‬واكتشفنا أن كل‬ ‫المعتدين يعتدون بالضرب على كل من يقترب من الفتاة‬ ‫لبعادهم عن إنقاذها‪ ،‬في الوقت الذي تغتصب فيه الفتاة‬ ‫أمامنا من أكثر من شخص"‪.‬‬ ‫وتقول فرح شاش ‪ -‬الخصائية النفسية والناشطة‬ ‫بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف ‪ :-‬إن إحدى الفتيات‬ ‫أثناء مشاركتها في مسيرة نسائية متجهة للتحرير وجدت‬ ‫كردوًنا من الشباب يحيط بمسيرة بدعوى أنهم يحمون‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪110‬‬


‫الفتيات‪ ،‬وعندما دخلت المسيرة لميدان التحرير وجدت‬ ‫الكردون الرجالي يضيق حتى احتواها بمفردها‪ ،‬وبدأوا‬ ‫بالتحرش بها ونزع ملبسها وسرقة تليفونها المحمول‬ ‫وحقيبتها بعد أن رفعوا في وجهها السلحة البيضاء حتى‬ ‫صا"‪.‬‬ ‫وجدت الفتاة نفسها أمام ‪ 60‬شخ ً‬ ‫ومن خلل رصدها لحالت كثيرة‪ ،‬أكدت أن أكثر‬ ‫المناطق التي يتم فيها الغتصاب والتحرش تبدأ من‬ ‫"هارديز" وحتى شارع محمد محمود‪ ،‬مع بدء ساعات‬ ‫ء في أيام ‪ 25‬و ‪ 26‬و ‪ 27‬من يناير‪.‬‬ ‫المساء من الثامنة مسا ً‬ ‫ويتراوح أعمار الفتيات والنساء المعتدى عليهن ما بين‬ ‫‪ 17‬و ‪ 40‬سنة‪ ،‬وعددهن مابين ‪ 19‬لـ ‪ 23‬فتاة‪ ،‬وصل منهن‬ ‫لمركز النديم ‪ 4‬فتيات‪.‬‬ ‫وأكدت أن طرق العتداء على الفتيات كلهن متشابهة‬ ‫ما ربما من‬ ‫كثيًرا‪ ،‬مما يشير إلى أن المر قد يكون منظ ً‬ ‫جماعة سياسية أو من تشكيلت عصابية‪.‬‬ ‫ونقف عند هذه النقطه ونرجع لشرع ا هل شرع ا‬ ‫يبيح للسيدة أو الفتاه الخروج والتبرج والمبيت في الشارع‬ ‫دون رقيب أو حسيب وندعى بأن هذا من دواعي‬ ‫الديمقراطية والحرية الشخصية انقلبت الدنيا لن المرشد‬ ‫أصدر دستور يحميه هو وأتباعه وجميع الشعب يريد دستور‬ ‫يحمى جميع جموع الشعب وليس طائفة بعينها فلماذا لم‬ ‫نطبق الدستور اللهى خوفا من عقاب ا سبحانه وتعالى‬ ‫وطمعا لدخول الجنة لماذا لم يقل الرئيس محمد مرسى‬ ‫الذي يقال عنه أنه مصلى ويعرف ا والحكام لبناته‬ ‫وعشيرته أن خروجهن حرام وعار على المسلمين ما‬ ‫يحدث منهم الن أم السيد الرئيس بناته وعشيرته هم‬ ‫الخوان المسلمين فقط وأين دور السادة السلفيين من كل‬ ‫هذا هل المراد الوصول فقط لكرسي الحكم أم الوصول‬ ‫‪111‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫للتقرب من ا سبحانه وتعالى فلم أرى أي مدعى‬ ‫للسلم يقول أن هذا حلل وهذا حرام ولكن هم كل فرد‬ ‫منهم كيفية الوصول للحكم فقط واليكم أيها الرجال‬ ‫المحترمين الغيورين على دينكم وأولدكم وعرضكم ويأتيها‬ ‫الفتيات والسيدات الذين تتركون بيوتكم وأهليكم للمبيت‬ ‫في الشوارع دون رقيب أو حسيب وبعد ذلك تدعوا أن‬ ‫الشباب يقيمون باغتصابكم والتحرش بكم في ظل‬ ‫النفلت المنى الذي يعانى منه جميع الشعب المصري‬ ‫عصر الفوضى ‪.‬‬ ‫إليكم بعض أحكام الدستور اللهى ‪:‬‬

‫إن ا عز وجل أمر نساء نبيه‪ ،‬والمر لسائر المؤمنات‬ ‫بالقرار‪ ،‬وحذرهن من تبرج الجاهلية الكفار‪ ،‬فقال‬ ‫هِلّيِة‬ ‫جا ِ‬ ‫ج اْل َ‬ ‫ن َتَبّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َول َتَبّر ْ‬ ‫ك ّ‬ ‫ن ِفي ُبُيوِت ُ‬ ‫تعالى‪َ﴿ :‬وَقْر َ‬ ‫اُْ‬ ‫لوَلى﴾]الحزاب‪.[33:‬‬ ‫قال اللوسي رحمه ا في تفسير الية من »روح‬ ‫المعاني«‪ :‬والمراد على جميع القراءات أمرهن رضي ا‬ ‫عنهن بملزمة البيوت‪ ،‬وهو أمر مطلوب من سائر النساء‪،‬‬ ‫ثم استدل بحديث ابن مسعود رضي ا عنه‪ ،‬أن النبي‬ ‫ﷺ قال‪» :‬المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها‬ ‫الشيطان«‪ ،‬وهو حديث صحيح‪ ،‬مذكور في »الصحيح‬ ‫المسند« لشيخنا رحمه ا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وأخرج البزار عن أنس قال‪ :‬جئن النساء إلى‬ ‫رسول ا ﷺ فقلن‪ :‬ذهب الرجال بالفضل والجهاد في‬ ‫سبيل ا تعالى‪ :‬فهل لنا عمل ندرك به فضل المجاهدين‬ ‫في سبيل ا تعالى‪ :‬فقال النبي ﷺ »من قعدت منكن‬ ‫في بيتها؛ فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل ا‬ ‫تعالى« اهـ‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪112‬‬


‫قال الهيثمي في »مجمع الزوائد« )‪ :(4/307‬رواه أبو‬ ‫يعلى‪ ،‬والبزار وفيه روح بن المسيب‪ ،‬وثقه ابن معين‬ ‫والبزار‪ ،‬وضعفه ابن حبان وابن عدي‪.‬‬ ‫ونقل ابن كثير عند هذا الحديث من »تفسيره« أن البزار‬ ‫قال‪ :‬هو رجل من أهل البصرة مشهور‪.‬‬ ‫قال اللوسي‪ :‬وقد يحرم عليهن الخروج‪ ،‬بل قد يكون‬ ‫كبيرة كخروجهن لزيارة القبور إذا عظمت مفسدته‪،‬‬ ‫وخروجهن ولو إلى المسجد وقد استعطرت وتزينت إذا‬ ‫ظنت فهو حرام غير كبيرة‪.‬‬ ‫تحققت الفتنة‪ ،‬أما إذا ُ‬ ‫وما يجوز من الخروج كالخروج للحج‪ ،‬وزيارة الوالدين‪،‬‬ ‫وعيادة المرضى‪ ،‬وتعزية الموات من القارب‪ ،‬ونحو ذلك‪،‬‬ ‫فإنما يجوز بشروط مذكورة في محلها اهـ‬ ‫ن﴾‪ ،‬أي‬ ‫ك ّ‬ ‫ن ِفي ُبُيوِت ُ‬ ‫قال ابن كثير في تفسيره ﴿َوَقْر َ‬ ‫الزمن بيوتكن فل تخرجن لغير حاجة‪ ،‬ومن الحوائج‬ ‫الشرعية الصلة في المسجد‪ ،‬كما قال رسول ا ﷺ‬ ‫ل» تمنعوا إماء ا مساجد ا‪ ،‬وليخرجن تفلت«‪ ،‬وفي‬ ‫رواية‪» :‬وبيوتهن خير لهن«‪.‬‬ ‫وذكر ابن كثير رحمه ا حديث ابن مسعود عند أبي‬ ‫ض ُ‬ ‫ل‬ ‫ة ِفي َبْيِتَها أ َْف َ‬ ‫مْرأ َ ِ‬ ‫ة اْل َ‬ ‫صَل ُ‬ ‫داود‪ ،‬أن النبي ﷺ قال ‪َ» :‬‬ ‫َ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ض ُ‬ ‫عَها أْف َ‬ ‫خَد ِ‬ ‫صَلُتَها ِفي َم ْ‬ ‫جَرِتَها‪َ ،‬و َ‬ ‫ح ْ‬ ‫صَلِتَها ِفي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫صَلِتَها ِفي َبْيِتَها«‪ ،‬وهو حديث صحيح‪ ،‬مذكور في »الصحيح‬ ‫َ‬ ‫المسند« لشيخنا رحمه ا‪.‬‬ ‫ة رضي ا عنه أ َ ّ‬ ‫ن‬ ‫هَرْيَر َ‬ ‫عِلم من حديث ‪:‬أ َِبي ُ‬ ‫وقد ُ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ن‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َلَقْد َ‬ ‫سي ِبَيِد ِ‬ ‫ل ‪»َ :‬واّلِذي َنْف ِ‬ ‫ل الّلِه ﷺ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫م آُمَر‬ ‫ن َلَها‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ة َفُيَؤّذ َ‬ ‫صَل ِ‬ ‫م آُمَر ِبال ّ‬ ‫ب‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫ط َ‬ ‫ح َ‬ ‫ب َفُي ْ‬ ‫ط ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫آُمَر ِب َ‬ ‫عَلْيِه ْ‬ ‫م‬ ‫ق َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ل َفُأ َ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ف إ َِلى ِر َ‬ ‫خاِل َ‬ ‫م أُ َ‬ ‫س‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫م الّنا َ‬ ‫جًل َفَيُؤ ّ‬ ‫َر ُ‬ ‫م« أخرجه البخاري )‪ (2420‬ومسلم )‪.(651‬‬ ‫ُبُيوَتُه ْ‬ ‫‪113‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫فأين أهم الخروج دعوة‪ ،‬أم صلة الجماعة في‬ ‫المساجد التي أذن ا أن ترفع ويذكر فيها اسمه‪ ،‬فلو كان‬ ‫في خروج النساء للدعوة خير لهن وللمسلمين لكان‬ ‫خروجهن إلى صلة الجماعة في المسجد أولى‪ ،‬وقد دل‬ ‫الدليل المذكور على خلف ذلك‪.‬‬ ‫عيٍد‬ ‫س ِ‬ ‫فتأمل هذه الدلة ‪-‬وفقك ا‪ -‬مع حديث أ َِبي َ‬ ‫شّد‬ ‫ي ﷺ أَ َ‬ ‫ن الّنِب ّ‬ ‫ل ‪َ:‬كا َ‬ ‫َقا َ‬ ‫عْنُه‪،‬‬ ‫ي الّلُه َ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫خْدِر ّ‬ ‫اْل ُ‬ ‫ها‪ ،‬أخرجه البخاري )‪(3562‬‬ ‫خْدِر َ‬ ‫ء ِفي ِ‬ ‫عْذَرا ِ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ء ِم ْ‬ ‫حَيا ً‬ ‫َ‬ ‫ومسلم )‪.(2320‬‬ ‫شةُ‬ ‫عاِئ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما أ َْقَبَل ْ‬ ‫ل ‪َ:‬ل ّ‬ ‫ومع حديث ‪َ:‬قْيس بن أبي حازم َقا َ‬ ‫ي َما ٍ‬ ‫ء‬ ‫ت ‪:‬أ َ ّ‬ ‫ب َقاَل ْ‬ ‫كَل ُ‬ ‫ت اْل ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫عاِمٍر َلْيًل‪َ ،‬نَب َ‬ ‫ه َبِني َ‬ ‫ت ِمَيا َ‬ ‫غ ْ‬ ‫َبَل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عٌة‬ ‫ج َ‬ ‫ظّنِني إ ِّل أّني َرا ِ‬ ‫ت ‪َ:‬ما أ ُ‬ ‫ب َقاَل ْ‬ ‫حْوأ ِ‬ ‫ء اْل َ‬ ‫هَذا؟ َقاُلوا ‪َ:‬ما ُ‬ ‫َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن‬ ‫سِل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك اْل ُ‬ ‫ن َفَيَرا ِ‬ ‫ل َتْقَدِمي َ‬ ‫عَها ‪َ:‬ب ْ‬ ‫ن َم َ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫ض َم ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل َب ْ‬ ‫َفَقا َ‬ ‫ل الّلِه‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ت ‪:‬إ ِ ّ‬ ‫م‪َ ،‬قاَل ْ‬ ‫ت َبْيِنِه ْ‬ ‫ل َذا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫عّز َو َ‬ ‫ح الّلُه َ‬ ‫صِل ُ‬ ‫َفُي ْ‬ ‫عَلْيَها ِكَل ُ‬ ‫ب‬ ‫ح َ‬ ‫ن َتْنَب ُ‬ ‫حَداُك ّ‬ ‫ف ِبِإ ْ‬ ‫م‪َ» :‬كْي َ‬ ‫ت َيْو ٍ‬ ‫ل َلَنا َذا َ‬ ‫ﷺ َقا َ‬ ‫ب؟«‪ ،‬أخرجه أحمد )‪ ،(6/56‬وهو حديث صحيح‪.‬‬ ‫حْوأ َ ِ‬ ‫اْل َ‬ ‫وأن عائشة رضي ا عنها كانت إذا قرأت قول ا‬ ‫ن﴾ تبكي حتى تبل خمارها‪ ،‬كما‬ ‫ك ّ‬ ‫ن ِفي ُبُيوِت ُ‬ ‫تعالى‪َ﴿ :‬وَقْر َ‬ ‫في »تفسير القرطبي«‪ ،‬مع أن ذلك الخروج أشير عليها به‪،‬‬ ‫ما للصلح بين المسلمين‪ ،‬وحقن دمائهم‪،‬‬ ‫ورأته هي مه ً‬ ‫وقد أخر رسول ا ﷺ صلة العصر من أجل الصلح‬ ‫بين بني عمرو بن عوف‪ ،‬وأمر أبا بكر يصلي للناس‪ ،‬كما‬ ‫في »الصحيحين« من حديث سهل بن سعد‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فقد أسفت على ما حصل من خروجها هذا‪ ،‬وأنكر عليها‬ ‫ذلك بعض السلف رضوان ا عليهم‪.‬‬ ‫كما أخرج البخاري في »صحيحة« رقم )‪ (4425‬فقال‬ ‫ع ْ‬ ‫ن‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫عْو ٌ‬ ‫حّدَثَنا َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ن اْلَهْيَث ِ‬ ‫ن ْب ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫عْث َ‬ ‫حّدَثَنا ُ‬ ‫رحمه ا ‪َ :‬‬ ‫عِني الّلهُ‬ ‫ل ‪َ:‬لَقْد َنَف َ‬ ‫ة رضي ا عنه َقا َ‬ ‫كَر َ‬ ‫ن أ َِبي َب ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫اْل َ‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪114‬‬


‫عَد َما‬ ‫ل‪َ ،‬ب ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ل الّلِه ﷺ أ َّيا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫عُتَها ِم ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫مٍة َ‬ ‫كِل َ‬ ‫ِب َ‬ ‫غ‬ ‫ما بَ​َل َ‬ ‫ل ‪َ:‬ل ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫عُه ْ‬ ‫ل َم َ‬ ‫ل‪َ ،‬فُأَقاِت َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب اْلجَ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ق ِبَأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َْل َ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ِكْد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ِبْن َ‬ ‫ت‬ ‫عَلْيِه ْ‬ ‫كوا َ‬ ‫س َقْد َمّل ُ‬ ‫ل َفاِر َ‬ ‫ه َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ل الّلِه ﷺ أ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫ة«‪.‬‬ ‫م اْمَرأ َ ً‬ ‫ه ْ‬ ‫م َوّلْوا أ َْمَر ُ‬ ‫ح َقْو ٌ‬ ‫ن ُيفِْل َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل» ْ‬ ‫سَرى َقا َ‬ ‫ِك ْ‬ ‫وقال ابن كثير رحمه ا في »البداية والنهاية« )‬ ‫‪ :(10/439‬وقد كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان تدعوه‬ ‫إلى نصرتها والقيام معها‪ ،‬فإن لم يجيء فليكف يده‬ ‫وليلزم منزله‪ ،‬أي ل يكون عليها ول لها‪ ،‬فقال‪ :‬أنا في‬ ‫نصرتك ما دمت في منزلك‪ ،‬وأبى أن يطيعها في ذلك‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬رحم ا أم المؤمنين أمرها ا أن تلزم بيتها‪،‬‬ ‫وأمرنا أن نقاتل‪ ،‬فخرجت من منزلها وأمرتنا بلزوم بيوتنا‪.‬‬ ‫وذكر الجصاص والقرطبي وغيرهما في تفسير آية )‬ ‫‪ (33‬من سورة الحزاب‪ :‬أن أم المؤمنين سوده رضي ا‬ ‫عنها قيل لها‪ :‬لم ل تحجين ول تعتمرين كما يفعل‬ ‫أخواتك؟ فقالت‪ :‬قد حججت واعتمرت‪ ،‬فوا ما خرجت‬ ‫من باب حجرتها حتى ُأخرجت جنازتها‪.‬‬ ‫وبوب المام المنذري رحمه ا في كتاب الحج من‬ ‫»الترغيب والترهيب« )‪ (2/162‬فقال‪) :‬ترهيب من قدر‬ ‫على الحج فلم يحج‪ ،‬وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد‬ ‫قضاء فرض الحج( وذكر حديث أبي هريرة رضي ا عنه‬ ‫أن النبي ﷺ قال لنسائه عام حجة الوداع‪» :‬هذه ثم‬ ‫ظهوَر الحصر«‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وفي حديث أم سلمه رضي ا عنها‪» :‬هذه ثم‬ ‫الجلوس على ظهور الحصر«‪ ،‬قال‪ :‬وكن كلهن يحججن إل‬ ‫زينب وسوده بنت زمعة رضي ا عنهن وكانت تقولن‪:‬‬ ‫وا ل تحركنا دابة بعد إذ سمعنا ذلك من النبي ﷺ‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫والحديث حسن‪ ،‬قد جاء عن عدد من الصحابة رضوان‬ ‫ا عليهم‪ ،‬كما في »الصحيحة« للعلمة اللباني رحمه‬ ‫ا رقم )‪.(2401‬‬ ‫ثم ارجع البصر إلى حديث ابن مسعود الصحيح أن‬ ‫النبي ﷺ قال‪» :‬المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها‬ ‫الشيطان«‪ ،‬قال المناوي في شرح هذا الحديث من‬ ‫»فيض القدير« أي هي موصوفة بهذه الصفة‪ ،‬ومن هذه‬ ‫صفته فحقه أن ُيستر‪ ،‬والمعنى أنه يستقبح بروزها‬ ‫وظهورها للرجال‪ ،‬والعورة سوأه النسان وكل ما‬ ‫يستحيى منه‪ ،‬كنى بها عن وجوب الستتار في حقها‪..‬‬ ‫إلى أن قال‪ :‬فإذا خرجت أي من خدرها استشرفها‬ ‫الشيطان‪ ،‬يعني رفع البصر إليها ليغويها‪ ،‬أو يغوي بها‪،‬‬ ‫فيوقع أحدهما أو كلهما في الفتنة‪ ،‬ونقل عن الطيبي أنه‬ ‫قال‪ :‬والمقصود والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها‬ ‫لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس‪ ،‬فإذا خرجت‬ ‫مع وأطمع؛ لنها حبائله وأعظم فخوخه اهـ المراد‪.‬‬ ‫ط ِ‬ ‫َ‬ ‫قلت‪ :‬فانظر ‪-‬وفقك ا‪ -‬أيها أنفع للمرأة الصالحة‬ ‫السلمة من تسّلط الشيطان عليها باستشرافها وفتنتها‬ ‫والفتنة بها‪ ،‬كما أخبر الصادق المصدوق؟ أم خروجها‬ ‫دعوة إلى ا؟ وكما قيل‪ :‬السلمة من الشر مغنم‪.‬‬ ‫وقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى عن إتباع خطوات‬ ‫عوا‬ ‫ن آَمُنوا ل َتّتِب ُ‬ ‫الشيطان فقال عز وجل‪َ﴿ :‬يا أ َّيَها اّلِذي َ‬ ‫ن فَِإّنُه َيْأُمُر‬ ‫طا ِ‬ ‫شْي َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫طَوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َيّتِب ْ‬ ‫ن َوَم ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫شْي َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫طَوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مُتُه َما َزَكى‬ ‫ح َ‬ ‫م َوَر ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫عَلْي ُ‬ ‫ل الّلِه َ‬ ‫ض ُ‬ ‫كِر َوَلْول فَ ْ‬ ‫مْن َ‬ ‫ء َواْل ُ‬ ‫شا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِباْلفَ ْ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ع‬ ‫س ِ‬ ‫ء َوالّلُه َ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ن الّلَه ُيَزّكي َم ْ‬ ‫ك ّ‬ ‫حٍد أ َ​َبدا َوَل ِ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ِمْن ُ‬ ‫م﴾ ]النور‪.[21:‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫َ‬ ‫فقد يستشرفها الشيطان إما بالتشبه بالرجال فيما هو‬ ‫من شأنهم‪ ،‬أو غير ذلك من الخطوات الشيطانية‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪116‬‬


‫ومن ثم فإن هذا المر لم ينتشر بين نساء السلف‬ ‫الصالح رضوان ا عليهم‪ ،‬فل أمهات المؤمنين ول من‬ ‫ن يرحلن مع أوليائهن أو أزواجهن‬ ‫بعدهن لم يك ّ‬ ‫لمحاضرات النساء‪ ،‬وكان النساء يقلن للنبي ﷺ‪ :‬اجعل‬ ‫لنا يوًما من نفسك‪ ،‬ومن الجدير متابعته ﷺ في ذلك‬ ‫من وراء حجاب بما ل فتنة فيه على الجنسين‪.‬‬ ‫ولقد كان رسول ا ﷺ يخطب الرجال‪ ،‬ثم يعظ‬ ‫النساء‪ ،‬وفيهن أفقه النساء في زمنه‪ ،‬وإلى يومنا هذا‬ ‫وهي أم المؤمنين عائشة رضي ا عنها لم يأمرها أن‬ ‫تخص النساء بدعوة‪ ،‬ول أمرها وأمثالها بذلك الصديق‬ ‫رضي ا عنه ول غيره أن تخرج إلى القبائل المجاورة‪،‬‬ ‫ول البلدان المفتوحة‪ ،‬فتبلغ النساء ما علمته من السنة مع‬ ‫ما في تلك الماكن من النساء الجاهلت‪ ،‬وكانت من أتاها‬ ‫علمته‪ ،‬وباب الدعوة إلى ا والمر بالمعروف والنهي‬ ‫عن المنكر والنصح وطلب العلم الذي هو فريضة على كل‬ ‫مسلم ليس منحصًرا على هذا التجول النسوي الذي حدث‬ ‫بعد ظهور فرقتي الخوان المسلمين‪ ،‬وجماعة التبليغ‪ ،‬في‬ ‫أزمنة فشت فيها وسائل الشر من مصورات وتسجيلت‪،‬‬ ‫بما ل يؤمن من نشر ذلك بين فقسقة الناس‪ ،‬فل يصلح‬ ‫آخر هذه المة إل بما صلح به أولها‪.‬‬ ‫وقد أخرج مسلم في »صحيحة« رقم )‪ (865‬من حديث‪:‬‬ ‫عا‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ة رضي ا عنهما أ َّنُه َ‬ ‫هرَْيَر َ‬ ‫مَر َوأ َ​َبي ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عْبَد الّلِه ْب َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َْقَوا ٌ‬ ‫م‬ ‫ه ‪َ :‬ل»َيْنَتِهَي ّ‬ ‫عَواِد ِمْنَبِر ِ‬ ‫عَلى أ َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل الّلِه ﷺ َيُقو ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬ ‫م‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫م‬ ‫عَلى ُقُلوِبِه ْ‬ ‫ن الّلُه َ‬ ‫م ّ‬ ‫خِت َ‬ ‫ت‪ ،‬أ َْو َلَي ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م اْل ُ‬ ‫عِه ْ‬ ‫ن َوْد ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬ ‫ن«‪.‬‬ ‫غاِفِلي َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫كوُن ّ‬ ‫َلَي ُ‬ ‫ومع هذا الوعيد الشديد فقد صح خروج المرأة منه في‬ ‫يﷺ‬ ‫ن الّنِب ّ‬ ‫ب رضي لله عنه‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫شَها ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ق ْب ِ‬ ‫طاِر ِ‬ ‫حديث َ‬ ‫عٍة‪ ،‬إ ِّل‬ ‫ما َ‬ ‫م ِفي جَ َ‬ ‫سِل ٍ‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫عَلى ُك ّ‬ ‫جبٌ َ‬ ‫ق َوا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫عُة َ‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل‪» :‬اْل ُ‬ ‫َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض«‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬أْو َمِري ٌ‬ ‫صِب ّ‬ ‫ة‪ ،‬أْو َ‬ ‫ك‪ ،‬أْو اْمرَأ ٌ‬ ‫مُلو ٌ‬ ‫عْبٌد َم ْ‬ ‫عًة ‪َ :‬‬ ‫أَْرَب َ‬ ‫‪117‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ولخروجها لصلة الجمعة مع هذا الوعيد أهم من‬ ‫خروجها للدعوة إلى ا‪ ،‬لو ل ما تهدف إليه هذه الشريعة‬ ‫الغراء من بقائها في بيتها إل ّ لحاجة‪.‬‬ ‫وأما ما أخرجه البخاري رحمه ا رقم )‪ (1520‬فقال‪:‬‬ ‫حِبي ُ‬ ‫ب‬ ‫خَبَرَنا َ‬ ‫خاِلٌد‪ ،‬أَ ْ‬ ‫حّدَثَنا َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫مَباَر ِ‬ ‫ن اْل ُ‬ ‫ن ْب ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عْبُد الّر ْ‬ ‫حّدَثَنا َ‬ ‫َ‬ ‫شَة أ ُ ّ‬ ‫م‬ ‫عاِئ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫حَة‪َ ،‬‬ ‫طْل َ‬ ‫ت َ‬ ‫شةَ ِبْن ِ‬ ‫عاِئ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫مَر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن أ َِبي َ‬ ‫ْب ُ‬ ‫َ‬ ‫ل الّلِه َنَرى‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ:‬يا َر ُ‬ ‫عْنَها أّنَها َقاَل ْ‬ ‫ي الّلُه َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫مْؤِمِني َ‬ ‫اْل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫ل‬ ‫ن أْف َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ل‪َ ،‬ل ِ‬ ‫ل ‪»َ :‬‬ ‫هُد؟ َقا َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ل أَفَل ُن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ض َ‬ ‫جَهاَد أْف َ‬ ‫اْل ِ‬ ‫ج َمْبُروٌر«‪ ،‬فغاية ما فيه أن الحج ركن من أركان‬ ‫ح ّ‬ ‫جَهاِد َ‬ ‫اْل ِ‬ ‫السلم‪ ،‬يشترك فيه الرجال والنساء‪ ،‬وهناك فوارق بين‬ ‫الجنسين ثابتة بأدلتها ‪.‬‬ ‫فعلم بحمد لله ثبوت ما قاله لقرطبي في تفسير قول‬ ‫ن﴾]الحزاب‪ ،[33:‬قال‪:‬‬ ‫ك ّ‬ ‫ن ِفي ُبُيوِت ُ‬ ‫ا عز وجل‪َ﴿ :‬وَقْر َ‬ ‫معنى هذه الية المر بلزوم البيت‪ ،‬وإن كان الخطاب‬ ‫لنساء النبي ﷺ فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى‪ ،‬هذا لو‬ ‫لم يرد دليل يخص جميع النساء‪ ،‬كيف والشريعة طافحة‬ ‫بلزوم النساء بيوتهن‪ ،‬ولنكفاف عن الخروج منها إل‬ ‫لضرورة‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وبمعنى كلم القرطبي بحرمة خروج المرأة من‬ ‫بيتها‪ ،‬وما تقوم به من الرعاية التي خّولها ا فيه إل‬ ‫لضرورة قال عدد من المفسرين والفقهاء رحمهم ا‬ ‫عند تفسير هذه الية‪ ،‬وعند شرح هذه الحاديث‪ ،‬ل نحتاج‬ ‫إلى حشد أقوالهم هنا‪.‬‬ ‫ولكن يحسن أن أختم هذه السطر بما حرره العلمة‬ ‫اللباني رحمه ا في »سلسلته الصحيحة« )‪ (6/401‬تحت‬ ‫ن اْمَرأ َ ٍ‬ ‫ة‬ ‫حديث رقم‪ (2680) :‬أن النبي ﷺ قال ‪»َ :‬ما ِم ْ‬ ‫جّنَة «َفَقاَل ْ‬ ‫ت‬ ‫ت اْل َ‬ ‫خَل ْ‬ ‫ن إ ِّل َد َ‬ ‫سُبُه ّ‬ ‫حَت ِ‬ ‫ن اْلَوَلِد َت ْ‬ ‫م َثَلًثا ِم ْ‬ ‫ُتقَّد ُ‬ ‫ن«‪ ،‬قال وفيه فوائد‬ ‫ل ‪ :‬أ»َْو اْثَنا ِ‬ ‫ن؟ َقا َ‬ ‫ن ‪:‬أ َْو اْثَنا ِ‬ ‫ة ِمْنُه ّ‬ ‫اْمَرأ َ ٌ‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪118‬‬


‫كثيرة فذكرها ثم قال‪ :‬قلت‪ :‬وأما ما شاع هنا في مصرفي‬ ‫الونة الخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة‬ ‫سا من إحداهن ممن يسمون بالداعيات‬ ‫ليسمعن درو ً‬ ‫زعمن‪ ،‬فذلك من المور المحدثة التي لم تكن في عهد‬ ‫النبي ﷺ‪ ،‬ول في عهد السلف الصالح‪ ،‬وإنما المعهود‬ ‫أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص‪،‬‬ ‫كما في هذا الحديث‪ ،‬أو في درس الرجال حجرة عنهم‬ ‫في المسجد إذ أمكن‪.‬‬ ‫فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيًئا من العلم‬ ‫والفقه السليم المستقى من الكتاب والسنة‪ ،‬فل بأس من‬ ‫صا في بيتها‪ ،‬أو بيت إحداهن‪ ،‬ذلك‬ ‫سا خا ً‬ ‫أن تعقد لهن مجل ً‬ ‫خير لهن‪ ،‬كيف ل والنبي ﷺ قال في صلة الجماعة في‬ ‫المسجد‪» :‬وبيوتهن خير لهن« فإذ كان المر هكذا في‬ ‫الصلة التي تضطر المرأة المسلمة أن تلتزم فيها من‬ ‫الدب والحشمة مال ُتكثر منه خارجها‪ ،‬فكيف ل يكون‬ ‫العلم في البيوت أولى لهن‪ ،‬ل سيما وبعضهن ترفع‬ ‫صوتها‪ ،‬وقد اشترك معها غيرها‪ ،‬فيكون لهن دوي في‬ ‫المسجد قبيح ذميم‪ .‬وهذا مما سمعناه وشاهدناه مع‬ ‫السف‪.‬‬ ‫ثم رأيت هذه المحدثة قد تعّدت إلى بعض البلد‬ ‫الخرى‪.‬‬ ‫نسأل ا السلمة من كل بدعة محدثة‪ ،‬اهـ‬ ‫مُد‬ ‫هوَ َلُه اْلحَ ْ‬ ‫هَو الّلُه ل إ َِلَه إ ِّل ُ‬ ‫وربنا عز وجل يقول‪َ﴿ :‬و ُ‬ ‫ِفي ا ْ ُ‬ ‫ن﴾‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َوإ َِلْيِه ُتْر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ة َوَلُه اْل ُ‬ ‫خَر ِ‬ ‫لوَلى َواْل ِ‬ ‫]القصص‪.[70:‬‬ ‫هذه هى أحكام الشريعة السلمية والضوابط‬ ‫الساسية من القرآن والسنة على ما يحدث حاليا سوا ً‬ ‫ء‬ ‫فى ميدان التحرير أو الميادين الخرى لخروج المرأة‪ ،‬ول‬ ‫‪119‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫بد على كل فتاة وامرأة الرجوع إلى ا سبحانه وتعالى‬ ‫خوفا من عقابه وأن الجهاد ليس بمخالفة أحكام شريعة‬ ‫ا ورسوله‪ ،‬وليس ما يجرى الن من خروج النساء‬ ‫سافرات متبرجات وما يحدث لهن من اغتصاب بسبب ذلك‬ ‫يدل على أنه طاعة لله وإنما هو طاعة للشيطان ومعصية‬ ‫للرحمن ول يمت إلى الجهاد بصلة وإنما كما قال النبى‬ ‫)صلى ا عليه وسلم( عن جهاد المرأة ‪ :‬جهادكن الحج‬ ‫والعمرة‪.‬‬ ‫العلج ليس في الحل المني وحده ‪:‬‬

‫في واقعة سحل مبيض المحارة حمادة صابر إمام‬ ‫قصر التحادية ما ينبئ عن أخطاء جسيمة وقع فيها‬ ‫الجميع بدءا من وزير الداخلية إلى هؤلء الجنود الذين‬ ‫قاموا بالعتداء على المواطن ورغم مبررات المتحدث‬ ‫الرسمي باسم الداخلية بأن الحادث تصرف فردى فان‬ ‫هناك خطأ قد وقع ولبد من علجه وخير العلج دائما هو‬ ‫الشفافية والصراحة والوضوح ‪.‬‬ ‫وأرجو إل ننسى أن رجال الشرطة بشر يخطئون‬ ‫ويصيبون ولهم قوة تحمل مثلهم مثل هؤلء المتظاهرين‬ ‫الذين يلقون الطوب والحجارة عليهم ناهيكم عن‬ ‫الرصاص الحي الذي ل يظهر إل في التجمعات ويسقط‬ ‫بسببه ضحايا يعبرون عن رأيهم في أوضاع البلد‪ ..‬وبالتأكيد‬ ‫لست مع رجال الشرطة الذين يسيئون استعمال القوة‬ ‫المفرطة مع المواطنين ول نشجع على ذلك ولكن حادثة‬ ‫ضباط المن المركزي مع وزير الداخلية أثناء تشييع جنازة‬ ‫أحد الضباط ومجند المن المركزي كشفت عن تذمرهم‬ ‫من ضعف التسليح والضغوط التي تمارس عليهم لضبط‬ ‫النفس وهى حادثة تؤكد إمكانية حدوث صدام وشيك مع‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪120‬‬


‫المواطنين الذين استباحوا الشرطة وأهانوها بعد ثورة ‪25‬‬ ‫يناير والعذاب الذي يتعرض له جنود المن المركزي‬ ‫ووقوفهم بالساعات خلل المظاهرات واستغلل‬ ‫البلطجية لهذه المظاهرات لشاعة جو من الفوضى‬ ‫والوقيعة بين المتظاهرين والشرطة المنهكة ‪.‬‬ ‫شاهدت بنفسي أحد السائقين توقف بسيارته في‬ ‫الممنوع بشارع رمسيس ولما طلب منه مساعد الشرطة‬ ‫التحرك بسيارته لمكان آخر تشاجر معه وأهانه بل وصل‬ ‫المر للعتداء عليه ولم يمنعه سوى المارين بالطريق‬ ‫وأصحاب المحال بالشارع ‪ ...‬وقال لي أحد ضباط‬ ‫الشرطة في أحد القسام نجلس في القسم بدون عمل‬ ‫ولم نعد نستمع لوامر الرؤساء فنحن نهان ومطلوب منا‬ ‫أن نصبر ‪ ..‬على إيه ‪..‬بلهة شغلنة ‪.‬‬ ‫لقد أخطأ النظام السابق حينما لجأ إلى الحل المني‬ ‫في الشارع ونفس الخطأ يرتكب الن عندما ترك الشرطة‬ ‫في مواجهة المواطن ومن هنا تتعالى شعارات تطهير‬ ‫الداخلية وإعادة هيكلتها ولن نصل إلى حلول على‬ ‫الطلق لن الحكومة تنسى أن رجال الشرطة بشر‬ ‫وليسوا من نوعية السوبرمان سيرحل وزير الداخلية ويأتي‬ ‫وزير ثان وثالث وسوف تظل المشكلة قائمة والدليل أن‬ ‫عصام شرف رحل وجاء بعده الجنزورى ورحل وجاء‬ ‫هشام قنديل وسيرحل وتظل مشاكلنا كما هي بدون حل‬ ‫‪.‬‬ ‫لماذا لم يهدأ الشارع المصري على مدى الشهور‬ ‫الماضية منذ انتخاب الرئيس مرسى؟ ولماذا تتجدد‬ ‫المظاهرات والمصادمات بين الطياف المتصارعة على‬ ‫الحكم ؟ وأين دور جبهة النقاذ والمعارضة المستنيرة‬ ‫‪121‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ورموز العمل السياسي في تحقيق الوفاق المجتمعي‬ ‫والمصالحة من أجل استقرار الوضاع في مصر ‪.‬‬ ‫اعتقد أن هذه السئلة تدور في رأس كل مصري‬ ‫ويحتار في الجابة عليها خاصة في ظل صراع الديكة‬ ‫الدائر بين مؤسسة الحكم التي أتى بها صندوق النتخابات‬ ‫ومن يظنون أنهم أحق بكرسي الرئاسة من شاغله ‪.‬‬ ‫الكل يريد أن يصرع الخر أو يهزمة بلمس الكتاف‬ ‫ويستخدم كل منهم آلياته العلمية في النتصار لوجهه‬ ‫نظره وغاب عنهم جميعا ما يعانيه الشعب المصري من‬ ‫أزمات طاحنة مستمرة ‪.‬‬ ‫لقد ضاعت جهود الشيخ الجليل المام أحمد الطيب شيخ‬ ‫الزهر التي استبشرنا بها خيرا في أن ينبذ الجميع العنف‬ ‫وأن يلتفوا على كلمة سواء من أجل أعادة المن والمان‬ ‫إلى نفوس المصريين ولم يفكر أحد لماذا انهارت المبادرة‬ ‫الكريمة في اليوم التالي مباشرة ‪.‬‬ ‫لم يفكر أحد فيمن يشعل النار كلما خبا أوارها ‪...‬‬ ‫ويغذيها بالبنزين أو يلتفت أحد منا إلى جماعة الإناركية أو‬ ‫الفوضويين الذين يرفضون كل شئ لتحقيق هدفهم‬ ‫بإسقاط الدولة فيندسون بين صفوف المتظاهرين‬ ‫السلميين ويحولون المظاهرة في النهاية إلى صدام مع‬ ‫رموز الدولة ممثلين في الشرطة ول مانع من قتل بعض‬ ‫المتظاهرين ليشعل آراء الخلف ويزداد الخلف ويزداد‬ ‫لهيبة بين نظام الحكم وبين بقية الطراف من معارضة‬ ‫وثوار بل وأفراد الشعب من الغلبية الصامتة لقد حدث‬ ‫هذا قبل ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬ويحدث الن بنفس السيناريو الذي‬ ‫لم يتغير قراءة دروس الثورة على النظام السابق‬ ‫سرعان ما أشتعل الشارع ورأينا مظاهر الفوضى الهدامة‬ ‫ممثلة في التحرش بالفتيات والسيدات في ميدان التحرير‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪122‬‬


‫بالذات رمز الثورة لن الهدف هو إسقاط الدولة المصرية‬ ‫فتشوا عن الناركية ومن وراءهم وإذا قبضتم عليهم‬ ‫فسيعود الهدوء للشارع المصري وسيتحقق الوفاق بين‬ ‫الفرقاء السياسيين وسيعود الستقرار للبلد ونعود لبناء‬ ‫الدولة من جديد ‪.‬‬ ‫الحمد لله فقد تميزنا عن دول العالم وبدءنا نجنى ثمار‬ ‫ثورة يناير وأصبح لنا السبق في هذا النجاز العظيم‬ ‫والحكاية أننا لم نعد لدينا جمعة واحدة مثل باقي البلد‬ ‫المتخلفة لكن عندنا جمعتان لن بصراحة جمعة واحدة‬ ‫مش جايبة همها وعايزين البلد تخرب بسرعة لذلك‬ ‫سيكون عندنا يوم الجمعتين ) جمعة الرحيل ( و ) جمعة‬ ‫إنقاذ مصر ( وفيه عروض كتير شارك في جمعة واكسب‬ ‫كيس حجارة أو شارك في جمعتين واكسب مولوتوف‬ ‫وخرطوش وهدايا كتير عقبال ما ربنا يكرمنا ويكون عندنا‬ ‫مش جمعة أو اتنين ل ثلث جمع‬ ‫إنجازات عبد الناصر تطارد مرسى‪ ..‬بعد أن قال‬ ‫"مرسى"‪" :‬وما أدراك ما الستينيات"‪ ..‬أشاد بعبد الناصر‬ ‫في قمة عدم النحياز كأحد مؤسسيها وأشاد "الشاطر"‬ ‫بالعدالة الجتماعية في الستينيات ‪:‬‬ ‫لم تكن جملة "وما أدراك ما الستينيات" التي ذكرها‬ ‫الرئيس محمد مرسى في أول خطاب جماهيري له‬ ‫بميدان التحرير بعد فوزه بالرئاسة‪ ،‬جملة عابرة‪ ،‬وإنما‬ ‫عبرت عن رؤية سياسية للرئيس الذي جاء من قلب‬ ‫جماعة الخوان المسلمين التي ناصبت العداء لجمال عبد‬ ‫الناصر وثورة ‪ 23‬يوليو ‪.1952‬‬ ‫كانت الجملة مفتتحا لجدل كبير بين مؤيد ومعارض‪،‬‬ ‫لكنها فتحت العين لتوقعات كثيرة في طريقة التعامل من‬ ‫الرئيس الجديد مع ثورة يوليو بتراثها‪ ،‬وجمال عبد الناصر‬ ‫بقيادته لها‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫زّودت توقعات "ماذا سيفعل الرئيس مع ثورة يوليو‬ ‫وقائدها‪،‬بخلفيات تاريخية لكنها مازالت حاضرة في‬ ‫الذهان‪ ،‬فإذا كان هناك ذكرى لجلء الستعمار النجليزي‬ ‫لمصر‪ ،‬فهو صنع ثورة يوليو‪ ،‬وحصيلة نضال وطني طويل‬ ‫بدأ بثورة عرابي ‪ ،1881‬ومر بقيادة مصطفى كامل في‬ ‫مطلع القرن العشرين للحركة الوطنية‪ ،‬ثم محمد فريد‬ ‫فثورة ‪ 1919‬بقيادة سعد زغلول‪ ،‬وإذا كانت هناك ذكرى‬ ‫لتأميم قناة السويس عام ‪ ،1956‬فهي من إنجاز ثورة‬ ‫يوليو وجمال عبد الناصر‪ ،‬وكانت المقاومة الشعبية‬ ‫وصمود الشعب المصري مفتاحا لصد العدوان الثلثي‬ ‫الذي جاء على أثر قرار التأميم‪ ،‬ولم يكن تأميم القناة‬ ‫وعودتها إلى السيادة المصرية‪ ،‬إل خطوة في طريق‬ ‫الستقلل الوطني الذي كان عنوانه أيضا معركة بناء السد‬ ‫العالي‪ ،‬الذي رفض البنك الدولي تمويله لرفض شروطه‬ ‫المجحفة التي كانت بمثابة تدخل في شؤون مصر‪.‬‬ ‫كانت معركة صد العدوان الثلثي "إنجلترا وفرنسا‬ ‫وإسرائيل" عام ‪ ،1956‬وتأميم قناة السويس زلزال عالميا‪،‬‬ ‫ففي الوقت الذي أسقطت هذه الحرب حكومات في دول‬ ‫العدوان الثلثى‪ ،‬كانت عنوانا رئيسيا في أفول‬ ‫المبراطورية البريطانية‪ ،‬بعد أن كانت المبراطورية التي ل‬ ‫تغرب عنها الشمس‪ ،‬وكانت مفتتحا لتحرر العالم الثالث‬ ‫بعد قرون من هيمنة الحتلل الجنبي‪ ،‬وكانت المنطقة‬ ‫العربية على موعد مع ذلك‪ ،‬ولعل مساندة الثورة‬ ‫الجزائرية كانت العنوان الكبر في هذا المسار والتي انتهت‬ ‫باستقلل الجزائر عام ‪ 1962‬بعد ‪ 130‬عاما من الحتلل‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وقبلها كانت معركة مساندة مصر لعودة الملك‬ ‫محمد الخامس إلى عرشه في المغرب بعد عزله ونفيه‬ ‫خارج بلده من الستعمار الفرنسي‪ ،‬ومعركة إسقاط‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪124‬‬


‫حلف بغداد الذي كان من تخطيط المخابرات المريكية‬ ‫لخلق حلف تابع لها‪.‬‬ ‫ترك ذلك ما اصطلح على تسميته بدور مصر الرائد في‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬ودول العالم الثالث‪ ،‬وسياسة رائدة في‬ ‫إفريقيا‪ ،‬ولعبت مصر عبد الناصر دورها الرائد في تأسيس‬ ‫كيانات تعبر عن كل ذلك‪ ،‬مثل "كتلة عدم النحياز"‬ ‫و"منظمة الوحدة الفريقية" و"دول التعاون السلمي"‪،‬‬ ‫وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كواجهة للنضال‬ ‫الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين‪ ،‬وكان كل ذلك تعبيرا‬ ‫عن الدوائر التي حددها عبد الناصر كمجال حيوي لتحركها‬ ‫وارتباطها‪ ،‬وهى العربية والسلمية والفريقية‪ ،‬وقد تكون‬ ‫هناك أخطاء للتجربة في تلك المسارات‪ ،‬لكن هل يمكن‬ ‫القفز عليها أو تجاهلها في التوقيت الحالي؟ فحين تم‬ ‫تجاهلها منذ السادات‪ ،‬وسنوات حكم مبارك‪ ،‬بدت مصر‬ ‫وكأنها تعيش في قمقمها ل تخرج عنه‪ ،‬والمأساة أن‬ ‫سنوات حكم مبارك‪ ،‬شهدت تنظيرا من زمرة النظام‬ ‫وأتباعه لنكفاء مصر على نفسها‪ ،‬وكانت الحصيلة خروجا‬ ‫من إفريقيا‪ ،‬مما أدى إلى أوضاع شائكة لمصر في قضية‬ ‫مياه النيل‪ ،‬ووداع لقضايا العالم الثالث‪ ،‬وتمزيق عربي‬ ‫انعكس على وضع القضية الفلسطينية في ذيل اهتمامات‬ ‫حكامنا العرب‪ ،‬وأصبحنا نواجه خطر تقسيم جديد للدول‬ ‫العربية على أسس عرقية‪ ،‬وكان انفصال جنوب السودان‬ ‫عن شماله هو البدء‪.‬‬ ‫دعك من أن الرئيس محمد مرسى ينتمي إلى جماعة‬ ‫الخوان‪ ،‬أو أي فصيل سياسي آخر‪ ،‬فحين يضبط العقل‬ ‫المصر ى والعربي نفسه‪ ،‬بحثا عن استعادة دور مصر‪،‬‬ ‫وإعطاء عافية جديدة للعرب‪ ،‬فلن يكون هناك طريق غير‬ ‫الطريق الذي أسسه جمال عبد الناصر‪ ،‬رغم كل‬ ‫‪125‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المهاترات التي يطرحها البعض من استدعاء لقضايا مثل‬ ‫ذهاب الجيش المصري إلى اليمن‪ ،‬وحكايات من هنا‬ ‫وهناك حول تدخل مصر في الشؤون الداخلية للدول‬ ‫العربية‪ ،‬كان مليين العرب الذين خرجوا في بلدهم يوم‬ ‫وفاة عبد الناصر رسالة إلى كل من يعنيه المر‪.‬‬ ‫فلنتأمل خطابات الرئيس مرسى بهدوء‪ ،‬ستجد بين‬ ‫سطورها بعض الرائحة من ذلك في الطرح السياسي‪،‬‬ ‫لكن ينقصه المساك به والعمل من أجله بإرادة سياسية‬ ‫مستقلة‪ ،‬والمثير أنه بينما يحدث ذلك‪ ،‬تواصل جماعة‬ ‫الخوان هجومها على جمال عبد الناصر رغم مرور ‪42‬‬ ‫عاما على رحيله‪.‬‬ ‫أما على الصعيد الداخلي‪ ،‬فإذا كانت هناك ذكرى لعيد‬ ‫الفلح‪ ،‬فهي أيضا مما تركته ثورة يوليو عبر قانونه الول‬ ‫للصلح الزراعي‪ ،‬والذي بفضله‪ ،‬وكما قال شقيق الرئيس‬ ‫مرسى‪ ،‬حصلت العائلة على فدانين من الصلح‪ ،‬كانا عونا‬ ‫للعائلة‪ ،‬وإذا كان هناك تجربة للعدالة الجتماعية حقيقية‬ ‫في تاريخ مصر فهي من إنجاز ثورة يوليو‪ ،‬وكان هذا‬ ‫اعترافا من المهندس خيرت الشاطر نفسه‪ ،‬نائب المرشد‬ ‫العام لجماعة الخوان المسلمين‪ ،‬في كلمة له قبل أسابيع‬ ‫بمؤتمر بقطر‪ ،‬وإذا كان هناك عهد لم تطل فيه الفتنة‬ ‫الطائفية برأسها فقد كان ذلك في عهد جمال عبد الناصر‪.‬‬ ‫رحل جمال عبد الناصر في مثل هذا اليوم عام ‪،1970‬‬ ‫وبعد ‪ 42‬عاما‪ ،‬وبعد ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬وحين أصبح الدكتور‬ ‫محمد مرسى رئيسا‪ ،‬وقال جملته الشهيرة‪" :‬وما أدراك ما‬ ‫الستينيات"‪ ،‬لم يكن أمامه سوى الشادة بجمال عبد الناصر‬ ‫في مؤتمر دول عدم النحياز بطهران بوصفه أحد‬ ‫مؤسسيها مع الزعيم الهندي نهرو واليوغسلفي تيتو‪،‬‬ ‫واحتفل بعيد الفلح يوم ‪ 9‬سبتمبر الذي كان من زمن عبد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪126‬‬


‫الناصر‪ ،‬وحين سيلتفت إلى إفريقيا سيجد أمامه عبد الناصر‬ ‫فيها رمزا لتحررها من الستعمار‪ ،‬وإذا أراد عدالة اجتماعية‬ ‫فأمامه تجربة عبد الناصر التي اعترف بها خيرت الشاطر‪،‬‬ ‫أي أننا أمام تراث وسياسات ل يمكن إغفالها مهما كانت‬ ‫ذكريات العلقة بين عبد الناصر والخوان‪.‬‬ ‫شيخ الزهر يصف ما حدث إمام قصر التحادية بأنه ضد الدين‬ ‫والخلق والشرع‪ ..‬و' النور' يشرح مبادرته مع كفار 'النقاذ'‬

‫كان الموضوع والخبر الرئيسي في الصحف المصرية‬ ‫الصادرة عن جريمة سحل وتعرية مبيض المحارة‬ ‫المسكين حمادة صابر‪ ،‬الذي ألقى ثاني قنبلة له بعد‬ ‫الولى التي قال فيها إن الذين عروه وسحلوه هم‬ ‫المتظاهرون ل الشرطة التي أنقذته منهم‪ ،‬وأمام نيابة‬ ‫مصر الجديدة‪ ،‬اعترف إن الشرطة هي التي فعلت فيه‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫مما دفع المستشار إبراهيم صالح رئيس النيابة إلى‬ ‫المر بنقله من مستشفى الشرطة إلى مستشفى‬ ‫حكومي‪ ،‬وازدادت المطالبات بتقديم الرئيس ووزير‬ ‫الداخلية وضباط وجنود الشرطة الذين شاركوا في ضربه‬ ‫وسحله إلى القضاء‪ ،‬وإلى قليل قليل من كثير‪ ،‬كثير‪ ،‬لدينا‪:‬‬ ‫الحرية والعدالة'‪ :‬حمادة قام بخلع ملبسه بنفسه ‪:‬‬ ‫'‬

‫ونبدأ برد جريدة حزب الخوان 'الحرية والعدالة' التي‬ ‫نشرت أمس تحقيقا لزميلنا معتز ونان وإسلم شوقي جاء‬ ‫فيه‪' :‬وعلى صعيد المفاجآت التي تتوالى في قضية حمادة‬ ‫صابر مسحول التحادية‪ ،‬أكد أحد شهود العيان في محضر‬ ‫شرطة‪ ،‬أن حمادة قام بخلع ملبسه بنفسه‪ ،‬وجاء ذلك‬ ‫ضمن خمسين بلغا تقدم بها مواطنون لنيابة مصر‬ ‫الجديدة‪ ،‬وفي المحاضر التي بدأت النيابة التحقيق فيها‬ ‫‪127‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫واستعملت شريط الفيديو‪ ،‬من قناة الحياة التي يظهر فيها‬ ‫واقعة العتداء على المواطن المسحول لمواجهته بها‬ ‫بعدما أنكر تعدي قوات المن عليه'‪.‬‬ ‫هل هذا كلم يمكن أن يكتبه عقلء‪ ،‬ليقرأه عقلء؟‬ ‫ولماذا لم يدفعوا ألفا من عناصرهم بدل من خمسين‬ ‫ليتقدموا بشهادات زور‪ ،‬وإصدار فتوى لهم بأنهم سينجون‬ ‫من عقاب ا يوم الحساب لشاهد الزور ولعنة الرسول‬ ‫صلى ا عليه وسلم؟ هل هذا هو السلم وأخلقه؟‬ ‫ل‪ ،‬فهو ما أفاد به زميلنا‬ ‫أما المر من ذلك وأضل سبي ً‬ ‫الرسام بـ'الوفد'‪ ،‬عمرو عكاشة‪ ،‬والذي ل تستفيد جريدته‬ ‫من موهبته‪ ،‬انه وهو يقلب الريموت‪ ،‬شاهد على إحدى‬ ‫القنوات الدينية احد دعاة الخوان والسلفيين وقد أخرج‬ ‫لسانه من فمه من شدة العصبية‪ ،‬ويصرخ مهاجما حمادة‬ ‫صابر ومتهما إياه بإثارة الفتنة في المجتمع‪ ،‬قائل ً‪' :‬ما الذي‬ ‫جعل هذا الغلم ينزل في الزحام؟ ألم يسمع عن فتنة‬ ‫المن؟ ولماذا تعرى أمام الكاميرات انه يريد أن يفتننا‬ ‫جميعا'‪.‬‬ ‫'التحرير''عورة إنسان فقير عرتكوا في الثانية'!‬

‫والشهادة لله‪ ،‬وحتى ل أكون شاهد زور‪ ،‬فأنا لم أشاهد‬ ‫هذه الفقرة‪ ،‬والعهدة على عمرو‪ ،‬لكن الذي أؤكده وأنا‬ ‫مرتاح الضمير لنني قرأته‪ ،‬هو رد صديقنا والشاعر الكبير‬ ‫عبد الرحمن البنودي الذي قال ردا على هذا الداعية في‬ ‫بابه ‪ -‬مربعات ‪ -‬أمس بجريدة 'التحرير'‪:‬‬ ‫القصر ذي الدبيحة ململم الدبان‬ ‫كلب بتخدم طلب يا زبالة الدنيا‬ ‫أولنا ست البنات فضيحتكو في الميدان‬ ‫وعورة إنسان فقير عرتكوا في الثانية!‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪128‬‬


‫المصريون'‪:‬هل هناك عاقل يدافع عن هذه الجريمة ‪:‬‬ ‫'‬

‫هذا وإذا كنت لم أشاهد ما شاهده عمرو عكاشة‪ ،‬فقد‬ ‫قال في نفس اليوم زميلنا في 'المصريون' حسام فتحي‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬وقال وهو مذهول‪' :‬هل هناك عاقل‬ ‫بأنه شاهد فع ً‬ ‫يدافع عن مثل هذه الجريمة‪ ،‬بكل‪ ،‬وبأي معيار على‬ ‫الطلق؟ تصدقون‪ ،‬نعم هناك من يدافع ويبرر‪ ،‬أحدهم‬ ‫خرج مطمئنا على إحدى القنوات الدينية‪ ،‬مؤكدا إن‬ ‫المواطن المسحول قام بنفسه بإلقاء عبوة مولوتوف‬ ‫على أحد الضباط‪ ،‬وإطلق الخرطوش على أربعة ضباط‬ ‫عساكر وأصاب أحدهم في عينيه‪ ،‬مما أوغر صدور‬ ‫زملئهم ضده وأسأله‪ ،‬أيها الشيخ الجليل‪ ،‬هل رأيت ما‬ ‫حدث مثلنا؟ وهل يرضى ديننا بذلك؟'‪.‬‬ ‫وهل هذا سؤال؟ طبعا‪ ،‬ل‪ ،‬ولذلك قال شيخ الزهر‬ ‫الدكتور أحمد الطيب في بيان له‪' :‬هذا المنظر الغريب‬ ‫والخارج عن الدين والخلق الذي رأيناه في وسائل‬ ‫العلم من سحل مواطن وكشف عوراته‪ ،‬صادما بذلك‬ ‫ضميرنا النساني والخلقي والشرعي'‪.‬‬ ‫القضاء يعود لممارسة دوره الوطني ‪:‬‬

‫وبالشارة إلى بعض ردود الفعال على سحل وتعرية‬ ‫عامل مبيض المحارة المسكين حمادة صابر‪ ،‬والذي نقلته‬ ‫كل فضائيات الدنيا‪ ،‬ثم خرج المسكين وهو في‬ ‫المستشفى يعترف بأن من خلعوا ملبسه‪ ،‬المتظاهرون‪،‬‬ ‫ل الشرطة‪ ،‬وأنها كانت تحميه منهم‪.‬‬ ‫وقد أرهقهم وأتعبهم لنه بيفلفص منهم‪ ،‬وذكرني‬ ‫المسكين بلعبة بلستيك‪ ،‬بزمبلك‪ ،‬كانت منتشرة منذ ثلثين‬ ‫سنة وتباع على الرصفة كان الباعة ينادون عليها‪ ،‬يال‪،‬‬ ‫يال‪ ،‬حمادة بيلعب وأمام كل منهم آنية بلستيك مملوءة‬ ‫‪129‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫بالماء‪ ،‬يلعب فيها حمادة‪ ،‬بعد ملء الزمبلك‪ ،‬عندما‬ ‫استمعت إليه تذكرت حمادة بيلعب رغم النار التي اشتعلت‬ ‫داخلي‪ ،‬ل على حمادة بيلعب فقط‪ ،‬ولكن على جهازنا‬ ‫المني‪ .‬كما للقضاء على القدر من التماسك الذي وصل‬ ‫إليه وبدء عودة ثقة الشعب فيه‪ ،‬أيام وزيره السبق اللواء‬ ‫محمد إبراهيم والسابق اللواء أحمد جمال الدين‪،‬‬ ‫وتحقيقه نجاحات ملحوظة لعادة المن وضرب بؤر‬ ‫البلطجية‪ ،‬وكانت النتيجة عزله‪ ،‬والتيان بالوزير الحالي‬ ‫لتعود الزمة بين الشعب والشرطة‪ ،‬ويتعرض الجهاز إلى‬ ‫إهانات جديدة‪ ،‬وكأن الخوان لم يكفهم الصمت على‬ ‫الهانة التي وجهها صديقنا الشيخ حازم صلح أبو‬ ‫إسماعيل إلى الشرطة عندما قال عنهم أنهم يحتاجون‬ ‫إلى التأديب‪ ،‬والجلد‪ ،‬وكانت النتيجة عزل أحمد جمال‬ ‫الدين‪ ،‬والحقيقة أن على المعارضة أن تفرق بين الشرطة‬ ‫كجهاز وطني ل بد من تدعيمه وإبعاده عن سيطرة أي‬ ‫قوة سياسية‪ ،‬وبين وزيره الحالي وبعض الضباط الذين‬ ‫يرتكبون جرائم وأخطاء‪ ،‬حتى ل يهدد الوزير اللواء محمد‬ ‫إبراهيم بأن تفكك الجهاز مرة ثانية‪ ،‬سيجعل الميليشيات‬ ‫بديل عنه‪ ،‬أي أن يقبل الشعب بتحويل الجهاز إلى أداة في‬ ‫يد الخوان‪ ،‬أو حله وإنزال ميليشياتهم إلى الشارع‪.‬‬ ‫أحمد منصور يدافع عن اعتداء الشرطة ‪:‬‬

‫ورغم اعترافه بهول ما حدث‪ ،‬وكذلك أسف رئاسة‬ ‫الجمهورية فقد سارع زميلنا ومقدم البرامج في قناة‬ ‫الجزيرة أحمد منصور بالدفاع عن الشرطة‪ ،‬وكأن شيئا لم‬ ‫يحدث إذ قام بالمزايدة على الرئاسة والداخلية‪ ،‬وقال يوم‬ ‫الحد في عموده اليومي بجريدة 'الوطن' ‪ -‬بل حدود ‪-‬‬ ‫وهي من أبرز صحف الفلول المتآمرين كما يصفهم‪:‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪130‬‬


‫'ما أن وصلت الحداث على ذروتها وتدخل المن في‬ ‫النهاية بعدما أصبحت الحرائق على أسوار القصر وفي‬ ‫داخله وبدا أن مخطط جبهة النقاذ فشل في هذه‬ ‫الجمعة حتى ظهر الرصاص الحي من قبل البلطجية‬ ‫الذين كانوا يهاجمون القصر وقتل شاب برصاصة في‬ ‫عنقه لن الشرطة لم تعد تمتلك الرصاص الحي وإنما‬ ‫الخرطوش‪ ،‬والتعليمات الموجهة إليها أل تستخدمه إل عند‬ ‫الضرورة القصوى‪ ،‬ومع كل فشل للمظاهرات التي تدعو‬ ‫إليها‪ ،‬أو يقودها أعضاء جبهة النقاذ‪ ،‬يظهر الرصاص‬ ‫الحي ويقتل المتظاهرون السلميين‪ ،‬وتضيع دماء الضحايا‬ ‫البرياء ويختفي القاتل وتلصق التهمة بالسلطة والشرطة‪،‬‬ ‫حينما ُقتل الشباب هرب كل قادة جبهة النقاذ من‬ ‫المشهد‪ ،‬وأصبح كل منهم يدين العنف الذي صنعوه هم‪،‬‬ ‫ويتهم السلطة العاجزة عن حماية نفسها وسرعان ما‬ ‫تلشى كل هذا حين تم تسريب شريط فيديو للشرطة‪،‬‬ ‫وهي تجر مواطنا عاريا أو شبه عار مقبوض عليه‪ ،‬حتى‬ ‫عاد الهاربون بسرعة ليلطموا الخدود ويشقوا الجيوب مع‬ ‫منظومة العلم المتواطئ‪ ،‬ويتم التغطية على كل‬ ‫الجرائم والحرائق المشتعلة وتصبح القضية هنا هي‬ ‫سحل المواطن وتوجيه كل السلحة العلمية والسياسية‬ ‫للشرطة وجهازها'‪.‬‬ ‫يا سبحان ا على المانة والمهنية‪ ،‬أحمد منصور الذي‬ ‫تعرض لعتداء آثم من قبل عناصر من الشرطة قبل أن‬ ‫يدخل إلى المبنى الذي يقع فيه مكتب الجزيرة بالقاهرة ‪-‬‬ ‫أيام اللواء حبيب العادلي وتم تحطيم نظارته الطبية‪ ،‬وتم‬ ‫سحله في الشارع ومع ذلك خرج على الشاشة وحكي ما‬ ‫حدث له‪ ،‬وقال انه يتقدم ببلغ وكان يلوح بالنظارة‬ ‫المكسورة‪ ،‬وكانت فضيحة للنظام وللمن‪ ،‬وصدرت بيانات‬ ‫‪131‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الستنكار من منظمات حقوق النسان‪ ،‬وكتبت أنا وقتها‬ ‫مهاجما ما حدث له‪ ،‬يأتي الن ليدافع عن عمل إرهابي‬ ‫ومشين‪ ،‬استنكره وزير الداخلية والرئاسة والحكومة‬ ‫ووعدوا بالتحقيق فيه؟‬ ‫الداخلية تعترف لول مرة بخطئها ‪:‬‬

