الإخوان والسلفيون نهائى

Page 1

‫الخوان والسلفيين‬ ‫الماضى والحاضر‬

‫تاليف‬ ‫عبد الناصر يونس إبراهيم‬


‫الخوان والسلفيين ‪ ..‬الماضى والحاضر‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫المؤلف‬ ‫عبد الناصر يونس‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫الناشر‬

‫كلمات عربية للنشر والتوزيع‬ ‫ا ش زكريا يوسف حدائق القبة القاهرة‬ ‫تليفون ‪01227584614‬‬ ‫‪Kalimat.arabia@hotmail.com‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫المدير العام‬ ‫غريب احمد‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫الطبعة الولى ‪2012‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫رقم اليداع ‪13555/2012:‬‬ ‫الترقيم الدولى ‪978-977-5184-04-9 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫جميع الحقوق محفوظة لدار كلمات‬ ‫ول يجوز‬ ‫عربية‬ ‫نهائيا نشر او اقتباس او اختزال‬ ‫او نقل اى جزاء من الكتاب دون‬

‫‪2‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الحصول‬

‫على اذن كتابى‬

‫‪.‬‬

‫الكفكار الواردة كفي هذا الكتاب ل‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الناشر‬ ‫ولكن هذه الكفكار تعبر عن رأى‬ ‫ووجهة نظر مؤلفها‪ ،‬والناشر غير‬ ‫أى من‬ ‫مسئول عن‬ ‫هذه الكفكار أو الراء‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪3‬‬


‫الخوان والسلفيين‬ ‫الماضى والحاضر‬ ‫‪4‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪5‬‬


‫مقدمة ‪:‬‬ ‫يدخل العالم اللسلىمى ىمنعطفات خطيرة ‪ ,‬إذ تقوم ثورات وتفتح‬ ‫جبهات وتخاض ىمنازلت ‪ ,‬وتتوالى الدحداث وتتسارع لتبشر بقرب‬ ‫أفول عصر الهيمنة الغربي ‪ ,‬وتؤذن ببزوغ قوى ىمسلمة تعمل على‬ ‫رفع الظلم ونشر العدل في الرض‪.‬‬ ‫وفى أتون تلك التحولت التاريخية الكبرى تشتد دحملت الكفار‬ ‫والمنافقين على اللسلم عنفا وضراوة وخبثا وىمكرا ‪ ,‬وتمتد لتشمل كافة‬ ‫ىمنادحي الحياة السيالسية والقتصادية والجتماعية والتعليمية والعلىمية‬ ‫وغيرها ‪ ,‬فيما يشبه تسوىماني عالمي تؤيد ىموجات ىمن الرجاف‬ ‫الداخلي والمحلى يحاول العمل على اجتثا ىما تبقى ىمن ثوابت الىمة‪.‬‬ ‫وكان في الماضي تقوم الخوان المسلمين والسلفيين لحماية الدين‬ ‫اللسلىمى ىمن أي تدخل خارجي وزعزعة الوطن ولكن الن تركوا كل‬ ‫هذا واتجهوا لمصالحهم الدنيوية والوصول لعلى المراكز وتركوا‬ ‫شعاراتهم التي كانوا يطلقونها وهى المطالبة بتطبيق الشريعة‬ ‫اللسلىمية‪.‬‬ ‫ولكن نسوا أننا صبرنا كثيرا ولسنصبر أكثر وأكثر لن العقل ء ىمن‬ ‫الناس في كل زىمان وىمكان ‪ ,‬يوقنون بأن هذه الحياة صراع بين الحق‬ ‫والباطل ‪ ,‬ونزاع ىموصول بين الخير والشر ‪ ,‬وأن أدحداثها عندىما‬ ‫تستحكم ‪ ,‬وىمصائبها عندىما تتوالى ‪ ,‬وليلها عندىما يطول ‪ ,‬فل أىمل في‬ ‫‪6‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫انكشاف أثقالها إل عن طريق الصبر والمصابرة ‪ ,‬وادحتمال ىمكارهها‬ ‫بثبات وشجاعة ‪ ,‬والعمل على تخطى العقبات بصبر جميل ‪ ,‬ودحكمة‬ ‫بالغة ‪ ,‬وعقل ىمستنير ‪ ,‬وعزيمة قوية‪.‬‬ ‫ذلك لن هذه الحياة التي نحياها ليست دار جزا ء والستقرار ‪ ,‬وإنما‬ ‫هي دار عمل وجهاد واىمتحان وكدح ىمن أجل الحصول على ىمطالبها ‪,‬‬ ‫وكل يقتضى اختلطا بالناس الذين اختلفت أىمزجتهم ‪ ,‬وتباينت‬ ‫ىمصالحهم ‪ ,‬وتضاربت ىمقاصدهم وغايتهم‪.‬‬ ‫وصدق ا إذ يقول ‪ ) :‬يأيها النسان انك كادح إلى ربك كددحا‬ ‫فملقيه ( لسورة النشقاق )الية ‪( 6‬‬ ‫أي ‪ :‬يأيها النسان انك باذل في دحياتك جهدا كبيرا ىمن أجل ىمطالب‬ ‫نفسك ‪ ,‬وانك لبعد هذا الكدح والعنا ء ىمصيرك في النهاية إلى لقا ء ربك‬ ‫دحيث يحالسبك على عملك وكددحك‪.‬‬ ‫وفوق كل ذلك فان العقل ء – أيضا – يعلمون أن إخلصهم في‬ ‫عبادة خالقهم ‪ ,‬وفى اليمان برلسله وكتبه وىملئكته واليوم الخر ‪,‬‬ ‫لسيجعل لهم أعدا ء يظهرون لهم البغضا ء وىما تخفى صدورهم أكبر‪.‬‬ ‫وهذا يستلزم ىمن المؤىمنين يقظة دائمة ‪ ,‬وصبرا دحكيما ‪ ,‬وعزىما‬ ‫ىمكينا دحتى يتغلبوا على كيد أعدائهم‪.‬‬ ‫قال – تعالى – ) يأيها الذين آىمنوا اصبروا‪ .‬وصابروا‪ .‬ورابطوا‪.‬‬ ‫واتقوا ا لعلكم تفلحون ( لسورة آل عمران ) الية ‪.( 200‬‬ ‫أي ‪ :‬ياىمن آىمنتم بال – تعالى – دحق اليمان ‪ ,‬اصبروا على طاعة‬ ‫ا وقابلوا صبرا أعدائكم بصبر أشد ىمنه ‪ ,‬وداوىموا على اللستعداد‬ ‫لددحر عدوانهم ‪ ,‬وصونوا أنفسكم عن المعاصي ‪ ,‬تظفروا بالفلح‬ ‫والنجاح‪.‬‬ ‫إن القوة الفاضلة العاقلة الرشيدة ‪ ,‬ل تنبع إل ىمن العقيدة القويمة‬ ‫المكينة السليمة ‪ ,‬لن هذه العقيدة ىمتى الستقرت في النفس ورلسخت في‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪7‬‬


‫القلب ‪ ,‬جعلت صادحبها إذا تكلم كان قويا في دحجته وبيانه ‪ ,‬وإذا كلف‬ ‫بعمل ىمن العمال كان قويا في أدائه بالطريقة التي تجعله ىممن رضي‬ ‫ا عنهم ورضوا عنه ‪ ,‬وإذا اتجه إلى لسلوك ىما ‪ ,‬كان واضحا في‬ ‫لسلوكه ‪ ,‬قويا في أخذه وعطائه‪.‬‬ ‫هذه العقيدة القويمة المكينة السليمة ‪ ,‬تجعل صادحبها يؤىمن بما الستقر‬ ‫في عقله وفكره وقلبه ‪ ,‬إيمانا لىمكان ىمعه للتردد أو الرتياب ‪ ,‬وتلك‬ ‫هي القوة الرالسخة التي جعلت النبيا ء – عليهم الصلة والسلم – يقول‬ ‫كل وادحد ىمنهم لمخالفيه‪ ) :‬يا قوم اعملوا على ىمكانتكم أنى عاىمل فسوف‬ ‫تعلمون‪ .‬ىمن يأتيه عذاب يجزيه ويحل عليه عذاب ىمقيم ( لسورة الزىمر )‬ ‫الية ‪.(40 ,39‬‬ ‫أي ‪ :‬أن كل نبي كان يقول لمخلفيه ىمن قوىمه بكل قوة – بعد أن‬ ‫نصحهم ووعظهم وأنذرهم ‪ : -‬يا قوم اعملوا ىما شئتم عمله ىمن العداوة‬ ‫لي ‪ ,‬والتهديد بآلهتكم ‪ ,‬فاني لسأقابل عملكم السيئ بعمل دحسن ىمن جانبي‬ ‫‪ ,‬ولن ألتفت إلى تهديداتكم ‪ ,‬ولسوف تعلمون ىمن ىمنا الذي لسينجح في‬ ‫عمله ‪ ,‬وىمن ىمنا لسيأتيه عذاب يخزيه ويهينه في الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫هذه العقيدة المكينة السليمة ‪ ,‬هي التي جعلت أتباع الرلسل في كل‬ ‫زىمان وىمكان يقفون إلى جانب الحق ويدافعون عنه بكل قوة ‪ ,‬وبإيمان‬ ‫عميق ‪ ,‬وبعزم وثيق ‪ ,‬لذا ىمددحهم ا – تعالى – بقوله ‪ ) :‬وكأين ىمن‬ ‫نبي قاتل ىمعه ربيون كثير‪ .‬فما وهنوا لما أصابهم في لسبيل ا وىما‬ ‫ضعفوا وىما الستكانوا وا يحب الصابرين‪.‬‬ ‫وىما كان قولهم إل أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإلسرافنا في أىمرنا‬ ‫وثبت أقداىمنا وانصرنا على القوم الكافرين‪ .‬فآتاهم ا ثواب الدنيا‬ ‫ودحسن ثواب الخرة وا يحب المحسنين ( لسورة آل عمران ) اليات‬ ‫‪.( 148 – 146‬‬

‫‪8‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والنسان القوى في عقيدته وفى خلقه وفى قوله وفى فعله ‪ ,‬وفى كل‬ ‫لسلوك يرضى ا – تعالى – له علىمات تهدى إليه ‪ ,‬وله ىمناقب يتحلى‬ ‫بها ول يتخلى عنها‪.‬‬ ‫فمن علىماته أنه يعاىمل الناس بوضوح وىمكاشفة ‪ ,‬إن رآهم على‬ ‫الحق وقف إلى جانبهم ‪ ,‬وان رآهم على غير ذلك تخلى عنهم ‪ ,‬ىمتمثل‬ ‫بقول الرلسول ) صلى ا عليه ولسلم ( ‪ ) :‬ل يكن أدحدكم إىمعة ‪ ,‬يقول ‪:‬‬ ‫أنا ىمع الناس ‪ ,‬إن أدحسن الناس أدحسنت ‪ ,‬وان ألساؤا ألسأت !! ولكن‬ ‫وطنوا أنفسكم إن أدحسن الناس أن تحسنوا ‪ ,‬وان ألسأؤا أن تجتنبوا‬ ‫إلسا ءتهم (‪.‬‬ ‫وىمن علىماته أنه ل يبيع ذرة ىمن دينه ‪ ,‬ىمن أجل إرضا ء الناس بشئ‬ ‫ىمما يكرهه ا – تعالى – لنه لقوة إيمانه يعلم علم اليقين أن عطا ء ا‬ ‫– تعالى هو الباقي ‪ ,‬أىما عطا ء غيره فزائل‪.‬‬ ‫وهذا ىما يحدث دحاليا في لعبة السيالسة بين الخوان المسلمين‬ ‫والسلفيين للوصول للمراكز السلطوية وليس لمصلحة الشعب والشريعة‬ ‫اللسلىمية كما يدعون وفى كتابي هذا لسنستعرض ىمرادحل الخوان‬ ‫المسلمين والسلفيين ىمنذ النشأة دحتى انحدارهم إلى القاع‪.‬‬ ‫عبد الناصر يونس إبراهيم‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪9‬‬


‫الباب اللول‬ ‫جماعة الخوان‬ ‫المسلمين‬ ‫‪10‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪11‬‬


‫الفصل اللول‬ ‫النظام الخاص‬ ‫لجماعة الخوان‬ ‫المسلمين‬ ‫‪12‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪13‬‬


‫النظام الخاص بجماعة الخوان المسلمين أو التنظيم السري لجماعة‬ ‫الخوان المسلمين هو‪ .‬نظام عسكري ألسسته الجماعة في عام ‪1940‬م‬ ‫وهدفه يحسب ) ىمحمد ىمهدى عاكف ( إعداد نخبه ىمنتقاة ىمن الخوان‬ ‫للقيام بمهمات خاصة والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو‬ ‫الخارجي وىمحو الىمية العسكرية للشعب المصري في ذلك الوقت ‪,‬‬ ‫دحيث كان كل فرد يمكنه دفع عشرين جنيها ليستطيع التخلص ىمن‬ ‫الخدىمة العسكرية‪.‬‬ ‫يحسب ) ىمحمود عبد الحليم ( في كتابه الخوان المسلمون أدحداث‬ ‫صنعت التاريخ قام النظام الخاص ىمن أجل ) ىمحاربة المحتل‬ ‫النجليزى داخل القطر المصري والتصدي للمخطط الصهيوني‬ ‫اليهودي لدحتلل فلسطين (‪.‬‬ ‫وكان ىمن أشهر أعضاؤه جمال عبد الناصر ‪ ,‬وخالد ىمحيى الدين‬ ‫عضوا ىمجلس قيادة الثورة وفق شهادة خالد ىمحيى الدين نفسه وقد‬ ‫انضما إلى النظام الخاص عام ‪1943‬م‪.‬‬ ‫ظروف التأسيس ‪:‬‬

‫أراد دحسن البنا أن يكون ذلك ) الجيش المسلم ( للتصدي لليهود‬ ‫والنجليز دحيث كانت قناعته أن النجليز بتواطئهم ىمع اليهود لن يتركوا‬ ‫ىمصر ول فلسطين ‪ ,‬وىمع شعوره بضعف الحكوىمات العربية وهزل‬ ‫الجيش المصري في هذا الوقت فكان هذا دحافزا آخر لتكوين ) النظام‬ ‫الخاص ( فقد كان التألسيس وليد فكر ىمشترك بين الحاج أىمين الحسيني‬ ‫) ىمفتى فلسطين ( وبين دحسن البنا ) ىمرشد الخوان (‪.‬‬ ‫لم يكن النظام الخاص فكرة جديدة ابتدعها الخوان في ذلك التوقيت‬ ‫‪ ,‬فكل القوى السيالسية الموجودة بالسادحة في الوقت كان لديها أجهزة‬ ‫عسكرية لسرية ىمثل ) الوفد ( و ) السراي ( و ) ىمصر الفتاة ( وعرف‬

‫‪14‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫وقتها أصحاب الباقات الزرقا ء والحرس الحديدي دحتى أن ) الضباط‬ ‫الدحرار ( كان تنظيما لسريا في هذا الوقت‪.‬‬ ‫كيف تم اكتشاكفه‪:‬‬

‫تم اكتشاف النظام عبر قضية السيارة الجيب عام ‪1948‬م دحيث عثر‬ ‫البوليس السيالسي على لسيارة جيب بها جميع ألسرار النظام الخاص‬ ‫لجماعة الخوان وىمن بينها أوراق التكوين والهداف ‪ ,‬وقدىمتها دحكوىمة‬ ‫النقراشي لمحكمة الجنايات ‪ ,‬ولما اطلعت المحكمة على أهداف النظام‬ ‫قالت في دحكمها عن المدانين ىمنهم ‪ ):‬إن المدانين كانوا ىمن ذوى‬ ‫الغراض الساىمية التي ترىمى أول ىما ترىمى إلى تحقيق الهداف‬ ‫الوطنية لهذا الشعب المغلوب على أىمره (‪.‬‬ ‫يقول القرضاوى في ىمذكراته ) لقد أدحيلت هذه القضية إلى ىمحكمة‬ ‫ىمدنية برئالسة المستشار أدحمد بك كاىمل ‪ ,‬وكان قد أتهم فيها أكثر ىمن‬ ‫ثلثين شخصا ‪ ,‬ىمنهم عبد الردحمن السندى ‪ ,‬وىمصطفى ىمشهور ‪,‬‬ ‫وىمحمود الصباغ ‪ ,‬وادحمد دحسنين ‪ ,‬وادحمد زكى وغيرهم‪ .‬وكان الجو‬ ‫السيالسي قد تغير ‪ ,‬بعد لسقوط دحكوىمة إبراهيم عبدا لهادى ‪ ,‬وكانت‬ ‫فرصة ليصول فيها المحاىمون اللسلىميون والوطنيون ‪ ,‬أىمثال ىمختار‬ ‫عبد العليم ‪ ,‬وشمس الدين الشناوي ‪ ,‬وعبد المجيد نافع ‪ ,‬وعزيز فهمي ‪,‬‬ ‫وادحمد دحسنين وغيرهم‪.‬وأن تسمع شهادات رجال كبار ىمثل اللوا ء‬ ‫المواوى ‪ ,‬واللوا ء فؤاد صادق وغيرهما‪.‬‬ ‫وقد أصدرت المحكمة فيها دحكما تاريخيا ‪ ,‬برأ أكثرية المتهمين ‪,‬‬ ‫ودحكم على أفراد قليلين ىمنهم بأدحكام ىمخففة ‪ ,‬ىما بين لسنة وثلث لسنوات‬ ‫‪ ,‬ولكن الشئ المهم في الحكم أنه أنصف الخوان بوصفهم جماعة‬ ‫إلسلىمية وطنية‪ .‬وأبرز دورهم الوطني والجهادى في ىمصر وفلسطين ‪,‬‬ ‫ودورهم الثقافي والجتماعي في خدىمة ىمصر ‪ ,‬ثم كانت المفاجأة أن‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪15‬‬


‫انضم رئيس المحكمة المستشار الكبير أدحمد كاىمل بعد ذلك إلى الخوان‬ ‫‪ ,‬ونشرت ذلك الصحف بالخط العريض ‪ ) :‬دحاكمهم ثم انضم إليهم (‪.‬‬ ‫المؤسسون ‪:‬‬

‫صالح عشماوى – دحسين كمال الدين – دحاىمد شريت – عبد العزيز‬ ‫أدحمد – ىمحمود عبد الحليم‪.‬‬ ‫وعهد دحسن البنا قيادة النظام الخاص إلى صالح عشماوى وكان‬ ‫آنذاك وكيل للجماعة ودحظي ىمحمود عبد الحليم بمسادحة تنفيذية والسعة‬ ‫في بداية إنشا ء هذا التنظيم دحيث يقول ) عند ىمباشرة عملية النشا ء‬ ‫وجدت نفسي أشبه بالعضو المنتدب لهذه القيادة (فهو كان ىمندوبا عن‬ ‫الطلبة في القاهرة والستطاع أن يجعل ىمن الطلب العنصر اللسالسي في‬ ‫تكوين هذا التنظيم العسكري الذي تم تقسيمة لمجموعات عنقودية‬ ‫صغيرة ل تعرف بعضها ىمع تلقينهم برناىمجا إيمانيا ورودحيا ىمكثفا‬ ‫إضافة إلى درالسة ىمستفيضة للجهاد في اللسلم وكذلك التدريب على‬ ‫الستعمال اللسلحة والعمال الشاقة والمبالغة في السمع والطاعة في‬ ‫المنشط والمكره وكتمان السر ‪ ,‬غير أن ىمحمود عبد الحليم ترك هذه‬ ‫المسئولية بعد أن عهد إلى عبد الردحمن السندى بها بسبب انتقاله للعمل‬ ‫في دىمنهور في ‪16/6/1941‬م‪.‬‬ ‫إدارة عمل التنظيم ‪:‬‬

‫تشكل النظام الخاص وفقا لمجاىميع عنقودية ىمتسلسلة دحيث يتكون‬ ‫المجموعة القيادية ىمن خمسة أفراد يتولى كل ىمنهم تكوين ىمجموعة ىمن‬ ‫خمسة آخرين ويظل الىمر ىمسلسل إلى ىما ل نهاية وىمن هذا التسلسل‬ ‫يكون الفراد الذين يقوىمون بالتواصل ىمع بعضهم ويعرفون بعض ل‬ ‫يزيدون عن ثمانية أفراد ‪ ,‬وكانت القيادة العليا للتنظيم تتكون ىمن عشرة‬ ‫أفراد خمسة ىمنهم المجموعة العنقودية اللسالسية والتي كانت ىمشكلة‬ ‫دحسب الترتيب التنظيمي ىمن عبد الردحمن السندى وىمصطفى ىمشهور‬ ‫‪16‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫وىمحمود الصباغ وادحمد زكى دحسن وأدحمد دحسنين أىما الخمسة الخرين‬ ‫فكانوا صالح عشماوى وىمحمد خميس دحميدة والشيخ ىمحمد فرغلى‬ ‫وعبد العزيز كاىمل وىمحمود عسا ف وقد لسار عبد الردحمن السندى في‬ ‫بداية الىمر لسيرا دحسنا نال به رضا ء القيادات والفراد في النظاىمين‬ ‫الخاص والعام في الخوان المسلمين وخاصة الدور الهام الذي قام به‬ ‫أعضا ء هذا النظام في دحرب فلسطين وىمساعدة الثوار الفلسطينيين‬ ‫وىمشاركة الجيش المصري هناك إضافة لدورهم في فض ىمضاجع‬ ‫النجليز في القاهرة وىمحافظات ىمصر ‪ ,‬ولكن ثمة تغيرات ظهرت على‬ ‫شخص السندى بدأت تقود لتيار ىمخالف عن نهج المرشد دحسن البنا‪.‬‬ ‫التربية كفي النظام الخاص ‪:‬‬

‫يروى ىمحمود الصباغ في كتابه ) دحقيقة النظام الخاص ( أنه كان‬ ‫أول ىما يختبر به العضو الجديد فيما يعلن ىمن رغبته في الجهاد في‬ ‫لسبيل ا أن يكلف بشرا ء ىمسدس على نفقته الخاصة والذي لم يكن يزد‬ ‫ثمنه في هذا الوقت عن ثلثة جنيهات ‪ ,‬ولم يكن النضمام للنظام‬ ‫الخاص بالىمر اليسير فالشخص المرشح يمر بسبع جلسات بمعرفه‬ ‫) المكون ( وهو يعنى الشخص الذي يقوم بتكوين أعضا ء النظام وتبدأ‬ ‫هذه الجلسات بالتعارف الكاىمل على المرشح ثم جلسات رودحية تشمل‬ ‫الصلة والتهجد وقرا ءة القرآن ثم جلسة للقيام بمهمة خطرة وتكون‬ ‫بمثابة الختبار دحيث يطلب ىمن الشخص كتابة وصيته قبلها ويستتبع‬ ‫ذلك جلسة البيعة التي كانت تتم في ىمنزل بحي الصليبة بجوار لسبيل أم‬ ‫عباس دحيث يدعى المرشح للبيعة والشخص المسئول عن تكوينة‬ ‫إضافة للسندى دحيث يدخل الثلثة لغرفة البيعة التي تكون ىمطفأة‬ ‫النوار فيجلسون على فرش على الرض في ىمواجهة شخص ىمغطى‬ ‫جسده تماىما ىمن قمة رألسة إلى قدىمه بردا ء أبيض يخرج يداه ىممتدتان‬ ‫على ىمنضدة ىمنخفضة ) طبلية ( عليها ىمصحف شريف ‪ ,‬ويبدأ هذا‬ ‫الشخص المغطى بتذكير المرشح بآيات القتال وظروف لسرية هذا‬ ‫) الجيش ( ويؤكد عليه بأن هذه البيعة تصبح ىملزىمة التي تؤدى خيانتها‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪17‬‬


‫إخل ء لسبيله ىمن الجماعة ويخرج هذا الشخص ىمسدلسا ىمن جيبه ويطلب‬ ‫ىمن المرشح تحسس ) المصحف ( والمسدس والقسم بالبيعة وبعدها‬ ‫يصبح المرشح عضوا في ) الجيش اللسلىمى ( ويضيف ىمحمود‬ ‫الصباغ في كتابه ) أنه عندىما ترقى للقيادة في هذا التنظيم اكتشف أن‬ ‫الشخص المغطى كان هو صالح عشماوى وكيل الجماعة الذي كان‬ ‫يأخذ البيعة عن المرشد ‪ ,‬وبعد البيعة يمر عضو النظام الجديد على‬ ‫أربع ىمرادحل تستغرق كل وادحدة ‪ 15‬ألسبوعا يتلقى فيه برناىمجا قالسيا‬ ‫في التربية العسكرية والجهادية إضافة إلى الجانب التعبدي والرودحي‬ ‫(‪.‬‬ ‫أهم أنشطة النظام الخاص ‪:‬‬

‫ألقا ء قنبلة على النادي البريطاني في ليلة عيد الميلد ‪1945‬م دحيث‬ ‫رأى إخوان النظام الخاص أن يعملوا على بث الخوف في قلوب الجنود‬ ‫النجليز العابثين الذين كانوا يقتلون البريا ء ويهتكون العراض‬ ‫ويحطمون واجهات المحلت يوىميا وهم لسكارى ‪ ,‬فقرر النظام الخاص‬ ‫أن يلقوا على النادي البريطاني قنبلة في ليلة عيد الميلد وهى لم تقتل‬ ‫أدحدا ولكن بثت في قلوب النجليز الرعب في هذا الوقت‪.‬‬ ‫نسف شركة العلنات الشرقية الخاصة باليهود آنذاك في ‪12‬‬ ‫نوفمبر ‪1948‬م ‪ ,‬نسف لشيكوريل ولسينمات ىمملوكة لليهود أيضا ‪,‬‬ ‫تعطيل لسفينة يهودية في ىمينا ء بورلسعيد ‪ ,‬نسف بعض المساكن في‬ ‫دحارة اليهود بالقاهرة ودحادثة فندق الملك جورج‪.‬‬ ‫وضع قنابل غير ىمتفجرة في لستة ىمن أقسام الشرطة بالقاهرة في ‪26‬‬ ‫نوفمبر ‪ , 1946‬وديسمبر ىمن العام ‪ , 1946‬لجهاض ىمشروع ىمعاهدة‬ ‫صدقي بيفن التي الستقالت على إثرها دحكوىمة إلسماعيل صدقي باشا‪.‬‬ ‫المشاركة في دحرب فلسطين التي اشتعلت قضيتها ىمنذ ثورة ‪1936‬م‬ ‫ودحتى المشاركة في دحرب ‪1948‬م‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫وىمن أبرز أعمال النظام الخاص فيها ) ىمعركة كفار ديروم الولى‬ ‫– نصب كمائن للعدو واصطياد أفراده بعد تدىمير شبكات المياه – تدىمير‬ ‫برج ىمستعمرة ) تل بيوت ( – السترداد دير ىمار الياس – تحرير قرية‬ ‫العسلوج – ىمنع العدو ىمن ادحتلل جبل المكبر وتكبيده خسائر فاددحة –‬ ‫تدىمير ىمركز قيادة اليهود وبداخلة ضباط كبار واللستيل ء ) تبه اليمن (‬ ‫– تموين قوات الجيش المصري المحاصر في الفالوجا‪.‬‬ ‫المشاركة في دحرب القنال لجل ء النجليز ‪1951‬م وىمن أبرز‬ ‫أعمال النظام الخاص فيها ) ىمهاجمة دورية ىمصفحة جنوب القنطرة –‬ ‫قذف ىمئات ىمن لسيارات الدحتلل بالقنابل والزجاجات الحارقة – نسف‬ ‫ىمخازن الذخيرة بأبي لسلطان – تدىمير أنابيب المياه التي تغذى‬ ‫المعسكرات النجليزية – نسف قطارات النجليز في ىمناطق السويس‬ ‫واللسماعيلية – ضرب لسيارة ىمصفحة بمعسكر القرين – نسف خط‬ ‫السكة الحديد بقرية أبو دحماد – إدحراق ىمخازن البترول في جبل عتاقة‬ ‫بالسويس‪.‬‬ ‫دور النظام الخاص كفي حرب ‪ 1948‬م ‪:‬‬

‫كان أول تحرك عملي ىمن ) النظام الخاص ( تجاه القضية‬ ‫الفلسطينية عندىما جا ء الحاج ) أىمين الحسيني ( ىمفتى فلسطين إلى‬ ‫القاهرة في لسنه ) ‪1365‬هـ ‪1946‬م ( فارا ىمن ىمحاكمة الحلفا ء في‬ ‫أعقاب الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬والذين اتهموه بالتعاون ىمع ) هتلر (‬ ‫والعمل على ىمناصرة قواته في دخولها ) ىمصر ( والتخابر ىمع‬ ‫المسئولين المصريين بهذا الشأن‪ .‬وكان للخوان المسلمين دور كبير‬ ‫في ىمساندة الحاج ) أىمين الحسيني ( والتدخل لدى الحكوىمة المصرية‬ ‫لمنحه دحق اللجو ء السيالسي ‪ ,‬وكان طبيعيا أن تتعاون الحكوىمة‬ ‫المصرية ىمع الحاج ) أىمين الحسيني ( الذي توافقت طلباته وىمقتردحاته‬ ‫ىمع قرار اللجنة العسكرية العليا التي اجتمعت لسنة ) ‪1366‬هـ ‪-‬‬ ‫‪1947‬م ( وقررت العتماد على الفلسطينيين في قراهم وتسليحهم ضد‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪19‬‬


‫الرهاب الصهيوني ‪ ,‬ووقوف الجيوش العربية على الحدود وعدم‬ ‫دخولها إلى الراضي الفلسطينية‪ .‬وقام النظام الخاص بتعيين ضباط‬ ‫اتصال بين جماعة الخوان المسلمين وبين الهيئة العربية العليا في‬ ‫شئون التسليح والتي يمثلها الشهيد ) عبد القادر الحسيني ( بمساعدة أدحد‬ ‫التجار الفلسطينيين – والذي كان ىمسئول عن التمويل المالي للهيئة‬ ‫العربية للتسليح ‪ ,‬وقد قام ) النظام الخاص ( بجمع اللسلحة والذخائر‬ ‫التي تركتها الجيوش المتحاربة في صحرا ء العلمين في نهاية الحرب‬ ‫العالمية الثانية ‪ ,‬والتي كان يتم نقلها ىمن الصحرا ء الغربية إلى القاهرة‬ ‫وىمنها إلى ىمخازن وأىماكن التجميع دحتى يتم إرلسالها إلى المجاهدين في‬ ‫فلسطين ‪ ,‬بعد القيام بعملية صيانة جديدة لها وتنظيفها ىمن الرىمال التي‬ ‫تركت فيها لعدة شهور ‪ ,‬وذلك في المصانع التي قام ) النظام الخاص (‬ ‫بإنشائها ‪ ,‬ىمن أجل هذا الغرض في ) دحلمية الزيتون ( بالقاهرة ‪ ,‬وىمن‬ ‫هذا المورد جمعت غالبية اللسلحة والمتفجرات التي الستعملها ىمتطوعو‬ ‫الهيئة العربية العليا وىمتطوعو ) الخوان المسلمون ( في دحرب‬ ‫) فلسطين ( وأىمدوا بها القوات المسلحة المصرية ‪ ,‬والى جانب هذا‬ ‫المصدر الرئيسي كان بالىمكان تكليف رؤلسا ء المناطق في جميع أنحا ء‬ ‫البلد بجمع اللسلحة المعروضة للبيع في القاليم ىمن تجار اللسلحة‪.‬‬ ‫وقاىمت الحكوىمة المصرية بالتصريح للخوان المسلمين رلسميا بجمع‬ ‫اللسلحة ‪ ,‬ودحشد المتطوعين ‪ ,‬وتكوين ىمراكز تدريب لهم على ىمختلف‬ ‫اللسحلة ‪ ,‬وتسفيرهم إلى ) فلسطين ( وخاضوا كثيرا ىمن المعارك ىمع‬ ‫العدو الصهيوني بمفردهم أدحيانا وبالمشاركة ىمع الجيش المصري‬ ‫أدحيانا أخرى وخاصة بعد دخول الجيش المصري إلى أرض فلسطين‬ ‫في ‪ 6‬ىمن رجب ‪1367‬هـ ‪ 15 -‬ىمن ىمايو ‪1948‬م ‪ ,‬وتقدم في اتجاهين ‪:‬‬ ‫الول يوزاى السادحل الفلسطيني شمال ‪ ,‬والثاني إلى الجنوب ‪ ,‬دحيث‬ ‫أقام اتصال ىمع الجيش الردني الذي اندفع إلى القدس واشتبك ىمع‬ ‫اليهود ‪ ,‬وكان ىمن أشهر هذه المعارك ) ىمعركة دير البلح ( والستطاع‬ ‫المجاهدون دخول ) العوجة ( و ) العسلوج ( و ) بئر لسبع ( و ) بيت‬ ‫لحم ( و ) صور ( و ) راىمات رادحيل ( و ) دير ىمار الياس ( و‬ ‫) ىمستعمرة تل بيوت ( ‪ ,‬وتمكن ىمن ادحتلل ) رأس الدحرش ( وعندىما‬

‫‪20‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫يئس العدو الصهيوني ىمن اقتحام ىمدينة ) بيت لحم ( و ) الخليل ( بعد‬ ‫تحرير المجاهدين لها – قام بمهاجمة قوات الجيش المصري في‬ ‫)ألسدود( و ) المجدل ( ‪ ,‬ىمما اضطر الجيش أن يتسحب إلى ىمنطقة‬ ‫) الفالوجا ( التي دحوصر فيها بقوة كبيرة ىمن الصهاينة‪ .‬فقام المجاهدون‬ ‫بتقديم المؤن لفراد القوات المسلحة لمساعدتهم على الصمود ‪ ,‬بعد إن‬ ‫انقطع طريق المواصلت بينهم وبين ) القاهرة ( وطوال تلك الفترة لم‬ ‫ينقطع المجاهدون عن تقديم الدعم والعون لقوات الجيش المصري‬ ‫المحاصر في ) الفالوجا ( وظلوا يحكمون السيطرة على ) بيت لحم ( و‬ ‫) الخليل ( دحتى فوجئ الجميع بصدور قرار ىمن رئيس الوزرا ء‬ ‫) النقراشي ( باشا يقضى بحل هيئة ) الخوان المسلمين ( في ) ىمصر‬ ‫( وىمصادرة أىموالهم ‪ ,‬إل أن ذلك لم يمنع المجاهدين ىمن القيام بواجبهم‬ ‫المقدس في الدفاع عن ) فلسطين ( ضد الصهاينة ‪ ,‬والستطاعوا هزيمة‬ ‫الصهاينة في كثير ىمن المعارك التي كان ىمن أشهرها ىمعركة ) كفار‬ ‫ديروم ( وىمعركة ) أبو ىمعيلق ( كما تمكنوا ىمن قطع الطرق المؤدية‬ ‫إلى ىمستعمرة ) بيرون إلسحاق ( أثنا ء هجوم الجيش المصري عليها ‪,‬‬ ‫وىمحاصرة ىمستعمرة ) ديرلسنيد ( بالشتراك ىمع الجيش المصري ‪,‬‬ ‫وكان ىمن أهم دور لهم في هذه المعركة هو ىمنع وصول النجدات‬ ‫الصهيونية للمقاتلين اليهود داخل المستعمرة ‪ ,‬ثم اشتراكهم في الهجوم‬ ‫عليها ‪ ,‬دحتى لسقطت في يد الجيش المصري ‪ ,‬فكان لسقوطها ألسوأ‬ ‫الثر في نفوس اليهود الصهاينة‪.‬‬ ‫أخطاء النظام ‪:‬‬

‫لم يسلم النظام الخاص وقائدة عبد الردحمن السندى ىمن الوقوع في‬ ‫ىمجموعة الخطا ء التي لم يختلف الخوان أنفسهم على كونها خطأ ‪ ,‬إل‬ ‫أن الختلف كان دوىما هل كانت الخطا ء بعلم وىمباركة المرشد العام )‬ ‫دحسن البنا ( أم كانت تصرفات فردية ىمن رجال النظام الخاص دون‬ ‫علم البنا‪.‬‬ ‫وىمن اشهر الخطا ء التي ارتبطت بالنظام الخاص ‪-:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪21‬‬


‫التدبير لمقتل القاضي أدحمد الخازندار في ‪ 22‬ىمارس ‪1948‬م وقتل‬ ‫على يد اثنين ىمن النظام الخاص هما ) دحسن عبد الحافظ ‪ ,‬وىمحمود‬ ‫زينهم ( وصدر عليهم الحكم في ‪ 22‬نوفمبر ‪ 1948‬بالشغال الشاقة‪.‬‬ ‫التدبير لمقتل ىمحمود فهمي النقراشي باشا في ‪ 28‬ديسمبر ‪1948‬‬ ‫وقد قتل على يد شاب يدعى ) عبد المجيد ادحمد دحسن (‪.‬‬ ‫ىمحاولة دحرق أوراق قضية السيارة الجيب – التي أشيع أنها ىمحاولة‬ ‫نسف غرفة الرشيف بمحكمة اللستئناف – دليل الحكوىمة في قضية‬ ‫السيارة الجيب في ‪ 12‬يناير ‪ ) 1949‬لم تتم (‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪23‬‬


‫الفصل الثانى‬ ‫تنظيمات أخرى لجماعة‬ ‫الخوان المسلمين‬

‫‪24‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪25‬‬


‫بدأ دحسن البنا لسلسلة ىمن الجرا ءات لتنظيم العمل المسلح فقام دحسن‬ ‫البنا كخطوة أولى بثلث ىمحاور ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬ىمحور ىمدني ىمسلح ‪ :‬وكان تحت ىمسئولية عبد الردحمن السندى‬ ‫ينتمي إليه المدنيين‪.‬‬ ‫‪ -2‬نظام خاص داخل الشرطة – لسلح الودحدات – وكان تحت‬ ‫ىمسئولية اللوا ء صلح شادي‪.‬‬ ‫‪ -3‬نظام خاص داخل الجيش ‪ :‬وكان تحت ىمسئولية الصاغ ىمحمود‬ ‫لبيب ‪ ,‬ويعاونه عبد المنعم عبدالرؤف ‪ ,‬وقد لعب هذا النظام‬ ‫الدور الكبر في دحرب فلسطين‪.‬‬ ‫موقف عمر التلمسانى من رئيس النظام الخاص ‪:‬‬

‫يقول عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة انه ىمن المسلم بداهة‬ ‫وأنا اقتنع بمواقف اللستاذ البنا كنت أرى أن عبد الردحمن السندى قد‬ ‫تجاوز دحدوده عندىما شعر بطاعة أفراد النظام له باعتباره أنه رئيس‬ ‫هذا التنظيم وبلغ به الىمر أنه عندىما دحدث صدام بين فريق ىمن هذا‬ ‫النظام وبين اللستاذ الهضيبى – الذي خلف اللستاذ البنا في ىمركز‬ ‫المرشد العام – أن كنت ىمن الساعين إلى التوفيق بين وجهات النظر‬ ‫فألقيت ىمع عبد الردحمن السندى في ىمكان السمه ) دار الكتاب العربي (‬ ‫لصادحبها المردحوم ) دحلمي المنياوي ( فسأل عبد الردحمن السندى ‪ :‬هل‬ ‫أخذت رأى ىمن ىمعك قبل أن تقف هذا الموقف ىمن اللستاذ الهضيبى ؟‬ ‫فكان رده عجيبا جدا قال ‪ :‬اننى ىما تعودت أن أخذ رأى أدحد أبدا ‪,‬‬ ‫ودارت اليام والسنون وألقى جمال عبد الناصر القبض على اللستاذ‬ ‫الهضيبى وبعض الخوان في يناير ‪1954‬م فكانوا يلتقون في ىمكتب‬ ‫المردحوم عبد القادر عودة لعلج الموقف فحضر عبد الردحمن السندى‬ ‫في ليلة ىمن الليالي وظل هو والحاضرون يتناقشون في الموقف ولدحظ‬ ‫أن ادحد الفراد صاىمتا فسأله لماذا ل تبدى برأيك يافلن ؟ فكان الرد أنا‬ ‫‪26‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫لسمعت ىمنك أنك ل تأخذ رأى أدحد فيما تريد أن تفعل فلداعى لن‬ ‫أناقش في أىمر ىمن الىمور ‪ ,‬فحاول جاهدا أن ينكر هذا وأنه ىما قال ىمثل‬ ‫هذا القول فتأكد ىمن الدحداث الواقعة أن الغرور تملك المردحوم عبد‬ ‫الردحمن السندى فأخذ هذا الموقف ىمن اللستاذ دحسن الهضيبى ىمثلما‬ ‫وقف نفس الموقف ىمع اللستاذ دحسن البنا ولم تطل أيام اللستاذ البنا‬ ‫دحتى يتخذ إجرا ء ىمعينا ىمع السندى فوقف عبد الردحمن السندى هذا‬ ‫الموقف وادحتل المركز العام هو وبعض أنصاره وذهبوا إلى ىمنزل‬ ‫اللستاذ الهضيبى وألسا ءوا إليه واجتمعت هيئة ىمكتب الرشاد والهيئة‬ ‫التألسيسية وقررت فصل السندى وبعض ىمن ىمعه وكان ىمن فضل ا أن‬ ‫الغلبية كانت لسادحقة ىمن أفراد هذا النظام التزىمت بكلم اللستاذ المرشد‬ ‫ولم تتابع عبد الردحمن السندى على أهوائه واتجاهاته وزاد الىمور‬ ‫وضودحا في نوايا عبد الردحمن السندى دحين عينه عبد الناصر في‬ ‫شركة ) شل ( في قناة السويس وأفرد له فيل ولسيارة وأثث له ىمنزل‬ ‫وأطلعه عبد الردحمن السندى ىمع بالغ اللسف – على كثير ىمن أدحوال‬ ‫النظام الخاص وألسما ء أعضائه ىمما ىمكن لجمال عبد الناصر ىمن أن‬ ‫يسئ لهذا النظام إلسا ءة بالغة كما ثبت ىمن التحقيقات والقضايا التي‬ ‫صدر فيها أدحكام ضد المخابرات التي عذبت ) الخوان المسلمين (‪.‬‬ ‫شخصية السندى المثيرة للجدل ‪:‬‬

‫شخصية السندى المثيرة للجدل والخوان أنفسهم اختلفوا دحوله‬ ‫ونسب له صلح شادي في كتابه دحصاد العمر السبب في نكبة‬ ‫الجماعة‪.‬‬ ‫ولسأصف لكم شخصية السندى ىمن وجهة نظري؛ الحقيقة كان رجل‬ ‫ىمخلصا ‪ ,‬وكان ىمتشبعا بفكرة النظام الخاص ىمما ل يسمح ىمعه بكلم‬ ‫في أي ىمجال آخر ول شك أنه كان له أخطا ء ‪ ,‬ىمنها ىمثل أنه لم يرجع‬ ‫للىمام البنا في قرار قتل الخازندار لكنه كان ىمؤىمنا إيمانا ل دحدود له‬ ‫بفرضية الجهاد في لسبيل ا ودحبب ذلك إلى قلبه فأفرغ ذلك اليمان في‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪27‬‬


‫النظام الخاص أخلص له كل الخلص كان يعشقه ويغار عليه وضحى‬ ‫في ذلك بكل غال وكان يربط كل تكليف بتوقيت وكان لسؤاله التقليدي‬ ‫ىمتى ؟ ثم يتبع ىمتى بلماذا ؟ وىمع أنه كانت له قبضة دحديدية فان قلبه كان‬ ‫قلب طفل وىمع أنه كان ىمرهقا في ىمتابعته فانه كان عاطفيا لبعد الحدود‬ ‫وكان عنيدا وكان ىمريضا بالقلب وكان الطبا ء ينصحونه بالرادحة لكنه‬ ‫كان ل يستجيب ويقول إذا قعدت ىمرضت وإذا تحركت شفيت‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الفصل الثالث‬ ‫اللئحة الداخلية لجماعة‬ ‫الخوان المسلمين‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪29‬‬


‫‪30‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫وافقت الجمعية العموىمية للخوان المسلمين النظام اللسالسي عام‬ ‫‪1364‬م ‪ 2‬ىمن شوال للخوان المسلمين في ‪ 8‬لسبتمبر ‪1945‬م‪.‬‬ ‫الحصول على الئحه الداخلية لجماعة الخوان المسلمين ليس أىمرا‬ ‫هينا إذ أنها غير ىمتادحة لغالبية أعضا ء الجماعة العاىملين لن ىمجرد‬ ‫طلبها أو السؤال عنها يفتح ىمجال الشك في ال خ العاىمل وهى رتبه يتم‬ ‫تصعيد الفرد الخوانى إليها بعد فتره طويلة ىمن ارتباطه بالجماعة‬ ‫وىمروره باختبارات ىمختلفة للثقة في انتمائه وىمع ذلك في دحيال لسؤاله‬ ‫عن اللئحة يتم توبيخة والتشكيك في ثقته بإخوانه وقيادته بل يصل‬ ‫الىمر للتشكيك في طلبة لهذه اللئحة لصالح جهات أىمنية إل أن ىمن‬ ‫خلل البحث على شبكة النترنت عثرنا على وثيقة لئمه بالسم ) النظام‬ ‫العام للخوان المسلمين ( وهى التي اعتاد كثيرا ىمن البادحثين والمحللين‬ ‫الستخداىمها على أنها اللئحة الداخلية للخوان وقد تبين لنا أن هذه‬ ‫الوثيقة خاصة بمكتب الرشاد العالمي والتنظيم الدولي للجماعة أىما‬ ‫اللئحة الداخلية الخاصة بالتنظيم المصري علمنا إنها ىمدرجة بشكل‬ ‫غير رلسمي على ىموقع ) ىملتقى الخوان ( إل أن الذي قام بطردحها‬ ‫على الموقع أجرى لها عملية تموية دحيث وضع اللئحة الداخلية بشكل‬ ‫يظهر أنها اللئحة القديمة التي نظمها الىمام المؤلسس ) دحسن البنا (‬ ‫وأعضا ء الهيئة التألسيسية التي تم إصدارها في عام ‪ 1945‬بالسم‬ ‫) قانون النظام اللسالسى للخوان المسلمين ( وبقرا ءة ىمتأنية تبين‬ ‫تضمين هذه الوثيقة القديمة فصل بالسم الشورى وىمكتب الرشاد يحمل‬ ‫ألفاظا وىمصطلحات تختلف ىمع ىمصطلحات القانون اللسالسي الذي‬ ‫وضعة إلينا والذي أتضح أن هذا الفصل هو الئحه التي تمت صياغتها‬ ‫في بداية التسعينات على يد المستشار ) ىمأىمون الهضيبى (‪.‬‬ ‫نص اللئحة‬ ‫المرشد العام ‪:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪31‬‬


‫ىمادة – المرشد العام ‪ :‬هو ىمرشد الجماعة وىممثلها بالضافة إلى‬ ‫ىمسؤولياته واختصاصاته طبقا للئحة العاىمة وهو الرئيس العام‬ ‫للجماعة في ىمصر ورئيس كل ىمن ىمكتب الرشاد وىمجلس الشورى وله‬ ‫دحق دحضور ورئالسة جميع أقسام وتشكيلت الجماعة وتنظيماتها ‪,‬‬ ‫والمرجع في كل ىما يتعلق به إلى اللئحة العاىمة‪.‬‬ ‫ىمادة – للمرشد العام أن يخول نائبة الول بعض اختصاصاته دحسبما‬ ‫تقتضية المصلحة وله أن ينيبه أو ينيب غيره ىمن النواب في رئالسة‬ ‫ىمكتب الرشاد أو ىمجلس الشورى أو غير ذلك ىمن أقسام وتشكيلت‬ ‫الجماعة وتنظيماتها‪.‬‬ ‫ىمادة – في دحالة غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذر قياىمه‬ ‫بمهاىمه لمرض أو لعذر طارئ يقوم نائبة الول ىمقاىمه في جميع‬ ‫اختصاصاته‪.‬‬ ‫ىمادة – ىمكتب الرشاد ‪ :‬هو الهيئة الدارية والقيادة التنفيذية العليا‬ ‫وهو المشرف على لسير الدعوة والموجه لسيالستها وإداراتها والمختص‬ ‫بكل شؤونها وتنظيم أقساىمها وتشكيلتها‪.‬‬ ‫ىمادة – تكوين ىمكتب الرشاد ‪ :‬يتكون ىمكتب الرشاد فضل عن‬ ‫المرشد العام ىمن ‪:‬‬ ‫‪ (1‬لستة عشر عضوا ينتخبهم ىمجلس الشورى بطريق القتراع السري‬ ‫ىمع ىمراعاة التي ‪- :‬‬ ‫‪ -1‬إن يكون تسعة ىمنهم ىمن المقيمين بالقاهرة الكبرى وىمتفرغون‬ ‫تفرغا كاىمل للقيام بمهام عضوية المكتب وبما يكلفون به ىمن‬ ‫شؤون ىمتعلقة بأقسام الجماعة وتشكيلتها وتنظيماتها وأوجه‬ ‫نشاطها‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون ىمن بينهم عضو ىمن ىمحافظتي اللسكندرية وىمرلسى‬ ‫ىمطروح وعضوان ىمن ىمحافظات الوجه البحري وعضوان ىمن‬ ‫ىمحافظات الوجه القبلي‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫‪ -3‬أن يكون ىمن بينهم عضوان ىمن الخوة المصريين المقيمين‬ ‫بصفة ىمستقرة خارج الجمهورية‪.‬‬ ‫‪ (2‬ثلثة أعضا ء على الكثر يجوز لمكتب الرشاد تعينهم بأغلبية‬ ‫أعضائه المنتخبين المقيمين بالجمهورية‪.‬‬ ‫‪ (3‬يشترط دحصول العضو المنتخب على أكثر ىمن نصف أصوات‬ ‫أعضا ء ىمجلس الشورى الحاضرين بجلسة القتراع ‪ ,‬فإذا لم‬ ‫يتحقق ذلك في القتراع الول أعيد القتراع على أن ينحصر‬ ‫الختيار بين ىمن دحصلوا على أصوات في القتراع الول ‪,‬فإذا‬ ‫كان عددهم يزيد عن ضعف العدد المطلوب ىمن الحائزين على‬ ‫أكثر الصوات‪.‬‬ ‫وفى دحالة خلو ىمكان أدحد العضا ء المنتخبين يحل ىمحله ىمن يليه في‬ ‫آخر اقتراع في عدد ىمن الفئة التي ينتمي إليها بشرط أل تقل عن ‪%40‬‬ ‫ىمن عدد العضا ء الحاضرين بجلسة القتراع ‪ ,‬فإذا لم يتحقق ذلك‬ ‫انتخب ىمجلس الشورى في أول اجتماع له ىمن يحل ىمحله‪.‬‬ ‫وإذا زالت عضوية أدحد العضا ء المعينين جاز لمكتب الرشاد أن‬ ‫يعين ىمن يحل ىمحله‪.‬‬ ‫ىمادة – شروط عضوية ىمكتب الرشاد ‪-:‬‬ ‫يشترط فيمن ينتخب أو يعين عضوا بمكتب الرشاد التي ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬أن يكون قد بلغ ىمن العمر ثلثين عاىما‪.‬‬ ‫‪ (2‬أن يكون قد ىمضت على قبوله عضوا بالجماعة عشر لسنوات‬ ‫على القل‪.‬‬ ‫‪ (3‬أن يكون ىمتصفا بالصفات الخلقية والعملية التي تؤهله لمهام‬ ‫وىمسؤوليات المكتب ‪ ,‬ويستثنى العضوان المقيمات بالخارج‬ ‫ىمن شرط عضوية ىمجلس الشورى‪.‬‬ ‫‪ (4‬أن يكون عضوا بمجلس الشورى‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪33‬‬


‫‪ (5‬يجوز لمكتب الرشاد بموافقة أدحد عشر عضوا ىمن أعضائه‬ ‫المنتخبين المقيمين بالجمهورية‪.‬‬ ‫الستثنا ء العضا ء المعينين ىمن الشرطين المنصوص عليهما‬ ‫بالفقرتين ب ‪ ,‬ج وفى هذه الحالة يعتبر العضو المعين بالمكتب عضوا‬ ‫ىمعينا بمجلس الشورى ‪ ,‬ولو جاز ذلك العدد الجائز لمكتب الرشاد‬ ‫تعينه على أن تجاز الزيادة عند خلو ىمكان أدحد العضا ء المعينين‪.‬‬ ‫‪ (6‬بالستثنا ء رئيس المكتب الدارى العام لمحافظة القاهرة ل‬ ‫يجوز الجمع بين عضوية ىمكتب الرشاد وعضوية المكاتب‬ ‫الدارية‪.‬‬ ‫وفى دحالة انتخاب رئيس المكتب الدارى أو تعيينه عضوا بمكتب‬ ‫الرشاد ينتخب ىمجلس شورى المحافظة رئيسا له وللمكتب الدارى ىمن‬ ‫بين ىممثليه في ىمجلس الشورى العام ‪ ,‬فإذا لم يكن للمحافظة ىممثلون في‬ ‫ىمجلس الشورى العام غير الرئيس السابق انتخب المجلس ىمن بين‬ ‫أعضائة رئيسا له وللمكتب الدارى ‪ ,‬ويعتبر العضو المنتخب في هذه‬ ‫الحالة عضوا بمجلس الشورى العام على أن تجاز الزيادة عند أول‬ ‫خلو‪.‬‬ ‫وفى دحالة انتخاب أدحد أعضا ء المكتب الدارى عضوا بمكتب‬ ‫الرشاد أو تعيينه ينتخب ىمجلس شورى المحافظة ىمن يحل ىمحله فى‬ ‫عضوية ىمكتب أدارى المحافظة‪.‬‬ ‫ىمادة – ىمدة عضوية المكتب ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬ىمدة عضوية ىمكتب الرشاد أربع لسنوات اعتبارا ىمن تاريخ‬ ‫أول انعقاد للمكتب بعد تمام إجرا ءات انتخابه على أل يتأخر‬ ‫ذلك عن خمسة عشر يوىما ىمن بداية دورة ىمجلس الشورى‬ ‫التي تجرى فيها النتخابات وتكون ىمدة العضا ء المعينين‬ ‫لنهاية ىمدة المكتب المنتخب أيا كان تاريخ تعيينه‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫‪ (2‬يكمل العضو الذي يحل ىمحل غيره المدة المقررة للمكتب‬ ‫طبقا للفقرة ) أ ( السابقة‪.‬‬ ‫‪ (3‬في جميع الدحوال – أيضا – تستمر عضوية المكتب ولو‬ ‫تجاوزت المدد المشار إليها أنفا إلى أن يجتمع ىمجلس‬ ‫الشورى وينتخب المكتب الجديد‪.‬‬ ‫‪ (4‬يجوز لمجلس الشورى تجديد انتخاب العضا ء الذين انتهت‬ ‫ىمدة عضويتهم ‪ ,‬ول يجوز للمكتب تعيين عضو المكتب‬ ‫لكثر ىمن ىمرة وادحدة‪.‬‬ ‫ىمادة – زوال العضوية ‪:‬‬ ‫تزول عضوية ىمكتب الرشاد لدحد اللسباب التية ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬الوفاة‪.‬‬ ‫‪ (2‬انتها ء ىمدة العضوية دون تجديدها‪.‬‬ ‫‪ (3‬طلب العفا ء ويجوز للمكتب قبول الطلب أو ىمراجعة العضو‬ ‫‪ ,‬ويعتبر طلب العفا ء ىمقبول إذا لم يسحبه العضو خلل‬ ‫لستين يوىما ىمن تاريخ تقديمه رغم ىمراجعة المكتب له‪.‬‬ ‫‪ (4‬فقد العضو الصلدحية للسباب صحية أو غيرها ‪ ,‬ويصدر‬ ‫قرار العفا ء ىمن ىمجلس الشورى باقتراع الشورى بعد‬ ‫تحقيق تجربة لجنة التحقيق المشار إليها ) م ( ىمن المادة‬ ‫اجتماعات ىمجلس الشورى‪.‬‬ ‫‪ (5‬قيام ظروف قهرية تحول دون إىمكانية ىمباشرة العضو ىمهاىمه‬ ‫ىمدة ل تزيد على لستة أشهر ويصدر قرار العفا ء ىمن ىمكتب‬ ‫الرشاد بعد أخذ رأى اللجنة المشار إليها في البند ) م ( ىمن‬ ‫المادة اجتماعات ىمجلس الشورى بأغلبية أدحد عشر عضوا‬ ‫ىمن أعضا ء المكتب المقيمين بالجمهورية‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪35‬‬


‫‪ (6‬بالنسبة للعضوين المقيمين بالخارج تزول العضوية بانتها ء‬ ‫إقاىمة العضو بصفة ىمستقرة بالخارج ‪ ,‬ويصدر القرار بزوال‬ ‫العضوية في هذه الحالة ىمكتب الرشاد على النحو المشار‬ ‫إليه في الفقرة السابقة‪.‬‬ ‫ىمادة – اجتماعات ىمكتب الرشاد ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬ىمقر ىمكتب الرشاد واجتماعاته تكون بالقاهرة ويجوز انعقاده‬ ‫بمكان آخر إذا دعت الضرورة لذلك بنا ء على قرار ىمن‬ ‫المرشد العام أو أغلبية أعضا ء المكتب‪.‬‬ ‫‪ (2‬تكون لمكتب الرشاد اجتماعات دورية يحددها ‪ ,‬وللمرشد‬ ‫العام أن يدعو المكتب لجتماعات أخرى كلما وجد داعيا‬ ‫لذلك ‪ ,‬كما يجب دعوة المكتب كلما طلب خمسة ىمن أعضائه‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪ (3‬تكون اجتماعات المكتب صحيحة بحضور أكثر ىمن نصف‬ ‫عدد أعضائه المقيمين بالجمهورية ‪ ,‬وفى دحالة تخلف المرشد‬ ‫العام ونائبه الول عن دحضور اجتماع المكتب يرأس الجلسة‬ ‫أقدم نواب المرشد ثم أكبر العضا ء الحاضرين لسنا‪.‬‬ ‫‪ (4‬فيما عدا ىما ورد بشأنه نص خاص تصدر قرارات المكتب‬ ‫بأغلبية أعضائه الحاضرين ‪ ,‬وفى دحالة تساوى الصوات‬ ‫يعتبر الىمر المعروض غير ىموافق عليه ‪ ,‬ويجوز إعادة‬ ‫عرضه للمداولة فيه في ذات الجلسة أو في جلسة أخرى ‪,‬‬ ‫فإذا تساوت الصوات بشأنه في المرة الثانية رجح الجانب‬ ‫الذي فيه المرشد العام إذا كان دحاضرا أو نائبة الول الذي‬ ‫يحل ىمحله ‪ ,‬فان لم يكن أيهما دحاضرا اعتبر الموضوع‬ ‫ىمرفوضا‪.‬‬ ‫‪ (5‬يشكل ىمكتب الرشاد ىمن بين أعضائه المقيمين بالقاهرة هيئة‬ ‫دائمة يرألسها المرشد العام أو نائبه الول ‪ ,‬وتضم أربعة ىمن‬ ‫‪36‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫العضا ء ‪ ,‬ويكون لهذه الهيئة دحق اتخاذ القرارات في‬ ‫الحالت التية ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬القرارات العاجلة في الظروف الطارئة التي ل تتحمل‬ ‫انتظار دعوة المكتب للنعقاد‪.‬‬ ‫‪ -2‬المسائل جارية التي ل تعتبر ذات أهمية بالغة‪ .‬ويجب‬ ‫ادحاطة الهيئة العاىمة لمكتب الرشاد بقرارات الهيئة‬ ‫الدائمة في أول اجتماع لهيئة المكتب العام ‪ ,‬ويكون‬ ‫لمكتب الرشاد بهيئتة العاىمة تقرير ىما يراه بشأن قرارات‬ ‫الهيئة الدائمة‪.‬‬ ‫مجلس الشورى العام ‪:‬‬

