áème@òjÓbÇ
زא م א د א א د وא م א @ @
@ @
:
áème@òjÓbÇ
زא م א د א א د وא م א @ @
@ @
:
‍م‏٢٠٥٤ ‍ ×? ×?‏٥٤٣ټ W ‍×? ×? Ůˆâ€Ź ‘Aqibatu Atham (The End of Atham) (Arabic translation of Anjam-e-Atham) Written by: Hadrat Mirza Ghulam Ahmad (on whom be peace), the Promised Messiah and Mahdi, Founder of the Ahmadiyya Muslim Jama‘at. Translated from Urdu by: Muhammad Ahmad Naeem First Published in UK in 2014 Š Islam International Publications Ltd. Published by: Islam International Publications Ltd. Islamabad, Sheephatch Lane Tilford, Surrey, GU10 2AQ United Kingdom Printed in the UK at: Raqeem Press Tilford For further information please contact: Phone: +44 1252 784970 Fax: +44 1252 781692 www.islamahmadiyya.net ISBN: 978-1-84880-443-2
pbíìn a@÷ŠèÏ ﺃ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻃﺒﻌﺔ ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ
ﺕ
ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻬﻠﻜﻪ ﻓﻼ ﳒﺎﺓ ﻟﻪ
١
ﻛﺘﻴﺐ "ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﳍﻲ" ﺃﻓﻀﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺎﺳﻢ
٣٥
ﻛﺘﻴﺐ "ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ" ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ
٤٧
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٦٩
ﺃﲰﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﳌﺪﻋﻮﻳﻦ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٧١
ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﺇﱃ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﻣﺸﺎﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ )ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﲪﺪ(
٧٥
ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ
١٦٩
ﺿﻤﻴﻤﺔ ﻛﺘﻴﺐ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ
١٧٣
ﺑﺸﺮﻯ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﳊﻖ
١٨٨
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
٢٠٤
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ
٢١١
ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻬﺎﺭﺱ ﻋﺎﻣﺔ
٢١٢ ٢٤٩
ﺃ
@ @Š‘bäÛa@ò߆Ôß ﳓﻤﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻭﻓﹼﻘﻨﺎ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﻠﻐﺔ ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻭﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ . ﻭﻗﺪ ﺣﺎﺯ ﺷﺮﻑ ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ ﻧﻌﻴﻢ ،ﻭﺭﺍﺟﻌﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﻋﺎﻣﺮ .ﺗﻘﺒ ﹶﻞ ﺍﷲ ﺳﻌﻴﻬﻤﺎ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻭﺃﻋﺎﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .ﺁﻣﲔ. ﻟﻘﺪ ﺃﻟﹼﻒ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﻋﺎﻡ ١٨٩٦ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ" ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲟﻮﺗﻪ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ. ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺂﻢ ﻭﻛﻴﻒ ﲢﻘﻘﺖ ،ﰒ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻘـﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ .ﰒ ﺫﻛﺮ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺻـﺪﻗﻪ، ﻭﺳﺠﻞ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ. ﻳﺘﺄﻟﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ،ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻌﺮﺏ ﻣـﻦ ﺍﻷﺭﺩﻭ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ١٦٨-٧٥ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺷﻲ؛ ﻗﺴﻢ ﻣِﻦ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﰲ ﺁﺧﺮﻫﺎ "ﻣﻨﻪ" ،ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺷﻲ ﱂ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﻣﻨﻪ" ،ﻓﺄﺿﻔﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ "ﻣﻨﻪ" ،ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺑﲔ ﻗﻮﺳﲔ ،ﻭﻗﺴﻢ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﳌﺘﺮﺟِﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ.
ﺏ
ﻭﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻣﻴﺰﻧﺎﻫﺎ ﻋـﻦ ﺍﻟـﻮﺣﻲ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺑﻌﻼﻣﺎﺕ ﺗﻨﺼﻴﺺ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﲞﻂ ﻋﺮﻳﺾ .ﻛﻤـﺎ ﺃﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﻛﻠﻤـﺎﺕ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻷﺭﺩﻭ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺑﺎﳋﻂ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻘﺪﻡ ﲞﺎﻟﺺ ﺍﻟﺸﻜﺮ -ﻛﻤﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ - ﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ :ﺩ .ﻋﻠـﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﳔ ﺍﻟﱪﺍﻗﻲ ،ﺩ .ﻭﺳﺎﻡ ﺍﻟﱪﺍﻗﻲ ،ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ ،ﻫﺎﱐ ﺍﻟﺰﻫﲑﻱ ،ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺰﺍﻡ ،ﲤﻴﻢ ﺃﺑـﻮ ﺩﻗﺔ ،ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻋﻼﺀ ﳒﻤﻲ ،ﻫﺎﱐ ﻃﺎﻫﺮ ،ﳏﻤﺪ ﻃﺎﻫﺮ ﻧﺪﱘ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻃـﺎﻫﺮ، ﻓﺠﺰﺍﻫﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﺧﲑﺍ .ﺁﻣﲔ.
ﺕ
ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ
@ @ò߆Ôß ﳌﻮﻻﻧﺎ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﴰﺲ
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻠﺪ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺘـﺎﺏ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ "ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ" ﻣﻊ ﺍﻟﻀﻤﻴﻤﺔ. ﻟﻘﺪ ﺃﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ١٨٩٦-٧-٢٧ﻋﻘﺐ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ "ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ" ،ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﺿﺎﰲ ﻟﻠﻤﻔﻮﺽ ،ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﲑﻭﺯﺑﻮﺭ .ﻭﻗﺪ ﺳﻠﹼﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﻋﻦ ﺁﻢ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳـﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ .ﻭﻛﺘﺐ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﲔ ﺍﳌﺘ ﻮﻏﹼﻠﲔ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﻨﻘﻄﻌﲔ ﺍﳌﺘﺒﺘﻠﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟ ﹶﺬﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ. ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻟﻔﻪ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﷲ ﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺠﻞ ﰲ ﺿﻤﻴﻤﺔ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻭﺭﺩﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑـ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺿﻤﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻭﺫﻟﻚ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟـﻨﱯ ﺍﻟﻘﺎﺋـﻞ ﺑﺄﻧـﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﺭ ﺃﻱ.٣١٣ : @ @áème@åÇ@ñõìjäÛa ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻟﻠﺨﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺖ ﺑﲔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ،ﺃﻧﻨﺎ "ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ" ﺍﻟﱵ ﺣﺼﻠ ﺳﻨﻜﺘﺐ–ﻋﻨﺪ ﻧﺸﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ -ﺗﻔﺎﺻﻴ ﹶﻞ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺇﺟﺎﺑ ﹰﺔ ﻷﺩﻋﻴﺘﻪ. ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ؛ ﺃﻋﲏ ﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ :ﺇﻥ ﻣﺎ ﻛﹸﺸﻒ ﻋﻠ ﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻷﻣﺲ ،ﻫﻮ ﺃﻧﲏ ﺣﲔ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﷲ ﺑﺘـﻀﺮﻉ ﻭﺍﺑﺘﻬﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻓﺘ ﺢ ﻭﺍﺣﻜ ﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﻮﻥ ،ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﻤـﻞ
ﺙ
ﺸﺮﱐ ﺑﺂﻳﺔ؛ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋـﻦ ﻋﻤـﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﻜﻤﻚ ﻓﺒ ﻭﻳﻬﺠﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻖ ﺳﻴﻠﻘﻰ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍ -ﲝﺴﺎﺏ ﺷﻬﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻫﺬﻩ -ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺫﻟ ﹰﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺮﺟـﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻹﻟﻪ ﺍﳊﻖ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻌﺰﺓ) .ﺍﳊﺮﺏ
ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ،ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﳎﻠﺪ ٦ﺹ (٢٩٢-٢٩١
ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺑﺎ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﲢﻘﱡﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤ ﹰﺔ ﻭﺟﻠﻴﻠﺔ ،ﻓﺤﺪﺙ ﺃ ﹾﻥ ﱂ ﳝﺖ ﺁﻢ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳝﺜـﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ -ﺧﻼﻝ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؛ ﺃﻱ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍ )ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻣﻦ ١٨٩٣-٦-٥ﻭﻟﻐﺎﻳﺔ (١٨٩٤-٩-٥ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻛﻤﺎ ﺺ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﺎﻋﺘﱪﻩ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻹﺳـﻼﻡ، ﺻﺮﺡ ﰲ ﻧ ﻓﻘﺎﺩﻭﺍ ﻣﺴﲑﺓ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ "ﺃﻣ ِﺮﺗﺴﺮ" ﰲ ١٨٩٤-٩-٦ﻭﺷﺎﺭﻙ ﰲ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﲰﺎ ،ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﳍﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔﹰ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ .ﺃﻣﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﻛﺘﻴﺐ "ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﰲ -٦ ،١٨٩٤-٩ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﲜﻼﺀ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﲝﺴﺐ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ،ﻓﻠﻮ ﻇﻞ ﻗﻠﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻭﻋﺎﺯﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﲢﻘﲑﻩ ،ﻭﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﳍﻠﻚ ﰲ ﻣﻴﻌـﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﻧﺎﻝ ﺣﻈﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﻓﺒﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻆ ﺗﺄﺟـﻞ ﻭﻋ ﺪ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻭﺗﺄﺧﺮ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺍﻟﻜﻠ ﻲ ﰲ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ؛ ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺳﻠِﻢ ﻷﻳﺎﻡ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﳌﻮﺕ .ﻓﺠﻤﻠـﺔ "ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ" ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﱂ ﺗﻜﻦ ﻋﺪﳝﺔ ﺍﳉﺪﻭﻯ؛ ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ. ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻟﻠﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﺎﻭﻳﺔ.
ﺝ
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﲞﺼﻮﺹ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﻓﻬﻮ" :ﺍﻃﱠﻠﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﳘﱢﻪ ﻭﻏﻤﻪ .ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﺒـﺪﻳﻼ .ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷﻋﻠﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ .ﻭﺑﻌﺰﰐ ﻭﺟﻼﱄ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻭﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﳑﺰﻕ .ﻭﻣ ﹾﻜ ﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ .ﺇﻧﺎ ﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ .ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ) ".ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ (٢
ﺃﻱ "ﻟﻘﺪ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫ ﻢ ﺁﻢ ﻭﻏﻤﻪ ﻭﺃﻣﻬﻠﻪ ﺣﱴ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻭﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺍﳌِﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ...ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ..ﻭﻫﻜﺬﺍ ﲡﺮﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﷲ ... .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺃﻱ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻇﻬﺮ ﻉ ﻓﻼ ﻳﻨـﺰﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻳﺘﺄﺟ ﹸﻞ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ". ﻓﺰ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺇﱃ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ" :ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷﻋﻠﹶﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ ...ﻭﺑﻌﺰﰐ ﻭﺟﻼﱄ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻷﻋﻠﻰ .. ،ﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﳑﺰﻕ ﺃﻱ ﺳﺘﺼﻴﺒﻬﻢ ﺫﻟﺔﹲ ،ﻭﻣﻜ ﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ ..ﻭﻟﻦ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﷲ ﻭﻟﻦ ﻒ ﺣﱴ ﻳﻔﻀﺢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﹾﺮ ﳍﻢ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﻳﺒﻮﺭ ..ﰒ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﺎ ﻧﻜﺸﻒ ﻳﻜ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ ..ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ) .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ ﺻﻔﺤﺔ (٣ ،٢
ﰒ ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ،ﺃﻣﺎ ﺃﺻـﺤﺎﺑﻪ ﺍﻵﺧـﺮﻭﻥ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺗﺸﻤﻠﹸﻬﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ -ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﺃﻡ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻪ ﺃﻭ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﺃﻭ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ -ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ) ".ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ (٨ﻓﻤﺜﻼ: -١ﻟﻘﺪ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺲ "ﺭﺍﻳﺖ" ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﻫـﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻧﻈﺮﺍ ﳌﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﻣﻨﺼﺒﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺒﺸﺮ ﺷﺮﻑ ﰲ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺧﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻔﺎﱐ ﲟﻮﺕ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﰲ ﻋﺰ ﺷﺒﺎﺑﻪ ،ﻭﲟﻮﺗﻪ ﺍﳌﻔـﺎﺟﺊ ﺃﺻـﺎﺏ ﺍﷲ
ﺡ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮ ﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺃﻋﺰﺍﺋﻪ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﻢ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﳊﺪﺍﺩ .ﻓﻘﺪ ﺳﺒﺐ ﳍﻢ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﳌﻔﺎﺟﺊ ﺣﺰﻧﺎ ﻭﺃﳌﹰﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﲝﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ( ﲔ ﺃﻗﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﰲ ﺣﻔﻞ ﺗﺄﺑ ٍ ﺍﻟﻘﺲ ﺭﺍﻳﺖ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻭﻳﺘﺒﲔ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺻـﺪﺭ ﻣـﻦ ﻗﻠﺒـﻪ ﺍﳌﻔﺠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺰِﻉ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﺣﻴﺚ ﺻﺮﺡ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠ ﹶﺔ ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﺎ ﻋﺼﺎ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﰲ ﻏﲑ ﻭﻗﺖ ،ﻭﻗﺘﻠﹶﻨﺎ ﺣﺴﺎ ﻣﻪ ﺍﳋﻔﻲ ﰲ ﻏﻔﻠﺔ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ( -٢ﺍﻟﻘﺲ ﻓﻮﺭﻣﲔ ،ﻣﺎﺕ ﰲ ﻻﻫﻮﺭ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ( -٣ﺍﻟﻘﺲ ﻫﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻘﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﳘﺎ ﺍﻵﺧﺮﺍﻥ ﺃﹸﻟﻘ ﻲ ﻤﺎ ﰲ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﳋﻄﺮﺓ. -٤ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ "ﻳﻮﺣﻨﺎ" ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺓ ﺟﻨﺪﻳﺎﻟﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻭﻗـﺪ ﺃﻭﻛﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ) .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ ٩-٨ﻣﻠﺨﺼﺎ(
ﺖ ﺫﻟ ﹲﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﲨﻴ ﻊ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘـﺲ ﻋﻤـﺎﺩ ﺍﻟـﺪﻳﻦ – ٥ﰒ ﺃﺻﺎﺑ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﺐ ﺑﻠﻘﺐ "ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ" ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻓـﺼﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺑﻼﻏﺘﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺣﲔ ﺃﺑﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﺘﻴﺐ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﺘﺎﺏ "ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ" ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﲬﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﳌﻦ ﻳﺄﰐ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﻣﺜﻠِﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻓﻜﺴﺒﻮﺍ ﺃﻟﻒ ﻟﻌﻨﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﲜـﺎﺋﺰﺓ ﲬﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ( @ @Õ§a@µg@áème@Êìu‰@åöaŠÓ ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺗﺆﻛﺪ ﺑﻮﺿـﻮﺡ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﻫﻲ:
ﺥ
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺭﻋﺐ ﳐﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺁﻢ ﻓﻮﺭ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﻗﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﺻﻮﺍﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭﺑﺪﺃ ﻳـﺆﺛﺮ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺁﻢ ﻭﻋﻘﻠﻪ ،ﺣﱴ ﺑﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﲤﺜﻼﺕ ﳐﻴﻔﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺮ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺟﺮﻳـﺪﺓ "ﻧﻮﺭ ﺃﻓﺸﺎﻥ". ﻭﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﱂ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺎ ﺁﻢ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ؛ ﺇﺫ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ -ﻹﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ -ﺃﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﺄ ﲟﻮﺕ ﺁﻢ ﺧـﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺮﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ،ﻓﺎﺩﻋﺎﺅﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ ﺳﺎﻣﺎ ﻣﺮ ﻭﺿﺎ ﻛـﺎﻥ ﺃﻓـﺮﺍﺩ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣ ﺪ ﺯﻋﻤﻪ ﻗﺪ ﺃﻃﻠﻘﻮﻩ ﻟﻠﺪﻏﻪ ،ﻓﻔﺰﻋﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺍﳌﺮﻋﺐ ،ﳉﺄ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺻﻬﺮﻩ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﰲ ﻃﻘﺲ ﺣﺎﺭ ﺟﺪﺍ ﻣﺘﺤﻤﻼ ﻓﺮﺍﻕ ﺃﻫﻠﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺧﻴ ﹶﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﺤﲔ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺡ ﰲ ﻣﻨـﺰﻝ ﺻﻬﺮﻩ ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺐ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻘﺘﻠﻪ .ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺧﻮﻓﻪ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻪ ﻭﻗﻠﻘﻪ ﻭﳘﻮﻡ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ،ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺭﻋ ﺍﳊﻖ ﻛﺎﺎﻧﲔ ،ﻓﻔﺮ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺻﻬﺮﻩ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺘﻪ ،ﺗﺄﺛﺮﺍ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻛﻤﻦ ﻫﻮ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌـﺬﺍﺏ ﺍﻹﳍﻲ ﻧﺎﺯﻝ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻔﻲ ﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ ﺭﺃﻯ -ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ -ﻣـﺴﻠﺤﲔ ﺑﺎﻟـﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ،ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﺫﻋﺮ ﳐﻴﻒ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﱂ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺯﻋـﻢ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﺮﻭﺽ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﲪﺪﻳﲔ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ ﻭﱂ ﻳﻄﻠﻘﻪ ﻟﻠﺪﻍ ﺁﻢ ،ﻭﱂ ﺗﺮﺳِﻞ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﲔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﺇﱃ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻟﻺﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ -ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺮﺍﺳـﺔ ﻣـﺸﺪﺩﺓ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ -ﺇﺫ ﱂ ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﻢ ﺃﺣ ﺪ ﻏﲑ ﺁﻢ ﻭﱂ ﳝﺴﻚ ﻢ ﺃﺣﺪ؟! ﻭﱂ ﻳﺮﻓﻊ ﺁـﻢ ﺃﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺿﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺿﻴﺎ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﲤﺜﹼﻼ ﳍﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲤﺜﻼﺕ ﻭﻟﹼﺪﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﳌﺮﻋﻮﺏ ﺍﻟﻔﺰِﻉ.
ﺩ
ﺕ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻣﻬﻴﺒﺎ ،ﻓﺎﻋﺘﺮﻑ ﺑﺘﺄﻣﻼﺗـﻪ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴـﺔ ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺮ ﻭﺑﻔﺰﻋﻪ ﻭﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺑﺈﺑﺪﺍﺀ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﳍـﺬﺍ ﻗـﺪ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﺍﷲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻟﻠﺨﺎﺋﻒ ﺍﻟﻔﺰِﻉ .ﻓﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﺳﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺑﺘﻌﺒﲑ ﺁﺧﺮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟـﻮﻉ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﺮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻏـﲑ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﺟﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺣﺘﻤﺎ .ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘـﺪﺱ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ،ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ. ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻛﺸﻒ ﻋﻠـ ﻲ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﳍﻢ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﺍﳌﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝـﺴﺐ ﺍﻟـﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻨﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ؛ ﺃﻱ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﺫﻟﻚ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳋﺼﻢ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﻟﱠﺪ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﺳﻠﻔﺎ، ﺣﻴﺚ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﲟﻮﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ .ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺇﻋﺠﺎﺯ ،ﻓﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﳝﻮﺕ .ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻪ ﻣـﺴ ﻦ ﻫﺮِﻡ ،ﻓﻼ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺎﻝ :ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺴِﺤﺮ ،ﳍﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﺟﻞ ﺍﷲ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻭﺑﺈﻳﺮﺍﺩ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺷـﺮﻁ ﺍﳋـﻮﻑ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻨﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ. ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻫﻲ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻒ ﻣﻊ ﺇﻏﺮﺍﺋﻪ ﻒ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻓﻘﺪ ﻛﺘـﺐ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻒ ﺃﻧﻪ ﱂ ﳜ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺇﱃ ﺁﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﳍﺎﻣـﻪ ﻭﻗـﺎﻝ ﳐﺎﻃﺒﺎ ﺇﻳﺎﻩ" :ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺃﺣﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺇﻻ ﳓﻦ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ .ﻓـﺈﺫﺍ ﻛﻨـﺖ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺼﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻓﺄﹶﻗﺴِﻢ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ» :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﺎﺫﺏ، ﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﺄﺻِﺒﲏ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺑﺌﻴﺲ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻭﻛﺬﺑ ﻭﺃ ِﻣﺘﲏ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ«" .ﻭﻭﻋﺪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺃﻟﻒ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻒ ﺬﺍ
ﺫ
ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ،ﰒ ﺿﺎﻋﻒ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﺒﻠـﻎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ،ﻭﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺟﻌﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﳉﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻒ" :ﺇﱐ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﱂ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﱄ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻳﺖ ﻭﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﺭﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﱯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ) ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﱂ ﻳﺪ ﺭ ﲞﻠﺪﻱ ﻗﻂ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺩﻕ ،ﻭﻇﻠﻠﺖ ﻭﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑ ﻦ ﺍﷲ ﻭﺇﻟ ﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺖ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻣﺴﻴﺤﻴﻮ ﺍﻟﱪﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﺼﺮﳛﻲ ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺃﺧﻔﻴ ﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳌﻮﺕ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ") .ﺃﻧـﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳـﻼﻡ: ﻓﺄﻧ ِﺰ ﹾﻝ ﻋﻠ ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ (٦
ﰒ ﻗﺎﻝ " :ﺍﻵﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻠﻒ ،ﻓﻤﻮﻋﺪ ﻫﻼﻛﻪ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﻄﻌﻲ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﱪﻡ .ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳛﻠﻒ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﷲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺮﻡ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﺬﺍﺏ") .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻﻔﺤﺔ (١١٤ ﰒ ﻗﺎﻝ " :ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺵ ﺁﻢ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳊﻠﻒ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﻣﻠﻜﺎ ﺏ ﺃﻱ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺸﺎﺀ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻄﻌﻮﱐ ﺇﺭﺑﺎ ﺇﺭﺑـﺎ ﻟﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﹾﺘﻌﺎﻗﺒﲏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮ ﺑﺴﻴﻒ ﻓﻠﻦ ﺃﺷﺘﻜﻲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﱄ ﺃﺷﺪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠﻦ ﺃﺭﻓﺾ ،ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﱄ ﻣﻬﺎﻧﺔ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻛﺬﰊ ﺑﻌﺪ ﺣﻠﻔﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻨـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺃﺳـﺎﺱ ﺍﻹﳍﺎﻡ") .ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ (٣١٧-٣١٦ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ،ﺃﻋﻠﻦ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺻﺮﳛﺔ" :ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﺫﺏ ،ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺰﻫﻖ ﺑـﺴﺒﺐ ﻫﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ... ،ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻴﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺇﳍﺎﻣﻨﺎ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﺇ ﹾﻥ ﱂ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺼﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺪﻯ ﳍﺬﺍ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ، ﻓﺴﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻹﳍﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻛﺎﻣﻞ) .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ (١١-١٠
ﻭﻗﺎﻝ :ﻟﻦ ﳛﻠﻒ ﺁﻢ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻗﻄﹼﻌﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺇﺭﺑﺎ ﺇﺭﺑﺎ
ﺁﻢ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﺻﻔﺤﺔ (٣
ﻭﺫﲝﻮﻩ) .ﻋﺎﻗﺒﺔ
ﺭ
ﰒ ﺃﻋﻠﻦ ﺑﺘﺤ ٍﺪ ﻛﺒﲑ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ،ﰒ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻠﻴﺼﻴﺒﻨﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﺃﻭ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ) .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳـﻼﻡ: ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ ٦٦ﻣﻠﺨﺼﺎ( ﻦ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻـﻔﺤﺔ ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻒ ﺁﻢ ﻛﺬﺑﺎ ﻓﻠﻴﻬِﻠ ﹶﻜ
(٧٠
ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻟﻘﺪ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳛﺴﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻠﻒ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻠﻒ ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﳋﻔﻲ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﺭ) .ﺍﳌﺮﺟـﻊ ﺍﻟـﺴﺎﺑﻖ: ﺻﻔﺤﺔ (٨١
ﰒ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻣﺴﺘﺤﻠﻔﹰﺎ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺁﻢ ﻟﻠﺤﻠﻒ ﻭﻗﺎﻝ: "ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺣﻼﻝ ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨﺘﺼﺮﺍ ،ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﻣﻨـﺎ ﺃﻟﻔﻲ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺩﻓﹾﻊ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻒ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﺮﻳﺪ ،ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻣﺎ ﺷـﺎﺀ ﰲ ﺣﻘﻨﺎ") .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻﻔﺤﺔ (٨٦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺁﻢ ﱂ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﲢﺮﻳﺾ ﻭﺇﻏﺮﺍﺀ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻣﺎ ﺃ ﹾﻗ ﺪ ﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ. @ @"@áème"@‰ˆÇŽ ﻓﺤﲔ ﻃﹸﻠﺐ ﻣﻦ ﺁﻢ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﻣﺘﻜﺮﺭ ﺃﻥ ﳛﻠﻒ ﻗﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻠﻒ ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻮﱐ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ..ﺃﻱ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﳊﻠﻒ ﺩﻭﻥ ﺇﻛـﺮﺍﻩ ﺍﶈﻜﻤـﺔ؛ ﻭﻛﺄﻥ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﶈﻜﻤﺔ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﳝﺘﻨﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﻓﺴﻴﻬﻠﻜﻮﻥ) .ﺇﺭﻣﻴﺎ) (١٢:١٦ﺍﳌﺮﺟـﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻﻔﺤﺔ (٩٩ ﰒ ﻗﺎﻝ ﳏﺘﺠﺎ :ﺇﻥ ﺍﳊﻠﻒ ﳑﻨﻮﻉ ﰲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ،ﻓﺮ ﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋـﻮﺩ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴـﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﳊﻠـﻒ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺤﺮﻣﻪ .ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﳍﻲ ﻭﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳊﻠﻒ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﳊﺴﻢ ﺍﳋﺼﻮﻣﺎﺕ ،ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﳌـﺴﺆﻭﻟﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﲔ ﻳﻘﺴﻤﻮﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻠﻒ ﺑﻄﺮﺱ ﻭﺑﻮﻟﺺ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺃﻳﻀﺎ
ﺯ
ﺴﺠﻞ ﻫـﺬﻩ ﳛﻠﻔﻮﻥ ﻭﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻘﺴﻢ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻠﻔﻮﺍ ،ﻓـ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﻮﺛﻴﻖ. ﺍﻋﺘﺮﺽ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﺍﺣﺘﻤﺎ ﹸﻝ ﻣﻮﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ،ﻓﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺑﲔ ﺇﳍﲔ ،ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺇﳍﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺇﻟﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﻩ) ،...ﻓﺎﻟﺸﻚ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ،ﻟـﻴﺲ ﰲ ﳏﻠـﻪ. ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ( ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﹸﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﻖ ،ﻓﻨﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳓﻠـﻒ ﺃﻧﻨـﺎ ﺳﻨﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻷﻧﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻨـﺼﺮﻧﺎ ﺣﺘﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻﻔﺤﺔ (٦٩-٦٨ ﰒ ﻛﺘﺐ :ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻴﺒﻘﻴﲏ ﺣﻴﺎ) ،ﻭﻟﻦ ﳕـﻮﺕ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﻠﻒ .ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ( ﻷﻥ ﺇﳍﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﺣﻲ ﻭﻗﻴﻮﻡ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﻣـﺮﱘ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰﺓ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻﻔﺤﺔ (١١٣ ﰒ ﻛﺘﺐ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺁﻢ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻧﻮﺭ ﺃﻓﺸﺎﻥ ﰲ -٢١ ١٨٩٤-٩ﺭﺳﺎﻟ ﹰﺔ: ﺖ -ﺑﺘﻠﻘﻲ ﺇﳍﺎ ٍﻡ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻗﻄﻌﺎ ﻭﻭﺍﺿﺤﺎ ﻛﺎﻟـﺸﻤﺲ- ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤ ﺃﻧﻚ ﺟﺰﻋﺖ ﻟﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﺻﺪﻗﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻮﱃ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﳍﻢ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﺃ ﹾﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﻹﳍﻲ ،ﻭﺃﻧﺒﺄﱐ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘـﺪﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﲟﺎ ﳜﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻄﹼﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻴﻪ. ﺕ ﺃﻥ ﲢﻠﻒ ﰲ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻓﻠﻴﻬﻠﻜﹾﲏ ﺍﷲ ﻗﺒﻠﻚ .ﻭﳍﺬﺍ ﺃﺭﺩ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﺎﻡ ﺣﻠﻔﺎ ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻲ ﺗﺤﺴﻢ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ،ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﻇﻼﻡ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ؛ ﻓﺴﺄﺣﻠﻒ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﳌـﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﺫﻟﻚ ﻷﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﻦ ﻳﺒﺎﺩ ،ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻹﳍـﺎﻡ ﺃﻭ ﺏ ﺳﻠﻔﺎ .ﻓﻠﻮ ﻃﹸﻠﺐ ﻣﲏ ﺍﳊﻠ ﻳﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﻜﺬ
ﺱ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻠﻦ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺣﱴ ﻣﻠﻴﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻔﺖ ،ﻓﺴﺄﻗﺪﻡ ﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺳﻠﻔﺎ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺻﻔﺤﺔ (٩٣-٩٢ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺁﻢ ﱂ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻒ ﻭﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﳊﻖ ،ﻓﺤﺬﱠﺭﻩ ﺳـﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﳊﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻧـﺸﺮ ﰲ ﺃﻧـﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ: -١ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺟﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ )ﺃﻱ ﺍﳌﻮﺕ( ﺣﱴ ﳜﻠـﻖ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ )ﺃﻱ ﺁﻢ( ﺑﻴﺪﻩ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳍﻼﻙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﲡﺎﺳﺮﻩ. -٢ﺇﻥ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻗﺪ ﺃﻣﻬﻠﺖ ﺁﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ. -٣ﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻟﺒﻨﺔ ﺃﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﻠﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ )ﺃﻱ ﺍﳌﻮﺕ( ﻭﺳﻴﻈﻬﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ) .ﺃﻧـﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺹ ١١-١٠ﻣﻠﺨﺼﺎ(
ﰒ ﻛﺘﺐ ﰲ ﺇﻋﻼﻥ ﺗﻘﺪﱘ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺟﺎﺋﺰﺓ: "ﱂ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ :ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﺣﱴ ﺃﺑﺮﺯ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺃﻓﻀﺢ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌﻨﻬﺰﻡ .ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﺁﻢ ﲝﺴﺐ ﺳﻨﺘﻪ ﺍﻟﻘﺪﳝـﺔ ﺍﳌﻨﺪﺭﺟﺔ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﺮﻣﲔ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺗﺒﺪﻳﻠﻬﺎ؛ ﻭﻫﻲ ﺃﻢ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﻳﻌﻄﹶﻮﻥ ﻣﻬﻠﺔ ﻣﺎ ،ﰒ ﻳﺆﺧـﺬﻭﻥ ﻋﻨـﺪ ﺇﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ...ﻓﺎﻵﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻒ ،ﻓﻤﻮﻋﺪ ﻫﻼﻛﻪ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﻄﻌﻲ ﻭﻳﻘﻴﲏ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﱪﻡ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳛﻠﻒ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﷲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺈﺧﻔﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﺬﺍﺏ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ: ﺻﻔﺤﺔ (١١٤
ﻭﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﺘﻴﺐ "ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ" ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ/ﺃﻳﺎﺭ :١٨٩٥ﻏـﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻨﺎﺏ ﻏﲑ ﻣﺠﺪٍ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﺮﻡ ﺑﻼ ﻋﻘﻮﺑﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺁﻢ ﻫـﻮ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺑﺬﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ ..ﻓﺂﻢ ﻏﲑ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﺟﺮﳝﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻨﺎ) .ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ ،ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﺡ ،٩ﺹ (٢٦٩
ﺵ
ﻭﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳﺒﻌﺔ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﹸﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺁﻢ ﺃﻥ ﳛﻠﻒ ،ﺻﺪﺭ ﰲ .١٨٩٥-١٢-٣٠ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻠـﻎ ﺇﺻﺮﺍ ﺭ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﳊﻠﻒ ﺃﻭﺟﻪ ،ﻭﺗﺮﻛﹾﻨﺎ ﳓﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻭﺑﺪﺃﹾﻧﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ،ﲢﻘﻖ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻤﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺣـﱴ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﲟﻮﺗﻪ ﲝﺴﺐ ﻭﻋﺪﻩ .ﻓﻜﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﳊﻖ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻔﺎﻩ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؛ ﻓﺒﻤﻮﺗﻪ ﻗﺎﻡ ﻣﺄﰎ ﰲ ﺑﻴـﻮﺕ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳋﺼﻢ .ﺑﻞ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺧﱪ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﳌﺪﻋﻮ "ﻮﱃ ﺧﺎﻥ" ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﺍﳌﻔﺎﺟﺊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﺮﺡ "ـﻮﱃ" ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳝﻮﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﻌﺪﻩ ،ﻓﻤﺎﺕ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﺇﺻـﺎﺑﺘﻪ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ .ﻭﺑﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﻬـﺪﻱ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﱃ ﻓﺘﻨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳـﻴﺄﰐ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﻊ ﺁﻝ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﺳﻴﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﳊـﻖ ﻣـﻊ ﺁﻝ ﻋﻴﺴﻰ؛ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﻊ ﺁﻝ ﺍﳌﻬﺪﻱ ..ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺳﻴﺤﺎﻟﻒ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻻ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ.١ ﻛﺬﻟﻚ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣـﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺳﻴﻤﻜﺮﻭﻥ ﺃﻭﻻ ،ﰒ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻌﺎ) .ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٩ﺻﻔﺤﺔ ٢٩٣ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻠﺪ ﺻﻔﺤﻪ ٢٩٠-٢٨٦ﻭﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ (٣٠٦-٣٠٥
1ﺃﺧﺮﺝ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎﻝ :ﻗﺎﻝ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﳊـﻖ ﰲ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻥ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺁﻝ ﻋﻴﺴﻰ ..ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟـﺼﻮﺕ ﺍﻷﺳـﻔﻞ ﻛﻠﻤـﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳛﲕ ﻋـﻦ ﺃﻣـﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﳝﺔ ﻗﺎﻝ :ﻗﻠﺖ ﳍﺎ ﰲ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻛﻼ ﻳﺎ ﺑﲏ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺣﱴ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠـﻴﻜﻢ ﺑﻔﻼﻥ) .ﺍﳊﺎﻭﻱ ﻟﻠﻔﺘﺎﻭﻱ؛ ﺝ ،٢ﺹ) (٦٨ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
ﺹ
ﻒ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ -ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻭﺣﲔ ﱂ ﻳﻜ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ -ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ.. ﻛﺘﺐ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﰲ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ "ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳـﺸﻚ ﰲ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺁﻢ ،ﻓﻴﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﲏ") .ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،١١
ﺹ (٣٢
ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٥ﻣﻦ ﺿﻤﻴﻤﺔ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﺣ ﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺃﻣـﺎﻣﻲ، ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ،ﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻄﹼﻠﻊ ﺃﻭﻻ ﻋﻠـﻰ ﲨﻴـﻊ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﺫﻟﻚ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻬﻠﹸﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻟﻪ ،ﰒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﺑـﺎﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻃﻠﺔ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻬﻠﻚ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺑِﻮﺑﺎ ٍﻝ ﻣﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﺃﻭ ﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﳌﺼﻴﺒﺔ ﺧﺎﺭﻗﺔ ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﹸﺷﻬﺪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺑﺄﻧﲏ ﺳﺄﻋﺘﺮﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﱐ ﻛﺎﺫﺏ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﺴﻢ ﻫـﻮ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻳﺸﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻓﻠﻴﺘﻘﺪﻡ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ،ﺃﻣـﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪ ﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﺃﻭ ﺛﻨﺎ ُﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﻳﻈﻦ ﺫﻟـﻚ ،ﻓﻤـﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﺎ ﺗﻘﻮﺍﳘﺎ .ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺴﻢ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻒ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻬﻴﻨﻪ ﺍﷲ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﻋﻦ ﺁﻢ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴ ﻭﻳﺴﻮﺩ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻬﻠﻜﻪ ﲟﻮﺕ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬـﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺈﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺳﻴﻘﺴﻤﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻛﻼ ﻟﻦ ﻳﻘﺴﻤﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍ ﻷـﻢ ﻛـﺬﺍﺑﻮﻥ. )ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺹ ٣٠٩-٣٠٨ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ(
ﻱ ﺷﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻒ ،ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻭﱂ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﺃﻱ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻞ ،ﻭﱂ ﻳﺘﺠﺮﺃ ﺃ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﺑﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄ ﺍﷲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻦ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﺗﺄﺟﻴﻞ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﻓﻘﺪ ﲢﻘﻖ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳉﻼﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘـﺎﺀ.
ﺽ
ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺬﺍ ﻓﻬﻮ" :ﻭﺑﻌﺰﰐ ﻭﺟﻼﱄ ﺇﻧﻚ ﺃﻧـﺖ ﺍﻷﻋﻠـﻰ، ﻭﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﳑﺰﻕ ﻭﻣﻜﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ .ﺇﻧﺎ ﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ") .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ٩ﺻﻔﺤﺔ (٢ ﻛﻴﻒ ﲢﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﳍﻲ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻋﺠﻴﺐ ﳚـﺪﺩ ﺍﻹﳝـﺎﻥ ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺴﺠﻞ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ. ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ×@ @ @ @ýîÜu@bîjã@ @ó îÇ@æb ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺿـﻤﻴﻤﺔ ﻋﺎﻗﺒـﺔ ﺁـﻢ ،ﺇﻓﺤﺎﻣـﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﺃﺣﻮﺍ ﹶﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﻌﺎﺭﺿﻮﻩ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎ؛ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻫﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺟﻠﻴﻼ ﻫﻮ ﻋﻴﺴﻰ .ﻓﻤﺜﻼ ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﺣﺴﻦ ﺩﺭﻨﺠﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺃﺷـﺪ ﺍﻟﻌـﺬﺍﺏ"، ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﰲ ﻛﺘﻴﺒﻪ "ﳌﺎﺫﺍ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺯﺍﺋﻴﲔ" ،ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺭﺿﺎ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﱪﻳﻠﻮﻱ ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺎﻧﺒﻮﺭﻱ ،ﻓﻨﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ. ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻭﻥ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺎﻳﺘﻬﺎ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎ :ﱂ ﻧﻜـﻦ ﻟﻨﺘﻌـﺮﺽ ﻟﻴـﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ﻗﻂ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﻤﻨﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﺩﻓﻌﻮﻧﺎ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺑﻈﻠﻢ ،ﺃﻥ ﻧﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺃﻭﺿـﺎﻉ ﻳـﺴﻮﻋﻬﻢ ... ،ﻓﻠـﻴﻌﻠﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﱂ ﻳﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ) .ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،١١ﺹ ٢٩٣-٢٩٢ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ(
ﻭﺃﺭﺩﻑ ﻗﺎﺋﻼ :ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺩﺃﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﺗﻌﻬﺪﻭﺍ ﺃﻢ ﻟـﻦ ﻳﺴﺒﻮﺍ ﻧﺒﻴﻨﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺘﻌﻬﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﺭﻫﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﻨﺔ ،ﻭﺇﻻ ﺳﻴﺪﺍﻧﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﺩﺍﻧﻮﺍ .ﻣﻨﻪ) .ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ :ﺹ ،٢٩٢ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ(
ﻁ
-٢ﰒ ﻳﻘﻮﻝ :ﻛﻠﻤﺎ ﹶﻃ ﻌﻨﺎ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﰲ ﻛﻼﻣﻨﺎ؛ ﻓﺎﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ،ﻭﱂ ﻧﻘﺼﺪ ﻗﻂ ﰲ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻋﺒ ﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﻓﺎﺿﻄﺮﺭﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﲣﺎﺫ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺑﻌﺪ ﲰـﺎﻉ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ – ﲝﻖ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ -ﻷﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘـﻮﺍﱄ. )ﺇﻋﻼﻥ :١٨٩٥-١٢-٢٠ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ؛ ﳎﻠﺪ ﺃﻭﻝ ،ﺹ /٥٣٠ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ(
ﰒ ﻛﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺘﺮﺿﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺬﺭﻭﻥ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻢ ﱂ ﻳﺴﻴﺌﻮﺍ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﱂ ﻳﻬﻴﻨﻮﻩ ﺃﳝﺎ ﺇﻫﺎﻧﺔ :ﲝﻮﺯﺗﻨﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻛﹸﺘﺐ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻸﻭﺍ ﻋﺒﺎﺭﺍﻢ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﻠﻴﺄﺗﻨﺎ ﻟﲑﺍﻫﺎ) .ﺇﻋﻼﻥ ،١٨٩٥-١٢-٢٠ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﳎﻠﺪ ﺃﻭﻝ ﺹ ٥٣٠ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ( )ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ( -٣ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﰲ "ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ" "ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟ ﹸﻘﺮﺍﺀ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ ﻟﺪﻯ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻥ ﳔﺘﺎﺭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺿﺪﻧﺎ .ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻻ ﻳﺆﻣﻨـﻮﻥ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﻭﻧﱯ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳـﺆﻣﻦ ﺑﺼﺪﻕ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻗﻠﺒﻪ ﲟﺠﻲﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻭﻧﺒﺄ ﻋﻦ ﺑﻌﺜﺘﻪ .ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻳـﺴﻤﻰ ﻳـﺴﻮﻉ ،ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺑﺄﻢ " ﺳ ﺮﺍﻕ" ﻭ"ﻟﺼﻮﺹ" .ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﺸﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ،ﻭﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳـﺄﰐ ﺑﻌـﺪﻩ ﺇﻻ ﺍﳌﻔﺘﺮﻭﻥ .ﻭﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻻ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺪﺧﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ. ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﱂ ﻧﻠﺘﺰﻡ ﻟﺪﻯ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﳚﺐ ﺇﺑﺪﺍﺅﻩ ﲡﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﺩﻕ ،ﺇﺫ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ )ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ( ﻓﺎﻗ ﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ،ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻻ ﺍﳌﻔﺘﺮﻭﻥ ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﻣﺆﻣﻨﺎ ﳌﺎ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴـﺔ .ﻓﻌﻠـﻰ
ﻅ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﻻ ﻳﻌﺘﱪﻭﺍ ﻛﻠﻤﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻣﻮﺟﻬ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ .ﻛﻼ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱃ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺫِﻛﺮ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻻ ﺃﺛـﺮ") .ﳎﻤﻮﻋـﺔ
ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ؛ ﳎﻠﺪ ﺃﻭﻝ ،ﺹ /٥١١ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ(.
– ٤ﻭﻗﺎﻝ ﳐﺎﻃﺒﺎ ﺍﻟﻘﺲ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﺼﻖ ﺃﺷﻨﻊ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﺃﺧﺒﺜﻬـﺎ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﱘ :ﳓﻦ ﻻ ﻧﺮﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﰲ ﺃﻱ ﳏﻜﻤﺔ ،ﻭﻟﻦ ﻧﻄﻠﺐ ﺃ ﹾﻥ ﹸﻛﻔﱡﻮﺍ ﻋـﻦ ﺴﺒﻮﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ؛ ﺇﺫ ﺇﻥ ﻛـﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺼﲑ ﻭﻻ ﺗ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻣﻨﻜﻢ ﲝﻖ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺳﺘﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺤﻜﻢ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ،ﺃﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﻉ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺸﺮ ﺑﺒﻌﺜﺔ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳ ﺪ ِ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺃﲪﺪ ﺍﺘﱮ ﻭﺁﻣﻦ ﺑﻪ ،ﻓﻨﺮﺍﻩ ﻣﻘﺪﺳﺎ ﻭﺟﻠﻴﻼ ﻭﻃﺎﻫﺮﺍ ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ) .ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺟﺰﺀ :٢ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ٩ﺹ (٣٩٥
– ٥ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﱯ ﺻﺎﺩﻕ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻭﻧﻌﺘـﱪﻩ ﺻﺎﳊﺎ ﻭﺑﺎﺭﺍ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻠﻤﻨﺎ؟ )ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪﻳﺔ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،١٣ﺹ (١١٩ – ٦ﰒ ﻗﺎﻝ :ﳓﻦ ﹸﺃﻣِﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺄﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻛـﺎﻥ ﺑﺎﺭﺍ ﻭﻧﺒﻴﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﺃﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻨﺎ ﻛﻠﻤ ﹲﺔ ﺗﺴﻲﺀ ﺇﱃ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﳉﻠﻴﻞ .ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻜﺮ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺳﺄﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺨﺪﻉ ﻭﻛﺎﺫﺏ) .ﺃﻳـﺎﻡ ﺍﻟﺼﻠﺢ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ١٤ﺹ (٢٢٨
– ٧ﰒ ﻳﻘﻮﻝ :ﱂ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﻗﻂ ،ﺑـﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ .ﻭﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺧﻼ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﻛـﺬﹼﺏ ﺖ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺳـﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻘﺒﻞ ﺧﺎ ﹶﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻭﺻ ﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ،ﻓﻘﻠ ﻉ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻛﻼﻣﺎ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ. ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺟﺪﻻ :ﺇﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺴﻮ ﺃﻣﺎ ﻣﺴﻴﺤﻨﺎ ،ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺒﺪﺍ ﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻣـﺼﺪﻕ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﻪ) .ﺗﺮﻳﺎﻕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﺝ ،١٥ﺹ ٣٠٥ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ(
ﻉ
ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﳌﻨﺼﻒ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺁﻧﻔﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﺐ ﺏ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﺩﻭﻣﺎ ﺃﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻣـﻦ ﻭﺷﺘﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺳﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻭﻣﻦ ﺩﹾﺃ ِ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻠﱠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳋﺼﻢ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺎ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﺃﹸﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﺛﻨﲔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﺟﺪﺍ ﰲ ﻓﻦ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ، ﺑﻞ ﻳ ﻌﺪﻭﻥ ﻗﺪﻭﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﺃﺣﺪﳘﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺁﻝ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭ" ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻛﺘﺎﺏ "ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻷﻭﻫـﺎﻡ" ﻟﻠﻤﻮﻟـﻮﻱ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻧﻮﻱ ،ﺍﳌﻬﺎﺟﺮ ﺍﳌﻜﻲ: – ١ﺇ ﹼﻥ ﻛﻮﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻼ ﺃﺏ ﻣﺸﺘﺒﻪ ﻋﻘﻼ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﺮﱘ ﻛﺎﻥ ﻗـﺪ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﺍﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻓﻮﺍﺿﺢ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻣﻌﺎﺻﺮﻭﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ) .ﺹ(١٢: – ٢ﺃﻻ ﺗﺴﺘﺤﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺗﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻣﻦ ﺟﺪﺍﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷ ﻡ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﺎ ﺍﻟﺰﻧﺎ؟ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑـﺎﷲ ﻣـﻦ ﺫﻟـﻚ! )ﺃﻗﺼﺪ :ﺛﺎﻣﺎﺭ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﺃﻭﺭﻳﺎ( )ﺹ(٧٣: – ٣ﻭﻣﻦ ﲨﻠﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﺗﺸﺒﻪ ﻣـﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﻪ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻨـﺪﻫﻢ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻰ ﺭﺅﻳﺎ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻮﻝ ﻛﻞ ﳎﻨﻮﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ) .ﺹ(١٣٣: – ٤ﺇ ﹼﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄـﺎﻑ ﻣﺮﻫﻘـﺎ ﻭﻣﺘﻌﺒـﺎ. )ﺹ(٢٣٢: – ٥ﻭﻳﻌﺮﻑ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ) .ﺹ(٣٣٦: - ٦ﺇﻥ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺇﺷﻌﻴﺎﺀ ﻭﺇﺭﻣﻴﺎ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻴﻼﺎ ﰲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﺑﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ) .ﺹ(٣٣٦: – ٧ﺇ ﹼﻥ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻳﺮﻳﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﻌﻮﺫﻳﻦ ﺃﻳـﻀﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺼﻠﻮﻥ ﺭﺃﺱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﰒ ﻳﻀﻤﻮﻧﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺍﺾ، ﻓﻴﻨﻬﺾ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﺲ ﳝﺰﻕ ﺍﻷﻓﻌﻰ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﳚﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻄـﻊ
ﻍ
ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻸﻓﻌﻰ ﻭﻳﻀﻌﻮﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ،ﰒ ﻳﻌﺰﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺎﻱ ﻓﺘﺒـﺪﺃ ﺍﻷﻓﻌـﻰ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺩ ﺍﳉﻨﻴﺎﺕ ﻭﺇﺑﺮﺍﺀ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﻴﻞ) .ﺹ(٣٣٦: – ٨ﻗﺎﻝ ﻳﺴﻮﻉ :ﻟﻴﺲ ﱄ ﻣﻜﺎﻥ ﻷﺿﻊ ﺭﺃﺳﻲ .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ،ﺇﺎ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻫﻲ ِﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﻣﻮﺭ) .ﺻﻔﺤﺔ (٣٤٩ – ٩ﺇﻥ ﻣﻠﺨﺺ ﺇﳝﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﻣﻐﺰﻯ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﺳـﺘﻘﺮ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺟﻨﲔ ﰲ ﺭﺣﻢ ﻣﺮﱘ ﻭﻇﻞ ﻳﺘﻐﺬﻯ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﳊﻴﺾ ،ﰒ ﻛـﺎﻥ ﻋﻠﻘـﺔ ﰒ ﻣﻀﻐﺔ ،ﻓﺎﻛﺘﺴﺖ ﺍﳌﻀﻐﺔ ﳊﻤﺎ ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ،ﰒ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺮﺝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺐ ﺑﺎﻳﻊ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﳛﲕ ،ﻭﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄـﺎﻑ ﻭﻇﻞ ﻳﺘﺒﻮﻝ ﻭﻳﺘﻐﻮﻁ ،ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺷ ﺑﻘﻲ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻠﻌﻮﻧﺎ) .ﺹ(٣٥١-٣٥٠: – ١٠ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﻠﻪ ﻛﺬﺏ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻓﺮﺿﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻣﺜﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ) .ﺹ(٣٦٩: – ١١ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ :ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻨﺎ ﱂ ﻳﻼﺣﻈـﻮﺍ ﺃﻱ ﻣﻌﺠـﺰﺓ ﻣـﻦ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺃﻣﺎ ﺑﻀﻌﺔ ﺻﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻭﺍﳌﻼﺣﲔ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﻓﻐﲑ ﺛﻘﺎﺕ ،ﻓﻼ ﻳﻌﺘ ﺪ ﻢ، ﻓﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ) .ﺹ(٣٧١: – ١٢ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻺﳒﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻛﻦ ﳜﺪﻣﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﺄﻣﻮﺍﳍﻦ ،ﻭﻛﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﻪ ﻭﻳﺘﺠﻮﻟﻦ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﲞﺒﺚ ﻭﺳﻮﺀ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﻭﺳـﻴﻤﺎ ،ﻟـﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻳﺼﺎﺣﺒﻨﻪ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﳊﺮﺍﻡ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﺰﻭﺝ ،ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ؟ ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ١٩ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ١١ﻣﻦ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻗﺎﻝ ﻣﺼ ﺪﻗﹰﺎ ﹶﻇ ﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻪ ﻓﻴﻪ :ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻮﻝ ﻭ ِﺳﻜﹼﲑ. ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﳌﺮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﻴﻪ -ﰲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﲔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺸﺮﺑﻪ ﺍﳋﻤﺮ –ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻠﻴﻞ .ﻭﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﳋﺼﻢ ،ﻛﻢ ﻳﺘﺤﻘـﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﻨ ﻌ ﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﻋﺪ ﻡ ﳎﺎﻫﺪﺗﻪ؟ )ﺹ(٣٩١-٣٩٠:
ﻑ
– ١٣ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻗﺪ ﲡﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻢ. )ﺹ(٤١٩: ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻘﺘﺒﺴﺎﺕ -ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ -ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ ﰲ ﺍﻷﺧﲑ :ﺃﻋﺎﺫﱐ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺇﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻗﺘﺒﺴﺖ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻹﻓﺤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ) .ﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭ :ﺻﻔﺤﺔ (٤٢٠-٤١٩ ﻭﺍﻵﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻘﺘﺒﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ" ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﻱ ﺍﳌﺮﺣـﻮﻡ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ،ﺍﳌﻬﺎﺟﺮ ﺍﳌﻜﻲ .ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ: ..ﻻ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕٍ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺭﻭﺍ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻌﺠﺰﺍ ِ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕٍ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺸﻌﻮﺫﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﱯ ﳍﺬﺍ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺸﻌﻮﺫﻳﻦ) .ﺻﻔﺤﺔ (١٢٩ ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺄﻥ ﳛﲕ ....ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ .ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﳛﲕ ﻳﻘﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ،ﺃﻣﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑﺍﺕ ﻭﻛ ﻦ ﻳﻄﻌﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﳍﻦ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻮﻣﺴﺎﺕ ﻳﻘﺒﻠﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺐ "ﻣﺮﺗﺎ ﻣﺮﱘ ".ﻛﺎﻥ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ) .ﺻﻔﺤﺔ (٣٧٠ ﺕ "ﻓﺎﺭﺹ" ﻛﺬﻟﻚ ﺯﱏ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺴﻌﻴ ﺪ "ﻳﻬﻮﺩﺍ" ﺑﺰﻭﺟﺔ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﺤﻤﻠﺖ ،ﻭﺣﲔ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﱂ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ )ﺃﻱ ﺏ( ) .ﺻﻔﺤﺔ (٤٠٥ ﻳﻌﻘﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻀ ﻢ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻛﹶﺘﺐ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺭﺩﻩ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ﻗﺎﺋﻼ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﱄ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﳌﺴﻴﺢ ، ﻟﻜﻦ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﳉﺎﻥ ﺇﻏﻤﺎﺿﺎ ﻟﻌﲔ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ؛ ﳍﺬﺍ ﻧﻜﺘﺐ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻘﺼﺪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳊﺠﺔ ﻭﺇﻃﹾﻼﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ
ﻕ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻟﺘﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗ ﹸﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﹶﻏﻠﻖ ﺍﳋﺼ ﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﻈ ﺮ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﺳﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ) .ﺻﻔﺤﺔ (٣٤٨ ﺍﻵﻥ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄﻫﺪﺍﺏ ﺍﻟﻌﺪﻝ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻘﺘـﺪﺭﻭﻥ ﻻ ﻳﺘﻬﻤﻮﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﻏﻢ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﻋﺬﺭﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﳋﺼﻢ ﻣﻘﺒﻮﻝ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺜﺎﺭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺍﲣﺬ ﺍﳊﺬﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻱ ﻋﺎﻗﻞ ﺧﺎ ٍﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺃﻧﻪ ﺃﻫﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ؟ ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺃﻧﻪ ﻣﺜﻴﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﻤﺎ ﻣﺘﺸﺎﺎﻥ ﻭﻣﺘﻤﺎﺛﻼﻥ ﻭﻛﺄﻤﺎ ﻗﻄﻌﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﺄﱏ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻲﺀ ﺇﱃ ﻣﺜﻴﻠﻪ ﻭﲰﻴﻪ؟ ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ :ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻣﺴﻴﺤﺎ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ،ﻭﺃﻧـﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﱐ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﺳ ِﻤﻴﻪ ،ﻭﻣﻔـﺴ ﺪ ﻭﻣﻔﺘ ٍﺮ ﻣﻦ ﻳﺘﻬﻤﲏ ﺑﺄﱐ ﻻ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ) .ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ :ﺍﳊﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،١٩ﺻﻔﺤﺔ (١٨-١٧
ﰒ ﻳﻘﻮﻝ :ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌ ﺰ ﻭﻧﻜﺮﻡ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﱯ ﺍﷲ ،ﻭﳓﻦ ﻧﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻨـﺸﺮﻭﺎ ﰲ ﺍﻟﻌـﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺒﲔ ﻭﻧﻜﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺇﳒﻴﻠـﻪ ﲟﺤﺾ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ،ﻛﺬﻟﻚ ﲤﺎﻣﺎ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹶﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪﻭﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﻠﺔ ﺍﻟـﺴﻴﺌﺔ") .ﺗـﺸﻤﻪ
ﻣﺴﻴﺤﻲ" ﺃﻱ "ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻣﺴﻴﺤﻲ" :ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ،٢٠ﺻﻔﺤﺔ (٣٣٧-٣٣٦
ﰒ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﺴﻴﺤﲔ ﻣﺮﺍﺭﺍ؛ ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺣﻖ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺃﻟﻘﺎﺏ "ﺍﳌـﺴﻴﺢ " ﻭ"ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ" ﻭ"ﻋﻴﺴﻰ " ﻭ"ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣـﺮﱘ" ﺍﳌـﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺣﻘﻪ "ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿـﻲ" ﻭ"ﻣـﺴﻴﺤﻜﻢ ﺍﳋﻴﺎﱄ" ﻭ"ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳋﻴﺎﱄ" ﻭ"ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ ﻳﺴﻮﻉ" ﻭ"ﻳﺴﻮﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ" ﻭ"ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﳋﻴﺎﱄ " ﻭ"ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ" ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠـﻢ
ﻙ
ﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘـﺪﺍﺕ ﺍﳋﺼﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻹﻓﺤﺎﻣﻪ ،ﻓﺎﳉﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣـﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﻮﻻﻧﺎ "ﺟﺎﻣﻲ" ﻛﺘﺐ ﰲ ﻗﺼ ٍﺔ ﺑﺄﻥ ﺷﻴﻌﻴﺎ ﺳـﺄﻝ ﻱ ﻋﻠﻲ؟" ﹶﺃ ﻋِﻠ ﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﺃﻡ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺎﺿﻼ ﺳﻨﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻠﻲ ،ﻓﺴﺄﻟﻪ "ﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻌﻠﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ) .ﺭﺍﺟﻊ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻧﻔﺤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺲ -ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻧﻮﻟﻜﺸﻮﺭ ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ -ﺻﻔﺤﺔ (١٠٤-١٠٢
ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ :ﻭﳚﺪﺭ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻭﺻـﻒ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﺍﻟـﺴﺎﺑﻘﲔ ﺑﺎﻟﺴﺎﺭﻗﲔ ﻭﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ،ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻏﲑ ﻗﻮﻟﻪ ﲟﺠﻲﺀ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﺎﺫﺑﲔ ﺑﻌﺪﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳ ِﺮ ﺩ ﺫﻛﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﻬﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ) .ﻋﺎﻗﺒـﺔ ﺁـﻢ :ﺍﳋـﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﳎﻠﺪ ١١ﺻﻔﺤﺔ (١٣
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﳌﻘﺘﺒﺴﺎﺕ ﺍﳌﺴﺠﻠﺔ ﺁﻧﻔﺎ ،ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﻧﻈـﺮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﺒﻴﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻭﺭﺳﻮﻻ ﺟﻠﻴﻼ ﻣـﻦ ﺍﷲ ،ﻭﻛـﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﺭﺳﻮﻻ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺃﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﻣﻬﻴﻨﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺜﻴﻠﻪ ﻭﲰﻴﻪ. ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﴰﺲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ١٣٨٢ﺍﳍﺠﺮﻱ ،ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻓﱪﺍﻳﺮ/ﺷﺒﺎﻁ ١٩٦٣ﺭﺑﻮﺓ
ﺗﺮﲨﺔ ﻏﻼﻑ ﻟﻠﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ِ َﺟﺎءَ ْ َ اﻟﺤﻖ َ َ َ َ وزﻫﻖ ْاﻟﺒَـﺎﻃﻞُ
ِِ زﻫﻮﻗًـﺎ ﻛﺎن َ ُ إن ْاﻟﺒَـﺎﻃﻞَ َ َ
@ @ @ @@µbÈm@éÜšÐi @ @ïÛbnÛb×@bçúb c@ Ûa@òÈi‰þa@pbjînØÛa@êˆç @ @ @@@ @
áème@òjÓbÇ@MQ @ @âìÔÛa@ñìÇ…@MS@@@@@@@@@@@@@@@@@@ï ⁄a@áاa@@MR @ @õbàÜÈÛa@á bi@òîiŠÈÛa@òÌÜÛbi@lìnؽa@MT
ﻗﺪ ﻃﺒﻌﺖ ﰲ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﺸﺮﺕ ﻟﻠﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ
١
ﻧﺤﻤﺪﻩ وﻧﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ
@ @éÛ@ñb¬@ýÏ@LéØÜèí@æc@ a@…a‰c@åß @ @…bjíë@ÉÜnÔŽî Ï@LlŠÛa@á bi@Ñܧa@œÏ‰@åß )ﺍﻧﻈﺮِ :ﺇ ﺭ ِﻣﻴﺎ (١٧ :١٢
١
ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﰲ ﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ ﰲ ١٨٩٦-٧-٢٧ﻓﻨﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﱢﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺁﻢ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻘـﺴﻢ، ﻓﻠﻦ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﳌﺮﲡﺎﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ..؛ ﺃﻱ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺘﺒ ﹼﻘﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﻘﹶﺴﻢ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﲡﺎﺳﺮﻩ ،ﺳﻴﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﺟﻼ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣـﺪﺙ ﺾ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧـﺸﺮﻧﺎﻩ ﰲ ١٨٩٥-١٢-٣٠ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؛ ﺇﺫ ﱂ ﲤ ِ ﺳﺒﻌ ﹸﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﱴ ﻏﺎﺩﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﹰﺎ ،ﻫﻲ:
ﺏ ﻋﻠﹶﻰ ﺟﻤِﻴ ِﻊ ِﺟﲑﺍﻧِـﻲ ﺍ َﻷﺷـﺮﺍ ِﺭ ﺍﻟﱠـﺬِﻳ ﻦ 1ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﻓﻬﻮ" :ﻫ ﹶﻜﺬﹶﺍ ﻗﹶﺎ ﹶﻝ ﺍﻟ ﺮ ﺖ ﺿ ِﻬ ﻢ ﻭﹶﺃ ﹾﻗﺘﻠِـ ﻊ ﺑﻴـ ﺙ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﹶﺃ ﻭ ﺭﹾﺛﺘ ﻪ ِﻟ ﺸ ﻌﺒِﻲ ِﺇ ﺳﺮﺍﺋِﻴ ﹶﻞ :ﻫﹶﺄﻧﺬﹶﺍ ﹶﺃ ﹾﻗﺘِﻠﻌ ﻬ ﻢ ﻋ ﻦ ﹶﺃ ﺭ ِ ﻳ ﹾﻠ ِﻤﺴﻮ ﹶﻥ ﺍﻟﹾ ِﻤﲑﺍ ﹶ ﻳﻬﻮﺫﹶﺍ ِﻣ ﻦ ﻭ ﺳ ِﻄ ِﻬ ﻢ ١٥ .ﻭﻳﻜﹸﻮ ﹸﻥ ﺑ ﻌ ﺪ ﺍ ﹾﻗِﺘ ﹶﻼﻋِﻲ ِﺇﻳﺎ ﻫﻢ ،ﹶﺃﻧﻲ ﺃﹶﺭﺟ ﻊ ﹶﻓﹶﺄ ﺭ ﺣ ﻤ ﻬﻢ ،ﻭﹶﺃ ﺭ ﺩ ﻫ ﻢ ﻛﹸـ ﱠﻞ ﺿ ِﻪ ١٦ .ﻭﻳﻜﹸﻮ ﹸﻥ ِﺇﺫﹶﺍ ﺗ ﻌﱠﻠﻤﻮﺍ ِﻋ ﹾﻠﻤﺎ ﻃﹸـ ﺮ ﻕ ﺷـ ﻌﺒِﻲ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻭﺍ ِﺣ ٍﺪ ﺇِﻟﹶﻰ ِﻣﲑﺍِﺛﻪِ ،ﻭ ﹸﻛ ﱠﻞ ﻭﺍ ِﺣ ٍﺪ ِﺇﻟﹶﻰ ﹶﺃ ﺭ ِ ﻂ ﺤِﻠﻔﹸﻮﺍ ﺑِﺒﻌﻞ ،ﹶﺃﻧ ﻬ ﻢ ﻳﺒﻨ ﻮ ﹶﻥ ﻓِﻲ ﻭ ﺳ ِ ﺤِﻠﻔﹸﻮﺍ ﺑِﺎ ﺳﻤِﻲ :ﺣ ﻲ ﻫ ﻮ ﺍﻟ ﺮﺏ ،ﹶﻛﻤﺎ ﻋﱠﻠﻤﻮﺍ ﺷ ﻌﺒِﻲ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻳ ﻳ ﺏ"ِ) .ﺇ ﺭ ِﻣﻴـﺎ ﻚ ﺍ ُﻷ ﻣ ﹶﺔ ﺍ ﹾﻗِﺘ ﹶﻼﻋﺎ ﻭﹸﺃﺑِﻴ ﺪﻫﺎ ،ﻳﻘﹸﻮ ﹸﻝ ﺍﻟ ﺮ ﺷ ﻌﺒِﻲ ١٧ .ﻭِﺇ ﹾﻥ ﹶﻟ ﻢ ﻳ ﺴ ﻤﻌﻮﺍ ،ﹶﻓِﺈﻧﻲ ﹶﺃ ﹾﻗﺘِﻠ ﻊ ِﺗ ﹾﻠ ) (١٧-١٤ : ١٢ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
٢
ﺍﻷﻭﻝ :ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺟﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ )ﺃﻱ ﺍﳌﻮﺕ( ﺣـﱴ ﳜﻠﻖ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ )ﺃﻱ ﺁﻢ( ﺑﻴﺪﻩ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳍﻼﻙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﲡﺎﺳﺮﻩ ﻭﲡﺮﺋﻪ) .ﺃﻧـﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺻﻔﺤﺔ (٤ ﺖ ﻋـﻦ )ﺍﻟـﺴﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺇﻥ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﻋﱪ ﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻗﺪ ﺃﺭﺟﺌ ﺁﻢ( ﳌﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ) .ﺃﻱ ﺳﻴﺼﻴﺒﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﻣﻬﻠﺔ ﻗﺼﲑﺓ( )ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺻﻔﺤﺔ (٦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁـﻢ ﺣﺠـﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻠﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ )ﺃﻱ ﺍﳌﻮﺕ( ﻭﺳﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟـﺪﻭﺍﻓﻊ ﻋـﻦ ﻗﺮﻳﺐ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺴﺮﻉ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﺣﺎﻗﺪ ﻋﺒﺜﺎ) .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺻﻔﺤﺔ (١٠ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻻ ﳜﻄﺮ ﹼﻥ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺎﺑﱵ ﻫﺬﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻓﻠﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑـﺸﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﻹﳍـﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ" :ﻭﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞﱠ ﳑﺰﻕ" ﺃﻱ ﺳﻨﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺠﺘﻨﺎ ﻛﺎﻣﻠـﺔ) .ﺃﻧـﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺻﻔﺤﺔ (١٥ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻒ ﺁﻢ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻭﻋ ﺪ ﺻﺎﺭﻡ ﻗﻄﻌﻲ ﻭﻣﺆﻛﺪ ﺑﻨــﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺸﺮﻁ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﱪﻡ؛ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﳎﺮﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺈﺧﻔﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﱂ ﳛﻠﻒ ،ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ -ﺃﻱ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻮﺗـﻪ - ﻭﺷﻴﻜﺔ ﻏﲑ ﺑﻌﻴﺪﺓ) .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻋﻼﻥ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺻﻔﺤﺔ (١١ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻏﲑ ﺃﻥ ﺇﺣﺠﺎﻡ ﺁﻢ )ﺃﻱ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﳊﻠﻒ( ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻗـﻂ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻋﺬﺍﺏ ،ﻭﺇﻥ ﺑﺬﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺭﻗﺒﺔ ﺁﻢ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺭﻓ ِﻊ ﻗﻀﻴ ٍﺔ ﻭﺭﻓﻀِﻪ ﺍﳊﻠﻒ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻧـﻪ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺣﺘﻤﺎ -ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺟﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﱵ ﺍ ﺩﻋـﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺮﺽ ﳍﺎ ،ﺃﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺳ ﻌﻲ ﺇﻧﺴﺎﱐ -ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻏﲑ ﺑـﺮﻱﺀ ﻣـﻦ ﺟﺮﳝﺔ ﻋﺪﻡ ﺇﻓﺼﺎﺣﻪ ﺑﺎﳊ ﻖ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ) .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﺘﻴﺐ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ :ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ/ﺃﻳﺎﺭ ،١٨٩٥ﺻﻔﺤﺔ (١٦
٣
ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻛﹸﺘﺐ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺎﺕ ﻭﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﻗﺪ ﺗﺄﺟﻞ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺼﻴﺐ ﺁ ﻢ ﺇﺫﺍ ﻇﻞ ﻣﺼ ﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ .ﻓﺈﻋﻼﻧﻨـﺎ ﺚ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻒ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﰲ ١٨٩٥-١٢-٣٠ﻭﻗﺪ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﻧﺎﻩ ﳊ ﹼ ﺑﻠﻎ ﺭﻓﺾ ﺁﻢ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻨﺘﻬﺎﻩ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﻛﺎﻥ ﻗـﺪ ﺻـﺪﺭ ﺑﻌـﺪ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺎ ،ﺇﺫ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﺎ ﺇﻋﻼ ﹲﻥ ﺗﻼﻩ ﺇﻋﻼ ﹲﻥ ﺛﺎ ٍﻥ ﻓﺜﺎﻟﺚ ﺣﱴ ﻧﺸﺮﻧﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺆ ﺩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﱄ ﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺍﷲ ﺾ ﺍﻟﻘـﺴﻢ ﺕ ﻣﻨﺎ ﺳﺒﻌ ﹸﺔ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ،ﻭﺭﻓ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺻﺪﺭ ٢ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﺴﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﳌـﻮﺕ، ﺝ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﻤﻨﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏ ﲑ ﻧﺎ ٍ ﺴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎ ﺭ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﺗﺤﺮﻗﻪ ﻛﻞ ﺣﲔ ﻭﺁﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺯﻫﻘﺖ ﻧﻔ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻗﺪ ﻻﺯﻣﻪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﲦﺔ ﺷـﻚ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌـﺬﺍﺏ ﺍﻹﳍﻲ ﻗﺪ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ -ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ -ﻛﻤـﻦ ﻳـﺼﺎﺏ ﲟﺮﺽ ﻋﻀﺎﻝ ﻭﺯﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻓﺮﺣﺔ ،ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﻭﺍﳌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﻩ ﻋﺎﺟﻼ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﻪ ﺣﲔ ﺭﻓﺾ ﺳﺒ ﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺮﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ. ﺖ ﺇﱃ ﺁﻢ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻘﺴﻢ ،ﻫـﻲ ﻭﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺃﹸﻭﺻِﻠ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﰲ ١٨٩٥-١٢-٣٠ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺜﲑﺓ ﻟﻐﲑﺗﻪ ﻣِﺜﻞ ﺃ ﱠﻥ ﺁﻢ ﻟﻦ ﳛﻠﻒ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻣﺰﻗﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺇﺭﺑﺎ ﺇﺭﺑﺎ ﻭﺫﲝﻮﻩ .ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﱂ ﻳﺮِﺩ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﳊﻖ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﳊﻖ ،ﺃﺧﻔﺎﻩ 2ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﲝﺰﻥ ﻛﺒﲑ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﲰﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﳌﺪﻋﻮ "ﻮﱃ ﺧﺎﻥ" ﻣﺎﺕ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﻓﺠﻌﻪ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﺍﳌﻔﺎﺟﺊ ﺍﳌﺆﱂ -ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺻ ﺮﺡ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻵﻥ -ﻓﻤﺎﺕ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ،ﻓﺎﻋﺘﱪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻣﻮﺗﻪ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺣﺴﺐ ﻋﺎﺩﻢ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ، ﻭﻧﺘﻤﲎ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﳌﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ "ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻧﻈﻒ ".ﻣﻨﻪ
٤
ﺍﷲ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺩﻳﺎﻧﺘﻪ ﲝﺴﺐ ﻭﻋﺪﻩ ،ﻭﲢﻘﻖ ﻣﺎ ﻭﻋﺪ ﺑﻪ ،ﻓﻈﻠﻠﻨﺎ ﻧﺒﻠﱢﻐﻪ ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ،١٨٩٥-١٢-٣٠ﻟﻌﻠﻪ ﳜﺎﻑ ﺍﷲ ﻭﻳـﺪﱄ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﳊﻖ ،ﰒ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﲢ ﹼﻘﻖ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﻢ ﺳﺒﻌ ﹶﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ١٨٩٥-١٢-٣٠ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ. ﺕ ﻗﻠـﻮﻢ ﻫﺬﻩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﺘ ﱪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﻮ ﺩ ﺖ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﻠﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎﻝ؛ ﻓﻘـﺪ ﻭﻋﻤﻴ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﻛﺸﻒ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ" ﺍﻟﱵ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﳌﺴﻴﺤ ﻲ ﺣـﺴﺎﻡ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﻣـﻦ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ -ﰲ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ١٨٩٦-٨-١ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ -١٠٨ﺑﻀﻌ ﹸﺔ ﺃﺳﻄﺮ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻌﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﰲ ﺃ ﹾﻛﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ،ﻭﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﺃﺭ ﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻗﻮﻟﻪ :ﻟﻘﺪ ﲰﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ" ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻔﻴﺪ ﻭﺭﺍﺋﻊ ﺟﺪﺍ ،ﻗـﺪ ﻓﻀﺢ ﺍﻷﺳﺘﺎ ﹸﺫ ﺁﻢ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ. ﺃﻗﻮﻝ :ﺇﻧﲏ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻓﹸﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﳌﻴﺖ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﺟﺰﺀﺍ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﻢ ،ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﺃﺑﺪﺍ؛ ﻷﻥ ﳍﻢ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻻ ﻳﺒـﺼﺮﻭﻥ ﺎ ﻭﺁﺫﺍﻧﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺎ ﻭﻗﻠﻮﺑﺎ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﺎ. ﻓﺎﳉﻠﻲ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﺪ ﻃﻮﻟﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰ ﻭﺇﳊﺎﺡ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻤﺌﺰ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﻂ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻓﻘـﻂ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻛﻠﱡﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﺗﺴﻜﻦ ﰲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﱂ ﻳﺼ ﹾﻠﻬﺎ ﺙ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﻭﻻ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻻ ﺛﺎﻟﻮ ﹸ ﺲ "ﻓﻨﺪﻝ" ﻋﻦ ﺇﳝﺎﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺍﻟﻘ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﳊﻖ" ،ﻓﻠﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺩﻳ ٍﻦ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻟﻌﻘ ﹸﻞ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻔﻄﺮﺗﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﺍﳌﻮﻫﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﷲ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ،ﻓﻜﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺣﱴ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﺗﺼ ﹾﻠﻬﻢ ﻋﻘﻴـﺪﺓ ﺍﻟﺜـﺎﻟﻮﺙ ،ﻏـﲑ ﺃﻥ
٥
ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺼ ﹾﻠﻬﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺳﻴﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋـﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻨﻘﻮﺵ ﰲ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﺃﻣﺎ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺁﻢ ﺍﳌﻘﺘـﻮﻝ ﰲ ﺍﳊـﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻗﻂ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ -ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻹﳒﻴﻞ -ﻣﻮﺟـﻮﺩ ﰲ ﺏ ﻭﺍﻻﺑـﻦ ﺗﻮﺭﺍﺓ ﻣﻮﺳﻰ .ﻓﺎﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻗﺪ ﺃﹸﻋﻄﻮﺍ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷ ِ ﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺑﺘﻌﺒﲑ ﺁﺧﺮ ،ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﻷﻥ ﻳﻨـﺴﻰ ﻭﺭﻭ ِ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗ ﺪﻣﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻣﺎﻡ ٦٠٠ﺃﻟﹾﻒ ﻳﻬـﻮﺩﻱ ﺃﻭ ٧٠٠ﺃﻟـﻒ، ﻭﺃﻭﺻﺎﻫﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﺄﻥ ﳛﻔﻈﻮﻩ ،ﰒ ﻇ ﹼﻞ ﲨﻴﻊ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﳚ ﺪﺩﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﱃ ﺯﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺎﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﱡﻠﻬﻢ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﳑﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻰ ﲨﻴ ﻊ ِﻓﺮﻕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺗﻴﻪ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﻭ ﺟﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﻛﻞ ﻗﺮﻥ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎ ﹸﺓ؟ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ؛ ﺃﻢ ﱂ ﻳﺘﻠ ﱠﻘﻮﺍ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﻂ ،ﻭﳓﻦ ﻻ ﳒﺪ ﻣﻨﺎﺻﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺻـﺎﺩﻗﻮﻥ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺗﻨﺎﺯﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺜﻠﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣـﻦ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺑﺎﻃﻼ ﻛﻠﻴﺎ؛ ﻷﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ ،ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺫﻛ ﺮﻩ ﻭﺁﺛﺎ ﺭﻩ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻣﺆﻟﻔـﺎﻢ ،ﻭﻛـﺎﻥ ﻣـﻦ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌ ِﺮﺽ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﱡﻠﻬﻢ ﺩﻓﻌ ﹰﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑـﻪ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ﻭﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﺪ ﺃﹸﺧﺒِﺮﻭﺍ ﰲ ﻧﺒﻮﺀ ٍﺓ ﺑﺄﻥ ﺇﳍﺎ ﺳﻴﺘﻮﻟﱠﺪ ﻂ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮﻭﺍ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﹼـﻮﻩ ﻣـﻦ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻗ ﹼ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﺪﺭﺱ .ﻧﻌﻢ ،ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻭﻻﺩﺓ ﺇﻟ ٍﻪ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻣـ ﺮ ﻣﺆﻛﺪ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ،ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﰐ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺼﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻟﻒ ﻟﻌﻨﺔ. ﺖ ﻣﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﺄﻝ :ﰈ ﺭ ﺩ ﺁ ﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ؟ ﻓﻬﻞ ﺃﺛﺒ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻢ ﺗﻠ ﱠﻘﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ؟ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻫﻲ
٦
ﺍﻟﱵ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ؟ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻣـﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﻗﻂ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻭ ﺭﺛﹶـﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺮﻛﻴﻜﺔ ،ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﲟﺠﺮﺩ ﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﳐﺘﹶﻠﻘﺔ. ﻓﻤﺜﻼ ﻗﻮﳍﻢ ﺇﻥ ﺗﺴﻤﻴﺔ "ﻋﻤﺎﻧﻮﺍﺋﻴﻞ" ﻧﺒﻮﺀﺓ ﰲ ﺣﻖ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗـﺪ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﲝﻖ ﻭﻟ ٍﺪ ﺁﺧﺮ ﻗﺒﻞ ﻣـﺪﺓ ﻣـﻦ ﻭﻻﺩﺓ ﻳﺴﻮﻉ. ﻭﻣﺜﻼ ﻗﻮﳍﻢ :ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ "ﺇﻟﻮﻫﻴﻢ" ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﳉﻤﻊ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ،ﻣـﻊ ﺃﻥ ﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻟﻠﻤﻠﹶﻚ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﲜﻼﺀ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺇﻟﻮﻫﻴﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣ ﱯ ﳍﻢ ﻭﺍﳌﻠﹶﻚ ﺃﻳﻀﺎ .ﰒ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﺮﺍﺩ ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ ﻭﺻﻒ ﻧ ﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﳉﻤﻊ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺇﱃ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﻭﺍﻵﻻﻑ ﺃﻳﻀﺎ؟ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﺴﺒﻪ ﺁ ﻢ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺮﻛﻴﻜﺔ ﺳـﻮﻯ ﻓﻀﻴﺤﺘﻪ؟ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﻮﻡ ﻏﺮﻳﺒﻮﻥ؛ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴﻮﻥ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜ ﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ. ﻗﻮﻟﻪ :ﺣﲔ ﱂ ﻳﻨﺠﺢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﳌﻨﻈﻢ ،ﺗﻨﺒـﺄ ﲟـﻮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ. ﺃﻗﻮﻝ :ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻤـﺴﻚ ﺖﰲ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺳﻨ ﹸﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺁﻢ ﱂ ﳝ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺑﻞ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪﻩ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﲪﻖ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺴﺒﻮﻧﻪ ﻫﻜﺬﺍ ،ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺐ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻓﺴﻴﻠﻘﻰ ﺑـﻪ ﰲ ﺍﳍﺎﻭﻳـﺔ٣؟ ﻭﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘ 3ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﲝﻮﺯﺗﻨﺎ ﺩﻻﺋﻞ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻫﺬﺍ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺗﺎ ﻋﺎﺩﻳﺎ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺁﻢ ﳝﺎﺛﻞ ﻋﻤﺮﻱ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺎﱐ ﺃﻣﺮﺍﺿﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺁﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﲰﻴﻨﺎ ﻛﺜﹶﻮ ٍﺭ ﺃﻟﻴﻒ ﺭﰊ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻐﻠﹸﻪ
٧
ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻟﻴ ﹶﻞ ﺎﺭ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻮﺗﻪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﲢ ﱡﻘ ﻖ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﺿﺪﻩ ﺣﺼﺮﺍ. ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺏ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﰒ ﻳﺮﺗ ﺪ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮﺍ ِ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ،ﻓﻤﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻄﺶ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻬﻠﺔ ﻗﺼﲑﺓ ،ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ِ :ﺇﻧﺎ ﺏ ﹶﻗﻠِﻴﻠﹰﺎ ِﺇﻧ ﹸﻜ ﻢ ﻋﺎِﺋﺪﻭ ﹶﻥ )ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ،.(١٦ :ﺃﻱ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺆﺧﺮ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﳌﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ﻛﹶﺎ ِﺷﻔﹸﻮﺍ ﺍﹾﻟ ﻌﺬﹶﺍ ِ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﰒ ﻧﺒﻄﺶ ﺑﻜﻢ ﻷﻧﻜﻢ ﺳﺘﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺪﺙ. ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﲔ ﻳﺘﻀﺮﻉ ﻭﳜﺎﻑ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﰲ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﱃ. ﻭﳍﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺇﺧﻼﻑ ﺍﷲ ﰲ ﻭﻋﻴﺪﻩ ﺃﻱ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺟﺎﺋﺰ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ؛ ﺣﻴﺚ ﺃﹸﺧﺒِﺮﻭﺍ ﺑﻨـﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻗﻄﻌﺎ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻌﲔ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻟﻜﻨﻪ ﹸﺃﺧﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻀﺮﺍﻋﺘﻬﻢ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻛﻼﳘﺎ ﻳﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻟﻮﻋﺪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺆﻣﻦ ،ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﻛﺎﻓﺮﺍ .ﻫﻨﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﲣﻠﹼﻒ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﺇﺫ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ. ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﻻ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﺍﳌﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﷲ ،ﻓﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ -ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻐﺰﻯ ﲨﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ -ﺃﺭﺑﻌ ﹲﺔ ،ﻭﻛﻠﱡﻬﺎ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ .ﺃﻋﲏ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ .ﺃﻱ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﳋﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺍﳋﲑ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ .ﺃﻱ ﰲ ﺍ ﹶ ﻭﺗﻮﻓ ﲑ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺗﺄﻣﲔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﲢﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﻥ ﻭﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ -ﺑﺴﺐ ﺗﻘﻮﺍﻩ ﻭﻭﺭﻋﻪ ﻭﺇﳝﺎﻧﻪ -ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﲰﻲ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻬﻢ -ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﳌﻮﺍﺳﺎﺓ ﻟﺒﲏ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ -ﻣﻘﺎﻣﺎ ﺻﺎﳊﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﲰﻲ ﺑﺎﳉﺰﺍﺀ ﺍﳊﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ ﺍﷲ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮ َﺀ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﳍﻢ ﺧﲑﺍ ﻭﺻﻼﺣﺎ ﳏﻀﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ
٨
ﻓﻜﱢﺮﻭﺍ ﻣﻠﻴﺎ ﺑﺘﺄ ﱟﻥ ﻭﺑﻌﻴﻮﻥ ﺑﺎﺻﺮﺓ ﻭﲤ ﻌﻨﻮﺍ؛ ﻛﻴﻒ ﺃﺛﺒﺖ ﺁﻢ ﺑﺄﻗﻮﺍﻟـﻪ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺗـﻪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ،ﺑﺄﻥ ﻋﻈﻤـﺔ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ﻑ ﺑﺴﻴﻂ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻣﺪﺓ ﻭﺭﻋﺒﻬﺎ ﺃﺛﱠﺮ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻼﺯﻣﻪ ﺧﻮ ﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺨﺎﻭﻑ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘـﺮﺍﺀﻯ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻣﺜﻠ ﺱ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﺑﺸﺪﺓ؟ ﻋﺎﺩ ﹰﺓ – ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ُ -ﻷﻧﺎ ٍ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﰲ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﻣﺜﻼ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻬﺎﲨﻪ ﺇﺷﺎﺭ ﹰﺓ ﻣﻨﺎ .ﻭﺭﺃﻯ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧـﺔ ﻣﺴﻠﺤﲔ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺡ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﺘﻠﻪ .ﺃﻣﺎ ﰲ ﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺩﻕ ﺕ ﻣـﻦ ﻗِﺒـﻞ ﻛﺄﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻹﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻗﺪ ﺩﺑﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﹶﻟﻘﺪﺭ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﻠـﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ،ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳝﺴﻚ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﲨﻮﻩ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ،ﻭﻟـﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﻠﺘﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ،ﻟﻜﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺃﻥ ﳝﺴﻚ ﺑﺄﺣـﺪ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻳﻐﻴﺮ ﻭﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﻃﺒﻌﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻓﻔﻲ ﺣﻘﻪ ﺗﺼﻄﺒﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ،ﻭﺇﺭﺍﺩ ﹸﺓ ﺍﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺴﺨﻂ ،ﻭﺇﺭﺍﺩ ﹸﺓ ﺍﻟﺮﺣﻴﻤﻴﺔ ﺗﺜﻮﺭ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﻄﺶ ،ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﳋﲑ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﺘﻴﺠ ﹰﺔ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺿ ﻌﻪ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺎ ﻻ ﺗﻨﺪﺭﺟﺎﻥ ﰲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ -ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃ ﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ -ﻷﻧﻪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﳋﲑ ﻓﻘﻂ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﻼ ﻳﻌ ﺪ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﷲ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺣﺎﲰﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﲑﻩ .ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺇﺧﻼﻓﻪ ﻻ ﻳﻌ ﺪ ﻛﺬﺑﺎ ﺃﻭ ﻧﻘﻀﺎ ﻟﻠﻌﻬﺪ .ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺧﻔﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼ ﺮﺡ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣﺎﲰﺎ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﱪﻣﺎ. ﺕ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ -ﹶﻟﺠﻠﻴﻠ ﹸﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﳍﻴﺔ -ﺍﻟﱵ ﺃﹸﺿﻤﺮ ﻭﺟﺪﻳﺮﹲﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ،ﻓﺘﺪﺑﺮ .ﻣﻨﻪ
٩
ﻫﺎﲨﻮﻩ -ﺭﻏﻢ ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ ﺍﳌﺸﺪﺩﺓ -ﰲ ﻣﻨـﺰﻝ ﺻﻬﺮﻩ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ .ﺃﻓـﻼ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻌ ﺮﺽ ﺷﻴﺦ ﳏﻨﻚ ﻣﺜﻞ ﺁﻢ ﻟﺜﻼﺙ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌـﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﻬﺎﲨﲔ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺃﻱ ﺠﻞ ﺃﻳﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻓـﻊ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ،ﻭﻻ ﻳﺴ ﻱ ﺗﻌ ﻬ ٍﺪ ﻣﻨﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘـﺼﺮﻑ ﻗﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺃ ﳑﺎﺛﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ،ﻭﺃﳉﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺎﺋﻴﺎ؟ ﺃﻓﺄﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻡ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺇﺫ ﱂ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻷﻣـﺮ ﺍﻟﺒﺪﻫﻲ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺍﻟﺬﻱ – ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒﻮﺃ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﺿﺎﰲ ﻟﻠﻤﻔﻮﺽ ﺳﺎﺑﻘﺎ - ﻗﺪ ﺗﻌ ﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﳋﻄﺮﺓ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﲤﺖ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﻟـﺪﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﲝﺴﺐ ﻗﻮﻟﻜﻢ؛ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺧﺼ ﻤﻪ ﺍﻟﺴﻔﺎﻙ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﶈﻜﻤﺔ؟ ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﺍﻟﺼﻔ ﺢ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﺍﻷﳒـﺎﺱ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺩﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ ﻭﺷﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺷﺮﺳﺔ ﻛﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ؟ ﻟﻌﻨـﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭﺧﻄﻂ ﻟﺘﺴﻤﻴﻤﻪ ﻭﺃﺭﺳـﻞ ﺍﻟﺮﻛﺒـﺎﻥ ﻭﺍﳌـﺸﺎﺓ ﺍﳌﺴﻠﺤﲔ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﺇﱃ ﻣﻨـﺰﻝ ﺁﻢ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﻭﻓﲑﻭﺯ ﻒ ﻟﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗـﺪﻡ ﺑﻮﺭ ﻟﻴﻐﺘﺎﻟﻮﻩ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎ ،ﻓﺄﻟ ﺴﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﻴـﺪﺓ ﻹﺧﻔـﺎﺀ ﺍﳊـﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﻷﺟﻮﻑ ﻋﺪﱘ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻧ ﻭﺍﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻓﻪ. ﻭﰲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﺎ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ؛ ﻧﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻳﻘﲔ ﺑﺄﻥ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﳒﺒﺖ ﻭﻗﺤﲔ ﻭﺃﺷﺮﺍﺭﺍ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﰲ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻩ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺫﺋﺎﺏ ﻣﻔﺘﺮﺳﺔ ،ﻭﺃﻢ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﻛﺬﺑﺎﺕ ﻧﺎﲨﺔ ﻋـﻦ ﺳـﻮﺀ ﺍﻟﻔﻄـﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ،ﻭﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﺎ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ. ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺃﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺃﻡ ﻻ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺼﻔﲔ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﻳـﺪﺭﻛﻮﺍ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﳌﺎﺫﺍ ﳉﺄ ﺁﻢ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ،ﻭﻷﻱ ﺳﺒﺐ ﺃﻓﺼ ﺢ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﳌﺎﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻛﺎﳌﻴﺖ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ! ﻣﻊ ﺃﻧـﻪ
١٠
ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻀﺢ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﰲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭﻳﻨﺸﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﺭﺗﻜـﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ. ﻭﺇﳕﺎ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺑﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟـﺬﻋﺮ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺟﺲ ﺧﻴﻔ ﹰﺔ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﺯﺍﻟﺖ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﺍﺣﺘﻪ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﻼﺯﻣﻪ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﺗﻌﺒﺮ ﲜﻼﺀ ﻋﻤـﺎ ﳚـﻴﺶ ﰲ ﻗﻠﺒـﻪ ﺍﳋﺎﺋﻒ ،ﻭﱂ ﻳﻜﺴﺒﻪ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﻴﺖ ﻟﻪ ﻗﻮ ﹰﺓ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻗﺪ ﺩﺍﺱ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﲢﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ ،ﻓﺎﳋﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺒﺘـﻪ ﺑﺎﺿـﻄﺮﺍﺑﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺆﻭﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻭﻳﱪﺭﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻮﻣﻪ ،ﻟﺌﻼ ﻳـﺬﻫﺐ ﻭ ﻫ ﹸﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﺨﻠﻖ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﳋﻮﻑ ﺑﺄﻧـﻪ ﺗﻌـﺮﺽ ﻟﺜﻼﺙ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﻢ ،ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲨﻴﻌﺎ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﻔﺰﻉ. ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻋﺬﺭﺍ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺃﻃﻠﻘﻨﺎ ﻟﻪ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ ﻣﺮﻭﺿﺎ ﻓﻌـﻼ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﻛﺒﺎﻧﻨﺎ ﻭ ﻣﺸﺎﺗﻨﺎ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨـﺎ ﻟﺘﺴﻤﻴﻤﻪ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﳓﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﻔﻀﺢ ﺃﻣﺮ ﻧﺒﻮﺀﺗﻨﺎ ﻭﳝـﺴﻚ ﺍﳌﻬﺎﲨﲔ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺷﺮﻃﺔ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﺃﻭ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﳌـﺴﺆﻭﻟﲔ ،ﺃﻭ ﻳﻨـﺸﺮ ﺍﳋـﱪ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ .ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻻ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻇﺎ ٍﱂ ﺁﹶﻟﻤﻪ ﻭﻣﻸ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺰﻧﺎ ﺑﻨﺸﺮ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﺃﻭﻻﹰ ،ﰒ ﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻟﺘـﺴﻤﻴﻤﻪ ،ﰒ ﺣـﺎﻭﻝ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﺑﺜﻼﺙ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺪﻟﻞ ﲟﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﺩﻳﻨﻪ؟ ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻻ ﻳﺴﻜﺖ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎﱂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﱂ؟ ﻛﻼ! ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﳝﻨﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻔﺴﺪ ﲪﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﺪﻳﻨﻪ.
١١
ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺁﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﱪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﳏﺴﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺼﺪﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺴﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺁﻢ ﻫﻠﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻭﺇﻥﱠ ﻳ ﺪ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﺧﻨﻘﺘﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ ﺣﻴﺎ. ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﺃﻋﻤﻰ ،ﻓﻜﻞ ﻣﻨﺼﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﻥ ﹶﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠـﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻫﻮ ﻟﻌﺪﻡ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺎ ،ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷ ﹶﻛﻤﺔ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺃﻻ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﺪ ﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ، ﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺮﺩ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﳊﻖ ،ﺑﺄﻧﻪ ﻓ ِﺰﻉ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺑﻞ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺍﳊ ﹾﻠ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ؟ ﻗﻮﻟﻪ :ﻗﺪ ﺍﺭﺗ ﺪ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ. ﺃﻗﻮﻝ :ﺇﻥ ﻛﺬﺏ "ﻣﻴﺎﻥ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ" ﻫﺬﺍ ،ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻸﺳﻒ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻼﻓﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻘﻮﺍ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﺎﺟﻴﻞ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﳌﻴﺖ ﺇﳍﺎ، ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺙ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﻦ ﺃﺳﻼﻓﻪ. ﱯ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﺪﺍﺩ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﻏ ﺴﻮ ِﻋﻜﻢ ،ﻷﻥ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻳ ِﺮﺩ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻳ ﺍﻹﺳﺨﺮﻳﻮﻃﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺸﻖ ﻋﻨﻪ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺻـﺎﺭﺥ ،ﻭﱂ ﻳﻜﺘـﻒ ﺑﺎﻻﻧـﺸﻘﺎﻕ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﺳﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻈﻦ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﳋﲑ ﰲ ﻫﻼﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﺮﺿﻲ ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺛﻼﺛﲔ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ،ﻓﺼ ﺮﺡ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬﺍ؛ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﻠـﻎ ﺍﻟﺰﻫﻴـﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﻮﻋﻜﻢ ﺑﻜﺜﲑ. ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﺮﺵ ﺩﺍﻭﺩ ،ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﳚﺬﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻗﺪ ﺟﺌﺖ ﻷﻗﻴﻢ ﻣﻠﻜﻜﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧـﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻌـﺎﱂ، ﻭﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺼﻖ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﺟﻠﺪ ﺟﺴﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﻠـﺪ ﻋـﺎﺩ ﹰﺓ ﺟﺴﺪ ﺍﺮﻣﲔ ﻭ ﻭﺿﻊ ﰲ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ،ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺟﻴﺪﺍ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﻭﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻥ ﻧﺒـﻮﺀﺓ
١٢
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻄﻠﺖ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﻌﻮﺛﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﺌﺪﻢ ﻛﺴﲑ ﹰﺓ ﺳﻠﻔﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﺪﻡ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻗﺒﻠـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﻗﺒﻠﻪ. ﰒ ﻗﺪ ﺗﻀﺎﻳﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻋـﺮﺵ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟـﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻻﺳـﺘﻌﺎﺩﺓ ﻋﺮﺵ ﺩﺍﻭﺩ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻯ ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﺃﻥ ﻳـﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﲑﺍ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺣﻈﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻋـﺮﺵ ﺩﺍﻭﺩ ،ﻭﱂ ﻳﻈﻬـﺮ ﻕ ﺇﻋﻼﻧﻪ .ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺃﻭ ﺻﺪ ﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ،ﺣﻴﺚ ﻃﻤﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﻋﺮﺵ ﺩﺍﻭﺩ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣـﻦ ﻓـﺮﺽ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻜﺴﺐ ﺭﺿﺎﻫﻢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳚﺪﺭ ﺑﻪ ﺃﻥ ﳛﻤﻲ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺴﺨﻒ ﻭﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ،ﻭﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺪﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻪ ﻟـﻴﺲ ﺩﻧﻴﻮﻳﺎ .ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺼﱪ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﺤﲔ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﱂ ﻳﻨﺠ ﺢ ،ﺍﲣﺬ ﺧﻄﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺣﲔ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ،ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺎﻡ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ .ﻓﺎﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺮ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ﻣﻊ ﲑ ﻟﻠﻌﺠﺐ! ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ،ﳌﺜ ﺻﻒ ﻭﳚﺪﺭ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺑﺎﻟﺴﺎﺭﻗﲔ ﻭﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ،ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻏﲑ ﻗﻮﻟﻪ: ﺳﻴﺄﰐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ .ﻓ ِﺬ ﹾﻛ ﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺘﺼﻒ ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻏﲑ ﻭﺍﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ. ﻗﻮﻟﻪ :ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻧﺒﻴﻞ ﺳﻴﺼﺎﺏ ﲝﺰﻥ ﻛﺒﲑ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿـﻲ ﺁﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﳘﺠﻴﺔ ﻟﻘﺘﻠﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺛﻌﺎﺑﲔ ﺣﻴـﺔ، ﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ. ﻛﻤﺎ ﻛِﻴ ﺪ ﻟﺪ
١٣
ﺃﻗﻮﻝ :ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺄﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻦ ﺁﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﻵﻥ ﰲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻮﺗﻰ :ﺑﺄﻱ ﺳ ﻢ ﹸﻗﺘﻞ ﺃﻭ ﺑﻠﺪﻏﺔ ﺃﻱ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻫﻠﻚ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻒ؟ ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﺇﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻓﻬﻮ ﲪﻖ ﺑﺪﻳﻬﻲ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﱂ ﲡﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺣﺼﺮﺍ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺷﺮﻁ ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻞ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﱂ ﻳﻼﺣﻆ ﻓﻴﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﳊـﻖ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻓﻘﻂ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ،ﻭﺇﻻ ﻓﺴﻴﺆ ﺟﻞ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺬﻭﻕ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﻢ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎ .ﻓﻼ ﺷـﻚ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﺫﺍﻗﺘﻪ -ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ -ﻃﻌ ﻢ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺗﺪﺭﳚﻴﺎ ﻓﺎﻛﺘﻤﻠﺖ ﲟﻮﺗﻪ ﰲ -٧-٢٧ .١٨٩٦ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﰲ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻭﳏﻔﻮﻇـﺎ ﻣـﻦ ﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺴﺘﻮﱄ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻬﺎﻭﻳﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﻌ ﹶﻞ ﺧﻮ ﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻻﺯﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻛﺎﳌﻮﺗﻰ ،ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋـﻦ ﺃ ﹾﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻧﻮ ﺐ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﻐﻞ ـﺎ، ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘ ٍ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺻﺪﻣ ﹸﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﻓﺰﻋﺎ ﻣﺬﻋﻮﺭﺍ؛ ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺆ ﺧﺮ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؟ ﺃﱂ ﺃﹶﻧﺸ ﺮ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ﻧﺒﻮﺀ ﹰﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﲔ ،ﻓﺴﺘﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﻮﺟﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﺁﻢ ﺍﻵﻥ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﰐ ﻭﻋﺎﺵ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻜـﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻒ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ. ﻓﻤﻦ ﺣ ﱢﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻧﺒﻴﻞ ﺳﻴﺼﺎﺏ ﲝﺰﻥ ﻛﺒﲑ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ :ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻭﺷﻨﻴﻌﺔ ﺍﲣﺬﻫﺎ ﺁﻢ ﳏﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻟﻠﺘﻜﺘﻢ ﻋﻠـﻰ ﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ .ﻟﻘﺪ ﺍﻤﲏ ﺁﻢ ﺍﻟﻐﱯ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ! ﻭﺑﺄﻱ ﲡﺎﺳﺮ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻜﺬ ﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ! ﻭﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺄﱐ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﺒﺜﹰﺎ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﺑﺄﻧﲏ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺩ ﰲ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﺛﻌﺎﺑﲔ ﻟﻘﺘﻠﻪ ،ﻭﺃﱐ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﰲ ﺛﻼﺙ ﻣﺪﻥ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﻛﺄﻧﲏ ﺳ ﹼﻔﺎﻙ ﳏﺘﺮﻑ ،ﻭﺃﻥ ﻋﺪ ﺩﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﺮﻛﺒـﺎﻥ ﻭﺍﳌﺸﺎﺓ ﺍﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﺑﺄﻣﺮﻱ ﻣﻨـﺰﻟﹶﻪ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻭﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ ﻣـﺴﻠﺤﲔ ﺑﺎﻟـﺴﻴﻮﻑ
١٤
ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺘﻴﻞ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﺧﲑﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻜﺜﲑ .ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﳒﺎ ﻣﻦ ﺍﳍﻼﻙ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑـﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣـﻪ ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﲑﺍ. ﺑﺎﻟﺸﺮﻁ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﻗﻀ ﺖ ﰲ ﻛﺘﺎﰊ "ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﻭ"ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ" ﻭﻏﲑﳘﺎ ﺑﱪﺍﻫﲔ ﺳـﺎﻃﻌﺔ ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺒ ﺃﻥ ﺍﺎﻡ ﺁﻢ ﺇﻳﺎﻱ ﺑﺄﱐ ﺩﺑﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻛﺬﺏ ﺷﻨﻴﻊ ﺟـﺪﺍ ،ﻭﱂ ﻳﺮ ﺩ ﻗﻂ ﻛﺼﺎﺩﻕ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻻ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻭﻻ ﲝﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﻻ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ .ﻭﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺿﻤﲑ ﺃﻱ ﻣﻨﺼﻒ ﻟﻦ ﻳﺸﻬﺪ ﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻗﺪ ﺷـﻨﺖ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻻ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺑﻮﺍ ﱄ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﳏﺐ ﺍﳊﻖ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﻗﻨﺎﻋﻪ ﺛﺒﻮﺕ ﺃﻥ ﺁﻢ ﱂ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﻋﺮﺽ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳛﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻭﺿﻤﲑ ﻛﻞ ﻣﻨﺼﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺃﻳﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺴﺘﻪ ﻟﻨﺴﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ؟ ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭ ﹰﺓ ﺳﻮﻯ ﺃﻧـﻪ ﺃﺭﺍﺩ ـﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﺘ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻓﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛـﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻪ ﻭﺭﻋﺒﻪ ﻭﻓﺰﻋﻪ ﻭﻗﻠﻘﻪ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺣﻘﹾﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎﺋـﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﻣﻴﻼ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻭﺷﻨﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﺠﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺇﱃ ﺎﻳﺔ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؟ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﳉ ﻢ ﲨﻴ ﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﻬﺎﲨﲔ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺠﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ؛ ﺃﻓﻼ ﺗﺴﻔﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ، ﻭﺗﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺬﻩ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﻟﺼﺮﻑ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؟ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ؛ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻱ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻳﺸﻚ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺁﻢ ﻫﺬﺍ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻚ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﲰﺎﻭﻳﺔ؛ ﺇﻥ ﺁﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻣﺎ ﻫـﺬﺍ ﻒ ﻭﱂ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﳑﺜﻼ ﻵﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻭﳛﻠﻒ ﳝﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺁﻢ ﱂ ﳜﹶـ
١٥
ﻳﺮﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﳒﺎ ﻫـﺬﺍ ﺍﳊﺎﻟﻒ ﺇﱃ ﻋﺎﻡ ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﱐ ﺳﻮﻑ ﺃﻧﺸﺮ ﺑﻴﺪﻱ ﺃﻥ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﺑﻄﻠﺖ ﻭﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺄﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﺘﺤﺴﻢ ﺍﻟﻘـﻀﻴﺔ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳉﻼﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﷲ ﺳﻴﻔﺘﻀﺢ ﺃﻣﺮﻩ. ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ،ﻓﺄﻱ ﺷـﻲﺀ ﳝﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺭ؟ ﺇﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺟﻠﻴﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﺎ ﻟﻮ ﻃﹸﺮﺣﺖ ﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻـﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻓﻠﻦ ﳚﺪﻭﺍ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﻟﺼﺎﳊﻨﺎ ،ﻓﻬﻞ ﲤﻜﻦ ﺁـﻢ ﻣـﻦ ﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﺼﻘﻬﺎ ﰊ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؟ ﺃﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃ ﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ -ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ -ﻛﻤﺎ ﺍﻤﲏ ﺑـﺬﻟﻚ ﺖ ﻟﺪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺃﱐ ﺧﻄﻄ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻣﻴﺎﻥ ﺣﺴﺎ ﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﺸﺮ ﰲ ﳎﻠﺔ "ﻛﺸﻒ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ" ﺍﻟﻌـﺪﺩ ﺖ ﺱ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻢ ،ﻭﺃﱐ ﻗـﺪ ﺃﻃﻠﻘـ ﺖ ﺃﻥ ﺃﺩ ﺃﻏﺴﻄﺲ/ﺁﺏ ١٨٩٦ﺑﺄﱐ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﲔ؟ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺁ ﻢ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻟﺪﻏﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴ ﻢ ﻟﻦ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ! ﻭﻛﺄﻥ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺘﲔ ﻇﻬﺮﺗﺎ ﰲ ﺁﻢ! ﻭﺃﻱ ﺷﻚ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻭﱄ؟! ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﺧﺘﻠﻘﺖ ﻟﻠﺘﻜﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻑ ﺁﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻃﺎﺭ ﻟﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ﻭﺃﻓﻘـﺪﻩ ﺻﻮﺍﺑﻪ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﺒـﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﳋـﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺁﻢ -ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ -ﱂ ﻳﻜﻦ ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﻃﺒﻌﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳ ﻖ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﺘﺮﻗﺒﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ .ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻷﻥ ﺍﳋﺼﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﳜﻄﻂ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ .ﻓﻬﻞ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﻢ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟـﺸﻚ ﺃﻧـﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻴﺔ ﰲ ﺳﻔﻚ ﺍﻟﺪﻡ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻟﻠﺨﻮﻑ ﻏ ﲑ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻏﲑ
١٦
ﻣﻌﻘﻮﻝ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﻴﻖ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍـﺎﻡ ﺍﳍﺠﻤـﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺇﺛﺒﺎﺎ ،ﻓﻼ ﳚﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺑ ﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻗـﺮﺍﺭ ﺑـﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺒﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺨﻮﻑ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﹸﻛﺮ. ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻮﻯ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺁﻢ ﰊ ﻭﺑـﺴﻠﻮﻛﻲ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻓﻜـﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﺫﺑﺎ .ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻟﻠﺼﺪﻕ ﻛـﺎﻥ ﻗـﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﺘﻮﺟﺴﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺑـﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﻭﻑ .ﻭﻗﺪ ﲪﺎﻩ ﺧﻮﻓﹸﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﱃ ﺃ ﹾﻥ ﻇﻬﺮ ﻣﻨـﻪ ﺍﻹﺻـﺮﺍﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺕ ﻟﻪ ﰲ ﻛـﻞ ﺣـﺎﻝ ،ﰒ ﺗﻨﺎﻣـﺖ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻻ ﺷﻲﺀ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻗﺪ ﹸﻗﺪﺭ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﻭﺗﻘﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﺣﱴ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺎﺋﻴﺎ ﻣﺘﺠﺎﺳﺮﺍ ﺇﱃ ﺻﺪﻭﺭ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﰲ ،١٨٩٥-١٢-٣٠ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺍﷲ ﺧﻼﻝ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷـﻬﺮ ﻣـﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﺧﱪ ﻭﻓﺎﺗﻪ. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻭﻝ ﻓﺮﺻﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﻉ ﺍﻟﺼﺪﻕ ،ﺣﱴ ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﺳﻴﻔﻞ ﺃﻧﺪ ﻣﻴﻠﻴﺘـﺮﻱ" ﺃﻳﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﱂ ﻳﺮﺍ ِ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺻﺪﻕ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻭﺳﺪﺍﺩﻩ ،ﻗﺪ ﻛﺬﺏ ﻛﺬﺑﺎ ﺷﻨﻴﻌﺎ ﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ. ﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻠـﻰ ﻱ ﺃﺳ ٍ ﺃﻣﺎ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻼ ﺃﹸﺑﺪﻱ ﺃ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻛﺬﺍﺑﻮﻥ ﻭﺩﻳﺪﺍﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ؛ ﻓﻼ ﻫﻢ ﻳﺘﺤﻠﻮﻥ ﲝﻴﺎﺀ ﻓﻄﺮﻱ ﻭﻻ ﻫﻢ ﳜﺸﻮﻥ ﺍﷲ . ﺕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻘﻮ ﹸﻝ ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻌﺬﻭﺭﻭﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻷﻧﲏ ﻧﺸﺮ ﺖ ﺑﱪﺍﻫﲔ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻣﺪﺍﻥ ٤ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲬﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺇﻋﻼﻥ ﻭﺃﺛﺒ 4ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﻢ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺗﺼﺮﳛﻪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﻧﻮﺭ ﺃﻓﺸﺎﻥ" ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﳜﺎﻑ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺴﻔﺎﻛﲔ ،ﻭﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ
١٧
ﻭﻋﻨﺪ ﺧ ﹾﻠﻘِﻪ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﱯ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻖ .ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘـﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﺪﳝﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ؟ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺃﻟﻒ ﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﻟﻔﹶـﻲ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﺘﻴـﺐ "ﺿـﻴﺎﺀ ﺍﳊـﻖ"
ﻱ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎ ﺭ ﺃﻥ ﺃﻥ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﳋﻮﻑ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻨﻪ ﻟﺪﺭﺟ ٍﺔ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺇﺧﻔﺎﺅﻫﺎ .ﺃ ﺁﻢ ﻻﺯﻣﻪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺘﻨﺎ ﻩ ﺇﱃ ﲰ ِﻌﻪ ﺍﳋ ﱪ ﺑﺄﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻜﻒ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺣﱴ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻋﻲ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺇﱃ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋﻨﻮﺓ ﻭﺇﻛﺮﺍﻫﺎ؟ ﰒ ﺣﲔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺻﻮﺍﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﺃﱠﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺧﻨﺎ ﺳﻮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﺴﺎ ﻗﻠﺒﻪ ،ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺤﺴ ﻦ ﺑﺈﺑﺪﺍﺀ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﺎﺧﺘﻠﻖ ﻋﺬﺭﺍ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺫﻋﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﲨﺎ ﻋﻦ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻌ ﺮﺽ ﳍﺠﻤﺎﺕ ﺛﻼﺙ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻓﻜﱠﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﳋﻮﻑ ﺩ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺯﻣﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻈﻤ ﹶﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺬﻋﺮ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﺐ ﻗﻮﻱ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺁﺧﺮ ،ﻓﻨﺴﺞ ﻫﺬﻩ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﺦ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻴﺖ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ ،ﺳﺒ ﺍﳋﻮﻑ ﲜﻤﻊ ﺍﻟﻜﺬﺑﺎﺕ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻌﻤِﻠﺖ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻗﺬﺭ ﺐ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﺖ ﺩﺧﻴﻠﺔ ﺁﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻟ ﻭﻣﻨﺤﻂ ﺟﺪﺍ ،ﻗﺪ ﻋﻜﺴ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺃﻛﺪ ﻛﻢ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺚ ﳐﺠﻞ ﺟﺪﺍ ﺃ ﺩﻯ ﺇﱃ ﻧﺴﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻊ ﻭﻧﺴﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ. ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺗﺪﻳﻦ ﺁﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ .ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﺘﺎﻧﺎﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﺈﳕﺎ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻛﺜ ﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲤﺎﺩﻳﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﻭﻗﺤﻮﻥ .ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﺳﻮﺩﺕ ﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ .ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺗﺪﺑﲑ ﻟﻐﺴﻞ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻳﺜﺒﺘﻬﺎ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺑﻀﻌﺔ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﻳﻘﺴﻢ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﺎﻡ ،ﻟﻜﻦ ﺁﻢ ﱂ ﻳﺘﺨﺬ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ .ﰒ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻛﺬﺏ ﺁﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﱂ ﻳﺪﻉ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ،ﺑﻞ ﻓﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺴﺞ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺗﺪﺭﳚﻴﺎ ﺑﺘﺪﺑﺮ ﻭﺗﻔﻜﹼﺮ .ﻓﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋﺰﺓ ،ﻫﻞ ﲤﻜﱠﻦ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ،ﻭﻫﻞ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﱪﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺮﺽ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﺃﻥ ﺧﻮﻓﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﲨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ؟ ﻣﻨﻪ.
١٨
ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ١٨٩٥-١٢-٣٠ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺴﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻧﺎﻝ ﺁﻢ ﺟﺰﺍﺀ ﲡﺎﺳﺮﻩ. ﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ، ﺇﻧﲏ ﺃﺭﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ ﺑﺄﱐ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺩ ﺃﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻓﻤﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻗﺪ ﲤﺜﻠﺖ ﻟﻪ -ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ -ﰲ ﻣﻈﻬﺮ ﺴﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻗـﺼﺪ ﺴﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜ ﹶﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ،ﰒ ﺣ ِ ﲰﺎﻫﻢ ﻫﻮ ﻧﻔ ﻭﺑﺎﺧﺘﻼﻁ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺷﻮﻩ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺍﻷﺻﻠﻲ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺍﺭﺩ ﺿﻮﺍ ﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﱪﻧﺎﻩ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻧﺒﻴﻼ .ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻟﻦ ﻳﺮ ﺃﺑﺪﺍ .ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺛﺎ ٍﻥ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﳉﺄ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ﺇﱃ ﻛﺬﺏ ﻗﺬﺭ ﻭﳒـﺲ ﻭﺍﻓﺘـﺮﺍﺀ ﻟﻴﺨﻔﻲ ﺧﻮﻓﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻭﺛﻘﻨﺎ ﺑﺘﺼﺮﳛﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤـﺎﺕ ﲤـﱡﺜﻼﺕ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻴﺲ ﲦﺔ ﺃﺩﱏ ﺷﻚ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻭﻇﻒ ﺍﻟﻜـﺬﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳـﻪ ﻭﺍﳌـﺸﲔ ﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻓﻘﻂ. ﺇﻥ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻـﺮﻳﻦ ﻏـﲑ ﺟـﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﺜﲑﺍ -ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ -ﻭﻟﻜﻦ ﲟﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻗﺪ ﺗﻔ ﻮﻩ "ﺑﺄﱐ ﻇﻠﻠﺖ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ" ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧـﺮﻯ ﻣـﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﱪ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺮﻱ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻟـﺴﺎﻥ ﺍﺮﻡ ﻋﻦ ﻏﲑ ﻗﺼﺪ ﻣﻨﻪ. ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻱ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻻﺯﻡ ﺁﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻱ ﺷﺨﺺ ﺁ ﻢ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺃ ﺑﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﻠ ﻢ ﱂ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺃ ﻑ ﻳﺒﺪﻳﻪ ﺍﳋﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺎﻛﲔ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﱂ ﻳﻘﻢ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺑﺄﻱ ﺗﺼ ﺮ ٍ ﲝﻤﺎﺱ ﻃﺒﻌﻲ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﱂ ﻳﱪﺉ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﲝﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺳﻬﻼ ﻫﻴﻨﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺴﺘﻠﻢ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻧﻘﺪﺍ.
١٩
ﻓﺎﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﳐﻴﻔﺎ ﻛﺎﻥ ﳝﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﺼﻲ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﳍﻮ ﻋﲔ ﺍﻹﻧـﺼﺎﻑ .ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﻠﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻘ ﺃﻣﻌﻨﺘﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻘﻠﺐ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﺴﺘﺪﺭﻛﻮﻥ ﻋﺎﺟﻼ ﺟﺪﺍ ﺑﺄﻥ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﺃﻭﳍﺎ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ؛ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺧﻮﻑ ﺁﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﲨﺎ ﻋﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻓﻘﻂ ﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ. ﺴﻜﻪ ﺑﺎﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﰲ ﺩﻋﻮﻯ ﲤ ﻭﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺏ ﺁﻢ؛ ﺍﻻﺧﺘﻼ ﻭﺟﺒﻨﻪ ﻫﺬﺍ ،ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﺑﺪﻯ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﻮﻓﺎ ﻻ ﻳﺒﺪﻳﻪ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺬﺑﺬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ .ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣـﻪ ﻣﺘﻨﺎﻗـﻀﺎ ﺃﻳﻀﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﲰﻰ ﺍﳌﻬﺎﲨﲔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻭﻫﻢ ﺑﺮﻳﺌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ .ﻭﺃﺣﻴﺎﻧـﺎ ﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﺄﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﺃﳒﺎﺱ ﺷﻐﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﻘﺘ ﹸﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﻖ .ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺴ ﻢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺇﺩﺍﻧ ِﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺘﺎ ٍﻥ ﺑﺬﻱﺀ ﻋﺪ ِﱘ ﺍﻷﺻﻞ ،ﳍـﺬﺍ ﱂ ﻳﻨﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﻨﺸﺮﻫﺎ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﻧﻮﺭ ﺃﻓـﺸﺎﻥ" ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺎﻝ ﻣﺰﻭﺭ. ﻭﳑﺎ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺔ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻥ ـﺮﺩ ﻣﺮﺍﻋـﺎﺓ ﻣـﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﺍﳋﺼﻢ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺎﺩﺓ ﺷﺎﺋﻌﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳋﺼﻢ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﺃﻋﺬﺍﺭﺍ ﻏﲑ ﺛﺎﺑﺘﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﰲ ﺍﳊﺴﺒﺎﻥ .ﺃﻣﺎ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ؛ ﻓﺤﲔ ﻧﺘﺤـﺮﻯ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺑﺪﻗﺔ ،ﻓﻼ ﳒﺪ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺮﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﻓﺰﻉ ﻫﻮ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﶈﺎﻭﻻﺕ ﻗﺘﻞ ،ﻷﻥ ﺻﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﳍﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻓﹶﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﺳـﺘﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ .ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛـﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺃﻱ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻟﻠﺼﺪﻕ ،ﳍﺪﺗﻪ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﻮﺭﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﳌﻨـﻊ
٢٠
ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﺘﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ٥.ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨـﺔ ﺃﻭ 5ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﺍﻤﲏ ﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ "ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ" ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ "ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ" ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺃﻟﺼﻖ ﰊ ﺘﺎﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﺿﺪﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺃﺳﺘﺼﺪﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻻﺎﻣﻪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ. ﻓﺎﳌﺆﺳﻒ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﻏﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ .ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺻ ﺮﺣﺖ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﲜﻼﺀ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﳊﻠﻒ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ،ﻓﺴﻴﺒﻄﺶ ﺑﻪ ﺍﷲ ﻋﺎﺟﻼ ﺑﻌﺪ ﲤﺴﻜﻪ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻭﻳﻬﻠﻜﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻭﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﻮﺕ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ،ﻓﺄﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ؟ ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺁﻢ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ .ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﻢ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻇﻞ ﳜﺎﻑ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺮﻭﻋﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺴﺞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺎﻣﺎ -ﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳋﻮﻓﻪ -ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ .ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻭﻳﺴﺘﺼﺪﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﺮﻣﲔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﱂ ﻳﺘﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳛﻠﻒ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ .ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﱪﺉ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺎﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﻠﻒ ﺃﻭ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﺇﺛﺒﺎ ﺍﻷﺭﺑﻊ -ﺃﻱ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺩﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﲔ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﻭﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺯﻋﻢ ﺁﻢ -ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﱵ ﺃﻡ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺁﻢ؟ ﻓﻴﺎ ﲨ ﻊ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻷﺷﻘﻴﺎﺀ ،ﺣﺘﺎ ﻡ ﲣﻔﻮﻥ ﺍﳊﻖ؟ ﻣﱴ ﺗﺘﺨﻠﱠﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ،ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻟﻘﺪ ﺳﻘﻴﺘﻢ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺄﺱ ﺍﻹﳊﺎﺩ ﺍﻟﱵ ﺷﺮﺑﺘﻤﻮﻫﺎ ﺃﻧﺘﻢ. ﱄ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻭﺳﺠﻠﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺑﺄﻱ ﺟﻼﺀ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺇ ﱠ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ" .ﻭﻫﻮ" :ﺍﻃﱠﻠﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﳘﻪ ﻭﻏﻤﻪ .ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﺒﺪﻳﻼ. ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷﻋﻠﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ .ﻭﺑﻌﺰﰐ ﻭﺟﻼﱄ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ
٢١
ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻭﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﳑﺰﻕ .ﻭﻣﻜﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ .ﺇﻧﺎ ﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ. ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ .ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﺬﻩ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﲣﺬ ﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﻴﻼ") .ﺭﺍﺟﻊ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ (٢ﰒ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﻔﺴِﻪ ﺗﺮﲨ ﹸﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ :ﻟﻘﺪ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫ ﻢ ﺁﻢ ﻭﻏﻤﻪ ﻭﺃﻣﻬﻠﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻭﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺍ ِﳌﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻟﻠﻮﺣﻲ ﺑﺘﻔﻬﻴﻢ ﺇﳍﻲ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﺗﻐﻴﲑﺍ ،ﻭﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﻓﻬﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺏ ﺗﺜﲑ ﺍﷲ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨـﺰﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺣﱴ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﺳﺒﺎ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺃﻱ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻇﻬﺮ ﻓﺰﻉ ،ﻓﻼ ﻳﻨـﺰﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻳﺘﺄﺟ ﹸﻞ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷﻋﻠﹶﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ ،ﻓﺎﳋﻄﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﲨﺎﻋﱵ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻭﺑﻌﺰﰐ ﻭﺟﻼﱄ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻓﺎﳋﻄﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﳑﺰﻕ؛ ﺃﻱ ﺳﺘﺼﻴﺒﻬﻢ ﺫﻟﺔﹲ، ﻭﻣﻜ ﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ ،ﻭﻓﹸﻬﻤﺖ ﺃﻧﲏ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻧﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻻ ﺍﻟﻌﺪ ﻭ .ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﻟﻦ ﻒ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻔﻀﺢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺮﻫﻢ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﻳﺒﻮﺭ ،ﺃﻱ ﺳﻴﻜﺴﺮ ﺍﳌﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻮﻩ ﻳﻜ ﻭﺟﺴﻤﻮﻩ ﻭﺳﻴﺬﺭﻩ ﻣﻴﺘﺎ ﻭﺳﻴﺮﻱ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﺎ ﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ؛ ﺃﻱ ﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻧﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﻟﻠﻔﺘﺢ ،ﻭﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ،ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎ) .ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﺹ (٢ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺑﺄﻱ ﻧﻘﺎﺀ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ؛ ﻓﻬﻞ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺟﻠﺴﻮﺍ ﺁﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﲡﻮﻟﻮﺍ ﺑﻪ ﰲ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺃﻡ ﻻ؟ ﺃﱂ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺫﺑﺔ؟ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻗﺪ ﻭﻋﺪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺑﺈﻳﺮﺍﺩﻩ ﺍﳍ ﻢ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ ﻓﺘﺄﺧﺮ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺳﻴﺒﻄﺶ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﻴﻬﻠﻜﻪ. ﻓﻘﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻮﺟﻬﲔ؛ ﺣﻴﺚ ﲢﻘﻘﺖ ﺃﻭﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺁﻢ ﺍﳍﻢ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻓﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻹﳍﺎﻣﻲ ،ﰒ ﲢﻘﻖ ﺑﻮﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﺎﺗﻪ ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭِﻩ ﺍﳌﻠ ﺢ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﳊﻠﻒ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﺃﺭﻯ ﺍﷲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻼﻟﻴﺔ ﻣﻌﺎ؛ ﻓﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺫﻟ ﹰﺔ ﺗﻠﻮ ﺖ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﺫﻭﻭ ﺫﻟﺔ ،ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻋﺒﺪ ﹸﺓ ﺍﳌﻴ ِ
٢٢
ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻨﻊ ﺑﻪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﺑﺄﻥ ﺷﻔﻘﺘﻪ ﻇﻠﺖ ﲤﻨﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻌ ﺮﺿﻪ ﻟﻜﻞ ﻫﺠﻮﻡ ﻣـﻦ ﺍﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺿ ﺪ ﺍﺮﻣﲔ ﻛﻤﺎ ﳚﺐ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻼﻣﺔ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺻـﺎﺭﺕ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﺑﺄﻧـﻪ ﻇـﻞ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ؟ ﻭﱂ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣ ﺪ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﻭﻣـﺔ ﺍﻟﻌـﺪﻭ ﺻـﺎﺭﺕ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﺟﺪﺍ ،ﻭﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺗﲔ :ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﺳﻼﻣﺔ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺫﻟ ﹸﺔ ﺩﻳ ِﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺘﻮﺧﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ. ﻭﳑﺎ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺁﻢ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﺜـﻖ ﺑﺘـﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌ ﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻮﺯﺗﻪ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻹﺛﺒﺎﺗﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﻗـﺪ ﺷﺎ ﻫﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻌﻼ ،ﻓﻤﻦ ﺷﻘﺎﻭﺗﻪ ﺍﻟﻘـﺼﻮﻯ ﺃﻥ ﺃﺣـﺪﺍ ﻣـﻦ ﺱ ﺃﻭ ﺳﻼﺡ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻱ ﺭﺍﺟﻞ ﺃﻭ ﻣﺎﺵ ﺃﻭ ﻓﺮ ٍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺃ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﻈﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﺣﱴ ﺍﻧﻘـﻀﻰ ﻣﻴﻌـﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳜﺎﻑ ﺍﳍﻼﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﺴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﳌﺎﺳﻮﻧﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻱ ﺻﺎﺩﻕ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺩﻋﺎﻭﻳﻪ -ﺍﻟـﱵ ﻻ ﻳﻔﺸﻮﻥ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ،ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺃ ﻱ ﺑﺮﻳﻖ ﻟﻠﺼﺪﻕ؟ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺪﻗﹸﻪ – ﻏﺎﻣﻀﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻼﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ ﺐ ﳏ ﱠﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ،ﻭﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻜﺎﻣﻞ ﺇﻥ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﻱ ﺟﺎﻧ ٍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ .ﻓﻠﻴﺨ ﱪﱐ ﺣﺴﺎ ﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﻗ ﺪﻡ ﺁﻢ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻮﺿـﻮﺡ؟ ﻓﻬﻞ ﺳﺠﻞ ﻗﻀﻴ ﹰﺔ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻭ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻌ ﺮﺿﻪ ﻟﻠـﻬﺠﻤﺎﺕ؟ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻬﻞ ﹶﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﺷﻔﻮﻳﺎ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ ﺑﺎﺡ ﺬﺍ ﻱ ﺳﻌﻲ ﻟﻺﺩﺍﻧﺔ ﺑﺮﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺳﺘـﺼﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ؟ ﻫﻞ ﺑﺬﻝ ﺃ ﺗﻌﻬﺪ ﻣﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﶈﻜﻤﺔ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ ﻗﺪﻡ ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ ﺃﻗﺴﻢ ﻟﺘﱪﺋﺔ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺎﻡ ﻭﱂ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻟﻘﻮﺍ ﻣﻬﺎﻧﺔ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻓﻬﻞ ﺳﻴﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻛﻼ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ. ﻗﻠﻮﺏ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻳﺮﺩ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ،ﻓﺘﺪﺑﺮ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ .ﻣﻨﻪ
٢٣
ﻧﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺴﻢ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺁﻧﻔﺎ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺩﻋﻮﺍﻩ ـ ﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳋﻄﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺩﻟﻴـﻞ ﻭﻳﻌـﺎﺏ ﻓﻬﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘ ﱠ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ؟ ﻓ ﱢﻜﺮﻭﺍ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ؛ ﺃﺗﺮﻭﻥ ﺍﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ -ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﱘ ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ِ -ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺃﻡ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻧﺬﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﺑﺎﺵ؟! ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﺎﻣﺎﺕ ﺁﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﺮﺍﺭﺍ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﱂ ﻳﻘـﺪﻣﻮﺍ ﺃﻱ ﺩﻟﻴـﻞ ﻹﺛﺒﺎﺎ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻴﺶ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻫﻢ ﺃﻳـﻀﺎ ﻣﻊ ﺁﻢ؟ ﺃﻓﻬﺬﻩ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻵﻥ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺇﺛﺒﺎﺗﺎ ﻛﺎﻣﻼ، ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺩﻟﻴﻼ ﻣﻮﺟﺰﺍ ﻏﲑ ﻛﺎﻑ ﻟﻜﻲ ﺗﺰﻭﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺻـﻤﺔ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺃﺻﻼ ،ﺃﻓﻠـﻴﺲ ﻣـﻦ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻖ ﳍﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻋﺒﺜـﺎ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﺴﺎﺭ ﺮ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﳌﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﲡﺎﻩ ﺁﺧﺮ؟ ﻉ ﺍﳋﺎﺋﻒ ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺛﺎﺑﺖ ﺣﺘﻤﺎ ،ﺭﺟﻮ ﺍﻟﻔﺰِﻉ ﺍﳌﺬﻋﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ .ﺇﻧﲏ ﹸﺃﻗ ﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺑﺪﻯ ﲤﺴﻜﻪ ﺑﺎﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﺪﻯ ﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﺒـﺎﺩﺉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺷﻔﻮﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﺃﺑﻪ ﻭﻋﺎﺩﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ؟ ﺑﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻊ ﻗﻤﻴﺺ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﻇﻞ ﻳﺘﻀﺮﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻖ ﻃﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﻠـﻬﺎ ،ﻛﻤـﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ .ﰒ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﳋﻄﺮﺓ ﻇﻞ ﻗﻠﺒـﻪ ﻳﻘﺴﻮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ،ﺣﱴ ﺳﻘﻂ ﰲ ﻫﻮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺎﺋﻴﺎ ﻋﻨـﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﰲ ،١٨٩٥-١٢-٣٠ﻭﳊﻖ ﰲ ١٨٩٦-٧-٢٧ﺑﺎﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺮﻕ ﰲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﳌﻈﻠﻤﺔ ﳊﺒﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻠﻌﺎﻡ.
٢٤
ﻕ ﰲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺁﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﻋﻤـﻪ ﺍﲰﻌﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋﺰﺓ ،ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺟﻰ ﺍﻟﺼﺪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻭﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺭﺍﺋﺤ ﹸﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛ ِﺮ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﰲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ،ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻋﺪﱘ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﻟﲔ ﺑﻄﺒﻌﻬﻢ ﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﳊﻖ ،ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻟِﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﳏﺘﻤﻞ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻛ ﹸﻞ ﺫﻱ ﺿـﻤﲑ ﻕ ﺻﺎﺩﻕ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ؟ ﺇﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺩﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻭﻣﻜﻴﺪﺓ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﺧـﺘﻼ ﻛﺮﻳﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻗِﺒﻠﻪ ،ﺃﻭ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳜﻄﺮ ﺑﺒـﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓ ﹶﺔ ﻋﲔ. ﺐ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺁﻢ ﻱ ﺑﺎﺣﺚ ﻭﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﰲ ﺃﻥ ﺳﺒ ﻟﻦ ﻳﺸﻚ ﺃ ﻫﻮ ﻋﻈﻤ ﹸﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺣﺼﺮﺍ ،ﻭﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺁﻢ ﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑـﺔ ﻭﻗـﺪﻡ ﻱ ﻣﻐﺮﺽ ،ﻟﻜﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻫـﺬﺍ ﻋﺬﺭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻀ ﺮﻩ ﺃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺃﻭ ﻳﻈﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍ ﺭ ﻵﻢ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﳊﻖ ﻣﻠﺘﺒﺴﺎ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻏ ﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺬﻩ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﳑﻜﻨﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ -ﺍﻟـﺬﻱ ﺴ ﺞ ﺍﻻﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺰﻉ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ، ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﻧ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﺼﺪﻕ -ﳑﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳـﺘﺠﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ. ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺁﻢ ﻏﲑ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺎﻃ ﹲﻞ ﻭﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺎﳋﻮﻑ ،ﺑﻞ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﺘـﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﻭﺍﳌﺰﻭﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻗ ﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻃﻠ ﹰﺔ ﻭﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ، ﻓﻼ ﺷﻚ ﰲ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺣﺼﺮﺍ .ﻭﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻺﻧﺼﺎﻑ ﻟﺘﱪﺋﺔ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ .ﺇﻥ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﻤﺎﻧﺎ ﺳﺎﻓﺮﺍ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻩ ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻗِﺒﻠﻨﺎ ﺑﺄ ٍﱂ ﻭﺻﺪﻣﺔ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﺑﺄﻛ ﱪ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻈﻠﻮﻡ ﺃﻥ
٢٥
ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ؟ ﺃﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻜﻨﺎ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺣﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﹶﳜﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻓﺴﻮﻑ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻧﻘﺪﺍ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻠﺘﻔـﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺴﻢ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﳓﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ٦ﻟﻠﻤﻨﺼﻔﲔ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﳌﺎﺫﺍ ﲢﺎﺷﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ 6ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﺮﺍﺳﻠﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﺷﺤﻨﻪ ﻫﻨﺪ" ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ "ﻣﲑــ" ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻌﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ١٨٩٦-٩-١ﻣﻘﺎﻻ ﺃﺛﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿـﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻦ ﺁﻢ ﻭﻏﲑِﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ،ﻭﻛﺘﺐ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻘﺎﻝ: ﺚ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣ ﺪ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻭ ﳏﺒﺎ ﻟـﻪ، ﺍﻟﺒﺎﺣ ﹸ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﳏﱯ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻃﺎﻟﱯ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻤﻘﻮﺍ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺻـﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺐ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻘﺼﻮﺍ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻳﺒﺪﻭﻥ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ -ﻭﺃﱏ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧـﺸﺄ ﻋـﻦ ﻟ ﺗﻔﻜﲑ ﻋﺎﺑﺮ ﻭﺳﻄﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ -ﻓﻴﺘﻮﺭﻃﻮﻥ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ ﺑـﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘـﺴﺮﻉ ﰲ ﺐ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟـﻊ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﳐﺠﻠﺔ .ﰒ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ -ﻧﺘﻴﺠ ﹶﺔ ﺗﺸﺒـﺜﻬﻢ ﲞﻄﺌﻬﻢ -ﺗﻌﺼ ﺡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺃﹸﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺭ ﺩ ﻋﻨﻪ ﻣﺘﻌﺬﺭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺣﱴ ﻟﻮ ﺍﺗﻀﺢ ﺍﳊﻖ ﻭﺿﻮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ: ﻗﻮﻟﻪ :ﻟﻘﺪ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﳌﺘﻔِﻘﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﲑﺯﺍ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﻮﻩ ﰲ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ،ﻓﺎﻟـﺬﻱ ﺱ ﺍﻹﺳـﻼ ﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﱐ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺃﺻﻠﹼﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺃﻋﻠﹼﻢ ﺍﻟﻨﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﻛﺎﻓﺮﺍ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﻓﹾﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺇﱃ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻫـﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻏ ﲑ ﻻﺋﻖ. ﺾ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﻘـﻮﻝ ﺃﻗﻮﻝ :ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺪﻝ ..ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﺎﻗ ﻒ ﺍﳌـﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜـﺎﻓﺮ ،ﻭﰲ ﺻ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺤﻖ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺒﺪﻱ ﺭﺃﻳﻪ ﰊ ﻛﺄﻥ ﲨﺎﻋﱵ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﱐ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﷲ ﻭﻛﺄﻧﲏ ﺍﺩﻋﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺄﱐ ﻣـﺴﻠﻢ ﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺧﺎﻃﺊ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺃﺅﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻓﺮﺃﻳﻪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺄﱐ ﺍﺩﻋﻴ ﻣﺼﻴﺒﺎ ﰲ ﺭﺃﻳﻪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﰲ ﺭﺃﹾﻳﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺄﱐ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺃﺅﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ
٢٦
ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺸﻘ ﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﷲ ﻭﺧﺎﺗ ﻢ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀً؟ ﻭﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﺑﺄﻥ ﺁﻳﺔ ﻭﹶﻟ ِﻜ ﻦ ﺭﺳﻮ ﹶﻝ ﺍ ِ ﲔ )ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ (٤١ :ﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ،ﺃﻥ ﻳﻔﺼﺢ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﻭﻧﱯ ﺑﻌـﺪ ﺍﻟـﻨﱯ ﺍﻟﻨِﺒﻴ ﻉ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻗﻂ ؟ ﻓﻠﻴﺘﺬﻛﺮ ﺟﻨﺎﺏ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﱂ ﻳ ﺪ ِ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ،ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﳎﺎﺯﺍ ﻭﲟﻌﲎ ﻏﲑ ﺣﻘﻴﻘـﻲ ﲝـﺴﺐ ﺍﳌﻌـﺎﱐ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺟﻢ ،ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺣﱴ ﻫـﺬﺍ ،ﻷﻧـﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﳔﺪﺍﻉ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﺇﻻ ﺃﻧـﲏ ﻻ ﺃﺳـﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺧﻔـﻲ ﺍﳌﻜﺎﳌـﺎﺕ ﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤ ﹸﺔ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻟﻜﻮﱐ ﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﺑﺄﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﺣﻘﻲ ﱂ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘـﻲ ،ﻭﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻱ ﻧـﱯ ﻻ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﺃﻋﻠﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻸ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻫﻮ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﻟﻦ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺃ ﻗﺪﱘ ﻭﻻ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﱯ ﺃﻭ ﺭﺳﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ،ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻛﺬﹼﺍﺏ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﺇﻧﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨﻔﺼﻼ ﻋﻦ ﺫﻳﻞ ﻓﻴـﻮﺽ ﺍﻟـﻨﱯ ﱯ ﺍﷲ ﻣﺴﺘﻘﻼ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻠﺤـﺪ ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻧ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ ،ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺳﻴﺨﺘﺮﻉ ﻟﻪ ﻛﻠﻤ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﳜﺘـﺮﻉ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﻭﺗﻐﻴﲑﺍ ،ﻓﻼ ﺷﻚ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﺃﺧﺎ ﳌﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ،ﻭﻻ ﻣﺮﺍﺀ ﰲ ﻛﻔﺮﻩ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﰲ ﺣﻖ ﺧﺒﻴﺚ ﻣﺜﻠﻪ ﺇﺫﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ؟ ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺁﻧﻔﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗـﺴﺘﻌﻤﻞ ﳎـﺎﺯﺍ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﹰﺓ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﲝﻖ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠـﻰ ﻭﺟـﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻨـﺰﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻩ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﻮﻥ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺇﱃ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧـﺮﻯ. ﻓﺎﺳﻢ "ﻧﱯ ﺍﷲ" ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠـﺴﺎﻥ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻟﻠﻨﱯ ،ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﺎﺯ ﺍﳌﺴﻠﱠﻢ ﺑﻪ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ،ﻭﻫـﻮ ﱯ ﺑﻌﺪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ. ﺗﻌﺒﲑ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﳌﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﻧ
٢٧
ﻗﻮﻟﻪ :ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﻗﺪﺍﺳ ﹸﺔ ﺍﳌﲑﺯﺍ ﻣِﻌﻴﺎﺭ ﺻﺪﻗﻪ ﺃﻭ ﻛﺬﺑﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳌﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟـﻨﻈﲑ "ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" )ﺃﻋﲏ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻭﺻﻬﺮ ﺃﲪـﺪ ﺑﻴـﻚ ﺍﳍﻮﺷـﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﻟﻴﻜﻬﺮﺍﻡ ﺍﻟﻔﺸﺎﻭﺭﻱ( ﻓﻠﻴﻔﻬ ﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻵﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻫـﻲ ﺩﻋـﻮﻯ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺃﻡ ﻛﺬﺏ ﻋﻘﻴﻢ. ﺾ ﺑﻌﺪ ،ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﺎﺑ ﻖ ﻷﻭﺍﻧـﻪ، ﺃﻗﻮﻝ :ﺇﻥ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻟﻴﻜﻬﺮﺍﻡ ﱂ ﻳﻨﻘ ِ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮِﻩ ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﻣﻴﻌﺎﺩﻫﺎ ،ﻭﳘـﺎ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻧﺒﻮﺀﺗﺎﻥ؛ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﻣﻮﺕ ﺻﻬﺮِﻩ ،ﺃﻣﺎ ﺁـﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﰲ ١٨٩٦-٧-٢٧ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﲔ .ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻋﻴﻨﲔ ﺃﻥ ﻣﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺟﺎﻧﺒﺎﻥ ،ﻭﻗﺪ ﲢﻘﻘﺎ ﻛﻼﳘﺎ .ﳓﻦ ﻻ ﻧـﺴﺘﻄﻴﻊ ﱯ ﺃﻭ ﺭﺳﻮ ٍﻝ ﻗﺒﻠﹶﻨـﺎ، ﻱﻧ ٍ ﺃﻥ ﻧﻠﺠﻢ ﺃﻱ ﻣﺘﻌﺼﺐ ﺧﻠﻴ ِﻊ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﳉﺎﻣﻪ ﺃ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﻻ ﳚﺪ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻘـﺪ ﺑﻴﻨـﺎ ﻛـﺜﲑﺍ ـﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ ﻭﻏﲑِﻩ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮِﻩ؛ ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﳐﺎﻟﻔﻴﻨﺎ ،ﻓﻜﺄﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﻛﻴﺰﺗﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﺍﻧﻜﺴﺮﺕ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻬﺮﻩ ﻓﻘـﺪ ﻑ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺕ ﺭﻓﻴﻘِﻪ ﻭﲪﻴﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ﻗﺒـﻞ ﺍﳌـﻮﺕ. ﺍﺳﺘﻮﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳋﻮ ﺕ ﲟﻮﺕ ﺭﺟﻠﹶﲔ ﻓﻤﺎﺕ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻓـﺈﻥ ﻭﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﺗﻨﺒﺄ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻳﺘﺄﺛﹼﺮ ﺑﻪ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻭﻓﻄﺮﺗﻪ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻨﺎ ،ﳍﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻫـﺬﻩ ﻗـﺪ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻦ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﲝﺴﺐ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ. ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﺘﻨﺎ ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻﺀ ،ﻭﺍﻟـﱵ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﲣﹼﻠﻒ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﻓﺎﻋﺘﺮﺍﺽ ﻛﻞ ﻣﻌﺘﺮﺽ ﰲ ﳏﻠﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺑﺘﻮﺍﺗﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺃﻥ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﳋﻮﻑ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺮﱘ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﱯ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ،ﺑـﻞ ﻳـﺮِﺩ ﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ .ﺍﻗﺮﺃﻭﺍ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﳌﻘﺮﻭﻥ ﲜـﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌـﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻋﺘﺮﺍ
٢٨
ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻧﺲ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﺈﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﰲ ﻏﻀﻮﻥ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺟﺎﺯﻣﺎ ﻏﲑ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺫﻟـﻚ ﰲ ﺍﻟﺘﻔـﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺮﺍﺯﻱ ﺹ ١٦٤ﻭﺗﻔﺴﲑ "ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ" ﻟﻠـﺴﻴﻮﻃﻲ ،ﻭﺫﻟـﻚ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ) .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺻﻔﺤﺔ (١٢ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺳِﻔﺮ ﻳﻮﻧﺎﻥ) ..ﺃﻱ ﻳﻮﻧﺲ( ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﰲ ﺍﻹﺻـﺤﺎﺡ ٣ﻭ ٤ ﲔ ﻳ ﻮﻣـﺎ ﺴ ﲑ ﹶﺓ ﻳ ﻮ ٍﻡ ﻭﺍ ِﺣﺪٍ ،ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻭﻗﹶﺎ ﹶﻝ» :ﺑ ﻌ ﺪ ﹶﺃ ﺭﺑﻌِـ "ﻓﹶﺎﺑﺘ ﺪﹶﺃ ﻳﻮﻧﺎ ﹸﻥ ﻳ ﺪ ﺧ ﹸﻞ ﺍﹾﻟ ﻤﺪِﻳﻨﺔﹶ ﻣ ِ ﺼ ﻮ ٍﻡ ﻭﹶﻟِﺒﺴﻮﺍ ﻣﺴﻮﺣﺎ ِﻣ ﻦ ﻛﹶـِﺒ ِﲑ ِﻫ ﻢ ﷲ ﻭﻧﺎ ﺩﻭﺍ ِﺑ ﺐ ﻧِﻴﻨﻮﻯ«....ﻓﹶﺂ ﻣ ﻦ ﹶﺃ ﻫ ﹸﻞ ﻧِﻴﻨﻮﻯ ﺑِﺎ ِ ﺗﻨ ﹶﻘِﻠ ﷲ ﷲ ﹶﺃ ﻋﻤﺎﹶﻟ ﻬ ﻢ ﹶﺃﻧ ﻬ ﻢ ﺭ ﺟﻌﻮﺍ ﻋ ﻦ ﹶﻃﺮِﻳ ِﻘ ِﻬ ِﻢ ﺍﻟ ﺮﺩِﻳﺌﹶـﺔِ ،ﻧـ ِﺪ ﻡ ﺍ ُ ﺻ ِﻐ ِﲑ ِﻫ ﻢ ...ﹶﻓﻠﹶﻤﺎ ﺭﺃﹶﻯ ﺍ ُ ِﺇﻟﹶﻰ ﻚ ﻳﻮﻧﺎ ﹶﻥ ﹶﻏﻤﺎ ﺷـﺪِﻳﺪﺍ، ﺼﻨ ﻌ ﻪ ...ﹶﻓ ﻐ ﻢ ﺫِﻟ ﺼﻨ ﻌ ﻪ ِﺑ ِﻬﻢ ،ﹶﻓﹶﻠ ﻢ ﻳ ﺸ ﺮ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﺗ ﹶﻜﱠﻠﻢ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻳ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟ ﺏ ...ﻓﹶﺎﻵ ﹶﻥ ﻳﺎ ﺭﺏ ،ﺧ ﹾﺬ ﻧ ﹾﻔﺴِﻲ ِﻣﻨﻲَ ،ﻷ ﱠﻥ ﺏ ﻭﻗﹶﺎ ﹶﻝ» :ﺁ ِﻩ ﻳﺎ ﺭ ﺻﻠﱠﻰ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟ ﺮ ﻅ .ﻭ ﻓﹶﺎ ﹾﻏﺘﺎ ﹶ ﻣ ﻮﺗِﻲ ﺧﻴ ﺮ ِﻣ ﻦ ﺣﻴﺎﺗِﻲ« .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒـﺎﺱ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ: "ﺃﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻳﻮﻧﺲ :ﺇﱐ ﻣﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻛﺬﺍ ﻛـﺬﺍ ..ﻓﻌﺠـﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻧﺎﺑﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻟﻮﺍ ،ﻓﺄﻗﺎﳍﻢ ﺍﷲ ﻭﺃﺧﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .ﻓﻘﺎﻝ ﻳـﻮﻧﺲ ﻻ ﺃﺭﺟـﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻛﺬﺍﺑﺎ ﻭﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ") .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ؛ ﲢﺖ ﺁﻳﺔ ﻣﻐﺎﺿﺒﺎ )ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ) (٨٨ :ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ١٤ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ(. ﻫﻨﺎ ﻧﺤﻜﱢﻢ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻧﺴﺄﻟﻪ :ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘـﻮﻝ ﺃﻥ ﻭﺣﻲ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺑﻄﹸﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ ﻛﺬﺍﺑﺎ؟ ﻓﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﳚﻬﻠﻮﻥ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺎﻡ ﻳﻌﺘﻘـﺪﻭﻥ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﳋﻮﻑ ﺟـﺎﺋﺰ. ﻓﻜﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻒ ﺃﻥ ﻳﻜﺬﱢﺏ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺒﻮﺀﺓﹰ ﺗﺸﺒﻪ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻧﺲ ﰲ ﻓﺤﻮﺍﻫﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﻳـﺸﺎﺭﻛﲏ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎ ،ﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﺑﺄﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺻـﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﱪﻡ ،ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﻭﻫﺎ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻓﻠﻦ ﺗﺘﺤﻘـﻖ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ﻭﺳﺄﻫﻠﻚ ،ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ،ﻓﺄﻳﻀﺎ ﺳﻴﺤﻘﻘﻬﺎ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﻋﻦ
٢٩
ﺁﻢ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ،ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩﺓ ﻫﻲ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﺃﻣﺎ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﲢﻘﱡﻘﻬﺎ ﻓﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻋﻮﺍﻣﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻪ ،ﻓﻠﻴﺨﺠﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻌﺘﺮﺿﻮﻥ ﻗﻠـﻴﻼ. ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻫـﺪﻑ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﻜﹼﻮﺍ ﰲ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻮﻑ ﺇﳍـﻲ ،ﻷﻥ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﺤﺎﺩﺙ ﻗﺪ ﲢﻘﻖ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐِ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﲢﻘﱡﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳋﻮﻑ ﺣﱴ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﻤﻲ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﲨﺎﻋﻴﺔ ﺮﺩ ﻋـﺪﺍﺋﻲ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﱵ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻭﺇﳊﺎﺩﺍ؟ ﻓﺎﳊﻜﻢ ﺳﻬﻞ ﺟﺪﺍ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﺴﻄﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮ ﻣﻮﺗﻪ ﺃﺟﻼﹰ ﻳﻘﺮﺭﻩ ﻫﻮ، ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ .ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﺗﻜﺬﱢﺑﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ! ﻓﺴﺘﻤﻮﺗﻮﻥ ﺑﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺟـﻪ، ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻨﻜﻢ ﻋﺪﺍﻭﰐ ﻣﻦ ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻋـﺪﺍﻭﺗﻜﻢ ﱄ ﺗـﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺭﺳﻮﻝِ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟ ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻛﹸﺘﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﳌﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﲔ ﻭﻟـﻴﺲ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻄﻴﺒﲔ .ﻓﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄﹶﺗﺎ ﲟـﻮﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ،ﻭﻣﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺑﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪ .ﻭﻣـﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺣﱴ ﺗﺄﰐ ﺳﺎﻋﺔﹲ ﲡﻌﻠﻪ ﻣﺘﺠﺎﺳﺮﺍ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮﺍ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﲔ ﻓﺎﻀﻮﺍ ﻭﺃﺳﺮِﻋﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﺠﻌﻠﻮﻩ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮﺍ ﻭﻣﻜﺬﺑﺎ ﻭﺍﺳﺘﺼﺪِﺭﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﰒ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﲡﻠﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ .ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻫﻲ "ﻛﺬﹼﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺎ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ .ﻓﺴﻴﻜﻔﻴﻜﻬﻢ ﺍﷲ ﻭﻳﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ .ﻻ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ،ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻓﻌﺎﻝ ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪ" .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﲏ ﻭﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﰊ ﻓﻼ ﺃﻧﺰﻋﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﻭﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻗﺒﻠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺍﺟﻬـﻮﺍ ﺍﻻﺳـﺘﻬﺰﺍﺀ ﻓﺄﹸﺑﻴـﺪ ﺍﳌﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ ﺳﺮﻳﻌﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﳜﱪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﻮﺍ .ﻭﺇﱐ ﺑﺄﻋﲔ ﺍﷲ ﻫـﻮ ﻳﺮﺍﱐ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﺬﱢﺑﲏ ،ﻭﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻀﻴﻌﲏ ﻭﻻ ﻳﺨﺰﻳﲏ ،ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﻔﹼـﺮﻭﱐ
٣٠
ﻛﺎﻥ ﻳﻨـﺰﻩ ﺍﺩﻋﺎ َﺀﻩ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ،ﻭﳛﻘﻖ ﺑﺮﺍﺀﺗـﻪ ﺖ ﺑـﻪ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻻﺎﻡ؟ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﱪﺉ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﺼﻘ ﻭﺛﺒﺘﺖ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﺃﻭ ﺑﺘﻘﺼﻲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﺃﻭ ﲝﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﻄﻬﲑ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﻻﺎﻡ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ .ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑـﻪ ﺇﺣﺠﺎﻣـﻪ ﺍﳌﺘﻌ ﻤﺪ ﻋﻦ ﺗﱪﺋﺔ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺃﹸﺗﻴﺢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻛﺬﺑﻪ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘـﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻹﻋـﻼﻥ .ﻭﻗـﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳊﹶﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺒﺄﻧﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ،ﻭﺑﻴـﻨﺎ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳌﻮﺕ ﺳﻴﺤ ﹼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ .ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳـﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﱴ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﺍﻷﺧﲑ ﰲ ١٨٩٥-١٢-٣٠ﻹﲤـﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ .ﺃﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓ ﻌ ﹶﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮ ﻛﺬﺏ ﺁﻢ ﻭﻓﻀﺢ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﻩ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻘﺴﻢ؟ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﺃﻱ ﺛﻐﺮﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺸﻮﺏ ﺑﻴﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﺃﻱ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺑﻘﻲ ﻹﺩﺍﻧﺔ ﺁﻢ؟ ﻻ ﺷﻚ ﰲ ﺃﻥ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺩﺍﻧﺘﻪ .ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﻘﺪﱘ ﺃﻱ ﺷﻬﻮﺩ ﻟﺼﺎﳊﻪ ﻭﺗﱪﺋﺔ ﺳﺎﺣﺘﻪ ،ﻭﻟﻦ ﳚﲏ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﺃﻱ ﻣﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ .ﻭﻟﻘﺪ ﺭﻛﺰﻧﺎ ﺕ ﺟـﺎﺋﺮﺓ ﻗـﺼﺪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﲜﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﺫﺏ ﰲ ﺗﺼﺮﳛﻪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺷﻨﻨﺎ ﻫﺠﻤﺎ ٍ ﻭﻟﻌﻨﻮﱐ ﻭﺳﺒﻮﱐ ﻭﺷﺘﻤﻮﱐ ﻭﻛﺬﱠﺑﻮﺍ ﻛﻠﻤﺎﰐ ﻭﱂ ﳛﻴﻄﻮﺍ ﺎ ﻋﻠﻤﺎ ،ﻓﺎﳌﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺧﲑﺍ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ .ﻣﻨﻪ =========
ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ :ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﱂ ﺃﺗﻠﻘﹼﻬﺎ ﺍﻵﻥ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺇﳍﺎﻣﺎﰐ ﻣﻨﺬ ١٦ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﺴﺘﺠﺪﻭﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ .ﻣﻨﻪ
٣١
ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺃﹶﺛﺮﻧﺎ ﻏﲑﺗﻪ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﻛﻠﻤـﺎﺕ ﻣـﺜﲑﺓ ﻟﻠﻐﲑﺓ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺧﻮﻓﺎ ﻗﺪ ﺗﺒﻮﺃ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻤ ﺢ ﻟﻪ ﺑﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ .ﰒ ﺍﺳﺘﺤﻠﻔﻨﺎﻩ ﺑﺈﳊﺎﺡ ﻭﺗﻮﺍﺿﻊ ﻣﺬﻛﱢﺮﻳﻦ ﺇﻳﺎﻩ ﻋﺰ ﹶﺓ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺈﳊﺎﺡ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﺼﻘﻬﺎ ﺑﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻘﺴِﻢ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟـﺰ ﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻛﺎﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﺍﻷﺷﻘﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻭﺗﺼﺮﻓﻬﻢ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻌﻨ ﹶﺔ ﺍﷲ .ﻓﻤﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﻪ ﺍﳋﻮﻑ ﻣـﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﺘـﻀﺢ ﰲ ﺳﻴﺠﻠ ﻣﻜﺎﺋﺪﻩ ﺍﳌﺰﻭﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﲢ ﺮﻱ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺴﻢ ﻓﺴﻴﺤ ﹼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻬ ﺮ ﺇﳍﻲ ،ﻓﻠـﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﱂ ﻳﻘﺴﻢ ،ﺑﻞ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻻﺣﻆ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻧـﻪ ﻟـﻦ ﻱ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﻳﻦ ،ﻭﺃﻥ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻭﺧﻴﻤﺔ .ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻇـﻞ ﻳﺒﺎ ﺭﻙ ﻟﻪ ﰲ ﺃ ﺍﺩﻋﺎﺅﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﺮﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺽ ﺑﺄﻥ ﻳﺜﺒـﺖ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻗﺪ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﺑﺈﳊﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺮ ﺩﻋﺎﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻹﺩﺭﺍﻛﻪ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﺻﺤﻴﺤ ﹰﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺩﻻﺋﻞ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﹼﻓﺮ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﹾﲢﻜـﻢ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳋﺼﻢ ﻭﲡﻴﺰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ. ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﺘﻮﺟﺴﺎ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﺘﺎﻧﻪ ﻫﺬﺍ؛ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺳﺎﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘـﻀﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﻜﻤـﺔ ،ﻣـﻊ ﺃﻥ ﺃﺻﻬﺎﺭﻩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀﻩ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺴﺮ ﻵﻢ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻌﻼ -ﺑﺘﻘـﺪﱘ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺫﻭﻱ ﻧﻔﻮﺫ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ .ﻭﻟﻮ ﺗﻴ ﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ -ﺃﻥ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻗﺪ ﺷﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﻠﻤﺎ ،ﻟﻜ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﺑﻨﺸﺮﻩ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ .ﻭﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻣﻜﺴﺒﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻨﺎ ﻭﻛﺬﺑِﻨﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﺎﻥ ﺳـﻴﺨﻠﻖ ﻟـﺪﻯ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺷﺒﻬ ﹰﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺳﻴﻌﺘﺒﺮ ﺟـﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟـﺬﻛﺮ ﰲ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ! ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻥ ﺁﻢ ﱂ ﻳﺘﺨﺬ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻜـﺬﺏ ﺑﺈﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ؟
٣٢
ﺾ ﻛﺒـﺎﺭﻫﻢ ﻒ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ،ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﻨـﺎ ﺑﻌـ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜ ﻭﺯﻋﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻨﺄﺧﺬ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﺪﻝ ﺍﻹﳍﻲ .ﻓﹶﻠ ﻌ ﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺩﻭﻥ ﺫ ﹾﻛﺮ ﺃﻱ ﻓﺮﻳـﻖ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﳑﻨﻮﻋﺎ ﰲ ﺃﻱ ﺩﻳﻦ ،ﻻ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﳓﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨـﺼﺎﺭﻯ ﻭﻻ ﺲ "ﻭﺍﻳﺖ ﺑﺮﳜﺖ" ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻋﺪﺩ ﻣـﻦ ﱄ ﺍﻟﻘ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺟﺎﺀ ﺇ ﱠ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﺒﻞ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻧﻄﻼﻗﻪ ﺇﱃ " ِﺷﻤﻠﺔ" ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﺁﻢ ﱂ ﺖ ﻟﻪ :ﺇﻧﻪ ﺍﻧﺘﻔﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺈﺑﺪﺍﺀ ﺍﳋـﻮﻑ ﻣـﻦ ﳝﺖ ،ﻓﻘﻠ ﺖ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﺩﻋﻰ ﺑﺄﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻇ ﱠﻞ ﳜﺎﻑ ،ﻭﱂ ﻳﺜﺒ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﳋﻮﻓﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ "ﻭﺍﻳﺖ" ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ" :ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻜـﺎﺫﺑﲔ". ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺳﺘﺤﻞ ﺑﺎﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﺫﺑـﺎ ﺃﻭ ﺃﻧـﺎ، ﻓﺴﻮﻑ ﳛﻜﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺫﻟﻚ .ﰒ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﲑﺓ ﺣ ﱠﻞ ﺃﹶﺛ ﺮ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺑﺂﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﺩﺧﻞ ﺲ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﳋﺎﻟﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﻌ ﺮﺿﻪ ﻟﻌﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘـ ﻭﺍﻳﺖ ﺑﺮﳜﺖ ﳜﺎﻑ ﺍﷲ ،ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﺎ ﻣﻨـﺎ -ﺃﻱ ﺁـﻢ ﻭﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ -ﻛﺎﻥ ﻟﻌﻴﻨﺎ. ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﱐ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺲ ﻭﺍﻳﺖ ﺑﺮﳜﺖ ﺃﺭﺍﺩ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﲢﻞ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﺫﺏ ،ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻠﹼـﺖ ﺑـﻪ ﻱ ﻗﺴﻴﺲ ﺃﻭ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺁﺧﺮ ﻳﺸﻚ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺁـﻢ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻭﳍﺬﺍ ﺃﻗﻮﻝ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ،ﻓﻠﺰﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﲏ. ﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺪ ﳐﺎﻟﻔﻴﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻳﺴﻮ "ﻭﻳﻞ" ﲝﻖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﻛﻼﻡ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺳﻴﺎﻥ .ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﻳﺴﻮﻉ ﲝﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﺎﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲣـﺬﻩ ﻣﺮﺷ ﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﻗﺎﺋ ﺪﻫﻢ ﻟﹶﺸﻘﺎﻭﺓ ﻗﺼﻮﻯ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﺳـﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ" ﻓﻠﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ" ﺃﻭ "ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ" ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﹸﺃﻋﻠﻦ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﻫﻠﲏ ﻭﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﲰﺎﻭﻳﺔ ،ﻓﺴﺄﻛﺘﺐ ﺃﻥ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﺑﻄﹸﻠـﺖ،
٣٣
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﱪﺯ ﺃﺣﺪ ﳌﺒﺎﻫﻠﱵ ،ﻓﻠﻴﻔﻬ ﻢ ﲨﻴ ﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﻷﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ. ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﺪ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻟﺬﺍ ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﻮﱐ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺻ ﺪﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﳊﺴﻢ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻓﻠﻴﺘﺮﻛﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻋ ﻮ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻗﺎﺋﻼ :ﻳﺎ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ! ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴ ﻢ ﺍﻟﺜـﺎﻟﻮﺙ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻟﻴﺲ ﺇﳍﺎ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣـﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺸﺮﺍ ﻭﻧﺒﻴﺎ ،ﻭﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻻ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻛﻼ ﻡ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﺧﻄﺄ ﻭﺿﻼﻝ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﳍـﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﹶﻠﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﻈﻲ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ ﺑﺪﻣﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻵﳍـﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺛﻼﺛﺔ ،ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻟ ﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﳝﻠﻚ ﺻـﻔﺎﺕ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ؛ ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﺍﺣﻜﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ﺑﺈﻫﻼﻛﻚ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌﺘﻤﺴﻚ ﺑﻌﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻷﻥ ﻣﻮﺕ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺃﻓﻀﻞ. ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ :ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻋ ﻮ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﺃﻱ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﲝﻴﺚ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﺃﻭﻻ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺁﻣﲔ ،ﰒ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﻭﻳﻘـﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ :ﺁﻣﲔ ،ﰒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺮﻗﱡﺐ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﳍﻲ ﻟﻌﺎ ٍﻡ ﻛﺎﻣﻞ .ﻭﺇﻧﲏ ﺍﻵﻥ ﺃﻗـﺮ ﺇﻗﺮﺍﺭﺍ ﺻﺎﳊﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺑﺄﻧﲏ ﺳﹸﺄﻭﺩﻉ ﳍﺎﺗﲔ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺘﲔ ﺃﻟ ﹶﻔﻲ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﳌﺒﺎﻫﻠﱵ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻬ ﻢ ﺟﺪﺍ ،ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻧﻘـﻮﻝ ﳓـﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﻌﻨﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ. ﻱ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻷﻣـﺘﲔ ﻭﺳﺘﺘﺤﻘﻖ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﺎﺋﺪ ﹲﺓ ﺃﻛﱪ ،ﺇﺫ ﺳﻴﺘﺒﲔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃ ﻣﺆﻳﺪ ﹲﺓ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺗﺘﻤﺘﻊ ﲟﻌﻴﺔ ﺇﳍﻴﺔ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻓﻜ ﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﻨﺎﺕ ﻣﻮ ﺩﻉ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﺳﻴﻨﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺃـﻢ ﻫـﻢ
٣٤
ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﻮﻥ ،ﻭﺇﻥ ﳐﺎ ﹶﻃِﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻭﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﻋﻤـﺎﺩ ﺍﻟـﺪﻳﻦ، ﻭﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ "ﻛﺸﻒ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ" ﻭﺍﳌﻨﺸﻲ ﺻﻔﺪﺭ ﻋﻠﻲ ﻨـﺪﺍﺭﻩ ﻭﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺃﻭ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻠﻴﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ .ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳊﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﻣـﻦ ﺍﳋـﺼﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺴﻮ ﺩ ﻭﺟ ﻪ ﻛﻞ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﻣﺰ ﻭﺭ. ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ ﺍﳌﻌﻠﻦ ﻣﺮﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ
٣٥
ﻧﺤﻤﺪﻩ وﻧﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲰﻪ "ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﳍﻲ"
@ @á b§a@‰aŠÔÛa@µg@Ý•ìnÜÛ@lìÜ c@ÝšÏc @@ @†ä aë@lbväjÛa@ò ëb Ó@Éîº@Éß@Òý‚ÜÛ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨـﻮﻥ ﺑﺎﻟﺜـﺎﻟﻮﺙ ﻭﻛﻔﹼـﺎﺭﺓ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺳﻴﻠﻘﹶﻮﻥ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻸﺑﺪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﱠﻤﻪ ﺍﷲ ﺍﳌـﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﻛﻼﻣِﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ "ﺍﻟﻘﺮﺁ ِﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ" ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﻻ ﺧﻼﺹ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺳﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺑﻠﹶﻐﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﺃﻡ ﻻ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻣﻨﻘـﻮﺵ ﰲ ﻗﻠـﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻔﻄﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻣﺎﻟﻜﻪ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺍﻷﺣﺪ ﻭﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺟﱪ ،ﻷﻥ ﺭﺳﻮﻣﻪ ﺗﻨﻘﺶ ﻋﻠﻰ ﻗﻠـﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺧﻠﻘﻪ. ﺇﻧﻪ ﳌﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻹﻟﻪ ﻏ ِﲑ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ -ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ -ﰒ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﳏﺘﺎﺟـﺎ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴـﺐ ،ﰒ ﺖ "ﺍﻟﻜﻠﻤ ﹸﺔ ﺍﻹﻟ ﻪ" ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﰒ ﺃﹸﻟﻘﻴ ِ ﺐ ﺟﺴﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﻣﻬﺎ ﻭ ﻭﻟِﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌـﺮﻭﻑ ﻭﲢﻤـﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﺮﱘ ،ﻓﺎﻛﺘﺴ ﻛﺎﳊﺼﺒﺔ ﻭﺍﳉﺪﺭﻱ ﻭﺁﻻﻡ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺩﺓﹰ ،ﰒ ﺣـﲔ ﺐ ﺃﺧﲑﺍ ﺃﹸﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﱢﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ!! ﺣﻘﺎ ﺇﻧﻪ ﻟﺸﺮﻙ ﳒﺲ ﺣﻴﺚ ﺷ
٣٦
ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺇﳍﹰﺎ! ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠـﺴﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺮﺽ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﻝ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ! ﻛﻼ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌـﺮﺽ ﺍﷲ ﻉ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻳﻮﺍﺟ ﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ .ﻭﺃﱏ ﳌﺎﻟﻚ ﻛﻞ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﻣﻨﺒﻊ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍ ِ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺴﻴﻎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ؟ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﻫـﻲ ﺃﻭﻝ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻹﻫﺎﻧ ٍﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻮﺍﺟ ﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻧـﻮﺍﻉ ﻂ ﻟﻠﻤﺬﻟﱠﺔ ،ﺇﺫ ﱂ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘ ﺮ ﺍﷲ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺧﻠﻴ ِ ﷲ ﺗﻮﻟﱠﺪ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥٍ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻥ ﲰﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺍ َ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ .ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﱠﻤﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ .ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺮﻓـﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺟﺴﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﰒ ﲢـﺪﺩ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺴ ﻢ ﺧﺎﺹ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺣـﱴ ﺍﻵﻥ ١٨٩٦ ﻋﺎﻣﺎ .ﻓﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﺏ ﻛﺂﺩﻡ ،ﻷﻥ ﺁﺩﻡ ﺧﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ) ،ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ :ﺳـﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ؛ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ (٢٧ﻭﺍﻻﺑ ﻦ ﲡﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﺴﻮﻉ )ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺇﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ؛ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،(١ﺃﻣﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﺘﺸﻜﱠﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﲪﺎﻣﺔ )ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﺘﻰ؛ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ،٣ﺍﻟﻌﺪﺩ ،(١٦ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﳌﺘﺠﺴﺪﺓ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﺮﺳـﻮﻡ ﺛـﺎﻟﻮﺛﻬﻢ ﺍﳌﺎﺩﻱ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻣ ﹼﻜﻨﺎ ﲨﻴﻊ ﻣﺮﻳـﺪﻱ "ﻏﻮﺭﻭ" ﻣِﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳊﻠﺔ ﺍﳌﺨﻔﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺦ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ "ﺳﺖ ﺑﺘﺸﻦ" )ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳊـ ﻖ(، ﻴﺊ ﻟﺘﻼﻣﺬﺓ ﻳﺴﻮﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﺯﻳﺎﺭ ﹶﺓ ﺁﳍﺘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻭﻧﺮﻳﻬﻢ ﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺛﻲ ﺫﺍ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻓﻠﻴﻨﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺨﻀﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻭﻳﺘﻀﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﺩﻧـﺎﻩ ،ﻭﻟﻘـﺪ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.
