1436هـ2015 /.م. األستاذ الدكتور /عبدهللا بن سويد الحج وشعائره الحج األكبر :مناسك ّ --الرحيم الرحمن َّ ِب ْسم هللا ّ الرسول الخاتم ،المبعوث رحمة السالم على ّ الحمدهلل ّ الصالة و ّ رب العالمين ،و ّ وصدق به ،القائل"ُ :بِني بالحق طريق المستقيم ،اّلذي جاء للعالمين ،والهادي إلى ال ّ ّ ّ َ أن ال ِإله ِإالّ هللا ،و َّ الصالة، اإلسالم على خمس :شهادة ْ محمداً رسول هللا ،واقام ّ أن ّ وح ّج البيت لمن استطاع إليه سبيالً ".والقائل" :يا أيها وايتاء ّ الزكاة ،وصوم رمضانَ ، الحج َف ُح ُّجوا". ّ الناس قد فرض هللا عليكم ّ أن خلق أرشد سبحانه وتعالى إبراهيم مكان البيت؛ ليقيمه على قواعده العتيقة منذ ْ هللا األرض؛ ليكون موضعاً للتّوحيد ،وهو الغاية منه ،والغرض من بنائه ،والهدف من طواف حوله ،وفي ذلك قال تعالى :ﱡﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱪ ﱦ ﱦ ﱭ ﱮ ال ّ ﱳ ﱴ
ﱯ ﱰ ﱦ ﱦ
ﱦ (الحج .)26 :وفضائل الكعبة كثيرة ،وقد ُذكرت في القرآن الكريم وأحاديث ﱵ ﱠ
للناس ،قال تعالى :ﱡﭐ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ المصطفى ه ،فهي ّأول بيت ُوضع ّ 1
ﱦ
ألنه ُعِتق من الجبابرة ،قال ﲎ ﲏ ﱦ ﲑ ﱠ (آل عمران ،)96:والكعبة هي البيت العتيق؛ ّ تعالى :ﱡﲡ ﲢ ﲣﲤﱠ (الحج ،)29 :والكعبة هي األمن واألمان للناس جميعاً ،قال تعالى :ﱡﭐ ﱦ ﲬ ﱦ ﱦ ﱦ
الصالة ،وقد حمى هللا الكعبة ﲰ ﱦ ﱠ(البقرة ،)125:والكعبة هي قبلة ّ
من أصحاب الفيل بقيادة أبرهة الحبشي وكان ذلك سنة إحدى وسبعين وخمسمئة وسجل القرآن ذلك ،فقال تعالى :ﱡﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ للميالد (571مّ ،). ﱦ ﱦ
ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﲎ ﲏ ﱦ
ﲑ ﱦ ﱦ ﲔ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ
ﱠ (سورة
النبي ه" :من أتى الحج والعمرة وقد جاء عن الفيل) .والكعبة هي مقصد المسلمين في ّ ّ ّ الشريف أمه" ،وهذا الحديث ّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته ّ الحج ،واالمتثال ألوامر هللا تعالى. من قبيل ِّ الحث على أداء مناسك ّ ج ركن من أركان اإلسالم ،قال تعالى في كتابه العزيز :ﱡﭐ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ والح ُّ
الحج يجتمع ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﱦ ﱠ (آل عمران ،)97 :ثوابه عظيم ،ونفعه كثير ،ففي ّ فج في مكان واحد ،فيتآلفون ويتو ُّادون ،ويفيد بعضهم بعضاً ،فهو مؤتمر ّ كل ٍّّ الناس من ّ الحج تبدو المساواة والجميع قد تركوا زينة للتّعارف والتّشاور وتبادل المنافع ،وفي ّ الزينة ،فقنعوا باإلزار و ِّ العبودية هلل تعالى ،والتذّلل الرداء ،وأظهروا الدنيا ،ونبذوا أسباب ّ ّ ّ الحج بذل المال عن رضا نفس وطيب التلبية ،وفي للمعبود الحق ،بالتّهليل والتّكبير و ّ ّ ّ طاعات وبذل الخيرات. خاطر ،وفيه التّوبة الخالصة اّلتي تدفع إلى ال ّ 2
----رب البيت ،وتقوى القلوب هي ومناسك ّ وجه إلى ّ الحج رموز تعبيرّية عن التّ ّ الحج تتالحق األطياف ،وتتعاقب الِّذكريات ،فهذا طيف الغاية ،وفي أداء مناسك ّ المكرمة ،وهذه هاجر مكة يودع فلذة كبده في صحراء ّ السالم ،وهو ّ ّ "إبرهيم" عليه ّ الصفا والمروة ،وهذه ذكرى إبراهيم تستروح الماء لنفسها ولطفلها وهي تُهرول بين ّ محمد بن واسماعيل إ وهما يرفعان القواعد من البيت ،وهذا رسول البشرّية جمعاء ّ ِ الحج ويقول" :خذوا َعِّنى يؤدي مناسك عبدهللا صلوات هللا عليه وسالمه ،وهو ّ ّ مناسككم". الحج هي عالماته اّلتي تُ َذ ِّكر المسلم ،وتضعه في طريق هللا تعالى ،فلمس وشعائر ّ الحجر األسود استيقاظ للعاطفة الروحية في نفسه ،و َّ يتحرك الطواف إقرار عملي ّ ّ ّ بأنه ّ الصفا والمروة السعي بين ّ في دائرة واحدة في حياته ،وهي عبادة هللا سبحانه وتعالى ،و ّ كل الجموع البشرّيةّ ،إنها داللة على التّوجه في الحياة ،وااللتقاء في نقطة واحدة مع ّ دروس التّقوى و ِ الزينة، العّفة واالنضباط ،إنكار ال ّذات في رفضها لّلذة المادية واستخدام ّ ّ وضبطها باالبتعاد عن الفسوق والجدال والمراء.
3
الح ِّرّية ،واالستطاعة ،ومع ّ وللحج شروط ّ صحة وهي :اإلسالم ،والعقل ،والبلوغ ،و ُ أن تكون في صحبة زوجها أو َم ْح َرم ،أو في صحبة رفقة شرطين آخرين للمرأة وهماْ : َّ معتدة من زوج ِعَّدة طالق ْأو ِعّدة وفاة. مأمونة ،و ّ الشرط اآلخر أَال تكون ّ الحج كثيرة ،فمنها ماهو ركن ،ومنها ما هو واجب ،ومنها ما هو ُسنَّة، وأعمال ّ وي ْج َب ُر الحج بتركه ،والواجب ما ال يفسد فالركن هو الفرض ،وهو ما يفسد ُّ ّ ّ الحج بتركه ُ السّنة إما سّنة َّ ِ الرسوله وواظب على فعلها ورَّغب فيها، مؤكدة وهي الّتي فعلها ّ ب َه ْدي ،و ُّ ّ ُ الم ْنُدوب ،وهي اّلتي فعلها الن بي ه أحياناً وا ّما ُسنّة غير ّ الم ْستَ َح ّب أو َ مؤكدة وتُ َس َّمى ُ ّ ّ الحج، بالسّنة في وتركها أحياناً ،ولم ُي َرِّغب فيها ،وال إثم وال َه ْد َي على من ترك العمل ُّ ّ اقتداء بالحبيب المصطفى ه. واألولى اإلتيان بها، ً الم ْروة ،والوقوف بعرفة ،وطواف وأركان ّ السعي بين ّ الحج أربعة :اإلحرام ،و ّ الصفا و َ للحاج أن يقوم بها بإحدى طريقتين ،بحسب اإلفاضة –عند أغلب الفقهاء ،-والخيار ّ طريقة األولى: نوعية الح ّج من :إفراد أو تمتّع ،وبحسب ما ُيتَاح للحاج من وقت ،فال ّ ّ الصفاء والمروة بعد طواف القدوم ،ثُ َّم الوقوف بعرفة ،ثُ َّم طواف اإلحرام ،ثُ ّم َّ السعي بين ّ السعي اإلفاضة ،وال ّ طريقة األخرى :اإلحرام ،ثُ ّم الوقوف بعرفة ،ثُ َّم طواف اإلفاضة ،ثُ َّم َّ لصفا والمروة. بين ا ّ
4
----المنورة، المكرمة والمدينة مكة للسفر إلى األراضي يتأهَّب المقدسة؛ إلى ّ ّ ّ ّ ّ الحاج ّ الصادقة ،ومن شروطها َرُّد المظالم إلى أهلها، و ّأول ما يفعله الحاج هو التّوبة ّ ّ النصوح ّ اعتََدى عليهم أساء إليهم بلفظ أو فعلْ ،أو ْ أو التّعويض عنها ،وطلب ّ العفو من اّلذين َ بالشرع الحنيف ،ومن شروط التّوبة بوجه من الوجوه ،فحرمة اإلنسان وكرامته مصانة ّ َّ أن يكون الحج من مال حاللَّ ، أن يقصد طيًبا ،وعلى فإن هللا َ الحاج ْ ْ ّ طِّيب ال يقبل إال ِّ ّ بحجه وجه هللا تعالىِّ ، الصالحة ،ومن شروط التّوبة فالرياء و ُّ ّ السمعة تحبطان األعمال ّ ُمتي قاطع رحم". التّواصل مع ذوي الُق ْربى ،فقد جاء في حديثه ه" :ال يجالسني من أ َّ ----ِ متوجهاً إلى المطار يأخذ في تنظيف بدنه ،فيقّلِم الحاج من البيت وقبل خروج ّ ّ أظفار اليدين والقدمينِ ، السّنة ،وله بنية ُّ َْ ْ وي َحلّق العانة ،ويزيل َش ْعر اإلبطين ،ثُ َّم يغتسل ّ ُ الصابون وغيره؛ َّ كالرجل ْ ألن هذا الغسل إلزالة األوساخ عن البدن ،والمرأة ّ أن يستعمل ّ قصه. وللرجل خاصة ْ في هذا األمرّ ، أن يحفو شاربه ،وهو المبالغة في ّ ِ الرجل من الم ِخيط و ِ الداخلية تَ َج َّرَد ُّ الحاج َّ السروال والمالبس ّ المحيط فخلع القميص و ّ ُ َ َّ َّ وتوضأ ،فحان وقت ارتداء مالبس اإلحرام ،فيأخذ إ از اًر وتنظف ،واغتسل، والُقُل ْن ُس َوة، 5