‫ىمادة – ىمع عدم الخلل بأدحكام اللئحة العاىمة يكون ىمجلس الشورى‬ ‫هو السلطة التشريعية لجماعة الخوان في ىمصر ‪ ,‬ويكون ىمختصا‬ ‫بمناقشة وإقاىمة السيالسات العاىمة والولسائل التنفيذية اللزىمة لها ‪ ,‬وكذا‬ ‫ىمناقشة التقارير السنوية التي يتقدم بها المكتب ويتكون ىمكتب الشورى‬ ‫ىمن ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬خمسة ولسبعين عضوا على القل وتسعين عضوا على‬ ‫الكثر ‪ ,‬يختارون بطريقة القتراع السري ىمن بين أعضا ء‬ ‫ىمجالس شورى المحافظات طبقا لدحكام المادة التالية‪.‬‬ ‫‪ (2‬ىما ل يزيد عن خمسة عشر عضوا يجوز لمكتب الرشاد‬ ‫تعينهم‪.‬‬ ‫‪ (3‬ويكون عضوا بحكم اللئحة ‪ ,‬كل ىمن لسبق توليه عضوية‬ ‫ىمكتب الرشاد لمدة ل تقل عن عاىمين طبقا لدحكام هذه‬ ‫اللئحة ىما لم يكن زوال عضويته ىمن المكتب للسباب فقد‬ ‫الصلدحية المنصوص عليها في الفقرة ) د ( ىمن ىمادة زوال‬ ‫العضوية ىمن هذه اللئحة‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪37‬‬


‫ىمادة ‪:‬‬ ‫‪ (1‬ينتخب ىمجلس شورى كل ىمحافظة عددا ىمن أعضائه الذين لم‬ ‫يكتسبوا عضوية ىمجلس الشورى بحكم اللئحة لعضوية‬ ‫ىمجلس الشورى العام طبقا للبيان التالي ‪-:‬‬ ‫القاهرة الكبرى ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬القاهرة ‪ 19‬عضوا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجيزة ‪7‬‬ ‫‪ -3‬القليوبية ‪2‬‬ ‫‪ -4‬اللسكندرية ‪5‬‬ ‫‪ -5‬ىمرلسى ىمطروح ‪1‬‬ ‫‪ -6‬السويس ‪1‬‬ ‫‪ -7‬اللسماعيلية ‪1‬‬ ‫‪ -8‬بورلسعيد ‪1‬‬ ‫‪ -9‬الدقهلية ‪6‬‬ ‫‪ -10‬دىمياط ‪1‬‬ ‫‪ -11‬الشرقية ‪4‬‬ ‫‪ -12‬المنوفية ‪4‬‬ ‫‪ -13‬الغربية ‪4‬‬ ‫‪ -14‬البحيرة ‪3‬‬ ‫‪ -15‬كفر الشيخ ‪2‬‬ ‫‪ -16‬الفيوم ‪1‬‬ ‫‪ -17‬بنى لسويف ‪2‬‬ ‫‪38‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫‪ -18‬المنيا ‪3‬‬ ‫‪ -19‬ألسيوط ‪3‬‬ ‫‪ -20‬لسوهاج ‪1‬‬ ‫‪ -21‬قنا ‪1‬‬ ‫‪ -22‬ألسوان ‪1‬‬ ‫المجموع ‪ ) 72‬اثنان ولسبعون عضوا (‪.‬‬ ‫ويجوز بقرار ىمن ىمكتب الرشاد تعديل العدد المخصص لكل‬ ‫ىمحافظة ‪ ,‬وىمع وجوب ىمراعاة المجموع الكلى للعضا ء المنصوص‬ ‫عليه بالمادة السابقة ‪ ,‬ويجب أن يحصل العضو المنتخب على أكثر ىمن‬ ‫نصف أصوات أعضا ء ىمجلس شورى المحافظة الحاضرين بجلسة‬ ‫القتراع ‪ ,‬فإذا لم يتحقق ذلك في القتراع الول أعيد القتراع على أن‬ ‫ينحصر الختبار بين ضعف العدد المطلوب الستكماله ىممن دحصلوا‬ ‫على أعلى الصوات في القتراع السابق وإذا خل ىمكان أدحد العضا ء‬ ‫المنتخبين انتخب ىمجلس شورى المحافظة المختص ىمن يحل ىمحله‪.‬‬ ‫وإذا خل ىمكان أدحد العضا ء المعينين جاز لمكتب الرشاد أن يعين ىمن‬ ‫يحل ىمحله‪.‬‬ ‫‪ (2‬ينتخب الخوان المصريون المقيمون بالخارج ثلثة أعضا ء‬ ‫طبقا للئحة الخاصة بهم‪.‬‬ ‫ىمادة‪ :‬في ىمباشرته لمهام المجلس يمثل العضو المنتخب أو المعين‬ ‫الدعوة بصفة عاىمة‪.‬‬ ‫ىمادة‪ :‬شروط عضوية ىمجلس الشورى ‪-:‬‬ ‫يشترط في عضو ىمجلس الشورى المنتخب التي‪-:‬‬ ‫‪ (1‬أن يكون ىمصريا بلغ ىمن العمر ثلثين عاىما‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪39‬‬


‫‪ (2‬أن يكون قد ىمضى على قبوله عضوا عاىمل بالجماعة خمس‬ ‫لسنوات‪.‬‬ ‫‪ (3‬أن يكون عضوا بمجلس شورى المحافظة ‪ ,‬ويستثنى‬ ‫العضا ء الممثلون للمقيمين بالخارج‪.‬‬ ‫‪ (4‬أن يكون ىمتصفا بالصفات العلمية والخلقية التي تؤهله‬ ‫لعضوية المجلس‪.‬‬ ‫‪ (5‬يجوز لمكتب الرشاد أن يتجاوز – بالنسبة للعضا ء‬ ‫المعينين – عن الشروط المنصوص عليها في الفقرات ) أ ‪,‬‬ ‫ب ‪ ,‬ج ىمن هذه المادة (‪.‬‬ ‫ىمادة ‪:‬‬ ‫‪ (1‬ىمدة عضوية ىمجلس الشورى ‪-:‬‬ ‫ىمدة عضوية ىمجلس الشورى أربع لسنوات تبدأ ىمن تاريخ انعقاد أول‬ ‫دورة للمجلس بعد انتخاب أعضائه ‪ ,‬وتنتهي عضوية جميع العضا ء‬ ‫المنتخبين والمعينين – أيا كان تاريخ تعينهم – بانتها ء هذه المدة ‪,‬‬ ‫ويكمل العضو الذي يحل ىمحل غيره ىمدة لسلفة‪.‬‬ ‫‪ (2‬وإذا قاىمت ظروف قاهرة دحالت دون إتمام ىمجلس الشورى‬ ‫في الموعد المقرر‪ .‬ألستمر المجلس القائم في أدا ء ىمهاىمه إلى‬ ‫أن يتم انتخاب المجلس الذي يخلفه‪.‬‬ ‫ىمادة – اجتماعات ىمجلس الشورى ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬يجتمع ىمجلس الشورى بدعوة ىمن المرشد العام دورتين كل‬ ‫عام ‪ ,‬الولى خلل النصف الول ىمن شهر صفر ‪ ,‬والثانية‬ ‫خلل النصف الول ىمن شهر شعبان‪.‬‬ ‫‪ (2‬يضع ىمكتب الرشاد جدول أعمال كل دورة وتستمر‬ ‫اجتماعات المجلس إلى أن تنهى ىمن نظر العمال المدرجة‬ ‫في جدول العمال ‪ ,‬وذلك دون إخلل بحق المجلس في‬ ‫‪40‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الستبعاد ىما يرى الستبعاده وتأجيل ىما يرى تأجيله ىمن‬ ‫الموضوعات التي يطلب عشرة ىمن أعضا ء المجلس‬ ‫إضافتها‪.‬‬ ‫‪ (3‬يجوز دعوة ىمجلس الشورى لجتماع طارئ بقرار ىمن‬ ‫المرشد العام أو بنا ء على قرار ىمكتب الرشاد إذا دعت‬ ‫دحاجة لذلك‪.‬‬ ‫‪ (4‬على المرشد العام دعوة ىمجلس الشورى للنعقاد خلل‬ ‫خمسة عشر يوىما إذا طلب عشرون ىمن أعضائة ذلك‪.‬‬ ‫‪ (5‬يكون اجتماع المجلس صحيحا بحضور أكثر ىمن نصف عدد‬ ‫أعضائة ‪ ,‬وفى دحالة غياب المرشد العام ونائبه الول أو ىمن‬ ‫ينيبه المرشد العام لرئالسة الجلسة يرأس الجلسة القدم فالقدم‬ ‫ىمن نواب المرشد العام ‪ ,‬ثم أكبر الحاضرين لسنا ىمن أعضا ء‬ ‫ىمجلس الرشاد ‪ ,‬ثم الكبر فالكبر لسنا ىمن أعضا ء المجلس‪.‬‬ ‫‪ (6‬تصدر قرارات المجلس بأغلبية العضا ء الحاضرين وذلك‬ ‫فيما عدا الدحوال التي يشترط فيها نصاب خاص فيجب توفر‬ ‫النصاب المشروط وفى دحالة تساوى الصوات يعتبر‬ ‫الموضوع ىمحل القتراع غير ىموافق عليه‪.‬‬ ‫‪ (7‬يقدم ىمكتب الرشاد في الجتماع السنوي الول لمجلس‬ ‫الشورى تقريرا شاىمل عن نشاط الدعوة وأعمال المكتب‬ ‫خلل العام السابق ‪ ,‬كما يتضمن التقرير إيضادحا لبرناىمج‬ ‫العمل والسيالسة التي يرى المكتب إتباعها خلل السنة التالية‬ ‫ويناقش ىمجلس الشورى التقرير ‪ ,‬ولكل ىمن أعضائة أن يتقدم‬ ‫بما يراه ىمن ىمقتردحات وينفذ ىمكتب الرشاد ىما يتم تصديق‬ ‫المجلس عليه‪ .‬وفى غير دحالت الضرورة يطلب ىمكتب‬ ‫الرشاد تصديق ىمجلس الشورى على قرارات المكتب‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪41‬‬


‫المتعلقة بالمشاركة في الحكم أو في النتخابات العاىمة أو‬ ‫إنشا ء دحزب أو غيرها ىمما له أهمية خاصة‪.‬‬ ‫‪ (8‬ينتخب ىمجلس الشورى في أول اجتماع له أعضا ء ىمكتب‬ ‫الرشاد كلما دحل ىموعد انتها ء عضوية المكتب السابق ‪ ,‬كما‬ ‫تستكمل العضويات الشاغرة‪.‬‬ ‫‪ (9‬ىمع ىمراعاة نصوص اللئحة العاىمة وفى دحالة خلو ىمنصب‬ ‫المرشد العام يحل ىمحلة نائبه الول في ىمصر ويتولى ىمكتب‬ ‫الرشاد دعوة ىمجلس الشورى للجتماع خلل ىمدة ل تزيد‬ ‫عن ثلثين يوىما للتداول في اختيار ىمن يرشح لمنصب‬ ‫المرشد العام ‪ ,‬ول يكون اجتماع المجلس في هذه الحالة‬ ‫صحيحا إل بحضور ثلثة أرباع عدد أعضائه ‪ ,‬ويكون‬ ‫قراره بتزكية السم المرشح لمنصب المرشد العام بأغلبية‬ ‫خمسة وخمسين عضوا ىمن أعضائة‪.‬‬ ‫‪ (10‬إذا لم تتوافر الغلبية المشار إليها في البند السابق ‪ ,‬يؤجل‬ ‫الجتماع ىمدة ل تقل عن خمسة عشر يوىما ول تزيد عن‬ ‫ثلثين يوىما ‪ ,‬ويعيد ىمكتب الرشاد الدعوة لجتماع ثان ‪,‬‬ ‫يكون صحيحا بحضور أكثر ىمن نصف عدد أعضا ء ىمجلس‬ ‫الشورى ‪ ,‬ويكون قرار التزكية صحيحا بموافقة خمسة‬ ‫وأربعين عضوا ىمن أعضا ء المجلس‪.‬‬ ‫‪ (11‬في دحالة عدم توافر الغلبية المشار إليها في البند السابق‬ ‫يؤجل الجتماع لمدة ل تقل عن خمسة عشر يوىما ول تزيد‬ ‫عن ثلثين يوىما ‪ ,‬ويكرر ىمكتب الرشاد الدعوة لجتماع‬ ‫ثالث ‪ ,‬يكون صحيحا بحضور أكثر ىمن نصف عدد أعضا ء‬ ‫المجلس ‪ ,‬ويكون قرار التزكية ىمعتبرا بأغلبية أصوات‬ ‫الحاضرين‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫‪ (12‬تكون اجتماعات ىمجلس الشورى بالقاهرة أو في أي ىمكان‬ ‫آخر يحدده ىمكتب الرشاد‪.‬‬ ‫‪ (13‬ينتخب ىمجلس الشورى ىمن بين أعضائة لجنة تحقيق‬ ‫تتكون ىمن ثلثة أعضا ء أصليين وثلثة أعضا ء ادحتياطيين‬ ‫يحلون ىمحل العضا ء الصليين إذا وجد ىمانع لديهم أو لدى‬ ‫أدحدهم ‪ ,‬وتختص لجنة التحقيق بما يحيله إليها المرشد العام‬ ‫أو ىمكتب الرشاد أو المجلس ىمما يمس لسلوك أدحد العضا ء‬ ‫أو بفقد الثقة به ‪ ,‬وتقترح هذه اللجنة الجزا ء الذي تراه ىمنالسبا‬ ‫‪ ,‬وتعرض قراراها على ىمكتب الرشاد أو المجلس طبقا‬ ‫لختصاص كل ىمنهما‪.‬‬ ‫مجالس شورى المحاكفظات ‪:‬‬

‫ىمادة – تشكيل ىمجلس شورى المحافظة ‪-:‬‬ ‫يشكل بكل ىمحافظة ىمجلس شورى يحدد ىمجلس الرشاد عدد‬ ‫أعضائة ‪ ,‬ويختاره العضا ء العاىملون بالمحافظة طبقا للجرا ءات التي‬ ‫يعتمدها ىمكتب الرشاد‪.‬‬ ‫ويجوز لمكتب الرشاد أن يضم إلى العضا ء المختارين عددا ل‬ ‫يزيد عن الخمس بعد أخذ رأى المكتب الدارى ويعتبر عضوا بمجلس‬ ‫شورى المحافظة التي يتبعها ىمن عين عضوا بمجلس الشورى العام أو‬ ‫اكتسب عضويته بحكم اللئحة طبقا للفقرة ) ج ( ىمن المادة ىمجلس‬ ‫الشورى العام ‪ ,‬ويجوز بقرار ىمن ىمكتب الرشاد ضم أكثر ىمن ىمحافظة‬ ‫ليكون لها ىمعا ىمجلس شورى وادحد وىمكتب أدارى ىمشترك‪.‬‬ ‫وفى هذه الحالة يحدد ىمكتب الرشاد عدد العضا ء الذين يمثلون كل‬ ‫ىمحافظة لكل ىمن ىمجلس الشورى والمكتب الدارى‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪43‬‬


‫ويجوز لمكتب الرشاد أن يقرر أن تكون لكل ىمنطقة أو لعدد ىمن‬ ‫المناطق بالمحافظة الوادحدة ىمجلس شورى وىمكتب أدارى خاص ‪ ,‬وفى‬ ‫هذه الحالة يحدد ىمكتب الرشاد عدد العضا ء الذين ينتخبهم ىمجلس‬ ‫شورى كل ىمنطقة لمجلس الشورى العام ىمن ىمجموع العدد المقرر‬ ‫للمحافظة‪.‬‬ ‫ىمادة – شروط العضوية ‪-:‬‬ ‫يشترط فيمن يختار عضوا في ىمجلس شورى المحافظة ‪-:‬‬ ‫أ ( أل يقل عن ثلثين عاىما‪.‬‬ ‫ب ( أن يكون قد ىمضى على قبوله عضوا عاىمل بالجماعة خمس‬ ‫لسنوات على القل‪.‬‬ ‫ج ( أن يكون ىمتصفا بالصفات الخلقية والعلمية التي تؤهله لذلك‪.‬‬ ‫ىمادة – ىمدة العضوية ‪-:‬‬ ‫ىمدة عضوية ىمجلس شورى المحافظة أربع لسنوات ىمن التاريخ الذي‬ ‫يحدده ىمكتب الرشاد لنتها ء إجرا ءات الختبار في جميع المحافظات ‪,‬‬ ‫ويسرى ذلك بحق العضا ء الذين يقرر ىمكتب الرشاد تعيينهم لمجلس‬ ‫شورى المحافظة أيا كان تاريخ التعيين‪.‬‬ ‫وفى دحالة خلو ىمكان أدحد العضا ء المختارين ‪ ,‬يختار العضا ء‬ ‫العاىملون ىمن يحل ىمحله طبقا للقواعد والجرا ءات المعتمدة في هذا‬ ‫الشأن ىمن ىمكتب الرشاد وفى جميع الدحوال يكمل العضو الجديد ىمدة‬ ‫لسلفه‪.‬‬ ‫ىمادة – انعقاد ىمجلس شورى المحافظة ‪-:‬‬ ‫‪ (1‬يكون انعقاد ىمجلس شورى المحافظة بعاصمة المحافظة ىما لم‬ ‫يقرر المكتب الدارى أو غالبية أعضا ء المجلس انعقاده في‬ ‫ىمكان آخر‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫‪ (2‬يرأس أولى جلسات ىمجلس شورى المحافظة أدحد أعضا ء‬ ‫ىمجلس الرشاد أو أكبر العضا ء لسنا ‪ ,‬وينتخب المجلس في‬ ‫هذه الجلسة وبطريقة القتراع السري العضا ء الذين يمثلون‬ ‫المحافظة في ىمجلس الشورى العام طبقا لما هو ىمنصوص‬ ‫عليه بالمادة الثانية في فصل ىمجلس الشورى العام‪.‬‬ ‫ثم ينتخب المجلس رئيسا له ىمن بين العضا ء الذين تم انتخابهم‬ ‫بمجلس الشورى العام ‪ ,‬ويكون أيضا – رئيسا للمكتب الدارى‪.‬ثم‬ ‫ينتخب المجلس بعد ذلك نائبا للرئيس ثم أعضا ء المكتب الدارى ىمع‬ ‫ىمراعاة تمثيل ىمختلف المناطق ىما أىمكن ذلك ‪ ,‬وتسرى بحق رئيس‬ ‫ونائب رئيس المكتب الدارى وأعضائه المنتخبين شرط النصاب‬ ‫والجرا ءات المقررة بشأن انتخاب أعضا ء ىمجلس الشورى العام‪.‬‬ ‫وإذا خل ىمكان أدحد أعضا ء المكتب الدارى انتخب ىمجلس شورى‬ ‫المحافظة ىمن يحل ىمحله‪.‬‬ ‫‪ (3‬يجوز إعادة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأعضا ء المكتب‬ ‫الدارى‪.‬‬ ‫‪ (4‬ينعقد ىمجلس شورى المحافظة بصفة دورية ىمرتين كل عام‬ ‫الولى خلل اللسبوع الثاني ىمن شهر ىمحرم ‪ ,‬والثانية خلل‬ ‫اللسبوع الثاني ىمن شهر رجب ‪ ,‬ويقدم إليه ىمكتب أدارى‬ ‫المحافظة في الجتماع السنوي الول تقريرا شاىمل عن لسير‬ ‫الدعوة بالمحافظة خلل العام المنصرم ‪ ,‬ولمجلس شورى‬ ‫المحافظة أن يناقش التقرير وأن يبدى ىملدحظته وأن يصدر‬ ‫توصيات يبلغها لمكتب أدارى المحافظة الذي عليه أن يقدىمها‬ ‫في تقريره إلى ىمكتب الرشاد‪.‬‬ ‫‪ (5‬يكون اجتماع ىمجلس الشورى بنا ء على دعوة رئيسه أو نائبه‬ ‫‪ ,‬عند غيابه ‪ ,‬ويجوز دعوته لجتماع غير عادى بنا ء على‬ ‫طلب رئيسه أو نائبه عند غيابه أو بقرار ىمن ىمكتب أدارى‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪45‬‬


‫المحافظة أو كلما طلب نصف أعضائه ذلك ‪ ,‬ويكون‬ ‫اجتماعه صحيحا بحضور الرئيس أو نائبه أو ىمن ينيبه‬ ‫ونصف عدد العضا ء ‪ ,‬وتصدر قرارات المجلس وتوصياته‬ ‫بأغلبية الحاضرين‪.‬‬ ‫مكتب أدارى المحاكفظة ‪:‬‬

‫ىمادة – ىمكتب المحافظة ‪ :‬هو الهيئة التنفيذية المسئولة عن تنفيذ ىمهام‬ ‫الدعوة بالمحافظة طبقا للسيالسة العاىمة للجماعة وتوجيهات ىمكتب‬ ‫الرشاد ‪ ,‬وينتخبه ىمجلس شورى المحافظة طبقا لما نص عليه في‬ ‫الفصل السابق‪.‬‬ ‫ىمادة – ينتخب ىمكتب أدارى المحافظة ىمن بين أعضائه أىمينا‬ ‫للصندوق وأىمينا للسر ‪ ,‬كما يعهد المكتب لكل عضو ىمن أعضائه‬ ‫بالمهام التي يحددها له بعد تشكيل القسام المختلفة للدعوة‪.‬‬ ‫ىمادة‪ -‬يعقد ىمكتب أدارى المحافظة اجتماعات دورية نصف شهرية‬ ‫على القل تكون صحيحة بحضور رئيسه أو ىمن ينوب عنه في دحالة‬ ‫غيابه ونصف عدد العضا ء‪.‬‬ ‫ىمادة – لرئيس المكتب دعوته للنعقاد كلما رأى ىمصلحة في ذلك أو‬ ‫كلما طلب‪.‬‬ ‫ىمادة – يجب على عضو ىمكتب أدارى المحافظة النتظام في‬ ‫دحضور جلسات المكتب ‪ ,‬والمحافظة على لسرية المداولت ‪ ,‬واللتزام‬ ‫بتنفيذ قرارات المكتب ولو خالفت ىما ارتآه‪.‬‬ ‫ىمادة – يقدم ىمكتب أدارى المحافظة تقريرا إلى ىمجلس شورى‬ ‫المحافظة عن لسير أعماله خلل السنة في اللسبوع الول ىمن شهر‬ ‫المحرم ىمن كل عام ‪ ,‬ثم يرفع ىمكتب أدارى المحافظة تقريرا ىمشفوعا‬ ‫بملدحظات وتوصيات ىمكتب شورى المحافظة إلى ىمكتب الرشاد في‬ ‫ىميعاد ل يتجاوز اللسبوع الثالث ىمن شهر المحرم ىمن كل عام‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫ىمادة – يجوز لمكتب الرشاد – إذا دعت ضرورة لذلك – أن يقرر‬ ‫وقف كل أو بعض أعضا ء ىمكتب أدارى المحافظة عن ىمباشرة أعمالهم‬ ‫‪ ,‬وله أن يعين ىمن يباشر ىمهام المكتب بصفة ىمؤقتة ‪ ,‬وفى هذه الحالة‬ ‫يجب دعوة ىمجلس شورى المحافظة لجتماع طارئ في خلل ىمدة ل‬ ‫تتجاوز ثلثين يوىما لنتخاب بدل عمن تقرر وقفه ‪ ,‬فإذا انتخب رئيس‬ ‫جديد لمجلس شورى المحافظة وللمكتب الدارى ىمن غير ىممثلي‬ ‫المحافظة في ىمجلس الشورى اكتسب الرئيس الجديد عضوية ىمجلس‬ ‫الشورى ‪ ,‬ولو جاوز ذلك العدد المحدد لممثلي المحافظة ‪ ,‬على أن‬ ‫تجبر الزيادة عند دحدوث أي خلو‪.‬‬ ‫أحكام عامة ومؤقتة‬

‫ىمادة – يجوز تعديل أدحكام هذا النظام بنا ء على اقتراح ‪:‬‬ ‫‪ (1‬المرشد العام‪.‬‬ ‫‪ (2‬أغلبية أعضا ء ىمجلس الرشاد المقيمين الجمهورية‪.‬‬ ‫‪ (3‬عشرين عضوا ىمن أعضا ء ىمجلس الشورى‪ .‬وينظر اقتراح‬ ‫التعديل في جلسة خاصة للمجلس يدعى إليها قبل ثلثين يوىما‬ ‫على القل ‪ ,‬ىمع أخطار العضا ء بموضوع التعديل المقترح‬ ‫‪ ,‬ويعتبر التعديل ىمقبول بأغلبية أكثر ىمن نصف عدد أعضا ء‬ ‫المجلس ‪.‬‬ ‫ىمادة – في دحالة تعذر اجتماع ىمجلس الشورى للسباب اضطرارية ‪,‬‬ ‫يتولى ىمكتب الرشاد جميع الختصاصات‪.‬‬ ‫ىمادة – تنتهي ولية أعضا ء ىمكتب الرشاد القائمين بأعمال‬ ‫العضوية دحاليا – بالستثنا ء المرشد العام – باجتماع ىمجلس الشورى‬ ‫وانتخابه أعضا ء ىمكتب الرشاد‪.‬‬ ‫ىمادة – التقويم المعتمد هو التقويم الهجري والشهر الهللية‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪47‬‬


‫‪48‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪49‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫حقيقة الشورى داخل‬ ‫جماعة الخوان‬ ‫المسلمين‬ ‫‪50‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪51‬‬


‫الشورى داخل الخوان والتخوف من قيادة الصلحيين ‪:‬‬

‫لساهمت القبضة الىمنية في تقويض التغيير داخل جسم اكبر تنظيم‬ ‫لسيالسي في ىمصر والتي لقت قبول لدى عدد ىمن القيادات المحافظة‬ ‫التي ل ترغب في إجرا ء انتخابات داخلية تخوفا ىمن أن يشهد التغيير‬ ‫المنتظر انتقال قيادة لما يعرف بجيل الطلبة في السبعينات والذي‬ ‫يعرف بانفتادحه على المجتمع ويمثل جيل جديد ىمن الصلدحيين والتي‬ ‫أثمرت انتخابات المحافظات عن دحضور قوى لهذا الجيل في المكاتب‬ ‫الدارية رغم ضآلة عدده تجاه التيار المحافظ‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك تخوف البعض ىمن زيادة نفوذ ) خيرت الشاطر (‬ ‫النائب الثاني للمرشد الذي كان ينتظر أنبا ء الجيل أي تغيير ىمقبل‬ ‫لترشيحه على ىمنصب المرشد العام للجماعة نظرا لما يتمتع به ىمن‬ ‫كاريزىما وتخطيط الستراتيجي لحركة الجماعة في الوقت الذي‬ ‫الستطاعت شخصيات ىمقربة ىمن الشاطر أن تدخل ىمجلس الشورى‬ ‫الجديد وتوليها قيادات ىمؤثرة في الجماعة ولعل الرغبة الداخلية لهؤل ء‬ ‫المحافظين فاقت التفكير الىمني بإبعاد الشاطر عن قيادة الجماعة خلل‬ ‫هذه الفترة‪.‬‬ ‫فالنظام والىمن المصري كان يخشى ىمن قيادة الشاطر الذي وصفه‬ ‫ىمحللين لسيالسيين بأنه الصقر الخوانى والذي يعرف ببرجمانية كبيرة‬ ‫في تعاىملة ىمع الخريين وكذلك ألسلوبه المتفتح والذي فتح للشباب الباب‬ ‫لمناصب قيادية ولسيطة وكذلك عدم اكتراثه بخطاب التيار الصلدحى‬ ‫الذي يقوده أبو الفتوح بل الستطاع الشاطر توظيف هذا الخطاب‬ ‫لصالحه خلفا لحرصه على التواصل ىمع الغرب وفتح قنوات الحوار‬ ‫ىمعه بشكل غير ىمباشر وذلك عن العلم إذ يعد هو صادحب المشروع‬ ‫اللسالسي للموقع النجليزى للجماعة ) إخوان ويب ( والذي يعطى‬ ‫رلسائل فتح الحوار ىمع الغرب بطرح صورة جديدة عن الخوان‬ ‫المسلمين لدى المواطن الغربي وكذلك الحكوىمات وبدا دحرص الشاطر‬ ‫أيضا عندىما نشر له أصدقائه في بريطانيا ىمقال هاىما بالنجليزية في‬ ‫‪52‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫جريدة الجار ديان بعنوان ) ل تخافوا ىمنا ( عقب فوز الجماعة بعدد‬ ‫كبير ىمن ىمقاعد ىمجلس الشعب والذي عبر فيه أن جماعة الخوان‬ ‫دحركة لسلمية تقبل التحاور ىمع الجميع وترفض العنف‪.‬وتختلف عن‬ ‫الحركات المتشددة ىمثل القاعدة بل تنبذ أفكارها التي تعد ىمتطرفة هذا‬ ‫النفتاح أعطى الشاطر وجه إصلدحيا ىمقبول لدى الداخل والخارج‬ ‫وخشي النظام أن هذا اللسلوب ىمن الحركة التي قادها الشاطر ‪ ,‬فالنظام‬ ‫كما الستفاد ىمن أدحداث العنف في التسعينات لتحديد دحالة الطوارئ‬ ‫يستفيد بشكل كبير أيضا ىمن الخطاب المحافظ للجماعة والذي يمثل‬ ‫جيل الستينات والذي الستطاع الشاطر أثنا ء توليه ىمنصب نائب المرشد‬ ‫أن يحيد خطابه لتحسين صورة الجماعة لدى النخبة المثقفة في ىمصر‬ ‫ولدى الخارج فما كان ىمن النظام إل إبعاد الشاطر وبحكم طويل‬ ‫خاصة في هذه الفترة التي لسيتم فيها انتقال السلطة في ىمصر وهذا‬ ‫ىما أوضحه ) دحاىمد عبد الماجد ( ألستاذ العلوم السيالسية والمتخصص‬ ‫في اللسلم السيالسي بأنه ل يمكن القول إن النظام الحاكم ولسيالسته‬ ‫الىمنية بعيدة عما يجرى داخل الخوان ‪ ,‬إذ يهمها بقا ء الوضاع‬ ‫والتوازنات على ىما هو قائم دون تغيير أو تجديد دحقيقي ل تعرف على‬ ‫القل كيفية التعاىمل ىمعه إذا دحدث ‪ ,‬وبالتالي تظل الجماعة ىمكونا ىمن‬ ‫ىمكونات الجمود والركود السيالسي العام في البلد وليس العكس ‪.‬‬ ‫شورى بل شورى ‪:‬‬

‫لعل الناظر للجماعة ودحرصها على الستخدام الشورى والنتخابات‬ ‫كآليات لتداول المقاعد في قيادة التنظيم يشعر أنه أىمام دحركة ديمقراطية‬ ‫ل ىمثيل لها ‪ ,‬إل أن هذا الخطاب يشكل قشرة خارجية لكيان تملئه‬ ‫الصراعات والختلفات التي ل تختلف عن أي دحزب لسيالسي لسوى أن‬ ‫خطاب جماعة الخوان تكسوه دحالة دينية عاىمدة أو غير عاىمدة ترهب‬ ‫البادحث في أن يصدر دحكما على هذه الصراعات فالجماعة ليست بها‬ ‫قنوات دحقيقة للحوار الداخلي الفاعل وان دحدث يكون دحوار ىمن طرف‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪53‬‬


‫وادحد دحيث يقوم أدحد أعضا ء ىمكتب الرشاد بزيارة لمكتب أدارى أو‬ ‫دحتى شعبة لتكون أشبة بالحاضرات التي تعطى ىمسكنات للغاضبين‬ ‫والمحتقنين ‪ ,‬لذلك تحرص الجماعة أن تكون دحواراتها الداخلية بعيدة‬ ‫عن العلم دحتى ل تفتح أعين جميع أعضا ء الجماعة على ىمشاكل‬ ‫التنظيم ‪ ,‬ويتم لفظ شخصي ىمخلص يدعو للحوار المفتوح بينما تترك‬ ‫السادحة خالية أىمام المتوثبين الذين يجيدون فن النفاق والموالسة ليعبروا‬ ‫عن صورة الجماعة أىمام الملتقيات الفكرية وأىمام ولسائل العلم ىمما‬ ‫دفع اللة العلىمية لعتبار هؤل ء المتوثبين رىموز الجماعة‪.‬‬ ‫وهذا ىما عبر عنه أدحد البادحثين بأنه أتاح الفرصة لنماذج ليست بعيدة‬ ‫عن النتهازية و ) الفساد ( لكي يكون لها ىموقع القربى ىمن ) ىمراكز‬ ‫القرار ( ‪ ,‬كما أن هؤل ء المتزلفين يسدون المنافذ على أي جهد نقدي أو‬ ‫ىممارلسة دحق الختلف ‪ ,‬بعضهم تحدث بوضوح شديد عن أن التغيير‬ ‫أو الصلح في الداخل ىمستحيل‪.‬‬ ‫لذلك فالجماعة ىمدفوعة نحو خطاب الشورى لمقتضيات العصر‬ ‫الحديث وهو ىما تعرض له ) خليل العناني ( البادحث في شئون‬ ‫الجماعات اللسلىمية دحيث قال أن اقتراب الجماعة ىمن الديمقراطية‬ ‫كان قسريا واضطراريا نظرا للعواىمل البيئية الخارجية التي دفعت‬ ‫الجماعة بضرورة اللستجابة للتحدي الديمقراطي في الوقت الذي‬ ‫يجرى الحديث عن الشورى باعتبارها بديل الديمقراطية إل أن الجماعة‬ ‫تعاطت ىمع ىمظاهر الديمقراطية وطورت ىمن أدائها السيالسي ودحاولت‬ ‫تقديم أطرودحات ىمتقدىمة كالنظر للمرآة والعلقة ىمع الخر لكن‬ ‫العناني يرى أن هذه الطرودحات يغلب عليها قدر ىمن ) العموىمية قد‬ ‫تزيد ىمن الشكوك ىمن ىموقف الجماعة الحقيقي في هذه القضية (‬ ‫ورغم ىمظهر النتخابات والتي أثمرت بالتأكيد عن دحالة ايجابية داخل‬ ‫الجماعة إل أن المتفحص لحالة الخوان لسيرى غياب ثقافة ووعى هذه‬ ‫اللية الديمقراطية ورغم دحديثنا عن وجود قيادات جديدة وواعية ولديها‬ ‫إرادة النفتاح إل أن هذه الشخصيات تمثل نسبة ‪ 4 : 1‬دحيث لساد هذه‬ ‫‪54‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫النتخابات التقوقع في ثقافة المحنة والزىمات وتركزت الصوات‬ ‫لصالح أصحاب الثقة الذين دفعوا ىمن أعمارهم لسنين طوال في السجون‬ ‫ورفضوا تأييد عبد الناصر في الستينات دحيث كان يعرض رجال‬ ‫ناصر على أعضا ء الجماعة التوقيع على خطاب تأييد للرئيس جمال‬ ‫عبد الناصر ىمقابل الفراج عنهم ‪.‬‬ ‫بالطبع التقدير ىموصول لهؤل ء الرجال الذين ضحوا ىمن أجل‬ ‫فكرتهم السلمية إل أن الناخب الخوانى لم يسأل هؤل ء المرشحين عن‬ ‫برناىمجهم لتطوير عمل الجماعة ورؤيتهم للصراع ىمع السلطة ىمن غير‬ ‫خطاب الصبر والبتل ء‪.‬‬ ‫ولعل هذه البيئة دفعت عددا كبيرا ىمن الخوان المثقفين إلى ترك‬ ‫الجماعة في الوقت الذي لم يسمح لهم بعرض أفكارهم للنقاش إذ وقفت‬ ‫إىماىمهم قيادات الحجب على أن تصل رلسائلهم لقواعد الجماعة وعملت‬ ‫على تشويه صورتهم لدى هذه القواعد‪.‬‬ ‫وهو ىما عبر عنه اللستاذ ) فريد عبد الخالق ( عن تخليه عن التنظيم‬ ‫ىمنذ عام ‪ 1976‬وهو أدحد ىمؤلسسي الجماعة ىمع الىمام ) دحسن البنا (‬ ‫دحيث قال في تصريح صحفي ‪ ) :‬لقد كان الخلف يتعلق بالممارلسات ‪,‬‬ ‫لم يكن اختلفا في الهدف ولكنه في اللسلوب والشكل ‪ ,‬لنني كنت أرى‬ ‫أن الممارلسات داخل الدعوة بين الخوان أو الجماعة يجب أن تكون‬ ‫أكثر تمتعا بحرية الفكر والشورى ىمما كان ىمتادحا ( ىمن ضمن ىما‬ ‫أعتنقتة ىمن أفكار‪.‬‬ ‫ولعل الممارلسات الداخلية للجماعة والزىمات التنظيمية التي تمر‬ ‫بها الجماعة نظرا لغياب جوهر ثقافة الشورى ىمما افقدها ىمعناها وهو‬ ‫ىما يجعل البادحث يتشكك في نجاح وتولسع ىما أصطلح المتخصصين‬ ‫على تسميته الخطاب الصلدحى في الجماعة في الوقت الذي ل تسأل‬ ‫قواعد الجماعة عن دحقها في الدل ء بصوتها أو إبدا ء الرا ء في‬ ‫القرارات التي تصدر ىمن أعلى الجهات الدارية في الجماعة بباعث‬ ‫الثقة الذي يعد أدحد عناصر البيعة ‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪55‬‬


‫‪56‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الفصل الخامس‬ ‫تاريخ جماعة الخوان‬ ‫كفى مصر‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪57‬‬


‫‪58‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫نشأت جماعة الخوان المسلمين في اللسماعيلية برئالسة الشيخ‬ ‫دحسن البنا عام ‪1928‬م كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين‬ ‫وأخلقياته وفى عام ‪1938‬م انتقل نشاط الجماعة إلى القاهرة ولم يبدأ‬ ‫نشاط الجماعة السيالسي إل في عام ‪1938‬م‪.‬‬ ‫عرضت الجماعة دحل إلسلىميا لكافة المشاكل الجتماعية‬ ‫والقتصادية التي تعانى ىمنها البلد في ذلك الوقت واتفقت ىمع ) ىمصر‬ ‫الفتاة ( في رفض الدلستور والنظام النيابي على ألساس أن دلستور الىمة‬ ‫هو ) القرآن ( كما أبرزت الجماعة ىمفهوم القوىمية اللسلىمية كبديل‬ ‫للقوىمية المصرية‪.‬‬ ‫دحددت الجماعة أهدافها السيالسية في التي ‪-:‬‬ ‫ أن يتحرر الوطن اللسلىمى ىمن كل لسلطان أجنبي وذلك دحق‬‫طبيعي ل ينكره إل ظالم جائر وىمستبد قاهر‪.‬‬ ‫ أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إلسلىمية دحرة تعمل بأدحكام‬‫اللسلم وتطبق نظاىمه الجتماعي وتعلن دعوته الحكيمة للناس‪.‬‬ ‫وقد رفع المرشد )دحسن البنا( خطابا ىموجزا لملوك وأىمرا ء ورجال‬ ‫دحكوىمات البلدان اللسلىمية وأعضا ء الهيئات التشريعية والجماعات‬ ‫اللسلىمية وأهل الرأي والغيرة في العالم اللسلىمى وقد جا ء في آخر هذا‬ ‫الخطاب بيان بخمسين ىمطلبا ىمن المطالب العملية التي تنبني على تمسك‬ ‫المسلمين بإلسلىمهم وعودتهم إليه في شأنهم وعرفت هذه المطالب‬ ‫)بالطالب الخمسين( وقد أوردها المرشد في رلسالته إلى دحكام المسلمين‬ ‫)رلسالة نحو النور(‪.‬‬ ‫وقد رفض ) دحسن البنا ( رفضا باتا الحزبية وأعلن عدائه للدحزاب‬ ‫السيالسية إذ اعتبرها ىما هي إل نتاج أنظمة ىمستوردة ول تتل ءم ىمع‬ ‫البيئة المصرية ووصفت جريدة ) النذير ( الدحزاب المصرية بأنها‬ ‫أدحزاب الشيطان ىمؤكدة على انه ل دحزبية في ) اللسلم ( في دحين‬ ‫أعلنوا ول ءهم وأىملهم في ) ىملك ىمصر المسلم ( ونجح ) على ىماهر‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪59‬‬


‫باشا ( والشيخ ) المراغى ( في توطيد العلقة بين القصر والجماعة‬ ‫التي الستمرت دحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عندىما بدأ الملك يخشى‬ ‫ىمن لسطوة هذه الجماعة نتيجة قوة العداد الكبيرة التي انضمت إليها‬ ‫أثنا ء دحرب فلسطين ىمما أقلق ) الملك فاروق ( لذا أيد لسيالسة‬ ‫) النقراشي ( الراىمية إلى دحل الجماعة كما أعرب عن ارتيادحه لغتيال‬ ‫البنا‪.‬‬ ‫كان السبب في إقدام النقراشي على دحل الجماعة اعتقاده بأن دحوادث‬ ‫القنابل والمتفجرات يرتكبها شبان ىمن المنتمين إلى الخوان‪.‬‬ ‫تعود الجماعة إلى ىمزاولة نشاطها عام ‪1951‬م نتيجة صدور قرار‬ ‫ىمن ىمجلس الدولة بعدم ىمشروعية قرار دحل الجماعة وىمصادرة‬ ‫ىممتلكاتها‪.‬‬ ‫كفي عهد جمال عبد الناصر ‪:‬‬

‫في بداية ثورة ‪ 23‬يوليو لساند الخوان الثورة والتي قام بها تنظيم‬ ‫الضباط الدحرار في ىمصر وكانوا الهيئة المدنية الودحيدة التي كانت‬ ‫تعلم قيام الثورة وكانت القوة الشعبية التي كان يعتمد عليها ضباط‬ ‫الجيش لتأىمين الدولة وىمواجهة النجليز وكان التنظيم يضم عدد كبير‬ ‫ىمن الضباط المنتمين للخوان دحيث كان تنظيم الضباط الدحرار يضم‬ ‫جميع التجاهات والفكار السيالسية ىمن ضباط الجيش المصري وقتها ‪,‬‬ ‫كما أن ىمجلس قيادة الثورة قد أصدر قرار بحل جميع الدحزاب‬ ‫السيالسية في البلد ىمستثنيا جماعة الخوان المسلمين لكونها كانت تقدم‬ ‫نفسها ) كجماعة دينية دعوية ( دحسب رأى الكاتب اليمنى ) ادحمد‬ ‫الحبيشى ( أن الخطا ء الذي قام بها المرشد العام وقتها ) دحسن‬ ‫الهضيبى ( بتقديمة لوزير الداخلية ) لسليمان دحافظ ( شخصيا تضمن ‪-:‬‬

‫‪60‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫) أن الخوان جمعية دينية دعوية ( وأن أعضا ءها وتكويناتها‬ ‫وأنصارها ل يعملون في المجال السيالسي ‪ ,‬ول يسعون لتحقيق أهدافهم‬ ‫عن طريق ألسباب الحكم كالنتخابات‪.‬‬ ‫وفى يناير ‪1953‬م بعد صدور قانون دحل الدحزاب في ىمصر دحضر‬ ‫لمجلس قيادة الثورة وفد ىمن الخوان المسلمين ضم الصاغ ) صلح‬ ‫شادي ( والمحاىمى ) ىمنير الدولة ( ليقول لعبد الناصر ) الن وبعد دحل‬ ‫الدحزاب لم يبق ىمن ىمؤيد للثورة إل جماعة الخوان ولهذا فإنهم يجب‬ ‫أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم ( ويرفض عبد‬ ‫الناصر المطلب بدعوى أن الثورة ليست في ىمحنة أو أزىمة لكنه لسألهما‬ ‫عن المطلوب للستمرار تأييدهم للثورة ‪ ,‬فأجابا ‪):‬إننا نطالب بعرض‬ ‫كافة القوانين والقرارات التي لسيتخذها ىمجلس قيادة الثورة قبل‬ ‫صدورها على ىمكتب الرشاد لمراجعتها ىمن نادحية ىمدى تطابقها ىمع‬ ‫شرع ا والموافقة عليها‪ ....‬وهذا هو لسبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد (‬ ‫وقام عبد الناصر برفض الىمر قائل ‪ ) :‬لقد قلت للمرشد في وقت لسابق‬ ‫إن الثورة ل تقبل الكنيسة أو ىما شابهها‪..‬وأنني أكررها اليوم ىمرة أخرى‬ ‫(‪.‬‬ ‫وبعد فترة هدو ء أصطدم الرئيس ) جمال عبد الناصر ( وىمعه‬ ‫ىمجموعة ىمن الضباط ببعض قيادات الضباط الدحرار الذين كان ىمن‬ ‫رأيهم أن الضباط دورهم انتهى بخلع الملك ويجب تسليم البلد لحكوىمة‬ ‫ىمدنية وإعادة الحياة النيابية وكان ىمنهم ) ىمحمد نجيب ( رئيس‬ ‫الجمهورية الذي تم عزله و) خالد ىمحيى الدين ( الذي تم نفيه إلى‬ ‫النمسا‪ .‬كما أصطدم الرئيس جمال عبد الناصر بالخوان صداىما شديدا‬ ‫نتيجة لمطالبة الخوان لضباط الثورة العودة للثكنات وإعادة الحياة‬ ‫النيابية للبلد ‪ ,‬ىمما أدى إلى اعتقال عدد كبير ىمنهم بعد ىمحاولة أدحد‬ ‫المنتمين إلى الجماعة اغتيال عبد الناصر في ) ىميدان المنشية‬ ‫باللسكندرية ( في ‪ 26‬أكتوبر ‪1954‬م ‪ ,‬ىمما أدى لصابة بعض‬ ‫الحضور بينهم وزير لسوداني وتعتبر جماعة الخوان المسلمين‬ ‫ىمحظورة ىمنذ ذاك العام ‪ ,‬إل أن السلطات تتساىمح ىمع نشاط لها في‬ ‫دحدود‪ ...‬ويعتبر الخوان أن هذه الحادثة كانت ىمسردحية ىمن قبل عبد‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪61‬‬


‫الناصر للقضا ء على آخر ىمعا رضية وهم الخوان وتم إعدام عدد ىمن‬ ‫قيادات الجماعة المؤثرة ىمثل الدكتور ) عبد القادر عودة ( وهو فقيه‬ ‫دلستوري وألستاذ جاىمعي كما تم إعدام ) الشيخ ىمحمد فر غلى ( وهو ىمن‬ ‫علما ء الزهر وقد رشح ليكون شيخا للزهر في فترة دحكم ) جمال عبد‬ ‫الناصر ( ولكنه رفض‪ .‬ووفقا للرقام الرلسمية فان ‪ 55‬ىمن الخوان‬ ‫المسلمين لقو دحتفهم في تلك العتقالت غير المفقودين‪.‬‬ ‫وفى ‪1964‬م ‪ ,‬قام جمال عبد الناصر باعتقال ىمن تم الفراج عنهم‬ ‫ىمن الخوان ىمرة أخرى ‪ ,‬وبالخص ) لسيد قطب ( وغيرهم ىمن قيادات‬ ‫الخوان ‪ ,‬بدعوى اكتشاف ىمؤاىمراتهم لغتياله وأعدم لسيد قطب ىمفكر‬ ‫الجماعة في عام ‪1966‬م وىمعه خمسة ىمن قيادات الخوان وذاق‬ ‫الخوان خلل تلك الفترة أنواع ىمن التنكيل والتعذيب داخل السجون‬ ‫ىمما أدى إلى ىمقتل ىما يقرب ىمن ‪ 350‬اخوانى جرا ء التعذيب وكانت‬ ‫ىمصر تخضع للحكم الشمولي وقتها‪.‬‬ ‫كفي عهد أنور السادات ‪:‬‬

‫وبعد أن خلف الرئيس السادات جمال عبد الناصر رئالسة‬ ‫الجمهورية ‪ ,‬وعد الرئيس السادات بتبني لسيالسة ىمصالحة ىمع القوى‬ ‫السيالسية المصرية فتم إغلق السجون والمعتقلت التي نشأت في عهد‬ ‫جمال عبد الناصر وإجرا ء إصلدحات لسيالسية ىمما بعث بالطمأنينة في‬ ‫نفوس الخوان وغيرهم ىمن القوى السيالسية المصرية تعززت بعد‬ ‫دحرب أكتوبر ‪1973‬م دحيث أعطى السادات لهم ىمسادحة ىمن الحرية لم‬ ‫تستمر طويل ول لسيما بعد تبنيه لسيالسات النفتاح القتصادي ‪ ,‬وبعد‬ ‫إبراىمه ىمعاهدة السلم ىمع ) إلسرائيل ( في عام ‪1977‬م ‪ ,‬شهدت ىمصر‬ ‫في تلك الفترة دحركات ىمعارضة شديدة لسيالسات السادات دحتى تم‬ ‫اعتقال عدد كبير ىمن الخوان والقوى السيالسية الخرى فيما لسمي‬ ‫إجرا ءات التحفظ في لسبتمبر ‪1981‬م‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫كفي عهد حسنى مبارك ‪:‬‬

‫بعد اغتيال السادات في أكتوبر ‪1981‬م خلفه دحسنى ىمبارك والذي‬ ‫اتبع في بدايات دحكمه لسيالسة المصالحة والمهادنة ىمع جميع القوى‬ ‫السيالسية وىمنهم الخوان ‪ ,‬وفى التسعينات ظهرت دحركات ىمعارضة‬ ‫لحكم ىمبارك ‪ ,‬وىمعارضة لعتراف دحكوىمة ىمبارك ىمثل دحكوىمة السادات‬ ‫بالصلح ىمع كل الدول ىمثل ) أىمريكا – ورولسيا – وإلسرائيل ( ويذكر أن‬ ‫الخوان المسلمين خاضوا النتخابات البرلمانية الخيرة في ىمصر عام‬ ‫‪2005‬م وقاىموا بالحصول على ‪ 88‬ىمقعد بالبرلمان رغم اتهاىمهم‬ ‫الموجه للحكوىمة ) بأن النتخابات شهدت تزوير ( ىمثل بعض اتهاىماتهم‬ ‫الخرى في النتخابات الرئالسية وانتخابات ىمجلس الشورى‪.‬‬ ‫ودحينها قال ) عصام العريان ( أدحد قادة الجماعة أنه في دحال دحكم‬ ‫الخوان ىمصر ) فانه لسيتم تعزيز الحريات العاىمة بمختلف أشكالها ‪,‬‬ ‫وتحقيق أكبر قدر ىمن التمالسك والتضاىمن الجتماعي ( كما ذكر انه‬ ‫لسيتم الحرص على تقوية ىما لسماها ) الودحدة الوطنية ونزع فتيل‬ ‫التوترات الطبقية والحفاظ على المساواة الكاىملة وتكافؤ الفرص بين‬ ‫الجميع على قاعدة المواطنة الكاىملة والوقوف بكل قوة ضد ىما وصفها )‬ ‫الليبرالية المتودحشة ( كما أشار إلى دحماية ىمن لسماهم ) الضعفا ء‬ ‫اجتماعيا ( خاصة المرآة والقباط والطفال وغيرهم على قاعدة‬ ‫المساواة في الحقوق والواجبات أىمام الدلستور والقانون‪.‬‬ ‫تقوم أجهزة الىمن المصرية ىمن آن لخر بالقبض على ىمجموعات‬ ‫وأفراد ىمن الخوان المسلمين وىمصادرة أىموال وأجهزة الكوىمبيوتر‬ ‫الخاصة بهم وغلق شركات وىمحال تجارية المملوكة لمنتمين للجماعة‬ ‫ووضعهم تحت الحبس الدحتياطي أو رهن العتقال وذلك وفقا لقانون‬ ‫الطوارئ الذي تم العمل به ىمنذ تولى ىمبارك السلطة في عام ‪1981‬م ‪,‬‬ ‫والذي يتيح للىمن المصري ىمتابعة المشكوك بهم ووضعهم تحت‬ ‫المراقبة إلى الوصول للجاني الحقيقي يتعرض الخوان لحملت اعتقال‬ ‫ىمولسمية وىمنتظمة ىمن قبل أجهزة وزارة الداخلية في ىمصر ‪ ,‬وهى‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪63‬‬


‫الحملت التي يصفها العلم الرلسمي بأنها ضربات اجهاضية‪.‬نجح‬ ‫الخوان المسلمون في ىمصر في الحصول على ‪ 88‬ىمقعدا في ىمجلس‬ ‫الشعب ) البرلمان المصري ( في النتخابات النيابية التي جرت في‬ ‫ديسمبر ىمن عام ‪2005‬م دحيث اشتركوا في النتخابات بصفتهم ىمستقلين‬ ‫وليسوا أعضا ء في التنظيم ‪ ,‬بالرغم ىمما شاب هذه النتخابات ىمن‬ ‫أعمال عنف أدت إلى ىمصرع ‪ 12‬شخصا على القل وتدخل أىمنى‬ ‫عنيف للسقاط المرشحين خصوصا ىمن ىمرشحي الجماعة وهو الىمر‬ ‫الذي شهدت به ىمنظمات المجتمع المدني والهيئات القضائية المشرفة‬ ‫على النتخابات‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن هذا الرقم يعادل ‪ 5‬أضعاف العدد الذي دحصلوا‬ ‫عليه في برلمان عام ‪2000‬م ‪ ,‬إل أنه في الوقت نفسه يعادل أكثر ىمن ‪6‬‬ ‫أضعاف الفائزين ىمن كل أدحزاب المعارضة في نفس النتخابات‬ ‫ليصبحوا بذلك أكبر قوة ىمعارضة في البلد للحزب الحاكم بنسبه ‪%20‬‬ ‫ىمن ىمقاعد البرلمان‪ .‬وىمن المثير أن الخوان لم يرشحوا أعضا ءا لهم‬ ‫في كل الدوائر بل أكتفوا بـ ‪ 150‬ىمرشحا إل أنهم دحصدوا ‪ %35‬ىمن‬ ‫اجمالى الصوات في البلد‪ .‬دونما تحالف ىمع أي ىمن الدحزاب تحت‬ ‫لوا ء جماعة الخوان المسلمون صرادحة وشعار ) اللسلم هو الحل ( ‪,‬‬ ‫وهو ىما أثار جدل والسعا في الشارع السيالسي المصري خصوصا بين‬ ‫نخبة المثقفين‪.‬‬ ‫وكأدحد صور المشاركة السيالسية اللدحزبية ترشح الخوان لنيل‬ ‫عضوية ىمجالس النقابات المهنية في ىمصر رافعين شعار ) اللسلم هو‬ ‫الحل ( وقد اكتسحوا نقابات المحاىمين والمهندلسين والطبا ء والصيادلة‬ ‫والعلميين إل أن الدولة جمدت ىمعظم أنشطة هذه النقابات ووضعتها‬ ‫تحت الحرالسة أو ىمنعت فيها النتخابات ىمما أدى إلى الستمرار ىمجالسها‬ ‫النقابية بل تغيير ىمثلما دحدث في نقابة الطبا ء والتي يديرها الن ىمجلس‬ ‫توفى نصف أعضائه تقريبا بسبب تهديد الدولة بوضع النقابات تحت‬ ‫الحرالسة إن أجرى ىمجلسها أي انتخابات فيها على اى ىمستوى‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫جدد الخوان المسلمون رفض تولى المرآة والقباط للرئالسة في عام‬ ‫‪2010‬م وفى ‪ 28‬فبراير ‪2008‬م قال قياديون في الجماعة أنهم لن‬ ‫يخوضوا النتخابات الرئالسية المصرية في عام ‪ 2011‬دحتى لو دحصلوا‬ ‫على الشروط القانونية أو دعم أي ىمن المرشحين دحتى الن‪.‬‬ ‫ماذا لو حكم الخوان مصر ‪:‬‬

‫نتوقع عزلة دولية لمصر في دحال دحكمها الخوان المسلمون ‪ ,‬لن‬ ‫ليست لهم رؤية الستراتيجية للعلقات الخارجية ولسيكون هناك انعدام‬ ‫للتعاىمل ىمعهم ولستصبح العزلة ىمصيرنا ىمثل ) دحماس – وإيران –‬ ‫ودحزب ا ( لن لسيكون هناك تمييز عنصري في دحال دحكم الخوان‬ ‫ىمصر ‪ ,‬لن الخوان المسلمين يعملون على إقاىمة دولة دينية وأن تلك‬ ‫الدولة لستمارس التمييز ضد القلية المسيحية‪ ...‬هم في ذلك ) أي‬ ‫الخوان ( يحاكون ىما تفعله إلسرائيل ىمع عرب ‪ 48‬الذين يمثلون القلية‬ ‫أيضا في المجتمع اللسرائيلى وأن الخوان يخططون لحرب شوارع‬ ‫ىمصر‪ .‬واللسترشاد بذلك كما جا ء على لسان ىمرشد الجماعة ىمحمد‬ ‫ىمهدى عاكف ) إن جماعة الخوان المسلمين ىمستعدة لرلسال عدة آلف‬ ‫ىمن أعضائها للقتال إلى جوار دحزب ا في لبنان في دحربه ىمع إلسرائيل‬ ‫لكن دحزب ا لديه ىما يكفى ىمن المقاتلين المدربين وربما ل يريد‬ ‫أعضا ء ىمن الجماعة لم يتلقوا تدريبا على دحمل السلح ( خلل دحرب‬ ‫‪2006‬م‪.‬‬ ‫وجهت اتهاىمات لجماعة الخوان في ىمصر بعقد صفقة ىمع النظام‬ ‫الحاكم ىمنذ وصول ىمرشحيهم للبرلمان المصري عام ‪2005‬م بتعايش‬ ‫ىمن خللها الحزب الوطني الحاكم ىمع الخوان في ظل توافق الجانبين‬ ‫على اقتصاد السوق والعلقات الطيبة ىمع الوليات المتحدة ‪ ,‬وعلى‬ ‫التهدئة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأيد هذه دحذف المحكمة‬ ‫العسكرية تهمتي الرهاب وغسيل الىموال ىمن القضية التي تحاكم فيها‬ ‫ىمجموعة ىمن قادة الجماعة ‪ ,‬على رألسهم النائب الثاني للمرشد العام‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪65‬‬


‫) خيرت الشاطر ( ‪ ,‬والكتفا ء بتهمة النتما ء إلى تنظيم ىمحظور ‪ ,‬التي‬ ‫تتراوح عقوبتها بين ‪3‬و ‪ 5‬لسنوات ويؤيد ذلك تصريحات ) ىمحمد دحبيب‬ ‫( نائب المرشد التي قال فيها أن الخوان لن يدخلوا في ىمواجهة ىمفتودحة‬ ‫ىمع النظام بمفردهم ‪ ,‬وأنهم يقبلوا بجمال ىمبارك إل أن بعض المحللين‬ ‫السيالسيين يؤكدون وجود الصفقة التي بمقتضاها لسيقبل الخوان‬ ‫بتوريث الحكم في ىمقابل وجودهم في ىمجلس الشعب وتخفيف الدحكام‬ ‫على قيادات الخوان الخاضعين لمحاكمات عسكرية‪.‬‬ ‫الحياة الحزبية للخوان المسلمون بعد ثورة ‪ 25‬يناير ‪:‬‬

‫ألسس الخوان المسلمون في ىمصر ) دحزب الحرية والعدالة (‬ ‫رلسميا يوم ‪ 6‬يونيو ‪2011‬م لخوض النتخابات البرلمانية وقد فاز‬ ‫) دحزب الحرية والعدالة ( الذراع السيالسي للخوان المسلمون في‬ ‫ىمصر أغلبية كبيرة في النتخابات البرلمانية ) ىمجلس الشعب المصري‬ ‫( ووصلت عدد المقاعد التي دحصلوا عليها ىمع ) التحالف الديمقراطي‬ ‫ىمن أجل ىمصر ( في ىمجلس الشعب ‪ %47‬وفى ىمجلس الشورى ‪.%59‬‬

‫‪66‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪67‬‬


‫الفصل السادس‬ ‫الخوان قبل ثورة ‪25‬‬ ‫يناير‬ ‫بين النفاق والرياء‬ ‫‪68‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪69‬‬


