Pages de thèse ISAT Nadir

Page 1

‫جامعة الدول العربية‬ ‫المعھد العالي العربي للترجمة‬ ‫)الجزائر(‬

‫ترجمة الفصول ‪ 9 - 7‬من كتاب مايا ي‪ .‬ماتاريك‬ ‫‪The Robotics Primer‬‬

‫والتعليق على الترجمة‬ ‫رسالة لنيل شھادة الماجستير في الترجمة الشفوية‬ ‫الفوج‪ :‬عربي‪-‬إنجليزي‪-‬فرنسي‬

‫من إعداد الطالب‬ ‫عبد القادر نذيــر‬

‫األستاذ المشرف‬ ‫د‪ .‬نافذ الشماس‬

‫السنة الجامعية‪2012/2011 :‬‬


‫جامعة الدول العربية‬ ‫المعھد العالي العربي للترجمة‬ ‫)الجزائر(‬

‫ترجمة الفصول ‪ 9 - 7‬من كتاب مايا ي‪ .‬ماتاريك‬ ‫‪The Robotics Primer‬‬

‫والتعليق على الترجمة‬ ‫رسالة لنيل شھادة الماجستير في الترجمة الشفوية‬ ‫الفوج‪ :‬عربي‪-‬إنجليزي‪-‬فرنسي‬ ‫األستاذ المشرف‬ ‫د‪ .‬نافذ الشمـاس‬

‫من إعداد الطالب‬ ‫عبد القادر نذيـــر‬ ‫لجنة المناقشة‬ ‫د‪ .‬شكيب بنعفري‬

‫رئيسا‬

‫د‪ .‬نـافـذ الشماس‬

‫مشرفا‬

‫د‪ .‬إنعـام بيــوض‬

‫عضوا‬

‫السنة الجامعية‪2012/2011 :‬‬


‫اإلھداء‬

‫إﱃ اﻟﻮادلﻳﻦ اﻟﻜﺮﳝﲔ اذلﻳﻦ ﻗﺎل ﻓﳱﲈ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪:‬‬ ‫" َوﻗَ َﴣ َرﺑ ُّ َﻚ َٔاﻻَّ ﺗَ ْﻌ ُﺒﺪُ و ْا اﻻَّ ا َّاي ُﻩ َو ِابﻟْ َﻮ ِ َادل ْﻳ ِﻦ ا ْﺣ َﺴﺎانً ا َّﻣﺎ ﻳ َ ْﺒﻠُﻐ ََّﻦ ِﻋﻨﺪَ كَ ْاﻟ ِﻜ َ َﱪ َٔا َﺣﺪُ ُ َﳘﺎ َٔا ْو ِالك ُ َﳘﺎ‬ ‫ِٕ ِٕ‬ ‫ِٕ‬ ‫ِٕ‬ ‫ﻓَ َﻼ ﺗَ ُﻘﻞ ﻟَّﻬُ َﻤﺎ ُٔا ّ ٍف َو َﻻ ﺗَ ْﳯَ ْﺮ ُ َﳘﺎ َو ُﻗﻞ ﻟَّﻬُ َﻤﺎ ﻗَ ْﻮ ًﻻ َﻛ ِﺮﳝًﺎ )‪َ (23‬وا ْﺧ ِﻔ ْﺾ ﻟَﻬُ َﻤﺎ َﺟﻨَ َﺎح ُّاذل ِ ّل ِﻣ َﻦ َّاﻟﺮ ْ َﲪ ِﺔ‬ ‫َو ُﻗﻞ َّر ِ ّب ْار َ ْﲪﻬُ َﻤﺎ َ َامك َرﺑ َّ َﻴ ِﺎﱐ َﺻ ِﻐ ًﲑا )‪ "(24‬ﺳﻮرة ا ٕﻻﴎاء‬ ‫و إﱃ إﺧﻮﰐ و ٔاﺧﻮاﰐ‪...‬‬