٣٧
٣٨
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﺴﺪﺓ ،ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺯﻋﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﳎﺴﺪﺓ ﻟﻸﺑـﺪ ،ﻭﻛـﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ﺟﺴﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻟﻸﺑﺪ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗـﺸﻜﱢﻞ ﺇﳍـﺎ ﲔ ﻟﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛ ﹸﺔ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺭﻏﻢ ﲡﺴﺪﻫﻢ ﻭﺍﺣﺪﺍ ،ﻓﻠﻴﺒ ﻟﻸﺑﺪ ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﳍﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ؟ ﺲ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮ ﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻭﺍﻟﻘ ﺲ ﺎﻛﺮﺩﺍﺱ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺭﻏﻢ ﻛﻮ ِﻥ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻪ ﺟـﺴﻢ ﻣـﺴﺘﻘﻞ ﻭﻣﻨﻔـﺼﻞ ﻭﺍﻟﻘ ﻭﳐﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ؟ ﳓﻦ ﻧﻌﻠﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺘﺤ ﺪ ﺃﻧﻪ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻣﺰﻕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺭﻛﺒﺖ ﳊﻮﻣﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺼﲑ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﻟﻔﺎﱐ ﺭﻏﻢ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻕ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﻭﻥ ﰲ ﻭﺍﺣﺪ، ﻓﺄﱏ ﻟﻸﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﻮﺯ ﳍﺎ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔـﺮﻕ ﲝـﺴﺐ ﻣﻌﺘﻘـﺪﺍﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻘﻮ ﹸﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ﻫﻲ ﲟﻨــﺰﻟﺔ ﺛﻼﺛـﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﳉﻨﺔ ،ﻳﻨﻔﱠﺬ ﻛﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ،ﺃﻭ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ،ﻓﻜﺄﻥ ﻣﹶﺜﻞ ﺍﷲ ﻛﻤﺜﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺇﳍﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﳌﺮﻛﱠﺐ ،ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳـﺮﺍﻩ ﻓﻠﻴﻨﻈـﺮ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ ﺑﺪِﻳﻦ ﻳﻘﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﻟﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﳛﺘﻘﺮﻭﻥ ﻭﻳﺰﺩﺭﻭﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﻨـﺰﻩ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ .ﻭﻗﺪ ﺻـﺎﺭ ﺷـﻐﻠﹸﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﻟﻴ ﹶﻞ ﺎ ﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﻳﺴﺒﻮﻩ ﻭﻳﺸﺘﻤﻮﻩ ﲟﻜﺎﺋـﺪﻫﻢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﱐ ﰲ ﺭﺳﻮﻡ ﺳﻴﺌﺔ ﺟﺪﺍ .ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘـﺴﺎﻭﺳﺔ ﳒﺴﻲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻗﺪ ﺭﲰﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﻣﺆﻟﻔﺎﻢ ﻛﺄﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺳﻔﹼﺎﻙ ﺩﻣﻮﻱ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻒ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻣﻐﺘﺎﻇﺎ ﻭﰲ ﻳﺪﻩ ﺳﻴﻒ ﻣﺼﻠﹶﺖ ،ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳝﺰﻕ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻏﲑﻫﻢ .ﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻮ ﺣﺎﺯﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﺭ ﻳﺴﲑ ﻣﻦ
٣٩
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻟﺮﲰﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺻﻮﺭ ﹶﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻋـﺪﱘ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﰲ ﻳﺪﻩ ﺳﻴﻒ ﺑﺘﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻄﹼﻊ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺮﺿﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﻬﺎﻢ .ﻭﻛـﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﺸﻮﻉ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻩ ﰲ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻭﻗﺪ ﻣـﺰﻕ ﻣﺌﺎﺕ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ .ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﲝـﺴﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﻢ ﺇﻟ ﻪ ﻭﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﻣﺘﺠﺴﺪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﲰﻮﺍ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﻳﻀﻌﻮﺍ ﰲ ﻳﺪﻩ ﺛﻼﺛـﺔ ﺳﻴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ :ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﳌﻮﺳﻰ ﻓﻘﺘﻞ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺮﺿﻊ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﱠﻤﻪ ﻟﻴﺸﻮﻉ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺳﻠﹼﻤﻪ ﻟﺪﺍﻭﺩ! ﻓﻴﺎ ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻜﺎﲤﺔ ﻟﻠﺤﻖ ﻗﺪ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﳌﻈﺎﱂ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﳜﺎﻟﻒ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻓﻠِﻢ ﻻ ﻳﺜﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻭﻻ ﺿﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﺍﻷﺎﺭ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﱂ ﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣـﺎ ﻭﺫﻟـﻚ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺔ ﺃﺣﺪﻫﻢ؟ ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻓﺄﺑﻘ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻳﻼﺋﻢ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ؛ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺣﲔ ﻳﻨـﺰﻝ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻃﺎﻋﻮﻥ ﺃﻭ ﻛﻮﻟﲑﺍ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ .ﺇﳕﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻳﺮِﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﲝﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ. ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻗﺪﻡ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻘﺪﱘ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺷﺎﻣﻼ .ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﻫﺬﻩ ﺃﻱ ﻗﺘ ﹸﻞ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻍ ﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ؟ ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﻮﺳـﻰ ﳍﻢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍ ﻏ ﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﳛﺐ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺃﻣـﺎ ﺍﻵﻥ ﻓـﻼ ﺗﻌﺠﺒﻪ؟ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺟﺎﺯ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺿﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺃﻭﻻ ،ﻭﺃﺫِﻥ ﺑﻘﺘﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﻗﻂ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠِﻚ ﻛﺎﻓ ٍﺮ ﺗﻌﻴﺸﻮﻥ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻭﺗﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﻟﻪ ﻭﺇﻧﺼﺎﻓﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻋﻤ ﹸﻞ
٤٠
ﺍﻷﻭﺑﺎﺵ ﻭﺍﻷﻧﺬﺍﻝ -ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ -ﻻ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ .ﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻓﻠﻢ ﺗﺒﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ .ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻳﺴﲑ ﲞﺼﻮﺹ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﳉﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﻂ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻺﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌـﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﲟﺎ ﻻ ﻧﻈﲑ ﻟﻪ ﰲ ﺃﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘـﻮﺭﻉ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟ ﻌﻤﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ،ﻷﻥ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺗﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﲢﺐ ﺍﻟﻈﻼﻡ. ﻓﺎﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺃﻧﻨﺎ ﺟﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠـﺔ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺴﻊ ﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻓﺤﻤﻨﺎﻫﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺃﻗﻤﻨﺎ ﺍﳊﺠـﺔ ﻋﻠـﻴﻬﻢ، ﺖ ﺻـﺎﳊﺎ" ﻭﺃﺟـﺎﺯ ﻭﻳﱪﺋﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻨﻔﺴﻪ "ﺃﱐ ﻟﺴ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﺭﺅﻳ ﹶﺔ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺟﻬﺎﺭﺍ! ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﺫِﻥ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺃﺳﻮﺗﻪ ﰲ ﺩﻫﻦ ﺭﺃﺳﻪ ِﺑﻴﺪ ﻣﻮﻣِﺲ ﻣِﻦ ﺩ ﺧﻠِﻬﺎ ﺍﳊﺮﺍﻡ! ﻓﻌﻠﱠﻤﻬﻢ ﺑﺄﺳﻮﺗﻪ ﺃ ﹼﻥ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﺣﺮﺍﻣﺎ! ﻭﺃﺗﺎﺡ ﳍﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﻼﻣﺴﻪ ﺑﺒﺪﺎ. ﻓﺎﲣﺬﻭﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺇﳍﺎ ،ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻭﻳـﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﺍﳌﻘﺪﺳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﻢ ﷲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘـﺔ ﻟﻠﻮﺭﻉ ،ﻭﱂ ﻳﻘﻠﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻢ ﰲ ﻫﺠﻮ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻌﺮﺿـﻮﻥ ﺃﳒﺲ ﺍﳌﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺍﳌﺆﺫﻳﺔ ﻭﺃﻗﺬﺭﻫﺎ ،ﻭﻳﺮﲰﻮﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟـﺼﻮﺭ ﻭﺃﺷـﻨﻌﻬﺎ ﻟـﺬﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻗﺪﺱ. ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﺬﺍﺑﲔ ﺇﱃ ﺃﻱ ﻧﺘﻴﺠﺔ ،ﺇﺫ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﺤﻢ ﻭﻧﺒﻜﺖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻭﻧﺪﻳﻨﻪ ﺑﺮﺩﻭ ٍﺩ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﺠﻤﻪ؟! ﻭﺃﻱ ﻛﻴﺲ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺍﻟﻘﺬﺭ ﺍﻟﻨﺠﺲ؟ ﻭﺑﺄﻱ ﻗﻔﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﺑﻂ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﲔ ﺍﻟﺸﺎﲤﲔ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻔﻌﻞ؟ ﻓﻬﻞ ﳚﻬﻞ ﺃﺣﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ "ﻋﻤﺎ ﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ" ﺍﳋﺒﻴﺚ ﺍﻟﻐﱯ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺍﻟﱵ ﲤﺰﻗﺖ ـﺎ ﺃﻛﺒﺎﺩ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺸﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﻧﻮﺭ ﺃﻓﺸﺎﻥ" ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺕ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﻭﻣﺴﻴﺌﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﳏﺾ؟ ﻛﻢ ﺁﺫﻯ ﺍﻟﻘـﺲ ﻣـﻦ ﻣﻘﺎﻻ ٍ ﺏ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻮﺻﻒ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﻳـﻖ ﻭﻣـﻀﻞ؟ "ﺭﻳﻮﺍﺭﻱ" ﻗﻠﻮ
٤١
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﺇﻻ ﻡ ﻧﺴﻬﺐ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺡ ﻫـﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘـﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﱘ ؟ ﺳﻨﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻧﺪ ِﻝ ﻫﻨﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩ ٍﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺮﻳﺌـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻭﺍﻻﺎﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﻨﻈـﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻤﺘﻊ ﺬﻩ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻟﻮ ﱂ ﻧﻜﻦ ﻣﺘﺄﻛﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﲤﺴﻚ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﻫﺪﺍﺏ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺷﻜﺎﻭﺍﻧﺎ ﻫﺬﻩ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻜﻠﱢﻒ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﲢﻈـﺮ ﻫـﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺎﺋﻴﺎ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻠﺘﻤﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﳏﺪﺩ ﹰﺓ ﻭﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺑﻴﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﺇﻋﻼﻥ ﻣﻨﻔﺼﻞ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﰲ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻻ ﲡﺪ ﻓﺮﺻﺔ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ ﺍﳌﺘﺠﺴﺪﺓ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﲟﺜﻞ ٧ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺇﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﺔ) ..ﻗﺴﻄﻨﻄﲔ ﺍﻷﻭﻝ( ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺣﻴﺚ ﲨﻊ ٢٥٠ﺃﺳﻘﻔﺎ ﻭﻋﻘﺪ ﺣﻮﺍﺭﺍ ﺃﻣﺎﻣـﻪ ﺑـﲔ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ 7ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﺍﺑﺘﺪﻋ "ﺩﺭﻳﱪ" ) (John William Draperﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﻣﺒﺘﻜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﻘﻒ "ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ" ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﺤﲔ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻧﺎﻫﻀﻪ ﻓﻮﺭﺍ ﺍﻷﺳﻘﻒ "ﺁﺭﻳﻮﺱ" ﻭﺍﻧﻌﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﳋﻮﺍﺹ ﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃ ﹾﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﳋﱪ ﺇﱃ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ ،ﻭﻟﻜﻮﻧﻪ ﳛﺐ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﻟﺮﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻼﻑ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﰲ ﺕ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﻭﻥ ٢٥٠ﻗﺴﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ،ﻭﻋﻘﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﳒﺢ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﺑﺸ ﺮﺍ ﺭﺳﻮﻻ .ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻋﺘﻨﻖ ﺍﳌﻠﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ .ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﺘ ﹸﺔ ﻣﻠﻮﻙ ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ .ﻭﺇﻥ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹶﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻟﹸﻨﺎ ﺭﺳﺎﻟ ﹰﺔ -ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ -ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻮﺣﺪﺍ ،ﻓﺤﲔ ﺍﻃﱠﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ،ﺻﺪﻕ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﳎﺮﺩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ -ﻗﺪ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻓﺎﻋﺘﻨ ﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻨﺎ .ﻣﻨﻪ
٤٢
ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺄﻗﺎﻧﻴﻢ ﺛﻼﺛﺔ ،ﻭﺣﻜﻢ ﺃﺧﲑﺍ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳌﻮﺣـﺪﻳﻦ ﻭﺍﻋﺘﻨـﻖ ﺩﻳﻨﻬﻢ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨـﺰﺍﻋﺎﺕ، ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ؟ ﻟﻘﺪ ﻳﺌﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ،ﺑﻞ ﺑﺘﺰﺍﻳﺪﻫﺎ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ. ﺇﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺳﻬﻼ ﻭﻳﺴﲑﺍ ﺟﺪﺍ ﳊﺴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﻁ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ -ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺎﻛﻢ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﻧﻠﺘﻤﺲ ﻣﻨـﻪﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﲡﺎﻭﺯ ﺍﳊ ﺪ. ﺖ ﲪﺎﺳﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﺍﳉﻤﻴـﻊ ﺑﺪﺍﻳ ﹰﺔ ﺃﺭﻯ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺮﺡ ﺑﺄﱐ ﻗﺪ ﺃﹸﻋﻄﻴ ﻟﻨﺴﺘﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺇﻥ ﺃﻣﻨﻴﱵ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﺴﻢ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ـﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺻﺎﳊﻲ ،ﻓﺴﻮﻑ ﺃﺳﻠﱢﻢ ﲨﻴﻊ ﳑﺘﻠﻜﺎﰐ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟـﺔ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻘ ﹼﻞ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻭﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻭﺩﻉ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺳﻠﻔﺎ ،ﻓﺎﻧﻔﻼﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﱄ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﱐ ﺳﺄﻧﺸﺮ ﺇﻋﻼﻧـﺎ ﻣﻮﻗﱠﻌـﺎ ﺑﻴـﺪﻱ ﰲ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺰﻭﻣﲔ ،ﻭﺃﻋﺘﺮﻑ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻟـﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺄﻱ ﺷﺮﻁ ﻣﲏ ﻻ ﻟﻔﻈﹰﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ. ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻣﻘﺎﺑﻠﻲ ﻗﺴﻴﺲ ﳏﺘـﺮﻡ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺴﺲ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﺃﺩﻧﺎﻩ ٨ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍ ﻟﻠﺨﻮﺽ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺘﻘـﺮﺭ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ،ﰒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳓﻀﺮ ﻛﻼﻧﺎ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻣﻊ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ،ﻭﻧﻠﺘﻤﺲ ﻣـﻦ ﺍﷲ -ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﺎﺫﺏ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﳏ ﱠﻞ ﻏﻀﺒﻪ -ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﰲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﻬﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨـﺰﻟﻪ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻐـﲑﺓ ﺩﻭﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻭﺍﳌﻜﺬﱢﺑﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ. ٨ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ :ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ :ﺍﻷﻭﻝ؛ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ؛ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰒ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﺎﻛﺮﺩﺍﺱ ،ﺃﻭ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ،ﺃﻭ ﺻﻔﺪﺭ ﻋﻠﻲ ﻨﺪﺍﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻃﻮﻣﺲ ﻫﺎﻭﻝ ،ﺃﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺸﺮﻁ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ) .ﻣﻨﻪ(
٤٣
ﻭﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻌﲔ ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺍﺳﺘﻨـﺰﺍ ﹸﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻛﺬﺑﻪ ،ﻓﻤﻮﺕ ﺃﺣ ٍﺪ ﺃﻓﻀﻞﹸ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣِﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﻳﻌـﺮﻑ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻗﺪ ﺩﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ،ﻓﻔﻲ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﺘـﻰ- ﺕ ﹶﺃﻭﻻ ﺩ ﺍ َﻷﻓﹶﺎﻋِﻲ! ﺤﻴﺎ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ -٢٣ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﳜﺎﻃﺐ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ "ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﹾﻟ ﺤ ﻖ ﹶﺃﻗﹸﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢِ :ﺇ ﱠﻥ ﻫﺬﹶﺍ ﹸﻛﱠﻠ ﻪ ﻳ ﹾﺄﺗِﻲ ﻋﹶﻠﻰ ﻒ ﺗ ﻬ ﺮﺑﻮ ﹶﻥ ِﻣ ﻦ ﺩﻳﻨﻮﻧ ِﺔ ﺟ ﻬﻨﻢ؟ ....ﺍﹾﻟ ﹶﻛﻴ ﻫﺬﹶﺍ ﺍﹾﻟﺠِﻴ ِﻞ! " ) ﻣﺘﻰ .(٣٦ -٣٣ :٢٣ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ١٣ﻣﻦ ﺍﻹﺻـﺤﺎﺡ ،٢٣ ﺃﺭﺍﺩ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻭﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤـﺔ" :ﻭﻳـﻞ" ﺍﻟـﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺩﻭﻣﺎ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﲝﺎﻝ ،ﳍﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺘﻨﺔ ،ﻭﻣِﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ؛ ﺃﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑـﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻐﻠ ﻮ ﺑﺄﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻓﺘﺮﺍ ُﺀ ﺇﻧـﺴﺎﻥٍ ،ﻭﺑـﲔ ﺃﻫـﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻴﻘﲔ ﻗﻠﱯ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋﺒﺪﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟ ﻟﻘﺪ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﺒـﺎﺩﺓ "ﺭﺍﻡ" ،ﻭﺃﻥ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺑ ِﻦ ﻣﺮﱘ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺭﻓ ﻊ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻛﺸﻠﻴﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺍﻧﺘﺒﻬﺘﻢ ﺇﱃ ﻫـﺬﺍ؟ ﺇﻧﻜﻢ ﺎﲨﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺃﻣﻌﻨﺘﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﺮ ﹰﺓ ﰲ ﺇﳍﻜﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﳌﺎﺫﺍ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺎﻟﻚ ﻛ ﱢﻞ ﻋﻈﻤﺔ ﳌﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻷﱂ ﻣﺜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟ ﻓﻬﻞ ﻓﻜﹼﺮﰎ ﻣﺮﺓ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﳋﺎﻟ ﻖ ﻟﻀﺮﺏ ﳐﻠﻮﻗِﻪ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﳚﻠﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺇﳍﻬﻢ ﻭﻳﺒﺼﻘﻮﺍ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻘﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻳﻌﻠﻘـﻮﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻈ ﹼﻞ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻋﻰ ﺇﳍﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﻋﻘﻼ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﳍﺔ ،ﺃﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻠِﻖ ﺁﺩ ﻡ ﻋﻠﻰ ﺷـﻜﻠﻪ،
٤٤
ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲪﺎﻣﺔ ٩،ﻭﺃﺣﺪﻫﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻭﻟﺪ ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ ﺑﻼ ﻭﻟﺪ؟ ﻭﻫـﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻹﻟ ﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥﹶ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳـﺴﺠﺪ ﻟـﻪ ﻭﻳﻐﺮﻳـﻪ ﺱ ﰲ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﲟﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻈ ﹼﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻗﺪ ﺍﻧﺪ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﻘﻴﺎ ﻭﳏﺮﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ؟ ﺃﻓﻼ ﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻠﻌﻨﻮﻥ ﻫـﺬﻩ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﹸﺘ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻟﻒ ﻟﻌﻨﺔ ﻭﻳﻨﻜﺮﻭﺎ ﺃﺷﺪ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻱ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺜـﺎﻟﻮﺙ؟ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﱃ ﺎﻳﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﳌـﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺎﻩ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﺃﲨﻌﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﻛﺜﲑﺓ ﳐﺘﻠﻔﺔ، ﺃﻟﻴﺲ ﳑﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﺃﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻓِﺮﻗ ﹰﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﺍﺑﺘﺪﻋﺖ ﺑﻌـﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﻂ؟ ﻭﺇﻥ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺁﻻﻑ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﹸﺘﺒﻬﻢ .ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘـﺴﺎﻭﺳﺔ ﻻ ﻳﻜﻔﹼﻮﻥ ﻋﻦ ﺇﺳﺎﺀﺍﻢ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ،ﺃﻓﻠﻴﺲ ﲦﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ؟ ﺑﻠﻰ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻴﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺳﻴﻬﺮﺏ ﻭﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ. ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ،ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺋﻢ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﲔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﲝﻜﻢ ﺇﳍﻲ ،ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺘﺒﺎﺭﺯ ﰲ ﻣﻴﺪﺍ ٍﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻴﻔﺘﻀﺢ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ،ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺩﻭﻣﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺆﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻨﺎ ،ﺗﺬﻛﹼﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻟﻴﻞ ﻭﺍﳌﻬﺎﻥ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﺣﺘﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻫﻮ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﺰﻳ ﺰ ﺳـﻴﻨﺎﻝ ﺍﻟﻌﺰﺓ. 9ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ :ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﺁﳍﺘﻬﻢ، ﻓﺎﳍﻨﺪﻭﺱ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺇﳍﻬﻢ ﺍﻟﺜﻮ ﺭ .ﻣﻨﻪ
٤٥
ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﺗﺒﲔ ﺃﺧﲑﺍ ﺭﻏﻢ ﻣﻜﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ،ﺃﱂ ﺗﻘﺒـﻞ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺁﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻒ ﻭﺭﻓﹾﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺗﻘـﺪ ِﱘ ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﻹﺛﺒـﺎﺕ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﲨﺎ ﻋﻦ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ؟ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻮﻃﺄﺓ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻟﻜﻨـﻪ ﱂ ﺖ ﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻪ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﻋـﺪﻡ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﱪﺋﺔ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﺼﻘ ﲤﻜﱡﻨﻪ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ،ﺣﱴ ﻭﺍﻓﺎﻩ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﳜﺎﻓﻪ .ﻭﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﺃﻥ ﳝﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﺎﺟﻼ ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﻘـﺮﺭﺕ ﻟـﻪ ﲝـﺴﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ. ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﻠﻚ ﺁﻢ ﺃﺧﲑﺍ ﲝﺴﺐ ﻭﻋﻴﺪﻩ ﺑﻌـﺪ ﺇﻳﻘﺎﻋـﻪ ﰲ ﺩﻭﺍﻣـﺔ ﺍﳌﺘﺎﻫﺎﺕ .ﺇﻥ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺍﳉﻠﻴـﺔ ﻋﻤـ ﹸﻞ ﺍﻷﺷـﻘﻴﺎﺀ ﻻ ﺍﻟﺴﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ،ﻭﻋﺪ ﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺟﻴﻔﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﰲ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﻋﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻻ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻧﺎﺱ. ﺐ ﻣﻴﺎﻥ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻇﻞ ﻣﻐﻤﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳـﺎﻡ، ﻟﻘﺪ ﻛﺘ ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺼﺮﺡ ﻋﻦ ﺳ ﺮ ﺇﻏﻤﺎﺋﻪ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺎﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﳌـﺪﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﻠـ ﻲ .ﺃﻱ: ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﳏﺎﻭﻟﱵ ﻟﺪﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻟﻪ ،ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﲔ ﻟﻘﺘﻠﻪ ،ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻭﻓﲑﻭﺯ ﺑﻮﺭ .ﻭﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳋﻮﻓﻪ ﺇﺭﺿﺎ ًﺀ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ. ﻭﻟﻴﺲ ﳐﺠﻼ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﺁﻢ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻛـﺎﺫﺏ. ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺁﻢ ﻓﻴﺠﺐ ﺇﲤﺎ ﻡ ﺍﳊﺠﺔ ﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻏﲑ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﻠ ﻲ ﰲ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺳـﻠِﻢ ﺧﺼﻤﻲ -ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻌﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﺁﻣﲔ -ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ﺍﳋـﺎﺭﻕ ﳌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﺴﺄﺩﻓﻊ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺁﻧﻔﺎ. ﻭﺇﻧﲏ ﺃﺫﻛﹼﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺴﺲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻻ ﻳﻨـﺎﰲ ﻣﺴﻠﱠﻤﺎﺕ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺩﻳﻨﻬﻢ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﺘﻰ -
٤٦
ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ،٢٣ﺍﻟﻌﺪﺩ -١٣ﻭﺩﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻴﲔ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﻳﻞ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻣﺘﺮﺩﺩﻳﻦ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻠﻤـﺔ ﺍﻟﻮﻳـﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻷﻥ ﻣﺮﺷﺪﻫﻢ ﻭﻫﺎﺩﻳﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻮﻳـﻞ ﻳﻌـﲏ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﺍﳍﻼﻙ ،ﻓﺴﻨﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﳓﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻗﺎﺋﻠﲔ :ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﱯ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻉ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻧـ ﳓﻦ ﻓﺮﻳﻘﺎﻥ ﻣﺘﺨﺎﻟﻔﺎﻥ ،ﻓﻔﺮﻳﻖ ﻣﻨﺎ ﻳﺆﻟﱢﻪ ﻳﺴﻮ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻴﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻻ ﻭﻳﻮﻗﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﳎﺮﺩ ﺑﺸﺮ، ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻧﱯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻭﺣﻜﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﺄﻫﻠِﻚ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﰲ ﻧﻈﺮﻙ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﹶﻧﺰ ﹾﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﻳ ﹶﻞ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻠﻴﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳ ﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﰒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﻓﻠﻴﺆﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ. ﻭﺇﻥ ﻣﺮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﻠﱯ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮ ﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻷﻧﻪ ﲰﲔ ﻭﺻﺤﺘﻪ ﳑﺘﺎﺯﺓ ،ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺃﻱ ﺣﻴﻠﺔ ﻹﻃﺎﻟﺔ ﻋﻤﺮﻩ .ﻭﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻃﻠﺒﻨﺎ ،ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺭﻏﺒ ﹰﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻦ ﺲ ﻣﺮﱘ ﺇﳍﺎ .ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﱭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺇﺫﺍ ﻫﺮﺏ ﺍﻵﻥ .ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻫﺮﺏ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘـ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ -ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻇﱠﻒ ﻛﻞ ﺩﻫﺎﺀ ﻭﻣﻜﺮ ﺇﻧﺴﺎﱐ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺇﳍﺎ ﻭﺑﺼﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ -ﳉﺪﻳ ﺮ ﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺭﺍﺓ .ﻭﺇﺫﺍ ﻫﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻭﻳﻞ ﺍﷲ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ ،ﻓﻠﻴﺘﻘﺪ ﻡ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺣﺴﺎ ﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺃﻭ ﺻﻔﺪ ﺭ ﻋﻠﻲ ﺃﻭ ﺎﻛﺮﺩﺍﺱ ﺃﻭ ﻃﻮﻣﺲ ﻫﺎﻭﻝ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻓﻠﻴﺘﻘﺪ ﻡ ﻓﺘ ﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴـﺪﺍﻥ ،ﺃﻭ ﻟِﻴﺘﻘـﺪ ﻡ ﺃﻱ ﻗﺴﻴﺲ ﺁﺧﺮ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﱃ ﻣﻀ ﻲ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ، ﻭﳉﺄﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﱐ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺏ ﲨﻴﻊ ﻗﺴﺎﻭﺳﺔ ﺏ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺷﺄﻓﺘﻪ ﻫﻮ ﺑﻨﻔـﺴﻪ ﻛﻴﻔﻤـﺎ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ،ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﺴﺘﺄﺻﻞ ﺍﻟﻜﺬ ﺃﺭﺍﺩ ،ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﺴﺘﺄﺻﻠﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺁﻥ. ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ ﻣﲑﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ١٨٩٦-٩-١٤
тАл тАм
тАлтАк┘д┘зтАмтАм
тАл тАм тАля╗зя║дя╗дя║кя╗й ┘Ия╗зя║╝я╗ая╗▓ я╗Ля╗ая╗░ ╪▒я║│я╗оя╗Яя╗к ╪зя╗Яя╗Ья║оя╗│я╗втАм
тАл)я╗Ыя║Шя╗┤я║Р я║йя╗Ля╗оя║У я║Ня╗Яя╗Шя╗оя╗б(тАм
тАлтАк├▓├Ь├зbj┬╜a@├ж├╜├ЗgтАмтАм тАл ╪п ╫Р ╫Р ╫Р ┘Ж ╫Р тАм тАл╫Р '& ╫Р тАк %тАм╫РтАк!" #$тАм╫Р ┘И ╫Р ┘И ┘И╪п ┘И тАм тАлтАк K() * +тАмтАм тАля▓Ф тАм тАля║дтАкюаатАмтАм тАля║Ц тАкюаатАмя║з тАкюавтАмя╗┤ тАкюабтАмя║о я║Ня╣╛я╗Яя╗Фя╣╢я║О┘Ря║Ч ┘РтАм тАля║дя╗ЦтАкюаа юамтАмя╗ня╣╢я║ГтАкюавтАмя╗з тАкюаатАмтАм тАля║в тАкюаатАмя║С тАкюавтАмя╗┤тАкюаатАмя╗ия╗итАкюаатАмя║О тАкюаатАмя╗нтАкюаатАмя║С тАкюавтАмя╗┤ тАкюаатАмя╗ж я╣╢я╗Ч тАкюавтАмя╗о ┘Ря╗гя╗итАкюаатАмя║О я║С┘Ря║Оя╣╛я╗Я тАкюаатАмтАм тАл тАкюаатАмя║ня║СтАкюаитАмя╗итАкюаатАмя║О я║Н я╣╛я╗УтАкюаатАмя║Ш тАкюавтАмтАм тАля▓Яя║О я║Гя╗е я╗Уя║Шя╗ия║Ф я║Ня╗Яя║Шя╗Ья╗Фя▓С я╗ня║Ня╗Яя║Шя╗Ья║мя╗│я║Р я╗гя╗ж я╗Чя║Тя╗Ю я╗гя║╕я║Оя╗│я║ж я║Ня╗Яя║Тя╗ия║ая║Оя║П я╗ня║Ня│Ня╗ия║к я╗Чя║к я▓б┘Ая║Оя╗ня║пя║ХтАм тАля║Ня│Кя║кя╗ня║йтАк ╪МтАмя╗ня╗Яя╗┤я║▓ я║Ня│Мя║╕я║Оя╗│я║ж я╗Уя╗Шя╗ВтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я║Зя╗е я║Ня│Мя║Шя╗ия║┤я╗Ья▓Ф я╗ня║Гя║╗я║дя║Оя║П я║Ня╗Яя║░я╗ня║Ня╗│я║О я╗ля╗в я║Ня╗╡я║з┘Ая║оя╗ня╗етАм тАля╗│я║кя╗Ля╗дя╗оя╗е я╗ня╗│я╗оя║Ня╗Уя╗Шя╗оя╗е я╗ня╗│я║Жя╗│я║кя╗ня╗е я║ня║Гя╗▒ я╗ля║Жя╗╗я║А я║Ня│Мя║╕я║Оя╗│я║ж я║Ня╗Яя╗Шя║Оя║Ля╗Ю я║Ся╗Ья╗Фя║о я╗ля║мя║Н я║Ня╗Яя╗Мя║Тя║к я║Ня│Мя║Шя╗оя║Ня║┐я╗КтАм тАля╗ня╗Ыя║мя║С┘Ря╗ктАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я║Гя╗зя╗к я╗│я╗оя║Яя║к я║Гя╗Яя╗оя╗С я╗гя║Жя╗Яя▒ая╗Фя║Ф я╗гя╗ж я║Ня│Мя║┤я╗ая╗дя▓Ф я║Ня╗Яя║мя╗│я╗ж я╗│я║оя╗ня╗зя╗ия║О я║Гя║╖я║к я╗Ыя╗Фя║оя║Н я╗г┘Ая╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗ия║╝я║Оя║ня╗п я╗ня║Ня╗Яя╗┤я╗мя╗оя║й я╗ня║Ня│Ня╗ия║кя╗ня║▒ я║Ся║Ия╗Пя╗оя║Ня║А я╗ля║Жя╗╗я║А я║Ня│Мя║╕я║Оя╗│я║жтАк ╪МтАмя╗ня╗гя╗К я║Г я╣╝я╗е я╗ня║пя║н я╗Уя║Шя╗и┘Ая║Ф я╗л┘Ая║мя║НтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗Ья╗Фя▓С я╗Ыя╗ая╣╝я╗к я╗│я╗Шя╗К я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║Оя║Чя╗Ц я║Ня╗Яя║╕я╗┤я║ж я╗зя║мя╗│я║о я║г┘Ая║┤я▓Ф я║Ня╗Я┘Ая║кя╗ля╗ая╗оя╗▒тАк ╪МтАмя║Зя╗╗ я║Гя╗е я║Ня│М┘Ая║╕я║Оя╗│я║жтАм тАля║Ня╗╡я║зя║оя╗│я╗ж я╗ля╗в я║Гя╗│я╗Ая║О я╗гя║мя╗зя║Тя╗оя╗е я╗ня║Бя▓жя╗оя╗е я╗╖тАкюаХтАмя╗в я▒В я╗│тАкюабтАмя╗Мя╗дя╗ая╗оя║Н я╗Ля╗Шя╗оя│Ня╗в я╗ня▒В я╗│я║Тя║дя║Ья╗оя║Н я░▓ я╗гя║┤я║Дя╗Яя║ФтАм тАля║Чя╗Ья╗Фя▓С я║Ня│Мя║┤я╗ая╗дя▓Ф я║Ня│Кя║┤я║Оя║│я║Ф я╗ля║мя╗йтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я╗Чя║к я║Бя╗гтАкюаатАмя╗ия╗оя║Н я║Ся╗Фя║Шя╗оя╗п я╗зя║мя╗│я║о я║гя║┤я▓Ф я║Ня╗Яя║кя║Яя║Оя╗Яя╗┤я║Ф я║Ня╗Я┘Ая▒╡тАм тАля║Гя╗Ля║ктАкюаитАмя╗ля║О я│Пя╗дя║к я║гя║┤я▓Ф я║Ня╗Яя║Тя╗Дя║Оя╗Яя╗оя╗▒ я║йя╗ня╗е я║Гя╗▒ я▓Эя║Ъ я║Гя╗н я║Чя╗ия╗Шя╗┤я║в я╗ня║╗я║ктАкюаитАмя╗Чя╗оя╗ля║ОтАк.тАмтАм
٤٨
ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﶈﺾ ﻟِﻨﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻐﱯ ﻫﺬﺍ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬِﻩ ﺍﻟﺸﻘ ﻲ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﺎﻣﻬﻤﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﲟﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺃﻧﻨـﺎ ﻧﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ،ﺃﻭ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ -ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ -ﺑﺄﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﳏﻤﺪﺍ ﺍﳌـﺼﻄﻔﻰ ﻫﻮ ﺧﺎ ﹸﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﺃﻭ ﻧﻜﻔﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﺃﻭ ﻧﻨﻜﺮ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﺃﻭ ﻧﺴﺘﺨﻒ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺻﻮﻡ ﻭﺻﻼﺓ ﺃﻭ ﻻ ﻧﻘﻴﻢ ﳍﺎ ﻭﺯﻧﺎ .ﻛﻼ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧـﺆﻣﻦ ﺑﻜـﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﳌـﺴﺎﺋﻞ ﺴ ﺮ ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ،ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻣﻨﻜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻠﻌﻮﻧﺎ ﻭﻣﺼﺪﺍﻕ ﺧـ ِ ﺍﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧِﺮﺓ . ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﲦﺔ ﻋﺎﺋﻖ ﺃﻭ ﻧﺰﺍﻉ ﻭﺣﻴﺪ ﰲ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻭﻓﻖ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ،ﻓﻬﺎ ﳓﻦ ﻧﻌﻠﻦ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎ ٍﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﺎﻫﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮﺍ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﺬﺍ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺟﻌﻠﲏ ﳎﺪ ﺩ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑـﻊ ﻋـﺸﺮ ﺑﺘﺸﺮﻳﻔﻲ ﺑﺎﳌﻜﺎﳌﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ،ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﻬﺪ ﺇﱃ ﻛﻞ ﳎﺪﺩ ﻣﻬﻤ ﹲﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﹲﺔ ﻧﻈـﺮﺍ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﻟﻪ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﲝﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﱄ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺕﺇﱠ ﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﻬﺪ ﺑﻜﺴﺮ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ -ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﻔـﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ،ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺳﻌﻮﺍ ﻹﻫﺎﻧﺘﻪ -ﺑـﺪﻻﺋﻞ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﺑﺮﺍﻫﲔ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﻃﺎﻫﺮﺓ. ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﲦﺔ ﻓﺘﻨ ﹲﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻭﺟﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﲣﺎﻟِﻒ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳍﻲ ﺃﺷ ﺪ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ .ﺃﻋﲏ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ؛ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻔﺘﻨ ﹶﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ،ﻷﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺗﺘﻮﻗـﻒ ﺖ ﻭﺗﻔﺎﻗﻤﺖ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺐ .ﻓﺮﺃﻯ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻔﺤﻠ ﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ،ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﲝﺴﺐ ﻭﻋﺪﻩ ﺃﻥ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻭﲤ ﻮ ِ ﳝﺰﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﲤﺰﻳﻘﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄ ﺳﻠﻔﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺃﻥ
٤٩
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺰﻭﻝ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻤﺘﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﻭﻗﻮﺓ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻭﺗﺄﺛﲑ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،ﺳﻴﺴﻤﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﻣﺴﻴﺤﺎ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻭﺍﳊﺴﺎﺳﺔ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻫﻲ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ،ﻭﺗﻨﺒﺊ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳـﻴﻈﻬﺮ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﳌﻮﺍﺟﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻻ ﰲ ﺃﻱ ﺯﻣﻦ ﺁﺧﺮ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﺟﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﳛﺼﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎ ﹶﺓ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻜﻔـﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﻳﻮﻇﻒ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻟﺘﺮﻭﳚﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺩﺟﺎﻟﻮﻥ ﻛﹸﺜﺮ ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻏـﲑ ﺃﻥ ﺍﻟـﺪﺟﺎﻝ ﺕ ﻳﺘ ﹶﻔﻄﱠـ ﺮ ﹶﻥ ﻣِـ ﻦ ﺴ ﻤﻮﺍ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺟﻠﻪ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﻜﹶﺎ ﺩ ﺍﻟـ ﹶﻓ ﻮِﻗ ِﻬ ﻦ ﺑﺴﺒﺒﻪ ،ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺣﻔﻨ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺇﳍﹰﺎ .ﻭﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺩﺟﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭﺍﻷﻣ ِﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻌﻈﹼﻢ ﺩﺟﻞ ﺃﺣﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥﹾ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻄﺮﻥ ﻣﻨﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﺌـﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﻧﺴﻤﻲ ﻏﲑﻫـﺎ ﺍﻟﺪﺟﺎ ﹶﻝ ﺍﻷﻛﱪ .ﻭﺇﺫﺍ ﲝﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺩﺟﺎﻝ ﺃﻛﱪ ﺁﺧﺮ ﻓﺴﻨﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ. ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺟﺎﻻ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻟﻴﺲ ﻣـﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﰲ ﺷﻲﺀ؛ ﻷﻧﻪ ﳌﺎ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺍﷲ ﺣﺼﺮﺍ ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ، ﻓﻤﻦ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺃﺣ ﺪ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﷲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻤﺎ ﹲﻝ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ،ﹶﻟﻮﺻﻔﻪ ﺍﷲ -ﺍﻟـﺬﻱ ﳛـﻴﻂ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ – ﺣـﺼﺮﺍ ﺑﺎﻟـﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛـﱪ ﻻ ﻫـﺆﻻﺀ ﺚ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳ ﹶﺔ .ﰒ ﺇﻥ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﲑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺣﺪﻳ ﹸ "ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ" ﺗﺒﲔ ﲜﻼﺀ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺨﺬ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﳍﺎ ﻭﳛﺼﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ.
٥٠
ﻭﳑﺎ ﳚﻠﺐ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻲ ﻟﻠﻌﺎﺭﻓﲔ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻫﻨﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﻧﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﳑﺎ ﻛﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﺘﻨـﺎﺯﻉ ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺻﺮﳛﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘـﺴﺎﻭﺳﺔ، ﻭﻭﺻﻒ ﺩﺟﻠﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻳﺘﻔﻄﺮﻥ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﻨـﺸﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺴﺒﺒﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚﹸ ﺃﺑﺮﺯ ﻋﻼﻣﺔٍ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﻧـﻪ ﺑﻴـﺪﻩ ﺳﻴﻨﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺍﻟـﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛـﱪ .ﺇﻥ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﺍﻷﻏﺒﻴـﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﰲ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻗﺘﻞﹶ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ،ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﻛﱪ ﺩﺟﻞ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ ﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﱡﻪ ،ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻫﻲ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ؛ ﺛﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺟﺎﻝﹲ ﺃﻛﱪ ﺳﻮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ،ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻏﲑﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﻳﻜـﺬﱢﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ. ﰒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻟﻐﺔﹰ ﲨﺎﻋﺔﹰ ﺗﻨﺠﺲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﺟﻠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺒﲔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﻳﺆﻳﺪ ﻭﻳﺪﻋﻢ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺴﺎﻭﺳﺔﹶ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺩﺟﺎﻻﹰ ﺃﻛﱪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﳉﻠﻲ ﻓﻬﻮ ﺃﻋﻤﻰ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﻤﺎﻳﺔ. ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﻪ ﻣﺸﺎﳜﹸﻨﺎ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻫـﻮ ﺃﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺳﻴﻔﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﻏﲑ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﲰﻴﻨﺎ ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﺴﻴﻨﺎﻗﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﳊـﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀ ﹶﺓ ﺍﻟﺼﺮﳛﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻓﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡﺃﻭﺃﻭ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻷﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻣﺎﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻹﺣﺪﻯ ﺍﻷﻣﺘﲔ؛ ﺇﻣ ﻓﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﺭﺽ
٥١
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺄﰐ ﻣﺪﻋﻴﺎ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ -ﲝﺴﺐ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ -ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻨﻔﻲ ﻇﻬﻮﺭ ﺩﺟﺎﻝ ﻛﻬﺬﺍ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘ ﹲﺔ ﳎﺎﺯﺍ ،ﻷﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻌﺪﺍﻢ ﻭﺁﻻﻢ ،ﺣﱴ ﺇﻢ ﺣﺮﻳﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺯﻭﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﻣﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺘﻨ ﹰﺔ ﻭﻓﹸﺮﻗﺔ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺘـﺄﻭﻳﻼﺕ ﺭﻛﻴﻜﺔ ﻭﺳﺨﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍ؛ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺗﺮﻛـﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﻢ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ، ﺠﻠﹾﻨﺎﻫﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻴـﺴﻰ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺃﻱ ﻭﺯﻥ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺳ ﻷﻛﺎﺑﺮ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺟﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ؛ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻭﺍﻹﻣـﺎﻡ ﻣﺎﻟـﻚ ﺃﺻﺎﺑﲏ ﻳﺄﺱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ،١٠ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺭﻭﻋﻲ ﺃﻥ ﺃﲣﺬ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺪﻋﻮﺍﻱ ﺃﻱ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻛـﻮﱐ ﻣﻠﻬﻤﺎ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻢ ﻟﻮ ﺣﺴﺒﻮﱐ ﻛﱡﻠﻬﻢ ﻣﻠ ﻬﻤﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﳌـﺎ ﻗـﺎﺑﹸﻠﻮﱐ ـﺬﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﺎ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺇﳍﺎﻣﺎﰐ ﺍﻓﺘﺮﺍ ًﺀ ﻣﲏ ﺃﻭ ﻭﺳﺎﻭ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ،ﺑﻞ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻈﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻇﻨﻮﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ،ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺄﻛﺪ ﺍﳌﺮﺀ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﺃﺣﺪ ﻭﻛﻮﻧِﻪ ﻣﺒﻌﻮﺛﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻮﱄ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻓﺎﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻫﻴﺄ ﳍﻢ ﻛﺜﲑﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻟ ﹶﻔﻬﻢ ﺻﺪﻗﻲ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ،ﻭﺣـﺼﻞ ﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ 10ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﲏ ﻟﻠﻤﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺃﺛﺒ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﺮﻭﺯ ﻓﻘﻂ ﻻ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻫﻲ :ﻓﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﳌﺮﺍﻡ ،ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ،ﺇﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ،ﲢﻔﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ،ﲪﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ،ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ ﲜﺰﺃﻳﻪ ،ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ،ﺳﺮ ﺍﳋﻼﻓﺔ ،ﻣﺮﺁﺓ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ) .ﻣﻨﻪ(
٥٢
ﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻣﺎ، ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺯﻣﲏ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﺍﻛﺘﻤﻠ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻻ ﻳﻌﻄﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﻣﺘﻊ ﺍﷲ ﺁﻢ ﻣﻬﻠ ﹰﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﲝﺴﺐ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﰒ ﺃﻣﺎﺗﻪ ،ﻭﻭﻫﺒﲏ ﺍﷲ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﻣﻸ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺃﺳـﺮﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻻ ﻳﻌﻄﺎﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺆﻳﺪﺍ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﱂ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ. ﻭﺍﻵﻥ ﺣﲔ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻣﻨﺘﻬﺎﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻟﻴﻤﻴﺰ ﺍﷲ ﺍﻟﻘـﺎﺩﺭ ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ. ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺒ ﲑ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺎﺫ ﺇﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺑﺪﻯ ﺑﺮﺍﺀﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐـﺔ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺾ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳑﻦ ﻳﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺣﱴ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﹶﻟ ﻮ ﺗ ﹶﻘ ﻮ ﹶﻝ ﻋﹶﻠﻴﻨﺎ ﺑﻌـ ﲔ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺇﻥ ﺍﻻﻓﺘـﺮﺍﺀ ﲔ * ﹸﺛ ﻢ ﹶﻟ ﹶﻘ ﹶﻄ ﻌﻨﺎ ِﻣﻨ ﻪ ﺍﹾﻟ ﻮِﺗ ﺍ َﻷﻗﹶﺎﻭِﻳ ِﻞ * َﻷ ﺧ ﹾﺬﻧﺎ ِﻣﻨ ﻪ ﺑِﺎﹾﻟﻴ ِﻤ ِ ﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ، ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﺃﺣﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ،ﻭﱂ ﻳﻮ ﻟﹶﺬﻧﺐ ﺷﻨﻴ ﻊ ﱂ ﻳﺼﺪﺭ ﰲ ﺣﻘﻪ ﻭﻋﻴ ﺪ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨـﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻛـﻪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ ﰲ ﺃﻣﻦ ﻗﻂ ،ﻭﺗﺪﻭﺳﻪ ﻏﲑﺗﻪ ﻭﺗﻬﻠﻜﻪ ﻋﺎﺟﻼ ،ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧـﺖ ﻗﻠـﻮﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻣﺘﺼﺒﻐﺔ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺻﺒﻐﺔ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺇﳌﺎ ﻡ ﺑﺴﻴﻂ ﺑﺴﻨﻦ ﺍﷲ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ،ﻟﹶﻌﻠِﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﻞ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻓﻴﻪ ﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻪ ﺑﻞ ﺟ ﻌﻠﹶﻪ ﳏﺘﺮﻣـﺎ ﰲ ﺍﻟﻨـﺎﺱ، ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﺪ ﻡ ﺇﻟﻘﺎ ِﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺒ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻧﺒﻌﺎ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﻷﻣ ﺮ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ﻗﻂ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺃ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ .ﻓﻴﺎ ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻨـﺎﻓﻘﲔ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻩ ،ﻓﻬﻞ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﻈﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻻ ﻳﺒﻄﺶ ﺍﷲ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺧﺒﻴﺚ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺀ ﺗﻠﻮ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺎﺋﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﻧﺴﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﳓﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻤ ٍﺪ ﺑﺄﺎ ﻭﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﺎﺱ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺃﻣﺮ ﺃ ِﻥ ﺍﺗﺒﻌﻮﱐ .ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﱄ ﰲ ﺇﳍﺎﻣﻪ :ﺇﻧﻚ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﲨﻴﻌﺎ ﰲ
٥٣
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻠﻖ ﺃﻱ ﺇﳍﺎﻡ ﻗﻂ ﻭﱂ ﻳﺼﻔﹾﻪ ﺍﷲ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻗﻂ؟ ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﱄ :ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟـﺼﻠﻴﺐ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻪ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﻳﻘـﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺧﻄﺎﺑـﻪ ﱄ: "ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻱ ،ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﳋﻠﻖ" ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﺘ ٍﺮ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﻨﻪ ﻭﻳ ﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩﻳﻦ ﺍﳌﺨﺬﻭﻟﲔ ،ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺒﻄﺶ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﺍﳌﺘﺠﺎﺳﺮ ﻋﺎﺟﻼ؟ ﺣﱴ ﲤﺮ ﻋﻠـﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ؟ ﻓ ﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺭ ﻏﻀﺒﻪ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﳌﻠﻬﻤﲔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻋﺎﺟﻼ ﺩﺍﺋﻤﺎ ،ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﳌﺪﺓ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﳍﺎ ﻧﻈـﲑ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ :ﻭ ﻣ ﻦ ﹶﺃ ﹾﻇﹶﻠ ﻢ ِﻣ ﻤ ِﻦ ﺍ ﹾﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﹶﻰ ﺍ ِ ﷲ ﹶﻛ ِﺬﺑﺎ ١١؟ ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺎﺟﻼ. ﻓﻜﻔﻰ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘ ﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻬﻠﻜﹾﲏ ﻛﺎﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻣ ﻦ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﻭﺑﺎﻃﲏ ﻭﺟﺴﻤﻲ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﻣﻨﻨﺎ ﻻ ﺃﺣﺼﻴﻬﺎ .ﻓﻜﻨﺖ ﺷﺎﺑﺎ ﺣﲔ ﺃﻋﻠﻨـﺖ ﺗﻠﻘﹼﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺷﻴﺨﺎ ،ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺀ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ .ﻭﻗﺪ ﻭﺍﻓﺖ ﺍﳌﻨﻴﺔ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻭﺃﻋﺰﺍﺋﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﲏ ﺳﻨﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺮﱐ ﺍﷲ ﻭﻛﻔﻠﲏ ﻭﺗﻮﻻﱐ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻮﻳـﺼﺔ. ﻓﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﻌﺘـﱪﻭﻧﲏ ﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺳﺒﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻫﻞ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﳑﺴﻜﺎ ﺑﻴﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺮﺡ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺃﻧﲏ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣـﺸﺮﻑ ﲟﻜﺎﳌﺘﻪ ﻭﳐﺎﻃﺒﺘﻪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻷﻗـﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﻛﱪ ﻓﺘﻨﺔ ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﺎﱐ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﻣﺮﱐ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻱ ﺣﺮﺑﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺑﻞ ﲝﺮﺑﺔ ﲰﺎﻭﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﹼﻪ ﻫﻮ 11ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ٢٢ :
٥٤
ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺇﳍﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﺳﺄﻗﺮﺃﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﻮﻗـﺖ. ﻭﺃﺳﺠﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﳕﻮﺩﺟﺎ ،ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﳐﺘﻠﻒ ﻭﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﳉﻤﻞ ،ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﳋ ﹾﻠ ﻖ .ﺃﻧﺖ "ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ ﻭﻗﺘﻪ ،ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟ ٍﺔ ﻻ ﻳﻌ ﹶﻠﻤﻬﺎ ﺍ ﹶ ﺱ .ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﲔ ﺍﻟﻨﺎ ِ ﻑ ﺑ ﺤﺎ ﹶﻥ ﺃﻥ ﺗ ﻌﺎ ﹶﻥ ﻭﺗﻌ ﺮ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟ ِﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻱ ﻭﺗﻔﺮﻳﺪﻱ .ﻓ
ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﺎﳍﺪﻯ ﻭﺩﻳ ِﻦ ﺍﳊﻖ ﻟﻴﻈﻬِﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ .ﻻ ﺗﺒﺪﻳ ﹶﻞ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭ ﹸﻝ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ .ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻠﹼﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻟﺘﻨ ِﺬ ﺭ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﹸﻧ ِﺬ ﺭ ﺍﷲ .ﹸﻗ ﹾﻞ ﺇﱐ ﹸﺃﻣِﺮ ﲔ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺮﻣﲔ .ﺇﻧﺎ ﻛﻔﻴﻨﺎﻙ ﺍﳌﺴﺘﻬﺰﺋﲔ .ﻗ ﹾﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﻟﺘﺴﺘﺒ
ﺍﷲ ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ؟ ﹸﻗ ﹾﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ؟ ﺇﻥ ﻣﻌﻲ
ﺭﰊ ﺳﻴﻬﺪﻳ ِﻦ .ﻗ ﹾﻞ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻥ ﺍﷲ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﱐ ﳛﺒﺒﻜﻢ ﺍﷲ .ﻫﻞ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺗﻨـﺰ ﹸﻝ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ؟ ﺗﻨـﺰ ﹸﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞﹼ ﺃﻓﹼﺎ ٍﻙ ﺃﺛﻴﻢ .ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﺌﻮﺍ ﻧـﻮﺭ ﺍﷲ ﺑﺄﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭﺍﷲ ﻣﺘﻢ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ .ﺳﻨﻠﻘﻲ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﺍﻟﺮﻋـﺐ .ﺇﺫﺍ
ﺟﺎﺀ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﳊﻖ) .ﺃﻱ :ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ :ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺣﻘﹰـﺎ (.ﺇﱐ
ﺖ ﲑ ﺃﻣﺔ ﺃﹸﺧﺮﺟ ﺖ .ﻛﻨﺘﻢ ﺧ ﺖ .ﻛ ﻦ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﻨ ﻣﻌﻚ ،ﹸﻛ ﻦ ﻣﻌﻲ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨ
ﻟﻠﻨﺎﺱ .ﺇﻧﻚ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ .ﻳﺮﻓﻊ ﺍﷲ ﺫﻛﺮﻙ ،ﻭﻳﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ،ﻳﺘﻢ ﺍﲰﻚ ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﲰﻲ) ".ﺃﻱ :ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ،ﻳﺘﻢ ﺍﲰﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﲰـﻲ(.
ﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﳏﺒﺔ ﻣﲏ .ﺷﺄﻧﻚ ﻋﺠﻴﺐ ،ﻭﺃﺟـﺮﻙ ﻗﺮﻳـﺐ. "ﺇﱐ ﺭﺍﻓﻌﻚ ﺇﱄ .ﺃﻟﻘﻴ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻌﻚ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ١٢ﻣﻌﻲ .ﺃﻧﺖ ﻭﺟﻴﻪ ﰲ ﺣـﻀﺮﰐ .ﺍﺧﺘﺮﺗـﻚ 12ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﺿﻤﲑ "ﻫﻮ" ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ )ﺃﻱ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ( ،ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﻣﻨﻪ
٥٥
ﻟﻨﻔﺴﻲ .ﺃﻧﺖ ﻭﺟﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﻀﺮﰐ .ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﺯﺍﺩ ﳎﺪﻙ، ﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺕ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ،ﻭﺃﹸﺣﻴﻴ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺁﺑﺎﺅﻙ ﻭﻳﺒﺪﹸﺃ ﻣﻨﻚ .ﻧﺼﺮ
ﺕ ﺣﲔ ﻣﻨﺎﺹ .ﺁﺛﺮﻙ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﻨـﺎ ﻛـﺎﺭﻫﲔ )ﺃﻱ: ﺕ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻧﺼﺮ ﺳﻴﻘﻮﻝ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﻗﺪ ﻓﻀﻠﻚ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ( .ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻏﻔ ﺮ ﻟﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﺧﺎﻃﺌﲔ .ﻻ ﺗﺜﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ )ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻮﻥ ﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ(،
ﻳﻐﻔ ﺮ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ" ".ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﺘﺮﻛﻚ ﺣﱴ ﳝﻴﺰ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ،ﻭﺍﷲ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ .ﺇﺫﺍ ﺟـﺎﺀ
ﺖ ﻛﻠﻤ ﹸﺔ ﺭﺑﻚ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﻪ ﺗـﺴﺘﻌﺠﻠﻮﻥ .ﺃﺭﺩﺕ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺢ ،ﻭﲤﹼ
ﺖ ﺁﺩﻡ ،ﺳﻮﻳﺘﻪ ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ .ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟـﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﻠﻒ ،ﻓﺨﻠﻘ
ﻭﳛﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﺜﺮﻳﺎ ﻟﻨﺎﻟﻪ .ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻌﺒﺪﻩ
ﷲ ﰲ ﺣﻠﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ) ".ﺃﻱ:ﻣﺮﺳﻞ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﰲ ﻟﻴﻼ .ﺧﻠﻖ ﺁﺩ ﻡ ﻓﺄﻛﺮﻣﻪ .ﺟﺮﻱ ﺍ ِ ﺣﻠﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ(" .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﺻﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ )ﺃﻱ ﺩﺣﺾ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ( ﺭﺟ ﹲﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ )ﺃﻱ ﻓﺎﺭﺳﻲ ﺍﻷﺻﻞ( .ﺷﻜﹶﺮ ﺍﷲ ﺳﻌﻴﻪ .ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﱄﹼ ﺫﻭﺍﻟﻔﻘﺎﺭ ﻋﻠﻲ) ".ﺃﻱ ...:ﻛﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﱄ ﻛﺬﻭﺍﻟﻔﻘﺎﺭ ﻋﻠ ﻲ( "ﻳﻜﺎﺩ ﺯﻳﺘﻪ ﻳﻀﻲﺀ
ﻭﻟﻮ ﱂ ﲤﺴﺴﻪ ﻧﺎﺭ .ﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ ﻳﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ .ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻗﺮﻳﺒـﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﻥ .ﻭﺑﺎﳊﻖ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻭﺑﺎﳊﻖ ﻧﺰﻝ )ﺃﻱ ﲝﺴﺐ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳊﻘﺔ( ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ
ﺍﷲ ﻣﻔﻌﻮﻻ )ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﷲ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ( .ﺃﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳓﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﻨﺘﺼﺮ
)ﳓﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﺗﻨﺘﻘﻢ(؟ ﺳﻴﻬﺰﻡ ﺍﳉﻤﻊ ﻭﻳﻮﻟﹼﻮﻥ ﺍﻟﺪﺑﺮ .ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ﻻ ﲣﻒ ،ﺇﱐ ﺃﲰﻊ
ﺽ ﻧﻨﻘﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ .ﺃﱂ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﺭﻯ .ﺃﱂ ﺗﺮ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﰐ ﺍﻷﺭ
ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﺁﻝ ﳏﻤﺪ ﺳﻴ ِﺪ ﻭﹾﻟ ِﺪ ﺁﺩ ﻡ ﻭﺧﺎﺗ ِﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ .ﺇﻧـﻚ ﻋﻠـﻰ ﻗﺪﻳﺮ .