ورداء وهما الفوطتان المعروفتان ،فيجعل اإلزار على وسطه ،فيستر به جسمه َّ الس َّرة والى ما تحتها الرداء فيستر به ما بين ُّ األعلى :الصدر والظهر والكتفين ،ويأخذ ّ الك ْع َب ْي ِن. حتَّى قرب َ ويستجب في ِّ أن يكونا أبيضين ،فقد قال ه"ِ :اْل َب ُسوا ثياب البياض، ُّ الرداء واإلزار ْ َّ السبَّاط فإنها أطيب وأطهر ،".ويلبس ُّ الحاج كذلك نعلين غير ساترين للكعبين ،وهما ُّ الرجل رأسه ،ومن كان َش ْعر رأسه واف اًر، الرقيق ،ويكشف َّ الشبشب ذو َّ أو ِّ الس ْير ّ مدة اإلحرام. َفْل َي ْج َع ْل فيه مادة حتّى ال يتفرق وينتشر ّ ----فإن إحرام المرأة بكشف وجهها َّ الرجل في وجهه ورأسه َّ وكفيها فقط، واذ كان إحرام ّ الب ْرقع والَقَّفازين لقوله ه" :ال تنتقب المرأة وال تلبس القفازين" ،وذكر أهل العلم فتتجنب ُ أن تغطي وجهها بخمار بال ربط أو تخليل إذا أرادت التَّ َستُّر ،كما يجوز ّأنه يجوز لها ْ الحلِي كالُق ْرط والخاتَم ،وال ُي ْشترط لون أن لها اليسير من ٌّ خاص لثيابها ،مع مراعاة ْ ُ ّ إن أن تضع يديها في جيب ُجبَّتها ْ الجبَّة واسعة كي تغطي أعضاء بدنها ولها ْ تكون ُ سبب. كان لذلك ٌ ----6
ومن مطالب اإلحرام استجاب صالة ركعتين ،تُْق َأُر سورة "الكافرون" بعد الفاتحة في الصالة الركعة األولى ،وسورة "اإلخالص" بعد الفاتحة في ّ ّ الركعة الثّانية ،وتكون ّ ُف َرادى ،في البيت أ َْو في أقرب مسجد ،أو في المطار ،وفي الوقت اّلتي تَ ِح ُّل فيه النافلة؛ َّ الصبح الصادق وهو وقت صالة ُّ ألن صالة ّ ّ النوافل مكروهة من طلوع الفجر ّ الشمس بنحو أي :بعد شروق ّ إلى وقت ارتفاع ّ الشمس في األُفق بمقدار ثالثة أمتار؛ ْ خمس عشرة دقيقة ،ومكروهة أيضاً بعد صالة العصر الحاضرة والى أداء صالة المالكية. المغرب الحاضرة عند ّ ----يوِّدع الحاج أهله عند بدء سفره ،وهو يقولَّ : "الل ُه َّم ِإَّنا نسألك في سفرنا هذا الِب َّر ّ َُ ط ِو عَّنا بعدهَّ ، َّ الل ُه َّم والتَّقوى ،ومن العمل ما ترضى ،الل ُه َّم َه ّوِن علينا سفرنا هذا ،وا ْ َ ُ ْ َّ ِِ السفر، السفر ،والخليفة في األهل ،الل ُه َّم إّني أعوذ بك من َع َناء ّ الصاحب في ّ أنت ّ الم ْنَقلِب في المال واألهل والولد ،".واذا استوى جالساً في الطائرة وكآبة المنظر ،وسوء ُ ر اآلية الكريمة :ﱡﭐ ﱦ قال" :هللا أكبر ..هللا أكبر ..هللا أكبر "..وق أ ﱦ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱦ ﱦ
ﱳﱴ(الزخرف.)14 ،13 : ﱠ
----7
ﱦ ﱦ ﱦ ﱪ ﱦ
ِ ِ الحاج ُّ ينوي "إنما األعمال ُّ بالنيَّة لقوله هّ : الدخول في اإلحرام فال تَص ُّح العبادة إالّ ّ حب ُّ فإن نوى "أحرمت الحج باإلفراد أجرى على قلبه وي ْستَ ُّ ُ النطق بما أحرمْ ، ّ ّ بالنيات"ُ ، بالحج" ويقول" :نويت الحج وأحرمت به هلل تعالى" ،وان نوى الحج ِ بالق َران أجرى على ْ ُ ُ ّ ّ ّ الح َّج ويت قلبه "أحرمت َّ بالحج والعمرة" ويقول"َ :ن ُ ّ الع ْم َرة هلل تعالى" ،وا ْن نوى َ الحج و ُ مرة هلل تعالى" ،وبعد "أحرمت بالعمرة" ويقول: بالتَّمتُّع أجرى على قلبه: ُ ُ الع َ "نويت ُ انقضائها والتحّلل منها ينوي الحج" ،.وفي لغة العرب :أحرم فالن "نويت الحج فيقول: ُ ّ ّ أي :دخل في عمل يحرم عليه به ما كان حالالً. ّ بالحج أو العمرة؛ ْ ----أن يغتسل كذلك للجنابة أن يغتسل بالماء للتبريد ،وبال دلك شديد ،و ْ للم ْح ِرم ْ ويجوز ُ أن يغسل –من االحتالم -بالماء مع ّ أن ُي َغِّير لباس اإلحرام ،و ْ الدلك في هذه الحالة ،و ْ ظَّلة فوق رأسه بعيدة عنه ،و ِ طر ،وأن يرفع ِ يديه بالصابون غير المع َّ "البوط" الم َ ْ أن َيشَّد ُ َُ ّ على وسطه ،على ِ مصنفات الفقه. الجْلد تحت اإلزار ،وغير ذلك مما هو مذكور في ّ الحج مثل ِ الج َماع وتوابعه، وينبغي معرفة محضورات اإلحرام ومنها ما ُيْف ِسُد ّ واإلنزال باستدعاء ،ومنها ما تجب فيه الفدية مثل :الحاجة إلى تغطية الرأسْ ،أو َقْلم األظفارْ ،أو لُ ْبس الِثّياب المعتادة. 8
----التلبية الواردة عن رسول هللا ه وهيَ" :لبَّيك َّ الل ُه َّم َلَّب ْي َكَ ،لَّب ْي َك ال َ ي ْش َرع الحاج في ّ َْ ّ ِ التلبية شعيرة من شريك لك َلب َّْيكِ ،إ َّن يك َلك ،".و ّ الحمد و ّ َ المْلك ،ال شر َ النعم َة َ لك و ُ طاعة ،واخالص المحبة، شعائر الحج ،وهي واجبة بعد اإلحرام ،و ُّ تدل على لزوم ال ّ ّ ستحب اإلكثار منها ،والمداومة عليها وي وصدق ّ ّ النية ،وفضلها عظيم ،وثوابها جزيلُ ، الصعود والهبوط ،وعند مالقاة ِّ الرفاق ،وعقب كل وقت ،في القعود والقيام ،و ُّ في ّ ويستحب ُّ الدعاء بعد َّ للرجالُ ، توسط ّ الصلواتُ ، الصوت في ّ وي ْستَ َح ُّب الجهر لها ،ورفع ّ التلبية وأن ُي ْب َدأُ ُّ السالم على رسول هللا ه ،فقد ورد عنه ّ الصالة و ّ الدعاء بحمد هللا ،ثُ َّم ّ ٍّ أي؛ ُيَلِّبى محمد ،من َح َّج منكم َفْلُي ِه ّل في ّ حجةْ ". في حديث ّأم َسَل َمة م ّأنه قال" :يا آل ّ ويرفع صوته بها. ----مكة وحتَّى دخول التلبية –عند المالكية -من حين اإلحرام إلى دخول ّ ووقت ّ ّ التلبية حتَّى ظهر يوم عرفة، السعي ُيعاود طواف و المسجد الحرام َفتُْقطع ،وبعد ال ّ الحاج ّ ّ ّ ّ ِ توجه للوقوف بعرفة صَّلى ال ّ ظهر والعصر جمع تقديم في مسجد عرفة قطعها ،و ّ فإ ّن َ أن ُيَلِّبي إلى وقت رمي جمرة العقبة. النفر من عرفة الناس ،وبعد ّ مع ّ للحاج ْ ّ 9
---- ح َّ األول لقبيلة ُقضاعة اّلتي اتّخذت طت ال ّ طائرة بمطار ُجَّدة ،نسب ًة إلى ّ َ الجد ّ مساكنها فيها ،واسمه "جَّدة بن حزم القض ِ اعي" ،وهي مدينة على ساحل البحر األحمر، ُ َْ ُ َ ّ الحاج الحافلة ،وهو ُيهلِّل استََقل مكة وعلى بعد ثالثة وسبعين كيلومت اًر من ّ ّ ّ المكرمة ،ف ْ ويكبر ويَلِبى في طريقه إلى البلدة َّ الم َك ّرَمة". الطِّي َبة ّ ِّ ُ ّ "مكة ُ ----طمأَن على سكنه وأمتعته ،واغتسل لالستحباب، مكة وصل المكرمة وا ْ الحاج ّ ّ ّ َّ حجه بالتّمتّع وتوضأ ،وأخذ جزءاً يسي اًر من َّ الراحة ،وهنا ينبغي التّمييز بين من كان ّ ِ الحاج المسجد الحرام الحج بالتّمتّع فيقصد ّ حجه باإلفراد ْأو بالقران ،فإن كان ّ ومن كان ّ ِ ِ ِ صر ،ثُ َّم طاهر البدن والثّوب ّ متوضأً ألداء ُ الع ْم َرة ،فيطوف ،ويسعى ،ويحّلق أو ُيَق ّ يتحّلل؛ أيُ :ي ِ الع ْم َرة، صب ُح غير ُم ْح ِرمٍّ ،وهو بهذا يكون قد انتهى من جميع أعمال ُ ْ ْ أحل هللا له. فيتمتّع بما َّ وفي اليوم الثّامن من ذي ِ بالحج ،فيقوم بفعل واجبات اإلحرام الح ّجة ،له اإلحرام ّ الحج هلل تعالى" "نويت بالحج" ويقول: "أحرمت المنصوص عليها ،ثُ َّم ُي ْج ِري على قلبه ُ ُ ّ ّ