‫ولكن وزير الداخلية أصدر منذ عشرة أيام قرارا بتعيين‬ ‫صديقنا العزيز اللواء هاني عبد اللطيف‪ ،‬وهو من أكفأ‬ ‫العناصر متحدثا باسم الوزارة وخرج هاني بعد دقائق من‬ ‫الحادث ليعلن انه سيتم التحقيق في الحادث بواسطة‬ ‫جهاز التفتيش‪ ،‬وأن الداخلية تعترف لول مرة بخطئها؟‬ ‫لكن الذي يهمنا هنا هو مستوى المانة عند صاحب‬ ‫الدروس في المانة والمهنية‪ ،‬وكيف يفهمها ويستخدمها‬ ‫فبينما مليارات البشر في جميع القارات شاهدوا‬ ‫ويشاهدون تعرية حمادة من ملبسه ولم يبق من بنطلونه‬ ‫إل جزء على حذائه‪ ،‬وشاهدوا عمليات الضرب والركل‬ ‫يقول هو شبه عاري‪ ،‬رغم أن عورتيه من المام والخلف‬ ‫ظاهرتان ويقول عبارة‪ ،‬تسريب شريط فيديو وكأن جهة‬ ‫أمنية هي التي سربته‪ ،‬وكأن الجريمة كان مفروضا أن تظل‬ ‫طي الكتمان؟‬ ‫الهمجية في التعامل مع المتظاهرين‪:‬‬

‫ونظل مع حمادة بيلعب‪ ،‬يال يا حمادة‪ ،‬حيث قال لي‬ ‫زميلنا وأحد مديري تحريري 'اليوم السابع' سعيد الشحات‪:‬‬ ‫'تأمل الصورة بكل قسوتها وعد قليل إلى أيام قضت‬ ‫لتعرف أنها لم تبدأ أمس الول‪ ،‬ولكنها بدأت من اليوم الذي‬ ‫خرجت فيه جحافل من جيش الخوان لتواجه المعتصمين‬ ‫العزل أمام قصر التحادية بعد العلن الدستوري‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪132‬‬


‫الستبدادي الذي أعلنه الرئيس مرسي‪ ،‬تأمل صورة السحل‬ ‫أمس الول وتذكر أن عشرات الصور الخرى الشبيهة‬ ‫حدثت قبل أسابيع أمام التحادية‪ ،‬حدثت مع مواطن‬ ‫مسيحي اسمه مينا فيليب الذي شبع ضربا وكان عاريا‬ ‫وبلغت قسوة العتداء عليه درجة أنه لم يتذكر اسمه حين‬ ‫سألوه عنه وتذكر صورة هذا 'الطويل' الملتحي الذي كان‬ ‫مرتديا بلوفر أحمر وهو يتعرض للمناضلة المحترمة‬ ‫شاهندة مقلد ليسد فمها حتى ل تطلق هتافها'‪.‬‬ ‫شكوى ظلم الخوان لمير المؤمنين‪:‬‬

‫وتأملت الصورة ودمعت عيناي من وراء زجاج النظارة‪،‬‬ ‫والتفتت إلى زميلي عادل السنهوري‪ ،‬أحد مديري التحرير‪،‬‬ ‫حيث سمعته يبكي نيابة عني ويناجي أمير المؤمنين عمر‬ ‫بن الخطاب رضي ا عنه يشكو ظلم الخوان ورئيسهم‪،‬‬ ‫ل‪:‬‬ ‫قائ ً‬ ‫'عذرا أيها الفاروق عمر لقد حاولوا ‪ -‬كذبا وبهتانا ‪ -‬في‬ ‫فضائيات الضلل والزيف تشبيه من يسكن الن في قصر‬ ‫التحادية بك وهو عنك بعيد بعد السماوات عن الرض‪،‬‬ ‫أنت يا خليفة المسلمين الذي قلت 'لو عثرت بغلة في‬ ‫العراق لسألني ا تعالى عنها‪ :‬لم لم تمهد لها الطريق يا‬ ‫عمر؟‬ ‫وحكمت فعدلت بين المسلمين وغير المسلمين فنمت‬ ‫آمنا مطمئنا مستريح البال والضمير أمام رب العالمين‪،‬‬ ‫الن يا عمر ليست قصة البغلة التي عثرت‪ ،‬بل هو اعتقال‬ ‫وقتل للبرياء في كل مكان في مصر وسحل وتعرية‬ ‫للمواطنين دون شفقة أو رحمة أمام قصر الحاكم وعلى‬ ‫مسمع ومرأى منه‪ ،‬هذا هو الشبيه بالفاروق الذي سقط‬ ‫في عهده وفي أسبوع واحد فقط أكثر من خمسة وستين‬ ‫مصريا في بورسعيد‪ ،‬وفي شارع محمد محمود‪ ،‬وأمام‬ ‫‪133‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫قصر التحادية وتصطاد وزارة داخليته عشرات النشطاء‬ ‫وتقيم عليهم حفلت التعذيب بدم بارد'‪.‬‬ ‫المصري اليوم'‪ :‬عورتكم هي التي انكشفت!‬ ‫'‬

‫وسمعت صوتا قويا صادرا من 'المصري اليوم' واتضح انه‬ ‫لزميلنا محمد أمين وكان يقول بتحد‪' :‬عرني كيف شئت‪ ،‬لنك‬ ‫عره‪ ،‬ل شيء يعرني إن عريتني‪ ،‬ل يشغلني إن لبست أو‬ ‫تعريت على يد التتار‪ ،‬أنا رجل‪ ،‬آنت عره‪ ،‬قبلك من عرى‬ ‫النساء‪ ،‬قالوا إيه اللي نزلها؟ عروها واتهموها‪ ،‬كانت بألف‬ ‫رجل مما تعدون‪ ،‬قالوا إيه خلها تلبس عباية بكباسين؟‬ ‫هل كنت ألبس قميصا بالكباسين؟ هل ضرني إن عريتني؟‬ ‫هل ضرني أن نزعت ثيابي؟ أنا رجل وأنتم أشباه رجال! أي‬ ‫ضمير عندكم؟ أين الرئيس الثوري؟ قالوا إنه يراقب المشهد‬ ‫عن كثب‪ ،‬هل رآني عاريا؟ هل جاءه قلب لينام؟ هل يبكي‬ ‫لو تعثرت بغلة بالعراق ول يبكي حين أهدروا كرامتي‬ ‫النسانية على باب قصره؟ أنا الذي أبكي لني انتخبتك‪،‬‬ ‫أبكي ليس لن أحدا كسر رجولتي‪ ،‬ول لن أحدا كشف‬ ‫عورتي‪ ،‬عورتكم هي التي انكشفت شرعيتكم هي التي‬ ‫سقطت‪ ،‬ثورتنا هي التي ضاعت‪ ،‬وكرامتنا التى استباحت!'‪.‬‬ ‫والحقيقة أن المشكلة هي في الخلط لدى‬ ‫المعارضين‪ ،‬ذلك أن حمادة بيلعب إنسان وليس بغلة‪،‬‬ ‫فلماذا المقارنة الخاطئة؟‬

‫'التحرير'‪:‬لم نتصور أن يصل المر إلى هذا النحطاط ‪:‬‬

‫وإلى 'التحرير' في نفس اليوم وزميلنا وصديقنا ونقيب‬ ‫الصحافيين السبق جلل عارف وقوله بهدوء شديد‪:‬‬ ‫'أعرف منذ أن جاء مرسي وجماعته للحكم أن علينا أن‬ ‫نستعد لمواجهة الفاشية‪ ،‬لكن لم أتصور أن يصل المر‬ ‫إلى هذا النحطاط ولهذه السفالة التي تجلت في مشهد‬ ‫سحل المواطن العاري بجانب أسوار قصر الرئاسة الذي‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪134‬‬


‫أصبح عنوانا للجرائم ضد النسانية‪ ،‬والذي شهد قبل ذلك‬ ‫في معارك الربعاء الدامي 'حفلت تعذيب' كان رجال‬ ‫الرئاسة هم الرعاة الرسميون لها!! لم يكن المواطن‬ ‫الذي سحلوه أمام 'التحادية' هو الوحيد الذي تعرى كان‬ ‫نظام الحكم كله ‪ -‬في نفس اللحظة ‪ -‬يقف عاريا '!!' قبل‬ ‫المشهد بساعات قليلة كان رئيس الجمهورية يصدر بيانا‬ ‫يطلق فيه يد الشرطة لتفعل بالمواطنين ما تشاء‪ ،‬الن‬ ‫نعرف لماذا جاء وزير الداخلية الجديد لموقعه‪ ،‬وما المهام‬ ‫الموكولة إليه‪ ،‬الن نعرف لماذا كانت حالة الطوارئ‬ ‫وحظر التجول في مدن القناة والتي كان الحكم يريد لها‬ ‫أن تعم مصر كلها‪ ،‬الن نعرف من الملثمين الذين اندسوا‬ ‫وسط الثوار في ميدان التحرير وفي المظاهرات أمام‬ ‫التحادية ليثيروا الشغب ويعطوا المبرر لقمع النظام'‪.‬‬ ‫التيار السلفى ‪:‬‬

‫وهم مشهود لهم بالحكمة والطهارة وعدم المكيافيلية‪،‬‬ ‫وعدائهم للصوفية معروف وتعاونهم مع بعض التيارات‬ ‫السلمية ليس سرا‪ ،‬ولهم حضور قوى فى القاهرة‬ ‫والكندرية ومحافظات الصعيد وبعض مناطق وسط الدلتا‬ ‫ومدن القناة وسيناء‪ ،‬وهم يشكلون خطورة شديدة جدا‬ ‫على وجود الخوان المسلمين لوجود خلفية دينية حقيقية‬ ‫ومستوى من الفكر والطلع والتعليم ل ُيمكن الخوان‬ ‫ء الدينى أو السياسى أو‬ ‫من النفراد بساحة العمل سوا ً‬ ‫الجتماعى‪.‬‬ ‫النور والخوان‪ :‬حقن الدماء ما استطعنا إلى ذلك سبيل ‪:‬‬

‫وإلى المعركة التي اشتعلت بين صفوف السلفيين‬ ‫والجماعات السلمية‪ ،‬بسبب المبادرة التي تقدم بها حزب‬ ‫النور ‪ -‬الذراع السياسي لجمعية الدعوة السلفية‪ ،‬وعرضها‬ ‫‪135‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫على جبهة النقاذ الوطني‪ ،‬واتفقت معه على ثماني نقاط‬ ‫رئيسية أعلنها رئيس الحزب يونس مخيون في مؤتمر بمقر‬ ‫حزب الوفد مع عدد من قادة الجبهة‪ ،‬وأدت إلى حالة من‬ ‫الغضب الشديد لدى الخوان‪ ،‬ثم إلى انتقادات وجهها‬ ‫بعض السلفيين والجماعات السلمية للحزب لنه اتفق‬ ‫مع الكبار‪ ،‬ضد فصيل إسلمي‪.‬‬ ‫وقد رد عليهم القيادي بالحزب والجماعة المهندس عبد‬ ‫المنعم الشحات بمقال مطول له بجريدة 'الفتح'‪ ،‬لسان‬ ‫حال جماعة الدعوة‪ ،‬ويوم الجمعة‪ ،‬أوضح فيه دافع الحزب‬ ‫للمبادرة‪ ،‬والتفاق مع الجبهة سواء من الناحية الشرعية‬ ‫والسياسية‪ ،‬وقام بتوجيه غمزات وانتقادات لذعة للخوان‬ ‫وغيرهم من السلفيين الذين هاجموا الحزب‪ ،‬ومما قاله‪:‬‬ ‫'جميع السلميين يحفظ عن ظهر قلب الدروس المستفادة‬ ‫من صلح الحديبية وعلى رأسها أن حقن الدماء ما استطعنا‬ ‫إلى ذلك سبيل من أهم مقاصد الشريعة حيث رضي أمر‬ ‫الوحي النبي صلى ا عليه وسلم بتقديم تنازلت للكفار‬ ‫الذين صدوه عن البيت الحرام رغم ما توارثوه من ميثاق‬ ‫غليظ أل يصدوا أحد عن البيت ومع استطاعة النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم أن يدخل عليهم مكة عنوة ولكن أمره ا‬ ‫بالرضي بتأجيل العمرة رغم انعقاد أحرامها سنة كاملة لن‬ ‫ذلك مع حفظ الدماء أولى من إتمامها مع احتمال إراقة‬ ‫الدماء‪ ،‬محاولة استثارة الخير الكامل في بعض المخالفين‬ ‫وإن كان جزئيا أمر محمود ومن ذلك أمر النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم للصحافة أن يرسلوا الهدى بين يدي سهيل بن‬ ‫عمرو لنه من قوم يعظمون الهدى أمل في أن يدفعه هذا‬ ‫لبداء موقف أكثر مرونة‪ ،‬أن يصرف النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم في هذه الواقعة مع فداحة ما تلبس به الطرف‬ ‫الخر تجعلها تصلح قاعدة عامة من باب أنها من التنبيه‬ ‫بالعلى على الدنى‪ ،‬وانطلقا من هذه القاعدة العامة‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪136‬‬


‫تصرفت الدعوة السلفية ومن بعدها ذراعها السياسية‬ ‫'حزب النور' في مواقف كثيرة وبالطبع وجد في كل موقف‬ ‫من يعترض علينا من باب أنه ل بأس بالتضحية ببعض‬ ‫الدماء 'رغم القدرة على حقنها' وعندما نحاول أن نتلمس‬ ‫مواطن إنكارهم علينا يصعب علينا في كثير من الحيان‬ ‫معرفة وجه العتراض‪ ،‬كان من المور المستغربة استغرابا‬ ‫شديدا أن تثور هذه المور تعليقا على مبادرة حزب النور‬ ‫للخروج من الزمة الراهنة‪ ،‬كررت مؤسسة الرئاسة نداءها‬ ‫للجميع بالنضمام إلى الحوار الوطني وخصت بالذكر كل‬ ‫من الدكتور البرادعي والستاذ حمدين صباحي من جبهة‬ ‫النقاذ والتي يتهم حزب النور بالخيانة العظمى لنه تحاور‬ ‫معهم يؤكد عدة معان‪.‬‬ ‫الشيخ ياسر برهامي‪ :‬حسبنا ا ونعم الوكيل!‬

‫وفي نفس الوقت‪ ،‬قال الشيخ ياسر برهامي‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس جمعية الدعوة السلفية مفسرا موقف الخوان‬ ‫وغيرهم من الجماعات الذين انتقدوا النور‪' :‬من يبادر‬ ‫بالهجوم على المبادرة ويشبه جلسات الحوار بالتحالف مع‬ ‫الكفار في حربهم ضد المسلمين وبأن الذين قاموا بها في‬ ‫قلوبهم مرض يسارعون مع الكافرين وأنهم يريدون إثبات‬ ‫وجودهم على‬ ‫الساحة السياسية فنقول لهم أول ً‪ :‬حسبنا ا ونعم‬ ‫الوكيل‪ ،‬والعجب إنكم رضيتم بحوار المشايخ منذ أيام‬ ‫وبحوار الرئاسة منذ يومين ومع نفس الطراف فلماذا كان‬ ‫الحلل مرحبا به بالمس‪ ،‬حراما ونفاقا ومرضا اليوم؟‬ ‫ونسألهم ما هي التنازلت التي قدمها حزب النور في هذا‬ ‫الشأن؟ وأين التحالف المزعوم‪ ،‬الذي قبلتموه قبل‬ ‫النتخابات النيابية السابقة مع نفس القوى الليبرالية في‬ ‫قائمة التحالف الديمقراطي؟ وكأن على رؤوسها نفس‬ ‫‪137‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الرموز التي هي الن في جبهة النقاذ وكنتم تستدلون‬ ‫على ذلك بحلف الفضول‪ ،‬ولم نقبل ذلك حينها ولم نفعله‬ ‫لن هناك فرقا بين التحالف السياسي وبين الحوار‬ ‫ومحاولة الوصول إلى حل للزمة وتقليل للشر والفتنة'‪.‬‬ ‫حزب النور لم يتحالف مع أي حزب غير إسلمي ‪:‬‬

‫لم يسبق لحزب النور التحالف مع أي حزب غير‬ ‫إسلمي ومع هذا فلم نشنع على من أداه اجتهاده إلى‬ ‫التحالف مع أحزاب غير إسلمية ومن المعلوم أن حزب‬ ‫الوفد وحزب الكرامة بقيادة حمدين صباحي آنذاك كانا‬ ‫ضمن التحالف الديمقراطي بقيادة الحرية والعدالة‪ ،‬ومن‬ ‫خلل هذا التحالف نجح الدكتور وحيد عبد المجيد وأبو‬ ‫عيطة وأمين اسكندر ومنير فخري عبد النور وغيرهم ممن‬ ‫هم رموز في الجبهة الن‪ ،‬بل إن أحدا ممن استنكر على‬ ‫حزب النور هذه المبادرة كان الدكتور البلتاجي الذي‬ ‫تصادف أن يكشف الدكتور مصطفى النجار في مقال له‬ ‫بعنوان 'عشاء الماريوت وجريمة البحث عن التوافق' عن‬ ‫لقاء جمعة هو وآخرون من زعماء الجبهة مع رموز من‬ ‫الجانب السلمي كان منهم البلتاجي والدكتور حلمي‬ ‫الجزار 'طبعا حدود الحوار والقبول والتوافق عند الدكتور‬ ‫حلمي تتخطى هذا المقدار بكثير كما يعلم ذلك المتابع‪،‬‬ ‫ول أريد أن أخوض في هذا المر أكثر من ذلك‪ ،‬وكان‬ ‫معهم أيضا نادر بكار‪ ،‬ولم نكن نظن أن المطالبة بتغيير‬ ‫شخص رئيس الوزراء منكر شرعي ل سيما أنه في حالة‬ ‫الستجابة لهذا المطلب سوف يطالب الحزب بشخصية‬ ‫اقتصادية تكنوقراط كما سبق أن طالب النور والحرية‬ ‫والعدالة بالدكتور الجنزوري أيام المجلس العسكري قبل‬ ‫أن يتراجع الحرية والعدالة ويطالب بإسقاطه قبل‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪138‬‬


‫النتخابات بأقل من شهرين لسوء أداء بعض وزرائه‬ ‫وحينها طالب حزب النور بتغيير هؤلء الوزراء بينما أصر‬ ‫الحرية والعدالة على تغيير الدكتور الجنزوري نفسه وهي‬ ‫الظروف التي تم فيها حل مجلس الشعب السابق'‪ ،‬لحظ‬ ‫محاولت تفتيت حزب النور والجبهة السلفية‪.‬‬ ‫الرئيس اتصل بالشيخ محمد حسان يسأله النصيحة ‪:‬‬

‫وبالنسبة لحوار المشايخ فان برهامي يشير إلى اللقاء‬ ‫الذي عقده الشيخ محمد حسان والشيخ حسين يعقوب‬ ‫مع عمرو موسى وحمدين صباحي‪ ،‬وغيرهما للوساطة‪،‬‬ ‫بل إن الشيخ محمد حسان قال في حديث نشرته معه‬ ‫'المصريون' يوم الخميس وأجراه معه زميلنا صابر نور‬ ‫الدين ومحمود البرغوثي‪ ،‬جاء فيه‪' :‬كشف الداعية‬ ‫السلفي الشيخ محمد حسان‪ ،‬إن الرئيس محمد مرسي‬ ‫اتصل به في وقت سابق وطلب منه النصيحة قائل له 'يا‬ ‫شيخ حسان انصحني كلي آذان صاغية'‪ ،‬وأضاف حسان‬ ‫في حديثه على قناة 'الرحمة'‪' :‬أدعو ا لك يا دكتور‬ ‫مرسي بالسداد والتوفيق وأن يعينك ا على أن تخرج‬ ‫بالبلد من هذه الكبوة' وأنصح الدكتور مرسي بما نصح به‬ ‫سيدنا عمر بن الخطاب سيدنا العباس بخصوص إدارة‬ ‫البلد قائل ً‪' :‬هذا المر ل يحمله إل اللين في غير ضعف‬ ‫والقوي في غير عنف والجواد في غير إسراف والممسك‬ ‫في غير بخل ول يطيق هذا المر إل رجل ل يصانع ول‬ ‫يضارع ول يتبع المطامع'‪ ،‬هذه نصيحتي وأسأل ا أن‬ ‫تبلغك' )هل بلغت هل عمل بها( ؟‪.‬‬ ‫المصريون'‪:‬الخطأ الكبر يتحمله الخوان ‪:‬‬ ‫'‬

‫‪139‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ومن رد النور على الخوان والجماعة السلمية‪،‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬إلى قيادي في الجماعة‪ ،‬شن هجوما عنيفا على‬ ‫الخوان يوم الجمعة في 'المصريون' هو الدكتور أحمد‬ ‫زكريا جاء فيه‪' :‬أقولها وبوضوح ومن باب نقد الذات‬ ‫والحرص على المشروع السلمي الذي ضحينا كثيرا‬ ‫بالدماء ومعاناة التعذيب والمعتقلت لتسطع شمسه‪ :‬إن‬ ‫الخطأ الكبر فيما تعيشه مصر اليوم يتحمله الخوان‬ ‫المسلمون‪ ،‬ولن يزايد أحد في دعمنا للمشروع السلمي‬ ‫وللرئيس المنتخب ولكن مصر تتجه إلى منعطف خطير‬ ‫يؤذن بشر مستطير‪ ،‬وإن لم تتفهم جماعة الخوان المر‬ ‫جيدا فستكون مع أعداء الفكرة السلمية‪ ،‬وسببا في‬ ‫السقوط المدوي للمشروع كله ليس في مصر وحدها‬ ‫ولكن في العالم كله‪ ،‬أتذكر في هذا المقام ما قاله لي‬ ‫أحد قيادات الخوان عندما فاز في انتخابات مجلس‬ ‫الشعب السابق عندما هنأته بالفوز‪ :‬خلص البلد بقت‬ ‫بلدنا‪ ،‬فقلت له‪ :‬اتق ا وتواضع حتى تدوم النعمة‪ ،‬بهذا‬ ‫الفهم تعامل الخوان مع مصر‪ ،‬فخسروا كثيرا‪ ،‬ولول‬ ‫مواقف التيار السلمي والوطني الرائعة في الدفاع عن‬ ‫القضايا المصيرية كانتخابات الرئاسة وقضية الدستور ‪ -‬بعد‬ ‫توفيق ا عز وجل ‪ -‬لكانت النتائج مخيبة‪ ،‬ولكن للسف‬ ‫الشديد لم يتعلم الخوان الدرس وظنوا أن التيار‬ ‫السلمي مجرد داعم فقط يستخدمونه عند تأزم المور‬ ‫وما تعاملوا أبدا على أن السلميين والوطنيين وشباب‬ ‫الثورة الشرفاء شركاء في هذا المشروع ومن أهم‬ ‫عوامل نجاحه‪ ،‬ففي صعيد مصر حيث تتركز قوة الجماعة‬ ‫السلمية‪ ،‬إذا بالرئاسة تعين محافظا للمنيا وأسيوط من‬ ‫جماعة الخوان‪ ،‬وكأنها تخرج لسانها للجماعة وتقول لها‬ ‫عليك أن ترشحي وعلينا أن نختار من الخوان‪ ،‬وفي‬ ‫السكندرية يتكرر السيناريو مع السلفية بعد أن يتقدموا‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪140‬‬


‫بمرشحين تجد التعيينات إخوانية‪ ،‬وتكرر المشهد في‬ ‫التشكيل الوزاري ومستشاري الوزراء وفي تعيينات‬ ‫مجلس الشورى دون النظر إلى الكفاءات‪.‬‬ ‫كما اتهم الدكتور كمال بربري وكيل وزارة الوقاف‬ ‫بالسويس الدكتور طلعت عفيفي وزير الوقاف بإقالة ‪9‬‬ ‫من وكلء وزراء الوقاف ومديري العموم بمديريات‬ ‫الوقاف بعدد من محافظات الجمهورية ومنها السويس‬ ‫كما شملت القالت مدير شئون القرآن بوزارة الوقاف‬ ‫لرفضهم النضمام إلى جماعة الخوان المسلمين وحزب‬ ‫الحرية والعدالة وأخوانة مديريات الوقاف على مستوى‬ ‫محافظات الجمهورية‪.‬‬ ‫وأكد الدكتور كمال بربري وكيل وزارة الوقاف‬ ‫بالسويس بأنه فوجئ خلل الفترة الماضية بمطالبة بعض‬ ‫المختصين منه بالنضمام إلى حزب الحرية والعدالة‬ ‫وجماعة الخوان المسلمين‪ ،‬كما جرى في نفس الوقت‬ ‫مطالبة نفس الطلب من العديد من قيادات مديريات‬ ‫الوقاف بمحافظات الجمهورية‪.‬‬ ‫وأشار الدكتور كمال بربري وكيل وزارة الوقاف‬ ‫بالسويس بأنه حرص والعديد من قيادات مديريات الوقاف‬ ‫بمحافظات الجمهورية على العتذار بلباقة عن النضمام‬ ‫إلى حزب الحرية والعدالة وجماعة الخوان المسلمين‬ ‫لتفرغهم للدعوة الدينية وفوجئ بعدها مع العديد من‬ ‫زملئه من وكلء الوزراء ومديري العموم بمديريات‬ ‫الوقاف بمحافظات الجمهورية بصدور فرمان ظهر اليوم‬ ‫الخميس من وزير الوقاف قضى بإقصائهم من مناصبهم‬ ‫القيادية ضمن مذبحة ضمت القائمة الولى فيها ‪ 9‬من‬ ‫وكلء الوزراء ومديري العموم بمديريات الوقاف‬ ‫بمحافظات الجمهورية بسبب رفضهم النضمام لحزب‬ ‫‪141‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الحرية والعدالة وجماعة الخوان المسلمين فعلوا ما لم‬ ‫يفعله نظام مبارك‪.‬‬ ‫وأكد الدكتور كمال بربري وكيل وزارة الوقاف‬ ‫بالسويس بأن جميع المناصب التسعة التي تم إقصاء‬ ‫أصحابها منها تم تقسيمها وتوزيعها بين أشخاص ينتمون‬ ‫لجماعة للخوان المسلمين والسلفيين والجماعة‬ ‫السلمية‪ .‬وقال الدكتور كمال بربري وكيل وزارة الوقاف‬ ‫بالسويس إنه يرفض ومعه زملئه مخطط إقالة قيادات‬ ‫وزارة الوقاف بمحافظات الجمهورية من مناصبهم في‬ ‫حالة رفضهم النضمام إلى جماعة الخوان المسلمين‬ ‫وحزب الحرية والعدالة كما يرفضون مخطط أخونة‬ ‫وزارة الوقاف ومديريات الوقاف على مستوى‬ ‫محافظات الجمهورية‪.‬‬ ‫رئيس نقابة العاملين بالوقاف يؤكد الوزير يسعى‬ ‫الوزارة والطاحة بـ ‪ 4‬آلف قيادة قريبا ‪:‬‬

‫لخونه‬

‫الوقاف تنوى تغيير أربعة آلف من مديري الدارات"‪،‬‬ ‫هذا ما أكده اشرف على رئيس نقابة العاملين بالوقاف‬ ‫بمحافظة الدقهلية‪ ،‬واصفا هذا القرار "بالكارثة"‪ .‬مشيرا‬ ‫أن ذلك لو حدث ستكون البلد بالكامل في يد الخوان‬ ‫قبيل النتخابات البرلمانية المقبلة‪ ،‬وحتى يتمكنوا من كسر‬ ‫مفاصل الدولة وقدمها‪.‬‬ ‫رئيس نقابة العاملين بالوقاف الدقهلية‪ ،‬قال إن ما‬ ‫حدث مع الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الوقاف بالدقهلية‪،‬‬ ‫والذي صدر قرارا من الوزير الدكتور طلعت عفيفي بإقالته‬ ‫وتعيينه مستشارا بالمديرية ما هو إل تعجرفا وإجحافا‪،‬‬ ‫مضيفا عندما قابلنا الوزير وطالبناه بأن الكفأ يتولى فوجئنا‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪142‬‬


‫بإعلنه بأنه سيقوم "بأخونة الوزارة" كما فعلوا مع التربية‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬نظم المئات من الئمة والعلماء‬ ‫وشيوخ المساجد التابعين لمديرية الوقاف بمحافظة‬ ‫الدقهلية وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة‬ ‫الدقهلية‪ ،‬احتجاجا على القرار الصادر من الدكتور طلعت‬ ‫عفيفي وزير الوقاف بإقالة ‪14‬وكيل وزارة من بينهم‬ ‫الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الوقاف بالدقهلية‪.‬‬ ‫المحتجون هتفوا "معتصمين معتصمين والجمعة‬ ‫الجاية مش خاطبين" و "من المطرية للحدادة مش‬ ‫هنسيب طه زيادة" و "إحنا أئمة الوقاف ل هنطاطي ول‬ ‫هنخاف" و "دي وزارة مش وكالة‪ ،‬طه زيادة وراه رجالة"‬ ‫و "يا محافظ شوفلك حل طه زيادة حبيب الكل" و "دا‬ ‫حرام دا حرام القرار دا إجرام " و "يا أئمة يا أئمة ل عاد‬ ‫كاكول ول عمة" و "يا وزير يا وزير قرار طه ده تدمير" و‬ ‫"فين العدل يا خلق ياهو دا الوحيد اللي رقوه"‪.‬‬ ‫واتهم عدد من الئمة وزير الوقاف باتخاذ قرارات‬ ‫تصب جميعها في أخونة وسلفنه الوزارة‪ ،‬وأعلن‬ ‫المعتصمون عدم إلقاءهم خطبة الجمعة اليوم في حال‬ ‫إصرار الوزير على تنفيذ قراراته‪ ،‬بالضافة إلى عدم‬ ‫سماحهم بدخول وكيل الوزارة الجديد إلى مكتبه‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬نظم العشرات من أئمة وموظفي‬ ‫مديرية الوقاف بمحافظة بني سويف وقفة صامتة أمام‬ ‫مسجد عمر بن عبد العزيز بميدان المديرية أمس‬ ‫الخميس‪ ،‬وانضم إليهم العشرات من موظفي وأئمة‬ ‫الدارات الفرعية بمراكز المحافظة السبع‪ ،‬وذلك اعتراضا‬ ‫منهم على القرار الذي أتخذه الدكتور طلعت عفيفي وزير‬ ‫الوقاف وتم تسريبه إلى بعض المديريات بالمحافظات‬ ‫‪143‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫عن إقالة ‪ 20‬من مديري مديريات الوقاف‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫الشيخ سيد عبود وكيل الوزارة ببني سويف وعدم التجديد‬ ‫له فترة قادمة‪.‬‬ ‫الئمة حملوا لفتات مكتوب عليها "ترسيخا للوسطية‬ ‫وحفاظا على العتدال مديري إدارات أوقاف بني سويف‬ ‫يناشدون السيد وزير الوقاف بتجديد الثقة للشيخ سيد‬ ‫عبود" و "تغليبا للصالح العام نناشده ببقاء وكيل مديرية‬ ‫بني سويف"‪ ،‬ولم يردد الئمة خلل وقفتهم أي هتافات‪،‬‬ ‫وتوجهوا في مسيرة صامتة من أمام مسجد عمر بن عبد‬ ‫العزيز بميدان المديرية إلى ديوان عام المحافظة‪،‬‬ ‫لمطالبة المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف‬ ‫بالتدخل والبقاء علي وكيل الوزارة الدكتور ماهر على‬ ‫جبر مدير إدارة المساجد ورئيس رابطة اتحاد الئمة ببني‬ ‫سويف‪ ،‬قال أننا نريد الحفاظ على المؤسسة الدينية من‬ ‫أي إحلل وظيفي غير مهيأ للقيادة‪ ،‬وذلك وفقا للسياسة‬ ‫المتبعة من قبل الوزارة حاليا لتصفية الكوادر القيادية‬ ‫الوسطية المعتدلة فكريا والقريبة من الناس بأخرى غير‬ ‫مؤهلة قياديا أو إداريا‪ ،‬وليس لهم إل أنهم محسوبون على‬ ‫الجماعات السلمية وهذا يتم تطبيقه حاليا في جميع‬ ‫المديريات التابعة لوزارة الوقاف وان يكون هذا النظام‬ ‫في جميع المساجد وذلك لن وزارة الوقاف أخطر وزارة‬ ‫من العلم نفسه ‪.‬‬ ‫ولذلك نقولها بكل قوة‪ :‬أيها الخوان إن مصر لن تقوم‬ ‫إل بجميع أبنائها الشرفاء‪ ،‬وإن لم تنتبهوا إلى ذلك الن قبل‬ ‫الغد فستسقطون ولن تسقط مصر‪ ،‬وستصدرون صورة‬ ‫مشوهة للفكرة السلمية التي ينتظرها العالم في مصر‪،‬‬ ‫آن الوان لتفكروا في مصالح السلم والوطن بعيدا عن‬ ‫رؤية الجماعة القاصرة'‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪144‬‬


‫ماذا يحدث في مصر؟‬

‫هناك حقيقة ثابتة‪ ،‬اعترفنا بها أم كابرنا‪ ،‬وهي أن‬ ‫الخوان يحكمون مصر الن‪ ،‬سواء في شخص مرسي‬ ‫كحاكم متفرد‪ ،‬أو منقاد وراء جماعته صاحبة الفضل في‬ ‫ارتقائه المرتقي الصعب‪ ،‬وأن التيار المدني بتنويعاته‬ ‫اليسارية والليبرالية والعلمانية والكنسية )!!( انهزم‪ ،‬وخرج‬ ‫من المباراة‪ ،‬وعليه أن يعيد بناء نفسه من جديد‪ ،‬ول‬ ‫يكتفي بالـ "‪."new look‬‬ ‫وكل ما نشهده الن وسنشهده بسبب العناد مع هذه‬ ‫الحقيقة الساطعة الناصعة‪.‬‬ ‫فعندما تولى مرسي كان يعرف تماًما بحنكته السياسية‬ ‫وخضرمته في التعامل مع الخر أنه مهما أنجز وأعجز فلن‬ ‫يلقى إل ألسنة ألد وأشد وأحد من الموس؛ لذا بدأ حكمه‬ ‫بلعبة ساذجة شربها كل المحنكين من اليساريين‬ ‫والليبراليين والعلمانيين وكل طوائف وملل الـ "مصريين"‪،‬‬ ‫فكان مرسي يفعل الشيء ونقيضه‪ ،‬وكان جهابذة‬ ‫السياسة ينساقون وراءه هجوًما وسخرية وتسفيًها‬ ‫شا‪ ،‬ولم ينتبهوا وهم في غمرة حماسهم‬ ‫شا وتلطي ً‬ ‫وتلوي ً‬ ‫لهذه اللعبة على سذاجتها‪ ،‬فكشفهم أمام الجميع إل‬ ‫أنفسهم‪ ،‬حتى إن الجارديان كتبت عن تناقض التيار‬ ‫المدني مع نفسه في هجومه على مرسي‪.‬‬ ‫كان يلعب بهم وهم على صيتهم السياسي لم يمهلوا‬ ‫أنفسهم لحظة للتفكير في الخصم‪ ..‬فقط اكتفوا عن‬ ‫قناعة نفسية بال "شو" والفنتازيا السياسية والشعارات‬ ‫البراقة المتقنة السجع والوزن والقافية‪ ،‬التي ل يجيدون‬ ‫غيرها‪ ،‬ولم يعوا للمرة الثانية أن الشعب زهد فيها؛ لنه‬ ‫تغير ذهنّيا ونفسّيا‪ ،‬بينما التيار الخر في عمل دءوب‬ ‫‪145‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫عم‬ ‫وتواصل وتداخل بالشعب على تداخلهم الذي ط ّ‬ ‫الشعب ضد أي فكر يمكن أن يبثه المدنيون‪ ،‬فصاروا‬ ‫يشحذون فكرهم وينحرون صوتهم في غرفات تشطيب‬ ‫سوبر لوكس محكمة الغلق عن الشارع المصري الذي‬ ‫يضخون فيه شباًبا تراق دماؤهم مقابل فكر ل يؤمن به‬ ‫أصحابه ول يخلصون له‪.‬‬ ‫كانت أمامهم فرص كثيرة ليفكروا ويدرسوا سر تفوق‬ ‫الخوان الدائم لسنين طوال رغم كل الحروب التي كانت‬ ‫ضدهم‪ .‬كانت أمامهم فرصة ليبحثوا كيف أن حماس ما‬ ‫زالت تحكم وتسيطر رغم الويلت والجحيم التي يعاني‬ ‫منها الشعب الفلسطيني بسببهم‪.‬‬ ‫لم يفكروا‪ ،‬ولم يدرسوا‪ ..‬فقط اكتفوا بأن الخوان قلة‬ ‫مخادعة وسيكشفهم الشعب )من وجهة نظرهم(‪ ،‬وهم‬ ‫بذلك مثل ذلك الذي أراد أن يطلق أخته من زوجها الذي ل‬ ‫يروقه‪ ،‬ولما رأى مدى تمسك أخته بزوجها؛ لنها أدرى‬ ‫بعشرته‪ ،‬صب غله من زوج أخته فيها هي بسباب ولعنات‬ ‫ل‪ ،‬بل جعلتها‬ ‫وتهم جعلت من زوجها على عيوبه ملًكا منز ً‬ ‫هي تفكر لو تركت زوجها كيف سيكون تعامل أخيها معها‬ ‫وهو بهذا الغل والحدة؟!!‬ ‫ما يحدث في مصر الن تيار يتسرب وينتشر ويهيمن‬ ‫ويتوغل‪ ،‬وتيار يعوى ويصب غله في صدامات بشباب‬ ‫مدفوع بحماسة طائشة ووطنية جارفة‪ ،‬وشباب مدفوع له‬ ‫بذمة وبما يرضي ا‪ ..‬يلقون صفوة شبابنا في النار وهم‬ ‫منعمون في استوديوهات الفضائيات‪.‬‬ ‫ما يحدث في مصر عمل صامت يقابله ضجيج صاخب‪..‬‬ ‫عال إزاء نزوة تنظيرية‬ ‫ما يحدث في مصر فكر تنظيمي ف ّ‬ ‫عشوائية‪ ..‬ما يحدث في مصر فريق يجيد فنون اللعب ضد‬ ‫فريق عجوز ل يتقن إل طريقة بائدة‪ .‬فريق ل يزال يحرز‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪146‬‬


‫في نفسه الهداف‪ ،‬ول يتوقف عن مهاجمة الفريق الخر‬ ‫والحكم والجمهور‪.‬‬ ‫لقد عرى المدنيون أنفسهم‪ ،‬و"عّرونا" عندما شحذوا‬ ‫ترسانة إعلمهم ليوم فصل فكان هو الهزل‪ ،‬يوم كيوم‬ ‫الحزاب‪ .‬ما يحدث في مصر تيار يتهم بالديكتاتورية وعداء‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬وتيار حصر الديمقراطية في وجهته هو‬ ‫فقط‪ ،‬وما عداها إما جهل أو استبداد أو ردة‪.‬‬ ‫ما يحدث في مصر طرف يلم بأنه وصي على الشعب‬ ‫اليتيم‪ ،‬ولئم الطرف يريد فرض وصايته عليه‪ ..‬ما يحدث‬ ‫في مصر مولد الكل فيه يرزق إل أبناء الولي الدراويش‪.‬‬ ‫ما يحدث في مصر جماعة تفكر وتفكر على قلب رجل‬ ‫واحد‪ ،‬وائتلفات وأحزاب تخطط وتدبر أشتاًتا أشتاًتا‪ ،‬ول‬ ‫تمهل نفسها برهة لتفهم أصول اللعبة‪ ،‬ول أنفسها هفوة‬ ‫لن تعترف بالحقيقة الثابتة مهما كانت صادمة ومرة؛ لذا‬ ‫فإنها ستظل تدور وتدور في ساقية المكابرة‪ ،‬حتى تدور‬ ‫الدوائر‪ ،‬وتغلق عليها لتكمل دورة الحياة‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الصهيونية والخوان‬

‫‪148‬‬


‫الفصل السادس‬ ‫قضايا الثورة مسئولية الحاكم‬ ‫شخصية الحاكم ‪:‬‬

‫كان المام الحسين رضي ا عنه يعيش في نطاق‬ ‫عمه حاكم يتظاهر بالسلم‪.‬‬ ‫الجو السلمي اّلذي كان يتز ّ‬ ‫ولكن كيف طرح المام الحسين قضية المسؤولية؟ لقد‬ ‫طرحها من خلل كلمة قالها رسول ا ) صلى ا عليه‬ ‫وسلم (‪ ،‬ويقال إن أول بيان صدر من المام الحسين في‬ ‫تحركه هو هذا البيان‪:‬‬ ‫ل الّلِه ) صلى ا عليه وسلم (‬ ‫ن رسو َ‬ ‫»أّيها الناس‪ ،‬إ ّ‬ ‫سلطانا جاِئرا ُمستحل ً لحرم ا‪ ،‬ناكثا‬ ‫كم ُ‬ ‫ل ‪َ:‬من رأى من ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل في عباِده بالث ِ‬ ‫م‬ ‫ل ا‪َ ،‬يعم ُ‬ ‫عهِده‪ُ ،‬مخاِلفا لسّنِة رسو ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غْر ) وفي رواية فلم ُيغّير ما ( عليِه بقو ٍ‬ ‫ل‬ ‫ن‪ ،‬فلم ي ِ‬ ‫والعدوا ِ‬ ‫خله َمدخَله«‪ .‬لم طّبق‪:‬‬ ‫حّقا على ا أن ُيد ِ‬ ‫ل‪ ،‬كان َ‬ ‫ول بفع ٍ‬ ‫م _ ويشيُر إلى بني أمّية‬ ‫ن هؤلء القو َ‬ ‫علمُتم أ ّ‬ ‫»وقد َ‬ ‫ن وَتوَلوا عن طاعِة‬ ‫عهم _ قد َلِزموا طاعةَ الشيطا ِ‬ ‫وأتبا ِ‬ ‫ن‪ ،‬وأظهُروا الفساَد وعطّلوا الحدوَد واستأَثروا‬ ‫الرحم ِ‬ ‫ق بهذا‬ ‫حّرموا حلَلُه‪ ،‬وإّني أح ّ‬ ‫م الّلِه و َ‬ ‫حّلوا حرا َ‬ ‫بالفيء‪ ،‬وأ َ‬ ‫المر«‪ ،‬هذا بيانه الول‪.‬‬ ‫‪149‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫نريد هنا أن نقف وقفات قصيرة حول هذه الدعوة‬ ‫اّلتي رواها الحسين رضي ا عنه عن رسول ا ) صلى‬ ‫ا عليه وسلم (‪ ،‬وحول التطبيق اّلذي طّبقه الحسين‬ ‫رضي ا عنه على الواقع‪ ،‬ثم بعد ذلك ندخل في عملية‬ ‫مقارنة بين ذلك وبين الواقع السلمي في البلد اّلتي‬ ‫يحكمها مسلمون‪ ،‬أو في البلد اّلتي يحكمها غير‬ ‫المسلمين‪ .‬ماذا قال رسول ا؟‬ ‫إن رسول ا يدعو المسلمين إلى أن يواجهوا مسألة‬ ‫الحاكم مواجهة المسؤولية‪ ،‬ل مواجهة اللمبالة‪ .‬يعني‬ ‫ليس لك أن تقول كما يقول بعض الناس‪ :‬ما لنا وللدخول‬ ‫بين السلطين‪ ،‬فليكن الحاكم كيفما كان فنحن معه‪ .‬هذا‬ ‫منطق يرّدده البعض في مجتمعنا‪.‬‬ ‫المة مسؤولية الحاكم ‪:‬‬

‫مل النبي ) صلى ا عليه وسلم ( المة مسؤولية‬ ‫لقد ح ّ‬ ‫الحاكم‪ .‬إذا كان الحاكم عادل ً يحكم بما يراه ا وبما‬ ‫أنزله‪ ،‬وبما جاء به رسوله ) صلى ا عليه وسلم ( ويعدل‬ ‫بين الناس‪ ،‬فيجب على ا ُ‬ ‫لمة أن تسانده وأن تخضع له‬ ‫وتطيعه‪ ،‬ومن ابتعد عن طاعته‪ ،‬فإنه ابتعد عن طاعة ا‬ ‫ل‪ ،‬فمن مسؤولية ا ُ‬ ‫لمة‬ ‫م عاد ٌ‬ ‫ورسوله‪ .‬فإذا كان هناك حاك ٌ‬ ‫أن تطيعه وأن تخضع له‪ .‬لن الحاكم في السلم فردا‬ ‫ما يمّثل توازن المجتمع وتوازن ا ُ‬ ‫لمة في‬ ‫كان أو هيئة إن ّ‬ ‫ن معا‪ ،‬فهو يمّثل السلطة العليا الضاغطة على ك ّ‬ ‫ل‬ ‫آ ٍ‬ ‫السلطات المتدرجة في المجتمع‪.‬‬ ‫فإذا كانت السلطة العليا سلطًة عادلًة‪ ،‬فإنها تجعل كل‬ ‫السلطات اّلتي تخضع لها وتتحّرك من خللها تسير في‬ ‫ط العدل‪ ،‬وإذا كانت هذه السلطة جائرة‪ ،‬فمن الطبيعي‬ ‫خ ّ‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪150‬‬


‫أن يكون الناس على دين ملوكهم ورؤسائهم‪ .‬وفي هذا‬ ‫المعنى يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت‬ ‫) إذا كان ر ّ‬ ‫ص(‬ ‫كلهم الرق ُ‬ ‫إننا نفهم من هذا أن قضية الحاكم في السلم ليست‬ ‫قضية تعيش خارج اهتمامات ا ُ‬ ‫ل فرٍد‬ ‫لمة‪ ،‬بل يتحمل ك ّ‬ ‫من أفرادها مسؤولية الحاكم العادل بطريقة إيجابية‪،‬‬ ‫ومسؤولية الحاكم الجائر بطريقة سلبية‪.‬‬ ‫ارتباط المبدأ بالسياسة‪:‬‬

‫حين يشير الرسول ) صلى ا عليه وسلم ( إلى ارتباط‬ ‫قضية الحكم بالمبدأ‪ ،‬فإّنه يشير إلى عمق الرتباط بين‬ ‫المبدأ والسياسة‪ ،‬ومن دون أن يرى الناس مانعا لرسول‬ ‫ا أن يتكلم بذلك‪ ،‬مع أنهم يرون حديث السياسة غريبا‬ ‫عن العلماء‪ ،‬حّتى إن امتياز العالم ومصداقيته لدى‬ ‫البعض يعود إلى عدم تدخله في الواقع السياسي‪ ،‬فعمله‬ ‫واضح جدا وبسيط جدا‪ ،‬فمن المسجد للبيت‪ ،‬ومن البيت‬ ‫للمسجد‪.‬‬ ‫ل هذا المثل العلى في مجتمعنا اليوم هو النسان‬ ‫ولع ّ‬ ‫المؤمن البعيد جدا عن هذا الجو‪ ،‬فلو تقاتل أهل البلد أو‬ ‫تصالحوا‪ ،‬فالمر سواء لديه‪ .‬إن هذا مقياس خاطئ دون‬ ‫خل العلماء بالسياسة‪ ،‬فكيف‬ ‫شك‪ ،‬فإذا كان ل يصح تد ّ‬ ‫تدخل رسول ا )صلى ا عليه وسلم( بالسياسة‪.‬‬ ‫الحسين رضي ا عنه يتكّلم عن سياسة رسول ا‬ ‫)صلى ا عليه وسلم (‪ .‬والمام الحسين رضي ا عنه‬ ‫ج مستقّر في السياسة‪ .‬إذا على‬ ‫بنفسه يشير إلى منه ٍ‬

‫‪151‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫حسب هذا المقياس‪ ،‬فأساليب النبي ) صلى ا عليه‬ ‫وسلم ( ينبغي أن نغيرها‪.‬‬ ‫كل الذين يشتغلون بالسياسة اّلتي تؤّيد النظام الجائر‪،‬‬ ‫هؤلء يزحفون وراء الظلمة‪ ،‬ووراء الزعماء الفسقة‪،‬‬ ‫ل الذين يعيثون في الرض فسادا‪ ...‬هؤلء هم‬ ‫ووراء ك ّ‬ ‫عاظ السلطين وعلماء السوء‪ .‬أّما العالم الحق‪ ،‬فهو‬ ‫و ّ‬ ‫ينطلق في حياة الناس بالصدق وبالخلص‪ ،‬لكي يقول‬ ‫للظالم إنه ظالم‪ ،‬ويحدد مواطن الفساد‪ ،‬ليدفع الناس في‬ ‫عْدل{‬ ‫ن الّلَه يأمُر بال َ‬ ‫الحياة إلى خط القرآن اّلذي يقول‪} :‬إ ّ‬ ‫)النحل‪.(90/‬‬ ‫إن كل من يدعو للعدل إنما يسير في خط ا سبحانه‬ ‫وتعالى‪ .‬وعلى كل إنسان في المجتمع أن يتحمل‬ ‫مسؤوليته كبيرا كان أم صغيرا‪.‬‬ ‫مل المسؤولية يتمثل في بعض جوانبه بقيام‬ ‫وتح ّ‬ ‫النسان بتخفيف آلم المجتمع ومحاربة الظلم والفساد‬ ‫فيه‪ .‬لو صّلى النسان ألف ركعٍة في اليوم‪ ،‬ثم انطلق‬ ‫ليطوف ببيوت الظالمين‪ ،‬فإن ا يضرب بصلة هذا‬ ‫ة تنهى عن الَفحشا ِ‬ ‫ء‬ ‫صل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫النسان بوجهه ويقول له‪} :‬إ ّ‬ ‫كر{ )العنكبوت‪.(45/‬‬ ‫والمن َ‬ ‫طئة ‪:‬‬ ‫ج مقاييس خا ِ‬ ‫التخّلف أنت َ‬

‫إن الطواف ببيوت الظالمين وتأييدهم هو من أشد‬ ‫أنواع المنكر‪ .‬على هذا المقياس يجب أن نقيس واقعنا‬ ‫وحياتنا‪ ،‬فلدينا مقاييس خاطئة تعّلمناها من عهود التخّلف‬ ‫وذهنيته‪ ،‬وبهذه الطريقة حاول الستعمار أن يبعد‬ ‫ن النسان‬ ‫الطاقات الخّيرة عن المجتمع‪ ،‬باليحاء بأ ّ‬ ‫خل بالسياسة‪ .‬وكيف ل يتدخل؟!‬ ‫الروحي هو اّلذي ل يتد ّ‬ ‫أي ل يحارب المستعمر‪ ،‬ول يحارب الظالم‪ ،‬بل يسير في‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪152‬‬


‫غل له بكل هذا الواقع‪ .‬وحين‬ ‫حياته على أساس أن ل شُ َ‬ ‫ل يكون للطاقات الخيرة دور بقضايا المة‪ ،‬فإن الناس‬ ‫تتهالك وراء الحاكم‪ ،‬حيث ينخذل الواعون من المة‪.‬‬ ‫إن من واجب العالم الواعي أن يقف ليبّين للناس‬ ‫الحق حتى لو رجمه الناس بالحجارة‪ ،‬أو لعنوه أبدا‪.‬‬ ‫إن النسان اّلذي يمشي في طريق الحق‪ ،‬ل يحتاج إلى‬ ‫رضا الناس‪ ،‬وإّنما يحتاج إلى رضا ا سبحانه وتعالى‪ .‬من‬ ‫أراد رضا القاعدة الشعبية فإنه يعمل ليقنع هذا ويرضي‬ ‫ذاك‪ ،‬لكن النسان المؤمن هو اّلذي ل ينظر إل إلى رضا‬ ‫ه كلها«‪.‬‬ ‫ع وجها واحدُا يكِفك الوجو َ‬ ‫ا وشعاره‪» :‬صاِن ْ‬ ‫هذا هو الخط‪ ،‬وهذا هو المفهوم الصحيح‪ .‬ثم نتبع‬ ‫كلمة رسول ا ) صلى ا عليه وسلم (‪ ،‬كلمة قالها‪،‬‬ ‫ومن الراوي لتلك الكلمة؟ إنه الحسين رضي ا عنه ‪ :‬إنه‬ ‫ل حرم ا‪...‬‬ ‫يتابع الحديث عن الحاكم الجائر اّلذي يستح ّ‬ ‫الحاكم الذي يعمل على أساس تحقيق مطامعه‬ ‫ومطامحه وشهواته‪ ،‬ويحاول أن يقتل‪ ،‬أن يسجن‪ ،‬أن‬ ‫عرض‪ ...‬أن ينتهك ك ّ‬ ‫ل‬ ‫ينتهك كل حرمة‪ ،‬أن ينتهك كل َ‬ ‫القداس في سبيل أن يحّقق مطامعه ومطامحه‬ ‫وشهواته في الحياة‪ ،‬ومستحل ً لحرم ا كّلها؛ حرمة‬ ‫المؤمن هي من حرمات ا‪ ،‬وعّزة ا ُ‬ ‫لمة هي من حرمات‬ ‫لمة هي من حرمات ا‪ ،‬مستقبل ا ُ‬ ‫ا‪ ،‬كرامة ا ُ‬ ‫لمة‪،‬‬ ‫استقللها‪ ،‬حريتها‪ ...‬كل ذلك هو من حرمات ا‪،‬‬ ‫وتحضرني هنا قصة عن قيمة المؤمن في حساب‬ ‫السلم‪.‬‬ ‫حرمة المؤمن ‪:‬‬

‫‪153‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ن المام جعفرا الصادق التقى في أحد اليام‬ ‫يروى أ ّ‬ ‫برجل إلى جانب الكعبة ومعه بعض أصحابه‪ ،‬فالتفت إلى‬ ‫أحدهم قائل ً له‪:‬‬ ‫ه الكعبِة‪ ،‬كم هي عظيمة ولها حرمٌة‬ ‫»أَترى إلى هذ ِ‬ ‫عنَد الّلِه«‪.‬‬ ‫م الكعبة‪،‬‬ ‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬إنها الكعبة‪ .‬ومن يستطيع هْد َ‬ ‫فالدنيا تنهدم لتبقى الكعبة‪.‬‬ ‫حرمِة الكعبةِ‬ ‫م من ُ‬ ‫ن عند ا أعظ ُ‬ ‫ن حرمَة المؤم ِ‬ ‫قال‪ :‬إ ّ‬ ‫ن مّرة«‪.‬‬ ‫بسبعي َ‬ ‫جرا من أحجاِر الكعبِة‪ ،‬فماذا يحدث في‬ ‫ح َ‬ ‫م أحٌد َ‬ ‫هَد َ‬ ‫إذا َ‬ ‫العالم السلمي؟‬ ‫إذا أراد أحٌد أن يلطخ الكعبة بالقاذورات‪ ،‬ماذا يحدث‬ ‫في العالم السلمي؟‬ ‫لكن أن يضرب أحدهم مؤمنا أو يهينه أو يسجنه أو‬ ‫يعذبه أو يقتله‪ ...‬هذا عند ا أعظم من حرمة الكعبة‬ ‫سبعين مرة‪.‬‬ ‫فالنسان المؤمن في السلم أعظم من المسجد‪،‬‬ ‫وأعظم من المؤسسة‪ .‬الكعبة في نظر السلم إنما هي‬ ‫للناس حتى يتعبدوا لله من خللها‪ ،‬أما المؤمن‪ ،‬فهو عند‬ ‫ا أعظم من الكعبة‪ .‬هذه هي حرمات المؤمن‪ .‬فك ّ‬ ‫ل‬ ‫حرمًة من حرمات المؤمن‪ ،‬يصدق عليه‬ ‫ل ُ‬ ‫من يستح ّ‬ ‫حل ً لحرم ا‪ .‬ثم يتابع المام الحسين‬ ‫سَت ِ‬ ‫القول ‪ُ:‬م ْ‬ ‫الصفات‪ :‬ناكثا لعهده‪ ،‬مخالفا لسّنة رسول ا‪ ،‬أي‬ ‫طه رسول ا )صلى ا عليه‬ ‫شريعته‪ ،‬الخط اّلذي خ ّ‬ ‫وسلم ( في الحياة‪ ،‬انظر لحوال المسلمين من حكامهم‪.‬‬ ‫الحلل والحرام نظام حياتنا ‪:‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪154‬‬


‫إن شريعة ا تتمثل في الحلل والحرام اّلذي هو‬ ‫حياة النسان‪ .‬وإذا رفض النسان الحلل والحرام اّلذي‬ ‫جاء به رسول ا )صلى ا عليه وسلم (‪ ،‬فمعنى ذلك‬ ‫أّنه يرفض كل نظام جاء من عند ا‪.‬‬ ‫صة حلل ا وحرامه هي نظام حياتنا اّلذي أنزله ا‬ ‫فق ّ‬ ‫على رسوله‪ ،‬لن ا سبحانه وتعالى أعرف بما ُيصلحنا‬ ‫وما ُيفسدنا‪ ،‬فالرسول )صلى ا عليه وسلم ( يقول‪ :‬من‬ ‫رأى منكم سلطانا جائرا‪ ،‬مستحل ً لحرم ا مخالفا لسّنة‬ ‫رسول ا‪ ،‬ناكثا بعهده‪.«...‬‬ ‫فالصفة الثالثة للسلطان اّلذي يجب على ا ُ‬ ‫لمة أن تثور‬ ‫عليه‪ ،‬هو اّلذي يقف في أول وليته‪ ،‬ليبّين للناس أّنه قادم‬ ‫لنشر المن‪ ،‬فيعطي الناس التزاما ومواثيق‪ ،‬ثم ينكث‬ ‫ليعمل في عباد ا بالثم والعدوان والظلم‪ ،‬يعتدي على‬ ‫البرياء المنين‪ ،‬والمعذبين المضطهدين‪.‬‬ ‫إّنه السلطان الجائر‪ ،‬حياته هي العدوان بكل ما لديه من‬ ‫ي إنسان أن يقف على الحياد بحجة أنه ما‬ ‫قوة‪ ،‬ول يمكن ل ّ‬ ‫لنا وللدخول بين السلطين‪ ،‬بل على كل إنسان أن يقاوم‬ ‫ويعارض بما يملك من قول أو فعل‪ ،‬وإل ّ كان تابعا من‬ ‫أتباعهم أيضا‪ ،‬لن الساكت عن الحق شيطان أخرس‪ ،‬ولنه‬ ‫ي رضي ا‬ ‫ل مجال للحياد بين الحق والباطل‪ .‬فالمام عل ّ‬ ‫عنه قيل له عن اثنين‪ ،‬عن عبد ا بن عمر‪ ،‬وعن كعب بن‬ ‫مالك‪ ،‬إنهما اعتزل المعركة اّلتي جرت بينه وبين معاوية‪،‬‬ ‫ل «‪.‬ل يكفي أن ل‬ ‫ق ولم َيخُذل الباط َ‬ ‫صرا الح ّ‬ ‫قال‪ » :‬لم َين ُ‬ ‫تنصر الباطل‪ ،‬إذ يريد منك السلم أن تقاومه‪ .‬ول يكفي أن‬ ‫ل تنصر الظلم‪ ،‬بل ل بّد لك من أن تقف في وجهه وتحاربه‬ ‫بمقدار ما تستطيع‪.‬‬

‫‪155‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫إذا‪ » :‬من رأى منكم سلطانا جائرا‪ ...‬فلم يغر عليه‬ ‫بقول ول بفعل كان حقا على ا أن يدخله مدخله «‪ .‬هذا‬ ‫إذا الحاكم اّلذي يجب أن ُيثار عليه‪.‬‬ ‫تطبيق الفكرة ‪:‬‬

‫كيف طبق المام الحسين رضي ا عنه هذه القضية‪.‬‬ ‫لقد كانت ذريعته في الثورة على هذا الساس‪ ،‬قال‪ » :‬أل‬ ‫ن هؤلء القوم طبعا يقصد الحكم اّلذي كان موجودا‬ ‫وإ ّ‬ ‫آنذاك‪ ،‬وكان في قمته يزيد بن معاوية وبعض رموزه عبيد‬ ‫ن وتركوا‬ ‫ا بن زياد وما إلى ذلك قد َلِزموا طاعَة الشيطا ِ‬ ‫طاعَة الرحمن «‪ .‬فالخط اّلذي يسيرون فيه في الحياة هو‬ ‫ط الرحمن‪ .‬لماذا ؟‬ ‫خط الشيطان‪ ،‬وهم يبتعدون عن خ ّ‬ ‫لن خط الشيطان إنما هو خط الظلم والفسق‪ ،‬واللهو‬ ‫والعربدة والفجور وما إلى ذلك‪ ...‬وقد قال المام الحسين‬ ‫ق شاِرب الخمر قاتل‬ ‫ل فاس ُ‬ ‫رضي ا عنه عن يزيد‪ » :‬رج ٌ‬ ‫س المحترمة «‪.‬‬ ‫النف ِ‬ ‫إن يزيد وأتباعه قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة‬ ‫الرحمن‪ » ،‬وأحلوا حرام ا وحرموا حلله «‪ ،‬باعتبار‬ ‫تلعبهم بأحكام ا‪ ،‬فقد كانوا إذا ما وجدوا هناك حديثا ل‬ ‫يتفق مع مزاجهم ومع أوضاعهم‪ ،‬يحاولون البحث عن‬ ‫تخريج له‪ ،‬بأن يأتوا إلى بعض رواة الحديث ويقولون له‪:‬‬ ‫اصنع لنا حديثا يحّلل هذا الشيء‪ ،‬اصنع لنا حديثا يبيح لنا‬ ‫هذا الفعل‪ .‬أّما ما كانوا يريدون أن يمنعوا الناس عنه وهو‬ ‫حلل‪ ،‬فقد كان يحّرمونه‪.‬‬ ‫» واستأثروا بالفيء «‪ ،‬والفيء يعبر عن ميزانية الدولة‬ ‫السلمية‪ ،‬أي ما يفيء به ا على المسلمين وعلى‬ ‫الناس‪ .‬إنهم كانوا يستأثرون بما يفيء به ا على‬ ‫المسلمين وعلى الناس‪ ،‬فيعطونه لصحابهم ولمحاسيبهم‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪156‬‬


‫طلوا حدود ا‪ ،‬أي القوانين اّلتي أعدها‬ ‫ولزلمهم‪ ...‬وع ّ‬ ‫ا سبحانه وتعالى من أجل ضبط حياة المجتمع في‬ ‫جميع الحالت‪ .‬يقول المام الحسين رضي ا عنه‪» :‬‬ ‫ق بهذا المر «‪ ،‬لني أحمل مسؤولية السلم‪،‬‬ ‫وإني أح ّ‬ ‫ومسؤولية المسلمين بالوقوف أمام الوضاع والجواء‬ ‫اّلتي تنطلق في الخط اّلذي يسيء إلى مستقبل السلم‬ ‫ومستقبل المسلمين‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬نعرف من خلل هذا‪ ،‬أن المسّوغ الشرعي لثورة‬ ‫المام الحسين رضي ا عنه هو في كونها ثورة على‬ ‫ل لحرم ا‪ ،‬المخالف لسّنة ا‪،‬‬ ‫الحاكم الجائر‪ ،‬المستح ّ‬ ‫الناكث بعهده‪ ،‬العامل في عباد ا بالثم والعدوان‪...‬‬ ‫وهذا الواقع كم من مثيل له اليوم‪.‬‬ ‫ل ُأعطيكم إعطاء الذليل ‪:‬‬