‫الشعب المصري لم ينتخب ‪:‬‬

‫نسبة المشاركة في النتخابات لمجلس الشعب المصري لم تتعد الـ‬ ‫‪ %24‬ىمن أصحاب دحق القتراع ويبدو إن المشاركين هم فقط أصحاب‬ ‫المصالح المباشرة ‪ ,‬أىما الغلبية السادحقة ىمن الشعب لم تصوت بتاتا ‪,‬‬ ‫بسبب عدم الثقة في النظام وفى المعارضة اللسلىمية‪ .‬رائحة صفقة‬ ‫بين الثالوث ) أىمريكا – النظام – الخوان ( ‪ ,‬تسمح بتمثيل جيد‬ ‫للخوان ‪ ,‬ولكن ضمن النظام القائم بما يضمن اللستقرار دحتى عام‬ ‫‪2011‬م ‪ ,‬هكذا تبدو الديمقراطية الىمريكية في ىمصر‪.‬‬ ‫انتهت النتخابات المصرية لمجلس الشعب بفوز الحزب الحاكم‬ ‫بأكثر ىمن ‪ 333‬ىمقعدا ىمن اصل ‪ 454‬ىمقعدا‪ .‬وبرز تيار الخوان‬ ‫اليسارية‪ .‬وكانت هذه اعنف دحملة انتخابات شهدتها ىمصر ‪ ,‬لسقط‬ ‫خللها ثمانية قتلى و ‪ 600‬جريح ‪ ,‬واعتقل المئات ‪ ,‬ولم تتعد نسبة‬ ‫المشاركة الـ ‪ % 24‬ىمن أصحاب دحق القتراع ‪ ,‬الىمر الذي يعنى بأن‬ ‫‪ % 76‬ىمن الشعب المصري لم يشارك في النتخابات‪.‬‬ ‫الضغط الىمريكى أجبر النظام المصري على إجرا ء اللعبة‬ ‫الديمقراطية ‪ ,‬وتوخى الحذر كيل يخسر المعركة لصالح الخوان‬ ‫المسلمين ‪ ,‬وكانت الغاية تبرر الولسيلة ‪ ,‬لسيالسة العصا والجزرة كانت‬ ‫لسيدة الموقف ‪ ,‬فكان عرض الهدايا أول ‪ ,‬إىما ىمن ل لسعر لهم فالستعملت‬ ‫ضدهم كل الولسائل وصل بعضها للقتل‪.‬‬ ‫الهدايا التي عرضها ىمرشحي الحزب الحاكم في ىمدينة المحلة‬ ‫الكبرى ‪ ,‬كانت على شكل دحفلت زفاف وردحلت دحج وعمرة‪ .‬وإذا‬ ‫كان المرشح أقل ثرا ء ‪ ,‬فاكتفى بدفع ‪ 500‬جنية للصوت الوادحد ‪,‬‬ ‫وللمعارضين آتت عمليات البلطجة التي الستخدم فيها السكاكين‬ ‫والسيوف والغاز المسيل للدىموع والرصاص الحي والتزوير‬ ‫والعتدا ءات على القضاة والصحافيين‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫بوش يغازل الخوان ‪:‬‬

‫ىمشاركة الخوان المسلمين في هذه النتخابات تمت على ألساس‬ ‫كونهم أفراد ىمستقلين‪ ,‬كما كان الوضع في السابق ‪ ,‬وذلك لن دحزبهم‬ ‫ىمحظور‪ .‬ولكن كانت هذه المرة الولى التي جاهروا فيها بانتمائهم‬ ‫لجماعة الخوان المسلمين ‪ ,‬دون خوف ىمن دحملة اعتقالت‪ .‬ىمشاركة‬ ‫الخوان كانت بتشجيع ىمن إدارة بوش ‪ ,‬التي قررت أن تفرق بين‬ ‫اللسلىميين المتطرفين والمعتدلين ‪ ,‬وأعلنت فور إعلن نتائج‬ ‫النتخابات بأنها تريد فتح دحوار ىمع نواب الخوان في البرلمان‪ .‬في‬ ‫هذه العملية الديمقراطية الىمريكية ‪ ,‬رائحة صفقة بين الثالوث ) أىمريكا‬ ‫– النظام – الخوان ( تسمح بتمثل جيد للخوان ‪ ,‬ولكن ضمن النظام‬ ‫القائم بما يضمن الستقرار النظام دحتى عام ‪2011‬م ودحتى في دحالة‬ ‫زعزعة النظام التي تخشاها أىمريكا فستكون هناك ىمعارضة ىمحتواة‬ ‫ضمن البرلمان يمكن لىمريكا التفاوض ىمعها‪ .‬هكذا تبدو ديمقراطية‬ ‫أىمريكا في الشرق الولسط‪.‬‬ ‫في نفس الوقت وجود الخوان المسلمين داخل البرلمان كإفراد ل‬ ‫كحزب ‪ ,‬ل يؤهلهم للتر شح لرئالسة الجمهورية ‪ ,‬وىمن هنا فهم ل‬ ‫يشكلون تهديدا على الرئيس دحسنى ىمبارك وابنه ىمن بعده‪ .‬ويرى‬ ‫ىمحللون أن الحكوىمة المصرية تفضل إن يحقق الخوان نتائج جيدة‬ ‫على دحساب أدحزاب المعارضة الشرعية ‪ ,‬لنه أيا كانت الطريقة التي‬ ‫يتم بها دىمج قوة ل تتمتع بالشرعية ‪ ,‬فأنه يمكن في اى وقت إغلق‬ ‫البواب إىماىمها‪.‬‬ ‫القيادي في الخوان ) عصام العريان ( قال ‪ ) :‬لسنا ىمثل ىمجموعات‬ ‫المعارضة الخرى‪ .....‬إننا نعمل على الرض ( قاصدا شبكة الخدىمات‬ ‫الجتماعية ‪ ,‬ودحرصا على عدم الستفزاز النظام صرح ىمسئول الجماعة‬ ‫) إنهم قرروا خوض النتخابات على ثلث ىمقاعد البرلمان و ل إن‬ ‫يشكلوا تهديدا للنظام‪ .‬ويعتبر هذا انقلبا في أفكار الخوان وهنا أقول‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪71‬‬


‫) بعد أن كانت الخوان دحركة لسيالسية تسعى لقاىمة دولة إلسلىمية‬ ‫تحولت إلى دحزب لسيالسي ىمرن (‪.‬‬ ‫في نفس الوقت فشلت المجموعات الليبرالية ‪ ,‬التي كانت ىمدعوىمة‬ ‫ىمن أىمريكا نفسها وقادت ىموجة التظاهرات المعادية لنظام ىمبارك‪.‬‬ ‫المنظمات الهلية والشخصيات الليبرالية ىمن أىمثال ايمن نور ىمؤلسس‬ ‫دحزب الغد ‪ ,‬أو لسعد الدين إبراهيم ىمدير ىمؤلسسة ابن خلدون ‪ ,‬كانت‬ ‫جز ءا ىمن ضغط الوليات المتحدة على النظام المصري ىمن أجل‬ ‫الصلح والديمقراطية‪ .‬ولكن لسرعان ىما الستيقظ هذا التيار ىمن أوهاىمه‪.‬‬ ‫دحزب الغد ‪ ,‬الذي خسر ىمقاعده السبعة التي كان يحتلها في ىمجلس‬ ‫الشعب ‪ ,‬وصف ىما يحدث له بأنه اغتيال لسيالسي ‪ ,‬كما أتهم الوليات‬ ‫المتحدة بالتخلي عنه وبأنها نقضت وعودها بدعم الديمقراطية في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫في البرلمان السابق كان خمسة أعضا ء في البرلمان ىمن رجال‬ ‫العمال الثريا ء ‪ ,‬ويتوقع في البرلمان طريقة أخرى لجمع الثروات ‪,‬‬ ‫كما جا ء في صحيفة الهرام ويكلى ) الصادرة بالنجليزية (‪ .‬في هذا‬ ‫صرح كمال خليل ‪ ,‬أدحد قيادي دحركة كفاية المعارضة ) أن هيمنة‬ ‫رجال العمال لم تصل ىمطلقا إلى هذا المستوى خلل الـ ‪ 50‬عاىما‬ ‫الماضية ( ‪ ,‬وأضاف ‪ ) :‬لقد أصبح هذا البلد ضحية عملية نهب ىمنظم‬ ‫يقوم بها المحتكرون المتحالفون ىمع الطبقة الحاكمة (‪ .‬ىميدل ايست أو‬ ‫نلين‪.‬‬ ‫أين الشعب ‪:‬‬

‫العدد القليل الذي صوت هم ىممن تربطهم ىمصلحة ىمباشرة أىما‬ ‫بالنظام ىمن خلل الوظائف الحكوىمية وجهاز البيروقراطية أو بجماعة‬ ‫الخوان المسلمين ىمن خلل الخدىمات الجتماعية التي يوفرها‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الشعار الذي اختاره الخوان المسلمين ) اللسلم هو الحل ( ل‬ ‫يستجيب لوضاع الساعة في ىمصر ‪ ,‬ول يقدم أي بديل اقتصادي أو‬ ‫لسيالسي يحل المعضلة التي تواجهها ىمصر ىمنذ النفتاح للغرب‪ .‬ىمن‬ ‫جهة الخوان ل يريدون إغضاب النظام ‪ ,‬والستفزازه وزعزعة لسيالسته‬ ‫المبنية على علقته بأىمريكا ‪ ,‬ولكن الحقيقة العمق هي إن قيادات‬ ‫الخوان أنفسهم ىمنتمين للشرائح الولسطي‪.‬‬ ‫الىمريكان الذين يخشون ىمن لسقوط نظام ىمبارك الدكتاتوري ‪,‬‬ ‫يسعون إلى فتح دحوار ىمع الخوان ‪ ,‬لضمان ىمصالحهم المستقبلية في‬ ‫المنطقة ‪ ,‬أىما الغلبية السادحقة ىمن الشعب ‪ ,‬وعلى رألسها الفلدحون‬ ‫والعمال ‪ ,‬فلم تصوت بتاتا لعدم ثقتهم بالنظام والمعارضة اللسلىمية‪.‬‬ ‫المسيرة الديمقراطية التي تقف ورا ءها أىمريكا ‪ ,‬أدت دحتى الن إلى نمو‬ ‫نخبة صغيرة ىمن الغنيا ء جلبت لغلبية المصريين الفقر البالغ ‪,‬‬ ‫وأفقدتهم الىمل في المستقبل‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪73‬‬


‫‪74‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الفصل السابع‬ ‫التاريخ السودلجماعة‬ ‫الخوان المسلمين‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪75‬‬


‫‪76‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫التاريخ اللسود للمحاولت الصلدحية التي يقوم بها أشخاص‬ ‫ىمريضون نفسيا ليسوا أفضل ىمن لسابقيهم وتتم بالسم الدين جعلني انظر‬ ‫بعين الشك والريبة لكلمة إصلح وديمقراطية والفوضى الخلقة وهذا‬ ‫الكلم الفيسبوكى الذي يتكلمون به هذه اليام ‪ ,‬لم ينج ىمن ذاك في العالم‬ ‫كله إل الثورات القائمة على ألساس ديني ‪ /‬وطني وىمنها ثورة غاندي‬ ‫على اللستعمار البريطاني في الهند وثورة فيديل كالسترو على نظام‬ ‫باتيستا في كوبا‪ ,‬فغاندي دحقق المعجزة المستحيلة وأرضى جميع الناس‬ ‫وودحدهم ضد الدحتلل البريطاني وكالسترو كان شيوعيا وهؤل ء‬ ‫شعارهم الدين للفرد والوطن للجميع‪.‬‬ ‫في وطننا العربي كانت هناك دحتى أكون ىمنصفا ىمحاولت إصلدحية‬ ‫تتبنى لسنه آل لسعود والوهابية الدىموية في التخلص ىمن خصوىمها ىمنها‬ ‫ىمحاوله الشيخ دحسن البنا ىمؤلسس الخوان الملتحين في ىمصر والذي‬ ‫ألسس ىمع تنظيمة الملتحي ىما يسمى بالجهاز الخاص الذي كان يقوم‬ ‫بالغتيالت السيالسية لمن ل يعجب دحسن البنا نهجهم أو يظن أنهم‬ ‫يقفون عثرة في طريق تحقيق تنظيمه السيطرة على الحكم في ىمصر‪.‬‬ ‫طبعا عندىما قبض على بعض أعضا ء التنظيم وأدلوا باعترافات كاىملة‬ ‫وانفضح دور دحسن البنا وفى ىمحاولة لبعاد الشبهات عنه قال ىمقولته‬ ‫المشهورة ) ل هم ىمنا ول هم إخوان ( ولن ىمن يعيش بالسيف لسوف‬ ‫يموت بالسيف فقد أدى تكرار دحوادث الغتيال لخصوىمه على يد ىمن‬ ‫هم ليسوا إخوانه إلى قيام الحكوىمة باغتيال أىمام ىمقر جماعتهم بإطلق‬ ‫الرصاص عليه عن طريق عمل ء للحكوىمة وىمن ىمسافة صفر‪.‬الوهابية‬ ‫الدىموية والتي تحالف ىمؤلسسها ىمحمد بن عبد الوهاب ىمع آل لسعود في‬ ‫ىمحاولة لتنقية الدين اللسلىمى ىمن البدع والخرافات التي انتشرت في‬ ‫تلك الفترة والقيام بتصحيح المفاهيم الدينية عند المعوجة أفكارهم عن‬ ‫طريق إرادحتهم ىمن تلك الرؤوس وللبد ودحلت بركاتها على أرض نجد‬ ‫والحجاز بذبح الحجاج اليزيديين عن بكره أبيهم والتعرض لقوافل‬ ‫الحجاج الكفار‪ .‬وازدياد ىمعدل الغارات على قوافلهم بمعدلت كبيرة قبل‬ ‫أن تنتشر الدعوة‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪77‬‬


‫تلك كانت ىمحاولت إصلدحية ىمن الماضي السحيق ولن اللعبة الن‬ ‫تبدلت قواعدها وتغيرت قوانينها فقد قرر الخوان الملتحون العودة إلى‬ ‫التلعب بمشاعر الناس وعواطفهم وطبعا بدعم أىمريكي وذلك عن‬ ‫طريق الستغلل ىمواقع التواصل الجتماعي التي اخترعها ويا ىمحالسن‬ ‫الصدف إخوانهم اليهود‪ .‬فقد تبين أن أغلب المجموعات الفيسبوكية‬ ‫الشهيرة التي كانت تحشد النصار وتسير المظاهرات في تونس‬ ‫وىمصر وليبيا والردن ولسوريا أن ورائها الخوان الملتحين ولو ىمن‬ ‫ورا ء الستار‪ .‬طبعا تبدلت قواعد اللعبة وأصبح الحرام دحلل ‪ ,‬فبعد أن‬ ‫كان السلفيون يحرىمون الدخول في المجالس النيابية والنتخابات‬ ‫ويعتبرون الديمقراطية بدعة ىمن بدع أهل الكفر وكل بدعة ضللة وكل‬ ‫ضللة في النار ‪ ,‬فقد قرروا دخول المعترك النتخابي وأنشئوا دحزب‬ ‫النور السلفي‪ .‬الخوان الملتحون يرفعون شعارات إلسلىمية في دعايتهم‬ ‫النتخابية ىمثل شعار ) اللسلم هو الحل ( ويستخدىمون الدين للضحك‬ ‫على عقول الناس البسطا ء ول يتوانون عن الستخدام المساجد للدعاية‬ ‫النتخابية ىمع أنها بيوت عبادة وىمراكز دعوية وليس انتخابية على‬ ‫الرغم ىمن ايمانى بأن اللسلم هو الحل ولكن بالتأكيد لن يكون على يد‬ ‫جماعة بنيت على ىمبدأ الغتيال السيالسي لخصوىمها لسوا ء بتصفيتهم‬ ‫جسديا أو ىما يسمى اغتيال الشخصية‪.‬‬ ‫وهناك فتاوى هدفها الها ء الشباب المصري وتخدير عقله وإشغاله‬ ‫بالعورات النسائية والىمور الغيبية فقد صرنا نسمع فتاوى ىمن طراز‬ ‫تحريم لبس الكعب العالي للنسا ء وتغطية وجوه التماثيل الفرعونية لنها‬ ‫وثنية وتغطية عورتها وتحليل أكل لحوم الجن والعفاريت وغير ذلك‬ ‫الكثير‪ .‬وطبعا ىمازال هؤل ء المتألسلمون يقدىمون فروض الول ء‬ ‫والطاعة للسيادهم الىمريكان فصرنا نسمع تصريحات لدحد ىمرشحي‬ ‫الرئالسة الملتحين أول دحرف ىمن السمه ) دحازم صلح أبو إلسماعيل (‬ ‫بأن الجيش المصري لن يحارب إلسرائيل دحتى ل يرهق القتصاد‬ ‫المصري وكأن اقتصاد ىمصر الن غير ىمشلول وفى أتم صحة وعافية‬ ‫بفضل الضرابات والمظاهرات والعتصاىمات التي يقوم بها ىمن هم‬ ‫‪78‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫على شاكلة هذا المرشح الملتحي‪ .‬نفس المرشح الملتحي طالب بفرض‬ ‫الحجاب على النسا ء وقد يقترح عدم السماح لي عورة غير ىمحجبة‬ ‫بدخول الىمتحانات في أي ىمردحلة ىمدرلسية أو جاىمعية أو شغل وظيفة‬ ‫دحكوىمية ىما داىمت ل تغطى عورتها وبفرض غراىمات ىمالية على‬ ‫الشركات والمصالح الخاصة التي تقوم بتوظيف نسا ء ل تغطى‬ ‫عورتها‪.‬‬ ‫وىمازلنا ىمع الشيخ الملتحي المرشح لرئالسة ىمصر دحازم صلح أبو‬ ‫إلسماعيل وفتاوية العجيبة وىمنها أنه يختار زوجة لدحد أبنائه ل تكون‬ ‫ىمحجبة لن المرآة غير المحجبة بالضافة لعتبارها عورة فهي لن‬ ‫تكون إىما صالحة ول زوجة ىمطيعة ولدحول ول قوة إل بال‪ .‬وطبعا‬ ‫هذا ىمن عدا فتواة العجيبة ليس بتحريم الخمور فهذه ل تحتاج فتوى بل‬ ‫في دحق ىمن يشتريها في الخارج في إدخالها إلى ىمصر وشربها في بيته‬ ‫لن هذه دحياته الخاصة على الرغم ىمن أنه في السنة النبوية ىملعون‬ ‫) عاصرها وىمعتصرها وشاربها ودحاىملها والمحمولة إليه ولساقيها‬ ‫وبائعها وآكل ثمنها والمشترى لها والمشتراة له ( فتصيب اللعنة كل‬ ‫شعب ىمصر بالكل ىمن ثمن الضرائب على الخمور بفضل الشيخ دحازم‬ ‫ولحيته وفتاويه العجيبة‪.‬‬ ‫ثروات مصر المنهوبة ‪:‬‬ ‫البارك على عرش مصر ) حسنى مبارك ( ‪:‬‬

‫قال ثم فعل – انظر ىماذا قال ‪-:‬‬ ‫) لن أردحم أدحدا يمد يده إلى المال العام دحتى لو كان أقرب القربا ء ‪,‬‬ ‫اننى ل أدحب المناصب ول أقبل الشللية وأكره الظلم ول اقبل أن يظلم‬ ‫أدحد وأكره الستغلل علقات النسب ( ‪ 18‬أكتوبر ‪1981‬م جريدة ىمايو‪.‬‬ ‫) الكل لسوا ء عندي أىمام القانون ونحن ل نريد قانون الطوارئ ( ‪20‬‬ ‫أكتوبر ‪1981‬م جريدة نيويورك تايمز‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪79‬‬


‫) لن أقبل الولساطة ولسأعاقب لصوص المال العام ( ‪ 26‬أكتوبر‬ ‫‪1981‬م ىمجلة أكتوبر‪.‬‬ ‫) ىمصر ليست ضيعة لحاكمها ( المصور ‪ 30‬أكتوبر ‪1981‬م‪.‬‬ ‫الكفن ىمالوش جيوب ‪ ,‬لسنعلى ىمن شأن اليادي الطاهرة ) خطاب له‬ ‫في فبراير ‪1982‬م ( ثم ننظر ىماذا فعل ‪:‬‬ ‫نهب أراضى مصر ‪:‬‬

‫في ‪ 12‬نوفمبر ‪2007‬م وقف جمال زهران – نائب ىمجلس الشعب‬ ‫عن كتلة الخوان المسلمين – في البرلمان واتهم الحكوىمة بإهدار ‪800‬‬ ‫ىمليار جنيه ‪ ,‬شرح زهران المبلغ بأنه عبارة عن ىمسادحات كثيرة‬ ‫وكبيرة ىمن أراضى ىمصر وزعت على كبار المسئولين بالدولة ورجال‬ ‫أعمال يدورون في فلكهم‪.‬‬ ‫دلل النائب المذكور على كلىمه بما أعلنه اللوا ء ىمهندس عمر‬ ‫الشوادفى – رئيس جهاز المركز الوطني للستخداىمات الراضي –‬ ‫دحين قال أن نحو ‪ 16‬ىمليون فدان قد تم اللستيل ء عليها ىمن ىمافيا‬ ‫الراضي وتقدر قيمتها بنحو ‪ 800‬ىمليار جنيه ) تمثل المسادحة المنهوبة‬ ‫– أي الـ ‪ 16‬ىمليون فدان – ىما قيمته ‪ 67,2‬ألف كم ىمربع وهو ىما يزيد‬ ‫عن ىمسادحة الدول الخمس التالية ىمجتمعة ‪ :‬فلسطين التاريخية ‪26,6‬‬ ‫ألف كم ىمربع ‪ ,‬الكويت ‪ 17,8‬ألف كم ىمربع ‪ ,‬قطر ‪ 11,4‬ألف كم ىمربع‬ ‫‪ ,‬لبنان ‪ 10,4‬ألف كم ىمربع ‪ ,‬البحرين ‪ 5,67‬ألف كم ىمربع (‪.‬‬ ‫يقع ضمن المبلغ المذكور – أي الـ ‪ 800‬ىمليار – ىمبلغ يقدر بحدود‬ ‫‪ 80‬ىمليار جنيه ‪ ,‬وهو عبارة عن السعار السوقية للراضي التي باعتها‬ ‫الدولة بثمن بخس إلى لست جهات فقط وهؤل ء هم ‪-:‬‬ ‫أدحمد عز – ىمجدي رالسخ – هشام طلعت ىمصطفى – ىمحمد فريد‬ ‫خميس – ىمحمد أبو العنيين – الشركات الخليجية ) الفطيم كابيتال‬ ‫‪80‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الىماراتية – أعمار الىماراتية – داىماك الىماراتية – ‪ Q.E.C‬القطرية‬ ‫(‪.‬‬ ‫هذه الرقام تدل بوضوح ل لبس فيه على نهب ىمنظم لراضى‬ ‫ىمصر ‪ ,‬وهو بهذه المنالسبة قليل ىمن كثير نتيجة لسيالسة الكتمان التي‬ ‫تفرضها أجهزة ىمبارك الىمنية ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬خصصت الحكوىمة ‪ 100‬كم ) ‪ 100‬ىمليون ىمتر ىمربع ( شمال‬ ‫غرب خليج السويس وقسمتها بين خمس جهات دون العلن‬ ‫عن ىمناقصات أو ىمزايدات وذلك بواقع خمسة جنيهات عن كل‬ ‫ىمتر ىمربع ‪ ,‬إل أن هذه الجهات دفعت جنيها وادحدا عن كل ىمتر‬ ‫وخصصت المنطقة المذكورة تحت ذريعة تنميتها‪.‬‬ ‫) أكد المهندس العالمي د ‪ /‬ىممدوح دحمزة والحاصل على ‪ 15‬جائزة‬ ‫دولية أن المنطقة المذكورة لم تشهد أي تنمية وىما يحدث ىما هو إل‬ ‫تسقيع للراضي‪ ...‬قدم د‪ /‬دحمزة إلى رئالسة الجمهورية في عام ‪2004‬م‬ ‫ىملفا كاىمل عن الفساد في وزارة اللسكان ‪ ,‬فقام نظام ىمبارك بتلفيق تهمة‬ ‫اغتيال أربع شخصيات لسيالسية له وهم ‪-:‬‬ ‫) فتحي لسرور – كمال الشاذلي – إبراهيم لسليمان – زكريا عزىمي‬ ‫( أثنا ء دخوله قصر برىمنجهام في لندن دحيث كان يلبى دعوة للفدا ء على‬ ‫شرف الملكة في قصر برىمنجهام ‪ ,‬أدحتجز د‪ /‬دحمزة لمدة عاىمين في أدحد‬ ‫لسجون لندن دحتى ثبتت برا ءته ىمن بلغ ىمبارك الكيدي‪ ...‬يذكر أن‬ ‫الطاغية الفالسد كان أول المهنئين لحمزة عند خروجه ىمن ىمحبسة في‬ ‫لندن‪!!!!!.‬‬ ‫وهذه الجهات الخمس التي نهبت المنطقة المذكورة ‪ ,‬والتي دفع‬ ‫رجال الفرقة ‪ 19‬بالجيش الثالث الدم الغالي في الستردادها هي كما يلي‬ ‫‪:‬‬ ‫أحمد عز ‪:‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪81‬‬


‫تسلم ‪ 20‬ىمليون ىمتر ىمربع ) قيمتها السوقية بمبلغ ‪ 2,4‬ىمليار جنيه (‬ ‫وهو عضو ىمجلس الشعب عن الحزب الوطني وأىمين التنظيم الحالي‪....‬‬ ‫أنشأ ىمصنعا للصاج بمسادحة ‪ 150‬ألف ىمتر ىمربع وباع ‪ 150‬ألف ىمتر‬ ‫ىمربع إلى الملياردير الكويتي ) ناصر الخرافي ( بمبلغ ‪ 1500‬جنيها‬ ‫للمتر المربع وىمازال يحتفظ بالمسادحة المتبقية‪.‬‬ ‫محمد كفريد خميس ‪:‬‬

‫تسلم ‪ 20‬ىمليون ىمتر ىمربع ) قيمتها السوقية ‪ 3,5‬ىمليار جنيه ( وهو‬ ‫أدحد كبار رجال العمال وعضو ىمجلس الشورى ورئيس لجنة‬ ‫الصناعة والطاقة ويملك شركة النساجون الشرقيون‪ ...‬أنشأ ىمصنعا‬ ‫للكيماويات بمسادحة ‪ 20‬ألف ىمتر ىمربع وباع باقي المسادحة في صفقة‬ ‫ضخمة دحققت عدة ىمليارات ‪ ,‬كما تذكر النبا ء أن الوزير لسليمان قد‬ ‫خصص أيضا لخميس ‪ 1500‬فدانا أخرى‪.‬‬ ‫محمد أبو العنيين ‪:‬‬

‫تسلم ‪ 20‬ىمليون ىمتر ىمربع ) قيمتها السوقية ‪ 1,3‬ىمليار جنيه ( وهو‬ ‫عضو الحزب الوطني ورجل العمال المعروف وصادحب شركة‬ ‫كليوباترا للسيراىميك‪ ...‬أنشأ ىمصنعا للبور لسلين على قطعة بمسادحة‬ ‫‪ 1500‬ألف ىمتر ىمربع وىممرا لهبوط طائرته الخاصة ) يملك ثلث ىمن‬ ‫نوع جولف لستريم ويقودها بنفسه ( بمسادحة ‪ 50‬ألف ىمتر ىمربع وباع‬ ‫كل المسادحة الباقية في صفقة بعدة ىمليارات‪.‬‬ ‫كما دحصل أيضا على القطع التالية ‪:‬‬ ‫ تخصيص ‪ 5000‬فدان في ىمنطقة شرق العوينات غير ىمعلوم‬‫تفاصيلها‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫ تخصيص ‪ 1520‬فدان في ىمنطقة ىمرلسى علم وقد اشتراها بسعر‬‫دولر للمتر ولسدد ‪ % 20‬ىمن المبلغ ثم أعاد بيعها بألسعار فلكية‬ ‫للملياردير الكويتي ) ناصر الخرافي ( وقدرت القيمة السوقية لهذه‬ ‫الرض بمبلغ ىمليار و ‪ 260‬ألف جنيه‪.‬‬ ‫ وضع يده على ‪ 500‬فدان على طريق ىمصر اللسماعيلية ‪ ,‬وهى‬‫أرض ىملكا للدولة ىممثلة في شركة ىمصر لللسكان والتعمير‪.‬‬ ‫ تم تخصيص ‪ 1500‬فدان ) ‪ 6,3‬ىمليون ىمتر ىمربع ( بمنطقة‬‫الحزام الخضر بمدينة العاشر ىمن رىمضان‪.‬‬ ‫نجيب سايروس ‪:‬‬

‫تسلم ‪ 20‬ىمليون ىمتر ىمربع ) تقدر قيمتها السوقية ‪ 1,3‬ىمليار جنيه (‬ ‫أنشأ ىمصنعا لللسمنت على قطعة بمسادحة ‪ 200‬ألف ىمتر ىمربع وباع‬ ‫كل المسادحة الباقية في صفقات بعدة ىمليارات‪.‬‬ ‫الشركة الصينية ‪:‬‬

‫وكان نصيبها أيضا ىمثل السابقين ‪ 20‬ىمليون ىمتر ىمربع ولم يتم‬ ‫الستغللها دحتى الن‪.‬‬ ‫مجدي راسخ ‪:‬‬

‫هو والد زوجة عل ء ىمبارك ) هايدى ( خصصت له الحكوىمة‬ ‫ىمسادحة ‪ 2200‬فدان ) ‪ 9,2‬ىمليون ىمتر ىمربع ( وذلك في أفضل أىماكن‬ ‫ىمدينة الشيخ زايد بسعر ‪ 30‬جنيها للمتر ‪ ,‬لكن رالسخ دفع ىمقدىما بسيطا‬ ‫ولم يسدد المبلغ المتبقي‪ ....‬تردد في بداية عام ‪2006‬م عن وجود‬ ‫عرض ىمن شخصية خليجية كبيرة بشرا ء تلك المسادحة بمبلغ ‪ 10‬ىمليار‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪83‬‬


‫جنيها ) أي بسعر يزيد عن ‪ 1000‬جنيها للمتر المربع ( ‪ ,‬ويذكر أن‬ ‫ىمجدي رالسخ هو صادحب ىمشروع بيفرلى هيلز بمدينة الشيخ زايد‬ ‫والذي دحقق ىمن ورائه المليارات الكثيرة ‪ ,‬وله ىمسادحات أخرى لم تتمكن‬ ‫ىمن الحصول عليها ىمنتشرة في عدة أىماكن الستراتيجية بمصر‪.‬‬ ‫هشام طلعت ‪:‬‬

‫خصصت الحكوىمة ‪ 9‬ألف فدان ) ‪ 37,8‬ىمليون ىمتر ىمربع ( لهشام‬ ‫طلعت – أدحد أركان لجنة السيالسات بالحزب الوطني والموجود الن‬ ‫في السجن بتهمة قتل لسوزان تميم بعد أن هددت الىمارات بسحب‬ ‫ىمدخراتها إذا أطلق لسرادحة – في ىمنطقة شرق القاهرة لنشا ء ىمنطقة‬ ‫لسكنية بالسم ىمدينتي بسعر يبلغ ‪ 5‬جنيهات للمتر ‪ ,‬تقدر القيمة السوقية‬ ‫للمتر المربع بها بمبلغ ‪ 3500‬جنيه ىمما أهدر على الدولة ىمبلغا قدرة‬ ‫‪ 28‬ىمليار جنيه‪.‬‬ ‫حسين سالم ‪:‬‬

‫خصصت الحكوىمة وبطريقة البلطجة ووضع اليد جزيرة نيلية‬ ‫بالقصر إلى المدعو ‪ /‬دحسين لسالم تسمى جزيرة التمساح وذلك بمبلغ ‪9‬‬ ‫ىمليون جنيه ‪ ,‬وأنشأ عليها شركه التمساح للمشروعات السيادحية‪....‬‬ ‫تضم الجزيرة عشرات الفدنة ولسعرها الحقيقي ل يقدر بمال ‪ ,‬وان‬ ‫كان قد قدر ىمن قبل المختصين بأكثر ىمن ىمئة ضعف ليقترب ىمن ىمليار‬ ‫جنيه – جزيرة التمساح تعتبر جوهرة ل تقدر بثمن بسبب ىموقعها‬ ‫اللستراتيجي المطل على ىمدينة القصر والتي تضم ودحدها ثلثي آثار‬ ‫العالم ويتقاطر عليها السياح ىمن أرجا ء المعمورة‪.‬‬ ‫كما دحصل وبنفس اللسلوب على أراضى شالسعة وىمميزة في شرم‬ ‫الشيخ وراس لسدر ويذكر انه يمتلك خليج نعمة دحيث يقيم به دحسنى‬ ‫ىمبارك بصفة شبة دائمة كما خصص لحسين لسالم قصر ضخم‬ ‫‪84‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫ألسطواني الشكل ىمقام على ىمسادحة ‪ 6000‬ىمتر ىمربع في التجمع‬ ‫الخاىمس ‪ ,‬هذا بالضافة إلى عدد كبير ىمن المسادحات تنتشر في ىمختلف‬ ‫الىماكن في ىمصر‪.‬‬ ‫يذكر أن ىمبارك نزع في ىمنتصف التسعينات ىملكية أدحد الراضي‬ ‫في لسينا ء ىمن ىمالكيها خالد فودة ووجيه لسياج – صادحب فندق لسياج‬ ‫بالهرم – وأعطاهما بألسلوب البلطجة إلى دحسين لسالم بثمن بخس‬ ‫بنا ء‪ ...‬أىمضى لسياج عشر لسنوات في المحاكم المصرية ودحصل على‬ ‫أدحكام ىمنها كثيرة لتمكينه ىمن أرضه ‪ ,‬رفض ىمبارك تنفيذها جميعا ولجأ‬ ‫إلى ألسلوبه الكيدي الذي أشتهر به فقطع الخدىمات عن فندق لسياج‬ ‫بالهرم دحتى ينهار وجيه لسياج‪ .....‬لجأ لسياج والحاصل على الجنسية‬ ‫اليطالية في ‪ 2005‬إلى المحاكم الدولية وفى يوليو ‪ 2009‬دحكمت‬ ‫لصالحه بتغريم ىمصر بمبلغ ‪ 134‬ىمليون دولر ) دحوالي ‪ 750‬ىمليون‬ ‫جنيه ( ‪ ,‬وأذعن ىمبارك صاغرا إلى تنفيذ الحكم ‪ ,‬لكنه دفع هذه المبالغ‬ ‫المبالغ لسيكون – كما هو الحال دائما – ىمن دىما ء شعب ىمصر‪.‬‬ ‫يمثل دحسين لسالم الرقم اللغز في دحياة دحسنى ىمبارك ‪ ,‬هو شريكة في‬ ‫شركة السلح التي أنشأها في باريس بالسم ) الجنحة البيضا ء ( وقد‬ ‫وردت تفاصيل تلك القصة في كتاب ) الحجاب ( للصحفي الكثر‬ ‫شهرة في العالم بوب وودوا رد والذي صدر في عام ‪1985‬م‪ .‬كما‬ ‫ألستولي دحسين لسالم على ىمبالغ كبيرة ىمن البنك الهلي في ثمانينات‬ ‫القرن الماضي وأخرجه ىمبارك ىمن القضية وىمن الضوا ء دحتى ينسى‬ ‫الناس القضية بعد أن آثارها المردحوم النائب ) علوي دحافظ ( في‬ ‫البرلمان في عام ‪1986‬م وعاد لسالم في التسعينات بأقدام ثابتة ليعمل‬ ‫في السيادحة في لسينا ء ىمن خلل تخصيص الراضي له بثمن بخس ‪,‬‬ ‫وأخيرا يدير بعضا ىمن المال الذي نهبه آل ىمبارك ىمن خلل شركة‬ ‫شرق المتولسط دحيث يقوم بتصدير الغاز إلى إلسرائيل ‪ ,‬وهى قضية‬ ‫أصبحت ىمعروفة لكل المصريين‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪85‬‬


‫ خصصت الحكوىمة ‪ 1500‬فدان لشركة أرتوك بثمن بخس على‬‫طريق ىمصر اللسكندرية الصحراوي والتي يمتلكها كل ىمن‬ ‫إبراهيم نافع رئيس ىمجلس إدارة جريدة الهرام ‪ ,‬ودحسن دحمدي‬ ‫عضو ىمجلس إدارة الجريدة ورئيس النادي الهلى ‪ ,‬وقد تمت‬ ‫الصفقة على أن يترك دحسن دحمدي أرض النادي الهلي في ىمدينة‬ ‫‪ 6‬أكتوبر في ىمقابل إتمام تلك الصفقة‪ ....‬دفعت الشركة جنيهات‬ ‫قليلة في ثمن الفدان الوادحد ثم قسمت المسادحة الكلية إلى قطع‬ ‫ىمتساوية بمسادحة ‪ 30‬فدان ىمع فيلل لكل قطعة‪ ...‬تم البيع بسعر ‪2‬‬ ‫ىمليون جنيه للقطعة وكان ىمن ضمن العمل ء المليونير السعودي‬ ‫) عبد الردحمن الشربتلى ( وكذلك السفير ) أدحمد القطان ( ىمندوب‬ ‫السعودية في الجاىمعة العربية‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫أحمد بهجت ‪:‬‬

‫خصصت الحكوىمة ‪ 2045‬فدانا بمبلغ ‪ 454‬ىمليون جنيه لدحمد‬ ‫بهجت – أدحد أركان الحزب الوطني – ىمن خلل شركته دريم لند في‬ ‫عام ‪1994‬م كان بهجت قد أقترض عدة ىمليارات ىمن الجنيهات ىمن‬ ‫البنوك المصرية ولم يتمكن ىمن لسدادها ووضع السمه ضمن قوائم‬ ‫الممنوعين ىمن السفر للخارج ‪ ,‬إل أن جمال ىمبارك أخرجه للسفر إلى‬ ‫أىمريكا للعلج – تفجرت قضية أراضى دريم لند بصورة لسريعة في‬ ‫‪ 2‬يونيه ‪2008‬م عندىما أعلنت الشركة المذكورة عن بيع ‪ 831‬فدان‬ ‫وتقدرت قيمتها السوقية بمبلغ ‪ 12‬ىمليار جنيه وهو جز ء قليل إذا ىما‬ ‫قورن ببقية الراضي المذكورة‪.‬‬ ‫أشرف مروان ‪:‬‬

‫خصصت الحكوىمة ‪ 55‬فدانا للملياردير الرادحل أشرف ىمروان‬ ‫لتألسيس نادى بالقاهرة الجديدة وفى قلب التجمع الخاىمس بتاريخ ‪29‬‬ ‫أكتوبر ‪2000‬م‪ ....‬ىمورلست الضغوط على ىمروان ىمن رجال إبراهيم‬ ‫لسليمان وزير اللسكان دحينها دحتى ترك المشروع ‪ ,‬كانت عصابة‬ ‫اللسكان جاهزة فقد أصدر قرارا بتكوين ىمجلس إدارة جديد للنادي‬ ‫برئالسة دحسن خالد نائب الوزير للمجتمعات العمرانية الجديدة وعضوية‬ ‫خالد لسو يلم – الشريك الواجهة في ىمكتب الوزير – وىمحمد دحسن –‬ ‫وداكر عبداله – وجاد ىمحمد جاد‪.‬‬ ‫ ‪ -‬قام أعضا ء ىمجلس إدارة النادي بتسليم الرض المذكورة إلى‬‫صديق الوزير عماد الحاذق لقاىمة ىمشروع الستثماري كبير ىمكون‬ ‫ىمن فيلت وتم بيع الفيل فيه بمبلغ ‪ 850‬ألف جنيه‪ ....‬قام أولد‬ ‫دحاذق بتعليق لفته كبيرة على المشروع – شارع ‪ 90‬بالتجمع‬ ‫الخاىمس تقول أن المشروع ىمكون ىمن ‪ 100‬فدان ‪ ,‬وعندىما قام‬ ‫ىمكتب هندلسي بقياس المسادحة الكلية وجد كارثة أكبر وهى أن‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪87‬‬


‫ىمسادحته تزيد عن ‪ 900‬فدان‪ ..‬أكد المهندس المصيلحى ىمسئول‬ ‫المسادحة بالقاهرة الجديدة صحة تلك المسادحة الجديدة وقال أن‬ ‫الوزير لسليمان يملك الجابة على ذلك !!!!‬ ‫يذكر أن أولد دحاذق قد أنشئوا ىمنطقة ىمميزة داخل تلك المسادحة‬ ‫الكبيرة تسمى ‪ lake view‬وهى أجمل ىمناطق التجمع الخاىمس ويباع‬ ‫المتر فيها بمبلغ ‪ 8‬ألف جنيها علما أن الحاذق قد دفع ىمبلغ ‪ 280‬جنيها‬ ‫للمتر عند تخصيصه‪.‬‬ ‫ خصصت الحكوىمة ‪ 770‬فدانا لشركة المهندلسين المصريين في‬‫‪ 27‬يوليو ‪1994‬م وبسعر ‪ 50‬جنيها للمتر على أن يسدد المبلغ‬ ‫بالتقسيط المريح ‪ % 10‬عند التعاقد ثم ‪ % 15‬خلل لسنة ىمن‬ ‫التوقيع على العقد ثم فترة لسماح ىمدتها ثلث لسنوات ثم يسدد‬ ‫الباقي على ‪ 5‬أقساط ىمتساوية‪ ..‬المسادحة المذكورة كانت كما يلي‬ ‫‪-:‬‬ ‫‪ 450‬فدانا بمدينة العبور ‪ 240 ,‬فدانا بمدينة الشروق ‪ 80 ,‬فدانا‬ ‫بالقاهرة الجديدة‪ .‬دفعت الشركة المذكورة خمسة جنيهات للمتر على أن‬ ‫يسدد الباقي على خمسة أقساط ‪ ,‬لكن الشركة المذكورة دفعت ‪16‬‬ ‫ىمليون جنيه فقط وتم إعادة البيع للجمهور بسعر ‪ 750‬جنيها للمتر‬ ‫المربع رغم أن الشركة المذكورة لم تسدد إل القسط الول فقط‬ ‫والمقدر قيمتة ‪.% 10‬‬ ‫رغم أن الشركة قد دحققت أربادحا صافية تزيد على ثلثة ىمليار‬ ‫ونصف المليار جنيها إل أن الكارثة الكبر أنها اقترضت ىملياري جنيه‬ ‫ىمن البك العربي – رئيس ىمجلس إدارته هو ) فتحي السباعي ( وهو ىمن‬ ‫رجال إبراهيم لسليمان وزير اللسكان دحينها – ىمما عرض أىموال‬ ‫المواطنين للضياع ‪ ,‬وهو ىما دفع البنك إلى شرا ء جز ء ىمن الراضي‬ ‫بسعر ألفى جنيه للمتر‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫) يذكر أن دحوت السكر عاطف لسلم كان قد اقترض ىمن البنك‬ ‫المذكور ‪ 850‬ىمليون جنيها وفعل المليونير الهارب عمرو النشرتى‬ ‫نفس الشئ – وهما ىمن صبيان النظام ودحضر العديد ىمن الوزرا ء زفاف‬ ‫ابنة النشرتى ىمنذ شهور (‪.‬‬ ‫يحيى الكومى ‪:‬‬

‫خصصت الحكوىمة إلى يحيى الكوىمى – صديق وشريك وزير‬ ‫اللسكان اللسبق إبراهيم لسليمان أثنا ء عمله بالوزارة – قطعتي أرض‬ ‫في التجمع الخاىمس بالقاهرة الجديدة ىمسادحتها نحو ‪ 200‬ألف ىمتر‬ ‫ىمربع ىمن الجاىمعة الىمريكية بالرغم ىمن تخصيصهم كحدائق عاىمة ‪,‬‬ ‫وقد اشتراهما الكوىمى بثمن بخس وتبلغ قيمتهما السوقية ‪ 300‬ىمليون‬ ‫جنيه‪.‬‬ ‫يذكر أن الكوىمى كان ضمن طبقة الفقرا ء وظهرت عليه فجأة‬ ‫علىمات الغنى الفادحش وأصبح ىمديرا لنادى اللسماعيلى – وفى‬ ‫ديسمبر ‪2009‬م تناولت الصحف تهما ىمتبادلة بين طليقة الملياردير‬ ‫الوليد بن طلل – باقتحام ىمنزلها ودحررت ىمحضرا بذلك في قسم‬ ‫شرطة الدقي في يوم ‪ 23‬ديسمبر ‪2009‬م ‪ ,‬بينما اتهمها الكوىمى في‬ ‫بلغ بقسم شرطة الشيخ زايد في يوم ‪ 30‬ديسمبر ‪2009‬م بسرقة‬ ‫ىمشغولت ذهبية ولساعات ىمرصعة بالماس تقدر قيمتها بـ ‪ 20‬ىمليون‬ ‫جنيه‪.‬‬ ‫سمير زكى ‪:‬‬

‫خصصت الدولة إلى لسمير زكى الكثير ىمن الراضي وبألسعار شبه‬ ‫ىمجانية قبل أن نخوض في بعض تفاصيل تلك الراضي نود أن نعرف‬ ‫القرا ء بشخصية هذا الرجل ‪-:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪89‬‬


‫يعتبر لسمير زكى دحاىمل ألسرار العقارات لكل الوزرا ء ولسمسارهم‬ ‫الودحد ‪ ,‬خاصة عند الرغبة في تحويل ىما نهبوه إلى نقد‪ ....‬بدأ دحياته‬ ‫العملية كعاىمل في أدحد المجمعات اللستهلكية ثم تركه والتحق بمصنع‬ ‫اللؤلؤة لصناعة الزجاج في ثمانينات القرن الماضي دحيث كان عمله‬ ‫هناك يقتصر على الوقوف أىمام كوىمة ىمن القش يضع بعضا ىمنها بين‬ ‫ألواح الزجاج دحتى ل ينكسر ‪ ,‬تعرف زكى على أدحد العاىملين في جهاز‬ ‫ىمدينة ‪ 6‬أكتوبر وىمنه إلى رئيس الجهاز ثم إلى لسكرتارية كبار المسئولين‬ ‫بالدولة ‪ ,‬ثم انفرج الباب على ىمصراعيه ‪-:‬‬ ‫دحصل على ترخيص بإنشا ء جمعية تعاونية بالسم شركة ‪ 6‬أكتوبر‬ ‫للستصلح الراضي والتي دحصلت على ‪ 17‬ألف فدان بسعر ‪ 5‬ألف‬ ‫جنيه للفدان ‪ ,‬ثم باعها بـ ‪ 2‬ىمليون جنيه للفدان بعد بنا ء فيل عليه‪ ...‬كما‬ ‫دحصل على ترخيص بإنشا ء جمعية تعاونية تسمى الوادي الخضر‬ ‫والملفت للنظر أن كبار المؤلسسين بتلك الجمعية هم كبار رجال الدولة –‬ ‫وضع زكى يده على ‪ 5‬ألف فدان ىمن هيئة التنمية الزراعية ودفع ‪200‬‬ ‫جنيها ثمنا للفدان الوادحد ‪ ,‬قام ببنا ء ‪ 56‬فيل على المسادحة المذكورة بواقع‬ ‫خمسة أفدنة لكل فيل‪.‬‬ ‫وضع زكى يده على ‪ 35‬ألف فدان في أفضل ىمواقع ىمدينة ‪6‬‬ ‫أكتوبر‪ ..‬كان الغرض المعلن لذلك هو الستصلح الراضي وأىما الواقع‬ ‫فهو وزارة إلسكان ىمصغرة يخصص ريعها لكبار رجال الدولة‪ ....‬دفع‬ ‫لسمير زكى خمسة ألف جنيه ثمنا للفدان الوادحد ثم أعاد بيعه بمبالغ‬ ‫فلكية وصلت في بعض الحالت إلى ىمليون جنيها وخص كبار رجال‬ ‫الدولة بنصيبهم ىمن القيمة الدفترية التي اشترى بها‪.‬‬ ‫خصص لدحد أبنائه ىمسادحة قدرها ‪ 140‬فدانا بأرض ىمدينة ‪6‬‬ ‫أكتوبر وأقام عليها ىمينا ء للبضائع‪.‬‬ ‫ خصصت الحكوىمة ‪ 750‬فدانا إلى شركة السليمانية على طريق‬‫ىمصر اللسكندرية الصحراوي التي يملكها لسليمان عمر ) أدحد‪..‬‬

‫‪90‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الواجهات للنظام الحاكم ( بسعر ‪ 50‬جنيها للفدان دحيث دحول تلك‬ ‫الراضي إلى ىمنتجعات لسيادحية وأراضى للجو لف‪.‬‬ ‫ خصصت الحكوىمة أفدنة في القاهرة الجديدة لىميرة لسعودية لبنا ء‬‫ىمجموعة ىمن القصور للىميرات ‪ ,‬وقد دفعت ‪ 400‬جنيه للفدان‬ ‫الوادحد وقدرت القيمة السوقية للمتر الوادحد ‪ 4500‬جنيه ‪ ,‬وقد‬ ‫دحدث ذلك بقرارات لسيادية بالىمر المباشر وتم التنفيذ في يوم‬ ‫وادحد‪.‬‬ ‫ خصصت الحكوىمة ‪ 547‬فدانا إلى أدحمد عبد الوهاب صادحب‬‫شركة كنوز للنتيكات على طريق ىمصر الفيوم‪ ...‬وتقدم النائب‬ ‫كمال أدحمد بالستجواب في ىمجلس الشعب دحول الصفقة لكن كمال‬ ‫الشاذلي‪ .‬زعيم الغلبية دحينها تصدى له وأوقف اللستجواب ‪,‬‬ ‫وهو ىما يدل على أن المشترى واجهة لدحد كبار المسئولين‬ ‫بالدولة‪.‬‬ ‫ خصصت الحكوىمة لمعتز رلسلن وهو لسعودي كندى وتلميذا‬‫لبراهيم لسليمان في هندلسة عين شمس ‪ 63 ,‬فدانا في التجمع‬ ‫الخاىمس بسعر ‪ 150‬جنيه للمتر المربع دفع رلسلن ‪ % 10‬عند‬ ‫التعاقد ثم ‪ % 15‬بعد عام ىمن التعاقد وبقية المبلغ على عشر‬ ‫لسنوات ‪ ,‬علما أن الغرض ىمن ذلك كان إنشا ء ىمدينه للملهي‪ ....‬لم‬ ‫يلتزم رلسلن بإنشا ء ىمدينه للملهي ولم تسحب ىمنه الرض – في‬ ‫عام ‪2008‬م عرض رلسلن الرض المذكورة للبيع بسعر ‪4500‬‬ ‫جنيها للمتر المربع وهو ىما يعنى تحقيق ثروة تقدر بمبلغ ‪1,2‬‬ ‫ىمليار جنية‪.‬‬ ‫سليمان البدرى ‪:‬‬

‫أدحد أهم الرجال المقربين إلى وزير اللسكان اللسبق إبراهيم لسليمان‬ ‫وذراعه اليمن في دائرته النتخابية خصصت له الحكوىمة ‪ 25‬فدانا‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪91‬‬


‫بالقاهرة الجديدة بثمن بخس دحصل البدرى على قرض كبير ىمن بنك‬ ‫ىمصر اكستريور بضمان تلك الرض بعد إعادة تقييمها باللسعار‬ ‫الفلكية‪ ...‬يذكر أن البدرى عين ىمن قبل الوزير المذكور رئيسا لمجلس‬ ‫أىمنا ء ىمدينة الشروق ‪ ,‬كما يملك ىمقهى ) العقاد ( وهو المكان‬ ‫المخصص لشلة النس ىمن رجال لسليمان ‪ ,‬كما يملك البدرى شركة‬ ‫لللستثمار العقاري تسمى ) ‪.( b.d.h‬‬ ‫ خصصت الحكوىمة وبثمن بخس أراضى وفيلت وقصور إلى‬‫عدد كبير ىمن المسئولين بها وىمنهم ىما يلي ‪:‬‬ ‫عاطف عبيد ‪:‬‬

‫رئيس الوزرا ء اللسبق خصص له قصر فخم في ىمارينا في ) قرية‬ ‫رىمسيس ( بالضافة إلى فيل ضخمة أشبه بالقصر بالكيلو ‪ 44‬ىمن‬ ‫طريق ىمصر اللسكندرية الصحراوي ‪ ,‬كما ىمنح عدة أراضى في‬ ‫ىمناطق ىمختلفة اشتراها جميعا بثمن بخس‪.‬‬ ‫اللواء هتلر طنطاوى ‪:‬‬

‫رئيس أكبر جهاز رقابي في ىمصر لمكافحة الفساد وهو هيئة الرقابة‬ ‫الدارية ‪ ,‬خصصت له أراضى شالسعة في عدة ىمناطق وقصر فخم في‬ ‫التجمع الخاىمس تم بناؤه بالمخالفة ‪ ,‬وقصر ثان ل يقل فخاىمة في‬ ‫ىمارينا‪ .‬وفيلتان في ‪ 6‬أكتوبر‪ ....‬كما تسلم أولد هتلر ىمن ىممتلكات‬ ‫الدولة ىما يلي ‪-:‬‬ ‫تسلمت ابنته ىمنى هتلر وشقيقتها لسما هتلر أرضا ىمسادحتها ‪ 10‬أفدنة‪.‬‬ ‫يذكر أن ىمبارك كان قد ىمنحه ولسام الجمهورية ىمن الطبقة الولى‬ ‫عند إدحالته إلى المعاش‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫كفاروق سيف النصر ‪:‬‬

‫وزير العدل اللسبق خصص له قصر ضخم في ىمارينا‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪93‬‬


‫الشيخ ‪ /‬سيد طنطاوى ‪:‬‬

‫شيخ الزهر ‪ ,‬خصص له ولولديه – عمرو وأدحمد – ثلثة قصور‬ ‫فخمة وعلى ىمسادحات والسعة بالتجمع الخاىمس‪ ...‬كما دحصل ولداه‬ ‫المذكوران على ‪ 220‬ألف ىمتر بالدخيلة بسعر ‪ 35‬قرشا للمتر ‪ ,‬علما‬ ‫بأن الرض المذكورة قد نزعت ىملكيتها ىمن ىمالكها الصلي‪ .‬يذكر أن‬ ‫لسيد طنطاوى نشأ في عائلة ىمعدىمة في قرية لسليم ىمركز طما ىمحافظه‬ ‫لسوهاج‪.‬‬ ‫الفريق أحمد شفيق ‪:‬‬

‫وزير الطيران المدني ‪ ,‬خصص له قصر فخم بالتجمع الخاىمس‬ ‫بجوار قصر هتلر طنطاوى‪.‬‬ ‫سامح كفهمي ‪:‬‬

‫وزير البترول ‪ ,‬خصص له قصر فخم على ربوة ىمرتفعة بالتجمع‬ ‫الخاىمس‪.‬‬ ‫زكريا عزمي ‪:‬‬

‫وزير الديوان ‪ ,‬خصص له قصر فخم على ىمسادحة ‪ 3000‬ىمتر‬ ‫ىمربع بالتجمع الخاىمس‪.‬‬ ‫كمال الشاذلي ‪:‬‬

‫عضو ىمجلس الشعب وأىمين التنظيم السابق بالحزب الوطني ‪ ,‬تسلم‬ ‫في ‪ 23‬فبراير ‪2005‬م وقبل أيام ىمن خروجه ىمن الوزارة ىمسادحة ‪40‬‬ ‫فدانا بمنطقة الحزام الخضر بمدينة ‪ 6‬أكتوبر والستثنى ىمن شرط نسبة‬ ‫‪94‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫المباني ‪ ,‬أعاد الشاذلي بيع تلك المسادحة بسعر ‪ 280‬ألف جنيها للفدان )‬ ‫أي أنه دحقق ربحا صافيا قدره ‪ 10‬ىمليون جنيها ( إلى الىمير السعودي‬ ‫ىمشعل عبد العزيز بمساعدة لسمير زكى ‪ ,‬كما خصص للشاذلي‬ ‫ولولده أيضا ىمنتجع ضخم في التجمع الخاىمس يضم ثلثة قصور‬ ‫ويحيط بها لسور فخم‪.‬‬ ‫كفتحي سرور ‪:‬‬

‫رئيس ىمجلس الشعب ‪ ,‬تسلم عدة قطع اشتراها بثمن بخس وأعاد‬ ‫بيعها بألسعار عالية بمساعدة لسمير زكى ودحقق ىمن ورا ء ذلك ربحا‬ ‫قدره ‪ 15‬ىمليون جنيها‪ ...‬خصصت الحكوىمة له قصرين بثمن بخس في‬ ‫التجمع الخاىمس ويحتفظ بهما‪.‬‬ ‫اللواء حبيب العادلى ‪:‬‬

‫وزير الداخلية ‪ ,‬تسلم ‪ 32‬فدانا بثمن بخس وتم إىمداد الرض‬ ‫المذكورة بخط ىمياه على نفقة الدولة‪.‬‬ ‫صفوت الشريف ‪:‬‬

‫رئيس ىمجلس الشورى ووزير العلم السابق لمدة ربع قرن ‪ :‬تسلم‬ ‫أولده ‪ 33,5‬فدانا على الطريق ىمباشرة‪ .‬كما خصصت الحكوىمة لدحد‬ ‫أبنائه ىمسادحة ىمن شاطئ ىمارينا أقام عليها ىما يسمى بشاطئ ) البشمك‬ ‫للمحميات وشاطئ البلج الذي به كانترى كلوب ( ولسباقات خيول‬ ‫ودحماىمات لسبادحة‪.‬‬ ‫محمود محمد على ‪:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪95‬‬


‫رئيس ىمصلحة الضرائب‪ .‬تسلم ‪ 40‬فدانا بنى في بعض ىمسادحتها‬ ‫ثلثة قصور ويقدر قيمة كل قصر بمبلغ ‪ 15‬ىمليون جنيه بالضافة إلى‬ ‫فيل في السادحل الشمالي قيمتها ‪ 17‬ىمليون جنيه‪ ...‬ووزع رئيس‬ ‫المصلحة بعض المسادحة على عائلته كما يلي ‪:‬‬ ‫نشوى عبد الغنى محمود ‪:‬‬

‫وهى زوجة رئيس ىمصلحة الضرائب وهى ىموظفة في البنك‬ ‫المركزي فرع اللفي تسلمت خمسة أفدنة وخصص لها لسيارة ‪b.m.w‬‬ ‫( ( لسودا ء بسائق على نفقة ىمصلحة الضرائب‪.‬‬ ‫محمد محمود محمد على ‪:‬‬

‫ابن رئيس ىمصلحة الضرائب – تسلم ‪ 10‬أفدنة ويملك لسيارة‬ ‫شيروكى بيضا ء‪.‬‬ ‫إكرام رجب محمد جمعة ‪:‬‬

‫زوجة شقيق رئيس المصلحة عبد الفتاح ىمحمد على وهو ىمرشح‬ ‫الحزب الوطني بدائرة السيدة زينب ودحسين عبد الفتاح ىمحمد على ابن‬ ‫شقيق رئيس ىمصلحة الضرائب‪.‬‬ ‫إبراهيم سليمان ‪:‬‬

‫وزير اللسكان وصادحب قرار البيع في الراضي والفيلت التي‬ ‫تبنيها الدولة‪ ....‬دخل الوزير المذكور الحكوىمة في أكتوبر ‪1994‬م‬ ‫وكان يعمل قبل ذلك ألستاذا في كلية الهندلسة بجاىمعة عين شمس بمرتب‬ ‫‪ 585‬جنيها‪ ...‬ينحدر ىمن عائلة فقيرة وكان أبوه يعمل نجارا في باب‬