‫الشكـر‬

‫الحمد والشكر‬

‫إذ له الفضل والمنة‪ ،‬ولكن ال يشكر ﷲ من ال يشكر‬

‫الناس‪ ،‬وفي ھذا المقام ال يسعني إال أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساعدني‬ ‫بالكثير أو القليل‪ ،‬من قريب أو من بعيد‪ ،‬على إتمام ھذا العمل الترجمي‪.‬‬ ‫وأخص بالشكر الدكتور نافذ الشماس الذي قبل اإلشراف على ھذا العمل‬ ‫المتواضع وأنا ممتن له لسعة صدره وتفھمه‪.‬‬ ‫وال أفوت الفرصة للتعبير عن أخلص عبارات التقدير واالحترام التي أكنھا‬ ‫لكل طاقم المعھد العالي العربي للترجمة وعلى رأسھم مديرة المعھد الدكتورة‬ ‫إنعام بيوض وكذا كل األساتذة‪ ،‬مقيمين وزائرين‪ ،‬كل باسمه‪ ،‬إذ أنھم لم يبخلوا‬ ‫علينا بعلمھم وتوجيھاتم‪ .‬وأتمنى أن يزيد عطاؤھم لبناء ھذا الصرح المتميز في‬ ‫سماء الوطن العربي‪.‬‬ ‫وأغتنم الفرصة لتقديم جزيل الشكر أيضا للدكتور شكيب بن عفري لقبوله‬ ‫ترأس لجنة المناقشة ولمالحظاته القيمة‪.‬‬


‫الفھرس‬ ‫الصفحة‬ ‫اإلھــداء‪...............................................................................‬ج‬ ‫الشــــكر‪...............................................................................‬د‬ ‫الفھرس‪...............................................................................‬ھـ‬ ‫مقدمة‪01...............................................................................‬‬ ‫الباب األول‪ :‬تقديم الكاتبة والمدونة واإلطار النظري للترجمة‪09.................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التعريف بالكاتبة والمدونة ‪10..........................‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالكاتبة‪11.............................‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل المدونة ‪18.............................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري للترجمة ‪31............................‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬العمل المترجم‪51.......................................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ملخص الفصول من ‪ 1‬إلى ‪52........................6‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ترجمة الفصول ‪72.............................. 9 - 7‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬التعليق على الترجمة‪153.............................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬منھجية البحث المصطلحي‪154........................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬جذاذات مصطلحية‪244................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مشاكل مصطلحية وحلولھا‪275.......................‬‬ ‫خاتمة‪305..............................................................................‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪308........................................................‬‬ ‫مالحق‪317..........................................................................:‬‬ ‫ النص األصلي‬‫ قائمة مراجع المدونة‬‫ھـ‬


‫مقدمــــــــــــــة‬


‫مقدمة‬

‫مقدمــــــــة‬ ‫لفھم دواعي اختيار مدونة ھذا البحث الترجمي وقبل شرح أھميته سأعرج‬ ‫على الرھانات التي يطرحھا موضوعھا من خالل طبيعته إذ إن "مايا ي‪.‬‬ ‫ماتاريك"‬

‫)‪(Maja J. Matarić‬‬

‫ت العشرين القادمة ستشھ ُد‬ ‫تراھن على أنّ السنوا ِ‬

‫تطوراً مذھالً في مجال "الروبوتيات"‬

‫)‪،1(Robotics‬‬

‫ت‬ ‫فھي َتعتق ُد أنّ ك َّل العائال ِ‬

‫ُ‬ ‫ستتمكنُ من امتالك روبوت خاصّ بھا على األقل‪ ،‬كما س َتعْ رفُ‬ ‫المؤسسات‬ ‫َ‬ ‫طرق تعليم ذوي االحتياجات‬ ‫التعليمية واالستشفائية َتطوراً ال‬ ‫نظير له‪ ،‬حيث إنّ‬ ‫َ‬ ‫الخاصة وكذا طرق معالجة المرضى ستعرفُ قفزة نوعية ال مثي َل لھا مع إدخال‬ ‫"الروبوتات"‬