‫ن لقضية الحكم في السلم ولشخصية الحاكم فيه‬ ‫إ ّ‬ ‫دورا كبيرا في حركة ا ُ‬ ‫لمة من أجل مواجهة مسيرة هذا‬ ‫الحاكم‪ .‬فإن كانت المسيرة مسيرة عدل وحق‪ ،‬فعلى‬ ‫ا ُ‬ ‫لمة أن تساند المسيرة وتدعم هذا الحكم‪ .‬وإذا كانت‬ ‫المسيرة مسيرة باطل وظلم‪ ،‬فعلى ا ُ‬ ‫لمة أن تواجه هذه‬ ‫المسيرة بالرفض‪ ،‬وتواجه هذا الحكم بالثورة عليه‪ ،‬سواء‬ ‫كان الحاكم مسلما ينتمي إلى السلم‪ ،‬أو كان غير مسلم‪،‬‬ ‫لن موضوع العدل موضوع ل يقبل المساومة والمجاملة‬ ‫ن ا يريد للحياة كّلها أن تقوم على‬ ‫والتسويات‪ ...‬ل ّ‬ ‫أساس العدل على الصعيد الفردي والجتماعي‪ ،‬وعلى‬ ‫صعيد الحكم كّله‪.‬‬ ‫وقد أثار المام الحسين رضي ا عنه القضية من‬ ‫جانب آخر‪ ،‬من خلل شعارات طرح فيها قيما أراد للنسان‬ ‫المسلم فردا أو جماعة أن يتبنى هذه القيم في حياته‬ ‫ومسيرته‪ .‬وهناك كلمات عديدة في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪157‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ل ول ُأقّر‬ ‫ء الذلي ِ‬ ‫كم إعطا َ‬ ‫الكلمة الولى‪ » :‬والّلِه ل أعطي ُ‬ ‫إقراَر العبيِد«‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ي قد َرَكَز بي َ‬ ‫ي ابن الدع ّ‬ ‫والكلمة الثانية‪ » :‬أل وإنّ الّدع ّ‬ ‫ت منا الذّلة‪،‬‬ ‫ت له ذلك‪ ،‬هيها َ‬ ‫ن‪ ،‬بين السّلِة والذّلِة وهيها َ‬ ‫اثنتي َ‬ ‫ك ورسوُلُه والمؤمنون «‪.‬‬ ‫يأبى ا ذل َ‬ ‫ت إل ّ سعادةً والحيا َ‬ ‫ة‬ ‫الكلمة الثالثة‪» :‬إني ل أرى المو َ‬ ‫ن إل برما «‪.‬‬ ‫مع الظالمي َ‬ ‫بين عّزة المؤمنين وإقرار العبيد‬ ‫هل هذه الكلمات اّلتي تكّلم بها المام الحسين رضي‬ ‫ا عنه تمّثل انفعالت ذاتية للمام الحسين رضي ا‬ ‫عنه ؟‬ ‫هل كان المام الحسين رضي ا عنه يعّبر عن حالة‬ ‫نفسية متأّزمة في داخله‪ ،‬عندما كان يقول‪ » :‬وإّني ل أرى‬ ‫ن إل ّ َبَرما ً«‪.‬‬ ‫ة مع الظالمي َ‬ ‫ة والحيا َ‬ ‫ت إل ّ سعاد ً‬ ‫المو َ‬ ‫لمن تعطي يدك؟ الحسين رضي ا عنه ل يتكّلم ذاتيا‪،‬‬ ‫ط للحياة‪ ،‬للعمل‪ ،‬للحركة‪ .‬إنه يقول‬ ‫بل يتكلم عن خ ّ‬ ‫للنسان المسلم‪ :‬إذا أردت أن تضع يدك في يد إنسان‬ ‫آخر‪ ،‬فيجب أن تضعها من موقع العّزة والكرامة‪ ،‬لن‬ ‫معنى ذلك أنك تعاهده وتتعاقد معه وترسم خطًة‬ ‫مشتركًة بينك وبينه‪ .‬وتعرف ما يمّثله هذا النسان من فكٍر‬ ‫ك‪ ،‬إذ إن وضع اليد بيعٌة‪ ،‬وعهٌد‪ ،‬وعقٌد‪.‬‬ ‫ة وسلو ٍ‬ ‫وعقيد ٍ‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪158‬‬


‫من تبايع أنت؟ من تعاهد؟ مع من تتعاقد؟‬

‫قبل أن تضع يدك في يد إنسان ما أدرس شخصيته‪،‬‬ ‫طه‪ ،‬ادرس موقفه منك‪ ،‬ادرس أدوات الضغط‬ ‫ادرس خ ّ‬ ‫اّلتي يملكها ضّدك‪ ...‬ثم بعد ذلك حاذر أن تضع يدك في‬ ‫ل أدوات الضغط‪ ،‬وتكون قضية‬ ‫يد إنسان يملك ك ّ‬ ‫المعاهدة بينك وبينه قضية صيغٍة يستغل فيها القو ّ‬ ‫ي‬ ‫الضعيف‪.‬‬ ‫ل تضع يدك في يد إنسان إذا كانت يده تريد أن تكون‬ ‫فوق يدك‪ ،‬من أجل أن تفرض عليك شروطا ل تؤمن بها‪،‬‬ ‫وإذا كانت القضية كذلك‪ ،‬فعليك أن تسحب يدك‪ ،‬لن‬ ‫ل‪.‬‬ ‫ة أو أن تكون ذلي ً‬ ‫القضية أن تكون لك عز ٌ‬ ‫ولقد قالها الحسين رضي ا عنه لهم‪ ،‬لنهم قالوا‪:‬‬ ‫انزل على حكم بني عمك‪ ،‬انزل على حكم يزيد يحكم‬ ‫فيك ما يشاء‪ ،‬انزل على حكم ابن زياد يحكم فيك ما‬ ‫شاء‪ .‬ونحن نعدك أنك سوف تحصل على حكم منصف‪...‬‬ ‫إن بني عمك لن يتصرفوا معك إل ّ خيرا‪ ،‬عند ذلك قال ‪» :‬‬ ‫ل‬ ‫ل ول أقّر لكم إقراَر‬ ‫ء الذلي ِ‬ ‫والّلِه ل ُأعطيكم بيدي إعطا َ‬ ‫العبيد«‪ ،‬ل يمكن أن تصافحكم يدي أو تعاهدكم‪ ،‬ول‬ ‫يمكن أن أسير معكم في أية قضية‪ ،‬ما دامت القضية هي‬ ‫قضية إذلل المؤمن وإذلل مسيرة المؤمن‪ ،‬ول ُأقّر لكم‬ ‫إقرار العبيد‪.‬‬ ‫على أن المام الحسين رضي ا عنه يريد أن يوحي‬ ‫لكل الناس حين يقول ما معناه إنك إذا ما أردت أن تقر‬ ‫بشيء أو أن تعترف به‪ ،‬فل بّد من أن تعترف من موقع‬ ‫حرية إرادتك‪ ،‬ومن موقع قناعتك‪ ،‬أن تعترف بما تعترف‬ ‫به لنك مؤمن به‪ ،‬ولنك مقتنع به‪ ،‬لنك تجد أّنه الحق‪،‬‬ ‫فتقول نعم في الوقت اّلذي تستطيع فيه أن تقول ل‪ .‬أما‬ ‫إذا كانت القضية في غير قناعتك‪ ،‬وفي غير التجاه اّلذي‬ ‫‪159‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تقتنع به‪ ،‬أّما أن تقّر لن الخرين يقولون لك حاول أن‬ ‫ُتَوّقع‪ ،‬حاول أن تقر تحت تأثير الضغوط والتهديد‬ ‫والوعيد‪ ...‬إن ذلك هو إقرار العبيد اّلذي ل يملك من خلله‬ ‫النسان أن يريد‪ ،‬لماذا؟‬ ‫لن الخرين يريدون له ذلك أو ل يريدون ‪:‬‬

‫إن الحسين رضي ا عنه يرفض ذلك‪ ،‬ويريد أن يقر ما‬ ‫يريد به على أساس إقرار الحرار ل إقرار العبيد‪ .‬هل هذه‬ ‫مجرد كلمة؟ ل‪ ،‬إنها كما قلنا خط‪ ،‬خط ل يخصّ الحسين‬ ‫ط يتحّرك في حياتنا‬ ‫رضي ا عنه وحده‪ ،‬وإنما هو خ ّ‬ ‫العملية في كل ما يراد لنا في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫ماذا يراد بنا كمسلمين هنا وهناك؟ إنها الفكرة نفسها‪،‬‬ ‫ل بد لكم أن تعطوا بأيديكم وتبايعوا‪ ،‬ليس من الضروري‬ ‫أن تكون البيعة في صيغة البيعة أو شكلها كما كان يحصل‬ ‫في السابق‪ .‬أصبحت لدينا اليوم صيغ عصرية ل تحتاج فيها‬ ‫أن تأتي إلى إنسان تضع يدك في يده‪ ،‬بل يمكن لك أن‬ ‫تسجل كلمة )نعم( على ورقة وتضعها في صندوق‬ ‫القتراع‪ ،‬ويمكن لك أن تعترف بسلطة ما فتخضع لها‪،‬‬ ‫ويمكن لك أن تضع على باب محّلك صورة‪ ،‬تريد من‬ ‫خللها أن تبرز إخلصك لصاحب الصورة‪ ،‬وأن تبرز لفتة‬ ‫في شارعك‪ ،‬وتحاول من خلل ذلك أن تعّبر أنت‬ ‫والخرين عن خضوعك وإخلصك لهذا النسان اّلذي‬ ‫تكون اللفتة تزّلفا له‪ ...‬لقد أصبح للبيعة أشكال عصرية‬ ‫جاءت بها نظريات الديمقراطية وغير الديمقراطية‪.‬‬ ‫ماذا يراد من المسلمين اليوم؟‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪160‬‬


‫يراد لهم أن يعطوا أعداءهم بأيديهم إعطاء الذليل‪،‬‬ ‫ل؟‬ ‫ونتساءل هنا‪ :‬ما معنى أن تكون ذلي ً‬ ‫هو أن تشعر بانسحاق قرارك وإرادتك وعملك‪...‬‬ ‫فالقرار لهم‪ ،‬والرادة لهم‪ ،‬والخط العملي لهم‪ .‬ليس لك‬ ‫من المر شيء‪ .‬يعطونك نوعا من أنواع العتراف‬ ‫الشكلي بشخصيتك‪ .‬يأتون بشخص يحمل هويتك الطائفية‬ ‫أو القليمية أو القومية‪ ...‬ويضعونه كُدمية على أساس أن‬ ‫يوّقع ما يريدون‪ ،‬وعند ذلك يقال لكم‪ :‬إنكم تشاركون في‬ ‫صناعة مصيركم‪ ،‬دون أن يكون ذلك صحيحا واقعا‪ ،‬بل إن‬ ‫من يتمرد على قراراتهم فسوف يكون خارج الهيكل‪.‬‬ ‫الحسين رضي ا عنه ل يتحدث عن نفسه فقط‪ ،‬ولم‬ ‫يقل لبني أمية بصفته الشخصية ‪» :‬ل ُأعطيكم بيدي إعطا َ‬ ‫ء‬ ‫كم إقراَر العبيد «‪ ،‬بل كان يقول‪) :‬أنا(‬ ‫ل ول ُأقر ل ُ‬ ‫الذلي ِ‬ ‫كمسلم وكإنسان يعيش السلم في روحه‪ ،‬وفي فكره‪،‬‬ ‫وفي حركته في الحياة‪) ...‬أنا (ل بصفتي الشخصية‪ ،‬بل‬ ‫ء الذليل«‪.‬‬ ‫بصفتي السلمية‪» ،‬ل ُأعطيكم بيدي إعطا َ‬ ‫نقولها في كل البلد السلمية أمام الهيمنة الداخلية‬ ‫والخارجية‪ ،‬نقولها بكل ما عندنا من شعور بالعزة‬ ‫السلمية‪ ،‬والكرامة السلمية‪ :‬وا ل نعطيكم بيدنا‬ ‫إعطاء الذليل‪ .‬يبقى قرارنا هو قرار الحق‪ ،‬كما قال عمار‬ ‫بن ياسر )رضوان ا عليه( عندما كان يقاتل إلى جانب‬ ‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي ا عنه‪ ،‬وهزم‬ ‫الجيش في بعض مراحل المعركة‪ ،‬وبدا على بعض‬ ‫مار وهو في سن‬ ‫الناس حالة من الشك‪ ،‬فقال لهم ع ّ‬ ‫التسعين آنذاك‪» :‬وا لو هزموا حتى يبلغوا بنا سعفات‬ ‫هجر لعلمنا أننا على الحق وأنهم على الباطل«‪.‬‬ ‫إن الهزيمة ل تجعلنا نفقد ثقتنا بأنفسنا أو بقرارنا‬ ‫وإرادتنا‪ ،‬وبأننا على الحق‪ ،‬والمام جعفر الصادق يقول‪:‬‬ ‫‪161‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫»إن الحّر حّر في جميع أحواله‪ ،‬إن ناَبْتُه نائبٌة صبَر عليها‪،‬‬ ‫سَر وُقِهَر‬ ‫كسره‪ ،‬وإن أ ُ ِ‬ ‫ب لم َت ِ‬ ‫وإن تداّكت عليه المصائ ُ‬ ‫واستبدل باليسر عسرا«‪ ...‬إن حرية النسان في المفهوم‬ ‫السلمي اّلذي يمثله مفهوم أهل البيت )عليهم السلم( تنبع‬ ‫من حرية إرادته‪ ،‬بمعنى أن يكون رافضا حتى لو لم يتحرك‬ ‫لسانه‪ ،‬أن يرفض بقلبه‪ ،‬وأن يعطي قراره وقناعته بقلبه‬ ‫حتى لو منعه الخرون من أن يتكلم أو يتحّرك‪ .‬هذه هي‬ ‫الحرية الحقيقية اّلتي ل يمكن أن يطالها ضعف‪ ،‬ول يمكن‬ ‫أن تكسرها هزيمة‪.‬‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬الحمد لله الذي أكرمنا بالقرآن‪،‬‬ ‫وقص علينا فيه ما يصلح حالنا في كل آن‪ ،‬وأشهد أن ل‬ ‫إله إل ا‪ ،‬الملك العلم‪ ،‬بّين لنا في روضة القرآن صفات‬ ‫الحاكم الذي تصلح به البلد‪ ،‬ويسعد به العباد‪ ،‬فقال عن‬ ‫هَد‬ ‫ي َل أ َ​َرى اْلُهْد ُ‬ ‫ل َما ِل َ‬ ‫طْيَر َفَقا َ‬ ‫نبي ملك عظيم َو)َتَفقَّد ال ّ‬ ‫ن(‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبد ا ورسوله‬ ‫غاِئِبي َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫م َكا َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫وصفيه من خلقه وحبيبه‪ ،‬أفضل نبي أرسل‪ ،‬وأعظم قائد‬ ‫عرفته الدنيا‪ ،‬وأحسن َمن اتصف بصفات الحاكم العادل‪،‬‬ ‫ولم ل وهو الذي قال ‪ ) :‬إن المقسطين عند ا على‬ ‫منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين‪ ،‬الذين‬ ‫يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ( ‪.‬‬ ‫صفات الحاكم العادل ‪:‬‬

‫طْيَر‬ ‫وأبدأ بالذي هو خير بتلوة هذه اليات ‪َ :‬و)َتَفّقَد ال ّ‬ ‫ن )‪(20‬‬ ‫غاِئِبي َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫م َكا َ‬ ‫هدَ أ َ ْ‬ ‫ي َل أ َ​َرى اْلُهْد ُ‬ ‫ل َما ِل َ‬ ‫َفَقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن)‬ ‫ن ُمِبي ٍ‬ ‫طا ٍ‬ ‫سْل َ‬ ‫حّنُه أْو َلَيْأِتَيّني ِب ُ‬ ‫شِديًدا أْو َل َذَْب َ‬ ‫عَذاًبا َ‬ ‫عّذَبّنُه َ‬ ‫َل ُ َ‬ ‫جْئُت َ‬ ‫ك‬ ‫ط ِبِه َو ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ُت ِ‬ ‫ما َل ْ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫عيٍد َفَقا َ‬ ‫غْيَر َب ِ‬ ‫ث َ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫‪َ( 21‬ف َ‬ ‫ن( ‪.‬‬ ‫سَبٍإ ِبَنَبٍإ َيِقي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪162‬‬


‫جْر ُ‬ ‫ه‬ ‫سَتْأ ِ‬ ‫تا ْ‬ ‫وقال ا تعالى في سورة القصص ‪)َ :‬يا أ َ​َب ِ‬ ‫ن(‪.‬‬ ‫ي اْل َِمي ُ‬ ‫ت اْلقَوِ ّ‬ ‫جْر َ‬ ‫سَتْأ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫خْيَر َم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬ ‫ن اْل َْرضِ إ ِّني‬ ‫خَزاِئ ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫جعَْلِني َ‬ ‫وقال ا تعالى ‪) :‬ا ْ‬ ‫م( ‪.‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬ ‫َ‬ ‫إخوة اليمان ‪ :‬تعالوا نعايش معا هذه الصفات‬ ‫العظيمة من خلل القرآن لنبي ا سليمان عليه السلم‪،‬‬ ‫طْيَر‪ : ( ...‬وهذه‬ ‫)‪َ.‬تَفّقَد ال ّ‬ ‫وأول صفة ‪ :‬في قوله تعالى ‪َ :‬و‬ ‫الصفة تتمثل في إيمان الرئيس العلى وعنايته واهتمامه‬ ‫بكل شيء‪ ،‬وعمق إحساسه بالمسئولية‪ ،‬وإذا كان سيدنا‬ ‫سليمان عليه السلم قد تفقد حال الطير المسخرة له‪،‬‬ ‫فهل يغفل عن تفقد حال النس والجن والحشرات ؟ إن‬ ‫الذي يهتم بالطير‪ ،‬يهتم بما هو أهم من الطير ‪.‬‬ ‫وهاهو النبي العظم صلى ا عليه وسلم يعلم المة‬ ‫حكاما ومحكومين هذه الصفة حين يخبر بأبي هو وأمي ‪:‬‬ ‫أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ‪ ،‬حيث قال صلى‬ ‫ا عليه وسلم ‪ " :‬عذبت امرأة في هرة لم تطعمها‪ ،‬ولم‬ ‫تسقها‪ ،‬ولم تتركها تأكل من خشاش الرض "‬ ‫وها هو عمر ـ رضي ا عنه ـ يسير على نهج النبياء‪،‬‬ ‫ويضرب المثل العلى في الرعاية والهتمام بأمته‪،‬‬ ‫والمواقف كثيرة أكتفي هنا بموقفين ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬موقفه مع هذه المرأة التي اشترى منها‬ ‫مظلمتها‪ ،‬فقد سأل هذه المرأة العجوز وقال لها ‪ :‬ما فعل‬ ‫عمر ؟ قالت ‪:‬ل جزاه ا خيرا ؛ لنه ما أنالني من عطائه‬ ‫شيئا منذ ولي أمر المسلمين‪ ،‬فقال لها ‪ :‬وما يدري عمر‬ ‫بحالك وأنت في هذا الموضع ؟ فتنطق بفقه سياسي‬ ‫عظيم ل يكون إل في أمة الحبيب ـ صلى ا عليه وسلم ـ‬ ‫تقول له ‪ :‬سبحان ا‪ ،‬ما ظننت أحدا يولى على الناس ول‬ ‫يدري ما بين مشرقها ومغربها‪ ،‬فبكى عمر ـ رضي ا عنه‬ ‫‪163‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ـ وقال ‪ :‬كل الناس أفقه منك يا عمر‪ ،‬ثم اشترى منها هذه‬ ‫المظلمة بخمسة وعشرين دينارا‪ ،‬ثم كتب كتبا هذا نصه ‪:‬‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‪ ،‬هذا ما اشترى عمر من فلنة‬ ‫مظلمتها منذ ولي الخلفة إلى يوم كذا بخمسة وعشرين‬ ‫دينارا ‪.‬‬ ‫وهاهو الحفيد التقي النقي الورع عمر بن عبد العزيز‬ ‫يسير على نهج جده الفاروق‪ ،‬فقد بلغه أن قوما يحملون‬ ‫على الجمال ما ل تطيق وذلك في مصر‪ ،‬فكتب إلى واليها‬ ‫يحّدد أقصى حمولة للبعير بستمائة رطل‪ ،‬وطلب منه إبلغ‬ ‫قراره هذا الناس وأمر بتنفيذه ‪.‬‬ ‫الموقف الثاني ‪ :‬الذي نحفظه جميعا هو ما قاله عمر ـ‬ ‫رضي ا عنه ـ ‪ " :‬لو عثرت بغلة بالعراق لسئل عنها عمر‬ ‫لم لم تسو لها الطريق "‪ ،‬إذا الطريق في عهد الفاروق‬ ‫كان ممهدا للحيوانات ‪.‬‬ ‫ومما أرسته الشريعة السلمية من حقوق للحيوان‬ ‫أيضا‪ ،‬أنها نهت عن اتخاذه غرضا‪ ،‬فهاهو ابن عمر ـ رضي‬ ‫ا عنهما ـ يمر بفتيان من قريش‪ ،‬قد نصبوا طيرا وهم‬ ‫يرمونه‪ ،‬فقال لهم ‪ " :‬لعن ا َمن فعل هذا‪ ،‬إن رسول‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح‬ ‫غرضا‬ ‫والصفة الثانية ‪ :‬القوة والعلم والمانة ‪ :‬هذه‬ ‫صفات مهمة ذكرها ا تعالى في آيات كثيرة ‪:‬‬ ‫ك ِمْنُه‬ ‫مْل ِ‬ ‫ق ِباْل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫عَلْيَنا َوَن ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ملْ ُ‬ ‫ن َلُه اْل ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫)َقاُلوا أ َّنى َي ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫عَلْي ُ‬ ‫ه َ‬ ‫طَفا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ن الّلَه ا ْ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫عًة ِم َ‬ ‫س َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُيْؤ َ‬ ‫َوَل ْ‬ ‫م َوالّلُه ُيْؤِتي ُمْلكَُه َم ْ‬ ‫ن‬ ‫س ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫م َواْل ِ‬ ‫عْل ِ‬ ‫طًة ِفي اْل ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه َب ْ‬ ‫َوَزاَد ُ‬ ‫م( " ‪.‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ء َوالّلُه َوا ِ‬ ‫شا ُ‬ ‫َي َ‬ ‫ن اْلجِ ّ‬ ‫ن‬ ‫ه ِم َ‬ ‫جُنوُد ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سَلْي َ‬ ‫حشَِر ِل ُ‬ ‫وقال ا تعالى ‪َ :‬و) ُ‬ ‫ن(‪.‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُيوَز ُ‬ ‫طْيِر َفُه ْ‬ ‫س َوال ّ‬ ‫َواْلِْن ِ‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪164‬‬


‫ويعرف سيدنا سليمان ـ عليه السلم ـ هذه القوة من‬ ‫جنده‪ ،‬وأنها ل يقف لها شيء في الرض‪ ،‬فيرد هدية ملكة‬ ‫م ِبَها‬ ‫ل َلُه ْ‬ ‫جُنوٍد َل ِقَب َ‬ ‫م ِب ُ‬ ‫م َفَلَنْأِتَيّنُه ْ‬ ‫ع إ َِلْيِه ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫سبأ بقوله ‪) :‬اْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ن(‪.‬‬ ‫غُرو َ‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ِمْنَها أِذّلًة َو ُ‬ ‫جّنُه ْ‬ ‫خِر َ‬ ‫َوَلُن ْ‬ ‫ثم يؤكد القرآن على هذه صفة العلم َو)َلَقدْ آَتْيَنا َداُووَد‬ ‫عَلى َكِثيٍر ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ضَلَنا َ‬ ‫مُد ِلّلِه اّلِذي َف ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ما َوَقاَل اْل َ‬ ‫عْل ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سَلْي َ‬ ‫َو ُ‬ ‫ن(‪.‬‬ ‫مْؤِمِني َ‬ ‫ه اْل ُ‬ ‫عَباِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثم يؤكد القرآن على صفة القوة والمانة والتي يجب‬ ‫توافرها من أصغر وحدة وهي السرة إلى قمة الهرم‬ ‫وهو الرئيس‪ ،‬ففي أصغر وحدة وهي السرة‪ ،‬يبّين‬ ‫القرآن الكريم صفات القائد في البيت‪ ،‬يبين لي ولك ولكل‬ ‫ت اْلَقِو ّ‬ ‫ي‬ ‫جْر َ‬ ‫سَتْأ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫خْيَر َم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مسلم كيف نختار لبناتنا إ)ِ ّ‬ ‫ن(‪.‬‬ ‫اْل َِمي ُ‬ ‫تلك هي القوة والمانة إذا كنا نشترطها في عريس أفل‬ ‫نشترطها في رئيس ‪.‬‬ ‫عْلِني‬ ‫ج َ‬ ‫وهذا يوسف عليه السلم يقول لعزيز مصر )ا ْ‬ ‫م( ‪.‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ظ َ‬ ‫ض إ ِّني حَِفي ٌ‬ ‫ن اْل َْر ِ‬ ‫خَزاِئ ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫َ‬ ‫ول ننسى هنا موقف الحبيب صلى ا عليه وسلم مع‬ ‫أبي ذر الصحابي المجاهد الورع التقي النقي الطاهر‬ ‫العلم ‪ ،‬الذي قال لرسول ا ـ صلى ا عليه وسلم ‪) :‬أل‬ ‫تستعملني‪ ،‬قال أبو ذر ‪ :‬فضرب بيده على منكبي ثم قال ‪:‬‬ ‫يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة‪ ،‬وإنها يوم القيامة خزي‬ ‫وندامة‪ ،‬إل من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ( كما‬ ‫جاء في صحيح مسلم ‪.‬‬ ‫والصفة الثالثة ‪ :‬الفطنة والذكاء والحسم‬ ‫السريع للمور ‪ :‬نعم تمتع سيدنا سليمان ـ عليه السلم‬ ‫ـ بهذه الصفات‪ ،‬حيث علم بغياب هدهد وسط هذه‬ ‫المليين المحشورة له‪ ،‬ثم يهتم بهذا الغياب‪ ،‬ويتوعد‬ ‫الهدهد بالعقوبة الصارمة‪ ،‬ثم يعلم القادة فرصة الرجوع‬ ‫‪165‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫عن المحاسبة والعقاب إذا جاء الهدهد بعذر مقبول عن‬ ‫سبب غيابه‪ ،‬فياله من حاكم عظيم ‪.‬‬ ‫والصفة الرابعة ‪ :‬التثبت من الخبار وعدم‬ ‫التسرع في اتخاذ القرار ‪ :‬ها هو نبي ا سليمان ـ‬ ‫عليه السلم ـ يسمع كلما عذبا سلسبيل من الهدهد‬ ‫ن )‪ ( 22‬إّني‬ ‫سَبٍإ ِبَنَبٍإ َيِقي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ط ِبِه َوجِْئُت َ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ُت ِ‬ ‫ما َل ْ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫أ)َ َ‬ ‫عْر ٌ‬ ‫ش‬ ‫ء َوَلَها َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫م َوُأوِتَيتْ ِم ْ‬ ‫كُه ْ‬ ‫مِل ُ‬ ‫ة َت ْ‬ ‫ت اْمَرأ َ ً‬ ‫جْد ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ن‬ ‫س ِم ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫جُدو َ‬ ‫س ُ‬ ‫جْدُتَها َوَقْوَمَها َي ْ‬ ‫م )‪َ( 23‬و َ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ل‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صّد ُ‬ ‫م َف َ‬ ‫ماَلُه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫شْي َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫الّلِه َوَزّي َ‬ ‫ن )‪.((24‬‬ ‫م َل َيْهَتُدو َ‬ ‫َفُه ْ‬ ‫فلم يتسرع وأراد أن يتأكد من كلم الهدهد قبل أن‬ ‫يقحم دولته في صراع لم يتأكد من أسبابه‪ ،‬ومن هنا‬ ‫أرسل الهدهد إلى الملكة برسالة يدعوها إلى السلم ‪.‬‬ ‫الصفة الخامسة ‪ :‬التواضع للحقيقة واحترامها ‪:‬‬ ‫نعم عندما علم نبي ا سليمان ـ عليه السلم ـ بالحقيقة‬ ‫احترمها‪ ،‬وأعلى المصلحة العامة للوطن وللدين على كل‬ ‫شيء ‪.‬‬ ‫الصفة السادسة ‪ :‬الولء للوطن ‪ :‬هذه صفة من‬ ‫أهم صفات الحاكم الناجح الذي يقود البلد والعباد‪ ،‬فإذا‬ ‫أردت أيها الحبيب أن تختار رئيسا ففتش جيدا عن هذه‬ ‫الصفة‪ ،‬وأسأل نفسي وإخواني ‪ :‬أين نجد هذه الصفة في‬ ‫قصة سيدنا سليمان ؟‬ ‫نجد هذا الحب والنتماء والولء للوطن من سيدنا‬ ‫سليمان ـ عليه السلم ـ في أمرين ‪ :‬الول ‪ :‬حين رفض‬ ‫الهدايا التي أرادت بلقيس أن تختبر بها سيدنا سليمان ـ‬ ‫عليه السلم ـ فصاحب الرسالة يعمل من أجل غاية وهي‬ ‫مرضاة ا ونشر توحيده في كل مكان وتطهير الرض‬ ‫من كل رجس وشرك‪ ،‬ومن هنا رفض هذه المعونات ‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪166‬‬


‫والمر الثاني ‪ :‬اعتزازه بما أعطاه ا من نعم وما‬ ‫أمده من خيرات ‪.‬‬ ‫ومصر الحبيبة بها الخير العميم والجنات والعيون‬ ‫والكنوز‪ ،‬وتستطيع أن تستغني عن المعونات ‪.‬‬ ‫والصفة السابعة ‪ :‬توظيف الكفاءات والقدرات‬ ‫ن ا تعالى على سيدنا ـ‬ ‫وتسليح الدولة بالعلم ‪ :‬م ّ‬ ‫عليه السلم ـ بنعمة العلم‪ ،‬وبوجود الكفاءات والقدرات‪،‬‬ ‫فسخر كل ذلك في منافع الدولة‪ ،‬واجتمع بأهل العلم‬ ‫عنده‪ ،‬فأيقن أن الملكة ذاهبة إليه‪ ،‬وقال لهم ‪ :‬أريد أن‬ ‫ترى آية مدهشة‪ ،‬آية تبّين أن المة التي تلجأ إلى ا‬ ‫م َيْأِتيِني‬ ‫ك ْ‬ ‫ينصرها ويمكن لها وتتقدم على غيرها )أ َّي ُ‬ ‫ت ِم َ‬ ‫ن‬ ‫عْفِري ٌ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن )‪َ( 38‬قا َ‬ ‫مي َ‬ ‫سِل ِ‬ ‫ن َيْأُتوِني ُم ْ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫شَها َقْب َ‬ ‫عْر ِ‬ ‫ِب َ‬ ‫ي‬ ‫عَلْيِه َلَقِو ّ‬ ‫ك َوإ ِّني َ‬ ‫ن َمَقاِم َ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫ن َتُقو َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫ك ِبِه َقْب َ‬ ‫ن أ َ​َنا آِتي َ‬ ‫ج ّ‬ ‫اْل ِ‬ ‫َ‬ ‫ك ِبِه َقْب َ‬ ‫ل‬ ‫ب أَنا آِتي َ‬ ‫كَتا ِ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫م ِم َ‬ ‫عْل ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫عْنَد ُ‬ ‫ل اّلِذي ِ‬ ‫ن )‪َ( 39‬قا َ‬ ‫أ َِمي ٌ‬ ‫هَذا ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ه َقالَ َ‬ ‫عْنَد ُ‬ ‫سَتِقّرا ِ‬ ‫ه ُم ْ‬ ‫ما َرآ ُ‬ ‫ك َفَل ّ‬ ‫طْرُف َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيْرَتّد إ َِلْي َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫كُر‬ ‫ش ُ‬ ‫ما َي ْ‬ ‫كَر َفِإّن َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫م أ َْكُفُر َوَم ْ‬ ‫كُر أ َ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫ل َرّبي ِلَيْبُلَوِني أ َأ َ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َف ْ‬ ‫م(‪ .‬وسبق لنبي ا‬ ‫ي َكِري ٌ‬ ‫غِن ّ‬ ‫ن َرّبي َ‬ ‫ن َكفَ​َر َفِإ ّ‬ ‫سِه َوَم ْ‬ ‫ِلَنفْ ِ‬ ‫سليمان أن وظف الهدهد في توصيل رسالته إلى ملكة‬ ‫بلقيس‪ ،‬فكان الهدهد أول طائرة استطلع في العالم‬ ‫تحلق من أجل ل إله إل ا ‪.‬‬ ‫وها هو النبي العظم والرسول الكرم صلى ا عليه‬ ‫وسلم يعلم ذكاء زيد بن ثابت ـ رضي ا عنه ـ وفطنته‪،‬‬ ‫فيأمره بتعلم لغة اليهود‪ ،‬وأنجز ذلك في خمسة عشر‬ ‫يوما‪ ،‬وبهذا أصبح هذا الصحابي الجليل هو الذي يطلع‬ ‫على أسرار الدولة وما يأتيها من مراسلت ‪.‬‬ ‫ولقد استفاد اللمان من حركة طائر في تصنيع طائرة‬ ‫حربية‪ ،‬وعلمنا القرآن سلح الطيران الحربي في سورة‬ ‫ل‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م َي ْ‬ ‫ل )‪( 1‬أ َ​َل ْ‬ ‫ب اْلِفي ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ك ِبَأ ْ‬ ‫ل َرّب َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َف َ‬ ‫م َتَر َكْي َ‬ ‫الفيل )أ َ​َل ْ‬ ‫‪167‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ل )‪(3‬‬ ‫طْيًرا أ َ​َباِبي َ‬ ‫م َ‬ ‫عَلْيِه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ل )‪َ( 2‬وأ َْر َ‬ ‫ضِلي ٍ‬ ‫م ِفي َت ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫َكْيَد ُ‬ ‫ل)‬ ‫ف َمْأُكو ٍ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫م َك َ‬ ‫عَلُه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫جيلٍ )‪َ( 4‬ف َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ة ِم ْ‬ ‫جاَر ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م ِب ِ‬ ‫َتْرِميِه ْ‬ ‫‪(5‬‬ ‫هكذا وقفت مع حضراتكم هذه الوقفات الهامة مع‬ ‫بيان أهم صفات الحاكم من خلل سورة النمل‪ ،‬ورأينا نبيا‬ ‫مله ا تعالى بأعظم الصفات وأهمها ‪ :‬عمق‬ ‫ملكا ج ّ‬ ‫الحساس بالمسئولية والمتابعة والمحاسبة على‬ ‫الصغيرة‪ ،‬والتثبت والتأكد من الخبار‪ ،‬والتواضع للحقيقة‬ ‫والقرار بها‪ ،‬وقوة الحب والنتماء للوطن‪ ،‬وتوظيف‬ ‫الكفاءات والقدرات في الدولة أحسن توظيف ‪.‬‬ ‫واجبنا العملي ‪ :‬دعوة الجماهير لحمل المشروع‬ ‫السلمي‪ ،‬فهو المشروع الوحيد الذي يكفل ويضمن لنا‬ ‫النجاح والوصول إلى أعظم النتائج‪ ،‬نقول لهل هذا‬ ‫المشروع‪ :‬تمسكوا به واثبتوا عليه وواصلوا البذل والعطاء‬ ‫والعمل من أجل نجاحه‪ ،‬حتى يسعد العالم كله‪ ،‬وتعيش‬ ‫النسانية في أمن وأمان وسعادة وتقدم ورخاء ‪.‬‬ ‫ونقول لمن وقف ضد هذا المشروع سواء عن عمد أو‬ ‫عن جهل‪ ،‬نقول لهم جميعا هيا نعود إلى ا ونتوب إليه‬ ‫ونستغفره‪ ،‬نقول لهم هيا نتعلم من القرآن الذي نتلوه‬ ‫ونصلي بآياته ونحرص على حسن الستماع إليه‪ ،‬هيا‬ ‫نتعلم من ملكة سبأ التي أيقنت أن فلحها وسعادتها لن‬ ‫تكون إل مع ربها‪ ،‬مع خالقها‪ ،‬مع رازقها‪ ،‬مع المنعم‬ ‫المتفضل‪ ،‬فلم تتكبر ولم تعاند ولم تورط نفسها فضل‬ ‫عن شعبها‪ ،‬فأعلنت الحقيقة وسطر لها القرآن هذه‬ ‫الكلمات الخالدة إلى أن يرث ا الرض ومن عليها )َر ّ‬ ‫ب‬ ‫غُفوُر‬ ‫هَو اْل َ‬ ‫غَفَر َلُه إ ِّنُه ُ‬ ‫غفِْر ِلي َف َ‬ ‫سي َفا ْ‬ ‫ت َنفْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ظَل ْ‬ ‫إ ِّني َ‬ ‫م(‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫الّر ِ‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪168‬‬


‫الصراع السياسي في مصر بين علمانية النخبة وإسلمية الجمهور‪:‬‬

‫تقف الثورة المصرية بين طريقين؛ إما النجاح وبناء‬ ‫مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة‪ ،‬أو الفشل والجمود‬ ‫والعودة إلى المربع صفر‪ ..‬فهي لحظة اختيار حاسمة‬ ‫تفرضها حالة الستقطاب الحاد والصراعات المستحكمة‬ ‫بين التيارين المتنافسين على الساحة؛ التيار السلمي‬ ‫بكل أطيافه وأحزابه‪ ،‬والتيار العلماني بكل أحزابه وتكتلته‬ ‫ونخبه النافذة التي تتستر عادة بـ»الليبرالية« للتغطية على‬ ‫»علمانيتها«‪ ..‬حيث اكتسبت العلمانية دللت سلبية تسيء‬ ‫م ل يستطيع الجهر بها على المل‪ .‬وقد‬ ‫إلى صاحبها؛ ومن َث ّ‬ ‫أثبتت تجارب الشهور الماضية منذ انطلق شرارة الثورة‬ ‫في ‪ 25‬يناير ‪2011‬م أن المعركة بين التيارين لم تكن‬ ‫سهلة ولن تكون؛ وذلك بسبب الفجوة الواسعة بين‬ ‫مواقفهما‪ ،‬والتناقض التاريخي الكبير والقديم بينهما‪،‬‬ ‫بالضافة إلى حجم الشك الذي يحمله كل طرف تجاه‬ ‫الخر‪ .‬تشويه الصورة وبالنظر إلى حالة الستقطاب‬ ‫الشديدة قبل الثورة بين القوى السلمية التي تزعمت‬ ‫المعارضة الحقيقية ودفعت الثمن في سجون »عبد‬ ‫الناصر«‪ ،‬و»السادات«‪ ،‬و»مبارك«‪ ،‬والقوى العلمانية التي‬ ‫تمتعت بالشرعية الزائفة‪ ،‬وجنت الثمار الرخيصة في‬ ‫حظيرة النظام‪ ،‬فقد انحصرت المنافسة السياسية بعد‬ ‫الثورة بين الفريقين؛ الحزاب ذات المرجعية السلمية‬ ‫من الخوان المسلمين والسلفيين والجماعة السلمية‬ ‫والجهاد والوسط في جانب‪ ،‬والحزاب العلمانية من‬ ‫الليبراليين والشيوعيين واليساريين والناصريين والوفديين‪،‬‬ ‫ومعهم ومنهم رموز من فلول النظام الساقط من رجال‬ ‫العمال والعسكريين السابقين والعلميين وبعض‬ ‫الرموز من المتطرفين المسيحيين في جانب آخر‪ .‬ولم‬ ‫‪169‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تقتصر الحزاب العلمانية في هذه الحرب على تشويه‬ ‫الحزاب والشخصيات السلمية المنافسة‪ ،‬وإنما اتسعت‬ ‫دائرة التشويه إلى إثارة الخوف من السلم نفسه كدين‬ ‫وشريعة إذا ما وضعت أي برامج لتطبيقه في المجتمع‪..‬‬ ‫وهذا أمر جديد على مصر‪ .‬وقد نشطت في هذه الحملة‬ ‫مقالت الصحف‪ ،‬وتقارير المراسلين‪ ،‬وبرامج الحوارات‬ ‫التلفزيونية على القنوات الرضية والفضائية التي تحذر‬ ‫المواطنين من »أفغنة« مصر وتحويلها إلى »قندهار« من‬ ‫جراء تطبيق القوانين الصحراوية ‪ -‬المقصود طبعا‬ ‫الشريعة السلمية ‪ -‬وتخوف الناس من انهيار التعليم‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬وتدهور الرعاية الصحية والسياحة‬ ‫والصناعة والزراعة إذا ما حكم السلميون‪ .‬شعور‬ ‫بالخطر إل أنه وعلى ما يبدو‪ ،‬فكل تيار قد أدرك حجم‬ ‫الخر وتأثيره‪ ..‬حيث يستند التيار السلمي إلى قوته في‬ ‫الشارع‪ ،‬وعلى قدراته الهائلة على الحشد والتنظيم‪ ،‬بينما‬ ‫يعتمد التيار العلماني على النخبة العلمية والسياسية ذات‬ ‫الصوت العالي المسموع‪ ،‬وحضورها الكثيف المتكرر في‬ ‫الصحف واسعة النتشار والقنوات الفضائية الكثر تأثيرا‬ ‫في المشاهدين‪ .‬ورغم اشتراك الطرفين معا في أكثر من‬ ‫مظاهرة مليونية في ميدان التحرير والميادين الكبرى‬ ‫بالمحافظات تحت شعار »أيد واحدة«‪ ،‬فإن الواقع ينطق‬ ‫بغير ذلك تماما‪ ،‬وكان آخرها العتداء الذي وقع بعد انتهاء‬ ‫مليونية »تقرير المصير« على حافلة تقل بعض السر‬ ‫الخوانية التي كانت تستعد للعودة إلى محافظتها‪.‬‬ ‫والحقيقة التي ل مراء فيها أن النخبة العلمانية بدأت تشعر‬ ‫بالخطر الكبير منذ أن تم التصويت على التعديلت‬ ‫الدستورية في ‪ 19‬مارس ‪2011‬م‪ ..‬فقد تبين لها أن التيار‬ ‫السلمي يستند إلى كتلة شعبية تجاوزت كل تصوراتها‪،‬‬ ‫واستطاع أن يحصل على أكثر من ‪ %75‬من أصوات‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪170‬‬


‫الناخبين‪ ،‬كما تبين لها أنها منفصلة عن الجمهور العريض‬ ‫ذي النزعة السلمية الخالصة‪ ،‬وأنها تسير في واٍد وهذا‬ ‫الجمهور يسير في واٍد آخر‪ ،‬ثم تأكد لها ذلك مرة أخرى‬ ‫وبنفس النسبة تقريبا في انتخابات مجلسي الشعب‬ ‫والشورى )البرلمان بغرفتيه(‪ .‬أزمة الدستور ومعروف أن‬ ‫النخبة العلمانية بذلت جهدا رهيبا لكي يتم وضع الدستور‬ ‫قبل إجراء النتخابات البرلمانية؛ حتى ل تتكشف الوزان‬ ‫الحقيقية للحزاب والتيارات في الشارع‪ ،‬وتهتز سيطرتها‬ ‫على المسرح السياسي‪ ،‬بالنظر إلى أن عناصرها هي‬ ‫التي كانت تهيمن على الحكومة ومفاصل الدولة بعد‬ ‫الثورة مباشرة وإلى الن‪ ،‬وظهور الغلبية السلمية عبر‬ ‫انتخابات حرة نزيهة يعني أن تطالب هذه الغلبية تلقائيا‬ ‫بحقها في القيادة على حساب النخبة العلمانية النافذة‪.‬‬ ‫وفي المواجهة الحالية حول الدستور الجديد‪ ،‬ل تستطيع‬ ‫النخبة العلمانية أن تخوض المعركة في المبادئ‬ ‫الدستورية ذاتها‪ ،‬والمواد التي يجب أن يتضمنها الدستور‪،‬‬ ‫وإنما تخوض في الخطوات الجرائية والمعايير التي يجب‬ ‫مراعاتها‪ ،‬وقد اجتمع لهذه المعركة ‪ 15‬حزبا صغيرا ل‬ ‫تمثل ثقل ً جماهيريا‪ ،‬ولكن تمتلك منابر إعلمية قادرة‬ ‫على إثارة الغبار الكثيف بهدف التشويه والتشويش ضد‬ ‫التيار السلمي‪ .‬سياسة التحريض فالنخبة العلمانية تهدد‬ ‫بإحداث أزمة دستورية‪ ،‬وتحّرض المجلس العلى للقوات‬ ‫المسلحة الذي يدير شؤون البلد على مواجهة الغلبية‬ ‫السلمية ولو بالقوة؛ لمنعها مما تسميه بالهيمنة على‬ ‫الدستور‪ ،‬بل إنها تحرضه صراحة على حل مجلسي‬ ‫الشعب والشورى‪ ،‬والتخلص من هذه الغلبية المقلقة‪.‬‬ ‫ووصل المر بالنخبة العلمانية إلى تحريض القباط أيضا‬ ‫وتخويفهم من انتقاص حقوقهم الدستورية‪ .‬والهدف‬ ‫واضح من هذه الدعايات المغرضة التي تلح عليها البواق‬ ‫‪171‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫العلمية للنخبة العلمانية‪ ،‬والتي ل تستند إلى الحقائق‪..‬‬ ‫فالتيار السلمي برؤوسه الثلثة ‪ -‬الخوان والسلفيين‬ ‫والجماعة السلمية ‪ -‬لم يطرح شيئا من هذه الفتراءات‬ ‫في البرلمان أو في الشارع‪ ،‬وإنما يقر إقرارا واضحا‬ ‫بحقوق المواطنة والمساواة الكاملة بين المواطنين‬ ‫المصريين أمام الدستور والقانون‪ ،‬إلى جانب تمسكه بحق‬ ‫القباط المسيحيين في الحتكام لشرائعهم الخاصة فيما‬ ‫يتعلق بقضايا الحوال الشخصية‪ .‬وليس من شك في أن‬ ‫العمل السياسي العلني والمشروع الذي انخرطت فيه‬ ‫القوى السلمية بعد ثورة ‪ 25‬يناير ‪2011‬م وسقوط‬ ‫النظام الفرعوني قد أثر بشكل إيجابي في انفتاح هذه‬ ‫القوى على مختلف أطياف المجتمع‪ ،‬وجعلها تستشعر‬ ‫المسؤولية تجاه هذه الطياف التي ربما كان البعض‬ ‫ينكرها من قبل‪ ،‬ومن ثم فإن اللعب بورقة القباط الن‬ ‫أصبح مكشوفا للكافة‪ .‬الجدال سيستمر ويرى العلمانيون‬ ‫أن السلميين حولوا الممارسة السياسية إلى معارك‬ ‫دينية‪ ،‬وخدعوا الناس بشعارات إسلمية براقة في‬ ‫الستفتاء على التعديلت الدستورية المبكرة‪ ،‬وفي‬ ‫انتخابات مجلسي الشعب والشورى؛ ليغطوا بها على‬ ‫أطماعهم في السلطة‪ ،‬ونهمهم إلى الستئثار بالمناصب‬ ‫العليا في الدولة‪ ،‬وقد دفعهم ذلك إلى موالة المجلس‬ ‫العسكري والتخلي عن الثورة والثوار وعن ميدان التحرير‪،‬‬ ‫كما حدث في مذبحة »ماسبيرو«‪ ،‬ومصادمات شارع‬ ‫»قصر العيني«‪ ،‬وشارع »محمد محمود«‪ ،‬وكارثة »إستاد‬ ‫بورسعيد«‪ ،‬بل دفعهم أيضا إلى إسقاط شرعية الميدان‬ ‫بعد أن فازوا بشرعية البرلمان‪ ،‬وراحوا يفكرون إلى‬ ‫إصدار قانون يجّرم التظاهر والعتصام‪ .‬في المقابل‪ ،‬يرى‬ ‫السلميون أن العلمانيين هم الذين حولوا الستفتاء على‬ ‫التعديلت الدستورية إلى معركة دينية عندما أثاروا لغطا‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪172‬‬


‫شديدا حول المادة الثانية من الدستور‪ ،‬وادعوا أن هذه‬ ‫المادة سوف تنتج بالضرورة دولة دينية فاشية متطرفة‪،‬‬ ‫وهو ما دفع المواطنين المصريين الذين يمثلون الغلبية‬ ‫إلى الدفاع عن هذه المادة التي تشكل في ضميرهم‬ ‫الهوية والخصوصية الثقافية‪ .‬ويقول السلميون‪ :‬إنهم‬ ‫ساندوا المجلس العسكري في البداية تقديرا للدور الذي‬ ‫قام به لحماية الثورة‪ ،‬وليس على حساب أحد‪ ،‬والدليل‬ ‫على ذلك أنهم أول من وقف في وجهه عندما لمسوا منه‬ ‫تهاونا في محاكمة رموز النظام السابق‪ ،‬وعندما وقع‬ ‫العتداء على المتظاهرين أو المعتصمين السلميين‪ ،‬وهم‬ ‫الذين شكلوا لجانا برلمانية لتقصي الحقائق في‬ ‫الشتباكات والمصادمات وفي »كارثة بورسعيد«؛ للضغط‬ ‫على المجلس العسكري حتى ُتجرى التحقيقات‬ ‫والمحاكمات بكل جدية‪ ..‬ويقولون أيضا‪ :‬إنهم الذين رفعوا‬ ‫تعويضات شهداء الثورة ومصابيها إلى ‪ 100‬ألف جنية‪،‬‬ ‫وهم الذين تصدوا للمجلس الستشاري للعسكري‬ ‫وانسحبوا منه؛ مما أفقده هيبته ومصداقيته‪ ،‬وهم الذين‬ ‫تصدوا للمجلس العسكري حينما رفض إسقاط حكومة‬ ‫»د‪ .‬الجنزوري« التي أسقطها البرلمان‪ ،‬وتلكأ في إصدار‬ ‫قانون عزل رموز نظام »مبارك«‪ ،‬وهم الذين هددهم‬ ‫العسكر بالنقلب عليهم والعودة إلى سيناريو عام‬ ‫‪1954‬م‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬سوف يستمر السجال بين‬ ‫العلمانيين والسلميين لمدد طويلة قادمة على المستوى‬ ‫السياسي والفكري والديني والثقافي‪ ،‬وهو سجال قديم‬ ‫جديد بين منظومتين من القيم؛ منظومة التغريب ومنظومة‬ ‫الصالة‪ ..‬منظومة النخبة العلمانية ومنظومة الجمهور‬ ‫المسلم‪ ..‬ولن يكون الفوز في النهاية إل لدعاة الصالة‬ ‫والنتماء‪.‬‬ ‫‪173‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫طنطاوي قال لمساعديه‪ :‬شفيق عارف كل حاجة‪ ..‬لكن مرسى ممكن‬ ‫التعامل معه ‪:‬‬

‫في الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم إعلن نتيجة‬ ‫انتخابات إعادة رئاسة الجمهورية‪ ،‬كان الفريق أحمد‬ ‫شفيق يجلس في منزله ومعه بناته الثلث‪ ،‬ولواء طيار‬ ‫صديق مقرب منه‪ ،‬ينتظر إعلن فوزه برئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫لكنه فوجئ بالمستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة‬ ‫الدستورية العليا يعلن فوز مرشح الخوان الدكتور محمد‬ ‫مرسي‪ ..‬ومع أن خبرا مثل هذا نزل كالصاعقة على‬ ‫شفيق ومن معه‪ ،‬لكن المرشح الذي خسر للتو منصبه‪،‬‬ ‫ضرب كفا بكف‪ ..‬وكان هذا هو مشهد الختام لكثر أسبوع‬ ‫عصيب لم تعشه حملتا شفيق ومرسي فقط‪ ،‬وإنما كل‬ ‫الشعب المصري‪ ،‬الذي لم يكن يعلم ما يدور في الخفاء‪،‬‬ ‫وكيف تحول فوز شفيق إلى خسارة‪ ..‬وبدل من أن يذهب‬ ‫إلى القصر الجمهوري سافر إلى أبو ظبي بينما حل‬ ‫مرسي في قصر العروبة‪.‬‬ ‫مشهد السبوع النتخابي الساخن والمتوتر جدا بدأ صباح‬ ‫الثنين‪ ،‬اليوم التالي للنتخابات‪ ،‬بطلب نائب المرشد العام‬ ‫لجماعة الخوان المسلمين خيرت الشاطر‪ ،‬ورئيس مجلس‬ ‫الشعب المنحل سعد الكتاتنى للقاء مغلق مع قيادات‬ ‫عسكرية بارزة‪ ..‬خلل اللقاء تم إبلغ المسئولين‬ ‫الخوانيين‪ ،‬أن نتائج فرز أصوات الناخبين في جولة العادة‬ ‫تشير إلى فوز محمد مرسي‪ ،‬مع إضافة مهمة أن هناك‬ ‫طعون يمكن أن تغير النتيجة وتحول مرسي من فائز إلى‬ ‫خاسر‪ ،‬وبالتالي تم عرض صفقة سرية على الخوان‪:‬‬ ‫إعلن نجاح محمد مرسي في مقابل أن يكون من حق‬ ‫المجلس العلى للقوات المسلحة تعيين وزراء الدفاع‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪174‬‬


‫والداخلية والخارجية‪ ،‬وتنتقل كافة ملفات المن القومي‬ ‫إلى المؤسسة العسكرية‪ ،‬وأل يأخذ الرئيس أية قرار دون‬ ‫الرجوع إلى المجلس العسكري‪.‬‬ ‫رفض الشاطر والكتاتنى الصفقة وخرجا إلى مكتب‬ ‫الرشاد حيث تمت الموافقة على رفض الصفقة‪ ،‬واتخاذ‬ ‫عدد من الخطوات التصعيدية في مقدمتها النزول إلى‬ ‫ميدان التحرير وكافة ميادين مصر‪ ،‬للضغط على المجلس‬ ‫العسكري‪ ،‬لعلن فوز مرسي‪ ،‬وشملت المطالب إلغاء‬ ‫العلن الدستوري المكمل‪ ،‬وتسليم الرئيس المنتخب كافة‬ ‫صلحياته‪ ،‬وحل ثلث مجلس الشعب فقط‪ ،‬وعودة‬ ‫المجلس للعمل بثلثي النواب‪ ،‬وإلغاء قرار وزير العدل بمنح‬ ‫الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية والمخابرات‬ ‫الحربية‪ ،‬ومن ثم تصاعدت لهجة التصعيد‪ ،‬عبر ثلث حوارات‬ ‫أجراها خيرت الشاطر مع صحف أجنبية يهدد فيها‬ ‫باستخدام القوة في حالة عدم إعلن فوز مرسي‪.‬‬ ‫في مقابل التصعيد الخوانى صعد المجلس العلى‬ ‫للقوات المسلحة الجراءات‪ ،‬وشملت بدء تحريات‬ ‫وتحقيقات في قضية تسويد بطاقات القتراع لصالح‬ ‫محمد مرسي في ‪ 15‬محافظة‪ ،‬وتسريب أنباء لعدد من‬ ‫المصادر العلمية عن اتهام قيادات إخوانية بالضلوع في‬ ‫هذا التزوير وعلى رأسهم خيرت الشاطر نفسه‪.‬‬ ‫ووصل المر إلى إصدار قرار بمنع أربعة من قيادات‬ ‫الخوان من السفر لتورطهم في قضية تسويد البطاقات‬ ‫النتخابية في المطابع الميرية‪ ،‬وهم خيرت الشاطر نائب‬ ‫المرشد العام‪ ،‬وعصام العريان‪ ،‬ومحمد البلتاجي وصفوت‬ ‫حجازي‪ ..‬وهو القرار الذي صدر مساء اليوم السابق‬ ‫لعلن نتيجة جولة العادة في النتخابات الرئاسية‪ ..‬وتم‬ ‫إلغاؤه بعد إعلن النتيجة‪.‬‬ ‫‪175‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫في ذات التوقيت شرعت لجنة النتخابات الرئاسية في‬ ‫التعامل الجدي مع الطعون المقدمة على نتائج‬ ‫النتخابات‪ ،‬وتداول أعضاء اللجنة خيارين الول هو بطلن‬ ‫انتخابات الرئاسة‪ ،‬نتيجة ما شابها من تزوير‪ ،‬أو حذف‬ ‫جميع الصناديق المشكوك في صحتها‪ ،‬وتم التصويت‬ ‫السري على القرارين داخل لجنة النتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫فرفض ثلثة من أعضائها‪ ،‬إعادة النتخابات‪ ،‬ووافق‬ ‫أعضاء اللجنة على حذف الصوات المشكوك فيها‪ ،‬وبذلك‬ ‫وصلت النتيجة إلى فوز الفريق أحمد شفيق بنحو ‪%50.7‬‬ ‫مقابل ‪ ،%49.3‬وكان هذا هو القرار الذي استقرت عليه‬ ‫اللجنة العليا للنتخابات‪.‬‬ ‫بعد ذلك وضع المجلس العلى لقوات المسلحة‬ ‫المعلومات المتوافرة لديه لدى عدد من الصحفيين‬ ‫والعلميين‪ ،‬وبدأت وسائل العلم تتحدث عن عمليات‬ ‫تزوير شابت النتخابات وعن إعلن الخوان بشكل مسبق‬ ‫نتائج النتخابات لفرض أمر واقع على الجميع والتشكيك‬ ‫في نزاهة النتخابات‪.‬‬ ‫تواصلت اللقاءات والتصالت السرية بين الخوان‬ ‫وقادة من المجلس العسكري‪ ،‬لكنها لم تسفر عن أي‬ ‫تقدم‪ ،‬وبات شفيق هو الرئيس الفائز فعل‪ ،‬وطلب منه‬ ‫الخروج في مؤتمر صحفي الخميس لعلن أنه الفائز في‬ ‫النتخابات الرئاسية وفقا للرقام التي رصدتها حملته‪ ..‬في‬ ‫نفس اليوم بدأت طلئع القوات الخاصة المصرية في‬ ‫النتشار في المدن‪ ،‬ووضعت القوات المسلحة والشرطة‬ ‫في حالة تأهب قصوى في حالة إقدام الخوان على اى‬ ‫أعمال عنف اعتراضا على النتيجة‪.‬‬ ‫وصل التصعيد إلى ذروته مساء الجمعة بالدعوة إلى‬ ‫مليونية في مدينة نصر‪ ،‬لنصار شفيق‪ ،‬ولدعم المجلس‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪176‬‬


‫العلى للقوات المسلحة‪ ،‬وحين اجتمع مليونا شخص في‬ ‫هذه المظاهرة الضخم مساء السبت‪ ،‬وصلت الرسالة‬ ‫التي أرادها المجلس العسكري أن تصل إلى الخوان‪ :‬إذا‬ ‫كنتم تهددون بالنزول إلى الشارع فنحن أيضا لدينا شارع‪.‬‬ ‫مساء السبت وبعد انصراف المتظاهرين من العباسية‬ ‫كانت كل الجهزة في الدولة‪ ،‬وكافة المسئولين على علم‬ ‫بفوز شفيق‪ ،‬وأعلن عدد من العلميين في الفضائيات‬ ‫المختلفة فوز شفيق استنادا إلى تأكيدات من مسئولين‬ ‫عسكريين‪ ،‬وتم إبلغ شفيق بالعداد لمؤتمر صحفي ظهر‬ ‫الحد ليعلن شفيق بعد إعلن النتيجة مباشرة فوزه‬ ‫ويوجه خطابا إلى الشعب‪.‬‬ ‫صباح الحد تم اتخاذ كافة الجراءات المنية تحسبا لي‬ ‫عنف من عناصر الخوان‪ ،‬أو أجانب متحالفون معهم‪،‬‬ ‫انتشرت القوات وأمنت كافة المنشآت الحيوية‪ ،‬وجرى‬ ‫سحب الموال من البنوك ووضعها في البنك المركزي‪،‬‬ ‫وأخليت جميع المصالح الحكومية من العاملين فيها اعتبارا‬ ‫من الحادية عشر صباحا‪ ،‬بحيث أصبحت شوارع مصر‬ ‫خالية اعتبارا من الساعة الواحدة ظهرا‪ ..‬استعدادا لعلن‬ ‫النتيجة‪.‬‬ ‫في الساعة الثانية عشر ظهر يوم الحد أبلغت حملة‬ ‫شفيق الصحفيين بعقد مؤتمر صحفي الثالثة ظهرا‪ ،‬بفندق‬ ‫جي دبليو ماريوت‪ ،‬وتم نشر قوات الحرس الجمهوري‬ ‫حول منزل شفيق في التجمع الخامس باعتباره الرئيس‬ ‫الفائز‪ ،‬وحضرت صديقات ابنة شفيق إلى منزله لكن‬ ‫الحرس الجمهوري منعهن‪ ..‬فأبلغهن شفيق أنه سيحتفل‬ ‫معهن في مقر المؤتمر الصحفي‪.‬‬ ‫في الثانية ظهرا كان مقررا أن يغادر شفيق منزله إلى‬ ‫مقر المؤتمر الصحفي‪ ،‬لكنه أبلغ بعدم الذهاب في هذا‬ ‫التوقيت‪ ،‬انتظارا لما بعد المؤتمر الصحفي لرئيس اللجنة‬ ‫‪177‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫العليا للنتخابات‪ ..‬وفى الثالثة إل الربع من ظهر نفس‬ ‫اليوم اتصل خيرت الشاطر بالمجلس العسكري وأبلغهم‬ ‫بموافقة الخوان على الصفقة‪ ..‬بينما جلس شفيق في‬ ‫منزله ينتظر إعلن فوزه ومعه كافة المسئولين في الدولة‬ ‫الذين فوجئوا بتأخير المؤتمر الصحفي للجنة النتخابات‬ ‫وإعلن فوز محمد مرسي‪.‬‬ ‫مرشح المجلس العسكري ‪:‬‬

‫وفقا لعدة مصادر مختلفة أكدت نفس المعلومات‪ ،‬لم‬ ‫يكن الفريق أحمد شفيق هو مرشح المجلس العسكري‪،‬‬ ‫المفاجأة التي ل يعلمها كثيرون أن المين العام السابق‬ ‫للجامعة العربية عمرو موسى كان المرشح الرسمي‬ ‫للمجلس العلى للقوات المسلحة لرئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫وتفيد المصادر أن عدة لقاءات جرت بين قادة المجلس‬ ‫وموسى للتفاق على ترشيحه للرئاسة‪ ،‬ولم يبد موسى‬ ‫أي اعتراض على الترشيح‪ ،‬ووفقا للمصادر‪ ،‬لم يكن‬ ‫موسى يريد سوى أن يصبح رئيسا فقط‪ ،‬وبأية صلحيات‪،‬‬ ‫وهو ما جعل المجلس العلى للقوات المسلحة يرضى‬ ‫عنه ويدعمه لنتخابات الرئاسة‪.‬‬ ‫وفى مرحلة لحقة حاول أعضاء المجلس التوصل‬ ‫لتفاق مع حمدين صباحي ليكون نائبا للرئيس‪ ،‬ويدخل‬ ‫في حملة انتخابية واحدة مشتركة مع عمرو موسى‪ ،‬لكن‬ ‫صباحي رفض القتراح‪ ،‬بعدما رأى شعبيته في الشارع‬ ‫في ازدياد‪ ،‬وأن فرصه في الفوز قد تكون كبيرة هذه‬ ‫المرة‪ ،‬أو في النتخابات التي تليها‪.‬‬ ‫لم يكن المشير طنطاوي راضيا عن ترشيح الفريق‬ ‫أحمد شفيق‪ ،‬ووفقا للمصادر فهو ل يرتاح لشفيق‪ ،‬ول‬ ‫لنائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سلميان‪،‬‬ ‫وفوجئ طنطاوي بترشيح سليمان للرئاسة‪ ،‬دون استئذان‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪178‬‬


‫المشير‪ ،‬لذلك تمت الطاحة بسليمان بحجة عدم اكتمال‬ ‫توكيلته في محافظة أسيوط‪ ،‬رغم أنه وفقا لقاعدة‬ ‫بيانات الناخبين قدم سليمان نحو ألفى توكيل من محافظة‬ ‫أسيوط بزيادة نحو ألف توكيل على المطلوب لصحة‬ ‫الترشيح‪ ..‬وبهذا تم إقصاء عمر سليمان من الترشيح‬ ‫لرئاسة الجمهورية‪ ،‬رغم أنه كان المرشح البرز‪ ،‬وذهبت‬ ‫بعض التقديرات واستطلعات الرأي إلى أنه قد يفوز من‬ ‫الجولة الولى‪.‬‬ ‫ل توجد معلومات دقيقة عن أسباب كراهية المشير‬ ‫لشفيق‪ ،‬لكن المؤكد وفقا للمصادر أنه لم يعارض ترشيحه‬ ‫استنادا إلى أن فرص شفيق في الوصول إلى مرحلة‬ ‫العادة في الجولة الولى من النتخابات تكاد تكون‬ ‫منعدمة‪ ،‬ولم يبذل العسكريون جهودا في عزل شفيق من‬ ‫النتخابات بموجب تعديلت قانون مباشرة الحقوق‬ ‫السياسية‪ ،‬استنادا إلى أنه لن يفوز في النتخابات وحسب‬ ‫المصادر أيضا فإن قادة في المجلس العلى للقوات‬ ‫المسلحة فوجئوا بوصول شفيق إلى جولة العادة‬ ‫وحصوله على نحو خمسة مليين وخمسمائة ألف صوت‪..‬‬ ‫وهو ما أدى إلى قلق القيادة العسكرية‪.‬‬ ‫في الجولة الثانية من النتخابات بدا واضحا أن هناك‬ ‫حربا دينية تشن ضد الفريق أحمد شفيق‪ ،‬وقد جرى‬ ‫تكفيره في معظم المساجد التابعة لوزارة الوقاف‪ ،‬لكن‬ ‫الوزارة التزمت الصمت‪ ،‬ولم تعاقب أيا من أئمة المساجد‪،‬‬ ‫ولم تتحرك اللجنة العليا للنتخابات لوضع حد لهذه الحرب‬ ‫الدينية ضد شفيق‪ ،‬لن أجهزة الدولة‪ ،‬وحتى اللجنة العليا‬ ‫للنتخابات الرئاسية لم تتلق ما يدعوها للتحرك بجدية‬ ‫لوقف النتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها العملية‬ ‫النتخابية قبل أن تبدأ‪.‬‬ ‫‪179‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫خلل اليومين النتخابين رصدت أجهزة الدولة قضية‬ ‫تزوير بطاقات القتراع لصالح مرشح الخوان محمد‬ ‫مرسي‪ ،‬وتدخل عدد غير قليل من القضاة المشرفين على‬ ‫العملية النتخابية لصالح محمد مرسي‪ ،‬وكذلك منع‬ ‫القباط من التصويت في صعيد مصر‪ ،‬ووصل المر إلى‬ ‫تهديدهم بالسلح‪ ،‬وصدرت تعليمات لكافة أجهزة الدولة‬ ‫بإجراء تحريات وتحقيقات دقيقة في كل تجاوزات العملية‬ ‫النتخابية‪ ،‬وانتهت التحقيقات إلى التوصل للمتورطين في‬ ‫قضية تسويد البطاقات سواء من داخل المطابع الميرية‪،‬‬ ‫أو من حرضهم‪ ،‬ودفع لهم‪ ،‬وكذلك المشرفين على اللجان‬ ‫النتخابية الذين وصلت إليهم هذه البطاقات‪.‬‬ ‫وبينما تصور المواطنون أننا أمام أكبر وأضخم قضية‬ ‫لتزوير النتخابات‪ ،‬فإن الهدف الحقيقي من هذه‬ ‫التحقيقات كان التوصل إلى صفقة مع الخوان‪ ،‬إنجاح‬ ‫محمد مرسي وفقا لنتائج التصويت وعدم اللتفات إلى‬ ‫نتائج الطعون‪ ..‬مقابل حزمة من التنازلت المتبادلة في‬ ‫مقدمتها أن يكون من حق المجلس تعيين وزراء الدفاع‬ ‫والخارجية والداخلية‪ ،‬وبقاء المجلس العلى للقوات‬ ‫المسلحة في المشهد السياسي بعد منحه وضعا استثنائيا‬ ‫في الدستور‪ ،‬بحيث يصح وضع المؤسسة العسكرية‬ ‫المصرية‪ ،‬مثل تركيا قبل أن يتم تعديل الدستور في عهد‬ ‫رجب طيب أردوغان‪ ،‬ويعود العسكريون إلى ثكناتهم‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫المصادر قالت أن المشير رفض إعلن فوز شفيق‪،‬‬ ‫وظل يراهن على قبول الخوان للصفقة حتى اللحظات‬ ‫الخيرة‪ ،‬معتبرا أن شفيق عارف كل حاجة‪ ،‬بينما مرسي‬ ‫رئيس يسهل التعامل معه والسيطرة عليه‪ ،‬وهو ما تحقق‬ ‫في النهاية حينما اتصل النائب الول لمرشد جماعة‬ ‫الخوان خيرت الشاطر‪ ،‬بالمجلس العسكري في الثالثة إل‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪180‬‬