‫‪96‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫الشعرية ‪ ,‬خرج لسليمان ىمن الوزارة في ديسمبر ‪2005‬م ‪,‬لكنه كان‬ ‫يملك عند خروجه ىما يلي ‪-:‬‬ ‫عدد تسعة ىمن السيارات الفاخرة – قصران بمصر الجديدة بجوار‬ ‫قصر الدكتاتور الفالسد ) دحسنى ىمبارك ( باع إبراهيم لسليمان أدحدهما‬ ‫في ‪2006‬م إلى شريكه الجديد رجل العمال ) يحيى الكوىمى ( بمبلغ‬ ‫‪ 45‬ىمليون جنيه ويسمى قصر النقراشي لنه شيده على أنقاض‬ ‫النقراشي باشا رئيس وزرا ء ىمصر اللسبق بعد هدىمه بالمخالفة للقانون‬ ‫‪ ,‬ويذكر أن يحيى الكوىمى هو شريك الن ىمع الوزير المذكور في‬ ‫ىمصنع لنتاج غاز الميثانول وهو ىمشروع يحقق أربادحا فلكية‪.‬‬ ‫ قصر في ) أبو لسلطان ( بمنطقة لسان الوزرا ء بمدينة فايد‬‫باللسماعيلية‪.‬‬ ‫ قصر في ىمارينا يطل على البحر ىمباشرة‪.‬‬‫ قصر بجزيرة الشعير بالقناطر الخيرية‪.‬‬‫ قصر بمنطقة الجو لف بالتجمع الخاىمس بالقاهرة الجديدة ىمقام على‬‫ىمسادحة ‪6000‬م ىمربع بجوار قصور ) لسيد طنطاوى ( الثلثة –‬ ‫قطعة أرض بالسم زوجته ) ىمنى المنيرى ( بالتجمع الخاىمس‬ ‫وىمسادحتها ‪1393‬م ىمربعا بثمن ‪ 842‬ألف جنيه ويبلغ ثمنها‬ ‫السوقي ‪ 10‬ىمليون جنيه‪.‬‬ ‫ قطعة أرض بالسم ابنته جودي بالمنطقة المميزة بالتجمع الخاىمس‬‫وىمسادحتها ‪733‬م ىمربعا بثمن ‪ 752‬ألف جنيه ويبلغ ثمنها السوقي‬ ‫‪ 50‬ىمليون جنيه‪.‬‬ ‫ قطعة أرض بالسم ابنه شريف بالمنطقة المميزة بأرض الجو لف‬‫بالتجمع الخاىمس وىمسادحتها ‪4458‬م ىمربعا بثمن ‪ 1,5‬ىمليون جنيه‬ ‫ويبلغ ثمنها السوقي ‪ 12‬ىمليون جنيه‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪97‬‬


‫ قطعة أرض بالسم ابنته دينا بالمنطقة المميزة بالتجمع الخاىمس‬‫وىمسادحتها ‪1143‬م ىمربعا بثمن ‪ 760‬ألف جنيه ويبلغ ثمنها‬ ‫السوقي ‪ 130‬ىمليون جنيه‪.‬‬ ‫ ويذكر أن قانون هيئة المجتمعات العمرانية الجديد ينص على أنه‬‫ل يجوز للفرد الوادحد وزوجته وأبناهما القصر الحصول على‬ ‫أكثر ىمن شقة وادحدة أو قطعة أرض وادحدة في المدن الجديدة عن‬ ‫طريق التخصيص ‪ ,‬ولكن الوزير اللسبق ىمنح زوجته وأبنائه‬ ‫القصر ‪ 7‬قطع وفيلت ىمسادحتها جميعا ‪ 10‬ألف ىمتر في القاهرة‬ ‫الجديدة وىمارينا‪.‬كما ىمنح ىمبارك المدعو هتلر طنطاوى ولسام‬ ‫الجمهورية ىمن الطبقة الولى‪ ,‬فأننا نجده هنا أيضا يمنح إبراهيم‬ ‫لسليمان نفس الولسام في فبراير ‪2006‬م غير عابئ بمشاعر الرأي‬ ‫العام التي وضعت لسليمان على رأس قائمة الوزرا ء الكثر فسادا‬ ‫وتخريبا لراضى ىمصر !!! ثم عينه ىمبارك في عام ‪2008‬م‬ ‫رئيسا لمجلس إدارة شركة الخدىمات البحرية بـ ‪ 1,3‬ىمليون جنيه‬ ‫رغم عدم خبرته في هذا المجال‪.‬‬ ‫إبراهيم كامل ‪:‬‬

‫أدحد أقطاب الحزب الوطني ‪ ,‬ىما أىمكن دحصره ىمن أراضى ىمصر التي‬ ‫نهبها هي ىما يلي‪:‬‬ ‫خصصت الدولة له أرضا في السادحل الشمالي اشتراها بقروش‬ ‫عديدة ‪ ,‬أنشأ كاىمل عليها قرية غزالة السيادحية وقفز ثمن ىمتر الرض‬ ‫بها إلى عدة ألف ىمن الجنيهات‪.‬‬ ‫ىمنحته الدولة ‪ 64‬كيلو ىمتر ىمربع لنشا ء ىمطار العلمين رغم ىمعرفة‬ ‫الحكوىمة جيدا أن ىمسادحة المطار ل تزيد عن ‪ % 10‬ىمن المسادحة‬ ‫المذكورة ‪ ,‬لكن المخططين لبراهيم كاىمل يعلمون أن المسادحة المتبقية‬

‫‪98‬‬

‫الخوان والسلفيين‬


‫لسيتم بيعها كقرى لسيادحية بألسعار فلكية‪ ....‬لم يدفع إبراهيم كاىمل في تلك‬ ‫المسادحة الكبيرة إل ىمليوني جنيه ىمن خلل قرض ىمن أىموال المودعين‪.‬‬ ‫خصصت له الدولة أرضا في ىمنطقة لسهل دحشيش فأنشأ عليها‬ ‫شركة يرأس ىمجلس إدارتها لتطويرها لسيادحيا‪.‬‬ ‫ل بد إن نذكر هنا أن إبراهيم كاىمل ىمدين بثلثة ىمليار جنيها إلى بنك‬ ‫القاهرة وتحديدا فرع اللفي ورغم ذلك فهو دحر طليق لنه يتمتع‬ ‫بحماية ىمبارك شخصيا وكان رئيس بنك القاهرة السابق أدحمد البر‬ ‫ادعى – أدحد رجال جمال ىمبارك – قال ىما نصه ) إبراهيم كاىمل خط‬ ‫أدحمر ل يجرؤ أدحد تخطيه‪ ...‬خلص‪ ....‬ل يأخذ قروضا جديدة ول‬ ‫نسأله عن القروض القديمة (‪.‬‬ ‫كل هذا قبل قيان ثورة ‪ 25‬يناير ‪ 2012‬وهم لم يحالسبوا على هذه‬ ‫الجرائم دحتى تاريخه ىمما يدل على أن ىمبارك ىمازال في الحكم وأن‬ ‫أعوانه قائمين على نفس المنهج الفالسد وهذا المنهج ينص على ىمنهج‬ ‫كيف تسرق وتنهب وتهرب بدون دحساب‪.‬‬ ‫فالسؤال المحير ىماذا فعل المجلس العسكري ورئالسة الوزرا ء‬ ‫والخوان والسلفيين بعد قيام الثورة ؟ هل تم القضا ء على الفساد‬ ‫والمفسدين والمخربين بالدولة ؟ والجابة بكل لسهولة والتي كنا نخاف‬ ‫ىمنها أيام ىمبارك أن هؤل ء جميعا ل بد ىمن القضا ء عليهم لنهم نفس‬ ‫البطانة الفالسدة للحكم الفالسد ول بد ىمن تغيير جزري لهذه البطانة‬ ‫الفالسدة والقضا ء عليها وان الخوان والسلفيين ىما هم إل شلليات تقوم‬ ‫لمصالحهم الشخصية فقط وليس كما يدعون بأنهم دحماه اللسلم وهذا‬ ‫ثبت بعد انتخابهم لمجلس الشعب فكل شخص ىمنهم يخاف على‬ ‫المنصب الذي اعتله فقط ولمصلحته الشخصية وليس لمصلحة البلد‬ ‫كما يدعون فهم جماعات أنشأت على الغتيالت وتدبير المكائد وهذا‬ ‫ىما يحدث أىماىمنا دحاليا للوصول لمنصب رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪99‬‬


‫‪ 100‬الخوان والسلفيين‬


‫الفصل الثامن‬ ‫الخوان يطعنون‬ ‫كفى الخوان‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪101‬‬


‫‪ 102‬الخوان والسلفيين‬


‫لم يتفرد أئمة السلف أهل الحديث بتجريح فرقة الخوان ‪ ,‬وعدها‬ ‫على غير السبيل ‪ ,‬بل شاركهم في ذلك ألساتذة ىمتخصصون‪ .‬ىمن أقطار‬ ‫ىمتفرقة ‪ ,‬بل وىمن فئات كثيرة ىمن المجتمع ‪ ,‬باختلف ثقافاتهم ‪ ,‬بل وىمن‬ ‫أفراد كانوا ىمنهم‪ .‬ول أظن قادة الخوان وشبابهم لسيتهمون هؤل ء‬ ‫بالعمالة ‪ ,‬بسبب ذلك‪!!!.‬‬ ‫‪ – 1‬سيد قطب‬ ‫أ( السذاجة والضعف النفسي‪....‬‬

‫اتهم لسيد قطب جميع أعلم الخوان المسلمين بأىمرين ‪ :‬والكلم‬ ‫للشيخ يولسف القرضاوى ‪ :‬الول ‪ :‬السذاجة والبله ‪ ,‬ونحو ذلك ىمما‬ ‫يتصل بالقصور في الجانب العقلي والمعرفي‪ ..‬والثاني ‪ :‬الوهن‬ ‫والضعف النفسي والهزيمة النفسية أىمام ضغط الواقع الغربي المعاصر‬ ‫وتأثير اللستشراف الماكر ىمما يتعلق بالجانب النفسي والخلقي‪ ...‬والذين‬ ‫يتهمهم بذلك هم أعلم الىمة في العلم والفقه والدعوة والفكر‪.‬‬ ‫وذكر ىمجموعة ألسما ء ىمن المشاهير ‪ ,‬ىمنهم ‪ ) :‬ىمحمد عبده‪ ...‬ىمرورا‬ ‫بالشيخ ىمحمد رشيد رضا‪ .‬الخ وعد ىمن الخوان ‪ ) :‬ىمحمد البهي ودحسن‬ ‫البنا وىمصطفى السباعي وىمصطفى الزرقا وىمحمد المبارك وعلى‬ ‫الطنطاوى وىمعروف الدواليبى والبهي الخولى وىمحمد الغزالي ولسيد‬ ‫لسابق وغيرهم‪ ( ..‬الخ ) آفاق عربية‪ 29.‬يوليو ‪2004‬م‪.‬‬ ‫ب ( ضحالة كفكرية ولين كفي الدين‪...‬‬

‫قال الدكتور ‪ /‬عبد العزيز كاىمل ) عضو ىمكتب الرشاد السابق ( ‪) :‬‬ ‫كانت هذه أول تجربة لسيد قطب في اعتقاله ىمع الخوان‪ ...‬والعتقال‬ ‫دحياة كاىملة ‪ ,‬أقرب ىما يكون فيها شبها بالشعة السينية على النسان‬ ‫وكثير ىمن بواطننا تبدوا في العتقال على ظواهرنا‪ ..‬ول شك في أن‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪103‬‬


‫لسيد قطب صدم في كثير ىمما رأى ‪ ,‬وفى بعض ىمن رأى وبخاصة في‬ ‫المستويات الدارية العليا للخوان‪ ...‬ورأى الرجل في بعضهم ضحالة‬ ‫في الفكر واضطرابا ولينا في الدين‪ ...‬كان صدىمة له‪ ...‬ولم يكن يخفى‬ ‫ذلك‪)..‬ىمذكرات عبد العزيز كاىمل ص ‪.( 83 , 28 /‬‬ ‫‪ – 2‬محمد الغزالي ‪:‬‬ ‫أ ( جماعة مخترقة من الماسونية العالمية ‪:‬‬

‫قال ‪ ) :‬ولقد لسمعنا كلىما كثيرا عن انتساب عدد ىمن المالسون بينهم‬ ‫اللستاذ دحسن الهضيبى نفسه لجماعة الخوان ‪ ,‬ولكني ل أعرف‬ ‫بالضبط كيف الستطاعت هذه الهيئات الكافرة باللسلم أن تخترق‬ ‫جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته ( ) ىمن ىمعالم الحق ص ‪.( 224 /‬‬ ‫ب ( جبناء كفي حياة حسن البنا ‪:‬‬

‫قال ‪ ) :‬كان هؤل ء الجبنا ء في دحياة دحسن البنا يقبلون يده ظهرا‬ ‫وبطنا ‪ ,‬فلما ولى هرعوا إلى القصر الملكي ‪ ,‬يقيدون ألسما ءهم في‬ ‫لسجل التشريفات ‪ ,‬ويهادنون أعضا ء الحزب السعدي ‪ ,‬وينظرون إلينا‬ ‫شذرا إذا لسألناهم ىمعاتبين أو جادلناهم ىمحالسبين ( ) ىمن ىمعالم الحق‪.‬‬ ‫ص ‪.( 222 /‬‬ ‫ج ( حقوقيون كفاشلون كفي الدارة ‪:‬‬

‫قال ‪ ) :‬فان لسبعة أو ثمانية ىمن الحقوقيين الفاشلين كانوا هم الذين‬ ‫يمسكون بزىمام الجماعة في عدة ىمجالت دحسالسة ‪ ,‬وكذلك كان الشأن‬ ‫في بقية أنحا ء النشاط الخرى‪ (....‬ىمن ىمعالم الحق ص ‪.222 /‬‬ ‫د ( التنظيم الخاص كان أداة للتخريب والرهاب ‪:‬‬

‫‪ 104‬الخوان والسلفيين‬


‫قال ىمحمد الغزالي ‪ ) :‬وقد كان هؤل ء الشباب الخفيا ء شرا وبيل‬ ‫على الجماعة فيما بعد فقد بعضهم بعضا ‪ ,‬وتحولوا إلى أداة تخريب‬ ‫وإرهاب في يد ىمن ل فقه لهم في اللسلم ول تعويل على إدراكهم‬ ‫للصالح العام ( ىمن ىمعالم الحق في كفادحنا اللسلىمى الحديث ص ‪.226‬‬ ‫ه ( القادة ينتحلون طرق الحزاب المنحلة ‪:‬‬

‫قال الشيخ الغزالي ‪ 0 :‬إن قيادة الخوان الن دحريصة على‬ ‫الوضاع الغاىمضة والقرارات المريبة الجائرة وهى ىمسئولة أىمام ا ثم‬ ‫أىمام الناس عن ىمشاعر الحيرة والبلبلة التي تغمر قلوب الخوان في كل‬ ‫ىمكان ‪ ,‬ثم هي ىمسئولة ىمن قبل وىمن بعد عن الخسائر التي أصابت‬ ‫الحركة اللسلىمية في هذا العصر وعن التهم الشنيعة التي توجه‬ ‫لللسلم ىمن خصوىمه المتربصين ‪ ,‬فقد صورته نزوات فرد ىمتحكم كما‬ ‫صورت هيئة الخوان المسلمين وكأنها دحزب ىمن الدحزاب المنحلة‬ ‫تسودها الدلسائس وتسيرها الهوا ء ( المصدر السابق ص ‪220‬‬ ‫و ( عيون يتطاير منها الشرر ضد من يقيم الشهادة لله ‪:‬‬

‫قال الغزالي ‪ ) :‬وشهدت رجل يفتى في دين ا بغير علم ول هدى‬ ‫ول كتاب ىمنير فلما قيل له اتق ا أخذته العزة بالثم وكاد في فورة‬ ‫الحماس إن يرفع العصا في يده ويقول ‪ :‬إن شئتم برهانا فهذا برهاني ‪,‬‬ ‫وشهدت إخوانا ىمن الشباب – لم يهدهم علم ولم تصفهم تجربة – شهدتم‬ ‫يقفون على رؤوس المعارضين بعيون يتطاير ىمنها الشرر ويريدون‬ ‫التحرش بكل ىمن يريد أن يدلى بالحق ويقيم الشهادة ل ( المصدر‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫ز ( يأبون الحكم بما أنزل ا على أنفسهم ‪:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪105‬‬


‫قال الغزالي ‪ ) :‬والرجل الذي يأبى الحكم بما أنزل ا في خاصة‬ ‫نفسه وفى دحدود إخوانه وأقربائه ل يتصور ىمنه أن يحكم بما أنزل ا‬ ‫بين الناس ‪ ,‬ولسيكذبه العالم كله يوم يزعم ذلك‪ ....‬فادحذروا على كيانكم‬ ‫أيها الخوان هذا التطاول الذي – إذا كره طارد العلما ء المجاهدين وإذا‬ ‫رضي قرب المداهنين أو القاعدين ثم ادعى بعد ذلك أنه يحكم بما أنزل‬ ‫ا ( ىمن ىمعالم الحق ص ‪230 /‬يحكم بما أنزل ا بين الناس ‪ ,‬ولسيكذبه‬ ‫العالم كله يوم يزعم ذلك‪ ....‬فادحذروا على كيانكم أيها الخوان هذا‬ ‫التطاول الذي – إذا كره طارد العلما ء المجاهدين وإذا رضي قرب‬ ‫المداهنين أو القاعدين ثم ادعى بعد ذلك أنه يحكم بما أنزل ا ( ىمن‬ ‫ىمعالم الحق ص ‪230 /‬‬ ‫‪ -3‬الهضيبى والقرضاوى‬ ‫أ ( جماعة مليئة بالنزعات والهواء ‪:‬‬

‫قال الدكتور القرضاوى دفاعا عن المستشار الهضيبى ‪ ,‬كما في‬ ‫) آفاق عربية ‪ 9‬ديسمبر ‪2004‬م ( ‪ ) :‬انه لم يسع إلى قيادة الخوان ‪,‬‬ ‫ولكن الخوان هم الذين لسعوا إليه ‪ ,‬وان ىمن الظلم تحميله أخطا ء هيئة‬ ‫كبيرة ىمليئة بشتى النزعات والهوا ء ( وقد كان هذا هو نفس دحكم‬ ‫الهضيبى في جماعة الخوان قبل أن ينصب ىمرشدا عاىما عليها ‪ ,‬فقد‬ ‫قال عنهم ‪ ) :‬انه ل يستطيع أن يتسلم قيادة دعوة أقرب ىمعاونيه ىمتفرقو‬ ‫القلوب والهوا ء ‪ ,‬وضرب لذلك أىمثلة ل داعي لذكرها الن ( أدحداث‬ ‫صنعت التاريخ ‪.470 / 2‬‬ ‫ب ( غلة كفي الحب والكره ‪ ,‬غير صادقين كفي الحكم ‪:‬‬

‫قال القرضاوى ‪ ) :‬وأقول بألسف ‪ :‬لقد كان رجال المبادحث أصدق‬ ‫في الحكم علينا ىمن إخواننا الذين عرفناهم وعرفونا وعايشونا‬ ‫وعايشناهم (‪ ) ...‬وهذا ىما يعاب على كثير ىمن الخوان ‪ :‬أنهم إذا أدحبوا‬

‫‪ 106‬الخوان والسلفيين‬


‫شخصا رفعوه إلى السما ء السابعة ‪ ,‬وإذا كرهوه هبطوا به إلى الرض‬ ‫السفلى ( لسيرة وىمسيرة ‪. 78 / 2‬‬ ‫‪ -4‬أحمد رائف ‪:‬‬ ‫أ( السذاجة السياسية ‪:‬‬

‫طعن أدحمد رائف في المفهوم السيالسي لحركة الخوان في زىمن‬ ‫الملك فاروق ‪ ,‬فقال ‪ ) :‬كان جسم الخوان المسلمين أو البنية اللسالسية‬ ‫لهم تعتمد على ىمدرلسي المدارس اللزاىمية والصناع بمختلف‬ ‫تخصصاتهم‪ .‬لهذا كان الدراك السيالسي العام ضعيفا ‪ ,‬ىمع انعدام القدرة‬ ‫على تكوين الكوادر السيالسية وقيادة الشارع المصري ىمن خلل تبنى‬ ‫ىمشاكله الرئيسية‪.‬‬ ‫وبوجه عام لم تمنحهم الدحداث الفرصة الكافية العادلة للتفكير‬ ‫والتخطيط ‪ ,‬وتصوروا خطأ أن طبيعة المردحلة تقتضى الحشد والجمع‬ ‫ورص الصفوف لجند قد ل يتبينون الخطة الكلية ‪ ,‬وقادة ل يعرفون‬ ‫غاية هذا الحشد على وجه واضح ىمبين‪ ...‬كل هذا ترك أثره على‬ ‫الجماعة عندىما دخلت دحربا ىمن نوع جديد لم تعهده ىمن قبل والستغرقتها‬ ‫تفصيلت لم تكن ببالها ( الصفحات ص ‪236 /‬‬ ‫‪ -5‬محمد قطب‪ ...‬العبث كفي مواجهة السلطة ‪:‬‬

‫تسبب الخوان المسلمون في لسوريا في ىمقتل ىما يقرب ىمن ثمانين‬ ‫إلى ىمائة وعشرين ألف ىمسلم في دحماة‪ ....‬ولسيحالسبهم ا تعالى على‬ ‫هذا العبث‪ .‬وقد اتهم ىمحمد قطب جماعة الخوان في لسوريا بالعبث‬ ‫وعدم التدبر ‪ ,‬فقال ‪ ) :‬كل ىمحاولة للصدام ىمع السلطة للوصول إلى‬ ‫الحكم عبث غير ىمبنى على بصيرة ول تدبر وقمته ىمذبحة ) دحماه (‬ ‫نموذجا بارزا ينبغي أن تتدبره الحركة اللسلىمية جيدا ( واقعنا‬ ‫المعاصر ص ‪ 438 /‬ط ‪1997‬م الشروق ‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪107‬‬


‫‪ -6‬محمود عبد الحليم‬ ‫أ ( اقتفاء مبدأ ميكاكفيلى لمصلحة الدعوة ‪:‬‬

‫وصف ىمحمود عبد الحليم طريقة رفض الخوان ىمذكرة الصلح التي‬ ‫تمت بين كبرا ء الخوان وبين عبد الناصر أنها تسير على ىمبدأ‬ ‫) ىميكافيلى ( فقال ‪ :‬ولكن يبدو أن إخواننا هؤل ء هذه المرة‪ .‬قد الستبادحو‬ ‫القاعدة الميكيافلية التي تقول ‪ :‬إن الغاية تبرر الولسيلة فأىمام ىما اعتقدوا‬ ‫أنهم على الحق وأن طريقهم هو الىمثل لمصلحة الدعوة وعلى ألساس‬ ‫أن التيار المضاد صار ىمن القوة بحيث ل يستطيعون التصدي له‬ ‫باللساليب المشروعة لجأوا إلى ألسلوب وان كان غير كريم إل أنه‬ ‫يضمن لهم تحقيق ىما يأىملون ( إدحداث صنعت التاريخ ‪. 419 / 3‬‬ ‫ب ( سابحون كفي الوهام ‪:‬‬

‫وصف ىمحمود عبد الحليم إخوان القاهرة وإخوان القاليم على‬ ‫العموم بأنهم كانوا لسابحين في الوهام ‪ ,‬ل يدرون الىمور على دحقيقتها‬ ‫‪ ,‬قائل ‪ ) :‬لم يكن إخواننا هؤل ء ول إخوان القاليم يتوقعون ىما كنا‬ ‫نتوقعه ىمن أهوال لستنصب على رؤولسنا صبا ‪ ,‬لنهم دحجبوا أنفسهم عن‬ ‫الحقائق ‪ ,‬ورضوا إن يعيشوا لسابحين في الوهام ‪ ,‬ولم يصدقوا ىما‬ ‫أنذرتهم به ىمن أن ألسرارنا ىمكشوفة لهؤل ء الناس‪ ..‬وأرادوا أن يفرضوا‬ ‫على الواقع ىما تخيلوه ىمن أوهام ( إدحداث صنعت التاريخ ‪.425 / 3‬‬ ‫‪ -7‬عبد العزيز كامل‬ ‫أ ( سطحيون يسخرون من العلم والمنهجية ‪:‬‬

‫قال الدكتور عبد العزيز كاىمل ‪ ) :‬ولقد كنت دائما أدعو اخوانى‬ ‫وأبنائي إلى العناية بالعلم والمنهجية والتخطيط الطويل ‪ ,‬دحتى أصبحت‬ ‫هذه – وألسفا أقوالها – ىمثار دعابة ‪ ,‬قد تصل أدحيانا إلى شئ يقرب ىمن‬ ‫‪ 108‬الخوان والسلفيين‬


‫السخرية المهذبة ‪ ,‬إن كان في السخرية تهذيب‪ !!...‬وأخذت ألستعيد‬ ‫الخطب العريضة الرنانة والقوالب المحفوظة التي يستطيع الخطيب أن‬ ‫يحدد أىماكن الهتاف والتكبير كأنها تمثيلية ىمعادة ‪ ,‬أخذت ألستعيد التبسيط‬ ‫والتسطيح لقضايا الحياة وقضايا اللسلم ‪ ,‬دحتى كأن الخوان يمتلكون‬ ‫المفاتيح السحرية لحل قضايا العصر‪ ....‬قضايا القتصاد تحل في‬ ‫كلمات‪ ....‬قضايا الجتماع تحل في كلمات‪ ..‬المشكلت السيالسية في‬ ‫كلمات ‪0‬‬ ‫الشورى في كلمات‪ .‬هكذا بكل بساطة يمكن أن تحل قضايا الحياة‬ ‫!!! والستطاع هذا التبسيط أن يجتذب الكثير ىمن الشباب ( ص ‪.69‬‬ ‫ب ( يظنون أن ا تعالى تعهد لهم بتصحيح أخطائهم ‪:‬‬

‫كان الخوان يظنون ىمن فرط جهلهم إنهم إذا وقعوا في خطأ فل بد‬ ‫إن يصحح ا خطأهم ويرد ضلهم – كأن بينهم وبين ا عهدا بذلك‪...‬‬ ‫وليس هذا أىمرا ىمضمونا لهم‪ ..‬فهذا أىمر خاص بالنبيا ء والمرلسلين أن‬ ‫ا تعالى ل يتركهم على خطأ تصرفهم إلى صواب ‪ ,‬نسير في خطأ‬ ‫فإذا بردحمة ا تتداركنا فتتحول إلى صواب ‪ ,‬نقصد أىمرا فتوجهنا عناية‬ ‫ا إلى غيره هكذا كنت ألسمع ولسمع كثيرون غيري ىمن اللستاذ البنا –‬ ‫ردحمه ا – فإذا كان كل ذلك كذلك فل داعي لتضييع كثير ىمن الوقت‬ ‫والجهد في تقليب القرار والدرالسة العميقة المتأنية لملبساته ‪ ,‬فإننا إذا‬ ‫أخطأنا تكليف عناية ا بإصلح هذا الخطأ ( المذكرات الشخصية ص‬ ‫‪.70‬‬ ‫‪ -8‬سعيد حوى ‪:‬‬ ‫أ ( أصحاب القلم المأجورة واللسنة المسعورة ‪:‬‬

‫عندىما ظهرت ثورة الخميني في إيران لسارع الخوان في تأييدها ‪,‬‬ ‫وقام التنظيم الدولي للخوان بزيارة الخميني ‪ ,‬وهنئوه على الثورة ‪,‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪109‬‬


‫التي جعلوها المثل الودحيد لللسلم في العالم ‪ ,‬عند ذلك قام الشيخ لسعيد‬ ‫دحوى ) ردحمه ا ( بتحذيرهم ىمن هذا التأييد ‪ ,‬ولما لم يجد تراجعا ىمنهم‬ ‫عن نصرة الخميني اتهمهم بأنهم أصحاب ألسنة ىمسعورة وأقلم‬ ‫ىمأجورة‪ .‬وقال في كتبه ) الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف‬ ‫ص ‪ (56‬بدون السم الدار ولكنه ثابت في كتب لسعيد دحوى ‪ ,‬انظر كتاب‬ ‫هذه تجربتي وهذه شهادتي ص ‪ 159‬ط ‪1987‬م‬ ‫وليعلم أصحاب القلم المأجورة واللسنة المسعورة ‪ ,‬الذين ل‬ ‫يزالون يضللون الىمة بما يكتبونه وبما يقولونه أن ا لسيحالسبهم على‬ ‫ىما ضلوا وأضلوا ‪ ,‬فليس لهم دحجة في أن ينصروا الخمينية خيانة ل‬ ‫والرلسول والمؤىمنين‪ ..‬ألم يروا ىما فعلته الخمينية ودحلفاؤها بأبنا ء‬ ‫المسلمين دحين تمكنوا ‪ ,‬ألم يعلموا بتحالفات الخمينية وأنصارها ىمع كل‬ ‫عدو لللسلم ( أهـ‪.‬‬ ‫ب ( منحركفون كفي التصوف ‪:‬‬

‫قال ‪ ) :‬إن كثيرين ىمن أبنا ء دعوة اللستاذ البنا كانوا يستشعرون‬ ‫فراغا وخوا ء رودحيا ‪ ,‬فأدى ذلك ببعضهم إلى لسلوك على يد شيخ أو‬ ‫شيو خ لم يعرفوا دحقيقة الدعوة اللسلىمية المعاصرة وضرورتها‬ ‫فحرفوهم أو صرفوهم عن واجبات هي في الذروة ىمن فرائض ا في‬ ‫هذا العصر ( تربيتنا الرودحية ص ‪13‬‬ ‫‪ -9‬سعد الدين صالح ) عميد كلية أصول الدين بالزقازيق‬ ‫سابقا(‪:‬‬

‫ل يسمعون ول يفقهون‪ ...‬قال ‪ ) :‬إن الخوان ليسوا على الستعداد‬ ‫لعمال عقولهم وتحكيم ضمائرهم فيما يوجه إليهم ىمن أواىمر ‪ ,‬وإذا‬ ‫أقيمت عيهم الحجة على أخطا ء الخوة الكبار فإنهم ل يسمعون ‪ ,‬وان‬ ‫لسمعوا تحت اللحاح فإنهم ل يعقلون ‪ ,‬وإذا عقلوا واقتنعوا فإنهم ل‬ ‫‪ 110‬الخوان والسلفيين‬


‫يتكلمون ‪ ,‬وان تكلموا فسوف يكون كلىمهم نميمة‪ ..‬لسيخبرون قادتهم‬ ‫بأنك تتحدث عن الخوة الكبار بما يمس هيبتهم وكراىمتهم ويضيف‬ ‫قائل ‪ :‬إن ىمن المؤلسف في أىمر الخوان أن القواعد على ىمستوى عال‬ ‫ىمن العلم والثقافة فمنهم المهندس النابغة والطبيب البارع والمحاىمى‬ ‫النابه ‪ ,‬ولكن دحين يتعلق بما يسمى بقادة الجماعة فشعارهم ‪ :‬ل أرى ل‬ ‫ألسمع‪ .‬ل أتكلم ( الخوان المسلمون إلى أين ! نقل عن صوت الىمة‪.‬‬ ‫‪.16/6/2003‬‬ ‫‪ -10‬أبو العل ماضي‬ ‫ل يقبلون النصيحة كأنهم معصومون ‪:‬‬

‫قال في جريدة ) العربي ‪ 28‬ديسمبر ‪2003‬م (‪:‬‬ ‫) التيار اللسلىمى ) اللسم الحركي للخوان لسابقا ( ىمارس النفي‬ ‫والقصا ء والقتل و ولبد ىمن نقد أنفسنا قبل أن ننقد الخرين ‪ ,‬وىمن هذه‬ ‫الزاوية فان التيار اللسلىمى لم يمارس النقد الذاتي ول ىمراجعة‬ ‫تصرفاته ‪ ,‬وهى تصرفات بشر ‪ ,‬ول رؤاه التي هي فهم بشرى لللسلم‬ ‫‪ ,‬ول يريد أن يضع نفسه أبدا في ىموقع انه أخطأ وكأنه يريد أن يعصم‬ ‫نفسه ىمثل النبيا ء ( أهـ‬ ‫‪ -11‬سيد عبد الستار المليجى‬

‫‪ (1‬جماعة يقودها الصرافون وليس الدعاة‪ ...‬قال الدكتور ‪ /‬المليجى‬ ‫في رلسالة غير ىمسبوقة لمحمد عاكف ‪ ) :‬وجماعتنا اليوم تقاد‬ ‫بالصرافين وليس بالعلما ء الواعظين ( جريدة الكراىمة العدد‬ ‫‪1079/5/2007‬‬ ‫‪ (2‬ىمذبذبون في فهم أهداف الجماعة ‪:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪111‬‬


‫قال ‪ ) :‬هناك بالفعل تفاوتا في فهم الخوان فيما يتعلق بجماعتهم‬ ‫وأهدافها دحتى في القيادة العليا ( إلسلم أون لين ‪23/4/2007‬م شيرين‬ ‫نصر‬ ‫‪ (3‬بعض القادة ىمشاركون في تلطيخ أعراض إخوانهم ‪:‬‬ ‫قال ‪ ) :‬بعض القيادات العليا تشارك في تشويه صورة بعض‬ ‫إخوانهم دون تبرير ىمقبول ‪ ,‬ودونما أي نوع ىمن التحقق في ظنونهم‬ ‫وشكوكهم ‪ ,‬والقيادات الولسطي لللسف الشديد تفهم خطأ المعنى‬ ‫المقصود ىمن السمع والطاعة ‪ ,‬فيطيعون فيما أعتبره ىمعصية ‪ ,‬فاللسلم‬ ‫يأىمرنا أن تكون الطاعة ىمبصرة ‪ ,‬ل لسيما عندىما تتعلق بكلم عن أي‬ ‫وادحد في الخوان ( إلسلم أون لين‪ .‬نت ‪23/4/2007‬م‪.‬‬ ‫‪ -12‬عصام تليمة ‪:‬‬ ‫عاطفة مجردة من العلمية ‪:‬‬

‫عندىما طرح الدكتور النفيسى فكرة دحل تنظيم الخوان باعتباره يمثل‬ ‫عبئا على الىمة اللسلىمية ‪ ,‬هاج عليه قادة الخوان وىمفكروهم ‪,‬‬ ‫واتهموه بشتى التهم المعروفة ‪ ,‬وىمن هنا اتهمهم عصام تليمة ادحد دعاة‬ ‫الخوان قائل في ‪ ):‬المأخذ الثاني ‪ :‬وهو على جماعة الخوان‬ ‫المسلمين ‪ ,‬فليس كل فكرة ىمهما كانت غرابتها أن تقابل بهذا السيل ىمن‬ ‫العاطفة المجردة ىمن العلمية الذي بدا ىمن كثير ىمن شباب الخوان ‪ ,‬كان‬ ‫ينبغي أن يكون الرد علميا ‪ ,‬وأن نقول ‪ :‬ل ىمانع أن ندرلسها ونرى‬ ‫صحتها ىمن خطئها ‪ ,‬إننا نحن اللسلىميين ! لللسف ‪ ,‬ل نعرف كيف‬ ‫ندير دحواراتنا‪ ,‬وفى أدحيان كثيرة نصنع أزىمة ىمن فكرة ‪ ,‬هي ىمجرد‬ ‫فكرة ‪ ,‬ليس خطأ إن تطرح ‪ ,‬ولكن يأتي الخطأ في التعاىمل ىمع الطرح ‪,‬‬ ‫وهل كان يتوقع الخوان الذين عاصروا دحسن البنا أن يأتي يوم تلىمذة‬ ‫البنا قال هذا الكلم في عام ‪1950‬م ‪ ,‬أو في دحياة البنا لقوبل اقترادحه‬ ‫بالستهجان والستغراب ( المصريون ‪ 64‬نت ‪24/2/2007‬‬

‫‪ 112‬الخوان والسلفيين‬


‫‪ -13‬معروف بخيت ‪:‬‬ ‫خطاب مضطرب‪....‬‬

‫قال اللستاذ ىمعروف البخيت رئيس الوزرا ء الردني ‪:‬‬ ‫) بدايات العقد الحالي شهدت تحولت ىمختلفة دفعت باتجاه بروز‬ ‫خطاب اخوانى جديد اتسم بالضطراب والمراودحة بين التكفير‬ ‫والهجرة تارة والتساوق ىمع عناصر ىمشروع الصلح الىمريكى‬ ‫الموجه للمنطقة تارة أخرى ( دار الخليج ‪14/5/2007‬م‬ ‫اتهامات سمو المير ‪ /‬نايف بن عبد العزيز آل سعود‬

‫لم ينتفع الخوان ىمن ادحد قدر انتفاعهم ىمن بلد الحرىمين ودولة‬ ‫الملك عبد العزيز آل لسعود ) ردحمه ا ( فقد لسعى الملك لسعود إلى‬ ‫إصلح العلقة بين عبد الناصر وبين الخوان عام ‪1954‬م ‪ ,‬كما أكد‬ ‫على ذلك عاكف في جريدة )الخبار ‪ 27‬أغسطس ‪2005‬م( كما لسعى‬ ‫الملك فيصل عن طريق ىمستشاريه إلى عمل ىمصالحة بين الخوان‬ ‫وبين الرئيس السادات ‪ ,‬ترتب عليها فتح ىمجال الدعوة لهم في ىمصر ‪,‬‬ ‫بعد انقطاع دام اثنين وعشرين عاىما تقريبا‪.‬‬ ‫الخوان سبب المشاكل كفي العالم السلمى‬

‫قال لسمو الىمير نايف بن عبد العزيز آل لسعود ‪ ,‬وذلك في لقائه ىمع‬ ‫جريدة ) السيالسة الكويتية في ‪ 25‬نوفمبر ‪2002‬م ( ‪ ) :‬ىمشكلتنا كلها‬ ‫جا ءت ىمن الخوان المسلمين‪ .‬لقد تحملنا الكثير ىمنهم ولسنا ودحدنا الذين‬ ‫تحملنا ىمنهم الكثير‪ .‬إنهم لسبب المشاكل في عالمنا العربي وربما في‬ ‫عالمنا اللسلىمى ‪ ,‬دحزب الخوان المسلمين دىمر العالم العربي‪ ...‬وقال‬ ‫‪ ) :‬بحكم ىمسئوليتي أقول إن الخوان لما اشتدت عليهم الىمور ‪ ,‬علقت‬ ‫لهم المشانق في دولهم ‪ ,‬لجأوا إلى المملكة فتحملتهم وصانتهم ‪,‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪113‬‬


‫ودحفظت دحياتهم بعد ا ‪ ,‬ودحفظت كراىمتهم وىمحارىمهم وجعلتهم آىمنين ‪,‬‬ ‫وإخواننا في الدول العربية الخرى قبلوا بهذا الوضع ‪ ,‬وقالوا ‪ :‬انه ل‬ ‫يجب إن يتحركوا ىمن المملكة ‪ ,‬لكن بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا ‪,‬‬ ‫وجدنا إنهم يطلبون العمل ‪ ,‬فأوجدنا لهم السبل ‪ ,‬ففيهم ىمدرلسون وعمدا ء‬ ‫‪ ,‬فتحنا إىماىمهم أبواب المدارس والجاىمعات ‪ ,‬لكن لللسف لم ينسوا‬ ‫ارتباطاتهم السابقة ‪ ,‬فأخذوا يجندون الناس ‪ ,‬وينشئون التيارات ‪,‬‬ ‫وأصبحوا ضد المملكة‪ ( !.‬أهـ‬

‫‪ 114‬الخوان والسلفيين‬


‫الباب الثانى‬ ‫الــســـلـــفــــيــــ‬ ‫ة‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪115‬‬


‫‪ 116‬الخوان والسلفيين‬


‫الفصل اللول‬ ‫الدعوة السلفية‬ ‫النشأة والملمح‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪117‬‬


‫‪ 118‬الخوان والسلفيين‬


‫الدعوة السلفية" بالسكندرية‪ ..‬النشأة التاريخية وأهم‬ ‫الملمح‪:‬‬

‫نشأت الدعوة السلفية باللسكندرية في لسبعينيات القرن الماضي )بين‬ ‫عاىمي ‪ 72‬ـ ‪ (1977‬على أيدي ىمجموعة ىمن الطلبة المتدينين‪ ،‬كان‬ ‫أبرزهم )ىمحمد إلسماعيل المقدم‪ ،‬وأدحمد فريد‪ ،‬ولسعيد عبد العظيم‪،‬‬ ‫وىمحمد عبد الفتاح(‪ ،‬ثم يالسر برهاىمي وأدحمد دحطيبة فيما بعد‪ ،‬التقوا‬ ‫جميعا في كلية الطب بجاىمعة اللسكندرية‪ ،‬إذ كانوا ىمنضوين في تيار‬ ‫)الجماعة اللسلىمية( الذي كان ىمعروفا في الجاىمعات المصرية في‬ ‫السبعينيات أو ىما عرف بـ"الفترة الذهبية للعمل الطلبي" في ىمصر‪.‬‬ ‫رفضوا جميعا النضمام إلى جماعة )الخوان المسلمين( ىمتأثرين‬ ‫بالمنهج السلفي الذي وصل إليهم عن طريق المطالعة في كتب التراث‬ ‫اللسلىمي‪ ،‬وىمجالسة شيو خ السلفية السعوديين خلل ردحلت الحج‬ ‫والعمرة‪ ،‬ثم تأثرهم بدعوة ىمحمد إلسماعيل المقدم‪ ،‬الذي كان قد لسبقهم‬ ‫إلى المنهج السلفي ىمن خلل لسماعه لشيو خ جمعية )أنصار السنة‬ ‫المحمدية( ىمنذ ىمنتصف الستينيات‪ ،‬وقرا ءاته لكتب ابن تيمية وابن القيم‬ ‫وىمحمد بن عبد الوهاب وغيرهم‪.‬‬ ‫وبمرور الوقت تكونت النواة الولى للشباب السلفيين تحت السم‬ ‫"المدرلسة السلفية"‪ ،‬عام ‪1977‬م بعد انسحاب هؤل ء الطلب المتأثرين‬ ‫بالمنهج السلفي ىمن الجماعة اللسلىمية‪ ،‬التي هيمن عليها طلب‬ ‫الخوان و"فرضوا ىمنهجهم"‪ ،‬دحيث شرع ىمحمد إلسماعيل في تألسيس‬ ‫النواة الولى ىمن خلل درس عام كان يلقيه كل يوم خميس في ىمسجد‬ ‫"عمر بن الخطاب" بالبراهيمية‪ ،‬وكان هذا الدرس بمثابة الملتقى‬ ‫اللسبوعي لهذه المجموعة الصغيرة إلى جانب دحلقة أخرى بمسجد‬ ‫"عباد الردحمن" في "بولكلي" صباح الجمعة‪ ،‬ولم يكن ىمع المقدم أدحد‬ ‫في هذه الفترة غير زىميله أدحمد فريد‪ ،‬الذي يحكي في ىمذكراته عن هذه‬ ‫الفترة‪ ،‬قائل‪" :‬كان الحضور في هذه الحلقة ل يتجاوز عشرة أفراد‪،‬‬ ‫ولم يكن ىمعنا أدحد ىمن قادة الدعوة السلفية الن‪ ،‬وكان الشيخ ىمحمد‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪119‬‬


‫يحفظنا ىمتن "العقيدة الطحاوية"‪ ،‬وكذا "تحفة الطفال"‪ ،‬وكلفني‬ ‫بتدريس كتاب "ىمدارج السالكين""(‪.‬‬ ‫الموقف من الخوان المسلمون ‪:‬‬

‫لم يكن الدعاة السلفيون ـ في بدايات نشأتهم الولى ـ بعيدين عن‬ ‫دحركة الخوان المسلمين فكرًيا ول تنظيمًيا‪ ،‬إذ نشأ بعضهم في بيوت‬ ‫إخوانية‪ ،‬كالشيخ يالسر برهاىمي ـ الذي اعتقل والده وعمه ىمن بين ىمن‬ ‫اعتقلوا ىمن الخوان خلل الحقبة الناصرية ـ بينما عمل البعض الخر‬ ‫بين صفوف الحركة في أول دحياته‪.‬‬ ‫لكنهم جميعا اتفقوا على رفض النضمام إلى الجماعة‪ ،‬وقد تزعم‬ ‫هذا الرفض ىمحمد إلسماعيل المقدم الذي أصر على اللستمرار في‬ ‫دعوته التي كان قد بدأها قبل ذلك‪.‬‬ ‫رفض السلفيون إعطا ء البيعة لمرشد الخوان ىمستندين ـ وقتها ـ إلى‬ ‫أن المرشد العام اللستاذ "عمر التلمساني" ـ الذي جمع صفوف الحركة‬ ‫بعد ردحيل المستشار دحسن الهضيبي ـ كان ىمجهولً أي غير ىمعلن عنه‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬وقد رفض السلفيون إعطا ء البيعة لشخص ىمجهول‪.‬‬ ‫وإزا ء هذا الموقف ادحتج السلفيون بأنهم كانوا قد دعوا التلمساني للقا ء‬ ‫ىمحاضرة في إطار النشاط الطلبي بمدرج كلية الطب بالجاىمعة إل أن‬ ‫بعض قيادات الخوان أنكروا عليهم دعوته باعتباره ل يمثل الخوان‬ ‫المسلمين‪ ،‬بينما أعلن عليهم فيما بعد أنه المرشد العام للجماعة‪.‬‬ ‫وقد وقعت بعض الصداىمات بين الطلب السلفيين والخوان‬ ‫المسلمين داخل جاىمعة اللسكندرية )عام ‪ ،(1980‬وكان طلب الخوان‬ ‫ىما زالوا يعملون بالسم الجماعة اللسلىمية‪ ،‬يقول يالسر برهاىمي‪" :‬كنا‬ ‫نوزع أوراقا ونعمل ىمحاضرات في لسادحة الكلية ونسميها ندوة‪ ،‬ونتكلم‬ ‫فيها عن قضية التودحيد وقضايا اليمان"‪ ،‬فخطط الخوان لمنع هذا‬ ‫اللقا ء‪ ،‬وىمنع خروج الطلب للمشاركة فيه‪ ،‬فحصل الصدام الذي لم يكن‬ ‫السلفيون على الستعداد له بينما كان الخوان بعد خروجهم ىمن ىمعتقلت‬ ‫‪ 120‬الخوان والسلفيين‬


‫الحقبة الناصرية "ىمرتبين أىمورهم"‪ ،‬دحتى ظهر ارتباك شديد لدى‬ ‫السلفيين‪ ،‬التقوا على أثره واتفقوا على العمل بطريقة ىمرتبة‪ ،‬فجرى ىما‬ ‫يشبه التحاد ىمن أجل الدعوة بين هؤل ء الطلب الذين يعرفون الن‬ ‫بشيو خ الدعوة السلفية ورىموزها‪ ،‬وتم التفاق بينهم على أن يتولى‬ ‫ىمحمد عبد الفتاح أبو إدريس )قّيم( المدرلسة السلفية‪ ،‬أي ىمسؤلها الول‪.‬‬ ‫وبالرغم ىمن هذه البداية التي شهدت ىما يشبه الصراع بين السلفيين‬ ‫والخوان إل أن البادحث المدقق في الموقف السلفي يلحظ بسهولة هذه‬ ‫المسادحة الكبيرة التي يراها السلفيون ىمشتركة بينهم وبين جماعة‬ ‫الخوان المسلمين‪ .‬بل وتنم كتابات عدد كبير ىمن رىموز الدعوة السلفية‬ ‫عن تقدير عال لتاريخ وجهود ىمؤلسس دحركة الخوان الىمام دحسن البنا‪،‬‬ ‫إذ ل يكاد يذكره أدحدهم في ندوة أو خطبة أو ىمقال إل ويتبع ذلك‬ ‫بالتردحم عليه والدعا ء له "رزقه ا ىمنازل الشهدا ء"‪.‬‬ ‫ففي ىمقال له يهاجم ودحيد دحاىمد بسبب ىمسلسل "الجماعة" يقول‬ ‫الشيخ عبد المنعم الشحات "ىمسلسل "الجماعة" ل يختلف عن "ىمسلسل‬ ‫صا‪،‬‬ ‫العائلة" في الهجوم على اللسلىميين عموًىما‪ ،‬وعلى السلفيين خصو ً‬ ‫صا على الخوان‪ ،‬وتشويًها ىمتعمًدا لتاريخ ىمؤلسس‬ ‫وزاد عليه هجوًىما خا ً‬ ‫جماعتهم‪ ،‬وهو أىمر يقتضي أن نرد على تلك الحملة الشاىملة على دين‬ ‫ا‪ ،‬كما يقتضي الذب عن ِعرض أدحد أبرز رىموز الدعوة في العصر‬ ‫الحديث اللستاذ "دحسن البنا" ‪-‬ردحمه ا‪."-‬‬ ‫ثم ينقل قول العلىمة المحدث ناصر الدين اللباني ‪-‬ردحمه ا‪ -‬ىما‬ ‫ىمعناه‪" :‬إن كانت لللستاذ "دحسن البنا" أخطا ء فهي ىمغمورة في بحر‬ ‫دحسناته‪ ،‬ولو لم يكن لـ"دحسن البنا" إل تجديد شباب الدعوة لكفاه ذلك"‪.‬‬ ‫وتحت عنوان "الخوان ضد السلفيين = انتصار النصارى‬ ‫والعلمانيين" كتب لسيد عبد الهادي‪" :‬إن دحملت الوقيعة بْين جماعة‬ ‫"الخوان المسلمين" و"التيار السلفي" تتزايد دحدتها؛ لضرب الصحوة‬ ‫اللسلىمية ككل‪ ،‬فتسقط في أعين الناس‪ ،‬ويكون المستفيدون هم أعدا ء‬ ‫اللسلم"‪ .‬وأضاف "لللسف‪ ..‬انزلق بعض الفاضل في هذا الىمر‪،‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪121‬‬


‫وتوالت التهاىمات بين أكبر فصيلين في الدعوة اللسلىمية‪ ،‬ل أقول في‬ ‫ىمصر فقط بل في العالم اللسلىمي كله بدون ىمبالغة!"‪ .‬لكنه يرى أن "ىما‬ ‫يجمعنا أكثر ىمما يفرقنا"‪.‬‬ ‫وتابع "ل يصح بحال ِىمن الدحوال أن يصدق السلفيون أن الخوان‬ ‫لسوف يقضون عليهم إذا تمكنوا‪ ،‬وأنهم لسيكونون أشد عليهم ىمن الظالمين؛‬ ‫فإننا نعتقد أن إخواننا في جماعة الخوان المسلمين عندهم ِىمن الدين‬ ‫والورع ىما يجعلهم ل يفكرون في ذلك؛ فضلً عن تنفيذه"‪.‬‬ ‫يؤكد السلفيون على الثر الكبير الذي كان لجماعة "أنصار السنة‬ ‫المحمدية" في نشأة دعوتهم تاريخيا‪ ،‬خاصة وقد كانت أنصار السنة على‬ ‫ىمنهج أهل السنة والجماعة الذي تميزت بنشره على يد شيوخها‪ :‬ىمحمد‬ ‫دحاىمد الفقي‪ ،‬وعبد الرزاق عفيفي‪ ،‬وعبد الردحمن الوكيل‪ ،‬وىمحمد علي‬ ‫عبد الردحيم‪ ،‬الذي كان للسلفيين في بدايات دعوتهم ىمعه لقا ءات‬ ‫وىمجالسات‪ ،‬لكن لماذا اختار السلفيون العمل خارج هذه الجماعة‪ ،‬التي‬ ‫كانت قائمة بالفعل وعلى ىمنهج يلتزم الكتاب والسنة؟ وقد عملوا ضمن‬ ‫إطارها في كثير ىمن البلد‪ ،‬دحتى دحالت الظروف دون ذلك‪ .‬يذهب الشيخ‬ ‫يالسر برهاىمي إلى أن ىمسألة عمل السلفيين ضمن جماعة أنصار السنة‬ ‫كانت تتوقف على شخصيات القائمين على الجماعة في المناطق‬ ‫المختلفة‪" ،‬ففي اللسكندرية كانت هناك طائفة ل تستوعب الشباب ول‬ ‫طاقاتهم"‪ ،‬على دحد قوله‪ ،‬بل تكاد تحصر نفسها في قضايا شرعية بعينها‬ ‫"تتشدد جدا فيها وتهمل غيرها رغم أن الحق غالبا ىما يكون في خلفها"‪،‬‬ ‫ىمثل قضية القتصار على الصحيحين في اللستدلل‪ ،‬وىمثل قضية إخراج‬ ‫القيمة في زكاة الفطر‪ ،‬وىمثل قضية إنكار المهدي‪ ،‬ولقد كان الوضع في‬ ‫اللسكندرية ل يحتمل أي تطوير للعمل ىمن خلل الوضاع القائمة آنذاك‪.‬‬ ‫في دحين كان التعاون التام للسلفيين في وجود الشيخ ىمحمد صفوت نور‬ ‫الدين وقبل أن يتولى رئالسة الجماعة‪ ،‬الذي كان يحضر لقا ءات السلفيين‬ ‫في المحافظات المختلفة‪.‬‬ ‫ورغم أن الظروف التي دحالت دون بقا ء السلفيين ضمن إطار‬ ‫"أنصار السنة" وصفها د‪.‬يالسر برهاىمي بأنها "خارجة عنا" إل أن‬ ‫‪ 122‬الخوان والسلفيين‬


‫المتأىمل في ىمنهج الجماعتين وولسائل دعوتهما وىمسادحة الحركة يمكن‬ ‫أن يخرج بعدد ىمن اللسباب‪ ،‬أهمها‪ :‬ضيق المسادحة المتادحة للعمل أىمام‬ ‫السلفيين ضمن "أنصار السنة"‪ ،‬وهي الجمعية المعترف بها قانونا‪،‬‬ ‫وتشرف عليها رلسميا وزارة الشؤون الجتماعية‪ ،‬وتتلقى ىمساعدات ىمن‬ ‫الدولة‪ ،‬فضل عن المسائل الخلفية التي ذكرها برهاىمي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫رغبة السلفيين في ىمسادحة أكبر للعمل والحركة دون قيود‪.‬‬ ‫التكفير والهجرة ‪:‬‬

‫وبينما كان السلفيون يضعون اللبنات الولى لدعوتهم ظهرت‬ ‫جماعة "التكفير والهجرة" على يد شكري ىمصطفى‪ ،‬الذي الستطاع‬ ‫بألسلوبه وذكائه أن يضم إليه عددا كبيرا ىمن الشباب‪ ،‬اللذين نفذوا فيما‬ ‫بعد دحادثة قتل وزير الوقاف اللسبق الشيخ الذهبي‪ ،‬وقعت الحادثة‬ ‫بينما كان السلفيون بأدحد ىمعسكراتهم اللسلىمية في الستاد جاىمعة‬ ‫اللسكندرية صيف عام ‪ ،1977‬وكانت لها أصدا ء داخل المجتمع‬ ‫المصري‪ ،‬ولذلك وصفها الشيخ أدحمد فريد بأنها "كانت فتنة بالفعل"‪،‬‬ ‫دحرص السلفيون على نفيها عن أنفسهم والتأكيد على عدم تبنيهم لهذا‬ ‫الفكر‪ ،‬دحسبما دحكى فريد في ىمذكراته‪ ،‬قائل‪" :‬خرجنا إلى المواصلت‬ ‫العاىمة ونحن نرتدي )فانلة( ىمكتوبا عليها "الجماعة اللسلىمية‪ ..‬ندعو‬ ‫ا عز وجل‪ ،‬ونتبرأ ىمن جماعة التكفير وقتل الذهبي"؛ وذلك دحتى ل‬ ‫تستغل الفرصة لضرب الصحوة الناشئة‪ .‬ثم شرع ىمحمد إلسماعيل‬ ‫المقدم يدرس لهم ولمن دحضر ىمن الطلب في المعسكر رلسالة شرعية‬ ‫في الرد على جماعة التكفير‪.‬‬ ‫ولعل هذه الحادثة على ىما فيها ىمن توصيف لموقف السلفيين ىمن‬ ‫التكفير تضفي ىمزيدا ىمن الضو ء على النشاط الدعوى والحركي‬ ‫والطلبي الذي كان ىمتادحا لهم في هذه الفترة داخل الجاىمعات‪ ،‬وهي‬ ‫الولسيلة التي أتادحت لهم فرصة التواجد ولسط الشباب‪ ،‬ىمن خلل العمل‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪123‬‬


‫ضمن إطار "الجماعة اللسلىمية"‪ ،‬دحتى صار للسلفيين وجودا واضحا‬ ‫ينافس وجود الجماعات الخرى العاىملة قبلهم‪.‬‬ ‫كان نشاطا ىمكثفا تمثل في إقاىمة المعسكرات السنوية‪ ،‬دحيث جرى‬ ‫تنظيم أكثر ىمن ىمعسكر بمبنى اتحاد الجاىمعة‪ ،‬وأىمام كلية الهندلسة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب الخروج لردحلت العمرة التي يتفق عليها اتحاد الجاىمعة ىمن‬ ‫خلل اشتراكات الطلب‪ ،‬وكذا عمل اليام اللسلىمية واعتكافات‬ ‫رىمضان‪ ،‬وطبع الكتيبات والمطويات اللسلىمية كل ذلك كان يتم بالسم‬ ‫تيار "الجماعة اللسلىمية" و"اتحاد الطلب"‪ ،‬كما كان ىمن نشاط‬ ‫الدعوة المتاح في هذه الفترة ـ التي لم يكن بها دحرس جاىمعي يضيق‬ ‫على الطلب أنشطتهم ـ "قوافل الدعوة" التي تسير على طريقة جماعة‬ ‫)التبليغ( داخل الجاىمعة‪ ..‬ففي هذه الفترة أراد الرئيس السادات أن‬ ‫يضرب التجاه الشيوعي داخل الجاىمعة بالجماعة اللسلىمية‪ ،‬فخفف‬ ‫ىمن قبضة القيود تدريجيا وبالفعل دحتى انتقل بعض اليساريين إلى‬ ‫صفوف الجماعة اللسلىمية‪ .‬وقد جرى تنظيم عدد ىمن المعسكرات‬ ‫الصيفية في العوام ‪ 79 ،78 ،77‬كلها كانت ذات ىمنهج لسلفي‪ ،‬كان‬ ‫يوزع فيها كتاب )الصول العلمية للدعوة السلفية(‪ ،‬وكان يدرس فيها‬ ‫كتاب )تطهير الجنان والركان عن درن الشرك والكفران(‪ ،‬وكلها‬ ‫كانت ذات صبغة لسلفية‪.‬‬ ‫معهد إعداد الدعاة ‪:‬‬

‫بعد انفصال "المدرلسة السلفية" عن تيار الجماعة اللسلىمية في‬ ‫الجاىمعات وتخرج هؤل ء الطلب أطلق عليها "الدعوة السلفية" في‬ ‫العام ‪1985-84‬؛ وذلك لثبات "شمولية دعوتها"‪ .‬على دحد قول الشيخ‬ ‫عبد المنعم الشحات‪.‬‬ ‫وخلل ىمردحلة النتشار والتولسع‪ ،‬ىمنذ ىمنتصف الثمانينات‪ ،‬ألسست‬ ‫الدعوة السلفية ىمعهد "الفرقان لعداد الدعاة" في اللسكندرية عام‬ ‫‪ ،1986‬كأول ىمدرلسة إلسلىمية ذات ىمنهجية لسلفية لتخريج الدعاة‪،‬‬ ‫‪ 124‬الخوان والسلفيين‬