‫)‪(Robots‬‬

‫لھذه المجاالت‪ .‬ومن بين النتائج المجتمعية المباشرة لھذا‬

‫التطور نرى أنّ صناعة الروبوتات ستزدھ ُر نظراً لألھمية التي ستكتس ُبھا ھذه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سوق الحوسبيات‪/‬المعلوماتية واالتصاالت‪،‬‬ ‫السوق على غرار ما تعرفه‬ ‫ً‬ ‫بالغة سواء في المدارس‬ ‫وسيكتسبُ تدريسُ اختصاص الروبوتيات أھم ّي ًة‬ ‫والثانويات أو في الجامعات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تنبثق أھمية ترجمة كتاب في ھذا الموضوع‪ ،‬فاختيا ُر المجلس‬ ‫ومن ھنا‬ ‫العلمي للمعھد العالي العربي للترجمة لھذا الكتاب )‪ 2(The Robotics Primer‬لم يكن‬ ‫عفويا ً وإ ّنما ھو تعبي ٌر عن رغبته في إثراء المكتبة العربية برصي ٍد ھا ٍّم في مجال‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬إذ الب َّد مِن أنْ‬ ‫يواكب الوطنُ العربي ال ّتقد َم الحاصل في العالم الغربي‬ ‫َ‬ ‫أشار إلى ھذه‬ ‫في مختلف مجاالت العلم والمعرفة‪ ،‬خاصة التقنية منھا‪ .‬وقد‬ ‫َ‬ ‫األھمية غي ُر أح ٍد من المترجمين والباحثين والمفكرين المھتمين بقضايا النھضة إذ‬ ‫إنھم يجمعون على ضرورة التعريب ويؤكدون على أولوية الترجمة العلمية‪.‬‬ ‫‪ 1‬صغت ھذه التسمية على نفس وزن رياضيات‪ ،‬لسانيات‪; ...،‬وھذا يتفق ما يدعو إليه د‪ .‬عبد الرحمن الحاج صالح‬ ‫‪ 2‬لم أعتمد ترجمة للعنوان ألنه يوضع بعد ترجمة الكتاب كله‪ ،‬لكني حاولت صياغة عناوين أولية فقلت مثال‪" :‬مدخل للروبوتيات" ثم وجدت أن‬ ‫المعنى المراد ھنا ھو أن ھذا الكتاب ھو "الكتاب التمھيدي األول في الروبوتيات" أو "أول كتاب تمھيدي للروبوتيات"‪ .‬أما كلمة )‪ (Primer‬فھي‬ ‫تعني حسب قاموس ‪«a book that contains the basic facts of a school subject for people beginning to learn it » :Oxford‬‬ ‫فقلت يمكن أن أقترح العنوان التالي‪" :‬الكتاب التمھيدي األول ألساسيات الروبوتيات"‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫مقدمة‬

‫على سبيل الذكر ال الحصر‪ ،‬يقو ُل عب ُد اللطيف عبيد* أن النھضة التي‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عتمدت على الترجمة العلمية ثم األدبية أدا ًة من‬ ‫بدأت في القرن التاسع عشر قد ا‬ ‫ت الحوار مع "مدنية أوربا"‪ 3‬حيث نج ُد في صدارة الكتب المترجمة في‬ ‫أدوا ِ‬ ‫النصف األول منه العلو َم التطبيقية )‪ 91‬كتابا بنسبة قدرھا ‪ (%34,86‬والعلوم‬ ‫البحتة )‪ 56‬كتابا بنسبة ‪ (%21,45‬والتي تمثل معا ً نسبة ‪ %56,32‬من مجموع ما‬ ‫دليل على ذلك نتائ ُج الدراسة التي‬ ‫ُترجم‪ .4‬لكنّ ھذه النسبة ما فتئت تتضاء ُل‪ ،‬وخي ُر ٍ‬ ‫قا َم بھا طاھر ميلة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫نتائج المؤتمرات والندوات والموائد المستديرة‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫لخ َ‬ ‫واللقاءات العلمية التي عقدھا العربُ لدراسة موضوع الترجمة في نقطتين‪ْ :‬‬ ‫تك ُمن‬ ‫ٌ‬ ‫وسيلة ال غنى عنھا للنھوض باأل ّمة ألن‬ ‫األولى في أ ّنھم ُمدركون أن الترجم َة‬ ‫أثبت أنَّ األم َم التي تق ّد ْ‬ ‫َ‬ ‫مت ھي تلك التي ل ّقحت معار َفھا بما عند غيرھا‪،‬‬ ‫التاريخ‬ ‫والثانية ھي إدراكھم لضعفِ حركة الترجمة في مجال العلوم والتقنيات ك ّما ً‬ ‫ونوعا ً‪ .5‬وھذه الحقيقة أوردَ ھا تقري ُر برنامج األمم المتحدة حو َل التنمية البشرية‬ ‫في العالم العربي الذي نشر في أكتوبر ‪ .2003‬إذ ِو ْفق ھذا التقرير‪ ،‬ال يتجاوز ما‬ ‫ترجم في‬ ‫ُيتر ِج ُمه العال ُم العربي ‪ 330‬كتابا ً في السنة أيّ أق ّل بخمس مرات مما ُي َ‬ ‫بلد كاليونان الذي يبلغ عدد سكانه حوالي أحد عشر مليونا ً‪ ،‬وال تتعدى نسب ُة إنتاجه‬ ‫من الكتب ‪ %1,1‬مما ينشر في العالم‪.6‬‬ ‫أما شعيب مقنونيف* ف ُيبرّ ر أولوي َة الترجمة العلمية من جان ٍ‬ ‫آخر‪ ،‬فھو‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫تكون المعارفُ العلمية أوّ ل أنواع المعرفة انتقاالً ألنھا‬ ‫َيرى أنه من البديھي أن‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بغيرھا من المنتجات الحضارية كاآلداب‬ ‫األسر ُع تقبالً‪ ،‬فھي أكث ُر حيادية‬ ‫* عبد اللطيف عبيد ھو أستاذ بالمعھد العالي للغات بتونس‪.‬‬ ‫‪ 3‬عبد اللطيف عبيد )‪" ،(241-239 :2005‬الترجمة في الفكر النھضوي العربي"‪ ،‬مجلة اللغة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الجزائر‪ :‬المجلس األعلى للغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.261-260‬‬ ‫‪ 5‬طاھر ميلة )‪" ،(281-279 :2005‬انعكاسات حركة الترجمة على وضع اللغة العربية"‪ ،‬مجلة اللغة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الجزائر‪ :‬المجلس األعلى‬ ‫للغة العربية‪.‬‬ ‫‪ 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.284‬‬ ‫* شعيب مقنونيف ھو أستاذ بجامعة أبي بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫مقدمة‬

‫والفنون التي الب ّد أنھا ستتصاد ُم في جزئھا األكبر حين تنتق ُل من مجموعة بشرية‬ ‫حضارية ما إلى مجموعة أخرى وال أد ّل على ذلك من إحجام العرب المسلمين‬ ‫عن نقل آداب وفنون اليونان واإلغريق وتركيزھم على العلوم‪.7‬‬ ‫وسوا ٌء َن َظرنا للترجمة العلمية من منظور أھميتھا للنھضة أو من منظور‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بالمعارف األخرى‪ ،‬فاألكي ُد ھو أن الترجمة‬ ‫سھولة انتقال المعارف العلمية‬ ‫العلمية ستـ ُعطي للغة العربية "طاقة تعبيرية" من خالل إثراء المعجم العربي‬ ‫بثروة ھامة من المصطلحات العلمية‪ .8‬فقد َذكر أح ُد الباحثين أنّ ما ُيطر ُح في كل‬ ‫سنة في ساحة المعرفة يزيد عن ‪ 7300‬مصطلح َتض ُع لھا فرنسا ‪ 5475‬مصطلحا ً‬ ‫مقابالَ في حين ال يض ُع العربُ إال ‪ 2500‬مصطلحا ً مقابالً لھا‪ .9‬و ُيص ّنفُ شحادة‬ ‫الخوري ھذه المصطلحات األجنبية التي يجبُ ترجمتھا إلى صنفين‪ :‬األلفاظ‬ ‫سائر‬ ‫العلمية التخصصية التي تھ ُم أھ َل االختصاص وألفاظ الحضارة التي تھ ُّم‬ ‫َ‬ ‫الناس في المجتمع‪ .10‬والمقصو ُد بألفاظ الحضارة تلك المصطلحات الشائعة في‬ ‫المجتمع العربي وأوساط المثقفين والتي تكون في طريقھا لالنتقال شيئا ً فشيئا ً من‬ ‫المعجم المختص أو المتخصص )المعجم الزراعي‪ ،‬المعجم الطبي‪ (...،‬إلى‬ ‫المعجم اللغوي العام‪ .11‬لكنَّ ھناك تصنيفا ٍ‬ ‫أسس أخرى سنراھا فيما‬ ‫ت أخرى على‬ ‫ٍ‬ ‫بع ُد‪.‬‬ ‫كمسار‪،‬‬ ‫ليس التصنيفُ مھما ً في ھذا المقام بقدر أھ ّمية التعريب في ح ّد ذاته‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫إذ إنه ذو فوائدَ عديد ٍة ومختلفة‬ ‫إضافة إلى الطاقة التعبيرية التي الب ّد أن يبع َثھا في‬