ﺽ ﻋﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮ ﻻ ﻧـﺰ ﹶﻝ ﻉ ﲟﺎ ﺗﺆﻣﺮ ﻭﺃﻋﺮ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ .ﻓﺎﺻﺪ
٥٦
ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﲔ ﻋﻈﻴﻢ)".ﺃﻱ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳌﺎﺫﺍ ﱂ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﷲ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﻈﻴﻤـﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﲔ(" .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﹶﺃﻧﻰ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ،ﺇﻥﹼ ﻫﺬﺍ ﳌﻜ ﺮ ﻣﻜﺮﲤﻮﻩ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺃﻋﺎﻧـﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻭﻥ .ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ .ﺍﻋﻠﻤـﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﳛﻴـﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺎ) ".ﺃﻱ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧـﺖ ﻗـﺪ ﻣﺎﺗـﺖ، ﻓﻴﺤﻴﻴﻬﺎ ﺍﷲ ﺍﻵﻥ ﺛﺎﻧﻴﺔ(" .ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﷲ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻟﻪ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘـﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﳏﺴﻨﻮﻥ .ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇ ﹾﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﺧﺘﻼﻕ )ﺃﻱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻓﺘـﺮﺍﺀ(. ﲔ ﺃﻣﲔ ،ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻴـﻚ ﻗ ﹾﻞ ﺇﻥ ﺍﻓﺘﺮﻳﺘﻪ ﻓﻌﻠﻲ ﺇﺟﺮﺍﻡ ﺷﺪﻳﺪ .ﺇﻧﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻜ
ﺭﲪﱵ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﻳﻦ .ﳛﻤﺪﻙ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﺮﺷﻪ .ﳛﻤﺪﻙ
ﺍﷲ ﻭﳝﺸﻲ ﺇﻟﻴﻚ .ﺃﻻ ﺇﻥﹼ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﻗﺮﻳﺐ .ﻛﻤﺜﻠﻚ ﺩﺭ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ .ﺑﺸﺮﻯ ﻟﻚ ﻳﺎ
ﺃﲪﺪﻱ ،ﺃﻧﺖ ﻣﺮﺍﺩﻱ ﻭﻣﻌﻲ .ﺇﱐ ﻧﺎﺻﺮﻙ .ﺇﱐ ﺣﺎﻓﻈﻚ .ﺇﱐ ﺟﺎﻋﻠﻚ ﻟﻠﻨـﺎﺱ
ﺇﻣﺎﻣﺎ .ﺃﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﺠﺒﺎ؟ ﻗ ﹾﻞ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻋﺠﻴﺐ .ﳚﺘﱯ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒـﺎﺩﻩ .ﻻ
ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ .ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻧﺪﺍﻭﳍﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇ ﹾﻥ ﻫﺬﺍ
ﺇﻻ ﺍﺧﺘﻼﻕ )ﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺣﺘﻤﺎ( .ﺇﺫﺍ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﺍﳌﺆﻣ ﻦ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺍﳊﺎﺳﺪﻳﻦ ﰲ
ﺍﻷﺭﺽ .ﻗﻞ ﺍﷲ ﰒ ﺫﺭﻫﻢ ﰲ ﺧﻮﺿﻬﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ) ".ﺃﻱ ﹸﻗ ﹾﻞ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﱄ ﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﰒ ﺍﺗﺮﻛﻬﻢ ﻻﻋﺒﲔ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍ ﳌﻌﻮﺟﺔ(" .ﻻ ﺗﺤـﺎﻁ ﻒ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺮﺣ ﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﻣﻮﺳـﻰ، ﺃﺳﺮﺍ ﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ .ﺗﻠﻄﹼ
ﱪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ،ﻭﺫﺭﱐ ﻭﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﺃﻭﱄ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻨﺎ ،ﻭﻫـﻢ ﻭﺍﺻ
ﻣِﻦ ﹶﻓ ﺸ ٍﻞ .١٣ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺁﻣِﻨﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺁﻣ ﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻧﻮﻣﻦ ﻛﻤـﺎ ﺁﻣـ ﻦ
13ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﺭﻗﻢ :١ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ "ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻨﺎ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ" ﻫﻮ ﻣﺎ ُﺀ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﳊﺐ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﻔﺸﻞﹸ ﻫﻮ ﺍﳉﱭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﺇﳊﺎﺩ ﻭﺳﻴﺌ ٍﺔ
٥٧
ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ؟ ﺃﻻ ﺇﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ )ﻛﻢ ﻫﻢ ﳐﻄﺌﻮﻥ( .ﻗﹸـ ﹾﻞ ﺇﻥ
ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻥ ﺍﷲ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﱐ ﳛﺒﺒﻜﻢ ﺍﷲ .ﻗﻴﻞ ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻓﻼ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ .ﻭﻗﻴﻞ
ﺍﺳﺘﺤﻮِﺫﻭﺍ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫﻭﻥ) ".ﺃﻱ ﻭﻗﻴ ﹶﻞ ﻟﻜﻢ ﺗﻐﻠﹼﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﻭﺳﻜﻢ ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﱪ ﻛﻤﺎ ﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ .ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻫﻬﻨﺎ ،ﻓﺎﺻ ﱂ ﺗﺘﻐﻠﹼﺒﻮﺍ(" .ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻚ ﺍﳌﺴﻴ ﺐ ﻭﺗﺐ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳـﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬـﺎ ﺇﻻ ﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﰊ ﳍ ٍ ﺻﱪ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻟﻌﺰﻡ .ﺗﺒ
ﺧﺎﺋﻔﺎ) ".ﺃﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﱐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺇﻻ ﺧﺎﺋﻔﹰـﺎ(" .ﻭﻣـﺎ ﱭ ﻭﺍﳋﻮﻑ ،ﻓﺤﲔ ﲣﺘﻔﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻧﺐ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﺇﻥ ﺍﳉ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ُﺀ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﺍﷲ .ﻓﺤﲔ ﺗﻠﻘﹶﻰ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺗﺘﺮﰉ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻨﲔ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻭﺑﺎﺭﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻨﲔ ﺷﻘﻴﺎ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺳﻴﺌﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺘﺘﺮﰉ ﺍﻟﻨﻄﻔ ﹸﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎ ﹸﻥ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺫﺭﻳ ﹶﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳎﺎﺯﺍ .ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﷲ ﻫﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻭﻗﺪ ﻟﹸﻘﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﺑﻨﺎ َﺀ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓﹰ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﲝﻖ ﺁﺩﻡ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻏﲑﳘﺎ ،ﻭﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﲝﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑ ِﻦ ﻣﺮﱘ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻴﺰﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﺣﺪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺃﹸﻃﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﲝﺴﺐ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ، ﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻭﺃﻣﻪ ﻃﺎﻫﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺣﱴ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺗﺮﺑﺖ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﺑ ﻦ ﺣﻼﻝ ﺑﻼ ﺃﺩﱏ ﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺯﻋﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﺮ ﱘ ﺑﻐﻴﺎ .ﻓﺎﳌﺒﺪﺃ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺃﻥ ﻇِﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ -ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﺲ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ -ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﰲ ﺣﻖ ﺃﺣﺪ ﺇﻧﻪ ﺫﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﺇﻧﻪ ﺍﺑﻦ "ﳓﹼﺎﺵ" ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﲑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺃﻱ ﺍﺑ ﻦ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؛ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺣﺼﺮﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﱵ ﺕ ﰲ ﺭﲪﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺟﺪﺍ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﺎ ﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺠﺐ ﺎﺋﻴﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﳊ ﻱ ﺑﻘﻌﺔ ﺧﺎﻟﻴ ﹰﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺍﺣﺘﺠﺐ ﻧﻮ ﺭ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺍ ﹸ ﲝﻴﺚ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺃ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﳋﺒﻴﺜﻮﻥ ﺟﺪﺍ ﻷﻥ ﻛﻴﺎﻢ ﻳﻨﻤﻮ ﲢﺖ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﺼﻮﺻﺎ ﻭﻗﻄﺎﻉ ﻃﺮﻕٍ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺃﻭﻻ ﺩ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﻗﻄﹼﺎ ِ ﻞ .ﻣﻨﻪ. ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺻﺎﺩﻗﲔ ﺻﺎﳊﲔ ،ﻓﺘﺄﻣ ﹾ
٥٨
ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﻤِﻦ ﺍﷲ .ﺃﻻ ﺇﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻴﺤﺐ ﺣﺒﺎ ﲨﺎ ،ﺣﺒﺎ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳـﺰ
ﺖ ﲑ ﳎﺬﻭﺫ ) ".ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﻋﻄﺎ ٌﺀ ﻟﻦ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺃﺑ ﺪ(" .ﻭﻗ ﺍﻷﻛﺮﻡ .ﻋﻄﺎ ًﺀ ﻏ ﺖ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍـﺮﻣﲔ .ﻭﻻ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻭﻭﻗﺖ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳ ﺮﺩ ﻭﻗ
ﺗﻬِﻨﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷﻋﻠﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ) ".ﺃﻱ ...:ﻳﺎ ﲨﺎﻋـ ﹶﺔ ﻫـﺬﺍ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﻻ ﺗﺘﻜﺎﺳﻠﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻥ ﻇﻠﻠﺘﻢ ﺛﺎﺑﺘﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ" (.ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﲢﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﺷﺮ ﻟﻜﻢ ،ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻫﻮﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺖ ﺃﻥ ﺖ ﻛﻨـﺰﺍ ﳐﻔﻴﺎ ،ﻓﺄﺣﺒﺒ ﻭﻫﻮ ﺧﲑ ﻟﻜﻢ ،ﻭﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ .ﻛﻨ
ﺃﹸﻋﺮﻑ .ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺭﺗﻘﺎ ﻓﻔﺘﻘﹾﻨﺎﳘﺎ .ﻭﺇﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻚ ﺇﻻ ﻫﺰﻭﺍ.
ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ؟ ﻗﻞ ﺇﳕﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﱄ ﺃﳕﺎ ﺇﳍﻜﻢ ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺣـﺪ،
ﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﻋﻤﺮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻓﻼ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ .ﻭﻗـﺎﻟﻮﺍ ﻭﺍﳋﲑ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻭﻟﻘﺪ ﻟﺒﺜ
ﺇ ﹾﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ .ﻗ ﹾﻞ ﺇﻥﹼ ﻫﺪﻯ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﳍﺪﻯ) ".ﺃﻱ :ﹸﻗ ﹾﻞ ﺇﻥ ﻫﺪﻯ ﺍﷲ ﻫـﻮ ﺍﳍﺪﻯ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺍﳌﻨـﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺄ" (.ﺃﻻ ﺇﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﷲ ﻫﻢ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻮﻥ .ﺇﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ
ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ ،ﻟﻴﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪ ﻡ ﻣِﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ .ﺃﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ .ﻓﱪﺃﻩ ﺍﷲ ﳑﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﺟﻴﻬﺎ .ﻭﺍﷲ ﻣﻮ ِﻫ ﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻜـﺎﺫﺑﲔ.
ﻭﻟﻨﺠﻌﻠﻪ ﺁﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﲪﺔ ﻣﻨﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﻘﻀﻴﺎ .ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﳊـﻖ ﺍﻟـﺬﻱ ﻓﻴـﻪ
ﲤﺘﺮﻭﻥ .ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﻓﺎﺿﺖ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ .ﺇﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ،ﻓﺼﻞﹼ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﺍﳓﺮ ،ﺇﻥﹼ ﺷﺎﻧﺌﻚ ﻫﻮ ﺍﻷﺑﺘﺮ.
" ١٤
)ﺃﻱ ... :ﺇﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣـﻦ ﺍﳊﻘـﺎﺋﻖ
14ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﺭﻗﻢ :٢ﺇﻥ ﺇﳍﺎﻡ "ﺇﻥ ﺷﺎﻧﺌﻚ ﻫﻮ ﺍﻷﺑﺘﺮ" ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺚ ﺍﻹﺳﻼﻡ -ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺳ ﻌ ﺪ ﺍﷲ -ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﳌﻠﻴﺌﺔ ﱄ ﺭﺟ ﹲﻞ ﺣﺪﻳ ﹸ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﺣﲔ ﺃﺭﺳﻞ ﺇ ﱠ ﺑﺎﻟﺸﺘﺎﺋﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﺑ ﻦ ﺍﳍﻨﺪﻭﺳﻲ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺣﻘﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﻘ ﻲ ﺫﻱ ﻓﻄﺮﺓ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭِﻗ ٍﺢ ﻭﻓﺎﺳ ِﺪ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻟﻪ ﰲ ﻛﻴﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ
٥٩
ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﻭﻭﻫﺒﻨﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟـﺼﺎﳊﺔ ،ﻓـﹶﺄِﻗ ِﻢ ﺍﻟـﺼﻼﺓ ﷲ ﻭﻗـ ﺪ ﻡ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻛﺮﻙ ﺑﺴﻮﺀ ﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻱ ﺃ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻴﻤﺤﻮ ﺃﺛﺮﻩ(. "ﻳﺄﰐ ﻗﻤﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﺃﻣﺮﻙ ﻳﺘﺄﺗﻰ .ﻳﻮ ﻡ ﳚﻲﺀ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺪﻕ ،ﻭﳜﺴﺮ
ﺍﳋﺎﺳﺮﻭﻥ .ﹶﺃ ِﻗ ِﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﺬﻛﺮﻱ .ﺃﻧﺖ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻌﻚ ،ﺳﺮﻙ ﺳﺮﻱ .ﻭﺿـﻌﻨﺎ
ﺾ ﻇﻬﺮﻙ ،ﻭﺭﻓﻌﻨﺎ ﻟﻚ ﺫﻛﺮﻙ .ﳜﻮﻓﻮﻧﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ .ﺃﺋﻤ ﹸﺔ ﻋﻨﻚ ﻭﺯﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘ
ﺖ ﻟـﻚ ﺍﻟﻜﻔﺮ) ".ﺃﻱ :ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ" (.ﻻ ﲣﻒ ،ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻏﺮﺳ
ﺑﻴﺪﻱ ﺭﲪﱵ ﻭﻗﺪﺭﰐ .ﻟﻦ ﳚﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺳﺒﻴﻼ .ﻳﻨـﺼﺮﻙ ﺍﷲ ﰲ ﻣﻮﺍﻃﻦ .ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻷﻏﻠﱭ ﺃﻧﺎ ﻭﺭﺳﻠﻲ .ﻻ ﻣﺒﺪ ﹶﻝ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ .ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻚ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ .ﻗﻞﹾ ﻫﺬﺍ ﻓﻀ ﹸﻞ ﺭﰊ ،ﻭﺇﱐ ﺃﺟﺮﺩ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﳋﻄﺎﺏ .ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﱐ ﻣﺘﻮﻓﻴﻚ ﻭﺭﺍﻓﻌﻚ ﺇﱄ ﻭﺟﺎﻋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﻙ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻧﻈﹶﺮ
ﺍﷲ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻌﻄﱠﺮﺍ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﲡﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﻓﻴﻬﺎ؟ )ﺃﻱ :ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻗﻠـﻮﻢ، ﺇﳍﻲ ،ﺃﲡﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺴﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔﹰ؟( ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﳑﺘﻠـﺊ
ﻉ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻛﻢ ﻭﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻧﻔـﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ .ﹸﻗ ﹾﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧ ﺪ ﻭﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﰒ ﻧﺒﺘﻬ ﹾﻞ ﻓﻨﺠﻌ ﹾﻞ ﻟﻌﻨ ﹶﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ .ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﺻـﺎﻓﻴﻨﺎﻩ
ﻭﳒﹼﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ .ﺗﻔﺮﺩﻧﺎ ﺑﺬﻟﻚ ) ".ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﻟﻘﺪ ﺍﲣﺬﻧﺎﻩ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﲪﻴﻤﺎ ﻭﳒﹼﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﳓﻦ ﻓﻘﻂ( "ﻳﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﺎ ِﻣ ﹾﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺭﻓﻘﹰﺎ ﻭﺇﺣـﺴﺎﻧﺎ. ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍ ِﻡ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﳌﺴﻴﺌﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻷﻛﻔﺮ ﻭﺍﳌﻜﺎﺭ، ﻱ ﻣﺘﺒ ﻊ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﳌﺪﻋﻮ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳍﻨﺪﻭﺳﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺃﻋﺪﻯ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻐﻮ ﺧﺒﻴﺚ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻷﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺟﻬﻠﻪ ﻳﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﰲ ﺷﻌﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻳﻔﺘﺮﻱ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ﻭﻳﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻲ ﺘﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺖ ﻭﺣ ﻲ "ﺇﻥ ﺷﺎﻧﺌﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻭﻳﻬﺠﻮﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪﺍ .ﻓﻘﺪ ﺗﻠﻘﻴ ﺚ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻷﺑﺘﺮ" ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺣﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﳍﻨﺪﻭﺳﻲ ﺧﺒﻴ ِ ﺖ ﺑﺎﳋﺰﻱ ﺧﺎﺋﺒﺎ ﻣﻬﺎﻧﺎ ،ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﱂ ﳝ
٦٠
ﲤﻮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺽ ﻣﻨﻚ .ﻭﺍﷲ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻛـﺬﹼﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳـﺎﰐ ﻭﻛـﺎﻧﻮﺍ ـﺎ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ .ﻓﺴﻴﻜﻔﻴﻜﻬﻢ ﺍﷲ ﻭﻳﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ .١٥ﺃﻣ ﺮ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﺎ ﺇﻧـﺎ ﻛﻨـﺎ ﻓـﺎﻋﻠﲔ.
ﺯﻭﺟﻨﺎﻛﹶﻬﺎ .ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﺘﺮﻳﻦ) ".ﺃﻱ :ﻓﺎﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﺳـﻴﻜﻔﻴﻚ ﺷﺮﻫﻢ ،ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﻟﻴﻚ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓـﺎﻋﻠﲔ .ﻟﻘـﺪ ﺯﻭﺟﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻌﺪ ﺭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻓﻼ ﺗﻜﻦ ﺃﺑـﺪﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﹼﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ" (.ﻻ ﺗﺒﺪﻳ ﹶﻞ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ،ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻓﻌﺎﻝ ﳌـﺎ ﻳﺮﻳـﺪ .ﺇﻧـﺎ
ﺏ ﲑ ﺍﻷﺭﺽ .ﺇﺫﺍ ﻧﻔﺦ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓـﻼ ﺃﻧـﺴﺎ ﺭﺍﺩﻭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ .ﻳﻮ ﻡ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻏ ﺑﻴﻨﻬﻢ .ﺇﳕﺎ ﻳﺆﺧﺮﻫﻢ ﺇﱃ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﺃﺟ ٍﻞ ﻗﺮﻳﺐ .ﻳﺄﰐ ﻗﻤﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﺃﻣﺮﻙ ﻳﺘﺄﺗﻰ. ﺖ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ .ﺇﻧﺎ ﺭﺍﺩﻭﻫﺎ ﺇﻟﻴـﻚ .ﺇ ﹾﻥ ﺍﺳـﺘﺠﺎﺭﺗﻚ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﻋﺼﻴﺐ .ﺗﻮﺟﻬ ﺡ ﹶﺃﺳِـﺮ ﻒ ﺳﻨﻌﻴﺪﻫﺎ ﺳﲑﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ .ﺇﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ .ﻳﺎ ﻧﻮ ﻓﹶﺄ ِﺟﺮﻫﺎ ،ﻭﻻ ﲣ ﺭﺅﻳﺎﻙ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﱴ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ؟ ﻗ ﹾﻞ ﺇﻥﹼ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﺣﻖ .ﺃﻧﺖ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻌـﻚ ،ﻭﻻ ﺱ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ .ﺍﻧﻈ ﺮ ﺇﱃ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟِﻪ .ﺍﻃﹼﻠـ ﻊ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﳌﺴﺘﺮﺷﺪﻭﻥ .ﻻ ﺗﻴﺄ
ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﳘﹼﻪ ﻭﻏﻤﻪ ،ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﺒﺪﻳﻼ ) ".ﺃﻱ :ﺍﻃﹼﻠﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﺃﺻـﺎﺏ "ﺁ ﻢ" ﻣﻦ ﻫ ﻢ ﻭ ﹶﻏﻢ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻨﻪ .ﻫﺬﻩ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﰲ ﺳـﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﻐﻴﲑﺍ( "ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷﻋﻠﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ .ﻭﺑﻌﺰﰐ ﻭﺟـﻼﱄ، ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻭﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞﹼ ﳑﺰﻕ ،ﻭﻣﻜ ﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺭ .ﺇﻧﺎ ﻧﻜـﺸﻒ
15ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﺍﻋﺘﺮﺽ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﲨﻠﺔ "ﻳﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ" ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺗﻌﺒﲑ ﺧﺎﻃﺊ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺮ ﺩ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻠﺖ ﺷﻲ ٌﺀ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭﻻ ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ .ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ -ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ -ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﳚﻮﺯ ﻷﺩﱏ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﺎﻝ ﺑﺈﻳﺮﺍﺩﻫﺎ .ﰒ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺎ ﻗﺮﺍﺑ ﹲﺔ ﻣﻌﻲ ﺕ ﻛﺄﺎ ﻋﻨﺪﻱ ،ﻭﳍﺬﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﷲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻨﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﰒ ﺗﻌﻮﺩ ،ﻏﲑ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﺃﻥ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﷲ ﲨﻠﺔ "ﻳﺮﺩﻫﺎ" ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺗﻜﻤﻦ ﺇﺷﺎﺭ ﹲﺓ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍ ،ﻫﻲ ﺃﻥ ﺫﻫﺎﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺃﻧﺎﺱ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﻢ ﺎ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺃﻭﻻ ،ﰒ ﹸﻗﺪﺭ ﺭﺟﻮﻋﻬﺎ .ﻣﻨﻪ
٦١
ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ .ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ .ﹸﺛﻠﹼ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺛﻠﹼ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫـﺬﺍ ﺗﺬﻛﺮﺓ ،ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﲣﺬ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﻴﻼ .ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﻮﻟﻮﺍ ﺍﻷﻣ ﺮ .ﺳـﻨﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﹶﻟﻴﻨﺒ ﹶﺬﻥﱠ ﰲ ﺍ ﹸﳊﻄﹶﻤﺔ) ".ﺃﻱ :ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺯﻳﻔﻮﺍ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻠﺬﺍ ﺳﻮﻑ ﻧـﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﺰﳝﺔ ،ﻭﺳﻴﻠﻘﻰ "ﺁﻢ" ﰲ ﻧﺎﺭ ﻻ ﺗﺒﻘﻲ ﻭﻻ ﺗ ﹶﺬ ﺭ( "ﺇﻧﺎ ﻧﺒـﺸﺮﻙ ﺑﻐﻼﻡ ﺣﻠﻴﻢ ﻣ ﹾﻈﻬﺮ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻌﻼﺀ ﻛﺄﻥﹼ ﺍﷲ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﺍﲰﻪ ﻋﻤﺎﻧﻮﺇﻳﻞ .ﻳﻮﻟـﺪ
ﻟﻚ ﺍﻟﻮﻟﺪ ،ﻭﻳﺪﱏ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻔﻀﻞ .ﺇﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﻗﺮﻳﺐ .ﻗ ﹾﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻔﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ
ﺐ ﻭﻋﺬﺍﺏ) ".ﺃﻱ :ﻫﺬﺍ ﻋﺠﻞ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻴـﻪ، ﺧﻠﻖ .ﻋﺠ ﹲﻞ ﺟﺴ ﺪ ﻟﻪ ﺧﻮﺍﺭ ،ﻓﻠﻪ ﻧﺼ ﻭﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺬﻱﺀ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﻟﻴﻜﻬﺮﺍﻡ ﺍﻟﻔﺸﺎﻭﺭﻱ ،ﺳﻮﻑ ﻧﻀﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﱂ ﻭﻋـﺬﺍﺏ، ﺃﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ( ١٦ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺨﺘ ﺮ ﻓﺈﻥ ﻭﻗﺘﻚ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﻗﺪﻡ ﺍﶈﻤﺪﻳﲔ ﻭﹶﻗ ﻌ ﺗﺒ ﻳﺼﻠﺢ ﻛﻞﹼ ﺃﻣﺮﻙ ،ﻭﻳﻌﻄﻴﻚ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺮﺍﺩﺍﺗﻚ ﺇﱐ ﺳﺄﺭﻱ ﺑﺮﻳﻘﻲ ،ﻭﺃﺭﻓﻌﻚ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﰐ ﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻳﺘﱪﻛﻮﻥ ﺑﺜﻴﺎﺑﻚ .ﺟﺎﺀ ﻧـﺬﻳﺮ ﰲ ﻭﺇﱐ ﺃﺑﺎﺭﻛﻚ ﺑﱪﻛﺎ ٍ ﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺄﻧﻜﺮﻭﻩ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻮﻩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﻳﻘﺒﻠﻪ ،ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﺼﻮ ٍﻝ ﻗـﻮ ﺷﺪﻳ ٍﺪ ﺻﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺻﻮ ٍﻝ@ @.
-
ﻫﺬﺍ ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺣﲔ ﻵﺧﺮ ،ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻟﻜﻨﲏ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺳﺠﻠﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ. ﻓﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺣﻘﻲ ﻣﺮﺍﺭﺍ :ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮ ﹲﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ، ﲔ ﺍﷲ ،ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﺂﻣِﻨﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ،ﻭﺃﻥ ﻋﺪﻭﻩ ﻣـﻦ ﺙ ﺇﳍﻲ ،ﻭﺃﻣ ﻭﻣﺒﻌﻮ ﹲ ﺃﻫﻞ ﺟﻬﻨﻢ .ﻛﻤﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﲟﺤﺎﻣﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻧﻌﻮﺗِﻪ 16ﻫﺬﻩ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳍﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ) .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
٦٢
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃ ﹾﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻣﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ -ﻣﺘﺨﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻛﱪ ﻭﳔﻮﺓ ﻭﺧﻴﻼﺀ -ﻧ ﲑ ﻃﺎﻋ ِﺔ ﻣـﻦ ﰲ ﺐ ﺍﷲ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻣﺪ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻋﺪﺍﺋﻪ ﻟﻌﻨ ﹸﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﰲ ﺣﺒﻪ ﺣ ﺖ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﳍﺎ ﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﹸﺪﻣ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻘﹶﻬﺎ ﺩﺟﺎ ﹲﻝ ﻛﺬﺍﺏ ﲟﻜﹾﺮﻩ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺯﻋﻤﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺎ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺇﳍﻴﺔ ،ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳉـﺴﺎﺭﺓ ﻳﻘﻒ ﲢﺖ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﻋﺪﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻐﻀﺒﻪ ﺍﳌﺸﺘﻌﻞ ،ﻭﻻ ﺃﺣ ﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﲣﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ. ﺏ ﺍﻟـﺪﺟﺎﻝ ﺃﻓﻠﻴﺲ ﻣﺜﲑﺍ ﻟﻠﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻬﻠﹶﻚ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﺑﻘﻬﺮ ﺍﻟﺬﻟ ِﺔ ﺍﻟﻜـﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ؟ ﺃﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻣﻔﺘﺮٍ؟ ١٧ﻓﺎﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ 17ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ :ﻟﻮ ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺃﺣﺪ ،ﻓﺄﻗﻮﻝ :ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﰲ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﰒ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﳍﻤﻪ ﻭﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺬﺍ ﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺘﺤ ﺪ ﻭﺗﻘﺼﻲ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻮ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﱂ ﻳﻨﺠ ﺢ ﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺮ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ،ﻷﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﲜﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﹸﻫﻠﻜﻮﺍ ﻋﺎﺟﻼ .ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺍﻴﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻣﺎ ﳒﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪﻭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﺎ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻛﺬﺑﺎ .ﺑﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻻﺣﻘﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ .ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺗﻘﺪﱘ ﺃﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻭﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﲑ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ،ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺃﻣ ﹲﺔ ﻭﺗﻌﻈﹼﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ .ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺏ ﺍﷲ ﻗﺪ ﹸﻓﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﳌﺮﺍﺩ .ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺘﺎ
٦٣
ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻳﺸﻬﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺎﺟﻼ ،ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻳـﺬﻛﺮﻩ ﲞﲑ .ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺃ ﹾﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺴﻴﺒﻄﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﺤﺬﺍ ِﺭ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﱪﻭﺍ ﳎﺮﻣﲔ ﲟﻌﺎﺭﺿﺘﻪ؛ ﺇﺫ ﻳﻘـﻮﻝ ﻚ ﺻـﺎ ِﺩﻗﹰﺎ ﻚ ﻛﹶﺎ ِﺫﺑﺎ ﹶﻓ ﻌﹶﻠﻴ ِﻪ ﹶﻛ ِﺬﺑ ﻪ ﻭِﺇ ﹾﻥ ﻳ ﺍﷲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ :ﻭِﺇ ﹾﻥ ﻳ ٢٠ ﻑ ﹶﻛﺬﱠﺍﺏ ﺴ ِﺮ ﷲ ﻻ ﻳ ﻬﺪِﻱ ﻣ ﻦ ﻫ ﻮ ﻣ ﺾ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﻳ ِﻌ ﺪ ﹸﻛ ﻢ ِﺇ ﱠﻥ ﺍ َ ﺼﺒ ﹸﻜ ﻢ ﺑ ﻌ ﻳ ِ ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ،ﻟﻘﺪ ﲡﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨـﺰﺍﻉ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﳊﺪﻭﺩ ،ﻭﺻﺤﻴ ﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠـﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧـ ﹰﺔ ﲜﻤﺎﻋﺎﺗﻜﻢ ،ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺃﻭ ﲬﺴﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟـﻚ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺍﺱ ﻏﺮﺳﻪ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻟﻦ ﻳﻀﻴﻌﻪ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺇﻻ ﺃ ﹾﻥ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﻭﳚﻌﻞ ﺣﻮﻟﻪ ﺣﻈﲑﺓ ﻭﳝﻜﹼﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﳌﺜﲑ ﻟﻠﻌﺠﺐ ،ﻓﻬﻞ ﺍﺩﺧﺮﰎ ﺃﻱ ﺟﻬﺪ ﰲ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻪ؟ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣـﻦ ﺻـﻨﻊ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﻟﻘﹸﻄﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﹸﺓ ﻣﻨﺬ ﺯﻣ ٍﻦ ﻭﻣﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻣﻨﻬﺎ. ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﱐ ﺑﺄﻥ ﺃﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺪ ﻭ ﺍﻟـﺼﺪﻕ ﻭﻳﻘﻊ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻣﻦ ﳛﺐ ﺍﻟﻈﻼﻡ .ﱂ ﺃﻧ ِﻮ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺃﻱ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﱂ ﹸﺃ ِﺭ ﺩ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﰒ ﺍﻷﻣﺮﺗـﺴﺮﻱ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻫﻠـﻪ ﻉ ﺖ ﺃﹸﻋﺮﺽ ﳌﺪﺓ ،ﰒ ﺣﺪﺛﹶﺖ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠ ﹸﺔ ﺃﺧﲑﺍ ﻹﺻﺮﺍﺭﻩ ﺍﳌﻠﺢ ،ﻣﻊ ﺫﻟـﻚ ﱂ ﺃﺩ ﻓﺒﻘﻴ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻂ .ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺫﻳﺖ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﺃﹸﻭﳌﺖ ،ﻭ ﹸﻛﻔﱢﺮﺕ ﻭ ﻭﺻِـﻔﺖ ﺑﺎﻟـﺪﺟﺎﻝ ﻭ ﺳﻤﻴﺖ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ،ﻭﺍﻋﺘﱪﺕ ﻛﺬﺍﺑﺎ ﻭﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ،ﻭﺩﻋﻴـﺖ ﻣﻠﻌﻮﻧـﺎ ﰲ ﺇﻋﻼﻧـﺎﻢ، ﻭﺫﹸﻛﺮﺕ ﰲ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﻧﻔﻮﺭ .ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻘﺪﰎ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑﻱ ﺣـﱴ ﻛﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻟﺪﻳﻜﻢ ﺃﺩﱏ ﺷﻚ ﰲ ﻛﻔﺮﻱ .ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺭﺃﻯ ﺳﺒﺎﰊ ﳎﻠﹶﺒـﺔ ﺃﺟـﺮ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻭﺍﻋﺘﱪ ﻟ ﻌﲏ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺃﻧـﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﻛﺬﺑﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻮﻇﻒ ﺣﻜﻮﻣﻲ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻈﹶﻦ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ ﳉﻼﻟﻪ ﻭﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻻ ﻳﺒﻄﺶ ﲟﺪﻉ ﻛﺎﺫﺏ؟ ﻣﻨﻪ
٦٤
ﺍﳌﺮﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻵﻻﻡ .ﻧﻌﻢ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻄﹶﻤﺌﻨﲏ ﻭﻳﻬﺪﺉ ﺑﺎﱄ ،ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﻟِﺪﻭﺩ ٍﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻘﺪﺭ ﺫﺭ ﹲﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻫﺾ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﻫـﻞ ﺍﻟـﺮﻭﺡ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺫﺏ ﻭﺍﳌﺰﻭﺭ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﳛﻮﺯ ﺃﻱ ﻣﻔﺘ ٍﺮ ﺣﻘﲑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ؟ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﻻ ﲢﺎﺭﺑﻮﻧﲏ ﻭﺇﳕﺎ ﲢﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﷲ ،ﺃﻻ ﺗﻘـﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻟﻌِﻄﺮ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻬﺔ؟ ﺃﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ؟ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺎ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﺮﻋﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺗﺴﺘﺮﺷﺪﻭﻩ ﻋﲏ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺧﺎﺷﻴﺔ ﻭﺍﺟﻔـﺔ ﰒ ﺗﺘﺒﻌـﻮﺍ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻻ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺐ. ﻓﺎﻀﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻟﻘﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ، ﺃﻭﳍﻤﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻓﻠـﻢ ﺗﻘﺒﻠـﻮﺍ ﺶ ﻭﻳﻠﻘﻴـﻪ، ﺶ ﺃﺣ ﺪ ﺍﳊﺸﻴ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺃﳘﻠﺘﻢ ﻛﻼ ﻡ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﳛ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻷﺳﺎﺱ ﺩﻋﻮﺍﻱ ،ﻓﺄﹸﺣﻠﹼﻔﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ -ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻱ ﻣﺆﻣﻦ -ﺃﻥ ﺗﺒﺎﻫﻠﻮﱐ ﳊﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﻫـﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧـﺐ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺭ ﺩ ﻗﺴﻤﻪ ﺃ ﺍﻟﺜﺎﱐ. ﺣﻴﺚ ﺃﺣﻀ ﺮ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﻭﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺣﺎﻣﻼ ﺑﻴﺪﻱ ﻛـﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﺍﷲ ﻗﺎﺋﻼ :ﻳﺎ ﺇﳍﻲ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧـﺖ ﻫـﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﺪﻱ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﺍﺧﺘﻠﻘﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨـﺪﻱ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﱂ ﺗﻠﻬﻤﻬﺎ ،ﻓﺘﻮﻓﱠﲏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳝ ﺮ ﻋﺎ ﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺃﻭ ﺃﺻِﺒﲏ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻻ ﲣﱢﻠﺼﲏ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﺃﻣـﻮﺕ ،ﻟﻜـﻲ ﺃﻓﺘـﻀﺢ ﻭﻳﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﱵ ،ﻷﻧﲏ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻟﻠﻔﺘﻨـﺔ ﻭﺍﻟـﻀﻼﻝ ﺑﺴﺒـﱯ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺃﻓﻀﻞ .ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻳﺎ ﺇﳍﻲ ﺍﻟﻌﻠـﻴﻢ ﱄ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﺎ ﺍﳋﺒﲑ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻱ ﻗﺪ ﺃﹶﳍﻤﺘﻬﺎ ﺇ ﱠ ﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩِﻳﻦ ﻫﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺑﺄﺷ ﺪ ﺍﻷﱂ ﺍﳌﺆﺫﻱ؛ ﺻ ﻛﻼﻣﻚ ،ﻓﺄ ِ ﻓﺄ ﻋ ِﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺃﺻِﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﲜﺬﺍﻡ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻔﺎﰿ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﲜﻨﻮ ٍﻥ ﻭﺑﻌـﻀﻬﻢ
٦٥
ﺐ ﻣﺴﻌﻮﺭ ،ﻭﺃﻧ ِﺰ ﹾﻝ ﻋﻠـﻰ ﺾ ﻛﻠ ٍ ﺑﺼﺮﻋﺔ ،ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺪﻳ ﹶﻎ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﻀﻴ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺁﻓ ﹰﺔ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ :ﺁﻣﲔ .ﻭﻟﻴﺘﻀﺮﻉ ﺇﱃ ﺍﷲ ﲟﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛ ﱡﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﻴﺪﻋﻮ ﻗﺎﺋﻼ :ﻳﺎ ﺇﳍﹶﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺒﲑ ،ﺇﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲰﻪ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺬﺍﺑﺎ ﻭﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﻭﻛﺎﻓﺮﺍ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﰲ ﺖ ﻣﻨﻚ ﺑـﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺬﺍﺑﺎ ﻭﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﻭﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻣﻠﺤﺪﺍ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﳍﺎﻣﺎﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻪ ،ﻓﺄﹶﺷﻔ ﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ﺑﺈﻫﻼﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺠﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻚ ﻭﻛﺎﻧـﺖ ﻫـﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﻤﻚ ،ﻓﺄﹶﻧ ِﺰ ﹾﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﳓﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺮﺍﻩ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻛﺬﺍﺑﺎ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ ﻭﺃ ﻋ ِﻢ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻭﺃﺻِﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﲜﺬﺍﻡ ﻭﺑﻌـﻀﻨﺎ ﺐ ﺾ ﻛﻠ ٍ ﺑﻔﺎﰿ ﻭﺑﻌﻀﻨﺎ ﲜﻨﻮﻥ ﻭﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﺼﺮﻋﺔ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﺪﻳ ﹶﻎ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﻀﻴ ﻣﺴﻌﻮﺭ ،ﻭﺃﻧﺰ ﹾﻝ ﺁﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺑﻌﻀﻨﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺮﻑ ﺑﻌﻀﻨﺎ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ :ﺁﻣﲔ .ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺮﺍﱐ ﻛﺬﺍﺑﺎ ﻭﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳝﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺗﻜﻔـﲑﻱ ،ﻓﻠـﻪ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻛﻠﻤ ﹶﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻓﻘﻂ ،ﺍﻟﱵ ﻳﺜﻖ ﺎ ﺑﻘﻠﺒﻪ. ﺏ ﺑﺪﺍ ﺧﻼﺻﻲ ﻣﻨـﻪ ﺖ ﺑﻌﺬﺍ ٍ ﺖ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﺻِﺒ ﻭﺇﺫﺍ ﻣ ﻣﺘﻌﺬﺭﺍ ،ﻓﺴﻴﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﱵ ﻭﺳﺄﹸﺫﻛﹶﺮ ﺑﻠﻌﻨﺔ ﺃﺑﺪﻳﺔ .ﻭﺃﹶﻛﺘﺐ ﺍﻵﻥ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻨﻮﺍ ﺑﺄﱐ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﳏ ﱡﻞ ﻟﻌﻨﺔ ﺇﳍﻴـﺔ ،ﻭﻟـﻦ ﺃﺗﻀﺎﻳﻖ ﻭﻟﻦ ﺃﺳﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﱵ ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﺳﺄﻛﻮﻥ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺄﻥ ﺃﹸﺫﻛﹶﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﺎﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻭﺳﺄﹶﻋﺘﱪ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻮﻻﻱ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻧﺎﻓﺬﺍ .ﻓﻤﻦ ﺗـﺒﻌﲏ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﱪﱐ ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﺴﻴﺘﻌﺮﺽ ﻟﻘﻬ ٍﺮ ﺇﳍﻲ ،ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﻗﺒﱵ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟـﺔ ﻭﺧﻴﻤ ﹰﺔ ﺟﺪﺍ ،ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﺍﳋﺒﻴﺜﲔ ﺍﻟﻮﻗﺤﲔ.
٦٦
ﺕ ﺁﺛـﺎ ﺭ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﲪﺎﱐ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﻋﺎﻡ ﻭﻇﻬﺮ ﺐ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺬﺍﺏ ،ﻭﲡﻠﱠﻰ ﺑﺮﻳـ ﻖ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻹﳍﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿ ﻲ ﻭﺃﺻﻴ ﻒ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨـﺰﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ. ﺩﻋﺎﺋﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻓﺴﻴﻨﻜﺸ ﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺣ ٍﺪ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭﻇﻠﻠﺖ ﺃﺻﱪ، ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﻜﺮﺭﺍ :ﺇﱐ ﱂ ﺃﺩ ﻟﻜﻨﲏ ﺳﺄﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮ ﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﺳﺄﹸﻣﺴﻚ ﺑـﺬﻳﻞ ﻋـﺼﻤﺘﻪ ﻭﻋﺰﺗﻪ ،ﻭﺃﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻭﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﻨﺎ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟـﺪﻳ ﻦ ﺍﳌﺘﲔ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ. ﺇﻧﲏ ﺃﺷﺘﺮﻁ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺻـﻴﺐ ﲨﻴـﻊ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﳌﺒﺎﻫﻠﱵ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻟﻔـﺎ ﺃﻭ ﺃﻟﻔﲔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺴﺄﹶﻋﺘﱪ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﰒ ﺃﺗﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﺒﻤﻮﺕ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﺳﲑﺗﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﺜﻠﺞ ﺻﺪﺭﻩ ،ﻭﻳﻬﺪﺃ ﺑﺎﻟﻪ. ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺒﺎﻫﻠﱵ ﺃﻥ ﳛﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﺸﺮ ﹲﺓ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌـﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﺃﺩﻧﺎﻩ ،ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ،ﻭﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺗـﺰﺩﺍﺩ ﻓـﺮﺣﱵ ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﺮﺍﺩﻱ ،ﻷﻥ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻹﳍﻲ ﺑﻌﺪﺩ ﺃﻛﱪ ﺗﺸﻜﹼﻞ ﺁﻳ ﹰﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﻻ ﺗﻠﺘﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ. ﺐ ﻭﱂ ﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻟﻌﻨ ﹶﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﻠﻐﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴـ ﻓﺎﺷﻬﺪﻱ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺭ ﺲ ﻕ ﳎـﺎﻟ ﳛﻀﺮ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﱂ ﻳﺘﺨ ﱠﻞ ﻋﻦ ﺍﻟـﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧـﺔ ﻭﱂ ﻳﻔـﺎﺭ ﺍﳌﺴﺘﻬﺰﺋﲔ .ﻭﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ! ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﲔ. ﻒ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﱂ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟـﺴﺪﻳﺪ ﻭﺇﻧﲏ ﺃﻛﺘﺐ ﺑﺄﺳ ٍ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻜﻲ ﺃﻧﺎﻝ ﻋﻘﺎﰊ ﲝﻜﻢ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ. ﻏﲑ ﺃﻢ ﻇﻠﹼﻮﺍ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﺍﳌﺰﻭﺭﺓ ﺿﺪﻱ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﻇﻠﹼﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻠﺴﻌﻮﻧﲏ ﰲ ﺯﻱ ﺍﻟﻮﺷﺎﺓ ﺑﺈﺧﻔﺎﺀ ﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﲏ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ،ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ؛ ﻓﻠﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺮﺩﻭﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﷲ ﳌﺎ ﳉﺄﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻹﻳﻼﻣﻲ ﻭﻣﻀﺎﻳﻘﱵ .ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ
٦٧
ﳛﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺘﻘﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺷﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣـ ﹸﺔ ﺑﺄﱐ ﻟﺴﺖ ﻧﺎﺻﺤﺎ ﳍﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻣﻨﺤﻄﺔ ﺳﺎﻓﻠﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﱪ ﻕ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺘﻤﺮﺩﺍ ﻭﻣﺴﻴﺌﺎ ،ﻓﺴﺘﻜﻮﻥ ﻣﺬﻧﺒ ﹰﺔ ﰲ ﺣﻖ ﺍﷲ. ﰲ ﺍﻟﺼﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺻ ﺢ ﻭﺍﻟﻮ ﱠ ﻟﻘﺪ ﺃﺳﺪﻳﺖ ﺑﻘﻠﻤﻲ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ -ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻋﻬﺪﻱ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ -ﻧﺼﺤﺎ ﻟﻦ ﺖ ﺑﺈﻧﻔﺎﻕ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﺆﻟﱠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺑﻴـﺎﺕ ﺗﻌﺜﺮ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻧﻈﲑ ﻟﻪ .ﻓﻘﺪ ﺃﻟﹼﻔ ﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟـﺐ ﺍﳌـﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧـﻮﺍ ﻛﺘﺒﺎ ﺭﻛﺰ ﻧﺎﺻﺤﲔ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺇﺧﻼﺹ ،ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﺬﻳﺌـﺔ ﺃﻥ ﳜﻄـﺮ ﺑﺒﺎﳍﻢ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﺩ ﺿﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﻛﻮﻢ ﺷﻌﺒﺎ ﻭﺭﻋﻴﺔ ﳍﺎ .ﻭﱂ ﺃﻧﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﺍﳍﻨـﺪ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧـﺴﺘﺎﻥ ﻭﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘﻐﺎ ًﺀ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻃﻤﻌﺎ ﰲ ﺃﻥ ﺗﻌﻈﱢﻤﲏ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺗﻜﺎﻓﺌﲏ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﱄ ﺍﳉﻮﺍﺋﺰ .ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﳝﺎﱐ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﰐ، ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺸﺮﻩ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠ ﻲ. ﻭﳑﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻟِﻢ ﻻ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﳊﻜﻮﻣ ﹸﺔ ﻛﹸﺘﱯ ﻭﻟِﻢ ﻻ ﲤﻨﻊ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﳌﺔ ﺍﻟﻐﺎﴰﺔ؟ ِﺑ ﻢ ﺃﺷﺒﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ،ﻓﻬـﻢ ﳝـﺎﺛﻠﻮﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮ ﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﺫﹶﻭﺍ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﻠﻤﺎ ﱂ ﻳﻨﺠﺤﻮﺍ ﰲ ﻣﺮﺍﻣﻬﻢ ،ﺍﺷﺘﻜﹶﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﻴﺔ ﻗﺎﺋﻠﲔ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺛﺎﺋﺮ .ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺫﻛﱢـﺮ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺍﳊﻜـ ﻢ ﺖ ﺃﺅﻣﻦ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺘﲔ ،ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ .ﻭﻟﺴ ﲟﺠﻲﺀ ﺃﻱ ﻣﺴﻴﺢ ﺳﻔﹼﺎﻙ ،ﻭﻻ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺃﻱ ﻣﻬﺪﻱ ﺩﻣﻮﻱ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻏﺎﻳﱵ ﺍﳌﺘﻮﺧﺎﺓ ﻧﺸ ﺮ ﻂ ﻣﺆﻟﱢﺒﺔ .ﳚﺐ ﺍﳊﻖ ﺑﺴﻼﻡ ﻭﻭﺋﺎﻡ .ﻭﺇﻧﲏ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﻭ ﺧﻄ ٍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﲣﺘﱪ ﺣﺎﻟﱵ ﺑﺘﻴﻘﻆ ﻭﺗﺘﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺗﺴﺮﻉ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﻴﺔ ﺩﺭﺳﺎ، ﰲ ﺯﻳﻒ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺱ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻠﻴﺲ ﱠ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﹸﻐﺮﺿﲔ ﺃﻭ ﺃﻧﺎ ٍ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻫﻲ ﻧﻔﺎﻕ.
٦٨
ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻭﺟﻪ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﱵ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩﺓ ،ﻓﺄﺳﺠﻞ ﺃﺩﻧـﺎﻩ ﺃﲰـﺎﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﺩﻳﺘﻬﻢ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﺑﺎﷲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﳛـﺪﺩﻭﺍ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﻣﻜﺎﺎ ﻋﺎﺟﻼ ﻭﻳﺴﺮﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳـﺄﺗﻮﺍ ﻭﱂ ﻳﺘﺨﻠﱠﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻓﺴﻮﻑ ﳝﻮﺗﻮﻥ ﲢﺖ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ. ﻭﺍﻵﻥ ﻧﺴﺠﻞ ﺃﺩﻧﺎﻩ ﺃﲰﺎﺀ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﱪ ﺑﻌـﻀﻬﻢ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒـﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﻜﺘﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﲑﻱ ﻭﻳـﺴﻤﻮﻧﲏ ﻣﻔﺘﺮﻳـﺎ ﻭﻛﺬﺍﺑﺎ ﻭﺩﺟﺎﻻ .ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻗﺪ ﻧﻮﺩﻱ ﻛﻞ ﻫـﺆﻻﺀ ﺍﳌﻜﻔـﺮﻳﻦ ﻭﺍﳌﻜـﺬﺑﲔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﻥ ﻭﻳﻜﻔﱢﺮﻭﻥ ،ﻭﻛ ﱡﻞ ﻣﻦ ﻳ ﻌ ﺪ ﻣـﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻬﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩ ﰲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﳌﻜﺬﱢﺑﲔ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻜﺬﱢﺑﺎ ﻻﻧﻀ ﻢ ﺇﱃ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﲟﺆﺍﺯﺭﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺍﻻﻧـﻀﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﳐﻠِﺼﻴﻪ .ﻓﺎﻟﻔﺮﺻﺔ ﺳﺎﳓﺔ ﻟﻠﺰﻫﺎﺩ ﺳﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﻧﺰﻳﻬﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺑﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﻬﺎﻝ ﻟﻴﺴﺄﻟﻮﻩ -ﺧﺎﺋﻔﲔ ﺍﷲ ﻭﻣﺘﺨﻠﲔ ﻋـﻦ ﻛﻞ ﻛﺪﻭﺭﺓ -ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺍﳌﺨﺘﻮﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺃﻭ ﺍﻹﳍـﺎﻡ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﹸﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻴﻜﺴﺒﻮﺍ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻵﺧـﺮﺓ ﺑﺈﺑـﺪﺍﺀ ﺍﳊـﺐ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﱄ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﳚﺪﺭ ﺑﺘﻘﻮﺍﻫﻢ ،ﻭﻟﹾﻴﻘﻮﻣـﻮﺍ ﻹﺩﻻﺀ ﺷـﻬﺎﺩﺓ ﺍﳊﻖ .ﺇﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﲔ ﺑﺮﺃﻳﻬﻢ ﳏﺠﻮﺑﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺐ ﻛـﺜﲑﺓ ،ﻷـﻢ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺄﻱ ﻧﻮﺭ ﲰﺎﻭﻱ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﻋﻼﻗ ﹰﺔ ﲝﻀﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ ﻭﲣﻠﱠﻮﺍ ﻋـﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬﻢ ﻗﺮﻳﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ﻻ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻠﻴﻠﲔ ﻋﺪﺩﺍ.
٦٩
:áç@òÜçbjàÜÛ@aìÇŽ…@åíˆÛa@æg ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻧﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﻐﻨﻐﻮﻫﻲ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ؛ ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﲪﺪ،
ﺭﺷﻴﺪ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ، ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑـ "ﺭﺳﻞ ﺑﺎﺑﺎ" ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﷲ ،ﺍﻟﺘﻮﻧﻜﻲ
ﻋﺒﺪ
ـﺴﲔ ـﺸﻴﺦ ﺣـ ﺍﻟـ ﻋﺮﺏ ،ﳝﺎﱐ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ؛ ﻣﺆﻟﻒ ﺗﻔﺴﲑ "ﺣﻘﺎﱐ" ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ
ﺳﻌﺪ ﺍﷲ -ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒـﺪ ﺍﳊـﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ؛ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺃﻧﺼﺎﺭﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺯﻋﻴﻢ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ، ﻮﺑﺮﻱ؛ ﻭﺍﻋﻆ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺩﺳﺘﻐﲑ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ/ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻻﻫﻮﺭ
ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳌﻨﺎﻥ، ﺁﺑﺎﺩ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺑﺸﲑ، ﺍﻟﺒﻬﻮﺑﺎﱄ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﺻﻐﺮ ﻋﻠﻲ ،ﻻﻫﻮﺭ ـﺪ ـﻮﻱ ﳏﻤـ ﺍﳌﻮﻟـ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﺁﺭﻩ
ﻋﺒﺪ ﻭﺯﻳﺮ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ؛ ﻣﺆﻟـﻒ ﺗﻔﺴﲑ ﻣﻦ "ﺃﻣﺮﻭﻫﺔ"
٧٠
ﺍﳌﻮﻟــﻮﻱ ﺍﺣﺘــﺸﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩ
ﺍﳌﻮﻟــﻮﻱ ﳏﻤــﺪ ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﺍﻻﺟﺮﺍﻭﺭﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻓﺎﺭﻭﻕ، ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟـﺪﻳﻦ، ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ /ﺍﻟﺮﺍﻣﺒﻮﺭﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤـﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﺍﻟﺒﺸﺎﻭﺭﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺩﻟﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ، ﺍﻟﻮﺭ /ﻣﺴﺠﺪ ﺩﺍﺋﺮﺓ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺭﺣـﻴﻢ ﺍﷲ؛ ﻣﺪﺭﺱ ﻣﺪﺭﺳـﺔ/ ﺃﻛﱪ ﺁﺑﺎﺩ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻧﻮﺍﺏ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻥ ،ﺟﺸﱵ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ، ﻛﻮﺋﻠﻪ ﻭﺍﻻ /ﺩﳍﻲ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋـﲔ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺓ، ﻟﻜﻬﻨﺌﻮ/ﻓﺮﳒﻲ ﳏﻞ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﺆﻳﺪ ،ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ؛ ﻣﺎﻟﻚ ﳎﻠﺔ "ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﺃﲨﲑ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﻮﻛﺖ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﺷﺤﻨﻪ ﻫﻨﺪ ﻣﲑـ"
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻧﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ،ﺍﺑﻨﻴﺘﻬـ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﺩﻳﻨﺎ ﻧﻐﺮ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﺣﺪ ،ﺧﺎﻥ ﺑﻮﺭ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺭﺍﻭﻟﺒﻨﺪﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ،ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ ،ﺣﻲ ﳏﻞ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺷﻔﻴﻊ ،ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻘﲑ ﺍﷲ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﰲ ﻻﻝ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﰲ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﺑﻦ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻭﻳﻠﻮﺭﻱ،
٧١
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ
ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺑﻴﺎﺭﻡ ﺑﻴﱵ؛ ﻣﻘﻴﻢ ﰲ ﺑﻴﺎﺭﻡ ﺑﻴﺖ /ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻞ ﺣﺴﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﻣﲑـ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﻣﻘﻴﻢ ﰲ ﺩﺍﳕﺒﺎﺭﻱ /ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻜﻨﺠﺒﻮﺭﻱ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﺩﳍﻲ ،ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺃﲨﲑ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺩﳍﻲ /ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺴﺘﻌﺎﻥ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺳﺎﻧﺒﻬﺮ/ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻴﺒﻮﺭ ﻓﺮﺍﺷﺨﺎﻧﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺣﻔﻴﻆ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﺩﻭﺟﺎﻧﻪ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺭﻫﺘﻚ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻀﻞ ﻛﺮﱘ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻧﻴﺎﺯﻱ/ ﻏﺎﺯﻳﺒﻮﺭ ﺯﻣﻴﻨﺎ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﺎﺑﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺩﻳﻮﺑﻨﺪ :bíaëŒÛa@lbz•c@õb cë ﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻧﻴﺎﺯ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻠﻲ ﻏﻼﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣ ﻣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻮﻱ ﺍﻟﺴﻨﻜﻬﺮﻱ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺗﺸﱵ ﻣﻦ ﺷﺎﺷﺮﺍﻥ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺎﻭﻟﺒﻮﺭ ﺷﺎﻩ ﻣﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺑﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ
ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﻧﻮﺍﻟﻪ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺃﲪﺪ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ،ﺭﺩﻭﱃ
ﳏﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻣﻌﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺧﺎﻣﻮﺵ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ ﺩﻛﻦ
٧٢
ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ،ﺍﻟﻐﻨﻐﻮﻫﻲ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ :ﺍﻭﺗﺸﻪ ﺷﺎﻩ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ،ﺑﻄﺎﻟﺔ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ
ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺭﺗﺮﺷﺘﺮ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺻﻮﰲ ﺟﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻱ /ﺍﻟﺘﺸﱵ
ﻣﻬﺮ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﻭﺍﻳﺔ ﻏﻮﻟﺮﺓ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺭﺍﻭﻟﺒﻨﺪﻱ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺁﻱ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻪ /ﺑﻨﺠﺎﺏ
ﺣﻴﺪﺭ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻼﻟﺒﻮﺭ/ ﻛﻨﻜﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻪ
ـﺎﻩ ـﻞ ﺷـ ﺗﻮﻛـ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻧﺒﺎﻟﻪ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺗﻠﻮﻧﺪﻱ ﻭﺍﻟﻪ
ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﻟﺘـﺸﻜﻮﺗﺮﻱ/ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻮﺟﺮﺍﺕ /ﺑﻨﺠﺎﺏ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻭﱄ ﺍﻟﻨﱯ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﻘﺸﺒﻨﺪ /ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ /ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻣﲑ ﺇﻣﺪﺍﺩ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺷﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻣﻦ ﻧﻘﺸﺒﻨﺪ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺧﻠﻒ ﺍﳊﺎﺝ ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﻟﺘﺸﱵ /ﺟﻮﻫﺪ ﺑﻮﺭ ﻣﲑﺯﺍ ﺑﺎﺩﻝ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻮﱐ
ﺍﳊﺎﺝ ﻭﺍﺭﺙ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻟﻜﻬﻨﺌﻮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﲔ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﳌﻮﺩﻭﺩﻱ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ ﻗﻄﺐ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺩﻳﻮﺟﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻭﺩﻱ ﺑﻮﺭ ﻣﻴﻮﺍﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺧﻠﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﻣﻦ ﻟﻜﻬﻨﺌﻮ ﻓﺮﳒﻲ ﳏﻞ
ﻋﻠﻲ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺸﻮﺷﻪ/
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﻮﰲ؛ ﳏﺎﻣﻲ
٧٣
ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻓﻘﲑ ﺁﺑﺎﺩ
ﳉﻨﺔ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻼﻫﻮﺭ
ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺻﺎﺑﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ
ﺃﻣﲑ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺧﻠﻒ ﺑﲑ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ
ﻣﻨﻮﺭ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻓﺎﺿﻠﺒﻮﺭ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﻏﺎﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ
ﳏﻤﺪ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺣﻔﻴﺪ ﺷﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ /ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ
ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ،ﻠﻮﺍﺭﻱ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺑﺘﻨﻪ
ﺷﺎﻩ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ، ﻠﻮﺍﺭﻱ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺑﺘﻨﻪ
ﻣﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ،ﻟﻮﺍﺩﺍ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺑﺘﻨﻪ
ﻟﻄﺎﻓﺖ ﺣﺴﲔ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ،ﻟﻮﺍﺩﺍ
ﻧﺜﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﺍﻟﻮﺭ /ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ،ﳐﺪﻭﻡ ﺻﺎﺣﺐ /ﺍﻟﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﻼﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﻣﻬﻢ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺭﻫﺘﻚ
ﻏﻼﻡ ﺣﺴﲔ ﺧﺎﻥ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺎﻧﻮﻱ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺣﺼﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﺻﻐﺮ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻧﻴﺎﺯﻱ ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺁﺑﺎﺩ
ﻭﺍﺟﺪ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻓﲑﻭﺯ ﺁﺑﺎﺩ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺃﻛﱪ ﺁﺑﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻫﺮﺩﻭﺋﻲ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻟﻜﻬﻨﺆ
ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺠﻬﺎﻧﺒﻮﺭ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺸﱵ ﺻﺎﺑﺮﻱ/ ﺟﻬﺠﺮ
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﺷﺎﻩ ،ﺃﻋﻈﻢ ﺟﺮﻩ
ﳏﻤﻮﺩ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ،ﺎﺭ
٧٤
ﺗﺮﺳﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﲨﻴﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻣﻐﻠﹼﻔﺔﹰ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﺘﻠﻤﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﳌﺼﺎﺩﻓﺔ ﻓﻠﻴﺨﱪﻧﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺭﺳﺎﳍﺎ ﻟﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﱪ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﳌﺴﺠﻞ. ﺍﻟﺮﺍﻗﻢ ﻣﺮﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ
٧٥
l Ž ìnŽ ؽa
١٨
@ @…ýjÛa@êˆç@ƒ @ íb’ßë@†č äž č a@õč bàÜÇ@µg @ @òîßý ⁄a@…ýjÛa@åßč @bç Ëë ﷲ ﺍﻟﺮﲪ ِﻦ ﺍﻟﺮ ِﺣﻴ ِﻢ ﺴ ِﻢ ﺍ ِ ِﺑ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣ ﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟ ﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟ ﹸﻜﺘﺐ ،ﻭ ﺟ ﻌﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎ َﺀ ِﻟﺨﻴﺎﻡ ﺍﳊﻤ ﺪ ِ ﺴﺒﺐ. ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﺎﻟ ﹸﻄﻨﺐ ،ﻭﹶﻗ ﱠﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﺑﺎﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﻷﻭﺗﺎﺩ ﻟﻠ ﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﺍﻟﺮ ﺳﻞ ﻭﳔﺒﺔ ﺍﻟﻨﺨﺐ ،ﳏ ﻤﺪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺷﻔﻴﻊ ﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟ ﻭﺍﻟ ﺤﺎِﺑ ِﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ ،ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ﺍﳌﻄﻬﺮﻳﻦ ،ﻭﹶﺃﺻ ﻫﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﳊ ﻖ ﻭ ﺣﺠﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺒ ٍﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﺏ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻜﺘﻮ ﻭﻫﺬﹼﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ،ﻭ ﹶﻛﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺒ ﹶﻞ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﹸﺮﺑﺔ، ﻕ ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔِ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﲔ ﺍﳌﺘ ﻮﻏﹼﻠﲔ، ﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻃﹸﺮ ﻭ ﺣﺒ ﻆ ﻻﻫﻮﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﻨﻘﻄﻌﲔ ﺍﳌﺘﺒﺘﻠﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟ ﹶﺬﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ،ﻭﺃﺫﺍﻗﻬﻢ ﺣ ﱠ ﻭﺭﺯﻗﻬﻢ ﺧﺸﻴﺔ ﻋﻈﻤﺘﻪ ،ﻭﺳﻘﺎﻫﻢ ﻛﺄﺱ ﳏﺒﺘﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺮ ﻫﻘﻬﻢ ﺫﻟﹼﺔ ﺍﻟ ﺰﻟﹼﺔ ،ﻭﻻ ﻧﻜﺎﻝ ﺼﻴﺔ ،ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﶈﻔﻮﻇﲔ. ﺍ ﹶﳌﻌ ِ ﻭﺇﳕﺎ ﳔﺎﻃﺒﻬﻢ ﳉﻼﻟﺔ ﺷﺄﻢ ،ﻭﺻﻔﺎﺀ ﻭﺟﺪﺍﻢ ،ﻭ ﺳﻌﺔ ﻇﺮﻭﻓﻬﻢ ،ﻭﺣﻼﻭﺓ ﻗﻄﻮﻓﻬﻢ ،ﻟﻌﻠﹼﻬﻢ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻳﻠﻬﻤﻮﻥ ،ﻭﻟﻌﻠﹼﻬﻢ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﹶﻓ ِﻘ ﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ، 18ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ "ﺿﻤﻴﻤﺔ ﻛﺘﻴﺐ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ" ﻧﺺ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺻﻼ ﻭﻧﺸﺮ ﺑﺎﺳﻢ "ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﲪﺪ") .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
٧٦
ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﶈﺠﻮﺑﻮﻥ .ﻭﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ﺠﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﷲ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣ ﻀ ﻤﺤ ﹼﻞ ﻛﻞ ﻗﻮ ٍﻝ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ،ﻭﻟﻴﻨﻘﻄﻊ ﻣﻌﺎﺫﻳﺮ ﺍﳌﻌﺘﺬﺭﻳﻦ ﺍﻷﻓﹼﺎﻛﲔ ،ﻭﻟﻴ ﻣﻮﰐ ،ﻭﻟﺘﺴﺘﺒﲔ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺮﻣﲔ .ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺆﻳﺪﻫﻢ ﻭﻳﻠﻬﻤﻬﻢ ﻭﳛﻔﻈﻬﻢ ﻭﻳﻌﺼﻤﻬﻢ ﻭﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺣﻆ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺌﻨﺎ ﺑﻪ ﻟﻜ ﹼﻞ ﺗﻘ ﻲ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﺑﻌﻴﺪ ،ﺃﹸﻟﻘ ﻲ ﰲ ﺭﻭﻋﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﺗﺮﲨﻪ ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ،١٩ ﻭﹶﺃﺭ ﻋﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻇ ﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺿﺮ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ،ﻭﹸﺃﻭ ﺳﻊ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﺎﻷﻟﺴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﻼﻏﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻟﻠﻄﺎﻟﺒﲔ. ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ،ﻭﲨﻮﻉ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺍﻷﻓﻬﺎﻡ ،ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺑﻌﺜﲏ ﺺ ﻋﺒﺪﺍ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﻋﻠﻮﻣﺎ ﳎ ﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ ،ﻭﺍﺧﺘ ﺠﺔ ﻭﻣﻌﺎﺭﻑ ﲡﺐ ﻹﺻﻼﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﻭﻫﺐ ﱄ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﺣﻴﺎ ﻹﲤﺎﻡ ﺍﳊ ﺠﺮﺓ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﲦﺮﺍ ﹶﻏﻀﺎ ﻃﺮﻳﺎ ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ِﺟﻴﺎﻉ ﺍ ِﳌﻠﹼﺔ ،ﻭﻛﺄﺳﺎ ﺩﻫﺎﻗﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﹶﻜ ﹶﻔﺮﺓ ﺍﻟ ﹶﻔ ﺐ ﻟﻌﻄﺎﺷﻰ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﺟﻌﻠﲏ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺻﻼﺡ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﳛ ﺭﺿﺎﺀ ﺭﺑﻪ ،ﻭﺟﻌﻠﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﱠﻠﻤﲔ ﺍﳌﻠ ﻬﻤﲔ .ﻭﺃﻛﻤ ﹶﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻌﻤﻪ ﻭﺃ ﹼﰎ ﺗﻔﻀﻠﻪ ﻭﲰﺎﱐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ ،ﻭﻗﺪﺭ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺗﺸﺎﺑ ﻪ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻛﺎﳉﻮﻫ ﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻭﻫﺐ ﱄ ﻋﻠﻮﻣﺎ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻧﻘﻴﺔ ،ﻭﻣﻌﺎﺭﻑ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺟﻠﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﹼﻤﲏ ﻣﺎ ﺐ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺤﻴﻄﻮﺍ ﺎ ﻋﻠﻤﺎ ،ﻭﻧﻮﺭﺍ ﱂ ﱂ ﻳ ﻌﻠﻢ ﻏﲑﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ .ﻭﺻ ﺴﻪ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻌﻤﲔ. ﳝ ﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻭ ِﻣﻦ ﺃﺟ ﱢﻞ ﺁﻻﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻮﺩﻋﲏ ﺳ ﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺮﻭ ﻳﻨ ﹶﻔﺦ ﺇﻻ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﺀ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﹶﻰ ﻷﻫﻞ ﺍﳌﻮﺍﻻﺓ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ، ﻭﺻﺎﻓﺎﱐ ﻭﻭﺍﻓﺎﱐ ،ﻭﺷﺮﺡ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﺃﰎ ﺑﺪﺭﻱ ،ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺰ ِﻣ ﻊ ﻋﻠﻴﻪ 19ﺣﺬﻓﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺇﻟﻴﻬﺎ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٧٧
ﰲ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻤﻪ ،ﻭﺻﺒﻐﲏ ﺑﺼﺒﻐﺔ ﺣﺒﻪ ،ﻭﻫﺪﺍﱐ ﻃﺮﻕ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻭ ِﺳﻠﻤﻪ ،ﻭﺃﺧﺮﺟﲏ ﻣﻦ ﺍﶈﺠﻮﺑﲔ. ﻭﻣﻦ ﺁﻻﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻓﹼﻘﲏ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑﺍﺕ ،ﻭﻫﺪﺍﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ،ﻭﺃﺟﺮﻯ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﻗﻠﱯ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﻫﺎ ،ﻭﺯﻛﹼﻰ ﻳﻨﺎﺑﻴﻌﻬﺎ ﻭﻣﺎﺀﻫﺎ ،ﻭﺃ ﹼﰎ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻭﺻﻔﺎﺀﻫﺎ، ﻭﻃﻬﺮ ﳎﺮﺍﻫﺎ ﻭِﻓﻨﺎﺀﻫﺎ ،ﻭﺑﺪﻝ ﺃﺭﺿﻲ ﻏﲑ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺟﻌﻠﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﻄ ﻬﺮﻳﻦ. ﺐ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﺒﺎ ﺟﻤﺎ ،ﻭﺻﺪﻗﹰﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃ ﱠﰎ ،ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﺁﻻﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻫﺐ ﱄ ﺣ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﱄ ﺣﺒﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ،ﻓﺄﻋﻠ ﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﻮﰐ، ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﻣﻨﻴﱵ ،ﻭﺃﺣﺎﻃﲏ ﻓﻀﻼ ﻭ ﺭﲪﺎ ،ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﶈﺴﻨﲔ .ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻂ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﻣﺎ ﻗﻠ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻫﺐ ﻋﲏ ﺍﳊﺰﻥ ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌ ﹶ ﺖ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺭﰊ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﺒﺮ ﻭﺃﺭﻓﻊ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻞ ﻗﻠ ﻧﻔﺴﻲ ،ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﳍﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ "ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ" ﻣﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻷﺭﺿﲔ. ﻭﻣﻦ ﺁﻻﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﹼﻤﲏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺭﺯﻗﲏ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﳊ ﺪ ﻭﺍﳊﺴﺒﺎﻥ، ﻷﺫﻛﹼﺮ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ ﺍﳌﻨﻬﻤﻜﲔ ﰲ ﳘﻮﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﺃﹸﻧﺬِﺭ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﹸﻧﺬ ﺭ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﰲ ﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺮﻣﲔ. ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻷﻗﻴﻢ ﺍﳊ ﻭﻣﻦ ﺁﻻﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻃﺒﲏ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺃﻧﺖ ﻭﺟﻴﻪ ﰲ ﺣﻀﺮﰐ .ﺍﺧﺘﺮﺗﻚ ﻟﻨﻔﺴﻲ". ﻭﻗﺎﻝ" :ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﳋﻠﻖ" .ﻭﻗﺎﻝ" :ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻱ ﻭﺗﻔﺮﻳﺪﻱ" .ﻭﻗﺎﻝ" :ﻳﺎ ﺃﲪﺪﻱ ،ﺃﻧﺖ ﻣﺮﺍﺩﻱ ﻭﻣﻌﻲ .ﳛﻤﺪﻙ ﺍﷲ ِﻣﻦ ﻋﺮﺷﻪ". ﷲﰲ ﻱﺍِ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺃﻧﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ ﻭﻗﺘﻪ .ﻛﻤﺜﻠﻚ ﺩ ﺭ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ .ﺟ ِﺮ ﻚ ﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ" .ﻭﻗﺎﻝ" :ﺍﺻﻨ ِﻊ ﺍﻟ ﹸﻔ ﹾﻠ ﺣﻠﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ" .ﻭﻗﺎﻝ" :ﹸﻗ ﹾﻞ ﺇﱐ ﹸﺃﻣﺮ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﻭﻭﺣﻴﻨﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻧﻚ ﺇﳕﺎ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻥ ﺍﷲ ،ﻳﺪ ﺍﷲ ﻓﻮﻕ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ" .ﻭﻗﺎﻝ: "ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ". ﻭﻣﻦ ﺁﻻﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﺴﻴﺴﲔ ﻏﺎﻟﲔ ﰲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻢ ﻋﹶﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﲔ". ﲔ ﹶﺃ ِﻣ ﻚ ﺍﹾﻟﻴ ﻮ ﻡ ﹶﻟ ﺪﻳﻨﺎ ﻣ ِﻜ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﻋﻨﺪ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﻓﺘﻨﻬﻢ ﻭﺗﺮﺍ ﹸﻛ ِﻢ ﺩ ﺟﻨﻬﻢ ،ﻭﻗﺎﻝِ" :ﺇﻧ
٧٨
ﺖ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻋﻨﺪ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ ،ﻭﻇﻬﻮﺭ ﻓﺠﺌ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ،ﻭﺿﻌﻒ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻭ ﺳﻨﺔ ﺍﳌﻮﱃ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﳎ ﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔٍ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﻕ ﻇﻠﻤﺔٍ ،ﻭﻃﻮﻓﺎﻥ ﺿﻼﻟﺔٍ ،ﺃﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ؟ ﻭﺗﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻴﻒ ِﻃﺒﺎ ﺴﻜﺎﺭﻯ ،ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﰲ ﻫﻮﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻭﻛﻴﻒ ﲤﺎﻳﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻟ ﺍﷲ ﺍﳌﺘﲔ .ﺃﲰﻌﺘﻢ ﻣ ﻦ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﱐ ﻹﺻﻼﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺴ ﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ؟ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ،ﻭﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﰒ ﻻ ﻧ ِ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ؟ ﺃﻭ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﳘﻮﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻼ ﺗﺘﻮﺟﻬﻮﻥ؟ ﻛﻼ ..ﺇ ﹼﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﻭﻋﺪﻩ ،ﻭﻻ ﻳﺨﺰﻱ ﻋﺒﺪﻩ ،ﻓﺘﻔﻜﺮﻭﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺘﻔﻜﹼﺮﻳﻦ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ..ﺇﻥ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﺷﺘﺪﺕ ،ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﺴﺪﺕ ،ﻭﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻛﺜﺮﺕ ،ﻭﻋﻼ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺰﺏ ﺍﳌﺘﻨﺼﺮﻳﻦ .ﻭﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ،ﻻ ﲡﻌﻠﻮﺍ ﻣﻴﺘﺎ ﺇ ﹰﳍﺎ ﻏﻔﹼﺎﺭﺍ ،ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﺖ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎ ﻗﻬﺎﺭﺍ ،ﻓﻤﺎ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻣﺘﺸﺪﺩﻳﻦ .ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻗﺘﻀ ﺃﺣﺪﻳﺘﻪ ،ﻭﻗﻀﺖ ﻏﲑﺗﻪ ،ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺮ ﺻﻠﻴﺒﻬﻢ ،ﻭﻳﺒﻄﻞ ﺃﻛﺎﺫﻳﺒﻬﻢ ،ﻭﻳﻮﻫﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﳋﺎﺋﻨﲔ. ﻓﻜﹼﻠﻤﲏ ﻭﻧﺎﺩﺍﱐ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺇﱐ ﻣﺮﺳﻠﻚ ﺇﱃ ﻗﻮﻡ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ،ﻭﺇﱐ ﺟﺎﻋﻠﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎﻣﺎ ,ﻭﺇﱐ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻚ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺳﻨﱵ ﰲ ﺍﻷﻭﻟﲔ" .ﻭﺧﺎﻃﺒﲏ ﻭﻗﺎﻝ: ﺖ ﻟﻴﺘ ﻢ ﻣﺎ ﻭ ﻋﺪ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹸﻞ ﺭﺑﻚ ﺍﻷﻛﺮﻡ، "ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ،ﻭﹸﺃﺭﺳﻠ ﺇﻥ ﻭﻋﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻌﻮﻻ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ". ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﱯ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ،ﻭﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻘﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﲔ ،ﺑﻞ ﻗﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺃﻣﺴﻜﻪ ،ﻭﻭﺍﻓﺎﻩ ﺍﻷﺟﻞ ﻭﺃﺩﺭﻛﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﺇﻻ ﺑﺮﻭﺯﺍ ﻛﺎﻟﺴﺎﺑﻘﲔ .ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ" :ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻫﻮ ﰲ ﺣﻠﻞ ﺍﻟﱪﻭﺯ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﺴﺮ ﺍﳌﺮﻣﻮﺯ، ﻒ ﺃﻟﺴﻨ ﹶﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﺮﺕ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﰲ ﻉ ﲟﺎ ﺗﺆ ﻣﺮ ﻭﻻ ﹶﲣ ﻓﺎﺻ ﺪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ".