‫وشرع الدعاة السلفيون يشرفون عليه ويضعون ىمناهج التدريس‬ ‫لطلبه‪ ،‬وقد لقى هذا المعهد لسمعة طيبة دحتى ذاع صيته بين الراغبين‬ ‫في طلب العلم الشرعي بكافة فروعه )فقه‪ ،‬تجويد‪ ،‬دحديث‪ ،‬أصول‪،‬‬ ‫تودحيد‪ ،‬قرآن( دحتى ىمن بين خريجي الزهر‪ .‬وفي فترة وجيزة خرج‬ ‫المعهد عددا ىمن الدعاة دحملوا ىمشعل الدعوة السلفية في ىمصر‪ ،‬انتشروا‬ ‫في عدد ىمن المحافظات والقاليم دحتى صارت الدعوة السلفية بفضله‬ ‫تصدر دعاتها إلى كل أقاليم القطر المصري وخارجه‪ ،‬وهم الذين هيئوا‬ ‫لها فيما بعد هذا المدد السلفي الذي بات ىملحوظا‪ ،‬على الرغم ىمن أنهم‬ ‫اختاروا ىمنهجاً درالسياً ىمتعمقاً يفوق عمقه المناهج التي تدرس في‬ ‫المعاهد الدينية الرلسمية وغير الرلسمية‪.‬‬ ‫كما أصدرت الدعوة السلفية في هذه المردحلة ىمجلة )صوت الدعوة(‬ ‫وهي ىمطبوعة إلسلىمية شهرية ظلت تصدر دون انتظام إلى دحين تم‬ ‫إيقافها نهائيا لسنة ‪1994‬م‪ ،‬وكانت تهتم بكل ىما يتعلق بالمنهج السلفي‬ ‫ىمن خلل ىمقالت شرعية ىمطولة يكتبها الدعاة السلفيون‪.‬‬ ‫ولم يتوقف النشاط السلفي في اللسكندرية على الجوانب التعليمية‬ ‫والدعوية فحسب‪ ،‬بل تعداه إلى جوانب اجتماعية وإغاثية ككفالة اليتام‬ ‫والراىمل‪ ،‬وعلج المرضى‪ ،‬وغير ذلك ىمن النشاطات جرى العمل‬ ‫فيها ىمن خلل "لجنة الزكاة" التي كان لها فروع في كل ىمنطقة ودحي‬ ‫ىمن ىمناطق وأدحيا ء اللسكندرية‪.‬‬ ‫وقد الستلزم هذا النتشار السعي إلى ترتيب هذا العمل ىمتعدد‬ ‫المجالت لسوا ء داخل اللسكندرية أو خارجها‪ ،‬للسيما ىمع ازدياد أعداد‬ ‫المنتسبين إلى السلفية والمتأثرين بمنهجها‪ .‬لذلك أنشأ السلفيون‬ ‫"المجلس التنفيذي" ليدير شؤون الدعوة في المناطق المختلفة بطريقة‬ ‫ىمركزية ىمنظمة‪ .‬وأيضا تم تشكيل "لجنة المحافظات"‪ ،‬و"اللجنة‬ ‫الجتماعية"‪ ،‬و"لجنة الشباب" كل ذلك خلل السنوات ِىمن ‪ 86‬إلى‬ ‫‪.1992‬‬ ‫دحيث تم تكوين أول جمعية عموىمية للدعاة ‪ -‬وليس لعموم الدارة ‪-‬‬ ‫الذين تم اختيارهم ِىمن قَِبل المنتسبين للدعوة؛ "بناً ء على الكفا ءة‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪125‬‬


‫والىمانة المنهجية‪ ،‬والدعوية‪ ،‬والسلوكية‪ ،‬والخلقية"‪ ،‬على دحد قول‬ ‫الشحات‪ ،‬ثم اختارت الجمعية العموىمية "القيم" ـ وهو المسئول الول‬ ‫عن الدعوة ـ ونائبه وىمجلس الدارة بالقتراع السري المباشر‪ ،‬وانتهى‬ ‫الىمر باختيار الشيخ "ىمحمد عبد الفتاح أبو إدريس" قيًما‪ ،‬والشيخ‬ ‫"يالسر برهاىمي" نائًبا‪ ،‬وعضوية كل ىمن‪ :‬الشيخ ىمحمد إلسماعيل‪،‬‬ ‫والشيخ أدحمد فريد‪ ،‬والشيخ أدحمد دحطيبة‪ ،‬والشيخ لسعيد عبد العظيم‪،‬‬ ‫والشيخ علي دحاتم‪ .‬وكانت قرارات المجلس التنفيذي تُـتخذ بالغلبية ىمع‬ ‫ترجيح جانب "القّيم" ـ الذي هو بمثابة رئيس الدعوة السلفية ـ عند‬ ‫التساوي‪.‬‬ ‫ولما كانت الدعوة "جز ءا ىمن واقع ىملي ء بالحسابات المعقدة"‪ ،‬على‬ ‫دحد تعبير الشيخ يالسر برهاىمي‪ ،‬فقد الستفز تولسع السلفيين الجهزة‬ ‫الىمنية التي شرعت في التضييق عليهم‪ ،‬ىمحاولة تفكيك الروابط‬ ‫التنظيمية لهذا التجمع الصولي الذي جذب في فترة ىمحدودة عشرات‬ ‫اللف ىمن الشباب المتدينين‪ ،‬وبلغ هذا التضييق ذروته في القضية التي‬ ‫تم فيها توقيف قيم الدعوة السلفية الشيخ أبو إدريس‪ ،‬والشيخ لسعيد عبد‬ ‫العظيم عام ‪ ،1994‬وهي القضية التي تم فيها وقف ىمجلة "صوت‬ ‫الدعوة"‪ ،‬وإغلق ىمعهد "إعداد الدعاة"‪ ،‬الذي جرى تسليمه لوزارة‬ ‫الوقاف على ألساس أن الوزارة لسوف تستمر في العمل وهي التي‬ ‫لسوف تشرف عليه‪ ،‬إل أن ذلك لم يحدث وتوقف العمل فيه تماىما‪ ،‬كما‬ ‫جرى دحل "المجلس التنفيذي"‪ ،‬واللجنة الجتماعية‪ ،‬ولجنة المحافظات‪.‬‬ ‫ولم يبق للسلفيين ىمن ىمجالت عمل لسوى الجاىمعة وبين الطلئع‪،‬‬ ‫وهو ىما لم يتم العتراض عليه ىمن قبل الجهزة الىمنية في هذه الفترة‬ ‫وظل ىمستمرا دحتى عام ‪ ،2002‬العام الذي تم فيه إيقاف العمل في‬ ‫الجاىمعة والطلئع والعمل خارج اللسكندرية‪ ،‬وقد كان السفر والتنقل‬ ‫ىممنوعاً على الدعاة السلفيين خارج اللسكندرية ىمنذ أوالسط التسعينيات‪.‬‬ ‫إزا ء هذا القمع واللستهداف المبيت على ىما يبدو ينفي السلفيون أن‬ ‫يكون العمل في الجاىمعة والمحافظات ـ المبررات التي كانت ىمطرودحة‬ ‫آنذاك ـ هو السبب في الستفزاز الجهزة الىمنية ضدهم‪ ،‬بل يرجعون‬ ‫‪ 126‬الخوان والسلفيين‬


‫ألسباب هذه الضربات الىمنية المتتابعة إلى الدحداث العالمية والحرب‬ ‫الىمريكية على ىما يسمى الرهاب التي كانت في ذلك الوقت ذات تأثير‬ ‫كبير على ىمستوى العالم وكان لها انعكالساتها على المستوى المحلي‪.‬‬ ‫شيوخ السعودية ‪:‬‬

‫تقر "الدعوة السلفية" بالفضل لشيو خ السلفية السعوديين‪ ،‬وخاصة‪:‬‬ ‫الشيخين عبد العزيز بن باز‪ ،‬وىمحمد بن صالح بن عثيمين‪ ،‬والشيخ عبد‬ ‫الرزاق عفيفي‪ ،‬والشيخين عبد ا بن قعود‪ ،‬وأبو بكر جابر الجزائري‪،‬‬ ‫الذين زارا الدعاة السلفيين في اللسكندرية عام ‪ 1986‬وجالساهما‬ ‫ودحاضرا في ىمساجدهم‪ ،‬وكان لهذه الزيارات أثرا كبيرا في تدعيم‬ ‫ىموقف السلفية‪ ،‬خاصة الزيارة التي قام بها الشيخ أبو بكر الجزائري‬ ‫الذي زار كل ىمساجد الدعوة السلفية تقريبا‪ ،‬وألقى ىمحاضرات قوية في‬ ‫المنهج السلفي باللسكندرية‪ ،‬كما جرت ىمناقشات ىمنهجية بينه وبين‬ ‫السكندريين‪.‬‬ ‫ولكتابات شيخ اللسلم ابن تيمية‪ ،‬وتلميذه ابن القيم‪ ،‬ثم دعوة الشيخ‬ ‫ىمحمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية‪ ،‬قيمة كبرى لدى السلفيين‪،‬‬ ‫يتداولونها فيما بينهم‪ ،‬ويتدارلسونها‪ ،‬ويستقون ىمنها ألسس المنهج‪ ،‬دحتى‬ ‫تعد كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهم ىمن الئمة الذين نقلوا ىمنهج‬ ‫السلف ودونوه وشردحوه كالئمة الربعة أصحاب المذاهب والىمام‬ ‫الطبري وابن كثير والشوكاني والبغوي وابن رجب‪ ،‬هي القوام‬ ‫اللسالسي للمنهج العقدي والفكري والفقهي للتجاه السلفي‪ .‬يقول الشيخ‬ ‫يالسر برهاىمي‪" :‬إن الدعوة تقدر جميع علما ء أهل السنة القدىما ء‬ ‫والمعاصرين‪ ،‬والمواقف التي اتخذتها )…( كانت نتيجة درالسات على‬ ‫ضو ء كلم أهل العلم ول تخرج في ىمجموعها عنهم في ىمعظم قضايا‬ ‫المنهج‪ ،‬ىمنظرة تنظيرا ىمتقنا في كلم شيخ اللسلم ابن تيمية الذي يمثل‬ ‫ىمردحلة ىمهمة جدا في تنظير كلم السلف‪ ،‬وعند تنزيل كلىمه على‬ ‫أرض الواقع رجعنا لكلم العلما ء المعتبرين ىمن المعاصرين"‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪127‬‬


‫كان ابن تيمية قد ظهر في عصر ىمتأخر تراجع فيه المذهب السني‬ ‫أىمام طغيان الفللسفة والمتصوفة وفرق الشيعة فجدد فهم اللسلم على‬ ‫ىمنهج السلف الصالح ىمن الصحابة والتابعين‪ ..‬وتعددت الميادين التي‬ ‫خاضها في لسبيل إدحيا ء المنهج‪ ،‬دحتى خاض ىمعارك ضارية في‬ ‫ىمواجهة خصوىمه الذين تمكنوا ىمن لسجنه‪ .‬وقد شهد في دحياته غزو‬ ‫التتار لبلد المسلمين‪ ،‬دحتى لسقطت بغداد في أيديهم عام ‪656‬هـ‪،‬‬ ‫فاشترك بنفسه في جهاد التتار وتوجيه الىمة لمواجهتهم‪ ،‬كما عاصر‬ ‫دولة المماليك‪ ،‬لذلك أضفى ابن تيمية على ىمؤلفاته طابعا خاصا يتميز‬ ‫بحرارة الجدل‪ ،‬وعنف الخصوىمة‪ ،‬وقوة الحجة‪ .‬يقول عل ء بكر‪" :‬بذل‬ ‫ابن تيمية المحاولت تلو الخرى في كتبه وىمناقشاته لثبات أن السلف‬ ‫كانوا أهل نظر ودراية إلى جانب كونهم أهل نقل ورواية‪ ،‬وأنهم آثروا‬ ‫عدم تضييع جهودهم وأوقاتهم في ىمحاولت عقيمة‪ ،‬إذ رأوا في كتاب‬ ‫ا تعالى ولسنة رلسوله ـ صلى ا عليه ولسلم ـ الكفاية‪ ،‬وأقاىموا البنا ء‬ ‫كاىمل في العقيدة والشريعة والعبادات والنظم والخلق جميعا"‪.‬‬ ‫كما كان للشيخ ىمحمد بن عبد الوهاب )توفي ‪ 1206‬هجرية( دحياة‬ ‫ودعوة شبيهة بما كان عليه الىمام ابن تيمية فقد جا ء والوضاع ىمتردية‬ ‫في نجد وىما دحولها ىمن الجزيرة العربية‪ ،‬دحيث انتشار البدع والخرافات‪،‬‬ ‫وشاع بين الناس صرف العبادات لغير ا والتعلق بالشجار والدحجار‬ ‫وقبور الوليا ء‪ ،‬فعمل على تصحيح العقائد‪ ،‬واتخذت دعوته الصلدحية‬ ‫الطابع الديني السيالسي‪ ،‬إذ ألف الكتب والرلسائل في الدعوة إلى التودحيد‬ ‫وعقائد السلف‪ ،‬وتحالف ىمع أىمير الدرعية )ىمحمد بن لسعود( الذي ناصر‬ ‫دعوته وأىمنها دحتى انتشرت‪.‬‬ ‫الموقف من السرية والعمل التنظيمي ‪:‬‬

‫بالرغم ىمن اتساع الرقعة التي يشغلها السلفيون ىمن الخارطة‬ ‫اللسلىمية في ىمصر إل أنهم يعملون بل تنظيم هرىمي ينخرطون فيه‬ ‫ويسير شئون دعوتهم‪ .‬وعلى عكس "الخوان" و"الجماعة اللسلىمية"‬ ‫‪ 128‬الخوان والسلفيين‬


‫و"الجهاد" و"دحزب التحرير" ليس في أدبيات السلفيين كلمة "تنظيم"‬ ‫على الطلق‪ ،‬بل يستعيضون عنها بمصطلح "العمل الجماعي"‪،‬‬ ‫ويرون ذلك تحصيل دحاصل؛ لن كلمة "جماعي" تغني عندهم عن‬ ‫كلمة "تنظيمي"‪.‬‬ ‫أىما تعريفهم للعمل الجماعي فهو‪" :‬التعاون على ىما ُيقدر عليه ىمن إقاىمة‬ ‫الفروض الكفائية ىمثل الذان‪ ،‬وصلة الجماعة‪ ،‬وصلة الجمعة‪،‬‬ ‫والعياد‪ ،‬والدعوة إلى ا‪ ،‬والقيام على دحقوق الفقرا ء والمساكين‪،‬‬ ‫وتعليم المسلمين وإفتائهم بمقتضى الشرع‪ ،‬ولسائر ىما يقدر عليه ىمن‬ ‫فروض الكفايات"‪.‬‬ ‫إذ أن لهم تأصيل شرعي في كافة تفريعات العمل التنظيمي‪ ،‬ىمثل‪:‬‬ ‫البيعة‪ ،‬والسرية‪ ،‬والشورى‪ ،‬ووجود الىمام ىمن عدىمه‪ ،‬وأيضا قضية‬ ‫"المسمى"‪ ،‬وهم يستمدون ىموقفهم في العمل الجماعي )التنظيمي( ىمن‬ ‫فتاوى وكتابات عدد ىمن العلما ء القداىمى ىمثل ابن تيمية‪ ،‬والىمام‬ ‫الجويني‪ ،‬والعز بن عبد السلم‪ ،‬وىمن العلما ء المعاصرين الىمام‬ ‫اللباني‪ ،‬وعبد العزيز بن باز‪ ،‬وابن عثيمين‪ ،‬وعبد الردحمن بن عبد‬ ‫الخالق‪ ،‬الذي يقول في كتابه "أصول العمل الجماعي"‪" :‬إن أي جماعة‬ ‫تجتمع على ىمقتضى الكتاب والسنة واللتزام بإجماع الىمة‪ ،‬ولزوم‬ ‫جماعة المسلمين وإىماىمهم هي جماعة ىمهتدية راشدة ىما دام أن اجتماعها‬ ‫وفق هذه الصول ووفق قوله تعالى‪َ} :‬وتَ​َعاَوُنوْا َعَلى اْلبّر َوالتّْقَوى َولَ‬ ‫تَ​َعاَوُنوْا َعَلى اِلْثِم َواْلُعْدَواِن { ]المائدة‪ ،"[2:‬ول يفرق عبد الخالق في‬ ‫تألسيس الجماعات بين دحالتي دحضور الىمام وغيبته‪ ،‬ىمؤكداً "أن وجود‬ ‫الىمام العام ل يلغي وجود الجماعة الصغرى‪ ،‬وجماعة الدعوة والبر‬ ‫والدحسان‪ ..‬فإذا كان الىمام العام راشداً قائما بالحق فإن الجماعة‬ ‫الصغرى لسند له وقوة"‪.‬‬ ‫وبشكل عام يرى السلفيون جواز وىمشروعية العمل الجماعي‬ ‫)المنظم(‪ ،‬بشرط تحقيق المصلحة ودفع المفسدة‪ ،‬وهو ىما يلزم عندهم‬ ‫أشيا ء ىمنها‪ :‬عدم المصادىمة ىمع الحكوىمات المدنية؛ لن ذلك يجر على‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪129‬‬


‫الدعوات كثيراً ىمن المفالسد ويجعل الناس تستهين بدىما ء المسلمين‪،‬‬ ‫والبعد عما يفهم ىمنه خطأ البيعة والسرية دحال التمكن ىمن الجهر‬ ‫بالدعوة‪ ،‬فتكون السرية دحينئذ ىمخالفة للمقصود ىمنها‪ ،‬وعدم التعصب‬ ‫للجماعة‪ ،‬بل يكون التعصب للحق‪.‬‬ ‫وفي إطار الجدال دحول "البيعة" المعروفة لدى "الخوان"‬ ‫و"الجماعة" و"الجهاد"‪ ،‬وقضايا أخرى ىمثل "السرية" و"الخروج على‬ ‫الحاكم"‪ ،‬يرى السلفيون أن البيعة ليست شرطاً للعمل الجماعي‪ ،‬بل‬ ‫يرون إىمكانية وجود عمل جماعي بغير بيعة‪ ،‬وكذلك عمل جماعي‬ ‫علني غير لسري‪ ،‬وأيضا ىمن دون خروج على السلطات القائمة‪ ،‬بل‬ ‫يرون أن هذا هو الصل والكثر شيوعاً لديهم‪.‬‬ ‫فقد لسئل الشيخ يالسر برهاىمي عن رأيه في البيعة التي تأخذها‬ ‫الجماعات لقادتها؟ فأجاب‪" :‬أقول بل ىمداراة‪ ،‬ول ىمداهنة‪ ،‬ول كذب‬ ‫لمصلحة الدعوة‪ ،‬ول تعريضا ‪ -‬كما يحاول البعض أن يتهمنا ‪ -‬ليس‬ ‫عندنا بيعة‪ ،‬وإنما نرى تحقيق التعاون على البر والتقوى‪ ..‬وأن هذا لزم‬ ‫لنا ىمن غير بيعة"‪ ،‬وهو يرى أن ىمسألة البيعة دحصل فيها "نوع ىمن‬ ‫الخلل في الفهم؛ لن البيعة التي رآها بعض العلما ء جائزة على الطاعات‬ ‫أو ىمشروعة‪ ،‬ظنها الناس أنها بالمعنى السيالسي‪ ،‬وتحولت على يد‬ ‫الخوان ىمن بيعة تشبه البيعة الصوفية إلى البيعة السيالسية‪ ،‬وأصبح‬ ‫المرشد بمنزلة الىمام والحاكم على أفراد الجماعة"‪.‬‬ ‫وهو يفرق بين ىمعان ىمختلفة للبيعة بعضها لسيالسي "وهذا يكون‬ ‫للىمام الممكن"‪ ،‬لكن هناك بيعة أخرى على الطاعات‪ ،‬ويضرب‬ ‫برهاىمي ىمثالً لذلك بالمبايعة على إقاىمة الصلة‪ ،‬دحيث إن "الرلسول ‪-‬‬ ‫صلى ا عليه ولسلم ‪ -‬كان يبايع الناس على إقاىمة الصلة‪ ،‬وإيتا ء‬ ‫الزكاة‪ ،‬والنصح لكل ىمسلم‪ ،‬وهو أىمر ىمشروع إذ هو نوع ىمن العهد‪،‬‬ ‫كأن أقول لك ىمثل‪ :‬عاهدني بأن تحافظ على صلة الجماعة‪ ،‬عاهدني‬ ‫على أن تحقق التعاون على البر والتقوى‪ ،‬عاهدني بأن تحافظ على‬ ‫طلب العلم"‪.‬‬ ‫‪ 130‬الخوان والسلفيين‬


‫أىما بالنسبة لـ"العلنية" فهي اختيار فكري لدى السلفيين‪ ،‬غير ىمتأثر‬ ‫بالظروف الىمنية أو غيرها؛ لن "السرية" كمبدأ ىمرفوضة عندهم‬ ‫تماىمًا‪ ،‬رغم كونهم يعترفون بأنها )السرية( ىمنهج نبوي قديم‪ ،‬كما كان‬ ‫عليه الحال في دار )الرقم بن أبي الرقم( ودعوات النبيا ء في كثير‬ ‫ىمن الدحيان‪ ،‬وقد لسئل يالسر برهاىمي عن شعار )السلمية والعلنية( الذي‬ ‫رفعه السلفيون‪ ،‬فذهب إلى‪" :‬أن الصل في الدعوة العلن والبيان‪،‬‬ ‫ونحن في واقعنا ل نحتاج إلى لسرية‪ ،‬وقد تمكنا ىمن الدعوة العلنية بحمد‬ ‫ا"‪ ،‬وبالنسبة للسرية يوضح أنها "لسرية وهمية أضر ىمن العلنية"‪ ،‬أىما‬ ‫)السلمية( فبها يحصل أنواع ىمن الخير ودفع الشر لهل اللسلم‪ ،‬لكن‬ ‫"ل يعني ذلك أن كل أدحوال المسلمين في كل ىمكان وزىمان كذلك‪ ،‬فنحن‬ ‫ل نبطل الجهاد بالقوة والسنان‪ ،‬وىموقفنا واضح ىمن الجهاد في بلد‬ ‫المسلمين التي نزلها العدا ء‪ ،‬كأفغانستان والبولسنة وفلسطين والشيشان‬ ‫والعراق"‪ ،‬على دحد قوله‪.‬‬ ‫وىمن ثم يرى السلفيون أنهم ليسوا بحاجة إلى ىما اصطلح على‬ ‫تسميته بـ"التنظيم"؛ نظراً لن جل دعوتهم ىمنصب على العمل التربوي‬ ‫والدعوى داخل المساجد‪ ،‬وبالتالي فودحدة العمل عند السلفيين ل تحتاج‬ ‫إلى قدر كبير ىمن العمق التنظيمي‪ ،‬دحيث ل دحاجة لجنحة لسيالسية‬ ‫وأخرى اقتصادية‪ ،‬ونحو ذلك ىمما "يغري" الدحزاب والجماعات‬ ‫السيالسية‪ ،‬ولعل طبيعة العمل السلفي الذي يبتعد عن السيالسة‬ ‫وىمعاركها‪ ،‬جعل اهتمام السلفيين ىموجهاً باللساس إلى تربية الفراد‪،‬‬ ‫ورفع ىمستواهم العلمي )الديني(‪ ،‬وقدرتهم على رؤية الواقع وقيالسه‬ ‫بمقاييس شرعية‪.‬‬ ‫ولعل ىما لسبق يفسر لنا طبيعة الحركة السلفية وعملها في‬ ‫اللسكندرية؛ إذ كان ىمنصبا باللساس على نشر المنهج السلفي ىمن خلل‬ ‫الدروس والندوات والدورات العلمية‪ ،‬فهي دحالة دينية في عموىمها تهتم‬ ‫بالبعاد العلمية والدعوية والتربوية‪ ،‬وهذه ل تحتاج إلى تنظيمات ول‬ ‫عمل تنظيمي‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪131‬‬


‫ول ُيخفي السلفيون أن العائق الىمني وىما قد يجره ىمن اتهاىمات‬ ‫وىملدحقات كان نصب أعينهم وهم يتخلون طواعية عن العمل‬ ‫التنظيمي‪ ،‬ىمبتعدين بمنهجهم عن ىمسلك باقي الجماعات اللسلىمية‪ ،‬وهم‬ ‫يعتبرون في ذلك بتجارب تاريخية ىمألساوية ىمرت على المجتمع‬ ‫المصري‪ ،‬وكانت نتيجتها لسيئة على صحوة العمل اللسلىمي‪ ،‬ليس في‬ ‫ىمصر ودحدها بل في العالم‪ ،‬فهم يعدون العاىمل الىمني أدحد العواىمل التي‬ ‫تؤثر في رؤيتهم للتنظيم‪ ،‬وإن كان ليس العاىمل الودحيد‪.‬‬ ‫فإلى جانب الحاجز الىمني يذهب السلفيون إلى أن ظروف النشأة‬ ‫لديهم ‪ -‬التي تختلف عنها لدى الخوان ‪ -‬لسبب آخر جعلهم ل يفكرون‬ ‫في ىمسألة التنظيم‪ ،‬فبينما أتادحت نشأة الخوان القديمة تاريخياً فرصة‬ ‫أكبر ىمن أجل تنظيم صفوفهم وترتيب وظائفهم وواجباتهم والتزاىماتهم‬ ‫الدارية‪ ،‬لم تكن نشأة السلفية الحركية لتهيئ جواً ىمساعداً للتنظيم‪ ،‬وهم‬ ‫يرون أن الواقع الحالي ل يسمح بأي صورة ىمن صور التنظيمات‬ ‫السلفية‪ ،‬في دحين تم التعاىمل ىمع الخوان كأىمر واقع ىمع ىمحاولت عديدة‬ ‫للستئصالهم ل تنجح غالبا؛ لن التنظيم عند الخوان قديم قدم دعوتهم‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫وفي دحين تمثل قضية )السمع والطاعة( عاىمل رئيسيا في النضباط‬ ‫التنظيمي لدى الخوان‪ ،‬يعول السلفيون على تقديم )الدليل الشرعي(‪،‬‬ ‫والنظرة اللسلىمية الصيلة للعلما ء والدعاة ىمن دحيث ادحتراىمهم‬ ‫وتوقيرهم‪ ،‬ىمما يجعل دحبهم وطاعتهم لزىما ىمن لوازم التعاون على البر‬ ‫يقوي البنا ء الرودحي بين عناصر الحركة‪ ،‬وإن كان يلغي الرتباط‬ ‫التنظيمي أو على القل يضعفه‪ .‬يقول الشيخ عبد المنعم الشحات‪:‬‬ ‫"الستطاعت الدعوة عبر عقود قيادة أبنائها دونما أطر تنظيمية أو بأطر‬ ‫ضعيفة؛ ىمما يؤكد ىمتانة الروابط بْين الدعوة وأبنائها"‪ .‬والسبب في ذلك‬ ‫"أنها تربيهم على إتباع الدليل؛ ىمما يجعله هو وىمعلمه في النهاية ‪ -‬وإن‬ ‫تفاوت الفضل والسبق‪ -‬في ىمنزلة "كل يؤخذ ِىمن قوله وُيترك"‬

‫‪ 132‬الخوان والسلفيين‬


‫وعليه ‪ :‬فالسنة ليست دحزبا ول شعارا ول ىمذهبا يتعصب له ‪ ,‬بل‬ ‫هي ىميراث النبوة وىمنهاجها ‪ ,‬والصراط المستقيم ‪ ,‬والعروة الوثقى ‪,‬‬ ‫ولسبيل المؤىمنين ‪ ,‬الواضحة ليلها كنهارها ل يزيغ عنها إل هالك‪ .‬وىما‬ ‫يخرج عن ذلك ىمن الخطا ء والزلت والبدع التي تحدث ىمن أهل البدع‬ ‫أو المنتسبين للسنة ‪ ,‬فليست ىمن السنة في شئ أو ل تحسب على المنهج‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫وىمما جعل هؤل ء الجماعات اللتجا ء إلى العنف وترك رلسالة‬ ‫الشريعة هي الجرا ءات التي قاىمت بها أىمن الدولة ىمن اعتقالت وتعذيب‬ ‫كأنهم عبيد أو كأنهم كفرة بالستعمالهم القوة بدل ىمن التحاور ىمعهم‬ ‫للوصول إلى دحل لصالح بلدنا الحبيبة والرلسالة الساىمية وهى تطبيق‬ ‫الشريعة اللسلىمية ولسنرى في الفصل الثاني أن اىمن الدولة تقوم‬ ‫باللستعانة ببعض رىموز المؤلسسات الدينية الرلسمية كوزارة الوقاف‬ ‫وىمؤلسسة الزهر ىمن اجل تنفيذ السيالسات القمعية والجراىمية تجاه‬ ‫اللسلىميين دون الظهور بمظهر المعادى لدين والمتدينين‪ .‬لضفا ء‬ ‫المشروعية على ىممارلساته الىمنية ‪ ,‬ولبراز اللسلىميين بمظهر‬ ‫المتطرفين الخارجين عن الشرعية‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪133‬‬


‫الفصل الثانى‬ ‫العقلية المنية‬

‫‪ 134‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪135‬‬


‫التنسيق مع وزارة الوقاف ‪:‬‬

‫كشفت وثيقة خطيرة عن عدد كبير ىمن الفعاليات الدينية التي تتم بنا ء‬ ‫على التنسيق بين أىمن الدولة ووزارة الوقاف دحيث ورد فيها ‪:‬‬ ‫ىمبادحث أىمن الدولة ‪ -‬ىمجموعة ىمكافحة النشاط المتطرف – قسم‬ ‫الجمعيات اللسلىمية‪.‬‬ ‫كتاب دوري رقم ‪237/89‬‬ ‫السيد اللوا ء ىمفتش ىمبادحث أىمن الدولة‬ ‫تحيه طيبة وبعد‪،‬‬ ‫في إطار التعاون والتنسيق المستمر ىمع المسئولين بوزارة الوقاف ‪,‬‬ ‫بهدف تمكينهم ىمن الضطلع بالدور الرئيسي لددحض وتفنيد الفكار‬ ‫المنحرفة عن صحيح الدين ‪ ,‬وتوصيل المفاهيم الدينية الصحيحة للشباب‬ ‫المسلم في ىمواجهة ظاهرة التطرف ‪ :‬فقد تم ىمؤخرا عقد لقا ء ىمع السيد‬ ‫الدكتور وزير الوقاف تم خلله التفاق على ىما يلي ‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬بالنسبة لقوافل الدعوة ‪:‬‬ ‫اتفق على أن تبدأ القافلة الرئيسية للدعوة برئالسة السيد الوزير وبرفقته‬ ‫فضيلة المفتى والشيخ عطية صقر لعقد المؤتمرات الشعبية والندوات‬ ‫بالمحافظات التي تشهد تصاعدا ىملحوظا في نشاط العناصر المتطرفة‪.‬‬ ‫كما اتفق على تشكيل عدد ‪ 7‬قوافل ىمركزية للدعوة بكل قافلة ثلثة‬ ‫ىمن كبار العلما ء والدعاة ذوى الثقل الجماهيري على أن يكونوا ىمن‬ ‫الشخصيات التي تتميز بالقدرة على إجرا ء الحوارات الفكرية دون‬ ‫الكتفا ء بشرح المفاهيم الدينية والفقهية دحتى يمكن أن تأتى هذه الجولت‬ ‫بالنتائج المرجوة‪.‬‬ ‫كذا تم التنسيق لختيار ىمجموعة أخرى ىمن بين الئمة والدعاة‬ ‫ورؤلسا ء الجمعيات الدينية للشتراك ضمن القوافل المركزية والمقرر أن‬ ‫تجوب باقي ىمحافظات الجمهورية‪.‬‬ ‫‪ 136‬الخوان والسلفيين‬


‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة للجاىمعات ‪:‬‬ ‫اتفق على أن يتم التنسيق ىمن جانب فروع الدارة ىمع السادة عمدا ء‬ ‫الكليات لتوجيه الدعوة للسيد وزير الوقاف خلل افتتاح المولسم الثقافي‬ ‫بالجاىمعات لعتبارها ىمنالسبة جيدة ‪ ,‬ودحتى ل يثير كثرة تواجده بالكليات‬ ‫والجاىمعات آية الستفسارات أو دحسالسيات ىمن قبل العناصر المناهضة أو‬ ‫اتحادات الطلب ىمع التركيز على الكليات التي تتميز بوجود بؤر للنشاط‬ ‫بين طلبها‪.‬‬ ‫إقرار التولسع في إنشا ء المساجد الشاىملة‪ .....‬على أن يتم التنسيق بين‬ ‫فروع الدارة وىمديريات الوقاف لختيار أنسب ىمكان بكل ىمحافظة‬ ‫لنشا ء المسجد الشاىمل بها‪.‬‬ ‫وهذا وقد تم طرح عدد ىمن المقتردحات والتي لقت تردحيبا ىمن السيد‬ ‫الوزير ولسيتم العمل بها خلل المردحلة المقبلة وتشمل ‪:‬‬ ‫تكوين لجنة للدعاة بكل ىمحافظة تضم ىمدير الوقاف وىمدير الدعوة‬ ‫وعدد ‪ 10‬ىمن أدحسن الدعاة واكفأئهم للشراف على خطة الدعوة بكافة‬ ‫المواقع الهاىمة بالمحافظات ) القرى ‪ ,‬والمساجد و والمدارس و‬ ‫والتجمعات الجماهيرية والعمالية (‪.‬‬ ‫التنسيق ىمع السيد وزير العلم لتسجيل ندوات القوافل الهاىمة‬ ‫وإذاعتها بصفة دورية على أن يتم العلن عنها قبل انعقادها بوقت كاف‬ ‫‪ ,‬ىمما يساهم في رفع ىمستواها ودحيويتها وتأثيرها في الولساط الشبابية‪.‬‬ ‫تنظيم ىمسابقات ثقافية في وقت لسابق قبل عقد الندوات على أن يشار‬ ‫إلى أن إعلن ألسما ء الفائزين لسيتم خلل الندوة‪ ....‬ىمع ىمراعاة إن تكون‬ ‫الجوائز ىمشجعة للشباب كردحلة عمرة ىمجانية‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫بحث إىمكانية ضم عدد ىمن المتخصصين للقوافل‪ ...‬بخلف الدعاة‬ ‫والشيو خ لتدعيم أرا ء العلما ء ىمن النادحية العلمية والعملية وذلك ىمن بين‬ ‫الشخصيات المتعمقة في درالسة وىمعالجة ظاهرة التطرف كأدحد القضايا‬ ‫المعاصرة‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪137‬‬


‫رجا ء المتابعة والتنسيق ىمع المسئولين بالمحافظة وىمديرية الوقاف‬ ‫لتخاذ الجرا ءات اللزىمة لوضع ىما ألسفر عنه الجتماع ىموضع التنفيذ‬ ‫ىمع ىموافتنا بصفة عاجلة بما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ألسما ء الدعاة الذين يرى الفرع صلدحيتهم للنضمام بلجنة الدعوة‬ ‫بالمحافظة عدد ‪ 10‬على أن يكونوا ىمن أدحسن الدعاة وأكفأهم للشراف‬ ‫على خطة الدعوة بمختلف أنحا ء المحافظة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ألسما ء الدعاة الذين يرى الفرع اللستعانة بهم خلل القوافل‬ ‫المركزية للدعوة عدد ‪ 2‬على أن يكونوا ىمن العلما ء الذين لديهم ثقافة‬ ‫دينية واجتماعية والسعة ‪ ,‬ويملكون القدرة على إجرا ء دحوار ديني ىمثمر‬ ‫ىمع عناصر الجماعات المتطرفة وتوضيح المفاهيم الدينية الصحيحة ىمن‬ ‫خلل ىمناظرة تلك العناصر وتنفيد أفكارها المتطرفة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحديد القضايا الملحة والمعاصرة والتي يرى طردحها للمناقشة‬ ‫خلل لقا ءات القوافل المركزية للدعوة أو لقا ءات لجنة الدعاة بالمحافظة‪...‬‬ ‫والى تمثل أهم المحاور لفكار تلك الجماعات‪.‬‬ ‫تحديد السم المسجد الذي يقترح تطبيق نظام المسجد الشاىمل به‬ ‫) ويضم ىمكتبة إلسلىمية – ىمستشفى – ىمكتب تحفيظ قرآن – عيادات‬ ‫خارجية‪ ...‬الخ ( ‪ ,‬واقترادحات الفرع في هذا الصدد لتحقيق أكبر قدر ىمن‬ ‫الرتباط بين المسجد والبيئة المحيطة ‪ ,‬وكذا التأثير المتبادل المطلوب‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫لوا ء‪ /‬ىمساعد أول وزير الداخلية‬ ‫لشئون ىمبادحث اىمن الدولة‬ ‫ىمصطفى كاىمل‬ ‫‪4/12/1989‬م‬ ‫التنسيق مع الزهر ‪:‬‬

‫‪ 138‬الخوان والسلفيين‬


‫يحرص أىمن الدولة على التنسيق ىمع بعض القيادات الزهرية لمنع‬ ‫أي السلىمى ىمن تولى ىمناصب قيادية بمؤلسسة الزهر ‪ ,‬وقد كشفت إدحدى‬ ‫الوثائق الىمنية الصادرة عام ‪1987‬م عن تنسيق أىمن الدولة ىمع‬ ‫المسئولين والعاىملين بالمؤلسسات الزهرية للسقاط ىمرشحي جماعة‬ ‫الخوان في انتخابات نقابة العاىملين بالزهر عام ‪1987‬م ‪ ,‬بالضافة‬ ‫لجهاض نشاط الداعمين لمرشحي الجماعة خلل فترة ىما قبل‬ ‫النتخابات‪.‬‬ ‫وتكشف وثائق أخرى عن تماهى بعض ىمشائخ الزهر ىمع الىمن‬ ‫وذهابهم إلى المعتقلين في السجون لقناعهم بانحراف ىمهجهم ‪ ,‬ولدعوتهم‬ ‫إلى التوبة ‪ ,‬في ذات الوقت الذي ل ينكر فيه هؤل ء المشائخ على النظام‬ ‫اضطهاده للداعين لتحكيم الشريعة ‪ ,‬وتعذيبهم ولسجنهم دون ارتكابهم لي‬ ‫جرم ‪ ,‬دحيث ورد في إدحدى الوثائق الىمنية التالي ‪:‬‬ ‫السيد ىمساعد أول وزير الداخلية لمبادحث أىمن الدولة‪.‬‬ ‫ىمجموعة ىمكافحة النشاط المتطرف‬ ‫تحية طيبة وبعد‪،‬‬ ‫في إطار خطة تطوير العمل بالفرع للعمل على الحد ىمن ازدياد‬ ‫ظاهرة التطرف ‪ ,‬وتجنيد عناصر جديدة لصالح النشاط المتطرف ‪ ,‬فقد‬ ‫تم وضع خطة تستهدف التي ‪:‬اختيار وادحد ىمن العلما ء الدارلسين‬ ‫المتفقهين بأىمور الدين ‪ ,‬واصطحابه إلى السجن ‪ ,‬وذلك لعقد لقا ءات بداية‬ ‫ىمع العناصر المستقطبة دحديثا ‪ ,‬وذلك في ىمحاولة لتحييدهم عن النشاط أو‬ ‫العمل لصالح الفرع ‪ ,‬وفى دحالة نجاح تلك الخطة يتم عقد لقا ءات فردية‬ ‫ىمع قيادات الجماعة كل على دحدة داخل السجن في ىمحاولة لتحييدهم عن‬ ‫النشاط والبعد عن التطرف‪.‬‬ ‫وقد أىمكن للسيد ضابط الموضوع ىمن التنسيق ىمع أدحد العلما ء ‪ ,‬والذي‬ ‫أبدى الستعدادا طيبا للتعاون في هذا المجال دون أي ىمقابل ‪ ,‬وذلك دحرصا‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪139‬‬


‫على ىمصلحة البلد والعمل الوطني ‪ ,‬وردحب بالذهاب للسجن في ىمحاولة‬ ‫لقناع العناصر المتطرفة بالعدول عن نشاطهم‪.‬‬ ‫وقد لسبق لهذا العالم الديني أن ألقى عدة ندوات بالىمن المركزي‬ ‫واتحاد الشرطة الرياضي خلل شهر رىمضان ‪ ,‬إلى لقا ءاته المتعددة‬ ‫وبراىمجه في إذاعة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ىمعلوىمات العالم المرشح ‪ ):‬اللسم الرباعي ىمذكور بالوثيقة (‬ ‫ىمواليد ‪9/12/1946‬م القاهرة‪.‬‬ ‫ألستاذ الفقه المقارن ورئيس قسم الدرالسات اللسلىمية والمشرف على‬ ‫المواد الدينية بكلية ألسنان جاىمعة الزهر ‪ ,‬وىمحاضر بإذاعة القرآن‬ ‫الكريم‪......‬‬ ‫وبالكشف عنه بأرشيف الدارة لم يستدل على ىمعلوىمات لسيالسية‬ ‫ىمسجلة‪.‬‬ ‫برجا ء الدحاطة‪ ....‬وتفضلوا بقبول فائق الدحترام‬ ‫‪12/5/1991‬م‬ ‫لوا ء‪ /‬ىمفتش ىمبادحث أىمن‬ ‫رائد‪/‬‬ ‫الدولة بالجيزة‬ ‫نبيل عطية‬ ‫أشرف قادوس‬

‫‪ 140‬الخوان والسلفيين‬


‫الفصل الثالث‬ ‫بعد ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪141‬‬


‫‪ 142‬الخوان والسلفيين‬


‫الجماعات السلفية ظاهرة سعودية التمويل إرهابية الفكر‪:‬‬

‫طفت على لسطح المشهد السيالسي والجتماعي العديد ىمن الظواهر‬ ‫المقلقة التي باتت تهدد السلم الهلي لبعض الدول لسيما نشاط بعض‬ ‫الجماعات المتصف بالعنف والترهيب كما هو الحال بالتنظيمات‬ ‫السلفية في كل ىمن ىمصر واليمن ولسوريا ‪ ,‬بالضافة إلى بعض البلدان‬ ‫الخرى‪.‬‬ ‫ويتقاطع فكر وايدولوجيا تلك التنظيمات المتطرفة ىمع الديمقراطيات‬ ‫الناشئة ‪ ,‬خصوصا إنها دعمت بشكل ىمستمر النظمة الديكتاتورية‬ ‫العربية ‪ ,‬بشكل غير ىمعلن بحسب بعض المحللين ‪ ,‬كما تتقاطع جمل‬ ‫وتفصيل ىمع ىمبادئ دحقوق النسان والحريات العاىمة والشخصية ىمما‬ ‫يثير خشية الكثير ىمن المجتمعات التي باتت على ادحتكاك ىمباشر ىمع تلك‬ ‫التنظيمات جغرافيا واجتماعيا‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال تتمتع التنظيمات السلفية بدعم ىمحدود ىمن السعودية ‪,‬‬ ‫خصوصا المنظمات المتطرفة هناك ‪ ,‬ىمما يتيح لها إىمكانيات كبيرة‬ ‫لتمويل أنشطتها المشبوهة والتي غالبا ىما اتصفت بالعنف الجتماعي‪.‬‬ ‫المشهد المصري ‪:‬‬

‫ظهرت قوى لسيالسية بالسم الحركة السلفية في ىمصر بعد ثورة ‪25‬‬ ‫يناير ‪ ,‬وتنافسها على السلطة السيالسية ‪ ,‬وذلك بعد الثورة التي أطادحت‬ ‫بمبارك وأطلقت العنان لقوى اجتماعية ولسيالسية ظلت ىمهزوىمة لفترة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫وتحدث عبد المنعم الشحات ‪ ,‬المتحدث بالسم السلفيين الذين أىمضوا‬ ‫لسنوات طويلة في السجون في ظل دحكم ىمبارك ‪ ,‬أن ىمصر لستشهد‬ ‫ىمعركة بين رؤيتين‪ .‬فمع اقتراب النتخابات البرلمانية المقررة في‬ ‫لسبتمبر المقبل ‪ ,‬فان السلفيين يستعدون للظهور كقوة لسيالسية قوية في هذا‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪143‬‬


‫السباق الذي لسيصبح الستفتا ء غير رلسمي على لسؤال إلى ىمدى يجب أن‬ ‫تحكم ىمصر دينيا في ىمردحلة ىما بعد الثورة‪.‬‬ ‫ورغم أن السلفيين أقل خبرة ىمن النادحية السيالسية ىمن جماعة الخوان‬ ‫المسلمين ‪ ,‬إل أنهم يحدثون تغييرا كبيرا في المشهد السيالسي في البلد‬ ‫التي ظلت ىمحكوىمة ىمن قبل ىمستبد علماني طوال ثلثة عقود‪ .‬فقاده‬ ‫السلفيين يشكلون أدحزابا لسيالسية ويستفيدون ىمن المدونات المزدهرة في‬ ‫المنطقة ويعيدون تقديم أنفسهم في المجتمعات التي ظلت تعتبرهم لفترة‬ ‫طويلة ىمنبوذين‪.‬‬ ‫وتحدث عبد ا الشعل ‪ ,‬الدبلوىمالسي السابق والمرشح للنتخابات‬ ‫الرئالسية ‪ ,‬قوله إن السلفيين لسيكونون قادرين على دحشد قاعدة كبيرة ىمن‬ ‫المؤيدين في النتخابات‪ .‬فهم يصوتون بحسب الواىمر وليس القناعات‪.‬‬ ‫ول يتوقع أدحد بين السيالسيين الذين كانوا لسلفيين في ىمهدهم تحقيق‬ ‫ىمكالسب ىمفاجئة في يوم النتخابات بالنسبة للحركة التي تضم قادة أبدوا‬ ‫إعجابهم بألساىمة بن لدن زعيم تنظيم القاعدة لكن الشحات ‪ ,‬وغيره ىمن‬ ‫قادة السلفيين يقولون إنهم ينون لعب دور ىمهم في صياغة الدلستور الجديد‬ ‫لضمان أن يعكس تفسير صارم للشريعة اللسلىمية‪.‬‬ ‫متصوكفة مصر ‪:‬‬

‫إلى ذلك ولسط الزقة الضيقة لحى السيدة زينب يهز نحو ىمائة رجل‬ ‫رؤولسهم وينشدون بإيقاع وادحد السم الجللة‪ .‬وينشد رجل يرتدى جلبابا‬ ‫) نشرتي الخير نشرا ( للدحتفال بمولد السيدة فاطمة الزهرا ء ابنة‬ ‫الرلسول ) صلى ا عليه ولسلم ( والرجال ىمن إتباع الطريقة العزىمية‬ ‫الصوفية ويقولون إن عاداتهم ىمهددة ىمن إلسلىميين يريدون تولسيع نطاق‬ ‫نفوذهم بعد الطادحة بالرئيس المخلوع دحسنى ىمبارك‪.‬‬ ‫وهذا التوتر قديم بين نحو ‪ 15‬ىمليون صوفي في البلد ينتمون لنحو‬ ‫‪ 80‬طريقة والسلفيين الذين يعتبرون الممارلسات الصوفية بتبجيل‬ ‫‪ 144‬الخوان والسلفيين‬


‫الضردحة بدعة‪ .‬وقادت الطادحة بالرئيس المخلوع دحسنى ىمبارك في‬ ‫فبراير لتخفيف قبضة الدولة على الجماعات اللسلىمية التي قمعها‬ ‫ىمستغل قانون الطوارئ المفروض ىمنذ ‪1981‬م‪.‬‬ ‫وفى ىمسعاهم للدفاع عن عاداتهم التي ترجع لقرون ىمضت ربما‬ ‫يتحول بشكل تدريجي ىما بدأ ككيان ديني فضفاض لحركة لسيالسية‪.‬‬ ‫وقال المحلل السيالسي نبيل عبد الفتاح إن الصوفيين يمكن إن يشكلوا‬ ‫كتلة تصويتية ىمهمة إذا ودحدوا صفوفهم ىمضيفا إن قوتهم السيالسية‬ ‫والتنظيمية اقل ىمن قوتهم العددية‪.‬‬ ‫وقال عل ء أبو العزايم شيخ طريقة العزايمية إن ىمساعي جماعة‬ ‫الخوان المسلمين والجماعات السلفية للنخراط في العمل السيالسي‬ ‫الرلسمي تهدد التساىمح الديني وتلزم الصوفيين بن ينحوا نفس المنحى‪.‬‬ ‫وقال أبو العزايم إن السلفيين والخوان المسلمين إذا تقلدوا زىمام الحكم‬ ‫قد يلغون المشيخة الصوفية وأضاف انه ينبغي إن يكون هناك دحزب‬ ‫للصوفيين لهذا السبب‪.‬‬ ‫كما توجد الضردحة في القرى والبلدات وكثير ىمنها داخل ىمساجد في‬ ‫إنحا ء ىمصر وهو ىما يغضب السلفيين‪.‬‬ ‫كما يرفض بعض المحافظين ىموالد الوليا ء التي تتخذ طابعا ادحتفاليا‬ ‫ويرتادها غير الصوفيين في ىمصر‪.‬‬ ‫وبرزت ىمخاوف الصوفيين بشأن ىما ينتظر عاداتهم في المستقبل في‬ ‫ابريل دحين هاجم نحو عشرين إلسلىميا يحملون المناجل والمطارق‬ ‫ضريحا يزوره صوفيون في القليوبية شمالي القاهرة‪ .‬وفشل ىمخططهم‬ ‫بعدىما تجمع ىمواطنون ودافعوا عن المكان الذي ظل ىمصانا عبر الجيال‪.‬‬ ‫ونفى لسلفيون إن أنصارهم ورا ء الهجوم وأدانوه ولكنهم أوضحوا‬ ‫ىمعارضتهم لقاىمة الضردحة‪.‬‬ ‫وقال الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث بالسم الحركة السلفية في‬ ‫اللسكندرية ) ل ترفض الدعوة السلفية التصوف‪ .‬نحن نرفض التمسح‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪145‬‬


‫بالقبور والضردحة والتبرك بها لنه ىمصادم للشرع (‪ .‬وذكر إن السلفيين‬ ‫يؤىمنون إن الحجر اللسود الموجود في الكعبة في ىمكة هو فقط ىما يمكن‬ ‫التبرك به‪.‬‬ ‫ويحظر الدلستور المصري تشكيل أدحزاب على ألساس ديني‪ .‬ولم يمنع‬ ‫ذلك الجماعات السلفية ىمثل الجماعة اللسلىمية وجماعة الخوان‬ ‫المسلمين ىمن تشكيل أدحزاب للمنافسة في النتخابات البرلمانية التي‬ ‫تجرى في لسبتمبر‪ .‬ولم يظهر اى دحزب صوفي ول يرى إتباع الصوفية‬ ‫جدوى ىمن تشكيل دحركة لسيالسية‪.‬‬ ‫ولكن دحزب التحرير الوليد تعهد بالدفاع عن ىمصالحهم واجتذاب‬ ‫ىمعظم اعضائة ىمن الصوفيين‪ .‬وقال ىمؤلسس الحزب في ىمصر إبراهيم‬ ‫زهران ) ىما ىمن شك إن الطوفان ) اللسلىمى ( القادم يخيفهم (‪.‬‬ ‫وأي تحرك لسيالسي واضح يمثل خروجا عن ىمسلك الصوفيين‬ ‫المصريين الذين ىمالوا للذعان لرادة القادة السيالسيين ىمنذ القرن الثاني‬ ‫عشر‪.‬‬ ‫ويقول عمار على دحسن البادحث في علم الجتماع السيالسي ) ىمن‬ ‫السلطان صلح الدين اليوبى إلى ىمبارك كانت الصوفية تستغل ىمن‬ ‫الدولة لتعزيز شرعيتها (‪.‬‬ ‫وفى ىمؤشر على الستعداد أكبر لتحدى السلطة نظم شيو خ ‪ 13‬طريقة‬ ‫صوفية اعتصاىما ىمنذ الول ىمن ىمايو للمطالبة بإبعاد الشيخ عبدا لهادى‬ ‫القصبى شيخ ىمشايخ الطرق الصوفية الذي عينه ىمبارك في عام ‪2009‬م‪.‬‬ ‫ويقولون إن القصبى خرج عن تقليد تعيين أكبر الشيو خ لسنا في‬ ‫المنصب ورفضوا توليه لنه كان عضوا في الحزب الوطني الديمقراطي‬ ‫المنحل‪.‬‬ ‫ويعارض كثير ىمن الصوفيين فكرة الدولة الدينية على غرار النموذج‬ ‫اليرانى أو الوهابي في السعودية‪.‬‬

‫‪ 146‬الخوان والسلفيين‬


‫وانتقد الشيخ جابر قالسم ىمن اللسكندرية الطمودحات السيالسية للخوان‬ ‫وشعارهم ) اللسلم هو الحل ( ‪ ,‬وقال ) دي ىمسألة تعبدية‪ ..‬دعوة‪ ...‬كيف‬ ‫إذن يمارلسون السيالسة ؟ هل هذا نفاق ( ؟‬ ‫اختراق موقع أخبار اليوم ‪:‬‬

‫ىمن جانب آخر أدانت الشبكة العربية لمعلوىمات دحقوق النسان ‪,‬‬ ‫عملية القرصنة التي تعرض لها ىموقع جريدة أخبار اليوم الليكتروني ‪,‬‬ ‫على يد ىمجموعة ىمن السلفيين بعد نشر كاريكاتير ينتقد الجماعات السلفية‬ ‫‪ ,‬على صفحات الجريدة نفسها‪.‬‬ ‫وقالت الشبكة في بيان رلسمي ‪ ,‬إن ىمجموعة ىمن المحسوبين على أدحد‬ ‫الدحزاب الجديدة التي ىمازالت تحت التألسيس تقدىمت ببلغ للنائب العام ‪,‬‬ ‫تتهم الكاتب أدحمد رجب وفنان الكاريكاتير ىمصطفى دحسين بازدرا ء الدين‬ ‫اللسلىمى ‪ ,‬وتحريض الرأي العام ضد السلفيين والسخرية ىمنهم ‪ ,‬ىمؤكدة‬ ‫على أن ىمن ألسمتهم بـ ) قراصنة لسلفيون ( هم ىمن اخترقوا ىموقع جريدة‬ ‫أخبار اليوم والستبدلوا صفحتها الرئيسية بصفحة كتب فيها ألسباب‬ ‫الختراق التي أرجعها القراصنة إلى الكاريكاتير نفسه‪.‬‬ ‫وكانت جريدة إخبار اليوم قد نشرت في صدر صفحتها الولى‬ ‫كاريكاتير ىمن فكرة الكاتب ادحمد رجب ورلسوم الفنان ىمصطفى دحسين ‪,‬‬ ‫يحتوى على دحوار لساخر – لدحد الشخاص يبدى رغبته في أن يصبح‬ ‫لسلفيا ‪ ,‬ويرتدى جلباب ويترك لحيته لتحقيق ىمكالسب شخصية ‪ ,‬وهو ىما‬ ‫يعد نقدا للشخاص التي تتخفى في عبا ءة دينية لتحقيق ىمميزات لسيالسية‬ ‫واجتماعية ‪ ,‬وهذا ىما اعتبره بعض السلفيين إلسا ءة للدين اللسلىمى‬ ‫ولسخرية ىمنهم ‪ ,‬برغم أن الكاريكاتير لم يوجه أي نقد ىمباشر للجماعات‬ ‫السلفية ‪ ,‬أو الدين اللسلىمى ‪ ,‬وإنما كان نقده المباشر للذين ينضمون لتلك‬ ‫الجماعات بهدف تحقيق ىمكالسب شخصية‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪147‬‬


‫وطالبت الشبكة العربية السلطات المصرية أن تتخذ إجرا ءات ضد‬ ‫قراصنة المواقع الليكترونية ‪ ,‬ىمؤكدة على انه ليس ىمن المقبول أن يترك‬ ‫الباب ىمفتودحا أىمام كل ىمن ل يعجبة آرا ء الخرين أن يقوم هو بمعاقبتهم‬ ‫عن طريق اختراق ىمواقعهم الليكترونية خارج إطار القانون ‪ ,‬الذي‬ ‫يجب أن يحترىمه الجميع ‪ ,‬ويعاقب على الخروج عنه ‪ ,‬ىمشددة على‬ ‫ضرورة عدم ترك الباب ىمفتودحا أىمام قضايا الحسبة السيالسية التي عانت‬ ‫ىمنها ىمصر طويل ‪ ,‬أثنا ء دحكم ىمبارك للبلد ‪ ,‬وأن تعدل القوانين‬ ‫والتشريعات المصرية بما ل يجعل ىمن السهل إن يأخذ أي شخص ىمن‬ ‫المبدعين ونشطا ء الرأي إلى المحكمة على خلفية آرائهم‪.‬‬ ‫وقالت الشبكة العربية لمعلوىمات دحقوق النسان ‪ ,‬انه أىمر ىمرفوض‬ ‫تماىما أن يفرض أي أشخاص أو ىمجموعات رقابة على البداع ودحرية‬ ‫التعبير بمزاعم واهية ‪ ,‬تشبه التي الستخدىمها نظام ىمبارك لقمع دحرية‬ ‫التعبير وإقصا ء المختلفين ىمعه في الرأي ‪ ,‬ىمؤكدة على أن الثورة‬ ‫المصرية قاىمت في اللساس لتكفل الحريات العاىمة وىمن بينها دحق دحرية‬ ‫التعبير للجميع ‪ ,‬وهو ىما الستفادت ىمنه الجماعات السلفية التي عانت كثيرا‬ ‫ىمن لسيالسة تكميم الفواه في عصر ىمبارك‪.‬‬ ‫هكذا ركبت الجماعات اللسلىمية ىموجه الثورة لن الثورة بدون وليد‬ ‫لنها قاىمت على ىمجموعة ىمن الشباب الذي يريد الحرية وعدم الضغط‬ ‫عليه بأي صورة ىمن الصور وهنا الستغلت الجماعات اللسلىمية الثورة‬ ‫لتحقيق أهدافهم وليس لتحقيق الشريعة اللسلىمية وإنما اتخذوا اللسلم‬ ‫شعار فقط للوصول لعلى المناصب انتقاىما ىمما كان يحدث ىمعهم في‬ ‫السلف الماضي فكل ىمصري وكل ىمصرية هم بالفعل ىمسلمين لسالمين‬ ‫ويعرفون إلسلىمهم دحق المعرفة ونحن جميعا نعلم إن الدولة المصرية‬ ‫إلسلىمية وقانونها الدين اللسلىمى الدين السمح دين الولسطية ودين السلم‬ ‫ونحن جميعا لسلفيين لسلفا لسيدنا النبي ) صلى ا عليه ولسلم ( فلن نسمح‬ ‫لحد اتخاذ الدين شعار لتحقيق أطماعة وإنما لسنقف في وجه كل ىمن‬ ‫تسول له نفسه أن يتلعب بنا تحت شعار اللسلم هو الحل ونحن جميعا‬ ‫‪ 148‬الخوان والسلفيين‬


‫نريد تطبيق الشريعة اللسلىمية السمحة وتطبيق العدالة الجتماعية والتي‬ ‫ىمن أجلهم قاىمت ثورة ‪ 25‬يناير ولن نسمح لدحد ىمهما كان أن يقوم بتغيير‬ ‫المادة الثانية ىمن الدلستور المصري لن الدولة إلسلىمية رغم أي إنسان‬ ‫يريد تغيير نظاىمها لن ىمصر ىمحرولسة بفضل ا ونحن ىمنذ قرون‬ ‫ىمضت ونحن نتعايش ىمع جميع الجناس والطياف لن ا لسبحانه ونبيه‬ ‫الحبيب أىمرنا بذلك لن ديننا دين السلم والعدل ودحماية الحقوق للجميع‬ ‫ىمهما اختلفت جنسيتة أو ديانته‪.‬‬ ‫ولكن ىما يحدث دحاليا ىما هو إل تهريج على ىمسرح الدنيا وكأنه‬ ‫كابوس يقوم ببطولته جميع القوى السيالسية والجماعات اللسلىمية لتطبيق‬ ‫ىمبدأ وادحد قد اتفقوا عليه جميعا أل وهو ىمصلحتهم الشخصية وليست‬ ‫ىمصلحة البلد والدليل على هذا أن عند قيام الثورة كانت جميع الجماعات‬ ‫اللسلىمية بعيدة كل البعد عن الثورة ولما نجحت الثورة التي قام بها‬ ‫الشباب ونجحت الثورة ظهرت جميع الجماعات اللسلىمية والمطالبة‬ ‫بالحرية وتطبيق الشريعة اللسلىمية وعند وصولهم إلى ىمقاعد ىمجلس‬ ‫الشعب والشورى هدأت نسبية الجماعات اللسلىمية وعدم ظهورهم ىمرة‬ ‫أخرى في ىميدان التحرير ىمع الشباب الحر الذي دافع عن الحرية والعدالة‬ ‫الجتماعية وتطبيق ىمبدأ المساواة ولكن يتم ظهورهم لمصالحهم‬ ‫الشخصية فمرة عندىما رأوا أن شباب الثورة لسيقف في وجههم ظهروا‬ ‫في ىمليونية بحجة تطبيق ىمبادئ الثورة وىمرة أخرى عند ترشيح رئيس‬ ‫الجمهورية ولو ظل الوضع هكذا لسيكون هناك عصابات وشلليات‬ ‫لستؤدى البلد في النهاية إلى كابوس الحرب الهلية والعياذ بال ولسترجع‬ ‫البلد إلى ىما كانت عليه لسابقا ولكن في صورة جديدة وهى العصابات‪.‬‬ ‫قال الرلسول ) صلى ا عليه ولسلم ( ‪ ) :‬الناس ادري بشئون دنياهم (‬ ‫فالقواعد المدنية تنظم الحياة العاىمة للناس ‪ ,‬بشرط إل تناقض المبادئ‬ ‫العاىمة للدين لن المبادئ العاىمة للدين خطوط دحمرا ء ل يمكن تجاوزها‬ ‫فالمبادئ العاىمة للدين هي نفسها المبادئ العاىمة للنسانية والحياة المدنية‪.‬‬ ‫إذا ل اختلف‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪149‬‬