10
صِّلي ركعتي اإلحرام في المسجد الحرام ويبدأ في ّ التلبيةُ ، وي َ
–وهو األَْولى -ويصعد
متوجهاً إلى ِمنى أو عرفة ،أو يمشي على قدميه قاصداً تلك البقاع َّ ِ الطّيبة. ً الحافلة ّ ----واذا كان الحج باإلفراد أو ِ الحاج إلى المسجد الحرام ألداء طواف بالق َران فيذهب ُّ ّ ِ متوضأً ،فعن عائشة بقالتِ" :إ َّن ّأول شيء بدأ به القدوم ،وهو طاهر البدن والثّوب، ّ مكة َّأنه َّ طواف صالة إالّ أن هللا تعالى الن توضأ ثُ َّم طاف بالبيت" ،وال ّ بي ه حين قدم ّ ّ ّ َّ الصادق الصدوق ،وشرط ّ أحل فيه الكالم فمن تكّلم فال َيتَ َكل ُم إال بخير كما ورد عن ّ ِ الرسول طواف المرأة أالّ تكون في حالة العذر ّ الشرعي وهو َح ْيض أو نَفاس ،فقد قال ّ ِ الكريم ه لعائشة وهي في حالة العذر َّ طواف، الشر كل المناسك إالّ ال ّ عيَ :لك ْ أن تفعلي ّ ّ الح ْيض وتغتسلي". حتَّى تَ ْ ط ُه ِري من َ ----ويقدم ِّ الرجل اليمنى وهو يدخل إن أمكنّ - السالم – ْ ّ الحاج المسجد الحرام من باب ّ فحينا ربنا بالسالمَّ ، َّ الل ُه َّم ِزْد هذا البيت تشريفاً السالمّ ِّ ، ّ السالم ،ومنك ّ يقول" :الل ُه َّم أنت ّ وتعظيماً".
11
حية في الحاج إلى الكعبة يتوجه تحية المسجد؛ ّ ألن التّ ّ المشرفة ،من دون صالة ّ ّ ّ ّ "الح َجر األ َْس َعد" –كما هذا المقام هي ال ّ الح َجر األسود ّأوالً وهو َ طواف ،فيسير إلى َ بنية االستحباب مع التّكبير –ِإ ْن َق َد َر ُيطلق عليه ّ بالفم من غير صوت؛ ّ الناسِّ - فيقبله ّ على ذلك -فِإ ْن لم يقدر ،وضع يده عليه ثُ َّم وضعها على فيه من غير تقبيل مع التّكبير ،فإن لم يقدر َكبَّر. وقد ُرِو َي َّ بكاء أن َّ النبي ه وضع شفتيه على َ الح َجر األسود وهو يبكيّ ، ولما سمع ً النبي ه" :ياعمر ،ها هنا تُسكب خلفه التفت ،فإذا عمر بن الخطاب س يبكي ،فقال ّ ّ العبرات" ،وورد َّ أن أمير المؤمنين ابن الخطاب س كان ُيَقِّبل الحجر األسود ويقول: ِ تضر وال تنفع ،ولوال أَِّني رأيت رسول هللا ه ُيَقِّبُلك ما قبلتك"، ّ "إني أعلم َّأنك حجر ال ّ الناس اّلذين دخلوا في اإلسالم بعد الفتح ،وكانوا يعبدون األصنام وع َنى عمر بذلك ّ َ أن ُي َبِّين لهم لزوم اتباع رسول هللا ه وأخذ المناسك عنه. قبل ذلك ،فأراد ْ ----َّ الح َجر األسود بجميع بدنه عند عالمة البداية، يبدأ الح ّ اج الطواف ،فيحاذي َ ني ويجعل البيت عن يساره ،وتكون كتفه اليسرى إلى الرخام بالشكل الب ِ ُّ المَل َّون ّ األرضي ُ ُ ّ ّ اذروان" وهو بناء ملصق بحائط البيت ،وليحذر من وقوع جزء من جسده فوق " ّ الش ْ 12
السير، الكعبة من أسفل ،ومعنى هذا ْ أن ْينصب قامته بعد تقبيل الحجر األسود لبدء ّ طائف. السير يكون جهة يمين ال ّ وهذا التّنبيه لِ َم ْن كان بمحاذاة جدار الكعبة ،و َّ أن يكون خارجاً ببدنه عن ِح ْجر إسماعيل أيضاً ،وهو اآلن وعلى الحاج في طوافه ْ ّ ُم َحَّدٌد بجدار من َح َجر أصفر يميل إلى البياض ،على شكل قوس ،تحت ميزاب الرحمة ،و ِ طواف خلفه. َّ أي :يكون ال ّ الح ْجر من الكعبة فال يجوز ال ّ طواف فيه؛ ْ ----طوَفة واحدة أو بعضها لم ي ِ طواف، ص ّح ال ّ َ واكمال سبع ط ْوفات ضروري ،فلو بقيت َ ْ أي :تتابعها من غير فصل كثير بينها ،والمشي السبعةْ ، والمواالة مطلوبة بين األشواط ّ السّنة ُّ الدنيا طواف بما شاء ال ّ الدعاء في ال ّ على القادر واجب ،ومن ُّ طائف من خيري ّ واآلخرة ،والمأثور منه ماورد في القرآن العظيم :ﱡﭐ ﱦ ﲬ ﱦ ﱦ
ﱦ ﲰ ﱦ ﱦ ﱦ
َّ أن يجعل ﱦ (البقرة ،)201كما ﱠ ﱦ ﱦ ُّ يستحب لل ّ طائف التّسبيح والتّكبير ،وللطائف ْ ط ِّ ِّ الرداء" ،وكيفيته الرداء اّلذي يستر أعلى جسده ،في وضعية "االض ِطباع" ،وهو "تَأَُّب ُ ْ الي ْس َرى ،بحيث أن يجعل ْ ّ الرداء تحت اإلبط األيمن ،وطرفه على الكتف ُ الحاج وسط ّ بهمة ونشاط. طريقة َع ْو ٌن على ال ّ ظل الكتف اليمنى مكشوفة ،وفي تلك ال ّ ت ّ طواف ّ ----13
وهز المنكبين في األشواط ومن ُّ الخ َ طىّ ، السّنة اإلسراع في المشي مع تقاصر ُ "الرَمل" ،والمشي في األربعة األشواط األخرى في الثّالثة األولى ،وهو ما ُي َس َّمى ِبـَّ : أما المرأة فتمشي مشيتها المعتادة في ال ّ طواف الذي يعقبه َّ السعي ،وهو ّ خاصةّ ، للرجل ّ األول السبعة ،فعن ابن عباس م كان رسول هللا ه إذا طاف بالبيت ال ّ األشواط َّ طواف ّ النبي ه أصحابه في الخ ّب :اإلسراع في المشي ،وقد أمر َخ َّب ثالثاً ومشى أربعاً ،و َ ّ ّ صحة أبدانهم. أن َي ْرُمُلوا؛ لُِي ْ َح ّجة الوداع ْ ظ ِه ُروا ّ الي ْم َنى من دون تقبيل اليد ،فإن لم الركن السّنة لمس ُّ ومن ُّ اليماني بالكّفين أو باليد ُ ّ الحاج من ذلكَ ،كب ََّر ومضى دون اإلشارة إليه ،وقد ُرِوِي َّ النبيه كان ال يدع ان يتمكن ّ ّ ّ ّ عباس م" :طاف الركن الح َجر األسود و ُّ كل طوافه ،وفي حديث ابن ّ اليماني في ّ استالم َ ّ وكب ََّر"، الركن رسول هللا على بعير ،فلما أتى على ُّ اليماني أشار إليه بشيء في يده َ ّ ِ بالركن الجنوبي لمواجهته و ُّ وي َس َّمى أيضاً ّ الرْكن اليماني هو اّلذي باتّجاه اليمنُ ، ّ الشرقي وهو ركن الركن الركنين المذكورين باالستالمُّ : للجُنوب تقريباً ،وتخصيص ُّ َ ّ ّ ألنهما هما َّ الركن اليماني الجنوبي؛ َّ اللذان أقام عليهما إبراهيم الخليل الحجر األسود ،و ُّ ّ ّ طواف من اليسار إلى أما ُّ الركنان اآلخران َف ُج ِعالَ ُم َد َّوَرْين ،وبحسب حركة ال ّ البيتّ ،
14