٧٩
ﺕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻣﻲ ،ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﻢ ِﻟﹶﻠ ﻌﲏ ﻭﹶﻟ ﻮﻣﻲ ،ﻭﻛ ﹼﻔﺮﻭﱐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﱪ ﺤﻬﻢ ﳛﻴﻄﻮﺍ ﻗﻮﱄ ،ﻭﻳ ِﺰﻧﻮﺍ ﺣﻮﱄ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺩ ﺟﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺮﺗ ﺪﻳﻦ .ﻭﺳﹼﻠﻄﻮﺍ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻭﹶﻗ ﺕ، ﻭﺃ ﺩ ﻣﻬﻢ ،ﻭﺣ ﺮﻗﻮﺍ ﻋﻠ ﻲ ﺃ ﺭ ﻣﻬﻢ ﻛﺎﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﲔ .ﻓﺘ ﹶﻜﱠﺄ ﺩﱐ ﺷ ﺮﻫﻢ ﻭﺗﻀﻮﺭ ﻭﻏﻠﻮﺍ ﻭﺻﱪﺕ ،ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﻮﺍ ﺃﻋﺮﺍﺿﻨﺎ ﻭﺩﻣﺎﺀﻧﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻔ ِﺮﻃﲔ .ﻭﻗﺎﻝ ﺠﺮﺓ ،ﻓﻼ ﻳﺴﱢﻠﻢ ﻛﺒﲑﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﱴ ،ﻭﺃﻏﻮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻏﺮﻯ :ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﹶﻛ ﹶﻔﺮﺓ ﹶﻓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺒﻊ ﺟﻨﺎﺯﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺪﹶﻓﻨﻮﺍ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻛﺎﻟﻌﻤﲔ ﺍﶈﺠﻮﺑﲔ ،ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻢ ﺟﺎﻭﺯﺍ ﺍﳊﺪ ﻭﺁﺫﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ، ﺖ ﳍﻢ ﻛﺘﺒﺎ ﻣﻔﺤﻤﺔ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺒﲔ .ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﺃﻭ ﺃﹼﻟﻔ ﻳﻘﺒﻠﻮﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﺪﺑﺮﻳﻦ .ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟﻠﺮﺩ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺻﺎﻟﻮﺍ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ ﻓﺮ ﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻣﺘﻨﺪﻣﲔ .ﻭﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ،ﻭﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺣﺴﺒﻮﺍ ﺃﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﲔ .ﻭﺇﻥ ﹸﻏﹸﻠ ﻮﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﳍﻢ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﻻ ﺍﳌﺪﺍﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ،ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺼﱪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳛﻜﻢ ﺍﷲ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻚ ﺇﻻ ﻗﻠﻌﺘﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﲑ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ .ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﺬﺭ ﺇﻻ ﻗﻄﻌﺘﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺷ ﺩﻋﻮﰐ ﺇﻻ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻣﺒﲔ. ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺳﻮﺍ ًﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳ ﹾﻘ ﹸﻔﻮﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﻭﳜﺸﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﺰﺍﺀ ،ﻭﻳﻔ ﻮﺿﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺫﻱ ﺍﳉﻼﻝ ﻭﺍﻟﻌﻼﺀ ،ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻢ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﺇﻧﺎ ﳔﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ .ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﻢ ﻓﺴﻴﻬﺪﻳﻬﻢ ﺍﷲ ،ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﳋﺎﺷﻌﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﳜﺸﻮﻥ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺳﺒﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ،ﻭﻳﺨِﻠﺪﻭﻥ ﺇﱃ ﺧﺒﻴﺜﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺗﺒﺎﱄ ﻗﻠﻮﻢ ﻋﺎﹶﻟ ﻢ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﳘﻬﻢ، ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﳋﻴﻼﺀ ،ﻭﻻ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ،ﻭﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻛﱪ ﱢ ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ،ﻭﳝﺸﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺸﻲ ﺍﳌﺮﺡ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻮﺍ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻩ ﻭﻳﺌﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ،ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺳﺒﻴﻞ
٨٠
ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ .ﻻ ﻳﺰ ﻫﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﳝﻮﺗﻮﻥ ﻟﻠﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺤﹼﻠﻮﻥ ﲝِﻠ ﻲ ﺍﻟﻌ ﹼﻔﺔ ﳊﺼﺎﺓ ،ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﺍﳌﺰﺅﻭﺩ، ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺓ ،ﻭﺣﺴ ِﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺭﺯﺍﻧﺔ ﺍ ﹶ ﻭﳚﺘﺮﺋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﳏﺎﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﺪﻭﺩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺯﺍﻏﻮﺍ ﺃﺯﺍﻍ ﺍﷲ ﻗﻠﻮﻢ ،ﻭﺧﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﺫﺍﻢ ،ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﻭﻣﲔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺁ ِﻣﻨﻮﺍ ﲟﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ،ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻳﻦ ﻇﻬﺮ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ؟ ﻭﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣ ﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟﲔ ،ﺑﻞ ﺇﻧﺎ ﳓﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮﻳﻦ .ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﰒ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﻭﺍ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﹶﻛِﻠ ﻢ ﺍﷲ ﺑﻞ ﻳﻨﺒﺬﻭﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳑ ِﻌﻨﲔ. ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﰒ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ،ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﺎ ﻧﺘﺒﻊ ﺻﺤﻒ ﺍﷲ ﰒ ﻻ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ .ﺃﻻ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﰲ ﻚ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﹶﻓﹶﻠﻤﺎ ﺗ ﻮﱠﻓﻴﺘﻨِﻲ ،ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ: ﻋﻴﺴﻰ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﻋِﻴﺴﻰ ِﺇﻧﻲ ﻣﺘ ﻮﻓﱢﻴ ﺤِﻴﻴﻚ" .ﻓ ِﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻋِﻠ ﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ؟ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻘﻲ "ﺇﱐ ﻣ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ،ﰒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻣﺎﺕ .ﺗﻠﻚ ﻛﻠ ﻢ ﻣﺘﻬﺎﻓﺘﺔ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻠﺖ ﺣﻮﺍ ﺳﻪ ،ﻭﻏ ﺮﺏ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻴﺎﺳﻪ ،ﻭﺗ ﺮﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻬﺘﺪﻳﻦ. ﻳﺎ ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ! ﺇﻢ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﲨﻴﻌﺎ ،ﻭﺧﹼﻠﻄﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﲣﻠﻴﻄﺎ ﺷﻨﻴﻌﺎ .ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻘﺒﻞ ﻗﻮﳍﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺴﹼﻠﻢ ﻭﳘﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳉﻨﺎﻥ؟ ﺃﻧﻘﺒﻞ ﺧﺮﺍﻓﺎﻢ ﺍﻟﱵ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ،ﻭﻻ ﺩﻻﺋﻞ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻳﺸﻔﻲ ﺍ ﹶ ﻭﺍﺿﺤﺔ؟ ﺃﻳﺼﺪﺭ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ِﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﳜﺎﻑ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻳﺘﻘﻲ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺍﳋﺴﺮﺍﻥ؟ ﺃﻟﻴﺲ ِﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﺮﻭﻥ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ،ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺃﻣﺎﻧﻴﻬﻢ ﻭﻧﻌﺪﻝ ﻋﻦ ﺧﻄﺔ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ،ﺃﻭ ﻧﺘﺒﻊ ﻏﺮﻭﺭﻫﻢ ﻭﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭﺧﺪﻋﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﺍﷲ ﺻﺮﺍﻃﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ،ﻭﺭﺯﻗﻨﺎ ﺠﺎ ﻗﻮﳝﺎ ،ﻭﻋﹼﻠﻤﻨﺎ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ .ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺕ ِﺣﻜﻤﻬﺎ ﻭﺩﻗﺎﺋﻘﻬﺎ ،ﰒ ﹸﻛﺸﻔ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻘﺎﺋﻘﻬﺎ ،ﻭ ﺳﺘﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﹸﺃﺧﻔﻴ ﺭﺟﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺧﻔﺎﻳﺎﻫﺎ ،ﻭﻓ ﻬﻤﻬﻢ ﺍﷲ ﺃﺿﻼﻋﻬﺎ ﻭﺯﻭﺍﻳﺎﻫﺎ .ﺇﻧﻪ ﻳﻈ ِﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻋﲔ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ.
٨١
ﺃﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺑﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﺘﱯ ﻣﺜﻠﻲ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ ،ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺩﺭﺍﻳ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﻳﺘﻪ؟ ﻭﷲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﰲ ﺃﻧﺒﺎﺋﻪ ،ﻭ ِﺣﻜﻢ ﲢﺖ ﻗﻀﺎﺋﻪ ،ﻭﺇﻥ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ِﺣﻜﻢ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﻀ ﹼﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻈ ِﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺒﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻃ ﻬﺮﻩ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ،ﺃﺃﻧﺘﻢ ﲢﻴﻄﻮﻥ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﺃﻭ ﲡﺎﺩﻟﻮﻧﻪ ﻣﻌﺘﺮﺿﲔ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺭﻏﺒﻮﺍ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻨ ﹸﻈﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻨ ﹸﻈﺮﻭﻥ ،ﻭﳚﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﲡﺪﻭﻥ ،ﻓﹶﻠ ﻢ ﻳﺘﻔ ﻖ ،ﺣﱴ ﻣﻀﻮﺍ ﺑﺴﺒﻴﻠﻬﻢ ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ ﻣﺘﺄﺳﻔﲔ .ﰒ ﺟﺎﺀ ﺍﷲ ﺑﻜﻢ ﻭﺃﻗﺎﻣﻜﻢ ﻣﻘﺎﻣﻬﻢ ،ﻓﺄﺩﺭﻛﺘﻢ ﻭﻗﺘﺎ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﻮﻩ ،ﻭﺁﻧﺴﺘﻢ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﺎ ﺁﻧﺴﻮﻩ .ﻓﺎﺷﻜﺮﻭﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺃﺳﺒﻎ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ،ﻭﺧﺬﻭﺍ ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﳍﺎ ،ﻭﻻ ﺗﺮ ﺩﻭﺍ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﳍﺎ ،ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻌﺮﺿﲔ. ﻂ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻡ ،ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻧﺪﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺨﹶ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺳ ﺖ ﻭﺳﻮ َﺀ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻛﺎﻟﻌﻮﺍ ﻡ ،ﻭﻗﻮﻣﻮﺍ ﷲ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ .ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ..ﺃﻳﺪﻛﻢ ﺍﷲ ..ﻧﻈﺮﺍ ﺍﻟﺒ ﻬ ﺷﺎﻓﻴﺎ ،ﻭﺃﻣ ِﻌﻨﻮﺍ ﺇﻣﻌﺎﻧﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ،ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺼﻤﻮﻥ ِﻣﻦ ﻛﻞ ﺯﻳﻎ ﻭﻣﻴﻞ ،ﻭﻻ ﻳﺸﻮﺏ ﻣﻌﻴﻨﻬﻢ ﻏﺜﺎ ُﺀ ﺳﻴﻞ ،ﻭﲢﻔﻈﻬﻢ ﻋﲔ ﺍﷲ ﻳﻌ ِﻣﻦ ﹸﻃﺮﻕ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ .ﺃﺗﺮﻭﻥ ﺩﻟﻴﻼ ،ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ،ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻟﻨﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻹﺑﺎﺀ ،ﻭﻧﻨﻘﺎﺩ ﳍﻢ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﳋﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ؟ ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﺎﻧﺪ ﺍﳊﻖ ﺇﺫﺍ ﲡﹼﻠﻰ ،ﻭﻻ ﻧﺮ ﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻰ ،ﻭﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺿﺎﹼﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺰ ﹼﻛﻰ ،ﻓﻨﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﻻ ﻧﺄﰉ ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻷﻋﺰﺓ ،ﺃﻥ "ﻣﺎِﻟﻚ" ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺋ ﻤﺔ ﺍﻷﺟﹼﻠﺔ، ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﲟﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ "ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ" ﺍﳌﺸﻬﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﺖ ﺑﺪ ﻋﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻔﺮﺩﻳﻦ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ .ﻓﻤﺎ ﻛﻨ ﻭﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﰲ ﻏﲑ ﻭﻗﺖ ،ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻭﻗﺖ ﺍ ﺪﺩﻳﻦ؟ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻠ ﺮ ﺟﻊ ﺖ، ﺖ ،ﰒ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﹸﻓِﺘﺤ ﺖ؟ ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﺭﺗ ﹰﻘﺎ ﻓﺎﻷﺭﺽ ﹸﻓِﺘﻘ ﺕ ،ﻭﺍﻷﺭﺽ ﹶﺃ ﺟ ﻌﻠ ﻴﺄ ﺖ ،ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻧﺎﻇﺮﻳﻦ .ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳜﻠﻒ ﻭﻋﺪﻩ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﹼﲤ ﻭﺇﻧﻪ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ.
٨٢
ﻭﷲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﰲ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ،ﺃﺃﻧﺘﻢ ﲢﻴﻄﻮﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻜﺮﻭﻥ ﺕ ﺣﻘﺎﺋﻘﻬﺎ ،ﻭ ﺷ ﻮﻩ ﻭﺟ ﻬﻬﺎ ﻭﹸﺃﺧ ِﻔ ﻲ ﻛﺎﳌﺴﺘﻌﺠﺒﲔ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ ﺳﺘﺮ ﺣﺪﺍﺋﻘﻬﺎ ،ﻭ ﺩﹼﻗﻘﺖ ﻟﻄﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﺩﻗﺎﺋﻘﻬﺎ ،ﺣﱴ ﺿﹼﻠﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﲔ ،ﻭﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﳌﺘﻔﻜﺮﻳﻦ .ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺷﺄﻥ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﻨـﺰ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ ،ﺑﻞ ﳘﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﻊ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﻛﺸﺎﻫﺪ .ﻓﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺒﲔ ،ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ ﻣﺘﺄﻣﻠﲔ ،ﰒ ﻳﻘﻴﺴﻮﺍ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻣﺘﺪﺑﺮﻳﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺇﻣﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﳎﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﺼﻒ ﻛﺎﻟﺴﻤﻮﻡ ،ﻓﻸﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺐ ﻫﻬﻨﺎ ﻭﺃﺷ ﺪ ﻭﻃﹰﺄ ﻟﻸﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻌ ِ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﲢﲑﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ،ﻓﺄﺿﺎﻉ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ. ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻔﺎ ﻭﺕ ﺍﳌﺪﺍﺭﺝ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﺍﳌﻮﱃ ﺍﻟﺮﺅﻭﻑ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻷﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﳐﻠﻮﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎ ﻭﺕ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ،ﻓﺠﻌﻞ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﳌﺮﺍﺣﻢ، ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﳏ ﹼﻞ ﺍﳌﻌﺎﺗﺐ ،ﻭﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﰲ ﺷﺄﻢ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ .ﻣﺜﻼ ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﲤﻮﺕ ٢٠ﺑﻌﻠﻬﺎ ﻭﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،ﻓﺘﺮﻯ ﺣﻮﳍﺎ ﻧﻜﺒﺔ ﻭﻣﺼﻴﺒﺔ ،ﻻ ﻳﻮ ﺣﻢ ﺃﺣ ﺪ ِﻭﺣﺎ ﻣﻬﺎ ،ﻭﻻ ﳛﺼﻞ ﳍﺎ ﻟﻄﺮﻓﺔ ﻋﲔ ﻣﺮﺍ ﻣﻬﺎ ،ﻭﻻ ﲡﺪ ﹶﻃ ﻤ ﺮﺍ ﻟﻼﺭﺗﺪﺍﺀ ،ﻭﻻ ﲤ ﺮﺍ ﺏ ﺗﺴﺘﺮ ﺎ ﺻﺪﺭﻫﺎ ،ﻓﺘﻘﺼﺪ ﻋﺎﺷﺒ ﹰﺔ ﻭﲡ ﻌﻞ ﻟﻼﻏﺘﺬﺍﺀ ،ﺑﻞ ﻻ ﳛﺼﻞ ﳍﺎ ﺟ ﻮ ﺨ ﺪﻣﺔ ﺗﺠ ﺮﺡ ﻣﻦ ﺷﻮﻙ ﺍﻟﻔﻼ، ﺐ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻰ ،ﻭﺍ ﹸﳌ ﺠﻮ ٍﻝ ﺟ ﺪ ﺭﻫﺎ ،ﺗﻜﻨ ﻛ ِﻤ ﺺ ﺝ ﻭﺗِﻠﺪ ﺻﺒﻴﺎ ﻧ ﻐﺎ ﺷﺎ ﻣﻘﺼﻮ ﻋﺎ ﺃﻋﻤﻰ ﻧﺎِﻗ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻛﺈﻣﺎﺀ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ .ﰒ ﺗﺨ ﺪ ﱯ ِﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻮﱡﻟﺪﻩ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟ ﹸﻜﺮﺑﺔ .ﻓﲑﻯ ﺍﻟﺼ ﳋ ﹾﻠﻘﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺷ ﺪﺓ ﺍﳌﺨﺎﺽ ﻭ ِ ﺍِ ﺼﻞ ﺧ ﺮﺳ ﹲﺔ ُﻷ ﻣﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﺀ ،ﻟﻴﺰﻳﺪ ﻟﺒﻨﻬﺎ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻉ ﺍﶈﻦ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ،ﻻ ﳛ ﺃﻧﻮﺍ ﳊﻠﻢ ﺍﻟﺘﺎ ﻡ ﳊﺴﺎﺀ .ﻭﳌﺎ ﺑﹶﻠﻎ ﺃ ﺷ ﺪﻩ ﻭﺑﻠﻎ ﺍ ﹸ ﺺ ﺛﺪﻳﻬﺎ ﰒ ﻳﺘﺮﻙ ﻗﺒﻞ ﺍ ﹶ ﻟﻼﻏﺘﺬﺍﺀ ،ﻓﻴﻤ ﺲ ﺯ ﻋ ﺮﻭ ﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ، ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻭﺍﳋﺪﺍﻡ ،ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺷ ِﻜ 20ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﳝﻮﺕ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٨٣
ﺃﻭ ﻳﺆﺧﺬ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻭﻳﺒﺎﻉ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ؛ ﰒ ﳛ ِﻤﻞ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻣﻊ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺠﺎ ٍﺩ ﻭﻟﻮ ﺴ ﺐ ﺳﺪﺍ ٍﺩ ،ﻓﻴﺄﺗﻴﻪ ﻛ ﺠﺌﻪ ﺻﻔ ﺮ ﺍﻟﻴﺪ ﺇﱃ ﻛﺎﻓ ٍﺮ ﺳ ﻤﺎ ٍﺩ ﻟﻄﻠ ِ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ .ﻭﻗﺪ ﻳﻠ ِ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺷ ﺪﺍ ٍﺩ ،ﻓﻴﺪﺧﻞ ﰲ ﺧ ﺪﻣﻪ ﻛﺎﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌﻮﺯ ﺍ ﹸﳌﺒﻴﺪ .ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺴﺒﻪ ﻣﻮﻻﻩ ﻭﻳﻀﺮﺑﻪ ،ﺃﻭ ﻳﺪﻳﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺼﺎﻩ ﻓﻴﺠﻨﺒﻪ ،ﻭﻳﺆﺍﺧﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ِﻟ ﻢ ﻏﺎﺏ ﻟﻄﺮﻓﺔ ﺚﰲ ﱯ ﺃﺑﹶﻠ ﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳋﲑ ﻭﻻ ﺍﻟﺸﺮ ،ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻣﺜﻼ :ﹶﺃ ﺧ ِ ﻋﲔ ﺃﻭ ﻓ ﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﺻ ﺴ ِﻦ ﺍﻟ ِﻔﻌ ﹶﻞ ﻓﻴﻠﻄﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﺘﻬ ﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺤِ ﺍﻟﺜﻔﻴﺔ ،ﻓﺈ ﹾﻥ ﱂ ﻳ ﻒ، ﻀﺐ ﺍﶈﻔ ﹶﻞ ﻭﻟﻮ ﺃ ﹶﻛﻞ ﺃﺩﱏ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﹶﻃ ﻬ ﹶﻔ ﹶﻞ ،ﻭﻳﻔﺘﺸﻮﻥ ﺍﻟﻨ ﹶﻄ ﻳﺄﻛﻞ ،ﻭﺃﻛﹸﻠﻪ ﻳﻐ ِ ﺡ، ﺡ ،ﻭﻻ ﺗﻠﻘﻰ ٢١ﺍﻟ ﹶﻔ ﺮ ﺡ ﻭﺍﻟﺒ ﺮ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻋ ﹶﻄﻒ .ﻓﻴﻠ ﹶﻘﻰ ِﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬ ٍﺔ ﺍﻟﺘ ﺮ ﺚ ﰲ ﺤ ِﻖ ﺍﻷﺑﺎﺯﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺍ ِﳌﺪﺍﻙ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻠ ﹶﻄﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻜ ٍ ﻓﻘﺪ ﻳﻀ ﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺳ ﺍﻻﺳﺘﺘﺎﻙ .ﻳﺆﺗﻮﻧﻪ ﻣﺎ ﺧﹶﻠﻒ ﻣﻦ ﹸﻛﺪﺍﺩ ِﺓ ﺍﳌﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺍﻹﻳﻬﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻪ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﻛﺎﻟﺼﺎﺋﻤﲔ .ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻮﻋﺔ ﳚﺘِﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ،ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺘﺄﺑﺴﺎﺕ ﻳﺄﻧﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﺏ ،ﺇﺫﺍ ﺃﺟﺪﺏ ﺍ ﹸﳌﻠﻚ ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺉ ﺍﻷﻃﻔﺎ ﹸﻝ ﻓﻬﻮ ﻛﻌﺼﻒ ﻣﺄﻛﻮﻝ ،ﻭﺇﺫﺍ ﹶﺃﺑ ﺪﺅﻭﺍ ﻭﺑﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .ﻭﺇﺫﺍ ﺑ ِﺪ ﺡ ﻓﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻬﻮ ﺑ ِﻘ ﻲ ﻛﻤﺨﺪﻭﻝ ،٢٢ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻞ ﺍﻟ ﻌﻀﺎﺽ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺟ ِﺮ ﺡ ،ﻭﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﳊ ﻢ ﺻﺤﻴ ﺢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺡ .ﻭﻗﺪ ﻳﺆﻣﺮ ﻟﻜﺴﺢ ﺍﻟ ِﻜﻨﺎﺳﺔ ،ﺃﻭ ﳉ ﺮ ِ ﺃﺭﻳﻜ ﹸﺔ ﺍ ﹸ ﻟﻐﺴﻞ ﺍﻟﻜﺎﺳﺔ ،ﻓﻴﻀ ﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﺀ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﺒﺎﺛﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺠ ﻌﻞ ﺣﻤﻮﻟ ﹰﺔ ﻷﲪﺎ ٍﻝ، ﲔ ﺑﺪﻣﻊ ﳘﺎﻝ ،ﺑﻞ ﳛﻤﻞ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﺛﻘﺎﻻ ﻓﻴﺠﺮﻱ ﺩﻣﻪ ﻛﺎﳊﺎﺋﺾ، ﻓﻼ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋ ﻭﻳ ﻌ ﺪﻭﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺩﻣﺜﺔ ﻛﺎ ﹸﳌﻬﺮ ﲢﺖ ﺍﻟﺮﺍﻳﺾ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺠ ﻌﻞ ﻛﺎﻟ ﻮ ﺟﻨﺎﺀ ﻭﻳﺮ ﹶﻛﺐ ﺸ ﻖ ﺐ ﺃﻭ ﳚﹸﺜﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺆﻣﺮ ِﻟ ﺼ ﺼﺒ ﺠﺪ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴ ﹸﻞ ﻳﺘ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻬ ﺠﻞ ﻳﺪﺍﻩ ،ﻭﺗﺘﺨﺎﺫﻝ ﺭﺟﻼﻩ ،ﰒ ﻳﺆﺗﻰ ﺍﳋﺒﺰ ﹶﻗ ﹶﻔﺎ ﺭﺍ ﻓﺘﺒﻜﻲ ﻋﻴﻨﺎﻩ. ﺍﳊﻄﺐ ﺣﱴ ﺗ ﻤ ﺠﻨﹸﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣ ﺪ ،ﺑﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﺟﺒﻴﺰﺍ ﻭﻳﻨﻔﺰ ﺧﻔﻴﺰﺍ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻀ ﺮﺏ ﺿﺮﺑﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻓﻼ ﻳ ﺠﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻀ ﻬ ٍﺪ .ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻜﻮ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻓﻤﺎ ﻳﻨ ﺠ ﹶﻔﹸﺄ ِﻗﺪ ﺭ ﻏﻀِﺒﻬﻢ ﻓﻴﺪﻭﺳﻮﻧﻪ ﺑ ﻳ 21ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﻠﻘﻰ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( 22ﺭﲟﺎ ﻫﻮ ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻛﻤﺨﺬﻭﻝ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٨٤
ﺴﻪ ﺷﻌﺎ ﻋﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻃﺒ ٍﻊ ﻗﻠﺐ ،ﺑﻞ ﻳ ﹶﻘ ﺪ ﺷﺪﹸﻗﻪ ﺩﻋﺎﺑ ﹰﺔ ﻭﻳﺨﺴِﺌﻮﻥ ﻛﻜﻠﺐ .ﻭﻳﻄﲑ ﻧﻔ ﰲ ،ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺍﻷﺛﺎﰲ .ﺇﺫﺍ ﺻﺎﰱ ﺭﺟﻼ ﺐ ،ﻻ ﳛﺒﻪ ﺷﻘﻴ ﻖ ﻭﻻ ﺍﻷﺧﻴﺎ ﹼ ﺻ ﹾﻠ ٍ ﺿﻪ ﺃﻭ ﹶﺃ ﺟﺒﻰ ﺕ ﺃﺭ ﺐ ،ﺃﻭ ﺑ ِﺮ ﺩ ﺐ ﻓﻤﺎ ﺃﹶﻟ ﺐ ،ﻭﺇﻥ ﹶﺃ ﺣ ﺐ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺯ ﺭﻉ ﻓﻤﺎ ﹶﺃ ﺣ ﻓﻤﺎ ﺃﺣ ﺶ ﻣﺎ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻓﻴﻬﻴﺞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﺨﺒ ﺐ .ﻭﺇﺫﺍ ﺗ ﺯﺭ ﻋﻪ ﰒ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﺗ ﺤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻤﺎﺩﺍﻩ ﺃﻥ ﻳﻀ ﰒ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻧ ﻮ ﺟ ﹸﺔ ﺍﳊﺴﺮﺓ ﻭﻭﺟ ﻊ ﺍﻟﺒﺎﻝ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺷﻜﻰ ﻓ ﻭﻳﻌ ﺰﻯ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﳉﺎﻫﻠﲔ .ﻭﺃﻧ ﹶﻔ ﺪ ﻋﻤ ﺮﻩ ﻋ ﺰﺑﺎ ،ﺣﱴ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﺭﺃ ﺳﻪ ﺷﻴﺒﺎ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺝ ﲜﺎِﻟ ﻌ ٍﺔ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻧﺎﺷﺰﺓ ،ﻛﺮﻳﻪ ﺍﳌﻨﻈﺮ ﻣﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻧﺎﻓﺮﺓ ،ﻓﻴﻨﻔﺪ ﺝ ﻓ ﺰ ﻭ ﺗﺰ ﻭ ﻋﻤﺮﻩ ﰲ ﻧﺎﺋﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﲢﺖ ﺃﻧﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺪ ،ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﺮ ٢٣ﻟﻘﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﺪ ،ﻭﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻓﻼﺓ ﻋﻮﺭﺍﺀ ،ﻻ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻏﺬﺍﺀ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺧﺎ ﺤﻞ ﺃﻭ ﻳﺆﺧﺬ ﰲ ﺯﻛﺎﻡ، ﺕ ﰲ ﺁﻻﻡ ،ﻭﳝﺮﺽ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺮ ﻣﺪ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳ ﹾﻄ ﻏﻤﺮﺍ ٍ ﺽ ﻓﻴﻤﺘ ﺪ ﻣﺪﺍﻩ ،ﺣﱴ ﺗﻌﺮﻗﻪ ﻣﺪﺍﻩ ،ﻭﺑﺎﻵﺧﺮ ﻳﻨـ ﺰﻉ ﻋﻨﻪ ﺛﻮﺏ ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺮﻭﻩ ﻣﺮ ﺤﻴﺎ ،ﻭﻳﺴﱠﻠﻢ ﺇﱃ ﺃﰊ ﳛﲕ. ﺍ ﹶﳌ ﻓﺎﻵﻥ ﻓ ﱢﻜ ﺮ ﰒ ﻓ ﱢﻜ ﺮ ،ﰒ ﺗﺬ ﱠﻛ ﺮ ﺳﻨﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﺃﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ ﺲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﺃﻗﻮﺍ ﹶﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺕ ﻻ ﺗﺪ ﺭﻯ ،ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﻻ ﲢﺼﻰ؟ ﻓ ِﻘ ﻣﻌﻀﻼ ﺠ ﹾﻞ ﰲ ﺃﻣﺮ ﳎ ﺪ ٍﺩ ﻭﺻﺪﻕ ﺕ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﷲ ﻭ ﻋﻀﺎِﻟﻪ ،ﻭﻻ ﺗﻌ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺐ ﳌﻌﻀﻼ ِ ﺕ ﺑﻠﻐﲏ ﺕ ﺃﻣﺎﺭﺍ ٍ ﺕ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪ ﺖ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﹸﺃﺧﱪ ﻣﻘﺎِﻟﻪ ،ﻭﻻ ﺗ ﹸﻘ ﹾﻞ ﺇﱐ ﻣﺎ ﺭﺃﻳ ﺖ ﺃﻧﺒﺎﺅﻫﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃ ﹼﰎ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻋﻼﻣﺎﺗﻪ ﲨﻴﻌﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋ ﻤﻴ ﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ .ﻭﻛﻢ ِﻣﻦ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﻴﻘ ﹸﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﷲ ،ﻛﻤﺎ ﻋ ﻤﻴ ﺴﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻹﳝﺎﺀ ،ﻭﺗﻨ ﱠﻜ ﺮ ﺃﺷﺨﺎﺻﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﲤﺎﻡ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺗﻜ ﻭﺍﻹﻳﻔﺎﺀ ،ﻭﻳﺪﱠﻗ ﻖ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﲟﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ .ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﱃ ﺭﺅﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ،ﻭﻛﻴﻒ ﳜﻔﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻓﻼ
23ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﻨﺘﺤﺮ" ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٨٥
ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻴﺎﺱ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﱠﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺭﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﻄﻘﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻓﺄﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ؟ ﻂ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺍﳌﻴﺖ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻚ ،ﻓﻼ ﲢ ِﻤﹸﻠﻬﺎ ﻗ ﹼ ﺤ ﺪﻩ ﻃﻤ ﻌﺎ ﰲ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﻦ ﻟﺪﻳﻚ ،ﻭﻻ ﲤ ﺪ ﺇﱃ ﻗﱪﻩ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،ﻭﻻ ﲢ ِﻔ ﺮ ﹶﻟ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻭﻻ ﲡﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ ،ﺑﻞ ﺗﺆ ﻭﻝ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻭﺗ ﹸﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﺍﺑﻨﺎ ﺐ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺗﻠﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﺴﻤﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﻮﻟﺪ ﱄ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻳ ﺆﻭﻝ .ﻓﹶﺄﻧﻰ ﺗﻘﹼﻠ ﺠ ﹾﻞ ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻭﺿﻠﻮﺍ ﺿﻴﺰﻯ ،ﻭﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻓﻼ ﺗﻌ ﻭﺃﺿﻠﻮﺍ ﻛﻤﺜﻠﻚ. ﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﻬﺪﻭﺍ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻟﻴﻀﻴﻌﻮﺍ ﺃﻣﺮﻱ ﻭﻳﻔ ﺮﻗﻮﺍ ﺗﻔﺮﻳﻘﺎ ،ﻓﻠﻮ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﳌﺰﹼﻗﻮﻩ ﲤﺰﻳﻘﺎ ،ﻭﻟﻴﺠﻌﻠﻮﻧﺎ ٢٤ﻛﺎﳌﻌﺪﻭﻣﲔ ﺍﻟﻔﺎﻧﲔ .ﺇﻢ ﻣﻜﺮﻭﺍ ﺴﻮﺍ ﲢﺖ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻛﻞ ﻣﻜﺮ ،ﻭﻫﻴﺠﻮﺍ ﻋﺸﺎﺋﺮ ،ﻭﺗﺮﺑﺼﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ،ﻓ ِﺪﻳ ﳐﺬﻭﻟﲔ ،ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺍﷲ ﺷﺄﻧﻨﺎ ،ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺑﺮﻫﺎﻧﻨﺎ ،ﻭﺳ ﻮﺩ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺎﺳﺪﻳﻦ .ﻭﻗﺎﻝ ﺤ ﹼﻄﻪ، ﻓﺮﻋﻮﻧﻬﻢ :ﹶﺫ ﺭﻭﱐ ﺃﻗﺘ ﹾﻞ ﻣﻮﺳﻰ ،ﺇﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﹶﻓﻌﻪ ،ﻭﺇﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴ ﲔ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﲔ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻫﺎﻧﺘﻚ ،ﻭ ﻣﻌ ﺐ ﺍ ﹸﳌﻬﺎﻧﲔ .ﻭﻗﺎﻝ ﺭﰊ" :ﺇﱐ ﻣﻬ ﻭﻳﻠﻘﻴﻪ ﰲ ﺟ ﺨﻮﺗﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﻭﺟ ﻌﻞ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ،ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻋﺎﻧﺘﻚ" ،ﻓﺄﺫﺍﻗﻪ ﺭﰊ ﹶﻃ ﻌ ﻢ ﻧ ﺐ ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ. ﳛ ﺿﻪ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻴﻒ ﻳ ِﺮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﻭﻛﻴﻒ ﳝ ﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺄﰐ ﺍﷲ ﺃﺭ ﻳﻨ ﹸﻘﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﻛﻨﺎﻓﻬﺎ ،ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ﻟﻴﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺀﻧﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺎﺫﺑﲔ .ﺇﻧﻪ ﻳﻌ ﺰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺴﺎ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺋﺪﻳﻦ ﺍﳌﺰﺍﲪﲔ. ﻳﺸﺎﺀ ،ﻻ ﺭﺍ ﺩ ﻟﻔﻀﻠﻪ ،ﺃﻻ ﺇﻥ ﺍﳊﻖ ﻋﻼ ،ﻭﺗ ﻌ ﻭﺍﻧ ﹸﻈ ﺮ ﺇﱃ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻨﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺃﻓﻌﺎِﻟﻪ ،ﺃﺗﻔ ﻬ ﻢ ﻣﻌﻀﻼِﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﲢﻴﻂ ِﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻛﻤﺎِﻟﻪ؟ ﻓﻤﺎ ﻟﻚ ﻻ ﺘﺪﻱ ِﻣﻦ ﹶﻃ ﺮ ِﺯ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺇﱃ ﻃﺮﺯ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﲣﺘﺎﺭ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻐﺎﻭﻳﻦ؟ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺠﻌﻠﻮﻧﺎ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( 24ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻭﹶﻟ
٨٦
ﺃﻥ ﻋﺒ ﺪﺍ ﻗﺪ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎﺋﺒﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻯ ِﻣﻦ ﻇﺎﻫ ِﺮ ﺳ ﻤِﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﲔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﻘﺎﺕ ،ﻓﺎﻵﻓﺎﺕ ﺗﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻟﻌﻮﺍﺋﺮ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﺮ ،ﻭﻳﺘﻴ ﻪ ﺲ ،ﻭﺍﻵﻥ ﻳ ﻌ ﺪ ِﻣﻦ ﻋﺼﺒﺔ ﻛﺎﳌﺴﺘﻬﺎﻡ ﺍﳊﺎﺋﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻭﻗﺖ ﳝِﻠﻚ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﻨﻔﻴ ﻱ ﺍﻟﹸﻠﺒﺎﻧﺔ ،ﺑﺎِﻟ ﻲ ﺍﻟ ِﻜﺴﻮﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎﻻ ﺲ ،ﺣﱴ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﺎ ِﺩ ﻣﻔﺎﻟﻴ ﺶ ﺖ ﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻭﺍ ﹶﳌﹶﻠ ﺪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﺟﺤﻴ ﻭﻭﻟﺪﺍ ،ﻭﹸﺃﻋﻄﻴ ﻚ ﻭﺃﻣﲔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳ ﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭ ﺷﻴﺤﺎ ﹸﻥ ﻭﻓﺎِﺗ ﻭﺃﻧﻪ ﲨﻊ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ،ﻓﺄﺗﻰ ﺃﻣ ﺮ ﺍﷲ ﻭﻗﻀﺎﺅﻩ ،ﻭﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻼﺅﻩ، ﻓﺬﻫﺐ ﺑﺴﻤﻌﻪ ﻭﺃﺑﺼﺎﺭﻩ ،ﻭﺧﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺃ ﻭﻝ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ .ﻓﺎﺷﺘﻬﺮ ﲝﻤ ٍﻖ ﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﳌﻜﺮﻣﲔ .ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻟﻪ ﻓﺎﺿﺢ ،ﻭﺟﻬﻞ ﻭﺍﺿﺢ ،ﻭﹸﺃﺧ ِﺮ ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺔ ﻭﺍﻟﺬﻟﺔ ،ﻭﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ،ﻛﺎﳌﻮﺍﺭﻳﺚ ﺍﳌﻌﻴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺼﺺ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﺍﳌﺴﱠﻠﻤﺔ، ﺖ ،ﻭﻧﻮﺍﺋﺒﻪ ﻭﺳ ﹶﻘﻂ ﻣﻦ ﲰﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻭﺝ ﻛﺎﳌﻠﻌﻮﻧﲔ .ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻣﺼﻴﺒﺘﻪ ﺟﹼﻠ ﺖ ،ﰒ ﳝ ﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ .ﻭﻫﻮ ﻳﺪِﺑﺮ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻔ ﺮ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﷲ ﻋﻈﻤ ﳉﺬﻉ ﻭﻳﻘ ِﺪﻡ ﻛﺎﻟﻘﺎﺭﺡ، ﺫﻱ ﺍﳉﻼﻝ ،ﻭﻟﻮ ﻓ ﺮ ﻋﻠﻰ ﻻﺣﻘﺔ ﺍﻵﻃﺎﻝ ،ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺘﺒﺼﺮ ﻛﺎ ﹶ ﻓﻴﺠﻲﺀ ﻗﺪ ﺭ ﺍﷲ ﻭﻳﻄﺮﺣﻪ ﻛﺎﻟﺼﱯ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺡ ،ﻓﲑﺗﻌﺪ ﻛ ﱠﻞ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻟﻴﺮﺍﻉ، ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﻛﺎﻟﹸﻠﻌﺎﻉ ،ﻭﻳﻔ ﹼﻜﺮ ﺃﺯﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻼﺯﻡ ،ﰒ ﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﳍﻢ ﺍﳍﺎﺫﻡ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻛﺎﳋﺎﺋﺒﲔ .ﰒ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﻌﺎﰿ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ؛ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻣﺜﻼ ﺇﻥ ﺃﻣﲑ "ﻛﺎﺑ ﹶﻞ" ،ﻳﺮﰊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﻮﺍﺑ ﹶﻞ، ﻓﻴﻔﺮﺡ ﻓﺮﺣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻛﺎﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ،ﻭﻳﻘﺼﺪ "ﻛﺎﺑﻞ" ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﻟﻴﻮﻃﻨﻮﻩ ﺏ ،ﻭﻳﻤ ﹶﻄﺮﻭﺍ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻛﺴﺤﺎﺏ ،ﻭﻫﻮ ﳚﻌﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳ ﺮﻩ ﺭﻓﻴ ﻖ ﺃﻣﻨ ﻊ ﺟﻨﺎ ٍ ﺼﻞ ﺴ ﺮﻯ ،ﻭﺗﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟ ﹶﻜ ﺮﻯ ،ﻓﻴ ِ ﻋﺘﺎﺩﻩ ،ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﻩ ،ﻭﱂ ﺗ ﺰ ﹾﻝ ﺗﻌﺎﱐ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟ ﺾ "ﻛﺎﺑﻞ" ﺑﺸ ﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺟﻬ ِﺪ ﺍ ﹸﳌ ﻬﺠﺔ ،ﺑﻌﺪ ﻣﻜﺎﺑﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ،ﻭﻳﻠﻘﻰ ﺑﻌ ﺍﻟ ﻌ ﻤﻠ ِﺔ ،ﻭﻳﺼﺎﰲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﳌﺪﺍﻫﻨﺔ ،ﻭﳜﻔﻲ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﺧﻮﹰﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺍﳍﻮﺍﻥ ﺠﺪ ﺴﺮ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ،ﻓﻴﺴ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻱ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ" .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺴ ﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ِﻣﻦ ﻋ
٨٧
ﺗﻮﺍﺿ ﻌﺎ ﻟﻜﻞ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻭﳜ ﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺼ ﺪﻕ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺲ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﲑ". ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮِ" :ﺑ ﹾﺌ ﺼﺤﺒﺔ ،ﻭﻳﻮﺟﻲ ﺃﻗﺪﺍ ﻣﻪ ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﺼ ﺪﻉ ﻋ ﻤﻠ ﹶﺔ ﺍﻷﻣﲑ ﺑﺎﶈﺒﺔ ،ﻭﻳﺘﺒﺨﺒﺦ ﺑﺎﻟ ﺐ ﻣﻄﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺗﺴﱠﻠ ﻢ ﻋﻄﻴﺔ ،ﻭﻳﺴﺄﻝ ﺇﱃ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﲑ ﻏﺮﺑ ﹰﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﺭ ﹶﻛ ﺼﻪ ﻭﻳﻠ ﱢﻔﻊ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻟﺌﻼ ﻳﺆﺧﺬ ﻛﺎﺮﻣﲔ .ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺤﺎﺫﻳﻦ .ﻭﻳﻨ ﱢﻜﺮ ﺷﺨ ﺇﳊﺎﻓﺎ ﻛﺎﻟﺸ ﻉ ِﻣﻦ ﺣﺬﺍﺋﻬﻢ ،ﻭﺃﻓﲎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﺬﺍﺋﻬﻢ ،ﻭﻳﺴﹼﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲢﻴﺔ ﺍﳋﺎﺩﻣﲔ .ﰒ ﳍﻢ ﺃﻃﻮ ﻳﻘﻮﺩﻭﻧﻪ ﺇﱃ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﻣﲑ ،ﻭﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﻛﺎﻷﺳﲑ ،ﻓﻴﺨ ﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﺎﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ، ﺴﲏ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﺿ ﺮ، ﻭﻳﺜﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﻷﻛﺮﻡ ،ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷﻋﻈﻢ ،ﻣ ﻕ ﻋﻠ ﻲ ﻭﺑﻌﻤﺮﻙ ﺇﻥ ﻋﻴﺸﻲ ﻣ ﺮ ،ﻭﺟﺌﺘﻚ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺓ ،ﲟﺼﺎﺋﺐ ﺷﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﺘﺼ ﺪ ﺇﻥ ﺍﷲ ﳚﺰﻱ ﺍﳌﺘﺼﺪﻗﲔ. ﺲ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﳜﺎﻃﺒﻪ ﺍﻷﻣﲑ ﺑﻠﺴﺎ ٍﻥ ﹶﺫِﻟ ٍﻖ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻳﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ِﻣﻦ ﻣﹶﻠ ٍﻖ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺟِﻠ ﺑﻪ ﻏﻀﺒﺎﻥ ،ﻓﻴﻈ ﻦ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﻪ ﻗﺪ ﺣﺎﻥ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺎﻷﻟﻄﺎﻑ ﺍﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﻜﺎﺩ ﳜﺮﺝ ﺑﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳍﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳜﺰﻱ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﹶﺓ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ .ﰒ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﻣﲑ ،ﻭﻳﺴﺘﻴﻘﻦ ﺍﻷﻣﲑ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ، ﻓﻼ ﻳﺆ ﻭﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺮﺟﺎﻝ ﻣﺘﻘﲔ .ﻭﺃﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻐﺮﻭﺭ ﺍﳉﻬﻮﻝ ،ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﺍﳌﺨﺬﻭﻝ، ﻓﻴﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺳﺘﺴﱠﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻳﻜﺮﻣﻪ ﺍﻷﻣﲑ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﺪﻳﻪ ،ﺃﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﻧﺴﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺨﻴﻼﺕ ،ﻭﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻛﺎﻟﺼﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺼﺎﺋﺪﺍﺕ، ﻳ ﹼﻄﻠﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﻮﲰﲔ ﻋﻠﻰ ِﺷﻘﺎﻗﻪ ،ﻭﻳﺨﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﻧﻔﺎﻗﻪ ،ﻓﻴﻔﺎﺟﺌﻪ ﺩﺍ ُﺀ ﺍﻹﺷﻔﺎﻕ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺮﻱ ﺍﻟﻮﺳﻦ ﺇﱃ ﺍﻵﻣﺎﻕ ،ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻮﻟﲔ .ﻭﻳﻮ ِﺟﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ِﺧﻴﻔ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻔﺔ ،ﲟﺎ ﻳﺮﻯ ﺭﻋﺐ ﺍﻷﻣﲑ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ،ﻓﺘﻜﺎﺩ ﺗﺰﻫﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺴﻘﻂ ﻛﺠﻴﻔﺔ ،ﺃﻭ ﻳﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ﺍﳋﺎﺋﻔﲔ .ﻓﻴﻔﺮ ﻭﻳﺮﲢﻞ ﺻﻠ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻰ ﻟﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺠ ﺪﻳﻦ ،ﻭﳛﺴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻪ ِ ﺑﺎ ﹸﳌﺪِﻟﺠﲔ ﺍ ﹸﳌ ِ ﺇﻧﻌﺎﻣﻪ ،ﻓﻼ ﻳ ِﻘ ﱡﻞ ﺑﻪ ﺷﻲﺀ ِﻣﻦ ﺇﺻﺮﺍﻣﻪ ،ﻭﻻ ﺗﻔﻴﺪﻩ ﺳﺠﺪﺗﻪ ﻭﻻ ﺟﻬ ﺪ ﺍﺻﻠﺨﻤﺎﻣﻪ،
٨٨
ﺑﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻫﻞ ﺇﻛﺮﺍﻣﻪ ،ﻓﻼ ﻳﻈﻠﻤﻪ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﻟﻨﺤﺮﻳﺮ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻻ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ،ﻓﻴﻘﺼﺪ ﺩﺍﺭﻩ ﳐﺬﻭﻻ ﻭﻣﻠﻮﻣﺎ ،ﻭﻣﺮﻳﻀﺎ ﳏﻤﻮﻣﺎ، ﻭﻳﻈ ِﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻓﺎﺋﺰﺍ ﻣﻘﺒﻮﻻ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺭ ﺩ ﰲ ﺍﳊﺎﻓﺮﺓ ،ﻭﺭﺟﻊ ﺑﺎﻟ ﹶﻜ ﺮﺓ ﺍﳋﺎﺳﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﺮ ﺃﻣﺮﻩ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻋﻨﲔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻔﺪ ﻋﻤﺮﻩ ﻛﺎﳌﺼﺎﺑﲔ. ﰒ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻭﻳﺼﱪ ﻣﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺃﻧﺎﺳﺎ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻼ ﻳﺮﻯ ﻭﺟ ﻪ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺏ ،ﻭﻳﺘﺮﺩﺩ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ،ﻭﳜﺴﺄ ﻛﻜﻼﺏ ،ﻭﺗﺘﺮﺍﻣﻰ ﺑﻪ ﻣﺮﺍﻣﻲ ﺍﻹﻓﻼﺱ ،ﺇﱃ ﻓﻠﻮﺍﺕ ﺍﳍﻮﺍﻥ ﻭﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺱ ،ﻭﻳﺠﹶﻠﻰ ﻣﻦ ﺽ ،ﺣﱴ ﻳﺼﲑ ﺍﺑ ﻦ ﻛ ﱢﻞ ﺗﺮﺑﺔ ،ﻭﺃﺧﺎ ﻛ ﱢﻞ ﺽ ،ﻭﻳﻜﺎﺑﺪ ﳏﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟ ﻌ ﺮ ٍ ﺃﺭﺽ ﺇﱃ ﺃﺭ ٍ ﺽ ﻏﺮﺑﺔ ،ﻳﻘﻄﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺩ ،ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻛﻞ ﻧﺎﺩ ،ﰒ ﻳﺮﺟﻊ ﲜ ﺮ ٍﺩ ﻭﻭﺟ ٍﻪ ﻛﺮﻣﺎﺩ ،ﻭﻣﺮ ٍ ﺟﻼ ٍﺩ ﻛﺎﳋﺎﺋﺒﲔ .ﻻ ﻳﺮﻯ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺴِﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﻮﺍﺳﲔ ﺨﺘﻪ ﻛﺎﳌﻠﻌﻮﻧﲔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳊﻤﺎﻡ ،ﻟﻴﻨﻘﻄﻊ ﺍﻵﻻﻡ ،ﻓﻴﻠ ﻌﻦ ﺑ ﻛﺎﻷﻋﻮﺍﻥ ،ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍ ِ ﺤﺎﺫﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﺇﳊﺎﻓﺎ ﻭﺍﳌﻌﺘ ﺮﻳﻦ .ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻹﻓﻼﺱ ،ﻭﻳﺪﻭﺳﻪ ﺸﻨ ِﺔ ﺍﻟﺸ ﺸﻨ ِ ﻳﻌﻴﺶ ﺑ ِ ﺱ ،ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﻂ ﻓﻴﻐﻴﺾ ،ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺱ ،ﺣﱴ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﳜﺘ ﹼﻞ ﺍﳊﻮﺍ ﻳﺼﻌﺪ ﻓﻴﺘﺼﺪﻯ ﻟﻪ ﺍﳊﻀﻴﺾ ،ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ،ﻭﻳﻮﺧﺰﻭﻧﻪ ﺑﺄﺳﻨﺔ ﻀﺒﻮﻥ ﺍﻟﻠﻮﻡ ،ﻭﺭﲟﺎ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻔﻮﺗﻪ ،ﻣﻐﺎﺿﺒﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻮﻫﺘﻪ ،ﻭﻳ ِ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﺩﱏ ﺍﻟﻌﺜﺎﺭ ،ﻭﻛﺎﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﺒﺘﺎﺭ ،ﻭﻻ ﻳ ﻌ ﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﹶﻠ ﹾﺬﻉ ﻭﺍﻟ ﹶﻘ ﹶﺬﻉ ،ﻭﻻ ﻳﺬﻳﻘﻮﻧﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﻞ ﺭﲟﺎ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎﻝ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﻲ ﻭﺍﳊﺒﺎﻝ ،ﺣﱴ ﳚﺪ ﻣﺎ ﳚﺪ ﺍﳊﺎﺋﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﻭﻳﺮﻯ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻪ ﳛﻴﺪ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺴﲏ ﺍﳋﺰﻱ ﺍﳌﺒﻴﺪ .ﻓﻴﻀﻄﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﲔ ﺍﳌﻄ ﻮﺡ، ﻟﻴﺘﲏ ﻣﺖ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻣ ﻼ ،ﻳﻐﺘﻤﺪ ﺍﻟﹶﻠﻴ ﹶﻞ ،ﻭﻳِﻠﺞ ﻼ ،ﻭﻳﺮﻛﺾ ﻋﺎﺟ ﹰ ﻭﺍﻟﺴﲑ ﺍﳌ ﱪﺡ ﻛﺎﳌﺼﺎﺑﲔ .ﻓﻴﻤﺸﻲ ﺭﺍﺟ ﹰ ﺴﻴﻞ ،ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻟﻪ ﺷﺒ ﺢ ﻣﺮﺍ ٍﺩ ،ﺃﻭ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﺃﺣﺪ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﻭﺩﺍ ٍﺩ ،ﻓﻴﻔﺮﺡ ﻭﻳﻌﺪﻱ ﺍﻟ ٢٥ ﺿﻪ ﺑ ﻮ ﹾﻗ ٍﺪ ﻭ ﹶﺫﻣﻴ ٍﻞ ،ﻭﺇﺟﺎﺯ ِﺓ ِﻣﻴ ٍﻞ ﻀﻲ ِﻋ ﺮﺑﺎ ﻀ ﻮ ﻋﺘﺎ ٍﺩِ ،ﺑﻨﺂ ٍﺩ ﻭﺍﺳﺘﻴﺴﺎﺩ ،ﻭﻳﻨ ِ ﺇﻟﻴﻪ ِﻧ 25ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺑ ﻮ ﺧ ٍﺪ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٨٩
ﺑﻌﺪ ﻣﻴﻞ ،ﻓﺒﺎﻵﺧﺮ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ،ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻗﺪ ﻣﺎﻥ ،ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﺕ "ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺎﺀ"، ﺃﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﳏﻞ ﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ،ﻭﺍﻷﻣﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺧﻴﺎﻝ ﻛﺘﺨﻴﻼ ِ ﻀﺮﻩ ﺍﻷﺟﻞ ﻭﺍﳌﺂ ﹸﻝ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﴰﺎﺗﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ .ﻭﺑﺎﻵﺧﺮ ﺗﺸﻴﺒﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺋﺐ ،ﻭﳛ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ،ﻓﻴﻤﻮﺕ ﻭﻫﻮ ِﻫ ﻢ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻫﺪ ﻡ ،ﻓﻼ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺎ ٍﻙ ﻋﻨﺪ ﺭﻓﻊ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ،ﻭﻻ ﺼﺮﻭﻥ ﻭﻳﻠﺤﻘﻮﻥ ﺗﺬﺭﻑ ﻋﲔ ﻋﻠﻰ ﹸﻓﺮﻗﺘﻪ ،ﻭﻳﺮﺗ ﺪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻳﺘﻨ ﺑﺎﻟﺸﻴﺎﻃﲔ .ﻭﳝﻠﻚ ﺷﺮﻛﺎﺅﻩ ﺩﺍﺭﻩ ﺍﳋ ِﺮﺑﺔ ،ﻭﻻ ﻳ ﻬ ﺪﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻓﻴﻘ ﹶﻄﻊ ﺍﲰﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺂﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﺲ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻭﻟﺪ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ،ﻣﺎ ﻣ ﺱ ،ﻭﻳﻬﺘ ﺰ ﺍﳋﺪﺍﻡ ﻋﻨﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺷﻔﺘﻴﻪ، ﺱ ،ﻭﻣﺎ ﻋِﻠﻢ ﻣﺎ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﻭﺧ ﺮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻴﺎ ﺍﻹﻓﻼ ﺸﻮ ِﺷﺒﺎ ،ﻭ ِﻣﻦ ﻛﻞ ﺐ ﻟ ﺪﻳﻪ ،ﻭﺗﺮﻯ ﺟ ﹾﻔ ﺮﻩ ﻣﻨِﺒﻄﺎ ،ﻭﹶﻗ ﹾﻔ ﺮﻩ ﻣ ﻌ ﻭﻳِﺜﺒﻮﻥ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻣﺎ ﺃﺣ ﺴﻪ ،ﻭﻳﻌﻴﺶ ﲪﻴﺪﺍ ﻭﳛﺴﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻭﻣﻦ ﺲ ﺧﻨ ﺪِﻟﻴ ﺴﻪ ،ﻭﲤﻴ ﻓﻌ ٍﻞ ﻳﺘ ﺮﻉ ِﻛﻴ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﺑﻞ ﺭﲟﺎ ﲡﺪ ﺭﺟﻼ ﻓﺎﺳﻘﺎ ﻗﻮ ﱘ ﺍﻟﺸﺎﻁ ﲨﻮ ﻡ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﳝﻴﺲ ﰲ ﺣﻠﻞ ﺍ ِﳌﺮﺍﺡ، ﺴﻔﻮﺩ، ﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﻭﻻ ﳜﻄﺊ ﺳﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻏﺮﺽ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ .ﻳﺴ ﱠﻔﺪ ﻟﻪ ﻛﻞ ﳊ ٍﻢ ﻏﺮﻳ ٍ ﻭﻳﺸ ﻮﻯ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭﻳﺞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺍﳌﺜﺮﻭﺩ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺄِﺑﺰ ﻛﹸﺄﺑﻮ ِﺯ ﺍﻟﻈﺒﺎﺀ ،ﻭﻗﺪ ﳚﺪ ﻛﻨﺰﺍ ﳉ ﻬﺮﺍﺀ ،ﻭﻳﺼﻴﺪ ﺃﻧﺎ ﺳﺎ ﻛﺎﻟﺪﻭﺍﺏ ﺑﺈﺭﺍﺀﺓ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﻯ ﰲﺍﹶ ﻉ ﳊﻮﺑﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺑﺪ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ،ﻭﻳﻌ ﹶﻄﻰ ﺣﻈﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ِﻏﻴ ٍﺪ ،ﻭﲰﺎ ِ ﺍﻟﺒﺄﺳﺎﺀ ﻭﺍ ﹸ ﺃﻏﺎﺭﻳﺪ ،ﻭﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﺑﻨﲔ ،ﻭﺃﻣﻼﻙ ﻭﺃﺭﺿﲔ ،ﻭﻏﻠﻤﺎﻥ ﻭﺧﺎﺩﻣﲔ .ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﰲ ﺴ ِﻊ ﺍﳍﻨﺎﺕ ﺑﺎﳊﺴﻨﺎﺕ، ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﰲ ﹸﻛ ﻭﺗﻼِﻓﻲ ﺍﳍﻔﻮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ،ﺑﻞ ﳚﺘﺮﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ،ﻭﳚﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ ﻛﺎﻟﻐﺎﻟﲔ .ﻭﻻ ﻳﺘﻘﻲ ﺑﻞ ﻳﺘﱪﺃ ﻣﻦ ﻣﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺓ ،ﻭﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟِﺜﻘﺎﺕ ،ﻭﻣﺪﺍﻧﺎﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﻣﻘﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟ ﹶﻘﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﺼﺢ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﻻ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ،ﺑﻞ ﻳﺄِﺑﺮ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﲔ ﻛﺎﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ،ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻭﺻﺎﻳﺎ
٩٠
ﺸ ﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻄ ﻲ ،ﺑﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﳊ ﻲ٢٦ﻭﻻ ﻳﻔﻲﺀ ﻣﻨ ﺍﳊ ﻲ ،ﺑﻞ ﻳﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎ ﹶ 26ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ِﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻢ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺖ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻧﻈﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻗﺪ ﺣ ﺪﺛ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ،ﻭﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺟﺎﺀﻭﻩ ﻣﻮ ِﻋﺒﲔ .ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﻣﻨﺒ ِﻊ ﺑﺼﲑﺓ ،ﻭﻻ ﻣﻦ ﹸﻟﺠﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺞ ﻗﺎﻃﻌﺔ ،ﺑﻞ ﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻗﻠﹼﺔ ﺩﺭﺍﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺸﺒﺜﻮﺍ ﺎ ﻋﻨﺪ ﻋ ﻤ ٍﻪ ﻭﺣﲑﺓ ،ﻭﻋﺪ ِﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﺻﻠﻴﺔ ،ﻭﻟﻐﻮ ِ ﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﺳﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﳜﻔﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺩﻟﻴ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﺒﺼﺮﻳﻦ .ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺜِﺒﺘﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ، ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﺎﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻛﺎﻟﺼﺎﺩﻗﲔ. ﻭﺭﺁﻩ ﺣﺰ ﷲ ﻭﻛﻔﺎﻙ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻄﻼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ،ﺃﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻭﳚﻌﻞ ﺍ َ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻛﺎﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﳌﻌ ﱠﻄﻠﲔ .ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﺀ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻮ ﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻭﺟﻮ ﺩ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺍﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ،ﰲ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﻭﺍﻷﺭﺿﲔ ،ﻟﻴﻨﺘﻔﻊ ﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺟﻬﻞ ﻭﺳﻔﺎﻫﺔ، ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﳌﻜﺎﺑﺮﺍﺕ ،ﻓﺎﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻟﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ،ﻛﻴﻒ ﻳ ﹶﻈ ﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻝ ﻗﺎﻧﻮﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻻﺀ ،ﻭﻓﻮﺿﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻛﺒﺨﻴﻞ ﻭﺿﻨﲔ؟ ﺤ ﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺨﺎﺕ. ﰒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻐﻤﺴﻮﺍ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﻫﻤﺎﺕ ،ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ِﻣ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﺣ ﺪ ﺧﺎﻟ ﻖ ﺃﺻ ِﻞ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻛﻞ ﺭﻭﺡ ﻗﺪﱘ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﷲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺮﻛﺒﺎﺕ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟ ِﺰﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺻﺎِﻧﻊ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺎﺕ .ﻓﺈﻢ ﳌﺎ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺼﻨﺎﻉ ،ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﺑ ِﻘﺪﻡ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺍﻟ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ .ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺻﺎِﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻭﺍﻟ ِﻘﺪﻡ ﻛﺎﳌﺘﺸﺎﺭ ِﻛﲔ .ﻓﻬﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺃﻭﻫﺎﻣﻬﻢ ،ﻭﺭ ﺩ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﶈﻘﻘﲔ .ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﻴﻮﻡ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﻭﺑﻪ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ،ﻭﻳﺴﺎﻭﻳﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻭِﻗﺪﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ؟ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺃﺣ ﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﳏﻴﻄ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ؟ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻹﺧﻮﺍﻥ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﻻ ﻣﺒﺪﹶﺃ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﻭﺑﲔ ﻗﻴﻮ ِﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺿﲔ .ﰒ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﻻﻟ ﹸﺔ ﺷﻲﺀ
٩١
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺇﺫ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺑﻞ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩﻩ؟ ﻭﻻ ﻳﻔﱵ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻘﻮﱘ ،ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺑﻐﲑ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﺑﺮﻫﺎ ٍﻥ ﻣﺒﲔ. ﰒ ﹶﻟﻤﺎ ﺳﻠﹼﻤﻮﺍ ﺃ ﹼﻥ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ،ﻟ ِﺰﻣﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﺑﺄﻥ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺃﻗﺴﺎ ﻡ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﺒﺪﺍﻫﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ﺴﻴﺔ .ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻗﺪ ﻧﺤِﺘﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻔﻴﻘﺎﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﲡﻮﻳﺰﺍﺕ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺔ ،ﻓﺈﻢ ﺇﺫ ﺍﳊ ﱂ ﻳﻬﺘﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ،ﺃﻟﻘﻮﺍ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺭﲨﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻛﺎﻟﻌﺎﻣﻬﲔ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ. ﰒ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﹼﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺖ ﻋﻨﺪ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻷﻧﺎ ﺤ ﻭﻛﺜﺮﻢ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﻋﺪﺩ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﺒﺪﺍﻫﺔ ،ﻭﻛﺬﺏ ﺑ ﺴﺮﺍﺕ ،ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍ َﻷ ِﺫﺑﺔ ﻭﺍﳊﺸﺮﺍﺕ ،ﻭﺍﳍﻮﺍ ﻡ ﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻏﲑ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒ ﺸ ﺮ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ،ﻭﻧﻌﻠﻢ ﺃﺎ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋ ﻋﺸﲑﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺴﺒﺎﻥ .ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ،ﻓﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﰲ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺿﲔ ،ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻯ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺼﺎﻧﺎ ﰲ ﻋﺪﺩ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﻜ ﻮﻥ ﺣﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ،ﺑﻞ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﻳﻦ. ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﳍﻢ ﺃﺎ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺗﺘﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﻣﻌﻤﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺗﻜﻠﻔﺎﺕ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺖ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﻭﺭﻭﺩ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺩﻻﺋﻞ ﺃﻗﻴﻤ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ،ﻧﺤﺘ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻏﲑ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ،ﻛﻤﺜﻞ ﻏﺮﻳﻖ ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﳊﺸﺎﺋﺶ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﺎﺕ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﳒﻮﻣﻬﺎ ﻭﴰﻮﺳﻬﺎ ﻭﺃﻗﻤﺎﺭﻫﺎ ﺃﻧﺎﺱ ﺳﺎﻛﻨﲔ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ ،ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﳊﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ، ﻭﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻛﻤ ﹶﻞ ﻭﺃ ﱠﰎ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺭﺿﲔ ،ﻏ ﲑ ﳏﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻣﻌﻤﻮﺭﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻓﺒﺄﻱ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺇﱃ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﰲ ﺣﻤﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺒﺼﺮﻳﻦ؟ ﰒ ﹶﻟﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺣﺸﺮﺓ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﷲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻭﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﰲ ﻏﲑ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﳌﻌﺪﻭﺩﺓ ،ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺕ ﻏﲑ ﻣﻨﺤﻠﹼﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ، ﺴﺮﺍﺕ ،ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻀﻼ ٍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﳊﺸﺮﺍﺕ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻭﺍﶈﺎﻻﺕ ،ﻭﻣﻮﺭﺩ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ،ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺫﻱ ﺭﺃﻱ ﻣﺘﲔ. ﺃﺗﻈﻦ ﺃﻥ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻳﺬﻧﺒﻮﻥ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﻥ ﻭﻳﻨﻘﻠﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﺸﺮﺍﺕ ﺟﺰﺍ ًﺀ ﻣﻦ ﺭﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ؟ ﻓﺎﻧﻈﺮ ..ﺃﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﺃﻭ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﷲ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ؟
٩٢
ﰒ ﺇﻧﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺸﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ،ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺪ ﺼﺌﺒﺎﻥ ،ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﺣﻔﺮ ﺍﻵﺑﺎﺭ ،ﺑﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﺩﻳﺪﺍﻥ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻟ ِ ﺕ ﲢﺪﻳ ِﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ .ﻓﺎﻵﻥ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ؟ ﺃﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺗﻨـﺰﻟﺖ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺂﻻ ِ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻰ ،ﰒ ﺧﺴﻔﺖ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺇﱃ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﺮﻯ؟ ﻓﺎﺗﻖ ﺍﷲ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﲔ. ﺖ :ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ،ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﻗﻠ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ،ﻓﺈﻢ ﻣﺎ ﻳ ﺮ ﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺘﺪﺍﺭﻛﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜ ﻤﻠﻮﻥ ﻭﳚﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ،ﺃﻭ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻏﲑ ﻣﻜﻤﻠﲔ ،ﺃﻭ ﻳﺘ ﺮﻛﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﻣﻌ ﱠﺬﺑﲔ؟ ﻓﺎﲰﻊ ..ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻜ ﻤﻠ ﹲﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗﺼﲔ ،ﻭﻣﻨﺒﻬ ﹲﺔ ﻟﻠﻐﺎﻓﻠﲔ ،ﻭﻣﻮﻗﻈﺔ ﻟﻠﻨﺎﺋﻤﲔ .ﻭﲰﺎﻫﺎ ﺍﷲ ﹸﺃ ﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ،ﲟﺎ ﺗ ﺮﺑﻬﻢ ﻛﺎﻷﻣﻬﺎﺕ ﻟﻠﺒﻨﲔ .ﻭﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﺼ ٍﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺣﺪﻳﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻛ ﱡﻞ ﺷﻘﻲ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﺣﻘﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻠﺒﺜﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﺣﻘﺎﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ،ﺇﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻓﺈﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﹸﻋﻄِﻴﻨﺎ ﻋﻠﻢ ﲢﺪﻳﺪﻩ ﺑﺘﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻓﻬﻮ ﺯﻣﺎﻥ ﺃﺑﺪﻱ ﻧﺴﺒ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﳏﺪﻭﺩ ﻧﻈﺮﺍ ﻋﻠﻰ ِﻣﻨﻦ ﺍﳌﻨﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻳﺘ ﺮﻛﻮﻥ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺂﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺭ ﺣ ﻢ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺮﺷﺪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﻋﻤﲔ .ﻭﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺧﻠﻮﺩ ﺏ ﺍﻧﺘﻬﺎ ٌﺀ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻛ ﹼﻞ ﻟﻌ ٍﻦ ﺭ ﺣ ﻢ ﻭﺇﻳﻮﺍﺀ، ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻴﺲ ﻛﺨﻠﻮﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻷﺭﺑﺎﺏ ،ﺑﻞ ﻟﻜﻞ ﻋﺬﺍ ٍ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ،ﺑﻞ ﺍﷲ ﻓﻀﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﺍﳌﺜﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻳ ِﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ،ﺇﻧﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺑﻌﺾ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﰲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻀﻼﺕ ،ﻟﻴﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻑ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ .ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﹼﻠ ﹰﺔ ﻟﻜﻞ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺇﺗﻼ ﻋﹼﻠﺔ ،ﻭﻣﺒﺪﺀًﺍ ﻟﻜﻞ ﺳﻜﻮﻥ ﻭﺣﺮﻛﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻳﻌﺰﻯ ﺇﺧﻼﺩ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺎﺏ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳉﻬﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﲢﺖ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﺧﺎﻟ ِﻖ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﻗﻴﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻔﻄﻮﺭ ﹰﺓ ِﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ،ﻓﻠﻪ ﺩﺧ ﹲﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺷﻘﺎﻭﺗﻪ ﻭﺳﻌﺎﺩﺗﻪ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﺒﺪﺍ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳋﻠﻮﺩ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺧﺎِﻟ ﻖ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺻﻨ ﻊ ﻳﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﺇﻧﻪ ﻭﺍﳌﺴﻌﻮﺩ ،ﻭﺍﻟﻌﺒ ﺪ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻓﻌﺎﻻ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃ ﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ،ﻭﻛﻞ ﻋﺒ ٍﺪ ﺼﺒﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻭﻳﻪ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ .ﻓﻼ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﺟﻮﺍﺩ ﻭﻛﺮﱘ ،ﺳﺒﻘﺖ ﺭﲪﺘﻪ ﻏﻀﺒﻪ ،ﻭ ِﺭﻓ ﹸﻘﻪ ِﺷ ﻳﻔﲏ ﻛﻞ ﺍﻹﻓﻨﺎﺀ ،ﻭﻳﺮﺣﻢ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺀ ،ﻭﻻ ﻳﺪﻭﺱ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﺱ ﺑﺎﻹﻳﺬﺍﺀ ﻛﺎﳌﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻳﺒﺴﻂ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻳﺪﻩ ﺭﺃﻓ ﹰﺔ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺣ ﺰﻣ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﲔ .ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻳﺪ ﺍﷲ ﻭﺣﺰﻣﺘﻪ ،ﻫﻞ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻌ ﱠﺬﺑﲔ؟ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺷﺎﺭ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻻ ﻛﺮﳝﺎ ،ﻓﻴﻪ ﺇﻃﻤﺎﻉ ﻚ ِﺇ ﱠﻥ ﺽ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺭﺑ ﺕ ﻭﺍ َﻷ ﺭ ﺴﻤﺎﻭﺍ ﺖ ﺍﻟ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻧﺴﻴﻢ ﺍﻹﺑﺸﺎﺭ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺧﺎِﻟﺪِﻳ ﻦ ﻓِﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺩﺍ ﻣ ِ
٩٣
ﻚ ﹶﻓﻌﺎ ﹲﻝ ﱢﻟﻤﺎ ﻳﺮِﻳ ﺪ )ﻫﻮﺩ ،(١٠٨:ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻪ ﺑﺒﺼﺮ ﺣﺪﻳﺪ ﻭﻧﻈﺮ ﺭﺷﻴﺪ ،ﻭﻻ ﺗﻈﻦ ﻇﻦ ﺭﺑ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻛﺎﻟﻴﺎﺋﺴﲔ. ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﺃﻧﻪ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﺻﹶﻠﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺃﺿﺎﻉ ﻭﺣﻴﺪﻩ ﻛﺎﻨﻮﻥ ﺍﻟﻐﻀﺒﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺳﻠﻚ ﰲ ﺍﺎﺯﺍﺓ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﰲ ﺣﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ .ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻮﺽ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﻜ ﹼﻔﺎﺭ؟ ﻭﻣﺎ ﺧ ﹼﻔﻒ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻛﺎﻟﺮﲪﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ،ﺑﻞ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻷﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ .ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﻣﻜﺮﻭﻫﺔ ،ﰒ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻴﻨﺠﻲ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ ﺭﲪﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﺍﳌﺰﻭﺭﻳﻦ. ﰒ ﻧﺮﺟﻊ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺳﺒﻞ ﺍﳍﺪﻯ ،ﻓﻼ ﺗﺘﺒﻊ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻗﻮ ٍﻡ ﻧﻮ ﹶﻛﻰ ،ﻭﺍﺳﺄ ِﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻚ ﺇﱃ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ .ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻢ ﲨﻌﻮﺍ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﰲ ﺧﻴﺎﻻﻢ ،ﻭﺃﺿﺤﻜﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻚ ﻣﺒﲔ؟ ﻗﺪ ﻟﺰﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬ ِﺔ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﺃﻥ ﻳ ﺪﻋﻮﺍ ﺭﻢ ﺑﺎﻟﺘﻀﺮﻋﺎﺕ ،ﻟﻴﻔﲏ ﲞﺰﻋﺒﻴﻼﻢ ،ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺈﻓ ٍ ﺱ ﻭﻣﺎﻋ ٍﺰ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻛ ﱠﻞ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﻮﺟﺪ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻣﻦ ﺑﻘ ٍﺮ ﻭﺟﺎﻣﻮ ٍ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺯﻭﺟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ،ﻟﻴﺴﺘﺨﻠﺺ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻨﺎ ﺳﺦ ﻭﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻬﲔ . ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻫﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺂﺭﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺭﺍﺳﺨﲔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﻭﻣﺴﺘﻴﻘﻨﲔ .ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳ ﺪﻋﻮﻥ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺜﹼﻬﻢ "ﻭﻳﺪﻫﻢ" ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺭﻢ ﻳﻌﻄﻬﻢ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﳚﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺷﻲ ﻣﺘﻤﻮﻟﲔ. ﻭ"ﺍﻟﻮﻳﺪ" ﳑﻠ ﻮ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮﺃﻭﺍ "ﺍﻟﺮﻛﻮﻳﺪ" ﺑﺎﻟﺒﺼﲑﺓ، ﻭﲰﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻣﺘﺄﻣﻠﲔ .ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ "ﺍﻟﻮﻳﺪ" ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﳌﺎ ﻭ ِﺟ ﺪ ﻓﻴﻪ ﺩﻋﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺇﻻ ﺑﻔﺴﻖ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﲔ .ﻭﺗﺮﻯ ﺍﳍﻨﻮﺩ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﻢ ﺃﻗﺎﻃﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﳉﻮﺍﻣﻴﺲ ﻭﻳﺼﺮﻓﻮﻥ ﳘﻤﻬﻢ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺪﺑﺮﻳﻦ ،ﻓﻜﺄﻢ ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﳛﺐ ﻭﻳﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻄﻊ ﺃﺑﺪﺍ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺫﻧﺐ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﺣﺴﻦ ﺍﻷﻗﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻭﺍﳊﻖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻘﻮﻡ ﻃﺎﻟﺒﲔ .ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻻ ﻳﺪﻭﻡ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻟﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ، ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻋﺎﱂ ﺁﺧﺮ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﻻ ﻳﻠ ﱠﻘﻰ ﻧﻌﻤﺎﺀﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ،ﻭﺁﺛﺮ ﺍﻵﻻﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﺀ ،ﻭﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺄﺳﺎﺀ ،ﻟﺮﺿﺎﺀ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ،ﻓﻬﻢ ﻗﻮﻣﺎ ِﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﳌﻨﺎﻥ .ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﳚﺎﻫﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﷲ ﺑﺄﻣﻮﺍﳍﻢ ﺴﻬﻢ ،ﻭﻳﺸﺮﻭﻥ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﻳﺆﺗﻮﻥ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻛ ﱠﻞ ﹶﺃ ﺣﺒﻬﻢ ﻭﺃﻧ ﹶﻔ ِ
٩٤
ﺱ ﹶﺃ ﻭﻇﻔ ِﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺋ ِﻢ ﻫﻴﻜ ٍﻞ ،ﻭﻳﺴِﺒﻖ ﻛ ﱠﻞ ﺃﻟ ﺪ ﺫﻱ ﺣﻨﻖ ﰲ ﺇﰒ ﻣﺒﲔ .ﻭﻳﺮ ﹶﻛﺐ ﻛ ﱠﻞ ﻓﺮ ٍ ﻭﻳﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟ ﻌﻨ ﺪﻝ ،ﻭﻳﻨ ِﻔﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﺨﻠﻴﻊ ﺍﻟ ﺮ ﺳﻦ ﻣﺪﻳ ِﺪ ﺍﻟ ﻮ ﺳﻦ ،ﻳﺒﺎﻋﺪ ﺩﺍ ﺭﻩ ﻋﻦ ﺠﺪﺍ ﻭﻗﻴﺎﻣﺎ ﻭﺑﺎﻛﲔ .ﻭﻻ ﻳﻔ ﺮﻃﻮﻥ ﻭﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻢ ﺧﺼﺎﺻﺔ ،ﻭﻳﺒﻴﺘﻮﻥ ﻟﺮﻢ ﺳ ﰲ ﺣﻆ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﰲ ﻣﺮﺍﺿﻲ ﺍﷲ ،ﻭﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ .ﻭﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺘﻮﻟﹼﻰ ﺍﷲ ﺃﻣﺮ ﳒﺎﻢ ،ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻢ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﻫﺎ ﻟﻨﺠﺎﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻓﻴﺼ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻭﺷﺪﺍﺋﺪ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺎﺕ ،ﻭﻳﺒﺘﻠﻴﻬﻢ ﺑﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ،ﰒ ﻳﺮﲪﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻭﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻠﻮﺍِﺗﻪ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ، ﺕ ﻋﺒﺎﺩ ﹰﺓ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﳎﺎﻫﺪ ﹰﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲟﺎ ﺻﱪﻭﺍ ﺴﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻓﺎ ﻭﻳﻠﺤﻘﻬﻢ ﺑﻘﻮﻡ ﳏﺒﻮﺑﲔ .ﻭﺗﺤ ﺕ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻗﻮﻡ ﺯﺍﻫﺪﻭﻥ ﺻﺎﳊﻮﻥ ﻭﺣﺰﺏ ﻋﺎﺑﺪﻭﻥ ﻣﺮﺗﺎﺿﻮﻥ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﲔ .ﻓﻴﺒﻠﹼﻐﻬﻢ ﺍﷲ ﻣﻘﺎﻣﺎ ٍ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﺿﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﻭﻳﺆﺛﺮﻭﻧﻪ ﻭﳚﻌﻠﻬﻢ ﻓﺎﺋﺰﻳﻦ. ﻭﳜﺘﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺻﻠﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ .ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﳏﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ، ﻓﺈﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺟﺰﺍﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ ،ﻭﺃﺻﺎﻢ ﺣﻆ ﻛﺜﲑ ﻭﹸﺃﻋﻄﻮﺍ ﻧﻌﻤﺎ ﻏﲑ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻕ ﻛﺎﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ،ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻠﺬﹼﺍﺕ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻓﺮﺣﲔ .ﻭﻭﺭﺛﻮﺍ ﺟﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﻣﻘﻌ ِﺪ ﺻﺪ ٍ ﺐ ﺃﻳﺎ ٍﻡ ﻗﻼﺋﻞ ،ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﺮﺩﻭﺱ ﺭﻢ ﻧﻌﻤﺎﺅﻫﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻔﺪ ﺁﻻﺅﻫﺎ ،ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﻧﻌﻤﺎﺀ ﺃﺑﺪﻳﺔ ﺑﻨﺼ ِ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ .ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻣﺮﺍﺭﺎ ﻭﺣﻼﻭﺎ ،ﻭﺗﻨﻌﺪﻡ ﻧﻀﺎﺭﺎ ﻭﻃﺮﺍﻭﺎ ،ﻭﻻ ﺨ ﹾﺬﻫﺎ ﻭ ﹸﻛ ﻦ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺬﺎ ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺘﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺗﺘﻤﺎﻳ ﹸﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ .ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﺃﳍﻤﲏ ﺭﰊ ﻓ ﺍﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ .ﻣﻨﻪ. ==================== ﺳﻬﻮ ,ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ "ﲣﺎﻟﻒ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( ﺳﻬﻮ ,ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ "ﻭﲡﻌﻞ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
ﻧﻮﺕ :ﺃﻋﺠﺒﲏ ﻋﻘ ﹸﻞ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ،ﺃﻢ ﲨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺕ ﺳﺎِﺑ ِﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﰒ ﻳ ﺪﻋﻮﻥ ﺭﻢ ﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻜﺎﺭﻩ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ،ﺑﻞ ﺳﻴﺌﺎ ِ ﺐ ،ﻭﻻ ﻳﻔ ﹼﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﺕﳍ ٍ ﺐ ،ﰲ ﻫﻮﺍﺟ ﺮ ﺫﺍ ِ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳ ﺪﻋﻮﻥ ﺑﺎﻹﺻﺮﺍﺭ ،ﻭﳚﻠﺴﻮﻥ ﰲ ﻣﻮﻗﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﺑﻜ ﺪ ﻭﺗﻌ ٍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻛﺎﻟﻌﺎﻗﻠﲔ.
