جامعة الدول العربية المعھد العالي العربي للترجمة )الجزائر(
ترجمة الفصول 9 - 7من كتاب مايا ي .ماتاريك The Robotics Primer
والتعليق على الترجمة رسالة لنيل شھادة الماجستير في الترجمة الشفوية الفوج :عربي-إنجليزي-فرنسي
من إعداد الطالب عبد القادر نذيــر
األستاذ المشرف د .نافذ الشماس
السنة الجامعية2012/2011 :
جامعة الدول العربية المعھد العالي العربي للترجمة )الجزائر(
ترجمة الفصول 9 - 7من كتاب مايا ي .ماتاريك The Robotics Primer
والتعليق على الترجمة رسالة لنيل شھادة الماجستير في الترجمة الشفوية الفوج :عربي-إنجليزي-فرنسي األستاذ المشرف د .نافذ الشمـاس
من إعداد الطالب عبد القادر نذيـــر لجنة المناقشة د .شكيب بنعفري
رئيسا
د .نـافـذ الشماس
مشرفا
د .إنعـام بيــوض
عضوا
السنة الجامعية2012/2011 :
اإلھداء
إﱃ اﻟﻮادلﻳﻦ اﻟﻜﺮﳝﲔ اذلﻳﻦ ﻗﺎل ﻓﳱﲈ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ: " َوﻗَ َﴣ َرﺑ ُّ َﻚ َٔاﻻَّ ﺗَ ْﻌ ُﺒﺪُ و ْا اﻻَّ ا َّاي ُﻩ َو ِابﻟْ َﻮ ِ َادل ْﻳ ِﻦ ا ْﺣ َﺴﺎانً ا َّﻣﺎ ﻳ َ ْﺒﻠُﻐ ََّﻦ ِﻋﻨﺪَ كَ ْاﻟ ِﻜ َ َﱪ َٔا َﺣﺪُ ُ َﳘﺎ َٔا ْو ِالك ُ َﳘﺎ ِٕ ِٕ ِٕ ِٕ ﻓَ َﻼ ﺗَ ُﻘﻞ ﻟَّﻬُ َﻤﺎ ُٔا ّ ٍف َو َﻻ ﺗَ ْﳯَ ْﺮ ُ َﳘﺎ َو ُﻗﻞ ﻟَّﻬُ َﻤﺎ ﻗَ ْﻮ ًﻻ َﻛ ِﺮﳝًﺎ )َ (23وا ْﺧ ِﻔ ْﺾ ﻟَﻬُ َﻤﺎ َﺟﻨَ َﺎح ُّاذل ِ ّل ِﻣ َﻦ َّاﻟﺮ ْ َﲪ ِﺔ َو ُﻗﻞ َّر ِ ّب ْار َ ْﲪﻬُ َﻤﺎ َ َامك َرﺑ َّ َﻴ ِﺎﱐ َﺻ ِﻐ ًﲑا ) "(24ﺳﻮرة ا ٕﻻﴎاء و إﱃ إﺧﻮﰐ و ٔاﺧﻮاﰐ...
الشكـر
الحمد والشكر
إذ له الفضل والمنة ،ولكن ال يشكر ﷲ من ال يشكر
الناس ،وفي ھذا المقام ال يسعني إال أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساعدني بالكثير أو القليل ،من قريب أو من بعيد ،على إتمام ھذا العمل الترجمي. وأخص بالشكر الدكتور نافذ الشماس الذي قبل اإلشراف على ھذا العمل المتواضع وأنا ممتن له لسعة صدره وتفھمه. وال أفوت الفرصة للتعبير عن أخلص عبارات التقدير واالحترام التي أكنھا لكل طاقم المعھد العالي العربي للترجمة وعلى رأسھم مديرة المعھد الدكتورة إنعام بيوض وكذا كل األساتذة ،مقيمين وزائرين ،كل باسمه ،إذ أنھم لم يبخلوا علينا بعلمھم وتوجيھاتم .وأتمنى أن يزيد عطاؤھم لبناء ھذا الصرح المتميز في سماء الوطن العربي. وأغتنم الفرصة لتقديم جزيل الشكر أيضا للدكتور شكيب بن عفري لقبوله ترأس لجنة المناقشة ولمالحظاته القيمة.