‫‪ 7‬شعيب مقنونيف )جانفي‪-‬جوان ‪" ،(37 :2005‬حتمية الترجمة النتقال المعارف العلمية والتكنولوجية‪ :‬قراءة في اشكالية المصطلح"‪ ،‬المترجم‪،‬‬ ‫العدد‪.11‬‬ ‫‪ 8‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪ 9‬شحادة الخوري )‪ ،(173 :2007‬دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1‬سوريا‪ :‬دار الطليعة الجديدة‪.‬‬ ‫‪ 10‬شحادة الخوري‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪174‬‬ ‫‪ 11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪4‬‬


‫مقدمة‬

‫َ‬ ‫أوجزھا شحادة الخوري في خمسة نقاط‪ 12‬شرط أن يكون ضمن‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وقد‬ ‫إستراتيجية شاملة موحدة‪ ،‬فھو‪:‬‬ ‫ يحقق االنسجام والتفاھ َم والتعاونَ بين أفراد المجتمع العربي بكل فئاتھم‪.‬‬‫ يحقق التوازنَ الطبيعي بين الفكر واللسان وبين المعرفة واللغة‪.‬‬‫َ‬ ‫الرابطة القومية بين أبناء األمة العربية في أقطارھا المختلفة‪.‬‬ ‫ يقوي‬‫ُ‬ ‫يحقق علمية اللغة العربية إلى جانب عالميتھا ويساع ُد على توطين العلم في البالد العربية‪.‬‬ ‫‬‫س ُر استخدا َم اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي فھو الخيا ُر الوحي ُد والسبيل ُ القوي ُم‬ ‫ يي ّ‬‫للنھضة والتقدم العلمي‪.‬‬

‫عناصر مفا ُدھا أن‬ ‫و ُيجْ م ُل عبد الرؤوف خريوش* ھذه النقاط في ثالثة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كيان عربي موحّ د‬ ‫حيث إنه يم ّكن من إيجاد‬ ‫للتعريب أھمية قومية وعلمية ولغوية؛‬ ‫ٍ‬ ‫بأحد أھم ُمقومات الھُويّة‪ ،‬أال وھي اللغة‪ .‬وتتجلى أھمي ُته العلمية في ربط التراث‬ ‫ت العلوم الحديثة حتى ال يغدو العل ُم ھجينا ً في شجرة ال‬ ‫العلمي القديم بمستجدا ِ‬ ‫َتألفه‪ ،‬وتكمنُ أھميتـ ُه اللغوية في كونه شرطا ً ضروريا ً لمراحل التأليف واالبتكار‬ ‫واالبداع الالحقة‪ 13‬ألنه وكما يقول شحادة الخوري‪:‬‬ ‫"ليس مھما ً أن نقتني منجزا ِ‬ ‫ت الثقافة من ھاتف وتلفاز وطائرة وبراد ونقرأ‬ ‫َ‬ ‫المؤلفا ِ‬ ‫العلمية التي سطرتھا أقال ُم اآلخرين‪ ،‬بل المھم أن ُنوطنَ العل َم‬ ‫ت‬ ‫والثقافة في الوطن العربي ونستنبتھما‬ ‫َ‬ ‫معارف نظرية وعملية تغذي العقول َ‬ ‫المواھب ونجعلھما يعيشان في تفكيرنا وحديثنا وسلوكنا بالتوافق‬ ‫َ‬ ‫وتصقل ُ‬ ‫والتالؤم مع القيم الموروثة التي بھا نفخ ُر والمثل التي إليھا نتطلع‪ ،‬فيكون‬ ‫العرب ُي إذاك ال ممثالً على مسرح ھذا العصر أو متفرجا ً على أحداثه أو‬ ‫متسكعا ً على أبوابه بل ھو في خضمه تأثراً وتأثيراً‪ ،‬يأخ ُذ منه ويعطيه قادراً‬ ‫دوما ً ومحتفظا ً أبداً بذا ٍ‬ ‫ت متميزة وسم ٍة واضح ٍة ھي نسي ُج الزمن والبيئة‬