‫ربعا من ظهر الحد وقبل إعلن نتيجة النتخابات موافقا‬ ‫على الصفقة‪ ..‬ليتغير تاريخ مصر‪.‬‬ ‫حقيقة ميلشيات الخوان المسلحة ‪:‬‬

‫يطلق على ميلشيات الخوان المسلحة "الجناح‬ ‫العسكري" ودوره الساسي هو انجاز ما يفشل فيه‬ ‫"الجناح السياسي" بالمفاوضات ويقوم بمهمة ضرب‬ ‫المعارضين وإرهابهم وقد تصل المسألة إلى القتل‬ ‫والتصفية الجسدية‪ .‬وهو أمر ليس سريا‪ ،‬بل طفا على‬ ‫السطح أكثر من مرة وأكده قادة الخوان أنفسهم كما‬ ‫فضحه العديد من الشخصيات الخوانية التي انشقت عن‬ ‫التنظيم الخواني الرهابي‪ .‬مثل ما طبلوا به من نزول‬ ‫ميشياتهم العسكرية فى حالة إضراب الداخلية أو انهيار‬ ‫المن مرة أخرى‪.‬‬ ‫مشروع الجناح العسكري كانت فكرة حسن البنا نفسه‬ ‫الذي انشأ النظام العسكري وكان إسمه "التنظيم‬ ‫الخاص"‪ .‬وساعد في إنشاءه محمود عبد الحليم ثم تولى‬ ‫قيادته عبد الرحمن السندي الذي قام بالعديد من عمليات‬ ‫الغتيال لعداء الخوان بعلم وتصريح من حسن البنا‬ ‫شخصيا‪ .‬ومن هذه الغتيالت التي قام بها التنظيم‬ ‫الخاص للخوان في عصر حسن البنا هي قتل أحمد‬ ‫ماهر وقتل رئيس الوزراء النقراشي والمستشار الخازندار‬ ‫وانتهت بقتل زعيمهم الرهابي حسن البنا نفسه ومن‬ ‫محاولت الغتيال التي قام بها التنظيم الخاص للخوان‬ ‫بعد قتل زعيمهم البنا هي محاولة قتل الرئيس جمال عبد‬ ‫الناصر في المنشية بالسكندرية‬

‫‪181‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كما تحدث الهلباوي عن احد قادة الخوان في المارات‬ ‫وقد عرض عليه الشيخ زايد التسلح والمقاومة في بيشاور‬ ‫وقد تكون هذه بداية الجناح المسلح الحقيقي عام ‪. 1988‬‬ ‫ويعتقد إن قسم كبير من الجناح العسكري من الخوان‬ ‫ساهم في دعمه وتكوينه محافظ أسيوط السابق محمد‬ ‫عثمان إسماعيل ليمارس إعمال العنف داخل مصر‪ ،‬ثم‬ ‫جزء من هذا الفصيل ذهب للمشاركة في السبعينات‬ ‫وبداية الثمانيات في أفغانستان للجهاد ضد الروس وكان‬ ‫منهم أيمن الظواهري وعبد المنعم أبو الفتوح‪ .‬ثم اختفت‬ ‫ميلشيات الخوان بعض الوقت إلى إن بدأت في الظهور‬ ‫في عصر المخلوع حسني مبارك وكانت بداية الظهور‬ ‫العلني لميلشيات مدربة من الخوان في عصر مبارك‬ ‫بدعم مادي من خيرت الشاطر في جامعة الزهر‪ ،‬وأكد‬ ‫مهدي عاكف إن لديه جيش باللف من جنود الخوان‬ ‫للجهاد‪.‬‬ ‫وبعد ثورة ‪ 25‬يناير بل نستطيع إن نقول أثناء أسبوعها‬ ‫الول‪ ،‬هناك بعض الشكوك تحوم حول دور ميلشيات‬ ‫الخوان في موقعة الجمال في ميدان التحرير وبعض‬ ‫العمليات العنيفة ضد الثوار وضد المتظاهرين إمام‬ ‫مجلس الشعب وقد استخدمت أحيانا مسدسات كاتمة‬ ‫للصوت لقتل المتظاهرين من الثوار وإصابتهم‪ ،‬بل وقبل‬ ‫موقعة الجمل خرجت ميلشيات اخوانية دمرت بارات‬ ‫وكباريهات شارع الهرم وبعض الفنادق يومي ‪ 28‬و ‪29‬‬ ‫يناير ‪.2011‬‬ ‫وحدثت حوادث متفرقة في القاهرة والسكندرية أكدت‬ ‫إن الخوان لديهم "ميلشيات " خاصة مثل اعتداءهم في‬ ‫ميدان التحرير على المحامي أسامة جمال وتعذيبه تعذيبا‬ ‫مبرح في ‪ 3‬فبراير ‪ ،2011‬وفي مارس ‪ 2011‬قام الهالي‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪182‬‬


‫بالقبض على مجموعة من الخوان مارسوا البلطجة‬ ‫والقتل والهجوم على أقسام الشرطة وكاد الهالي‬ ‫يفتكون بهم ويسبونهم بأفظع الشتائم مثل "ياشيوخ ياولد‬ ‫‪".......‬‬ ‫وكان المجلس العسكري المخلوع بزعامة المشير‬ ‫طنطاوي يعلم إن هناك ميلشيات مسلحة من الخوان‬ ‫وتكتم على المر إما بسبب تحالفه مع الخوان أو خوفه‬ ‫من مواجهتهم‪ ،‬كما يؤكد الكثير من الشهود إن جناح‬ ‫الخوان المسلح بالتعاون مع كتائب القسام الفلسطينية‬ ‫هي التي اقتحمت سجن وادي النطرون وهربت منه قادة‬ ‫الخوان وعلى رأسهم محمد مرسي نفسه بعد إن قتلت‬ ‫بل رحمة الجنود وبعض الضباط‪) ،‬مثل مجموعات‬ ‫البلتاجى فى أحداث التحرير وموقعة الجمل(‪.‬‬ ‫وظهر دور ميلشيات الخوان واضح وجلي في جمعة‬ ‫كشف الحساب يوم ‪ 12‬أكتوبر ‪ 2012‬في ميدان التحرير‬ ‫عندما أتوا خصيصا من أكثر من محافظة للعتداء على‬ ‫القوى الثورية اليسارية والشتراكية وهدموا لهم المنصة‬ ‫الرئيسية بل واعتدوا اعتداءات وحشية عليهم وكان هناك‬ ‫عدد كبير من المصابين ويرجح إن الخوان استخدموا‬ ‫أسلحة نارية أطلقوها على المتظاهرين‪.‬‬ ‫ولم يكن يتوقع الخوان إن هناك منظمة يسارية سرية‬ ‫تترصد لهم قامت بالنفراد ببعض أعضاء الخوان‬ ‫وضربوهم ضربا مبرحا وتتبعوا بعض عناصر الخوان الذين‬ ‫يطلقون أسلحة الخرطوش محتمين بالتوبيسات التي‬ ‫أقلتهم من محافظاتهم وطاردوهم وحرقوا أتوبيسات‬ ‫الخوان‪ ،‬وهي نفس المنظمة السرية التي حرقت بعض‬ ‫عربات المن المركزي في ميدان التحرير وتهدد على‬ ‫النترنت بتعقب الخوان وقتلهم‪.‬‬ ‫‪183‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وهناك محاولت من الخوان حاليا بتمديد عمل‬ ‫المليشيات المسلحة إلى وزارة الداخلية بزرع الضباط‬ ‫الكبار الموالين للخوان أو من خلل عمل ما يسمى بـ‬ ‫"اللجان الشعبية المسلحة" التي تقوم بعمليات بلطجة‬ ‫على المواطنين وكذلك بالزحف على القضاء وتشجيع‬ ‫فكرة إنشاء لجان الحكام العرفية في بعض المحافظات‬ ‫والقرى‪.‬‬ ‫يحاول التيار السلمي الصولي تنظيم قدراته المسلحة‬ ‫في الشارع وداخل المؤسسات المختلفة في الدولة حتى‬ ‫يستطيع القيام بأكبر عملية قمع في تاريخ مصر لكل من‬ ‫يعارض "الحكم السلمي الديني الشمولي" بالقتل‬ ‫والرهاب وهنا ولول مرة تستطيع الدولة إن تسلح‬ ‫"الجناح العسكري" بطريقة أكثر احترافا وتزرعه في كل‬ ‫شارع وقرية ول يستبعد أبدا إن يكون هناك تنسيق بين‬ ‫الدولة وجماعات الرهاب في سيناء لمخططات تخدم‬ ‫التنظيم الدولي للخوان المسلمين على حساب مصر‬ ‫والشعب المصري‪.‬‬ ‫محمد طرابية ‪ ..‬يكتب تقريرا عن ‪ ..‬فيلدمان واضع‬ ‫دستور مصر الجديد الحقيقي ‪ ..‬يريد الشريعة التي‬ ‫يأخذون بها كل شئ من مصر والمسلمين بأقل تكلفة‬ ‫ويتنازلون عن كل شئ ‪:‬‬ ‫كتب محمد طرابية تقريرا كامل عن ماهية أهداف‬ ‫الغرب من دستور مصر الذي مرر غصب عن أعين‬ ‫المصريين ؟ وما هي أهدافه الستراتيجية على مصر‬ ‫والعرب و المسلمين عموما ‪ ..‬ونحن نفرد له صفحاتنا‬ ‫وقال فيه ‪" :‬يخطئ من يتصور أننا نردد كلما إنشائيا‬ ‫يستهدف الهجوم على النظام الحالي برئاسة الدكتور‬ ‫محمد مرسى أو جماعة الخوان المسلمين‪ ..‬لننا ل نهدف‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪184‬‬


‫إل إلى كشف الحقائق أمام الرأي العام لذلك أتمنى أن‬ ‫نجد رد فعلًيا عاجًل وفورًيا على هذا الموضوع الخطير‬ ‫سواء بالنفي أو التأكيد والتوضيح‪ ..‬كما أطالب القراء‬ ‫الفاضل أن يؤجلوا حكمهم على ما يتضمنه هذا المقال‬ ‫حتى النتهاء من قراءته لنه يتضمن معلومات وحقائق‬ ‫ووقائع محددة بالسماء التي يتم كشف النقاب عنها لول‬ ‫مرة في هذا السياق نشير إلى أنه في اليوم التالي لعلن‬ ‫عمر سليمان قرار الرئيس المخلوع حسنى مبارك تخليه‬ ‫عن منصب رئيس الجمهورية‪ ..‬أجرت محطة ‪ ABC‬لقاء‬ ‫مع الدكتور نوح فيلدمان‪ ،‬للتعليق على ما أصبح يعرف بـ‬ ‫)ربيع الثورات العربية( وسأله المذيع‪ :‬هل ستشارك في‬ ‫إعداد دستور مصر الجديد؟وكانت الجابة من جانب‬ ‫فيلدمان دبلوماسية ومطولة بهدف البهام‪ ،‬حيث قال‬ ‫)يوجد في مصر رجال قانون كثيرون‪ ،‬يصفون أنفسهم‬ ‫بأنهم )فقهاء دستوريون( ول شك أنهم سوف تثور ثائرتهم‬ ‫ويقيمون الدنيا ول يقعدونها لمجرد التلميح بأن »أمريكي‬ ‫يهودي« سيقوم بإعداد الدستور المصري الجديد‪ ..‬دستور‬ ‫الثورة( والسؤال الهم هو‪ ..‬من هو نوح فيلدمان؟‪..‬‬ ‫وللجابة عن هذا السؤال نشير إلى أنه أمريكي يهودي‬ ‫ولد في مدينة بوسطن عام ‪ ،1970‬ودرس في مدرسة‬ ‫ميمونيدس )نسبة للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون‪،‬‬ ‫الذي عاش في مصر خلل القرن الثاني عشر الميلدي(‬ ‫في حي بروكلين الشهير بما فيه من أسر يهودية عريقة‪.‬‬ ‫وبرغم أن مدرسة ميمونيدس ذات تواجه يهودي أصولي‬ ‫متحفظ )أو ربما متطرف(‪ .‬وعلى المستوى الكاديمي‪،،‬‬ ‫فقد حصل على الترتيب الول على دفعته من كلية‬ ‫الحقوق جامعة هارفارد‪ ،‬وعمل )رغم صغر سنه( أستاذا‬ ‫للقانون في جامعات مرموقة مثل ‪ Yale‬و ‪New York‬‬ ‫‪ Law School‬و ‪ Harvard‬وهنا نشير أيضا إلى أنه حاصل‬ ‫‪185‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫على الدكتوراه في “الفكر السلمي” من جامعة‬ ‫أكسفورد‪ ،‬ويعتبر )على القل بالنسبة للمريكان( الخبير‬ ‫الول في التاريخ والقانون والفكر السلمي‪ ،‬ويعتبر‬ ‫المرجعية الولى في هذا المجال وقد انضم فيلدمان‬ ‫لكتلة المحافظين الجدد )بقيادة ديك تشيني وجورج بوش‬ ‫البن( وبعد غزو العراق تم تعيينه مستشارا للحاكم‬ ‫المريكي بول بريمر‪ .‬وبالرغم من عدم وجود أي دور‬ ‫رسمي له‪ ،‬إل أنه توجد قناعة لدى جميع الكاديميين‬ ‫والسياسيين أنه هو المهندس الحقيقي للدستور العراقي‬ ‫الجديد‪ .‬كما أن جميع الصابع تشير له كصاحب فكرة‬ ‫المخصصة في العراق )شيعة‪ ،‬سنة‪ ،‬وأكراد( ومن تمكين‬ ‫الشيعة من حكم العراق وتشير التقارير إلى أن لفيلدمان‬ ‫كتابات عديدة في الفكر والتاريخ والحاضر السياسي في‬ ‫العالم العربي والسلمي‪ ،‬لكن أهم هذه الكتابات على‬ ‫الطلق هو كتاب )سقوط وصعود الدولة السلمية(‪.‬‬ ‫وفى هذا الكتاب رأى فيلدمان أن الديانة السلمية ل‬ ‫تختلف في النواحي السلوكية والخلقية عن الديانتين‬ ‫اليهودية والمسيحية‪ .‬بل إنه يوجد بين المذاهب المسيحية‬ ‫واليهودية )في أمريكا( من هم أكثر تزمتا وتشددا من أكثر‬ ‫التيارات السلمية تطرفا‪ .‬ول يرى العالم السلمي‬ ‫كخصم في صراع الحضارات‪ ،‬ولكن كشريك أو حليف‬ ‫محتمل في النظام العالمي الجديد )بشرط استمرار‬ ‫التبعية طبعا( يمكن أن يحقق للقوة العظمى مكاسب‬ ‫أكثر جدا مما يمكن تحقيقه بطرق أخرى أكثر عنفا وأفدح‬ ‫تكلفة من كل ما سبق‪ ،‬يرى فيلدمان أن الحل المثل‬ ‫لحتواء العالم السلمي وتفادى صراع الحضارات‪،‬‬ ‫والقضاء على الرهاب السلمي‪ ،‬بل وتوفير مناخ مناسب‬ ‫لستمرار وأمن دولة إسرائيل– كل هذا ممكن إذا أمكن‬ ‫استعادة دولة الخلفة السلمية‪ .‬طبعا‪ ،‬فيلدمان ل يرغب‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪186‬‬


‫في دولة خلفة مثل الموية أو العباسية مثل ً )فهذا يعتبر‬ ‫تجسيدا لكابوس صراع الحضارات في أسوأ سيناريوهاته(‬ ‫بل ول حتى نوع من التحاد القتصادي على غرار التحاد‬ ‫الوروبي– حيث إن ذلك قد يؤدى لخروج العالم العربي‬ ‫من التبعية للغرب‪ .‬ويريد فيلدمان للعالم العربي أن يطبق‬ ‫الشريعة السلمية‪ ،،‬ولكن دون تطبيق أحكام الشريعة‬ ‫السلمية! ويرى أن المطلوب هو أنظمة ذات مرجعية‬ ‫إسلمية لنظام الحكم‪ ،‬بدون تطبيق فعلى لحكام‬ ‫الشريعة السلمية‪ .‬مطلوب دولة )بالصح دول( خلفة‬ ‫إسلمية دون أن تكون هناك وحدة إسلمية‪ .‬مطلوب‬ ‫سيادة القانون )الذي يقدسه عباد ا المؤمنين( مع عدم‬ ‫تفعيل جوهر ذلك القانون‪) .‬لحظ أن هذا التصور–دولة‬ ‫مدنية بمرجعية إسلمية–هو نفس المشروع الذي تتبناه‪،‬‬ ‫على القل في العلن‪ ،‬حركة الخوان في مصر‪ ،‬والنهضة‬ ‫في تونس‪ ،‬ومجلس الثورة في ليبيا‪ ،‬وكذلك الحركات‬ ‫السلمية في المغرب والردن(‪ .‬لقد أصبح السلم‬ ‫السياسي في معظم أرجاء العالم العربي يطالب فقط‬ ‫بالمرجعية‪ ،‬دون الصرار على التطبيق الفعلي للشريعة‪،‬‬ ‫وينادى بدولة ذات طبيعة إسلمية‪ ،‬مع استبعاد كامل‬ ‫لفكرة دولة الخلفة الواحدة الموحدة‪ .‬وبذلك فإن هذه‬ ‫التيارات السلمية تتوافق تماما مع تصور فيلدمان للشرق‬ ‫الوسط الجديد‪ ،‬ولكن طبعا مع اختلف الدوافع الخلصة‬ ‫– كما يؤكد الخبراء والمحللون السياسيون ‪ -‬أن الدارة‬ ‫المريكية تسعى لستيعاب الثورات العربية على المدى‬ ‫القصير وتشكيل نظام عالمي جديد بما يخدم المصالح‬ ‫المريكية‪ .‬ترى الدارة المريكية أن ذلك ممكن عبر تطبيق‬ ‫محدود وتدريجي للدولة السلمية كما يرها نوح فيلدمان‪.‬‬ ‫دولة يسيطر فيها طبقة العلماء )أي السلميون( على‬ ‫التشريع بينما يستمر الحكام )العلمانيون( الموالون للغرب‬ ‫‪187‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫في السلطة التنفيذية‪ .‬الرهان هو أنه عند منح المسلمين‬ ‫عموما‪ ،‬والعرب خصوصا‪ ،‬قدر معقول من الكرامة‬ ‫والحترام يمكن تحويلهم من خطر إلى فرصة‪ ،‬ومن عدو‬ ‫إلى شريك‪ ،‬بما يخدم المصالح المريكية بصورة أفضل‬ ‫ل‪ ،‬الخوان المسلمون أقدر من حسنى مبارك على‬ ‫)مث ً‬ ‫إقناع حركة حماس أن تدخل في عمليه سلم مع‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وربما يكون التيار السلفي أقدر على إيجاد‬ ‫المبررات الشرعية للتطبيع مع إسرائيل( وأكد فيلدمان أن‬ ‫وظيفة الجمعية الدستورية في مصر كانت إيجاد دستور‬ ‫جديد يسمح للسلميين تدريجيا )بناء على ما يتجاوزنه‬ ‫من اختبارات وما يقدمونه من تنازلت( من الوصول‬ ‫والستمرار في السلطة ويرى أنه من الممكن الحصول‬ ‫من العرب والمسلمين بدون عنف وبأقل تكلفة‪ ..‬ويقول‬ ‫نوح إن سيادة الشريعة السلمية )كقانون يحترمه‬ ‫ويقدسه الجميع( قد تكون وسيلة أسهل وأقل تكلفة كي‬ ‫نجعل المسلمين يفعلون كل ما نريد وهم يظنون أنهم‬ ‫يفعلون ما يرضى ا ورسوله على الجانب الخر‪ ..‬يخطئ‬ ‫من يتصور أن علقة نوح فيلدمان بمصر قد بدأت بعد ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير‪ ..‬حيث إن علقته بها تمتد لكثر من ‪ 15‬عاما حيث‬ ‫أنه كان صديقا للمستشار فتحي نجيب رئيس المحكمة‬ ‫الدستورية السابق والذي توفى في عام ‪ ..2003‬وللعلم‬ ‫فقد كان فتحي نجيب أحد المقربين من الرئيس السابق‬ ‫حسنى مبارك وزوجته سوزان حيث عمل كمستشار‬ ‫قانوني للمجلس القومي للمومة والطفولة في‬ ‫‪ .24/11/1996‬كما تم انتدابه لرئاسة اللجنة المشكلة‬ ‫لعداد التشريعات الجتماعية بوزارة التأمينات والشئون‬ ‫الجتماعية في ‪ .9/11/1998‬كما كان عضوا بمجلس إدارة‬ ‫البنك المركزي المصري في ‪ 8/2000 /1 0‬بالقرار‬ ‫الجمهوري رقم ‪ 4309‬لسنة ‪ .2000‬بالضافة إلى عضويته‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪188‬‬


‫في هيئة الدفاع المصرية التي مثلت مصر أمام هيئة‬ ‫التحكيم في قضية طابا في جنيف والتي استطاعت أن‬ ‫تثبت أحقية مصر في طابا )‪ (1988‬وقد أكدت مصادري‬ ‫المطلعة أن نجيب وفيلدمان عقدا العديد من اللقاءات‬ ‫والجتماعات في واشنطن‪..‬والمفاجأة التي نكشفها أن‬ ‫هذه اللقاءات حضرها أحد العضاء البارزين في‬ ‫المحكمة الدستورية حاليا‪ ..‬وهذا العضو الحالي ولد في‬ ‫عام ‪ 1957‬وحصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة‬ ‫‪1979‬ودكتوراه في القانون من جامعة عين شمس‬ ‫‪ ..1988‬وقد بدأ حياته الوظيفية مندوبا مساعدا بمجلس‬ ‫الدولة ‪1980‬واستمر في العمل بمجلس الدولة حتى عام‬ ‫‪1992‬حيث انتقل للعمل مستشارا مساعدا بهيئة المفوضين‬ ‫بالمحكمة الدستورية العليا ‪1992‬ثم تولى رئاسة هيئة‬ ‫المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا ويعمل نائبا لرئيس‬ ‫المحكمة الدستورية العليا منذ عام ‪2002‬وهذا المستشار‬ ‫شارك في العديد من البرامج القانونية التدريبية في أوروبا‬ ‫والوليات المتحدة المريكية منذ سنة ‪ ،1985‬والتحق‬ ‫كباحث بكلية الحقوق جامعة ديبول شيكاغو سنة ‪،1992‬‬ ‫وتولى تدريس حقوق النسان والقانون السلمي‬ ‫بجامعة اسكس البريطانية سنة ‪ ،1993/1994‬وعمل‬ ‫أستاذا بكلية الحقوق بجامعة ماكجيل مونتريال كندا خلل‬ ‫العام الدراسي ‪ 98/1999‬وقد تم تكريم هذا النائب‬ ‫الحالي للمحكمة الدستورية من جامعة سيتون هول‬ ‫المريكية تقديرا لدوره الكبير في دفع حركة الدراسات‬ ‫القانونية واستقلل القضاء على المستوى الدولي‪،‬‬ ‫وإسهامه في تطوير العملية التعليمية من خلل دوره‬ ‫كأستاذ للقانون المقارن والشريعة السلمية بجامعة‬ ‫‪ SMU‬تكساس المريكية‪ ،‬وكنائب لرئيس الكاديمية‬ ‫القضائية الدولية بواشنطن‪ .‬وفى النهاية أقول‪ :‬هل لدى‬ ‫‪189‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مؤسسة الرئاسة أو الجمعية التأسيسية للدستور برئاسة‬ ‫المستشار حسام الغريانى أو قيادات جماعة الخوان‬ ‫بالكشف عن حقيقة هذا الموضوع المثير للجدل والذي‬ ‫يثير الشبهات حول التنازلت التي تقدمها مصر في عهد‬ ‫النظام الحالي لمريكا التي ساعدت الخوان على‬ ‫الوصول لكرسي الرئاسة في مصر؟ وإذا لم يكن هذا‬ ‫الموضوع حقيقيا فإننا نتمنى أن تخرج علينا هذه الجهات‬ ‫ببيانات رسمية أو من خلل مؤتمرات صحفية لكشف‬ ‫الحقيقة للشعب الذي عانى المرين في عهد النظامين‬ ‫السابق والحالي ‪.‬‬ ‫فتوى محمود شعبان بقتل البرادعى وصباحي‬ ‫والمعارضين ‪ ..‬تستدعى ذاكرة الغتيالت ‪ ..‬وتفتح أبواب‬ ‫الدماء ‪:‬‬ ‫الفتوى الدموية التي أفتى بها الشيخ محمود شعبان‬ ‫بقتل كل من البرادعى وصباحي والمعارضة التي تطالب‬ ‫بإسقاط حكم مرسى‪ ،‬أعادت للذهان واقعة فتوى أدت‬ ‫إلى اغتيال المفكر الراحل فرج فوده وطعن أديب نوبل‬ ‫نجيب محفوظ بسكين في رقبته وإطلق النيران على‬ ‫مكرم محمد أحمد ‪ ..‬وتعتبر أتباع لمسلسل الغتيالت‬ ‫الذي بدأ في تونس ‪.‬‬ ‫أننا نحذر من التى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن صمت حكم الخوان على هذه الفتوى وليس‬ ‫صمت الزهر أو دار الفتاء أنما معناه تصريح‬ ‫ضمني لتطبيق الفتوى وقتل معارضي النظام وإذا‬ ‫حدثت هذه الغتيالت المحتملة فسيكون معنى ذلك‬ ‫إسراع بوتيرة سفك الدماء في شوارع مصر ‪.‬‬ ‫‪- 2‬ل يجب أن تستهين المعارضة بالفتوى ول يجب أن‬ ‫تكتفي بحماية رجال المن فقط ولكن ينبغي أن‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪190‬‬


‫يكونوا على حذر لن الفتوى بعد أطلقها ل يمكن‬ ‫معرفة المتشدد أو المتطرف الذي يتصدى لتنفيذها‬ ‫ظنا منه أنها ستكون طريقه للجنة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينبغي أن يتراجع نفس الشيخ عن فتواه ودون أن‬ ‫يتراجع المعارضون عن الحذر من تنفيذه من أي‬ ‫متطرف أو مهوس ديني‬ ‫أنها فتوى " خطيرة " وعواقبه ستكون أخطر على‬ ‫مصر ككل ‪ ..‬فاحذروها ‪.‬‬ ‫تصريح الحكومة بتوفير ‪ 3‬أرغفة للمواطن »فضيحة« ‪:‬‬ ‫أن تصريحات الحكومة المصرية الخيرة‪ ،‬بتوفير ‪3‬‬ ‫"أرغفة" خبز للمواطن المصري يوميا‪ ،‬هي "فضيحة"‬ ‫ُتحسب لتاريخ مصر بلد الثروات‪" ،‬أين برنامج الحكومة‬ ‫لحل الزمات؟ إدارة الدولة تحتاج إلى رؤية واضحة وهذا‬ ‫ما تفتقده مصر الن"‪.‬‬ ‫أن جماعة الخوان المسلمين انتظرت ‪ 80‬عاما‬ ‫للحصول على السلطة‪ ،‬وهم الن أمام تحدي ضخم لتلبية‬ ‫مطالب ‪ 90‬مليون مواطن‪" ،‬أنا ل أفرق بين جماعة‬ ‫الخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لن لكلهما‬ ‫"مايسترو" واحد وهو المرشد العام"‪.‬‬ ‫إن معاناة مصر من أزمة القرارات غير "المدروسة"‬ ‫التي تصدرها مؤسسة الرئاسة‪ ،‬ثم تتراجع عنها‪ ،‬وقد‬ ‫يكون السبب الحقيقي وراء هذا هو أن سيد القرار الن‬ ‫في مصر ليس لديه سابق تجربة في الحكم‪ ،‬أو لوجود‬ ‫ضغوط من خارج مؤسسة الرئاسة لتخاذ قرارات معينة‬ ‫والتراجع عنها فيما بعد‪) ،‬أنا ل أخشى تطبيق المنهج‬ ‫القتصادي السلمي؛ لن السلم نظام حياة‪ ،‬لكن لبد‬ ‫أن يتم التفاق بين الرئاسة والشعب على المنهج المراد‬ ‫إتباعه(‪.‬‬ ‫‪191‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫العيش الحاف وتربية الكتاف ‪:‬‬

‫آذت مشاعري تلك اللقطة التي جاءت في الصفحة‬ ‫الولي لجريده »الوفد« بتاريخ ‪ 23/1‬إي قبل الذكري الثانية‬ ‫للثورة بيومين‪ ،‬لطفله صغيره تقضم من بقيه رغيف عيش‬ ‫في يدها‪ ،‬والبؤس والفاقة يلفان الصورة بتفاصيلها الخري‬ ‫الكثيرة‪ ،‬الطفلة تأكل من الرغيف بدون غموس‪ ،‬تأكل‬ ‫العيش الحاف‪ ..‬وتذكرت علي الفور المثل المصري القديم‬ ‫الشائع في الريف والقرى والنجوع )العيش الحاف يربي‬ ‫الكتاف(‪ ،‬ولم اعرف علي مدي علمي إن وطنا أو بلدا أو‬ ‫دوله في العالم أطلق علي الخبز اسم العيش إل مصر‪،‬‬ ‫كنايه علي إن العيش هو قوام الحياة وعليه تقوم المعيشة‬ ‫لغالب سكان هذا البلد علي مدار العصور‪ ،‬واقصد السكان‬ ‫الحقيقيين الصليين الذين عاشوا دائما علي هامش الحياة‬ ‫مكتفين بالخبز كوسيلة أساسيه للبقاء‪ ،‬والفلح المصري‬ ‫الفصيح يعرف قيمه الخبز في حياته‪ ،‬والفلح الطيب‬ ‫البسيط يأخذ ضمن إغراضه في الصباح المبكر وهو سارح‬ ‫إلي الغيط )الحقل( يجر مواشيه وحماره )الزّواده( وهي‬ ‫صره في منديل محلوي كبير اغلب ما فيها هو العيش‪،‬‬ ‫الخبز الذي صنعته زوجته أو أمه أو أخته علي نار الفرن‬ ‫ط‪ ،‬أو العيش‬ ‫حسب ما يتيسر لذلك من دقيق إما العيش الب ّ‬ ‫ح‪ ،‬أو البابير وهي اطري أنواعه ول أقول الفطير‬ ‫الر ّ‬ ‫المشلتت أو الكماج أو غيره من خبز الموسرين‪ ..‬ونجد‬ ‫بجانب العيش في الزّواده قطعه أو اثنتين من الجبن‬ ‫القديم المغموس في المش وبصله أو بصلت‪ ،‬ثم إذا‬ ‫تيسر له من الحقل الذي يزرعه عود سريس أو ثمره‬ ‫طماطم أو عود جرجير تكون وجبته قد اكتملت‪ ،‬وعليه إن‬ ‫يواصل عمله حتي مغيب الشمس ثم يعود لداره لتحلب له‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪192‬‬


‫زوجته أو أمه أو ابنته أو أخته اللبن الذي »يسّقي« فيه‬ ‫العيش أيضا‪ ،‬ويصلي وينام وهكذا كانت تدور اليام بالفلح‬ ‫المصري الزارع للرض التي ل يتملكها أبدا‪ ،‬ثم جاءت ثوره‬ ‫يوليو ‪ 52‬وأصلحت من حال الفلح بعض الشيء‪ ،‬ولكن‬ ‫ظل العيش أساس معيشته وحياته حتي وقتنا هذا‪ ،‬وفي‬ ‫المدن في إحيائها الشعبية وفي مناطقها الفقيرة وما‬ ‫أكثرها نجد إن الخبز يمثل الهميه الكبرى في التغذية‬ ‫للسره المصرية البسيطة حيث تجتمع السره في الصباح‬ ‫حول طبق الفول وبعض قطع الطعمية ليكون هذا‬ ‫الفطار الذي تتناوله السره المصرية الفقيرة وما أكثرها‬ ‫عماده وركنه الركين هو الخبز )العيش(‪ .‬وهو كما يقال في‬ ‫تلك الوساط الفقيرة الكثيرة )مسمار البطن( وعليك إن‬ ‫تفسر بنفسك هذه العبارة الموحية الجامعة لهذا الغذاء‬ ‫الهام للبسطاء‪.‬‬ ‫أما القدماء المصريون العظام فقد سطروا في‬ ‫لوحاتهم ورسوماتهم الرائعة كل ما يخص جني القمح‬ ‫والشعير وموسم الحصاد‪ ،‬وكانت سنبله القمح والتي يصنع‬ ‫منها الخبز تمثل الهميه القصوى للمصريين علي مدار‬ ‫الدهور والعوام‪ ،‬وكما هو معروف فان مصر كانت سله‬ ‫الغلة في العالم القديم وانه عندما كانت تحدث المجاعات‬ ‫في العوالم الخري كانت شعوبها تهرع إلي مصر‬ ‫المحروسة كطوق نجاه من الجوع‪ ،‬وقصه سيدنا يوسف‬ ‫عليه السلم في مصر‪ ،‬الذي طلب من الملك المصري إن‬ ‫يجعله علي خزائن البلد ليدير أمره بحكمته وعلمه وأمانته‬ ‫فيما رواه القرآن الكريم )اجعلني علي خزائن الرض إني‬ ‫حفيظ عليم( صدق ا العظيم‪.‬‬ ‫وبالمناسبة لم يكن يوسف عليه السلم من أهل أو‬ ‫عشيرة الملك ليتأكد إن المناصب العليا في الدولة إنما‬ ‫‪193‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تكون لذوي العلم والمانه‪ ،‬ثم انه حدث قحط لسبع‬ ‫سنوات عجاف رتب فيها يوسف عليه السلم المر لتمضي‬ ‫عجله الزمن دون كوارث إلي أن عاد الخير فيما تل من‬ ‫سنوات‪ ،‬وخلل هذه السنوات العجاف كانت الوفود من‬ ‫البلدان المجاورة تأتي إلي مصر الخير لتأخذ حصتها من‬ ‫الغلة لتطعم شعوبها الجائعة‪.‬‬ ‫هذه مقدمه أسوقها بمناسبة ما تردد قبيل ذكري الثورة‬ ‫الثانية من اعتزام الحكومة ومسئوليها تنفيذ مشروعها‬ ‫العامر بتحديد عدد ثلثة ارغفه مدعمه لكل فرد من إفراد‬ ‫الشعب المصري المنكوب في حكوماته ومسئوليه بواقع‬ ‫رغيف عيش واحد في الطّقه )الوجبة( يستوي في ذلك‬ ‫الصبي الصغير والطفلة والشاب والشيخ الهرم والرجال‬ ‫والنساء‪ ،‬الكل سواسية‪ ،‬إما رغيف العيش المدعم من‬ ‫الدولة المصرية التي كانت كما أسلفنا‪ ،‬الجميع الن في‬ ‫عصر الخوان وحكومة الخوان عصر النهضة المزعومة‬ ‫عليهم إن يعيشوا علي ما قررته حكومتهم الرشيدة‪ ،‬وكان‬ ‫الناس قد استبشروا خيرا بعدما اسقطوا الحكم الظالم‬ ‫الذي جثم علي صدورهم ثلثين عاما واستبدلوه بالناس‬ ‫بتوع ربنا موزعي الزيت والسكر وغيرهما في المناسبات‬ ‫النتخابية وقالوا في أنفسهم إن أيامنا الحلوة قادمة فإذا‬ ‫بالواقع المرير ينزل بهم إلي درك لم يكونوا أبدا يتخيلونه‪..‬‬ ‫وإذا باللزم الضروري للحياة‪ ،‬الذي بغيره ل تكون هنالك‬ ‫حياه للبسطاء ينزل إلي هذا المستوي المتدني بحجه إن‬ ‫الدعم صار عبئا علي الدولة وعلي اقتصادها المنهار‪ ،‬إنا‬ ‫هنا ل أتكلم عن النواحي القتصادية ول أسباب حدوث‬ ‫أزماتها ول كيفيه الخروج منها أو علجها‪ ،‬ول كيف تتخبط‬ ‫حكومة قنديل‪ ،‬والقنديل يضيء وحكومة الدكتور قنديل‬ ‫ليس لها من اسمه شيء‪ ،‬بل إنها »خلّتها ضالمه« كما يقال‬ ‫في ماسور الكلم‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪194‬‬


‫ول أتكلم علي الرغيف السياحي الذي يباع في‬ ‫الشوارع المهمة بأسعار ليست في متناول مستهلكي‬ ‫العيش المدعم الذي هو الشعب الحقيقي في هذا البلد‬ ‫ولكن أقول بمنتهي البساطة إن الخبز هو عيش‬ ‫المصريين‪ ،‬واقصد بالمصريين هنا المصريين الحقيقيين‬ ‫من البسطاء والفقراء والمعدومين الذين يملئون مصر‬ ‫ريفها وحضرها قراها ونجوعها‪ ،‬إحيائها الشعبية وحواريها‬ ‫وأزقتها‪ ،‬مقابرها التي اتخذوها مأوي بعدما عزّ عليهم‬ ‫السكن في غيرها‪ ..‬هؤلء هم المصريون الذين هّبت‬ ‫ثوره ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬من اجلهم ورفعت شعارها وكان أول‬ ‫كلمه في الشعار كلمه )عيش(‪.‬‬ ‫إننا نعيش الفوضى بكل إشكالها سياسيه واقتصاديه‬ ‫ثقافيه وحياتيه والذكري الثانية للثورة تحولت إلي دماء‬ ‫وأشلء وفوضي عارمة‪ ،‬الشرطة طالت ازرعها علي‬ ‫الشعب الذي خرج في ذكراه ينعي حظه ويطالب بحقه‬ ‫وحدث ما حدث في مدن القناة وفي كل مصر من‬ ‫أقصاها إلي أقصاها‪ ،‬ولو إن المور كانت تسير بطريقها‬ ‫الطبيعي والحياة تفتحت إزهارها إمام الناس في العامين‬ ‫الماضيين ما حدث شيء مما حدث‪ ..‬وسيحدث الكثر‬ ‫والدهي ول شك‪.‬‬ ‫إن العيش الكريم المن هو كل ما يريده المصريون‬ ‫ويعملون له وياملونه من حكامهم وقاده مسيرتهم‪ ..‬وأنا‬ ‫اسمح لنفسي هنا إن أطلق صرخة مدوية مثل الذي‬ ‫أطلقها في القرن الماضي استأذنا عميد الدب العربي طه‬ ‫حسين حين قال‪) :‬إن العالم كالماء والهواء حق لكل‬ ‫مصري(‪ ..‬أقول بتواضع التلميذ‪» :‬إن الخبز كالماء والهواء‬ ‫حق لكل مصري يأخذ منه حتي يشبع«‪ ..‬فكما يستنشق‬ ‫المرء من الهواء ما يمل رئتيه ويشرب من الماء حتي‬ ‫يرتوي ويأخذ من العلم قدر ما يستطيع فمن حقه أن يأكل‬ ‫‪195‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫من الخبز )العيش( حتي يشبع‪ ..‬فهذا حقه في الحياة وهو‬ ‫ادني الحقوق للعيش الكريم وحتي ل يصاب بإمراض فقر‬ ‫الدم مع الهزال وغيرهما بعد ما عزت عليه الطعمه‬ ‫المتاحة للقادرين وعز عليه خبز الموسرين‪.‬‬ ‫الربيع العربي كشف "عجز" العدالة الجتماعية ‪:‬‬ ‫قال تقرير ُمشترك أعدته منظمة العمل الدولية وبرنامج‬ ‫المم المتحدة النمائي‪ ،‬إن النتفاضات العربية ساهمت‬ ‫في الكشف عن انحراف السياسات النمائية والعجز في‬ ‫العدالة الجتماعية‪ ،‬وسوء إدارة التحرير القتصادي الذي‬ ‫استمّر طوال عقدين من الزمن‪.‬‬ ‫وقال التقرير الذي وزعه‪ ،‬اليوم الثلثاء‪ ،‬مكتب منظمة‬ ‫معتمدة خلل‬ ‫العمل الدولية في بيروت‪ ،‬إن السياسات ال ُ‬ ‫التسعينيات وبداية القرن الحادي والعشرين لبلدان‬ ‫خم إلى‬ ‫المنطقة‪ ،‬سمحت بمعالجة مشاكل الَد۫ين والتض ّ‬ ‫جانب تعزيز النمّو القتصادي واستحداث فرص العمل‪.‬‬ ‫السياسات القتصادية‪:‬‬

‫ن النمّو في المنطقة العربية بقي‬ ‫وأضاف التقرير‪ ،‬لك ّ‬ ‫جلة في المناطق الخرى‬ ‫مس ّ‬ ‫متخّلفا عن معّدلت النمّو ال ُ‬ ‫من العالم وكانت الوظائف ُمرّكزة في القطاعات ذات‬ ‫النتاجية المنخفضة‪ ،‬في حين لم تعير الحكومة الهمّية‬ ‫اللزمة للتداعيات الجتماعية الناجمة عن السياسات‬ ‫القتصادية‪.‬‬ ‫وفي الوقت عينه‪ ،‬بقي القطاع الخاص في المنطقة‬ ‫ل تنافسّيًة في العالم‪،‬‬ ‫العربية من بين القطاعات الق ّ‬ ‫بسبب تراجع معدلت الستثمار وضعف البيئة الناظمة‬ ‫وتفشي محاباة القارب والفساد‪ ،‬وقال التقرير كان العجز‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪196‬‬


‫ي الحماية الجتماعية‬ ‫الكبر في المنطقة يكمن في مجال ّ‬ ‫والحوار الجتماعي‪.‬‬ ‫جلت الشعوب‬ ‫ولحظ أنه على مّر العقدين الماضيين س ّ‬ ‫العربية أحد أكثر مستويات نمّو الدخل للفرد الواحد‬ ‫انخفاضا على المستوى العالمي‪ ،‬إلى جانب تدّني‬ ‫مستويات مساءلة الحكومة والمشاركة الديمقراطية‪،‬‬ ‫جلت المنطقة‬ ‫وأضاف أنه بين العامين ‪ 2000‬و ‪ ،2010‬س ّ‬ ‫العربية أدنى معّدل لنمّو النتاجية بين جميع مناطق‬ ‫جل نمو بنسبة‬ ‫س ّ‬ ‫العالم باستثناء أمريكا اللتينية‪ ،‬فيما ُ‬ ‫‪ %1.5‬في شمال أفريقيا‪ ،‬و ‪ %1.2‬في الشرق الوسط‪،‬‬ ‫بالمقارنة مع المعّدل العالمي البالغ ‪.%1.8‬‬ ‫المواطنين العرب ‪:‬‬

‫وقال زافيريس تزاناتوس‪ ،‬المؤّلف الرئيسي للتقرير‪ ،‬إّنه‬ ‫في العام ‪ ،2010‬ازدادت حظوظ المواطنين العرب بإيجاد‬ ‫فرصة للعمل بالمقارنة مع العقدين المنصرمْين‪ ،‬ولك ّ‬ ‫ن‬ ‫ي نوع من الوظائف متّوفر أمام‬ ‫السؤال المطروح هو أ ّ‬ ‫هؤلء المواطنين؟‪ ،‬وأضاف لقد ازداد مستوى تعليم‬ ‫مستحدثة تتطّلب مهارات متدنّية‬ ‫ن الوظائف ال ُ‬ ‫مال ولك ّ‬ ‫الع ّ‬ ‫وهي منخفضة الجر‪ ،‬وفي معظم البلدان‪ ،‬ل يستطيع‬ ‫مالية أو‬ ‫مال التعبير عن رأيهم عن طريق النقابات الع ّ‬ ‫الع ّ‬ ‫صناديق القتراع‪.‬‬ ‫مد بورنيك‪ ،‬رئيس فريق الحد من الفقر في‬ ‫وقال مح ّ‬ ‫المركز القليمي لبرنامج المم المتحدة النمائي في‬ ‫ن أحد مطالب الشباب العربي كان الحصول‬ ‫القاهرة‪ ،‬إ ّ‬ ‫على الوظائف من دون الحاجة إلى الواسطة‪ ،‬وأضاف أ ّ‬ ‫ن‬ ‫القضية الساسية هي الحاجة إلى الوظائف التي تضمن‬ ‫‪197‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الكرامة الجتماعية‪ ،‬عوضا عن الوظائف التي يت ّ‬ ‫م‬ ‫الحصول عليها على حساب الكرامة‪.‬‬ ‫وقال التقرير إن النمّو القتصادي الذي سيشهده العقد‬ ‫القادم يعتمد على الحكم الرشيد الذي ينبغي أن يتعّزز‬ ‫بهدف استقطاب معّدلت أعلى للستثمار‪ ،‬والسماح‬ ‫بتطبيق الصلحات الهيكلية والمؤسساتية‪.‬‬ ‫ولفت إلى أنه إلى جانب التوقعات السلبية بشأن النمو‬ ‫والستخدام‪ ،‬تواجه المنطقة العربية تحديات إضافية‬ ‫من الضطراب الجتماعي وارتفاع أسعار السلع‬ ‫تتض ّ‬ ‫والطاقة‪ ،‬بالضافة إلى تداعيات الركود القتصادي على‬ ‫مال القطاع الخاص والعام‪ ،‬وارتفاع عدم اليقين لدى‬ ‫ع ّ‬ ‫المستثمرين وتزايد المطالبات الخاصة بإنفاق الحكومة‪.‬‬ ‫العدالة الجتماعية‪:‬‬

‫وقالت مديرة المكتب القليمي للدول العربية لمنظمة‬ ‫ن الشعوب العربية‬ ‫العمل الدولية‪ ،‬السّيدة ندى الناشف إ ّ‬ ‫بحاجة إلى نموذج إنمائي شامل مبني على العدالة‬ ‫الجتماعية‪.‬‬ ‫ولفتت الناشف‪ ،‬إلى أن ذلك يتطلب تماسكا على‬ ‫مستوى السياسات الكلّية التي من شأنها أن تعّزز النتاجية‬ ‫وتزيد الجور‪ ،‬كما تدعو الحاجة إلى إصلح العلقات في‬ ‫مال وأصحاب العمل المشاركة في‬ ‫العمل ما يخّول الع ّ‬ ‫عال وناجع‪ ،‬إلى جانب توسيع‬ ‫صناعة القرار في شكل ف ّ‬ ‫نطاق نظم الحماية الجتماعية التي تضمن أمن‬ ‫الستخدام وسبل العيش‪.‬‬ ‫شيخ الزهر يطالب نجاد بـ" عدم التدخل في شؤون الخليج"‪:‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪198‬‬


‫بادر شيخ الزهر الدكتور احمد الطيب إلى مصارحة‬ ‫الرئيس اليراني محمود أحمدي نجاد‪ ،‬بمطالبته إياه‬ ‫بـ"عدم التدخل في شؤون دول الخليج" وبـ"احترام‬ ‫البحرين كدولة عربية شقيقة"‪ ،‬وبـ"ضرورة العمل على‬ ‫إعطاء أهل السّنة والجماعة في إيران حقوقهم الكاملة‬ ‫كمواطنين"‪ ،‬مشددا على رفض "المد الشيعي في بلد‬ ‫أهل السّنة والجماعة"‪.‬‬ ‫هذا الموقف جاء مكمل ً لما جاء في تصريحات لوزير‬ ‫الخارجية المصري محمد كامل عمرو الذي سعى إلى‬ ‫طمأنة دول الخليج بأن التقارب بين القاهرة وطهران لن‬ ‫يجري على حساب امن هذه البلدان‪.‬‬ ‫بهذه الرسائل الواضحة التي ل تحمل أي لبس‪،‬‬ ‫استقبلت القاهرة أحمدي نجاد في زيارة هي الولى‬ ‫لرئيس إيراني منذ قيام الثورة في إيران العام ‪،1979‬‬ ‫للمشاركة في القمة السلمية‪ ،‬آمل ً أن تمهد زيارته‬ ‫الطريق إمام استئناف العلقات بين البلدين‪ ،‬قائل ً لدى‬ ‫مغادرته طهران آتيا إلى القاهرة "سأحاول فتح الطريق‬ ‫إمام تطوير التعاون بين إيران ومصر"‪.‬‬ ‫ولدى هبوط طائرته في مطار القاهرة‪ ،‬كان في‬ ‫استقباله نظيره المصري محمد مرسي‪ .‬وعلى الفور أجريا‬ ‫صل إلى حل سياسي للزمة‬ ‫محادثات تناولت إمكان التو ّ‬ ‫السورية ووقف نزف دماء الشعب السوري من دون‬ ‫اللجوء إلى التدخل العسكري‪ ،‬على حد تعبير التلفزيون‬ ‫المصري الذي أضاف أن المحادثات تناولت أيضا آخر‬ ‫المستجدات في منطقة الشرق الوسط‪ ،‬وسبل تدعيم‬ ‫العلقات الثنائية بين مصر وإيران‪.‬‬ ‫ُيشار إلى أن مصر وإيران عضوان في آلية رباعية تضم‬ ‫كذلك السعودية وتركيا‪ ،‬كان الرئيس مرسي اقترحها لحل‬ ‫‪199‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الزمة السورية‪ ،‬حيث عقدت اجتماعات على مستوى‬ ‫وزراء ووكلء ونواب وزراء خارجية الدول العضاء‪.‬‬ ‫وفي وقت لحق‪ ،‬زار احمدي نجاد مقر الزهر حيث‬ ‫كان في استقباله شيخ الزهر الدكتور احمد الطيب‪ ،‬وقبل‬ ‫بدء الجتماع أشار احمدي نجاد بعلمة النصر إمام‬ ‫الصحافيين‪.‬‬ ‫وأضاف البيان إن المام الكبر طالب احمدي نجاد‬ ‫كذلك بـ"ضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة‬ ‫في إيران‪ ،‬وبخاصة في إقليم الهواز‪ ،‬حقوقهم الكاملة‬ ‫كمواطنين"‪.‬‬ ‫وطالب الشيخ احمد الطيب الرئيس اليراني‬ ‫بـ"استصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب‬ ‫السيدة عائشة‪ ،‬رضي ا عنها‪ ،‬وأبي بكر وعمر وعثمان‬ ‫والبخاري حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق"‪.‬‬ ‫وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس اليراني مع وكيل‬ ‫الزهر الشيخ حسن الشافعي عقب الجتماع‪ ،‬قال‬ ‫الرئيس اليراني "جئت من إيران لكي أقول إن مصر‬ ‫والشعب المصري مكانتهما في قلب الشعب اليراني"‬ ‫كبيرة و"نحن نعتبر اقتدار وازدهار مصر هو اقتدار ونمو‬ ‫للشعب اليراني أيضا"‪ .‬وأضاف "أمل أن تكون هذه‬ ‫الزيارة بابا لتبادل الزيارات بين كبار المسئولين في‬ ‫البلدين" مؤكدا انه "وجه الدعوة للعلماء )من الزهر(‬ ‫لزيارة بلدهم الثاني إيران وهم تفضلوا وقبلوا هذه‬ ‫الدعوة"‪.‬‬ ‫من جهته قال الشيخ الشافعي انه انطلقا "من الصلة‬ ‫الخوية" بين مصر وإيران‪ ،‬كان حديث المام الكبر خلل‬ ‫اللقاء "صريحا"‪ .‬وأضاف إن الشيخ الطيب "تكلم عن‬ ‫عقبات حقيقية تحول دون التلقي الكامل والتوحد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪200‬‬


‫الكامل" بين السنة والشيعة مشيرا بصفة خاصة إلى إن‬ ‫العلماء الشيعة "يتعرضون بشكل غير مقبول لزوجات‬ ‫الرسول مما يشوش العلقات بين الشعبين"‪.‬‬ ‫ولم يرد احمدي نجاد على هذه التصريحات ولكنه‬ ‫استوقف الشيخ الشافعي إثناء حديثه ودار بينهما حوار‬ ‫هامس إمام الصحافيين‪.‬‬ ‫وسبق وصول أحمدي نجاد إلى الزهر‪ ،‬تنظيم عدد من‬ ‫الناشطين وقفة احتجاجية أمام مشيخة الزهر في‬ ‫العاصمة المصرية‪.‬‬ ‫وذكرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية على موقعها‬ ‫على النترنت‪ ،‬إن المتظاهرين رفعوا لفتات تنتقد زيارة‬ ‫نجاد إلى الزهر الشريف منها ل" مرحبا بك في مصر"‪،‬‬ ‫كما رفعوا لفتات باللغة الفارسية معناها باللغة العربية‬ ‫"سوريا ليست للبيع"‪ ،‬معلنين تنظيم وقفة كبرى اليوم‬ ‫الربعاء أمام مكتب رعاية المصالح اليرانية في الدقي‪.‬‬ ‫وقد انتشرت قوات الشرطة والمن المركزي والدفاع‬ ‫المدني داخل مشيخة الزهر‪ ،‬فيما أعطت المشيخة إذنا‬ ‫بخروج موظفيها قبل موعد انتهاء العمل الرسمي قبل‬ ‫وصول الرئيس اليراني‪ ،‬حسب الصحيفة‪.‬‬ ‫ويشار إلى أن هذا الجتماع هو الول من نوعه في‬ ‫القاهرة بين رئيس إيراني‪ ،‬اكبر دولة شيعية‪ ،‬وبين قادة‬ ‫الزهر‪ ،‬المؤسسة السنية الكبرى في العالم السلمي‪.‬‬ ‫في هذه الثناء‪ ،‬سعى وزير الخارجية المصري محمد‬ ‫كامل عمرو إلى طمأنة دول الخليج بان التقارب بين‬ ‫القاهرة وطهران لن يجري على حساب امن هذه البلدان‪.‬‬ ‫وقال الوزير المصري على هامش اجتماع تحضيري‬ ‫لقمة منظمة التعاون السلمي التي سيحضرها الرئيس‬ ‫‪201‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫اليراني محمود احمدي نجاد إن "علقات مصر بأي دولة‬ ‫لن تكون أبدا على حساب امن دول أخرى"‪ .‬وأضاف إن‬ ‫"امن دول الخليج بالتحديد هو خط احمر لها ولن تسمح‬ ‫بالمساس به أبدا"‪ ،‬مؤكدا إن "امن دول الخليج هو امن‬ ‫مصر"‪.‬‬ ‫وتحرص حكومة مرسي على حماية علقاتها بدول‬ ‫الخليج العربية التي تدعم اقتصاد مصر المتراجع بشدة‬ ‫ولديها شكوك عميقة في إيران‪ .‬كما يريد مرسي إن‬ ‫يحافظ على علقته بالوليات المتحدة التي تقدم ‪ 1.3‬مليار‬ ‫دولر مساعدات كل عام للجيش المصري‪.‬‬ ‫وقال دبلوماسي مصري سابق إن "قرار إعادة‬ ‫العلقات الكاملة بإيران في هذه المرحلة صعب على‬ ‫الرغم من دفء العلقات‪ ،‬نظرا لمشاكل كثيرة منها الزمة‬ ‫السورية وعلقات القاهرة بدول الخليج وإسرائيل‬ ‫والوليات المتحدة"‪.‬‬ ‫وعلى هامش الجتماعات التحضيرية للقمة السلمية‬ ‫التي تستمر يومين‪ ،‬قال وزير الخارجية اليراني علي أكبر‬ ‫صالحي لـ"رويترز" إنه متفائل إزاء إمكانية استمرار تعزيز‬ ‫العلقات بين البلدين‪ .‬وأوضح‪" :‬هناك تحسن تدريجي‬ ‫وعلينا إن نتحلى بقدر من الصبر‪ .‬أنا متفائل جدا بشأن‬ ‫توسيع العلقات الثنائية‪ ".‬وسئل عن القطاعات التي يرى‬ ‫فيها إمكانية تعزيز العلقات فقال "التجارة والقتصاد"‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال مساعد مستشار وزير الخارجية اليراني‬ ‫للشؤون الدولية عبد الهادي محمد لـ"رويترز"‪" ،‬نأمل إن‬ ‫شاء ا أن تتطور العلقات خلل زيارة الدكتور أحمدي‬ ‫نجاد‪ .‬نتوقع تطورا في العلقات وهذه قضية هامة‬ ‫بالنسبة لمنطقة الشرق الوسط‪...‬العلقات تتطور على‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪202‬‬


‫الجبهة القتصادية لكننا نريد تطورا على الساحة‬ ‫السياسية‪.".‬‬ ‫وسئل عما تردد من مزاعم عن تقديم إيران مشورة‬ ‫أمنية لمصر فقال "أمن مصر هو أمن إيران وأمن إيران‬ ‫هو أمن مصر‪ .‬نحن في خندق واحد ونحن بمشيئة ا‬ ‫نبذل الجهود لتوحيد صفوفنا‪ .‬إما بالنسبة للمشورة المنية‬ ‫فهذه قضية تخص السلطات العليا ل تخصني أنا"‪.‬‬ ‫و ماذا بعد ثورة ‪25‬يناير ‪:‬‬

‫إن المتأمل لما حدث في مصر بعد ثورة ‪ 25‬يناير سوف‬ ‫يجد تغيرات ومستجدات كثيرة جدا نحاول في هذا الكتاب‬ ‫إن نوضح بعضها وأثارها على المجتمع المصري‪.‬‬ ‫أول هذه التغيرات وأكثرها تأثيرا تغيير الثقافة السياسية‬ ‫للمواطن المصري نجد الن إن كل المصريين يتحدثون‬ ‫في السياسة سواء عن إدراك وفهم أو خلف ذلك ولهذا‬ ‫أثارا إيجابية وأخرى على النقيض سلبية وللسف الشديد‬ ‫الظاهر على السطح والبارز هي الثار السلبية المتمثلة‬ ‫في الفهم الخاطئ للحرية والديمقراطية التي ننشدها‬ ‫وننادى بها أيعقل انه بعد ثلثون سنة من القهر والظلم‬ ‫والديكتاتورية وعدم ممارسة الحقوق السياسية والفساد‬ ‫المستشري في أوصال هذه البلد وما تركه من أثار سنظل‬ ‫نعانى منها لفترة ليست بالقصيرة إن يتم التحول‬ ‫للديمقراطية وان تكون ممارسة الحياة السياسية مكفولة‬ ‫للجميع وتكوين الحزاب طبقا للقوانين في خلل ‪ 3‬أشهر‪.‬‬ ‫وكذلك سنجد إن من أهم الثار النفلت المنى الذي‬ ‫نعانى منه جميعا والذي إذا استمر ستتحول مصر إلى‬ ‫عراق أخرى ومسلسل طويل جدا من المطالب الفئوية‬ ‫التي ل تنتهي والجميع ل يدرك حجم الكارثة المقبلة عليها‬ ‫مصر إذا استمرت هذا المطالب مع توقف عجلة النتاج‬ ‫‪203‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كان المصريين جميعا تفرغوا للمطالبة بحقوقهم الضائعة‬ ‫من ثلثون عاما ويريدون تحقيقها الن أقول الن مش‬ ‫بكره ول بعده ما هذا الجبروت وأين كان طوال هذه‬ ‫السنين في ظل النظام السابق ‪.‬‬ ‫والخطر مما سبق الفتنة الطائفية بين نسيجي المة‬ ‫التي قد تدمر الخضر واليابس‪.‬‬ ‫يا أهل مصر مسلميها ومسيحيها لما كل هذا الشد‬ ‫والجذب أرى إن هناك ايادى خفية تمسك بخيوط اللعبة‬ ‫تحركها وقتما تشاء وأينما تشاء ونحن المصريين نصدق‬ ‫كل ما يقال ل نعمل العقل حتى لثواني عواطفنا وانفعالتنا‬ ‫تسبقنا في كل شيء ‪.‬‬ ‫وفى النهاية أطالب كل المصريين الحريصين على‬ ‫مصلحة بلدهم مصر العظيمة اتركوا كل شيء الن‬ ‫وانظروا لحال مصر الذي يتدهور يوما بعد يوم هبوا لبناء‬ ‫مصر من جديد ودوسوا بإقدامكم على كل الرماد الذي‬ ‫تركه لنا النظام البائد إن مصر تناديكم وتستنهض همم‬ ‫رجالها المخلصين الوفياء لبناء مصر الحديثة اتركوا كل‬ ‫المطالب ولننظر للمستقبل وبحسبة بسيطة جدا إذا وقعت‬ ‫مصر لقدر ا هل سيكون لمطالبكم استجابة بل والكثر‬ ‫من ذلك ستعود مصر إلى عصور الظلم مرة أخرى وربما‬ ‫سنجد من يتحكم في أقواتنا ومن يتحكم في قوتك فقد‬ ‫ملكك والمتربصين بنا ل حصر لهم ومن ناحية أخرى إذا‬ ‫وقفنا جنبا إلى جنب وتركنا كل الصراعات والخلفات‬ ‫وأدرنا عجلة النتاج وعملنا بما أمرنا ا به " واعملوا‬ ‫فسيرى ا عملكم ورسول والمؤمنون " ستتحول مصر‬ ‫إلى مصاف الدول الكبرى وبالتالي ستتحقق جميع‬ ‫المطالب والكل سيستنشق نسيم الحرية ويمارس حياته‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪204‬‬


‫كمواطن مصري له كافة الحقوق وعليه جميع الواجبات‬ ‫التي يقرها الدستور والقانون‪.‬‬ ‫ست نصائح للشعب المصري بعد رحيل مبارك ‪:‬‬ ‫الوقفة الولى ‪:‬‬

‫لقد نجح المخططون من دهاقنة الصهيونية عن طريق‬ ‫وكلئهم في بلدنا والمغرر بهم من بعض الشباب طيب‬ ‫القلب في العالم العربي والسلمي‪ ،‬بل وفي العالم‬ ‫أجمع‪ ،‬في تغيير أسلوب الثورات النقلبية بواسطة‬ ‫الجيوش ضد الدول المستهدفة‪ ،‬إلى ثورات شعبية يحميها‬ ‫الجيش‪ ،‬كما هي الحالة في مصر‪ ،‬فإن الجيش المصري‬ ‫يستطيع أن يقود هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المة‬ ‫العربية في مصر إلى المصلحة بعيدا عن المفسدة؟ وإن‬ ‫كانت نية الجيش هي كذلك – وهي كذلك إن شاء ا ‪-‬‬ ‫فهل يستطيع أن يقاوم رياح التغيير مما يريده يهود من‬ ‫سياسات خارجية على وجه الخصوص إلى ما يريده هو ؟‬ ‫)لحظ حملت التوكيلت الخاصة بقيادة الجيش والدعوة‬ ‫لنزوله مرة أخرى‪.‬‬ ‫نعم لقد نجح الصهاينة في تغيير السلوب وتكريس‬ ‫نجاح الثورات الشعبية ضد من ل يريدون‪ ،‬وكانت‬ ‫المسرحية في تونس ما هي إل أسلوب مقصود لقناع‬ ‫الشعوب في الدول السنية المعتدلة بأن تحذوا حذو الثورة‬ ‫التونسية‪ ،‬وبهذا تستطيع الصهيونية وإسرائيل أن تحّيد‬ ‫الدول الغربية وأمريكا على وجه الخصوص في معارضة‬ ‫تلك الثورات الشعبية كونها سلمية شعبية ول تحمل أية‬ ‫راية أيديولوجية‪ ،‬بل ذهبت أمريكا إلى ما هو أبعد من‬ ‫التحييد إلى التأييد‪ ،‬بل إلى الضغط بأسلوبها المدروس‬ ‫على الرئيس مبارك للتنحي عن السلطة‪ ،‬وبغض النظر‬ ‫‪205‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫عن الدوافع المريكية‪ ،‬فهي خيانة كبرى لصدقائها في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫الوقفة الثانية‪:‬‬