الفھرس الصفحة اإلھــداء...............................................................................ج الشــــكر...............................................................................د الفھرس...............................................................................ھـ مقدمة01............................................................................... الباب األول :تقديم الكاتبة والمدونة واإلطار النظري للترجمة09................. الفصل األول :التعريف بالكاتبة والمدونة 10.......................... المبحث األول :التعريف بالكاتبة11............................. المبحث الثاني :تحليل المدونة 18............................. الفصل الثاني :اإلطار النظري للترجمة 31............................ الباب الثاني :العمل المترجم51....................................................... الفصل األول :ملخص الفصول من 1إلى 52........................6 الفصل الثاني :ترجمة الفصول 72.............................. 9 - 7 الباب الثالث :التعليق على الترجمة153............................................. الفصل األول :منھجية البحث المصطلحي154........................ الفصل الثاني :جذاذات مصطلحية244................................ الفصل الثالث :مشاكل مصطلحية وحلولھا275....................... خاتمة305.............................................................................. قائمة المصادر والمراجع308........................................................ مالحق317..........................................................................: النص األصلي قائمة مراجع المدونةھـ
مقدمــــــــــــــة
مقدمة
مقدمــــــــة لفھم دواعي اختيار مدونة ھذا البحث الترجمي وقبل شرح أھميته سأعرج على الرھانات التي يطرحھا موضوعھا من خالل طبيعته إذ إن "مايا ي. ماتاريك"
)(Maja J. Matarić
ت العشرين القادمة ستشھ ُد تراھن على أنّ السنوا ِ
تطوراً مذھالً في مجال "الروبوتيات"
)،1(Robotics
ت فھي َتعتق ُد أنّ ك َّل العائال ِ
ُ ستتمكنُ من امتالك روبوت خاصّ بھا على األقل ،كما س َتعْ رفُ المؤسسات َ طرق تعليم ذوي االحتياجات التعليمية واالستشفائية َتطوراً ال نظير له ،حيث إنّ َ الخاصة وكذا طرق معالجة المرضى ستعرفُ قفزة نوعية ال مثي َل لھا مع إدخال "الروبوتات"
)(Robots
لھذه المجاالت .ومن بين النتائج المجتمعية المباشرة لھذا
التطور نرى أنّ صناعة الروبوتات ستزدھ ُر نظراً لألھمية التي ستكتس ُبھا ھذه ُ ُ سوق الحوسبيات/المعلوماتية واالتصاالت، السوق على غرار ما تعرفه ً بالغة سواء في المدارس وسيكتسبُ تدريسُ اختصاص الروبوتيات أھم ّي ًة والثانويات أو في الجامعات. ُ تنبثق أھمية ترجمة كتاب في ھذا الموضوع ،فاختيا ُر المجلس ومن ھنا العلمي للمعھد العالي العربي للترجمة لھذا الكتاب ) 2(The Robotics Primerلم يكن عفويا ً وإ ّنما ھو تعبي ٌر عن رغبته في إثراء المكتبة العربية برصي ٍد ھا ٍّم في مجال التكنولوجيا ،إذ الب َّد مِن أنْ يواكب الوطنُ العربي ال ّتقد َم الحاصل في العالم الغربي َ أشار إلى ھذه في مختلف مجاالت العلم والمعرفة ،خاصة التقنية منھا .وقد َ األھمية غي ُر أح ٍد من المترجمين والباحثين والمفكرين المھتمين بقضايا النھضة إذ إنھم يجمعون على ضرورة التعريب ويؤكدون على أولوية الترجمة العلمية. 1صغت ھذه التسمية على نفس وزن رياضيات ،لسانيات; ...،وھذا يتفق ما يدعو إليه د .عبد الرحمن الحاج صالح 2لم أعتمد ترجمة للعنوان ألنه يوضع بعد ترجمة الكتاب كله ،لكني حاولت صياغة عناوين أولية فقلت مثال" :مدخل للروبوتيات" ثم وجدت أن المعنى المراد ھنا ھو أن ھذا الكتاب ھو "الكتاب التمھيدي األول في الروبوتيات" أو "أول كتاب تمھيدي للروبوتيات" .أما كلمة ) (Primerفھي تعني حسب قاموس «a book that contains the basic facts of a school subject for people beginning to learn it » :Oxford فقلت يمكن أن أقترح العنوان التالي" :الكتاب التمھيدي األول ألساسيات الروبوتيات".