ﺳﻬﻮ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
ﻧﻮﺕ :ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﳚﺘﻨﺐ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻛ ﱡﻞ ﻣﻦ ﲤﺴﻚ ﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ،ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﻨﻜﻮﺣﺎﺕ ﻛﻦ ﺑﻨﺎﻢ ﺃﻭ ﺃﺧﻮﺍﻢ ﺃﻭ ﺃﻣﻬﺎﻢ ﺃﻭ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ .ﻣﻨﻪ
ﺳﻬﻮ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻛﺜﲑﺍ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٩٥
ﺩﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﻳﺜﺎﻓﻦ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻄﻼﺡ ،ﻻ ﳛ ﹼﻞ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺑﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﺠﺪﺍ ،ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﻧﺎ ﺟﻮ ٍﺩ ﻭﺑﺎﻃﺌ ٍﺔ ،ﳑﻠ ﻮ ٍﺓ ﻣﻦ ﺻﻬﺒﺎﺀ ﳏﻤ ﺮﺓ ،ﰲ ﺣﹶﻠﻘﺔ ﻣﻠﺘﺤﻤﺔ، ﺴ ﻋ ﻭﻧ ﹼﻈﺎﺭﺓ ﻣﺰﺩﲪﺔ .ﻳﺘﺨﺬ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﺻﻨ ﻤﺎ ﻓﻔﻴﻪ ﻳﺮﻏﺐ ،ﻭﺎ ﻳﻜﹶﻠﻒ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻜﹶﻠﺐ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﰲ ﻛﻞ ﺣﲔ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﱮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻤﺮﻩ ﰲ ﺍﻛﺘﻨﺎﺯ ﺍﻟﺬﻫﺐ ،ﻭﺗﻄﱠﻠ ﻊ ﺍﻟﺸ ﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻬﺐ ،ﻭ ِﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻃﺮﻑ ﻳﻌ ِﻄﻒ ﺏ ،ﻭﻳﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ،ﻭﻻ ﺗﻌ ﱠﻄ ﹸﻞ ﻗﺪﻭﺭﻩ ﻭﻻ ِﺟﻌﺎ ﹸﳍﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺼﺎﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮ ﺏ ﺟﺤﺎﹸﻟﻪ ،ﻭﻳﺒﺎ ﺭﻙ ﻟﻪ ﺯﻻﻟﻪ ،ﻻ ﻳﺮﻯ ﻳﻮﻡ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻭﻻ ﺇﻗﺒﺎﳍﺎ ،ﻭﻳ ﹶﺬ ﺨﺘﻪ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﻜﻔﺎﺀ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻔﺪ ﻋﻤﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ .ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺤﻮ ﺑ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﻋﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻠ ﺪﻏﻪ ﺣﻴ ﹲﺔ ،ﻭﻻ ﳝﺤﻰ ﺍﲰﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺿﲔ ،ﺑﻞ ﻳﻜﺜﺮ ﺃﻭﻻﺩﻩ، ﻭﳚﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ .ﳝﻠﻚ ﺍﻟﺼﺪ ﺭ ﰲ ﻛﻞ ﻧﺎﺩ ﳏﺸﻮﺩ ،ﻭﳏﻔﻞ ﻣﺸﻬﻮﺩ، ﺴﺐ ِﻣﻦ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﶈﺎﻓﻞ ،ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺳﺎﻓﻞ ،ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺧ ﺪ ﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ،ﺣﱴ ﻭﻳﺤ ﺐ ِﻣ ﹾﻞ َﺀ ﳊﹶﻠ ﺐ ﻣﻦ ﻧﻌﺎﺳﻪ ،ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﻨﻪ ﻛﺎﻟﻘﺒﺔ ،ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺍ ﹶ ﻳﻬ ﺍﻟ ﻌ ﹾﻠﺒﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺗﻮ ﺧ ﻢ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﻄﻮﻧﲔ .ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻄﻴ ٍﺔ ﻭ ِﻃﻴ ٍﺔ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﻨ ﻌﻤﻪ ﻛﻌﻄﻴﺔ ،ﻭﻳﺸ ﻐﻔﻪ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻻ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻭﻻ ﻳﺜﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﺳﲑﺓ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮ ﺟ ﻊ ﺐ ﺍﻟﺘﺎ ﻡ ،ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﱪﻩ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻣﻌﺘ ﻤ ﺮ ﺹ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍ ﻡ ،ﻭﻳﺼﺎﻓﻮﻧﻪ ﺑﺎﳊ ﺍﳋﻮﺍ ﺡ ﻭﻣﺴﺎ َﺀ ﺯ ﻣ ﺮ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﻳﻦ. ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻦ ،ﻭﺗﺘﻌﻬﺪﻫﺎ ﺻﺒﺎ ﺖ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﰲ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﹶﻛ ﻮ ِﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭ ﺣ ﻮ ِﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲰﻌ ﺨﺎﺳﲔ ،ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻳﺪ ﺭﻯ ﻛﻴﻒ ﻭﻗﻊ ﻗﻮﻡ ﰲ ﻳﺪ ﺍﻟﻨ ﺍﳌﻨ ﻌﻤﲔ. ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﺎ ،ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻣﻐﻨﺎﻫﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻀﻼﺕ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﷲ؟ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﻴﺲ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﳊﻜﻴﻢ؟ ﻣﻊ ﺃﻤﺎ ﻛﺎﳌﺮﺍﻳﺎ ﺍﳌﺘﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻟﺘﻮﹶﺃ ﻣﲔ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﻛﻠﺔ ،ﻓﻼ ﺑ ﺪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻭﲢ ﱡﻘﻖ ﺍﳌﺸﺎﺔ .ﻓﻼ
٩٦
ﲡﺎ ِﻭ ِﺯ ﺍﳊﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻨﻲ ﺍﻷﻣ ﺮ ﺍﳌﻌﻀﻞ ،ﻭﻻ ﺗﺮ ﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ،ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﲔ. ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ،ﺍﲰﻌﻮﺍ ،ﰒ ﻓ ﹼﻜﺮﻭﺍ ﰒ ﺍﻗﺒﻠﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻃﺎﻟﺒﲔ .ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻧﱯ ﺍﷲ ﳋﻠﻖ ﻭﺳﻴ ﺪ ﺍﻟﻮﺭﻯ ،ﰒ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﺗﻪ ﺧ ﲑ ﺍ ﹶ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ،ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺷﺎﻫ ﺪ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ،ﺃﻋﲏ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺼ ﺪﻳﻖ ﺍﻷﺗﻘﻰ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻔﻆ "ﺭﺟﻮﻉ" ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻧﺒﺄ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻟﻔﻆ "ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ" ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍ ُﻷ ﻣﺔ .ﻭﺷﺘﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ .ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻭﺍﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﻳﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﹸﻗ ﺮﺏ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﺇﺭﹰﺛﺎ ﻣﻘﺒﻮﺿﺎ ﻷﺣﺪ ،ﺑﻞ ﺗﺪﺍﻭ ﹸﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺭﺏ ﺻﻤﺪ ،ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ. ﺃﺃﻧﺘﻢ ﲡﺎﺩﻟﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻣﻮﻥ ﳏﺎﺭﺑﲔ؟ ﻓﻔ ﹼﻜﺮﻭﺍ ﺑﻔﻜﺮ ﻻ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺯﻳﻎ ﻭﻻ ﻣﻴﻞ ،ﻭ ﹶﻃ ﻬﺮﻭﺍ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻌﺼﺐ ﻭﻻ ﻳ ﹾﺬ ِﻫﺒﻜﻢ ﺳﻴﻞ .ﹶﺃ ﺭﻭﺍ ﺗﻘﻮﺍﻛﻢ ﺗﻘﻮﺍﻛﻢ، ﻳﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺘﻘﲔ .ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﻗﺎﻣﲏ ﻭﺑﻌﺜﲏ ﻭﻛﹼﻠﻤﲏ ،ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺃﻥ ﲢﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﷲ ﻚ ﰲ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﹸﻓ ﹾﻠﻜﻲ ،ﻭﺇﻥ ﻳﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﻳﺪ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪﻳﻦ .ﻻ ﹸﻓ ﹾﻠ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺭﰊ ،ﻓﻼ ﺗﻨﺒﺬﻭﺍ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭﻩ ،ﻭﻻ ﲡﻌﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﲔ. ﺖ ﺑﻜﺎﻓﺮ ﻭﻻ ﻣﻌﺘ ٍﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﺗ ﺪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻭﺑﻌﺰﺓ ﺭﰊ ﻭﺟﻼﻟﻪ ،ﻟﺴ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ .ﺑﻞ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﳊﻖ ﻓﻼ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ﻛﺎﺭﻫﲔ .ﻭﻗﺪ ﺗﻘ ﻮﻯ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﺑﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﰒ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ،ﰒ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﰒ ﺑﺎﻹﳍﺎﻡ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻴﻘﻴﲏ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻘﲔ؟ ﺑﻞ ﳓﻦ ﺃﻭﻳﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ،ﻭﺍﻋﺘﺼﻤﻨﺎ ﲝﺒﻞ ﺍﷲ ﺍﻴﺪ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﲟﺤ ﺪﺛﺎﺕ ﻛﺎﳌﺒﺘﺪﻋﲔ. ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﳌﻌﻀﻮﺩ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻥ ﺸﻰ ﰲ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ، ﻛﻨﺘﻢ ﻣﻮﻗﻨﲔ .ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﹶﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻔ
٩٧
ﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲢﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﻭﺇﱃ ﺃﻱ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﻛﺜﺮ ﺍﳋﻨـﺰﻳﺮ ﻭﺍﳋﻤﺮ ،ﻭ ِﺩﻳ ﺍ ﹸﳌ ﻐ ِﻮﻳﻦ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﰲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺧﲑ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻭﺃﻓﻀ ِﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻧﺨﺒ ِﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻻ ﳚﻲﺀ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻓﺘِﻨﻬﺎ ﺍﳌ ﻮﺍﺟﺔ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺕ؟ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﶈﻜﻢ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻗﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭ ِﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ .ﻓﺈﻥ ﱳ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﱂ ﺗﺒﻠﻎ ﺇﱃ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ ،ﻭﻓ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩﺓ ،ﻓﻠﺰﻣﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪﻭﺍ ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﱳ ﺇﱃ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﺌﲔ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ .ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻓﱳ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﺓ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﳌﺘﻔﺮﺳﲔ؟ ﺃﺭﺿﻴﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﱳ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﲔ ﺍﻟﻘﺴﻴﺴﲔ ﻭﲤﺘ ﺪ ﺇﱃ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﺃﻭ ﻣﺌﲔ؟ ﻓﺈﻥ ﻏﻠﺒﺘﻬﻢ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺇﱃ ﺃﻳﺎﻡ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ،ﰲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺧﲑ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ .ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻭﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ؟ ﺃﺗﺮﺿﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﳝﻬﻠﻬﻢ ﺍﷲ ﻹﻏﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﻳﺠﺎﺡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻭﻗﺖ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﻇﻬﻮﺭ ﻓﱳ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻴﻞ ﻫﻮ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻓﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﻛﺎﳌﺴﺘﺪ ﹼﻝ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ، ﻭﻗﻮﻣﻮﺍ ﷲ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ .ﰒ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﱠﻤﺎﺕ ٢٧ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ،ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻻ ﳚﻲﺀ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﺋﺔ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﺰﻋﻤﻜﻢ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻭﻣﻀﻰ ،ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﱳ ﻗﺴﻴﺴﲔ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﳍﺪﻯ ،ﻣﻊ ﺇﱃ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻭﺟﺐ ﺑﺰﻋﻤﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻓ ﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻮﺭﻯ. ﺗﺰﺍﻳﺪﻫﺎ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﻯ ،ﻓﺈﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺷﺮﻳﻄ ﹸﺔ ﻭﻗ ِ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻮ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﻡ ،ﻭﳝﺘﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﺇﻏﻮﺍﺀ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻡ .ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﻥ، 27ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻣﺴﻠﱠﻤﺎﺕ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
٩٨
ﻭﺗﺒ ﺪﻟﻮﻥ ﺷ ﹾﻜ ﺮ ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮﺍﻥ ﻭﺗﻨﻜﺮﻭﻥ؟ ﻭﺟﺎﺀﻛﻢ ﺍﳊﻖ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﺘﻌﺮﺿﻮﻥ، ﻭﲡﻌﻠﻮﻥ ﺣﻈﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﱐ ﻭﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ .ﺃﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ،ﻭﺗ ﹾﻘ ﹸﻔﻮﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ ،ﻭﺗﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﲔ؟ ﺃﻧﺴﻴﺘﻢ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺠ ﺪﻳﻦ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻛﻨﺘﻢ ﻗﻮﻣﺎ ﻏﺎﻓﻠﲔ؟ ﺃﺗﻮﺍﻧﻮﻥ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﹶﺃ ﺧﹶﻠ ﺪﰎ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣ ِ ﻣﺮﺭﰎ ﺑﺎﳊﻖ ﻣﺮﺭﰎ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ .ﻭﺃﻛﺜﺮﻛﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﺑﻨﻈﺮ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﳏ ﹼﻘﺮﻳﻦ .ﻭﺇﻥ ﺳﺨﻂ ﺍﷲ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﻮﺭ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭﻳﻦ. ﺖ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﻧﻪ ﺭﰊ ﺃﺣﺴ ﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﳝﻬﻞ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ. ﻭﻣﺎ ﻛﻨ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺳﻨﻦ ﺍﷲ ﰒ ﺗﻨﻘﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻜﺮﻳﻦ .ﻭﺗﺪﺭﺳﻮﻥ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﰒ ﻻ ﺗﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﻀﻠﻜﻢ ﺍﷲ ﺑﻌﻘﻞ ﻭﺩﺭﺍﻳﺔ ،ﻭﻓﺮﺍﺳﺔ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﻳﺔ ،ﻓﺎﳊﺠﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ .ﻓ ﺐ ﺍ ُﻷ ﻣﻴﲔ ﻭﺍﶈﺠﻮﺑﲔ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺑﻜﻢ ،ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﹶﺃﺗ ﻢ ِﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻜﻢ ،ﻭﺫﻧ ﺖ ،ﻓﺎﻵﻥ ﻻ ﻋﺬﺭ ﺖ ﲟﺎ ﹸﺃ ِﳍﻤ ﺖ ﻛﻤﺎ ﹸﺃﻣﺮﺕ ،ﻭﺻ ﺪﻋ ﻣﻌﺮﺿﲔ .ﻭﺇﱐ ﻗﺪ ﺑﹼﻠﻐ ﳉﺎﺣﺪ ،ﻭﻻ ﳏ ﱠﻞ ﻗﻮ ٍﻝ ﳌﻌﺎﻧﺪ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺣﺼﺤﺺ ﺍﳊﻖ ﻭﻗ ﹶﻄﻊ ﺍﷲ ﺩﺍِﺑﺮ ﺍﳌﺮﺗﺎﺑﲔ .ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺮﻣﻮﺯﺍ ﻣﻜﺘﻮﻣﺎ ،ﻭﺻﺎﺭ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭ ﻣﻜﺸﻮﻓﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ،ﻓﻼ ﺗﻜﺘﻤﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﳊﲔ. ﻭﻻ ﳜﺘﻠﺞ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻘﺒﻞ ﻗﻮﻻ ﳜﺎﻟﻒ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؟ ﻓﺈﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ، ﻭﺍﻵﺛﺎ ِﺭ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺍﳌﺘﻈﺎﻫﺮﺓ ،ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺒﺖ ﺑﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ،ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻣ ﺮ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻇﻨﻮﻥ ﻻ ِﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻹﻳﻘﺎﻥ ،ﻭﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺲ ﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﺎﻷﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻦ ﰲ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻣﺮ ﺗﻈﺎﻫ ﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭﺳﺎﺥ ﻣ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ،ﻭﻟﻪ ﻧﻈﺎﺋﺮ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻭﻟﲔ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﻗﺪ ﺳﱢﻠ ﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺃﻣﺎ ﻧﺰﻭﻝ ﺃﺣﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺖ ﻛﻴﻒ ﺃ ﻭ ﹶﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﺒﹶﺄ ﻧﺰﻭ ِﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻧﻈﲑﻩ ﰲ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ .ﺃﻣﺎ ﲰﻌ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻻﺕ ،ﻭﺻ ﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ؟ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﻈﺎﻫﺮ
٩٩
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ،ﺑﻞ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﻭﺭﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﺘﻜﺬﻳﺒﺎﺕ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻠﺤﺪ ﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﻭﻳﻌ ِﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ، ﺤ ﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﲔ .ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺟ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻣﻮﻃ ﹶﺊ ﻗﺪ ِﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﲔ ،ﻭﺍﻗﺒﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ِﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﲔ .ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻧﺰﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻷﻏﺴﻰ ،ﻛﻤﺜﻞ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ،ﻓﺎﻋﺘﱪﻭﺍ ﻳﺎ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ،ﻭﻻ ﲣﺘﺎﺭﻭﺍ ﺳﺒﻞ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ،ﻭﻻ ﲣﺎﻟﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺧﲑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀِ ،ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ، ﻓﺄﻛﺜ ﺮﻩ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﳎﺎﺯﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﲢﺘﻬﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﰲ ﺣﻠﻞ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻹﳝﺎﺀ ،ﻛﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ .ﰒ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻨـﺰﻝ ﻆ ﺑﺴﺎﺣﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻭ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻔ ﹸ "ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ" ﻟﲑﺗﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺗﺎﺑﲔ .ﺃﻭ ﱂ ﺗ ﹾﻜ ِﻔﻜﻢ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺷﻬﺎﺩ ﹸﺓ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﺮﲪﻦ؟ ﻓﺒﺄﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻌﺪﳘﺎ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ؟ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ﻛﺎﶈﻘﻘﲔ؟ ﺃﻋﻨﺪﻛﻢ ﺳﻨ ﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺧﲑ ﺍﻟﻮﺭﻯ ،ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﹼﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻷﺯﻛﻰ ،ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﺘﻜﺌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻭﺗﺴﻠﻜﻮﻥ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻘﻰ ،ﺃﻭ ﺗﺆ ﻭﻟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﳍﻮﻯ؟ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﻨﺪ ﻓﺄﺧ ِﺮﺟﻮﻩ ﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﻭﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﺨِﻠﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﹶﻓﻨ ٍﺪ ،ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺘﻘﲔ .ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴ ﲑ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﻻ ﺗﺄﺗﻮﺍ ﺑﺴﻨﺪ ،ﻓﻼ ﺗ ﺗﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﳍﺪﻯ ،ﻓﺘﺆﺧﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻜﻢ ﻋﺬﺭ ﻭﻻ ﺣﺠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﲣﺎﻓﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟ ﻭﺃﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﹼﻓﻲ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ،ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻱ ﺃﺣ ٍﺪ ﻭﻻ ﻗﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ،ﺇﻻ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ،ﻭﻣﺎ ﻧﻘﺒﻞ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﺭﺃ ﻣﺎ ﻭﺍﻓ ﻖ ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﻮ ﹶﻝ ﺧﲑ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ .ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺼﺤﺺ ﺍﳊﻖ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﹼﻓﻲ ِﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ،ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﹼﻓﻲ ﻫﻮ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﻹﻓﻨﺎﺀ ،ﻻ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻔﺎﺀ،
١٠٠
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺯﻋﻢ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ؛ ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺄﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ، ﻭﻻ ﻧﺒﺎﱄ ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﺍﳉﻬﻼﺀ ،ﻭﻧﺆ ﻭﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ،ﻭﻻ ﻧﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻘﲔ ،ﻭﻻ ﻧﺆﺛﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ،ﻭﻻ ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺎِﻟ ِﻢ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ .ﺃﻧﺘﺮﻙ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻟﻠﻤﺘﺸﺎﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻧﻀﻴﻊ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻟﻠﻈﻨﻴﺎﺕ؟ ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺟﻬﻮﻝ ﺃﻭ ﺳﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﲔ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺩﻣﺸﻖ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﻫﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ .ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﳜﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔ ﻬﻢ ِﻣﻦ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺫﻫﺐ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﻭﳊﻖ ﺍﳌﻮﺗﻰ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﶈﺪﺛﲔ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﺗﻔﻖ ﲨﻴﻊ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﲔ .ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﻛﺮﺍﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻟﻴﺲ ﻛﺤﻴﺎﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺩﻭﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳﻰ ،ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ِﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻻ ﻛﺤﻴﺎﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺯﻋﻢ ﺍﳉﻬﻼﺀ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﺑﻞ ﳓﻦ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻧ ﺪﻋﻲ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﳑﺎﺗﻪ ﺖ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻷﻭﻟﲔ. ﻛﻤﺎ ﲰﻌ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍ ُﻷ ﻣﺔ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ،ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺻﻤﺘﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﲰﻌﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺋﻤﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﲔ .ﰒ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺻ ﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻓ ﻤﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺇﲨﺎﻋﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺴﺒﻨﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻧﺴﻤﻊ ﻗﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭ ِﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ﻭﺭﲪﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺣ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ،ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻵﺗﻮﻥ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﺭﺁﻩ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻟﻴﻠ ﹶﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﰲ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﺩﺍﺭﺍ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﺎﻃﻞ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻒ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻠﻰ. ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻛﺸ ﻓﻤﺎ ﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ،ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ ﻛﺎﳉﻬﻮﻝ ،ﻭﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﲔ ﺍﶈﻘﻘﲔ .ﰒ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﺑﺄﺛﺮ
١٠١
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ،ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﺑﻐﲑ ﻣﻌﲎ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻟﻮ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﺑﺎﳊﺴﺮﺓ ،ﻓﺄﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺐ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳋﺸﻴﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﲝﺚ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﺻ ﹲﻞ ﻣﻘ ﺪﻡ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺚ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻋﺎﺕ ،ﺑﻞ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺼﺤﺺ ﺻﺪﹸﻗﻨﺎ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﲝ ﹲ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﺼﺮﻓﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﻌﲎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﻌﲎ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ، ﱐ ﺗﻨﺎﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ،ﺑﻞ ﻧﺮﺟﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﶈﻜﻢ ﻭﻟﻦ ﻧﻘﺒﻞ ﻣﻌﺎ ﹶ ﻛﺎﶈﻘﻘﲔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺎﺩﻟﲔ :ﺇﻥ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﺇﻣﺎﺗﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻚ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﺔ ،ﻓﺈﺎ ٢٨ﺛﺒﺖ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻲ ﻑ ﻧﻜﺎﻝ ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ ،ﻭﺧﺴﺮﺍﻥ ﺑﻴﺎ ﹶﻥ ﹸﻓ ﻮﻫﺘﻪ ،ﺑﻞ ﻓﻴﻪ ﳐﺎﻓ ﹸﺔ ﻛﻔﺮ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ ،ﻭﺧﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺗ ﻮﱢﻓ ﻲ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ،ﻟﻴﻠﺰﻣﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﱪﻭﺯ ﰲ ﻧﺒﺄ ﺧﲑ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻣﻌﲎ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘ ﻮﻓﹼﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻟﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ،ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﻌﺘﺮﺿﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺟﻮﺍﺑﻨﺎ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ِﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ،ﻭﻟﻮ ﻓ ﹼﻜﺮ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻟﻨﺪﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ِﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ،ﻭﻻﺳﺘﻐﻔﺮ ﻛﺎﳌﺬﻧﺒﲔ ﺍﳌﻔﺮﻃﲔ .ﺃﻣﺎ ﺗﺪﺑ ﺮ ﺁﻳ ﹶﺔ ﺺ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺎﺕ ﰲ ﻓﻠ ﻤﺎ ﺗﻮﱠﻓﻴﺘﲏ ٢٩ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﻣﻌﺎﻥ؟ ﻓﺈﻧﻪ ﻧ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻻ ﺃﻧﻪ ﳝﻮﺕ ﰲ ﺣﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻫﻬﻨﺎ ﻛﺎﻟﻘﺎﺿﻲ. ﺖ ﻻ ﺗﺮﺿﻰ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺼﺮﻑ ،ﻭﲡﻌﻞ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﳊﺮﻑ، ﰒ ﺇﻥ ﻛﻨ ﻓﻬﺬﺍ ﻇﻠ ﻢ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻚ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻙ ﻏﻠ ﻮ ﺟﺪﺍﻟﻚ ،ﻭﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ .ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ :ﺇﻥ ﻗﻮﻣﻲ ﻗﺪ ﺿﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺖ ﲢﺴﺐ ﻋﻴﺴﻰ ﺣﻴﺎ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻣﻮﰐ ﻻ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻛﻨ 28ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻓﺈﻧﻪ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( 29ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ١١٨ :
١٠٢
ﻓﻠ ِﺰﻣﻚ ﺃﻥ ﺗﻘ ﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻗﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ .ﻓﺄﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﲔ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺍﳊﻖ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻜﺘﻤﻪ ﻛﺎﳌﺘﺠﺎﻫﻠﲔ. ﻀﺐ ﺍﷲ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﺍﺗ ِﻖ ﺳﺒ ﹶﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮﺍﺀ ،ﻭﺍﺗ ﺮ ﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳋﻴﻼﺀ ،ﻭﻻ ﺗﻐ ِ ﺴﹶﺄ ﺑﺄﻛﻞ ﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﳌﻌﺬﺭﺓ ،ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺑ ﻭﻻ ﺗ ِﺮ ﺩ ﻣﻮ ِﺭ ﺩ ﺍﳌﺄﲦﺔ ،ﻭﺳﺎ ِﺭ ﺍﳉﻴﻔﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺍﻛﺘﺮﺙ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌ ِﺬﺭﺓ ،ﻭِﻓ ﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻛﺎﳌﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ. ﹶﺃ ِﻃ ﻊ ﺭﺑﻚ ﺍﳉﺒﺎ ﺭ ﺃﻫـ ﹶﻞ ﺍﻷﻭﺍﻣ ِﺮ ﻭﻛﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻨ ﻬﺎِﺑ ِﺮ ﺗﺼِﺒ ﺮ ﺻـ ﱞﻞ ﻣﺪ ﻣ ﺮ ﷲ ِ ﺐ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺍ ِ ﻭ ﺣ ﻓﻼ ﲣـﺘ ﺮﻭﺍ ﺍﻟ ﹶﻄ ﻐﻮﻯ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺇﳍﻨﺎ ﺴ ٍﺪ ﻭﻻ ﺗﻘ ﻌ ﺪ ﹾﻥ ﻳﺎ ﺍﺑ ﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﲟﻔ ِ ﺴﺒ ﻦ ﺫﻧﺒﺎ ﺻﻐ ﲑﺍ ﻛﻬـﻴ ٍﻦ ﻭﻻ ﲢ ﻭﺁﺧ ﺮ ﻧﺼﺤﻲ ﺗﻮﺑـﺔ ﰒ ﺗﻮﺑـﺔ
ﻒ ﻗﻬ ﺮﻩ ﻭﺍﺗ ﺮ ﻙ ﻃـﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺠﺎ ﺳ ِﺮ ﻭ ﺧ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﹶﺄ ﱠﺫﻯ ﻋﻨـﺪ ﺣ ﺮ ﺍ ﹶﳍـﻮﺍ ِﺟ ِﺮ ﺲ ﺃﻓـﻌﻰ ﻧﺎ ِﻋ ٍﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻇ ِﺮ ﻛ ﻤ ﹾﻠ ﻤ ِ ﺻ ِﺮ ﻏﻴـﻮ ﺭ ﻋﻠﻰ ﺣ ﺮﻣـﺎِﺗﻪ ﻏﲑ ﻗﺎ ِ ﺐ ﺍﻟﺸـﺮﻳﺮ ﻛﺨﺎﺳ ِﺮ ﻓﺘﺮ ِﺟ ﻊ ِﻣﻦ ﺣ ﻓﺈﻥ ﻭﺩﺍ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻤ ِﻢ ﺇﺣــﺪﻯ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋ ِﺮ ﺕ ﺍﻟﻔﱴ ﺧ ﲑ ﻟﻪ ِﻣﻦ ﻣﻨﺎ ِﻛ ِﺮ ﻭﻣــﻮ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ! ﺇﻧﻲ ﺑﻠﹼﻐﺘﻜﻢ ﺍﳊﻖ ﻹﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺍﺭﺓ، ﺼﺮﻛﻢ ﺍﷲ ..ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﳌﺘﺪﺑﺮﻳﻦ .ﻭﻻ ﳜﺘﻠﺞ ﰲ ﻗﻠﺒﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ..ﻧ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ،ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ،ﻭﳜﺮﺝ ﻛﻤﻠﻮ ٍﻙ ﻣﻘﺘﺪﺭﻳﻦ .ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻬﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ،ﻭﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ؟ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﻳﻌ ِﺮﻑ ﺳ ﹾﻘ ﻤﻬﺎ ﻛ ﱡﻞ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﹼﺮ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﻗﺮﳛﺔ ،ﻭﻳﺘﺪﺑﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﶈﺪﺛﲔ .ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻀﻊ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﺻﺢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ "ﻳ ﺏ" ﻓﻔ ﱢﻜﺮﻭﺍ ﺑﺎﻹﻣﻌﺎﻥ .ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﻭﺃﻣﺜﺎﳍﺎ ﺗﺸﻔﻴﻜﻢ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺷﻜﻮﻙ ﺍﳊﺮ
١٠٣
ﳉﻨﺎﻥ ،ﻷﺎ ﺗﺪ ﹼﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻻ ﲢﺎﺭﺏ ٣٠ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺑﻞ ﻳﻔﺤﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﻳﺰﻳﻞ ﺍﹶ ﺕ ﲰﺎﻭﻳﺔ ،ﺣﱴ ﻳﺨ ِﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ،ﻭﻳﺄﰐ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ِﺣ ﹶﻜ ِﻤﻴﺔ ،ﻭﺁﻳﺎ ٍ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺃﺿﻐﺎﺎ ،ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺷﻴﻄﺎﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺴﻴﻮﻑ ﻭﺭﻣﺢ ﻭﻗﻨﺎﺓ ،ﺑﻞ ﲝﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﻭﺍﺕ ،ﻭﻳﺴﺘﻔﺘﺢ ﺑﺘﻀﺮﻋﺎﺕ ﻭﺃﺩﻋﻴﺔ ،ﻻ ﺑﺴﻬﺎﻡ ﻭﺃﺳﻨﺔ ،ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳛﺎﺭﺏ ﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻪ ﺍﻟﻐﻠﺒ ﹶﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺝ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻳﺄﺟﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﲔ .ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﳋﱪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻭﺑﺎﻃﻞ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﺠ ٍﺔ ﺃﻣ ﺮ ﺷﻨﻴﻊ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﰒ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﻬﻴ ٍﻢ ﻭﺗﺒﻠﻴ ٍﻎ ﻭﺇﲤﺎ ِﻡ ﺣ ﺑﻪ ﺃﻫﻞ ﻓﻄﻨﺔ ،ﻭﻻ ﻧﻮ ﺭ ﻓﻄﺮﺓ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﺰﻯ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻭﺍﳌﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺅﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﱘ؟ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺣ ﻖ ﺑﻪ ﺳﻴ ﺪﻧﺎ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺠﺮﺓ ،ﻭﺭﺃﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﲰﻌﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﺒﺮ ﻣ ﺪ ﹰﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺍﻟ ﹶﻜ ﹶﻔﺮﺓ ﺍﻟ ﹶﻔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻷﺫﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ،ﺣﱴ ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ،ﰒ ﺃﻫﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﲔ ﻣﻐﺎﺿﺒﲔ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ،ﻓﺼﱪ ﺻﱪﺍ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻈﲑﻩ ﰲ ﹶﺃﺣ ٍﺪ ﻣﻦ ﺭﺳﻞ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﻣﻨﺘﻬﺎﻩ ،ﻭﻃﺎﻝ ﻣﺪﺍﻩ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺼ ِﺮ ِﻫ ﻢ ﷲ ﻋﻠﹶﻰ ﻧ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﳋﺒﲑ :ﹸﺃ ِﺫ ﹶﻥ ِﻟﱠﻠﺬِﻳ ﻦ ﻳﻘﹶﺎﺗﻠﻮ ﹶﻥ ِﺑﹶﺄﻧ ﻬ ﻢ ﹸﻇِﻠﻤﻮﺍ ﻭِﺇ ﱠﻥ ﺍ َ ٣١ ﹶﻟ ﹶﻘﺪِﻳ ﺮ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺻﱪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺧﲑ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ ﺍﻟ ﹶﻜ ﹶﻔﺮﺓ ﺇﱃ ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺖ ﺣﺠﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ،ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻣﻌﺎﺫﻳﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﺩﻓﹶﻊ ﺑﺎﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌ ﹶﺔ ﺣﱴ ﺗـ ﻤ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ .ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﻛﻘﺼﺎﺏ ﻳﻌِﺒﻂ ﺍﻟﺸﺎ ﹶﺓ ﺑﻐﲑ ﺟﺮﳝﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺣﻠﻴﻢ ﻋﺎﺩﻝ ﻻ ﻳﺄﺧ ﹸﺬ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﲤﺎﻡ ﺣﺠﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ،ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ ﺐ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ. ﺠ ﻭ ﺣ 30ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﳛﺎﺭﺏ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( 31ﺍﳊﺞ٤٠:
١٠٤
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺍﺗﺒﻌﻮﱐ ﻣﻊ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳋﱪﺓ ،ﻭ ﹸﻛ ﱢﻔﺮﻭﺍ ﻭﹸﻟﻌِﻨﻮﺍ ﻕ ﳍﻢ ﻧﻮ ﺭ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻭﺃﹸﻭ ﹸﺫﻭﺍ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟ ِﻔ ﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﺎﻣﻮﺍ ﲟﺎ ﺃﺷﺮ ﻭﺻﺪﻗﻮﺍ ﻗﻮﱄ ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﲔ ،ﻭﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﻣﺼﺪﻗﲔ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺎﺑﲔ ،ﻭﺃﻟﹼﻔﻮﺍ ﹸﻛﺘﺒﺎ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ .ﻭﺗﺮﻯ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻳﺘﻸﻷ ﰲ ﺟﺒﺎﻫﻬﻢ ،ﻭﲣﺮﺝ ﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣ ﹸﺔ ﺗﺘﺮﺷﺢ ِﻣﻦ ﲰﻮﺋﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩﺓ ﻳﺸﺎ ﻫﺪ ﰲ ﹶﻛِﻠ ﻢ ﺍ ِ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ،ﻻ ﳚﺘﺮﺋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﺭﻡ ﻭﳜﺎﻓﻮﻥ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﺗﺘﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻛﻞ ﺣﲔ .ﺯﻛﹼﻰ ﺍﷲ ﺟﻮﻫﺮ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،ﻭﺯﺍﺩ ﻋﺮﻓﺎﻢ ،ﻭﺟﻠﹼﻰ ﻣﺮﺁﺓ ﺇﳝﺎﻢ، ﻕ ﻭﻋ ﹼﻔﺔٍ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﻠ ٍﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔٍ ،ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﻢ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺳﻘﺎﻫﻢ ﻛﺄﺱ ﺻﺪ ٍ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ .ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﷲ ﻹﻃﺎﻋﱵ ،ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺇﺭﺍﺩﻢ ﻹﺭﺍﺩﰐ ،ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﱄ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻭﺃﺣﺒﺎﻢ ،ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻭﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ،ﻭﺟﺎﺀﻭﱐ ﺗﺎﺋﺒﲔ .ﺇﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺃﺛﲎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﰊ ﻚ .ﺭﺑﻨﺎ ِﺇﻧﻨﺎ ﺳ ِﻤ ﻌﻨﺎ ﺼﻠﱡﻮ ﹶﻥ ﻋﹶﻠﻴ ﺾ ِﻣ ﻦ ﺍﻟ ﺪ ﻣ ِﻊ ،ﻳ ﻭﺃﳍﻤﲏ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺗﺮﻯ ﹶﺃ ﻋﻴﻨ ﻬ ﻢ ﺗﻔِﻴ ﻺﳝﺎ ِﻥ ﻓﹶﺂ ﻣﻨﺎ .ﺭﺑﻨﺎ ﻓﹶﺎ ﹾﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣ ﻊ ﺍﻟﺸﺎ ِﻫﺪِﻳ ﻦ". ﻣﻨﺎ ِﺩﻳﺎ ﻳﻨﺎﺩِﻱ ِﻟ ِ ﻓﻬﻢ ﻣﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺇﻻ ﻗﻠﻴ ﹲﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ ،ﻓﺈﻢ ﳊﻘﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﺑﺄﻟﺴِﻨﻬﻢ ﻻ ﺤﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺷ ﺆﺑﻮِﺑﻬﻢ ،ﻭﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻓﻄﻮﰉ ﺑﻘﻠﻮﻢ ،ﺃﻭ ﹶﺃ ﻣ ﲰﻌﻮﺍ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻮ ﹶﻝ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﲰﻌﻮﺍ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ِ ﺃﻭ ﻋﺸﲑﻢ ،ﻭﻣﺎ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻛﺎﻟﻜﺴﺎﱃ ﺑﻞ ﺯﺍﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻴﻘﲔ. ﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ،ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺍﷲ ﺍﳊﻖ ﻭﺑﻴﻦ ،ﻭﺃﺷﺮﻗ ﻒ ﺍﻟﻘﻤ ﺮ ﺴ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺗﺘﺮﺟﺎﻫﺎ ﺍﻟ ِﻔﺮﻕ ،ﻭﻛ ﱡﻞ ﺃﻣ ٍﺮ ﻣﻮﻋﻮﺩ ﺣﺎ ﹶﻥ ،ﻭ ﺧ ِ ﺖ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺖ ،ﻭﺍﻟ ِﻌﺸﺎﺭ ﻋ ﱢﻄﻠ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﻟ ِﻘﻼﺹ ﺗﺮﻛ ﺖ ،ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻭﺃﻓﻮﺍﺟﻬﻤﺎ ﹸﺃﺧﺮﺟ ﺕ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﻧﺸﺮﺕ ،ﻭﻳﺄﺟﻮ ﹸﻓﺠﺮ ﺖ ،ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺖ ،ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺯﻟﺰﻟ ﺕ ،ﻭﺍﻟﻔﱳ ﻛ ﻤﻠ ﺖ ،ﻭﻣﻘ ﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻇﻬﺮ ﺩ ﹼﻛ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ،ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻌﺮﺿﲔ. ﺕ ﺇﳍﻴﺔ، ﻑ ﺻﺎﺩﻗﺔٍ ،ﻭﺭﺅﻳﺎ ﺻﺎﳊﺔ ،ﻭﻣﻜﺎﳌﺎ ٍ ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺮﺩﺕ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﺑﻜﺸﻮ ٍ ﺕ ﺇﳍﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻮ ٍﻡ ﻧﺎﻓﻌﺔ ،ﻭﺯﺍﺩﱐ ﺭﰊ ﺑﺴﻄ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﺃﺭﺳﻠﲏ ﻭﻛﻠﻤﺎ ٍ
١٠٥
ﳎ ﺪﺩﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ ،ﻭﲰﺎﱐ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﻈﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ِﻣﻦ ﻗﻮ ٍﻡ ﻣﺴﻴﺤﻴﲔ. ﺹ ﺗﺎ ﻡ ﻭﺇﺭﺍﺩ ٍﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔٍ ،ﻭﻣﻜﺚ ﻭ ﻣﻦ ﺟﺎﺀﱐ ﺑﻘﻠﺐ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻧﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﺇﺧﻼ ٍ ﺕ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﻣﺪﺓ ،ﻓﻴﻜﺸﻒ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺮﻱ ﰲ ﺻﺤﺒﱵ ،ﻭﻳﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺁﻳﺎ ٍ ﺐ ﻹﺭﺍﺀﺓ ﻣﻨـﺰﻟﱵ ،ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚﻴﺌﻮﻧﲏ ﻏﺎﻓﻠﲔ ﻣﻨﺎﻓﻘﲔ ،ﻭﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﳊﻖ ﻭﻋﺠﺎﺋ ٍ ﻛﺎﳋﺎﺷﻌﲔ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﲔ ،ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻌﺪﻭﺍ ﻣﲏ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺮﻳﺒﲔ .ﺭﺿﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﹶﻮﺍ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻓﺴﺎﺩ ﻧﻴﺎﻢ ،ﻭﻗﻠﹼﺔ ﻣﺒﺎﻻﻢ ،ﻭﻏﻔﻠﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﺍﳊﻖ ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻗﻮﻝ ،ﺇﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺮﺍﱐ ،ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻣﺎﱐ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﲏ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ" :ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻭﻧﺴﻮﺍﱐ ،ﻭﺑﻴﱵ ﻭﺑﺴﺘﺎﱐ" ،ﻭﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﶈﺠﻮﺑﲔ .ﻭﺇﱐ ﺟﺌﺖ ﻗﻮﻣﻲ ﻷﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺷﻌﺐ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ،ﻭﺃﹸﺭﻳﻬﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ. ﻼﻡ، ﻭﻻ ﺩﻳ ﻦ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻌ ﹼ ﱯ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﳏﻤ ﺪ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺑﺎ ﺭ ﻙ ﻭﺟﻌﻞ ﺃﻋﺪﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﲔ .ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻭﻻ ﻧ ﺃﻧﺎ ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻧﺘﺒﻊ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻨﺒ ِﻊ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ، ﻭﻧﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻻ ﻧﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻧﻨﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﳓﻴﺎ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﳕﻮﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻭ ﻛﻔﺮ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺇﲨﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﲨﻌﲔ. ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺼﻮﺩﻱ ﻭﻣﺮﺍﺩﻱ ،ﻭﻻ ﺃﺧﺎﻟﻒ ﻗﻮﻣﻲ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺖ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺕ ﻛﺎﻟ ِﻔﺮﻕ ﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ،ﺑﻴﺪ ﺃﱐ ﺃﹸﺭﺳِﻠ ﺖ ﲟﺤ ﺪﺛﺎ ٍ ﺍﻹﲨﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺌ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷ ﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ ،ﻓﺄﹸﺫﻛﹼﺮﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻧﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﳊﻜﹶﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ .ﻭﺟﻌﻠﲏ ﺭﰊ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﺍِ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﱪﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﳌﺼﻠﺤ ٍﺔ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻹﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﹶﻜ ﹶﻔﺮﺓ ﺤﻢ ﻗﻮﻣﺎ ﳎﺮﻣﲔ. ﺠ ﺰ ﻭﻋﺪﻩ ﻭﻳﺘ ﻢ ﻛﻠﻤﺘﻪ ،ﻭﻳﻔ ِ ﺠﺮﺓ ،ﻭﻟﻴﻜ ﻤﻞ ﻧﺒﺄﹶﻩ ﻭﻟﻴﻨ ِ ﺍﻟ ﹶﻔ
١٠٦
ﻫﺬﺍ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻭﺗﻠﻚ ﺩﻻﺋﻠﻲ ،ﻭﻟﻦ ﲡﺪﻭﺍ ﺯﻳﻐﺎ ﰲ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻭﻣﺴﺎﺋﻠﻲ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺘﺎﰊ ﻍ ﻟﻘﻮﻡ ﻃﺎﻟﺒﲔ .ﻓﻔ ﹼﻜﺮﻭﺍ ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ،ﻭﻓﺘﺸﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﹶﻠﻮﻡ .ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﺒﻼ ﹲ ﺖ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﰊ ،ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﲰﻌﻮﺍ ،ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﰒ ﺍﺗﻘﹼﻮﺍ ،ﻭﺇﱐ ﺑﻠﹼﻐ ﺍﻹﺧﻔﺎﺀ .ﻓﺎﲰﻌﻲ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺍﺷﻬﺪﻱ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﳋﻠﻖ ﻭﻣﻜﺎﺋﺪﻫﻢ ،ﻭﺃﺗﺒﻊ ﺍﳊﻖ ﻭﻻ ﺃﺗﺒﻊ ﺯﻭﺍﺋﺪﻫﻢ ،ﻭﺇﱐ ﻭﺍﺛﻖ ﲟﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺸﻰ ﺍ ﹶ ﻭﻋﺪ ﺭﰊ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺋ ﹸﻞ ﻛ ﱢﻞ ﹶﺃ ﻣﻠﻲ ﻭﹶﺃ ﺭﰊ .ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺘﻐﲑﺍﻥ ،ﻭﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻳﻨﻘﻠﺒﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻻ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﲟﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺇﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺳﺮﻳﻦ. ﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﻌ ِﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺿﻴﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺗﻐﻔﻠﻮﺍ ﻓﺤﺴﺮﺍ ﺐ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ .ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺍﻧﻘﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺗ ﻐﹸﻠﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺪﻭﺍ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺤ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ،ﻭﻓ ﱢﻜﺮﻭﺍ ﻭﻗﻮﻣﻮﺍ ﻓﹸﺮﺍﺩﻯ ﻓﹸﺮﺍﺩﻯ ،ﰒ ﻓ ﱢﻜﺮﻭﺍ ﻛﺎﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﻻ ﻛﺮ ﺟ ٍﻞ ﻋﺎﺩﻯ ،ﻭﺍﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﷲ ﻣﺒﺘﻬﻠﲔ ﻃﺎﻟﺒﲔ. ﻭﻛﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﻋﻘﻠﻜﻢ ﻭﺇﳝﺎﻧﻜﻢ ،ﻭﺩﺭﺍﻳﺘﻜﻢ ﻭﻋﺮﻓﺎﻧﻜﻢ ،ﺑﺄﻭﻫﺎﻡ ﻻ ﲡﺪﻭﻥ ﰲ ﻼ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺃﺛﺮﺍ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻭﺗﺘﺮﻛﻮﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺗﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﻥ ﺃﺻ ﹰ ﺻ ﻮ ﺭ ﻣﺴﺎﺋ ِﻞ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ،ﻣﻊ ﺃﺎ ﰲ ﻣﺤ ﹶﻜﻤﺎ ﺑﻴ ﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ،ﻭﺗﺄﺧﺬﻭﻥ ﺑﺄﻧﻴﺎﺑﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﳑﻠ ﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ،ﰒ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻄﺎﺑﻘﻬﺎ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﳍﺎ ﻛﺎﻷ ﻣﻬﺎﺕ ،ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺎﺓ .ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﲨﻌﺘﻢ ﰲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻛﻢ ِﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ،ﻭﺃ ﻣ ﺪﰎ ﲜﻬﻠﻜﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍ ِﳌﻠﹼﺔ ﻭﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ،ﻓﻬﻢ ﻳﺼﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻤﺜﻠﻜﻢ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﻻ ﰲ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻮﺿﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﺨﻔﻴﺎﺕ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻘﲔ .ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ،ﻋﻨﺪ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﳌﻌﺘﺮﺽ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ،ﺇﻻ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳌﺨﻔ ﻲ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﳋﺒﲑ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ .ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﲨﺎ ﹰﻻ ﻭﻳﻔﻮﺿﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﳊﻜﻴﻢ .ﻓﻸﺟﻞ
١٠٧
ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﲝﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﹼﻤﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺰﹼﻟﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺆﻣﻦ ﺎ ﻭﻻ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣ ٍﺮ ﻣﺼﺮﻳﻦ. ﺝ ،ﺃﺿﺎﻋﻮﺍ ﻭﺻﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭ ﺳﺒﻠﻬﻢ ،ﻭﺑﺪﺃ ﰒ ﺧﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺧﻠﻒ ﻭﹶﻓﻴ ﺞ ﺃﻋ ﻮ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﹼﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﺝ ،ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﰲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻣﺠﺘﺮﺋﲔ .ﻭﲝﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻀﻠﹼﻮﺍ ﻭﺃﺿﻠﹼﻮﺍ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﻋﻤﲔ .ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﳓﺘﻮﺍ ِﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﰲ ﻣﻠﻔﻮﻇﺎﺕ ﺧﲑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﰲ ﹶﻛِﻠ ِﻢ ﺍﻷ ﻭﻟﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻓﻬﻮ ﺣﻖ ﻭﻻ ﳒﺎﺩﳍﻢ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻻ ﻧﺮﺩﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻞ ﺇﻧﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﳓﻦ ﲟﻨﻜﺮﻳﻦ .ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﺗﺴﻠﻴ ﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ .ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﳓ ِﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻣ ٍﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻣ ﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ،ﻭﳒﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﺍﻟﱪﻭﺯﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ .ﻓﻠﻴﺲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻧﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻓﺈﻧﻪ ﳜﺎﻟﻒ ﺳﻨﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ٣٢ﻭﳓﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ، ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﲝﻴﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ،ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﻧﻜﺎ ﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﶈﻜﻤﺎﺕ ﻒ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﻛﺎﶈﺠﻮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﹸﻏ ﹾﻠ ﺍﳌﻌﺮﺿﲔ .ﺃﻧﺘﺮﻙ ﻟﻈﻨﻮ ٍﻥ ﻭﺍﻫﻴ ٍﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹶﻥ ،ﻭﻧﻨِﺒﺬ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ،ﻭﻧﺮﺟﻊ ﺴﻨﺎ ﺑﺎﳉﺎﻫﻠﲔ؟ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ، ﺤﻖ ﺃﻧﻔ ﺤﻪ ،ﻭﻧﻠ ِ ﺴ ِﺪ ﺍﻟﻘﻮ ِﻝ ِﻣﻦ ﺃﺻﹶﻠ ِ ﺇﱃ ﺃﻓ ﲔ ﲤﻴ ِﺰﻩ ِﻣﻦ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﺍﷲ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﲟﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﻳﻘ ﺮ ﺑﺄﻥ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻲ ﻋ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ،ﻭﻳﻌ ِﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ. ﻒ ﻋﻤ ِﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ. 32ﻧﻮﺕ :ﺟﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﻧﺼ ﺚ ﺻﺤﻴ ﺢ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ .ﻣﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺘﺢ :ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳ ﹲ
١٠٨
ﻼ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰒ ﻧﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﺃﲡﺪﻭﻥ ﺃﲰﻌﺘﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﺟ ﹰ ﻧﻈﲑﻩ ﰲ ﺃﺣ ٍﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ؟ ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﻛﻴﻒ ﹸﺃ ﻭ ﹶﻝ ِﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻟﻴﺎﺱ ،ﻳﺎ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ .ﻭﺭﺃﻳﺘﻢ ﻗﻮﻣﺎ ﲪﻠﻮﺍ ﻗﺼﺔ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ، ﻭﻛﻔﹼﺮﻭﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲞﺒﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺃﺑﺎ ِﻫ ِﺮﻫﺎ ،ﻭﺿﺮﺑﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻟﹼﺔ ﻭﺍﳌﺴﻜﻨﺔ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﲔ. ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﲟﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﻭﺗﺮﻓﻌﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﺇﱃ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻓﻤﺎ ﺁﻣﻨﺘﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣ ﻦ ﺃﺣﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ،ﻭ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﻇﻨﻮﻧﺎ ﻭﺗ ﺮﻙ ﺳﺒﻞ ﺍﻹﻳﻘﺎﻥ .ﰒ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻜﻔﹼﺮﻭﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺗﻜﺬﹼﺑﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ، ﻭﺗﻄﻴﻠﻮﻥ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ .ﺃﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﳌﺘﻘﲔ؟ ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻨـﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﺍﳌﻘﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺣ ﻖ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻷﺣ ٍﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ،ﺃﻭ ﳝﺘﻌﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻛﺎﳌﺘﻜﱪﻳﻦ .ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ﺇﻻ ﻇﺎ ﹲﱂ ﻣﻌﺘ ٍﺪ ﺧﻼﹼﺏ ،ﺃﻭ ﻓﺎﺳﻖ ﻣﺰ ﻭﺭ ﺏ .ﻓﺎﻵﻥ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ! ﺃﳓﻦ ﻧﻌ ِﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺐ ﺗ ﻮﺍ ﻛﺬﹼﺍﺏ ،ﻭﻳﻌ ﺮﻑ ﺑﻘﺒﻮﻟﻪ ﻗﻠ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﻌﺮﺿﲔ؟ ﺃﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺳﲑﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﻭﻻ ﲡﺪﻭﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﰲ ﹶﻛِﻠ ِﻢ ﺳﻴ ِﺪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ .ﹶﺃﹸﺃﹾﻟ ِﻬﻤﺘﻢ ﺬﺍ ﺃﻭ ﺤﺘﻮﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻛﺎﳋﺎﺋﻨﲔ؟ ﺗﻨ ِ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﳋﻠ ِﻖ ﻭﺇﻣﺎ ِﻡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ،ﻭﻳﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﱃ ﺍﻹﻳﺎﺏ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺃﺑﻌ ﺪ ِﻣﻦ ﺃﺑﹶﻠ ِﻎ ﺍ ﹶ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻫﻬﻨﺎ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻛﺎﻟﻔﺼﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﺎﺀ ،ﻓﻼ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻨﻈﺮ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ،ﻭﻻ ﺗﻨﺒﺬﻭﻩ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻛﻢ ﻛﺄﻫﻞ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﳌﺮﺍﺀ ،ﺑﻞ ﻓ ﹼﻜﺮﻭﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﲜﻤﻴﻊ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣ ﺮ ﺟﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﻗﺒﻮﻟﻪ ﺑﺮﻛﺔ ،ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻓﻄﻨﺔ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺭ ﺩﻩ ﺑﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﺍﳌﺨﺬﻭﻟﲔ.
١٠٩
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﻗﺪ ﳚﻲﺀ ﰲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲟﻌﲎ ﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻓﻼ ﺍﻻﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻫﻬﻨﺎ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﺇﺫﺍ ﹸﻃِﻠ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺴﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﻭﻗﺪ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﲟﻌﲎ ﺑﻴﻨﻪ ﺧﺎﺗ ﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﲟﻌﲎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺼﺤﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ ﺑﻞ ﻧﻄﻘﻮﺍ ﻛﺎﻟﻌﺎﻣﻬﲔ .ﻭﻣﺎ ﺃﹸﻋﻄﹸﻮﺍ ﻭ ﺳﻌ ﹰﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﳊﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .ﻓﻴﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ! ﻣﺎ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻧﺰﺍﻋﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﺘﺼﺪﻭﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ،ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﶈﻜﻢ ﻟﻠﺠﺪﺍﻝ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﺘﻜﻮﺍ ﺃﺳﺘﺎﺭﻫﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ،ﲟﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻏﺎﻓﻠﲔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﺳﻜﺘﻮﺍ ﺃﻟﻔﹰﺎ ،ﻭﻧﻄﻘﻮﺍ ﺧﻠﻔﹰﺎ، ﺨِﻠ ﹶﻔ ٍﺔ، ﻭﻣﺎ ﻧﺒﺴﻮﺍ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺣﻜﻤﻴﺔ ﻛﺎﻟﻌﺎﻗﻠﲔ .ﹶﺃ ﺭﺃﹶﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛ ﻤﺨﺎﺽٍ ،ﻭﻇﻬﺮﻭﺍ ﻛ ﰒ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻥ ﺍﻟِﻨﺘﺎﺝ ﻓﻤﺎ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﻓﺄﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺃﺷ ﻮ ﻩ ﻭﺃﺻ ﻐ ﺮ ِﻣﻦ ﹸﻓ ﻮﻳﺴﻘﺔ .ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ،ﻭﺃﻓﺴ ﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤ ﹸﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟ ﱪ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺴﻄﻮﻥ ،ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﺪﻭﺍ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ .ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻌِﻠﻮﺍ ﺣ ﹶﻜﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﻘ ِ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ٣٣ﻭﺇﺫﺍ ﺻﱠﻠﻮﺍ ﻓﺼﱠﻠﻮﺍ ﻣﺮﺍﺋﲔ .ﻭﻳﻐﺘﺎﺑﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﳊﻢ ﺇﺧﻮﺍﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺷﻌﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺸﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻼ ﺃﻭ ﷲ ﻭﺍﳌﻔﻌﻮ ﹸﻝ ﺑﻪ ﺭ ﺟ ﹰ ﺣﻘﻴﻘ ﹰﺔ ﺇﻻ ﻟﻺﻣﺎﺗﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ،ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻋﹸﻠﻪ ﺍ َ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ،ﻓﻼ ﻳﺄﰐ ﺇﻻ ﲟﻌﲎ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻹﻣﺎﺗﺔ .ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ٣٤ﻭ ﻣﻦ ﻓﺘﺶ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﺃﻧﻀﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ِﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﻄﻠﺐ ،ﻟﻦ ﳚﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻣﺎﺕ ﺇﻻ ﲟﻌﲎ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﻹﻫﻼﻙ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ .ﻭﻗﺪ ﺫﹸﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺍﷲ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺃﻗﺎﻣﻪ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ .ﻭﺍﻟﺴ ﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪ 33ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﲟﺎ ﱂ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ" ﺃﻭ "ﲟﺎ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( 34ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺍﻷﺩﺏ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١١٠
ﺍﳌﻤﺎﺕ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺭ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ،ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﺧﺬ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﻹﻓﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺧ ﹸﺬ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻌﺪﻭﻡ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﳊ ﹶﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻘﻮ ﻡ ﺇﱃ ﻟﺴﺎﻢ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍ ِ ﻟﻴﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩ ﺣﻖ ،ﻭﻟﻴﻨﺘﻬﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﲔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻌﻴﲔ. ﻑ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﱃ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ، ﺻ ﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻓﻤﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﺇﻣﺎﺗﺔ ﻣﻊ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﻓ ﳉﻨﺎﺡ .ﻭﻻ ﳚﺎﺩﻝ ﺨ ِﺬ ﺍﳊﻖ٣٥ﻭﺍﺗ ِﻖ ﻃﺮﻕ ﺍ ﹸ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺮﻱ ِﻣﻦ ﺧﺒﺜﻪ ﺍﻟﻌﺎ ﻣ ﹶﺔ .ﻭﻣﻦ ﺍﻧﺘﺼﺐ ﻹﺯﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻗﺎﻡ ﻟﻠﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﺍﻹﻓﺤﺎﻡ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺷﻌﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻛﻼﻣﺎ ﻣﻦ ﹶﻛِﻠ ِﻢ ﻓﺼﺤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍ ِﳌﻠﹼﺔ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ،ﻭﱂ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ،ﻓﻘﺪ ﲨﻌﻮﺍ ﻟﻌﻨﺘﲔ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺸﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ .ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻢ ﻣﺎ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻗﻮ ﹶﻝ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻗﻠﻮﻢ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﳌﻠﹼﺔ ،ﻭﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﱐ ٣٦ﺃﻢ ﻓﺘﺸﻮﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺷﺎﻛﹼﲔ ،ﰒ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻳﺎﺋﺴﲔ ﺑﺎﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ،ﰒ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﳐﺬﻭﻟﲔ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺭﺟﺎ ٍﻝ ﺫﻱ ﻏﲑﺓ ،ﻻ ﻳ ِﻘﻒ ﻣﺘﻌ ﻤﺪﺍ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻨﺪﻣﺔ ،ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﳊ ﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﻲ ﺑﻜﻞ ﺗﺒﻌﺔ ﻭﻣﻌﺘﺒﺔ ،ﻭﺃ ﹶ ﺏ ﺣﻴﺎ ٍﺀ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺭ ِ ﻧﺰﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﻮ ﺑﺎﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﺍﳌﻠﻮﻣﲔ .ﻭﻣﺎ ﺗﺠﺎﺩﻟﻮﻧﲏ ﰲ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺔ ،ﻓﺈﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺕ ﺷﻮﺍ ﹶﳐﻬﺎ ﻭﺗﻮﻏﹼﻠﺖ، ﺕ ﲝﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺒﺤﺮﺕ ،ﻭﻋﹶﻠﻮ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ .ﻭﺇﱐ ﺗﻮﺭﺩ ﺕ ﻟﻔﻆ ﺖ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺗﺼﻔﹼﺤﺖ ،ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺖ ﲦﺎﺭﻫﺎ ﻭﲣﺒﺸﺖ ،ﻭﻓﺤﺼ ﻭﺍﺟﺘﻨﻴ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﰲ ﻛﻼ ٍﻡ ﺃﻭ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﺇﻻ ﲟﻌﲎ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﰲ 35ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﳌﹼﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻠﺤﻮﻅ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻓﹼﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ،ﻓﻸﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻼﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻟﻔﻆ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﻹﻫﻼﻙ ﻭﺍﻹﻓﻨﺎﺀ .ﻣﺜ ﹰ ﷲ ﺍﳊﻤﺎ ﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻨﻔﺬ ﻭﺍﻷﻓﻌﻰ ﻭﺍﻟﻔﺄﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺒﺎﻗﻴﺔ ﻛﺄﺭﻭﺍﺡ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ. ﻳﻘﺎﻝ ﺗﻮﱠﻓﻰ ﺍ ُ
36ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١١١
ﻼ ﺇﻻ ﻏﲑﻩ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻭﺍﻹﳝﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻪ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺍﷲ ﻓﺎﻋ ﹰ ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﻛﻞ ﺃﺣ ٍﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﱏ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻼ ﺇﱃ ﺃﺣ ٍﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗ ﻮﻓﹼﻰ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺖ ﻣﺜ ﹰ ﻛﺘﺒ ﺍﳉﲑﺍﻥ ،ﻓﻼ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺇﻻ ﻭﻓﺎﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺎﻣﻪ ﺃﻭ ﺭﻓﻌﻪ ﺑﺎﳉﺴﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﻮﻳﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻠﻤﻨﻜﺮﻳﻦ. ﱐ ﺃﺧﺮﻯ؟ ﺗﻠﻚ ﺇﺫﹰﺍ ﻗﺴﻤ ﹰﺔ ﺿﻴﺰﻯ. ﺃﻓﺘﻨﺤﺘﻮﻥ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻣﻌﲎ ﻭﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻌﺎ ﹶ ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﻳﻮﻗﻈﻜﻢ ﻧﺼﺎﺣ ٌﹸﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻬﻜﻢ ﺻﺮﺍﺣﺔ ،ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻛﺎﳌﺘﻘﲔ .ﺃﻛﻔﹼﺮﱐ ﺍﳌﻜ ﱢﻔﺮﻭﻥ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ؟ ﺃﺟﺎﺩﻟﻮﱐ ﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻄﻼﻗﺔ؟ ﻓﻠﻴﻤﻮﺗﻮﺍ ﻣﺘﻨﺪﻣﲔ .ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺪﻣﻮﺍ ..ﺇﻢ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻟﻌﻦ ﻱ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ .ﺃﻛﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺭﻫﻢ ،ﻭﺫﻫﻠﻮﺍ ﺍﻟﻼﻋﻨﲔ؛ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻈﻌﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺣ ﹸﺔ ،ﻓﻜ ﱡﻞ ﺧﺰ ٍ ﻋﻦ ﺩﺍﺭﻫﻢ ،ﻓﻬﺘﻚ ﺍﷲ ﺃﺳﺘﺎﺭﻫﻢ ،ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﻧﲔ .ﻭﺳﻠﹼﻄﲏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺎﺧﺘ ﹶﻔﻮﺍ ﺿﻨﺎ ﹶﻛ ﹾﻠ ﹶﻜﹶﻠﻨﺎ ﻛﺎﻟﻄﲑ ﰲ ﺍﻟ ﻮﻛﻨﺎﺕ ،ﻭﺍﻗﺘﻨﻮﺍ ﻛﺎﻟﻮﻋﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺒﺎﺕ ،ﻭﻋ ﺮ ﻟﻠﻤﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ،ﻓﹸﺄ ﻫ ِﺮﻋﻮﺍ ﻛﺎﻷﻭﺍﺑﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻼﺓ ،ﻭﺗﺼﺪﻳﻨﺎ ﳍﻢ ﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ،ﻭﻣﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻋﻦ ﻛﺎﻫﻠﻨﺎ ﻋِﺼﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ِﻘﺮﺑﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻻﻏﺒﲔ .ﻧ ﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛ ﱡﻞ ﺃﻋﻮ ﺭ ﺫﻱ ﻏﻮﺍﻳﺔ، ﻭﻧ ﻌﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛ ﱡﻞ ﺍﺑ ِﻦ ﺩﺍﻳﺔ ،ﳏﺮﻭ ٍﻡ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﻳﺔ ،ﻭﻋ ﻮﻯ ﻛ ﱡﻞ ﺧﻠﻴ ٍﻊ ﺧﻠﻴ ِﻊ ﺍﻟﺮﺳﻦ ،ﻭﻧﺒﺢ ﻛﻞ ﻛﻠﺐ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻴ ﹶﻔﻦ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻤﻨﺎ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻣﺪﻳ ﺪ ﺍﻟ ﻮ ﺳﻦ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺘﲔ. ﻀﺮﻱ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﻮ ﹶﻛﻰ ﺧﻼﺻ ﹶﺔ ﹶﺃﻧ ﺖ ﺛﻴﺎ ﻢ ﺇ ﹾﻥ ﻳـﺸِﺘﻤﻮﺍ ﻓﻠﻘﺪ ﻧ ﺰﻋ ﻫﻢ ﻳﺸِﺘﻤﻮﻥ ﻭﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﻟﺴﺎﻢ ﺖ ﻣﻼﻣـ ﹸﺔ ﻻﺋﻤﻲ ِﻣﻦ ﺣﺒ ِﻪ ﻧﺰﻟ ﻉ ﻛ ﱠﻞ ﻟﻮﻡ ﻭﺍﻧﺘﻈِﺮ ﻳﺎ ﻻﺋـﻤﻲ ﺩ ـﺖ ﻭﺻﺎﻳـﺎﻧﺎ ﻫ ﺪﻯ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﹼﻠ ْ
ﻓـ ﺮﻭﺍ ﻭﻭﱠﻟﻮﺍ ﺍﻟ ﺪﺑﺮ ﻛﺎﳌﺘﺸ ﻮ ِﺭ ﻭﺗﺮﻛـﺘﻬﻢ ﻛﺎﳌـﻴﺖ ﺍﳌﺘﻨ ﹼﻜ ِﺮ ﺏ ﺃﻛ ِﱪ ﻑ ﺭ ﺇﱐ ﺃﺭﻯ ﺃﻟﻄﺎ ﺐ ﺍﳌـﻮﹶﺛ ِﺮ ِﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟ ِﺔ ﺍﶈ ﺼ ِﺮ ﻕ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﺗﺒ ﺳﺘ ﺮﻯ ﺑﺮﻭ ﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﱂ ﺗﻜﺒ ِﺮ ﻛﺒﺮ
١١٢
ﲔ .ﺇﻥ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ! ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﻟﻄﺮﻓﺔ ﻋﲔ ،ﻭﻻ ﺗﻬﻠﻜﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ِﻟ ﻤ ٍ ﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﰒ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ،ﰒ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﰒ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﺛﺎﺑ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ،ﰒ ﺑﻨﻈﺎﺋﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻓﻼ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻷﻣ ﺮ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻛﻴ ﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﻕ ﰲ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻖ ﻧﻈﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻵﺛﺎﺭ ،ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ِﻣﻦ ﻃﺮ ٍ ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺑﲔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ .ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﰲ ﻣﻌﲎ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻛﻤﺎ ﺫﹸﻛﺮ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ،ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ،ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ،ﻭﺗﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﲔ .ﻭﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﻓﺎﳋﲑ ﻛﻞ ﺍﳋﲑ ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﻳﺎ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻋﺔ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻧﻮﻥ ﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ،ﻭﺍ ﹸﳌ ﻬﺮﻋﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﻭﺍ ِﳌﺮﺍﺀ، ﺖ ﺇﱃ ﺃﱐ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﻻ ﺧﲑﻛﻢ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻘﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﺒ ٍ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎﺀ ،ﻭ ِﻣﻦ ﺫﺍﺕ ِﺣﻘﺎﻑ ﺇﱃ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ،ﻭ ِﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﹸﻛﺴﻮﺭ ﺇﱃ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ،ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺧﲑﻛﻢ ﺃﻭ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﲔ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﹶﻛﹶﻠﻴ ٍﻞ ﺃﺭ ﺧﻰ ﺳﺪﻭﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﻛﻐﺮﻳﺐ ﻓ ﹶﻘﺪ ﻋ ﺰ ﻫﻮﻟﻪ؟ ﺃﲣﺎﻓﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﻮﱄ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪﻭﺍ ﻣﺎ ِﺣﻴ ﺰ ﺸﺐ ﺗﻮﹶﺃﻣﺎ؟ ﻛﻼ ..ﺇﻧﻪ ﻇﻦ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﻣﻐﻨﻤﺎ ،ﺃﻭ ﺗﻀﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺰ ﹸﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﷲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻻ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﻭﻟﻮ ﹸﺫﺑِﺤﻮﺍ ﺑﺎﳌﹸﺪﻯ ،ﺃﻭ ﻧﺰﻉ ﻋﻨﻬﻢ ﺛﻮﺏ ﺍﶈﻴﺎ. ﺖ ِﻋﻤﺎﻳﺎﺗﻜﻢ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ؟ ﻭﻣﺎ ﱄ ﺃﺟﺪ ﻛ ﱠﻞ ﺃﺣ ٍﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻟ ﻮﻯ ﰲ ﺃﻣﺎ ﺗﺴﹼﻠ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ؟ ﻭﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﲏ ﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﲟﻔﺘﺮﻳﺎﺕ ﻛﺄﻫﻞ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﳍﻨﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺕ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻤﺎﺕ .ﻓﺄﻳﻦ ﺁﺫﺍﻥ ﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺣﺴﺮﺍ ﻓﺘﺤ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﺎ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﻋﲔ ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ ﺎ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺗﻔﻘﻬﻮﻥ ﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﳌﺘﺪﻟﹼﺴﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ؟ ﲤﻨﻌﻮﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ
١١٣
ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ،ﻭﺗﻌﻈﹼﻤﻮﻥ ﻟﺪﻧﻴﺎﻛﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ﻌﺴﺎﺟﺪ .ﺣﺼﺤﺺ ﺍﳊﻖ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻠﻮﻥ ،ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻓﻼ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ،ﻭﺗﻜ ﱢﻔﺮﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ِﻘﺒﻠﺔ ﻭﻻ ﲤﺘﻨﻌﻮﻥ ،ﺃﲤﻮﺗﻮﻥ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺃﻭ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﲔ؟ ﻛﻴﻒ ﲡﺪﻭﻥ ﻟﺬﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺼﺒﺎﺕ؟ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺣﻼﻭﺗﻪ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ .ﺣﺴﺒﺘﻢ ﺃﻋﺮﺍﺿﻨﺎ ﻛ ﹶﻔ ﻲ ٍﺀ ،ﻭﺗﻐ ﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍ ﻡ ﻭﺗﻠﻘﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺃﻓﺴﺪﰎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﻜﺎﺋﺪﻛﻢ ﻭﺗﺰﻭﻳﺮﺍﺗﻜﻢ ،ﻭﺻﺮﻓﺘﻢ ﻗﻠﻮﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ﲞﺮﺍﻓﺎﺗﻜﻢ .ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺇﰒ ﺍ ُﻷ ﻣﻴﲔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﳋﺎﺩﻋﲔ .ﺃﺣﺴﺒﺘﻢ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﻣﺮﺍ ﻫﻴﻨﺎ ،ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺧﻔﻴﻔﹰﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﻈﻴﻢ؟ ﺸﻴﺘﻢ ﹶﺃ ﺧ ﹶﺬ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ، ﻭﱂ ﺗﺰﺍﻟﻮﺍ ٣٧ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺼﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ،ﻭﻣﺎ ﺷ ِﻔﻘﺘﻢ ﻭﻣﺎ ﺧ ِ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ،ﻭﺭ ﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ ،ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺇﱐ ﻣﺤ ﻖ ﺻﺎﺩﻕ ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺋﻲ ،ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ ﻭ ِﻣﺮﺍﺋﻲ ،ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮﻥ ﻗﻮﱄ ،ﻭﻻ ﲣﺎﻓﻮﻥ ﺻﻮﱄ ،ﻭﻻ ﺗﻬﺼﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ ﻣﻦ ﺴ ﹸﻜ ﻢ ﹸﺛﻢ ﺴﻨﺎ ﻭﹶﺃﻧ ﹸﻔ ﺴﺎ َﺀ ﹸﻛ ﻢ ﻭﹶﺃﻧ ﹸﻔ ﺴﺎ َﺀﻧﺎ ﻭِﻧ ﻉ ﹶﺃﺑﻨﺎ َﺀﻧﺎ ﻭﹶﺃﺑﻨﺎ َﺀ ﹸﻛ ﻢ ﻭِﻧ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ،ﹶﻓﺘﻌﺎﹶﻟﻮﺍ ﻧ ﺪ ﲔ ،ﻭﻧﺴﺘﻔﺘ ﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﻟﻴﻘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ، ﷲ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﺫِﺑ ﺠ ﻌ ﹾﻞ ﻟﱠ ﻌﻨﺔ ﺍ ِ ﻧ ﺒﺘ ِﻬ ﹾﻞ ﹶﻓﻨ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻳﻨﺠﻮ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻛﺎﺫﺑﲔ .ﻭﺇﱐ ﺃﺣﻀﺮ ِﺑﺮﺍ ﺯ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﳍﺎﻣﺎﰐ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﻓﺂﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ، ﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ،ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻭﺃﺩﻋﻮ ﺍﷲ ﺭ ﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﳑﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﺎﺕ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺭﺏ ،ﺇﻥ ﻛﻨ ﺏ ﻣﺎ ﺇﳍﺎﻣﻚ ﻭﻛﻼﻣﻚ ﻭﳐﺎﻃﺒﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺎﺕ ،ﻓﺘ ﻮﻓﱠﲏ ﺇﱃ ﺳﻨ ٍﺔ ،ﻭﻋﺬﱢﺑﲏ ﺑﻌﺬﺍ ٍ ﺖ ﺑﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻭﺃﻫ ِﻠ ﹾﻜﲏ ﻛﻤﺎ ﺗﻬ ِﻠﻚ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﻋﺬﹼﺑ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻟﻴﻨﺠﻮ ﺍ ُﻷﻣ ﹸﺔ ِﻣﻦ ﻓﺘﻨﱵ ﻭﻟﻴﺘﺒﻴﻦ ﺫﻟﹼﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ.
37ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ "ﻭ" ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺳﻬﻮﺍ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻭﱂ ﺗﺰﺍﻟﻮﺍ ﻭﻛﻨﺘﻢ ﻣﺼﺮﻳﻦ").ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١١٤
ﺖ ﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ،ﻭﻟﺴ ﺏ ،ﻭﺇﻥ ﻛﻨ ﺭ ﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﹼﺮﻭﱐ ﺏ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﻌﺜﺘﲏ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ ،ﻓﻌ ﱢﺬ ِ ﺑﻜﺎﺫ ٍ ﻭﻛﺬﹼﺑﻮﱐ ﰒ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻐﺎ ِﺩ ﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻔﺴﺎ ﺳﺎﳌ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﳉﺬﺍﻡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﻻﻡ ،ﻭﺃﻧ ِﺰ ﹾﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍ ﹸ ﺍﻵﺗﻴﺔ ،ﻭﺳﱢﻠ ﹾ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻼ ًﺀ ،ﻭﺳﻠﹼﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺻﺮﻋﺎ ﻭﻓﺎِﻟﺠﺎ ﻭﺍﺳﺘﺴﻘﺎ ًﺀ ،ﺃﻭ ﺩﺍ ًﺀ ﺁﺧﺮ ﻭﺗ ﻮﻓﱠﻬﻢ ﻣﻌﺬﱠﺑﲔ .ﻭﺍﺑﺘ ِﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﲟﻮﺕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻷﺣﻔﺎﺩ ﻭﺍ َﻷ ﺧﺘﺎﻥ ،ﻭﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺁﻣﲔ. ﻓﺈ ﹾﻥ ﻳﺒﻖ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺳﺎﳌﹰﺎ ﺇﱃ ﺳﻨ ٍﺔ ﻓﹸﺄ ِﻗﺮ ﺑﺄﱐ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﺃﺟﻴﺌﻜﻢ ﺑﻌﺠ ٍﺰ ﻭﺗﻮﺑﺔ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﻛﺘﱯ ﻭﺃﺷﻴﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﲞﻠﻮﺹ ﻧﻴﺔ ،ﻭﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ .ﻭﺃﻣﺎ ﻉ ﻛﻞ ﺃﺣ ٍﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﺣﻜ ﻢ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ: ﺩﻋﺎﺅﻛﻢ ﻓﻠﻴ ﺪ ﺭﺑﻨﺎ ،ﺇ ﹾﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﹶﺄﻧ ِﺰ ﹾﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻜﺎﻟﻚ ،ﻭﺗ ﻮﱠﻓﻪ ﺇﱃ ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧ ﺞ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻣﻨﻪ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ .ﺭﺑﻨﺎ ،ﻭﺇ ﹾﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﲔ .ﻭﺍﺟ ﻌ ِﻞ ﺍﻟ ﺮ ﺟ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﳊﻀﺮﺓ ،ﻓﹶﺄﻧ ِﺰ ﹾﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺟﺴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻐﺎ ِﺩ ﺭ ﻣﻨﺎ ﺽ ﺕ ﻭﺃﻣﺮﺍ ٍ ﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺁﻓﺎ ٍ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﲔ .ﻭﻋ ﱢﺬﺑﻨﺎ ﻭﻣ ﺰ ﹾﻗﻨﺎ ﻭﺃﻫِﻠ ﹾﻜﻨﺎ ﻭﹶﺃﻋ ِﺪ ﻣﻨﺎ ،ﻭﺳﱢﻠ ﹾ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﱢﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ .ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﺘﻢ ﺩﻋﺎﺋﻜﻢ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ :ﺁﻣﲔ. ﰒ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻜﻢ ﻗﺒ ﹶﻞ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﺍﳌﺴﻨﻮﻧﺔ ،ﻭﺗﻠﺘﻤﺴﻮﺍ ﺕ ﺬﻩ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ: ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ﺑﺘﻀﺮﻋﺎ ٍ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﻓﻼ ﲡ ﻌ ﹾﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﻭﻣﲔ .ﺭﺑﻨﺎ ﻭﱢﻓ ﹾﻘﻨﺎ ﻟﻨﻘﻮﻡ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ﻭﻻ ﻧﻌﺼﻲ ﺍﳊﻖ ﻭﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺳﺮﻳﻦ .ﺭﺑﻨﺎ ﳔﺎﻑ ﺃﻥ ﻧ ﺮ ﺩ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻣﺴﻮﺩﺓ ،ﻓﺎﺭ ﺣ ﻤﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ،ﻭﺍﻫﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺳﺒﻠﹶﻨﺎ ،ﻭﺍﻓﺘ ﺢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﹶﺃ ِﺭﻧﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﺑﺎﻛﲔ ،ﻭﺍﺳﺄﻟﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﺘﻀﺮﻋﲔ ،ﻭﻻ ﺗﻐﹸﻠﻮﺍ ﰲ ﻇﻨﻮﻧﻜﻢ ،ﻭﻻ ﺗﻴﺄﺳﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﷲ ،ﺇﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﷲ ﺗﺄﰐ ﻛﺎﳌﻔﺎﺟﺌﲔ.
١١٥
ﻭﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺧﺮﻭﺟﻜﻢ ﺇﱃ ِﺑﺮﺍ ِﺯ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﲨﺎﻋﺘﻜﻢ ﺃﻗ ﱠﻞ ﻒ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻫﺮﺓ ،ﻟﻴﻔﺘﺢ ﺍﷲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻭﻟﻮ ﺇﱃ ﺃﻟ ٍ ﺠﺮﺓ ،ﻭﻳِﺘ ﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟ ﹶﻔ ﷲ ِﻟ ﹸﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻭﻻ ﻉﺍ َ ﻫﺬﺍ ﺁﺧ ﺮ ِﺣﻴ ٍﻞ ﺃﺭﺩﻧﺎﻩ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻓﺘﺪﺑ ﺮ ﻭﺍ ﺩ ﺗﻘﻌﺪ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻄﲔ. ﳊـﺮ ﺍﻟﻜـﺮ ﱘ ﺃﻻ ﻳﺎ ﺃﻳـﻬﺎ ﺍ ﹸ ﺼ ﺪ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﺨ ﹾﻞ ﻭﻻ ﺗﻘـ ﻭﻻ ﺗﺒ ﺖ ﻭﻣﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﰲ ﻏﲑ ﻭﻗ ٍ
ﺗﺪﺑ ﺮ ﻳ ﻬ ِﺪﻙ ﺍﻟـﻤﻮﱃ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺃﺗﻄﻔﺊ ﻣﺎ ﺣﻀﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴ ﻢ ﺖ ﻟﻘﺎﺭِﺋﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴـ ﻢ ﻭﻗﺪ ﻫﺒ
ﻣﻦ ﺭ ﺟﻊ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻧﻄﻖ ﺑﺎﳋﻄﺄ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ، ﺸﺮ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻘﲔ ،ﻭﻳﻨﺎﻝ ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ،ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺍﻷﺟﺮ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺂﺏ ،ﺍﻟﱵ ﻻ ﻭﻳﺤ ﻣﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺎﺎ ،ﻭﻻ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻟﻨﻌﻴﻤﻬﺎ ﻭﻟﺬﺍﺎ .ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻡ ﺍﺑﺘﻐﺎ ًﺀ ﳌﺮﺿﺎﺓ ﺍﷲ ﻓﻠﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﻳﻜ ﺮﻡ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﻳﺠﺰﻯ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﳉﺰﺍﺀ. ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﱄ ﷲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ،ﻭﲡﺘِﻨﺒﻮﺍ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ، ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻜ ﱪ ﻭﺍﳌﺒﺎﻻﺓ ،٣٨ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﺎﺯﺍﺓ ،ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺳﲑ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﶈﺠﻮﺑﲔ. ﻭﻻ ﺗﻘﺮﺅﻭﺍ ﻛﺘﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺪﻳﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻭ ﻛﺎﺭﻫﲔ ،ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﲢﺴﺒﻮﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘ ﹸﺔ ﺧﻼﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ،ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻈﻨﻮﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﺧﻼ ﺐ ﺍﻟﻨﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻭﺗﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﲔ ﻋﲔ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﹸﻟ ﻏﲑ ﻣﻔ ﱢﻜﺮﻳﻦ .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺘ ﻤﻮﻥ ﻷﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ،ﻭﺇ ﹾﻥ ﻧﺰﻝ ﺑﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺼﱪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺍﻛﻢ ،ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺪﻓﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺁﺫﺍﻛﻢ ،ﻭﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻟﺪﻓﻌﻪ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻜﻢ ﻭﻗﻮﺍﻛﻢ ،ﻭﺗﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﻓﻜﺮﻛﻢ ﻭﻧﻬﺎﻛﻢ ،ﻭﻻ ﺗﻘﻌﺪﻭﻥ ﻛﺎﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ .ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺎﻳﺘﻜﻢ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﱃ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﺫﺍﻫﺒ ٍﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ 38
ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺒﺎﻻﺓ ).ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١١٦
ﻭ ﻣ ﻬﻠﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻐﻔﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ٣٩ﻓﻘﺪﺍﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﺍﶈﺮﻗﺔ؟ ﺃﺗﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ،ﻭﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﻨﺴﻮﻥ ﺧﻠﻮﺩ ﺍﳉﻨﺎﺕ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ! ﺯ ﱡﻛﻮﺍ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ،ﻭﺍﺟﺘﺒﻮﺍ ﺟﺬﺑﺎﺗﻜﻢ ،ﻭﻃ ﻬﺮﻭﺍ ﺧﻄﺮﺍﺗﻜﻢ ﻭﻧﻴﺎﺗﻜﻢ، ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻣﺘﺄﻣﻠﲔ .ﻻ ﲣﺪﻋﻨﻜﻢ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﺭﺩﺓ ،ﻭﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻫﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﺒﺬﻭﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻛﻢ ﻏﺎﻓﻠﲔ. ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ ﻧﱯ ﺍﷲ ﻋﻴﺴﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻜﻼﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﺎﻛﺘﺔ ﰲ ﺭﻓﻌﻪ ﺍﳉﺴﻤﺎﱐ ،ﻭﻣﺎ ﰲ ﻳﺪﻳﻜﻢ ﺇﻻ ﺍﻷﻣﺎﱐ ،ﻭﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺛ ﺮ ِﻣﻦ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ .ﻭﻣﺎ ﻧﻄﻖ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻔ ﻮ ﻩ ﺑﻠﻔﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .ﻭﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻓﺮ ﻉ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ،٤٠ﻓﻠﻤﺎ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻓﺎﻟﻨـﺰﻭﻝ ﺭﺟﺎﺀ ﺑﺎﻃﻞ ،ﻓﻼ 39ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﻮﺻﻞ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
40ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﺍﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺫﻛﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺭﻓﻊ ﺟﺴﻤﺎﱐ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗ ﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺭﻓﻊ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﳉﻨﺎﻥ ﻓﺮﺣﲔ .ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ ،ﻓﺈﻢ ﻳﺮﹶﻓﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﰲ ﻧﻌﻴﻢ ﺍ ِ ﻀﻰ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻭﻣﻠﻌﻮﻧﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻘ ﺻﻠﺐ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﺮﹶﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﷲ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﺑﻞ ﻳﻠ ﻌﻦ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﲔ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﳋﻠﻖ ،ﻭ ﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﺼﻠﺐ ﻹﳒﺎﺀ ﺍ ﹶ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻭﻳﺠ ﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩﻳﻦ .ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ،ﻓ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﹸﻟﻌﻦ ﻭ ﻋ ﹼﺬﺏ ﻭﹸﺃﺩ ِﺧ ﹶﻞ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻟﻔﺎﺳﻘﲔ ،ﰒ ﺭﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻁ ،ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻊ ﻂ ﻭﺇﻫﺒﺎ ٍ ﻂ ﻭ ﻫ ﻤ ٍ ﻭﺁﻭﺍﻩ ﺍﷲ ﺇﱃ ﳝﻴﻨﻪ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ .ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺫﻫﺒـﻮﺍ ﺇﱃ ﺗﻔﺮﻳـ ٍ ﺻﻠﺐ ﺑﻞ ﺗ ﻮﱢﻓ ﻲ ﲝﺘﻒ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺇﱃ ﺇﻓﺮﺍﻁ ،ﻓﺒﻴﻦ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣ ﻖ ﻭﺃﻗﻮ ﻡ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﳊ ﻖ ﺑﺎﳌﻮﺗﻰ ،ﰒ ﺭﻓﻊ ﻛﺎﳌﻘ ﺮﺑﲔِ ،ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻠ ﻌﻦ ﻭﻳﺪ ﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻈﻰ. ﺃﻧﻔﻪ ﻭﹸﺃ ِ ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻟﻴﱪﺉ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﻌﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﲟﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﻖ ﻭﺃﻭﱃ ،ﻓﺤ ﹶﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺧﲑ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ. ﻭﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﻟﺬﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ،ﺑﻞ ﻟﻮ ﹸﻓﺮﺿﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ،ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻐﻮﺍ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﳏﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ .ﺃﱂ ﺗﻜﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻴﺨﻔﻲ
١١٧
ﺗﺄﺧﺬﻭﺍ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ .ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﻧﺼﻴﺤﱴ ،ﻭﱂ ﺗﻌﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻴﱵ، ﻓﺄﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐ ِﻤﻄﻮﻥ ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻭﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺖ ِﺑ ﺪ ﻋﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﻳﻮﺻﻞ ،ﻭﳝ ﺪﻭﻥ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﺟﺎﺣﺪﻳﻦ .ﻭﻣﺎ ﻛﻨ ﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺴﺮﺍ؟ ﺃ ﻋ ﻤﻴ ﺷﻴﺌﺎ ﺇ ﻣ ﺮﺍ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺆﺍﺧﺬﻭﻧﲏ ﻭﺗﺮﻫﻘﻮﻧﲏ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻋ ﺍﻷﻭﻟﲔ؟ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺒﺄ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﺮﺿﲔ .ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﹾﺃﺗﻮﱐ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﻧﻴﺔ ،ﻳﺪ ﺭﺃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻛﻞ ﺷﺒﻬﺔ ،ﻭﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺳﻜﻴﻨﺔ. ﻭﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻓﱳ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﻠ ﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﳋﺰﻋﺒﻴﻼﺕ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺣﻜ ﻤﺎ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻓﺎﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﹼﳒﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻭﺭﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺄﺭﺳﹶﻠﲏ ﺣ ﹶﻜ ﻤﺎ ﻋ ﺪ ﹰﻻ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻨ ﳍﺬﻩ ﺍﳋ ﹼﻄﺔ ،ﻭﲰﺎﱐ ﺑﺎﲰﻪ ﻷﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﹸﺃِﺗﻢ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻴﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗ ﺪﺭ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ .ﻭﺟﺌﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ٍﺭ ﺟﺎﺀ ﻫﻮ ِﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﺇﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺔ ﺖ ﻷﻭﱄ ﺍﻟﻨﻬﻰ .ﻭﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻔﻰ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﲰﻲ ﻋﺪ ﺩ ﺯﻣﺎﱐ ،ﻭﺇﻥ ﺷﺌ ﻓﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ:
ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﺩﻳﺎﱐ
٤١
ﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﺎﺭﺍﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺧﻔﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺒﺎﺕ؟ ﻓﻔ ﱢﻜ ﺮ ﺃ ﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﺨﺬﻭﻟﲔ ،ﻭﻇﻦ ﺃﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺿﲔ؟ ﺃﻻ ﺸﻲ ﺍﷲ ﺭ ﻋ ﻟﺮﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ؟ ﺃﺧ ِ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺣﻜﻴﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻼ ﺇﻻ ﺑﻘﺪ ِﺭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻟﻐﻮ ﺑﻐﲑ ﺣﻜﻤﺔ ﺩﺍﻋﻴﺔ؟ ﻓﺄﻱ ﺼﺮﻳﻦ. ﷲ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﺃﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻺﺧﻔﺎﺀ؟ ﻓﻔ ﱢﻜﺮ ﻛﺎﳌﺒ ﺣﻜﻤﺔ ﺃﳉﺄ ﺍ َ ﻣﻨﻪ =================== ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻄﻬﲑ ﻟﻐ ﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﻓﻊ ،ﻓﺈﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﺍﳉﺴﻤﺎﱐ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺐ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﻓﻊ .ﻣﻨﻪ
41ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﲢﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ١٣٠٠ :ﻫـ ،ﻭﻳﻌﲏ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﺳﻢ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻫﻮ ١٣٠٠ﻃﺒﻘﺎ ﳊﺴﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ ،ﳑﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻪ ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١١٨
ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺟﻌﻠﲏ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻠﺔ ﳎ ﺪﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺬﻟﻚ ﺧﺎﺗ ﻢ ﺭ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺖ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،ﺣﱴ ﻻ ﻳﺒﻌﺚ ﳎ ﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ .ﺃﺗﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﷲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﺗﺘﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ،ﰒ ﻻ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺓ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻨـﺰﻝ ﺭﲪﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﺐ ﺫﺭﺍﺭﻱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎ َﺀ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻓﺮﺣﲔ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ؟ ﺃﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﻛﻴﻒ ﻭﺗﺴ ﺲ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ ،ﺇﻻ ﺍﻟﱵ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻏﺸﺎﻭﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﺎ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺴﻴﺖ ﻛﻞ ﻧﻔ ٍ ﺍﷲ ﻭﲪﺎﻫﺎ؟ ﺃﻻ ﺗﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻛﻴﻒ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﰲ ﻃﻐﻮﺍﻫﺎ ،ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﰲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﳎﺮﺍﻫﺎ ﻭﻣﺮﺳﺎﻫﺎ؟ ﺃﻻ ﻳﺼﺮﺥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺪﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟ ﺃﱂ ﻳﺄ ِﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺼﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ؟ ﺃﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻗﺪ ﹸﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻨ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺷﻔﺎ ﺣﻔﺮ ٍﺓ ﺩﻳ ﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻧﺎﻡ؟ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﻐﺘﻤﻮﻥ ﻛﺎﳌﻮﺍﺳﲔ؟ ﺱ ِﻣﻦ ﹶﻃﻐ ﻮﻯ ﻇﻼ ﻡ ﺃﺣﺎﻁ ﺍﻟﻨﺎ ﺐ ﺑـﻤﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﺑﻨﻮ ٍﺭ ﺠ ﻓـﻼ ﺗﻌ
ﻑ ﺍﻹﻣﺎ ﻡ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺎ ﻋ ِﺮ ﲔ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﺍ ُﻷﻭﺍ ﻡ ﺕﻋ ﺑ ﺪ
ﺃﻳﺄﰐ ﻣﺴﻴﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻔ ﱡﻄﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ؟ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﻻ ﺗﻔ ﹼﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻷﻳﺎﻡ؟ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻧﺰﻟﺖ ،ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﻇﻬﺮﺕ، ﺖ؟ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﻧﻔﺲ ﻣﻔ ﹼﻜﺮﺓ، ﻭﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻛﺜﺮﺕ ،ﻭﺍﻟﻔﱳ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ،ﻭﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﺟﹼﻠ ﺃﻭ ﲢﺒﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﳋﺎﺳﺮﺓ ،ﺃﻭ ﻳِﺌﺴﺘﻢ ﻣﻦ ﺭﲪﺔ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺭﺟﻌﺘﻢ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭ ﺭﺩﺩﰎ ﰲ ﺍﳊﺎﻓﺮﺓ؟ ﺃﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﳎ ﺪ ﺩﺍ ﻹﺻﻼﺡ ﻫﺬﻩ ﺍ ﹶﳌ ﹾﻔﺴﺪﺓ ،ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ؟ ﺃﻭ ﺑ ﺪﻝ ﺳﻨﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﳌﻬﻠﻜﺔ؟ ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﺎﺟ ﹲﺔ ﺇﱃ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ؟ ﻓﻼ ﲤﻴﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﳌﻴﻞ ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﹶﻛِﻠ ﻢ ﺍﷲ ﻣﺘﺪﺑﺮﻳﻦ .ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻧﲑﺍﻥ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺯﻣﺎﻥ ﺍﶈﻦ؟ ﻭﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﰒ ﻻ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ، ﻭﺗﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﰒ ﺗﺼ ِﻤﺘﻮﻥ ،ﻛﺄﻧﻜﻢ ﻣﺘ ﻢ ﺃﻭ ﹸﺃﻏ ِﻤ ﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﺎﳌﺼﺮﻭﻋﲔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻄﻘﺘﻢ
١١٩
ﻧﻄﻘﺘﻢ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﻳﻦ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﺸﺘﻢ ﺑﻄﺸﺘﻢ ﺟﺒﺎﺭﻳﻦ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻧﺎﻇﺮﰎ ﻓﻨﺎﻇﺮﰎ ﺑﺂﺭﺍﺀ ﺃ ﹶﳓﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﺎﺯﻝ ،ﻭﺃﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﺯﻝ ،ﻭﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻜﻢ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻟﺰﻣﺮ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻐﻤﺮ ،ﻓﺠﻌﻠﺘﻤﻮﻫﻢ ﻛﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ .ﹸﺃﻋﻄﻴﺘﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﻟﺘﻢ ﺍﻟﻐ ﻲ ﺑﺎﻟﺮﺷﺪ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ،ﻭﲤﺎﻳﻠﺘﻢ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻛﺎﶈﺒﲔ. ﻭﻣﻨﻜﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﻏ ﺮﻭﺍ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻧﺪﺩﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﺗ ﺮﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺃﻻ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤ ﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﻬﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎ ﻫﻮﻥ ﻋﻦ ﺯﻫﻮﻫﻢ ﻭﺑﻐﻴﻬﻢ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﺘﻬﲔ .ﻭﻣﺎ ﻇﻠﻤﻮﻧﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﺳﻘﻂ ﺍﳌﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ .ﺃﺷﺎﻋﻮﺍ ﺟﻬﻼﻢ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ،ﻭﻛﺎﺩﻭﺍ ﻛﺎﻟﺼﺎﺋﺪ ،ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺖ ﺑ ﺰﻭﺭ ﻣﺒﲔ .ﻭﳌﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻢ ﺃﺧﹶﻠﻮﺍ ِﻛﻨﺎﻧﺘﻬﻢ ،ﻭﻗﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﺎﺕ ﹸﻟﺒﺎﻧﺘﻬﻢ ،ﺃﺷﻌ ﺴﺎﱄ، ﻣﺎ ﺃﺷﻌﺖ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ،ﻓﺄﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ِﻧﻀﺎﱄ ،ﻭﻓ ﺮﻭﺍ ِﻣﻦ ﻋ ﻭﻭﺍ ﺭﻭﺍ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻛﺎﻟﻜﺎﺫﺑﲔ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ! ﺍﺭﻗﻌﻮﺍ٤٢ﻋﻠﻰ ﹶﻇ ﹾﻠ ِﻌﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮﺍ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻃﻮﺍ ،ﻭﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﻭﻻ ﲡﺘﺮﺋﻮﺍ ،ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻻ ﺗﻐﻔﻠﻮﺍ ،ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺁﺑﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ .ﺃﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺘﺮﻛﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟ ﹼﺬﺍﺎ ،ﻭﻻ ﺗﻘﺎﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﹼﻗﺔ ﻭ ﻣﺠﺎﺯﺍﺎ ،ﻭﻻ ﺗﺴﺎﻗﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﺠﻮﻥ ﻣﻬﺠﺔ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ،ﻭﻻ ﺗﻌﺎﳉﻮﻥ ﺩﺍﺀ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻭﲤ ﺮﻭﻥ ﺑﺎﳊ ﻖ ﳏﻘ ﺮﻳﻦ؟ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ﻣﻌﻲ ،ﻭﺃﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ ﻳﻨﻄﻖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ،ﻓﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﺳ ﺮﻱ، ﺕ ﻭﺩﺧﻴﻠﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﺇﻻ ﺭﺑﻲ ،ﻫ ﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻌﻠﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﻨ ﻮﺭﻳﻦ .ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺁﻳﺎ ٍ ﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﰒ ﲤ ﺮﻭﻥ ﺎ ﻏﺎﻓﻠﲔ .ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﹸﻛﺸﻔ ﻑ ﻣﻨﻴﺘﻜﻢ ،ﻓﺮﺃﻳﺘﻢ ﰲ ﻗﺪﺭﰐ ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺗﻜﻢ؟ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﲨ ﻌﻬﻤﺎ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺧﻼ ﺍﻵﻳﺘﲔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺗﲔ ﻛﺎﺭﻫﲔ .ﻓﻜﺄﻥ ﺍﷲ ﻋ ﹼﺬﺑﻜﻢ ﲟﺎ ﻻ ﻮﻯ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﻓﻤﺎ ﻓﻜﺮﰎ ﻛﺎﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﺪﺭﺗﻜﻢ ﳊ ﻮﹾﻟﺘﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﺴﻮﻓﻬﻤﺎ 42ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺍﺭﻗﺄﻭﺍ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٢٠
ﺽ ﻭﻧﻠﺘﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺻﻔﻮﻓﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ .ﻓﺴ ﻮﺩ ﺍﷲ ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻭ ﺭ ﺴﺘﻢ ﻧﺎﺩﻣﲔ. ﹸﻓ ﻮ ﻫﻜﻢ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﺮ ﺩﻭﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﻓ ﹶﻜﻨ ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺩﻟﺘﻤﻮﻩ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﺗﻘ ِ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ. ﻛﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺬﻛﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻛﺎﻟﻐﻀﺒﺎﻥ؟ ﻓﹶﺄﻗ ِ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﺴ ﻢ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﲟﻮﺕ "ﺁﻢ" ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﳊﻖ ﻭﻣﺎ ﺃﻗ ﺃﺗﻘ ِ ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﲟﺎ ﺃﻳﺪﱐ ﺭﰊ ،ﻭﺃﻛﺮﻣﲏ ﻭﺃﻋ ﺰﱐ ،ﻭﺯﺍﺩ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﺃﺗﻘ ِ ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﲟﺎ ﺃﺧﺰﺍﻛﻢ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﺃﺗ ﹾﻘ ِ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺰﰊ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺭﰊ ﲝﺬﺍﺋﻲ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺈﻣﻼﺋﻲ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ ﺼﺮﰎ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﲟﺎ ﻗ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﺃﺗ ﹾﻘ ِ ﺖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﻗﺪﺭﰎ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺭﺯﻭﱐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺒ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ. ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﺻﺎﱀ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﻗﺒﻞ ﺩﻋﻮﰐ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﻋﻴﺴﻰ ﺨ ﹾﺬ ﻣﲏ ﺖ ِﻣﻦ ﺭﰊ ،ﻓ ﲰﻰ ﻗﺮﻳﱵ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻔﺘﺎﻩ :ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﹸﺃﻧِﺒﺌ ﲰﺎﱐ ﻭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻵﰐ ،ﻭ ﻫﺬﻩ ﻭﺻﻴﱵ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻜ ﹼﻔﺮﻭﻧﻪ ﻭﻳﻜ ﹼﺬﺑﻮﻧﻪ ،ﻓﻼ ﺗﻘﻌﺪ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺗﺬ ﱠﻛ ﺮ ﻧﺼﻴﺤﱵ .ﻓﻠﻤﺎ ﻛﱪ ﻓﺘﺎﻩ ﻭﺷﺎﺥ ﺃﺩﺭ ﻙ ﻭﻗﱵ ،ﻓﺠﺎﺀﱐ ﰲ ﻭﻗﺖ ﹸﻏﺮﺑﱵ ،ﻭﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻚ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻓﺎﲰﻊ ﻣﲏ ﻛﻠﻤﱵ ،ﻓﺮﻭﻯ ﻣﺎ ﲰﻊ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺑﻌﲔ ﺑﺎﻛﻴﺔ، ﻭﺩﻣﻮﻉ ﻣﺘﺤﺪﺭﺓ ،ﺣﱴ ﻫﻴﺞ ﻋﱪﰐ ،ﰒ ﺃﺷﺎﻉ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺻﺎﻩ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻮﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﱪ، ﺖ ﺑﺈﳝﺎﺋﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ، ﻼ ﺇﱃ ﻛﻞ ﹸﺃﺫ ٍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺛ ﺮ ،ﻭﺃﺷﻌ ﻭﺑﹼﻠﻎ ﺣﺎﻟ ﹰﻔﺎ ﻭﻣﻬﱢﻠ ﹰ ﳋ ﹼﻄﺔ ،ﻭﻛﺎﺩﻭﺍ ﻛﻞ ﻛﻴﺪ ﲪﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍ ِ ﻭﺃﻭﺩﻋﺘﻬﺎ ﺃﺧﺒﺎﺭﺍ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ،ﻭﺯﺍ ﻟﻴﺼﺮﻓﻮﻩ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻻ ﺃﻛﺘﻤﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻻ ﺃﺗﻌﺎﻣﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺼﲑﺓ، ﻓﺄﺷﺎﻋﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻹﺷﺎﻋﺔ ،ﻭﺑﹼﻠﻐﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﰒ ﺗﻮﻓﺎﻩ ﺍﷲ ﻭﺭﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﻣﻘ ﺮ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ. ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺮﻫﺘﻢ ﻭﻣﺎ ﻓﺒﻴﻨﻮﺍ ..ﺃﺗﻘ ِ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﺃﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﺗﻜﻢ ﻏﺎﺿﺒﺘﻢ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭﺍﻥ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ
١٢١
ﻼ ﺴ ﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﻭﻣﻬﹼﻠ ﹰ ﻭﺩﻳﺎﻧﺎﺗﻜﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺭﻭﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻘ ِ ﻓﻮﹼﻟﻴﺘﻢ ﻣﻌﺮﺿﲔ؟ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﺷﻬﺎ ﺩﺍ ﻋ ﺪ ﹰﻻ ِﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺍﳌﺼﹼﻠﲔ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﲔ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﻳﻦ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﺒﻬﻜﻢ ﺍﷲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ،ﻓﻤﺎ ﺗﻨﺒﻬﺘﻢ ﻛﺎﳌﺴﺘﺮﺷﺪﻳﻦ. ﺴﻤﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺭﺿﻴﺘﻢ ﲟﺎ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﷲ ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ ،ﻭﺣﻔﻈﲏ ﻭﻋﺼﻤﲏ ﺃﺗﻘ ِ ﺴﻤﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻭﻛﺮﻣﲏ ﻭﺃﺭﻏ ﻢ ﺃﻧﻔﻜﻢ ﻟﺴﻮﺀ ﻧﻴﺎﺗﻜﻢ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ ﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻭﳓﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﹼﺬﺑﻜﻢ ﺍﷲ ﲟﺎ ﻻ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺴﺮ ﺟﺒﺘﻜﻢ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ،ﻭﺗﺘﺮﺑﺼﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻓﺘﺆﺧﺬﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺨﻮﺳﲔ .ﺑﻞ ﺍﷲ ﻳﻜ ِ ﰲ ﻛﻞ ﺁﻥ ،ﻭﻳﻌﻠﻲ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﱪﻫﺎﻥ ،ﻭﳝ ﺰﻕ ﺃﺟﻴﺎﺩ ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ .ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺮِﻓﺌﻮﻥ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ،ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻛﻮﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻮﺑﻮﻥ ﺧﺎﺋﻔﲔ؟ ﻭﺇﱐ ﺑﺰﻋﻤﻜﻢ ﺿ ﹼﻞ ﺍﻟﻮﺭﻯ ،ﻭﺃﻓﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺃﺗﺮﻙ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﻭﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺧﺎﺩﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﹸﺃ ِ ﻣﻌﻬﺎ ﺭﺯﺍﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻗﻮﻡ ﻣﻄﻬﺮﻭﻥ ﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻜﻢ ﻭﻻ ﻃﻐﻮﻯ ،ﰒ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﳜﺰﻳﻜﻢ ﺍﷲ ﻭﻳﻌﺬﺑﻜﻢ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﹶﺃ ﺩﹶﻓﻰ ،ﻓﻼ ﺗﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺮ ﺩﻭﺍ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻭﻻ ﺚ ﻧﻌﻤﺎﺀ ِﻣ ﺪﺭﺍﺭﺍ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﻭﺑﺎﻃﻨﺔ، ﺗﺄﺗﻮﻧﲏ ﻣﻌﺎﺭﺿﲔ .ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴ ﹶ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠ ﻲ ﰲ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻭﻓﺘﺢ ﻋﻠ ﻲ ﺃﺑﻮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ،ﻭﺣﺪﺍﺋﻖ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺎﺕ ،ﻓﻤﻦ ﳝﻜﺚ ﻋﻨﺪﻱ ﳓﻮ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻬﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺭﺿﻮﺍ ﺃﻭ ﺗﻌ ِﺮﺿﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ؟ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺑﺸﺮﱐ ﻭﻗﺎﻝ" :ﻳﺎ ﺃﲪ ﺪ ﺃﺟﻴﺐ ﻛ ﱠﻞ ﺩﻋﺎﺋﻚ ،ﺇﻻ ﰲ ﺷﺮﻛﺎﺋﻚ"،٤٣ ﻼ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺕ ﺿﺎﻕ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮ ﺇﲨﺎﳍﺎ ،ﻓﻀ ﹰ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺩﻋﻮﺍ ٍ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻛﻤﺎﳍﺎ ،ﻓﻬﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺭﺿﻮﱐ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻘﻠﺒﻮﻥ ﻣﻌﺮﺿﲔ؟ ﺸﺮﱐ ﰲ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺣﱴ ﺑﹼﻠﻎ ﻋﺪ ﺩﻫﻢ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ، ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺑ ﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﺃﻧﺒﺄﱐ ﻢ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺑﺎﻹﳍﺎﻡ ،ﻓﺄﺷﻌ 43ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﻗﺼﺔ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺫﻛ ﺮﻫﺎ .ﻣﻨﻪ
١٢٢
ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ،ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺘﻠﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭﺍﺕ ،ﰒ ﲤ ﺮﻭﻥ ﺎ ﻏﺎﻓﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺼﺒﺎﺕ، ﻭﺑﺸﺮﱐ ﺭﰊ ﺑﺮﺍﺑ ٍﻊ ﺭﲪ ﹰﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻣﻮﺍ ﻣﺰﺍﲪﺔ ،ﻭﲤﻨﻌﻮﺍ ِﻣﻦ ﺍﻹﺭﺑﺎﻉ ﺍ ﹸﳌ ﺮِﺑﻌﲔ؟ ﻓﻜﻴﺪﻭﺍ ﻛﻴﺪﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ .ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﲔ ،ﻓﺎﻗﺮﺃﻭﻩ ﻣﺘﺄﻣﻠﲔ ،ﺇﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻵﻳﺎﺕ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ .ﰒ ﹸﻛ ﺮﺭ ﻋﻠ ﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﻘﻈﺔ، ﺡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ،ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﻓﺘﺤﺮ ﻙ ﰲ ﺻﻠﱯ ﺭﻭ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳊﻀﺮﺓ .ﻓﺄﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻣ ٍﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﻨﺼﺮﱐ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﻃﻦ ،ﻭﳜﺰﻳﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳏﺘﻀﻦ ،ﻭﻳﺮ ﺩ ﻛﻴﺪﻛﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﺪﻳﻦ .ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺰﺩﺭﻳﲏ ﻋﻴﻨﻜﻢ ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﳒﻌﻞ ﺍﷲ ﺣ ﹶﻜ ﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ .ﺃﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻴﻨﻨﺎ ﺃﻭ ﻣﻴﻨﻜﻢ؟ ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧ ﹸﻘ ﻢ ﲢﺖ ﳎﺎﺭﻱ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻣﺒﺎﻫﻠﲔ ،ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓ ﹾﺄﺗﻮﱐ ﻭﺍﻣﻜﺜﻮﺍ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻷﺭﻳﻜﻢ ﺑﻌﺾ ﺁﻳﺎﺕ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻃﺎﻟﺒﲔ .ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻓﻠﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺭﺿﻮﱐ ﰲ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ،ﻭﻟﻦ ﺗﻘﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻣﺘﻢ ﺣﺎﺳﺮﻳﻦ .ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﻻ ﳝ ﻣﻦ ﺍﳌﻄ ﻬﺮﻳﻦ .ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﺎ ِﺭﺿﻮﱐ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﳍﺎﻣﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻜ ﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻧﱯ ﺃﻭ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﺒﺎﺭﺯﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻹﺻﻼﺡ ﻣﻔﺎﺳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻭ ﺭ ﺩ ﻭﻟﻦ ﺗﺒﺎﺭﺯﻭﺍ ،ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﺍ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﺃﻛﺘ ﻕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ِﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ،ﻭﺇﻓﺤﺎ ِﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﱪﻫﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭِﻓﺮ ٍ ﻧﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻡ .ﻭﻟﻦ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﻌ ﹶﻄﻮﺍ ﻋ ﺰ ﹶﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻌ ﹲﻞ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﻣﺰﻳ ِﻞ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃﻳ ﺪ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭ ِﺯﻳ ﺪ ﺑﺴﻄ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﹸﺃﻋﻄ ﻲ ﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻼﻡ .ﻓﺈﻥ ﺃﻋﺮﺿﺘﻢ ﻋﻦ ﺑﻼﻏﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﻭﺇﻥ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﰲ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻠﺴ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﺬﺭ ﻟﺪﻳﻜﻢ ،ﻭﺷﻬﺪﰎ ﺃﻧﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ.
١٢٣
ﺃﺗﻜﺬﺑﻮﻧﲏ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﻠﻢ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﻧﺎﻛﻢ ﻓﻔﺮﺭﰎ ﺟﺎﺣﺪﻳﻦ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﻟﲔ؟ ﻭﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺗﻠ ﱡﺬ ﹰﺫﺍ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺷﻜ ﺮﺍ ﻟﻠﺘﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﰒ ﺇﲤﺎ ﻣﺎ ﻟﻠﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺰﺍﺩ ﹰﺓ ﻟﻨﻌﻢ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﺇﺫ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﺍﻵﻻﺀ ﻭﺗﺜﺒﺖ ﻋﻄﺎﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ. ﲪﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻧﲏ ﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺩﻋﻮ ﹰﺓ ﻟﻠﻄﻠﺒﺎﺀ ،ﻭﺭ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ .ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻜ ﱢﻔ ﺮ ﺯ ﻣﺮﻱ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﱄ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﺎﺀ ،ﻭﳜﺘﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﻼﻫﺘﺪﺍﺀ ،ﻻ ﻟﻠ ِﻤﺮﺍﺀ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻐﺸﺎﻭﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﳋﻄﺎﺀ ،ﻭﻳﺄﺗﻴﲏ ﻛﺎﳌﺘﻮﺍﺿﻌﲔ .ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﲪﻪ ﺍﷲ ﺕ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺤﺘﻮﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻤﺌﻨﲔ .ﺑﻴﺪ ﺃﱐ ﻣﺎ ﹸﺃ ِﻣﺮ ﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﳉﻨﺎﻥ ،ﰒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﹶﺃ ِﺭﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﻟﻮ ﻛﻨ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺎﱐ ﺍ ﹶ ﺗﺄﺕ ﺎ ﻓﻠﺴﻨﺎ ﲟﺆﻣﻨﲔ .ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺒﻮﻥ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ ،ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺍﷲ ﻟﻴﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ،ﻓﻴﺘ ﺮﻛﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ .ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻟﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﺣﺠﺒﻬﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﺰﻛﻴﻬﻢ ،ﺇﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﻜﱪﻳﻦ .ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﲔ .ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﳏﻜﻮ ﻡ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻮﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻻ ﺖ ﺇﻻ ﺑﺸ ﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭﻳﻦ. ﻛﺎﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﰊ! ﻫﻞ ﻛﻨ ﰒ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻟﻨﺴﺘﺄﺻﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ،ﻭﻟﻨﻜﺸﻒ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﲔ .ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺃﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ "ﺁﰎ" ﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﺑﻞ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺎﻷﺷﻬﺎﺩ ،ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺋﻔﲔ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﲔ. ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﺒﺄ ﻣﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺏ .ﰒ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻁ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺤ ﹾﻜ ٍﻢ ﻗﻄﻌﻲ ﻛﻤﺎ ﻓ ِﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺍ ﻛ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻜﺎﻥ ﺣ ﹾﻜﻢ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﳉﻬﻮﻝ ،ﻓﺘ ﻤ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺑﻨﺎ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺣﻘﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﺖ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺧﻔﺎﺀ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﻇﻬﺎﺭ ،ﻭﺇﻏﻀﺎﺏ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﺎﻹﺻﺮﺍﺭ ﻭﻗﺪ ﲰﻌ
١٢٤
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺇﳍﺎﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﺃﻓﻼ ﺗﺮﻭﻥ ﻣﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺐ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ﺫﻟﻚ ﻛﱡﻠﻪ ﺍﻟ ﹶﻜ ﹼﻔﺎﺭ ،ﻛﻴﻒ ﻓﺎﺟﺄﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ؟ ﻭﻗﺪ ﹸﻛِﺘ ﺡ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺆﺧﺬ ﻭﻳﻤﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﻠ ﻮ ﺻ ﺮ ﰲ ﺇﳍﺎﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻘ ﻬﺎﺭ ،ﻭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ،ﰒ ﹸﻃﺒﻊ ﻭﹸﺃﺭﺳ ﹶﻞ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﺭ .ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺕ "ﺁﰎ" ﺇﻻ ﺑﲔ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ﻧﺒﺄ ﻣﻮﺗﻪ ﻭﻛﺎﻟﻨﺬﻳﺮ .ﺃﻓﻼ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺇﳍﺎﻣﺎﰐ ،ﻭﻻ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﻛﻠﻤﺎﰐ ،ﻭﳝ ﺮﻭﻥ ﺿﺎﺣﻜﲔ ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺎﰐ ،ﺭﺿﻮﺍ ﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺩﺍﻭﻱ ﺧﺘ ﻢ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﺃﻗﻔﺎﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ؟ ﺸﻲ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻧﺒﹶﺄ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﲞﻮﻑ ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ "ﺁﰎ" ﺧ ِ ﺖ، ﺖ ،ﻭﺃﻭﺗﺎﺩﻫﺎ ﹸﻗِﻠﻌ ﳉﻨﺎﻥ ،ﻷﻧﻪ ﻇﻦ ﺃﻥ ِﺭ ﺣﻠﺘﻪ ﻗﺮﺑﺖ ﻭﺩﻧﺖ ،ﻭﺧﻴﺎﻣﻪ ﹸﻃ ِﻮﻳ ﺍﹶ ﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﳌﺄﺧﻮﺫﻳﻦ .ﻓﻜﺎﻥ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻤ ﻬﻞ ﺇﱃ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺀ، ﻓﺨ ِ ٤٤ ﻭﺗﺮﻙ ﺇﱃ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﳌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ ،ﻓﻤ ﻬﻠﻪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺭ ﺟﻊ ﺇﱃ ﻛﻔﺮﻩ ﻭﻃﻐﻰ ،ﰒ ﺃﻣﺎﺗﻪ ﺗﻌﺬﻳﺒﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﺘﻪ ﰲ ﺍﻷﻭﻟﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺧﻮﻑ "ﺁﰎ" ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ،ﻓﻼ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﰲ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﲰﻊ ﻣﲏ ﻧﺒﺄ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻛﻴﻒ ﺃﻟﻘﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﺏ ،ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻛﻤﺠﻨﻮﻧﲔ ﺷﺪﺍﺋ ﺪ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ،ﻭﹶﺃﻧﹶﺄﺗﻪ ﺍﻟﺪﻫﺸ ﹸﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ،ﺣﱴ ﻃﺎﺭﺕ ﺣﻮﺍ ﺳﻪ ﻣﻦ ﺍﳍﻴﺒﺔ ،ﻭﺃﺻﺎﺑﺖ ﻋﻘﹶﻠﻪ ﺸﺄ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﱃ ﺑﻠﺪ ﻛﺎﻨﻮﻥ ،ﻭﳚﻮﺏ ﻛﻞ ﺻﺎﺑ ﹲﺔ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﳋﺸﻴﺔ ،ﻭﻃ ِﻔﻖ ﳚ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻄ ﻮﺣﻪ ﻃﻮﺍﺋﺢ ﺍﳌﻨﻮﻥ .ﻭﺭﺁﻩ ﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﲑ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻱ ﺍﻟﻐ ﻤﺔ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻜﺮﺑﺔ ،ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺒﻜﻲ ﺃﻭ ﻟﻪ ﺭﻧﺔ ﺍﻟﻨﻴﺎﺣﺔ ،ﻭﺷﻬﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺩ ﳝﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻐﹼﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻛﺎﺮﻣﲔ ﺍﳌﺄﺧﻮﺫﻳﻦ. ﺸﻲ ﻭﺗﻨـ ﺰ ﹶﻝ ﺇﱃ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺯﻭﺍﺟ ﺮ ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺧ ِ ﺥ ﺁﺫﺍﻧﻪ ،ﻓﺨﺎﻑ ﺎ ﹶﻗ ﻬ ﺮ ﺣﻀﺮﺓ ﺻﻤﺎ ﺖ ﰲ ﺟﻨﺎﻧﻪ ،ﻭﻗ ﺮﻋﺖ ﻛﻠﻤﺎﰐ ِ ﻧﺒِﺌﻨﺎ ﹶﳒﻌ 44ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻭﻳﺘﺮﻙ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٢٥
ﺠ ﹶﺔ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺧﻔﺎﺀ .ﰒ ﻗﺴﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ٍﺭ ﻣﻬ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹶﻔﻨﺎﺀ ،ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻌﺬﺏ ﺧﺎﺋﻔﲔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﱴ ﻳﻐﻴﺮﻭﺍ ﺳﲑ ﺍﳋﺎﺋﻔﲔ .ﻭﺇﻧﻪ ﺃﻗ ﺮ ﲞﻮﻓﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ،ﻭﺃﺧﱪﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻪ، ﻭﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺃﺧﻔﺎﻩ ﻣﻦ ﲨﻌﻪ ،ﺃﺑﺪﺍﻩ ﺳﻴﻞ ﺩﻣﻌﻪ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺘﺮ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﲔ ،ﺃﺑ ﺪﺗﻪ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻌﲔ .ﻭ ﻣﻦ ﺩﹶﻟﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺎﳌﻔﺘﺸﲔ ،ﻭ ﺟﺪﻩ ﻛﺎﺎﻧﲔ ،ﻭﺧﺎﺑﻄﺎ ﻛﺎﳌﺼﺎﺑﲔ ،ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﳝﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﻴﻮﻡ ﺣﺎ ِﻣﻲ ﺍﻟ ﻮﺩﻳﻘﺔ ،ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻛﻀﺎ ﹼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﻳﺰﺟﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻤﻮﻡ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ،ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﻠﻒ ﺍﺳﺘﺸ ﹼﻔﻪ ﺑﺂﺛﺎﺭ .ﻭ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﺱ ،ﺑﺎﺩﻱ ﺍﻹﳚﺎﺱ ،ﻭﻣﺎ ِﻓﻨﺎﺋﻪ ،ﻭﺗﺼ ﺪﻯ ﻻﺳﺘﻨﺸﺎﺀ ﺃﻧﺒﺎﺋﻪ ،ﻭ ﺟﺪﻩ ﻛﻤﺨﺘ ﹼﻞ ﺍﳊﻮﺍ ﺭﺁﻩ ﰲ ﻓﺮﺡ ،ﺑﻞ ﰲ ﻏ ﻢ ﻭﺗﺮﺡ .ﰒ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺴﻠﺨﺖ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﳒﺎ، ﺤﺖ ﺃﺧﻔﻰ ِﺳ ﺮ ﺧﻮﻓﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺑﺪﻯ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﳜﻔﻲ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﺇﳚﺎﺳﻪ ،ﻓﻨ ﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﺍﻻﺭﺗﻌﺎﺩ، ﺕ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺧﻨﺎﺳﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻻ ﺷﻚ ﺃﱐ ﺃﻧﻔﺪ ﺗﺄﻭﻳﻼ ٍ ﻭﻟﻜﲏ ﻣﺎ ﺧﻔﺖ ﻧﺒﹶﺄ ﺍﻹﳍﺎﻡ ،ﺑﻞ ﺧﻔﺖ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺻﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠ ﻲ ﻛﺎﻟﻀﺮﻏﺎﻡ ،ﻓﺈﻢ ﺃﻏ ﺮﻭﺍ ﺕ ﻋﻠ ﻲ ﰲ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻴ ﹰﺔ ﻣﻌﱠﻠﻤ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﻴﻞ ﻭﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻛﺎﻟﺼﺎﺋﻠﲔ .ﻓﻔﺮﺭ ﺼﻢ ِﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﹶﻟ ﻌﱢﻠﻲ ﹸﺃﻋ ﳋﺘﻦ ﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﳌﺆ ﻣﻨﲔ ،ﺑﻞ ﺻﺎﻝ ﻋﻠ ﻲ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺴﹼﻠﺤﲔ .ﰒ ﻓﺮﺭﺕ ﺇﱃ ﺍ ﹶ ﺗ ِﺮﻛ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻓﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍ ﻛﻤﺎ ﺻﺎﻟﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺇﺗﻴﺎﱐ .ﻭﺇﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺳ ﹼﻔﺎﻛﲔ ،ﻓﺮﺃﻳﺘﻬﻢ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻡ ﺗﺒ ﻮﺃﺗﻪ ،ﻭﰲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻭ ﹼﻃﺄﺗﻪ ،ﻭﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﳐ ﻮﻓﲔ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺒ ﻮﺀﻭﻥ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﳓﻮﻱ ﻛﺎﻟﻘﺎﺗﻠﲔ .ﻓﻸﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺓ ﺇﱃ ﺑﻠﺪﺓ ﳌﺎ ﺧ ﻮﻓﻮﱐ ﺑﻘﻨﺎﺓ ﺸﺄ ﺴ ﻤﻮﱐ ﻓﺎﺟﺌﲔ .ﻭﳌﺎ ﺟ ﲔ ،ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳ ﺸ ﺮﻓﻴﺔ ﻭﻓﺤﻴ ِﺢ ِﺗﻨ ٍ ﺻ ﻌﺪﺓ ،ﻭﺭﻣ ٍﺢ ﻭ ﻣ ﻭ ﺴﻬﻮﻕ ،ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﹸﺃﻟﻘﻲ ﺑﺂﺧﺮ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺟﻨﺎﱐ ﻛﺎﳌﺨﻨﻮﻕ ،ﻭﻫﺎﺟﺖ ﺍﳍﻤﻮﻡ ﻛﺎﻟ ﺴﻴﺎﺭ ﻛﺎﻟﻘﺎﻃﻨﲔ. ِﺟﺮﺍﱐ ،ﻭﺃﲣﺬ ﺃﻫ ﹶﻞ ﺧﺘﲏ ﺟﲑﺍﱐ ،ﻭﹸﺃﻟﻘﻲ ﻋﺼﺎ ﺍﻟﺘ ﻫﺬﻩ ﻇﻨﻮﻥ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻔ ﻮ ﻩ ﺑﻠﻔﻈﺔ ِﻣﻦ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺷﻬﺎﺩ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺎﻉ ﻇﻨﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻠ ﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺋﺪ ،ﺑﻞ ﻣﺎ ﺭﺍﹶﻓ ﻊ ﺇﱃ ﺍﳊ ﹼﻜﺎﻡ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺧﱪ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ ،ﻭﺃﻣﻀﻰ
١٢٦
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻟﺼﺎﺋﻤﲔ .ﰒ ﺃﻗ ﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻭﺃﻗ ﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﻔﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺧﺎﻓﹰﺎ ،ﻭﺧﺸِﻲ ﻣﻮﺗﺎ ﺯﻋﺎﹰﻓﺎ ،ﻭﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ .ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺣﻴ ٍﺔ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ..ﺃﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﺮﺍﺳ ﹲﺔ ﺃﻭ ﺗﻨﻜﺮﻫﺎ؟ ﻓﺎﻓﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺘﺪﺑﺮﻳﻦ. ﰒ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺟﲑﺍﻥ ﺇﱃ ﺟﲑﺍﻥ ،ﻭﻟﻔﻈﺘﻪ ﺑﻠﺪﺓ ﺇﱃ ﺑﻠﺪﺍﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻋﺬﺭﺍ ﹶﳓﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﻛﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻣﺎ ﺑﻜﻰ ﻋﻨﺪ ﺣ ﹼﻜﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﻋﻮﺍﻥ ،ﻭﻻ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻻ ﻧﺴﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﺑﻨﲔ .ﺃﻳﻘﺒﻞ ﻋﻘﻞ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﻮﻣﺎﺕ ﻭﺯﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﺼﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﻤﺎﺕ ،ﺃﻥ ﻳﺼﱪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺪﻭ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺣﺎﺳ ﺪ ِﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺍﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﻭﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﺇﱃ ﺸﻲ ﺟﺮﳝﺘﻨﺎ ،ﻭﻳﺜِﺒﺖ ﺻﺮﳝﺘﻨﺎ ،ﻭﺃﺫﺍﻗﻨﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ. ﺍﻟ ﹸﻘﻀﺎﺓ؟ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔ ِ ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ "ﺁﰎ" ﻭﻗﻮﻣﻪ ﻛﻴﻒ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺑﺎﻃﻼ ،ﻭﺭﻗﺺ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺧﺎﺗﻼ ،ﻭﺭﻣﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﺱ ﺍﳋﺒﺚ ﻋﺎﺗﻼ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﳌﺒﲔ؟ ﺃﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺑﻪ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﲔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻼﺕ؟ ﺃﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺮﺟ ﻮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪ ﺟﺎﻟﲔ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻋﺪﺍ ِﺀ ﺧ ِﲑ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ؟ ﻓﻔ ﱢﻜﺮﻭﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ. ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺭﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﻭﺟﺮﺍﺋﺪﻫﻢ ﳑﻠ ﻮﺓ ﻣﻦ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺧﲑ ﺍﻷﻧﺎﻡ، ﻀﻮﺍ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ؟ ﻭﻭﺍﷲ ﺇﻢ ﻋﺪﻭ ﱄ ﻭﻋﺪﻭ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﻓﻜﻴﻒ ﻏ ﺴ ﺮﻧﺎ ﺑﻴﻀ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺹ ﻋﻠ ﻲ ﻟﻮ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﻟﻮ ﻛ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ،ﻭ ِﺣﺮﺍ ﺑﻴﻀﻬﻢ ،ﳊﹼﺜﻮﺍ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺘﺤﺮﻳﻀﻬﻢ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺻﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﻨﺎ ﺕ ﻟﻺﻫﻼﻙ ،ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﻛﺎﻟﺴ ﹼﻔﺎﻙ؟ ﹶﺃ ﺩ ﺭ ُﺀﻭﺍ ﺑﺎﳊﺴﻨﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺟﺰﺍﺀ ﺳﻄﻮﺍ ٍ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺌﺔ؟ ﺭﺃﻭﺍ ﺻﻮﻟ ﹰﺔ ﺃﻭﱃ ﻣﻨﺎ ﻓﻌﻔﻮﺍ ﻭﺻﱪﻭﺍ ،ﰒ ﺭﺃﻭﺍ ﺻﻮﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻌﻔﻮﺍ ﻭﺻﱪﻭﺍ ،ﰒ ﺭﺃﻭﺍ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻌﻔﻮﺍ ﻭﺻﱪﻭﺍ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺳﻄﻮﺍﺕ ﺛﻼﺙ! ﺴﻤﻮﺍ ﺃﻫﺬﻩ ﺃﺧﻼﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ؟ ﻓﹶﺄ ﹾﻗ ِ ﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﺍ ﺃﺗﻔﱵ ﻓﺮﺍﺳﺘﻜﻢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜ ﹼﻔﺎﺭ ،ﻭﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻔ ﻛﻞ ﻗﻮﻡ ﰲ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺍﳌﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺟﺪﻭﻧﺎ ﳎﺮﻣﲔ ﺳﻔﺎﻛﲔ،
١٢٧
ﰒ ﺁﹶﻟﻮﻧﺎ ﺧﺒﺎ ﹰﻻ ﻋﺎﻓﲔ؟ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻜ ﺮ ﻭﺣﻴﻠﺔ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ "ﺁﰎ" ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺭﺗﻌﺎﺩ ،ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺄﱠﻟﻰ ﻭﻣﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﻭﹼﻟﻰ ﻭﻣﻜﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﳓﻦ ﻗﻮﻡ ﳒﺘﻨﺐ ﺍﻷﻻﻳﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺣﹶﻠﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .ﻭﺍﳊﻠﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ،ﻭ ﻣﻦ ﺃﰉ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺠﺮﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺣﹶﻠﻒ ﻳﺴﻮ ﻋﻬﻢ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ .ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟ ﹶﻔ ﻒ ﻛﻞﹼ "ﻛﻼﺭﻙ" ﺃﻥ ﺍﻟ ﹶﻘﺴﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﺎﳋﻨﺰﻳﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ! ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻞ ﺧ ﻨﺰﻳ ﺮ ﺍﳊﻠ ِ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻴﺴﲔ ،ﻭﺑﻮﻟﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ .ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ "ﺁﰎ" ﻭﻛﺬِﺑﻪ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ،ﻭﻋﻤِﻠﻪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ،ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻹﻗﺴﺎﻡ ،ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻗﻬﺮ ﺍﷲ ﺖ ﺧ ﹾﺬ ﻣﲏ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻔﻚ ﻟﻮ ﺍﻟﻌﻼﻡ؟ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻼﺋﻪ ،ﻭﻗﻠ ﺕ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺇﱃ ﺁﻻﻑ ،ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺰﺍﺩ ﻚ ﰲ ﻗﻀﺎﺋﻪ .ﺑﻞ ﺯﺩ ﻛﻨﺖ ﺗﺸ ﻟﺰﺩﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺧﻼﻑ .ﻓﻜﺎﻥ ﻓﺮﺿﻪ ﺃﻥ ﳚﻴﺌﲏ ﺟﺎ ﺭﺍ ﺫﻳ ﹶﻞ ﺍﻟﻄﺮﺏ ،ﻭﳛﻠﻒ ﻭﻳﺸﻴﻊ ﺻﺪﻗﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓ ﺮ ﻛﺎﳌﺒﻬﻮﺕ ،ﻭﺧ ﺮ ﻛﺎﳌﻜﺒﻮﺕ ،ﻭﹶﺃ ﻋﻘﺒﻪ ﺺ ﺤﻀﺎ ﺣﻪ ،ﻭﻫﺘﻚ ﻭﺟﺎ ﺣﻪ ،ﻭﺣﺼﺤ ﺿ ﻒ ﺍﳍﻮﻝ ﻛﺎﺎﻧﲔ .ﻓﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻃﺎﺋ ﺍﳊ ﻖ ﻭﺑﺪﺍ ﻛﺬﺏ ﺍﳋﺎﺋﻨﲔ. ﰒ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻒ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﺑﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﻧﻪ ،ﻭﻳﺜِﺒﺖ ﺑﺄﺷﻬﺎ ٍﺩ ﻣﻀﻤﻮ ﹶﻥ ﻫﺬﻳﺎﻧﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺻﺮﺥ ﺏ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﲑﺓ ﺍﳌﻈﻠﻮﻣﲔ .ﻓﺄﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎ ِ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻳﺎﺗﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﺧﺰﻋﺒﻴﻼﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ؟ ﻭﺇﻧﻪ ﺃﻗ ﺮ ﻏﲑ ﻣﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﳊﻤﺎﻡ. ﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻭﻭﺟﺪ ﻣﺎ ﳚﺪ ﺍﳌﻮِﻗﻦ ﺑﻘﺮﺏ ﺍ ِ ﺧِ ﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ِﻟﹸﻠ ﹶﻘﺎﻩ، ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ،ﻭﻣﺎ ِﺭ ﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻭﺑﺎﻥ ،ﺃﻫ ﺮ ﺤﻴﺎﻩ ،ﻓﻤﻦ ﺣﺪﻕ ﺇﱃ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ ،ﻭﻓﻜﺮ ﰲ ﺷﺨﲑﻩ ،ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑ ﺪﻝ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﻭﻋﺠﺒﻮﺍ ِﺑ ﻤ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺃﻃﻔﺄ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﳌﻀﻄﺮﻣﺔ ،ﻭﻇﻬﺮ ﻛﺎﳌﺴﺎﻛﲔ .ﻭﺑﻜﻰ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻧﺎﺩ ﺭﺣﻴﺐ ،ﺑﺘﺬﻟﻞ ﻋﺠﻴﺐ ،ﻓﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑ ﻬﺮﺓ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﻭﺣﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻓ ِﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺸﻲ ﻗﻨﺎ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻋﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻣﻀﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﳌﻀﻄﺮﻳﻦ .ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻨﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧِ
١٢٨
ﰲ ﺇﳍﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﻗﻴﺪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻁ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﳌﻨﺎﻁ ،ﻭﻣﺎ ﻓﻜﺮﻭﺍ ﰲ ﺧﻮﻓﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ،ﻭﺗﻌﺎ ﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻁ ،ﻭﺃ ﺭﻭﺍ ﻛ ﱠﻞ ﺧﺒﺜﻬﻢ ﻛﺎﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﺶ ﻭﻏﻀﺐ ،ﻭﻏﻴﻆ ﻭﳍﺐ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﺘﺪﻳﻦ. ﻭﺃﺑﺪﻭﺍ ﻧﻮﺍﺟ ﹶﺬ ﻃﻴ ٍ ﺖ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎ ُﺀ ﻭﺭﻓﻘﺎﺅﻩ ﺍﳉﻬﻼﺀ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﲔ .ﻭﻓ ﻬﻤﻨﺎﻫﻢ ﻭﹶﺃ ﺧﻨ ﻓﻤﺎ ﺃﻗﻠﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳉﻬﻼﺕ ،ﻭﺍﻧﺼﻠﺘﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻻﻧﺼﻼﺕ ،ﻭﺃﺿﺮﻣﻮﺍ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻮﻏﻰ، ﺠ ﻤﺮ ﺍﻟ ﻐﻀﻰ ،ﻭﻣﺎ ﹶﺃﻧ ﹶﻘﺮﻭﺍ ﻭﻣﺎ ﻓﻜﺮﻭﺍ ،ﺑﻞ ﺍﺿﻄﺮﻣﻮﺍ ﻭﺗﻨ ﹼﻜﺮﻭﺍ ،ﻭﺃﺑﺮﺯﻭﺍ ﻭﺍﻟﺘﻬﺒﻮﺍ ﻛ ﺡ، ﺐ ﻭﺍﺳﺘﺠﺮﺍﺡ ،ﻭﺷﺘ ٍﻢ ﻭﻣﺰﺍ ٍ ﻋﺮﺑﺪ ﹰﺓ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻭﺍﻓﺘ ﺮﻭﺍ ﺃﺷﻴﺎﺀ ،ﻭﲤﺎﻳﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳ ﺕ ﻭ ﻭ ﺣﺪﺍﻧﺎ ﻛﺎﺎﻧﲔ .ﻭﺃﺧ ﹶﻔﻮﺍ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻋﺘ ﺪﻭﺍ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎ ﻭﺘﺎﻧﺎ ،ﻭﻃﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺯﺭﺍﻓﺎ ٍ ﳊ ﻮﻝ ﺍﶈﺘﺎﻝ ،ﺃﻭ ﺍﳌﻐ ﹼﻄﻲ ﺍﻟﺪ ﺟﺎﻝ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ ﺳﺎﺋﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ، ﻛﺎ ﹸ ﺴﺎﻕ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ،ﻭﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺀ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺘﹶﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎ ﹶﻥ ﻭﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ .ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﳜﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻨﺒٍﺄ ﻣﺎ ﻓ ِﻬﻤﻮﻩ ،ﺃﻭ ﻓ ِﻬﻤﻮﻩ ﰒ ﺣ ﺮﻓﻮﻩ ،ﻭﻋﹶﺜﻮﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ .ﻭﺳﻌﻰ ﺴﻲ ﺟﻠ ِﺪ ﺍﻟﻨﻤﺮ ،ﻭﻫﺎ ِﺟ ِﻤﻲ ﻫﺠﻮ ِﻡ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻉ ،ﻻِﺑ ِ ﺴﺒﺎ ٍ ﻉ ،ﺑﻞ ﻛ ِ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎﺅﻧﺎ ﻛﺴﺎ ٍ ﻑ ﺯﻭﺭﻫﻢ ،ﻭﻧﺒﺬﻭﺍ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳌﻨﻬ ِﻤﺮ ،ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺯﺧﺎﺭ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ،ﳎﺘﺮﺋﲔ .ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺟ ﻮ ﺣﻨﺎ ﲝﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻻﻓﺘﻨﺎﻥ ،ﻭﺃﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﺎﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ .ﻭﻛﺎﻥ ﻛ ﱞﻞ ﻛﺤﺴﲔ ﺑﻄﺎﻟﻮﻱ ﺃﻭ ﺷﻴﺦ ﳒﺪﻱ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ "ﺁﰎ" ﻛﺎﻥ ﻣ ِﺮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘ ﺮ ﻣ ﺮ ﻡ ،ﻭﺻﺎﻣﺘﺎ ﻻ ﻳﺘﻜﹼﻠ ﻢ ،ﺑﻞ ﻛﺘﺐ ﺇﱄ ﺃﱐ ﺴﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺮﺉ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ِﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﻢ ،ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﻣِﻠ ﻲ ﻗ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻭﻳﻦ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺷﺮ ﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺳﺒﻬﻢ ﻭﺘﺎﻢ ،ﻭﺳﻔﺎﻫﺘﻬﻢ ﺤﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻗﻌﺪ ﻛﺎﳌﻌﺘﺰﻟﲔ ﺍﳌﺨﺘﻔﲔ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﳛﺴﺒﲏ ﻛ ﹼﺬﺍﺑﺎ، ﻭﻫﺬﻳﺎﻢ ،ﻭﺗﻨ ﻭﳛﺴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ﻣﺼﺎﺑﺎ ،ﻟﻜﺎﻥ ﺣ ﹼﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃ ﻭﻝ ﺍﳌﻜ ﹼﺬﺑﲔ ﻭﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﻼﻋﻨﲔ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﻊ ﻛﺬﰊ ﺑﺎﻻﺷﺘﻬﺎﺭﺍﺕ ،ﰒ ﻻ ﻳﻘﻨﻊ ﺎ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻟﻠﻤﻜﺎﻓﺎﺓ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﺻﻤﺖ ﻛﺎﳌﺘﺨﻮﻓﲔ .ﻭﺃﻧﺖ
١٢٩