‫الهدف الصهيوني القريب من إسقاط الدول السنية هو‬ ‫إسقاط العملية السلمية التي هي بداية النهاية لسرائيل‪،‬‬ ‫فهذه الثورات وخلط الوراق في العالم‪ ،‬حتى ارتفاع‬ ‫النفط على وجه غير مسبوق في طول مدته التي بلغت‬ ‫سنوات بعد سنوات‪ ،‬ما هي وغيرها إل لتوفير السباب‬ ‫والظروف للقضاء على كل من يتمسك بالعملية السلمية‪.‬‬ ‫الوقفة الثالثة‪:‬‬

‫ومن خلل تلك النقاط أعله وبعد فهمها جيدا تكون‬ ‫السعودية على رأس القائمة من الدول المستهدفة بعد‬ ‫مصر كونها صاحبة المبادرة العربية التي أحرجت ول زالت‬ ‫تحرج إسرائيل‪ ،‬إضافة إلى استهداف الردن والسلطة‬ ‫الفلسطينية وبعض الدول العربية‪.‬‬ ‫الوقفة الرابعة‪:‬‬

‫على الشعوب في الدول السنية المعتدلة المتبقية‬ ‫)السعودية والردن والسلطة وغيرها( أن تلتف حول‬ ‫قياداتها من جديد لتسقط المخطط الصهيوإيراني الرامي‬ ‫لقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ‪ .‬ول يتم لهم‬ ‫ذلك ما دامت تلك الدول تعادي المناهج الثورية التضليلية‬ ‫بشتى صورها‪ ،‬لحظ سفارتهم فى الجيزة على النيل‬ ‫وتواجدهم فى بلد الرافدين‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪206‬‬


‫الوقفة الخامسة‪:‬‬

‫على الشعب المصري الن وبعد ذهاب الرئيس مبارك‬ ‫ونظامه‪ ،‬أن ل يستمر بل وعي في السير خلف شعارات‬ ‫تصبح خادعة براقة‪ ،‬بل ل زالت الفرصة سانحة أمامه‬ ‫للعمل على إحباط بقية المخطط الصهيوني الرامي إلى‬ ‫إلغاء العملية السلمية‪ ،‬وذلك من خلل البقاء عليها وعلى‬ ‫السياسة الخارجية المصرية المعتدلة البعيدة على‬ ‫الخطوط الثورية اليسارية أو الناصرية أو الثورية المتلبسة‬ ‫بالسلم السياسي‪ .‬فإنكم يا إخوتنا في مصر قد ذقتم من‬ ‫البلء والمحن ما يكفي اللبيب من العودة إليها ثانية‪ ،‬فقد‬ ‫خانتكم الثورات السابقة بشعاراتها الخداعة‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫ثورة ‪ 23‬يوليو ‪ 1952‬التى لم تتحقق أهدافها الستة حتى‬ ‫الن‪.‬‬ ‫الوقفة السادسة‪:‬‬

‫ل زالت الحداث تتسارع بقوة‪ ،‬ورياح التغيير للسوأ‬ ‫تزداد يوما بعد آخر‪ ،‬فإذا تغيرت السياسات الخارجية للدول‬ ‫السنية المعتدلة‪ ،‬إلى سياسات ثورية بغض النظر عن‬ ‫شعاراتها ويافطاتها المزينة بالسلم أو بالديمقراطية‬ ‫وحرية الرأي والتعبير‪ ،‬أو بالعدالة الجتماعية كما يقولون‪،‬‬ ‫فإن ذلك قد يكون إيذانا بقرب خروج المسيح الدجال الذي‬ ‫هو من نسل يهود ويعتقد بعقائده الرافضة أو يستخدمها‬ ‫تقية‪ .‬وبخروج ذلك الدجال تنفك الزمة اليهودية‪ ،‬وتنحل‬ ‫المسألة اليهودية ويسيطر اليهود على العالم‪.‬‬

‫‪207‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الصهيونية والخوان‬

‫‪208‬‬


‫الفصل السابع‬ ‫حقيقة موقف الخوان من عبد الناصر‬ ‫ومحاولت إحياءالكاريزما‬ ‫هل يغّير كرسي الحكم من أفكار الخوان تجاه عبد الناصر؟‬

‫تحل اليوم الجمعة الذكرى الثانية والربعون لوفاة‬ ‫الزعيم جمال عبد الناصر‪ ،‬وهى الذكرى الثانية بعد ثورة‬ ‫يناير والولى بعد وصول الخوان إلى سدة الحكم‪ ،‬من‬ ‫خلل تقلد الدكتور محمد مرسى منصب الرئاسة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعنى أن التيار الكثر عداء للحقبة الناصرية أصبح المتحكم‬ ‫في البلد ورغم الرث العدائي المعروف من قبل‬ ‫الخوان للزعيم‪ ،‬ظهرت بعض التصريحات والمواقف‬ ‫اليجابية من قبل بعض قيادات الجماعة والرئيس مرسى‬ ‫تجاه عبد الناصر في الفترة الخيرة‪ ..‬وبرز ذلك في‬ ‫الجلسة الفتتاحية لقمة عدم النحياز‪ ،‬حيث أشاد مرسى‬ ‫بالرئيس الراحل عبد الناصر‪ ،‬وقال إن حركة عدم النحياز‬ ‫بدأت بمشاركة قوية من مصر بقيادة عبد الناصر الذكي‬ ‫فكان يعبر عن إرادة الشعب في كسر الهيمنة الخارجية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن مصر ساعدت كثيرا من الدول – بعضهم‬ ‫ضمن دول عدم النحياز – ونادت بحقوقهم‪.‬‬ ‫‪209‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كما احتفل مرسى بعيد الفلح المرتبط بقانون الصلح‬ ‫الزراعي الذي أنجزه عبد الناصر‪ ،‬فيما أشاد خيرت الشاطر‬ ‫في تصريحات صحفية له بالسياسات الجتماعية التي‬ ‫انتهجها عبد الناصر قائل‪ :‬إنها ساهمت في تمكين الفقراء‬ ‫وساعدت في تكوين طبقة واسعة تستفيد من إمكانيات‬ ‫وموارد مصر‪ ،‬الحقيقة أنهم يحاولون استغلل ما فعله‬ ‫عبد الناصر وسط جموع الشعب المصرى والعربى‬ ‫والفريقى وفى مختلف دول العالم من تأثيرات إيجابية‬ ‫ساعدت تلك الشعوب على التحاد ضد الدول الستعمارية‬ ‫والقوى الصهيونية فى كل مكان وما يزال ما فى قلوبهم‬ ‫ضد جمال عبد الناصر كما هو مهما طال الزمان ‪.‬‬ ‫هذه المشاهد على قلتها طرحت تساؤل هو‪ :‬هل يغير‬ ‫كرسي الحكم من نظرة جماعة الخوان تجاه التجربة‬ ‫الناصرية أم سيبقى العداء متواصل؟‬ ‫الخرباوى‪ :‬جيل بديع وعاكف وعزت ينظر إلى عبد‬ ‫الناصر على أنه "شيطان رجيم"‬ ‫قال ثروت الخرباوى المحامى والقيادي السابق‬ ‫بجماعة الخوان إن الجماعة قبل وصولها إلى الحكم‬ ‫كانت تقف عند منطقة العداء التاريخي تجاه عبد الناصر‬ ‫وعهده‪ ،‬لكن بوصولهم اختلف الوضع وبدأت تظهر‬ ‫التصريحات اليجابية التي تدل على أن من يحكم يجب أن‬ ‫يكون لديه شمول في الرؤية السياسية‪.‬‬ ‫وأضاف الخرباوى "الخوان يعلمون جيًدا أنهم‬ ‫يتعاملون مع مجتمع به تيار ناصري قوى‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫قطاع العمال والفلحين اللذين استفادا بقوة من‬ ‫سياسات عبد الناصر" معتبرا التصريحات‪ ،‬وإن كانت ل‬ ‫تقال عن قناعة كاملة إل أن تكرارها سيساعد على إزالة‬ ‫فجوة تاريخية ضخمة بين الخوان وعبد الناصر"‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪210‬‬


‫وقسم الخرباوى جماعة الخوان إلى شرائح في فكرة‬ ‫حا أنه ل يمكن لكل قيادات‬ ‫تقبلها لعبد الناصر‪ ،‬موض ً‬ ‫الجماعة تغيير فكرهم تجاه الراحل‪ ،‬لفتا إلى أنه إذا‬ ‫نظرت إلى التصريحات اليجابية تجاه الناصرية ترى أن‬ ‫معظمها يخرج من الجيل الذي لم يسجن في عهد عبد‬ ‫الناصر مثل‪ :‬عبد المنعم أبوالفتوح ومحمد البلتاجي وخيرت‬ ‫الشاطر‪ ،‬مشيرا إلى أن أبوالفتوح – وقت انضمامه ‪ -‬تحدث‬ ‫بشكل إيجابي عن عبد الناصر مما تسبب في الهجوم‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وأوضح القيادي السابق بالخوان أن التصريحات‬ ‫اليجابية من المستحيل أن تخرج من بعض القيادات التي‬ ‫كانت على خط النار مع عبد الناصر مثل‪ :‬محمد بديع أو‬ ‫محمود عزت أو مهدي عاكف وغيرهم ممن طالهم ضرر‬ ‫في هذه الحقب‪ ،‬وتابع جيل عبد البديع وعاكف وعزت‬ ‫يحمل ثأرا ضد عبد الناصر يصل إلى حد أنهم يكفرونه‬ ‫ويعتبرونه ملحدا ويتعاملون معه على أنه شيطان رجيم‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أهمية أن يتوارى هذا الجيل سياسيا ويحبس‬ ‫أفكاره في بطنه لن الوقت الحالي يجب أن يتم التعامل‬ ‫فيه بشكل مختلف‪ ،‬مشيرا إلى أن الجيل الجديد من أفراد‬ ‫الجماعة ينظر إلى التجربة الناصرية بشكل موضوعي أكثر‬ ‫ويدرك إيجابياتها وسلبياتها‪.‬‬ ‫وعن توجه الرئيس مرسى تحديدا تجاه عبد الناصر‬ ‫وإشادته به في أكثر من موقف رغم انتقاده لحقبة‬ ‫الستينيات من قبل‪ ،‬قال الخرباوى إن الرئيس برغم دخوله‬ ‫المتأخر لجماعة الخوان فإنه تربى على يد محمود عزت‬ ‫ومحمد بديع اللذين يحملن ثأرا نفسيا تجاه عبد الناصر ما‬ ‫قد يجعله متأثرا بهما إلى حد ما‪ ،‬مشيرا إلى أن خطاب‬ ‫مرسى تجاه عبد الناصر محاولة منه لكسب الشارع‪ ،‬ولنه‬ ‫أراد أن يظهر بصورة رئيس كل المصريين‪.‬‬ ‫‪211‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫واستدل الخرباوى بتصريحات خيرت الشاطر التي أثنى‬ ‫فيها على التجربة الناصرية في تحقيق العدالة الجتماعية‪،‬‬ ‫موضحا أن الشاطر كان لديه طموحات في أن يصبح‬ ‫رئيس جمهورية‪ ،‬وبالتالي حرص على أن يقدم نفسه‬ ‫كمشروع سياسي يجمع ول يفرق‪ ،‬معتبرا أن هذه‬ ‫التصريحات تكسبه ود قطاع كبير من الشعب في حالة‬ ‫قرر خوض تجربة النتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫الحرية والعدالة‪ ":‬ناصر" شخصية وطنية لم ينهب ولم ُيرق دماء ‪:‬‬

‫قال المهندس صبري عامر‪ ،‬عضو الهيئة العليا لحزب‬ ‫الحرية والعدالة‪ ،‬إن طبيعة العلقة بين الخوان وجمال‬ ‫عبد الناصر خاصة بالجماعة‪ ،‬مشيرا إلى أن تصريحات حزب‬ ‫الحرية والعدالة يتم التعامل معها الن بشكل مختلف‬ ‫باعتباره حزبا مسئول عن إدارة البلد‪ ،‬وكذلك المر بالنسبة‬ ‫لتصريحات مرسى الذي ل يمكن أن يتعامل وفقا لرائه‬ ‫الشخصية‪ ،‬وإنما من منطلق كونه مسئول عن كل‬ ‫المصريين بأيديولوجياتهم المختلفة‪ .‬وأوضح عامر‪ ،‬عضو‬ ‫مجلس الشعب السابق عن الخوان‪ ،‬أن عبد الناصر ‪ -‬بعيدا‬ ‫عن اختلفاتهم الكبيرة معه والظلم الشديد الذي تعرض له‬ ‫الخوان في عهده ‪ -‬يظل شخصية وطنية ولم يتهم في أي‬ ‫قضايا فساد سياسي أو نهب لثروات البلد أو إراقة الدماء‪،‬‬ ‫إضافة إلى النجازات التي قام بها من أجل تحقيق العدالة‬ ‫الجتماعية والتي هي الهدف الساسي للخوان وأي حاكم‬ ‫يسعى لخدمة الوطن‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بفكر الخوان المسلمين تجاه عبد الناصر‬ ‫قال عامر إنها جزء من الماضي‪ ،‬وهم متسامحون فيه‪،‬‬ ‫لنه لن تفيد العودة إلى الوراء وأي مواقف تاريخية ستمر‬ ‫مرور الكرام يذكرها من يذكرها‪ ،‬إنما ما يهمهم الن هو‬ ‫الوطن والمشاركة في نهضته وبنائه‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪212‬‬


‫وأوضح عامر أن تصريحات خيرت الشاطر التي أشاد‬ ‫فيها بعبد الناصر وسياساته لتطبيق العدالة الجتماعية ل‬ ‫تعنى تغيير فكر الخوان أو إمكانية إعادة التجربة‬ ‫الناصرية‪ ،‬إنما هي مبادئ عامة صالحة لكل زمان‪،‬‬ ‫ويسعى إليها كل من يريد الخير لهذا البلد ويعمل لمصلحة‬ ‫أبنائه بغض النظر عن اختلفنا أو اتفاقنا مع عبد الناصر‪.‬‬ ‫وأكد عامر أن ما يفكر فيه الخوان الن هو الستفادة‬ ‫من جميع القوى الوطنية الموجودة وتوحيد الصف لما فيه‬ ‫مصلحة الوطن وعدم الدخول في عداء مع أي تيار أو‬ ‫اتجاه بسبب أحداث تاريخية طوي التاريخ صفحتها‪.‬‬ ‫حبيب‪ :‬عهد عبد الناصر كانت له إيجابيات وسلبيات ومن‬ ‫الممكن الستفادة من إيجابياته ‪.‬‬ ‫قال الدكتور محمد حبيب النائب السبق لمرشد جماعة‬ ‫الخوان المسلمين إن العلقة بين الخوان وعبد الناصر‬ ‫لم تكن جيدة‪ ،‬مشيًرا إلى أنه بالنسبة للجماعة فإن عهد‬ ‫الرئيس عبد الناصر اتسم ببروز ما سمى بدولة المخابرات‬ ‫التي عاثت في الرض فسادا وأدت إلى كارثة ‪.1967‬‬ ‫وأضاف حبيب أن الحقبة الناصرية لم يكن بها‬ ‫ديمقراطية أو تعددية سياسية ولم يحدث بها تداول سلمى‬ ‫للسلطة‪ ،‬كما الحال حاليا‪ ،‬وحتى حسابات الدول الوروبية‬ ‫والمريكية مختلفة الن‪ ،‬لنه لم يعد هناك معسكران‬ ‫غربي وشرقي مشيرا إلى أنه من الصعب أن يعيد التاريخ‬ ‫نفسه بسبب المتغيرات التي طرأت خلل الـ ‪ 60‬عاما‬ ‫الماضية‪ ،‬تجعل هناك صعوبة في أن يعيد محمد مرسى‬ ‫تجربة عبد الناصر بحذافيرها‪ ،‬ولكنه يستفيد منها بتطبيق‬ ‫ما يصلح منها للعصر الذي نعيشه‪ ،‬مضيفا أن عهد عبد‬ ‫الناصر كان به إيجابيات وسلبيات ومن الممكن الستفادة‬ ‫من إيجابياته‪.‬‬ ‫‪213‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ولفت حبيب إلى أن احتفال مرسى بعيد الفلح ل يعنى‬ ‫أنه سيتجه لتطبيق سياسات عبد الناصر لنه من الصعب‬ ‫أن يطبق القوانين الشتراكية في ظل الوضع الحالي‪ ،‬كما‬ ‫سيختلف الداء في الدور القليمي لعبد الناصر لنه كان‬ ‫يدعم حركات التحرر في أفريقيا والعالم العربي‪ ،‬وهو ما‬ ‫ل يمكن أن يقوم به مرسى الذي أقصى ما يمكن أن‬ ‫يقوم به في هذا الشأن هو أن يضع سياسة جديدة فيما‬ ‫يتعلق بالتعامل مع دول حوض النيل ومحاولة حل‬ ‫الملفات العالقة على مستوى المنطقة‪.‬‬ ‫احتفال الرئيس محمد مرسى بعيد الفلح ل يعنى إعادته سياسات عبد‬ ‫الناصر الزراعية‪:‬‬

‫أكد الدكتور حمدي عبد العظيم الخبير القتصادي‬ ‫استحالة أن تكون تصريحات الخوان معبرة عن اتجاه‬ ‫لعادة النظر في علقتهم بجمال عبد الناصر أو إعادة‬ ‫التجربة الناصرية من جديد‪ ،‬مؤكدا أن الخوان لن يفعلوا‬ ‫ما فعله عبد الناصر من تأميم للشركات والتجاه نحو‬ ‫النظام الشتراكي كنظام اقتصادي يعتمد على المركزية‬ ‫المطلقة ونظام القطاع العام‪ ،‬موضحا أن الخوان‬ ‫يتجهون بسياساتهم القتصادية إلى القتصاد الحر‪ ،‬وإن‬ ‫كان بضوابط اجتماعية‪ .‬وفيما يخص احتفال مرسى بعيد‬ ‫الفلح وعلقته بسياسات عبد الناصر تجاه الصلح‬ ‫الزراعي وتمليك الراضي للفلحين‪ ،‬لفت حمدي إلى عدم‬ ‫إمكانية حدوث ذلك لختلف الظروف الجتماعية‪ ،‬وما‬ ‫تقوم به الحكومة الن هو التيسير على الفلحين بإسقاط‬ ‫بعض الديون ودعم استصلح الراضي‪ ،‬وإعطاء حق‬ ‫النتفاع لراغبى الستصلح‪.‬‬ ‫وأضاف حمدي أن قطاع الصناعة غير محدد المعالم‬ ‫لدى الخوان ولم يشيروا إلى إمكانية فتح المزيد من‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪214‬‬


‫المصانع أو الهتمام بمصانع القطاع العام‪ ،‬حتى إن‬ ‫خطاب الرئيس الخير لم يشر فيه إلى ملف مصانع‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وأشار فقط لضرورة الهتمام بصناعة‬ ‫السلحة والعلوم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫وأكد الخبير القتصادي سامي على أنه ل يوجد تعارض‬ ‫بين الفترتين فكلهما امتداد للخر‪ ،‬وعلى الخوان أن‬ ‫يعترفوا بفضل عبد الناصر فلول مجانية التعليم والبعثات‬ ‫العلمية الخارجية لكل طوائف الشعب بما فيهم أبناء‬ ‫الخوان ما وصلوا لما هم فيه الن‪ .‬وكشف سامي عن‬ ‫وجود كيانات اقتصادية كبيرة وراء الخوان بالخارج‪ ،‬يتجاوز‬ ‫حجم أعمالها ‪ 500‬مليار دولر‪ ،‬ولها بنوك خاصة بمسميات‬ ‫عربية وإسلمية ولديهم الرغبة في العودة إلى مصر‪ ،‬التي‬ ‫هاجروا منها بسبب اضطهاد النظام السابق لهم‪.‬‬ ‫كاريزمي"بدرجة عبد الناصر وتصريحات‬ ‫مرسى لن يتحول إلى "‬ ‫الخوان اليجابية عنه مجرد "شو إعلمي"‪:‬‬

‫أوضح الدكتور قاسم عبده قاسم‪ ،‬الرئيس السابق‬ ‫لقسم التاريخ بكلية الداب جامعة الزقازيق‪ ،‬أن الخلف‬ ‫بين عبد الناصر والخوان كان نوعا من الصراع على‬ ‫السلطة وبطبيعة الحال وقتها كان الخوان الطرف‬ ‫الضعف وكان على المغلوب أن يدفع الثمن‪ ،‬لكن العداء‬ ‫السياسي القديم ل وجود له حاليا‪ ،‬وبالتالي يتحدث‬ ‫الخوان عن التجربة الناصرية بشكل جيد ورغم توتر‬ ‫العلقة بينهما فإن الخوان قد يتجهون إلى تكرار تجربة‬ ‫عبد الناصر في التنمية والعدالة الجتماعية‪.‬‬ ‫وأضاف قاسم أن محاولة الخوان لتطبيق نظام للتنمية‬ ‫ل يتعلق بشخص بإعادة تجربة عبد الناصر‪ ،‬حيث ل يمكن‬ ‫اختزال التنمية على عهده‪ ،‬فالتنمية بدأت خلل عهد محمد‬ ‫‪215‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫على‪ ،‬مشيرا إلى أن الرئيس مرسى يحاول حاليا تلبية‬ ‫تطلعات الناس لكن هذا ل يعنى أنه سيتحول إلى زعيم‬ ‫كاريزمي بدرجة عبد الناصر‪.‬‬ ‫وأوضح الرئيس السابق لقسم التاريخ بكلية الداب‬ ‫جامعة الزقازيق أن المسألة تتعلق بالمشروع القومي‬ ‫المصري إذ يجب أن يسعى أي رئيس لتحقيق التنمية من‬ ‫خلل تحقيق العدالة الجتماعية التي حاول عبد الناصر‬ ‫تحقيقها ومن قبله محمد على‪ .‬وأكد أن مرسى لن يصبح‬ ‫مثل عبد الناصر لن الظروف التاريخية مختلفة والشعب‬ ‫الذي قبل فردا بطل وقتها لن يتقبله الن‪ ،‬لن عبد الناصر‬ ‫جاء كزعيم لثورة الضباط الحرار أما مرسى فجاء من‬ ‫خلل ثورة وإرادة شعبية أطاحت بنظام كامل‪.‬‬ ‫وأشار قاسم إلى أن الخطوط التنموية مشتركة بين‬ ‫التجربة الناصرية وبرنامج النهضة الذي تسعى جماعة‬ ‫الخوان لتطبيقه من خلل مرسى‪ ،‬لكن خطأ عبد الناصر‬ ‫الوحيد هو إبعاد الشعب عن المشاركة في الحكم وهو ما‬ ‫ل يمكن لمرسى بعد ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫وقال المؤرخ عاصم الدسوقي إن خصومة الخوان مع‬ ‫عبد الناصر لن تمحى بسهولة‪ ،‬وستضع صعوبة أمام تكرار‬ ‫مرسى لتجربة عبد الناصر‪ ،‬موضحا أن هذا العداء‬ ‫السياسي القديم وضح في خطاب مرسى بميدان التحرير‬ ‫الذي قال فيه نصا‪" :‬الستينيات وما أدراك ما الستينيات"‬ ‫في إشارة إلى سلبيات فترة حكم عبد الناصر‪.‬‬ ‫واعتبر الدسوقي أن كل التصريحات اليجابية من قبل‬ ‫قيادات الخوان أو الرئيس مرسى تجاه عبد الناصر هي‬ ‫محاولة لكسب الناصريين ونوع من "الشو العلمي" ليس‬ ‫أكثر‪ ،‬مؤكدا أن مرسى لن يكرر سياسة عبد الناصر لن‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪216‬‬


‫القوى الخارجية المسيطرة على العالم حاليا لن تسمح إل‬ ‫بتطبيق معاهدات اقتصادية حرة لقوانين السوق‪.‬‬ ‫وأضاف الدسوقي إن ما قام به مرسى من جولت‬ ‫خارجية بعد توليه الحكم وحديثه عن فلسطين وسوريا ل‬ ‫يعنى استعادة نفس الدور القليمي لمصر في عهد عبد‬ ‫الناصر وإنما مجرد محاولة لستيعاب التيار الناصري الذي‬ ‫مل الشارع‪.‬‬ ‫"مرسى"كان مجبرا على ذكر عبد الناصر في قمة عدم النحياز‪:‬‬

‫قال عمار على حسن الكاتب والباحث في العلوم‬ ‫السياسية إن التصريحات اليجابية من الجماعة والرئيس‬ ‫مرسى ل تدل على إعادة النظر في العلقة بين الخوان‬ ‫وعبد الناصر‪ ،‬لفتا إلى أن العداء السياسي من قبل‬ ‫الجماعة للحقبة الناصرية لن ينتهي‪.‬‬ ‫وأضاف أن مرسى كان مجبًرا على ذكر عبد الناصر‬ ‫أمام قمة عدم النحياز لنه مؤسس لها‪ ،‬وتحدثه بهذه‬ ‫الطريقة كان لكسب تأييد الناصريين‪ ،‬خاصة أنه قوبل‬ ‫بهجوم قوى بعد خطابه في التحرير الذي انتقد فيه فترة‬ ‫الستينيات‪.‬‬ ‫واستبعد عمار أن يعيد مرسى تجربة عبد الناصر لن‬ ‫مشروع الخوان "رأسمالي الفكر" وهم يؤمنون بضرورة‬ ‫تشجيع الثرياء ظنا منهم أنهم النسب للقيام بعملية‬ ‫التنمية‪ ،‬بينما كان عبد الناصر ينحاز إلى الفقراء‪.‬‬ ‫وأوضح المحلل السياسي أن النخبة المسيطرة في‬ ‫عهد مرسى ستكون من رجال العمال الخوان مثل‬ ‫خيرت الشاطر وحسن مالك‪ ،‬لذلك سيسعى إلى تبنى‬ ‫المشروع الرأسمالي‪ ،‬ومن المستحيل أن يطبق المشروع‬ ‫الشتراكي‪ ،‬وتذكر عمار تصريحا سابقا لحسن مالك‬ ‫مستشار الرئيس للشؤون القتصادية في إبريل ‪ 2011‬قال‬ ‫فيه إن المشروع القتصادي لمانة السياسات كان جيدا‬ ‫‪217‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وناجحا‪ ،‬لكنه وجه بالفساد وهذا أكبر دليل على تشجيع‬ ‫النظام الرأسمالي‪.‬‬ ‫ولفت عمار إلى أن التجربة الخوانية في التعامل مع‬ ‫الفقراء وتحقيق العدالة الجتماعية مختلف تماما‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أنهم يتعاملون مع الفقراء من باب الصدقات وليس‬ ‫الحقوق الجتماعية وتعاملهم مع الحتياج الجتماعي‬ ‫يكون من خلل ما يقدمونه من خدمات خلل النتخابات‪.‬‬ ‫مرسى مضطر للستفادة من التجربة الناصرية‬ ‫في السياسة الخارجية‪:‬‬

‫قال السفير هاني خلف مساعد وزير الخارجية‬ ‫السابق إن أداء مرسى في السياسة الخارجية لم يختلف‬ ‫عن مبارك‪ ،‬وما يقال عن تغيير السياسة في عهد مرسى‬ ‫تجاه أمريكا وإسرائيل أو الدول العربية أو المجتمع‬ ‫الغربي شعارات لم يتحقق منها شئ سوى زيارة مرسى‬ ‫للصين التي أنجز فيها شراكات اقتصادية وتجارية تخدم‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫وقال خلف إن هناك بعض الجوانب الشكلية‬ ‫المشتركة بين فكر عبد الناصر ومرسى منها الرغبة في‬ ‫تحقيق استقللية القرار الوطني في السياسة الخارجية‪،‬‬ ‫والحرص على تحريك محاور الحركة القليمية والخارجية‬ ‫وعدم قصرها على قطب دولي واحد‪ .‬وأضاف خلف‪:‬‬ ‫عبد الناصر عمل على استقلل القرار المصري على‬ ‫المستوى الدولي ولعب أدوارا مهمة انتهت بنتائج وخيمة‪،‬‬ ‫وعلى مرسى إذا أراد انتهاج سياسة عبد الناصر في مسألة‬ ‫استقلل القرار الوطني‪ ،‬أن يدرس التجربة الناصرية‪.‬‬ ‫وأوضح خلف أنه ل مجال في الوقت الحالي لصناعة‬ ‫سياسة خارجية قوية‪ ،‬دون بناء بنية داخلية مكتملة في كل‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪218‬‬


‫أشكالها "الوضع القتصادي والتعليم والصحة وتداول‬ ‫السلطة والحياة الحزبية"‪.‬‬ ‫من جانبه رأى السفير محمود شكري‪ ،‬المحلل‬ ‫السياسي‪ ،‬أن مرسى ل يستطيع إتباع نهج عبد الناصر أو‬ ‫استعادة التجربة الناصرية في السياسة الخارجية لعدة‬ ‫أسباب أهمها التفكك الذي تعانى منه الدول العربية مع‬ ‫وجود دول عربية لم يكن لها تأثير على الوضع القليمي‬ ‫سابقا‪ ،‬وفجأة بدأت تقود الدول العربية نحو قضايا معينة‬ ‫مثل قطر التي تتحدث مثل عن القضية السورية وكأنها‬ ‫تتحدث باسم الدول العربية جميعها‪.‬‬ ‫وأضاف أن مرسى يحاول أن يمتد في الخارج ويخلق‬ ‫لمصر وضعا في الدوائر بأكملها‪ ،‬كأفريقيا والدول‬ ‫السلمية‪ ،‬لذلك تتعامل معه أمريكا ودول أوروبا باعتباره‬ ‫رئيس دولة‪ ،‬عكس الرئيس عبد الناصر الذي كان المجتمع‬ ‫المريكي والوروبي يتعاملن معه باعتباره "زعامة‬ ‫عربية" مدلل على حديثه بوقوف ناصر في وجه واشنطن‪،‬‬ ‫عندما رفضت بناء السد العالي ولم يلتفت لحديث الدولة‬ ‫العظمى واتفق مع روسيا على بناء السد وكان هذا من‬ ‫أسباب حرب النكسة عام ‪.1976‬‬ ‫وأشار السفير شكري إلى أن عبد الناصر كان يعتقد‬ ‫دائما أن مصر لبد أن يكون لها دور قيادي بين الدول‬ ‫العربية ومن السهل عليه تحقيقه‪ ،‬لنه كان يتمتع بشخصية‬ ‫قيادية مقبولة لدى العالم العربي‪ ،‬بينما خطة مرسى تركز‬ ‫على أن يكون لمصر تواجد خارجي فقط دون السعي‬ ‫إلى سيادة أو ريادة قوية‪.‬‬ ‫لجنة تخليد ذكرى الزعيم‪ :‬خصومة الخوان معه ثأرية ‪:‬‬

‫أكد شريف سالم رئيس اللجنة الدائمة لتخليد ذكرى‬ ‫الزعيم عبد الناصر ووكيل اللجنة التجارية والصناعة‬ ‫‪219‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫لحقوق النسان أن الرئيس محمد مرسى بعد وصوله إلى‬ ‫الحكم أدرك ‪ -‬خاصة في مؤتمر قمة عدم النحياز ‪ -‬مكانة‬ ‫عبد الناصر وكان عليه أن يشيد به‪.‬‬ ‫وأشار سالم إلى أنه بعد الحكم بعدم عودة مجلس‬ ‫الشعب مرة أخرى أصبح الخوان مضطرين إلى الرجوع‬ ‫للشارع‪ ،‬ما جعلهم يحاولون التصالح مع كل التيارات‬ ‫السياسية‪ ،‬وتوقع أنه لن يكون هناك تغيير فعلى في‬ ‫سياسة الخوان تجاه عبد الناصر‪ ،‬مؤكدا أن هناك خصومة‬ ‫ثأرية بين الطرفين قد تتلشى في حالة أن يثبت الخوان‬ ‫حسن النوايا من خلل النخراط في المناسبات الخاصة‬ ‫بالتيار الناصري‪.‬‬ ‫مع عمار على حسن اتفق إبراهيم اللفي نائب رئيس‬ ‫اللجنة والذي استبعد أن يغير الخوان عقيدتهم تجاه عبد‬ ‫الناصر‪ ،‬لفتا إلى أن تصريحاتهم اليجابية ل تدل على‬ ‫إعادة النظر في هذه العلقة‪ ،‬وإنما مجرد محاولة‬ ‫لتحقيق مكاسب مؤقتة بدعم الناصريين وتساءل‪ :‬إذا كان‬ ‫مرسى غير من فكره تجاه عبد الناصر‪ ،‬فلماذا لم يزر‬ ‫ضريحه في ذكرى ‪ 23‬يوليو؟ مشيرا إلى أن خيرت الشاطر‬ ‫دعا السلميين إلى التوحد لمواجهة تيار صباحي الذي‬ ‫يمثل أحد التيارات الناصرية ما يدل على استمرار العداء‬ ‫ضد الناصريين‪ ،‬مضيفا أن كل قيادات الخوان لن تتقبل‬ ‫فكرة تقبل الحقبة الناصرية‪.‬‬ ‫كما أكد اللفي صعوبة اتجاه الخوان إلى تطبيق‬ ‫التجربة الناصرية حتى على مستوى العدالة الجتماعية‬ ‫والتنمية‪ ،‬لفتا إلى أن هناك اختلفا كليا بين فكر عبد‬ ‫الناصر الشتراكي وبرنامج الخوان الرأسمالي‪ ،‬وقال إن‬ ‫تصريحات الشاطر التي أثنى فيها على التجربة الناصرية‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪220‬‬


‫في التنمية والعدالة الجتماعية ل تشير بالضرورة إلى‬ ‫اتجاههم لتكرار نفس التجربة‪.‬‬ ‫جمال عبد الناصر في سطور ‪:‬‬ ‫م ــ ول ـــده ‪:‬‬

‫ولد جمال عبد الناصر بالسكندرية في ‪ 15‬يناير عام‬ ‫‪ ،1918‬وفى ‪ 29‬يونيو ‪ 1944‬تزوج جمال عبد الناصر من‬ ‫تحية محمد كاظم‪ ،‬وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلثة‬ ‫أبناء هم خالد‪ ،‬وعبد الحكيم وعبد الحميد‪.‬‬ ‫دراســـت ـــه‪:‬‬

‫حصل على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية‬ ‫بالقاهرة عام ‪ ،1937‬دخل الكلية الحربية‪ ،‬ولم يكن طلب‬ ‫الكلية يتجاوزون ‪ 90‬طالبا‪ .‬وبعد تخرجه في الكلية الحربية‬ ‫عام ‪ 1938‬التحق بالكتيبة الثالثة بنادق‪ ،‬وتم نقله إلى‬ ‫"منقباد" بأسيوط‪ ،‬حيث التقى أنور السادات وذكريا محيى‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫وفى سنة ‪ 1939‬تم نقله إلى السكندرية‪ ،‬وهناك تعرف‬ ‫على عبد الحكيم عامر‪ ،‬الذي كان قد تخرج في الدفعة‬ ‫التالية له من الكلية الحربية‪ ،‬وفى عام ‪ 1942‬تم نقله إلى‬ ‫معسكر العلمين‪ ،‬وما لبث أن ُنقل إلى السودان ومعه‬ ‫عامر‪ .‬وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية‬ ‫الحربية‪ ،‬والتحق بكلية أركان الحرب‪ ،‬ثم انتقل إلى‬ ‫فلسطين للمشاركة في حرب ‪ 1948‬ضد إسرائيل‪.‬‬ ‫تنظيم الضباط الحرار‪:‬‬

‫‪221‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ 1949‬بدأ التأسيس لتنظيم الضباط الحرار‪ ،‬وتشكلت‬ ‫لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط‪ ،‬هم‪:‬‬ ‫جمال عبد الناصر‪ ،‬وكمال الدين حسين‪ ،‬وحسن إبراهيم‪،‬‬ ‫وخالد محيى الدين‪ ،‬وعبد المنعم عبدالرؤوف‪ ،‬ثم زيدت‬ ‫بعد ذلك إلى عشرة‪ ،‬بعد أن انضم إليها كل من‪ :‬أنور‬ ‫السادات‪ ،‬وعبد الحكيم عامر‪ ،‬وعبد اللطيف البغدادي‪،‬‬ ‫وذكريا محيى الدين‪ ،‬وجمال سالم‪ .‬وظل خارج اللجنة كل‬ ‫من‪ :‬ثروت عكاشة‪ ،‬وعلى صبري‪ ،‬ويوسف منصور صديق‪.‬‬ ‫ثورة ‪ 23‬يوليو‪:‬‬

‫ق مقاومة‬ ‫في ‪ 23‬يوليو ‪ 1952‬قامت الثورة‪ ،‬ولم تل َ‬ ‫تذكر‪ ،‬وكان الضباط الحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا‬ ‫لحركتهم‪ ،‬وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة‬ ‫التأسيسية للضباط الحرار‪ ،‬ومن ثم فقد نشأ صراع شديد‬ ‫على السلطة بينه وبين محمد نجيب‪ ،‬ما لبث أن أنهاه عبد‬ ‫الناصر لصالحه في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1954‬بعد أن اعتقل محمد‬ ‫نجيب‪ ،‬وحدد إقامته في منزله‪.‬‬ ‫اتفاقية الجلء‪:‬‬

‫استطاع عبد الناصر أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلء‬ ‫قواتها عن مصر وذلك في ‪ 19‬أكتوبر ‪.1954‬‬ ‫في العام ‪ 1958‬أقام وحدة اندماجية مع سوريا‪،‬‬ ‫وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬إل أن‬ ‫ل‪ ،‬حيث حدث انقلب في القليم‬ ‫هذه الوحدة لم تدم طوي ً‬ ‫السوري في سبتمبر من سنة ‪ 1961‬أدى إلى إعلن‬ ‫النفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق‬ ‫وسوريا سنة ‪.1964‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪222‬‬


‫محاولة الغتيال‪:‬‬

‫تعرض لمحاولة اغتيال في ‪ 26‬أكتوبر ‪1954‬م‪ ،‬عندما‬ ‫كان يلقى خطبة جماهيرية في ميدان المنشية بمدينة‬ ‫السكندرية الساحلية في احتفال أقيم تكريما له ولزملئه‬ ‫بمناسبة اتفاقية الجلء‪ ،‬حيث ألقيت عليه ثماني رصاصات‬ ‫لم تصبه أي منها‪ ،‬لكنها أصابت الوزير السوداني "ميرغنى‬ ‫حمزة" وسكرتير هيئة التحرير بالسكندرية "أحمد بدر"‬ ‫الذي كان يقف إلى جانب جمال عبد الناصر‪ ،‬وألقى‬ ‫القبض على مطلق الرصاص‪ ،‬الذي تبين لحقا أنه ينتمي‬ ‫إلى تنظيم الخوان المسلمين‪.‬‬ ‫النكسة والتنحي‪:‬‬

‫‪ 1967‬وقعت النكسة‪ ،‬خرج عبد الناصر على الجماهير‪،‬‬ ‫طالبا التنحي من منصبه‪ ،‬إل أنه خرجت مظاهرات في‬ ‫العديد من مدن مصر‪ ،‬وخصوصا في القاهرة طالبته‬ ‫بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية‪.‬‬ ‫حرب الستنزاف‪:‬‬ ‫حرب الستنزاف أو حرب اللف يوم هي الحرب التي‬ ‫بدأها جمال عبد الناصر بعد نكسة يونيو وهى من ‪3‬‬ ‫مراحل‪:‬‬ ‫المرحلة الولى‪ :‬مرحلة الصمود‪ ،‬وهى التي بدأت‬ ‫من يوم ‪ 1‬يوليو ‪ 1967‬بمعركة رأس العش‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة‪،‬‬ ‫وهى التي بدأت من يوم ‪ 8‬سبتمبر ‪.1968‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة التحدي والردع أو‬ ‫الستنزاف‪ ،‬وهى التي بدأت فبراير ‪ 1969‬وحتى مبادرة‬ ‫روجرز لوقف إطلق النار في ‪ 19‬يونيو‪.‬‬ ‫‪223‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫أهم النجازات‪:‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫تأميم قناة السويس‪.‬‬ ‫إنشاء السد العالي على نهر النيل‪.‬‬ ‫تأسيس منظمة عدم النحياز مع الرئيس‬ ‫اليوغوسلفي تيتو والندونيسي سوكارنو والهندي‬ ‫نهرو‪ ،‬وكانت مشاركة مصر فى هذه المنظمة‬ ‫مشاركة فعالة ونشطة فى عهد الرئيس عبد‬ ‫الناصر‪.‬‬ ‫تأميم البنوك الخاصة والجنبية العاملة في مصر‪.‬‬ ‫قوانين الصلح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية‬ ‫التي بموجبها صار فلحو مصر يمتلكون للمرة‬ ‫الولى الرض التي يزرعونها‪.‬‬ ‫قوانين يوليو الشتراكية "‪ ،"1961‬وقد ألغيت فعليا‬ ‫هذه القوانين بعد وفاته‪.‬‬ ‫مساندة حركات التحرر العربية والفريقية مما أدى‬ ‫إلى إطلق اسمه على شوارع وميادين في هذه‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫إحداث نهضة صناعية فى مصر فى خمس سنوات‪.‬‬

‫وفـــاتــــه ‪:‬‬

‫وكان آخر نشاطات عبد الناصر دوره فى الوساطة‬ ‫ليقاف أحداث أيلول السود بالردن بين الحكومة الردنية‬ ‫والمنظمات الفلسطينية‪ ،‬حيث داهمته نوبة قلبية بعد أن‬ ‫عاد من مطار القاهرة بعد أن آخر ضيوف قمية المصالحة‬ ‫وهو المير صباح السالم الصباح أمير الكويت‪ .‬وأعلن عن‬ ‫وفاته في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 1970‬عن عمر ‪ 52‬عاما بنوبة قلبية‬ ‫تعرض لها بعد عودته من رحلة‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪224‬‬


‫وتردد فى بعض أروقة السياسة أنه مات مسموما مثلما‬ ‫حدث بعض الزعماء الوطنيين فى العالم بطريقة‬ ‫غامضة‪.‬‬

‫‪225‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الفصل الثامن‬ ‫مؤامرات لتفتيت العالم السلمى‬ ‫برنارد لويس" لتفتيت العالم السلمي ‪:‬‬ ‫مخطط "‬

‫الذين لم يقرءوا التاريخ يظنون ما صنعته أمريكا‬ ‫بالعراق من احتلل وتقسيم أمًرا مفاجًئا جاء وليد‬ ‫الحداث التي أنتجته‪ ،‬وما يحدث الن في جنوب السودان‬ ‫له دوافع وأسباب‪ ،‬ولكن الحقيقة الكبرى أنهم نسوا أن ما‬ ‫يحدث الن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الستعماري الذي‬ ‫خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية؛‬ ‫لتفتيت العالم السلمي‪ ،‬وتجزئته وتحويله إلى "فسيفساء‬ ‫ورقية" يكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطاع‪ ،‬وذلك‬ ‫منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين‬ ‫‪1948‬م‪ ،‬وعندما ننشر هذه الوثيقة الخطيرة لـ"برنارد‬ ‫لويس" فإننا نهدف إلى تعريف المسلمين بالمخطط‪،‬‬ ‫وخاصة الشباب الذين هم عماد المة وصانعو قوتها‬ ‫وحضارتها ونهضتها‪ ،‬والذين تعرضوا لكبر عملية "غسيل‬ ‫مخ" يقوم بها فريق يعمل بدأب؛ لخدمة المشروع‬ ‫الصهيوني المريكي لوصم تلك المخططات بأنها مجرد‬ ‫"نظرية مؤامرة" رغم ما نراه رأي العين ماثل ً أمامنا من‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪226‬‬


‫حقائق في فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان‪،‬‬ ‫والبقية آتية ل ريب إذا غفلنا‪.‬‬ ‫وحتى ل ننسى ما حدث لنا وما يحدث الن وما سوف‬ ‫عا لنا على العمل‬ ‫يحدث في المستقبل‪ ،‬فيكون داف ً‬ ‫والحركة؛ لوقف الطوفان القادم‪.‬‬ ‫فالمتابع للحداث التى جرت وتجرى بمصر والدول‬ ‫العربية يستطيع أن يرى بعين اليقين يد الخوان ضالعة‬ ‫فى كثير من الحداث على الساحة العربية‪ ،‬والمفارقة‬ ‫العجيبة أن الخوان يتحالفون ويتعاملون مع قوى دينية‬ ‫وسياسية كثيرة حتى لو كان هناك خلفات مذهبية وفقهية‬ ‫بينهم‪ ،‬فعلى سبيل المثال تعاونهم مع حزب ا الشيعى‬ ‫بجنوب لبنان‪ ،‬ثم التقارب الذى نراه الن بين مؤسسة‬ ‫الرئاسة ومكتب الرشاد والنظام اليرانى الشيعى‪ ،‬رغم‬ ‫كل التصريحات السابقة للمرشد العام للجماعة والرئيس‬ ‫محمد مرسى نفسه حول خطورة الشيعة على السلم‬ ‫وكيف أنهم أخطر على السلم من اليهود أنفسهم‪ ،‬كل‬ ‫هذه مفاقات تدعوا إلى الحيرة من الزدواجية الفكرية‬ ‫والمنهجية التى يمارسها الخوان‪.‬‬ ‫كما أن تصريحات ولى العهد السعودى المير نايف بن‬ ‫عبد العزيز آل سعود )رحمه ا( حول أحداث القطيف‬ ‫والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية كانت‬ ‫واضحة ول تحتاج إلى توضيح حول ضلوع الخوان فى‬ ‫هذه الحداث‪ ،‬وكذلك تأييدهم لحداث المنامة‪ ،‬وأحداث‬ ‫الردن الخيرة‪.‬‬ ‫كما ل يخفى على أحد أن النظام الحاكم فى تونس‬ ‫والسودان هو فرع من فروع التنظيم الدولى لجماعة‬ ‫الخوان المسلمين‪ ،‬كما أنه توجد جماعات وتنظيمات‬ ‫إرهابية فى العراق مثل تنظيم القاعدة والمعروف أن‬ ‫‪227‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الكثير من هذه الجماعات والتنظيمات تربطها علقات‬ ‫تاريخية بجماعة الخوان‪ ،‬فهل من الممكن بعد كل ما‬ ‫ذكرناه أن يكون من اعتقل القذافى قبل مقتله فصيل من‬ ‫الجماعة ؟‬ ‫برنارد لويس" من هو؟‬ ‫"‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫العراب الصهيوني‪.‬‬ ‫أعدى أعداء السلم على وجه الرض‪.‬‬ ‫حيي بن أخطب العصر الحديث‪ ،‬والذي قاد الحملة‬ ‫ضد السلم ونبي السلم‪ ،‬وخرج بوفد يهود المدينة؛‬ ‫ليحرض الجزيرة العربية كلها على قتال المسلمين‬ ‫والتخلص من رسولهم‪.‬‬ ‫صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم‬ ‫العربي والسلمي من باكستان إلى المغرب‪ ،‬والذي‬ ‫نشرته مجلة وزارة الدفاع المريكية‪.‬‬ ‫ولد "برنارد لويس" في لندن عام ‪1916‬م‪ ،‬وهو‬ ‫مستشرق بريطاني الصل‪ ،‬يهودي الديانة‪ ،‬صهيوني‬ ‫النتماء‪ ،‬أمريكي الجنسية‪.‬‬ ‫تخّرج في جامعة لندن ‪1936‬م‪ ،‬وعمل فيها مدرس‬ ‫في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الفريقية‪،‬‬ ‫كتب "لويس" كثيًرا‪ ،‬وتداخل في تاريخ السلم‬ ‫ل ما‬ ‫عا فيه‪ ،‬فكتب عن ك ّ‬ ‫والمسلمين؛ حيث اعتبر مرج ً‬ ‫يسيء للتاريخ السلمي متعمًدا‪ ،‬فكتب عن‬ ‫الحشاشين‪ ،‬وأصول السماعيلية‪ ،‬والناطقة‪،‬‬ ‫عا النزعة‬ ‫والقرامطة‪ ،‬وكتب في التاريخ الحديث ناز ً‬ ‫الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪228‬‬


‫نشرت صحيفة " وول ستريت جورنال" مقا ل ً‬ ‫قالت فيه‪:‬‬ ‫إن برنارد لويس "‪ 90‬عاًما" المؤرخ البارز للشرق‬ ‫الوسط وقد َوّفَر الكثير من الذخيرة اليدلوجية لدارة‬ ‫بوش في قضايا الشرق الوسط والحرب على الرهاب؛‬ ‫ق منظًرا لسياسة التدخل والهيمنة‬ ‫حتى إنه ُيعتبر بح ّ‬ ‫المريكية في المنطقة‪.‬‬ ‫حا‬ ‫قالت نفس الصحيفة إن لويس قّدم تأيًدا واض ً‬ ‫للحملت الصليبية الفاشلة‪ ،‬وأوضح أن الحملت الصليبية‬ ‫على بشاعتها كانت رغم ذلك رّدا مفهوًما على الهجوم‬ ‫السلمي خلل القرون السابقة‪ ،‬وأنه من السخف‬ ‫العتذار عنها‪.‬‬ ‫رغم أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط بالمفكر‬ ‫المحافظ "صموئيل هنتينجتون" فإن "لويس" هو َمن‬ ‫قّدم التعبير أول ً إلى الخطاب العام‪ ،‬ففي كتاب‬ ‫"هنتينجتون" الصادر في ‪1996‬م يشير المؤلف إلى فقرة‬ ‫رئيسية في مقال كتبها "لويس" عام ‪1990‬م بعنوان جذور‬ ‫الغضب السلمي‪ ،‬قال فيها‪" :‬هذا ليس أقل من صراع‬ ‫بين الحضارات‪ ،‬ربما تكون غير منطقية‪ ،‬لكنها بالتأكيد رد‬ ‫فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي‪،‬‬ ‫وحاضرنا العلماني‪ ،‬والتوسع العالمي لكليهما"‪.‬‬ ‫طّور "لويس" روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي‬ ‫للمحافظين الجدد في الوليات المتحدة منذ سبعينيات‬ ‫القرن العشرين؛ حيث يشير "جريشت" من معهد العمل‬ ‫ل طوال سنوات "رجل الشئون‬ ‫المريكي إلى أن لويس ظ ّ‬ ‫العامة"‪ ،‬كما كان مستشاًرا لدارتي بوش الب والبن‪.‬‬ ‫في ‪2006/ 5/ 1‬م ألقى "ديك تشيني" نائب الرئيس‬ ‫"بوش البن" خطاًبا يكّرم فيه "لويس" في مجلس‬ ‫‪229‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الشئون العالمية في فيلدلفيا؛ حيث ذكر "تشيني" أن‬ ‫لويس قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشاًرا لوزير الدفاع‬ ‫لشئون الشرق الوسط‪.‬‬ ‫لويس الستاذ المتقاعد بجامعة "برنستون" أّلف ‪20‬‬ ‫كتاًبا عن الشرق الوسط من بينها "العرب في التاريخ" و‬ ‫"الصدام بين السلم والحداثة في الشرق الوسط‬ ‫الحديث" و"أزمة السلم" و"حرب مندسة وإرهاب غير‬ ‫مقدس"‪.‬‬ ‫لم يقف دور برنارد لويس عند استنفار القيادة في‬ ‫القارتين المريكية والوروبية‪ ،‬وإنما تعّداه إلى القيام بدور‬ ‫العراب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجدد في إدارة‬ ‫الرئيس بوش البن إستراتيجيتهم في العداء الشديد‬ ‫للسلم والمسلمين‪ ،‬وقد شارك لويس في وضع‬ ‫إستراتيجية الغزو المريكي للعراق؛ حيث ذكرت الصحيفة‬ ‫المريكية أن "لويس" كان مع الرئيس بوش البن ونائبه‬ ‫تشيني‪ ،‬خلل اختفاء الثنين على إثر حادثة ارتطام‬ ‫الطائرة بالمركز القتصادي العالمي‪ ،‬وخلل هذه‬ ‫الجتماعات ابتدع لويس للغزو مبرراته وأهدافه التي‬ ‫منها في مقولت "صراع الحضارات" و"الرهاب‬ ‫ض ّ‬ ‫السلمي"‪.‬‬ ‫في مقابلة أجرتها وكالة العلم مع "لويس" في‬ ‫‪20/5/2005‬م قال التي بالنص‪" :‬إن العرب والمسلمين‬ ‫قوم فاسدون مفسدون فوضويون‪ ،‬ل يمكن تحضرهم‪،‬‬ ‫وإذا ُتِركوا لنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر‬ ‫بموجات بشرية إرهابية تدّمر الحضارات‪ ،‬وتقّوض‬ ‫ل السليم للتعامل معهم هو‬ ‫المجتمعات‪ ،‬ولذلك فإن الح ّ‬ ‫إعادة احتللهم واستعمارهم‪ ،‬وتدمير ثقافتهم الدينية‬ ‫وتطبيقاتها الجتماعية‪ ،‬وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪230‬‬


‫فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في‬ ‫استعمار المنطقة؛ لتجّنب الخطاء والمواقف السلبية التي‬ ‫اقترفتها الدولتان‪ ،‬إنه من الضروري إعادة تقسيم القطار‬ ‫العربية والسلمية إلى وحدات عشائرية وطائفية‪ ،‬ول‬ ‫داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالتهم وردود‬ ‫الفعال عندهم‪ ،‬ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك‪،‬‬ ‫إما أن نضعهم تحت سيادتنا‪ ،‬أو ندعهم ليدمروا حضارتنا‪،‬‬ ‫ول مانع عند إعادة احتللهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي‬ ‫تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية‪ ،‬وخلل‬ ‫هذا الستعمار الجديد ل مانع أن تقدم أمريكا بالضغط‬ ‫على قيادتهم السلمية‪ -‬دون مجاملة ول لين ول هوادة‪-‬‬ ‫ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات السلمية الفاسدة‪،‬‬ ‫ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب‬ ‫ومحاصرتها‪ ،‬واستثمار التناقضات العرقية‪ ،‬والعصبيات‬ ‫القبلية والطائفية فيها‪ ،‬قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر‬ ‫الحضارة فيها"‪.‬‬ ‫انتقد "لويس" محاولت الحل السلمي‪ ،‬وانتقد‬ ‫النسحاب الصهيوني من جنوب لبنان‪ ،‬واصًفا هذا‬ ‫النسحاب بأنه عمل متسّرع ول مبرر له‪ ،‬فالكيان‬ ‫الصهيوني يمثل الخطوط المامية للحضارة الغربية‪ ،‬وهي‬ ‫تقف أمام الحقد السلمي الزائف نحو الغرب الوروبي‬ ‫والمريكي‪ ،‬ولذلك فإن على المم الغربية أن تقف في‬ ‫كؤ أو قصور‪ ،‬ول داعي‬ ‫وجه هذا الخطر البربري دون تل ّ‬ ‫لعتبارات الرأي العام العالمي‪ ،‬وعندما دعت أمريكا عام‬ ‫‪2007‬م إلى مؤتمر "أنابوليس" للسلم كتب لويس في‬ ‫صحيفة "وول ستريت" يقول‪" :‬يجب أل ننظر إلى هذا‬ ‫المؤتمر ونتائجه إل باعتباره مجرد تكتيك موقوت‪ ،‬غايته‬ ‫تعزيز التحالف ضد الخطر اليراني‪ ،‬وتسهيل تفكيك الدول‬ ‫‪231‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫العربية والسلمية‪ ،‬ودفع التراك والكراد والعرب‬ ‫ضا‪ ،‬كما فعلت‬ ‫والفلسطينيين واليرانيين ليقاتل بعضهم بع ً‬ ‫أمريكا مع الهنود الحمر من قبل"‪.‬‬ ‫مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والسلمية‪ ،‬والذي‬ ‫اعتمدته الوليات المتحدة لسياستها المستقبلية‪:‬‬

‫‪ -1‬في عام ‪1980‬م والحرب العراقية اليرانية مستعرة‬ ‫صرح مستشار المن القومي المريكي "بريجنسكي"‬ ‫بقوله‪" :‬إن المعضلة التي ستعاني منها الوليات‬ ‫المتحدة من الن )‪1980‬م( هي كيف يمكن تنشيط‬ ‫حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الولى‬ ‫التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من‬ ‫خللها تصحيح حدود "سايكس‪ -‬بيكو"‪.‬‬ ‫‪ -2‬عقب إطلق هذا التصريح وبتكليف من وزارة‬ ‫الدفاع المريكية "البنتاجون" بدأ المؤرخ الصهيوني‬ ‫المتأمرك "برنارد لويس" بوضع مشروعه الشهير‬ ‫الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول‬ ‫عا كل على حدة‪ ،‬ومنها‬ ‫العربية والسلمية جمي ً‬ ‫العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران‬ ‫وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول‬ ‫الخليج ودول الشمال الفريقي‪ ..‬الخ‪ ،‬وتفتيت كل منها‬ ‫إلى مجموعة من الكانتونات والدويلت العرقية‬ ‫والدينية والمذهبية والطائفية‪ ،‬وقد أرفق بمشروعه‬ ‫المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت‬ ‫إشرافه تشمل جميع الدول العربية والسلمية‬ ‫المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح‬ ‫"بريجنسكي" مستشار المن القومي في عهد‬ ‫الرئيس جيمي كارتر‪ -‬الرئيس السبق لمريكا‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪232‬‬


‫‪ -3‬في عام ‪1983‬م وافق الكونجرس المريكي‬ ‫بالجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور‬ ‫م تقنين هذا المشروع‬ ‫"برنارد لويس"‪ ،‬وبذلك ت ّ‬ ‫واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة المريكية‬ ‫الستراتيجية لسنوات مقبلة‪.‬‬ ‫لبرنارد‬ ‫تفاصيل المشروع الصهيوأمريكي لتفتيت العالم السلمي "‬ ‫لويس" ويحدث الن ‪:‬‬ ‫خريطة مصر والسودان ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مصر ‪4 :‬دويلت ‪:‬‬

‫‪ -1‬سيناء وشرق الدلتا‪" :‬تحت النفوذ اليهودي"‬ ‫)ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات(‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدولة النصرانية‪ :‬عاصمتها السكندرية‪ ،‬ممتدة‬ ‫من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت‬ ‫غرًبا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي‬ ‫النطرون ليربط هذه المنطقة بالسكندرية‪ ،‬وقد‬ ‫ءا من المنطقة الساحلية‬ ‫ضا جز ً‬ ‫اتسعت لتضم أي ً‬ ‫الممتدة حتى مرسى مطروح‪.‬‬ ‫‪ -3‬دولة النوبة‪ *:‬عاصمتها أسوان‪ ،‬تربط الجزء‬ ‫الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان‬ ‫باسم بلد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع‬ ‫دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى‬ ‫البحر الحمر‪.‬‬ ‫‪ -4‬مصر السلمية‪ :‬عاصمتها القاهرة‪ ،‬الجزء المتبقي‬ ‫ضا تحت النفوذ‬ ‫من مصر‪ .‬يراد لها أن تكون أي ً‬ ‫السرائيلي )حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى‬ ‫التي يطمع اليهود في إنشائها(‪.‬‬ ‫‪233‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪-2‬السودان ‪4 :‬دويلت ‪:‬‬

‫‪ -1‬دويلة النوبة‪ :‬المتكاملة مع دويلة النوبة في‬ ‫الراضي المصرية التي عاصمتها أسوان‪.‬‬ ‫‪ -2‬دويلة الشمال السوداني السلمي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬دويلة الجنوب السوداني المسيحي‪ :‬وهي‬ ‫التي سوف تعلن انفصالها في الستفتاء المزمع‬ ‫عمله ليكون أول فصل رسمي طبًقا للمخطط‪.‬‬ ‫‪ -4‬دارفور‪ :‬والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان‬ ‫بعد الجنوب مباشرة حيث إنها غنية باليورانيوم‬ ‫والذهب والبترول‪.‬‬ ‫‪ -3‬دول الشمال الفريقي ‪:‬‬

‫تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة‪:‬‬ ‫‪ -1‬دولة البربر‪ :‬على امتداد دويلة النوبة بمصر‬ ‫والسودان‪.‬‬ ‫‪ -2‬دويلة البوليساريو‪.‬‬ ‫‪ -3‬الباقي دويلت المغرب والجزائر وتونس‬ ‫وليبيا‪.‬‬ ‫‪ -4‬شبه الجزيرة العربية )والخليج( ‪:‬‬

‫ إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن‬‫والمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها‬ ‫الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلث‬ ‫دويلت فقط‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪234‬‬


‫‪ -1‬دويلة الحساء الشيعية‪) :‬وتضم الكويت‬ ‫والمارات وقطر وعمان والبحرين(‪.‬‬ ‫‪ -2‬دويلة نجد السنية‪.‬‬ ‫‪ -3‬دويلة الحجاز السنية‪.‬‬ ‫الــعــــراق ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫تفكيك العراق إلى ثلث دويلت على أسس عرقية‬ ‫ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد‬ ‫العثمانيين‪.‬‬ ‫‪ -1‬دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد‪.‬‬ ‫‪ -3‬دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول‬ ‫الموصل )كردستان( تقوم على أجزاء من الراضي‬ ‫العراقية واليرانية والسورية والتركية والسوفيتية‬ ‫)سابًقا(‪.‬‬ ‫ملحظة صّوت مجلس الشيوخ المريكي كشرط‬ ‫انسحاب القوات المريكية من العراق في ‪29/9/2007‬‬ ‫على تقسيم العراق إلى ثلث دويلت المذكور أعله‬ ‫وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم‬ ‫كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة )كركوك(‬ ‫الغنية بالنفط محافظة كردية ونال مباركة عراقية‬ ‫وأمريكية في أكتوبر ‪ 2010‬والمعروف أن دستور "بريمر"‬ ‫وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالية التي تشمل‬ ‫الدويلت الثلث على أسس طائفية‪ :‬شيعية في )الجنوب(‪/‬‬ ‫سنية في )الوسط(‪ /‬كردية في )الشمال(‪ ،‬عقب احتلل‬ ‫العراق في مارس‪-‬أبريل ‪ ،(2003‬وقد حدث‪.‬‬ ‫‪235‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ســـوريـــــا ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرق ّيا أو دين ّيا أو‬ ‫مذهب ّيا ‪:‬‬ ‫‪ -1‬دولة علوية شيعية )على امتداد الشاطئ(‪.‬‬ ‫‪ -2‬دولة سنية في منطقة حلب‪.‬‬ ‫‪ -3‬دولة سنية حول دمشق‪.‬‬ ‫‪ -4‬دولة الدروز في الجولن ولبنان )الراضي الجنوبية‬ ‫السورية وشرق الردن والراضي اللبنانية(‪ ،‬وما‬ ‫يحدث بالفعل فى سوريا الن من مذابح ليس بعيدا‬ ‫عن هذا‪.‬‬ ‫لــبــنــــان ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية‬ ‫ومذهبية ودينية‪:‬‬ ‫‪ -1‬دويلة سنية في الشمال )عاصمتها طرابلس(‪.‬‬ ‫‪ -2‬دويلة مارونية شمال ً )عاصمتها جونيه(‪.‬‬ ‫‪ -3‬دويلة سهل البقاع العلوية )عاصمتها بعلبك( خاضعة‬ ‫للنفوذ السوري شرق لبنان‪.‬‬ ‫‪ -4‬بيروت الدولية )المدّولة(‬ ‫‪ -5‬كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني‬ ‫تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية )م‪.‬ت‪.‬ف(‬ ‫‪ -6‬كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين‬ ‫ونصف مليون من الشيعة‪.‬‬ ‫‪ -7‬دويلة درزية )في أجزاء من الراضي اللبنانية‬ ‫والسورية والفلسطينية المحتلة(‪.‬‬ ‫‪ -8‬كانتون مسيحي تحت النفوذ السرائيلي‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪236‬‬