2
مقدمة
على سبيل الذكر ال الحصر ،يقو ُل عب ُد اللطيف عبيد* أن النھضة التي ْ ْ عتمدت على الترجمة العلمية ثم األدبية أدا ًة من بدأت في القرن التاسع عشر قد ا ت الحوار مع "مدنية أوربا" 3حيث نج ُد في صدارة الكتب المترجمة في أدوا ِ النصف األول منه العلو َم التطبيقية ) 91كتابا بنسبة قدرھا (%34,86والعلوم البحتة ) 56كتابا بنسبة (%21,45والتي تمثل معا ً نسبة %56,32من مجموع ما دليل على ذلك نتائ ُج الدراسة التي ُترجم .4لكنّ ھذه النسبة ما فتئت تتضاء ُل ،وخي ُر ٍ قا َم بھا طاھر ميلة ،فقد ّ نتائج المؤتمرات والندوات والموائد المستديرة ص َ لخ َ واللقاءات العلمية التي عقدھا العربُ لدراسة موضوع الترجمة في نقطتينْ : تك ُمن ٌ وسيلة ال غنى عنھا للنھوض باأل ّمة ألن األولى في أ ّنھم ُمدركون أن الترجم َة أثبت أنَّ األم َم التي تق ّد ْ َ مت ھي تلك التي ل ّقحت معار َفھا بما عند غيرھا، التاريخ والثانية ھي إدراكھم لضعفِ حركة الترجمة في مجال العلوم والتقنيات ك ّما ً ونوعا ً .5وھذه الحقيقة أوردَ ھا تقري ُر برنامج األمم المتحدة حو َل التنمية البشرية في العالم العربي الذي نشر في أكتوبر .2003إذ ِو ْفق ھذا التقرير ،ال يتجاوز ما ترجم في ُيتر ِج ُمه العال ُم العربي 330كتابا ً في السنة أيّ أق ّل بخمس مرات مما ُي َ بلد كاليونان الذي يبلغ عدد سكانه حوالي أحد عشر مليونا ً ،وال تتعدى نسب ُة إنتاجه من الكتب %1,1مما ينشر في العالم.6 أما شعيب مقنونيف* ف ُيبرّ ر أولوي َة الترجمة العلمية من جان ٍ آخر ،فھو ب َ تكون المعارفُ العلمية أوّ ل أنواع المعرفة انتقاالً ألنھا َيرى أنه من البديھي أن َ ً مقارنة بغيرھا من المنتجات الحضارية كاآلداب األسر ُع تقبالً ،فھي أكث ُر حيادية * عبد اللطيف عبيد ھو أستاذ بالمعھد العالي للغات بتونس. 3عبد اللطيف عبيد )" ،(241-239 :2005الترجمة في الفكر النھضوي العربي" ،مجلة اللغة العربية ،العدد ،14الجزائر :المجلس األعلى للغة العربية. 4المرجع نفسه ،ص.261-260 5طاھر ميلة )" ،(281-279 :2005انعكاسات حركة الترجمة على وضع اللغة العربية" ،مجلة اللغة العربية ،العدد ،14الجزائر :المجلس األعلى للغة العربية. 6المرجع نفسه ،ص.284 * شعيب مقنونيف ھو أستاذ بجامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان.