‫يبقى لنا الدلستور المعروف انه ل تستطيع أن نصف دلستور ىمعين انه‬ ‫السلىمى أو غير ألسلىمى‪ .‬فنستطيع إن نكتب ىمثل إن اللسلم دين الدولة‬ ‫الرلسمي ولكن هذا ل يعنى إن هناك أديان أخرى في الدولة ‪ ,‬فنحن نقول‬ ‫دين الدولة الرلسمي وليس دين الدولة الودحيد‪.‬‬ ‫كذلك ‪ ,‬في ىمسالة التشريع يكتب الدين اللسلىمى ىمصدر ألسالسي‬ ‫للتشريع وها يعنى انه المصدر الودحيد ‪ ,‬ولكن يوجد ىمصادر أخرى ىمثل‬ ‫القانون الفرنسي أو البريطاني أو الىمريكي ‪ ,‬أو غيرها ‪ ,‬لكن هذه‬ ‫المصادر ل تتساوى لن الدين اللسلىمى يبقى له الولوية ‪ ,‬وفى دحالة‬ ‫لسن قانون في البلد يخالف الدين اللسلىمى ل يكون له المرور ‪ ,‬لنه‬ ‫لسوف يخالف المبادئ العاىمة والتي هي ىمن ألسس اللسلم ‪ ,‬إذن ل خلف‬ ‫في ذلك أيضا‪ .‬والمعروف في بلد دحديث ‪ ,‬ديمقراطي يجب أن تكون‬ ‫لسيادة القانون فوق الجميع ‪ ,‬وكذلك فصل في السلطات ‪ ,‬التنفيذية ‪,‬‬ ‫والقضائية ‪ ,‬والتشريعية ‪ ,‬لنه قديما قالوا إن السلطة ‪ ,‬هي ىمفسدة ىمطلقة ‪,‬‬ ‫وها أنتم رأيتم ىماذا دحدث في العراق دحين كان دحزب البعث في يدية كل‬ ‫السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ‪ ,‬في دحين دحزب وادحد في يد‬ ‫شخص وادحد ‪ ,‬وىما وصلت له الىمور ‪ ,‬يجب ادحترام الحريات العاىمة ‪,‬‬ ‫والحقوق المدنية ‪ ,‬وكل ذلك يتم عن طريق دحكوىمة ىمدنية‪.‬‬ ‫رجال الدين ىمع كاىمل ادحتراىمي لهم ‪ ,‬يجب أن ل يتدخلوا إل في دحدود‬ ‫المحافظة على الحقوق المدنية والدينية للنسان ‪ ,‬رجل الحكم يجب إن‬ ‫يكون ىمدني ‪ ,‬وىمن المستحيل أن يكون رجل دين ‪ ,‬لنه لن يكون ىمحايد ‪,‬‬ ‫لننظر إلى التجربة الوربية ‪ ,‬دحين وضعوا ألسس وقوانين توازن بالعلقة‬ ‫بين الحاكم والمحكوم ووضعوا ألسس لكل شئ ‪ ,‬رأينا إن السلطات ل‬ ‫تتجاوز على بعضها ‪ ,‬وان السلطة التشريعية تشرع ‪ ,‬والتنفيذية تنفذ ‪,‬‬ ‫والقضائية تحكم ‪ ,‬وهاهم وصلوا إلى أعلى المرتبات ‪ ,‬وبقينا نحن في‬ ‫آخر القائمة ‪ ,‬ونأخذ ىمنهم ‪ ,‬ونطلب ىمنهم ‪ ,‬ىمع إن اللسلم عندنا ‪ ,‬والتعاليم‬ ‫عندنا ‪ ,‬دحين تذهب إليهم تقول هناك إلسلم ول يوجد ىمسلمون ‪ ,‬وعندنا‬ ‫ىمسلمون ول يوجد إلسلم‪.‬‬ ‫‪ 150‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪151‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫بـنــاء الـدولــة‬

‫‪ 152‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪153‬‬


‫ونشدد على أنه ـ لتفادي هذه المخاطر ـ فل بد ىمن أل تتحول الثورات‬ ‫ىمن ىمنطق اليمان بال ‪-‬لسبحانه وتعالى‪ -‬واليمان بقيم العدالة والحرية‬ ‫للجميع‪ ،‬أو أن يتحول النجاح إلى إثارة وتحريك غرائز كالنتقام أو‬ ‫البطش أو الثأر‪ ،‬ىمشيراً إلى ضرورة التساىمي عن الحظوظ الشخصية‬ ‫وارتفاع إلى ىمستوى المسؤولية‪.‬‬ ‫وأدحب أن أوضح‪ ،‬أن ىمسألة النتقال ىمن ىمنطق الثورة على الظالم إلى‬ ‫ىمنطق بنا ء الدولة الوطنية لجميع المواطنين‪ ،‬يتم عن طريق تكوين‬ ‫المؤلسسات‪ ،‬التي لساهم الطغاة في غيابها‪ ،‬ىمطالباً بالمسارعة في إعادة‬ ‫تكوينها والتي ىمن أعظمها ىمؤلسسة الدولة بمعنى تمكينها ىمن أن تقوم‬ ‫بعملها‪ ،‬ىمشيراً أن نجاح تونس يرجع إلى أن ىمؤلسسات الدولة إلى دحد ىما‬ ‫ظلت قائمة‪.‬‬ ‫صعود السلميين ‪:‬‬

‫وفيما يتعلق بصعود اللسلىميين‪ ،‬أدحب أن أوضح‪ ،‬أّن اللسلىميين هم‬ ‫أكثر ىمن تعّرض للضطهاد في المرادحل السابقة؛ لسوا ء في تونس أو في‬ ‫ىمصر أو في ليبيا أو في غيرها بدون الستثنا ء‪ ،‬كما أّن ىمعظم الذين‬ ‫المطرودين ىمن بلدهم كانوا ىمن اللسلىميين‪ ،‬وكذلك الىمر بالنسبة‬ ‫للسجنا ء‪ ،‬ىمشيراً إلى أنهم ـ في ذات الوقت ـ أكثر ىمن أثبتوا قدرتهم على‬ ‫الصبر والمقاوىمة لننا نجد كثيراً ىمن التيارات اليمينية واليسارية تآكلت‬ ‫وانتهت ولم تصمد‪.‬‬ ‫ونلفت نظركم إلى أّنه ل يزال اللسلىميون ىموجودين في الحياة‬ ‫السيالسية‪ ،‬ىمشيراً إلى أّن جز ءاً ألسالسياً ىمن وجودهم هو اعتمادهم على‬ ‫قيمة عقدية جوهرية يستمدون ىمنها الصبر ويستمدون ىمنها الثقة بالمبدأ‬ ‫ويستمدون ىمنها اللستمرار وهي القيم اللسلىمية‪.‬‬ ‫وأدحب أن أشير إلى نموذج اللسلىميين في القدرة على النضباط‬ ‫والتنظيم كجماعة الخوان المسلمين في ىمصر وتعرضها للضطهاد ىمنذ‬ ‫‪ 154‬الخوان والسلفيين‬


‫عهد الىمام دحسن البنا إلى اليوم‪ ،‬في دحين هم الن يحصلون على النسبة‬ ‫الكبر في النتخابات البرلمانية‪ ،‬ولهذا يجب أن ندرك أن اللسلىميين لهم‬ ‫الحق ىمثل غيرهم في أن يصلوا وأن يحكموا وأن يشاركوا وأن يقدىموا‬ ‫أنفسهم لفتاً إلى أهمية ىمبدأ الشراكة الذي اعتمدوه ىمع الخرين‪.‬‬ ‫وأضيف أّن المطلوب هو إدراك أن المردحلة الحالية بعد الثورة ليست‬ ‫أبداً ىمردحلة تكريس لديكتاتور جديد تحت أي ىمسمى ول بأي لون كان أو‬ ‫ثوب كان‪ ،‬ىمشيراً إلى أّن الغربيين والكثير ىمن المحللين العرب وغيرهم‬ ‫ل يعتقدون أبداً أن ىما بعد الثورة هو نمط ىمن الديكتاتورية الدينية على‬ ‫نظام ىما يحدث في إيران ىمث ً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫من النظرية إلى التطبيق ‪:‬‬

‫وأوضح أن قضية ىمجي ء اللسلىميين إلى أجهزة الدولة لسيمنحهم قدراً‬ ‫كبيراً ىمن الحراك‪ ،‬الذي لسُيعدل ـ بدوره ـ كثيراً ىمن الفكار النظرية‬ ‫ويجعل ىمن الشعارات المطرودحة تخضع للختبار‪ ،‬فالخطيب بإىمكانه أن‬ ‫ُيصحح الدنيا كلها في خطبة وادحدة لكن عملياً ربما يفشل في إدارة‬ ‫شؤونه المنزلية‪ ،‬ىمشيراً إلى أّن ىمجي ء اللسلىميين لسوف ُيرّشد كثيراً ىمن‬ ‫الشعارات‪ ،‬وأيضاً لسيمنحهم الخبرة الكافية‪.‬‬ ‫وألفت نظركم‪ ،‬إلى أن اللسلىميين يجب أن يدركوا أّن القضية قائمة‬ ‫على التداول ولن يكون هناك دحاكماً أبديًا‪ ،‬وأنهم جا ءوا ضمن نظام ىمدني‬ ‫قائم على العقد الجتماعي‪ ،‬والشراكة‪ ،‬ولذلك ُيفترض أنه بعد أربع‬ ‫لسنوات لسيواجهون تصويتاً جديداً قد يقرر تجديد الثقة لهم أو عدىمه‪ ،‬وفي‬ ‫دحال عدم اختيار الشعب لهذه الدحزاب اللسلىمية فإن هذا ل يعني تحّول‬ ‫المجتمع إلى غير ىمسلم لن المسألة تتعلق بالنجاح و الفشل‪.‬‬ ‫التطور السلفي ‪:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪155‬‬


‫ودحول والجدل القائم بشأن الموقف السلفي بعد الثورة المصرية‪،‬‬ ‫أدحب أن أوضح‪ ،‬أن التغيير وفق المتغيرات الضرورية الواقعية يعد‬ ‫ضرورة‪ ،‬لن المشكلة دائماً هي الكلم النظري‪ ،‬ىمشيراً إلى الخطاب‬ ‫في السعودية يعتمد ‪-‬أدحيانًا‪ -‬وفق نظريات أو ىمواقف تاريخية نتكلم‬ ‫عنها‪ ،‬دون أن نعرضها للختبار‪.‬‬ ‫وألفت نظركم إلى أّن القدرة على التصحيح ليست قضية ىمبتكرة ول‬ ‫جديدة بل هي ىمن صميم المنهج السلفي‪ ،‬فالسلفية ليست تقليداً وإنما‬ ‫أصل فكرة السلفية هي البداع والبتكار والتجديد وفق أصول الكتاب‬ ‫والسنة‪ ،‬ىمشيراً إلى أن كثيراً ىمن التيارات السلفية الجادة الن الستطاعت‬ ‫أن تتكّيف ىمع الوضاع الجديدة‪ ،‬وبدأت تغير في خطابها‪.‬‬ ‫وأضيف‪ ،‬أن الخطاب السلفي كان يتجنب إغضاب الجهات‬ ‫الرلسمية‪ ،‬ولذلك يتحدث في المنطقة المأىمونة والتي هي ـ في الوقت‬ ‫ذاته ـ ىمن الدين ولكنها تضخمت على دحساب القضايا الخرى التي هي‬ ‫أيضاً قضايا ذات أهمية وذات ضرورة للناس ىمثل قضايا العدالة‬ ‫والحقوق والىمانة )إِّن ّ‬ ‫ت إَِلى أَْهلَِها َوإَِذا‬ ‫اَ يَأُْىمُرُكْم أَْن تَُؤّدوا اْلَ​َىماَنا ِ‬ ‫س أَْن تَْحُكُموا ِباْلَعْدِل(‪ ،‬ىمشيراً إلى أننا كثيراً ىما كنا‬ ‫َدحَكْمتُْم بَْيَن الّنا ِ‬ ‫نتحدث عن السنة في تفاصيل عملنا اليوىمي والتعبدي‪ ،‬لكن السنة في‬ ‫الجانب الحياتي والجانب الداري والسيالسي غائبة ىمع أن الرلسول‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ -‬لما قال‪ » :‬فَ​َعلَْيُكْم بسنتي َوُلسنِّة اْلُخلَ​َفاِ ء اْلَمْهِدّييَن‬‫الّراِشِديَن تَ​َمّسُكوا بَِها «‪ ،‬وكان ىمن الواضح جداً أن المقصود بالحديث‬ ‫هنا السنة المتعلقة بإدارة أىمور الحياة أكثر ىمنها السنة المتعلقة بالجوانب‬ ‫التفصيلية والتي ل يختلف الخلفا ء الراشدون فيها كثيراً عن غيرهم ىمن‬ ‫الصحابة الذين دحفظوا لسنة الرلسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬إضافةً إلى‬ ‫أنه أصبحت هناك قضية التقاط بعض المعاني في السنة النبوية التي‬ ‫ربما تعزز الستبداد الحاكم والتغاضي عن الشيا ء التي ضد ذلك ىمن‬ ‫الىمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو قول كلمة الحق‪.‬‬

‫‪ 156‬الخوان والسلفيين‬


‫الشباب وقود المستقبل ‪:‬‬

‫وأضاف أن ىمن أهم اللسباب التي آلت إلى اشتعال الثورات هي‬ ‫قضية البطالة التي هي في العالم العربي أكثر ىمنها في أي ىمكان في‬ ‫العالم‪ ،‬وأدحياناً تصل إلى نسبة ‪ ،%25‬كما أّن القبضة الىمنية في الغالب‬ ‫تستهدف الشباب‪ ،‬وفي بعض الدول العربية يصنف الشباب على ألساس‬ ‫أنهم الخطر القادم!‪ ،‬ىمشدداً على أن الشباب هم الثروة ورأس ىمال التي‬ ‫يجب أن يستفاد ىمنه‪ ،‬ىمتسائ ً‬ ‫ل‪ :‬إذا كنا نقر بأن الشباب في دول الخليج‬ ‫على وجه الخصوص ىما بين لسن لسبعة عشر إلى خمس وعشرين لسنة‬ ‫ُيشّكل ‪ %70‬ىمن السكان‪ ،‬فهل درلسنا نحن ـ كمسئولين أو كأىمنيين دحتى‬ ‫أو كإعلىميين أو ىمعلمين ىما هي القنوات التي نستطيع ىمن خللها أن‬ ‫نستمع إلى نبض الشباب؟‬ ‫الثورة ليست دائما الحل ‪:‬‬

‫وألفت نظركم إلى أّن أفضل النماط هو أن ينتقل الناس إلى وضع‬ ‫لسليم وإيجابي‪ ،‬ويكون هناك بينهم قدر ىمن التراضي والتساىمح‬ ‫واللستعداد على صياغة رؤية ىمستقبلية ىمشتركة واللستماع إلى الناس‬ ‫وتحقيق العدالة وتحقيق المساواة وىمحاربة الفساد‪ ،‬وأعتقد أنه لسوا ء‬ ‫السعودية أو المغرب أو الردن أو عدد ىمن الدول الخليج يمكن أن‬ ‫تستفيد ىمن هذه التجربة في المبادرة بإصلدحات ىمعينة ربما كان الناس‬ ‫غافلين عنها أو غير ىمدركين لهميتها أو أنها تسير بشكل بيروقراطي‬ ‫شديد‪ ،‬ىمشيراً إلى أّن الثورات ليست ىمطلباً في دحد ذاتها ودحتى الشعوب‬ ‫ل تحب الثورات ابتداً ء‪ ،‬لنها قد تفتح العالم على المجهول ولذلك‬ ‫فالمهم هو تدارك الناس بالصلح‪.‬‬ ‫المرآة والمشاركة السياسية ‪:‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪157‬‬


‫ورأى‪ ،‬أن المرآة كالرجل في جميع التكاليف الشرعية بما في ذلك‬ ‫ىموضوع الشورى‪ ،‬وا ‪ -‬لسبحانه وتعالى‪ -‬قال‪َ) :‬وأَْىمُرهُْم ُشوَرى‬ ‫بَْينَهُْم(‪ ،‬وقوله تعالى‪َ) :‬وَشاِوْرهُْم ِفي اْلَْىمِر(‪ ،‬وهذا يدل على وجوب‬ ‫الشورى كما نص عليه فقها ء المالكية وغيرهم وهو ىمذهب كثير ىمن‬ ‫الصحابة كعمر وأبي بكر وغيرهم‪ ،‬والصل ىمشاورة النسا ء والرجال‪،‬‬ ‫لّن الرلسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬شاور أم لسلمة في قضية صلح‬ ‫الحديبية‪ ،‬وكذلك في أهم وأخطر قضية وهي اختيار الخليفة بعد عمر‬ ‫رضي ا عنه‪ -‬دحيث شاوروا دحتى النسا ء في خدورهن فيمن يصلح‬‫لهذا الىمر‪.‬‬ ‫ولسأوجه دعوتي إلى تشجيع ىمؤلسسات المجتمع المدني دحتى لو لم‬ ‫تكن رلسمية بحيث يتعود الناس ويتدربوا على العمل في جو جماعي‪،‬‬ ‫ىمشيداً بتجربة شباب وبنات جدة الذين نجحوا نجادحاً كبيراً في العمل‬ ‫الميداني التطوعي بالتعاون والتنسيق وخدىمهم في ذلك الـ"فيس بوك"‬ ‫و"تويتر" والتقنيات الحديثة‪.‬‬

‫‪ 158‬الخوان والسلفيين‬


‫الفصل الخامس‬ ‫قراءة كفى كتاب‬ ‫أزمة الليبرالية العربية‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪159‬‬


‫‪ 160‬الخوان والسلفيين‬


‫ردا على د‪ .‬هاله مصطفى عن كتابها أزمة الليبرالية العربية ‪:‬‬

‫جا ء في كتابها في الصفحة ‪ 79‬بان الخلفة كانت نكبة على اللسلم‬ ‫‪ ,‬وعلى المسلمين ينبوع شر وفساد والستشهدت الكاتبة بشخص يدعى‬ ‫على عبد الرازق وانه شخص أزهري وليس كل ىمن تخرج ىمن الزهر‬ ‫فهو أزهري أو كلىمه دحجة على اللسلم والشريعة‪.‬‬ ‫الخلفة نوعان ‪ :‬خلفة ىمادية ‪ ,‬وخلفة ىمعنوية‪ .‬فالخلفة المادية هي‬ ‫خلفة البدن للبدن ‪ ,‬إىما الخلفة المعنوية أو الرودحية فهي الخلفة في‬ ‫الدين والورع وتقوى ا‪.‬‬ ‫والخلفا ء الراشدين كانوا بالمعنى الرودحي للخلفة فخلفوا النبي‬ ‫) صلى ا عليه ولسلم ( في تقواه ودرعه وخوفة ىمن ربه‪ .‬لذلك‬ ‫ألسميناهم بالخلفا ء الراشدين وهم ‪:‬‬ ‫لسيدنا ‪ /‬ابوبكر الصديق – لسيدنا ‪ /‬عمر بن الخطاب – لسيدنا ‪/‬‬ ‫عثمان بن عفان – لسيدنا ‪ /‬على بن أبى طالب – لسيدنا ‪ /‬عمر بن عبد‬ ‫العزيز‪.‬‬ ‫لذلك وصانا النبي ) صلى ا عليه ولسلم ( بأتباع هديهم دحينا قال‬ ‫) عليكم بسنتي ولسنة الخلفا ء الراشدين المهدين ىمن بعدى عضوا عليها‬ ‫بالنواجذ ( صدق رلسول ا ) صلى ا عليه ولسلم ( وىمن يوم أن‬ ‫تحولت الخلفة إلى ىمبنى وليس ىمعنى وتدخلت الهوا ء الشخصية‬ ‫ودحب السلطة والسيطرة أبتعد الناس عن ىمنبع الهداية الصلى وضعف‬ ‫الوازع الديني وخير دليل على صلح الخلفة وخدىمتها للنسانية عاىمة‬ ‫دون النظر إلى ديانة‪ .‬ىموقف لسيدنا عمر بن الخطاب دحينا ضرب بن‬ ‫عمر و بن العاص الرجل المصري القبطي فشكاه الرجل إلى لسيدنا‬ ‫عمر بن الخطاب الخليفة الثاني فأدحضر عمرو بن العاص وابنه وقال‬ ‫لهم ) ىمتى الستعبدتم الناس وقد خلقهم ا أدحرارا وأعطى ضرته للرجل‬ ‫القبطي المصري وقال له خذ دحقك ىمن أبن الكرىمين فأخذ الرجل‬ ‫الضرة وضرب بن عمرو بن العاص‪ .‬فقال له لسيدنا عمر أضرب‬ ‫عمرا فإنما ضربك في لسلطان أبيه فقال له المصري إنما ضربت ىمن‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪161‬‬


‫ضربني هل هناك رقى أو لسمو أعلى وأجل ىمن ذلك هذا خير دليل على‬ ‫العدل والمساواة والخوف ىمن ا دحتى ىمع اختلف الديانة‪.‬‬ ‫فالخلفة كلمة دحق تحتاج إلى رجل دحق يقولها في جو ىمنالسب يسع‬ ‫الناس ويسعوه ويستحق الناس أن يحكموا بما ينالسبهم فعمر بن الخطاب‬ ‫كان يحكم أفضل الناس في الجهر بالحق وقول كلمه الحق دحتى بدرجة‬ ‫إن كتاب السير والتاريخ ذكروا انه في زىمن لسيدنا عمر بن عبد العزيز‬ ‫كان الذئب يرعى ىمع الغنم ولم يجدوا فقيرا يعطوه الزكاة وكان زواج‬ ‫الشباب ىمن بيت ىمال المسلمين وبعض الخلفا ء خاطب السحاب في‬ ‫السما ء قائل لها شرقي أو غربي أو أىمطري دحيث شئتى فسوف يأتيني‬ ‫خراجك‪.‬‬ ‫ونستدل باليات الكريمة قال تعالى ‪ ) :‬إن الحكم إل ل ( لسورة‬ ‫يولسف ‪ ,‬إن هنا شرطية وأدوات الشرط تفيد العموم في كل شئ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ ) :‬وىمن لم يحكم بما أنزل ا فأولئك هم الكافرون (‬ ‫لسورة المائدة‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ ) :‬وىمن لم يحكم بما أنزل ا فأولئك هم الظالمون (‬ ‫لسورة المائدة‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ ) :‬وىمن لم يحكم بما أنزل ا فأولئك هم الفالسقون (‬ ‫لسورة المائدة‪.‬‬ ‫وهذه اليات تدل على عموم الحكم في كل شئ‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ ) :‬الم تر إلى الذين يزعمون إنهم أىمنوا بما أنزل إليك‬ ‫يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ويريد الشيطان أن يضلهم ضلل‬ ‫بعيدا ( لسورة النسا ء‪.‬‬ ‫وهذه الية نزلت في رجل يريد أن يتحاكم في قضيتة إلى كعب بن‬ ‫الشراف ويترك دحكم النبي ) صلى ا عليه ولسلم ( في قضية ) زنا (‬ ‫توضيحا ‪ :‬ذم ا ذلك الشخص لنه ترك دحكم النبي ) صلى ا عليه‬

‫‪ 162‬الخوان والسلفيين‬


‫ولسلم ( وأراد أن يتحاكم إلى غيره وهو ىمسلم والشخص الذي لسيحكم‬ ‫غير ىمسلم فلذلك ذىمه ا‪.‬‬ ‫فكيف يكون الخلفة ىمصدر شؤم كما أدعت الكاتبة المذكورة وقد‬ ‫نحل اللسلم بسبب الخلفة في كل ىمن الجزيرة العربية وفى شمال‬ ‫إفريقيا وفى الندلس وفى الحجاز وفى الشام وكل هذه البلد فتحت في‬ ‫عصر الخلفا ء الراشدين‪ .‬وهل الحضارة اللسلىمية قاىمت إل على‬ ‫أكتاف الخلفة اللسلىمية‪.‬‬ ‫ويقول الىمام الشافعي ‪) :‬نحن ل نعرف الحق بالرجال وإنما نعرف‬ ‫الرجال بالحق( فردحم ا هذا الىمام العظيم الذي يبين انه ينبغي على‬ ‫المسلم أن يدور ىمع الحق دحيث دار‪.‬‬ ‫والصل عند كل ىمسلم أن يقف عند دحدود ا وىمن تعدى دحد ا فهو‬ ‫ظالم لنفسه أول وىمغرور بغيره ثانيا‪ .‬يقول بن عباس ردحمه ا لبعض‬ ‫جلسائه دحينما أدحتج في ىمسالة بحديث رلسول ا ) صلى ا عليه ولسلم‬ ‫( فادحتجوا عليه بقول لسيدنا أبو بكر ولسيدنا عمر ) رضي ا عنهما (‬ ‫فقال لهم أقول لكم قال رلسول ا وتقولون قال أبو بكر وقال عمر يعلمنا‬ ‫بن عباس ) رضي ا عنه ( أن ينبغي علينا أن نقف عند كتاب ا أو‬ ‫لسنة رلسوله ) صلى ا عليه ولسلم ( ول نتعداهما لغيرهم فإذا ورد‬ ‫النص بطل الدحتجاج بغيره‪.‬‬ ‫فإذا خالف على عبد الرازق الذي تستشهد به تلك الكاتبة المدعوة ‪/‬‬ ‫هالة ىمصطفى بأنه دحجة فالرد عليها وعلى أىمثالها ىمن الذين يريدون‬ ‫زعزعة هذا الوطن في ىمحنته وزعزعة الىمة في عقيدتها بان هذا‬ ‫الكلم ل قيمة له إىمام الكتاب والسنة فالحجة في قول ا وقول رلسوله )‬ ‫صلى ا عليه ولسلم ( والحبيب يقول ) تركت فيكم ىما ء تمسكتم به لن‬ ‫تضلوا بعدى أبدا كتاب ا ولسنتي (‪.‬‬ ‫وردحم ا عبد ا بن عمر بن الخطاب دحينما ذكر دحديث للنبي‬ ‫) صلى ا عليه ولسلم ( فرد عليه ابنه بتأويل الحديث فقال له أقول لك‬ ‫قال رلسول ا ) صلى ا عليه ولسلم ( وترد على وا ل أكلمك ىما‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪163‬‬


‫دحييت أبدا فإذا كان دحال أصحاب النبي ) صلى ا عليه ولسلم ( فكيف‬ ‫يكون دحالنا ىمع أىمثال هؤل ء القزام الذين يريدون إن يناطحوا السحاب‬ ‫أو يمنعوا ضو ء الشمس‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ ) :‬يريدون ليطفئوا نور ا بأفواههم ويأتي ا إل إن‬ ‫يتم نوره ولو كره الكافرون ( لسورة التوبة‬ ‫وردحم ا أصحاب النبي ) صلى ا عليه ولسلم ( فأنهم كانوا وقافين‬ ‫عند كتاب ا فهذا عمر ) رضي ا عنه ( يأىمر بعدم المغله في‬ ‫المهور فتستوقفه أىمرآة ىمن عوام المسلمين وتقول له يا عمر أن ا‬ ‫يقول واتيتم أدحداهن قطنطارن فل تأخذوا ىمنه شيئا فقال عمر أصابت‬ ‫اىمرأة وأخطأ عمر وذلك لنهم كانوا يقفون عند دحدود ا عز وجل ل‬ ‫يتعدونها‪.‬‬ ‫فأين هؤل ء ىمن ىمقام الخلفة التي يدعون إنها نكبة على اللسلم‬ ‫وعلى المسلمين ينبوع شر وفساد‪.‬‬ ‫وردحم ا أىمير المؤىمنين على بن أبى طالب ) رضي ا عنه ( لما‬ ‫خاصمة يهوديا في درع ‪ ,‬وذهب إلى القاضي فحكم القاضي لليهودي‬ ‫بالدرع ‪ ,‬فقال اليهودي وا ىما رأيت ىمثل هذا في أىمة ىمن الىمم ‪ ,‬وذلك‬ ‫لما رأى فعل الىمام على وهو يعاتب القاضي ‪ ,‬لنه قال له يا أبا الحسن‬ ‫‪ ,‬ونادى اليهودي بالسمه فقال له الىمام على ‪ ,‬لماذا ناديتني بكنيتي‬ ‫وناديت خصمي بالسمه ‪ ,‬فتعجب اليهودي أشد العجب لما رأى ىمن عدله‬ ‫وأنصافة ‪ ,‬فرد الدرع للىمام لنه يعلم أنه ىملك للىمام على فهؤل ء هم‬ ‫الخلفا ء وهذا شأنهم فأتونا أيها الليبراليون بأئمتكم لنرى الفرق بين الحق‬ ‫والباطل‪.‬‬ ‫فأين السما ء ىمن الرض وأين الثرى ىمن الثريا‪.‬عدله وأنصافة ‪ ,‬فرد‬ ‫الدرع للىمام لنه يعلم أنه ىملك للىمام على فهؤل ء هم الخلفا ء وهذا‬ ‫شأنهم فأتونا أيها الليبراليون بأئمتكم لنرى الفرق بين الحق والباطل‪.‬‬ ‫فأين السما ء ىمن الرض وأين الثرى ىمن الثريا‪.‬‬

‫‪ 164‬الخوان والسلفيين‬


‫الفصل السادس‬ ‫كفرق منحركفة‬ ‫يجب التحذير منها‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪165‬‬


‫‪ 166‬الخوان والسلفيين‬


‫كفرق منحركفة يجب التحذير منها ‪ :‬الوهابية وحزب الخوان و حزب‬ ‫التحرير ‪:‬‬

‫المسلمون المعتدلون بين التطرف والتقصير والفراط والتفريط قال‬ ‫ك َجَعْلَناُكْم أُّىمةً َوَلس ً‬ ‫س َويَُكوَن‬ ‫تعالى‪َ) :‬وَكَذلِ َ‬ ‫طا لّتَُكوُنوْا ُشهَ​َدا ء َعَلى الّنا ِ‬ ‫الّرُلسوُل َعلَْيُكْم َشِهيًدا(‪ .‬ويقول النبي عليه الصلة والسلم‪" :‬لستفترق‬ ‫أىمتي إلى ثلث ولسبعين فرقة كلهم في النار إل وادحدة وهي ىما أنا عليه‬ ‫وأصحابي" رواه الترىمذي في كتاب شعب اليمان‪.‬‬ ‫وقال صلى ا عليه ولسلم‪" :‬عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة"‬ ‫صححه الحاكم‪ .‬وقال الىمام الطحاوي ردحمه ا )وهو ىمن علما ء‬ ‫الحنفية الماتريدية(‪" :‬ونرى الجماعة دحقاً وصواباً والفرقة زيغاً وعذاباً‬ ‫ونسأل ا أن يثبتنا على اليمان ويختم لنا به ويعصمنا ىمن الهوا ء‬ ‫والرا ء المتفرقة والمذاهب الردية ىمثل المشبهة والمعتزلة والجهمية‬ ‫والجبرية والقدرية وغيرهم ىمن الذين خالفوا السنة والجماعة ودحالفوا‬ ‫الضلل‪ .‬ونحن ىمنهم برا ء وهم عندنا ض ّ‬ ‫لل وأرديا ء وبال‪.‬‬ ‫وىمن هذه الفرق‪ ،‬الوهابية وهم فرقة انحرفت عن أهل السنة‬ ‫والجماعة شبهوا ا بخلقه ونسبوا ل الجلوس والعياذ بال وغير ذلك‬ ‫ىمن الصفات القبيحة التي ل تليق في ا‪ .‬ولسيتبين لك أخي المسلم‬ ‫دحقائق عن ىمعتقدات الوهابية الفالسدة‪ ،‬ورد علما ء أهل السنة والجماعة‬ ‫عليهم‪ .‬وقد قال الشيخ ابن عابدين الحنفي في دحاشيته رد المحتار ج ‪4‬‬ ‫ص ‪ 262‬طبع دار الفكر فيهم‪":‬ىمطلب في إتباع ابن عبد الوهاب‬ ‫الخوارج في زىماننا ‪ :‬كما وقع في زىماننا في إتباع ابن عبد الوهاب‬ ‫الذين خرجوا ىمن نجد وتغلبوا على الحرىمين وكانوا ينتحلون ىمذهب‬ ‫الحنابلة لكنهم اعتقدوا إنهم هم المسلمون وان ىمن خالف اعتقادهم‬ ‫ىمشركون والستبادحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم "‪.‬ا‪.‬هـ‬ ‫أىما ىمن علما ء المذاهب الربعة الذين ردوا على الوهابية وبينوا‬ ‫شذوذهم عن أهل السنة‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪167‬‬


‫‪ -1‬ىمفتي الشافعية بمكة المكرىمة الشيخ أدحمد زيني ددحلن المتوفى‬ ‫لسنة ‪ 1304‬هـ‬ ‫‪ -2‬ىمفتي الحنابلة بمكة المكرىمة الشيخ ىمحمد بن عبد ا بن دحميد‬ ‫النجدي المتوفى لسنة ‪ 1295‬هـ‬ ‫‪ -3‬الشيخ ابن عابدين الحنفي المتوفى لسنة ‪ 1252‬هـ‬ ‫‪ -4‬الشيخ ادحمد الصاوي المالكي المتوفى لسنة ‪ 1241‬هـ‬ ‫والكثير غيرهم ‪.‬‬ ‫الوهابية وانحراكفها ‪:‬‬

‫قال رلسول ا صلى ا عليه ولسلم‪" :‬عليكم بالجماعة وإياكم‬ ‫والفرقة" صححه الحاكم‪.‬‬ ‫اعلم أخي المسلم‪ ،‬ردحمك ا ولسلمك‪ ،‬أن الوهابية فرقة شذت عن‬ ‫أهل السنة والجماعة فشبهوا ا بخلقه ونسبوا ل القعود والعياذ بال‬ ‫وغير ذلك ىمن صفات الخلق التي ل تليق بال‪ .‬ولسيتبين لك أخي المسلم‬ ‫في هذا الكتيب دحقائق عن ىمعتقدات الوهابية الفالسدة‪ ،‬ورد علما ء أهل‬ ‫السنة والجماعة عليهم‪.‬‬ ‫قال ىمفتي الحنابلة بمكة المتوفى لسنة ‪ ١٢٩٥‬هـ الشيخ ىمحمد بن عبد‬ ‫ا النجدي الحنبلي في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" في‬ ‫ترجمة والد ىمحمد بن عبد الوهاب بن لسليمان ىما ن ّ‬ ‫صه )‪" :(٨‬وهو والد‬ ‫ىمحّمد صادحب الدعوة التي انتشر شررها في الفاق‪ ،‬لكن بينهما تباين‬ ‫ىمع أن ىمحمًدا لم يتظاهر بالدعوة إل بعد ىموت والده‪ ،‬وأخبرني بعض‬ ‫ىمن لقيته عن بعض أهل العلم عّمن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه‬ ‫كان غضبان على ولده ىمحمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كألسلفه‬ ‫وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث ىمنه أىمر‪ ،‬فكان يقول للناس‪ :‬يا ىما‬ ‫ترون ىمن ىمحمد ىمن الشر‪ ،‬فقّدر ا أن صار ىما صار‪ ،‬وكذلك ابنه‬ ‫‪ 168‬الخوان والسلفيين‬


‫لسليمان أخو الشيخ ىمحمد كان ىمنافًيا له في دعوته ورد عليه رًدا جيدا‬ ‫باليات والثار لكون المردود عليه ل يقبل لسواهما ول يلتفت إلى كلم‬ ‫عالم ىمتقدًىما أو ىمتأخرا كائنا ىمن كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية‬ ‫وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلىمهما ن ّ‬ ‫صا ل يقبل التأويل ويصول به‬ ‫على الناس وإن كان كلىمهما على غير ىما يفهم‪ ،‬ولسمي الشيخ لسليمان‬ ‫رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على ىمحّمد بن عبد الوهاب"‬ ‫ولسّلمه ا ىمن شّره وىمكره ىمع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الباعد‪،‬‬ ‫فإنه كان إذا باينه أدحد ورد عليه ولم يقدر على قتله ىمجاهرة يرلسل إليه‬ ‫ىمن يغتاله في فراشه أو في السوق ليل لقوله بتكفير ىمن خالفه‬ ‫والستحلله قتله‪ ،‬وقيل إن ىمجنوًنا كان في بلدة وىمن عادته أن يضرب‬ ‫ىمن واجهه ولو بالسلح‪ ،‬فأىمر ىمحمٌد أن يعطى لسيًفا ويدخل على أخيه‬ ‫الشيخ لسليمان وهو في المسجد ودحده‪ ،‬فأدخل عليه فلما ر ءاه الشيخ‬ ‫لسليمان خاف ىمنه فرىمى المجنون السيف ىمن يده وصار يقول‪ :‬يا‬ ‫لسليمان ل تخف إنك ىمن الىمنين ويكررها ىمرارا‪ ،‬ول شك أن هذه ىمن‬ ‫الكراىمات "‪ .‬ا‪.‬هـ‬ ‫ىمحمد بن عبد الوهاب رجٌل لم يشهْد له أدحٌد ىمن علماِ ء عصِره بالعلِم‬ ‫بل إن أخاهُ لسليماَن بن عبد الوهاب رّد عليِه رّديِن لُمخالفِته ىما كان عليه‬ ‫المسلموَن ىمن أهِل بلِده وغيِرهم ىمَن الحنابلِة وغيِرهم‪ ،‬أدحُد الرّديِن‬ ‫ُيسمى "الصواعق اللهية في الرد على الوهابية" والرّد الخُر ُيسمى‬ ‫ك العالُم‬ ‫"فصل الخطاب في الرد على ىمحمد بن عبد الوهاب"‪ ،‬وكذل َ‬ ‫الشهيُر ىمفتي ىمكةَ للحنابلِة ىمحمُد بُن دحميد لم يذُكر ىمحمد بن عبد‬ ‫الوهاب في ِعداِد أهِل العلِم ىمن الحنابلِة وقد ذكَر نحَو ثماِنمائَِة عالٍم‬ ‫ب الحنبلّي بل ذكَر أباهُ عبَد الوهاب وأثنى عليِه بالعلِم‬ ‫وعالمٍة في المذه ِ‬ ‫وذكَر أّن أباهُ كان غضباَن عليِه ودحّذر ىمنهُ وكان يقول "يا ىما ترون ىمن‬ ‫ىمحمد ىمن الشر" وكاَن الشيُخ ىمحمُد بُن دحميد ُتوّفي بعَد ىمحمد بن عبد‬ ‫الوهاب بنحِو ثمانيَن لسنًة‪ ،‬وقد بينا كلىمه لسابقا‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪169‬‬


‫وقد أدحد َ‬ ‫ث ىمحمد بن عبد الوهاب هذا ديناً جديداً َعلَّ​َمه لتباِعه‬ ‫ا بخلِقه واعتقاُد أن اَ جسٌم جالس على‬ ‫وأصُل هذا الديِن تشبيهُ ِ‬ ‫ف‬ ‫ت البشر فقد خال َ‬ ‫ل بخلِقه لن الجلوس ىمن صفا ِ‬ ‫ش وهذا تشبيهٌ ِ‬ ‫العر ِ‬ ‫ق‬ ‫ا تعالى‪}:‬ليس كمثله شئ { لسورة الشورى‪ .11/‬وقد اّتف َ‬ ‫بذلك قوَل ِ‬ ‫السل ُ‬ ‫ت البشِر فقد كفَر‬ ‫ف الصالُح على أن ىمن وص َ‬ ‫ا بصفٍة ىمن صفا ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫كما قاَل الىماُم المحّد ُ‬ ‫ي في عقيدِته المشهورِة بالسِم‬ ‫ث السلفّي الطحاو ّ‬ ‫العقيدِة الطحاويِة ىما نصه‪" :‬وىمن وصف ا بمعنى ىمن ىمعاني البشر فقد‬ ‫كفر"‪.‬‬ ‫وىمن عقيدِة هذه الجماعِة الوهابية تكفيُر ىمن يقوُل يا ىمحمد وتكفيُر‬ ‫ق على صدِره دحرزاً‬ ‫ىمن يتبرك بقبوَر النبياِ ء والولياِ ء وتكفيُر ىمن يعلّ ُ‬ ‫فيِه قر ءاٌن وذكُر ا ويجعلوَن ذلك كعبادِة الصنِم والوثَِن وقد خالفوا‬ ‫بذلك ىما كان عليه الصحابةُ والسل ُ‬ ‫ف الصالُح فقد ثب َ‬ ‫ت جواُز قوِل يا‬ ‫ح وىمن‬ ‫ىمحمد عنَد الشدِة عِن الصحابِة وىمن بعَدهم ىمن السل ِ‬ ‫ف الصال ِ‬ ‫ص الىماُم‬ ‫بعَدهم في كّل العصوِر التي ىمضت على المسلمين‪ ،‬وقد ن ّ‬ ‫أدحمد بن دحنبل الذي يزعمون إنهم ينتسبوَن إليه في بلِدهم على جواِز‬ ‫ك‬ ‫س قبر النبّي وىم ّ‬ ‫ىم ّ‬ ‫ا بالتبّر ِ‬ ‫س ِىمنبِره وتقبيِلهما إن كاَن تقّرباً إلى ِ‬ ‫وذلك في كتاِبه المشهور‪ .‬وقد شّذوا عن الىمِة بتكفيِر ىمن يستغي ُ‬ ‫ث‬ ‫بالرلسوِل ويتوّلسُل به بعد ىموِته وقالوا التولسُل بغيِر الحّي الحاضِر ُكفٌر‬ ‫فعملً بهذه القاعدِة التي وضعوها يستِحّلوَن تكفيَر ىمن يخالُِفهم في هذا‬ ‫ويستحّلوَن قتَله‪ ،‬فإن زعيَمهم ىمحمَد بَن عبد الوهاب قال‪" :‬ىمن دخَل في‬ ‫دعوِتنا فلهُ ىما لنا وعليِه ىما علينا وىمن لم يدُخل فهو كافٌر ىمباُح الدم"‪.‬‬ ‫ب‬ ‫وىمن أراَد التوّلسَع في ىمعرفِة الدلِة التي تنقُ ُ‬ ‫ض كلَىمهم هذا فلُيطالِْع كت َ‬ ‫ب "المقال ُ‬ ‫ت الّسنّيّةُ في‬ ‫ب "الرّد الُمحكُم الَمِتين" وكتا ِ‬ ‫الرّد عليهم ككتا ِ‬ ‫ب الثاني أُْلسِمي بهذا اللسِم‬ ‫ت أدحمَد بِن تيمية" وهذا الكتا ُ‬ ‫ف ضلل ِ‬ ‫كش ِ‬ ‫ب ابِن تيمية المتوفى لسنة‬ ‫لّن ىمحمد بن عبد الوهاب أخَذ بدعه ىمن كت ِ‬ ‫ض الخدِر في رجِله‬ ‫‪728‬هـ‪ .‬ىمع أّن ابَن تيميةَ الستَْحَسَن لمن أصابَهُ ىمر ُ‬ ‫أن يقوَل يا ىمحمد وهذا صحيٌح ثاب ٌ‬ ‫ت عِن ابِن تيمية في كتاِبه "الكلُم‬ ‫ب" وهذا يخالِ ُ‬ ‫ب "التوّلسُل والولسيلُة"‪ ،‬و ىمحمد‬ ‫الطي ُ‬ ‫ف فيِه ىما قالهُ في كتا ِ‬ ‫‪ 170‬الخوان والسلفيين‬


‫بن عبد الوهاب وافقهُ فيما في كتاِبه "التولسُل والولسيلُة" وخالَفه فيما في‬ ‫ض ىمعرو ٌ‬ ‫ب‬ ‫كتاِبه "الكلم الطيب"‪ .‬والخدُر ىمر ٌ‬ ‫ف عند الطباِ ء يصي ُ‬ ‫الّرجل‪.‬‬ ‫ونستشهد بذلك بكتاب كفتنة الوهابية لمفتي مكة احمد بن زين‬ ‫بن احمد دحلن ‪:‬‬

‫اعلم أن السلطان لسليم الثالث )‪1222 -1204‬هـ( دحدث في ىمدة‬ ‫لسلطنته فتن كثيرة ىمنها ىما تقدم ذكره‪ ،‬وىمنها فتنة الوهابية التي كانت في‬ ‫الحجاز دحتى الستولوا على الحرىمين وىمنعوا وصول الحج الشاىمي‬ ‫والمصري‪ ،‬وىمنها فتنة الفرنسيين لما الستولوا على ىمصر ىمن لسنة ثلث‬ ‫عشرة )‪ (1213‬إلى لسنة لست عشرة )‪ (1216‬ولنذكر ىما يتعلق بهاتين‬ ‫الفتنتين على لسبيل الختصار لن كلً ىمنهما ىمذكور تفصيلً في‬ ‫التواريخ وأفرد كل ىمنهما بتأليف رلسائل ىمخصوصة‪ ،‬أىما فتنة الوهابية‬ ‫فكان ابتدا ء القتال فيها بينهم وبين أىمير ىمكة ىمولنا الشريف غالب بن‬ ‫ىمساعد وهو نائب ىمن جهة السلطنة العلّية على القطار الحجازية‬ ‫وابتدا ء القتال بينهم وبينه ىمن لسنة خمس بعد المائتين واللف وكان ذلك‬ ‫في ىمدة لسلطنة ىمولنا السلطان لسليم الثالث ابن السلطان ىمصطفى‬ ‫الثالث بن أدحمد )وأىما ابتدا ء أول ظهور الوهابية( فكان قبل ذلك بسنين‬ ‫كثيرة وكانت قوتهم وشوكتهم في بلدهم أو ً‬ ‫ل‪ ،‬ثم كثر شرهم وتزايد‬ ‫ضررهم واتسع ىملكهم وقتلوا ىمن الخلئق ىما ل يحصون والستبادحوا‬ ‫أىموالهم ولسبوا نسا ءهم وكان ىمؤلسس ىمذهبهم الخبيث ىمحمد بن عبد‬ ‫الوهاب وأصله ىمن المشرق ىمن بني تميم وكان ىمن المعمرين فكاد يعد‬ ‫ىمن المنظرين لنه عاش قريب ىمائة لسنة دحتى انتشر عنه ضللهم‪،‬‬ ‫كانت ولدته لسنة ألف وىمائة وإدحدى عشرة وهلك لسنة ألف وىمائتين‪،‬‬ ‫وأرخه بعضهم بقوله‪:‬‬ ‫) بدا هلك الخبيث( ‪: 1206‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪171‬‬


‫وكان في ابتدا ء أىمره ىمن طلبة العلم بالمدينة المنورة على لساكنها‬ ‫أفضل الصلة والسلم وكان أبوه رجلً صالًحا ىمن أهل العلم وكذا‬ ‫أخوه الشيخ لسليمان‪ ،‬وكان أبوه وأخوه وىمشايخه يتفرلسون فيه أنه‬ ‫لسيكون ىمنه زيغ وضلل لما يشاهدونه ىمن أقواله وأفعاله ونزعاته في‬ ‫كثير ىمن المسائل‪ ،‬وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس ىمنه فحقق ا‬ ‫فرالستهم فيه لما ابتدع ىمن الزيغ والضلل الذي أغوى به الجاهلين‬ ‫وخالف فيه أئمة الدين وتوصل بذلك إلى تكفير المؤىمنين فزعم أن‬ ‫زيارة قبر النبي صلى ا عليه ولسلم والتولسل به وبالنبيا ء والوليا ء‬ ‫والصالحين وزيارة قبورهم شرك‪ ،‬وأن ندا ء النبي صلى ا عليه ولسلم‬ ‫عند التولسل بهم شرك‪ ،‬وكذا ندا ء غيره ىمن النبيا ء و الوليا ء‬ ‫الصالحين عند التولسل بهم شرك‪ ،‬وأن ىمن ألسند شيًئا لغير ا ولو على‬ ‫لسبيل المجاز العقلي يكون ىمشرًكا نحو نفعني هذا الدوا ء‪ ،‬وهذا الولي‬ ‫الفلني عند التولسل به في شي ء‪ .‬وتمسك بأدلة ل تنتج له شيًئا ىمن‬ ‫س بها على العوام دحتى‬ ‫ىمراىمه‪ ،‬وأتى بعبارات ىمزورة زخرفها ولبّ َ‬ ‫تبعوه‪ ،‬وألف لهم في ذلك رلسائل دحتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التودحيد‪،‬‬ ‫واتصل بأىمرا ء المشرق أهل الدرعية وىمكث عندهم دحتى نصروه‬ ‫وقاىموا بدعوته وجعلوا ذلك ولسيلة إلى تقوية ىملكهم واتساعه‪ ،‬وتسلطوا‬ ‫على العراب وأهل البوادي دحتى تبعوهم وصاروا جنًدا لهم بل عوض‬ ‫وصاروا يعتقدون أن ىمن لم يعتقد ىما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر‬ ‫ىمشرك ىمهدر الدم والمال‪ ،‬وكان ابتدا ء ظهور أىمره لسنة ألف وىمائة‬ ‫وثلث وأربعين‪ ،‬وابتدا ء انتشاره ىمن بعد الخمسين وىمائة وألف‪ .‬وأّلف‬ ‫العلما ء رلسائل كثيرة للرد عليه دحتى أخوه الشيخ لسليمان وبقية ىمشايخه‬ ‫وكان ىممن قام بنصرته وانتشار دعوته ىمن أىمرا ء المشرق ىمحمد بن‬ ‫لسعود أىمير الدرعية وكان ىمن بني دحنيفة قوم ىمسيلمة الكذاب‪ ،‬ولما ىمات‬ ‫ىمحمد بن لسعود قام بها ولده عبد العزيز بن ىمحمد بن لسعود‪ ،‬وكان كثير‬ ‫ىمن ىمشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون لسيضل هذا أو يضل ا به‬ ‫ىمن أبعده وأشقاه فكان الىمر كذلك‪ ،‬وزعم ىمحمد بن عبد الوهاب أن‬ ‫ىمراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلص التودحيد والتبري ىمن الشرك‬ ‫‪ 172‬الخوان والسلفيين‬


‫وأن الناس كانوا على شرك ىمنذ لستمائة لسنة وأنه جدد للناس دينهم‬ ‫ودحمل اليات القر ءانية التي نزلت في المشركين على أهل التودحيد‬ ‫ب له ُ‬ ‫ا ىمن ل يستجي ُ‬ ‫كقوله تعالى‪} :‬وىمن أضّل ىممن يدعو ىمن دوِن ِ‬ ‫إلى يوِم القياىمِة وهم عن ُدعائهم غافلون { وكقوله تعالى }ول تد ُ‬ ‫ع ىمن‬ ‫ك ول يضّرك { وكقوله تعالى }والذيَن يدعوَن ىمن ل‬ ‫ا ىما ل ينفع َ‬ ‫دوِن ِ‬ ‫ب لهم إلى يوِم القياىمة { وأىمثال هذه اليات في القر ءان كثيرة‪،‬‬ ‫يستجي ُ‬ ‫فقال ىمحمد بن عبد الوهاب ىمن الستغاث بالنبي صلى ا عليه ولسلم أو‬ ‫بغيره ىمن النبيا ء والوليا ء والصالحين أو ناداه أو لسأله الشفاعة فإنه‬ ‫ىمثل هؤل ء المشركين ويدخل في عموم هذه اليات‪ ،‬وجعل زيارة قبر‬ ‫النبي صلى ا عليه ولسلم وغيره ىمن النبيا ء والوليا ء والصالحين ىمثل‬ ‫ذلك‪ ،‬وقال في قوله تعالى دحكاية عن المشركين في عبادة الصنام }ىما‬ ‫نعبدهم إل ليقربونا إلى ا زلفى { إن المتولسلين ىمثل هؤل ء المشركين‬ ‫الذين يقولون }ىما نعبدهم إل ليقربونا إلى ا زلفى { قال‪":‬فإن‬ ‫المشركين ىما اعتقدوا في الصنام أنها تخلق شيًئا بل يعتقدون أن الخالق‬ ‫هو ا تعالى بدليل قوله تعالى‪} :‬ولئْن لسألتهم ىمن خلقُهم ليقولّن ا { و‬ ‫ض ليقولّن ا { فما دحكم ا‬ ‫}ولئْن لسألتهم ىمن خل َ‬ ‫ق السماوات والر َ‬ ‫عليهم بالكفر والشراك إل لقولهم ليقربونا إلى ا زلفى فهؤل ء ىمثلهم"‪.‬‬ ‫وىما ردوا به عليه في الرلسائل المؤلفة للرد عليه أن هذا الستدلل باطل‬ ‫فإن المؤىمنين ىما اتخذوا النبيا ء عليهم الصلة والسلم ول الوليا ء ءالهة‬ ‫وجعلوهم شركا ء ل بل إنهم يعتقدون أنهم عبيد ا ىمخلوقون ول يعتقدون‬ ‫أنهم ىمستحقون العبادة‪ .‬وأىما المشركون الذين نزلت فيهم هذه اليات‬ ‫فكانوا يعتقدون الستحقاق أصناىمهم اللوهية ويعظمونها تعظيم الربوبية‬ ‫وإن كانوا يعتقدون أنها ل تخلق شيًئا‪ ،‬وأىما المؤىمنون فل يعتقدون في‬ ‫النبيا ء والوليا ء الستحقاق العبادة واللوهية ول يعظمونهم تعظيم‬ ‫الربوبية‪ ،‬بل يعتقدون أنهم عباد ا وأدحباؤه الذين اصطفاهم واجتباهم‬ ‫وببركتهم يردحم عباده فيقصدون بالتبرك بهم ردحمة ا تعالى‪ ،‬ولذلك‬ ‫شواهد كثيرة ىمن الكتاب والسنة‪ .‬فاعتقاد المسلمين أن الخالق الضار‬ ‫والنافع المستح ّ‬ ‫ق العبادة هو ا ودحده ول يعتقدون التأثير لدحد لسواه‪،‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪173‬‬


‫وأن النبيا ء والوليا ء ل يخلقون شيًَئا ول يملكون ضًّرا ول نفًعا وإنما‬ ‫يردحم اُ العباَد ببركتهم‪ .‬فاعتقاد المشركين الستحقاق أصناىمهم العبادة‬ ‫ك ل ىمجرد قولهم )ىما نعبدهم إل‬ ‫واللوهية هو الذي أوقعهم في الشر ِ‬ ‫ليقربونا إلى ا(‪ ،‬لنهم لما أقيمت عليهم الحجة بأنها ل تستحق العبادة‬ ‫وهم يعتقدون الستحقاقها العبادة قالوا ىمعتذرين )ىما نعبدهم إل ليقربونا إلى‬ ‫ا زلفى( فكيف يجوز لبن عبد الوهاب وىمن تبعه أن يجعلوا المؤىمنين‬ ‫المودحدين ىمثل أولئك المشركين الذين يعتقدون ألوهية الصنام؟!‬ ‫فجميع اليات المتقدىمة وىما كان ىمثلها خا ّ‬ ‫ص بالكفار والمشركين ول‬ ‫يدخل فيه أدحد ىمن المؤىمنين‪ .‬روى البخار ّ‬ ‫ي عن عبد ا بن عمر رضي‬ ‫ا عنهما عن النبّي صلى ا عليه ولسلم في وصف الخوارج أنهم‬ ‫انطلقوا إلى ءايات نزلت في الكفار فحملوها على المؤىمنين‪ ،‬وفي رواية‬ ‫ضا أنه صلى ا عليه ولسلم قال ‪":‬أخَو ُ‬ ‫ف ىما أخاف‬ ‫عن ابن عمر أي ً‬ ‫على أّىمتي رجل يتأّول القر ءان يضعه في غير ىموضعه" فهو وىما قبله‬ ‫صادق على هذه الطائفة‪ .‬ولو كان شي ء ىمما صنعه المؤىمنون ىمن‬ ‫التولسل وغيره شرًكا ىما كان يصدر ىمن النبي صلى ا عليه ولسلم‬ ‫وأصحابه ولسلف الىمة وخلفها‪ .‬ففي الدحاديث الصحيحة أنه صلى ا‬ ‫عليه ولسلم كان ىمن دعائه ‪":‬اللهّم إني ألسألك بح ّ‬ ‫ق السائلين عليك" وهذا‬ ‫توّلسل ل ش ّ‬ ‫ك فيِه وكان ُيعّلم هذا الّدعا ء أصحاَبه ويأىمرهم بالتياِن به‪،‬‬ ‫ك طويل ىمذكور في الكتب وفي الرلسائل التي في الرّد على‬ ‫وبسط ذل َ‬ ‫ابن عبد الوهاب‪ .‬وصّح عنه أنه صلى ا عليه ولسلم لما ىماتت فاطمة‬ ‫بنت ألسد أّم علّي رضي ا عنها ألحدها صلى ا عليه ولسلم في القبر‬ ‫بيده الشريفة وقال ‪":‬اللهّم اغفر لىمي فاطمة بنت ألسد ووّلسْع عليها‬ ‫ىمدخلها بح ّ‬ ‫ق نبّيك والنبيا ء الذين ىمن قبلي إنك أردحم الرادحمين" وصح‬ ‫أّنه صلى ا عليه ولسلم لسأله أعمى أن يرّد اُ بصَره بدعاِئه فأىمره‬ ‫ك بنبّيك‬ ‫بالطهارِة وصلة ركعتين ثم يقول ‪":‬اللهّم إني ألسأُلك وأتوّجه إلي َ‬ ‫ك إلى ربي في دحاجتي لُتقضى‬ ‫ىمحمد نبّي الردحمِة يا ىمحّمد إّني أتوجه ب َ‬ ‫اللهّم شّفعه فّي" ففعل فرد اُ عليه بصره‪ ،‬وصّح أن ءادَم عليه السلم‬ ‫توّلسل بنبّينا صلى ا عليه ولسلم دحين أكل ىمن الشجرِة لّنه لما رأى‬ ‫‪ 174‬الخوان والسلفيين‬


‫ش وعلى غرف الجنة‬ ‫السَمه صلى ا عليه ولسلم ىمكتوًبا على العر ِ‬ ‫وعلى جباه الملئكة لسأل عنه فقال ا له‪ :‬هذا ولد ىمن أولدك‪ .‬فقال‬ ‫اللهّم بحرىمة هذا الولد اردحم هذا الوالد فنودي يا ءادُم لو تشفعت إلينا‬ ‫بمحمد في أهل السما ء والرض لشفعناك‪ .‬وتولسل عمر بن الخطاب‬ ‫بالعباس رضي ا عنه لما الستسقى الناس وغير ذلك ىمما هو ىمشهور‬ ‫فل دحاجة إلى الطالة بذكره والتولسل الذي في دحديث العمى قد‬ ‫الستعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى ا عليه ولسلم وفيه لفظ "يا‬ ‫ىمحّمد"‪ ،‬وذلك ندا ء عند المتولسل‪ .‬وىمن تتبع كلم الصحابِة والتابعين‬ ‫ك كقول بلل بن الحارث الصحابي رضي ا‬ ‫يجد شيًئا كثيًرا ىمن ذل َ‬ ‫عنهُ عند قبر النبّي صلى ا عليه ولسلم ‪":‬يا رلسول ا الستسق لّىمتك"‬ ‫كالندا ء الوارد عن النبي صلى ا عليه ولسلم عند زيارة القبور‪.‬‬ ‫وىممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر ىمشايخه وهو الشيخ‬ ‫ىمحمد ابن لسليمان الكردي ىمؤلف دحواشي شرح ابن دحجر على ىمتن‬ ‫بافضل فقال ىمن جملة كلىمه‪ :‬يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك ل تعالى‬ ‫أن تكف لسانك عن المسلمين فإن لسمع َ‬ ‫ت ىمن شخص أنه يعتقد تأثير‬ ‫ك المستغاث به ىمن دون ا فعرفه الصواب وأبِْن له الدلة على أنه‬ ‫ذل َ‬ ‫ل تأثير لغير ا فإن أبى فكفره دحينئذ بخصوصه ول لسبيل لك إلى‬ ‫تكفير السواد العظم ىمن المسلمين‪ ،‬وأنت شاذ عن السواد العظم‬ ‫فنسبة الكفر إلى ىمن شذ عن السواد العظم أقرب لنه اتبع غير لسبيل‬ ‫المؤىمنين‪ .‬قال تعالى ‪}:‬وىمن يشاقق الرلسول ىمن بعد ىما تبين له الهدى‬ ‫ويتبع غير لسبيل المؤىمنين نوّله ىما تولى ونصِله جهّنم ولسا ءت ىمصيًرا {‬ ‫وإنما يأكل الذئب ىمن الغنم القاصية‪.‬اهـ‪.‬‬ ‫وأىما زيارة قبر النبي صلى ا عليه ولسلم فقد فعلها الصحابةُ رضي‬ ‫ا عنهم وىمن بعدهم ىمن السلف والخلف وجا ء في فضلها أدحاديث‬ ‫أفردت بالتأليف‪ ،‬وىمما جا ء في الندا ء لغير ا تعالى ىمن غائب وىميت‬ ‫وجماد قوله صلى ا عليه ولسلم ‪":‬إذا أفلتت دابة أدحدكم بأرض فلة‬ ‫فليناد يا عباد ا أدحبسوا فإن ل عباًدا يجيبونه" وفي دحديث ءاخر ‪":‬إذا‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪175‬‬