الشرقي ركن الحجر األسود ،فالعراقي اليمين تكون األركان األربعة للكعبة هي: ّ ّ ّ َّ فالشامي الغربي ،فاليماني الجنوبي. الشمالي، ّ ّ ّ ّ ّ ّ ----طائف منه، طواف بصالة الفريضة خاصة ،ال يبطل ما َّأدى ال ّ وفصل أشواط ال ّ ّ ِ ط ْع طوافه وجوباً ،ليصلي الحاج يطوف َفْل َيْق َ الصالة المكتوبة و ّ ولهذا ُذك َر َّأنه إذا أقيمت ّ الفريضة ،ثُ َّم ُي ْت ِم ُم األشواط الباقية عليه. "المْلتَ َزم" -إن تََي َّسر ذلك- أن يقف وي ُّ كل طواف ْ ّ ُ ستحب بعد إتمام ّ الحاج في ُ وس ِّمي بذلك الملتزم اسم مكان ،ما بين َ الح َجر األسود وباب الكعبة وذرعه أربع أذرعُ ، وُ اللتزامه ُّ ش ذراعيه ،ويدعو بما شاء الدعاءُ ،فيلصق ُّ ويْف ِر ُ الحاج صدره وبطنه بالبيتُ ، أحد الدنيا واآلخرة ،وكان ابن عباس م يفعله ،ويقول" :ال يلتزم ما بينهما ٌ من خيري ّ طواف ،وُذ ِك َر يل في وقته ّإنه قبل ركعتي ال ّ يسأل هللا شيئاً إالّ أعطاه هللا ّإياه ،".وِق َ ألن ركعتي َّ الركعتين؛ َّ طواف. أيضاً ّأنه يأتي بعد َّ الطواف جزء من ال ّ السالم ،وهو الشعائر يأتي وبعد االنتهاء من هذه ّ ّ الحاج إلى مقام إبراهيم عليه ّ الح َجر اّلذي كان يقف عليه عند بناء البيت ،وغرقت قدماه فيه ،فيصلي ركعتين يق أر َ الصالة خلف فيهما سورتي "الكافرون واإلخالص" بعد فاتحة الكتاب ،واذا تَ َع َّذ َرت َّ 15
أي مكان من المسجد الحرام ،باستثناء ِح ْجر المَقام مباشرة ،فله ْ أن يصليهما في ِّ َ طواف نفسه ،فإذا انتقضت طهارة طواف بال ّ إسماعيل ،والمطلوب ِاتّصال ركعتي ال ّ وصَّلى. ط َّهر وأعاد ال ّ الحاج بعد ال ّ الركعتين ،تَ َ ّ طواف وقبل صالة ّ طواف َ ----الصفا وي ُّ ستحب -بعد الفراغ من ال ّ الركعتين وقبل الخروج إلى َّ طواف وصالة ّ ُ ويستحب ُّ والم ْروةُّ - الشرب على ثالث َم َّرات، الشرب من ماء زمزم َحتَّى االرتواء، ُّ َ َ مرة ويحمده في نهايتها ،وينوي بشربه ما شاء من خيري ُي َس ِّمى ُّ الحاج هللا في بداية كل ّ ستحب استقبال القبلة عند ُّ ُّ الدعاء ،فقد جاء وي ُّ الشرب و ّ الدنيا واآلخرة ،ويدعو بما شاءُ ، أن رسول هللا ه قال" :ماء َزم َزم لما ُش ِرب له" ومن ا ُّلدعاءَّ : الشريف َّ "الل ُه َّم في الحديث ّ ْ ِ ِإِّني أسألك ِعْلماً نافعاً ،وقلباً خاشعاً ،ونو اًر ساطعاًِ ، كل داء" ورزقاً واسعاً ،وشَفاء من ّ وجاء في األثر َّ وسقيا هللا إسماعيل عليه أن َزْم َزم هي َه ْزَمة جبريل عليه ّ السالمُ ، السالم ،واله ْزمةَّ : الص ْخ َرة. النْق َرة في َّ ّ َ َ الصلوات المفروضة في المسجد الحرام عظيم ،فقد جاء عن رسول هللاه وفضل ّ قوله" :ال تُ َشُّد ِّ بمكة ،والمسجد الرحال إالّ إلى ثالثة مساجد" ،وَذ َكر المسجد الحرام ّ المنورة ،وورد عنه ه َّ الصالة في المسجد األقصى بالقدس ،والمسجد ّ الن ّ بوي بالمدينة ّ أن ّ 16
الصلوات بمكة تعدل مئة ألف صالة ،وهو ما يجعل الحرام ّ ّ الحاج يحافظ على أداء ّ الصالة بعد الفراغ، ويستحب الخمس المفروضة في الحرم، ُّ أن يقعد في مجلس َّ للحاج ْ ّ ِ أن الصالة ،وهي" :سبحان هللا والحمدهلل وهللا أكبر ،".وليعلم ُّ الحاج ّ فيأتي بمعّقبات ّ مكة طواف التَّطوع بالحرم أفضل من التّطوع َّ النوافل ،وهذا للقادمين إلى ّ بالصالة وهي ّ من اآلفاق. ----َّ وتوجه نحو الركعتين ،وشرب من ماء زمزم، َّ طائف من ال ّ فرغ ال ّ وصلى ّ طوافَ ، الصفا مكان الم ْروة ،و َّ الحجر األسود َم َّرة أُخرى َ وكبَّر ،فحان اآلن سعيه بين ّ الصفا و َ ٍّ وم ْن وقف عليه عال في أصل "جبل أبي ُق َب ْيس" ،قريب من باب َّ الصفاُ ،ي ْ ص َعُد إليه َ ٍّ ص َعد كان بحذاء َ الم ْروة فهو مكان عال في أصل "جبل ُق َع ْيَق َعان" ُي ْ الح َجر األسود ،أ ّ َما َ مكة. إليه أيضاً ،وهو في جانب ّ الحج ،ال َيِت ُّم ِإالّ به .قال تعالى :ﱡﭐ ﱵ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ السعي ركن من أركان و َّ ّ ﱦﱦ
ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ
ﱦﱦ ﲏ ﱠ (البقرة ،)158وتد ّل هذه اآلية
السبب في ذكر ذلك َّ الكريمة على َّ أن السعي عبادة ،و ّأنه ال إثم على َم ْن َس َعى ،و َّ أن َّ
17
أن العرب في زمن الفترة ،قبل اإلسالم ،كانوا َي ْس َع ْون بينهما ،وعليهما صنمان ،فأراد هللا ْ السعي ،و َّ الجاهلية. أن ذلك الفعل قد ذهب مع ّ ّ يبين للمسلمين أنَّه ال حرج عليهم في ّ ُِ "اس َع ْوا َّ السعي" وعن عبدهللا بن وروي عن رسول هللا هأنه قالْ : فإن هللا كتب عليكم ّ وصَّلى خلف المقام ركعتين ،وطاف عمر م قال" :قِدم الن بي ه فطاف بالبيت سبعاًَ ، َ َ ّ ّ السعي ،وسبب مشروعيته سعيا" وقد أجمع المجتهدون على فرضية َّ الصفا والمروة ً بين ّ ما حدث لهاجر وابنها إسماعيل. ----السالم بأرض َو َ السالم زوجه هاجر وابنه إسماعيل عليه ّ ض َع إبراهيم الخليل عليه ّ ماء ،وودعهما وانطلق صوب مكان ّ مكة ،ووضع عندها جراباً من تَ ْمرَ ، اء فيه ً وسَق ً ض َّرع إلى هللا سبحانه وتعالى رافعاً يديه قائالً :ﱡﱳ ﱴ ﱵ ﱦ ﱦ ﱦ إقامته ّ بالشام ،وتَ َ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ
ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ
ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱠ ﱦ
(إبراهيم)37
ِ ض األرض بقدميه ،فخفق قلب السالم ،فجعل َي ْد َح ُ َنَف َد الماء وظم َ ئ إسماعيل عليه ّ األُم رّقة وعطفاً على وليدها ،فانطلقت تبحث عن الماءَ ،ف ِ الصفا ،ثُ َّم صع َد ْت على ّ َ الصفا حتى إذا بلغت ط ْت من َّ استقبلت الوادي تنظر؛ هل ترى أحداً ،فلم تَ َر أحداًَ ،ف َه َب َ 18
وس َع ْت َس ْعي إنسان مجهود ،حتَّى جاوزت الوادي ،ثُ َّم أَتَت الوادي ،رفعت طرف ثوبها َ َ الم ْرَوة فقامت عليها ونظرت ،هل ترى أحداً ،وفعلت ذلك سبع َم َّرات ،فلذلك سعى َ الصدوقه. الصادق ّ الحجيج بينهما كما أخبر ّ ----الصفا يق أر يتوجه الحاج إلى باب َّ ّ الصفا ،ويخرج برجله ُ ّ الي ْس َرى ،وعند دنوه من ّ للسّنة ويستقبل البيتَ ،فُي َكِّبر، ﲏ ﱠ ،ويرقى ُّ
اآلية الكريمة :ﱡﭐ ﱵ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦﱦ
وي َهّلِل ،ويدعو بما شاء ،ومن ذلك قوله" :هللا أكبر..هللا أكبر..هللا أكبر ،ال إله إال هللا، ُ كل شيء قدير ،ال إله المْلك وله الحمدُ ،ي ْحيى ويميت وهو على ّ وحده ال شريك له ،له ُ الحاج ذلك ثالث إالَّ هللا وحده ،أنجز وعده ،ونصر عبده ،وهزم األحزاب وحده" ُي َك ِّرر ّ وتوجه إلى الصفا مرات ،ويدعو بينهما وهو رافع يديه ،فإذا فرغ من ذلك نزل من َّ ّ ّ الم ْروة ،ويمشي مشيته المعتادة ،فإذا بلغ العالمة الخضراء األولى ُي ْس ِرع َحتَّى يبلغ َ َّ ص َعُد عليها العالمة الخضراء الثّانية ،ثم يمشي المشي المعتاد حتى يبلغ المروةَ ،ف َي ْ الصفا ،ويدعو بما شاء ،وهذا ويستقبل البيت فيأتي بالتّكبير والتّهليل اّلذي قاله على ّ وي ْس ِرع في الصفا فيمشي في موضع المشيُ ، شوط من سعيه ،ثُ َّم يعود من المروة إلى ّ ص ِع َده ،وجاء بالتّكبير والتّهليل و ُّ الدعاء ،وهذا موضع َّ السعي ،فإذا وصل إلى ّ الصفا َ 19