3
مقدمة
والفنون التي الب ّد أنھا ستتصاد ُم في جزئھا األكبر حين تنتق ُل من مجموعة بشرية حضارية ما إلى مجموعة أخرى وال أد ّل على ذلك من إحجام العرب المسلمين عن نقل آداب وفنون اليونان واإلغريق وتركيزھم على العلوم.7 وسوا ٌء َن َظرنا للترجمة العلمية من منظور أھميتھا للنھضة أو من منظور ً مقارنة بالمعارف األخرى ،فاألكي ُد ھو أن الترجمة سھولة انتقال المعارف العلمية العلمية ستـ ُعطي للغة العربية "طاقة تعبيرية" من خالل إثراء المعجم العربي بثروة ھامة من المصطلحات العلمية .8فقد َذكر أح ُد الباحثين أنّ ما ُيطر ُح في كل سنة في ساحة المعرفة يزيد عن 7300مصطلح َتض ُع لھا فرنسا 5475مصطلحا ً مقابالَ في حين ال يض ُع العربُ إال 2500مصطلحا ً مقابالً لھا .9و ُيص ّنفُ شحادة الخوري ھذه المصطلحات األجنبية التي يجبُ ترجمتھا إلى صنفين :األلفاظ سائر العلمية التخصصية التي تھ ُم أھ َل االختصاص وألفاظ الحضارة التي تھ ُّم َ الناس في المجتمع .10والمقصو ُد بألفاظ الحضارة تلك المصطلحات الشائعة في المجتمع العربي وأوساط المثقفين والتي تكون في طريقھا لالنتقال شيئا ً فشيئا ً من المعجم المختص أو المتخصص )المعجم الزراعي ،المعجم الطبي (...،إلى المعجم اللغوي العام .11لكنَّ ھناك تصنيفا ٍ أسس أخرى سنراھا فيما ت أخرى على ٍ بع ُد. كمسار، ليس التصنيفُ مھما ً في ھذا المقام بقدر أھ ّمية التعريب في ح ّد ذاته ٍ ً إذ إنه ذو فوائدَ عديد ٍة ومختلفة إضافة إلى الطاقة التعبيرية التي الب ّد أن يبع َثھا في
7شعيب مقنونيف )جانفي-جوان " ،(37 :2005حتمية الترجمة النتقال المعارف العلمية والتكنولوجية :قراءة في اشكالية المصطلح" ،المترجم، العدد.11 8المرجع نفسه ،ص.43 9شحادة الخوري ) ،(173 :2007دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب ،ج ،3ط ،1سوريا :دار الطليعة الجديدة. 10شحادة الخوري ،المرجع السابق ذكره ،ص 174 11المرجع نفسه ،ص .147
4
مقدمة
َ أوجزھا شحادة الخوري في خمسة نقاط 12شرط أن يكون ضمن اللغة العربية ،وقد إستراتيجية شاملة موحدة ،فھو: يحقق االنسجام والتفاھ َم والتعاونَ بين أفراد المجتمع العربي بكل فئاتھم. يحقق التوازنَ الطبيعي بين الفكر واللسان وبين المعرفة واللغة.َ الرابطة القومية بين أبناء األمة العربية في أقطارھا المختلفة. يقويُ يحقق علمية اللغة العربية إلى جانب عالميتھا ويساع ُد على توطين العلم في البالد العربية. س ُر استخدا َم اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي فھو الخيا ُر الوحي ُد والسبيل ُ القوي ُم يي ّللنھضة والتقدم العلمي.