‫‪ -9‬وقد حدث هذا التقسيم دون إعلن فما يزالوا جميعا‬ ‫ضمن دولة لبنان على الورق فقط‪.‬‬ ‫‪-8‬إيران وباكستان وأفغانستان‪:‬‬

‫تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬كردستان‪.‬‬ ‫‪ -2‬أذربيجان‪.‬‬ ‫‪ -3‬تركستان‪.‬‬ ‫‪ -4‬عربستان‪.‬‬ ‫‪ -5‬إيرانستان )ما بقي من إيران بعد التقسيم(‪.‬‬ ‫‪ -6‬بوخونستان‪.‬‬ ‫‪ -7‬بلونستان‪.‬‬ ‫‪ -8‬أفغانستان )ما بقي منها بعد التقسيم(‪.‬‬ ‫‪ -9‬باكستان )ما بقي منها بعد التقسيم(‪.‬‬ ‫‪ -10‬كشمير‪.‬‬ ‫تــركــيـــــا ‪:‬‬ ‫‪-9‬‬

‫انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫‪-10‬الردن‬

‫تصفية الردن ونقل السلطة للفلسطينيين‪.‬‬ ‫‪-11‬فلسطين ‪:‬‬

‫‪237‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫خريطة إسرائيل الكبرى‪ ،‬ابتلعها بالكامل وهدم‬ ‫مقوماتها وإبادة شعبها‪ ،‬ويبدو هذا واضحا للعيان من‬ ‫خلل إقامة المستعمرات السرائيلية فى مداخل القرى‬ ‫والمدن الفلسطينية وعلى جميع الطرق والمرتفعات‪،‬‬ ‫فمن الواضح للجميع أن إسرائيل لم ولن تسمح أبدا بقيام‬ ‫دولة فلسطينية ذات سيادة‪.‬‬ ‫‪-12‬اليمن‬

‫إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها‬ ‫ءا من دويلة‬ ‫الجنوبي والشمالي واعتبار مجمل أراضيها جز ً‬ ‫الحجاز‪.‬‬ ‫* اتفاقية سايكس‪ -‬بيكو ‪ 1916‬وفيها تم اقتسام ما‬ ‫تبقى من المشرق العربي عقب الحرب العالمية الولى‬ ‫بين إنجلترا وفرنسا والذي أعقبها وعد بلفور ‪ 1917‬لليهود‬ ‫في فلسطين‬ ‫م أمريكا منذ )‪ (1981 -1977‬وفي‬ ‫ك َ‬ ‫ح َ‬ ‫* جيمي كارتر َ‬ ‫عهده تم وضع مشروع التفكيك‪ ،‬وهو قس داهية يعتمد‬ ‫السياسة الناعمة وهو الن يجوب الدول العربية‬ ‫والسلمية بحجة تحقيق الديمقراطية ونشر السلم في‬ ‫المنطقة!!!‬ ‫ولكن أقول قال ا تعالى ويمكرون ويمكر ا وا‬ ‫خير الماكرين‬ ‫إن شاء ا سيكون هذا المخطط بداية لقيام العالم‬ ‫السلمي من جديد واجتماعه على الحق ‪.‬‬ ‫منظمة )مخابرات(تكشف مؤامرة دولية لتقسيم ليبيا ‪:‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪238‬‬


‫نحن مجموعة من ضباط المخابرات العراقية‬ ‫المخضرمين والذين خاضوا معارك المة المخابراتية ضد‬ ‫الموساد والمخابرات المريكية واليرانية نعلن عن تشكيل‬ ‫جهاز سري اسمه )مخابرات للدفاع عن وحدة القطار‬ ‫العربية( يكشف ما يجري في أقطارنا العربية من إحداث‬ ‫خطيرة وقع الكثيرون في وهم العتقاد بعدم وجود دور‬ ‫لتلك المخابرات فيها‪ ،‬ونحن بحكم عملنا الطويل مهنيا في‬ ‫هذا المجال ودورنا العملي في صراع المخابرات نقدم‬ ‫معلوماتنا وتحليلتنا لما يقع الن‪ ،‬ونبدأ بليبيا وما حدث فيها‬ ‫ليس دفاعا عن نظام القذافي بل دفاعا عن عروبة‬ ‫ووحدة ليبيا الوطنية لنكشف عن السباب الحقيقية لما‬ ‫جري فيها‪ ،‬وفيما يلي أهم المعلومات بهذا الشأن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجب عدم نسيان إن ليبيا تقع في خط النار النفطي‬ ‫والغازي وليس مثل مصر أو تونس‪ ،‬وهي تلعب دورا‬ ‫في قضايا الطاقة مهما وحيويا ول يمكن ترك إي‬ ‫حدث فيها يؤثر على امتدادات الطاقة إلى الغرب‬ ‫وغيره‪ ،‬ولذلك فان المواقف الغربية من ليبيا تتحدد‬ ‫على ضوء متطلبات الطاقة‪ .‬وهى عملية واضحة‬ ‫للسيطرة المباشرة على النفط والغاز الليبي من قبل‬ ‫الوليات المتحدة المريكية مباشرة من خلل الدعم‬ ‫المريكي والوربي لنشر الفوضى في ليبيا وتقطيع‬ ‫أوصالها‪.‬‬ ‫‪ -2‬وهناك قضية لم تسلط عليها الضواء عمدا لجل‬ ‫إخفاء الدوافع الحقيقية للحداث الليبية وهي إن‬ ‫حسني مبارك الرئيس المصري المخلوع عرض على‬ ‫القذافي تصدير النفط والغاز إلى إسرائيل عبر مصر‬ ‫وبصورة سرية مقابل حماية ليبيا وعدم التعرض لها‪،‬‬ ‫وكان هذا العرض مقدما من إسرائيل وأمريكا إلى‬ ‫‪239‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مبارك لتنفيذه‪ ،‬لكن القذافي رفض العرض مما‬ ‫أصاب مبارك بخيبة أمل كبيرة جعلته يوصي أمريكا‬ ‫بالتخلص من القذافي لجل السيطرة على موارد‬ ‫الطاقة في ليبيا‪ ،‬وقد حدث هذا بالفعل‪.‬‬ ‫‪ -3‬رغم إن القذافي قد قدم تنازلت مهينة لمريكا‬ ‫والغرب عموما في قضية لوكربي وأكمل التنازلت‬ ‫بتقديم المشروع النووي الليبي إلى أمريكا على طبق‬ ‫من ذهب‪ ،‬ورغم رشوته لبلير وبر لسكوني بعقود‬ ‫وشراكات تجارية ضخمة فان الغرب لم ينسى إن‬ ‫القذافي قد سبب له مشاكل كثيرة وكلفه كثيرا في‬ ‫يوم ما‪ ،‬لذلك فان تصفية القذافي وعائلته ونظامه‬ ‫يعتبر هدفا غربيا صهيونيا يطلق رسالة تقول لكل من‬ ‫يعارض سياسات الغرب والصهيونية ولو بصورة‬ ‫متقلبة كالقذافي بان العقاب سيأتي حتما مهما طال‬ ‫الزمن‪ .‬ومع تأكيدنا على الفارق الجوهري بين‬ ‫الرئيس الراحل صدام حسين والقذافي فان إعدام‬ ‫الرئيس صدام حسين كان رسالة لكل من يفكر‬ ‫بمعاداة السياسات الغربية الستعمارية‪ .‬و عملية‬ ‫إقصاء القذافي هى رسالة واضحة لقناع شعوب‬ ‫العرب بأن كل من وقف ضد الستعمار أو سبب له‬ ‫مشاكل نال عقابه‪.‬‬ ‫‪ -4‬والذي لبد من الهتمام به هو إن ليبيا لم يركز عليها‬ ‫في مخططات تقسيم القطار العربية كما حصل‬ ‫للعراق والسودان ومصر والمغرب العربي‪ ،‬ولذلك‬ ‫فان الطرح الذي يتكرر منذ بدأت الحداث الليبية‬ ‫المؤسفة عن احتمال تقسيم ليبيا إلى ثلثة )وليات(‬ ‫هو خطوة صهيونية ‪ -‬غربية لشك فيها تقع في صلب‬ ‫المخطط الصهيوني العام والمدعوم من قبل أمريكا‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪240‬‬


‫وأوربا‪ ،‬انظر لما يحدث فى ترابلس وبنغازى‬ ‫ومسراتة‪.‬‬ ‫‪ -5‬اتخذ مجلس المن قرارا وفقا للبند السابع يسمح‬ ‫باتخاذ إجراءات حربية ضد ليبيا وفرض مناطق حظر‬ ‫جوي عليها كما حصل للعراق منذ عام ‪ 1991‬وقدمت‬ ‫أمريكا تفسيرات رسمية لما يمكن إن يتخذ من‬ ‫خطوات لحقة وحسب تصريحات هيلري كلينتون‬ ‫وزيرة الخارجية المريكية السابقة التى جاء فيها ‪:‬‬ ‫"إن أحداث الثورة الليبية يجب أن تكون لصالح أمريكا‬ ‫والغرب عموما وليس لصالح الشعب الليبى"‪.‬‬ ‫‪ -6‬وأخيرا لبد من النتباه للدور المشبوه للعلم في‬ ‫ترويج أكاذيب ضخمة تمزجها عمدا ببعض الحقائق‬ ‫لظهار ليبيا بمظهر المنهار كليا لجل التعجيل بإسقاط‬ ‫ليبيا فى الفوضى والنقسام‪.‬‬ ‫على ضوء هذه المعلومات الخطيرة فان ما يجري في‬ ‫ليبيا حاليا هو محاولت لعادة السيطرة على ليبيا ونفطها‬ ‫وثرواتها مجددا وتقسيمها إلى وليات‪ ،‬وهذا التطور إذا‬ ‫حدث سيلحق الضرر بليبيا والمة العربية ويعتبر جزء من‬ ‫المخطط الصهيوني لتقسيم القطار العربية‪ ،‬ولنجاحه‬ ‫فان التظاهرات تستخدم الخطاء الكبيرة للثورة‪ ،‬لذلك‬ ‫ندعو كل عربي حريص على وحدة القطار العربية‬ ‫ويناضل من اجل إلحاق الهزيمة بالمخططات الصهيونية‬ ‫إن يتوقف عند هذه الحقائق وان يجعل من الدفاع عن‬ ‫وحدة ليبيا واستقللها هدفا قوميا‪.‬‬

‫‪241‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الفصل التاسع‬ ‫والسباب التي أدت إلى‬ ‫قتل جنين ثورة ‪25‬يناير‬ ‫زواج المتعة بين الخوان وأمريكا مهدد بالنفصال ‪:‬‬

‫إعلن أوباما بأن مصر ليست حليفة رسالة تهديد‬ ‫للسلميين وبداية لمرحلة جديدة من العلقات‬ ‫لم تجد جماعة الخوان المسلمين سوى أمريكا لترتمي‬ ‫في أحضانها بعد ثورة يناير خاصة بعد أن وجدت أن‬ ‫الطريق إلى السلطة مشروط برضاء واشنطن فسعت‬ ‫إليها وحج قياداتها إلى البيت البيض طلبا للرضا‬ ‫والحصول على دعم يمكنها من الوصول إلى السلطة‬ ‫في زمن قياسي بعد أن تخلت عن كل القوى الوطنية‬ ‫وسارت في الطريق إلى القصر الجمهوري بمفردها‬ ‫بمباركة أمريكية‪.‬‬ ‫أحداث السفارة المريكية والتي أعقبت الفيلم المسيء‬ ‫للرسول كشفت بما ل يدع مجال للشك أن العلقة بين‬ ‫واشنطن والخوان زواج متعة تم برعاية تركية قطرية‪.‬‬ ‫فخلل السنوات الماضية عقد مسئولون أمريكان‬ ‫لقاءات مع قيادات الجماعة داخل مصر وخارجها للتعرف‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪242‬‬


‫على طبيعة مواقفها تجاه القضايا المصيرية والمسار‬ ‫الديمقراطي وحينما اطمأنت واشنطن إلى إيجابية‬ ‫الجماعة ونواياها تجاه إسرائيل وأن مواقفها المعلنة‬ ‫تخالف مواقفها في الغرف المغلقة وأنها ستطبق مبدأ‬ ‫الطاعة العمياء لها أتمت صفقة الزواج مشروطة بقواعد‬ ‫معينة ل يجب أن تخرج عنها الجماعة وإل وجدت نفسها‬ ‫خارج جنة المريكان وهو ما حدث بالفعل‪.‬‬ ‫وجاءت المظاهرات أمام السفارة المريكية عقب الفيلم‬ ‫المسيء للرسول الكريم لتضع الجماعة في اختبار حقيقي‬ ‫أمام واشنطن ولكن قيادات الجماعة بذكاء شديد سعوا‬ ‫إلى إرضاء البيت البيض وكسب وده وهاجموا ما يحدث‬ ‫أمام السفارة وأدانوا العتداءات وعندما قطعت السفيرة‬ ‫المريكية آن باترسون إجازتها لتعود إلى مصر عقب‬ ‫الحداث جاءت الوامر سريعة بفض المظاهرات بالقوة‬ ‫قبل دخولها مبنى السفارة‪.‬‬ ‫وعندما أطلق الرئيس المريكي أوباما تصريحه الخطير‬ ‫بأن مصر ليست دولة حليفة ول عدوا انطلقت تصريحات‬ ‫قيادات الجماعة في اتجاه مغازلة البيت البيض وتبرير‬ ‫الغضب المريكي وتقبله بل وصل المر إلى أن الدكتور‬ ‫عصام العريان القائم بأعمال حزب الحرية والعدالة قال‬ ‫إن الحزب تلقى اتصالت هاتفية من البيت البيض تشيد‬ ‫بموقفنا الجيد والمحترم خلل أحداث السفارة‪.‬‬ ‫الخوان بدءوا التصالت مع المريكان منذ سنوات‬ ‫وكانت هناك لقاءات تتم بين قيادات الجماعة وواشنطن‬ ‫برعاية مسئولين أمريكان وقطريين إل أن اللقاءات الولى‬ ‫كانت تتم على أيدي الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس‬ ‫مركز ابن خلدون للدراسات النمائية الذي اعترف أنه رتب‬ ‫لقاءات بين قيادات الخوان ومسئولين أمريكان عام ‪2003‬‬ ‫‪243‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫أثناء زيارتهم إلى مصر في عهد الرئيس المخلوع مبارك‬ ‫خاصة أنهم أرادوا التعرف على مواقف الخوان من قضايا‬ ‫معينة كما أن مبارك نفسه ساهم في الترويج للخوان في‬ ‫أمريكا عندما كان يؤكد لهم دائما أن البديل لحكمه هو‬ ‫السلميون‪.‬‬ ‫وقبل اندلع ثورة يناير كانت اللقاءات تتم بين الجماعة‬ ‫وأمريكا دون تفاهم بينهما حول القضايا الرئيسية ولكن‬ ‫بعد يوم ‪ 28‬يناير وفى جمعة الغضب أدركت واشنطن أن‬ ‫نظام مبارك ضعيف وآيل للسقوط فقامت بتغيير لهجة‬ ‫الخطاب وفكرت في التعامل مع نظام مستقر وقوى حتى‬ ‫لو كان عدوا لها وكانت الخوان هي البديل الجاهز في‬ ‫وجهة نظرها فبدأت التفكير في دعم وصولهم إلى‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫وبالتزامن مع ذلك قام مسئولون أتراك وقطريون‬ ‫بالترتيب لعدد من اللقاءات بين قيادات الجماعة والمريكان‬ ‫حاولوا من خللها إرسال رسائل طمأنة إلى واشنطن حول‬ ‫القضايا الخارجية واستمرت اللقاءات التي أسفرت عن‬ ‫تأكيدات واشنطن على مطالبها من الجماعة وهى عدم‬ ‫المساس باتفاقية السلم مع إسرائيل والحفاظ عليها‬ ‫بنفس صورتها القديمة بالضافة إلى تقديم تسهيلت بحرية‬ ‫وجوية إليها وكان المطلب الهم للجانب المريكي هو عدم‬ ‫التفاهم مع إيران والبقاء على حالة المقاطعة كما هي‬ ‫الن والحفاظ على حقوق القليات والمرأة وكذلك البقاء‬ ‫على المصالح المريكية في مصر دون مساس‪ ،‬وفى‬ ‫المقابل طلب الخوان زيادة الستثمارات المريكية في‬ ‫مصر والحفاظ على المصالح المشتركة بين البلدين وهو ما‬ ‫يحدث الن بالفعل‪.‬‬ ‫وحتى قبل وصول الرئيس مرسى إلى الحكم وقبل‬ ‫أيام من جولة العادة بينه وبين الفريق أحمد شفيق عقد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪244‬‬


‫مسئولون أمريكان لقاء مع قيادات الخوان في مصر وهو‬ ‫ما كشف عنه الدكتور سعد الدين إبراهيم وحسمت تلك‬ ‫اللقاءات الضمانات الخوانية للمطالب المريكية من‬ ‫الجماعة وشكل الدولة والطريقة الديمقراطية التي من‬ ‫المفترض أن تسير عليها البلد وهو ما يفسر التصريحات‬ ‫التي أطلقها مسئولون أمريكان قبل إعلن النتيجة‬ ‫الرسمية إلى قيادات المجلس العسكري السابق والتي‬ ‫تطالب بإعلن فوز مرسى رئيسا وعدم التلعب في‬ ‫النتائج‪.‬‬ ‫كما أن المتحدث باسم البيت البيض »جاى كارنى«‬ ‫كشف عن زيارة مسئولين بحزب الحرية والعدالة المصري‬ ‫إلى البيت البيض وقال إنهم اجتمعوا مع مسئولين من‬ ‫المستوى المتوسط من مجلس المن القومي وإن هذا‬ ‫يعد دورا بارزا للمجموعة اللعبة بشكل رئيسي الن في‬ ‫القاهرة وهو نفس ما أكده القيادي السابق بجماعة‬ ‫الخوان ثروت الخرباوى الذي أشار إلى أن الجتماع كان‬ ‫لطمأنة الجانب المريكي‪.‬‬ ‫ولكن دعم أوباما إلى السلميين في مصر والشرق‬ ‫الوسط لم يعجب الحزب الجمهوري المعارض وهو ما‬ ‫دفع فرانك ووف عضو الكونجرس إلى إرسال مذكرة إلى‬ ‫الكونجرس يطالب فيها بالتحقيق مع الرئيس المريكي‬ ‫أوباما ووزيرة الخارجية هيلرى كلينتون لدعمهما جماعة‬ ‫الخوان المسلمين في مصر بما يقرب من ‪ 50‬مليون‬ ‫دولر في النتخابات الرئاسية واعتبر أن الدارة المريكية‬ ‫ضحت بمصالح الشعب المريكي من أجل إقامة علقة‬ ‫وطيدة بالخوان المسلمين في مصر‪.‬‬ ‫وقال »وولف« والعهدة على صحيفة »واشنطن تايمز«‬ ‫أمريكا وافقت على مساندة الخوان المسلمين بعد‬ ‫تعهدات شاملة من جانب الجماعة بالحفاظ على‬ ‫‪245‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المعاهدات الدولية خاصة اتفاقية كامب ديفيد‪ ،‬والتفاقيات‬ ‫الملحقة والمترتبة عليها حيث إن أمريكا تعتبر العلقات‬ ‫المصرية السرائيلية خطا أحمر ل يجوز لي رئيس مصري‬ ‫المساس به‪.‬‬ ‫علقة الخوان بأمريكا تمر بأكبر تحد لها الن خاصة أن‬ ‫الرئيس أوباما غير لهجته تجاه السلميين في منطقة‬ ‫الشرق الوسط عقب العتداءات التي حدثت على‬ ‫السفارة خاصة بعد استغلل المرشح الجمهوري‬ ‫المنافس مين رومنى في النتخابات المريكية التي جرت‬ ‫إثناء تلك الوقائع وهاجمه أوباما ووصفه بالضعيف في‬ ‫مواجهة ما أسماهم بالمتشددين في الشرق الوسط‪.‬‬ ‫أوباما قد يلجأ إلى تغيير لغة الخطاب لتبدو أكثر حدة‬ ‫تجاه السلميين ليغازل الناخبين المريكان ويتقرب إليهم‬ ‫وهو ما يدركه الخوان جيدا الن لذلك يحاولون تلطيف‬ ‫الجواء المشحونة بينهم وبين البيت البيض ولكن المأزق‬ ‫الحقيقي لو وصل المرشح الجمهوري إلى الحكم في‬ ‫أمريكا ستتغير إستراتيجية التعامل مع الجماعة خاصة أن‬ ‫الجمهوريين معروفون بتشددهم من تيارات السلم‬ ‫السياسي وصحيح أن المصالح المصرية المريكية ستبقى‬ ‫عند الوضع الحالي لكن علقة الخوان بأمريكا ستمر‬ ‫بمرحلة من الفتور وربما الجفاء الكامل‪.‬‬ ‫أوباما نفسه لن يستمر دعمه الكامل للسلميين فهو‬ ‫الن يدرك خطرهم على وجوده في رئاسة أمريكا وربما‬ ‫يدفع ثمن هذا الدعم بالخسارة في النتخابات الرئاسية‬ ‫خاصة بعد مقتل السفير المريكى والدبلوماسيين الثلثة‬ ‫في ليبيا وهو ما خلق مشاعر غضب لدى الشعب‬ ‫المريكي وانقلبت قضية الفيلم المسيء إلى إدانة‬ ‫الشعوب العربية بدل من إدانة صانعي الفيلم‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪246‬‬


‫شهر العسل الخوانى المريكي ربما ينتهي قريبا‬ ‫بانفصال واشنطن أو انقلب الجماعة إذا وجدت نفسها لن‬ ‫تحقق أي مكاسب ولكن قيادات الجماعة الن يحاولون‬ ‫ترميم الشرخ الحادث في العلقة الخوانية المريكية‬ ‫ويقومون بجراحة لتجميل الصورة حتى ل تخسر الجماعة‬ ‫المكاسب التي حققتها ويصبح حكمها في الداخل ضعيفا‪..‬‬ ‫وأشار الدكتور سعد الدين إبراهيم إلى أنه في علم‬ ‫السياسة ل عداء على طول الخط وهناك مصالح دائمة‬ ‫لمن في السلطة يحاولون أن يبقوا عليها وهذا ما حدث‬ ‫مع جماعة الخوان التي سعت إلى التواصل مع أمريكا‬ ‫قبل الثورة وبعدها وقبل بداية الجولة الثانية من‬ ‫النتخابات الرئاسية حدث لقاء ضم ‪ 30‬مسئول ً أمريكيا‬ ‫وكان الهم عند أمريكا الحصول على خمس ضمانات‬ ‫أساسية هي أول التأكيد على مصالحها في مصر سواء‬ ‫القتصادية أو السياسية بالضافة إلى الحفاظ على‬ ‫معاهدة السلم بين مصر وإسرائيل وتقديم تسهيلت‬ ‫بحرية وجوية وضمان الملحة في قناة السويس‪.‬‬ ‫وأضاف سعد الدين إبراهيم‪ :‬والضمانة الرابعة هي‬ ‫»الملف اليراني« بحيث ل تسعى مصر إلى فتح خطوط‬ ‫اتصال وتعاون مع طهران والتأكيد على حقوق القليات‬ ‫والمرأة والحكم بشكل ديمقراطي وفى المقابل طلبت‬ ‫الجماعة التعاون مع أمريكا والبقاء على المساعدات‬ ‫المريكية لمصر وعدم الوقوف في طريق وصولها إلى‬ ‫السلطة وتدعيمها‪.‬‬ ‫وأكد أن ما حدث أمام السفارة أزمة مؤقتة لن ما قاله‬ ‫أوباما عن أمن مصر دولة غير حليفة ول عدو هو تصريح‬ ‫يدل على أن أمريكا تسعى إلى إعادة تقييم شامل‬ ‫للعلقات المصرية المريكية وتعنى أنها ستبدأ من جديد‬ ‫‪247‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المفاوضات مع مصر والعلقات وتترك الفرصة للرئيس‬ ‫مرسى لتعرف ماذا يريد وأوباما سعى من التصريح إلى‬ ‫إيجاد منفذ للعلقات في ضوء المستجدات وتقليل حالة‬ ‫الهجوم عليه في الداخل‪.‬‬ ‫وأكد إبراهيم أن أوباما اختار تصريحه عن مصر بعناية‬ ‫وبعد مشاوره مستشاريه وخبراء الشرق الوسط وحتى‬ ‫يبدو أمام الشعب المريكي حياديا ول يضر بمصالح أمريكا‬ ‫والخوان يدركون تلك الحقيقة لذلك لم يهتموا كثيرا بذلك‬ ‫التصريح بل قاموا بتجميل الصورة‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن تقليل بعض المساعدات وتعليق‬ ‫الكونجرس لـ ‪ 18.3‬مليون دولر لمصر كانت مخصصة‬ ‫للتعليم ليس مهما والهم هو حزمة المساعدات التي تقدم‬ ‫كل عام وتحافظ عليها أمريكا سنويا والصل إلى أن أحد‬ ‫نواب الكونجرس اقترح مبلغ ‪ 18.3‬مليون دولر لتطوير‬ ‫التعليم ولكن الكونجرس رفض القتراح بسبب الحداث‬ ‫الخيرة‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن علقة الخوان بأمريكا ستتأثر بوصول‬ ‫المرشح الجمهوري ميت رومنى إلى الحكم فالجمهوريين‬ ‫أكثر حرصا في التعامل مع أي شيء له رائحة دينية كما‬ ‫أن أحداث ‪ 11‬سبتمبر كانت في ظل الحكم الجمهوري‬ ‫وهم لديهم موقف من السلميين ووصول رومنى سيغير‬ ‫من شكل العلقة بين مصر وأمريكا ولغراض الحملة‬ ‫النتخابية ستزداد الصورة العدائية ضد الخوان وستكون‬ ‫لغة الخطاب أكثر حدة ولكن تغيرت الصورة‪.‬‬ ‫ويرى الدكتور إبراهيم زهران – رئيس حزب التحرير‬ ‫الصوفي – أن تركيا وقطر كانتا راعيان العلقات المصرية‬ ‫المريكية بعد الثورة وقادا مفاوضات التحالف الثنائي فيما‬ ‫حصل الخوان على الدعم مقابل تنفيذ مخطط الشرق‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪248‬‬


‫الوسط الكبير بينما تسعى أمريكا إلى عمل محور سني‬ ‫في المنطقة ليواجه المحور الشيعي ولكن الساس هو‬ ‫مشروع الشرق الوسط الكبير وإسماعيل هنية نفسه أكد‬ ‫هذا الكلم‪.‬‬ ‫وقال إن التصالت بين أمريكا والخوان كانت منذ‬ ‫سنوات ونظام مبارك كان على علم بها وكان يقول دائما‬ ‫إن السلميين هم البديل‪.‬‬ ‫وأشار إبراهيم زهران إلى أن أوباما أرسل رسالة‬ ‫تهديد إلى السلميين حينما أكد أن مصر ليست دولة حليفة‬ ‫ول عدو وهو لم يقل غير الحقيقة فأمريكا ل تفضل‬ ‫الخوان ولكنها تستخدمهم لهدف معين الن وربما يحدث‬ ‫النفصال بينهما‪.‬‬ ‫وأكد رئيس حزب التحرير أن شخصية رئيس الجمهورية‬ ‫تحدد كيف تم التوافق مع الخوان فالرئيس تعلم في‬ ‫أمريكا وأولده يحملون الجنسية المريكية كما أن زوجته‬ ‫نفسها كانت تعمل في السفارة المريكية وهو ما يدل على‬ ‫تأثر واضح بالفكر المريكي كما أن الخوان يبحثون عن‬ ‫مصالحهم وكان من الطبيعي أن يحدث الصفقة‪.‬‬ ‫وقال الدكتور محمد حبيب القيادي السابق بجماعة‬ ‫الخوان – إن أمريكا تدرك جيدا إنه لم يكن هناك ضبط‬ ‫أمام السفارة المريكية ولم تحكم الحكومة المصرية‬ ‫قبضتها حول السفارة وهو ما أدى إلى اقتحام السفارة‬ ‫وإنزال العلم المريكي فكان على أوباما أن يظهر رد فعل‬ ‫قويا ومناسبا في تلك الفترة خاصة بعد مزايدات ميت‬ ‫رومنى المرشح الجمهوري وأعتقد أن هناك اتصالت تمت‬ ‫لحتواء الموقف‪.‬‬ ‫وقال إنه سيحدث نوع من التفاعلت خلل اليام‬ ‫القادمة مع الحكومة المصرية والمريكية خاصة في‬ ‫‪249‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫موسم النتخابات واستثمار للحالة من قبل المرشح‬ ‫رومنى المر الذي سيؤدى إلى نوع من التغيير في‬ ‫العلقات صعودا في غير صالح الخوان لن الرئيس‬ ‫ورئيس الوزراء لم يستطيعا إحكام قبضتهما على محيط‬ ‫السفارة وكان من الممكن السيطرة على المر بشكل‬ ‫مبكر‪.‬‬ ‫وأكد عبد الغفار شكر‪ ،‬رئيس حزب التحالف الشعبي‬ ‫الشتراكي‪ ،‬أن أمريكا تجرى مفاوضات مع الخوان منذ‬ ‫عشر سنوات حتى يطمئنوا إلى تغيير مواقفهم ويطمئنوا‬ ‫إلى الديمقراطية في الداخل والهم بالطبع السياسة‬ ‫الخارجية تجاه إيران وإسرائيل وقال إن الخوان ثاروا عند‬ ‫عرض الفيلم وعندما حدث العنف أدانوه لكي يطمئنوا‬ ‫المريكان‪.‬‬ ‫وأكد أن المصالح هي التي تحكم العلقات المصرية‬ ‫المريكية ومن الممكن أل يغير وصول رومنى من تلك‬ ‫المصالح خاصة في وجود مؤسسات ولكنه من الممكن‬ ‫أن يحدث جفاء في العلقات السياسية‪.‬‬ ‫آيان جونسون يكشف تفاصيل العلقة الوطيدة بين الخوان‬ ‫والمخابرات المريكية ‪:‬‬

‫آيان جونسون الكاتب الصحفي الشهير في الوول‬ ‫ستريت جورنال والحائز على جائزة بوليتزر عام ‪2001‬‬ ‫كتب تحليل حديثا يذكر فيه تاريخ العلقة بين الخوان‬ ‫والمخابرات المريكية ويستحثها على التعاون معها يبدأ‬ ‫الكاتب متسائل كيف ستتعامل الخوان مع إسرائيل ؟‬ ‫وهل ستتخلى عن العنف حقا ؟ ويقر الكاتب بأن الدارات‬ ‫المريكية بما فيها إدارة الرئيس أوباما ترى أن جماعة‬ ‫الخوان من الجماعات التي يمكن للغرب التعامل معها "‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪250‬‬


‫حتى لو أنكر تلك التصالت البيت البيض رسميا " كما‬ ‫يقول الكاتب‪ ،‬يرجع الكاتب التحالف بين الخوان‬ ‫والمخابرات المريكية منذ الخمسينات ووصفه بالتحالف‬ ‫السري وتم التفاق على قضايا متنوعة مثل القتال ضد‬ ‫الشيوعية وتهدئة بعض التوترات للوروبيين المسلمين‪،‬‬ ‫وفي كل مرة نرى نفس النموذج القادة المريكان‬ ‫يقررون أن الخوان يمكن أن يكونوا مفيدين وراعين‬ ‫للهداف المريكية ولكن في كل مرة أيضا وبشكل واضح‬ ‫ول يدعو للدهشة ل يستفيد من تلك العلقة غير الخوان‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫طالب الكاتب الحكومة المريكية أن تكون واعية بهذه‬ ‫العلقة وخطورتها‪ ،‬ذكر الكاتب نقل عن أحد الكتب‬ ‫ليزنهاور تفاصيل اجتماع حضره سعيد رمضان مندوب‬ ‫الخوان المسلمين وهو صهر حسن البنا والذي كان‬ ‫يوصف بوزير خارجية جماعة الخوان وهو أبو الباحث‬ ‫السويسري المثير للجدل طارق رمضان‪ ،‬وكان مسئولي‬ ‫إدارة أيزنهاور يعرفون ما يفعلون ففي معركة أمريكا ضد‬ ‫الشيوعية كانت أمريكا تحب أن تظهر نفسها ببلد الحريات‬ ‫والداعمة لحرية الدين مقابل الشيوعية الملحدة‪ ،‬ولقد‬ ‫نشرت تحليلت وكالة المخابرات المركزية المريكية مؤخرا‬ ‫عن سعيد رمضان ووصفته بالتبلد الذهني وأنه " لديه‬ ‫اهتمام فاشي بتجميع الشخاص من أجل السلطة "‬ ‫ورغم كل ذلك فالدارة المريكية حينها لم تجد غضاضة‬ ‫في الستعانة به‪.‬‬ ‫يقول الكاتب في معرض كلمه عن سعيد رمضان‬ ‫والسي آي إيه أن الخيرة دعمته بشكل علني وكانت‬ ‫تطلق عليه بكل بساطة عميل الوليات المتحدة وساعدته‬ ‫في الخمسينات والستينات في استيلئه على مسجد‬ ‫ميونيخ والذي كما يذكر الكاتب قام بطرد المسلمين‬ ‫‪251‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المقيمين في هذا المكان ليبني المسجد الذي يعد من‬ ‫أهم مراكز الخوان المسلمين في أوروبا وفي النهاية لم‬ ‫تحصد أمريكا من دعمه شيئا فلقد عمل على نشر السلم‬ ‫أكثر من محاربة الشيوعية وفي السنوات اللحقة دعم‬ ‫الثورة اليرانية ويرجح الكاتب أنه قد يكون متورطا في‬ ‫قتل أحد الدبلوماسيين المساندين للشاه اليراني في‬ ‫واشنطن‪.‬‬ ‫ونذكر القراء بأن أيان جونسون هو نفسه الذي ألف‬ ‫كتابا شهيرا اسمه " مسجد في ميونيخ " يتحدث فيه عن‬ ‫ذلك المسجد باعتباره رمزا لجماعة الخوان المسلمين في‬ ‫أوروبا وذكر أن حكومات أمريكا وألمانيا الغربية تنافسوا‬ ‫للسيطرة عليه ليكون قاعدة لمحاربة نظام حكم جمال‬ ‫عبد الناصر و هناك كتاب آخر كشف تفاصيل كثيرة عن‬ ‫استغلل المخابرات المريكية الخوان المسلمين في‬ ‫حربهم ضد عبد الناصر كتاب " إم آي سيكس ‪ :‬مغامرة‬ ‫داخل العالم السري لجهاز المخابرات البريطانية " وهذا‬ ‫الكتاب كشف أيضا دور المخابرات البريطانية في مساعدة‬ ‫سعيد رمضان لترتيب انقلب ضد عبد الناصر سنة ‪ 1965‬و‬ ‫العملية التي انتهت بالقبض على أغلب عناصرها فيما عرف‬ ‫بقضية تنظيم الخوان عام ‪ 1965‬والذي كان يرأسه في‬ ‫مصر سيد قطب‪.‬‬ ‫يقول جونسون أن العلقات بين الخوان والمخابرات‬ ‫المريكية شهدت جزرا ومدا بعد ذلك ففي حرب فيتنام‬ ‫كان تركيز أمريكا في مكان آخر ولكن العلقات مع‬ ‫المسلمين عادت تحتل البؤرة في حرب السوفييت في‬ ‫أفغانستان حيث دعمت المجاهدين وعلقاتهم مع‬ ‫الخوان كان فيها ما فيها من التودد والقتراب‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪252‬‬


‫في السنوات التي أعقبت هجمات الحادي عشر من‬ ‫سبتمبر غيرت الوليات المتحدة موقفها من الخوان حيث‬ ‫أعلنت من جانبها على لسان جورج دبليو بوش أن الوليات‬ ‫المتحدة تواجه حربين الولى مع العالم السلمي والثانية‬ ‫في موجة الكراهية من قبل القليات السلمية في عدد‬ ‫من الدول الوروبية مثل ألمانيا وفرنسا ودول أخرى حيث‬ ‫كانت مؤتمرات الخوان المسلمين التي أعلن أعضاء‬ ‫بارزين فيها أنهم داعمين للرهاب على حد تعبير الكاتب‪.‬‬ ‫ويذكر إيان جونسن في تحليله عن العلقات بين‬ ‫الخوان وأمريكا أن إدارة بوش وضعت إستراتيجية في‬ ‫التعامل مع الجماعات القريبة إيديولوجيا من الخوان‬ ‫ولكن وزارة الخارجية المريكية لم تتنبه لبروز الخوان‬ ‫كقوة سياسية إل منذ عام ‪ 2005‬في مصر وفي دول‬ ‫أخرى وشرعت في بذل جهودها لخطب ودهم‪ ،‬ويذكر‬ ‫الكاتب مثال لهذا التعاون أو لخطب الود كما يقول في‬ ‫عام ‪ 2006‬نظمت الخارجية المريكية مؤتمرا في‬ ‫بروكسيل بين الخوان المسلمين في أوروبا والمسلمين‬ ‫في أمريكا الشمالية أو الجمعية السلمية لمريكا‬ ‫الشمالية‪ ،‬التي تعتبر قريبة من الخوان المسلمين وتمت‬ ‫مثل هذه الشياء اعتمادا على تحليلت للمخابرات‬ ‫المريكية السي آي إيه التي وصف أحد أعضاءها إعجابه‬ ‫بالخوان المسلمين في الديناميكية الداخلية بين أعضائها‪،‬‬ ‫والتنظيم‪ ،‬وإعلمهم الذكي‪ ...‬وتم ذلك التعاون بين‬ ‫المخابرات المريكية وجماعة الخوان المسلمين على‬ ‫الرغم من مخاوف الحلفاء الوربيين الذين يرون في هذا‬ ‫الدعم مخاطرة كبيرة‪.‬‬

‫‪253‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫أما بالنسبة لدارة بوش فهي تحوي بين أعضائها من‬ ‫شاركوا في وضع تلك الستيراتيجية في التعامل مع‬ ‫الخوان في الدارة السابقة‬ ‫يقول الكاتب أن القرضاوي أصبح رمزا لنمو الخوان‬ ‫السياسي المتنامي في المنطقة حيث تعمل الجماعة‬ ‫بشكل شرعي في الردن والغنوشي رجع إلى تونس‬ ‫وهو زعيم حزب النهضة الذي يلعب دور الحكومة‬ ‫السلمية البارزة في تونس‪ ،‬إضافة إلى حماس في غزة‪،‬‬ ‫وفي مصر يعتبر الكاتب جماعة الخوان المسلمين الوجه‬ ‫البارز بجانب مجموعات سياسية وعلى القل يقول الكاتب‬ ‫أنها تحكم مصر وتلعب دورا مهما في الحياة السياسية‬ ‫نظرا لتاريخها السياسي الطويل في المنطقة‬ ‫وفي نهاية التقرير الذي كتبه الصحفي الكندي إيان‬ ‫جونسون على موقع نيويورك ريفيو أوف بوكس يستحث‬ ‫إدارة أوباما على التعامل مع الخوان المسلمين فمنذ‬ ‫نصف قرن تعامل الغرب مع الخوان لتحقيق مكاسب‬ ‫تكتيكية قصيرة المد‪ ،‬وبعدها دعم الغرب العديد من‬ ‫الحكومات المستبدة التي حاولت أن تزيل جماعة الخوان‬ ‫والن – يقول الكاتب – ونحن نرى الحكومات تترنح‬ ‫الواحدة تلو الخرى فالغرب ليس لديه خيار فبعد عقود‬ ‫من الكبت تظهر واحدة من الجهات الفاعلة والدائمة‬ ‫والثابتة جماعة الخوان المسلمين وفي رؤيتها مزيج من‬ ‫الصولية والسلوب السياسي الحديث ويقول الكاتب أن‬ ‫العلقات بين الخوان والبيت البيض موجودة وإن أنكر‬ ‫أوباما ذلك رسميا‪ ...‬ومن حق القاري أن يتساءل بعد‬ ‫قراءة هذا التحليل الخبري إذا كانت الدارات المريكية‬ ‫تعاونت مع الخوان في السابق ضد عبد الناصر الذي كان‬ ‫يمثل تهديدا لمصالحها‪ ،‬وكذلك استخدمتهم في الحرب ضد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪254‬‬


‫الشيوعية لظهار أمريكا بمظهر الدولة الداعمة للحرية‬ ‫الدينية ضد الشيوعية فالتعاون الخواني المريكي الن‬ ‫وبعد موت عبد الناصر وانهيار الشيوعية سيكون ضد من ؟‬ ‫أيا كانت الجابة فهي ليست بالتأكيد ضد أمريكا وحلفائها‬ ‫وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يتمتع بعلقات وثيقة مع الجيش‬ ‫المريكي والسي آي إيه ‪:‬‬

‫ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" المريكية أن‬ ‫مسئولين في إدارة الرئيس أوباما قالوا أن قائد الجيش‬ ‫الجديد في مصر شخصية معروفة في واشنطن ولديه‬ ‫علقات ممتدة مع مسئولين في إدارة أوباما‪.‬‬ ‫وكشفت الصحيفة المريكية اليمينية أن الجنرال عبد‬ ‫الفتاح السيسي وزير الدفاع الجديد اجتمع مع كبار‬ ‫مسئولين أمريكيين ومنهم مستشار الرئيس المريكي‬ ‫لمكافحة الرهاب‪ ،‬وأعرب المسئولون المريكيون عن‬ ‫ثقتهم بأن الجنرال السيسي سوف يحافظ على العلقات‬ ‫الوثيقة مع الوليات المتحدة المريكية التي تدعم مصر بـ‬ ‫‪ 1.3‬مليار دولر سنويا من المساعدات العسكرية‪ ،‬وتدعم‬ ‫اتفاق السلم بين مصر وإسرائيل‪.‬‬ ‫وذكرت الصحيفة أن التصالت بين عبد الفتاح السيسي‪،‬‬ ‫الذي عين وزيرا للدفاع‪ ،‬تعود بتاريخها إلى أكثر من ‪30‬‬ ‫عاما مع الوليات المتحدة‪ ،‬حيث أخذ دورة تدريبية أساسية‬ ‫للمشاة في فورت بينينج في جورجيا عام ‪ .1981‬ونقلت‬ ‫الصحيفة عن مصادر مقربة من الجيش أن موقف‬ ‫جنرالت الجيش‪ ،‬الذي يبدو في ظاهره استسلما‪ ،‬قد‬ ‫يتحول إلى تراجع تكتيكي أكثر منه هزيمة دائمة‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة أن مرسي يواجه تحديات كبيرة إذا كان‬ ‫يأمل في كشف حقيقة الجيش من الدولة المصرية‪،‬‬ ‫‪255‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫العملية التي قد تستغرق أجيال‪ ،‬وأضافت الصحيفة أن‬ ‫الجيش يتمتع بولء عميق من الجمهور‪ ،‬ولديه إمبراطورية‬ ‫تجارية توسعية‪ ،‬والنظام القضائي يدعمه في مرات حكم‬ ‫فيها لصالحه‪.‬‬ ‫ونقلت الصحيفة عن منى مكرم عبيد قولها "هل‬ ‫الجيش ترك السلطة تماما؟ ل أعتقد ذلك" وأضافت‪،‬‬ ‫وهي عضو في المجلس المدني الستشاري مع الجيش‬ ‫منذ أواخر ‪" ،2011‬الجيش لديه القوة القتصادية‪ ،‬والقوة‬ ‫العسكرية‪ ،‬ومهما حدث فهو يتمتع بحب واحترام الغالبية‬ ‫العظمى من الشعب"‬ ‫وقالت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين توقعوا أن‬ ‫يحدث مرسي تغييرا في صفوف الجيش‪ ،‬ويعتقدون أنه‬ ‫استغل الزمة المنية في السبوع الماضي بسيناء‪،‬‬ ‫كغطاء سياسي لعادة صياغة المجلس العلى للقوات‬ ‫المسلحة‪.‬‬ ‫وقال مسئولون أمريكيون أن عبد الفتاح السيسي‬ ‫بوصفه رئيسا سابقا للستخبارات العسكرية المصرية‪،‬‬ ‫كانت لديه علقات وثيقة مع الجيش المريكي والسي آي‬ ‫إيه‪ ،‬وأضافت بأنه تناول طعام العشاء مع جون برينان‬ ‫مستشار أوباما في محاربة الرهاب خلل زيارة قام بها‬ ‫إلى القاهرة في أكتوبر‪ ،‬وأشار إلى أنه أثناء زيارة‬ ‫المريكيين وضع طنطاوي الجنرال السيسي في المقدمة‬ ‫كقائد في المستقبل‪ ،‬وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن‬ ‫السيسي يجري اتصالت مكثفة مع آن باترسون سفير‬ ‫الوليات المتحدة في مصر‪.‬‬ ‫وقال مسئول كبير في إدارة أوباما للصحيفة عن‬ ‫السيسي "هذا هو الشخص الذي عملنا معه لفترة طويلة‪،‬‬ ‫والذي أظهر نفسه حريصا على العمل مع الوليات‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪256‬‬


‫المتحدة‪ ،‬والذي يرى قيمة السلم مع جيران مصر"‬ ‫وأضاف المسئول "ما اعتقده بصراحة أن مرسي يبحث‬ ‫عن تغيير أجيال في القيادة العسكرية"‬ ‫واعتبرت الصحيفة أن تعيين مرسي يمثل حل وسطيا‬ ‫مثاليا بين الحرس القديم من الجيش "العلماني" ومرسي‬ ‫المنتمي لجماعة الخوان‪ .‬ويعرف الناس أن السيسي‬ ‫لديه سمعة حسنة في أوساط الجيش المدني ومتعاطف‬ ‫مع الخوان المسلمين‪ ،‬وعلقت الصحيفة أنها سمة نادرة‬ ‫في الثقافة العسكرية المصرية التي تعادي السلميين‪.‬‬ ‫ونقلت الصحيفة عن زينب أبو المجد‪ ،‬أستاذة في‬ ‫الجامعة المريكية وباحثة في شؤون الجيش‪ ،‬قولها "أن‬ ‫السيسي معروف داخل الجيش بكونه القرب إلى‬ ‫الخوان المسلمين"‪.‬‬ ‫وقال محللون وأشخاص مقربون من الجيش أن تعيين‬ ‫الجنرال السيسي يعكس بقاء السلطة لحرس مبارك‬ ‫القديم في الجيش‪.‬‬ ‫سر العلقة بين الخوان المسلمون والماسونية‪:‬‬

‫معنى كلمة الماسونية البناءون الحرار‪ ،‬وهي منظمة‬ ‫يهودية سرية إرهابية غامضة محكمة التنظيم تهدف إلى‬ ‫للحاد‬ ‫ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى ا ِ‬ ‫لباحية والفساد‪ ،‬كل أعضائها من الشخصيات المرموقة‬ ‫وا ِ‬ ‫في العالم يوثقهم عهد بحفظ السرار ويقومون بما‬ ‫يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام‪.‬‬ ‫ومن ضمن بنودها )سنفرد مقال للماسونية( التي ‪:‬‬ ‫ يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون‬‫ذلك خزعبلت وخرافات‪.‬‬ ‫‪257‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ يعملون على تقويض الديان‪.‬‬‫ العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء‬‫أنظمة الحكم الوطنية في البلد المختلفة والسيطرة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ الشخص الذي يلبي رغبتهم في النضمام إليهم‬‫يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلقي‬ ‫أو وطني ويجعل ولءه خالصا للماسونية‪.‬‬ ‫يقول الداعية السلمي المعروف الراحل الشيخ محمد‬ ‫الغزالي قطب الخوان السابق في كتابه"من معالم الحق‬ ‫في كفاحنا السلمي الحديث "‪.‬إن تاريخ الرهاب‬ ‫السلمي في مصر بدأ بالخوان المسلمين حيث قاموا‬ ‫بتوظيف الدين للوصول إلي أهداف سياسية وقد خدع‬ ‫كثير من الشباب بدعوة حسن البنا المتسترة بالدين‬ ‫وبشعارات القران ولم يكن حسن البنا رجل دين أو من‬ ‫علماء الدين بل كان من السياسيين المؤمنين‬ ‫بالديكتاتورية وحكم الفرد وهو ضد الوطنية المصرية ل‬ ‫يؤمن بالوطن فهو يقول بالحرف الواحد متفقا مع‬ ‫الماسونية العالمية‪:‬‬ ‫"أننا نحن الخوان نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم‬ ‫)إي مليين المصريين( يعتبرونها بالتخوم الرضية والحدود‬ ‫الجغرافية فكل بقعة فيها مسلم وطن عندنا‪,...‬هم إخوة‬ ‫لنا وهم أهلنا أما دعاة الوطنية المصرية فهم ليسوا كذلك‬ ‫فل يعنيهم إل تلك البقعة المحدودة الضيقة من رقعة‬ ‫الرض )المصرية(‪"....‬‬ ‫ويقول الستاذ علي الدالي في كتابه جذور الرهاب‬ ‫‪:‬ودعوة حسن البنا إلي نبذ فكرة الوطنية المصرية الضيقة‬ ‫في نظره واعتناق مبدأ الستيلء علي العالم وإخضاعه‬ ‫لراية السلم كان معناها إن يتحد العالم كله ضد‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪258‬‬


‫المسلمين ويمكن للعالم حينئذ إبادة المسلمين إبادة تامة‬ ‫بما لدي أمم العالم من قوي وبأس وسلح ومال في‬ ‫الوقت الذي ل يملك فيه المسلمون إي سلح أو مال أو‬ ‫بأس‪ ...‬فكانت دعوة السلم تحريضا للعالم كله ضد‬ ‫المسلمين والستعداد لبادتهم فهم أصحاب دعوة‬ ‫عدوانية‪....‬‬ ‫وأردف سيادته قائل ‪ :‬إن دعوة حسن البنا إلي نبذ‬ ‫فكرة الوطنية هي نفس دعوة الماسونية العالمية التي‬ ‫استهدفت القضاء علي استقلل المم بعزل الناس عن‬ ‫اليمان بالوطن‪.‬‬ ‫وقد نادت الماسونية العالمية بنبذ فكرة الوطان طالبت‬ ‫في نفس الوقت باليمان بوحدة العالم فعلت الماسونية‬ ‫ذلك لصرف الشعوب عن القضية الوطنية مساندة منها‬ ‫للستعمار العالمي وكان حسن البنا ومن أتي بعده‬ ‫يحققون للماسونية العالمية أهدافها حين ينصرف‬ ‫المسلمون عن اليمان بالوطن‬ ‫ولم يحقق الخوان المسلمون للمة منذ نشأتها حتي‬ ‫تاريخه غير نشر الفتنة وشق الصف وتمزيق وحدة‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫وقد أعلن الشيخ محمد الغزالي وهو القطب الخواني‬ ‫السابق بكل شجاعة إن مرشد الخوان المسلمين‬ ‫ماسوني )معالم الحق ص ‪.(226‬‬ ‫وفي مصر أمية بين الشباب وغير الشباب استثمرها‬ ‫الخوان المسلمون في نشر سمومهم وأكاذيبهم‬ ‫وأضاليلهم علي مدي سنوات وفي مصر إيمان بالدين ل‬ ‫مثيل له في إي بلد إسلمي آخر ولكن في مصر أمية دينية‬ ‫جعلت مليين المصريين يقعون في براثن الدجالين‬ ‫‪259‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫والمشعوذين والذين برعوا في استثمار الشعار‬ ‫المحمدي‪.....‬‬ ‫ويقول سيادته ‪ :‬ويأتي اليوم برابرة وهمج وحثالة‬ ‫بشرية ليفرضوا بقوة الرصاص والقنبلة صياغة جديدة‬ ‫ترفض العلم والحضارة وتعادي الموهبة النسانية من‬ ‫صنع اليدي الخفية )الموساد(‬ ‫ونحتاج الن يا سادة إلي مسيرة شجاعة لهل الفكر‬ ‫لمواجهة فلول الخوان من حسن البنا إلي جابر الطبال‬ ‫مرورا بعمر عبد الرحمن وطارق البشري ومحمد العوا‬ ‫ومحمد عمارة وزغلول النجار وإشكالهم هؤلء الذين‬ ‫يدافعون بأقلمهم المشبوهة وبإصرار عن الذين يشعلون‬ ‫الحرائق في إي مكان إذ يسرقون أموال الشعب وتطلق‬ ‫عليهم أوصافا إسلمية ويكتبون براءة القتلة ويبررون‬ ‫إعمالهم الخسيسة‪ .‬ويعتبرون هؤلء المجرمون أنهم‬ ‫أصحاب رأي وضرورة إقناع حملة الجنازير والمدى‬ ‫والسيوف بالمنطق والرأي وليس بأي سلح آخر أي‬ ‫إعطاء الفرصة لهؤلء القتلة والخونة لمزيد من نشر‬ ‫الفوضى والفتن وسفك الدماء وتهديد الستقرار باسم‬ ‫حرية الرأي‪.‬‬ ‫جماعة الخوان المنحلة تحاول تغيير صورتها الرهابية‬ ‫والظهور بشكل جديد يوهم الرأي العام بأنها جماعة تدعو‬ ‫بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يكن للخوان في‬ ‫ماضيهم العريض غير الدعوة بالعنف والقتل والتدمير‬ ‫والعدوان علي القباط ومتاجرهم وبيوتهم وعلي أقسام‬ ‫الشرطة إذا تصدت لهم‪.‬‬ ‫والعلقة بين الخوان المسلمين وتنظيمات الجماعات‬ ‫الرهابية بما فيها القاعدة التي تقوم بالنشاط الجرامي‬ ‫لهدم الستقرار في مصر هي علقة فكر ومنهج وتخطيط‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪260‬‬


‫غاية في الدهاء‪ .‬فان جماعة الخوان المسلمين المنحلة‬ ‫هي الصل والقيادة وان كل التنظيمات الرهابية في‬ ‫مصر والتي تقوم وتتحرك بالنار وبالدم هي تنظيمات من‬ ‫صنع القيادة الخفية للخوان المسلمين وان فكر هذه‬ ‫الجماعات هو نفسه فكر الخوان المسلمين وهو فكر‬ ‫القاعدة‪..‬إن الخوان المسلمين هم رأس الفعي وهم‬ ‫صناع الرهاب‪ .‬ورجال الحركة في مصر وفي أهلها‬ ‫وحكامها‪.‬‬ ‫يقول المستشار محمد سعيد عشماوي رئيس محكمة‬ ‫امن الدولة السابق والكاتب القدير ‪ :‬إن التيارات الموجودة‬ ‫الن التي تتمحك بالسلم ليست تيارا واحدا وان كان‬ ‫طبيعتها في الجهل والعنف واحدة ووصول إي تيار إلي أن‬ ‫يكون معترفا به من الحكومة سوف يؤدي إلي حمامات‬ ‫من الدم من معارضيه باسم الدين ولشك إن الخطر‬ ‫الشديد من هذه التيارات هو ضياع شخصية مصر‬ ‫وتاريخها‪.‬‬ ‫إن هذه الجماعات تطالب بالشرعية وتطالب تبعا لذلك‬ ‫بتعديل القوانين القائمة لتفصلها بشكل معين لكي يسمح‬ ‫لها بالنشاط السياسي فليست هناك أحزاب علي أساس‬ ‫ديني لن المشرع استهدف من ذلك حماية الوحدة‬ ‫الوطنية ومنع قيام أحزاب دينية قد تصل إلي عشرات‬ ‫الطاحن فيما بينها باسم الدين ويكفر بعضها وتتحول مصر‬ ‫إلي ساحة من العراك مثل الذي في لبنان وهذا ما تهدف‬ ‫إليه القوي المعادية للسلم ولمصر‪.‬‬ ‫إما محور نشاط كل الجماعات المتطرفة يدور حول‬ ‫قضية واحدة وشعار واحد وهو الشريعة السلمية واني‬ ‫من خلل دراسة متأنية للقانون المصري وللشريعة‬ ‫السلمية استطيع أن أؤكد إن القوانين المصرية كلها‬ ‫‪261‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مطابقة للشريعة السلمية سواء بمعني الحكام الواردة‬ ‫في القرآن أو الصالحة من الفكر السلمي‪.‬‬ ‫يتناول د‪.‬سمير تناغو أستاذ القانون المدني بجامعة‬ ‫السكندرية هذا الشأن قائل‪ :‬التشابه والختلف بين‬ ‫المادة الثانية من الدستور‪ ،‬والمادة الولى من القانون‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫تنص الفقرة الثانية من المادة الولى من القانون‬ ‫المدني المعمول به منذ عام ‪1949‬م فإذا لم يوجد نص‬ ‫تشريعي يمكن تطبيقه‪.‬‬ ‫حكم القاضي ‪:‬‬ ‫أ ‪ /‬بمقتضى العرف‪.‬‬ ‫ب ‪ /‬فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ الشريعة السلمية‪.‬‬ ‫جـ ‪/‬فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي‬ ‫وقواعد العدالة‬ ‫إذن لماذا يصر الخوان المسلمين علي التمسك بالمادة‬ ‫الثانية في حين إنها متواجدة فعل في القانون المدني‬ ‫المعمول به؟‬ ‫واقترح في حالة الصرار علي عدم حذف المادة الثانية‬ ‫أن يضاف إليها نص " ج " المذكور أعله كما ورد بالقانون‬ ‫الذي وضعه فقيه القانون وعلمه الفذ السنهوري في حين‬ ‫إن نص المادة الثانية في الدستور كان من تأليف صوفي‬ ‫أبو طالب المعروف بنفاقه للسلطة‪.‬‬ ‫والمدقق في نص المادة الولي من القانون إن‬ ‫المشرع اعتبر إن الشريعة السلمية ناقصة وغير كافية‬ ‫) ج ( ليكمل ما‬ ‫للحكام فوضع البند‬ ‫نقص من الشريعة والعرف‪ ،‬لن مبادئ القانون الطبيعي‬ ‫وقواعد العدالة اشمل وأوفي وأكمل وهو الركن‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪262‬‬


‫الساسي الذي يرتكن إليه القاضي ليجد فيه الحل‬ ‫المناسب‪.‬‬ ‫الفكار والمعتقدات عند الماسونية‪:‬‬

‫أول‪ .‬يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات‬ ‫ويعتبرون ذلك خزعبلت وخرافات‪،‬ويعملون على تقويض‬ ‫الديان‪.‬‬ ‫ثانيا‪ .‬العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء‬ ‫أنظمة الحكم الوطنية في البلد المختلفة والسيطرة عليها‬ ‫ثالثا‪ .‬إباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة‬ ‫للسيطرة‪.‬‬ ‫رابعا‪ .‬العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابذة‬ ‫تتصارع بشكل دائم وتسليح هذه الطراف وتدبير حوادث‬ ‫لتشابكها‪.‬‬ ‫خامسا‪ .‬بث سموم النـزاع داخل البلد الواحد وإحياء‬ ‫روح القليات الطائفية العنصرية‪ ،‬وقد يبدو هذا واضحا‬ ‫للعيان داخل مصر الن بعد ظهور العديد من الشخصيات‬ ‫التى تتحدث باسم مجموعات عرقية أو دينية تدعوا إلى‬ ‫تفتيت البلد‪.‬‬ ‫سادسا‪ .‬تهديم المبادئ الخلقية والفكرية والدينية‬ ‫ونشر الفوضى والنحلل والرهاب واللحاد‪.‬‬ ‫سابعا‪ .‬استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع‬ ‫وخاصة ذوي المناصب الحساسة لضمهم لخدمة‬ ‫الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة‪.‬‬ ‫ثامنا‪ .‬إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك‬ ‫من كل جانب لحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون‬ ‫ولينفذ صاغرا كل أوامرهم‬ ‫‪263‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تاسعا‪ .‬الشخص الذي يلبي رغبتهم في النضمام‬ ‫إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلقي‬ ‫أو وطني وأن يجعل ولءه خالصا للماسونية‪ ،‬وإذا تململ‬ ‫الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد‬ ‫يكون مصيره القتل‪ ,‬وكل شخص استفادوا منه ولم تعد‬ ‫لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة‬ ‫ممكنة‪.‬‬ ‫عاشرا‪ .‬العمل على السيطرة على الشخصيات البارزة‬ ‫في مختلف الختصاصات وعلى رؤساء الدول بشكل‬ ‫خاص لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية‪.‬‬ ‫احد عشر‪ .‬السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة‬ ‫والنشر والعلم واستخدامها كسلح فتاك شديد الفاعلية‬ ‫لبث الخبار المختلفة والباطيل والدسائس الكاذبة حتى‬ ‫تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس‬ ‫الحقائق أمامهم‪.‬‬ ‫اثني عشر‪ .‬دعوة الشباب والشابات إلى النغماس‬ ‫في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم وإباحة التصال بالمحارم‬ ‫وتوهين العلقات الزوجية وتحطيم الرباط السري‪،‬‬ ‫والدعوة إلى العقم الختياري لتحديد النسل لدى‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫ثلثة عشر‪ .‬السيطرة على المنظمات الدولية بترؤسها‬ ‫من قبل أحد الماسونيين كمنظمة المم المتحدة للتربية‬ ‫والعلوم والثقافة ومنظمات الرصاد الدولية‪ ،‬ومنظمات‬ ‫الطلبة والشباب والشابات في العالم‪.‬‬ ‫أربعة عشر‪ .‬يتم قبول العضو الجديد في جو مرعب‬ ‫مخيف وغريب حيث يقاد إلى الرئيس معصوب العينين وما‬ ‫أن يؤدي يمين حفظ السر ويفتح عينيه حتى يفاجأ بسيوف‬ ‫مسلولة حول عنقه وبين يديه كتاب العهد القديم ومن‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪264‬‬


‫حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية وأدوات‬ ‫هندسية مصنوعة من خشب … وكل ذلك لبث المهابة في‬ ‫نفس العضو الجديد‪.‬‬ ‫خمسة عشر‪ .‬يحمل كل ماسوني في العالم فرجارا‬ ‫صغيرا وزاوية لنهما شعار الماسونية منذ أن كانا الداتين‬ ‫الساسيتين اللتين بني بهما سليمان الهيكل المقدس‬ ‫بالقدس‪.‬‬ ‫ستة عشر‪ .‬يردد الماسونيون كثيرا كلمة " المهندس‬ ‫العظم للكون " ويفهمها البعض على أنهم يشيرون بها‬ ‫إلى ا سبحانه وتعالى والحقيقة أنهم يعنون ) حيراما (‬ ‫إذ هو مهندس الهيكل وهذا هو الكون في نظرهم‪.‬‬ ‫ومما سبق يتضح أن الماسونية تعادي الديان جميعا‪،‬‬ ‫وتسعى لتفكيك الروابط الدينية‪ ،‬وهز أركان المجتمعات‬ ‫النسانية‪ ،‬وتشجع على التفلت من كل الشرائع والنظم‬ ‫والقوانين‪ ،‬وقد أوجدها حكماء صهيون لتحقيق أغراض‬ ‫التلمود وبروتوكولتهم‪ ،‬وطابعها التلون والتخفي وراء‬ ‫الشعارات البراقة‪ ،‬ومن والهم أو انتسب إليهم من‬ ‫المسلمين فهو ضال أو منحرف أو كافر‪ ،‬حسب درجة‬ ‫ركونه إليهم‪.‬‬ ‫وقد أصدرت لجنة الفتوى بالزهر بيانا بشأن الماسونية‬ ‫والندية التابعة لها جاء فيه‪ ) :‬يحرم على المسلمين أن‬ ‫ينتسبوا لندية هذا شأنها وواجب المسلم أل يكون إمعة‬ ‫يسير وراء كل داع وناد بل واجبه أن يمتثل لمر رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم حيث يقول ‪ :‬ل) يكن أحدكم إمعة‬ ‫يقول ‪ :‬إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن‬ ‫وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا‬ ‫أن تجتنبوا إساءتهم (‪ ,‬وواجب المسلم أن يكون يقظا ل‬ ‫يغرر به‪ ،‬وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم‪ ،‬ولها‬ ‫‪265‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫مقاصدها وغاياتها العلنية‪ ،‬فليس في السلم ما نخشاه‬ ‫ول ما نخفيه وا أعلم ( ‪ -‬رئيس الفتوى بالزهر‪ -‬عبد ا‬ ‫المنشد‪.‬‬ ‫كما أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم‬ ‫السلمي فتوى أخرى نقتبس منها‪:‬‬ ‫وقد قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عن هذه‬ ‫المنظمة الخطيرة‪ ،‬وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد‪،‬‬ ‫وما نشر من وثائقها فيما كتبه ونشره أعضاؤها‪ ،‬وبعض‬ ‫أقطابها من مؤلفات‪ ،‬ومن مقالت في المجلت التي‬ ‫تنطق باسمها‪ ،‬وقد تبين للمجمع بصورة ل تقبل الريب من‬ ‫مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص أنها ذات فروع‬ ‫تأخذ أسماء أخرى تمويها وتحويل ً للنظار لكي تستطيع‬ ‫ممارسة نشاطاتها تحت السماء إذا لقيت مقاومة لسم‬ ‫الماسونية في محيط ما‪ ،‬وتلك الفروع المستورة بأسماء‬ ‫مختلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز‪ ،‬إلى غير ذلك‬ ‫من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كليا مع قواعد‬ ‫السلم وتناقضه مناقضة كلية‪،‬وقد تبين للمجمع بصورة‬ ‫واضحة العلقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية‬ ‫العالمية‪ ،‬وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثيرة‬ ‫من المسئولين في البلد العربية وغيرها‪ ،‬في موضوع‬ ‫قضية فلسطين‪ ،‬وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في‬ ‫هذه القضية المصيرية العظمى‪ ،‬لمصلحة اليهود‬ ‫والصهيونية العالمية‪،‬لذلك ولكثير من المعلومات الخرى‬ ‫التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى‬ ‫وتلبيساتها الخبيثة وأهدافها الماكرة يقرر المجمع الفقهي‬ ‫اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على‬ ‫السلم والمسلمين وأن من ينتسب إليها على علم‬ ‫بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالسلم مجانب أهله(‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪266‬‬