‫ض ليس فيها أنيس فليقل يا‬ ‫أضّل أدحدكم شيًئا أو أراد عوًنا وهو بأر ٍ‬ ‫عباد ا أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"‪" ،‬فإن ل عباًدا ل ترونهم"‪.‬‬ ‫وكان النبي صلى ا عليه ولسلم إذا لسافر فأقبل الليل قال ‪":‬يا أرض‪،‬‬ ‫ربي وربك ا" وكان صلى ا عليه ولسلم إذا زار قال ‪":‬السلم عليكم‬ ‫يا أهل القبور" وفي التشهد الذي يأتي به كل ىمسلم في كل صلة صورة‬ ‫الندا ء في قوله ‪":‬السلم عليك أيها النبّي"‪ .‬والحاصل أن الندا ء والتولسل‬ ‫ليس في شي ء ىمنهما ضرر إل إذا اعتقَد التأثير لمن ناداه أو تولسل به‪،‬‬ ‫ك‬ ‫وىمتى كان ىمعتقًدا أن التأثير ل ل لغير ا فل ضرر في ذلك‪ ،‬وكذل َ‬ ‫إلسناد فعل ىمن الفعال لغير ا ل يضّر إل إذا اعتقَد التأثير‪ ،‬وىمتى لم‬ ‫يعتقد التأثير فإنه ُيحمل على المجاز العقلّي كقوله‪ :‬نفعني هذا الدوا ء أو‬ ‫فلن الولّي‪ ،‬فهو ىمثل قوله‪ :‬أشبعني هذا الطعام‪ ،‬وأرواني هذا الما ء‪،‬‬ ‫وشفاني هذا الدوا ء‪ .‬فمتى صدر ذلك ىمن ىمسلم فإنه يحمل على اللسناد‬ ‫ك فل لسبيل إلى تكفير أدحد بشي ء‬ ‫المجازي واللسلم قرينة كافية في ذل َ‬ ‫ك‪ ،‬ويكفي هذا الذي ذكرناه إجمالً في الرد على ابن عبد الوهاب‬ ‫ىمن ذل َ‬ ‫ك وقد‬ ‫وىمن أراد بسط الكلم فليرجع إلى الرلسائل المؤلفة في ذل َ‬ ‫لخصت ىما فيها في رلسالة ىمختصرة فلينظرها ىمن أرادها‪.‬‬ ‫ولما قام ابن عبد الوهاب وىمن أعانه بدعوتهم الخبيثة التي كفروا‬ ‫بسببها المسلمين ىملكوا قبائل الشرق قبيلة بعد قبيلة‪ ،‬ثم اتسع ىملكهم فملكوا‬ ‫اليمن والحرىمين وقبائل الحجاز وبلغ ىملكهم قريًبا ىمن الشام‪ ،‬فإن ىملكهم‬ ‫وصل إلى المز يريب وكانوا في ابتدا ء أىمرهم أرلسلوا جماعة ىمن‬ ‫علمائهم ظًنا ىمنهم أنهم يفسدون عقائد علما ء الحرىمين ويدخلون عليهم‬ ‫الشبهة بالكذب والمين‪ ،‬فلما وصلوا إلى الحرىمين وذكروا لعلما ء الحرىمين‬ ‫عقائدهم وىما تملكوا به‪ ،‬رد عليهم علما ء الحرىمين وأقاىموا عليهم الحجج‬ ‫والبراهين التي عجزوا عن دفعها‪ ،‬وتحقق لعلما ء الحرىمين جهلهم‬ ‫وضللهم ووجدوهم ضحكة وىمسخرة‪ ،‬كحمر ىمستنفرة‪ ،‬فّرت ىمن قسورة‬ ‫ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها ىمشتملة على كثير ىمن المكفرات‪ ،‬فبعد أن‬ ‫أقاىموا البرهان عليهم كتبوا عليهم دحجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن‬ ‫الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أىمرهم‪ ،‬فيعلم بذلك الول‬ ‫‪ 176‬الخوان والسلفيين‬


‫والخر‪ ،‬وكان ذلك في ىمدة إىمارة الشريف ىمسعود بن لسعيد بن لسعد بن‬ ‫زيد المتوفى لسنة خمس ولستين وىمائة ألف‪ ،‬وأىمر بحبس أولئك الملحدة‬ ‫فحبسوا وفّر بعضهم إلى الدرعية فأخبرهم بما شاهدوا فازدادوا عتًّوا‬ ‫والستكباًرا وصار أىمرا ء ىمكة بعد ذلك يمنعون وصولهم للحج فصاروا‬ ‫يغيرون على بعض القبائل الداخلين تحت طاعة أىمير ىمكة‪ ،‬ثم انتشب‬ ‫القتال بينهم وبين أىمير ىمكة ىمولنا الشريف غالب بن ىمساعد بن لسعيد بن‬ ‫لسعد بن زيد‪ ،‬وكان ابتدا ء القتال بينهم وبينه ىمن لسنة خمس بعد المائتين‬ ‫واللف ووقع بينهم وبينه وقائع كثيرة قتل فيها خلئق كثيرون ولم يزل‬ ‫أىمرهم يقوى وبدعتهم تنتشر إلى أن دخل تحت طاعتهم أكثر القبائل‬ ‫والعربان الذين كانوا تحت طاعة أىمير ىمكة‪.‬‬ ‫وفي لسنة لسبع عشرة بعد المائتين واللف لساروا بجيوش كثيرة دحتى‬ ‫نازلوا الطائف ودحاصروا أهله في شهر ذي القعدة ىمن السنة المذكورة‪،‬‬ ‫ثم تملكوهُ وقتلوا أهله رجالً ونساً ء وأطفالً ول نجا ىمنهم إل القليل‪،‬‬ ‫ونهبوا جميع أىموالهم ثم أرادوا المسير إلى ىمكة‪ ،‬فعلموا أن ىمكة في ذلك‬ ‫الوقت فيها كثير ىمن الحجاج‪ ،‬ويقدم إليها الحاج الشاىمي والمصري‬ ‫فيخرج الجميع لقتالهم فمكثوا في الطائف إلى أن انقضى شهر الحج‪،‬‬ ‫وتوجه الحجاج إلى بلدهم ولساروا بجيوشهم يريدون ىمكة ولم يكن‬ ‫للشريف غالب قدرة على قتال جيوشهم‪ ،‬فنزل إلى جدة فخاف أهل ىمكة‬ ‫أن يفعل الوهابية ىمعهم ىمثل ىما فعلوا ىمع أهل الطائف فأرلسلوا إليهم‬ ‫وطلبوا ىمنهم الىمان لهل ىمكة‪ ،‬فأعطوهم الىمان ودخلوا ىمكة ثاىمن‬ ‫ىمحرم ىمن السنة الثاىمنة عشرة بعد المائتين واللف وىمكثوا أربعة عشر‬ ‫يوًىما يستتيبون الناس ويجددون لهم اللسلم على زعمهم‪ ،‬ويمنعونهم‬ ‫ىمن فعل ىما يعتقدون أنه شرك كالتولسل وزيارة القبور‪ ،‬ثم لساروا‬ ‫بجيوشهم إلى جدة لقتال الشريف غالب‪ ،‬فلما أدحاطوا بجدة رىمى عليهم‬ ‫بالمدافع والقلل فقتل كثيًرا ىمنهم ولم يقدروا على تملك جدة فارتحلوا بعد‬ ‫ثمانية أيام‪ ،‬ورجعوا إلى بلدهم وجعلوا لهم عسكًرا بمكة وأقاىموا لهم‬ ‫أىميًرا فيها وهو الشريف عبد المعين أخو الشريف غالب‪ ،‬وإنما قبل‬ ‫أىمرهم ليرفق بأهل ىمكة ويدفع ضرر أولئك الشرار عنهم‪ ،‬وفي شهر‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪177‬‬


‫ربيع الول ىمن السنة المذكورة لسار الشريف غالب ىمن جدة وىمعه وإلى‬ ‫جدة ىمن طرف السلطنة العلية وهو شريف باشا وىمعهما العساكر‬ ‫فوصلوا إلى ىمكة وأخرجوا ىمن كان بها ىمن عساكر الوهابية ورجعت‬ ‫إىمارة ىمكة للشريف غالب ثم بعد ذلك تركوا ىمكة واشتغلوا بقتال كثير‬ ‫ىمن القبائل‪ ،‬وصار الطائف بأيديهم وجعلوا عليه أىميًرا )عثمان‬ ‫المضايفي( فصار هو وبعض جنودهم يقاتلون القبائل التي في أطراف‬ ‫ىمكة والمدينة ويدخلونهم في طاعتهم دحتى الستولوا عليهم وعلى جميع‬ ‫الممالك التي كانت تحت طاعة أىمير ىمكة‪ ،‬فتوجه قصدهم بعد ذلك‬ ‫لللستيل ء على ىمكة فساروا بجيوشهم لسنة عشرين ودحاصروا ىمكة‬ ‫وأدحاطوا بها ىمن جميع الجهات وشددوا الحصار عليها وقطعوا الطرق‬ ‫وىمنعوا الميرة عن ىمكة‪ ،‬فاشتد الحصار على أهل ىمكة دحتى أكلوا‬ ‫الكلب لشدة الغل ء وعدم وجود القوت‪ ،‬فاضطر الشريف غالب إلى‬ ‫الصلح ىمعهم وتأىمين أهل ىمكة فولسط أناًلسا بينه وبينهم فعقدوا الصلح‬ ‫على شروط فيها رفق بأهل ىمكة‪ ،‬فمن تلك الشروط أن إىمارة ىمكة تكون‬ ‫له فتم الصلح ودخلوا ىمكة في أواخر ذي القعدة لسنة عشرين وتملكوا‬ ‫المدينة المنورة على لساكنها أفضل الصلة والسلم وانتهبوا الحجرة‬ ‫وأخذوا ىما فيها ىمن الىموال‪ ،‬وفعلوا أفعالً شنيعة‪ ،‬وجعلوا على المدينة‬ ‫أىميًرا ىمنهم "ىمبارك بن ىمضيان"‪ ،‬والستمر دحكمهم في الحرىمين لسبع‬ ‫لسنين وىمنعوا دخول الحج الشاىمي والمصري ىمع المحاىمل ىمكة‪،‬‬ ‫وصاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوًبا ىمن العبا ء القيلن اللسود‪،‬‬ ‫وأكرهوا الناس على الدخول في دينهم وىمنعوهم ىمن شرب التنباك وىمن‬ ‫فعل ذلك و ىمن أ ّ‬ ‫طلعوا عليه عزروه بأقبح التعزير‪ ،‬وهدىموا القبب التي‬ ‫على قبور الوليا ء‪.‬‬ ‫وكانت الدولة العثمانية في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال‬ ‫ىمع النصارى‪ ،‬وفي اختلف في خلع السلطين وقتلهم كما لسنقف عليه‬ ‫إن شا ء ا تعالى‪ ،‬ثم صدر الىمر السلطاني )ىمن خليفة رلسول ا صلى‬ ‫ا عليه ولسلم لسلطان ىمحمود خان ثاني بن عبد الحميد خان أول‬ ‫لسلطان أدحمد( لصادحب ىمصر ىمحمد علي باشا بالتجهيز لقتال الوهابية‬ ‫‪ 178‬الخوان والسلفيين‬


‫وكان ذلك في لسنة ‪ 1226‬فجهز ىمحمد علي باشا جيًشا فيه عساكر‬ ‫كثيرة جعل عليهم بفرىمان لسلطان ولده طولسون باشا فخرجوا ىمن ىمصر‬ ‫في رىمضان ىمن السنة المذكورة ولم يزالوا لسائرين بًرا وبحًرا دحتى‬ ‫وصلوا إلى ينبع فملكوه ىمن الوهابية‪ ،‬ثم لما وصلت العساكر إلى‬ ‫الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد‬ ‫بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم‬ ‫إليها قبائل كثيرة فهزىموا ذلك الجيش وقتلوا كثيًرا ىمنهم وانتهبوا جميع‬ ‫ىما كان ىمعهم وكان ذلك في شهر ذي الحجة لسنة ‪ ،26‬ولم يرجع ىمن‬ ‫ذلك الجيش إلى ىمصر إل القليل فجهز جيًشا غيره لسنة لسبع وعشرين‬ ‫وعزم ىمحمد علي باشا على التوجه إلى الحجاز بنفسه‪ ،‬وتوجهت‬ ‫العساكر قبله في شعبان في غاية القوة واللستعداد وكان ىمعهم ىمن‬ ‫المدافع ثمانية عشر ىمدفًعا وثلثة قنابل فالستولت العساكر على ىما كان‬ ‫بيد الوهابية وىملكوا الصفرا ء والحديدة وغيرهما في رىمضان بل قتال‪،‬‬ ‫بل بالمخادعة وىمصانعة العرب بإعطا ء الدراهم الكثيرة دحتى أنهم‬ ‫أعطوا شيخ ىمشايخ دحرب ىمائة ألف ر‪ ،‬وأعطوا شيًخا ىمن صغار‬ ‫ضا ثمانية عشر ألف ر ورتبوا لهم علئف تصرف‬ ‫المشايخ دحرب أي ً‬ ‫لهم كل شهر‪ ،‬وكان ذلك كله بتدبير شريف ىمكة الشريف غالب وهو في‬ ‫الظاهر تحت طاعة الوهابي‪ ،‬وأىما المرة الولى التي هزىموا فيها فلم‬ ‫يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك دحتى يكون الىمر بتدبيره‪ ،‬ودخلت‬ ‫العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة‪ ،‬ولما جا ءت الخبار إلى‬ ‫ىمصر صنعوا زينة ثلثة أيام وأكثروا ىمن الشنك وضرب المدافع‬ ‫وأرلسلوا بشائر لجميع ىملوك الروم والستولت العساكر السائرة ىمن‬ ‫طريق البحر على جدة في أوائل المحرم لسنة ثمان وعشرين‪ ،‬ثم طلعوا‬ ‫ضا‪ ،‬وكل ذلك بل قتال بتدبير الشريف لس ًّرا‪،‬‬ ‫إلى ىمكة والستولوا عليها أي ً‬ ‫ولما وصلت العساكر إلى جدة فّر ىمن كان بمكة ىمن عساكر الوهابية‬ ‫وأىمرائهم‪ ،‬وكان لسعود أىمير الوهابية دحج في لسنة لسبع وعشرين ثم‬ ‫ارتحل إلى الطائف‪ ،‬ثم إلى الدرعية ولم يعلم بالستيل ء العساكر‬ ‫السلطانية على المدينة إل بعد ذلك‪ ،‬ثم لما وصل إلى الدرعية علم‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪179‬‬


‫بالستيلئهم على ىمكة ثم الطائف ولما وصلت العساكر إلى جدة وىمكة فر‬ ‫ىمن الطائف أىميرها عثمان المضايفي‪ ،‬وفر ىمن كان بها ىمن عساكر‬ ‫الوهابية وأىمرائهم‪.‬‬ ‫وفي شهر ربيع الول ىمن لسنة ثمان وعشرين أرلسل ىمحمد علي‬ ‫باشا ىمبشرين إلى دار السلطنة وىمعهم المفاتيح وكتبوا إليهم أنها ىمفاتيح‬ ‫ىمكة والمدينة وجدة والطائف فدخلوا بها دار السلطنة بموكب دحافل‬ ‫ووضعوا المفاتيح على صفائح الذهب والفضة وأىماىمهم البخورات في‬ ‫ىمجاىمر الذهب والفضة وخلفهم الطبول والزىمور وعملوا لذلك زينة‬ ‫وشنًكا وىمدافع وخلعوا على ىمن جا ء بالمفاتيح وزادوا في رتبة ىمحمد‬ ‫علي باشا‪ ،‬وبعثوا له أطواًخا وعدة أطوا خ بوليات لمن يختار تقليده‪،‬‬ ‫وفي شهر شوال لسنة ثمان وعشرين توجه ىمحمد علي باشا بنفسه إلى‬ ‫الحجاز وقبل توجهه ىمن ىمصر قبض الشريف غالب على عثمان‬ ‫المضايفي الذي كان أىميًرا على الطائف للوهابية‪ ،‬وكان ىمن أهل أكبر‬ ‫أعوانهم وأىمرائهم فزنجره بالحديد وبعثه إلى ىمصر فوصل في ذي‬ ‫القعدة بعد توجه الباشا إلى الحجاز‪ ،‬ثم أرلسل إلى دار السلطنة فقتلوه‬ ‫ووصل ىمحمد علي باشا في ذي القعدة إلى ىمكة وقبض على الشريف‬ ‫غالب بن ىمساعد وبعثه إلى دار السلطنة وأقام لشرافة ىمكة ابن أخيه‬ ‫الشريف يحيي بن لسرور بن ىمساعد‪ ،‬وفي شهر ىمحرم ىمن لسنة ‪29‬‬ ‫بعثوا إلى السلطنة ىمبارك بن ىمضيان الذي كان أىميًرا على المدينة‬ ‫المنورة للوهابية‪ ،‬فطافوا به في القسطنطينية في ىموكب ليراه الناس ثم‬ ‫قتلوه وعلقوا رألسه على باب السرايا‪ ،‬وفعل ىمثل ذلك بعثمان‬ ‫المضايفي‪ ،‬وأىما الشريف غالب فأرلسلوه إلى لسلنيك وبقي بها ىمكرًىما‬ ‫إلى أن توفي لسنة إدحدى وثلثين ودفن بها وبني عليه قبة تزار‪ ،‬وىمدة‬ ‫إىمارته على ىمكة لست وعشرون لسنة‪ .‬ثم إن ىمحمد علي باشا وجه كثيًرا‬ ‫ىمن العساكر إلى تربة وبيشة وبلد غاىمد وزهران وبلد عسير لقتال‬ ‫طوائف الوهابية وقطع دابرهم‪ ،‬ثم لسار بنفسه في أثرهم في شعبان لسنة‬ ‫تسع وعشرين ووصل إلى تلك الديار وقتل كثيًرا ىمنهم وألسر كثيًرا‬ ‫وخرب ديارهم‪ ،‬وفي شهر جمادى الولى لسنة تسع وعشرين هلك‬ ‫‪ 180‬الخوان والسلفيين‬


‫لسعود أىمير الوهابية وقام بالُمْلك بعده ولده عبد ا ورجع ىمحمد علي‬ ‫باشا ىمن تلك الديار التي وصلها ىمن ديار الوهابية عند إقبال الحج‪،‬‬ ‫ودحج وىمكث بمكة إلى رجب لسنة ثلثين ثم توجه إلى ىمصر وترك بمكة‬ ‫دحسن باشا‪ ،‬ووصل الباشا إلى ىمصر في ىمنتصف رجب لسنة ثلثين‬ ‫وىمائتين وألف‪ ،‬فتكون إقاىمته بالحجاز لسنة ولسبعة أشهر‪ ،‬وىما رجع إلى‬ ‫ىمصر إل بعد أن ىمهد أىمور الحجاز‪ ،‬وأباد طوائف الوهابية التي كانت‬ ‫ىمنتشرة في جميع قبائل الحجاز والشرق وبقي ىمنهم بقية بالدرعية‬ ‫أىميرهم عبد ا بن لسعود فجهز ىمحمد علي باشا لقتاله جيًشا وأرلسله‬ ‫تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا‪ ،‬وكان عبد ا بن لسعود قبل ذلك يكاتب‬ ‫ىمع طولسون باشا بن ىمحمد علي باشا دحين كان بالمدينة وعقد ىمعه‬ ‫صلًحا على بقا ء إىمارته ودخوله تحت طاعة ىمحمد علي باشا‪ ،‬فلم يرض‬ ‫ىمحمد علي باشا بهذا الصلح فجهز ولده إبراهيم باشا وجعل أىمر‬ ‫العساكر إليه‪ ،‬وكان ابتدا ء ذلك في أواخر لسنة إدحدى وثلثين فوصل‬ ‫إلى الدرعية لسنة اثنتين وثلثين ونازل بجيوشه عبد ا بن لسعود في‬ ‫ذي القعدة لسنة ‪ ،33‬ولما جا ءت الخبار إلى ىمصر ضربوا لذلك ألف‬ ‫ىمدفع وفعلوا شنًكا وزينوا ىمصر وقراها لسبعة أيام‪ ،‬وكان ىمحمد علي‬ ‫باشا له اهتمام كبير في قتال الوهابية وأنفق في ذلك خزائن ىمن الىموال‬ ‫دحتى أخبر بعض ىمن كان يباشر خدىمته أنهم دفعوا في دفعة ىمن الدفعات‬ ‫لجرة تحميل بعض الذخائر خمسة وأربعين ألف ر‪ ،‬هذا في ىمرة ىمن‬ ‫المرات كان ذلك الحمل ىمن الينبع إلى المدينة عن أجرة كل بعير لست‬ ‫ريالت دفع نصفها أىمير ينبع والنصف الخر أىمير المدينة‪ ،‬وعند‬ ‫وصول الحمل ىمن المدينة إلى الدرعية كان أجر تلك الحملة فقط ىمائة‬ ‫وأربعين ألف ر‪ ،‬وقبض إبراهيم باشا على عبد ا بن لسعود وبعث‬ ‫به وكثير ىمن أىمرائهم إلى ىمصر فوصل في لسابع عشر ىمحرم لسنة أربع‬ ‫وثلثين وصنعوا له ىموكًبا دحافلً يراه الناس وأركبوه على هجين‬ ‫وازددحم الناس للتفرج عليه‪ ،‬ولما دخل على ىمحمد علي باشا قام له‬ ‫وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه ودحادثه‪ ،‬وقال له الباشا ىما هذه‬ ‫المطاولة؟ فقال الحرب لسجال قال‪ ،‬وكيف رأيت ابني إبراهيم باشا قال‪:‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪181‬‬


‫ىما قصر وبذل همته ونحن كذلك دحتى كان ىما قدره ا تعالى فقال له‬ ‫الباشا أنا أترجى فيك عند ىمولنا السلطان‪ ،‬فقال المقّدر يكون ثم ألبسه‬ ‫خلعة وانصرف إلى بيت إلسماعيل باشا ببولق‪ ،‬وكان بصحبة عبد ا‬ ‫بن لسعود صندوق صغير ىمصفح فقال الباشا له‪ .‬ىما هذا؟ فقال هذا ىما‬ ‫أخذه أبي ىمن الحجرة أصحبه ىمعي إلى السلطان‪ ،‬فأىمر الباشا بفتحه‬ ‫فوجدوا فيه ثلثة ىمصادحف ىمن خزائن الملوك لم ير الرا ءون أدحسن‬ ‫ىمنها وىمعها ثلثمائة دحبة ىمن اللؤلؤ الكبار ودحبة زىمرد كبيرة وشريط‬ ‫ىمن الذهب‪ ،‬فقال له الباشا الذي أخذتموه ىمن الحجرة أشيا ء كثيرة غير‬ ‫هذا‪ ،‬فقال‪ :‬هذا الذي وجدته عند أبي فإنه لم يستأصل كل ىما كان في‬ ‫الحجرة لنفسه بل أخذه العرب وأهل المدينة وأغاوات الحرم وشريف‬ ‫ىمكة‪ ،‬فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشيا ء ىمن ذلك‪ .‬ثم أرلسلوا‬ ‫عبد ا بن لسعود إلى دار السلطنة ورجع إبراهيم باشا ىمن الحجاز إلى‬ ‫ىمصر في شهر المحرم ىمن لسنة ‪ 35‬بعد أن أخرب الدرعية خراًبا كلًيا‬ ‫دحتى تركوا لسكناها‪ .‬ولما وصل عبد ا بن لسعود إلى دار السلطنة في‬ ‫شهر ربيع الول طافوا به البلد ليراه الناس ثم قتلوه عند باب همايون‬ ‫ضا في نواح ىمتفرقة‪.‬‬ ‫وقتلوا أتباعه أي ً‬ ‫هذا دحاصل ىما كان في قصة الوهابي بغاية الختصار ولو بسط‬ ‫الكلم في كل قضية لطال‪ ،‬وكانت فتنهم ىمن المصائب التي أصيب بها‬ ‫أهل اللسلم فإنهم لسفكوا كثيًرا ىمن الدىما ء‪ ،‬وانتهبوا كثيًرا ىمن الىموال‪،‬‬ ‫وعّم ضررهم‪ ،‬وتطاير شررهم فل دحول ول قوة إل بال‪ ،‬وكثير ىمن‬ ‫أدحاديث النبي صلى ا عليه ولسلم فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله‬ ‫صلى ا عليه ولسلم ‪":‬يخرج أناس ىمن قبل الشرق يقرأون القر ءان ل‬ ‫يجاوز تراقيهم يمرقون ىمن الدين كما يمرق السهم ىمن الرىمية لسيماهم‬ ‫التحليق" وهذا الحديث جا ء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري‬ ‫وبعضها في غيره ل دحاجة لنا إلى الطالة بنقل تلك الروايات ول لذكر‬ ‫ىمن خرجها لنها صحيحة ىمشهورة ففي قوله "لسيماهم التحليق"‬ ‫تصريح بهذه الطائفة لنهم كانوا يأىمرون كل ىمن اتبعهم أن يحلق رألسه‪،‬‬ ‫ولم يكن هذا الوصف لدحد ىمن طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا‬ ‫‪ 182‬الخوان والسلفيين‬


‫قبل زىمن هؤل ء‪ ،‬وكان السيد عبد الردحمن الهدل ىمفتي زبيد يقول‪ :‬ل‬ ‫دحاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله‬ ‫صلى ا عليه ولسلم "لسيماهم التحليق" فإنه لم يفعله أدحد ىمن المبتدعة‬ ‫غيرهم‪ .‬واتفق ىمرة أن اىمرأة أقاىمت الحجة على ابن الوهاب لما‬ ‫أكرهوها على إتباعهم ففعلت‪ ،‬أىمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رألسها‬ ‫فقالت له دحيث أنك تأىمر المرآة بحلق رألسها ينبغي لك أن تأىمر الرجل‬ ‫بحلق لحيته لن شعر رأس المرآة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم‬ ‫يجد لها جواًبا‪ .‬وىمما كان ىمنهم أنهم يمنعون الناس ىمن طلب الشفاعة ىمن‬ ‫النبي صلى ا عليه ولسلم ىمع أن أدحاديث شفاعة النبي صلى ا عليه‬ ‫ولسلم لىمته كثيرة وىمتواترة‪ ،‬وأكثر شفاعته لهل الكبائر ىمن أىمته‪.‬‬ ‫وكانوا يمنعون ىمن قرا ءة دلئل الخيرات المشتملة على الصلة على‬ ‫النبي صلى ا عليه ولسلم وعلى ذكرها كثير ىمن أوصافه الكاىملة‬ ‫ويقولون إن ذلك شرك ويمنعون ىمن الصلة عليه صلى ا عليه ولسلم‬ ‫على المنابر بعد الذان‪ ،‬دحتى أن رجلً صالًحا كان أعمى‪ ،‬وكان ىمؤذًنا‬ ‫وصلى على النبي صلى ا عليه ولسلم بعد الذان بعد أن كان المنع‬ ‫ىمنهم‪ ،‬فأتوا به إلى ابن عبد الوهاب فأىمر به أن يقتل فقتل‪ ،‬ولو تتبعت‬ ‫لك ىما كانوا يفعلونه ىمن أىمثال ذلك لملت الدفاتر والوراق‪ ،‬وفي هذا‬ ‫القدر كفاية وا لسبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪183‬‬


‫الفصل السابع‬ ‫العقيدة السلفية الصحيحة‬

‫‪ 184‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪185‬‬


‫صفات ا الواجب معركفتها ‪:‬‬

‫الحمد ل الذي أرلسل رلسوله العظم‪ ،‬ونبيه الفخم الذي دعا الناس‬ ‫إلى الخير والرشاد‪ ،‬وأيده ا بالمعجزات الباهرات‪ ،‬وأنطقه بالحكم‬ ‫البالغة‪ ،‬صلى ا عليه وعلى اله وصحابته الخيار‪ ،‬ىما أشرقت شمس‬ ‫وتعاقب ليل ونهار‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد قال ربنا عّز وجّل في كتابه الكريم {فلول نفر ىمن كل‬ ‫فرقٍة ىمنهم طائفةٌ ليتفّقهوا في الديِن ولُينذروا قوىمهم إذا رجعوا إليهم‬ ‫لعلهم يحذرون}‪ ،‬وقال تعالى {فاعلم أنه ل إله إل ا والستغفر لذنبك‬ ‫وللمؤىمنين والمؤىمنات}‪ ،‬فهذه الية إشارة إلى علم التودحيد بقوله تعالى‬ ‫ {فاعلم أنه ل إله إل ا}‪ ،‬وإشارة إلى علم الفروع ببقية الية‪ ،‬وقد قّدم‬ ‫ا تعالى ىما فيه إشارة إلى علم التودحيد على ىما فيه إشارة إلى علم‬ ‫الفروع‪ ،‬فعلمنا ىمن ذلك أنه أولى ىمن علم الفروع وهو أفضل العلوم‬ ‫ص رلسول ا صلى ا عليه ولسلم نفسه‬ ‫وأعلها وأشرفها‪ ،‬وقد خ ّ‬ ‫بالترقي في هذا العلم فقال‪" :‬فوا إني لعلمكم بال وأشدكم له خشية"‬ ‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫وقد اعتنى العلما ء بهذا العلم تدريًسا وتحفي ً‬ ‫ظا وتفهيًما دحتى قال‬ ‫الىمام الشافعي رضي ا عنه‪" :‬أدحكمنا هذا قبل ذاك" أي أتقنا علم‬ ‫التودحيد قبل فروع الفقه‪ ،‬وقال الىمام أبو دحنيفة رضي ا عنه في الفقه‬ ‫البسط‪" :‬اعلم أن الفقه في الدين أفضل ىمن الفقه في الدحكام"‪ ،‬وقال‬ ‫إىمام الهدى أبو الحسن الشعري رضي ا عنه‪" :‬أول ىما يجب على‬ ‫العبد العلم بال ورلسوله ودينه"‪.‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصفة الولى‪ -‬الوجود ‪:‬‬

‫الصُل الذي ُتبنى عليه العقيدةُ اللسلىميةُ ىمعرفةُ ا وىمعرفةُ‬ ‫رلسولِ​ِه‪ ،‬فمعرفةُ ا هو العلُم بأنه تعالى ىموجوٌد‪ ،‬فيجب اعتقاُد أنه تعالى‬ ‫ىموجوٌد في الزِل أي ل ابتداَ ء لوجوِدِه ‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬أفي ا‬ ‫‪ 186‬الخوان والسلفيين‬


‫َش ٌ‬ ‫ي‬ ‫ك} وقال‪{ :‬هو الّوُل} أي هو الذي ل ابتداَ ء لوجوِدِه‪ ،‬روى البخار ّ‬ ‫ح والبيهقّي وأبو بكِر بن الجار ود عن عمراَن بِن الُحصيِن‬ ‫في الصحي ِ‬ ‫أن رلسوَل ا صلى ا عليه ولسلم جاَ ءه قوٌم ىمن أهِل اليمِن فقالوا‪ :‬يا‬ ‫ك عن بدِ ء هذا الىمِر ىما كاَن‪،‬‬ ‫رلسوَل ا جئناك لنَتَفَقّهَ في الديِن ولنسألَ َ‬ ‫وفي لفٍظ‪" :‬عن أوِل هذا الىمر"‪ ،‬قال‪" :‬كان ا ولم يكن شي ء غيُرهُ‬ ‫ب في الّذكِر ُكّل شي ء"‪ .‬كاَن لسؤالُ​ُهم عن‬ ‫وكان عرُشهُ على الماِ ء وكتَ َ‬ ‫أوِل العالِم ثم الرلسوُل أجابَُهم بما هو أهَّم ىمن ذِلك وهو قولُه‪" :‬كان ا‬ ‫ولم يكن شي ء غيُرُه" أي أن ا ىموجوٌد في الزِل ل ابتدا ءَ لوجوِدِه ولم‬ ‫يكن في الزِل ىمعه شي ء أي ل زىماٌن ول ىمكاٌن ول أجراٌم‪.‬‬ ‫ش ُوِجدا قبَل غيرِهما ىمن‬ ‫وأتبَ​َع ذلك جوابَُهم بأن الماَ ء والعر َ‬ ‫ش لنه لما قال لهم "وكان عرُشهُ‬ ‫المخلوقا ِ‬ ‫ت فأعلمُهم أن الما ء قبل العر ِ‬ ‫ش‪.‬‬ ‫على الماِ ء" أفهَمُهم أن الماَ ء ُخلق قبل العر ِ‬ ‫وأىما ىمعرفةُ الرلسوِل فهو الِعلُم بأنهُ ىمبلٌغ عن ا صاد ٌ‬ ‫ق فيما جاَ ء به‬ ‫ب والتحريِم والخباِر عن ىما ىمضى وعما ىما لسَيحُد ُ‬ ‫ث في‬ ‫في اليجا ِ‬ ‫ خ والخرِة‪ ،‬فمن جَزَم بذلك بل ش ّ‬ ‫ب فهو‬ ‫ك ول ارتيا ٍ‬ ‫الدنيا والبرز ِ‬ ‫عار ٌ‬ ‫ف الدليَل العقلّي‬ ‫ف بال ورلسولِ​ِه وىمؤِىمٌن بال ورلسولِ​ِه لسواٌ ء عَر َ‬ ‫على ذلك أو لم َيعِرف‪ .‬وضلت المعتزلةُ باشتراِط ىمعرفَِة الدليِل العقلّي‬ ‫لصحِة اليماِن‪ ،‬وأىما أهُل الح ّ‬ ‫ق فل َيشَترطوَن ذلك ولكنُهم يروَن‬ ‫اللستدلَل على وجوِد ا تعالى بدليٍل عقلّي ولو كان إجمال ًّيا واجًبا‪،‬‬ ‫ب هذا‬ ‫وهذا الدليل الجمالّي دحاصٌل لكّل ىمؤىمٍن ولو لم يعرف ترتي َ‬ ‫الدليِل كأن يقاَل العالُم ُىمتغيٌر وكّل ُىمتغيٍر دحاد ٌ‬ ‫ث فالعالم دحادث فل بد له‬ ‫ث وهذا المحِد ُ‬ ‫ث هذا الموِجُد هو الذي يسمى ا‪ ،‬فإن ىمن نظَر‬ ‫ىمن ىمحِد ٍ‬ ‫بعقلِ​ِه نظًرا صحيًحا يدّله على ذلك‪ .‬واللستدلُل الجمالّي ل يخلو ىمنه‬ ‫المسلُم العالُِم أو العاىمّي ويسمى ذلك اللستدلُل الستدلل طبيع ًّيا‪ .‬ول‬ ‫ق جبٍل‬ ‫ُيت َ‬ ‫صّوُر ِفقداُن الدليِل الجمالّي في ىمسلٍم إل فيمن نشأ على شاه ِ‬ ‫ق رًّبا خلقهم يستح ّ‬ ‫ق العباَدة عليهم‪ ،‬فصّدقُهم‬ ‫لسمع ُأناًلسا يقولوَن إن للخل ِ‬ ‫إجلل لهم عن الخطأ واعتقَد ذلك ولم يتفكر في شي ء ىمن الدليل‪ ،‬وهذا‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪187‬‬


‫ب عليه اللستدلُل‪ .‬فالمؤىمُن الذي لم يستدّل‬ ‫ضا إيماُنه صحيٌح لكنه يج ُ‬ ‫أي ً‬ ‫قال أهُل الح ّ‬ ‫ك وتعالى أَىمَر بالّتفّكِر في‬ ‫ص وذلك لن ا تبار َ‬ ‫ق إنّهُ عا ٍ‬ ‫خلقِ​ِه ليستدلوا بحاِل العالِم على وجوِد خالقِ​ِه‪ .‬ثم بعد ىمعرفِة وجوِد ا‬ ‫ب عليه ىمعرفة بقيِة‬ ‫ق العبادِة أي نهاية التذلِل يج ُ‬ ‫تعالى وتفرِده بالستحقا ِ‬ ‫ت ا وهي‪ :‬القَِدُم‪ ،‬والبقاُ ء‪ ،‬والمخالفةُ‬ ‫الثلث َعشَرةَ صفة ىمن صفا ِ‬ ‫ث‪ ،‬وقياُىمهُ بنفِسِه‪ ،‬والودحدانيُّة‪ ،‬والحياُة‪ ،‬والقدرُة‪ ،‬والرادُة‪،‬‬ ‫للحواد ِ‬ ‫والعلُم‪ ،‬والسمُع‪ ،‬والبصُر‪ ،‬والكلُم‪.‬‬ ‫والدليُل الجمالّي لهذه الصفات هو أن يقاَل‪ :‬لو لم يُكن ا تعالى‬ ‫ت لم يكِن العالُم ىموجوًدا‪ ،‬فهذا اللستدلُل الجمالّي‬ ‫ىمتصًفا بهذه الصفا ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫كا ٍ‬ ‫ف لللستدلِل الواج ِ‬ ‫ض العيِن بل هي ىمن‬ ‫وأىما الدلةُ التفصيليّةُ فمعرفتها ليست ىمن فرو ِ‬ ‫ض الكفاية‪ ،‬فإذا وجد في المسلمين ىمن يعر ُ‬ ‫ف بقية الصفات الثلث‬ ‫فرو ِ‬ ‫عشرة وىما يتبُع ذلك ىمن أصوِل العتقاِد بالدليِل العقلّي فقد ألسقَ َ‬ ‫ط الحرج‬ ‫عن غيِره ىمن المسلميَن وذلك لّنه يحتاُج إلى ذلك لرّد ُشبِه الملِدحَدِة‬ ‫والمبتِدَعِة في العتقاِد‪ .‬فلو جاَ ء ُىملحٌد وقال للمسلميَن أعطوني دليل‬ ‫عقل ًّيا على وجوِد ا تعالى فل بد ىمن رفِع ُشبِهِه وتشكيكاتِ​ِه بإيراِد أدلٍّة‬ ‫تفصيليٍة ىمن البراهيِن العقليِة لن هذا الملحَد إذا قيل له قال ا تعالى‪{ :‬‬ ‫أفي ا َش ٌ‬ ‫ك} وقال تعالى‪َ{ :‬وهَُو على كّل شي ء َقديٌر} وقال‪{ :‬وهو‬ ‫بكّل شي ء عليٌم} وقال‪{ :‬هَُو الّوُل} وقال‪{ :‬إّن ا لغنّي عن العالمين}‬ ‫ونحو ذلك‪ ،‬قال الملحُد أنا ل أؤىمُن بكتابُِكم‪ ،‬أنا ل أريُد أن تذكَر لي ىمن‬ ‫ف تدفَُع ُشبَهَهُ وتشكيكاِته؟ ىمثاٌل لذلك لو قال عابُد‬ ‫كتاِبكم شيًئا‪ ،‬فكي َ‬ ‫س ظاهٌر نافٌع للنساِن ولسائِر الحيواِن‬ ‫س‪ :‬إن ىمعبودي ىمحسو ٌ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ت والماِ ء والهواِ ء كيف ل يكوُن ديني هذا دحًّقا ونحُن وأنُتم نعلم أّن‬ ‫والنبا ِ‬ ‫هذا ىموجوٌد وهي ىمحسولسةٌ بحالسِة البصِر‪ ،‬فكيف تقولون إّن دينَي هذا‬ ‫باطٌل‪ ،‬فإن هذا إن قيل له قال تعالى كذا يقول أنا ل أؤىمُن بكتابُِكم ُأريُد‬ ‫ف‬ ‫ىمنُكم دليًل عقلًّيا‪ ،‬إن وجدُتم ذلك وأقمُتم لي فأنا أَُلسّلم لكم وإل َفكي َ‬ ‫تطلبوَن ىمني أن أؤىمَن بدينُكم‪ .‬فكيف ُتقاُم على هذا الحجُة؟‪.‬‬ ‫‪ 188‬الخوان والسلفيين‬


‫فهؤلِ ء الذين يظنوَن أن علَم التودحيِد ل يشتمُل على بياِن البراهيِن‬ ‫العقليِة والبراهيِن النقليِة ىمع الحاجِة الشديدِة إلى ذلك‪ ،‬ل يستطيعوَن أن‬ ‫ف‬ ‫ُيفِحموا هذا الكافَر وإنما يستطيُع إفحاَىمهُ الّسني الذي يُنَّزهُ اَ عن الكي ِ‬ ‫والحّد والتحّيِز بالمكاِن والجهِة‪ ،‬فيقول له‪ :‬ىمعبوُدك هذا له دحّد وشكٌل‬ ‫فيحتاُج إلى ىمن جعلَهُ على هذا الحّد والشكِل‪ ،‬والمعبوُد الح ّ‬ ‫ق هو الموجوُد‬ ‫الذي ليس له دحّد ول شكٌل فل يحتاُج إلى غيِره‪ ،‬أىما ىمعبوُدك الذي هو‬ ‫س فل يصّح في العقِل أن يكوَن هو َأوَجَد نفَسهُ على هذا الحّد وهذا‬ ‫الشم ُ‬ ‫الشكِل‪ ،‬إنما الذي يستِح ّ‬ ‫ق أن ُيعبَ​َد هو ىمعبوُدنا الذي هو ىموجوٌد ل‬ ‫س‪.‬‬ ‫كالموجودا ِ‬ ‫ت‪ ،‬فهنا ينقطع عابُِد الشم ِ‬ ‫ت كقوله تعالى‪:‬‬ ‫والقر ءاُن أرَشَد إلى اللستدلِل العقلّي بِعّدِة ءايا ٍ‬ ‫صُرون( أي أّن في أنفُِسُكم دليل على وجوِد ا‪.‬‬ ‫) وفي أنفسكم أفل ُتب ِ‬ ‫ض ُعلماِ ء العقيَدِة ىمثال وهو أن يقاَل أنا كن ُ‬ ‫ت بعد أن لم‬ ‫وذكر لذلك بع ُ‬ ‫أكن وىما كان بعد أن لم يُكن فل بّد له ىمن ُىمكّوٍن فأنا ل بُّد لي ىمن ُىمكّوٍن‪.‬‬ ‫وُيستنتَُج ىمن هذا القوِل إن ذلك الُمَك ّ ِوَن ل يكون شبيًها لي ول لشي ء‬ ‫ث‪ ،‬وهذا الُمَكّوُن هو‬ ‫ت التي هي ىمشاِركةٌ لي في الحدو ِ‬ ‫ىما ىمن الحادثا ِ‬ ‫الُمَسّمى ا‪.‬‬ ‫ص َف ُة الثا ِن َي ُة‪ -‬ال ِقدم ‪:‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬ال ّ‬

‫الِقدُم ىمعناهُ الزلية فإذا قيل ا قديٌم ىمعناه ل ابتداَ ء لوجوِدِه‪ ،‬هذا في‬ ‫دحق ا أىما في دحق غيره إذا قيل قديم فمعناه ىمضى عليه زىماٌن طويٌل‪،‬‬ ‫كذلك الزلّي‪ ،‬فال تعالى هو الزلّي بهذا المعنى أي ل ابتداَ ء لوجوِدِه‬ ‫فل أزلي إل ا‪ ،‬وأىما الزلّي بمعنى قَِدِم العهِد والزىمِن فيوص ُ‬ ‫ف به‬ ‫المخلو ُ‬ ‫ق لغةً وعلى لساِن َدحَملَِة العلِم‪ .‬أىما ُلغةً فقد قال الفيروز أبادي‬ ‫صادحب القاىموس في ىمادِة هرم‪ :‬الهرىماِن ِبنا ءاِن أزلياِن بمصَر‪ .‬فال‬ ‫تبارك وتعالى هَُو القديُم‪ ،‬هو الزلّي بمعنى ل ابتداَ ء لوجوِدِه‪ ،‬وىما لسواهُ‬ ‫ل يقاُل عنه قديٌم ول أزلّي بهذا المعنى إل بالمعنى الثاني وهو تقادُم‬ ‫العهِد وطوُل الزىمِن‪ ،‬ولم يَِرد في القر ءاِن إطل ُ‬ ‫ق القديِم على ا بهذا‬ ‫اللفِظ لكن ورَد ىمعناه قاَل تعالى‪{ :‬هَُو الّوُل} لنهُ ل يجوُز تفسيُرهُ بقَدِم‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪189‬‬


‫ت وا تعالى كاَن قبَل‬ ‫ت المخلوقا ِ‬ ‫العهِد لّن ِقدَم العهِد صفةٌ ىمن صفا ِ‬ ‫الزىماِن فل يوص ُ‬ ‫ف بقدِم الّزَىمِن‪.‬‬ ‫ق‪ :‬الموجودا ُ‬ ‫قال أهُل الح ّ‬ ‫ي‬ ‫ت ثلثةُ أقساٍم‪ :‬القسم الول‪ :‬أزلّي أبد ّ‬ ‫ت‪ ،‬ولّما ثبَتت‬ ‫وهو ا تعالى وصفاُته فقط وصفاُته كّلها أزليةٌ بأزليِة الذا ِ‬ ‫ت ا تعالى ثبَتت الزليةُ لصفاتِ​ِه‪ ،‬ووَرَد في غيِر هذا اللفِظ‬ ‫الزليةُ لذا ِ‬ ‫ضَع كقوله‬ ‫الِدللةُ على أزليِة ا تعالى في القر ءاِن الكريِم في عدِة ىموا ِ‬ ‫تعالى‪{ :‬وكان ا غفوًرا ردحيًما} ونحو ذلك وىمعناه إنه غفوٌر ردحيٌم في‬ ‫الزِل‪ ،‬كذلك قوله تعالى‪{ :‬وكان ا عليًما دحكيًما} فا َ‬ ‫لزليةُ في القر ءاِن‬ ‫صها لِكّن ىمعناها ثاب ٌ‬ ‫ضٍع في القر ءاِن‬ ‫لو لم يَِرد ن ّ‬ ‫ت في أكثر ىمن ىمو ِ‬ ‫ح دحدي ُ‬ ‫ث البخار ّ‬ ‫ق ِذكُرُه‪" :‬كان‬ ‫ي الذي لسبَ َ‬ ‫الكريِم‪ ،‬وفي الحدي ِ‬ ‫ث الصحي ِ‬ ‫ف هذا فمن اّدعى الزليةَ لشي ء غيِر‬ ‫ا ولم يكن شي ء غيُرُه" فإذا ُعِر َ‬ ‫صِه فهو كافٌر‪ ،‬وىمن قال‬ ‫ا فقال العالُم أزلّي بنوِعِه أي بجنِسِه وأشخا ِ‬ ‫العالم أزلّي بجنسه ل بأفراده المعينة فإنها ىمخلوقة دحادثة فهو كافر‬ ‫ي الفللسفَِة المحَدثيَن و ابن تيمية‪.‬‬ ‫أيضا وهو رأ ُ‬ ‫ي ل أزلّي وهو الجنةُ والناُر‪.‬‬ ‫القسُم الثاني ىمن الموجوِد‪ :‬أبد ّ‬ ‫القسُم الثال ُ‬ ‫ي وهو ىما لسوى الجنِة والناِر ىمن‬ ‫ث‪ :‬ل أزلّي ول أبد ّ‬ ‫ت وُيلح ُ‬ ‫ق بهما ىما في الجنِة ىمن الحوِر والولداِن وأشيا ء أخرى‬ ‫المخلوقا ِ‬ ‫ض أهِل العلم‪.‬‬ ‫على ىما قال بع ُ‬ ‫ي فهذا ىمستحيٌل‪ ،‬الزلّي ل يكوُن إل أبد ًّيا فال تعالى‬ ‫وأىما أزلّي ل أبد ّ‬ ‫ضا أزليةٌ أبديٌة‪.‬‬ ‫أزلّي أبد ّ‬ ‫ي بصفاتِ​ِه‪ ،‬أي أن صفاته أي ً‬ ‫صفات ا‪ :‬الصف ُة الثالث ُة‪ :‬البقاء‪:‬‬

‫البقاُ ء ىمعناه ل نهايَةَ لوجوِدِه تعالى لّن ىما ثب َ‬ ‫ب له‬ ‫ت له القَِدُم وج َ‬ ‫البقاُ ء فيمتَنُِع عليه العَدُم أي يستحيُل عليه العدُم‪.‬‬ ‫ب البقاِ ء ل تعالى ىمن المنقوِل قوُل ا تعالى‬ ‫والبرهاُن على وجو ِ‬ ‫ك ذو الجلل والكرام ( الوجهُ هنا ىمعناه الذا ُ‬ ‫ت‪ ،‬وقال‬ ‫) ويبقى وجهُ ربّ َ‬ ‫ي‪" ::‬إل ُىملَكُه‪ ،‬ويقال‪ :‬إل ىما أريَد به وجهُ ا"‪.‬‬ ‫البخار ّ‬ ‫‪ 190‬الخوان والسلفيين‬


‫وأىما برهاُن البقاِ ء العقلّي فهو أن يقاَل‪ :‬لو لم يكِن ا تعالى باقًيا لم‬ ‫يكِن العالُم ىموجوًدا لكّن العالَم ىموجوٌد فثب َ‬ ‫ق‪ .‬والبقاُ ء‬ ‫ت أن ا تعالى با ٍ‬ ‫ب شي ء غيِره له بل‬ ‫الذي هو واج ٌ‬ ‫ب ل هو البقاُ ء الذاتّي أي ليس بإيجا ِ‬ ‫هو يستحقّهُ لذاته ل لشي ء ءاخَر‪ ،‬بقاُ ء ا تعالى ذاتّي ول يكون لشي ء‬ ‫ق ا تعالى‬ ‫ض َخل ِ‬ ‫لسواهُ هذا البقاُ ء الذاتّي‪ .‬إنما البقاُ ء الذي يكون لبع ِ‬ ‫كالجنِة والناِر الثاب ُ‬ ‫ع فهو ليس بقاً ء ذاتًّيا لّن الجنة والناَر‬ ‫ت بالجما ِ‬ ‫دحادثتاِن والحاِد ُ‬ ‫ث ل يكون باقًيا لذاتِ​ِه‪ ،‬فبقاُ ء الجنِة والناِر ليس لذاتهما بل‬ ‫لن ا تعالى شا ء لهما البقاَ ء‪.‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصف ُة الرابع ُة‪ :‬الوحدانية ‪:‬‬

‫س ىمرّكًبا ىمؤلًّفا‬ ‫س له ثاٍن ولي َ‬ ‫وىمعناه أّن ا تبارك وتعالى لي َ‬ ‫ش والكرلسّي والجنِة والناِر والسماوات السبِع والنساِن‬ ‫كالجساِم كالعر ِ‬ ‫ش‬ ‫والملئكِة والجّن فإّن هؤل ء أجساٌم ىمؤلفةٌ أي تقبُل النقساَم ‪ .‬العر ُ‬ ‫الكريُم ىمؤلّ ٌ‬ ‫ف ىمن أجزا ء فيستحيُل أن يكون بينه وبين ا ىمنالسبةٌ كما‬ ‫يستحيُل على ا تعالى أن يكون بيَنه وبين شي ء ىمن لسائر خلقِ​ِه ىمنالسبٌة‪.‬‬ ‫والبرهاُن العقلّي على الودحدانيِة أنه تبارك وتعالى لو لم يكن وادحًدا‬ ‫ب أّن ا تعالى‬ ‫وكان ُىمتَ​َعّدًدا لم يكن العالَُم ىمنتظًما لكّن العالَ​َم ىمنتِظٌم فوَج َ‬ ‫وادحٌد‪ ،‬وأىما البرهاُن النقلّي على ودحدانيتِ​ِه تعالى فكثير ىمن ذلك قول ا‬ ‫تعالى‪{ :‬قل هو ا أدحد} وىمن الدحاديث ىما رواه البخاري أنه صلى ا‬ ‫ب‬ ‫عليه ولسلم كان إذا تعاّر ىمن الليل قال‪" :‬ل إله إل ا الوادحد القهار ر ّ‬ ‫ض وىما بينهما العزيُز الغفار"‪.‬‬ ‫السماوات والر ِ‬ ‫م بنفسه تعالى ‪:‬‬ ‫صفات ا الصف ُة الخامس ُة‪ :‬القيا ُ‬

‫أي اللستغناُ ء عن كّل شي ء‪ ،‬فال تبارك وتعالى ىمستغٍن عن كل‬ ‫شي ء وىمحتاٌج إليه كّل شي ء ِلسواُه‪ ،‬فل يحتاُج إلى ىمخ ّ‬ ‫ص له بالوجوِد‬ ‫ص ٍ‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪191‬‬


‫ث‬ ‫لّن الدحتياَج إلى الغيِر ينافي قَِدَىمُه‪ ،‬إْذ الدحتياج للغيِر علىمةُ الحدو ِ‬ ‫ك وتعالى ىمنزهٌ عن ذلك‪ ،‬وقد ثب َ‬ ‫ب قَِدِىمِه وبقائِه‪.‬‬ ‫ت وجو ُ‬ ‫وا تبار َ‬ ‫فال تبارك وتعالى ل ينتفُع بطاعِة ال ّ‬ ‫طائعيَن ول ينضّر بعصياِن‬ ‫العصاِة‪ ،‬وكّل شي ء لسوى ا ىمحتاٌج إلى ا ل يستغني عن ا طرفةَ‬ ‫عيٍن‪ ،‬قال تعالى‪ ) :‬وا الغنّي وأنتم الفقرا ء( ]لسورة ىمحمد[‪.‬‬ ‫صفات ا الصف ُة السادس ُة‪ :‬مخالفته للحوادث ‪:‬‬

‫ت‪ ،‬والدليُل العقلّي على ذلك أنه لو كان يشبِهُ‬ ‫أي ل ُيشبه المخلوقا ِ‬ ‫ق ىمن التغّير والتطوِر‬ ‫شيًئا ىمن خلقِ​ِه لجاَز عليه ىما يجوُز على الخل ِ‬ ‫والفناِ ء‪ ،‬ولو جاَز عليِه ذلك لدحتاج إلى ىمن يَُغيُّرهُ والمحتاُج إلى غيره‬ ‫ل يكوُن إلها فثبت أنه ل يشبِهُ شيًئا‪.‬‬ ‫ث فمن ذلك قوله تعالى‬ ‫ب ىمخالفتِ​ِه للحواِد ِ‬ ‫وأىما البرهاُن النقلّي لوجو ِ‬ ‫)ليس كمثله شي ء( وهو أوضُح دليٍل نقلّي في ذلك جا ء في القر ءاِن لّن‬ ‫ك وتعالى َذَكَر فيها لفظَ شي ء‬ ‫هذه الية ُتفهم الّتنزيه الُكّلي لّن ا تبار َ‬ ‫في لسياق النفي‪ ،‬والنكرة إذا ُأوِرَدت في لسياق النفي فهي للشموِل‪ ،‬فال‬ ‫ك وتعالى نفى بهِذه الجملِة عن نفِسِه ىمشابهة الجرام والجسام‬ ‫تبار َ‬ ‫س‬ ‫ض فهو تبار َ‬ ‫ح ىمن إن ٍ‬ ‫والعرا ِ‬ ‫ك وتعالى كما ل يشبه ذوي الروا ِ‬ ‫ت ىمن الجراِم الُعلوية والّسفلية‬ ‫وجٍن وىملئكٍة وغيرِهم ل يشبهُ الجمادا ِ‬ ‫ع‬ ‫ل ُيشبِهُ شيًئا ىمن ذلك‪ ،‬فال تبارك وتعالى لم ُيقّيد نفي الّشبَِه عنه بنو ٍ‬ ‫ت‪ .‬ويشمُل‬ ‫ث بل شمل نفي ىمشابهتِ​ِه لكّل أفراِد الحادثا ِ‬ ‫ع الحواد ِ‬ ‫ىمن أنوا ِ‬ ‫هذا النفُي تنزيهَهُ تعالى عن الكميِة والكيفية‪ ،‬فالكميةُ هي ِىمقداُر الجرم‬ ‫أي فهو تبارك وتعالى ليس كالِجرِم الذي يدُخله المقداُر والِمساَدحةُ والحّد‬ ‫فهو ليس بمحدوٍد ذا ِىمقداٍر وَىمَسافٍَة‪ ،‬وىمن قال في ا تعالى إّن له دحًّدا‬ ‫فقد َشّبههُ بخلقِ​ِه لّن ذلك ُينافي اللوهيَة‪ ،‬وا تبارك وتعالى لو كان ذا‬ ‫دحّد وىمقداٍر لدحتاج إلى ىمن َجَعلَهُ على ذلك الحّد والمقداِر كما تحتاُج‬ ‫الجراُم إلى ىمن َجَعَلها بحدودها وىمقاديرها لن الشي ء ل يخل ُ‬ ‫ق نفَسه‬ ‫‪ 192‬الخوان والسلفيين‬


‫بمقداِرِه‪ ،‬فال تبارك وتعالى لو كان ذا دحّد وىمقداٍر كالجراِم لدحتاَج إلى‬ ‫ك الحّد لنه ل يصّح في العقِل أن يكوَن هو َجَعَل نفَسه‬ ‫ىمن َجَعلَهُ بذل َ‬ ‫بذلك الحّد‪ ،‬والمحتاُج إلى غيِرِه ل يكوُن إلها لّن ىمن شرِط اللوهية‬ ‫اللستغنا ء عن كل شي ء‪.‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصف ُة السابع ُة‪ :‬الحياة ‪:‬‬

‫الحياةُ في دح ّ‬ ‫ح‬ ‫ق ا تعالى صفةٌ أزليةٌ أبديةٌ ليست كحياِة غيِرِه برو ٍ‬ ‫ولحٍم ودٍم‪.‬‬ ‫والبرهاُن العقلي على كونِ​ِه تعالى دحًّيا أنه لو لم يكن دحًّيا لم يتصف‬ ‫ت‬ ‫بالقدرِة والرادِة والعلِم‪ ،‬ولو كان ا تعالى غير ىمتص ٍ‬ ‫ف بهذه الصفا ِ‬ ‫لكاَن ىمتصًفا بال ّ‬ ‫ص‪.‬‬ ‫ضِد وذلك نق ٌ‬ ‫ص وا ىمنزهٌ عن النق ِ‬ ‫ب دحياتِه تعالى وجوُد هذا العالم‪ ،‬فلو لم يكن دحًّيا‬ ‫وىمما يدّل على وجو ِ‬ ‫لم ُيوجد شي ء ىمن العالِم‪ ،‬لكّن وجوَد العالِم ثاب ٌ‬ ‫ت بالِح ّ‬ ‫س والضرورِة بل‬ ‫شك‪.‬‬ ‫والبرهاُن النقلّي على الحياِة ءايا ٌ‬ ‫ت عديدةٌ ىمنها قوُل ا تعالى‪ ) :‬ا‬ ‫ل إله إل هو الحّي (‪.‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصفة الثامن ُة‪ :‬القدرة ‪:‬‬