عناصر مفا ُدھا أن و ُيجْ م ُل عبد الرؤوف خريوش* ھذه النقاط في ثالثة َ ُ كيان عربي موحّ د حيث إنه يم ّكن من إيجاد للتعريب أھمية قومية وعلمية ولغوية؛ ٍ بأحد أھم ُمقومات الھُويّة ،أال وھي اللغة .وتتجلى أھمي ُته العلمية في ربط التراث ت العلوم الحديثة حتى ال يغدو العل ُم ھجينا ً في شجرة ال العلمي القديم بمستجدا ِ َتألفه ،وتكمنُ أھميتـ ُه اللغوية في كونه شرطا ً ضروريا ً لمراحل التأليف واالبتكار واالبداع الالحقة 13ألنه وكما يقول شحادة الخوري: "ليس مھما ً أن نقتني منجزا ِ ت الثقافة من ھاتف وتلفاز وطائرة وبراد ونقرأ َ المؤلفا ِ العلمية التي سطرتھا أقال ُم اآلخرين ،بل المھم أن ُنوطنَ العل َم ت والثقافة في الوطن العربي ونستنبتھما َ معارف نظرية وعملية تغذي العقول َ المواھب ونجعلھما يعيشان في تفكيرنا وحديثنا وسلوكنا بالتوافق َ وتصقل ُ والتالؤم مع القيم الموروثة التي بھا نفخ ُر والمثل التي إليھا نتطلع ،فيكون العرب ُي إذاك ال ممثالً على مسرح ھذا العصر أو متفرجا ً على أحداثه أو متسكعا ً على أبوابه بل ھو في خضمه تأثراً وتأثيراً ،يأخ ُذ منه ويعطيه قادراً دوما ً ومحتفظا ً أبداً بذا ٍ ت متميزة وسم ٍة واضح ٍة ھي نسي ُج الزمن والبيئة
والتاريخ".14 12المرجع نفسه ،ص .146 * أستاذ بجامعة القدس المفتوحة – فلسطين. 13عبدالرؤوف خريوش" ،تعريب التعليم الجامعي وأھم المشاكل التي تواجھه" ><arabization.org.ma/downloads/majalla/50/docs/63.doc 14شحادة الخوري ،المرجع السابق ذكره ،ص .148
5
مقدمة
وكونُ ِمثل ھذا البحث الترجمي َيقتضِ ي إلقا َء نظرة على الكتب المترجمة في ن ْفس الموضوع أي الرّ وبوتيات علّھا تساعد في إتمام ترجمة المدونة التي بين ُ حاولت استطالع ذلك في المصادر أيدينا على أحسن وجْ ه وفي أسرع وقت، المتوفرة لكن دون جدوى فھي نادرة أو ال تكاد ُتذكر .ففي محرك البحث "غوغل" ) (Googleمثال لم َيظ َھر أي كتاب له عالقة بالروبوتيات. ضعف في حركة الترجمة العلمية والتقنية فعمليا وليس غريبا أنْ نجد ھذا ال َّ ھناك عدة مشاكل َتعترضُ مسار التعريب الشامل الذي أ َش ُ رت له منھا السياسية واالقتصادية واالجتماعية والتعليمية والموضوعية .وحتى يكون ال َبحْ ث دقيقا ُ ُ ارتأيت أنْ صغت فيه إشكالية أدرس جانبا ً واح ًدا فقط من ھذه المشاكل و ُم َر ّكزا، َ بحثي الترجمي المتواضع ھذا وھي دراسة حجم الصعوبة التي تـُـش ّكلھا ترجمة مصطلحات الروبوتيات في مسار التعريب؛ بعبارة أخرى :إلى أي مدى تـ ُع ّد ترجمة المصطلحات التقنية لھذا الحقل المعرفي عائقا أمام ترجمة نصوصه العلمية؟ أو لنقل خطاباته؟ ولم يكن اختيار ھذه اإلشكالية ذاتيا وإ ّنما فرضته طبيعة المدونة المترجمة كما سنرى من خالل الفصول القادمة. ْ وقد نفسھا ،وھي من دون شك ستساعدنا في طرحت بعضُ األسئلة الفرعية َ اإلجابة عن إشكالية البحث وحصر الموضوع بشكل أنسب: ما ھي المصطلحات؟ ما ھي المصطلحات العلمية؟ ما ھي المصطلحاتالتقنية؟ ما نوع المشاكل التي تطرحھا ترجمة المصطلحات العلمية التقنية؟ ھل وجد المترجمون حلوال لترجمة المصطلحات بإمكاننا استعمالھا لتسريععملية الترجمة؟ ھل ھناك مشاكل الزالت لم تحل ،ولماذا؟والفرضيتان اللتان صغتھما كإجابة أولية وس ُيثبتھما البحث أو َينفيھما ھما: 6