شوط ٍّ أن يكمل سبعة أشواط ،وبها يكون قد وقف أربع ثان من سعيه ،وهكذا إلى ْ كالرجل سواءِ ،إالَّ أََّنها تمشي مشيتها الصفا ،وأربعاً على المروة ،والمرأة ّ َوَقَفات على ّ أن يتمكن ُّ كل األشواط ،واذا لم ّ الصفا والمروة ،فيجب ْ المعتادة في ّ الحاج من صعود ّ للسعي وي ُّ الم َر َ اعى في ذلك العادةُ ، ستحب ّ تكون القدم مالصقة ّ للصفا والمروة ،و ُ َّ الطهارة. ----السعي مح ِرماً –إن كان الحج باإلفراد أو ِ بالق َران- يبقى الحاج بعد طواف الُقُدوم و َّ ّ ّ ُْ إلى يوم الثّامن من ذي ِ للحج أن ُي ْحرم الحج بالتّمتّع فعلى الح ّجة ،وا ْن كان الحاج ْ ّ ّ ّ الحج هلل تعالى" وقد تقدم الحديث عن ذلك. ويأخذ بمتطلباته ثُ َّم يقول: ُ "نويت ّ الحاج إلى ِمًنى لقضاء يوم التَّرويةِ ،ن ْس َب ًة إلى االرتواء بالماء ،فقد كان يتوجه ّ ّ الحجيج يرتوون فيه من الماء ويخرجون به ،إ ْذ كان معدوماً في تلك األيام في ِمًنى وما وراءها ،والتَّسمية ِبـِ : "مًنى" َّ ألن الكبش اّلذي ظهر إلبراهيم الخليل فداء إلسماعيل عليهما السالم قد مِني؛ أيُ :ذِبح في ذلك الموقع ،وقيلِ : "مًنى" لِ َما ُي ْم َنى بها من دماء َ ُ َ ْ ّ أيُ :يراق. اله ْدي؛ ْ َ
20
مكة ،تبعد حوالى ستّة كيلومترات عنها، اوية في شمال شر قي ّ و ِمًنى منطقة صحر ّ ّ مكة و ُم ْزَدلِفة. على ال ّ الرابط بين ّ طريق ّ ----ُّ ِ َّ أن يقصد الم ْستَ َح ُّب ْ الحاج مًنى بعد طلوع شمس يوم التّروية ،وال ّذهاب إليها ُسنة ،و ُ ُّ الصالة يقضي بها ُّ الحاج اليوم كّله ،فيصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء ،بقصر ّ التلبية و ُّ الدعاء في فترة اإلقامة في باعية ُّ وي ْستَ َح ُّب اإلكثار من ّ الر ّ للسَّنة ،ويبيت بها ُ مكة إلى عرفة مباشرة في صباح اليوم الثّامن، ِم ًنى ،وال بأس على الحاج إن غادر ّ ّ طريق إلى عرفة، الشديد في ِمًنى وفي ال ّ الناس نظ اًر لالزدحام ّ وهو ما يفعله الكثير من ّ إن الصالة كاملة في عرفة في هذا اليوم ،الثّامن من ذي وعلى الحجةْ ، ّ ّ الحاج اتمام ّ كان هناك. ِ بعد شروق شمس اليوم التّاسع من ذي ِ إن كان الح ّجة يرتحل ُّ الحاج من مًنى – ْ موجوداً بها -إلى "ن ِمرة" وهو موضع بجوار عرفات وليست منه ،فيصلي ُّ الظهر َ َ للسَّنة بأذان واحد واقامتينِ- ،إالَّ من وجب عليه عدم والعصر جمع تقديم قص اًر؛ ُّ السَّنة أن يصّلِي ُّ الظهر والعصر في تامة مع الجمع ،-و ُّ الصالة ّ التّقصير ،فيؤدي ّ ْ َُ ِ ظهر خطبتين، "ع َرفة" حيث يخطب الخطيب قبل صالة ال ّ مسجد َ"نمرة" ،وهو مسجد َ 21
الجمعية ،والتّسمية ِبـ :مسجد َ"ن ِم َرة" َّ ألن مقصورته الغر ّبية اّلتي بها شبيهة بالخطبة ّ المحراب في منطقة َ"ن ِم َرة" وباقيه بمنطقة "عرفة". مكةُ ،س ِّميت بذلك؛ َّ "ع َرْف ُت" وعرفة شر قي ّ السالم كان يقولَ : ألن إبراهيم عليه ّ ّ السالم يوضح له المناسكْ ،أو َّ الناس تتعارف في هذه البقعة وهم ألن ّ وجبريل عليه ّ الناس تعترف بذنوبها في ذلك الموضع ،أ َْو َّ كل حدب وصوبْ ،أو َّ ألن هللا ألن ّ من ّ طيًبا مباركاً. تعالى َّ عر َ أي :جعله ّ ف ذلك الموضع؛ ْ مكة بنحو عشرين كيلومت اًر ،وعرفة سهل واسع مستو مساحته وتبعد عرفة عن ّ حوالى أحد عشر كيلومت اًر مربعاً إالّ قليالً (11كم ،)2وهي على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطرافه ،ووتر هذا القوس هو "وادي َع َرنة" ،وقد ورد عنه ه"ِ :ا ْرَف ُعوا عن أي :ال تقفوا فيه. َع َرَنة"؛ ْ الحج ،ويتحّقق بالحضور في أي جزء من أجزائها، والوقوف بعرفة ركن من أركان ّ ُّ وس ْهلها وبطاحتها وأوديتها ،وحدودها فكلها موقف ،في جوانبها ونواحيها وجبالها َ السماء ،من اليوم الشمس في كبد َّ الزوال ،وهو حين تكون ّ معروفة ،ووقت الوقوف من ّ النحر من اليوم العاشر من ذي التّاسع من ذي الحجة؛ يوم عرفة ،والى فجر يوم ّ ّ
22
الحاج ،سواء أكان قائماً أم جالساً أم المالكية ،ويتحّقق بحضور الحجة ،عند ّ ّ ّ ِ ضأً. أن يكون الح ُّ ضَ طجعاً أم راكباً أم محموالً ،واألفضل ْ ُم ْ اج طاه اًر ُمتَ َو ّ ----النهار والّليل ،فمن وقف بعرفة نها اًر ،ولو ويجب في الوقوف بعرفة الجمع بين ّ أي :بعد الغروب بنحو الشمس وتختفي ُّ الزمن يسيرة ،وحتَّى تغرب ّ فترة من ّ الصْف َرة؛ ْ النبي فالحج عرفة" ،كما ورد عن تامّ " ، خمس عشرة دقيقةَ ،ف َم ْن فعل ذلك ّ فحجه ّ ّ ّ السّنة الوقوف في موقف رسول هللا ه ِإ ْن تََي َّسر ،وهو صلوات هللا عليه وسالمه ،ومن ُّ السنة ِ طر سواء طاق الصخرات الكبار المفترشة في أسفل جبل َّ الف ْ الرحمة ،ومن ُّ عند ّ السَّنة الت ّذلل ُّ السّنة عدم االستظالل إالّ لعذر ،ومن ُّ الصوم أم لم ُي ِطْقه ،ومن ُّ الحاج ّ الصالة والتّضرع والخشوع ،واإلكثار من قراءة القرآن الكريم وال ّذكر والتّسبيح والتّحميد ،و ّ الدعاء مع رفع اليدين على أالَّ يتجاو از الرأس ،مع التّوسط في على ّ النبي ه ،ويكون ّ الصوت ،وخير ُّ السالم وهو" :ال النبي ه و ّ الدعاء ما قاله ّ الن ّبيون من قبله عليهم ّ رفع ّ وللحاج كل شيء قدير"، ّ إله إالّ هللا ،وحده ال شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على ّ أن يدعو بقولهَّ : "الل ُه َّم اجعل في قلبي نو اًر ،وفي صدري نو اًر ،وفي سمعي نو اًر ،وفي ْ الله َّم اشرح لي صدري ،وي ِسر لي أمريَّ .. َّ الل ُه َّم تُ ْب َعَل َّي توبة نصوحاً، ْ َّْ بصري نو اًرُ .. 23
َّ ِ ِ ِ ِ الغنىَّ .. الل ُه َّم اله َدى والتَُّقى والعفاف و َ وأَْلزْمني سبيل االستقامة ..الل ُه َّم ّإني أسألك ُ ي ِسرني لليسرىِ ِ ، الع ْس َرى". وجّن ْبني ُ َ َُْ َّ ----الحاج من عرفة إلى ُم ْزَدلَِفة، الحجة َي ْنُف ُر بعد غروب شمس اليوم التّاسع من ذي ّ ّ ألن الحجيج يأتونها في ساعات من َّ وس ّميت بذلك َّ ألن الليل وهو َّ ْ "الزلف" ،وقيل ّ ُ أي :جميعاً في وقت واحد ،وقيل ّإنها مأخوذة من الحجيج يدفعون منها زلفة واحدة؛ ْ لفظ "االزدالف" بمعنى االجتماع. َّ الضيق بين الم ِأزَم ْين" وهو الطريق ّ ُ وي ْستَ َح ُّب في ّ السير إلى مزدلفة أخذ "طريق َ جبلين ،وتقدر المسافة بين عرفة ومزدلفة بنحو خمسة كيلومترات تقريباً. أن ينتبه لذلك ،فيجعل المالكية وآخرين ،فعلي النزول بمزدلفة واجب عند وّ الحاج ْ ّ ّ السّنة عند دخول الدالة على ذلك وهي" :بداية مزدلفة" ،و ُّ نزوله بعد رؤية العالمة ّ أن يصلي المغرب والعشاء جمع تأخير قص اًر ،بأذان واحد واقامتين، الحاج إلى مزدلفة ْ ّ ُّ بالم ْش َع ِر الحرام وال تََنقل بينهما ،ويستحب االغتسال بعد نصف الّليل استعداداً للوقوف َ وللعيد.