‫وفي عام ‪ 1979‬أصدرت جامعة الدول العربية القرار‬ ‫رقم ‪ 2309‬والذي نص على اعتبار الحركة الماسونية‬ ‫حركة صهيونية‪ ،‬لنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل‬ ‫الصهيونية وأهدافها‪ ،‬كما أنها تساعد على تدفق الموال‬ ‫على إسرائيل من أعضائها المر الذي يدعم اقتصادها‬ ‫ومجهودها الحربي ضد الدول العربية‪.‬‬ ‫وفي ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1984‬أصدر الزهر فتوى كان نصها ‪) :‬‬ ‫أن المسلم ل يمكن أن يكون ماسونيا لن ارتباطه‬ ‫بالماسونية انسلخ تدريجي عن شعائر دينه ينتهي بصاحبه‬ ‫إلى الرتداد التام عن دين ا(‪.‬‬ ‫ثانيا‪ .‬نماذج من العمليات الرهابية التي وقعت‬ ‫من الخوان في عهد حسن البنا‪:‬‬ ‫)‪ (1‬مقتل المستشار القاضي الخازندار ومصدر الكلم‬ ‫في ذلك محمود الصباغ أحد قادة التنظيم السري‬ ‫للخوان ود‪ .‬محمود عساف السكرتير الخاص لحسن‬ ‫البنا ومسئول المعلومات ومستشار التنظيم السري‪.‬‬ ‫)‪ (2‬مقتل رئيس الوزراء السابق محمود النقراشي‪.‬‬ ‫)‪ (3‬محاولة قتل إبراهيم عبد الهادي باشا المصدر‬ ‫محمود الصباغ‪.‬‬ ‫)‪ (4‬تفجير قنابل في جميع أقسام البوليس في‬ ‫القاهرة يوم ‪.2/12/1946‬‬ ‫)‪ (5‬إلقاء قنابل حارقة على سيارات كل من هيكل باشا‬ ‫رئيس حزب الحرار والنقراشي باشا رئيس حزب‬ ‫السعديين في وقت واحد‪.‬‬ ‫)‪ (6‬محاولة اغتيال عبد الناصر وأحداث ‪.1965‬‬ ‫)‪ (7‬أحداث الكلية الفنية العسكرية فى سبعينات القرن‬ ‫الماضى‪.‬‬ ‫‪267‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كل هذا وإن دل فإنما يدل على شئ واحد أل وهو‬ ‫ضلوع الخوان المسلمين فى أغلب حوادث وأحداث‬ ‫العنف التى مرت بها مصر على مر عقود طويلة‪ ،‬كما‬ ‫أن هناك من المحللين السياسيين من يشير إلى أن‬ ‫أغلب – إن لم يكن كل – الجماعات الرهابية التى‬ ‫حملت السلح فى مصر قد خرجت من تحت عباءة‬ ‫الخوان المسلمين‪.‬‬ ‫وما أشبه اليوم بالبارحة فمن يوم لخر تظاهرات‬ ‫وإضرابات واعتصامات‪ ،‬وحدث ول حرج والشاعات‬ ‫والراجيف والسعي للثارة والتهييج صار هو سمة هذه‬ ‫الفرقة المبتدعة الضالة ومن ساندهم من الجّهال أصحاب‬ ‫التجاهات الخرى الذين لم يدركوا أنهم يسعون سعيا‬ ‫حثيثا للفتنة والفتنة الكبرى‪.‬‬ ‫الخوان والتصال بالمريكان ‪:‬‬ ‫يذكر محمود عساف في كتابه‪) :‬إن فيليب أيرلند‬ ‫السكرتير الول للسفارة المريكية أرسل مبعوثا من قبله‬ ‫للستاذ المام كي يحدد له موعدا لمقابلته بدار الخوان‪،‬‬ ‫وقد وافق الستاذ على المقابلة‪ ،‬ولكنه فضل أن تكون‬ ‫في بيت أيرلند حيث أن المركز العام مراقب من القلم‬ ‫السياسي وسوف يؤولون تلك المقابلة ويفسرونها تفسيرا‬ ‫مغلوطا ليس في صالح الخوان‪ ،‬اصطحبني الستاذ معه‬ ‫… وذهبنا إلى دار أيرلند في شقة عليا بعمارة في‬ ‫الزمالك … قال إيرلند ‪ :‬لقد طلبت مقابلتكم حيث خطرت‬ ‫لي فكرة وهي لماذا ل يتم التعاون بيننا وبينكم في‬ ‫محاربة هذا العدو المشترك وهو الشيوعية ؟ … قال‬ ‫المام ‪ :‬فكرة التعاون جيدة … نستطيع أن نعيركم بعض‬ ‫رجالنا المتخصصين في هذا المر على أن يكون ذلك‬ ‫بعيدا عنا بصفة رسمية ولكم أن تعاملوا هؤلء الرجال‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪268‬‬


‫بما ترونه ملئما دون تدخل من جانبنا غير التصريح لهم‬ ‫بالعمل معكم ولك أن تتصل بمحمود عساف فهو‬ ‫المختص بهذا المر إذا وافقتم على هذه الفكرة( !!‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬هل نحن أمام دعوة إسلمية فعل ً أم أمام فرقة‬ ‫سرية سياسية وصولية لها مطامع وأهداف أخرى والتاريخ‬ ‫يعيد نفسه اليوم‪.‬‬ ‫فإذا كان المام الملهم الشهيد عند الخوان قد اتصل‬ ‫بالمريكان وزارهم في بيتهم ووافق على التعاون معهم‬ ‫ضد الشيوعية على أن يكون ذلك في السّر بعيدا عن‬ ‫الحكومة‪ ،‬فما الذي يمنع الخوان الن بالتصال بجهات‬ ‫أجنبية أيا كانت بعيدا عن أعين الحكومات العربية لزعزعة‬ ‫المن الداخلي على أمل الوصول إلى السلطة بتأييد هذه‬ ‫الجهات الجنبية‪ ،‬سبحان ا أعداء السلم هم حماته‬ ‫الن وهم سعاته لتمكين الخوان‪ ،‬هل مثل هذا فكر‬ ‫شرعي يستند لمفاهيم شرعية أم أن القوم يّدعوا حقا‬ ‫يريدون به باطل ً ؟ فاعتبروا يا أولي البصار‪.‬‬ ‫تحالفات الخوان المسلمين مع الصليبين ‪:‬‬

‫الصليبية العالمية تحالفت ضد السلم منذ مهد الدعوة‬ ‫المباركة وإلى هذه اللحظة فقواتهم المجرمة جاثمة على‬ ‫صدر المة المسلمة في الكثير من أراضي المسلمين‬ ‫والتاريخ يعلمنا إنهم لم يهدأ لهم بال منذ زمن الرسول‬ ‫صلى ا عليه وسلم إلى زمن الصحابة إلى كل فترات‬ ‫الخلفة من الموية إلى العثمانية وكانت أشرس هذه‬ ‫الحملت في زمن الحروب الصليبية مرورا بحملتهم في‬ ‫مصر إلى استعمارهم للعالم السلمي كله من أندونسيا‬ ‫إلى المغرب على أيدي النجليز والفرنسيين والهولنديين‬ ‫والسبان والطلينة والروس زمن القياصرة والبرتغاليين‬ ‫‪269‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫فهم في حرب وقتل لهل السلم منذ قرون! والغريب‬ ‫في المر أن المجرم جورج بوش عند عدوانه واحتلله هو‬ ‫وعصابات الصليبيين لفغانستان والعراق سمى هذا‬ ‫العدوان )حروب صليبية(! ولكن الشيء المر والذي يدمي‬ ‫كل قلب مسلم ممن ألقى السمع وهو شهيد! هو تحالف‬ ‫الخوان المسلمين ممثلين في تحالف الشمال تحت قيادة‬ ‫الخواني برهان الدين رباني والخواني عبد رب الرسول‬ ‫سياف! والتي قامت قواتهم مع قوات التحالف الصليبي‬ ‫وقوات الشيوعيين بقيادة دوستم وقوات الشيعة‬ ‫الروافض بقيادة كريم خليل زعيم الشيعة الهزازة )وهم‬ ‫بقايا التتار الذين أسلموا في زمن الطوسي‪ ,‬وقام‬ ‫أجدادهم بقتل مليون سني عراقي بمساعدة الشيعة في‬ ‫ذلك الزمان(‪ ،‬قام هذا التحالف الخواني الشيعي الصليبي‬ ‫الشيطاني باحتلل أفغانستان وتدمير الحرث والنسل‬ ‫وهدم المساجد وقتل النساء والطفال! فماذا سيقول‬ ‫الخوان المسلمون وتنظيمهم الدولي ومرشدهم محمد‬ ‫عاكف إلى ا عز وجل! فهل سيرد محمد عاكف ومن‬ ‫معه في مكتب الرشاد وسياف ورباني وعصابتهم‪ ..‬على‬ ‫ا أننا جئنا مع الشيوعيين والشيعة والصليبين لتطبيق‬ ‫شرع ا!‪.‬‬ ‫ونقول لشباب الخوان والمخلصين في هذه الجماعة )‬ ‫من المغرر بهم( أن يستمعوا لرب العالمين من فوق سبع‬ ‫خُذوا اْلَيُهوَد‬ ‫ن آَمُنوا ل َتّت ِ‬ ‫سموات وهو يقول ‪)َ :‬يا أ َّيَها اّلِذي َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫م ِمْن ُ‬ ‫ن َيَتَوّلُه ْ‬ ‫ض َوَم ْ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ء َب ْ‬ ‫م أ َْوِلَيا ُ‬ ‫ضُه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ء َب ْ‬ ‫صاَرى أ َْوِلَيا َ‬ ‫َوالّن َ‬ ‫ن( )المائدة‪(51:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظاِل ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن الّلَه ل َيْهِدي اْلَقْو َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫َفِإّنُه ِمْنُه ْ‬ ‫و ل تصدقوا هؤلء المنهزمين من أمثال عبد المنعم أبو‬ ‫الفتوح وعصام العريان ورباني والغنوشي ومحمد مهدي‬ ‫عاكف ومن على شاكلتهم!‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪270‬‬


‫أترضون أن تشارك قيادة جماعتكم بالشتراك مع‬ ‫السفاح جورج بوش والسفاح توني بلير والسفاح شيراك‬ ‫الرئيس الفرنسي الذي قامت بلده بقتل ‪ 2‬مليون مسلم‬ ‫في الجزائر في قتل الفغان هل يجوز أن يشارك‬ ‫إخوانكم في الخوان في أفغانستان في قتل الفغان‬ ‫واحتلل بلدهم!‬ ‫هل يرضيكم أن يكون رئيس الخوان المسلمين‬ ‫محسن عبد الحميد رئيسا للعراق لمدة شهرين ثم يأتي‬ ‫من بعده رئيس الحزب السلمي الخواني طارق‬ ‫الهاشمي نائبا للرئيس جلل الطالباني؟!‬ ‫أل تعلمون من هو جلل الطلباني الذي أكل على كل‬ ‫الموائد وكان يخون حتى أقرب الناس إليه أهله الكراد!‬ ‫ناهيك عن علقته بإيران وإسرائيل وأمريكا وكل من هو‬ ‫ضد السلم!‬ ‫لقد أدلى هذا الشيوعي الملحد المجرم جلل الطلباني‬ ‫في يناير ‪2004‬م بتصريح لمجلة السبيل الردنية متهكما‬ ‫على الرسول الكريم صلى ا عليه وسلم قائل ً ) العرب‬ ‫ليس لهم فضل علينا ومتى نرد الوراق الصفراء التي‬ ‫جاءنا بها محمد من الصحراء على جمل أجرب يقصد لعنه‬ ‫ا بذلك القرآن الكريم( !‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك يسكت عنه قادة الحزب السلمي العميل‬ ‫في العراق بل ويشاركونه في الحكم تحت ضل الكفار؟‪.‬‬ ‫إن النحراف والتحالفات الخيانية مع أعداء السلم‬ ‫ليست صدفة بل أصل لها شرعيا من علماء الخوان ومن‬ ‫يدور في فلكهم! فهذا يوسف القرضاوي مع محمد سليم‬ ‫العوا وفهمي هويدي قد أصدروا فتواهم المشئومة في‬ ‫بداية العدوان المريكي الصليبي الشيوعي الشيعي‬ ‫الخواني على أفغانستان التي تقول إنه يجوز للمسلم‬ ‫الحاصل على الجنسية المريكية أن يشارك القوات‬ ‫‪271‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الصليبية في الهجوم على البلد السلمية! وكل حجتهم‬ ‫أن حق المواطنة تفرض عليه ذلك! ولقد قام العلماء في‬ ‫العديد من بلد المسلمين بالرد على القرضاوي وأصحابه‬ ‫ولكن ل حياة لمن تنادي!‪.‬‬ ‫علقة سيد قطب وزعماء الخوان بالماسونية‪:‬‬

‫سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلي الذي عانى من التيه‬ ‫حتى عرف طريقه‪ ،‬عانى من الضياع الروحي والتيه‬ ‫النفسي حتى وجد ضالته المنشودة في حركة إسلمية‬ ‫إصلحية سمت نفسها باسم »الخوان المسلمين«‬ ‫ولد »سيد قطب« في قرية )موشة( بمحافظة أسيوط‬ ‫في يوم ‪ ،9/10/1906‬وفى عام ‪ 1920‬سافر إلى القاهرة‬ ‫لينضم إلى مدرسة المعلمين الولية ونال منها شهادة‬ ‫الكفاءة‪ ،‬التحق بعدها إلى تجهيزية دار العلوم‪ ،‬وفى عام‬ ‫‪ 1932‬حصل على درجة البكالوريوس في الداب من كلية‬ ‫دار العلوم‪ ,‬وعمل مدرسا لعدة ست سنوات‪ ،‬ثم موظفا‬ ‫في الحكومة‪ ,‬وبعد سنتين عين في وزارة المعارف‬ ‫بوظيفة »مراقب مساعد« حتى قدم استقالته لن رؤساءه‬ ‫لم يقتنعوا بمقترحاته‪ ,‬وقبل مجلس قيادة الثورة‬ ‫الستقالة سنة ‪ ،1954‬وفي نفس السنة تم اعتقاله وحكم‬ ‫عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما‪ ,‬ولكن الرئيس‬ ‫العراقي »عبد السلم عارف« تدخل وتم الفراج عنه‬ ‫بسبب سوء حالته الصحية سنة ‪.1964‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1965‬اعتقل بتهمة محاولة »اغتيال جمال‬ ‫عبد الناصر«‪ .‬وقد صدر حكم العدام على سيد قطب‬ ‫بتاريخ ‪ ،21/8/1966‬وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد‬ ‫فقط في ‪.29/8/1966‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪272‬‬


‫وطوال حياته السياسية انضم قطب إلى حزب الوفد ثم‬ ‫انفصل عنه‪ ،‬وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من‬ ‫الحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائل ً ‪" :‬لم أعد أرى‬ ‫في حزب من هذه الحزاب ما يستحق عناء الحماسة له‬ ‫والعمل من أجله"‬ ‫لقد مر "سيد قطب" في حياته بمراحل عديدة انتقل‬ ‫فيها من تيارات فكرية إلى أخرى‪ ،‬ويعترف "سيد قطب"‬ ‫أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية‪،‬‬ ‫وفى عام ‪ 1934‬نشر في الهرام دعوته للعرى التام‪ ،‬وأن‬ ‫يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم‪ ،‬وقد كان ذلك‬ ‫منتشرا في البلدان الوربية آنذاك‪ ،‬وقد أكدت ذلك مجلة‬ ‫روز اليوسف حين نشرت مقال بعنوان "سيد قطب من‬ ‫اللحاد إلى القداسة والعكس" وكتبت فيه عن دعوته‬ ‫للعرى‪ ،‬وعن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما‬ ‫تزوجت من غيره‪.‬‬ ‫ويبدو أن الماسونية امتدت إلى "سيد قطب" وبعض‬ ‫العضاء من التنظيم المسمى "الخوان المسلمين"‪ ،‬وكان‬ ‫يكتب بعض مقالته الدبية في جريدة ماسونية هي "التاج‬ ‫المصري" لسان حال المحفل الكبر الوطني المصري‪ .‬مع‬ ‫العرض إن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لحد من‬ ‫غير العضاء في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته‬ ‫أو منصبه‪.‬‬ ‫وقد دخلت الماسونية إلى مصر مع حملة نابليون و‬ ‫تحولت إلى حركة إصلحية من أيام محمد علي باشا‬ ‫الماسوني و ادخلها إلى الصلح الديني جمال الدين‬ ‫الفغاني الماسوني ومن بعده تلميذه النجيب محمد عبده‬ ‫و تلميذه حسن البنا الذي كان ماسوني بامتياز و يوجد‬ ‫‪273‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كتاب يحكي عن مراسيم النضمام إلى الخوان المسلمين‬ ‫أيام البنا و هي تماثل طقوس الماسونية‪.‬‬ ‫و من المؤسف إن الحركات الصهيونية قد تغلغلت في‬ ‫الدين بفضل الفغاني و سللته فالماسونية كانت متأصلة‬ ‫في الخوان أيام حسن البنا و ليس بعد وفاته‪.‬‬ ‫لقد كتب الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه )ملمح‬ ‫الحق(‪ ،‬وهو من أكبر رجالت الخوان وصاحب للشيخ‬ ‫"حسن البنا" أن "سيد قطب" منحرف عن طريقة البنا‪،‬‬ ‫وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب‬ ‫الخوان المسلمين‪ ،‬وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم‬ ‫وكان منهم "سيد قطب"‪.‬‬ ‫وقد صدر كتاب خطير و مثير يذكر علقة الخوان‬ ‫المسلمين و سيد بمنظمات ماسونية و يقدم دلئل ثبت إن‬ ‫سيد قطب خادم مخلص للماسونية العالمية‪ ،‬علما إن سيد‬ ‫كان له اتصالت مشبوهة قبل الثورة بمنظمات أمريكية‪.‬‬ ‫الكتاب بالنجليزي‪:‬‬

‫ونقتبس منه النص التالي‪:‬‬ ‫‪Sayed Qutb was the same age as al-Banna, and‬‬ ‫‪also a Freemason, but he did not even join the‬‬ ‫‪Brotherhood until after al-Banna's death. He had‬‬ ‫‪become critical of the West after living in the‬‬ ‫‪United States for a time and when he returned to‬‬ ‫‪Egypt he embraced fundamentalism. He advanced‬‬ ‫‪within the Brotherhood very quickly and served as‬‬ ‫‪their ambassador in Syria and Jordan before‬‬ ‫‪becoming the editor of the Brotherhood's official‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪274‬‬


‫‪periodical in 1954. However, upon the‬‬ ‫‪"assassination attempt" of Nasser he was arrested‬‬ ‫‪with many of his compatriots, cruelly tortured and‬‬ ‫‪then sentenced to fifteen years in a labor camp. One‬‬ ‫‪year later a representative from Nasser offered him‬‬ ‫‪amnesty if he would but ask for forgiveness. Qutb‬‬ ‫‪refused and remained in prison, studying and‬‬ ‫‪writing on Islam's role in the modern world. He‬‬ ‫‪developed the doctrine that according to Islam,‬‬ ‫‪modern Arab states such as Egypt are overrun by‬‬ ‫‪Jahiliyyah, which is a term translated as barbarity,‬‬ ‫‪primarily pertaining to the influence of Western‬‬ ‫‪culture and political systems. Qutb wrote‬‬ ‫ويعتبر سيد قطب الب الروحي لجماعات العنف‬ ‫الدموية التي جعلت كتابه )معالم في الطريق( دستورا‬ ‫للدمار و الخراب يعكفون عليه ل يفارقه الحركي و‬ ‫الخوان المسلمون أول ما يدرسونه للمجند الجديد‬ ‫المسكين الواقع في حبالهم يدرسون له معالم في‬ ‫الطريق دستور الماسونية في العالم السلمي مثله مثل‬ ‫كتاب العقد الجتماعي لروسو وهي كتب خرجت من‬ ‫رحم الفعى الماسونية‪.‬‬ ‫ولم يكن سيد قطب وحده ماسونيا‪ :‬حيث انظم بعض‬ ‫العضاء من التنظيم المسمى "الخوان المسلمين" إلى‬ ‫الماسونية من أمثال "مصطفى السباعي" الذي ساهم‬ ‫في الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط العضاء‬ ‫الماسونيين في بيروت‪.‬‬ ‫ولقد انتخب "مصطفى السباعي" بعد عام ‪ 1945‬رئيسا‬ ‫عاما للحركة المسماة "الخوان المسلمين" في سوريا‬ ‫‪275‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وأطلقوا عليه اسم المراقب العام‪ ,‬وقد انتخب "مصطفى‬ ‫السباعي" ]‪ [1945 – 1944‬مراقبا عاما لموهبته في‬ ‫الكتابة والخطابة‪.‬‬ ‫وقد احتوت أوراق الماسونية في مصر على )أمر عال(‬ ‫بتاريخ ‪ 29‬أغسطس عام ‪ 1922‬يعترض فيه "إدريس‬ ‫راغب" أستاذ أعظم المحفل الكبر الوطني المصري‬ ‫بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية في الجرائد‬ ‫السيارة‪ ،‬فالموضوعات الماسونية تناقش في صحف‬ ‫الماسون فقط‪ ،‬ويبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التي‬ ‫كان يمتلكها الماسون دون غيرها‪ ،‬أو المتخصصة التي‬ ‫تصدر عن الشروق الماسونية ومحافلها تحت السلطة‬ ‫العامة للمحفل الكبر الوطني المصري‪ .‬ولقد صدر ذلك‬ ‫المر حينما نشر الماسوني "محمد مصطفى عبده" مقال‬ ‫بعنوان "في الماسونية" بجريدة "وادي النيل" الغير‬ ‫متخصصة في الماسونية في عددها الصادر في ‪27‬‬ ‫أغسطس ‪ .1922‬وأمر "إدريس راغب" في نهاية اعتراضه‬ ‫الرسمي بإيقاف "محمد مصطفى عبده" عن العمال‬ ‫الماسونية وأوصى بلزوم محاكمته‪.‬‬ ‫ويبدو أنه بين أمر "إدريس راغب" والمنشور في‬ ‫الصحف الماسونية بعدم السماح لغير الماسون في‬ ‫الكتابة بصحفها‪ ،‬وما كتبه تمام البرازي في كتابه عن‬ ‫ماسونية أحد أعضاء الخوان وهو مصطفى السباعي‪،‬‬ ‫وما ذكره محمد الغزالي في كتابه تأكيد عن ماسونية‬ ‫البعض من جماعة الخوان المسلمين مثل )سيد قطب –‬ ‫حسن الهضيبي – مصطفى السباعي(‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن هناك حقائق ل يمكن أبدا‬ ‫إغفالها أو إنكارها ومن أهمها أن سيد قطب قد تعرض‬ ‫لهزات فكرية خطيرة جدا غيرت مجرى حياته تماما‪ ،‬بل ل‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪276‬‬


‫أكاد أكون مبالغا إذا قلت أنها أثرت فى تاريخ الخوان‬ ‫ومصر كلها‪ ،‬إن هناك تقارير مخابراتية مصرية وأجنبية‬ ‫تتحدث عنه بشكل غريب وعجيب‪ ،‬كيف تحول من شيخ‬ ‫متزمت إلى إنسان مستهتر منحرف العقيدة ماسونى‬ ‫النزعة‪ ،‬ومن شخص برجماتى متحرر إلى شيخ وهابى‪،‬‬ ‫وأخيرا مفكر من الطراز الول له العديد من الكتب لعل‬ ‫أهمها كتاب "معالم على الطريق"‪.‬‬ ‫من أبشع جرائم الخوان تعاونهم مع الشيعة ‪:‬‬

‫ففي العراق تعاونوا مع الشيعة والكرد في احتلل‬ ‫وتدمير العراق‪ ،‬وتردد قادة الحزب السلمي العميل على‬ ‫المرجعيات الشيعية )غير العربية( في النجف وقم‬ ‫وطهران لستجداء عطفهم ورضاهم يعرفه القاصي‬ ‫والداني‪ ،‬ومشاركتهم في حكومات الحتلل الصفوية‬ ‫والعنصرية التي هجرت وقتلت المليين من أبناء الشعب‬ ‫العراقي واضح كالشمس في ضحاها‪ ،‬وسكوتهم عن‬ ‫قيام الحكومة الصفوية بإرسال اللف من الصفويين إلى‬ ‫سوريا لمساعدة النظام الطائفي العلوي في قمع‬ ‫انتفاضة أبناء الشعب السوري و‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وسكوتهم عن قيام حكومة المالكي الصفوية وهم‬ ‫شركاء فيها بقمع انتفاضة أبناء الشعب العراقي من جهة‪،‬‬ ‫ودعمهم للفوضى الشيعية الطائفية في البحرين من جهة‬ ‫أخرى؟‬ ‫وتقديمهم المساعدة لنشر التشيع في مصر الذي ظهر‬ ‫الن فقط على الساحة والمتوقع أن تشهد مصر‬ ‫اضطرابات كثيرة في المستقبل على عادة كل البلد التي‬ ‫يتواجد بها الشيعة‪ ،‬فل يوجد مكان واحد في العالم‬ ‫يسكنه الشيعة إل وتجد المؤامرات والخيانات‬ ‫‪277‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫والضطرابات حتى في معقل الشيعة إيران فالساكنين‬ ‫هناك يعانون المرين‪ ،‬وما جرى ويجري في باكستان‬ ‫وأفغانستان والبحرين واليمن والسعودية وسورية ليس‬ ‫ببعيد‪.‬‬ ‫وسوف يدفع الخوان المسلمون الثمن غاليا كما دفعه‬ ‫آخر خليفة عباسي عندما قرب الشيعة فكانت مكافئة‬ ‫الشيعة له أن قتلوه شر قتله‪.‬‬ ‫ومن كل ما أسردناه يتضح لنا أن الخوان والسلفيين‬ ‫فهم الن يريدون تقسيم مصر فيما بينهم وان جميع‬ ‫الحزاب المعارضة الن يريدون دخول المزاد لكي يكون‬ ‫لهم نصيب من تقسيم التركة وبذلك تم قتل الجنين‬ ‫الطاهر الذي كان يطالب بالحرية والعدالة الجتماعية قبل‬ ‫إن ينموا ويزدهر ويرى الحياة كل ما يحدث الن سواء في‬ ‫الميادين أو المحافظات فهو من فعل الشياطين الحاقدين‬ ‫السارقين راكبين الثورة وليس من مصلحتهم البلد ولكن‬ ‫من مصلحتهم تقسيم الدول العربية لكي يكون خليفتهم‬ ‫خيرت الشاطر وهذا ما تطالب به الصهيونية المريكية‬ ‫ولكن ليس لتطبيق الشريعة السلمية كما يرددون بها‬ ‫الن ولكن لغراضهم الشخصية ومصلحتهم أول وهذا ما‬ ‫أوضحته سلفا وعلقاتهم باليهود والمريكان وهذه هي‬ ‫الحقيقة فلست معهم أو ضدهم ولكنى مع تطبيق‬ ‫الشريعة السلمية خوفا من ا لننا بلد أسلمي وليس‬ ‫علماني أو بلد ينفع به أحزاب المعارضة التي تريد النفع‬ ‫من المراكز الكبرى والتقسيم فيما بينهما من الغنيمة التي‬ ‫أورثتها الثورة‪.‬‬ ‫واليام القادمة وما سيدور فيها من أحداث سوف ُتظهر‬ ‫لنا حقيقة الخوان وكيف يتعاملون مع شركائهم بل وكيف‬ ‫يتعاملون بين بعضهم البعض‪ ،‬كما ستكشف حقيقة‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪278‬‬


‫موقفهم المالى ومن أين يأتي تمويلهم وفى أى شئ يتم‬ ‫إنفاقه‪ ،‬كما ستظهر حقيقة مؤسساتهم المالية السرية‬ ‫والعلنية‪ ،‬وما هى أهدافهم وطموحاتهم‪.‬‬ ‫الخوان عاجزون سياسيا وفاشلون اقتصاديا ويحكمون )ثور هائج( ‪:‬‬

‫حضر إلى القاهرة وفد أمريكي غير رسمي أرسلته‬ ‫وزارة الخارجية المريكية بهدف واضح‪» :‬حاولوا أن‬ ‫تفهموا مصر التي ل نعرفها«‪ ،‬وضم الوفد نخبة من‬ ‫الساسة والقتصاديين‪ ،‬على رأسهم عضو الكونجرس‬ ‫السابق البارز »لرى لروكو« الذي لم ينتظر حتى يعود‬ ‫إلى الوليات المتحدة وقرر تدوين مشاهداته وملحظاته‬ ‫على الحياة في مصر وأرسلها في عدة برقيات صحفية‬ ‫متتابعة لصحيفة »آيداهو ستيتسمان«‪ -‬كبرى الصحف‬ ‫اليومية في ولية »آيداهو«‪.‬‬ ‫الوفد تجول في كل جنبات القاهرة والسكندرية من‬ ‫محلت خان الخليلي ومقهى ريش حتى السفارة‬ ‫المريكية ومجلس الشورى وتحدث مع الجميع‪ :‬رجال‬ ‫دولة ومستثمرين ونشطاء ومدونين وحتى فريق الحملة‬ ‫الرئاسية للفريق أحمد شفيق‪ ،‬وطبعا مع »الخوان«‪.‬‬ ‫وبعد أكثر من أسبوع من اللقاءات المستمرة لخص‬ ‫»لروكو« ورطة مصر كما رآها على النحو التالي ‪» :‬‬ ‫ل‬ ‫توجد بنية سياسية بعد الثورة‪ ،‬فالمعارضة ليس لديها‬ ‫الكثير لتقدمه بديل ً للخوان و»بيزنس السياسة« في مصر‬ ‫ما زال في مرحلة الطفولة‪ ،‬ومن يحكم ‪ -‬يقصد الخوان‪-‬‬ ‫جديد على اللعبة وغير متمرس ول ُمختبر‪ ،‬إنهم أشبه‬ ‫برعاة بقر في يومهم الول على ظهر ثور هائج‪ ،‬فهم‬ ‫عاجزون عن وضع تصورات شاملة وعاجزون عن خوض‬ ‫مباريات صغيرة‪ ،‬وحين يسبحون يعجزون عن الوقوف‬ ‫‪279‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫في المياه‪ ،‬ووسط هذه الطفولة السياسية تضغط أزمة‬ ‫اقتصادية هائلة على الجميع«‪.‬‬ ‫وأضاف »لروكو«‪ :‬من الواضح أن »الخوان« فشلوا‬ ‫حتى الن‪ ،‬ومن غير المؤكد أنهم قادرون على التعافي‬ ‫من كبوتهم حتى وإن فازوا في النتخابات البرلمانية‬ ‫المقبلة‪ .‬البعض هنا يصف »الخوان« بـ »تجار شطار«‬ ‫يستطيعون عقد صفقات الستيراد مع تركيا والصين لكنهم‬ ‫اقتصاديون فاشلون وغير قادرين على إدارة اقتصاد بلد‬ ‫وتنميتها‪ .‬مهارتهم التجارية ساعدتهم في الفوز بالنتخابات‬ ‫الماضية‪ ،‬لكن القتصاد المتعثر تحت قيادتهم يجعلهم‬ ‫عرضة للنقد والسخط الشعبي على نطاق واسع في‬ ‫مصر اليوم‪ .‬وتابع‪ :‬مشاعر السخط على »الخوان«‬ ‫ساخنة جدا بين الحزاب والقوى العلمانية ونشطاء حقوق‬ ‫النسان لدرجة أن البعض يعتقد أن القتصاد سينهار‬ ‫تحت حكمهم‪ -‬في غضون ‪ 30‬يوما‪ ،‬ما سيدفع الجيش‬‫للتدخل وإنقاذ البلد‪ ..‬وأنا أستمع إلى تصريحات المعارضة‬ ‫الغاضبة تذكرت النظرية الشهيرة »يجب حرق القرية‬ ‫لنقاذها« ومن الغريب جدا أن البعض كان مقتنعا أن‬ ‫انهيار القتصاد سيؤدى إلى نهاية »الخوان« سياسيا‬ ‫وسيطرة الجيش على البلد ثم تصحيح الدستور ثم‬ ‫انتخابات نزيهة‪ ،‬وكسياسي وعضو كونجرس سابق‪ ،‬أقول‬ ‫ى أن أفهم كيف يمكن للمعارضين أن‬ ‫إنه من الصعب عل ّ‬ ‫يهددوا بمقاطعة النتخابات ويتركوا الساحة كاملة للرئيس‬ ‫وحزبه‪ ،‬لكن البعض ذكرني أن مصر ليست أمريكا‬ ‫والوضاع هنا كلها مرتبكة وقواعد اللعبة غير سليمة‪.‬‬ ‫وتابع »لروكو«‪ :‬قبل أن يصبح رجب طيب أردوغان‬ ‫رئيسا للحكومة التركية كان رئيسا لبلدية اسطنبول‪،‬‬ ‫ويعرف كيفية تقديم الخدمات للناس وجمع القمامة من‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪280‬‬


‫الشوارع‪ .‬وجمع القمامة يمكن أن يكون بداية طيبة لي‬ ‫حزب سياسي في القاهرة التي تغطيها أكوام القمامة‪.‬‬ ‫لكن في الوقت الحاضر ل الحكومة تحاور المعارضة ول‬ ‫المعارضة راغبة في هذا الحوار‪ ،‬والطرفان مشتبكان في‬ ‫مهاترات عن الماضي‪ ،‬ونظريات المؤامرة تغلب على‬ ‫الطرفين اللذين يعتقدان ‪ -‬وهذه نقطة التفاق الوحيدة‪-‬‬ ‫أن أوباما هو من جاء بـ »الخوان« للسلطة‪ ،‬وهذا محض‬ ‫خيال‪.‬‬ ‫خرج »لروكو« وزملؤه بانطباعات إيجابية عن لقائهم‬ ‫برئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي الذي تحدث‬ ‫إلى الوفد المريكي بثقة توحي بأن »الخوان« تجاوزوا‬ ‫عثرتهم ووجدوا خريطة طريق لحل مشاكلهم السياسية‪،‬‬ ‫وأجاب بمهارة عن العديد من السئلة الصعبة وتحدث عن‬ ‫»خطة هجومية« للوصول إلى المعارضة لتصحيح أوجه‬ ‫القصور المعروفة في الدستور‪ ،‬ما يؤدى إلى انتخابات‬ ‫أكثر تكافؤا‪ .‬وبعد اجتماعنا مع الدكتور فهمي حاولنا تقييم‬ ‫رئيس مجلس الشورى مقارنة بالصورة السلبية التي‬ ‫ترسمها المعارضة » لكن رغم كل هذه النطباعات‬ ‫اليجابية سرعان ما شعر أعضاء الوفد بالحباط عندما‬ ‫علموا أن مجلس الشورى لم ينتخبه إل نحو ‪ %7‬فقط من‬ ‫القاعدة النتخابية‪ ،‬وأنه تاريخيا كان حافل ً بمحاسيب‬ ‫الرئيس السابق وأتباعه‪ ،‬وأن المصريين ما زالوا ينظرون‬ ‫إليه بهذه الطريقة رغم الثورة‪.‬‬ ‫وعن الوضع القتصادي قال »لروكو«‪ :‬مصر تواجه‬ ‫كارثة اقتصادية لكننا لسنا متأكدين متى تنهار وتفلس‪.‬‬ ‫ورغم تطمينات »فهمي« الذي فمهت منه أن ‪ %60‬من‬ ‫قوة القتصاد المصري تسير بقوة الدفع الذاتي ولن تتأثر‬

‫‪281‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫كثيرا بالضطرابات السياسية‪ ،‬أرى أن الموقف في مصر‬ ‫خطير‪ ،‬فالنهيار القتصادي سيطلق اضطرابات اجتماعية‪.‬‬ ‫في لقائه بالغرفة التجارية المريكية تأكد »لروكو« أن‬ ‫الزمة القتصادية ستتجسد في »أزمة طاقة« فخفض‬ ‫دعمها يمثل تهديدا خطيرا لجماعة »الخوان«‪ ،‬وهو خطر‬ ‫يزداد مع اقتراب الصيف الذي ترفع حرارته فاتورة الدعم‬ ‫المتضخمة أصل ً‪ .‬أزمة الطاقة مشكلة قديمة لكنها الن‬ ‫من نصيب الجماعة‪ .‬ومشكلة الطاقة أحد ملمح أزمة‬ ‫اقتصادية شاملة وموافقة صندوق النقد الدولي على منح‬ ‫مصر قرضا بقيمة ‪ 4.8‬مليار دولر تتفاوض عليه الحكومة‬ ‫منذ شهور طويلة سيشجع دول ً كثيرة على مساعدة مصر‬ ‫بإعطائها قروضا ومنحا وجدولة ديون قديمة‪ ،‬لكن كل‬ ‫هذه المنح والمساعدات ل تقارن بحجم الدين العام‬ ‫الهائل لمصر‪ ،‬وهو ما جعل »لروكو« يقول‪» :‬أشعر أن‬ ‫القتصاد المصري قطار يتحطم أمامي بالتصوير‬ ‫البطيء«‪.‬‬ ‫بعد اجتماعات كثيرة مع رجال أعمال ومستثمرين‬ ‫مصريين وأجانب ومسئولين ومتابعة ما يجرى في الشارع‬ ‫رصد »لروكو« عدة ملحظات‪ ،‬أولها أن الضطرابات‬ ‫ألقت بغشاوة على الجميع »فهم ل يبصرون« المستقبل‬ ‫وعاجزون عن تحسس طريقهم إليه لدرجة أن الشركات‬ ‫المريكية العاملة في مصر ل تستطيع أن تتنبأ بمستقبل‬ ‫البلد حتى ولو لمدة شهر واحد‪.‬‬ ‫المر الثاني أن الرأي العام شديد الحساسية والسخط‬ ‫في كل مكان على الوليات المتحدة‪ ،‬إلى الحد الذي‬ ‫جعلنا نذّكر الجميع في كل مكان نذهب إليه أننا ل نمثل‬ ‫ءا للهجوم علينا‪ .‬والحقيقة أن أمريكا‬ ‫الحكومة المريكية در ً‬ ‫في وضع حرج فيما يتعلق بمصر »فهي ملعونة إن تدخلت‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪282‬‬


‫وملعونة إن لم تتدخل«‪ ،‬والغلبية العظمى هنا مؤمنة أن‬ ‫الديمقراطية ليست أولوية أمريكية وإذا كانت أولوية فإنها‬ ‫لن تتحقق بدعم مرسى وجماعته‪.‬‬ ‫مصر تواجه كارثة اقتصادية لكننا لسنا متأكدين متى‬ ‫تنهار وتفلس‪ ..‬وخفض دعم الطاقة يمثل تهديدا خطيرا‬ ‫لجماعة »الخوان« مع اقتراب الصيف ‪.‬‬ ‫وتابع »لروكو«‪ :‬واشنطن ما زالت تقّيم أداء »الخوان«‬ ‫وتراقب قدرتهم على إدارة البلد والخروج من هذا النفق‪،‬‬ ‫وتقديري إذا أصم »الخوان« آذانهم وإذا أساؤوا قراءة‬ ‫نتائج النتخابات واعتقدوا أنهم يملكون تفويضا لم يمنحهم‬ ‫لهم أحد فسينهارون بأسرع مما يتوقعون ولن يمر وقت‬ ‫طويل قبل أن يثور مئات اللف ضدهم‪ .‬أمريكا تقف في‬ ‫منتصف الصراع عاجزة تواجه شائعات بل أساس؛ أنها‬ ‫أتت بـ »الخوان« للسلطة‪ ،‬وهذه الشائعات تتغذى على‬ ‫إحباط الشارع الذي يزيد مع النهيار القتصادي‪ .‬والقوى‬ ‫العلمانية‪ ،‬والمعتدلون والمسيحيون يلومون الوليات‬ ‫المتحدة لعدم الطاحة بمرسى والبعض سعيد بتجميد‬ ‫المعونة‪ ،‬فقط نكايًة في »الخوان«‪.‬‬ ‫وعن الوضع المني في مصر قال »لروكو«‪ » :‬لم أكن‬ ‫أبدا قلقا من الحضور لمصر لكن الن أشعر بالقلق وكل‬ ‫من عرف بمجيئي لمصر يقول‪ :‬خذ حذرك‪ ..‬هذا النطباع‬ ‫العام هو ما يصرف السائحين عن زيارة مصر ويضاعف‬ ‫من متاعب القتصاد‪ .‬وتابع‪ :‬لكن رغم كل ما سمعناه عن‬ ‫تدهور المن في الشارع المصري‪ ،‬فإن العنف الجديد‬ ‫على المصريين ل يقارن بالعنف في شوارع شيكاغو‪،‬‬ ‫فمعدل الجريمة في مصر ظل لسنوات طويلة تقريبا زيرو‬ ‫والقتل كان أمرا نادرا ول مجال لمواطنين يحملون‬ ‫السلح‪ ،‬الموقف الن تغير وبدأت السلحة تتدفق من ليبيا‬ ‫‪283‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫على مصر ويقبل المواطنون على الحتفاظ بها سرا‪ ،‬خوفا‬ ‫من الفوضى والنفلت المني‪ ،‬هذا أمر جديد على مصر‬ ‫التي أعرفها عن قرب منذ عام ‪1996‬ولم أتوقعه‪.‬‬ ‫ويتابع‪ :‬مصر بلد معقد‪ ،‬ولديها ثقافة وتاريخ‪ ،‬لكنها‬ ‫تكافح من أجل أن يكون لها مستقبل‪ .‬بالنسبة لواشنطن‬ ‫مصر هي مركز الفكر والقتصاد في العالم العربي لكنها‬ ‫مشلولة في الوقت الحالي‪ .‬ومثل الكثيرين شعرت بالفرح‬ ‫لثورتهم‪ ،‬وحين زرت مصر بعد الثورة مباشرة ملني الفرح‬ ‫والمل في أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو‬ ‫الديمقراطية لكنني كنت واهما‪ ،‬فتعقيدات الحياة المصرية‬ ‫ل تضمن انتقال ً سلسا لمستقبل أفضل‪ ،‬والن أدرك بقوة‬ ‫أن المور في مصر ترجع للخلف‪ ،‬فالمصريون توقعوا‬ ‫الكثير جدا من ثورتهم والنتيجة إحباط وتشاؤم شديدان«‪.‬‬ ‫ورصد »لروكو« ‪ 3‬أسباب لحباط المصريين؛ أولها أنهم‬ ‫حديثو عهد بالحرية ويفهمون الديمقراطية بمنطق »إما‬ ‫كل شيء أو ل شيء« ويرفضون التدرج لتحقيق أمانيهم‪.‬‬ ‫ثانيا أن التطورات السياسية خادعة‪ ،‬فقد نجحوا باقتدار‬ ‫في إتمام النتخابات البرلمانية لكن سرعان ما ندموا عليها‬ ‫لنها أتت بـ »الخوان«‪ .‬وثالثا المعارضة ‪-‬بعد خسارتها‬ ‫النتخابات‪ -‬تعيش في فقاعة عدم العتراف بنتائج‬ ‫النتخابات ولديهم قناعة عميقة أن »الخوان« ما كان لهم‬ ‫أن يفوزوا‪ ،‬وبالتالي يجب تصحيح هذا »الخطأ« في أسرع‬ ‫وقت ممكن‪ .‬مبدأ المقاطعة والحتجاجات توجه يناسب‬ ‫الثورة ولكن ليس بالضرورة الصيغة الصحيحة لبدء‬ ‫العملية السياسية‪ .‬ويجب علينا أن ندرك أن نفوذ الجيش‬ ‫هائل في البلد وقوات مبارك لم تغادر مسرح الحداث‬ ‫كلية‪ .‬يقال إن النتخابات الثانية بعد أي ثورة هي ما يهم‬ ‫وكل من خسر النتخابات ينتظر النتخابات القادمة‪،‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪284‬‬


‫وكثيرون جدا في مصر مشغلون بالنتخابات الفائتة عن‬ ‫القادمة‪ .‬وعلى الجانب الخر خذل »الخوان« الجميع‬ ‫وخيبوا آمال من تصور أنهم قادرون على إدارة البلد‬ ‫اقتصاديا بكفاءة‪ ،‬لكن على العكس يواصل »الخوان«‬ ‫ارتكابهم الخطأ تلو الخر اقتصاديا‪.‬‬ ‫الضطرابات ألقت بغشاوة على الجميع »فهم ل‬ ‫يبصرون« المستقبل‪ ..‬والرأي العام شديد السخط على‬ ‫الوليات المتحدة ‪.‬‬ ‫ويتابع »لروكو«‪ :‬مع تفشى البطالة وعجز الموازنة‬ ‫يتدهور الوضع ساعة بعد ساعة‪ .‬السياسة تدور حول‬ ‫المستقبل و»الشارع« الذي أّيد »الخوان «ل يرى مستقبل ً‬ ‫تحت قيادتهم في الوقت الراهن‪ ،‬فلم تنجح الجماعة في‬ ‫التعامل مع القضايا الكبيرة ول التفاصيل الصغيرة‪،‬‬ ‫ومحاولتهم الخفية لتقييد الحريات نّفرت الكثيرين منهم‪.‬‬ ‫القيادة المصرية تحتاج إلى الستيقاظ إلى حقيقة أن‬ ‫النتخابات الخيرة ل يعنى تحول ً جذريا وموافقة على‬ ‫إنشاء دولة إسلمية وعليهم أن يدركوا أن قطار الزمن‬ ‫تجاوز هذه الفكار منذ زمن طويل والشعب لديه احتياجات‬ ‫ل‪.‬‬ ‫عاجلة تستحق اللتفات لها أو ً‬ ‫ومن هنا يتبين لنا التدهور المنى والسياسي‬ ‫والقتصادي ولسنا في حاجه لن يحضر وفد أمريكي غير‬ ‫رسمي لكي يقوم بتقييمنا واللعبة واضحة من أمريكا لكي‬ ‫نعلم جميعا بأنهم ليس لهم أي يد في وصول الخوان‬ ‫للسلطة ولذلك أدعو أن هذا الوفد غير رسمي وكأن‬ ‫الشعب المصري يجهل مدى العلقة بين الخوان وأمريكا‬ ‫ونحن بعد مضى شهور من تولى الخوان الحكم نرى‬ ‫ضرب أخطر جهاز وهو الشرطة وبذلك فقدنا المن‬ ‫والمان ولم نشهد في تاريخ مصر بأن الشرطة هي التي‬ ‫‪285‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تقوم بالعتصامات والوقفات الحتجاجية وهذا يوضح بأن‬ ‫حكم الخوان ليس برجال الشرطة والداخلية وإنما برجال‬ ‫الميلشيات الخوانية بحجة الحفاظ على المن والمان‬ ‫بمصر لن رجال الشرطة رفضت القيام بعملها وهذا‬ ‫مخطط رهيب لبد أن يعي إليه الشعب المصري ومن‬ ‫مظاهر الفوضى بالمحافظات وما جرى على سبيل المثال‬ ‫بمحافظة الغربية في واقعة ذبح وتعذيب )خاطفي‬ ‫الطفال( وتطبيق )حد الحرابة( كل هذا نتيجة اللعبة التي‬ ‫تقوم بها جماعة الخوان المسلمين والفوضى المستمرة‬ ‫في جميع إنحاء مصر لكي نرضى بمبدأ الميلشيات بديل‬ ‫من جهاز الشرطة وبذلك يتضح لنا أن جهاز الشرطة تم‬ ‫أخونته بالفعل ‪.‬‬ ‫وبعد أخونه جهاز الشرطة وجميع الوزارات بما فيهم‬ ‫وزارة الوقاف نرى الدور على القوات المسلحة التي كنا‬ ‫نتعجب عندما نسمع عن أخونه القوات المسلحة ولكن‬ ‫ظهر اليوم المخطط الواضح للخوان المسلمين وهو‬ ‫ضرب القوات المسلحة ‪.‬‬ ‫نطالب بالتحقيق فورا حول قبول ) نجل شقيق مرسى‬ ‫في ) الفنية العسكرية ( ‪:‬‬ ‫أثارت تصريحات اللواء أركان حرب عصمت مراد مدير‬ ‫الكلية الحربية بشأن قبول عدد من شباب تنظيم الخوان‬ ‫ضمن الدفعة الجديدة للكلية الحربية واعتماد نجل شقيق‬ ‫الرئيس محمد مرسى ضمن طلبة الكلية الفنية العسكرية‬ ‫ردود فعل متباينة ولذلك لبد من فتح تحقيق رسمي في‬ ‫المر منعا للشبهة حيث قال وكيل مؤسسي حزب الدستور‬ ‫جورج إسحاق والقيادي بجبهة النقاذ ‪ :‬إن قرار قبول نجل‬ ‫شقيق الرئيس مرسى ضمن الدفعة الجديدة للكلية الفنية‬ ‫العسكرية يثير الريبة بشأن آلية لختياره في هذا التوقيت‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪286‬‬


‫الحرج وطلب إسحاق من الفريق عبد الفتاح السيسى‬ ‫وزير الدفاع إصدار بيان رسمي لشرح ملبسات قبوله نجل‬ ‫شقيق الرئيس وعددا من شباب الخوان وأضاف أيضا‬ ‫بأنه يثق في نزاهة ووطنية وزير الدفاع ولكن ل يقبل أن‬ ‫يتم الختيار على أسس التمييز والوساطة أو التمييز وفق‬ ‫اليديولوجيات الفكرية ‪.‬‬ ‫وطالب أيضا الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز‬ ‫الهرام للدراسات السياسية والستراتيجية بفتح تحقيق‬ ‫في الواقعة من شباب الخوان وعلى رأسهم نجل شقيق‬ ‫الرئيس خصوصا أن قضايا التحاق المقربين من الرئيس‬ ‫مرسى بالمناصب والوظائف الحكومية تكررت في العديد‬ ‫من المؤسسات بداية من تعيين نجل الرئيس في المطار‬ ‫وصول إلى نجل شقيقة ‪.‬‬ ‫ومن هنا يتضح لنا من هذا أن الوضع باء خطيرا وعلى‬ ‫أي أساس جرى تصنيف هؤلء ومعرفة انتماءاتهم‬ ‫السياسية وهذا يعنى أن القبول أو الستبعاد يجرى على‬ ‫أساس سياسيي في مخالفة الدستور والقانون وهذا خير‬ ‫دليل على أخونه القوات المسلحة مما سيضع الدولة تحت‬ ‫سيادة الخوان المسلمين وهذا هو التفاق الواضح بين‬ ‫الخوان وأمريكا التي تدعى بأن ما يطلق عليها الن مجرد‬ ‫إشاعات وأنها ليس لها يد نهائيا في وصول الخوان للحكم‬ ‫لكن الموقف واضح على تقسيم مصر والدول العربية‬ ‫والسلمية حتى يكون عصر الخلفة مرة أخرى وهذا لم‬ ‫يذكر نهائيا في جميع الكتب السماوية بأن عصر الخلفة‬ ‫سيعود مرة أخرى وأن أخر الخلفاء الراشدين كان هو‬ ‫سيدنا عمر بن عبد العزيز وأن ما تقوم به جماعة الخوان‬ ‫المسلمين مجرد أضغاث أحلم فقط وكي يثبت للجميع‬ ‫أن مصر على وشك التقسيم ما يحدث حاليا في سيناء ‪.‬‬ ‫‪287‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫شركة بريطانية يملكها »مصري« قدمت المشروع‬ ‫لمحافظ شمال سيناء بدعم من نائبه الخوانى ‪:‬‬ ‫حصلت »الوطن« على أوراق المخطط الذي تقدمت به‬ ‫شركة مصرية بريطانية‪ ،‬تسمى »صحارى« يملكها رجل‬ ‫أعمال مصري »م‪ .‬ح«‪ ،‬لبناء وتشييد مليون وحدة سكنية‬ ‫في سيناء تحت مسمى »مدينة النهضة«‪ ،‬وهو المشروع‬ ‫الذي حظي بدعم إخواني عن طريق الدكتور عادل‬ ‫قطامش القيادي في الجماعة‪ ،‬ونائب محافظ شمال‬ ‫سيناء‪ ،‬في الوقت الذي رفضته قوى سياسية وحزبية‬ ‫واعتبرته خطة لتوطين اللجئين الفلسطينيين في‬ ‫العريش‪.‬‬ ‫المشروع وصفته بعض القوى السياسية بـ »المريب«‪،‬‬ ‫واستندت إلى أنه يعتمد على إنشاء مليون وحدة سكنية‪،‬‬ ‫فى حين أن سكان شمال سيناء ل يزيد على ثلث المليون‬ ‫نسمة‪ ،‬ما جعلها تعتبره بداية لمشروع »توطين‬ ‫الفلسطينيين«‪ ،‬وإيجاد بديل لهم عن حق العودة إلى‬ ‫الراضي المحتلة‪ ،‬وتصفية حق اللجئين الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وعرض الشركة وفقا لما جاء في الملف الذي وصل‬ ‫إلى محافظة شمال سيناء‪ ،‬يتضمن إنشاء مدينة مليونية‬ ‫متكاملة على أحدث النظم التكنولوجية‪ ،‬بالضافة لنشاء‬ ‫مناطق صناعية‪ ،‬وتجارية‪ ،‬ومجمعات صحية‪ ،‬ومناطق‬ ‫إدارية‪ ،‬وبنكية‪ ،‬وخدمات شرطية‪ ،‬ومناطق زراعية‪ ،‬ومزارع‬ ‫حيوانية وداجنة‪ ،‬ودور سينما‪ ،‬ومسرح‪ ،‬ومجمعات رياضية‪،‬‬ ‫وجامعة‪ ،‬ودور عبادة‪ ،‬وبنية أساسية داخلية‪ ،‬ومصانع‬ ‫متخصصة‪ ،‬ومتاحف‪ ،‬وفنادق‪ ،‬وإنشاء مصافي بترول‪،‬‬ ‫وشبكات الغاز‪ ،‬واستخراج المعادن‪ ،‬وإنشاء بنية تحتية‪،‬‬ ‫وسكك حديدية‪ ،‬وطرق‪ ،‬ومطارات‪ ،‬ومحطات تحلية للمياه‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪288‬‬


‫المدينة تشمل إنشاء مليون وحدة سكنية رغم أن عدد‬ ‫سكان المحافظة ل يتجاوز ‪ 300‬ألف ‪.‬‬ ‫وجاء في المخطط ‪-‬الذي حصلت عليه »الوطن«‪ -‬أن‬ ‫الشركة تهدف من المشروع الذي أطلقت عليه »مشروع‬ ‫بناء مدينة النهضة«‪ ،‬إلى خلق مدينة متكاملة حديثة‪،‬‬ ‫بأحدث النظم لتكون النواة الولى‪ ،‬والقاعدة الساسية‬ ‫للنهضة الشاملة في كل محافظات مصر‪ ،‬عن طريق البدء‬ ‫في هذه المدينة بإنشاء المصانع الساسية الضخمة‪ ،‬التي‬ ‫ستمد المدينة الجديدة بكل احتياجاتها الساسية‪ ،‬كما تمد‬ ‫بقية المدن المتماثلة في آن واحد بمجرد استكمال‬ ‫المنشآت الصناعية الساسية في المدينة الولى‪.‬‬ ‫والهدف السمى للمشروع‪ ،‬على حد ما جاء في‬ ‫المخطط‪ ،‬هو إنشاء المدينة في الظهير الصحراوي لجميع‬ ‫المحافظات‪ ،‬وخاصة محافظات سيناء بما لها من أهمية‬ ‫إستراتيجية قصوى‪.‬‬ ‫والفوائد الساسية للمشروع هي خلق فرص عمل‬ ‫تتراوح بين ‪ 250‬و ‪ 750‬ألف فرصة خلل إنشاء المشروع‪،‬‬ ‫وتزداد إلى مليون ونصف المليون فرصة عمل‪.‬‬ ‫وأضاف المخطط أن الشركة تتمتع بعلقات وطيدة‬ ‫ومتميزة مع العديد من الكيانات الستثمارية العالمية‪،‬‬ ‫والعديد من الدول والشركات والبنوك‪ ،‬وتقترح الشركة‬ ‫توفير التمويل اللزم للمشروعات التي سيتم التعامل فيها‬ ‫بأسعار متميزة مع منح تسهيلت طويلة الجل لمساعدة‬ ‫الحكومة على إنجاز الخطط الموضوعة‪ ،‬ويتم التفاق‬ ‫على التزامات كل من الطرفين )المحافظة والشركة(‬ ‫بقيام الشركة بتنفيذ المشروع والمشروعات الخرى وذلك‬ ‫وفقا للشروط الدولية المعتمدة بهذا النظام من‬ ‫التعاملت‪.‬‬ ‫‪289‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫تشير أوراق شركة »صحارى« إلى أنها تأسست في‬ ‫ثمانينات القرن الماضي في بريطانيا وتم تسجيلها بموجب‬ ‫قوانين جزر فيرجن البريطانية‪ ،‬وطورت أداءها وأنشطتها‬ ‫حتى وصلت مشاريعها إلى أفريقيا وأوروبا‪ ،‬وهى‬ ‫مجموعة مستقلة بالكامل‪ ،‬وأحجام أعمالها كبيرة‪،‬‬ ‫واستثماراتها في مجموعة من المشاريع الدولية المتنوعة‪،‬‬ ‫ومنها النقل‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والنشاءات‪ ،‬والمياه‪،‬‬ ‫والبيئة‪ ،‬والتصالت‪ ،‬وغالبية مشاريعها واستثماراتها في‬ ‫أفريقيا وخاصة غانا‪.‬‬ ‫مطارات وسكة حديد ومجمعات صحية وبنوك لخلق‬ ‫مدينة متكاملة مكتفية ذاتيا عن مصر‬ ‫وكشفت مصادر ‪-‬رفضت نشر اسمها‪ -‬عن أن هذه‬ ‫الشركة ترغب في تجهيز مواقع في سيناء لقامة منطقة‬ ‫حرة مع غزة‪ ،‬وعلى مساحة كبيرة جدا من الراضي في‬ ‫سيناء‪ ،‬وخاصة منطقة شرق العريش التي من المنتظر‬ ‫تخصيصها كأرض بديلة للفلسطينيين‪.‬‬ ‫وأعلنت القوى السياسية والمدنية في شمال سيناء‬ ‫رفضها التام لهذا المخطط‪ ،‬الذي أثار ردود فعل غاضبة‪،‬‬ ‫وشديدة‪ ،‬في الوقت الذي وصفت فيه أجهزة أمنية‬ ‫وسيادية المشروع بالمشبوه‪ ،‬وأوصت المحافظ برفض‬ ‫الفكرة نهائيا‪.‬‬ ‫وقال خالد عرفات‪ ،‬أمين حزب الكرامة في شمال‬ ‫سيناء‪ ،‬إنه يرفض هذا المشروع الستيطاني الذي يعد‬ ‫بداية وتكريسا للتوطين‪ ،‬وهو مشروع خطير سيؤدى في‬ ‫النهاية إلى احتلل سيناء مثل مشاريع التوطين التي قامت‬ ‫مع بداية دولة إسرائيل فى بداية القرن الماضي‪ ،‬والتي‬ ‫بدأت بنفس الفكرة‪ ،‬وما يثير الريبة أن هذا المشروع تتبناه‬ ‫قيادات جماعة الخوان التي ل نثق فيها‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪290‬‬


‫وقال حمدان الخليلي‪ ،‬سكرتير عام حزب الوفد في‬ ‫شمال سيناء‪ ،‬إن هذا المشروع هو التوطين بعينه‪ ،‬ومن‬ ‫حقنا أن نعرف من هي هذه الشركة‪ ،‬ومن وراءها‪ ،‬وهى‬ ‫فكرة خبيثة‪ ،‬ومشبوهة‪ ،‬خصوصا أن وراءها جماعة‬ ‫الخوان المنتشرة في عدة دول عربية وأوروبية‪ ،‬ول‬ ‫نستبعد أن تكون هذه الفكرة هي بداية التوطين‬ ‫للفلسطينيين‪.‬‬ ‫وقال المهندس عبد ا الحجاوى‪ ،‬مدير الجمعية‬ ‫الهلية للبيئة في سيناء‪ ،‬إن مشروع بناء مليون شقة في‬ ‫محافظة ل يتجاوز سكانها ثلث هذا الرقم أمر مريب‪ ،‬ويثير‬ ‫الشكوك‪ ،‬فالشركة المصرية البريطانية تستطيع أن تبنى‬ ‫مدارس أو مصانع ولكن إصرارها على بناء وحدات‬ ‫سكنية يؤكد فكرة مشروع التوطين للجئين الفلسطينيين‪،‬‬ ‫ونحن نرفض هذه الفكرة جملة وتفصيل‪.‬‬ ‫إنشاء مصانع ضخمة ومجمعات تجارية لـ»تصدير«‬ ‫المنتجات للمناطق المحيطة والقريبة‬ ‫وقال عماد البلك‪ ،‬رئيس التيار الشعبي في شمال‬ ‫سيناء‪» :‬هذه فكرة إخوانية‪ ،‬ومليون وحدة سكنية تعنى‬ ‫توطين ‪ 4‬مليين مواطن‪ ،‬وحيث إن تعداد سكان سيناء ل‬ ‫يصل إلى ‪ 400‬ألف مواطن إذن سيكون نسبة أهالي‬ ‫سيناء إلى قاطنيها بواقع ‪ ،%10‬وهى نفس خطة‬ ‫الصهاينة‪ ،‬حينما عملوا تغييرا ديموجرافيا في فلسطين‪،‬‬ ‫وأصبح السكان الصليين هم القلية‪ ،‬وعلى الجيش‬ ‫المصري أن يقرر إذا كان سيقبل أن تضيع سيناء إلى البد‬ ‫بمخطط أمريكي صهيوني إخواني«‪.‬‬ ‫وأخيرا لكي نعلم جيدا حقيقة الخوان ما حدث معي‬ ‫بالفعل من تهديدات برسائل على الموبايل بعد تسجيلي‬ ‫برنامج بالتليفزيون عن أخونه وزارة الوقاف يوم‬ ‫‪291‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ 3/3/2013‬على قناة المحور وقمت بعمل محضر‬ ‫بالشرطة لتتبع الميل ‪ ,‬وحدث بالمثل مع الشيخ صبري‬ ‫عبادة وكيل الوزارة لوقاف الغربية بعد تسجيله برنامج‬ ‫على قناة الناس ذهبوا لمكتبه وقاموا بتكسيره وهذا هو‬ ‫فعل الخوان وميلشيات الخوان نظام البلطجة الذي‬ ‫يعرفونه من قتل واغتيالت ولكنهم ل يعرفون أي شئ‬ ‫عن السياسة نهائيا ومستعد لكلمة الحق وظهور الحقيقة‬ ‫الموت في أي وقت وقد نبهت عن ذلك في كتابي السابق‬ ‫الخوان والسلفيين الحاضر والماضي ولكن للسف لم‬ ‫يعي الشعب ذلك إل بعد فوات الوان ‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪292‬‬