‫والتاريخ"‪.14‬‬ ‫‪ 12‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫* أستاذ بجامعة القدس المفتوحة – فلسطين‪.‬‬ ‫‪ 13‬عبدالرؤوف خريوش‪" ،‬تعريب التعليم الجامعي وأھم المشاكل التي تواجھه"‬ ‫>‪<arabization.org.ma/downloads/majalla/50/docs/63.doc‬‬ ‫‪ 14‬شحادة الخوري‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪5‬‬


‫مقدمة‬

‫وكونُ ِمثل ھذا البحث الترجمي َيقتضِ ي إلقا َء نظرة على الكتب المترجمة‬ ‫في ن ْفس الموضوع أي الرّ وبوتيات علّھا تساعد في إتمام ترجمة المدونة التي بين‬ ‫ُ‬ ‫حاولت استطالع ذلك في المصادر‬ ‫أيدينا على أحسن وجْ ه وفي أسرع وقت‪،‬‬ ‫المتوفرة لكن دون جدوى فھي نادرة أو ال تكاد ُتذكر‪ .‬ففي محرك البحث "غوغل"‬ ‫)‪ (Google‬مثال لم َيظ َھر أي كتاب له عالقة بالروبوتيات‪.‬‬ ‫ضعف في حركة الترجمة العلمية والتقنية فعمليا‬ ‫وليس غريبا أنْ نجد ھذا ال َّ‬ ‫ھناك عدة مشاكل َتعترضُ مسار التعريب الشامل الذي أ َش ُ‬ ‫رت له منھا السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والتعليمية والموضوعية‪ .‬وحتى يكون ال َبحْ ث دقيقا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ارتأيت أنْ‬ ‫صغت فيه إشكالية‬ ‫أدرس جانبا ً واح ًدا فقط من ھذه المشاكل‬ ‫و ُم َر ّكزا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بحثي الترجمي المتواضع ھذا وھي دراسة حجم الصعوبة التي تـُـش ّكلھا ترجمة‬ ‫مصطلحات الروبوتيات في مسار التعريب؛ بعبارة أخرى‪ :‬إلى أي مدى تـ ُع ّد‬ ‫ترجمة المصطلحات التقنية لھذا الحقل المعرفي عائقا أمام ترجمة نصوصه‬ ‫العلمية؟ أو لنقل خطاباته؟ ولم يكن اختيار ھذه اإلشكالية ذاتيا وإ ّنما فرضته طبيعة‬ ‫المدونة المترجمة كما سنرى من خالل الفصول القادمة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬ ‫نفسھا‪ ،‬وھي من دون شك ستساعدنا في‬ ‫طرحت بعضُ األسئلة الفرعية َ‬ ‫اإلجابة عن إشكالية البحث وحصر الموضوع بشكل أنسب‪:‬‬ ‫ ما ھي المصطلحات؟ ما ھي المصطلحات العلمية؟ ما ھي المصطلحات‬‫التقنية؟‬ ‫ ما نوع المشاكل التي تطرحھا ترجمة المصطلحات العلمية التقنية؟‬‫ ھل وجد المترجمون حلوال لترجمة المصطلحات بإمكاننا استعمالھا لتسريع‬‫عملية الترجمة؟‬ ‫ ھل ھناك مشاكل الزالت لم تحل‪ ،‬ولماذا؟‬‫والفرضيتان اللتان صغتھما كإجابة أولية وس ُيثبتھما البحث أو َينفيھما ھما‪:‬‬ ‫‪6‬‬