24
أن يطلع الفجر ،فيصليه في ّأول وقته ،ثُ َّم يرتحل بعد يبقى الحاج بمزدلفة إلى ْ ّ الم ْش َعر الحرام ،وقد ُذ ِك َر َّ كل مزدلفة َم ْش َعر ،وقيل َّ إن ّ الصالة -حالة ال َغَلس -إلى َ إن أمكنه ذلك -فإن َّ تعذر ،وقف عنده الحاج – ْ ّ المشعر هو" :جبل ُقزح" ،فيصعدهُ مستقبل القبلة ،فحمد هللا واستغفر ودعا ،استجابة لقوله تعالى+ :ﱦ ﱭ ﱮ ﱦ ﱳ ﱴﱵ
ﱯ ﱰ ﱦ
صى من مزدلفة، ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱠ (البقرةُ ،)198 : وي ْستَ َح ُّب جمع َ الح َ
أن يزيد فيجمع ُّ الح ْجم ،وله ْ الحاج سبعين حصاة طاهرة َو َسطاً؛ مثل الفولة في َ حصي ٍّ ات قليلة احتياطا ،وقد ُرِو َي َّ ط لي أن الن بي قال ه للفضل بن عباس ب" :اُْلُق ْ َ ََ ّ ّ الخ َذف ،و ِ الحجار مثل حصى ِ حصى" ،فلقط الفضل من صغار ِ الخ ْذفة :القطعة َ َ ً الصغيرة من َّ الشيء. َّ ----الشمس إلى ِمًنى ،وهي على بعد يرتحل ُّ الم ْش َعر الحرام قبيل طلوع ّ الحاج من َ خمسة كيلومترات تقريباً من مزدلفة ،ويكون الحاج في حالة تهليل وتكبير وتلبية ،فإذا ّ مر بوادي "م َح ِّسر" أسرع المشيَّ ، ألنه وادي عذاب ،وهو و ٍّاد ليس من ِمًنى وال مزدلفة، َّ ُ أي :أسرعت ،حتى جاوزه، وقد ُرِو َي ّأنه لما انتهى إليه الن بي ه قرع راحلته فخبت؛ ْ ّ ّ "م َح ِّسر"َّ ، السير ،وندم ألن أفيال أبرهة بركت فيه ،ولم تستطع متابعة َّ وتسميته بـُ : 25
ِ "ح َسرت أصحابها على قدومهم إلى ّ الح ْسر بمعنى اإلعياء ،يقالَ : و"م َح ّسر" من َ مكةُ ، الدابة" إذا أَعيت ،وبمعنى الندم يقالِ : َّ فالن" إذا َنِدم". ّ َْ ْ "حس َر ٌ َ طريق الوسطى اّلتي ستحب "م َح ِّسر" ُي ُّ أن يسلك ال ّ للحاج ْ ّ وبعد الخروج من وادي ُ التلبية حتى يرمى تؤدي إلى العقبة ،ومن ُّ أن يكون في مسيره ُمَلِّبًيا ،وال يقطع ّ السّنة ْ جمرة العقبة. ---- ح َّل اليوم العاشر من ذي ِ الحاج إلى ِمًنى ،وهو يعرف َّ أن من الح ّجة ،ووصل ّ َ طواف بالبيت اله ْدي ،فالحلق أو التّقصير ،فال ّ الواجب رمي جمرة العقبة ّأوالً ،ثُ َّم له ذبح َ نص العلماء.- وهو طواف اإلفاضة ،واإلتيان باألشياء الثّالثة األخيرة مرتّبة ُسنَّة -كما ّ النحر، يرمي الرمي هو من طلوع فجر يوم ّ ّ الحاج جمرة العقبة ،ووقت الفضيلة في ّ للزوال وما بعده ،لغير عذر ،فإن ُو ِج َد وينتهي بغروب شمس اليوم نفسهُ ، وك ِره التأخير ّ الرامي في مواجهة جمرة العقبة ،فتكون الرمي ليالً، وكيفية ذلك ْ ّ أن يقف ّ عذر جاز ّ ِ طاهرة بيده وي ْم ِسك الحصاة ال ّ ّ مكة جهة يساره ،و ِمًنى جهة يمينه ،فيستقبل القْبلةُ ، السبابة ،رافعاً يده حتَّى ُي َرى بياض إبطه ،ويرمى سبع اليمنى ،ويضعها بين اإلبهام و َّ ُ الحاج "بسم هللا ،هللا ستحب قول وي حصاة بعد حصاة، ص َيات، ُّ ً ّ لتستقر في الحوضُ ، ّ َح َ 26
الرمي بال تشاغل عنه ،وبانتهاء رمي كل حصاة ،وعلى ّ الحاج متابعة ّ أكبر" عند رمي ّ جمرة العقبة ينصرف حاالً ،فال يقف عندها وال يدعو ،وهو فعل رسول هللاه ،وقد جاء في األثر َّ الحج الشيطان وهو يؤدي مناسك السالم عرض له ّ ّ أن إبراهيم الخليل عليه ّ "الشيطان عند الجمرات ،فرماه باألحجار ،فغاص في األرض ،قال ابن عباس بّ : تَ ْرُج ُمون ،و ِمّلة أبيكم تَتِّبعون.". ----ِ اله ْدي شعيرة من شعائر َ اله ْدي أو نحره بعد رمي جمرة العقبة ،و َ ويح ُّل وقت ذبح َ الح َرم من َّ الن َعم للفقراء والمساكين قال تعالى:ﱡﭐ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ّ الحج ،وهو ما ُي ْه َدى إلى َ ﱦ
ﱦ ﲜ ﲝ ﲞﲟ ﱦ ﱠ (الحج)36:
الضأن أو ِ اله ْدي من اإلبل أو البقر أو َّ الشخص الواحد أقل ما ُي ْج ِزئ فيه ّ المعز ،و ّ َ وَ النحر بعد صالة العيد، شاة ،واالشتراك فيه جائز في اإلبل والبقر ،ووقت ال ّذبح أو ّ ومكانه الم ْنحر ،وهو موضع معين تذبح فيه ال ّذبائح وتُْنحر بـِ : "مًنى" ،وهذا هو َ َ َ ِ السير َّ أن األ َْوَلى، وللحاج ْ ّ أن يأكل من َه ْديه إالّ في حاالت خاصة ،وذكر أصحاب ّ ط ٍّع من الّلحم ،فجعلت في قدور، الم ْن َحر َفن َح َر ،وأمر ِب ِق َ ّ الرسول الكريم ه انصرف إلى َ
27
وتصدق بالباقي ،امتثاالً لقوله تعالى: طِب َخ ْت ،فأكل ه من لحمها ،وشرب من مرقها، َف ُ ّ ﱡﭐﱦ ﱦ ﱦ
ﱦ ﱦﱦ ﱠ(الحج.)28:
وم ْن كان فقي اًر ال اله ْدي ذبح شاةْ ،أو تقديم ثمنها َّ للمؤس َسة الّتي ترعى هذا العملَ ، وَ يقدر على ذلك صام ثالثة ّأيام قبل رجوعه إلى بلده ،وسبعة ّأيام بعد عودته ،تلك عشرة كاملة. حق حق ّ حق القارن والمتمتّع ،وفي ّ الحاج باإلفراد ،وواجب في ّ اله ْدي ُم ْستَ َح ٌّب في ِّ وَ حق اجبا من واجبات ّ الحج ،أو ارتكب محظو اًر من محظورات اإلحرام ،وفي ّ من ترك و ً من أوجبه على نفسه َّ بالن ْذر. ----وبعد رمي جمرة العقبة وتقديم اله ْدي ي ِ ح ُّل وقت الحلق أو التّقصير ،قال تعالى :ﱡﲠ َ َ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﱦ ﲨ
ﱦ ﲪ ﱦ ﲬ ﱦ ﱦ ﱦ ﲰ
ﱦ ﱠ
أي: (الفتح)27 :؛ ْ
ِ وي ْستَ َح ُّب إمرار محّلقين شعر رؤوسكم ،وقد َحَلق ه جميع الرأس في َح َّجة الوداعُ ، أما التّقصير فهو األخذ من جميع شعر الرأس قرب الموسى على رأس َّ الرجل األصلعَّ ، ُ وتقص منه َق ْدر ُعْقدة بأن تجمع شعرها منابته ،وليس على المرأة حلق ،واّنما التّقصير ْ ّ اإلصبع؛ أي :مقدار حجم المْف ِ صل األعلى من اإلصبع ال ّذي فيه ُّ ِ ويستحب في الظفر، ُّ َ 28
الحَلق أو التّقصير استقبال القبلة ،فـ "خير المجالس ما استقبل به ِ القْبلة" كما جاء عن َ َّ حب ُّ الحلق أو التّقصير. الن وي ْستَ ُّ بي الخاتم صلوات هللا عليه وسالمهُ ، الدعاء أثناء َ ّ ُّ كل شيء باستثناء ثالثة وباتمام كل ذلك يتحّلل ُّ الحاج التَّ َحلل األصغر ،فيباح له ّ ِ طيب ،والصيد البري ،وللحاج بعد هذا أن يتَن َّ ظف ويغتسل النساء ،وال ّ أشياء وهيّ : ْ ََ ّ ّ ّ أن يبقى بلباس اإلحرام لتأدية طواف اإلفاضة. ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه ،وله ْ ّ يرتحل الحاج –بعد ذلك -في يوم العاشر من ذي ِ النحر إلى البيت الح ّجة ،يوم ّ ّ ِ ليؤدي طواف اإلفاضة ،قال تعالى :ﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ العتيق ّ
ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﱠ (الحج:
ِ ُّ وليؤدوا ما أوجبوه على اج ما علق بأبدانهم في ُمَّدة اإلحرام الح َّج ُ يل ُ ،)29والمعنى :لُي ِز َ أنفسهم من نذور ،وليطوفوا بالبيت العتيق. ----الحج ،وهو من أعظم أركانه لقربه من البيت، وطواف اإلفاضة ركن من أركان ّ النحر ،والحلق أو ووقته بعد فجر يوم العيد ،بعد رمي جمرة العقبة ،وال ّذبح أو ّ النبي ه التّقصير؛ موافقة لفعله ه ،وال َرَم َل فيه ،وجاء في حديث جابر بن عبدهللاس أن ّ ّ بمكة ُّ ِ الظهر"؛ وِألَن وصلَّى ّ َرَمى ،ثُ َّم َن َح َر ،ثُ َّم َحَل َق ،ثُ َّم َرك َب إلى البيت ،فأفاضَ ،
29
مكة حتى طواف يتطّلب ال ّ ال ّ طهارة ،فإذا حاضت المرأة قبل طواف اإلفاضة فتبقى في ّ وي ْحتَِب ُس معها َم ْح َرُمها. تَ َ ط ُهر وتطوفَ ، ----كيفية أدائه ،فبعد إتمامهُ ،ي َس ُّن صالة وطواف اإلفاضة مثل طواف القدوم في ّ وي ْستَ َح ُّب ركعتين خلف مقام إبراهيم – ْ أي ناحية من المسجد الحرامُ ، إن أمكن -أو في ْ ُّ الحج باإلفراد أو الصفا والمروة بعده ،إذا كان الش ْرب من ماء زمزم ،وال سعي بين َّ ّ ِ للحج ،وبعد أداء طواف السعي الحج بالتّمتُّع ،فعلى إن كان بالق َرانَّ ، أما ْ ّ ّ ّ الحاج ّ بمكة ليصلي فيها ُّ الظهر ،ثُ َّم يعود إلى ِمًنى في اليوم نفسه اإلفاضة يمكث الحاج ّ ّ ّ صح ضى بها نصف الّليل على ليبيت بها ،والمقصود بالمبيت ْ أن ُيْق َ ّ األقل ،لذا ُي ْن َ أن يكون مع وقت صالة العشاء على أكثر تقدير في ِمًنى ،واذا لم يستطع ُّ الحاج ْ النحر ،فيطوف في أقرب مكة الحاج ال ّذهاب إلى ّ المكرمة وأداء طواف اإلفاضة يوم ّ ّ ّ يتمكن من وقت ممكن من ّأيام العيد األربعة ،إذ في تأخيره عن ذلك كراهة ،وا ْن لم ّ أن يطوفه بعد ذلك بشرط أالَّ َّ يتعدى نهاية شهر ذي القيام به في تلك األيام ،فله ْ الحجة. ّ ----30
أي :الحادي عشر والثّاني وقد أباحت ّ الشريعة بقاء يومين اثنين بعد يوم العيد؛ ْ ِ ويس َّمى هذا بـَّ : المتعجل "النْفر األول" ،ولغير الحجة عشر من ذي ّ ّ ّ للمتعجل بالعودةَ ُ ، وي َس َّمى أي :الحادي عشر والثّاني عشر والثّالث عشرُ ، بقاء ثالثة أيام بعد يوم العيد؛ ْ "النفر الثّاني" ،قال تعالى :ﱡﱦ ﱦ ﱦ هذا بـّ :
ﱦ ﱦ ﱦ ﱎ ﱏ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦﱦ ﱞ
ﱠ(البقرة.)203 :
----"أيام التّشريق" ،وفيها رمي الجمرات الثّالث، واأليام الثّالثة بعد يوم ّ النحر تُ ْع َر ُ ف ِبـّ : ويبدأ وقت رمي الجمرات الثّالث من َّ الزوال وينتهي بغروب شمس اليوم نفسه عند ُّ أن المالكية ،و ُّ الرمي بعد ّ الزوال وقبل صالة الظهر ،ومن كان له عذر فله ْ ّ المستحب ّ ِ للرمي ،وعليه يرمي بعد الغروب ،وال َه ْد َي عليه ،ومن كان عاج اًز فله أ ْ َن ُي َوّكل غيره ّ صلوات المفروضة بدءاً من صالة الظهر من يوم َه ْدي، ُّ ويستحب التّكبير بعد ال ّ الصبح ،اليوم الثّالث عشر ،وهو اليوم النحر ،العاشر من ذي ّ ّ الحجة ،والى صالة ّ الرابع من العيد ،ومجموع ذلك خمس عشرة صالة. ّ -----
31
الرمي في اليوم الحادي عشر من ذي وكيفية رمي الجمرات الثّالث هي ْ ّ أن يبتدئ ّ الحاج أوالً "الجمرة األولى" اّلتي تلي "مسجد ِ ِ الخيف" ،وهو "خيف بني الح ّجة ،فيرمي ُّ ّ ِ ص َياتُ ،ي َكِّب ُر كنانة" ،فيجعل الجمرة عن يساره ،ويستقبل القْبلة ،ويرمي الجمرة بسبع َح َ يتقدم ،مع انحراف قليل ،فيحمد هللا ،ويدعو من دون رفع يديه في صاة ،ثُ َّم ّ مع كل َح َ ص َيات ،ويفعل ّ الدعاء ،ثُ َّم يأتي "الجمرة الوسطى" فيجعلها عن يمينه ،ويرميها بسبع َح َ الدعاء مثل ما فعل عند الجمرة األُولى ،ثُ َّم يأتي "جمرة العقبة" ،فيرميها من الوقوف و ّ ص َيات ،وال يقف عندها لضيق محّلِها ،ويفعل مثل ذلك في اليوم الثّاني عشر، بسبع َح َ ِ أن وللحاج أن يرتحل من مًنى في هذا اليوم ،وهو ما ُي َس َّمى ّ األول ،ولكن عليه ْ ّ بالنفر ّ ِ النية ضرورّي ٌة ،وال بأس إن تأخر خروجه الفعلي بسبب َينوي ذلك قبل الغروب ،وهذه ّ الشمس وجب عليه المبيت لرمي الجمرات الثّالث، ما ،فإن لم ينو الخروج قبل غروب ّ ِ المتعجل. الحجة ،ويكون كغير ّ في اليوم الثّالث عشر من ذي ّ ----ِ المتعجل بعد رمي ِج َمار اليوم الثّالث من أيام التّشريق ستحب نزول غير الم ّ ّ ومن ُ المغرب ،والعشاء ،كما صب" ليصلي فيه أربع صلوات؛ ال ّ "الم َح َّ ظهر ،والعصر ،و ْ بـُ :
32
صب" وهو صغار النبي ه، فعل و"الم َح َّ صب" اسم لبطحاء ،والّلفظ مأخوذ من َ "الح َ ُ ّ ّ مكة ،وهو إلى ِمًنى أقرب. الم َّ حصب على يمين القاصد ّ الحجارة ،و ُ ----الم َك ّرمة وأراد مغادرتها إلى أهله بعد االنتهاء من المناسك عاد ُّ الحاج إلى ّ مكة ُ ِ الرجوع ،ومشروعيته لمن ليس له الوَداع" ،وهو طواف ُّ ُكّلها ،فحان له القيام بـ "طواف َ ورَّجح مالك بن أنس ّأنه ُسّنة ،وقد ورد في طواف الوداع قوله ه: دار ّ بمكةَ ،
"ال
َي ْن ِف َرَّن أحد َحتَّى يكون آخر عهده بالبيت ،".وذكر أهل العلم َّ الحاج إذا أَتَ َّم طواف أن ّ الشرعي للمرأة قبل الوداع ،فعليه أالَّ يشتغل ببيع وشراء ونحو ذلك ،فإذا جاء العذر ّ ّ أن ترتحل مع زوجها أ َْو َم ْح َرمها. طواف الوداع فيسقط ،وال شيء عليها ،ولها ْ المكرمة: مكة الشاعر العربي وهو يصف مغادرته ّ قال ّ ّ ٍّ حاجة ..وم َّسح باألركان من هو ِ ماس ُح كل ولما قصينا من ِمًنى َّ َّ َ ِ ِ األباط ُح الم ِط ِي بأعناق أخذنا بأطراف األحاديث بيننا ..وسالت ُ ّ -----
33
المكرمة بنحو أربعمئة مكة ويقصد ورة ،وهي في شمالي ّ ّ ّ الحاج المدينة المن ّ بوي في وسطها تقريباً ،وفي المسجد كيلومتر ،وعشرين كليومت اًر (420كم) والمسجد ّ الن ّ بوية. بوي الحجرة ّ ّ الن ّ الن ّ
الم ِح ّب للمصطفى ه فقال: وتَمثَّل ّ الحاج بقول ُ ِ القلوب َ ِ يب ط ْي َب َة َع ِّرج ِإ َّن بين قباِبها ..حبيباً ألدو ِاء لِ َ طب ُ أن بوي ُسنَّة كما ذهب جمهور الفقهاء ،واألفضل في وقت ّ وزيارة المسجد ّ الزيارة ْ الن ّ