‫الفصل العاشر‬

‫قضيه تمويل الخوان‬ ‫لتفجرها جريدة الوطن بالمستندات‬ ‫التنظيم يعتمد فى تمويلة على الجمعيات الخيرية فى‬ ‫سويسرا ويضع على رأسها شخصيات اخوانية غير معروفة‬ ‫‪.‬‬ ‫بالمستندات الخوان تدير ‪ 10‬جمعيات لديها سيولة ‪35‬‬ ‫مليون جنيه فى عام واحد وأحفاد ) البنا ( مؤسسو المركز‬ ‫السلمى فى جنيف ومحمد كرموص عضو مركز‬ ‫) سواسية ( الخوانى يسيطر على أغلب الجمعيات‬ ‫و) القرضاوى وزغلول ( عضوان فى احداها ‪.‬‬ ‫كان من البديهى أن تكون أولى خطوات تتبع تمويل‬ ‫تنظيم الخوان المسلمين نابعة من الخارج ‪ .‬التمويل‬ ‫الداخلى القائم على جمع التبرعات والشتراكات من‬ ‫العضاء البالغ عددهم ‪ 500‬ألف عضو – وفق ثروت‬ ‫الخرباوى القيادى السابق بالتنظيم ‪ .‬لذا كان لزما التوصل‬ ‫الى المنبع الرئيسى ‪.‬‬ ‫الخيط الول كان يوسف ندا رجل العمال المصرى‬ ‫الحاصل على الجنسية اليطالية والذى كان يشغل منصب‬ ‫المفوض لجماعة الخوان فى الخارج ومؤسس ) بنك‬ ‫‪293‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫التقوى ( الذى اتهمة الرئيس المريكى السابق ) جورج‬ ‫بوش ( بتمويل هجمات ‪ 11‬سبتمبر ‪.‬‬ ‫تشير الوثائق الى أن يوسف ندا أسس ) بنك التقوى (‬ ‫فى جزر ) البهاما ( اضافة الى شركتى ) ندا انترناشيونال‬ ‫للخرسانة ( و ) التقوى للدارة ( وتمت تصفيتهما فى‬ ‫فبراير ‪. 2004‬‬ ‫بدأت شركة التقوى للدارة ) ‪al taqwa management‬‬ ‫‪ ( organization sa‬برأس مال قيمتة ‪ 100‬ألف فرنك‬ ‫لتغيرات حتى عام ‪ 2001‬عندما بدأت السلطات المريكية‬ ‫فى وضع أسم مؤسسات ) يوسف ندا ( و ) على غالب‬ ‫همت ( الى تغيير أسم الشركة من التقوى للدارة الى‬ ‫) ندا للدارة ( وعملت الشركة فى مجال الستشارات‬ ‫والخدمات الئتمانية وتنفيذ المشروعات وادارة الممتلكات‬ ‫والوساطة العقارية ‪.‬‬ ‫الدراسة التى أعدها المركز الستراتيجى والتقييم‬ ‫الدولى فى الوليات المتحدة اشارت الى أن يوسف ندا‬ ‫قام بخرق حظر السفر المفروض عليه من قبل المم‬ ‫المتحدة عام ‪ 2002‬وسافر من محل اقامته فى ايطاليا‬ ‫الى سويسرا وقام بتغيير أسماء العديد من شركاتة وتقدم‬ ‫بطلبات لتصفية شركاتة الجديدة وعين نفسه مسئول عن‬ ‫التصفية وهو ما تؤكده مستندات سويسرية بالنسبة لعدد‬ ‫الشركات التى تحمل أسم ) التقوى ( ‪.‬‬ ‫لم تحمل الوراق جديدا فى هذا الشأن ‪ .‬حيث صودرت‬ ‫أموال ندا ) الشركة والبنك ( بعد اتهامة بالتورط فى‬ ‫احداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ ,‬ال أن الوراق راحت تكشف بعدا أكثر‬ ‫أهمية ‪ .‬وهو خريطة تشابك العلقات بين المؤسسين‬ ‫والخيوط الولى وراء تمويل التنظيم حيث حملت أوراق‬ ‫تأسيس شركات يوسف ندا عدة أسماء لشخاص ينتمى‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪294‬‬


‫بعضهم لتنظيم الخوان فى دول مختلفة ‪ .‬كما أن بعضهم‬ ‫أسس جمعيات عديدة تقوم على جمع التبرعات‬ ‫والشتركات من العضاء للنفاق تحت بنود ظاهرية تتمثل‬ ‫فى تعميق الوعى السلمى والرغبة فى مساعدة‬ ‫الخرين وتعزيز الروابط الجتماعية والثقافية للعضاء‬ ‫وتمكين العضاء من الوفاء بواجباتهم تجاه أسرهم‬ ‫وأنفسهم ‪.‬‬ ‫فى تصريحات صحفية لجريدة الوفد فى أكتوبر ‪2011‬‬ ‫كان محمد مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة يتباهى‬ ‫بأن تنظيم الخوان المسلمين منتشر فى ‪ 72‬دولة حول‬ ‫العالم ويوجد لديهم العديد من التنظيمات فى كل هذه‬ ‫الدول حتة الوليات المتحدة نفسها ‪ ,‬حيث توجد الجمعية‬ ‫السلمية المريكية ) ‪ ( ( mas‬تصريحات المرشد السابق‬ ‫تؤكد ان الخوان فى الدول الجنبية اعتمدوا فى تنظيمهم‬ ‫على جمعيات اسلمية أو دعوية ذات نشاط خيرى ‪.‬‬ ‫عشر جمعيات خيرية أغلبها فى سويسرا تمكن فريق‬ ‫) الوطن ( من كشف سيطرة الخوان على مجالس‬ ‫إداراتها ‪ ,‬والتى تقوم بجمع الشتركات والتبرعات من‬ ‫العضاء بهدف تمويل أنشطة التنظيم ‪ ,‬لم تحضر الوراق‬ ‫الخاصة بهذه الجمعيات عدد العضاء ‪ ,‬لكنها ترصد بعض‬ ‫المبالغ التى كانت موجودة فيها وقت حصول الجريدة‬ ‫على المستندات بخلف معلومات اضافية عن نشاطها‬ ‫ومديرها وجاءت كالتالى ‪-:‬‬ ‫الجمعية الولى ‪:‬‬

‫تحت أسم الجماعة السلمية فى ) كانتون ( بسويسرا‬ ‫‪ comunita islamica nel canton, ticino‬تم تأسيسها عام‬ ‫‪ , 1992‬يشغل منصب الرئيس التنفيذى لها رجل العمال‬ ‫‪295‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫اليطالى من أصل سورى ) على غالب همت ( والذى يعد‬ ‫أحد قيادات الخوان ‪ ,‬بينما يشغل ) محمد محمود‬ ‫عبدالمعطى ( مصرى الجنسية منصب النائب وتضم قائمة‬ ‫عضوية مجلس الدارة كل من ) محمد كرموص ( تونسى‬ ‫يحمل الجنسية الفرنسية و ) سليمان سليمان ( و ) فهيم‬ ‫المحب ( ليبين ‪ ,‬وكان من ضمن المؤسسين ) سعد أبوزيد‬ ‫ابراهيم ( مصرى يحمل الجنسية اليطالية ‪ ,‬خرج من‬ ‫مجلس الدارة فى ‪ 16‬ابريل ‪ 2002‬أعقبة خروج ) أحمد‬ ‫نصر الدين أدريس ( فى نوفمبر ‪. 2003‬‬ ‫السماء التى تظهر فى مجلس الدارة غير معروفة‬ ‫لدينا ‪ .‬فكانت المهمة الولى معرفة من هؤلء وتوجهاتهم‬ ‫السياسية لتتكشف المفاجأت تباعا ‪ .‬الدكتور ) محمد‬ ‫كرموص ( وفقا لموقع مركز ) سواسية ( لحقوق النسان‬ ‫الذى أسسته جماعة الخوان المسلمين فى يونيو ‪, 2004‬‬ ‫فانه يشغل منصب عضو المجلس الستشارى لمركز‬ ‫سواسية لحقوق النسان ‪ ,‬وبالبحث عن باقى السماء‬ ‫نكشف أن ) سليمان سليمان ( ليبى الجنسية هو نفسه‬ ‫) سليمان عبدالقادر ( المراقب العام السابق للخوان‬ ‫المسلمين فى ليبيا ‪ ,‬و ) ادريس نصر الدين ( ‪ ,‬رجل‬ ‫العمال الكويتى ذو الجنسية اليطالية قد عمل قنصل‬ ‫فخريا للكويت فى ) ميلنو ( وأحد الموظفين السابقين‬ ‫فى مؤسسة ) بن لدن ( ‪ ,‬وكان أحد المتهمين فى أحداث‬ ‫‪ 11‬سبتمبر والتى ثبت عدم صحة تلك التهامات ضده خلل‬ ‫‪ 2006‬ويمتلك ادريس عددا كبيرا من الشركات الستثمارية‬ ‫فى بنما من بينها ‪ cosmo building materials inc‬وهى‬ ‫شركة مواد بناء مؤسسة فى ‪ 1995‬وشركه قابضة تحت‬ ‫أسم ) ‪( Nigeria shares managementholding inc‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪296‬‬


‫بخلف ‪ 4‬شركات أخرى ‪ ,‬كلها مؤسسة فى بنما فى‬ ‫تواريخ ما بين ‪ 1992‬وحتى ‪. 1995‬‬ ‫وفقا للسجلت السويسرية فان ‪ :‬الجماعة السلمية‬ ‫فى ) كانتون ( هى منظمة دينية غير هادفة للربح ‪ .‬تهدف‬ ‫فى الساس الى تعزيز الممارسات الدينية ونشر الوعى‬ ‫السلمى وتوفير المساعدات للعضاء والمسلمين للوفاء‬ ‫بواجباتهم تجاه أنفسهم وأسرهم والتعاون مع الجمعيات‬ ‫السلمية والهيئات الخرى ‪ ,‬وتعتمد فى تمويلها على‬ ‫الشتراكات الشهرية اللزامية التى تحددها اللجنه للعضاء‬ ‫الفاعلين وغيرهم ‪ .‬والتبرعات والهبات ‪ ,‬وتتشكل الجمعية‬ ‫اداريا من اعضاء مؤسسين ومساهمين ولجنه تتكون من‬ ‫‪ 5‬الى ‪ 7‬أعضاء بخلف القسام الدارية الخرى ‪.‬‬ ‫وتوضح المستندات التى تمكنت ) الوطن ( من الحصول‬ ‫عليها ‪ ,‬أن الجمعية السلمية وفقا لميزانية ‪ , 2006‬كان بها‬ ‫سيولة مالية قدرها ‪ 414,5‬ألف دولر تعادل ‪ 2,8‬مليون‬ ‫جنية بخلف ‪ 531,2‬ألف فرنك سويسرى تعادل ‪ 3,8‬مليون‬ ‫جنيه لتصل القيمة الجمالية لهذه السيولة قرابة ‪ 6,6‬مليون‬ ‫جنيه ‪.‬‬ ‫الجمعية الثانية‪:‬‬

‫المركز السلمى فى جنيف وهى جمعية مؤسسة فى‬ ‫‪ 1995‬ومقرها الرئيسى فى البناية رقم ‪ 104‬بشارع‬ ‫) أوكس فيفس ( وتم تأسيسها على يد أحفاد حسن البنا‬ ‫مؤسس جماعة الخوان ومن بينهم طارق رمضان وهو‬ ‫مصرى الصل يحمل الجنسية السويسرية ويعمل محاضرا‬ ‫فى علوم السلم بجامعة أوكسفورد البريطانية وجامعة‬ ‫فرابيورغ السويسرية ‪.‬‬ ‫‪297‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ووفقا للمستندات السويسرية ‪ ,‬فان الجمعية تقوم على‬ ‫جمع الشتراكات من العضاء ورسوم العضوية والتبرعات‬ ‫والهبات من أى نوع بخلف الدخل القادم من الصول‬ ‫وبيع المطبوعات بما فى ذلك رسوم المشاركة فى‬ ‫المؤتمرات والمعارض ‪ ,‬وكان من بين أهدافها المعلنة‬ ‫عام ‪ 1996‬انشاء وصيانة مسجد ومكتبة اسلمية وقاعة‬ ‫للمؤتمرات لصالح الجالية السلمية فى جنيف ‪.‬‬ ‫ويتكون مجلس الدارة من ‪ 7‬أعضاء ‪ ,‬جميعهم من‬ ‫أحفاد البنا وأبناء سكرتيره الشخصى وزوج ابنته سعيد‬ ‫رمضان ‪ ,‬وتشير المستندات الى أن أيمن رمضان يشغل‬ ‫منصب رئيس المركز فيما يشغل شقيقة هانى منصب‬ ‫المدير ‪ ,‬أما بقية الشقاء وهم ‪ :‬أروى ووفاء وبلل‬ ‫وطارق وياسر ‪ ,‬فيشكلون مجلس ادارة المركز ‪,‬‬ ‫وجميعهم لهم حق التوقيع ‪.‬‬ ‫الجمعية الثالثة ‪:‬‬

‫مركز الثقافة الجتماعية للمسلمين فى لوزان بسويسرا‬ ‫‪ centre socio culturel des:musulmans Lausann,‬تم‬ ‫تأسيسها فى ‪ , 2002‬وتعتمد فى تمويلها على أشتراكات‬ ‫العضاء وأموال الهبات والمنح والستثمارات الخرى‬ ‫وذلك وفقا لمستندات تأسيس الجمعية فى سويسرا ‪.‬‬ ‫الهدف من انشاء الجمعية هو الترويج الثقافى والدينى‬ ‫والجتماعى والتعاون مع المنظمات الخرى ‪ ,‬وبها سيولة‬ ‫مالية قدرها ‪ 6,6‬مليون جنيه ‪ ,‬ويشغل منصب الرئيس‬ ‫التنفيذى لها ) محمد كرموص ( الى جانب أمين الصندوق‬ ‫)احمد بن رحومه( التونسى الصل والذى يحمل الجنسية‬ ‫السويسرية ‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪298‬‬


‫الجمعية الرابعة‪:‬‬

‫كانت تحت أسم ) المؤسسة الثقافية الجتماعية فى‬ ‫سويسرا ( ‪ foundation euro-suisse mithak‬أنشئت فى‬ ‫أبريل ‪ 2010‬بهدف تحسين صورة المسلمين فى سويسرا‬ ‫ومساعدتهم على الندماج فى العمل الجتماعى وانشاء‬ ‫جسور تواصل بين الشباب المسلم فى الغرب والدول‬ ‫المسلمة‬ ‫لم تذكر السجلت السويسرية أى معلومات عن طرق‬ ‫تمويل الجمعية ‪ .‬ال أن ميزانية عام ‪ 2009‬ذكرت أن‬ ‫السيولة المتاحة لديها بعد الصرف على أهدافها بلغت‬ ‫‪ 192‬ألف دولر بخلف ‪ 213‬ألف فرنك سويسرى ‪2,8‬‬ ‫مليون جنيه ‪.‬‬ ‫ووفقا للسجلت فان تشكيل مجلس ادارة المؤسسة‬ ‫يتكون من ‪ 5‬أعضاء على القل ‪ ,‬بخلف مراقبى‬ ‫الحسابات ‪ ,‬الى جانب مجلس أمناء ‪ ,‬وتكشف المستندات‬ ‫أيضا أن محمد كرموص يشغل منصب الرئيس التنفيذى‬ ‫وهو من أصل تونسى و) فاطمة بوتيرا ( تونسية أيضا ‪,‬‬ ‫ولهما حق التوقيع ‪.‬‬ ‫الجمعية الخامسة ‪:‬‬

‫تحت أسم ) مؤسسة التأثير الجتماعى والثقافى (‬ ‫‪foundation d,oeuvres a rayonnement‬‬ ‫‪ socioculturelles fors‬أنشئت فى أوائل ‪ 2010‬بغرض‬ ‫المساهمة فى الحياة الثقافية والغاء الحواجز ‪ ,‬والتبادل‬ ‫الثقافى ‪ ,‬وتهدف أيضا المنظمة الى تقديم العانات‬ ‫للشخاص الذين يحتاجون الى اعانات اجتماعية وهى‬ ‫منظمة غير هادفة للربح وفقا للسجلت السويسرية ‪.‬‬ ‫‪299‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫الوراق التى حصلت عليها ) الوطن ( بشأن المنظمة‬ ‫تكشف وجود سيولة مالية لديها قيمتها تعادل ‪ 2,8‬مليون‬ ‫جنيه مصرى ‪ ,‬وتدار المنظمة من خلل مجلس أمناء‬ ‫ومجلس تنفيذى ‪ ,‬يشغل الدكتور ) محمد كرموص ( عضوا‬ ‫بمجلس المناء بينما ذكرت الوراق أن ) نادية كرموص (‬ ‫تشغل منصب الرئيس التنفيذى ‪.‬‬ ‫تكشف أوراق أعضاء الدارة أن هناك علقة قرابة ما‬ ‫بين الدكتور محمد كرموص ونادية كرموص ‪ ,‬لكنها لم‬ ‫تحدد طبيعة العلقة ‪ ,‬ونادية كرموص كانت أحد‬ ‫المؤسسين فى المنظمة الى جانب آخرين من بينهم أحمد‬ ‫بن رحومه الذى ورد أسمة فى السابق فى عدد من‬ ‫الجمعيات التى تم ذكرها منها ) مركز الثقافة الجتماعى (‬ ‫لكنه تخارج من ادارة الجمعية فى مارس ‪. 2013‬‬ ‫الجمعية السادسة‪:‬‬

‫كانت تحت أسم ) أتحاد مسلمى سويسرا ) ‪ligue des‬‬ ‫‪ musulmans :de Suisse‬تم تأسيسها فى يناير ‪ 2006‬على‬ ‫يد الدكتور محمد كرموص الذى تخارج منها عام ‪1997‬‬ ‫ليترك الدارة لثنين آخرين من تونس هما ) عادل مجرى‬ ‫و طاهر جويلى(‪.‬‬ ‫وتكشف مستندات تأسيس الجمعية أن الهدف منها‬ ‫الحوار بين مختلف الثقافات والديان ‪ ,‬وتعتمد فى التمويل‬ ‫على اشتراكات العضاء والبالغ عددهم بحسب أوراق‬ ‫سرية حصلت عليها ) الوطن ( ‪ 10‬أعضاء متطوعين و ‪120‬‬ ‫عضوا ناشطا ‪ ,‬بخلف ‪ 500‬عضو آخرين ‪ ,‬وذكرت الوراق‬ ‫أن اشتراكات العضاء ورسوم العضوية هى المورد‬ ‫الرئيسى للتمويل ‪ ,‬فيما لم تحدد الوراق أى موارد أخرى ‪,‬‬ ‫بينما تكشف ميزانية العام الول لبدء عمل المنظمة فى‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪300‬‬


‫سويسرا أن بها سيولة مالية تصل الى ‪ 6,6‬مليون جنيه‬ ‫موزعة ما بين دولر وفرنك سويسرى ‪ .‬وتذكر الوراق أنه‬ ‫تم نقل مقرها من مدينة ) نيوشاتل ( فى عام ‪ 2008‬مما‬ ‫دفع الدارة فى السجل التجارى الى حذف أسمها من‬ ‫السجلت لديهم وتم ادراجها فى مقر آخر‪.‬‬ ‫الجمعية السابعة‪:‬‬

‫) التحاد السلمى للمعلمين ‪union islamique des‬‬ ‫‪ enseignants‬تأسست فى يناير ‪ 2010‬على يد ) محمد‬ ‫كرموص ( وشغل منصب المين العام للجمعية و) عبدا‬ ‫الكندرى ( كويتى الجنسية ‪ ,‬بهدف الدفاع عن الحقوق‬ ‫النقابية والمهنية ودعم التعاون السياسى بين جميع الدول‬ ‫العضاء ‪ ,‬وتعتمد فى التمويل على ايرادات سنوية ناتجة‬ ‫عن المطبوعات التى تقدمها والمنح والهبات ‪.‬‬ ‫مستند سويسرى آخر يكشف أن ميزانية الجمعية بنهاية‬ ‫عام ‪ 2009‬كانت تمتلك سيولة قيمتها ‪ 479‬ألف دولر‬ ‫بخلف ‪ 531‬ألف فرنك سويسرى أى ما يعادل ‪ 7‬مليين‬ ‫جنيه مصرى ‪.‬‬ ‫الجمعيه الثامنه ‪:‬‬

‫) رابطة المنظمات السلمية فى زيوريخ ( تم تأسيسها‬ ‫عام ‪vereinigung der 1996‬‬ ‫‪ islamischen:organisationen in zurich‬وتعتمد على‬ ‫الرسوم السنوية والشتراكات ‪ ,‬والهدف منها بناء مركز‬ ‫اسلمى ومقبرة اسلمية وذلك وقت التأسيس ‪ ,‬كما‬ ‫تكشف الوراق تغيير الهدف الرئيسى للمنظمة الى‬ ‫التنسيق بين المنظمات السلمية المحلية فى زيوريخ‬ ‫والمنظمات الخرى فى سويسرا ‪ ,‬وتقوم فى حدود‬ ‫‪301‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫قدراتها على ممارسة الشعائر الدينية ‪ ,‬والمصالح‬ ‫الجتماعية والثقافية وتجهيز المسلمين بالمعرفة اللزمة‬ ‫والدوات لمواجهه المشاكل اليومية ‪.‬‬ ‫الجمعية تم تأسيسها على يد ) اسماعيل أمين ( من‬ ‫أصل مصرى يحمل الجنسية السويسرية و ) محمود‬ ‫الجندى ( يحمل الجنسية السويسرية وآخرين ‪.‬‬ ‫الجمعية التاسعة‪:‬‬

‫) مؤسسة الجماعة السلمية فى زيوريخ ( ‪stiftung‬‬ ‫‪ islamische gemeinschaft zuirich‬تم تأسيسها عام‬ ‫‪ 1994‬على يد أسماعيل أمين و ‪ 23‬شخصية آخرين من‬ ‫بينهم ) محمد منصور ( و ) حسن أبو يوسف ( يحمل‬ ‫الجنسية السويسرية و ) محمد ابراهيم ( وهو أحد شركاء‬ ‫) يوسف ندا ( فى شركة التقوى للدارة والتى تم اغلقها‬ ‫عام ‪ 2004‬بخلف آخرين من ليبيا وشخصيات عربية‬ ‫يحملون الجنسية السويسرية ‪.‬‬ ‫وتهدف الجمعية الى مساعدة مسلمى زيوريخ ‪ ,‬وتعتمد‬ ‫فى التمويل على رسوم الشتراك السنوية بخلف دعم‬ ‫الجمهور والتبرعات وايرادات النشطة المختلفة التى تقوم‬ ‫بها الجمعية من ادارة مساجد ومبان عقارية ‪.‬‬ ‫وترصد ميزانية الجمعية التى حصلت عليها ) الوطن (‬ ‫انه بنهاية عام ‪ 2006‬كانت لديها سيولة مالية قيمتها ‪166‬‬ ‫ألف دولر بخلف ‪ 213‬ألف فرنك سويسرى ‪ 2,6‬مليون‬ ‫جنيه ‪.‬‬ ‫الجمعية العاشرة‪:‬‬

‫التى نجح فريق ) الوطن ( فى كشف علقتها بجماعة )‬ ‫الخوان ( كانت تحت أسم ) الهيئة الخيرية السلمية‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪302‬‬


‫العالمية فى جنيف ( ‪shatq koweit.internationol‬‬ ‫‪Islamic charitable organinization.succursale de‬‬ ‫‪ meyin‬ولها فروع فى عدد من الدول العربية من بينها‬ ‫الكويت وتم تسجيلها فى عام ‪ 2001‬فى جنيف كفرع‬ ‫للمركز الرئيسى الموجود بالكويت ‪ .‬بهدف مساعدة‬ ‫المحتاجين من المرضى واليتام وضحايا الكوارث‬ ‫والمجاعات ‪.‬‬ ‫وتم ادخال عدة تعديلت على الجمعية من بينها إلغاء‬ ‫الترخيص للفرع فى جنيف فى مارس ‪ 2010‬وتضم‬ ‫الجمعية ‪ 31‬عضو مجلس ادارة يتصدرهم من السماء‬ ‫المعروفة بانتمائها لجماعة الخوان الشيخ ) يوسف‬ ‫القرضاوى ( قطرى الجنسية والمصرى الصل ‪ .‬الى جانب‬ ‫الدكتور ) زغلول النجار ( و ) على غالب همت ( القيادى‬ ‫الخوانى بجانب آخرين من بالكويت وليبيا وسويسرا ‪.‬‬ ‫ويخلص التحقيق الى أن الجمعيات العشر التى تم‬ ‫رصدها وتتبع ميزانياتها وسجلتها ‪ .‬تظهر الى الفائض‬ ‫لديها مجتمعة ‪ ,‬بعد أستنفاد بنود المصروفات عن عام‬ ‫مالى واحد تجاوز ‪ 35‬مليون جنيه مصرى ‪ ,‬علما بأن‬ ‫بعضها تم تأسيسة منذ عام ‪ 1996‬أى ما يقارب ‪ 17‬عاما ‪.‬‬ ‫ومن بين الجمعيات الخرى الشهيرة بأنتمائها لجماعة‬ ‫الخوان الجمعية السلمية المريكية ) ‪ ( mas‬والتى‬ ‫يرأسها الدكتور ) عصام عميش ( وتم تأسيسها عام ‪1993‬‬ ‫وتعمل فى مجال الدعوة والتعليم والشباب وتضم نحو‬ ‫‪ 1000‬عضو عامل وأكثر من ‪ 100‬ألف من المشاركين‬ ‫وتنتشر من خلل ‪ 60‬فرعا فى ‪ 35‬ولية وتنشط الجمعية‬ ‫من خلل هيكل ادارى يشمل عددا من المؤسسات‬ ‫والقسام من بينها مؤسسة ) الحرية للعمل السياسى‬ ‫والحقوقى ( ومؤسسة ) الدعوة والتعريف بالسلم (‬ ‫ومؤسسة ) الخدمات الجتماعية ( و ) الجامعة السلمية‬ ‫‪303‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المريكية ( و ) مجلس المدارس السلمية ( و ) مؤسسة‬ ‫الكشافة السلمية ( و ) مركز التكوين والتنمية ( و ) مجلة‬ ‫المسلم المريكى ( ‪.‬‬ ‫ثروت الخرباوى المحامى والقيادى الخوانى السابق ‪,‬‬ ‫والذى ظل داخل التنظيم لكثر من ‪ 20‬عاما أكد لـ‬ ‫) الوطن ( أن الجماعة تعتمد على الجمعيات الخيرية فى‬ ‫الخارج كأنبوبة جمع الشتراكات الرئيسية واصفا أياها بأنها‬ ‫) المنبع الرئيسى للموال والشتراكات والتبرعات ( غير أنه‬ ‫شدد على أن أموال تلك الجمعيات فى الغالب ل تأتى الى‬ ‫مصر وانما يتم تحويلها لبعض الدول الخرى التى تحتاج‬ ‫قيادات الخوان فيها الى دعم مالى بأمر من المرشد‬ ‫العام فى مصر ‪ ,‬وقدر الخرباوى دخل الجماعة الشهرى‬ ‫من تبرعات العضاء بنحو ‪ 100‬مليون جنيه قياسا على‬ ‫عدد العضاء فى مصر والبالغ نحو ‪ 500‬ألف عضو بخلف‬ ‫استثمارات سنوية تعادل ميزانيات بعض الدول العربية‪.‬‬ ‫وأضاف أنه يتم استثمار بعض فائض النفاق فى‬ ‫بعض الشركات فى بعض الدول التى ل تتم فيها ملحقة‬ ‫الخوان لكن محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام لـ‬ ‫) الخوان ( قال ان الجماعة كان لديها استثمارات ولكن‬ ‫نظرا للتضييق الذى تعرضت له من قبل الجهات المنية تم‬ ‫تفكيك كل الستثمارات وأصبحت تعتمد على الشتراكات‬ ‫الشهرية وتبرعات العضاء ‪ ,‬موضحا أن كل الستثمارات‬ ‫هى استثمارات تخص أفراد الجماعة ‪ ,‬ولهم الحق فى‬ ‫التبرع أو تمويل الجماعة كما يرغبون دون الزامهم بنسبة‬ ‫معينة أو مبلغ محدد بخلف الرسوم والشتراكات السنوية‬ ‫فقط والتى تبلغ ‪ %8‬من دخل الفرد ‪.‬‬ ‫وتؤكد دراسة منسوبة الى الدكتور حسين شحاتة‬ ‫الخبير الستشارى فى المعاملت المالية ‪ ,‬أن مصادر‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪304‬‬


‫تمويل الجماعة تأتى من بندين رئيسيين ‪ ,‬الول اشتراكات‬ ‫العضاء والثانى هو نسبة من أرباح شركات رجال‬ ‫العمال الخوان تحت بند التبرعات وتصل قيمتها الى ‪20‬‬ ‫مليون جنيه سنويا حسب الدراسة ‪.‬‬ ‫أوراق سويسرية أخرى تكشف شركات مؤسسة فى‬ ‫الخارج يتملكها رجال أعمال ينتمون للخوان وردت‬ ‫أسماؤهم داخل الجمعيات الثمانى التى تم ذكرها سالفا‬ ‫على رأسها شركة تحت أسم ) ‪stahel hatdmeyer ag in‬‬ ‫‪ nachlasstiquidation‬تأسست فى مارس ‪ 1967‬على يد‬ ‫شخص يدعى حسن أبو يوسف ‪ ,‬وهو أحد أعضاء‬ ‫الجماعة السلمية التى تم ذكرها فى السابق وآخرين‬ ‫وكان رأس مال الشركة وقت التأسيس نحو ‪ 2‬مليون‬ ‫فرنك سويسرى تعادل ‪ 14‬مليون جنية وتم ادخال ‪3‬‬ ‫تعديلت على راس المال الحالى الى ‪ 18,3‬مليون فرنك‬ ‫سويسرى تعادل ‪ 131‬مليون جنية مصرى ‪.‬‬ ‫وتعمل الشركة فى مجال تجارة الجملة والمنسوجات‬ ‫القطنية ولديها عدد من الشركات التابعة فى عدد من‬ ‫الدول منها بريطانيا وجزر العذارى البريطانية ويشغل‬ ‫منصب الرئيس التنفيذى شخص سويسرى يدعى ) أوليفر‬ ‫ستاهيل ( ‪.‬‬ ‫وتوجد أيضا شركة تحت أسم ‪ bs altena ag‬تم تأسيسها‬ ‫فى ‪ 2010‬وتعمل فى مجال العقارات طويلة الجل ‪.‬‬ ‫وأحد أعضاء مجلس ادارتها ) حسن أبو يوسف (‬ ‫سويسرى الجنسية الذى تم الكشف عنه فى السابق أنه‬ ‫عضو فى جمعيات خيرية لها علقة بالخوان موجودة‬ ‫بسويسرا منها ) الجماعة السلمية ( ‪.‬‬ ‫وتقول دراسة بحثية أعدها ) دوجلس فرح ( الباحث‬ ‫بالمركز الستراتيجى والتقييم الدولى بولية فيرجينيا‬ ‫‪305‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المريكية وهو مركز يهتم بقضايا المن وتأثيرها على‬ ‫الوليات المتحدة ان امبراطورية المال القتصادية لجماعة‬ ‫الخوان حول العالم تعتمد على استثمارات افرادها من‬ ‫بينهم ابراهيم كامل مؤسس بنك دار المال السلمى )‬ ‫‪ ( dmi‬وله عدد من الشركات فى مدينة ) ناسو ( بجزر‬ ‫البهاما بخلف احدى الشركات التى حصلت ) الوطن (‬ ‫على مستنداتها كاملة وتسمى ) ‪sirocco aetospace‬‬ ‫‪ ( intemational-uk-limited‬وتكشف المستندات أن‬ ‫الشركة مؤسسة فى ) جزر العذارى ( البريطانية ولها مقر‬ ‫فى لندن تحت رقم ) ‪ ( 3239579‬ووفقا لميزانية عام‬ ‫‪ 2008‬فان الشركة كانت لديها سيولة وأصول قيمتها ‪5,6‬‬ ‫مليون يورو تعادل ‪ 48,7‬مليون جنية مصرى بخلف شركة‬ ‫أخرى تحت التصفية وكان قد تم تأسيسها عام ‪1999‬‬ ‫لتعمل فى مجال الستيراد والتصدير ‪.‬‬ ‫وأشارت دراسة ) دوجلس ( الى ان العديد من‬ ‫المؤسسات الصورية والمالية المملوكة للخوان تنتشر فى‬ ‫بنما وليبيريا والبرازيل بأسماء أشخاص مثل يوسف ندا‬ ‫ونصر الدين والقرضاوى وهمت غالب والذين يقدمون‬ ‫أنفسهم بشكل عام كقادة فى الجماعة ‪.‬‬ ‫وأوضح انه من الصعوبة أن تستطيع التمييز بين الثروات‬ ‫الشخصية المملوكة لرجال أعمال الخوان وبين ثروة‬ ‫الخوان ‪.‬‬ ‫ويقول النائب السابق للمرشد العام محمد حبيب ان‬ ‫الجماعة ل ترفض أى تبرع من الشخاص المنتمين‬ ‫للجماعة وان هذه التبرعات من الممكن أن تزيد خلل‬ ‫الزمات أو فترات النتخابات البرلمانية وغيرها وعن فكرة‬ ‫المصريين فى الخارج أكد أنه يتم الحصول منهم على‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪306‬‬


‫أشتراكات كأعضاء بالجماعة مثلهم مثل الموجودين‬ ‫بالداخل ‪.‬‬ ‫ورغم أن الوراق التى حصل عليها فريق ) الوطن (‬ ‫كانت تكشف العديد من الخيوط والرتباطات بين‬ ‫الجمعيات والشركات والشخاص خاصة المنتمين للخوان‬ ‫حول العالم فانها لم تذكر أى عمليات تحويل أموال بين‬ ‫بعضهم ووسع الفريق نطاق البحث دون جدوى خاصة أن‬ ‫عمليات التحويل لم ترصدها الشركات والبنوك بل وفشلت‬ ‫أجهزة أمنية فى النظام السابق فى كشف أى خيوط منها‬ ‫‪.‬‬ ‫تأتى نتيجة اخيرة يفجرها الدكتور محمد حبيب هو أن‬ ‫عمليات تحويل الموال من الدول لبعضها واشتراكات‬ ‫العضاء كانت تتم عن طريق أشخاص عائدين الى مصر‬ ‫يقومون بتسليم الموال يدا بيد فى حدود المبلغ المسموح‬ ‫لهم الدخول به ‪.‬‬ ‫وكانت السلطات المصرية تسمح للمواطنين العائدين‬ ‫من الخارج أو المسافرين بحمل أموال نقدية قيمتها ‪10‬‬ ‫ألف دولر أو ‪ 100‬ألف جنية كحد أقصى ‪.‬‬ ‫الخاتمة تكشف نهاية التحقيق أن هناك شركات عديدة‬ ‫تخص أفرادا من رجال العمال المنتمين لجماعة الخوان‬ ‫وهم يقومون بتسديد الشتراكات السنوية الى جانب‬ ‫تبرعات لصالح التنظيم ووفقا لما تم كشفة فى التحقيق‬ ‫وأكده النائب السابق للمرشد العام محمد حبيب من أن‬ ‫الجماعة تقوم فى الساس على اشتراكات أعضائها‬ ‫المصريين فى الداخل والخارج ويتم تجميع الموال فى‬ ‫الخارج عن طريق جمعيات خيرية تمكنت ) الوطن ( من‬ ‫كشف ‪ 10‬جمعيات منها فى سويسرا تقوم بدعم العمل‬ ‫فى دولها وتقوم بتوجية الفائض لديها بحسب أوامر‬ ‫‪307‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫المرشد الى دول أخرى وأن عمليات التحويل كانت تتم‬ ‫نقديا عبر أشخاص وليس عبر بنوك أو شركات ‪.‬‬ ‫وبعد هذا التحقيق الذى أنفردت به جريدة الوطن‬ ‫بحصر جزء من أموال جماعة الخوان المسلمين فبماذا‬ ‫تقدر باقى أموالهم الغير معلومة وهل بالفعل كل هذه‬ ‫الموال مصادر مشروعة أم ورأها مصادر غير مشروعة‬ ‫فلماذا اذا كانت اموالهم معلومة المصدر فلماذا لم يتم‬ ‫محاسبتهم حسب ما جاء بمطالبهم بعد ركوبهم ثورة ‪25‬‬ ‫يناير ومطالبتهم بمحاسبة القوات المسلحة ومعرفة‬ ‫الميزانية الخاصة بهم وهل بعد لعبه تشهير الجماعة فى‬ ‫‪ 24‬ساعة لوزارة الشئون الجتماعية هل سيتم محاسبتهم‬ ‫ومعرفة أرصدتهم ؟ هل ل يتم تمويل هذه الجماعة‬ ‫بتمويل يهودى او غسيل اموال وخلفة ولكى تتقى هذه‬ ‫الجماعة الشبهات لبد أن تحاسب مثلها مثل أى جهه اخرى‬ ‫وليس أحد فوق طائلة القانون وأن هذه الموال التى‬ ‫قامت بحصرها جريدة الوطن تكفى بأن تغطى ديون‬ ‫مصر فلماذا لم يأمر رئيس جمهورية مصر العربية‬ ‫بمصادرة هذه الموال لحساب خزينة الدولة اذا كان‬ ‫بالفعل حريص على المن القومى لمصر والشعب‬ ‫المصرى فما بالك عن باقى أرصدة هذه الجماعة ‪ ,‬ولكن‬ ‫اتضح أن زمن حكم الخوان سيقوم الشعب المصرى‬ ‫بالجوع والشحاتة والتقشف بعد ما أفاد به وزير التموين‬ ‫بأن سيكون لكل مواطن ثلثة أرغفة فقط لغير ا‬ ‫يرحم أيام زمان ونقول للزمان أرجع يازمان ‪.‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪308‬‬


‫الــخـــاتــمـــة‬ ‫الضوابط الشرعية للخروج على الحاكم الجائر في الفكر السياسي‬ ‫السلمي ‪:‬‬

‫الخروج على الحاكم الجائر من أخطر المور التي ل‬ ‫يمكن تجاهل ما قد ينتج عنها من فتنة وقتال وسفك دماء‬ ‫بين أفراد المة ولذلك فقد توقف الكثير من فقهاء‬ ‫السلم عن الخوض والحديث في هذا المر‪ ،‬ونجد الكثير‬ ‫منهم يتحرج كثيرا في إبداء الرأي أو الفتاوى حول هذا‬ ‫الحاكم أو ذاك حتى في حالة ظهور انحراف الحاكم عن‬ ‫قواعد الشرع وظلمه وجوره على الرعية‪ ،‬وهذا ل يعني‬ ‫إجازة الحاكم الجائر لفعله هذا أو تأييدهم له لما يفعله‬ ‫بالمة وما يرتكب من مخالفات لمبادئ وقواعد الشريعة‬ ‫السلمية‪ ،‬ولكن يرجع المر إلى قواعد الشرع والموازنة‬ ‫بين الضرار التي قد تنتج عن الخروج وبين الضرار‬ ‫والمفاسد الناتجة من بقاء الحاكم الجائر يرأس الدولة‬ ‫السلمية وفي هذه الحالة سوف نبين أهم النتائج‬ ‫والخلصات التي خرجنا بها من هذه الدراسة وأبرز‬ ‫الحقائق الناصعة المعتمدة على الدلة الشرعية التي ل‬ ‫لبس فيها والمتسقة مع روح ومبادئ وقيم الشريعة‬ ‫السلمية ونوجز هذه النتائج فيما يلي‪:‬‬ ‫‪309‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ل‪ :‬مبدأ الخروج على الحاكم الجائر متفق عليه عند‬ ‫أو ً‬ ‫جميع فقهاء السلم باعتبار هذا المبدأ بابا من أبواب المر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وصفت به المة‬ ‫السلمية بقوله تعالى }كنتم خير أمة أخرجت للناس‬ ‫تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر{ ]آل عمران‪:‬‬ ‫‪ ،[110‬وقوله تعالى }الذين إن مكناهم في الرض أقاموا‬ ‫الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر{‬ ‫]الحج‪ ،[41 :‬وجور الحاكم هو نوع من أنواع المنكر يجب‬ ‫إزالته كما يقول المام القرطبي في تفسير الية الولى‬ ‫)إن جور الحاكم أمر منكر شرعا فإزالته ولو بالخروج عليه‬ ‫يعتبر من باب إزالة المنكر(‪ ،‬وقال ابن كثير في تفسير‬ ‫هذه الية أن الرسول صلى ا عليه وسلم قال )لما‬ ‫وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم‬ ‫ينتهوا فجالسوهم وشاربوهم فضرب ا قلوب بعضهم‬ ‫ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما‬ ‫عصوا وكانوا يعتدون‪ ،‬وكان رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم متكئا فجلس فقال ‪:‬ل والذي نفس محمد بيده حتى‬ ‫تأطروهم على الحق أطرا(‪ ،‬وكذلك باعتباره من المور‬ ‫التي ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ ،‬وقد ورد تحذير من‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم من السكوت عن الخذ بيد‬ ‫الظالم في الحديث الذي رواه أبو بكر الصديق رضي ا‬ ‫عنه قال‪ :‬سمعت النبي صلى ا عليه وسلم يقول )إن‬ ‫الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أو شك أن‬ ‫يعمهم ا بعقاب منه(‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ما قيل أن بعض الفقهاء يجيزون الخروج على‬ ‫الحاكم الجائر ليس صحيحا للسباب التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الفقهاء يعتبرون أن الحاكم الجائر وكيل ً عن المة‬ ‫في إدارة شؤونها فلها الحق أن تسأله عن عمله إذا‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪310‬‬


‫وجدت السباب المناسبة لذلك‪ ،‬وهي رقيبة عليه‬ ‫باستمرار بما هي ملزمة من واجب المر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر‪ ,‬وبوصفها الطرف الول في العقد‬ ‫فإنها صاحبة الحق في خلعه وعزله إذا خان المة‪,‬‬ ‫وحاد عن الطريق السوي‪ ,‬وجار في حكمه‪.‬‬ ‫‪ -2‬المشهور عن جميع الفقهاء هو مقاومة الظلم أّيا‬ ‫كان مصدره وحتى فقهاء أهل السلف والسنة الذين‬ ‫يتهمهم البعض أنهم لم يقولوا بالخروج نجدهم في‬ ‫جهاد دائم بالكلمة تارة وبالمال والسيف تارة أخرى‪.‬‬ ‫وهذا أبو حنيفة الذي قال عنه الوزاعي‪ :‬احتملنا أبا‬ ‫حنيفة على كل شيء حتى جاءنا بالسيف يعني قتال‬ ‫الظلمة وقد وقف أبو حنيفة إلى جانب المام زيد بن علي‬ ‫عند خروجه على بني أمية وساعد زيدا على خروجه‬ ‫بالمال ونصح الناس بالوقوف إلى جانبه وكان نفس‬ ‫الموقف مع محمد بن عبد ا الملقب بالنفس الزكية‬ ‫وأخيه إبراهيم وهما من أولد الحسين بن علي في‬ ‫الثورة الثانية سنة ‪145‬هـ حيث أفتى أن الخروج معه‬ ‫أفضل من الحج النفل خمسين أو سبعين مرة‪ ،‬وحين‬ ‫خرج عبد الرحمن بن الشعث على الدولة الموية في‬ ‫زمن ولية الحجاج وقف إلى جانبه أكثر الفقهاء أمثال‬ ‫)سعيد بن جبير والشعبي وابن أبي ليلى وابن كثير وأن‬ ‫فرقة عسكرية من القراء وهم العلماء وقفت إلى جانب‬ ‫صف بن الشعث ضد الحجاج ولم يقل أحد من العلماء‬ ‫أن خروجه هذا غير جائز(‪) ،‬وقد قال بالخروج عند توافر‬ ‫شروطه التامة المام الشافعي والشعبي والمام الغزالي‬ ‫والقاضي عياض وابن حزم والشهرستاني والجويني‬ ‫والمودودي وابن المير الصنعاني والشوكاني والجصاص‬ ‫وغيرهم(‪.‬‬ ‫‪311‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫ثالثا‪ :‬الدلة التي ذكرها القائلون بعدم جواز الخروج‬ ‫على الحاكم الجائر بالسيف ل يقصدون بها تحريم ومنع‬ ‫الخروج على الطلق أو القرار بمشروعية الظلم وإنما‬ ‫هو موقف فرضته الخشية من الفتنة ولذلك دعوا إلى‬ ‫الصبر على الحاكم الجائر وتحمل ظلمه وجوره خيفة أن‬ ‫تحدث الفتنة والموازنة بين الضرر القائم من وجود الظلم‬ ‫ووقوعه وبين الضرر المتوقع من الخروج‪ ،‬وهذا ما عبر‬ ‫عنه بن تيمية بقوله ل ينبغي إضاعة رأس المال طلبا للربح‬ ‫وهذه العبارة تسند إلى القاعدة الفقهية التي تقول )درء‬ ‫المفسدة مقدم على جلب المصلحة( أي لنه ل يجوز عند‬ ‫عدم التمكن وتحقيق الغاية المرجوة‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬حساب الضرر القائم والضرر المتوقع من‬ ‫الخروج على الحكام الجائرين يعد مسألة تقديرية يقدره‬ ‫الخارجون بحسب الحال والعوامل التي تساعد على نجاح‬ ‫الخروج من عدمه والتخفيف من الضرار الناتجة عن‬ ‫الخروج ومحاولة تجنبها قدر المكان وفق القواعد الفقهية‬ ‫العامة كقاعدة )تحمل الضرر الخف لدرء ضرر أكبر(‬ ‫وبحسب قواعد المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬ ‫والتدرج فيها على النحو التي‪:‬‬ ‫‪-1‬تعريف الحاكم بالمنكر المطلوب إزالته‪:‬‬

‫فلبد أن يعرف الحاكم بالمنكر وذلك عن طريق أهل‬ ‫الحل والعقد وعلماء المة باللين واللطف والرفق دون‬ ‫عنف أو تجريح فل ينسب إليه الجهل والحمق وإن كان‬ ‫كذلك وهذا السلوب هو منهج النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫في الدعوة إلى الحق وهو منهج السماء للبشر على‬ ‫الرض بأن تكون الدعوة والحوار والجدال بالتي هي‬ ‫أحسن وبالحكمة والموعظة الحسنة‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪312‬‬


‫‪-2‬الوعظ والنصح باللين ‪:‬‬

‫وهذا المنهج هو ما اتفق عليه الصحابة والتابعين من‬ ‫المة السلمية إلى يومنا هذا حتى اشترط العلماء فيمن‬ ‫ينهى عن منكر أو يأمر بمعروف عدة شروط لبد من‬ ‫توفرها وإل ل يجوز له أن يقوم بهذه المهمة لنه قد يؤدي‬ ‫فعله هذا إلى منكر أكبر ومن هذه الشروط‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يكون عالما بما يأمر به عالما بما ينهى عنه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن يكون رفيقا فيما يأمر به رفيقا فيما ينهى عنه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أن يكون عدل ً فيما يأمر به عدل ً فيما ينهى عنه‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال ــع ــص ــي ـــان ‪:‬‬

‫إذا لم ُيجِد أسلوب النصح والوعظ والرشاد مع الحاكم‬ ‫فإن للمة أن تستخدم وسيلة أخرى تسمى في العصر‬ ‫الحديث )العصيان المدني( وهي مقاطعة الحاكم وعدم‬ ‫التصال به حتى يشعر أنه معزول عن المة ولهذا‬ ‫السلوب سند في الشريعة السلمية وهو ما جاء في‬ ‫حديث الرسول صلى ا عليه وسلم‪) :‬يكون آخر الزمان‬ ‫أمراء ظلمة ووزراء فسقه وقضاة خونة كذبة فمن أدرك‬ ‫ذلك فل يكن لهم جابيا ول عريفا ول شرطيا(‪ ،‬وتستخدم‬ ‫هذه الطريقة إذا كان يرجى معها إثناء الحاكم وإجباره‬ ‫عن ما هو عازم عليه من انحراف وجور وظلم وبشرط‬ ‫أن ل يؤدي العصيان إلى مفاسد كتعطيل مصالح الناس‬ ‫والضرار بهم‪.‬‬ ‫‪-4‬وأخيرا‬

‫استخدام القوة لزالة المنكر بحسب تفصيله في هذه الدراسة‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬أسباب الخروج على حكام الجور والظلم ليست‬ ‫محصورة كما يرى البعض في الكفر البواح وليست‬ ‫‪313‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫محصورة بسبب بعض المعاصي والمفاسد ولكن إذا‬ ‫أوجدت السباب القوية التي لم يعد معها السكوت جائزا‬ ‫ومقبول ً لدى علماء المسلمين واستنفدت كل الوسائل‬ ‫السلمية لثنيه عما هو عليه من انحراف في العقيدة أو‬ ‫عدم تنفيذه لقواعد الشريعة السلمية على الواقع أو‬ ‫إضاعته مصالح المة عند ذلك جاز الخروج عليه شريطة‬ ‫تحقيق المصالح للمة‪ ،‬فل يشترط للخروج إعلن الحاكم‬ ‫الكفر والردة عن السلم بل يكفي إظهاره لبعض‬ ‫المظاهر الموجبة لكفره وانحرافه عن السلم من خلل‬ ‫تصرفاته وعدم التزامه بمنهج ا‪ ،‬ومن مظاهر ذلك على‬ ‫الواقع العملي ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬القدام على إصدار أوامر وقوانين تتضمن معصية‬ ‫صريحة لله بالمعنى الشرعي‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقوف الحاكم موقف المتحدي المتعمد لنصوص‬ ‫الكتاب والسنة لن هذا الموقف يعتبر كفرا بواحا وإن‬ ‫لم يقل الحاكم إنه يكفر بالسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬معاداة السلم واضطهاد أهله وتنفيذ ذلك صراحة‬ ‫أو ضمنا كأن ينشر الفساد أو يساعد على نشره‬ ‫ويرضى به أو يساعد على نشر الربا والتعامل به‬ ‫ونشر المنهج المخالف للشرع والذي ل صلة له‬ ‫بالسلم‪ ،‬وقد جاء وصف هذا النوع من الحكام في‬ ‫قوله تعالى }وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر‬ ‫مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إل بأنفسهم وما‬ ‫يشعرون{ ]النعام‪.[123 :‬‬ ‫‪ -4‬إفساد الحياة العامة على المة السلمية‪ :‬قد يدعي‬ ‫الحاكم أنه على الحق وأنه يسير وفق منهج السلم‬ ‫إل أنه في حقيقة المر يجلب للمة الشقاء والتعاسة‬ ‫ويفسد الحياة العامة من خلل ما يمارسه على‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪314‬‬


‫الواقع ويضر بالمصلحة العليا للمة لن الشريعة‬ ‫السلمية جاءت في الصل لجلب المصالح ودرء‬ ‫المفاسد فإذا لم يحقق الحاكم المصالح فقد أفسد‬ ‫الحياة على المة ومن ذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مساعدته ودعمه لتمزيق المجتمع بصراع المبادئ‬ ‫البعيدة عن منهج ا وتأجيج الخلفات المذهبية‬ ‫في بعض مسائل الفروع بما يتحول به المجتمع‬ ‫إلى فتن وصراعات وانقسامات داخلية وإتباع‬ ‫مناهج وسبل شتى وهذا مخالف لقوله تعالى }وأن‬ ‫هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل‬ ‫فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم‬ ‫تتقون{ ]النعام‪.[153 :‬‬ ‫ب‪ -‬تجويع المة وإذللها حتى يتمكن من نشر الرذيلة‬ ‫والخوف والذعر والرعب فيها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬هدم المثل والقيم العليا في المجتمع واستعلء‬ ‫الطغيان والظلم والفساد وغرس اليأس والحباط‬ ‫في النفوس الصالحة بل والنتقام منها والفتك بها‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬ليس صحيحا من قال أن السلطان ل ينكر‬ ‫عليه بالقوة وإنما ينكر على غيره فالنصوص‬ ‫الواردة في تغيير المنكر ليست محصورة على‬ ‫المنكر من غير الحكام‪ ،‬بل السلم يرتب أفضل‬ ‫وأكبر أجر لكلمة حق عند السلطان الجائر وأفضل‬ ‫الجهاد كما أخبر بذلك الرسول صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬كلمة حق عند سلطان جائر(‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬تنفيذ الخروج على حكام الجور والظلم يستلزم‬ ‫توافر شروط في الخارجين وشروط في المخروج عليهم‪،‬‬ ‫وكذلك اكتمال الظروف الخرى التي تهيئ المجال لنجاح‬ ‫ذلك الخروج بحيث ل يؤدي ذلك الخروج إلى مضار تربوا‬ ‫‪315‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫على المصالح العامة للمة‪ ،‬ومن أهم الشروط الواجب‬ ‫توافرها في الخارجين ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون الخروج بقيادة أهل الحل والعقد من‬ ‫العلماء ورؤساء الجند وسائر الزعماء الذين يرجع‬ ‫إليهم الناس في الحاجات والمصالح العامة ول‬ ‫يدخل في هذا الصنف من أفسدهم الحاكم ليكونوا‬ ‫أعوانا له في استبداد وظلم المة فأهل الحل والعقد‬ ‫هم الذين يقدرون مصالح المة ويسعون لتحقيقها‬ ‫ويضحون من أجل الحق ويتصفون بالتقوى والصلح‬ ‫وحسن الرأي والخلص والحرص على ما ينفع‬ ‫الناس‪ ،‬ول يصح أن يكون هؤلء الخارجون من‬ ‫الجهلة وغوغاء المجتمع الذي ل تجد منه المة سوى‬ ‫الفوضى والضطراب في الحوال وزيادة في الظلم‬ ‫والجور‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون الخارجون قد استنفدوا كل الوسائل‬ ‫والطرق السلمية في محاولتهم لتقويم الوضع‬ ‫وإصلح الحاكم‪.‬‬ ‫‪ -3‬عدم القدام على تنفيذ الخروج إل بعد الموازنة‬ ‫الدقيقة بين الضرر القائم والضرر المتوقع فإذا كان‬ ‫الضرر المتوقع أكثر فإنه ل يجوز الخروج لنه مفسدته‬ ‫أكثر من مصلحته‪.‬‬ ‫‪ -4‬لنجاح الخروج نجاحا تاّما لبد من إحكام خطة‬ ‫مدروسة وناجحة ترتكز على أهداف واضحة وتتخذ‬ ‫الساليب المناسبة المتكافئة وتبين الراء وفق قاعدة‬ ‫الشورى على أن تتضمن أهداف الخروج على مبادئ‬ ‫الشريعة السلمية كالمحافظة على إقامة الحدود‬ ‫وإصلح الفساد وإقامة العدل بين الناس‪.‬‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪316‬‬


‫ثامنا‪ :‬إذا فشل الخارجون ولم يتمكنوا من إزاحة‬ ‫الحاكم الجائر عن الحكم يصبح حكمهم في نظر هذا‬ ‫الحاكم بغاة وينطبق عليهم حكم البغي والبغاة وإن كانت‬ ‫أهدافهم ليست كأهداف البغاة ولكن ل توجد أحكام في‬ ‫الشريعة السلمية غير ذلك وطبقا للقواعد الشرعية‬ ‫والسلمية كما هو واضح في قوله تعالى‪} :‬وإن طائفتان‬ ‫من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت أحداهما‬ ‫على الخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ا{‬ ‫]الحجرات‪.[99 :‬‬ ‫ولم يفرق الفقهاء بين البغاة والخوارج فأحكام البغاة‬ ‫هي أحكام الخوارج وإن قال البعض أن البغاة هم‬ ‫الخوارج على المام العادل والخوارج هم الذين يرون أن‬ ‫كل ذنب صغير أو كبير كفر ولكن حكم هؤلء هو حكم‬ ‫البغاة‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬إذا نجح الخارجون وعزلوا الحاكم الجائر فإنه‬ ‫يتطلب منهم بذل الجهود الكبيرة في إصلح الوضاع‬ ‫وإعادة بناء المجتمع وفق منهج الشرع لن الظلم الذي‬ ‫ساده في فترة حكم السلطان الجائر قد أفسد المجتمع‬ ‫ويحتاج إلى إصلح ما أفسده وعلى وجه التحديد القيام‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬بث روح الخاء والمحبة والتسامح بين أفراد‬ ‫المجتمع وكان هذا هو أول عمل قام به الرسول‬ ‫صلى ا عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة وقبل‬ ‫أن يؤسس الدولة قام بهذا العمل الذي هو الجسر‬ ‫الساس الذي يبنى عليه كيان الدولة وبه تنطلق المة‬ ‫إلى ميادين الحياة والعمل والنتاج‪ ،‬لن المجتمع‬ ‫الذي ل تسوده هذه المعاني والقيم ويشيع فيه روح‬ ‫التباغض والتناحر والكراهية ل يمكن أن ينطلق نحو‬ ‫البناء والتقدم والمن والستقرار‪.‬‬ ‫‪317‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ -2‬إصلح الجوانب الجتماعية فالشريعة السلمية كفلت‬ ‫تحقيق العدالة الجتماعية وحاربت الفقر والجوع‬ ‫والبطالة كون الفقر يمثل خطرا كبيرا على عقيدة المة‬ ‫وقد قورن بين الكفر والفقر فقال النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬كاد الفقر أن يكون كفرا( كما استعاذ النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم من شر الفقر وشر الكفر فقال‬ ‫)اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر( وكذلك يشكل‬ ‫الفقر خطرا على المجتمع لن عدم التقارب النسبي‬ ‫بين الناس في توزيع الثروة يثير في النفوس الحقاد‬ ‫ويحدث الفتن والضطرابات والفوضى ويقوض أركان‬ ‫الخاء والمحبة بين الناس كما أن الفقر يشكل خطرا‬ ‫على سيادة الدولة نظرا لما يؤديه من اختلل التوازن‬ ‫داخل المجتمع وسوء العلقة بين الحاكم والمحكوم‬ ‫وتكون علقة الدولة بالشعب علقة تصادمية ل يوجد‬ ‫الحماس لدى الجماهير في الدفاع عن كيان البلد‬ ‫وقد تحدث علماء الغرب الذين درسوا السلم عن‬ ‫إعجابهم بقيم ومثل وأخلق السلم وأنها كانت السبب‬ ‫في تحقيق العدالة والتقدم والرخاء وفي تخليص‬ ‫البشرية من الجهل والظلم والشتات والفرقة والتمزق‬ ‫والضياع‪ ،‬ونورد هنا قول أحدهم وهو فون كيمر قال‪:‬‬ ‫عمل السلم على جمع شمل العرب وأزال دوافع‬ ‫تفرقهم وخلص العرب من رذائل الجاهلية ونشر بينهم‬ ‫روح العدالة والشورى والسلم وغرس المفهوم الخالد‬ ‫وهو أن أكرمكم عند ا أتقاكم وواعد العرب ليكونوا‬ ‫خير أمة أخرجت للناس ينشرون دينهم في أرجاء‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬إصلح الجوانب السياسية القائمة على المعاني‬ ‫الشرعية والخلق السلمية أنفة الذكر باعتبار أن‬ ‫الدولة في السلم هي دولة رسالة عالمية تسعى‬ ‫لتحقيقها على وجه الرض وبسط العدل بين الناس‬ ‫الصهيونية والخوان‬

‫‪318‬‬


‫ونشر الحضارة النسانية والتقدم والبناء‪ ،‬وفي سعي‬ ‫الخارجين لتحقيق ما قلناه من معاني ومبادئ وقيم‬ ‫إنسانية لبد أن يراعوا جملة من المور للتغيير‬ ‫العملي لتحقيق رسالة الدولة في السلم ومن أهم‬ ‫ذلك ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الفهم الصحيح لطبيعة المجتمع واتخاذ السلوب‬ ‫المثل لتغييره فالمجتمع ليس هو المجموع‬ ‫الكمي لفراده وإنما هو نظام اجتماعي أو تركيب‬ ‫اجتماعي تتمثل فيه العلقات المادية وتترابط‬ ‫ترابطا عضويا وتتناول من خلل التأثر والتأثير‬ ‫وتنعكس هذه العلقات بمجملها على الواقع‬ ‫وعلى النظام السياسي خاصة إذا عرفنا أن أفراد‬ ‫المجتمع ل تخضع خياراتهم اليدلوجية القناعات‬ ‫الفعلية التي يمكن التأثير فيها من خلل الوعظ‬ ‫والرشاد والتذكير والتأثير فحسب وإنما أن يخضع‬ ‫إلى جانب ذلك لمصالحهم المادية في المقام‬ ‫الول وحاجاتهم الضرورية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬بلورة نظرية علمية للتصال بالجمهور من خلل‬ ‫التوعية والتعريف بالهداف المراد تحقيقها لن‬ ‫أفراد المة ل يتحمسون ول يساندون أي تغيير أو‬ ‫إصلح إذا لم يتحقق فيه شرطان هما‪:‬‬ ‫الشرط الول‪ :‬أن يجدوا لدى من يقوم بالتغيير‬ ‫حّل لمشاكلهم الحقيقية‪.‬‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬أن يفهم الجمهور مقاصد‬ ‫وأهداف أي تغيير داخل المجتمع‪.‬‬ ‫ج‪ -‬حفظ التوازن بين طبقات المجتمع وصون‬ ‫الحقوق فيؤخذ الحق من القوي دون أن يقصد‬ ‫كسره ويعطى للضعيف وخلق الشعور لدى‬ ‫الحاكم والمحكوم معا بأنهما شركاء في الحكم‬ ‫‪319‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫وإن كل واحد منهما له دوره الهام يؤديانه في‬ ‫سبيل بناء الكيان العام للمة السلمية‪.‬‬ ‫عبد الناصر يونس‬ ‫إبراهيم‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪320‬‬


‫أهم المراجع‬ ‫‪ -1‬القرآن الكريم‬ ‫‪ -2‬الثورة المصرية لروبرت فيسك‬ ‫‪ -3‬الثورة المصرية أحمد غانم‬ ‫‪ -4‬مصر التحرير – تحليل ثورة ‪ 25‬يناير دار النشر‬ ‫الفرنسية ‪seuil‬‬ ‫‪ -5‬هل أخطأت الثورة علء السوانى‬ ‫جمال حمدان‬ ‫‪ -6‬العالم السلمى‬ ‫‪www,youm7.com/news.asp?newsid-4448800 -7‬‬ ‫‪ -8‬تحقيق لحمد السرساوى بجريدة الخبار‬ ‫القاهرية الصادرة بتاريخ ‪ 26/11/2005‬العدد‬ ‫‪ 3168‬العدد ‪62‬‬ ‫‪ -9‬جريدة القدس عبدا لبارى عطوان‬ ‫‪ -10‬موقع ) ال ( السرائيلى‬ ‫‪ -11‬تفسير روح المعاني‬ ‫‪ -12‬مجمع الزوائد ) ‪( 4/307‬‬ ‫‪ -13‬تفسير بن كثير‬ ‫‪ -14‬البداية والنهاية لبن كثير ) ‪( 10/439‬‬ ‫‪ -15‬كتاب الحج للمام المنذرى من الترغيب‬ ‫والترهيب ) ‪. ( 2/162‬‬ ‫‪ -16‬صحيفة ) وول ستريت جورنال (‬ ‫‪ -17‬وسائل التربية عند الخوان المسلمين‬ ‫‪ -18‬حقيقة الخلف بين الخوان والمسلمين‬

‫‪321‬‬

‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ -19‬الخوان المسلمين بين البتداع الديني‬ ‫والفلس السياسي ‪.‬‬ ‫‪ -20‬التجانس اليهودي والشخصية اليهودية عبد‬ ‫الوهاب المسيرى ‪.‬‬ ‫‪ -21‬اليديولوجية الصهيونية الدكتور المسيرى‬ ‫‪ -22‬الصهيونية العالمية عباس محمود العقاد‬ ‫‪ -23‬اللوبي السرائيلى والسياسة المريكية‬ ‫الخارجية ) جون ميرشيامر – وستيفن والت ( ‪.‬‬ ‫‪ -24‬هل يكذب التاريخ عبد ا بن محمود‬ ‫المام الشافعي‬ ‫‪ -25‬أعلم المسلمين‬ ‫‪ -26‬خيانات الشيعة وأثرها في هزائم المة‬ ‫السلمية عماد على عبد السميع حسين‪.‬‬ ‫‪ -27‬ملمح الحق محمد الغزالى‪.‬‬ ‫‪ -28‬مسجد فى ميونخ ايان جونسون‬ ‫سيد قطب‬ ‫‪ -29‬معالمك فى الطريق‬ ‫‪ -30‬العقد الجتماعى جان جاك روسو‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪322‬‬


‫مؤلفات الكاتب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪323‬‬

‫الوسيلة والتوسل ومعجزات الرسول صلى ا عليه‬ ‫وسلم‬ ‫البهائية وخطورتها على العالم السلمى‬ ‫التحرش الجنسي قنبلة موقوتة‬ ‫دولة الوقاف يفسدها الناظر واتباعة‬ ‫الخوان والسلفيين الماضي والحاضر‬ ‫مؤامرة ضد المخابرات العامة والقوات المسلحة في‬ ‫ظل ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبي‬ ‫سلطان القاسمى ) حاكم الشارقة ( ودوره في‬ ‫الثقافة العربية‬ ‫وتقسيم مصر والدول العربية والسلمية‬


‫‪ -9‬الشارقة تاريخ وحضارة‬ ‫‪ -10‬جائزة نوبل من عام ‪ 1901‬حتى عام ‪2011‬‬

‫الصهيونية والخوان‬

‫‪324‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.