‫مقدمة‬

‫الفرضية األولى‪ :‬اللغة العربية لغة حية قادرة على التأقلم مع ما يستجد في اللغات‬ ‫األخرى كما أثبتت ذلك قديما‪.‬‬ ‫الفرضية الثانية‪ :‬إن تعذر ترجمة بعض المصطلحات يؤدي إلى مشاكل يستحيل‬ ‫على المترجم حلھا‪.‬‬ ‫ضع ُته ضمن إطار نظري‬ ‫وبما أن بحثي الترجمي لن ينطلق من العدم فقد َو َ‬ ‫تمثل أساسا في نظرية المعنى أو الترجمة التأويلية التي صاغتھا "كريستين‬ ‫دوريو" )‪ (Christine Durieux‬و"دانيكا سيليسكوفيتش" )‪ (Danica Seleskovich‬والتي‬ ‫ُ‬ ‫استعرت المنھج التحليلي‬ ‫أنارت لي درب الترجمة التواصلية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫النفسي من مناھج النقد األدبي لدراسة سيرة كاتبة المدونة بحثا عن أي شيء‬ ‫ُيفي ُدني في اإللمام بفھم المدونة ومعرفة مدى تأثيره عليھا من ناحية الشكل‬ ‫والمضمون واألسلوب ولكي أتمكن في النھاية من القيام بترجمة تواصلية محكمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫استعنت باإلطار النظري للمصطلحيات ممثال أساسا في النظريتين‬ ‫كما أنني‬ ‫ُ‬ ‫أفردت فصال‬ ‫المصطلحيتين العامة والخاصة وبعض المقاربات المصطلحية‪ ،‬وقد‬ ‫لبيان ھذا الشق من اإلطار النظري لإلشكالية في الباب األول إليفائه حقه‪.‬‬ ‫بعد ھذه المقدمة البسيطة‪ ،‬سنغوص اآلن في محتوى البحث بشكل تدريجي‬ ‫ُ‬ ‫راعيت فيھا الدقة واإليجاز َق ْدر اإلمكان‬ ‫منطقي فقد قسمته إلى أبواب ومباحث‬ ‫بشكل يتيح االنتقال من مبحث آلخر انتقاال سلسا‪ ،‬إذ سنتعرَّ ف في المبحث األول‬ ‫من الفصل األول في الباب األول على مختلف المحطات التي مرّ ْ‬ ‫ت بھا الكاتبة‬ ‫في حياتھا إلى غاية إنجازھا لھذا الكتاب المھم الذي ترجمت بعض فصوله والتي‬ ‫سأحللھا في المبحث الثاني باعتبارھا مدونة بحثي الترجمي‪ .‬ثم سأتطرق لإلطار‬ ‫النظري الذي يسمح لي بسلك أقرب طريق لدراسة إشكالية البحث في الفصل‬ ‫الثاني‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬نلج الباب الثاني المخصص لفصول المدونة المترجمة وھي على‬ ‫صصت الفصل األول لترجمة‬ ‫الترتيب الفصل السابع فالثامن فالتاسع‪ ،‬لكنني خ ّ‬ ‫‪7‬‬


‫مقدمة‬

‫اختزالية للفصول الستة التي تسبقھا حتى تسھّل استيعاب ما فيھا‪ .‬أما الباب الثالث‬ ‫المخصص للتعليق فسأشر ُح فيه منھجية البحث المصطلحي في الفصل األول ثم‬ ‫سأقدم أنموذجا للجذاذة المصطلحية التي اعتمدتھا وع ّينة من أھم الجذاذات التي‬ ‫صنعتھا حتى تكون عونا لي في صياغة دقيقة لمقابالت مصطلحات المدونة في‬ ‫الفصل الثاني‪ ،‬وأخيرا سأتطرق لمختلف مشاكل الترجمة وحلولھا‪ .‬وبعد الخاتمة‬ ‫التي سأورد فيھا خالصة ھذا البحث الترجمي المتواضع‪ ،‬سنجد قائمة مفصلة‬ ‫للمصادر والمراجع إضافة إلى مالحق تتمثل في نسخة من المدونة أي الفصول‬ ‫المترجمة من الكتاب و كذا نسخة من مراجعه‪.‬‬ ‫ويجدر اإلشارة إلى أن ھذا العمل لم يكن سھال فقد اعترضتني صعوبات‬ ‫ذاتية وموضوعية إذ وجدت صعوبة في الحصول على المصادر ذات الصلة‬ ‫بالموضوع ورقية كانت أو إلكترونية‪ .‬أما الصعوبات الموضوعية فھي تتعلق‬ ‫بحداثة الموضوع إذ إن الترجمات في مجال الروبوتيات محدودة جدا وبالتالي‬ ‫ليس ھناك مواكبة لما ينتج من مصطلحات باللغة األجنبية‪.‬‬

‫‪8‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.