فاللحاج الخيار ،قبل أداء إن كان تكون بعد أداء تطوعاً أما ْ ّ ّ ّ الحج ّ الحج الفرضّ ، المناسك أو بعدها. ----َي ْن ِوي ويتطيب، أن يغتسل، الحاج زيارة المسجد في ْستَ ُّ حب ْ ّ ّ المنورةُ ، ّ النبوي بالمدينة ّ ويلبس مالبس نظيفة ،وْل َي ُك ْن متواضعاً مستحض اًر دار هجرته ه ،ومهبط وحيه ،فإذا الم ّنورة قال " :باسم هللاَ ،ر ِّب أ َْد ِخْلِني ُم ْد َخل صدق ،وأخرجني ُم ْخ َرج دخل المدينة ُ صدق ،واجعل لي من َلد ْنك سلطاناً نصي اًرَّ ، الل ُه َّم ِإِّني أسألك خير هذه البلدة ،وخير ُ أهلها ،وخير ما فيها". -----
34
السكينة والوقار ويقول" :باسم هللا، يدخل ّ الزائر المسجد ّ بوي برجله ُ الن ّ اليمنى ،وعليه ّ السالم على رسول هللاَ ،ر ِّب اغفر لي ذنوبي ،وافتح لي أبواب رحمتك". الصالة و ّ و ّ ِ بوية، الشريفة ،و َّ صّلِي تحية المسجد في َّ الروضة ّ الحجرة ّ الن ّ ُ الروضة ما بين المنبر و ُ وي َ وليجعل الم ِ النبي ه إن أمكن ذلك -وهو موقف ّ الي ْم َنى – ْ صّلي عمود المنبر جهة كتفه ُ ْ َُ الجنة ،ومنبري على حوضي". وقال فيه" :ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض ّ الشرقي في المسجد ،ليس بينها بوية ،وهي في الجنوب ّ يتقدم ّ الزائر نحو الحجرة ّ ّ الن ّ النبيه ،وقب ار أبي بكر وعمرب. وبين سقف المسجد إالّ ُف ْر َجة ،وفيها قبر ّ ّ ِ "السالم عليك ورحمة يستقبل ّ الزائر الحجرة بوجهه ،فيسّلم على رسول هللا ه قائالًّ : أن ال إله إالّ هللا ،وحده ال شريك له ،و ّأنك عبده ورسولهَّ ، بلغت هللا وبركاته ،أشهد ْ الرسالة ،وأديت األمانة ،ونصحت األُمةَّ ، اللهم ِ ِّ محمد كما َ محمد وعلى آل ّ ص ّل على ّ ّ َ محمد وعلى آل محمد كما باركت صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،وبارك على ّ حميد مجيد ".ثُ َّم يدع بما شاء لنفسه على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك ٌ عاء ولكاّفة المسلمين والمسلمات. ولوالديه وألهله ولمن أوصاه ّ بالد َ -----
35
يتحول قليالً إلى الجهة اليمنى فيكون عند قبر أبي بكر ُ وي ْستَ َح ُّب بعد ذلك أن ّ أمة محمده "السالم عليك يا خليفة رسول هللا ه ،جزاك هللا عن ّ الصديق س ويقولّ : ّ يتحول قليالً إلى الجهة اليمنى قائماً على قبر عمر بن الخطابس ويقول: خي اًر" ،ثُ َّم ّ أمة محمده أفضل الجزاء" ،وبعد ذلك "السالم عليك يا أمير المؤمنين ،جزاك هللا عن ّ ّ الزائر ِ القْبلة ،فيدعو لنفسه وإلخوانه وسائر المسلمين والمسلمات بما شاء من يستقبل ّ خيري ُّ الدنيا واآلخرة. ْ ----مد اليدين عليها، النبوي عدم االلتصاق بالحجرة ّ ومن آداب المسجد ّ بوية ،وعدم ّ الن ّ الصالة و ُّ الشريفة ،فقد جاء عن الروضة ّ الدعاء في ّ الصوت ،واإلكثار من ّ وعدم رفع ّ رسول هللا ه َّ أن الصالة في مسجده تعدل ألف صالة فيما سواه إالّ المسجد الحرام. ----المنورة ،مثل :زيارة طاهرة في المدينة وي ْستَ َح ُّب زيارة األماكن المفضلة والبقاع ال ّ ّ ُ ّ قيها ،حيث مدفن بعض صحابة البقيع مقبرة أهل المدينة ،وتقع خارج البلدة من شر ّ رسول هللا ه ،فعن عائشة م قالت :كان رسول هللا ه يخرج آخر الّليل إلى البقيع فيقول: َّ الغ ْرَقد ".والبقيع هو الموضع اغفر ألهل بقيع َ "السالم عليكم دار قوم مؤمنين ،الل ُه َّم ْ ّ 36
الع ْوسجَّ ، النبات اّلذي فيه أروم ّ الشجر من ضروب َشتَّى ،و َ الغ ْرَقد هو كبار شجر َ َ يستحب زيارة جبل أُحد وهو اسم الجبل األحمر في شمالي المدينة الشائك ،وكذلك ّ على بعد قرابة كيلومتر ونصف الكيلومتر ،وكانت عنده الوقعة المعروفة ،وفيه يرقد عم رسول هللا ه ،وكذلك شهداء المعركة ،ومنهم :حمزة بن عبدالمطلب س وهو ابن ّ ِ صلَّى ُي ُّ ستحب زيارة َم ْسجد "ُقباء" ،وهو المسجد اّلذي بناه أصحاب رسول هللا ه ،وقد َ فلما هاجر النبي ه وورد "ُقباء" صّلى فيه المسلمون قرابة سنة إلى البيت المقدسّ ، وكُب َر بعد ذلك ،وُقباء اسم بئر عرفت القرية بها ،وهي مساكن فيه ،وقد ُوِّس َع المسجد َ بني عمرو بن عوف من األنصار ،وتبعد قباء نحو ثالثة كيلومترات تقريباً إلى ما يلي النبيه بالتّوجه من يستحب كذلك زيارة مسجد القبلتين ،وفي موضعه أخبر الجنوب ،و ُّ ّ ّ المشرفة ،أثناء صالته إلى بيت المقدس ،قال تعالى :ﱡﱦ ﱦ ﲎ ﲏ ﱦ ﲑﱦ الكعبة ّ ﱦ ﲔ ﱦﱦ ﱦ ﱦ ﱦ ﱦ
أن ﱦﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﲣﱦ ﱠ (البقرة ،)144 :وللزائر ْ
يقوم بزيارة األماكن َّ الطّيبة والمشاهد َ ِ السفر الخّيرة ،اّلتي أوصى العلماء بها ،وعند ّ َّ "الله َّم ِ سهل لي العودة". الزائر الن يودع ّ ّ بي ه وهو يقولّ ُ : ّ ّ طائرة من مطار جَّدة ،والحاج يقولَّ : "الل ُه َّم اطو وجاء وقت العودة ،فصعد الحاج ال ّ ّ ّ ُ طائرة في رعاية هللا طريق" ،وانطلقت ال ّ وه ِّون َعَل َّي ال ّ الرفيقَ ، السفر ،وأصلح لي ّ لي ُبعد ّ 37
ٍّ ينحر أو يذبح، في وحفظه ،ووصل ُّ الحاج بلده ،وفرح ّ ستحب له حينئذ ْ ّ الناس بهُ ، أن َ الرسول ويطعم الفقراء والجيران واألصدقاء واألهلُّ ، تقرباً إلى هللا ّ وجل ،كما فعل ّ ُ عز ّ ِ ه ،فعن جابر بن عبدهللا س َّ نحر جزو اًر أو بقرة. أن الن بي لما َقد َم المدينة َ ّ ّ "حج مبرور وذنب مغفور"، الناس إلى على حجه قائلينٌّ : أقبل ّ ّ الحاج يباركون ّ و َ الم ِح ّب ،وهو يصف شمائل رسول هللا ه فقال لزائريه: وتَمثَّل الحاج بقول ّ ّ الناظم ُ ِ ِ ِ ِ الخبر دق في اآلداب شيمتُه ..و الص ُ الفضل و ُ العْل ُم والحْل ُم و ُ ُ الجود ثُ َّم ّ --ِ حاز َحَلى شمائَل ُه َ .. تبارك هللا ما أ ْ الجمال فما أ َْب َهى ُم َحيَّاهُ َ --َّ الله َّم ِ "خ ُذوا َعِّني مناسككم" وسلِّم على من قالُ : ص ّل َ ُ َ ---
المراجع الحديثة:
38
َّ الحطاب بتاجوراء ،موسم الدين الغرياني ،مسجد الحج ،د .عبدالخالق عز ّ دروس في ّ الحج 1436هـ2015 /.م. الفقه الواضح ،د.محمد بكر إسماعيل. الحج والعمرة ،سعيد باشنفر. المغني في فقه ّ المالكية ،د .علي عبدالعال عبدالرحمن. الحج عند فقهاء ّ الدين خان ،ترجمة ظفر اإلسالم خان. الحج ،وحيد ّ حقيقة ّ تارخية. إضافات ّ
-----
39