مقدمة
الفرضية األولى :اللغة العربية لغة حية قادرة على التأقلم مع ما يستجد في اللغات األخرى كما أثبتت ذلك قديما. الفرضية الثانية :إن تعذر ترجمة بعض المصطلحات يؤدي إلى مشاكل يستحيل على المترجم حلھا. ضع ُته ضمن إطار نظري وبما أن بحثي الترجمي لن ينطلق من العدم فقد َو َ تمثل أساسا في نظرية المعنى أو الترجمة التأويلية التي صاغتھا "كريستين دوريو" ) (Christine Durieuxو"دانيكا سيليسكوفيتش" ) (Danica Seleskovichوالتي ُ استعرت المنھج التحليلي أنارت لي درب الترجمة التواصلية .إضافة إلى ذلك، النفسي من مناھج النقد األدبي لدراسة سيرة كاتبة المدونة بحثا عن أي شيء ُيفي ُدني في اإللمام بفھم المدونة ومعرفة مدى تأثيره عليھا من ناحية الشكل والمضمون واألسلوب ولكي أتمكن في النھاية من القيام بترجمة تواصلية محكمة. ُ استعنت باإلطار النظري للمصطلحيات ممثال أساسا في النظريتين كما أنني ُ أفردت فصال المصطلحيتين العامة والخاصة وبعض المقاربات المصطلحية ،وقد لبيان ھذا الشق من اإلطار النظري لإلشكالية في الباب األول إليفائه حقه. بعد ھذه المقدمة البسيطة ،سنغوص اآلن في محتوى البحث بشكل تدريجي ُ راعيت فيھا الدقة واإليجاز َق ْدر اإلمكان منطقي فقد قسمته إلى أبواب ومباحث بشكل يتيح االنتقال من مبحث آلخر انتقاال سلسا ،إذ سنتعرَّ ف في المبحث األول من الفصل األول في الباب األول على مختلف المحطات التي مرّ ْ ت بھا الكاتبة في حياتھا إلى غاية إنجازھا لھذا الكتاب المھم الذي ترجمت بعض فصوله والتي سأحللھا في المبحث الثاني باعتبارھا مدونة بحثي الترجمي .ثم سأتطرق لإلطار النظري الذي يسمح لي بسلك أقرب طريق لدراسة إشكالية البحث في الفصل الثاني .بعد ذلك ،نلج الباب الثاني المخصص لفصول المدونة المترجمة وھي على صصت الفصل األول لترجمة الترتيب الفصل السابع فالثامن فالتاسع ،لكنني خ ّ 7
مقدمة
اختزالية للفصول الستة التي تسبقھا حتى تسھّل استيعاب ما فيھا .أما الباب الثالث المخصص للتعليق فسأشر ُح فيه منھجية البحث المصطلحي في الفصل األول ثم سأقدم أنموذجا للجذاذة المصطلحية التي اعتمدتھا وع ّينة من أھم الجذاذات التي صنعتھا حتى تكون عونا لي في صياغة دقيقة لمقابالت مصطلحات المدونة في الفصل الثاني ،وأخيرا سأتطرق لمختلف مشاكل الترجمة وحلولھا .وبعد الخاتمة التي سأورد فيھا خالصة ھذا البحث الترجمي المتواضع ،سنجد قائمة مفصلة للمصادر والمراجع إضافة إلى مالحق تتمثل في نسخة من المدونة أي الفصول المترجمة من الكتاب و كذا نسخة من مراجعه. ويجدر اإلشارة إلى أن ھذا العمل لم يكن سھال فقد اعترضتني صعوبات ذاتية وموضوعية إذ وجدت صعوبة في الحصول على المصادر ذات الصلة بالموضوع ورقية كانت أو إلكترونية .أما الصعوبات الموضوعية فھي تتعلق بحداثة الموضوع إذ إن الترجمات في مجال الروبوتيات محدودة جدا وبالتالي ليس ھناك مواكبة لما ينتج من مصطلحات باللغة األجنبية.
8