‫تا‬ ‫ت ا تعالى ويصّح أن يقال قائمةٌ بذا ِ‬ ‫وهي صفةٌ أزليّةٌ ثابتةٌ لذا ِ‬ ‫ت ا‪ ،‬والقدرة يتأتى بها‬ ‫تعالى لن المعنى وادحٌد لكن ل يقاُل ثابتةٌ في ذا ِ‬ ‫اليجاد والعداُم أي يوجُد بها المعدوَم ىمن العدِم وُيعدُم بها الموجود‪.‬‬ ‫والبرهاُن العقلّي على وجوبها ل تعالى هو أنه لو لم يكن قادًرا لكان‬ ‫ت‪ ،‬والمخلوقا ُ‬ ‫ت‬ ‫عاجًزا ولو كان عاجًزا لم ُيوجد شي ء ىمن المخلوقا ِ‬ ‫ص ىمستحيٌل على ا لن ىمن‬ ‫ىموجودةٌ بالمشاهدِة‪ .‬ثم العجُز نق ٌ‬ ‫ص‪ ،‬والنق ُ‬ ‫شرِط اللِه الكماُل‪.‬‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪193‬‬


‫وأىما البرهاُن النقلّي فقد َوَرَد ذكُر صفِة القدرِة ل تعالى في القر ءاِن‬ ‫الكريِم في عدِة ىمواضَع كقولِ​ِه تعالى‪ ) :‬إّن ا هو الّرّزا ُ‬ ‫ق ُذو القوِة‬ ‫المتين ( القوةُ هي القدرُة‪ ،‬وقوِله تعالى‪َ ) :‬وهَُو على كّل شي ء قديٌر(‪.‬‬ ‫ق إل بما يَُجّوُز العقُل وجوَدهُ وهو الممكنا ُ‬ ‫ثم إن القدرةَ ل تتعل ُ‬ ‫ت‬ ‫العقليةُ ويقال بعبارٍة أخرى الجائزا ُ‬ ‫ت العقليُة‪ ،‬فل تتعل ُ‬ ‫ب‬ ‫ق القدرةُ بالواِج ِ‬ ‫العقلّي ول بالمستحيِل العقلّي أي ىما ل يقبُل الوجوَد‪ ،‬لذلك يمتنُع أن يقال‬ ‫ق ىمثلَهُ أو على أن ُيعدَم نفَسُه‪ ،‬وىمَع ذلك ل يقاُل‬ ‫هل ا قادٌر على أن يخل َ‬ ‫إنه عاجٌز عن ذلك‪.‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصف ُة التاسع ُة‪ :‬الرادة ‪:‬‬

‫ص بها‬ ‫ت ا أي ثابتةٌ لذاتِ​ِه يخص ُ‬ ‫الرادةُ صفةٌ قديمةٌ قائمةٌ بذا ِ‬ ‫ت العقليةَ كانت ىمعدوىمةً ثم‬ ‫الممكن العقلّي بصفٍة دوَن صفة‪ ،‬لّن الممكنا ِ‬ ‫ص ا تعالى لوجوِدها إذ كاَن في العقِل جائًزا‬ ‫دخلت في الوجوِد بتخصي ِ‬ ‫ص ا تعالى َلما‬ ‫ص ا تعالى‪ ،‬فلول تخصي ُ‬ ‫أل توجَد فوجودها بتخصي ِ‬ ‫ت العقليِة شي ء‪.‬‬ ‫وِجَد ىمن الممكنا ِ‬ ‫ك أن ا تعالى خصص كل شي ء دخَل في الوجوِد‬ ‫فيعلم ىمن ذل َ‬ ‫بوجوِدِه بدل أن يبقى في العدِم وبالصفِة التي هو عليها دوَن غيِرها‪،‬‬ ‫صا‬ ‫فتخص ُ‬ ‫ص النساِن بصورتِ​ِه وشكلِ​ِه الذي هو قائٌم دحاصٌل بتخصي ِ‬ ‫تعالى لنه كان في العقِل جائًزا أن يكوَن النساُن على غير هذه الصفِة‬ ‫ت الذي‬ ‫وعلى غيِر هذا الشكِل‪ ،‬ثم تخص ُ‬ ‫ص النساِن بوجوِدِه في الوق ِ‬ ‫وِجَد فيِه فهو ىمن ا تعالى لنه لو شا ء لجعَل النساَن أوَل العالم لكنهُ لم‬ ‫يجعله أول العالم بل جعلَهُ ءاخر العالم‪ ،‬فالفرُد الوادحُد ىمّنا يعلُم أنه ىما‬ ‫أوَجَد نفَسهُ على هذا الشكِل ول هو أوجَد نفَسهُ في هذا الزىمِن الذي ُوِجَد‬ ‫ص وهو الموجوُد الزلّي‬ ‫فيِه فوج َ‬ ‫ب أن يكوَن ذلك بتخصيص ىمخص ٍ‬ ‫المسمى ا‪.‬‬

‫‪ 194‬الخوان والسلفيين‬


‫ب الرادِة ل فكثيٌر ىمن ذلك قوُله‬ ‫وأىما البرهاُن النقلّي على وجو ِ‬ ‫ت‬ ‫تعالى‪ ) :‬فَّعاٌل لما يُِريُد ( أي أنه تبارك وتعالى ُيوجُد ويفعُل المكونا ِ‬ ‫بإرادتِه الزليِة‪.‬‬ ‫ة‪ :‬العلم ‪:‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصفة العاشر ُ‬

‫العلم صفةٌ أزليةٌ ثابتةٌ ل تعالى ول يقاُل في ا تعالى لن التعبير‬ ‫ت ا تعالى ظر ٌ‬ ‫بفي يوهُم الظرفيَة‪ ،‬أي أّن ذا َ‬ ‫ف لعلِمِه وهذا ىمستحيٌل‪.‬‬ ‫ض يحّل‬ ‫ض‪ ،‬نحُن عملنا عر ٌ‬ ‫فال تعالى ليس جوهًرا يحّل به العَر ُ‬ ‫بأجساىمنا ويستحيُل ذلك على ا تعالى فل يجوُز لدحٍد أن يعبر بهِذِه‬ ‫ك زلٌل يؤدي إلى الهلِك‪ .‬وهذا الفّن أولى العلوِم‬ ‫العبارة فإن ذل َ‬ ‫ف العلوِم لنه يتعل ُ‬ ‫ت لنه أشر ُ‬ ‫ق بأصِل الديِن‪،‬‬ ‫بالدحتياِط في العبارا ِ‬ ‫ك لسماهُ أبو دحنيفةَ "الفقه الكبَر" وهو يعر ُ‬ ‫ف بعلِم التودحيِد وعلم‬ ‫ولذل َ‬ ‫الكلِم‪ ،‬وهذا الذي يسميِه أهُل السنِة علم الكلِم هو الكلم الممدوُح‪،‬‬ ‫وأىما الكلُم المذىموُم فهو كلُم أهِل الهواِ ء أي أهِل البدع العتقاديِة‬ ‫كالمعتزلة فهو الذي ذّىمه السل ُ‬ ‫ف‪ ،‬قال الىماُم الشافعّي رضي ا عنه‪:‬‬ ‫ك أهوُن ىمن أن يلقاه بكلِم‬ ‫ب ىما عدا الشر َ‬ ‫"لْن يلقى ا العبُد بكِل ذن ٍ‬ ‫أهل الهواِ ء"‪ .‬فالفر ُ‬ ‫ق بيَن هذا وهذا أن علَم الكلِم الذي هو لهِل السنِة‬ ‫ف بالبراهيِن النقليِة والعقليِة‬ ‫الذي فيِه أّلفوا تأليفهم أنه تقريُر عقيدِة السل ِ‬ ‫ق عناية‬ ‫ىمقروًنا برّد ُشبِه الملدحدِة المبتدعِة وتشكيكاِتهم‪ .‬ولهل الح ِ‬ ‫عظيمة به فقد كان أبو دحنيفة يسافر ىمن بغداد إلى البصرِة لبطاِل‬ ‫شبِههم وتمويهاتهم فقد تردد لذلك أكَثر ىمن عشريَن ىمرًة‪ .‬وبيَن بغداَد‬ ‫والبصرة ىمسافةٌ طويلٌة‪ ،‬فكاَن يقطعهم بالمناظرة بكشف فساِد شبههم‬ ‫وتمويهاِتهم‪ ،‬وهذا ل يعيبه إل جاهٌل بالحقيقِة ىمن المشبهِة ونحوهم فإن‬ ‫ت المتشابهة والدحادي َ‬ ‫ث المتشابهة الواردةَ في‬ ‫المشبهةَ التي تحمُل اليا ِ‬ ‫ت على ظواهرها أعداُ ء هذا العلِم‪ ،‬وفي هؤلِ ء قال القائُل وقد‬ ‫الصفا ِ‬ ‫ق فيما قاَل‪:‬‬ ‫صد َ‬ ‫ضَرِر‬ ‫ب الكلَم أنا ٌ‬ ‫س ل عقوَل لهم وىما عليه إذا عاُبوهُ ىمن َ‬ ‫عا َ‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪195‬‬


‫س ذا‬ ‫س ال ّ‬ ‫س يبصرها ىمن لي َ‬ ‫ق طالعةً أن لي َ‬ ‫ىما ضّر شم َ‬ ‫ضحى في الف ِ‬ ‫صِر‬ ‫ب َ‬ ‫ب ىما عدا‬ ‫أىما ىما ُيروى أّن الشافعّي قال‪" :‬لن يلقى ا العبُد بكّل ذن ٍ‬ ‫ك خيٌر له ىمن أن يلقاهُ بعلِم الكلم" فلم يثبت عنه‪.‬‬ ‫الشر ِ‬ ‫قاَل أهُل الح ّ‬ ‫ت صفِة العلِم ل تعالى الستدلل أّنه تعالى لو لم‬ ‫ق في إثبا ِ‬ ‫ضا لو‬ ‫يكن عالًما لكاَن جاهًل والجهُل نق ٌ‬ ‫ص‪ ،‬وأي ً‬ ‫ص وا ىمنزهٌ عِن النق ِ‬ ‫كاَن جاهًل بشي ء َلم يوجد هذا العالُم فوجوُد هذا العالِم ىمشاهٌَد ثاب ٌ‬ ‫ت‬ ‫للعياِن‪ ،‬فالجهُل في دح ّ‬ ‫ق ا تعالى يؤدي إلى عدِم وجوِد العالِم وذلك‬ ‫ىمحاٌل‪ ،‬وىما أدى إلى المحاِل ىمحاٌل‪.‬‬ ‫وأىما ىمن دحي ُ‬ ‫ث النقُل فالدلئل كثيرة كقولِ​ِه تعالى‪َ ) :‬وهَُو بُِكّل شي ء‬ ‫ف الخبير( ففي اليِة دللَةٌ‬ ‫ق َوهَُو اللطي ُ‬ ‫َعليم (‪ ،‬وقولِ​ِه‪ ) :‬أل يَْعلَُم َىمْن َخلَ َ‬ ‫ق‪.‬‬ ‫على أنه لو لم يكن عالًما لما خلق هذا الخل َ‬ ‫ع‪:‬‬ ‫ة‪ :‬السم ُ‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصف ُة الحادي َة عشر َ‬

‫ت ا أي ثابتةٌ له تتعل ُ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ق بالمسموعا ِ‬ ‫وهو صفةٌ قديمةٌ قائمةٌ بذا ِ‬ ‫ض المتأخريَن‪ :‬تتعل ُ‬ ‫ت وغيرها‪ ،‬ول‬ ‫وقال بع ُ‬ ‫ق بكِل ىموجوٍد ىمن الصوا ِ‬ ‫يجوُز أن يكوَن لسمُعهُ تعالى دحادًثا كسمع خلقِ​ِه‪ ،‬ول يجوُز أن يكوَن بآلٍة‬ ‫ض ىمن لم يتعّلم علَم‬ ‫ خ‪ ،‬وقد زاغ بع ُ‬ ‫كسمعنا فهو يسمُع بل أُ​ُذٍن ول ِ‬ ‫صما ٍ‬ ‫التنزيِه ىممن اقتصر على دحفِظ القر ءاِن ىمن دوِن تل ّ‬ ‫ق ِلعلم الديِن تفهًّما‬ ‫ىمن أفواِه أهِل العلِم الذين تلقوا ىممن قبلَُهم فقاَل‪ :‬إّن ا له ءاذاٌن‪ ،‬فقيَل‬ ‫س قال الرلسول "ل أشُد ءاذاًنا" فقيل له‪ :‬أنت‬ ‫ف ذل َ‬ ‫له‪ :‬كي َ‬ ‫ك؟ قال‪ :‬ألي َ‬ ‫ت الحدي َ‬ ‫دحّرف َ‬ ‫ث فالوارُد "أَ​َذًنا" وليس ءاذاًنا‪ ،‬هو ظّن بنفِسه أنهُ عالٌم‬ ‫ب‪ ،‬والَ​َذُن في اللغِة‬ ‫ث ظًّنا ىمنه أنه الصوا ُ‬ ‫ف هذا الحدي ِ‬ ‫فتجرأ على تحري ِ‬ ‫اللستما ُ‬ ‫ك أدحٌد‬ ‫ب على ا لم يقل بذل َ‬ ‫ش الكذ ِ‬ ‫ع‪ ،‬وقول هذا الرجل ىمن أفح ِ‬ ‫ىمن المشبهِة‪ .‬فسمُع ا تعالى أزلّي وىمسموعاتُهُ التي هي ىمن قبيِل‬ ‫ت دحادثةٌ فهو تعالى يسمُع هذه الصوا َ‬ ‫ت الحادثةَ بسمِعِه الزلّي‬ ‫الصو ِ‬ ‫‪ 196‬الخوان والسلفيين‬


‫البد ّ‬ ‫ق دائٌم كسائِر‬ ‫ي أي الذي ليس لوجوِدِه ابتداٌ ء ول انتهاٌ ء بل هَو با ٍ‬ ‫ت‬ ‫ت أي الممكنا ِ‬ ‫ت‪ ،‬وهذا كما قالوا إن قدرة ا ىمتعلقةٌ بالحادثا ِ‬ ‫الصفا ِ‬ ‫ب‬ ‫ت فإنها دحادثٌة‪ ،‬ويقال على ىمذه ِ‬ ‫ف المقدورا ِ‬ ‫العقليِة والقدرةُ أزليةٌ بخل ِ‬ ‫ق بتكوينِ​ِه الزلّي وىمكوناتُهُ دحادثٌة‪.‬‬ ‫الماتريديِة إنه ىمكّوُن الخل ِ‬ ‫ب السمِع له عقًل أنه لو لم يكن ىمتصًفا بالسمِع لكان‬ ‫ودليُل وجو ِ‬ ‫ص عليه ىمحاٌل‪.‬‬ ‫ىمتصًفا بالصمِم وهو نق ٌ‬ ‫ص على ا‪ ،‬والنق ُ‬ ‫صيُر(‪،‬‬ ‫وأىما دلئلُهُ النقليةُ فكثيرةٌ ىمنها قوُله تعالى‪َ ) :‬وهَُو الّسِميُع البَ ِ‬ ‫ك ِفي زوِجها (‪.‬‬ ‫وقوُله تعالى‪ ) :‬قد َلسِمَع ا قَْوَل التي ُتجادلُ َ‬ ‫ة‪ :‬البص ُر ‪:‬‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصف ُة الثاني َة عشر َ‬

‫ىمعناهُ الرؤيُة‪ ،‬والبصُر صفةٌ أزليةٌ أبديةٌ ىمتعل ٌ‬ ‫ت فهو‬ ‫ق بالمبصرا ِ‬ ‫س‬ ‫تبار َ‬ ‫ت برؤيتِ​ِه الزليِة‪ ،‬ولي َ‬ ‫ك وتعالى يرى ذاته الزلّي ويرى الحادثا ِ‬ ‫بصرهُ كبصِر خلقِ​ِه لن بصَر خلقه بآلة يكون بالعين‪.‬‬ ‫ت البصر لهُ ىمن دحيث العقُل أنه تبارك وتعالى لو‬ ‫والدليل على ثبو ِ‬ ‫ف بضِدِه وهو الَعَمى أي عدُم الرؤية وذلك‬ ‫انتفى عنهُ البصُر لتص َ‬ ‫ص ىمحاٌل على ا‪.‬‬ ‫نق ٌ‬ ‫ص والنق ُ‬ ‫وأىما برهاُن البصِر النقلّي فاليا ُ‬ ‫ت والخباُر الصحيحةُ الكثيرةُ كقوِل‬ ‫ا تعالى‪َ) :‬وهَُو الّسِميع البصير(‪ ،‬وقولِ​ِه صلى ا عليه ولسلم في َتعداِد‬ ‫ي‬ ‫ث أخرجهُ الترىمذ ّ‬ ‫ألسماِ ء ا الحسنى‪" :‬السميُع البصيُر" وهو في دحدي ٍ‬ ‫ودحّسنُه‪.‬‬ ‫م‪:‬‬ ‫ة‪ :‬الكل ُ‬ ‫صفات ا ‪ :‬الصف ُة الثالث َة عشر َ‬

‫ب ل تعالى الكلُم وهو صفةٌ أزليةٌ أبديةٌ ل يشبهُ كلَم المخلوقيَن‬ ‫يج ُ‬ ‫ب المنزلِة‪ ،‬وكلُم المخلوقيَن‬ ‫وُيعبُر عنهُ بالقر ءاِن وغيِرِه ىمن الكت ِ‬ ‫دحاد ٌ‬ ‫ث‪ ،‬فكلُم النساِن صو ٌ‬ ‫ت يعتمُد على ىمخارَج وىمقاطَع وىمنهُ ىما‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪197‬‬


‫ت الحديِد إذا ُجّر على الصفا‪ .‬وليست هذه‬ ‫يحصُل بتصادِم جسميِن كصو ِ‬ ‫ب المنزلةُ عيَن الكلِم الذاتي بل هي عبارا ٌ‬ ‫ت عنُه‪ ،‬والدليُل على‬ ‫الكت ُ‬ ‫ك ىمن دحي ُ‬ ‫ص‬ ‫ث العقُل أنه لو لم يكن ىمتكلًما لكاَن أبكم‪ ،‬والَبكُم نق ٌ‬ ‫ذل َ‬ ‫ص ىمستحيٌل على ا‪.‬‬ ‫والنق ُ‬ ‫ك قوُله تعالى‪:‬‬ ‫وأىما دليُله النقلّي النصو ُ‬ ‫ص القر ءانيةُ والحديثيةُ ىمن ذل َ‬ ‫ي ففهَم ىمنه‬ ‫) َوَكلَّم ا ىمولسى تكليًما ( أي ألسمَعهُ كلَىمهُ الزلّي البد ّ‬ ‫ىمولسى ىما فهَم‪ ،‬فتكليُم ا تعالى أزلّي وىمولسى ولسماعهُ لكلِم ا دحاد ٌ‬ ‫ث‪.‬‬ ‫ت ا‪،‬‬ ‫فالقر ءاُن يراُد به الكلُم الذي هو ىمعنى‪ ،‬أي صفةٌ قائمة بذا ِ‬ ‫ويطلق على اللفِظ المنزِل على لسيدنا ىمحمٍد‪ ،‬قال ا تعالى‪{ :‬نزل به‬ ‫س الكلم الذي هو‬ ‫الّروُح الىمين على قلبك لتكون ىمن المنذرين}‪ ،‬ولي َ‬ ‫ىمعنى قائم بال المسمى الكلَم النفسّي لكونِ​ِه قائًما بذات ا أي بنفِسِه أي‬ ‫ف‬ ‫ذاتِ​ِه‪ .‬فالقر ءاُن بمعنى اللفِظ المنزِل هو الذي يكت ُ‬ ‫ب بأشكاِل الحرو ِ‬ ‫ويسَمُع بالذاِن ويحفظُ في الذهاِن باللفاِظ المتخّيلِة ويقرأ باللفِظ‪ ،‬أىما‬ ‫الكلُم الذاتّي فل يحّل في المصادحف لكنه ُيطل ُ‬ ‫ق على كل الىمريِن أنه‬ ‫كلم ا فهو باعتباِر إطلقِ​ِه على الكلِم النفسِي دحقيقةٌ عقليةٌ شرعيٌة‪،‬‬ ‫أىما باعتباِر إطلقِ​ِه على اللفِظ المنزل فهو دحقيقةٌ شرعيةٌ لن اللف َ‬ ‫ظ‬ ‫ك للفهِم أنه‬ ‫ي‪ ،‬وتقري ُ‬ ‫ب ذل َ‬ ‫المنزَل لي َ‬ ‫س عيَن الكلِم الذاتِي الزلي البد ِ‬ ‫ت ا أي تلفظ ُ‬ ‫يصّح أن يقاَل تلفظ ُ‬ ‫س‪،‬‬ ‫ت بلفٍظ يُدّل على ذا ِ‬ ‫ت ا المقد ِ‬ ‫ويقال كتب ُ‬ ‫ت القديِم‪ ،‬ويقال للفِظ‬ ‫ف الدالِة على الذا ِ‬ ‫ت ا أي أشكاَل الحرو ِ‬ ‫ح ونحِوِه هذا ا‪ ،‬ويقاُل قرأ فلٌن قرا ءة دحسنةً‬ ‫الجللِة المكتو ِ‬ ‫ب على لو ٍ‬ ‫صحيحةً ويقاُل قرأ فلٌن قرا ءةً غيَر صحيحٍة‪ ،‬فل يصّح أن يكوَن قوُل‬ ‫ت ا وكتب ُ‬ ‫القائِل تلفظ ُ‬ ‫ت ا أن يكوَن على الحقيقِة العقليِة لن ا تعالى‬ ‫ك كلىمهُ الذي هو ذاتّي ل يَُحّل بألسنتنا‪ ،‬إنما‬ ‫ل َيحّل بألِسنتنا وكذل َ‬ ‫العبارةُ هي التي تحّل بألسنتنا‪ ،‬فإن قيَل إذا لم يكن اللفظُ المنزُل عيَن‬ ‫ف كاَن نُ​ُزولُهُ على لسيِدنا ىمحمٍد؟‬ ‫كلِم ا الذاتّي فكي َ‬ ‫ح‬ ‫ب‪ :‬ىما قالَهُ بع ُ‬ ‫فالجوا ُ‬ ‫ض العلما ء إن جبريل وَجدهُ ىمكتوًبا في اللو ِ‬ ‫المحفوِظ فأنزلَهُ بأىمِر ا له على لسيدنا ىمحمٍد قرا ءةً عليِه ل ىمكتوًبا في‬ ‫‪ 198‬الخوان والسلفيين‬


‫ك قولُهُ تعالى‪) :‬إنه لقوُل رلسول كريم( أي ىمقرو ء‬ ‫ف ويدُل لذل َ‬ ‫صح ٍ‬ ‫جبريل‪ ،‬فلو كان هذا اللفظُ المنزُل عين كلِم ا الذاتي لم يقل ا تعالى‪:‬‬ ‫)إنه لقوُل رلسول كريم( أي جبريل لن جبريل هو المراد بالرلسوِل‬ ‫ف كما نحن نتكلم بالبا ء ثم‬ ‫الكريِم‪ .‬أىما المشبهةُ فتقول ا يتكلم بالحرو ِ‬ ‫السين ثم ىما يلي ذلك ىمن الحروف في بسم ا الردحمن الردحيم وغيِر‬ ‫ذلك ىمن ألفاظ القر ءان‪ ،‬وفيما قالوه تشبيهٌ ل بخلقِه لنه لو كان يتكلُم‬ ‫بحروف تخرج ىمن ذات ا تعالى كما تخرج ىمن ألسنتنا لكاَن ىمثلنا ول‬ ‫يجوُز أن يكوَن ىمثلنا لنه نفى عن نفِسه ىمشابهةَ غيره لَهُ بقوِله‪) :‬ليس‬ ‫كمثله شي ء(‪ ،‬فرضي ا عن أئمِة أهِل السنة دحي ُ‬ ‫ب ىمن‬ ‫ث بّينوا الصوا َ‬ ‫ق َولَ​َوقَُعوا في تجسيم‬ ‫العتقاد الذي لول بيانُ​ُهم لخفَي على كثيٍر ىمن الخل ِ‬ ‫ا تعالى‪.‬‬ ‫والستدللنا بقوِل ا تعالى‪) :‬إنه لقوُل رلسوٍل كريم ذي قوٍة عند ذي‬ ‫العرش ىمكين ىمطاع ثم أىمين( ىمن أوضح الدلئل على صحِة ىما يقولُهُ‬ ‫ب‬ ‫أهُل السنة المنزهوَن لخالقهم عن شبه المخلوقيَن‪ ،‬وإلى هذا ذه َ‬ ‫الفريقاِن ىمن أهِل السنِة الماتريدية والشعرية‪ ،‬فقوُل ىمن قال ىمن أهِل‬ ‫السنِة القر ءان كلُم ا تعالى بالحقيقِة ينزل على التبصيِر الذي قّربوه‪.‬‬ ‫ت ا هي‬ ‫ثم الواج ُ‬ ‫ب ىمعرفتهُ وجوًبا عينًّيا على كّل ىمكل ٍ‬ ‫ف ىمن صفا ِ‬ ‫هذه الثل َ‬ ‫ث عشرة‪ ،‬وأىما التكويُن وهو التخلي ُ‬ ‫ت‬ ‫ت والمقدورا ِ‬ ‫ق للمخلوقا ِ‬ ‫ض أهِل السنِة على أنه صفةٌ ل أزليةٌ قائمةٌ بذاتِ​ِه تعالى فعندُهم‬ ‫ففِهَمهُ بع ُ‬ ‫تكويُن ا أزلّي والمكونا ُ‬ ‫ت دحادثةٌ ىمخلوقٌة‪ .‬والفري ُ‬ ‫ق الخُر أكثُر‬ ‫الشاعرة ل يروَن التكويَن صفةً ل تعالى أزليًة‪ ،‬إنما يروَن التكوين أثَر‬ ‫ب‬ ‫القدرة الزلية فعنَدُهم ل دحاجةَ إلى عّد التكويِن صفةً أزليًة‪ ،‬فعلى دحس ِ‬ ‫ب الماتريديِة تكوُن الصفا ُ‬ ‫ف أربَع‬ ‫ت الواج ُ‬ ‫ب ىمعرفُتها على كّل ىمكل ٍ‬ ‫ىمذه ِ‬ ‫ض الماتريديِة وهو صادحب كتاب بد ء الىمالي قال في‬ ‫عشرةَ صفًة‪ ،‬وبع ُ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ت الذا ِ‬ ‫تقريِر ىمذهبِ​ِهم في صفا ِ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ت الزوا ِ‬ ‫ت مصونا ُ‬ ‫ط ّرا قديما ٌ‬ ‫ل ُ‬ ‫ت والكفعا ِ‬ ‫ت الذا ِ‬ ‫صفا ُ‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪199‬‬


‫ت وهي ثل َ‬ ‫ث عشرَة‪،‬‬ ‫الماتريديةُ عنَدُهم هكذا يقرروَن أن صفات الذا ِ‬ ‫وصفا ُ‬ ‫ت الفعاِل أي التخليق الذي هو التكوين واللسعاُد والشقا ء‬ ‫ت أي أزليا ٌ‬ ‫والىماتَةُ والدحياُ ء قديما ٌ‬ ‫ت‪ ،‬وقوله‪" :‬ىمصونات الزواِل"‬ ‫ىمعناه ل َتنعدُم ليست شيًئا يوجُد ثم ينقطُع‪.‬‬ ‫ك‬ ‫وأىما بع ُ‬ ‫ت لكّن ىمتقدىميِهم يعنوَن بذل َ‬ ‫ض الحنابلِة قالوا كلُم ا بصو ٍ‬ ‫ت المخلوقيَن فإن الذي يعتقُد أن كلَم ا‬ ‫صوتا أزل ًّيا أبد ًّيا ليس كأصوا ِ‬ ‫ت دحاد ٌ‬ ‫صو ٌ‬ ‫ث فهو َشبّهَهُ بخلقه وخالف قوَل ا تعالى‪) :‬ليس كمثله‬ ‫شي ء(‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ثم إن النا َ‬ ‫ت الصفا ِ‬ ‫ت ِفرًقا‪ ،‬فرقة أثبت ِ‬ ‫س افترقوا في ىمسألِة الصفا ِ‬ ‫ق وهم أهُل السنة والجماعة‪ ،‬أثبتوا ل ىما‬ ‫ىمَع التنزيِه عن ىمشابهِة الخل ِ‬ ‫أثب َ‬ ‫ت لنفِسِه ىمع تنزيِهِه تعالى عن أن تكوَن صفاتُهُ ىمن لواِزِم الجسميِة‬ ‫ت والتغيِر والتطوِر‬ ‫س والنتقاِل والتحيِز في جهة ىمن الجها ِ‬ ‫كالجلو ِ‬ ‫ت وهم المعتزلةُ وهُم‬ ‫ت الصفا ِ‬ ‫ت الحدوث‪ ،‬وفرقة عطل ِ‬ ‫ولسائِر أىمارا ِ‬ ‫ك ىمعطلةً‬ ‫القدريةُ أنكروا أن ا ىمتص ٌ‬ ‫ف بصفات تقوُم بالذات فسّموا لذل َ‬ ‫ت ا ىمن لوازِم‬ ‫لنهم عطلوا الصفات أي نفوها‪ ،‬وفرقة جعلوا صفا ِ‬ ‫س الحركةَ والسكوَن والتنقَل وغيَر ذلك ىمن‬ ‫الجسميِة أثبتوا للذا ِ‬ ‫ت المقد ِ‬ ‫ث كقولِ​ِهم إن كلَم ا أصوا ٌ‬ ‫ت ودحرو ٌ‬ ‫ف توجُد ثم تنقضي‬ ‫ت الحدو ِ‬ ‫أىمارا ِ‬ ‫ضي وهؤلِ ء يسّموَن ىمشبهةً وىمجسمًة‪،‬‬ ‫ضي ثم تعوُد ثم تنق ِ‬ ‫ثم تعوُد ثم تنق ِ‬ ‫وىمن هؤلِ ء قسٌم يصردحوَن بتسميِة ا جسما ثم يقولوَن نحن ل نعني‬ ‫بقولنا إنه جسم َأنه ِجرٌم إنما نعني أنه ىموجوٌد قائٌم‪ ،‬وقسٌم يتحاشوَن أن‬ ‫يطلقوا عليه لف َ‬ ‫ظ الجسم ىمع اعتقاِد ىمعناه‪ ،‬وىمن هؤل ء الكراىمّية وهم‬ ‫ىمشبهةٌ ىمجسمةٌ ينتسبوَن إلى رجٍل يقال له ىمحمد بن كرام ويقاُل لهؤلِ ء‬ ‫ك الفريقيِن وهم لّقبوا الشعريةَ‬ ‫دحشوية‪ ،‬وأهُل السنِة الولسطُ بين ذينِ َ‬ ‫والماتريديةَ لنهم اتّبَُعوا إىماىمي الهدى أبا الحسن الشعري وأبا ىمنصوٍر‬ ‫ي ويتميُز هؤلِ ء عن المعطلِة والمشبهِة لكونِ​ِهم يثبتوَن ل تعالى‬ ‫الماتريد ّ‬ ‫ت التي ىمّر ذكُرها‪ :‬العلُم والقدرةُ والرادةُ والسمُع والبصُر‬ ‫الصفا ِ‬ ‫س والوجوُد والودحدانيةُ‬ ‫والكلُم والحياةُ والمخالفةُ للحواد ِ‬ ‫ث والقياُم بالنف ِ‬ ‫‪ 200‬الخوان والسلفيين‬


‫ث بقولِ​ِهم في هذه‬ ‫ت الحدو ِ‬ ‫والقدم والبقا ء ىمع تنزيِه ا تعالى عن صفا ِ‬ ‫ت وأدحاديث‬ ‫ت الصفا ِ‬ ‫ت إنها أزليةٌ أبديٌة‪ ،‬ولنهم يؤولوَن ءايا ِ‬ ‫الصفا ِ‬ ‫ك دحمِلها على الظواهر‪ ،‬فمنهم ىمن يؤوُل‬ ‫ت ىمن المتشاِبه بتر ِ‬ ‫الصفا ِ‬ ‫تأويل إجمال ًّيا وىمنهم َىمن يؤوُل تأويل تفصيل ًّيا وَيروَن كل الىمريِن دحّقاً‬ ‫ش المذكوَر في‬ ‫وصواًبا‪ .‬وىمثاُل ذل َ‬ ‫ك أنهم يحملوَن الستواَ ء ا على العر ِ‬ ‫ت على ىمعنى يلي ُ‬ ‫س واللستقراِر‬ ‫عدِة ءايا ٍ‬ ‫ق بِه تعالى ل على ىمعَنى الجلو ِ‬ ‫ك ىمن ىمعاني اللستواِ ء في اللغِة العربيِة ىمما هو‬ ‫أو المحاذاِة أو نحِو ذل َ‬ ‫ىمن الستوا ء المخلوق‪ ،‬ثم ىمنهم ىمن يكتِفي بإىمراِرها كما جا ءت ىمن غير‬ ‫تعييِن ىمعنى لئق بال تعالى كاللستيلِ ء والقهِر‪ ،‬وىمنهم ىمن يعيُن ىمعنى‬ ‫ل يلزُم ىمنهُ علىما ُ‬ ‫ث ولوازُم الجسميِة فالفري ُ‬ ‫ق الوُل ىمنُهم أَّولوا‬ ‫ت الحدو ِ‬ ‫تأويل إجمال ًّيا والفري ُ‬ ‫ق الخر أَّولوا تأويل تفصيل ًّيا‪.‬‬ ‫وزاَغ أهل التشبيه عن الح ّ‬ ‫ق وقالوا إن التأويَل تعطيل وهو افتراٌ ء‬ ‫على أهِل السّنة‪ ،‬وهؤلِ ء يذىمون أهَل الح ّ‬ ‫ك اليات‬ ‫ق لتركهم دحمَل تل َ‬ ‫والدحاديث المتشابهة كآيِة اللستوا ء المذكورِة على ظواهِرها‪ ،‬فيقول‬ ‫أدحدهم للسني الذي ل يحمل تلك اليات والدحاديث على ظواهرها هذا‬ ‫ت‬ ‫ىمؤّول على وجِه التعيير وهم ىمَع ذلك يؤولوَن بع َ‬ ‫ض هذه اليا ِ‬ ‫ك لنهم‬ ‫ث‪ ،‬فهم في الحقيقِة ىمناقضوَن لنفِسِهم وإن لم يشعُروا بذل َ‬ ‫والدحادي ِ‬ ‫ت التي ظواهرها أن ا في الجهِة المقابلِة لجهِة العلّو‬ ‫ل يحملوَن اليا ِ‬ ‫ت كقولِ​ِه تعالى في دح ّ‬ ‫ق إبراهيم‪ ) :‬وقال‬ ‫ض فإذا جا ءوا إلى هِذه اليا ِ‬ ‫كالر ِ‬ ‫ب إلى ربي لسيهدين ( ل يحملوَن هذه اليةَ على أن ا تعالى‬ ‫إني ذاه ٌ‬ ‫ض الشاِم التي هاجَر إليها إبراهيُم‪ ،‬كذلك إذا‬ ‫أراَد بذل َ‬ ‫ك أنه كاَن في أر ِ‬ ‫جا ءوا إلى قولِ​ِه تعالى‪{ :‬وهو ىمعكم أين ىما كنتم} ل يحملوَن هذِه اليةَ‬ ‫ض‬ ‫على ظاهرها لّن ظاهرها أن ا ىمَخالطٌ عباَدهُ في أىماِكنهم في الر ِ‬ ‫ض هِذِه‬ ‫أينما كانوا وأنه ىمتنقٌل ىمعهم‪ .‬ثّم إذا قيَل لَُهم كي َ‬ ‫ف تحملوَن بع َ‬ ‫ت‬ ‫ش ول تحملوَن اليا ِ‬ ‫اليا ِ‬ ‫ت على ظواهِرها كآيِة اللستواِ ء على العر ِ‬ ‫ب إلى ربي لسيهدين} و ءاية {ونحن أقرب‬ ‫الخرى كآيِة {وقال إني ذاه ٌ‬ ‫إليه ىمن دحبل الوريد} وىما أشبهَ ذلك ل تحملوَنها على الظواهِر أليس هذا‬ ‫تَ​َحّكًما‪ ،‬قالوا اليا ُ‬ ‫ش‬ ‫ت التي ظواهُرها أن ا تعالى في جهِة العلّو كالعر ِ‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪201‬‬


‫والسماِ ء إذا دحملناها على ظواهِرها أثبتنا ل الكماَل وأىما اليا ُ‬ ‫ت التي‬ ‫ظواهُرها أنه تعالى في جهِة تحت ل نحمُلها على ظواهرها لن جهةَ‬ ‫ف الكماِل وهي نقيصةٌ في دح ّ‬ ‫ت خل ُ‬ ‫ق ا تعالى‪.‬‬ ‫تح ٍ‬ ‫وقاَل أهُل الح ّ‬ ‫ق‪ :‬ليس الشأُن في ُعلّو الجهِة بل الشأُن في علّو القدِر‪،‬‬ ‫ب تأتي على ىمعنييِن فوقية المكاِن والجهِة وفوقية‬ ‫والفوقية في لغِة العر ِ‬ ‫القدِر قال ا تعالى إخباًرا عن فرعون‪ ) :‬وإنا فوقهم قاهرون ( أي‬ ‫نحُن فوقَُهم بالقوِة والسيطرِة لنه ل يصّح أن يقاَل إن فرعوَن أراَد بهذا‬ ‫ب بني إلسرائيَل إلى جهِة العلّو إنما أراَد أنُهم ىمقهوروَن لَهُ‬ ‫أنه فو َ‬ ‫ق رقا ِ‬ ‫ىمغلوبوَن‪.‬‬ ‫والحاصُل أن هذه الطائفةَ كأنها ل تدري ىما تقوُل‪ ،‬أىما أهُل الح ّ‬ ‫ق الذين‬ ‫ت على الظواهِر ىما أوهَم ىمنها تحيَز ا في جهِة العلّو‬ ‫ل يحملوَن تلك اليا ِ‬ ‫وىما أوهَ​َم ىمنها تحيَزهُ في جهِة تحت فهم جانبوا التحكَم أي الدعوى بل‬ ‫ث على ظواهِرها‬ ‫دليٍل‪ ،‬وأىما الفئة التي تحمُل بع َ‬ ‫ت والدحادي ِ‬ ‫ض تلك اليا ِ‬ ‫ض على ظاهرها فقد تحكمت ولزَىمها التشبيهُ فهم ىمشبهةٌ‬ ‫وتترك دحمَل بع ٍ‬ ‫في الحقيقِة وإن كانوا ل يرضوَن هذا اللسَم لُهم‪ .‬وىمن عادتِ​ِهم أنهم‬ ‫ش بل كيف أو بقوِلهم على‬ ‫س بقولِ​ِهم الستوى على العر ِ‬ ‫يموهوَن على النا ِ‬ ‫ف الذي نفاه السَلف فليحذِر الَعاقل‬ ‫ىما يليق بِه وهم يعتقدوَن في ا الكي َ‬ ‫تمويهَُهم‪ ،‬تعالى ا عما يقولون‪.‬‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ما ٌ‬ ‫ت ا ُك ّلها َك َ‬ ‫ص َفا ُ‬ ‫صفات ا ‪ِ :‬‬

‫صَفا ُ‬ ‫ت ا أَزلِيَةٌ َأبِديٌَة‪ ،‬لَّن الّذا َ‬ ‫صفَةٌ َلم تَُكْن‬ ‫ت أَزلّي َفل تَْح ُ‬ ‫صُل لَهُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق فَِهَي َدحاِدثَةٌ تَْقبَُل التّ َ‬ ‫صَفا ُ‬ ‫طّوَر ِىمْن َكَماٍل إلى‬ ‫في الَزِل‪ ،‬أّىما ِ‬ ‫ت الَخل ِ‬ ‫ق ُكّل شي ء‬ ‫أْكَمَل َفل يتجّدُد َعلى ِعْلِم ا تَ​َعاَلى شي ء‪ .‬وا تَ​َعاَلى َخلَ َ‬ ‫ضُر‬ ‫ضي والَحا ِ‬ ‫ِبعْلِمه الَ​َزلّي وقُْدَرِته الَ​َزلِيِّة وَىمِشْيئَِته الَ​َزلِيِّة‪َ ،‬فالَما ِ‬ ‫والُمْستَْقبَُل ِبالنّْسبَِة ل أَ​َدحا َ‬ ‫ط ِبه بِ​ِعْلِمِه الَ​َزلِّي‪ .‬ولما ثَبَ​َتت الزليّةُ لذات ا‬ ‫ب أن تكون صفاتُهُ كّلها أزليّةً أبديّةً ل َتقبَُل الّتغّيُر والّتطّوُر لن‬ ‫َوَج َ‬ ‫الّتغّيَر والّتطّوَر ىمن دحال إلى دحال علىمةُ الحدوث‪ ،‬فالنسان يقبل‬ ‫ص والعكس أىما ا تعالى‬ ‫الّزيادةَ والّنقصاَن والتغّيَر ىمن الكمال إلى الّنق ِ‬ ‫‪ 202‬الخوان والسلفيين‬


‫ص‪ ،‬فصفا ُ‬ ‫ت ا ل تقبُل الّتطّوَر ىمن كماٍل إلى أكمَل‬ ‫ل يزَداُد ول ينق ُ‬ ‫ص بل علُمهُ كاىمٌل كما لسائر صفاته يعلُم به‬ ‫وعلُم ا ل يزداُد ول ينق ُ‬ ‫كّل شي ء‪ ،‬فل يتجّدُد له علٌم جديٌد بل هو عالٌم في الزِل بكّل شي ء‬ ‫ث ل في علِم ا الزلّي‪ ،‬فال يعلُم ىما‬ ‫فالّتغّيُر يح ُ‬ ‫صُل في المعلوِم الحاِد ِ‬ ‫ت الحاضِر وىما لسيكون في‬ ‫كاَن في الماضي وىما يكون في الوق ِ‬ ‫المستقبِل دحتى الشيا ء التي تتجّدُد في الخرِة ا َعلَِم بها في الزل‪،‬‬ ‫ع ا تعالى يعلُم‬ ‫دحتى أنفا َ‬ ‫س أهل الجنِة وأهل النار التي تتجّدُد بل انقطا ٍ‬ ‫بتفصيلها‪.‬‬ ‫أىما قوُله تعالى‪) :‬ول اللسما ء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين‬ ‫يلحدون في ألسمائه( ]لسورة العراف[ ىمعناهُ أن ا تعالى له اللسماُ ء‬ ‫ص ُ‬ ‫ف إل بصفِة كماٍل فما كاَن ىمن‬ ‫التي تدّل على الكماِل‪ ،‬فال ل ُيو َ‬ ‫ض‬ ‫اللسماِ ء ل يدّل على الكماِل ل يجوُز أن يكوَن السمه كما ُيسّميه بع ُ‬ ‫ضهم لسّماهُ " ءاه"‪ ،‬فهذا ل يجوُز لن كلمةٌ ءاه‬ ‫الّناس "روًدحا"‪ ،‬وبع ُ‬ ‫ث الذي‬ ‫ضَعَها العر ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ب لِتَُدّل على الّشكايِة والّتوّجِع وقد جاَ ء في الحدي ِ‬ ‫ضع يدهُ على‬ ‫ب أدحُدكم َفليَ َ‬ ‫رواه الترىمذي أن رلسول ا قال‪" :‬إذا تثا ء َ‬ ‫فِْيِه‪ ،‬وإذا قاَل ءاه ءاه فإّن الّشيطاَن يضَح ُ‬ ‫ك ىمن جوفِ​ِه" أي يدخل إلى فِمِه‬ ‫ويسخُر ىمنه‪.‬‬ ‫وىمن الّدليِل على أن ءاه ليس ىمن ألسماِ ء ا أن الفقهاَ ء قالوا إن ىمن‬ ‫صلِة عاىمًدا بطلَ ْ‬ ‫قاَل ءاه في ال ّ‬ ‫ت صلتُ​ُه‪ ،‬وىمعلوٌم أن ِذكَر ا ل يبطُل‬ ‫الصلَة‪ ،‬فلو كاَن ءاه ىمن ألسماِ ء ا لما أبطَ​َل الصلَة‪.‬‬ ‫ق عليها صفات ا وُيطل ُ‬ ‫وألسماُ ء ا الحسنى ُيطلَ ُ‬ ‫ق عليها ألسما ء ا‬ ‫إل لفظ الجللِة ل يطل ُ‬ ‫ق عليه ال ّ‬ ‫صفة‪ ،‬ثم إن ألسما ء ا تعالى قسماِن قسم‬ ‫س‬ ‫ل ُيسّمى به غيُرهُ وقسٌم ُيسّمى به غيُره‪ ،‬ا والّردحمُن والقّدو ُ‬ ‫ق وىمال ُ‬ ‫ق والّرّزا ُ‬ ‫والخال ُ‬ ‫ك وذو الجلِل والكراِم والمحيي المميت‬ ‫ك المل ِ‬ ‫ضا‪ ،‬فيجوُز‬ ‫ل ُيسّمى به إل ا‪ ،‬أىما أكثُر اللسماِ ء فُيسّمى به غيُر ا أي ً‬ ‫ص ابنَهُ ردحيًما والَمِلك كذلك والّسلم كذلك‪.‬‬ ‫أن يسّمَي الّشخ ُ‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪203‬‬


‫‪ 204‬الخوان والسلفيين‬


‫الــخــاتـــمــــة‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪205‬‬


‫) أغلق عينيك‪ .....‬وتخيل ( تخيل أن ىمديرك في العمل ‪ ,‬أو القاضي‬ ‫في المحكمة ‪ ,‬أو أي ىمسئول كبير صاح بك إىمام أهلك وأولدك‬ ‫وأصحابك والناس كلهم ) اخسأ فلن ! ل تسمعني صوتك‪ ...‬لقد‬ ‫الستنفدت كاىمل فرصك‪.‬‬ ‫ثم أوقع عليك عقوبة شديدة قد تصل إلى السجن أو دحتى إلى‬ ‫العدام‪.‬‬ ‫أنت تترجاه أن يسمعك ‪ ,‬أن يسمع لك بقول ىمبرراتك وألسبابك‪ .‬لكنه‬ ‫أعرض عنك أعراضا تاىما ‪ ,‬وتركك في ىمصيبتك تتلوى في الم ووجع‬ ‫عظيم ل يشعر به أهل الرض‪.‬‬ ‫ىموقف ىمخز‪ ......‬وىمرعب‪ ......‬أن تخسر كل شئ‪ .....‬كل شئ تماىما‬ ‫في غمضة عين أن تصبح ودحيدا فقيرا طريدا‪ ...‬أن تصبح في عداد‬ ‫اللشئ في ىميزان الكون‪ ....‬بعد أن كنت ىمغرورا ىمعتدا بنفسك وبجاهك‬ ‫وبإنجازاتك الوفيرة‪.‬‬ ‫أن تتمنى أن تنشق الرضيين السبع وتبتلعك في أعماقها فل يشهد‬ ‫أدحد هذا العار الذي لحق بك‪.‬‬ ‫أفتح عينيك ىمرة أخرى‪ .‬واقرأ هذه الية الكريمة ىمن لسورة‬ ‫المؤىمنون قال تعالى ‪ ) :‬قال اخسئوا فيها ول تكلمون ( صدق ا‬ ‫العظيم‪ .‬كلمتين كافيتين ىمن رب العزة والجللة‪ ...‬ربنا الذي جعلنا‬ ‫أهون الناظرين إلينا‪ ...‬وأهون المطلقين على قلوبنا السودا ء المتعفنة‪....‬‬ ‫ربنا الذي لم نقدره دحق ىمزلزلتين ‪ ,‬إىمام دحشود المليارات ىمن ذرية آدم‬ ‫المساكين الذين درجوا على هذه الرض المشئوىمة بالمعاصي والدىما ء‬ ‫المسفوكة‪ ....‬كلمتين لنسان عصى ا طويل وظلم نفسه وغيره ‪ ,‬هل‬ ‫تقارن بتلك الكلمتين اللتين نطق بهما بشر ىمثلي وىمثلكم في ىموقف يعد‬ ‫لسخيفا ىمقارنة بهذا الموقف اللسود وأنت في عالم ىمختلف تماىما عن‬ ‫عالمك الحالي ؟‬

‫‪ 206‬الخوان والسلفيين‬


‫عالمنا الحالي ندرك إبعاده وألوانه وأشكاله وأزىمنته وىمخلوقاته ‪,‬‬ ‫لكن ذلك العالم الغاىمض المخيف ‪ ,‬ىمن يدركه !!؟؟؟؟‬ ‫أغلق عينيك ىمرة أخرى وأدعو ربك بصدق ‪ :‬أدركنا بردحمتك يا‬ ‫ردحمن يا ردحيم‪.‬‬ ‫قال ابن أبى دحاتم ‪ :‬دحدثنا أبى ‪ ,‬دحدثنا عبده بن لسليمان المر وزى ‪,‬‬ ‫دحدثنا عبد ا بن المبارك ‪ ,‬عن لسعيد بن أبى عروبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن‬ ‫أبى أيوب ‪ ,‬عن عبد ا بن عمرو قال ‪ :‬إن أهل جهنم يدعون ىمالكا ‪,‬‬ ‫فل يجيبهم أربعين عاىما ‪ ,‬ثم يرد عليهم ‪ :‬إنكم ىماكثون ‪ ,‬قال ‪ :‬هانت‬ ‫دعوتهم وا على ىمالك ورب ىمالك ‪ ,‬ثم يدعون ربهم فيقولون ‪ ) :‬ربنا‬ ‫غلبت شقوتنا وكنا قوىما ضالين‪ .‬ربنا أخرجنا ىمنها فان عدنا فانا‬ ‫ظالمون ( قال ‪ :‬فيسكت عنهم قدر الدنيا ىمرتين ‪ ,‬ثم يرد عليهم ‪:‬‬ ‫) اخسئوا فيها ول تكلمون ( قال ‪ :‬وا ىما نبس القوم بعدها بكلمة‬ ‫وادحدة‪ .‬وىما هو إل الزفير والشهيق في نار جهنم‪ .‬قال ‪ :‬فشبهت‬ ‫أصواتهم بأصوات الحمير‪ .‬أولها زفير وأخيرها شهيق‪.‬‬ ‫الشيطان يقترب ىمنك ويطمئنك‪ .....‬ىمحال أن تكون ىمنهم‪ ....‬فأنت‬ ‫ىمسلم يا هذا !!!‬ ‫أجل أنت ىمسلم ‪ ,‬لكن ل أدحد يضمن نفسه ‪ ,‬ل أدحد يضمن نفسه إل‬ ‫إذا ضمنة ا ‪ ,‬وىمن يريد أن يضمنة ا فيضمن ) طاعة ا ( ‪ ,‬في أدق‬ ‫الىمور‪ ...‬وأصعبها‪.‬‬ ‫عندىما تقرأ القرآن ضع نفسك في ألسوأ المواقف التي لسردها‬ ‫القرآن‪ ..‬فتتعظ نفسك وتحسب لرب هذا القرآن ألف دحساب‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ ) :‬انه كان فريق ىمن عبادي يقولون ربنا أىمنا فاغفر لنا‬ ‫واردحمنا وأنت خير الرادحمين ) ‪ ( 109‬فاتخذتموهم لسخريا دحتى‬ ‫أنسوكم ذكرى وكنتم ىمنهم تضحكون ) ‪ ( 110‬أنى جزيتهم اليوم بما‬ ‫صبروا أنهم هم الفائزون ) ‪ ( ( 111‬لسورة المؤىمنون‪.‬‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪207‬‬


‫تخيل دحجم الخزي والعار الذي لسيلحق كل ىمن كان يستهزئ ىمن‬ ‫إنسان ىمؤىمن بسيط لساذج غافل ‪ ,‬ل يدرى ىمن شؤم الدنيا وشر أهلها‬ ‫شيئا‪ ) .‬فلنتق ا (‪.‬‬ ‫وفى النهاية ل أىملك إل أن أقول أنني قد عرضت رأى وأدليت‬ ‫بفكرتي في هذا الموضوع لعلى أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه‬ ‫وأخيرا ىما أنا إل بشر قد أخطئ وقد أصيب فان كنت قد أخطأت فأرجو‬ ‫ىمساىمحتي وان كنت قد أصبت فهذا كل ىما أرجوه ىمن ا عز وجل‪.‬‬ ‫الكاتب‪ /‬عبدالناصريونس إبراهيم‬

‫‪ 208‬الخوان والسلفيين‬


‫ملحق الوثائق‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪209‬‬


‫‪ 210‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪211‬‬


‫‪ 212‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪213‬‬


‫‪ 214‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪215‬‬


‫‪ 216‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪217‬‬


‫‪ 218‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪219‬‬


‫‪ 220‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪221‬‬


‫‪ 222‬الخوان والسلفيين‬


‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪223‬‬


‫‪ 224‬الخوان والسلفيين‬


‫المراجع ‪:‬‬ ‫ىمحمود عبد الحليم‬ ‫‪ -1‬أدحداث صنعت التاريخ‬ ‫‪ -2‬الخوان المسلمون بين البتداع الديني والفلس السيالسي على‬ ‫السيد الوصيفى‪.‬‬ ‫ص ‪28/83 /‬‬ ‫‪ -3‬ىمذكرات عبد العزيز كاىمل‬ ‫ص‪222/224/‬‬ ‫‪ -4‬ىمعالم الحق‬ ‫ص‪2/78/‬‬ ‫‪ -5‬لسيرة وىمسيرة‬ ‫ص‪ 438 /‬ط‪ 1997/‬الشروق‬ ‫‪ -6‬واقعنا المعاصر‬ ‫ص‪13/‬‬ ‫‪ -7‬تربيتنا الرودحية‬ ‫‪ 28‬ديسمبر ‪2003‬م‬ ‫‪ -8‬جريدة العربي‬ ‫العدد ‪1079/5/2007‬م‬ ‫‪ -9‬جريدة الكراىمة‬ ‫‪23/4/2007‬م شرين نصر‬ ‫‪ -10‬إلسلم أون لين‬ ‫‪ 64‬نت ‪24/2/2007‬م‬ ‫‪ -11‬المصريون‬ ‫‪14/5/2007‬م‬ ‫‪ -12‬دار الخليج‬ ‫‪ -13‬كتاب إتحاف الخلف بمنهج السلف‬ ‫أدحمد ىمولنا‬ ‫‪ -14‬العقلية الىمنية‬ ‫‪ -15‬كتاب تطهير الجنان والركان عن درن الشرك والكفران‪.‬‬ ‫‪ -16‬كتاب الصول العلمية للدعوة السلفية‪.‬‬ ‫الجز ء الول ىمذكرات د‪ /‬يولسف‬ ‫‪ -17‬في ركب الخوان‬ ‫القرضاوى‪.‬‬ ‫‪ -18‬الخوان والعنف عاىمر شما خ دار السعد للنشر والتوزيع‬ ‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪225‬‬


‫‪ -19‬صفحات ىمن التاريخ ‪ /‬دحصاد العمر صلح شادي دار التوزيع‬ ‫والنشر اللسلىمية‪.‬‬ ‫ىمحمود الصباغ‬ ‫‪ -20‬دحقيقة النظام الخاص‬ ‫‪ -21‬الخوان المسلمون والسيالسة في ىمصر د‪/‬هدى راغب ود‪/‬دحسين‬ ‫توفيق‪.‬‬ ‫‪ -22‬تقرير الحالة الدينية ‪ -‬ىمركز الهرام للدرالسات‬ ‫‪ -23‬العقيدة والخلق د‪ /‬لسيد طنطاوى شيخ الزهر‬ ‫‪ -24‬ىميدل ايست أو نلين‬ ‫‪ -25‬الخوان المسلمون في المجتمع المصري ىمحمد شوقي زكى‬ ‫) رلسالة ىماجستير (‪.‬‬ ‫‪ -26‬الخوان المسلمون في لسجون ىمصر‬ ‫‪ -27‬تاريخ الخوان المسلمون في ىمصر‬ ‫‪ -28‬دولة الخوان القتصادية ثروت الخرباوى‬ ‫‪ -29‬عزلة ىمصر إذا دحكمها الخوان السلمون رويترز‬ ‫لسعد الحسيني‬ ‫‪ -30‬النقلب الدلستوري‬ ‫‪ -31‬خصائص النقلب الدلستوري وأركانة الربعة ضيا ء رشوان‬ ‫‪ -32‬جريدة ىمايو ‪ 18‬أكتوبر ‪1981‬م‬ ‫‪ 20‬أكتوبر ‪1981‬م‬ ‫‪ -33‬جريدة نيويورك تايمز‬ ‫‪ 26‬أكتوبر ‪1981‬م‬ ‫‪ -34‬ىمجلة أكتوبر‬ ‫‪ 30‬أكتوبر ‪1981‬م‬ ‫‪ -35‬المصور‬

‫‪ 226‬الخوان والسلفيين‬


‫المحتويات‬ ‫المقدىمة‬ ‫الباب الول ‪ :‬جماعة الخوان المسلمين‬ ‫• الفصل الول ‪ :‬النظام الخاص لجماعة الخوان‬ ‫المسلمين‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬تنظيمات أخرى لجماعة الخوان ‪21‬‬ ‫المسلمين‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬اللئحة الداخلية لجماعة الخوان ‪25‬‬ ‫المسلمين‬ ‫‪43‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬دحقيقة الشورى داخل جماعة‬ ‫الخوان المسلمين‬ ‫‪49‬‬ ‫الفصل الخاىمس ‪ :‬تاريخ جماعة الخوان فى‬ ‫ىمصر‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬الخوان قبل ثورة ‪ 25‬يناير بين ‪59‬‬ ‫النفاق والريا ء‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬التاريخ اللسود لجماعة الخوان ‪65‬‬ ‫المسلمين‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪227‬‬


‫• الفصل الثاىمن ‪ :‬الخوان يطعنون فى الخوان‬

‫‪85‬‬

‫الباب الثانى ‪ :‬الــســـلـــفــــيــــة‬

‫‪97‬‬

‫• الفصل الول ‪ :‬الدعوة السلفية النشأة والملىمح‬

‫‪99‬‬

‫• الفصل الثانى ‪ :‬العقلية الىمنية‬

‫‪113‬‬

‫• الفصل الثالث ‪ :‬بعد ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫‪119‬‬

‫• الفصل الرابع ‪ :‬بـنــا ء الـدولــة‬

‫‪129‬‬

‫• الفصل الخاىمس ‪ :‬قرا ءة فى كتاب أزىمة الليبرالية‬ ‫العربية‬

‫‪135‬‬

‫• الفصل السادس ‪ :‬فرق ىمنحرفة يجب التحذير‬ ‫ىمنها‬

‫‪141‬‬

‫• الفصل السابع ‪ :‬العقيدة السلفية الصحيحة‬

‫‪157‬‬

‫الــخــاتـــمــــة‬ ‫ىملحق الوثائق‬ ‫المراجع‬

‫‪175‬‬

‫‪ 228‬الخوان والسلفيين‬

‫‪179‬‬ ‫‪195‬‬


‫الكاتب كفى سطور‪:‬‬ ‫ عبد الناصر يونس إبراهيم ‪.‬‬‫ بكالوريوس اللغات والترجمة – جاىمعة الزهر ‪-‬‬‫قسم عبرى – ‪.1984‬‬ ‫‪ -‬ىمدير شئون العاىملين بوزارة الوقاف‪.‬‬

‫مؤلفات الكاتب ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الولسيلة والتولسل وىمعجزات الرلسول صلى ا عليه ولسلم‬ ‫‪ -2‬البهائية وخطورتها على العالم اللسلىمى‬ ‫‪ -3‬التحرش الجنسي قنبلة ىموقوتة‬ ‫‪ -4‬ىمحمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى‬ ‫‪ -5‬لسلطان القالسمى ) دحاكم الشارقة ( ودوره في الثقافة العربية‬ ‫‪ -6‬الشارقة تاريخ ودحضارة‬ ‫‪ -7‬جائزة نوبل ىمن عام ‪ 1901‬دحتى عام ‪2011‬‬ ‫‪ -8‬دولة الوقاف يفسدها الناظر واعوانه‬

‫والحاضر‬

‫الماضى‬

‫‪229‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.