ﺚ ﻗﻠﱯ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺗﺄ ﹼﺫﻯ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣ ﹼﻄﻠ ﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﰊ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺒ ﹸ ﻛ ﱠﻞ ﺍﻷﺫﻯ ﺑﺴﺒـﱯ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ٤٥ﻏﻀﺒﻪ ﻛﺎﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ،ﻭﻳﺸﺘﻌﻞ ﺎﺯﺍﺓ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ .ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻌﻪ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻛﺎﳌﻴﺖ ﺍﳌﺪﻓﻮﻥ ،ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﻛﺎﳌﺘﻨﺪﻡ ﺍﶈﺰﻭﻥ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻡ ﳛﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻭﻴﺞ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﻭﻳﻔ ﺮﻁ ﺍﻟﻮﻫﻢ؟ ﰒ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺤﻠﻒ ﻟﻜﺸﻒ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﺐ ﳊﻄﺎﻡ ،ﻟﲑﺟﻊ ﺑ ﺮ ﺩ ٍﻥ ﻣﻶﻥ ﻭﻗﻠ ٍ ﻭﻭﻋﺪﺗﻪ ﻗﻨﻄﺎﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺴﺎﻡ ،ﻻ ﻳﺴﲑﺍ ﻣﻦ ﺍ ﹸ ﺟ ﹾﺬﻻﻥ ،ﻓﻮﹼﻟﻰ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﹼﻟﻰ .ﰒ ﻟﻌﻨﺘﻪ ﻟﻌﻨﺎ ﻛﺒ ﲑﺍ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻌﻨ ﹸﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ ﺃﻋﺮﺿﺖ ﻣﺰﻳ ﺮﺍ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺌﺘﲏ ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺗﺰﻭﻳﺮﺍ ،ﻓﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﺣﹶﻠﻒ ،ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺭ ﺯ ًﺀﺍ ﺳﹶﻠﻒ، ﻭﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺄﺧﻮﺫﻳﻦ. ﻭﻛﻔﺎﻙ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻉ ﻧﺒﺄ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻭﺗﺮﺍﺀﺕ ﻟﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﻮﺕ ،ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻑ ﺣﱴ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺕ ،ﻭﻃﻔﻖ ﻳﻔ ﺮ ﻛﺼﻴﺪ ﻣﺬﻋﻮﺭ ﳚﻮﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﺀ ،ﻭﻻ ﺧﺎ ﻳﺮﻯ ﺷﺠﺮﺍ َﺀ ﻭﻻ ﻣﺮﺩﺍﺀ ،ﻭﺗ ﺮﻙ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﲔ .ﰒ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻻ ﳜﻔﻰ، ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻭﻥ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ ،ﻓﺎﺷﺘﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺋﻠﲔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻗ ﹶﻔﻮﻩ ،ﻭﻣﺎ ﺖ ِﻣﻦ ﳕﻂ ﺗﻌﺎﹸﻗﺒﻬﻢ ،ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺭﺍ ِﺟﹶﻠﻬﻢ ﻭﻻ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻗﺼﺮﺍ ﺇﻻ ﻋﹶﻠﻮﻩ ،ﺣﱴ ﺑ ِﻬ ﺭﺍ ِﻛﺒﻬﻢ .ﻓﻤﺎ ﺃﻣﻬﹶﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻮﻑ ،ﺑﻞ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﻣﻨﻪ ﺍﳉﻮﻑ ،ﻭﺭﺁﻩ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻀﻲ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻓﺮﺍﺕ ،ﻭﳚﺮﻱ ِﻣﻦ ﻣ ﹾﻘﻠﺘﻪ ﺳﻴ ﹸﻞ ﺍﻟﻌﱪﺍﺕ ،ﻭﻻ ﻛﺪﻣ ِﻊ ﺏ .ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻨﺺ ﻋﻨﺪ ﺸﻌﻮ ﺍ ِﳌ ﹾﻘﻼﺕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ،ﻭﺳﻴ ﻌﹶﻠﻖ ﺑﻪ ﺍﻟ ﺲ ﺟﻮﺍﺭﺡ ﺑﺎﻃﺸ ٍﺔ ﳜﺘﻔﻲ ﰲ ﺳﺮﺣ ٍﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﻭﺭﻳﻘ ِﺔ ﺍﻷﻓﻨﺎﻥ ،ﻭﻳﻮﺍﺭﻱ ﺣ ِﻋﻴﺎﻧﻪ ﲢﺖ ﻛﻞ ِﻋﻴﺼﺔ ،ﺑﺈﺭﻋﺎﺩ ﻓﺮﻳﺼﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺎ ﻩ ﻛﺎﺎﻧﲔ. ﰒ ﹶﳓﺖ ِﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻓﻨﺎﺩ ،ﺃﻥ ﺟ ﻤ ﻌﻨﺎ ﺣﹼﻠﻮﺍ ﺑﺴﺎﺣﺘﻪ، ﺠﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺎﻫ ِﺮﻱ ﺳﻴﻮِﻓﻬﻢ ﻹﺑﺎﺩﺗﻪ ،ﻟﻴﻐﺘﺎﻟﻮﻩ ﻛﺎﳌﻔﺎﺟﺌﲔ .ﻓ ِﻤﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﻋ ﻑ ﳒ ﻤﻪ ﻭﺷﺠﺮﻩ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺠ ﺮﻩ ،ﻭ ﻋ ِﺮ ﺠ ﺮﻩ ﻭﺑ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﳓﺖ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ،ﻇ ﻬﺮ ﻋ 45ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﺘﺤﺮﻙ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٣٠
ﺃﻧﻪ ﻫﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼ ﻡ ،ﻭﻟﻮ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﳌﺮﺍﻡ .ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻗ ﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎﻑ ﺣﻴ ﹰﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺄﻣﻮﺭﺓ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﱠﻠﻤ ﹰﺔ ،ﻭﺗﻠﺪﻍ ﺍﳊﻴﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﷲ ﻻ ﺑﺄﻣﺮ ﺸﻲ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ،ﻭﺃﻭﺟﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ِﺧﻴﻔ ﹶﺔ ﻧﺒِﺄ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺧ ِ ﳉﻨﺎﻥ ،ﰒ ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺇﳍﺎﻡ ﺍﳌﻨﺎﻥ ،ﻓﺎﻧﺘﻔﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﲞﻮﻑ ﺍ ﹶ ﺳﺘﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺎﳌﺎﻛﺮﻳﻦ. ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﳊﻴﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ،ﺃﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﺖ ﺃﱐ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻺﻳﻼﺀ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻫﺆﻻﺀ .ﻭﻗﺪ ﲰﻌ ﲨ ﻊ ﻋﲏ ﻗﺒﹶﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺭ ﺟﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﺎﺀ .ﻭﻗﻠﺖ ﺇﱐ ﳎﻴﺰﻙ ﻛﺎﻟﻐﺮﻣﺎﺀ ،ﻭﻟﻮ ﺷﺌﺖ ﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ،ﻓﺨﺎﻑ ﻋ ﹼﻜﺎﺯﰐ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺍ ﹼﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺯﰐ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻭﹼﻟﻰ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﹼﻟﻰ. ﺹ ﺃﺋ ﻤﺘﻚ ،ﻭﺃﻛﺎﺑﺮ ﻣﹼﻠﺘﻚ ،ﺃﺃﻧﺖ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺖ :ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺁﹶﻟﻮﺍ ِﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺧﻮﺍ ﻓﻘﻠ ﺃﻭ ﲢﺴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﲔ؟ ﻓﻤﺎ ﺭﺩ ﻗﻮﱄ ﻭﻣﺎ ﺁﱃ ﻛﺎﻟﺼﺎﺩﻗﲔ. ﻓ ِﻜ ﹾﺬﺑﻪ ﺷﻲﺀ ﻻ ﳜﺘﻔﻲ ﺑﺈﺧﻔﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺀ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﺟﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ، ﻭﺃﺳﲎ ﺍﳌﺴﱠﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻗﻮﻡ ﺃﻋﻤﺎﻫﻢ ﺇﻋﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ،ﻛﻤﺎ ﺠﹶﻠ ﺞ ،ﻭﺍﺳﻮ ﺩﺕ ﲔ ﺍﳊﺮﺑﺎﺀ .ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﺃﺑﹶﻠ ﺞ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﹶﻟ ﻳﻌﺸﻲ ﺍﳍﺠﲑ ﻋ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺒﻄﻠﲔ .ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜ ﹼﺬﺍﺏ ،ﺃﻣﺎﺕ ﻛ ﱠﻞ ﻣﻜ ﹼﺬﺏ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺖ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺍﳊﻖ ﻭﻟﻮ ﺖ ،ﻭﺍﳊﺠﺔ ﻗﺪ ﺗـﻤ ﺍﻟﺒﺎﺏ .ﻭﺇﱐ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻗﺪ ﺯﻣ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺎﺭﻫﲔ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺕ "ﺁﰎ" ﰲ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺃﻧﻪ ﳝﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ،ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟ ِﻔﺮﻳﺔ ،ﻓﻨﻮﺍﱄ ﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﺍﳌﻨﺎﻥ ،ﺃﻧﻪ ﻓ ﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﺃ ﹼﰎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃ ﹶﳍ ﺞ ﺑﺸﻮﻕ ﺍﳉﻨﺎﻥ ،ﻭﻣﺎﺕ "ﺁﰎ" ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻧﻔﻌﻪ ﻓﺮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ،ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻓﺎﻓ ﻬ ﻢ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ: "ﻫ ﻮﻯ ﺩﺟﺎ ﹲﻝ ﺑﺐ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﳌﻬﻠﻜﺔ" ١٨٩٦ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻳﺔ
١٣١
ﻭﻫﺬﻩ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﺣﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ،ﺑﻞ ﺃﺧﻔﺎﻩ ﲢﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻰ ﺳﺮ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻓﺤﺼﺤﺺ ﺍﳊﻖ ﻭﺯﻫﻖ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺤﺮﻭﻥ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ؟ ﺃﱂ ﻳﺄ ِﻥ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﻭﺑﻄﻠﺖ ﺩﻗﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟ ﹶﻜ ﹶﻔﺮﺓ ،ﻓﹶﺄﻧﻰ ﺗﺴ ﺗﺘﻮﺑﻮﺍ ﻳﺎ ﻣﺘﺨﻠﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ،ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﻭﹶﺃﻣ ِﻬﻠﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﻟﻞ ﻭﺍﻟﻨﺨﻮﺓ ،ﻭﻻ ﺗﺒﺎﺭﺯﻭﺍ ﺍﷲ ﳎﺘﺮﺋﲔ. ﺕ ،ﹶﻓﺎ ﺭﹸﻗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺕ ،ﻭﺑﺎﺯﻱ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺧﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻧﺎﺱ! ﺇﻥ "ﺁﰎ" ﻣﺎ ﹶﻇ ﹾﻠ ِﻌﻜﻢ ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ،ﻭﺗﻮﺑﻮﺍ ﻣﺴﺘﺮ ِﺟﻌﲔ .ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻟﻴﺲ ﰲ ِﻟ ﻤ ٍﺔ ﻣﺸﻴﻄﺔ، ﺏ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ،ﻭﻋﻤﺎﺋﻢ ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ،ﻭﺷﻮﺍﺭﺏ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ،ﻭﺭﺳﻮﻡ ﺤﻰ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻭ ِﻛﻌﺎ ٍ ﻭﹸﻟ ﳎﻤﻮﻋﺔ ،ﺇﳕﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﳋﻄﺄ ،ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺩﺭﺍﺀ ،ﻭﺍﻻﻟﺘﻴﺎﻉ ﺑﺬﻛﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻹﺑﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ،ﻭﺗﺮ ِﻙ ﲞﻞ ﺴ ﺮﻭﻥ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﳊﻖ ﻛﺴﺮﻭﺭﻫﻢ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻛﱪﻫﺎ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﺇﻥ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﻳ ﻒ ﻟ ِﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ،ﺃﻭ ﺣﺼﻮ ِﻝ ﻣﺮﺍﻡ ﺗﺄﺗﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻓﻴﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﺇﻟ ٍ ﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺃﲡﺪﻭﻥ ﺗﻘﻮﺍﻛﻢ ﻛﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ؟ ﻣﺎ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﲔ .ﻓﺄﺣ ِ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻫﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﻻ ﻮﻟﻜﻢ ﺎﻭﻳ ﹸﻞ ﺍﳌﻌﺎﺩ؟ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺴﺘﺎﻧﻜﻢ ﺟﺎﺋﺤ ﹲﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﺃﹾﻟ ﻬﺘﻜﻢ ﻏﻔﻠ ﹲﺔ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﲔ؟ ﺇﻥ ﰲ ﻣﻮﺕ "ﺁﰎ" ﻵﻳﺎﺕ ﻷﻭﱄ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ. ﺃﻣﺎ ﻗﺮﺃﰎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ؟ ﻓﺎﻵﻥ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ. ﺕ ﺩﺟـﺎ ٍﻝ ﺭﺯﺍ ِﻝ ﺗﺬﻛﱠـ ﺮ ﻣﻮ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﳌـﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺩ ﺟ ٍﻞ ﺃﺭﺍﻩ ﺍﷲ ﻫــﺎﻭﻳــ ﹰﺔ ﻭ ﹸﺫ ﹰﻻ ﻛﻤﺜـﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻋﻤ ٍﺮ ﻭ ِﺳﻦ ﻭﻣـﺎ ﺃﺭﺩﺍﻩ ﺇﻻ ﺣﺐ ﻛـﻔ ٍﺮ ﺽ ﺿﺎ ﲞﻮﻑ ﺑﻌﺪ ﺃﺭ ٍ ﹶﻓـ ﺮﻯ ﺃﺭ ﺖ ﻫﺎﻣـ ﹸﺔ ﺍﻟﻜـﺬﹼﺍﺏ ﺣﻘﺎ ﻭ ﺩﻗﹼ
ﳋﺒﺎ ِﻝ ﻭﻗﻮ ِﺩ ﺍﻟﻨﺎﺭ "ﺁﰎ" ﺫﻱ ﺍ ﹶ ﻭﺇﻧـﻜﺎ ٍﺭ ﻭﻣﻜـ ٍﺮ ﰲ ﺍﳌﻘـﺎ ِﻝ ﻭﰲ ﺍﻟﻨـﲑﺍﻥ ﺃﻟـﻘﻰ ﻛﺎﻟﺪﻣﺎ ِﻝ ﲔ ﺍﳉﺴﻢ ﺃﺑﻌ ﺪ ِﻣﻦ ﻫﺰﺍ ِﻝ ﲰـ ﺏ ﻭﺃﻣـﻼ ٍﻙ ﻭﻣـﺎ ِﻝ ﻭﺃﺣـﺒﺎ ٍ ﻓـﻤﺎ ﻧﻔﻌـ ﺘﻪ ِﺣﻴ ﹸﻞ ﺍ ِﻻﻧﺘـﻘﺎ ِﻝ ﺑﺄﻃـﺮﺍﻑ ﺍﻟ ِﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟ ﻌﻮﺍﱄ
١٣٢
ﺏ ﺍﳌـﻨﺎﻳﺎ ﰒ ﺃﻧﺴﻰ ﻭﻗﺪ ﻫـﺎ ﻓﻔﻜﱢـ ﺮ ﻛﻴﻒ ﺃﺩﺭ ﹶﻛﻪ ﺍ ﹶﳌِﻨـﻴ ﹾﺔ ﺚ ﺗﻮﻓﹼﺎﻩ ﺍﳌﻬـﻴ ِﻤ ﻦ ﻋﻨﺪ ﺧ ﺒـ ٍ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ "ﺁﰎ" ﻳﺎ ﻋـﺪﻭﻱ ﺖ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﺻﺪﻗﻲ ﺃﻟـﻢ ﻳﺜﺒ ﺐ ﻭﻣﺎ ﳒﹼـﺎﻩ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴ ﺖ ﺁﻳ ﹸﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴـ ِﻢ ﲡـﻠﹼ ﻭﺃﻳ ﻦ ﺍﻟﻼﻋـﻨﻮﻥ ﺑﺼـﺪ ِﺭ ﻧﺎ ٍﺩ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺧـﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺍﱐ ﻓﺆﺍﺩﻱ ﻗﺪ ﺗﺄﺫﹼﻯ ِﻣﻦ ﺃﺫﺍﻫـﻢ ﺴ ﻦ ﺍﻟﺘـﺬﻣﻴ ِﻢ ﻇﻠ ﻤﺎ ﺃﻃﺎﻟﻮﺍ ﹶﺃﹾﻟ ﻭﻗـﺎﻟﻮﺍ ﻛﺎﺫﺏ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻷﻧﺎﺳﺎ ﻭﻣﻸﻭﺍ ﻛﻞﱠ ﻗـﺮﻃﺎﺱ ﺑﺬﻣـﻲ ﺏ ﺍﷲ ﺭﺑﻲ ﻭﻣﺎ ﺧـﺎﻓﻮﺍ ﻋﻘـﺎ ﺴ ﹾﻠﻬﻢ ﺃﻳﻦ "ﺁﰎ" ﰲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓ ﺃﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺯ ﻋـﻤﻮﻩ ﺣﻴﺎ ﺖ ﻭﺟﻮ ﻩ ﺍﳌﻨـ ِﻜﺮﻳﻨﺎ ﺃﻣﺎ ﺷﺎﻫ ﻭﱂ ﻳﻘﺘ ﹾﻠﻪ ِﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﹸﺛـﺒـﻮ ﹲﻥ ﺲ ﺕ ﺭﺑﻲ ﻣﺜ ﹶﻞ ﴰـ ٍ ﺕ ﺁﻳﺎ ﺑ ﺪ ﺖ ﲟـﻜ ٍﺮ ﺳﻬﺎﻡ ﺍﳌﻮﺕ ﻣﺎ ﻃﺎﺷ ﺗـ ﻮﻓﹼـﻰ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺭﺏ ﻏﻴـﻮ ﺭ ﺕ ﺗ ﻮﻓﱢ ﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴـﻮﻑ ﻣﺴـﻠﱠﻼ ﲡـﻠﱠﻰ ﺻﺪ ﹸﻗﻨﺎ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﳚﻠﻮ
ﺯﻣﺎ ﹶﻥ ﺍﳌﻮﺕ ِﻣﻦ ﺯ ﻫ ِﻮ ﺍﻟﻀﻼ ِﻝ ﳋﺒـﺎ ِﻝ ﻣﻘـﺪﺭ ﹰﺓ ﻟـﻪ ﺑﻌـﺪ ﺍ ﹶ ﻭﺇﺻـﺮﺍ ٍﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺒـﻞ ﺍﻟﻮﺑﺎ ِﻝ ﺃﱂ ﻳﺮ ﺣـ ﹾﻞ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨـﻜﺎ ِﻝ ﺃﱂ ﻳﻈـ ﻬ ﺮ ﺟـﺰﺍ ُﺀ ﺍ ِﻻ ﹾﻓـﺘﻌﺎ ِﻝ ﺼ ﻤﻪ ﺃﺣـ ﺪ ﻣﻦ ِﻋﻴﺎ ِﻝ ﻭﱂ ﻳﻌـ ِ ﻓﺄﻳ ﻦ ﺍﻟﻄﱠﺎﻋـﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟـﺪﻻ ِﻝ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻀﺎﺣﻜﻮﻥ ِﻣﻦ ﺍﳊـﻮﺍﱄ ﻭﻣِﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻄـﺎﺑﻊ ﻛﺎﻟـﺮﺋﺎ ِﻝ ﻭﻗﻠـﱯ ﺩﻕِ ﻣﻦ ِﻗﻴـ ٍﻞ ﻭﻗﺎ ِﻝ ﻓﹸﺄ ﻣـ ِﺮ ﺭﻧﺎ ﻛﺈﻣـﺮﺍ ِﺭ ﺍﳊﺒـﺎ ِﻝ ﻭﻳﻌ ﹶﻠـﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﱐ ِﺳـﺮ ﺣﺎﱄ ﻓﺄﺻﺒـﺤﻨﺎ ﻛﻤﺠﺮﻭﺡ ﺍﻟ ِﻘﺘﺎ ِﻝ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺟـﺎﻭﺯﻭﺍ ﺳ ﺒ ﹶﻞ ﺍ ﻋِﺘﺪﺍ ِﻝ ﹶﺃ ﺭﻭﱐ ﰲ ﺍﳉـﻤﻮﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎ ِﻝ ﺏ ﰲ ﺍﻟﺪﺣﺎ ِﻝ ﺃﻣﺎ ﺩ ِﻓ ﻦ ﺍﳌﻜـﺬﱢ ﻓ ﹸﻘـﻮﻣﻮﺍ ﻭﺍﺷ ﻬـﺪﻭﺍ ﷲ ﻻ ﱄ ﻭﻟﻜﻦ ﺟـﺬﱠﻩ ِﺣﺐ ﹶﻗـﻼ ﱄ ﻓﻤـﺎ ﺑ ِﻘ ﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻻ ﺍﻟﻠﻴـﺎﱄ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺨـﺰﻱ ﻛﻞﱠ ﻏـﺎﱄ ﻭﻣﺎ ﺁﻭﺍﻩ ﺃﺣـ ﺪ ﻣـﻦ ﻣـﻮﺍﱄ ﻋﻠﻰ ﺃﻣـﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﳉـﻼ ِﻝ ﻓﺄﺷـ ﺮ ﹾﻗﻨﺎ ﻛﺈﺷـﺮﺍﻕ ﺍﻟﻶﱄ
ﺿ ﻐ ٍﻦ ﺠـ ﹾﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺍﺑ ﻦ ِ ﻓﻼ ﺗﻌ ﻧ ﺰﹾﻟﻨﺎ ﻣﻨـﺰ ﹶﻝ ﺍﻷﺿﻴﺎﻑ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﱄ ﰲ ﺣﻀـﺮﺓ ﺍﳌﻮﱃ ﻣﻘـﺎ ﻡ ﻭﺻﺎﻓـﺎﱐ ﻭﻭﺍﻓـﺎﱐ ﺣﺒﻴـﱯ ﳊﺐ ﻣـﻮﰐ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﰐ ﺃﺭﺍﱐ ﺍ ﹸ ﻭ ﺟـ ﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﻭ ﺟ ﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﻭ ﺟ ٍﺪ ﻕ ﺕ ِﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺼﺪ ٍ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺕ ﻧﻮ ﺭﺍ ﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﱴ ﺻﺮ ﺃﻃﻌ ﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ِﻣﻦ ﺭﺏ ﺭﺣﻴ ٍﻢ ﻃ ﹶﻠـﻌ ﻑ ﻂ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺀﻭ ِ ﻓﻼ ﺗﻘـﻨ ﹾ ﻗ ﺮﻳﻨﺎ ِﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﹶﻓﺎ ﹾﻗﺒ ﹾﻞ ﷲ ﲑ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﺗﻘـﻮﻯ ﺍﻟﻘﻠﺐ ْ ﻭﺧ ﻭﻓـﻜﱢ ﺮ ﰲ ﻛﻼﻣﻲ ﰒ ﻓـﻜﱢﺮ
١٣٣
ﻒ ﺳﻮ َﺀ ﺍﻟﻌـﻮﺍﻗﺐ ﻭﺍﳌﺂ ِﻝ ﻭ ﺧ ﻓﻨﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻘـﻮﻟﻮﺍ ﱄ ِﻧـﺰﺍ ِﻝ ﻭﺷـﺄ ﹲﻥ ﻗﺪ ﺗﺒﺎﻋـﺪ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻝِ ﻭﹶﺃ ﺭﻭﺍﱐ ﺑﻜﺎﺳـﺎﺕ ﺍﻟﻮﺻـﺎ ِﻝ ﻭﹶﺃﻧـﹶﺄﻯ ﺗ ﺮﺑـﱵ ﻓﺒـﺪﺍ ﺯﻻﱄ ﻭﺇﻗـﺒﺎﱄ ﺃﺗﻰ ﺑﻌـﺪ ﺍﻟـﺰﻭﺍ ِﻝ ﺡ ﺑـﺎﱄ ﻓﻮﺍﻓـﺎﱐ ﺣﺒﻴﺒـﻲ ﺭﻭ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺧﺼـﻴ ﻢ ِﺳﺮ ﺣـﺎﱄ ﺲ ﺑﻌـﺜﻲ ﰲ ﺍﻟﻜﻤﺎ ِﻝ ﺖﴰ ﻭﺟﻠﹼ ﻭ ﹸﻗـ ﻢ ﻭﺑﺘـﻮﺑ ٍﺔ ﳓـﻮﻱ ﺗﻌﺎ ِﻝ ِﻗـﺮﺍﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻬـﻠﹼﻞ ﻛﺎﻟﺮﺟـﺎ ِﻝ ﺨـ ﹾﺬ ﺇﻳـﺎﻩ ﻗﺒـﻞ ﺍ ِﻻ ﺭﲢـﺎ ِﻝ ﻓ ﻚ ﻛﻤـﺮ ٍﺀ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﻭﻻ ﺗﺴـ ﹸﻠ
ﰒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻭﺳﻌﻮﱐ ﺳﺒﺎ ،ﻭﺃﻭﺟﻌﻮﱐ ﻋﺘﺒﺎ ﰲ ﺧﺘ ِﻦ "ﺃﲪﺪ" ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﺶ ﺃﺭ ﹶﻏ ﺪ ،ﻭﻣﺎ ﺖ ﺃﺳ ﻌ ﺪ ،ﻭﻋﻴ ٍ ﺨ ٍ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺃﻛﺪ ،ﺑﻞ ﳒﺪﻩ ﺑﺒ ﺴ ﺮﺍ ﰲ ﺍﻣﺘﺮﺍﺀ ﺍ ِﳌﲑﺓ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺣ ﻲ ﺳﺎِﻟ ﻢ ﺇﱃ ﻧﺮﻯ ﺃﺛ ﺮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺮﻳﺮﺓ ،ﻭﻻ ﻋ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﲔ. ﺸﻌﺒﺘﲔ ،ﺷﻌﺒﺔ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺃﻣﺎ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ "ﺃﲪﺪ" ﻭﺷﻌﺒﺔ ﰲ ﺧﺘِﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻛ ﹸﻘ ﺮ ِﺓ ﺍﻟﻌﲔ .ﻓﺄ ﱠﰎ ﺍﷲ ﺷﻌﺒﺔ ﺃﻭﱃ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ، ﻭﻣﺎﺕ "ﺃﲪﺪ" ﻛﻤﺎ ﹸﺃ ﺧِﺒ ﺮ ﰲ ﺇﳍﺎﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻭﺗﻠ ﱠﻈﻰ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ِﻣﻦ ﻫ ﻢ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻻﺣﺖ ﻟﻚ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻮﺗﻪ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘ ﺮ ﺑﺼﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲞﺘِﻨﻪ ﻭﻓﻮﺗﻪ ،ﻓﻼ ﳜﺘﻠﺞ ﰲ ﺻﺪﺭﻙ ﺗﺄﺧﲑ ﻣﻮﺗﻪ،
١٣٤
ﺖ ﻓﻴﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻣ ﺮ ﻻ ﺗﻔﻬﻤﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓ ِﻬﻤ ﺧ ﹶﻄ ﺆﻙ ﻛﺎﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ،ﻭﺗﻘ ﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻧﺴﺎﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺑ ﻌ ﺪﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻘﻚ ٤٦ﺑﺎﻟﻐﺎﻭﻳﻦ. ﺼﺔ ،ﻭﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ،ﻟﺘ ﹼﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﲡﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳊ ﻓﺎﻵﻥ ﻧﻘ ﺍﳌﺴﺘﺒﺼﺮﻳﻦ .ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔ "ﺃﲪﺪ" ﻭﺃﻗﺎﺭﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﺸﲑﰐ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﰲ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭِﺗﲑﰐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳚﺘﺮﺋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻌ ﱢﺬﺑﻬﻢ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻔﺮﻃﲔ .ﻓﹸﺄﹾﻟ ِﻬﻤ ﺴﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺋﺒﲔ .ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﰊ ﺇﻢ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﻭﱂ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﻓﻨﻨـ ِﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ِﺭ ﺟ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻭﳒﻌﻞ ﺩﺍﺭﻫﻢ ﳑﻠ ﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﺜﻴﺒﺎﺕ ،ﻭﻧﺘﻮﹼﻓﺎﻫﻢ ﺃﺑﺎِﺗ ﺮ ﳐﺬﻭﻟﲔ. ﻭﺇﻥ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﻓﻨﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ،ﻭﻧﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ،ﻓﻴﻈﻔﺮﻭﻥ ﺖ ﳍﻢ ﺇﲤﺎﻣﺎ ﻟﻠﺤﺠﺔ ،ﻭﻗﻠﺖ ﺍﺳﺘﻐ ِﻔﺮﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﲟﺎ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﻓﺮﺣﲔ .ﻓﻨﺼﺤ ﺫﻱ٤٧ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ .ﻓﻤﺎ ﲰﻌﻮﺍ ﻛﻠﻤﺎﰐ ،ﻭﺯﺍﺩﻭﺍ ﰲ ﻣﻌﺎﺩﺍﺗﻰ .ﻓﺒﺪﺍ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﻊ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﻮﻥ ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻭﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ. ﺸﻴﺎ ﺭ" ،ﻓﻨﺒﺬﻭﻩ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﻟﲔ. ﺖ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎ ﺭ ،ﻭﺃﻧﺎ ﰲ " ﻫ ﻓﺄﺷﻌ ﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘ ﺪﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﻗﻲ ﺍﻟﱵ ﹸﺃﺷﻴﻌ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﻭﺃﻧﺖ ﺼﻠﺔ ﺍﳌﺼ ﺮﺣﺔ ،ﻭﻛﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍ ﹸﳌ ﳍﺎ ﻛﺎﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﳌﻔ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻭﻋﻴﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻻ ﻛﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ٤٨ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍ ﹸﳌ ﻬﻠﺔ .ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻓﺎﻗﺮﹾﺃ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﺍ ﻣﲏ ﹸﻃﺒﻊ ﰲ "ﻏﻮﺿﻒ" 46ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﻠﺤﻘﻚ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( 47ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺫﺍ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( " 48ﻏﻮﺿﻒ" ﲝﺴﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ ﺗﺴﺎﻭﻱ .١٨٨٦ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺗﻀﻤﲔ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﰲ ﻛﻠﻤﺎﺕ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﺮﰊ ﻗﺪﱘ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﺘـﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻬﻠﺔ .ﻓﻤﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﻲ "ﺑﺮﻗﻮﻕ" ﺻﺎﻍ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ ﺷﺒﻪ
١٣٥
ﻒ ﻛ ِﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ .ﻓﻠﻤﺎ ﱂ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ ﺬﺍ ﻀ ِ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔِ ،ﻟ ﻐ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ،ﻭﱂ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺒﺎﺭ ،ﻓﻜﺸﻒ ﺍﷲ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﺖ ﱄ ﺃ ﻡ ﺯﻭﺟﺔ "ﺃﲪﺪ" ،ﻭﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﹸﻗﺪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﲤﹼﺜﻠ ﺷﺄ ٍﻥ ﺃﺣ ﺰﻧﲏ ﻭﺃﺭ ﺟ ﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﱐ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﰲ ﻓﺰﻉ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ،ﻭﻋﱪﺍﺎ ﻚ ..ﺃﻱ ﻳﺘﺤﺪﺭﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺂﻗﻲ ،ﻓﻘﻠﺖ :ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻮﰊ ﺗﻮﰊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋ ِﻘِﺒ ِ ﺖ ﻣﻦ ﺭﰊ ﺃﻧﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ،ﻭﻓ ِﻬﻤ ﺖ ﺑﻨﺘﻚ .ﰒ ﺗﻨ ﺰﻟ ﻋﻠﻰ ﺑﻨِﺘﻚ ﻭﺑﻨ ِ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻼﻡ ،ﻭﹸﺃﻟ ِﻘ ﻲ ﰲ ﻗﻠﱯ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟ ﻌ ِﻘﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺚ ﰲ ﺭﻭﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﻼﺀﺍ ِﻥ، ﻫﻬﻨﺎ ﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺑﻨﺖ ﺑﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﻧ ِﻔ ﹶ ﺑﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺑﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺃﻤﺎ ﻣﺘﺸﺎﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺖ ﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻟﻔﻆ ﺍﻟ ﻌ ِﻘﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ .٤٩ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌ ﺕ ﺍﷲ ﻣﺆﻳﺪ ﺍﳌﻠ ﻬﻤﲔ. ﻓﺮﺍﺳﱵ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﳌﻌﺎﱐ ﺍﳌﺮﻭﻳﺔ ،ﻓﺸﻜﺮ ﺍﳉﻤﻠﺔ" :ﰲ ﺍﳌﺸﻤﺶ" ﻭﺍﻟﱵ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ٨٠١ﻭﻫﻲ ﻋﺎﻡ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﺎﳍﺠﺮﻳﺔ .ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﳌﺎ ﳍﺎ ﻣـﻦ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﺎﲰﻪ "ﺑﺮﻗﻮﻕ" .ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﲕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ "ﺍﻟﺪﻟﻨﺠﺎﻭﻱ" ﺭﺛﺎﻩ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻪ ﰲ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﺟـﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ: ﺖ :ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪ ﻩ ﻓﻘﺪ ﹶﺃﺭﺧ ﺼ ﺮ ﺖ ﳌﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﹶﻗ ِ ﻓﻘﻠ ﻭﲨﻠﺔ "ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪﻩ" ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺩﻳﺔ ١١٢٣ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳍﺠﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﰲ ﻓﻴﻪ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
49ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﻗﺪ ﲰﻊ ﻣﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﲟﻘﺎﻡ "ﻫﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭ" ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺕ "ﺃﲪﺪ" ،ﺑﻞ ﻗﺒﻞ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺕ ﻛﹼﻠﻬﺎ ،ﺭﺟ ﹲﻞ ِﻣﻦ ﻭﹾﻟ ِﺪ ﺷﻴﺦ ﺻﺎﱀ ﻏﺰﻧﻮﻱ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﺑﻦ ﺗﻘﻲ ،ﻭﻧﺴﻴﺖ ﻭﺍﻗﻌﺎ ٍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﲰﻪ ،ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻟﻌﻞ ﺍﲰﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺃﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﳋﻴﺎﻝ، ﻭﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ،ﻭﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻝ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺷﻬﺎﺩ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ،ﻭﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺑﻮ ﺇﳍﻲ ﲞﺶ ﺃﻛﻮﻧﺘﻨﺖ ﺍﳌﻠﺘﺎﱐ، ﻭﳏﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﺥ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻭﻣﻌﻪ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .ﻭﻋﻔﺎ ﺍﷲ ﻋﲏ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﺈﱐ ﻟﺴﺖ ﺃﺣﺼﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ،ﻭﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻨﲔ .ﻣﻨﻪ
١٣٦
ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺻ ﺮﺡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻭﺍﻹﻧﺬﺍﺭ، ﺚ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻵﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ "ﺃﲪﺪ" ﻭﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺣ ﹼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ،ﻭﺃﻭﻣﹶﺄ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﺆ ﺧﺮ ﺑﺎﻟﺘﻀﺮﻉ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ،ﻭﻻ ﳛﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﺑﺎﺀ ،ﻭﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻓﻠﻪ ﺣﻆ ﻣﻦ ﺭﲪﺔ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻬﲔ ،ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺑﺎﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺷﻌﺖ ﺇﳍﺎﻣﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺳﲑ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﲔ .ﻓﺄﺷﻌ ﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ .ﰒ ﺇﺫﺍ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣِﻠ ﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﹸﺃﹾﻟ ِﻬﻤ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ،ﻭﲡﹼﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﺎﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ،ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳊﺠﺐ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﺣﺎ ﻣﺒﺴﻮﻃﺎ ﻟﻺﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ ﻟﻠ ﹶﻜِﻠﻢ ﺍ ﻤﻠﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ،ﻭﺑﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻟﻠﺴﺎﻣﻌﲔ. ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺧﺎﻃﺒﲏ ﰲ ﻋﺸﲑﰐ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ،ﻭﻗﺎﻝ" :ﻛ ﹼﺬﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳﺎﰐ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺎ ﷲ ﻭﻳﺮ ﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ ،ﻻ ﺗﺒﺪﻳ ﹶﻞ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ،ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻓ ﻌﺎ ﹲﻝ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ ،ﻓﺴﻴﻜﻔﻴ ﹶﻜﻬﻢ ﺍ ُ ﱄ ﺑﻌﺪ ﺖ "ﺃﲪﺪ" ﺇ ﹼ ﷲ" ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻳ ﺮ ﺩ ﺑﻨ ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪ .ﻓﺄﺷﺎﺭ ﰲ ﻟﻔﻆ "ﻓﺴﻴﻜﻔﻴ ﹶﻜﻬﻢ ﺍ ُ ﺇﻫﻼﻙ ﺍﳌﺎﻧﻌﲔ .ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻹﻫﻼﻙ ،ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍ ﹶﳌﻼﻙ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺰﻭﳚﻬﺎ ﺇﻳﺎﻱ ﺑﻌﺪ ﺇﻫﻼﻙ ﺍﳍﺎﻟﻜﲔ ﻭﺍﳍﺎﻟﻜﺎﺕ ،ﻓﻬﻮ ﻹﻋﻈﺎﻡ ﺍﻵﻳﺔ ﰲ ﻋﲔ ﺤ ﹶﻜ ٍﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺑﺈﺩﺭﺍﺝ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﻌﻀﻼﺕ ،ﺃﻭ ِﻟ ِ ﻟﺮﺣ ٍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺎﺑﲔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺑﺎﺕ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﻊ ﺍﳌﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﺮﺡ ،ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺮﺡ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳚﻴﺢ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ .ﻭ ﻣﻦ ﺃﺯﻳ ﺪ ﻣﻨﻪ ﺟﻮﺩﺍ ﻭﺭﲪﺎ؟ ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ. ﻭﺇﱐ ﺃﺟﺪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗ ﹼﻔﻰ ﺑﺬﻛﺮ ﺭﲪﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺭﺍﻣﻠﻬﻢ ﻭﻣﺼﺎﺋﺒﻬﻢ ﺍﳌﺘﻔﺮﻗﺔ ،ﻓﺨﺎﻃﺒﲏ ﺑﻨﻬ ٍﺞ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻸ ﺏ ،ﻭﻳﻤ ُ ﺖ ﳐ ﺮ ﺍﻵﺗﻴﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ" :ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ ﺍﷲ ﺑﱪﻛﺎﺕ ﻣﺴﺘﻜﺜﺮﺓ ،ﻭﻳﻌ ﻤﺮ ﺑﻚ ﺑﻴ ﺑﻚ ِﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺩﺍ ﺭ ﳐ ﻮﻓ ﹲﺔ" .ﻓﻬﺬﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﺄﰐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺯﻣﺎﻥ
١٣٧
ﺻﻠﺔ ﻣﻘ ﺪﺭﺓ ﻣﻮﻋﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭﺍﺕ ،ﻭﺗﺘﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺑﻨﺎ، ﺍﻵﻓﺎﺕ ،ﻋﻨﺪ ﻭ ﻭﺗﺴﻮ ﺩ ﻭﺟﻮﻩ ِﻋﺪﺍﻧﺎ ،ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺎﺭﻫﲔ .ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻚ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪ ﰲ "ﻓﺴﻴﻜﻔﻴ ﹶﻜﻬﻢ" ﺃﺭﺑﻌ ﹰﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﳜﺰﻱ ﻗﻮﻣﺎ ﻓﺎﺳﻘﲔ .ﻓﺄﻫﻠ ﺐ ﺗﺰﻟﻴﺠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺐ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻋ ِﻘ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺰﻭﳚﻬﺎ ،ﻭﻋﺎﺙ ﻓﻴﻬﻢ ﺫﺋ ﻚ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻭﻋﻤﺘ ﻴﻬﺎ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﲔ ﺍﳌﻄﻠﻌﲔ .ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻫﻠ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ .ﻭﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﺎﻟﻜﲔ .ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻛﻴﻒ ﺃﺗﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ،ﻭﺍﻧﺘ ِﻈﺮﻭﺍ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﰲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻈﺎﹶﻓﻬﺎ .ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﻄﻞ ﻗﻮﻟﻪ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﳜﺰﻱ ﻗﻮ ﻣﺎ ﻣﻠ ﻬﻤﲔ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻆ "ﻓﺴﻴﻜﻔﻴ ﹶﻜﻬﻢ ﺍﷲ" ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ،ﻛﺎﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ .ﻓﻠﻤﺎ ﻛ ﹼﺬﺑﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺁﺫﻭﱐ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ، ﺸﻲ ﺸﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ ﻣﺎ ﻏ ِ ﻓﺄﻣﺎﺕ ﺍﷲ ﺃﺑﺎﻫﺎ "ﺃﲪﺪ" ﻭﺑ ﺪﻝ ﺿﺤﻜﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ،ﻭﻏ ِ ﳋﺘﻦ ﻑ ﻧﻔﺲ ﺍ ﹶ ﺕ ﺍﳌﺎﺋﺖ ﻭﺧﻮ ﻗﻮ ﻡ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻨﺪ ﺇﻳﻨﺎﺱ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﻢ ﻣﻮ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ .ﻭﳌﺎ ﺑﻠﻎ ﻧﺴﺎ َﺀﻫﻢ ﻧﻌ ﻲ ﻣﻮﺕ "ﺃﲪﺪ" ،ﻭﻛ ﻦ ِﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺮﺟﻞ ﺃﻛ ﹶﻔ ﺮ ﻭﺃﻛﻨ ﺪ ،ﻋ ﹶﻄ ﹾﻄ ﻦ ﺟﻴﻮﻦ ،ﻭﺃﺳ ﹾﻠ ﻦ ﻏﺮﻭﻦ ،ﻭﺻﻜﻜﻦ ﺧﺪﻭﺩﻫﻦ ،ﻭﺗﺬﻛﺮﻥ ﺾ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻮﺍﺑﻞ ،ﻭﺍﻫﺘ ﺰﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﻮﺩﻫﻦ ،ﻭﻫﺎﺟﺖ ﺍﻟﺒﻼﺑﻞ ،ﻭﺍﻧﻘ ﳋﺘﻦ ﰲ ﺃﻭﻫﺎﻣﻬﻦ ،ﻭﻃ ِﻔﻘﻦ ﻳ ﹸﻘ ﹾﻠﻦ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﲡﺮﻱ ﺕﺍﹶ ﲢﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻦ ،ﰒ ﲤﱠﺜ ﹶﻞ ﻣﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ :ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﺻ ﺪﻕ ﺍﳌﺮﺳﻠﻮﻥ. ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻭﺟﺴﻮﺍ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺧﻴﻔﺔ ،ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺧﺘﻨﻬﻢ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﺿﲔ ﻣﻘﺼﻮﺩﻳﻦ ﰲ ﺇﳍﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺻﻬﺮﻩ ﻋﻘﻮﺑ ﹰﺔ ،ﻓﺈﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﹶﻏ ﺮ ﻣﻮﺕ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﻛﺸﺎﻫﺪ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻰ ٥٠ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﺎ ﺗﻘﻴﺲ ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻀﺎﻫﻴﻬﺎ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﳓﺎﺀ، 50ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻣﻘﺘﻀﻰ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٣٨
ﻓﺘﻔ ﻬﻢ ﺃﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎﺕ ﺁﺗﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻈﺎﺋﺮﻫﺎ ﺍﳌﺸﻬﻮﺩﺓ ،ﻭﺗﺴﺘﻨﺒﻂ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﺮﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻮﲰﲔ .ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﲑﰐ ﲟﻮﺕ "ﺃﲪﺪ" ﺍﻟﻨﻈﲑ ﻭﺑﺪﺍ ﺍ ﹶﳌﹶﺜﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﻓﺨﺎﻓﻮﺍ ﺧﻮﻓﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻊ ﺇﻛﺜﺎﺭ ﺖ ﺃﻟﺴﻨﻬﻢ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻛﺎﳌﺒﻬﻮﺗﲔ. ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ،ﻭﻧﺴﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻤﺴﺨﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ،ﻭ ﺯ ﻣ ﺼﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻔﻮﻢ ،ﻭﺗﻨﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﻫﺘﻬﻢ ،ﻭﺧﻀﻌﺖ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﻛﺎﳌﺼﺎﺑﲔ. ﻭﺗﻨ ﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻹﻧﺬﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﲑﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﺷﺮﻃﻪ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤ ﺨﺘﻨﻬﻢ ﺩﺧ ﹲﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ .ﰒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳ ﹶﻈ ﻦ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ِﻟ ﺃﻥ ﻗﻠﺐ ﺧﺘﻨﻬﻢ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﻣﻮﺕ ﺻﻬﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﰲ ﻧﺒﺄ ﺍﳍﻼﻛﺔ ،ﺑﻞ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻑ ﺧﻮﻓﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ،ﻭﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﺰﻫﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ،ﻭﺧﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺴﺐ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺁﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﰲ ﺷﻚ ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﻭﺣ ِ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ. ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻢ ﳌﺎ ﲣ ﻮﻓﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ "ﺃﲪﺪ" ،ﻭﺧ ﻮﻑ ﻫﻼ ﹸﻛﻪ ﻛ ﱠﻞ ﺃﺣﺪ ﻭﺃﺭ ﺟ ﺪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺣﻘﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮﺍ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻹﳍﺎﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻻ ﺣﻜﻤﺎ ﻗﻄﻌﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ .ﻓﺎﺳﺄ ﹾﻝ ﺃﻫﻞ "ﺃﲪﺪ" ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻪ ﺠﻢ ﺍﳍﻤﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻭﻫ ﺻﺒ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺕ ﻛﺎﳌﺴﺎﻛﲔ ﺑﻌﺪ ﻱ ﻭﻻ ﻣﺘﻜ ﹼﻔ ﹸﻞ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻭﻗﻌﺪ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ،ﻭﻣﺎ ﺑ ِﻘﻲ ﳍﺎ ِﺛﻤﺎ ﹲﻝ ﻭﻻ ﻧ ِﻮ ﲔ ﻋﺒ ﺮﻯ ،ﻭﻗﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﲨﺮ ﺍﻟﻐﻀﺎ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺖ ﻧﻌﻴﻪ ﺑﻌ ٍ ﻛﻮﺎ ﻛﺎﻟ ﹶﻔﻴﺎﺩ ،ﻭﻛﻴﻒ ﲰﻌ ﺕ ﺃﻳﺎ ﻡ ﻑ ﻣﻮﺕ ﺍﳋﱳ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺂﺩ ،ﻭﺃﻧﻔﺪ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ .ﰒ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﺧﻮ ﺖ ﺃ ﻣﻬﺎ ﻭﺃﺧﻮﺍﺎ ﻭ ﹸﺫﺑ ﻦ ﰲ ﻓﻜ ِﺮ ﻣﻮﺕ ﺍﳋﱳ، ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺑﺎﻻﺭﺗﻌﺎﺩ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺰﻋ ﻭﺷﺮﺑﻦ ﻛﺄﺳﺎﺕ ﺍﳊﺰﻥ ،ﻭﺟﻌﻠﻦ ﻋﻤﺮﻥ ٥١ﺃﻭﻗﺎﻦ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ .ﻭﻣﺎ ﺭﹶﻗﺄ ﳍﻦ ﻣﻦ ﺍﳍ ﻢ ﺩﻣﻌ ﹲﺔ ،ﻭﲤﹼﺜ ﹶﻞ ﳍﻦ ِﻟﺨﺘﻨﻬﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻣِﻨﻴ ﹲﺔ، 51ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﻌﻤﺮﻥ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٣٩
ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺗﺎﺑﲔ. ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻢ ﳌﺎ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﺗﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﻗﺪﳝﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﻐﻲ ﺷﺮﻁ ﻭﻋﻴﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﺪﻟﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﻛﺎﳌﻌﺘﺪﻳﻦ .ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﺍﰐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﲡﻤﻊ ﰲ ﻧﻈﺮﻙ ﺍﳌﻘﺎﻣﺎﺕ ﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﺼﻞ ﺇﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺮﳛﺔ, ﺍﳌﺘﻔﺮﻗﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻌﻠ ﻭﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﳋﺎﻃﺌﲔ .ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﱐ ﺃﺷﻌﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺙ ﰲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﻔﺮﻗﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﳍﺎﻡ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺕ ﺛﻼ ٍ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﺍ ٍ ﺖ ﰲ ﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﰲ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﺃﱂ ﺗﻨﺒﹸﺄﻭﺍ ﲟﺎ ﺃﺷﻌ ﻣﻌﻪ ﺷﺮﻁ ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻓﺄﻳﻦ ﺗﺬﻫﺒﻮﻥ ﻛﺎﻟﺜﺎﻏﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺍﻏﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻔﻜﺮﻭﻥ ﻛﺎﻟﻌﺎﻗﻠﲔ؟ ﺖ ،ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺖ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﹼﲤ ﰒ ﻣﺎ ﻗﻠ ﻇﻬﺮﺕ ،ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺘﻤﺖ ،ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺮ ﺩﻩ ﺃﺣﺪ ﱪﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﺳﻴﺄﰐ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻗﺪﺭ ﻣ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﻓﻮﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﻌﺚ ﻟﻨﺎ ﳏﻤﺪﺍ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ،ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺧﲑ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺧﲑ ﺍﻟﻮﺭﻯ ،ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﺮﻯ .ﻭﺇﱐ ﺃﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻣﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﺼﺪﻗﻲ ﺃﻭ ﻛﺬﰊ ،ﻭﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﺖ ﻣﻦ ﺭﰊ .ﻭﺇﻥ ﻋﺸﲑﰐ ﺳﲑﺟﻌﻮﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﹸﺃﻧِﺒﺌ ﻭﻳﺘﺰﺍﻳﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﳋﺒﺚ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ،ﻓﻴﻨـﺰﻝ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .ﻻ ﺭﺍ ﺩ ﳌﺎ ﻗﻀﻰ ،ﻭﻻ ﻣﺎِﻧ ﻊ ﳌﺎ ﺃﻋﻄﻰ .ﻭﺇﱐ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﺃﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ِﺳﻴ ِﺮﻫﻢ ﺍﻷﻭﱃ، ﻭﻗﺴﺖ ﻗﻠﻮﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻮ ﹶﻛﻰ ،ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﻄﻐﻮﻯ ،ﻓﺴﻴﻨـﺰﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻢ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪﻭﻥ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻌ ﹼﺬﺏ ﻗﻮﻣﺎ ﻭﻫﻢ ﳜﺎﻓﻮﻥ. ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻜﺬﹼﺑﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﻮﻥ ،ﺃﻥ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﺳﻴﺸ ِﺮﻕ ﻛ ﹸﺬﻛﺎ ٍﺀ ﰲ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ، ﻭ ﺯﻭﺭﻛﻢ ﻳﻔﺸﻮ ﺇﱃ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺰﻭﺭﺍﺀ ،ﺃﲤﻨﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻌﻼﺀ؟ ﺃﻳﺒﻠﻎ ﻣﻜﺮﻛﻢ ﺇﱃ ﹸﺫﺭﻯ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﻓﻜﻴﺪﻭﺍ ﻛﻞ ﻛﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻭﻻ ﺗﻤ ِﻬﻠﻮ ِﻥ ﰲ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ،ﰒ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻧﺼﺮﺓ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ.
١٤٠
ﺽ ﺩ ﺭ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ! ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﻮﺭ ﻓﺮﺍﺳﺔ ﻭﻏﺎ ﲰ ﻌﻨﺎﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ،ﻭﻗ ﺮﻳﻨﺎﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﻛﺘﱯ ﺇﻻ ﺍﻹﻣﻌﺎﻥ ، ﻛﺎﺭﻫﲔ ،ﻭﻳﻔ ﺮﻭﻥ ﻣﻨﺎ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮﻳﻦ. ﰒ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻳﺎ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ،ﺃﻥ ﻗﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﻧﺒﺄ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻷﺭﺑﺎﺏ ،ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺫﻫﺐ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻐﺎﺿﺒﺎ ﺲ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ،ﻭﺗﺎ ﻩ ﰲ ﻓﻠﻮﺍﺕ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﲰﺎﻩ ﺍﷲ ﻳﻮﻧﺲ ﻷﻧﻪ ﹸﺃ ﻭِﻧ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺑﻼﺱ ،ﻭﻓﺎﺯ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﺄﺱ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺿﺎﻋﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ .ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻛﻠﻪ ﻭ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﰲ ﻧﺒﺄ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻁ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﳌﺎ ﻓ ﺮ ﻛﺎﻟﻐﻀﺒﺎﻥ ،ﻭﳌﺎ ﺗﺎﻩ ﻛﺎﳌﺒﻬﻮﺗﲔ .ﻭﳌﺎ ﺗﺮﻙ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺴﻮﺀ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣ ﹶﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﲢ ﺮﻯ ﺍﳉﻼﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﷲ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﳊﻮﺕ ،ﰒ ﻧﺒﺬﻩ ﺴﺒ ﺮﻭﺕ ،ﻭﺭﺃﻯ ﻛ ﱠﻞ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ﺃﻋﻠ ﻦ ﺿﺠ ﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺕ ﰲ ﻋﺮﺍﺀ ﺍﻟ ﻕ ﻣﻘ ﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺫﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻼﻡ ،ﻭﻓ ﻌﻞ ِﻓﻌﻞ ﺍﳌﺴﺘﻌﺠﻠﲔ .ﻭﺇﺩﺧﺎﻟﻪ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ،ﻭﻓﺎﺭ ﺻ ﺪ ﺭ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﳌﺒﻬﻮﺕ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﲰﺎﻩ ﺍﷲ ﺫﺍ ﺑﻄﻦ ﺍﳊﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﺤﺎﻭﺗ ٍﺔ ﺍﻟﻨﻮﻥ ،ﲟﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ِﺣ ﺪ ﹲﺓ ﻭﻧﻮ ﹲﻥ ،ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ،ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺆ ﺧﺮ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺷﺮﻁ ﻳﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ،ﻛﻤﺎ ﹸﺃ ﺧ ﺮ ﰲ ﻧﺒﺄ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺸﻬﲑ، ﺲ ﻓﻜﻴﻒ ﰲ ﻧﺒﺄ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ؟ ﻓﻔ ﱢﻜﺮ ﺑﺎﳋﻀﻮﻉ ﻭﺍﳋﺸﻮﻉ ،ﻭﻻ ﺗﻨ ﺣﻈﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺫﻛ ﺮ ﺷﺮﻁ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺒﻞ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﻳﻨﺎ ﺷﺮﻃﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ،ﻓﻼ ﺗﻜ ﻦ ﻛﺎﻷﻋﻤﻰ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺼﺎﺭﺓ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺻﻼ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ،ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘِﻠ ﻲ ﻳﻮﻧﺲ ﻑ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻮﻣﲔ ،ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳍﻤﻮﻡ ،ﻭﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻀﺠ ﺮ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ،ﺣﱴ ﺍﺳﺘﺸﺮ ﺴﻲ ﻛ ﱠﻞ ﺑﻼﺀ ﺳﹶﻠﻒ ،ﻭﻇ ﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻔﺘﻨﲔ .ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻓﺘﻨﺎﻧﻪ ﻒ ،ﻭﻧ ِ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﹶﻠ
١٤١
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻴﻘﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻗﻄﻌ ﻲ ﻻ ﻳ ﺮ ﺩ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﻮ ﺩ ،ﻓﺎﻧﻘﻀﻰ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻨﺸﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺭ ﳛﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻐﺸﻰ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﻣﺮﳛﺎ ،ﻓﺄﺿﺠ ﺮﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻ ﺩﻛﺎﺭ ،ﻭﺍﺳﺘﻬﻮﺗﻪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﹶﺃﻯ ﺍﻟﻘﻮ ﻡ ﻏﺎﻟﲔ ﰲ ﺍ ِﳌﺮﺍﺀ ،ﻭ ﻣﻨﱪﻳﻦ ﺑﺎﻹﺑﺎﺀ، ﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﻠﻮﺑﲔ .ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻦ ﺃﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻛ ﹼﺬﺍﺑﺎ ﻭﻟﻦ ﺃﲰﻊ ﻟﻌﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ، ﻓﺤ ِ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﳜﺘﺎﺭﻩ ،ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺰ ﺧﺎﺭ ،ﻓﺘﺪﺍﺭ ﹶﻛﻪ ﺭﺣ ﻢ ﺭﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘ ﻤﻪ ﺍﳊﻮﺕ ﲝﻜﻢ ﺍﷲ ﺍﳉﺒﺎﺭ ،ﻭﺭﺃﻯ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺑﻘﻠﺐ ﺣﺰﻳﻦ .ﻓﻤﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻁ ﰲ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﳌﺎ ﺍﺿﻄﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ،ﻭﻣﺎ ﻓﺮ ﻛﺎﳌﺘﻨﺪﻣﲔ .ﺃﻣﺎ ﺗﻘﺮﺃ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﻗﻮﻝ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ؟ ﺃﲡﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺛﺮﺍ ﻣﻦ ﺝ ﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ. ﺍﻟﺸﺮﻁ؟ ﻓﹶﺄ ﺧ ِﺮ ﺕ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻓﺎﻵﻥ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﰲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﹸﻗﻴﺪ ﻳﺮﻋﻰ ﺍﷲ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ؟ ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻭﻓﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ .ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﳊﻖ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ؟ ﻭﺗﺴ ﹸﻘﻄﻮﻥ ﻛﺎ َﻷ ِﺫﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ،ﻭﺗﻌ ِﺮﺿﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪ ﻭﺍﻟ ﹶﻘﻨﺪ ،ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺴﺎ ﻋ ِﺬ ﺭﺓ ﺍﻟ ِﻔ ﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟ ﹶﻔﻨﺪ ،ﻭﻻ ﺗﺒﺘﻐﻮﻥ ﻟﺬﺍﺫﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ،ﻭﲤﻮﺗﻮﻥ ﻟﻠﺨﺒﻴﺜﺎﺕ ،ﻭ ِﻃﺒﺘﻢ ﻧﻔ ﺕ ﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻧﺒﺬﰎ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﺎ ٍﻥ ﻏ ﻤﺮ ﻑ ﺶ ﺍﻟﺒـﺮ ﻳﺮ ﺟﻰ ﺍ ِﻻﺋﺘﻼ ِﺑﻮﺣ ِ ﺕ ﻗـ ﺮﻳﻨﺎ ﺍﳌﻌـ ِﺮﺿﲔ ﺑﻄـﻴـﺒﺎ ٍ ﺿـﺮﺍ ﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟـﺪﺭ ﲝ ﻤـ ٍﻖ ﳛ ﻓﻤـﺎ ﺃﺭ ﺩﻯ ﺍﻟ ِﻌـﺪﺍ ﺇﻻ ﺇﺑـﺎ ٌﺀ ﺏ ﺍﳊـﻲ ﻗﺪ ﻧﺒﺤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻼ ﺱ ﹸﻃـﺮﺍ ﺻﺮﻧﺎ ﺣـ ﺪﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎ ِ ﻭﻗﺪ ِ ﺴـ ﺒ ِﻞ ﺍﳊـﻖِ ﻋـﺰﺍ ﺃ ﺭﻯ ﹸﺫ ﹰﻻ ﺑ ﻭﺇﻥﹼ ﺍﷲ ﻻ ﻳـﺨـ ِﺰﻳـ ِﻦ ﺃﺑـ ﺪﺍ
ﻑ ﻭﻛﻴـﻒ ﺍ ِﻻﺋﺘـﻼﻑ ﲟﻦ ﻳﻌﺎ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻣﺎ ﻗـ ﺮﻳﻨﺎﻫـ ﻢ ﻭﻋـﺎﹸﻓﻮﺍ ﻑ ﻑ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﳍ ﻢ ﺟﻮﺍ ﻭﺃﺟـﻴﺎ ﻑ ﻭﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓـﻴﻨﺎ ﻭﺍ ﻋـﺘﺴﺎ ﻑ ﻭﻻ ﻳ ﺪ ﺭﻭﻥ ِﺣﻘـ ﺪﺍ ﻣﺎ ﺍﻟ ﻌﻔﺎ ﻑ ﻭﺑﺮﻫـﺎﱐ ِﻟـ ﻤـﺮﺍﱐ ِﺛﻘـﺎ ﻑ ﻭ ﻭ ﻫـ ِﺪﻱ ﰲ ِﺭﺿﺎ ﺍﳌﻮﱃ ِﺷﻌﺎ ﻑ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺒـﺎﺯﻱ ﺍﹸﳌﻮﻗﱠـ ﺮ ﻻ ﺍﻟ ﻐﺪﺍ
١٤٢
ﺴﻮﺍ ﻣﻘـﺎﻣﻲ ﻓﻤـﺎ ﻟﻠﻌـﺎﳌﲔ ﻧ ﻚ ِﻋﺮﺿﻲ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﻛﺎﻟﺴﺒﺎﻉ ﳍﺘ ِ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺣـﺎﱄ ﻭﻗـﺎﱄ ﺗﺮﺍﻫـﻢ ﻣﻔـﺴﺪﻳﻦ ﻣﻜﺬﱢﺑـﻴﻨﺎ ﻓ ِﻤﻦ ﻛﻔـﺮﺍﻢ ﻇ ﻬـﺮ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﺏ ﻣـ ﻊ ﻭﺑﺎ ٍﺀ ﻭﺇﻥﹼ ﺍﹸﳌـﻠﻚ ﺃﺟﺪ ﺇﺫﺍ ﻣـﺎ ﺟﺎﺀ ﺃﻣـ ﺮ ﺍﷲ ﻣﻘـﺘﺎ ﻭﻫـﺬﺍ ﻛﻠﻪ ِﻣـﻦ ﺳﻮﺀ ﻋﻤـ ٍﻞ ﻓﺘـﻮﺑﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐـﺎﻟﻮﻥ ﺗﻮﺑـﻮﺍ ﷲ ﺃﻫـ ﹸﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻜ ﻦ ﻑﺍ َ ﻭﺧـﺎ ﺶ ﻓـﻴﻬﺎ ﻟﻪ ِﺷـﻴ ﻢ ﻛﺄﻥﹼ ﺍﻟِﺒـﻴ ﻟـﻪ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﹸﻠـﺒﺎﻧﺔ ﻛ ﱡﻞ ﻣـﻴ ٍﻞ ﻭﻟـﻤﺎ ﺣـﺎ ﺯ ﻣﻄﻠـﺒﻪ ﻭﹶﺃ ﹾﻗـﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭ ﺯ ٌﺀ
ﻑ ﺏ ﰲ ﺻـﺪﻭ ٍﺭ ﺃﻭ ِﻭﺣـﺎ ﻗﻠﻮ ﻑ ﻭﻣﺎ ﺑ ِﻘﻲ ﺍﻟ ِﻮﻓـﺎﻕ ﻭﻻ ﺍﻟ ِﻮﻻ ﻑ ﻓﺈﻥ ﻣﻘـﺎﻣـﻨﺎ ﻗﺼـ ﺮ ِﻧﻴـﺎ ﻑ ﻭ ِﺳﻴـﺮﻢ ﻋـﻨﻮ ﺩ ﻭﺍﻧـِﺘﺴﺎ ﻑ ﻑ ﻭﺍ ِﳒـﻌﺎ ﻂ ﰒ ﹶﺫﹾﺃ ﻭﻗﺤـ ﹲ ﻑ ﻭﻳﺮﺟﻰ ﺑﻌـﺪﻩ ﺳﺒـ ﻊ ِﻋﺠﺎ ﻑ ﺏ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻼ ﻓﻼ ﺃﻋـﻨﺎ ﻭِﺑﺮ ﺿﻴـﻌﻮﻩ ﻭﻣـﺎ ﺗـﻼ ﹸﻓﻮﺍ ﺿـﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺗ ﻮﺑﺎ ﻭﺻﺎ ﹸﻓﻮﺍ ﻭﹶﺃ ﺭ ﻑ ﹶﻏـ ِﻮﻱ ﰲ "ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ" ﻻ ﳜﺎ ﻑ ﺠـﺒﻪ ﺳﻢ ﺯﻋـﺎ ﻭ ﻣ ﻌـ ﻬﺎ ﻋ ﻑ ﻉ ﻭﺍﻟﻄـﻮﺍ ﻭﺗﻠﺒـﻴ ﹲﺔ ﺑ ﹶﻄـﻮ ٍ ﻑ ﳋﻼ ﻓﺒﺎ ﺭﻯ ﻛﺎﻟ ِﻌـﺪﺍ ﻭﺑﺪﺍ ﺍ ِ ﻑ ﻭﻣﻘـﺼﺪﻩ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍ ﺯ ِﺩﻫـﺎ
ﰒ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺷﺒﻬﺎﻢ ﺍﻟﱵ ﺃﺷﺎﻋﻮﻫﺎ ﰲ ﺍﳉﻬﻼﺀ ،ﺃﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻆ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﻓﻀﻼ ِﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻻ ﺣ ﱠ ﺩ ﺧِﻠﻪ ﰲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺪﺣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﳓﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺘﺒﺤﺮﻳﻦ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﰲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻑ ﻵﻟﻴﻬﺎ ﺍﶈﺒﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﳌﺒﺘ ﹶﻜﺮﺓ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺧﺎ ِﻃ ﺮﻩ ﺃﺑﺎ ﻋ ﹾﺬﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻗﺮﳛﺘﻪ ﺻﺪ ﻭ ﺩﺭ ِﺭﻫﺎ ،ﺑﻞ ﺃﹼﻟﻔﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﲔ ،ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﻛﺎﳌﺴﺘﺄﺟﺮﻳﻦ، ﺐ ﺍﻵﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ. ﻓﻠﻴﻜﺘ ﻓﻴﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ! ﺇﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻴﻘﻈﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻌﺎﺱ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺏ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺮﺣﻮﻥ
١٤٣
ﺠﺔ ﺍﳌﻨﺼﻔﲔ .ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻇﺮ ﰲ ﻧﻮﺍﺿﺮ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﺠﻮﻥ ﻣﻬ ﺻﺌﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﺼ ﹾﺄ ِ َﻷﺷﺎ ِﻭﻱ ﺣﻘﲑﺓ ،ﻭﺃﻫﻮﺍﺀ ﺻﻐﲑﺓ ،ﻓﺈﻻ ﻡ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻛﺎﳌﺘﻨﻌﻤﲔ؟ ﻳ ﳉ ﺮ ﻭ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺒﺼﺮﻭﻥ ،ﻭﻳﻀﺎﻫﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﰲ ﺍﳉﻬﻞ ﻓﻬﻢ ﻣﺘﺸﺎﻮﻥ. ﻳﺼﺄﺻﺄ ﺍ ﹶ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺣ ﻖ ﻇ ﻬﺮ ،ﻭﻗﻤ ٍﺮ ﺮ ،ﻓﺘﺸﻤﺌ ﺰ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮﻳﻦ. ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺘﻚ ﺍﷲ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ،ﻭﻛ ﺪﺭ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﻢ ،ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻛﺎﻟ ﻌ ِﻤﲔ .ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺪ ﺇﺻﻼﺣﻬﺎ ﻭﺟ ﺰ ُﺀﻭﺍ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ .ﺃﺗﻨﻔﻌﻬﻢ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﺌﻞ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ،ﺃﻭ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﺇﻓﻨﺎﺩﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ،ﺃﻭ ﻳ ﱪﺅﻭﻥ ﻣﻊ ﻛﻮﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﲔ؟ ﻻ ﻳﺘﻘﻮﻥ ﻋﺎِﻟ ﻢ ﺳﺮﻳﺮِﺗﻬﻢ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺻﻐﲑﻢ ﻭﻻ ﻛﺒﲑﻢ، ﻭﻳﻌﹸﺜﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻌﺘﺪﻳﻦ .ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ،ﻭﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺯﻫﻮﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ،ﻭﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﻮﻥ .ﺃﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟ ﹼﺬﺍﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺎﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﹼﻗﺔ ﻭﳎﺎﺯﺍﺎ ،ﻭﻻ ﻳﺆﺧﺬﻭﻥ ﻛﺎﳌﻔﺴﺪﻳﻦ؟ ﺃﳛﺴﺒﻮﻥ ﺃﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﲟ ﺮﹶﺃﻯ ﺭﻗﻴِﺒﻬﻢ ،ﻭﻻ ﲟﺸﻬﺪ ﺣﺴﻴﺒﻬﻢ؟ ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﻣﺎ ﳚﺘﺮﺣﻮﻥ ﻛﺎﳋﺎﺋﻨﲔ؟ ﻳِﻠﺠﻮﻥ ﻏﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﻳ ﹶﺬﺭﻭﻥ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﳝ ﺮﻭﻥ ﺑﺎﳊﻖ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﲔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺍﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﻛﻤﺎ ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﹾﺃﺗﻮﱐ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ،ﺻ ﻌﺮﻭﺍ ﺧﺪﻭﺩﻫﻢ ﻛﺎﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ .ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮﻻ ﺃﱠﻟﻒ ﺑﻌ ﺪ ﺍﻟﺸﺎﻣ ﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎ ،ﺇ ﹾﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻻ ﻛ ﹼﺬﺍﺑﺎ ،ﻓﻠﻴﺄِﺗﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﹼﻟﻔﲔ. ﻓﺠﺌﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻟﻨﺆﺗﻴﻬﻢ ﻧﻈﲑﻫﺎ ،ﺑﻞ ﻛﺒﲑﻫﺎ ،ﻭﺍﷲ ﻣﻮﻫﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻔﻨﺎ ﺠﺘﻬﻢ ،ﻭﻧﻘﻄﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﺭﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﺗﺒﻨﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﻨﺪﺣﺾ ﺣ ﹸﺃ ﺭﻭﻣﺘﻬﻢ ،ﻭﳕ ﺰﻕ ﻣﻌﺎﺫﻳﺮ ﺍﳌﺒﻄﻠﲔ .ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺂﺧﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺃﻭﺩﻋﺘﻬﺎ ِﻣﻦ ﻣﻠﺢ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﺨﺐ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺻﺎﺗﺎ ﻟﺪﻓ ِﻊ ﺻﺨﺐ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﲔ ،ﻭﻟﻨﻬﺪﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻴﺎﺎ ،ﻭﻧﺪﻭﺱ ﺟﻴﻔﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﰲ ﻣﻜﺎﺎ، ﻭﻟﻨﻠﻄﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﺘﺮﺋﲔ. ﻭﺇﻥ ﻛﻤﺎﱄ ﰲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﺟﻬﺪﻱ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﻃﻠﱯ ،ﺁﻳ ﹲﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ
١٤٤
ﺭﰊ ،ﻟﻴﻈ ِﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﺃﺩﰊ ،ﻓﻬﻞ ِﻣﻦ ﻣﻌﺎ ِﺭﺽ ﰲ ﲨﻮﻉ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ؟ ﻭﺇﱐ ﺖ ﺑﺴﻄ ﹰﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺖ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺃﻟ ﹰﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﹸﺃﻋﻄﻴ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻋﱢﻠﻤ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻼﱄ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﻗﹼﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻀﻞ ﺭﰊ ﺃﻧﻪ ﺟﻌﻠﲏ ﺏ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟ ﹸﻔﺮﺍﺕ .ﻭﻛﻤﺎ ﺟﻌﻠﲏ ﻣﻦ ﻉ ِﻣﻦ ﺑﲏ ﺍﻟ ﹸﻔﺮﺍﺕ ،٥٢ﻭﺟﻌﻠﲏ ﺃﻋﺬ ﺃﺑ ﺮ ﺍﳍﺎﺩﻳﻦ ﺍﳌﻬﺪﻳﲔ ،ﺟﻌﻠﲏ ﺃﻓﺼﺢ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ .ﻓﻜ ﻢ ِﻣﻦ ﻣﻠﺢ ﹸﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺴ ﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻛﺎﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻓﺈﱐ ﺴ ِﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﺣ ﻮﻯ ﺣ ﻋﺬﺭﺍ َﺀ ﻋﱢﻠﻤﺘﻬﺎ! ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ِﻣﻦ ﹸﻟ ﺃﺳﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ. ﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﺭﺍ ﻛﻀﻮﺀ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ِﻓ ﻌ ﹶﻞ ﺖ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ،ﻭﹸﺃﻋﻄﻴ ﻭﻗﺪ ﹸﻓ ﹾﻘ ﺍﻟﻌﺒﺪ ،ﺇ ﹾﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺁﻳﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻓﻤﻦ ﺃﰉ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻧﺰﻭﻯ ،ﻭﻣﺎ ﺑﺎﺭ ﺯﱐ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﱪﻯ ،ﻓﻘﺪ ﺷ ِﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻲ ﻭﻟﻮ ﻛﺘﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺃﺧﻔﻰ. ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﲏ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭ! ِﻟ ﻢ ﻻ ﻳﺄﺗﻮﻧﲏ ﰲ ِﻣﻀﻤﺎﺭ؟ ﻳﺸ ﻬﻘﻮﻥ ﰲ ﻣﻜﺎﻢ ﻛﺤﻤﺎﺭ ،ﻭﻻ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻛ ﻤﻤﺎﺭ ،ﺇ ﹾﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ ﻛ ﻌﻮ ٍﺩ ﻣﺎ ﻟﻪ ﲦﺮ ،ﺃﻭ ﻛﻨﺨﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﲤﺮ ،ﰒ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﳜﺪﻋﻮﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ .ﺇ ﹾﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ ﻛﺪﺍ ٍﺭ ﺧ ِﺮﺑ ٍﺔ ،ﺃﻭ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺖ ﻧﺎﺭﻫﻢ، ﻀﺔ .ﻳﻌﹼﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌ ﻤﻠﻮﻥ ،ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ .ﺧﺒ ﻣﻨﻘ ﻭﺗﻮﺍﺭﻯ ﹸﺃﻭﺍﺭﻫﻢ ،ﻭﺧﺘﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﻢ ،ﻭﺃﺑﺎﺩﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺷﺤﻮﻢ ،ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻛﺄﻣﻮﺍﺕ ﻏ ِﲑ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺳﺎﻗﻄﲔ. ﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺗﺴﻌ ﹸﺔ ﺭ ﻫ ٍ ﳋﻴﺎﺭ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﳊﲔ .ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ، ﺠﺔ ﺍ ِ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﺠﻮﻥ ﻣﻬ ﳉﻤﻠﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ،ﺃﻭ ﻛﺄﻣﺮﺍﺽ ﻣﺘﺸﺎﺔ ﰲ ﺍﳋﺒﺚ ﻭﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ،ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻛﺎ ﹸ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺩﻳﻦ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ. 52ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ "ﺑﲏ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ" ﻫﻨﺎ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﲢﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ :ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﲔ ﻭﻫﻢ :ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٤٥
ﺴﺮﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ "ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ" .ﺇﻧﻪ ﺍﻣﺮﺅ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﻻ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺭﺟ ﹲﻞ ﹶﺃ ﻣ ﺮﺗ ﺻﻮﺍﺑﺎ ،ﻭﻛ ﹼﺬﺏ ﺑﺂﻳﺎﺗﻨﺎ ِﻛ ﹼﺬﺍﺑﺎ .ﻭﺧﺎﹶﻟﻄﻪ ﺯ ﻣ ﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ،ﻓﻘﻌﺪﻭﺍ ﲝﺬﺍﺀ ﴰﺲ ﳊﺮﺑﺎﺀ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺎﺭﺿﻚ ﻛﺎﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻻ ﳒﻴﺌﻚ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻞ ﻛﺎ ِ ﹾﺃِﺗﻨﺎ ﻛﺎﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺌﺖ ﻓﻨﺒﺎﺭﺯ ﻛﺎﳌﻌﺎﺭﺿﲔ. ﻀﺮ ﳎﻠﺲ ﺖ ﺍﳌﺴﻌﻰ ﰲ ﺃ ﻭﻝ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻼﺀ ،ﻭﺃﺧﺬﺗﲏ ﹶﺃﻧﻔ ﹲﺔ ﺃﻥ ﺃﺣ ﻓ ﻌ ﹾﻔ ﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ، ﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻜﻨﻴﻒ .ﻓﻘِﺒﻠ ﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﻨﻴ ﺍﳊﻤﻘﺎﺀ ،ﰒ ﺭﺃﻳ ﺿﻼ ﰲ ﻧﺪﻭﺗﻜﻢ، ﺖ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻣﺎﻟﻮﺍ ،ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﱐ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﻨﺎ ِ ﻭ ِﻣﻠ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻛﺘﺐ ﺃﻣﺎﻡ ﻣ ﹾﻘﹶﻠﺘﻜﻢ ،ﺃﻭ ﹶﺃ ﺳ ِﻤﻌﻮﱐ ﻣﺎ ﺃﻛﺘﺐ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﻳﺘﻜﻢ ،ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ ﻭﺳﻜﺘﻮﺍ ﻛﺄﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺘﲔ. ﻀﻨﺎﻫﻢ ﻭﺃﺣ ﹶﻔ ﹾﻈﻨﺎﻫﻢ ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ ﻀ ﺸ ﻲ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﻭﺃﻣ ﻭﻗﺪ ﹸﺃﺷﻴ ﻊ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎ ﺭ ﻭﹸﺃ ﹾﻓ ِ ﻍ ،ﻓﺎﻧﻘﻠﺒﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺏ ﺍﳍﻮﺍﻥ ﻣ ﺮ ﹶ ﻛﺮﺟ ٍﻞ ﺃﻟﹶﺜ ﹶﻎ ،ﻭﺳﻜﺘﻮﺍ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺗ ﺮ ِ ﻛﺎﳌﻨﺼﻮﺭﻳﻦ .ﻓﻴﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ"! ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﺧﺎﻑ ﺭﺑﺎ ﺗ ﻮﺍﺑﺎ ،ﻭﺭﺃﻯ ﹸﺫ ﹰﻻ ﺐ ﻧﺎ ﺭﺍ ﰒ ﺃﲬﺪﻫﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍ ،ﻭﺟﺎﻝ ﰲ ﺷﺠﻮﻥ ،ﰒ ﺧﺎﻑ ﻭﺗﺒﺎﺑﺎ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺷ ﺐ ﻣﻨﻮﻥ ،ﻭﻧﺴﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﻮﻥ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ِﺳﻴ ﺮ ﺍﳌﺘﻜﱪﻳﻦ. ﳐﻠ ﺏ ﺃﻻ ﺃﻳﻬﺎ ﺍ َﻷﺑﺎ ﺭ ﻣﺜ ﹶﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ِ ﺖ ﻭ ﻫﺪ ٍﺓ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻗﻄﺮ ﹲﺓ ﲢ
ﺏ ﱪﺍ ﻭﹶﻟﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭ ِ ﺇﻻ ﻡ ﺗ ِﺮﻱ ﻛ ﺏ ﻓﻼ ﺗﺘﺼﺎﺩﻡ ﺑﺎﻟﺒﺤﻮﺭ ﺍﻟﺰﻏﺎﺭ ِ
ﺕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭ ﺟﻴ ﹲﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ "ﺃﺻﻐﺮ" ،ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺰﻋﻢ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﺃﻛﱪ ،ﻭﻳﺰﺩﺭﻳﲏ ﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ِﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ،ﻭﻳﺴﺒﲏ ﰲ ﳏﺎﻓﻞ ﻭﺃﻣﻼﺀ ،ﻓﺴﻴﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺠ ﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻐﺮﻳﻦ .ﺇﻧﻪ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﳍﻮﻯ ،ﻭﻻ ﳚﺮﻱ ﹶﻃ ﹾﻠ ﹰﻘﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ .ﻳﺮﻳﺪ ﺾ ﺧﺘﻮﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ،ﻭﳚﺘﲏ ﻗﻄﻮﻑ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﶈﺮﻣﺎﺕ. ﺃﻥ ﻳﻔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺄ ﻫﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ،ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ،ﻭﺍﺳﺘﺤﻜ ﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ،ﺣﱴ ﺳﺒﻖ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ .ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﻣ ﺪ ﺣﺮ ﹰﺓ ﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮﻩ ﺐ ﺍﳌﻨﺎﺿ ﹶﻞ ،ﻟﻴﺘﺒﲔ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﻔﺎﺿﻞ .ﻭﺇﻧﻪ ﻻﻣﺘﺤﺎﻧﻪ ،ﻓﹸﺄﻗِﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻗﺒﺎ ﹶﻝ ﻃﺎﻟ ٍ
١٤٦
ﺕ ﺍﻟ ﻌ ﻮﱘ، ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺒﲏ ِﻟ ﻮﻏﺎﻩ ،ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻧﺮﺿﻴﻪ ﲟﺎ ﻳﻬﻮﺍﻩ .ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻃﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺫﺍ ﺖ ﺖ ﺁِﺗﲏ ﻛﺎﻟﺮﺍﺋﺪ ﻭﲤﺘ ﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ،ﻓﺈﻥ ﻛﻨ ﻷﺯﻳﻞ ﻣﺎ ﻋﻼ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟ ﻐﻴﻢ ،ﻓﻘﻠ ﺏ ﻣ ﹶﻄ ٍﲑ ،ﺃﻭ ﺛﺒﺖ ﻣﻌﻚ ِﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻛ ﻤﻴ ٍﺮ ،ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﻚ ﻭﲝﺴﻦ ﺭﺃﻳﻨﺎﻙ ﻛﺴﺤﺎ ِ ﺴﻮﻍ ﻟﻚ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻥ ﺗﻐﹼﻠﻄﻨﺎ ﰲ ﺇﻣﻼﺋﻨﺎ، ﺕ ﻋﻠ ﻮ ﺷﺄِﻧﻚ ،ﻓﻴ ﺑﻴﺎﻧﻚ ،ﻭﻧﺸﻴ ﻊ ﺻﻔﺎ ِ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺃﻏﻼﻁ ﺇﻧﺸﺎﺋﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﻈﻦ ﻛﺎﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﳓﺴﺒﻚ ﰊ ،ﻭﳚﻮﺯ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻐﲑﻙ ﻣﻦ ﻱ ،ﻭﻧﺎﺑﻐ ﹸﺔ ﻛﻼﻡ ﻋﺮ ﺃﻧﻚ ﺫﻭ ِﻣ ﹾﻘ ﻮ ٍﻝ ﺟ ِﺮ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﻄﻌ ِﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻼﺀ ،ﻭﺗﺤ ﻤﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﻔﺎﺿﻠﲔ ﺍﳌﺆ ﺩﺑﲔ. ﺱ ﺳﻔﻴ ٍﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﹶﻃ ﺮ ﺯ ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻚ ،ﻗﺒﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﻠﻤﻚ ﻭﻋﻼﺋﻚ ،ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﹸﻟﺒﻮ ﺴﺐ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﳌﻨﲑ ﻇﻼﻣﺎ ،ﻭﺍﻟﻮﺍﺑ ﹶﻞ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﳊﻴﺎﺀ ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﺿﺮﻳ ٍﺮ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ،ﻓﻴﺤ ﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﺎﺭ ،ﻭﻭﻟﻴﺠﺔ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ،ﻓﹶﺄ ِﺭﻧﺎ ﺟﻬﺎﻣﺎ .ﻭﺇﻥ ﻛﻨ ﺕ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﰒ ﺍﺟﻌ ﹾﻞ ﺑﻴﲏ ﻛﻤﺎﻝ ﺇﻧﺸﺎﺋﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻚ ،ﻭﹾﺃ ِ ﳊ ﹶﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻟﻚ ﻭﺣﺴﻦ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﺣ ﹶﻜ ﻤﺎ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ؛ ﻓﺈﻥ ﺷ ِﻬﺪ ﺍ ﹶ ﺖ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺃﲨﻞ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻣﻲ، ﻣﻘﺎﻟﻚ ،ﻭﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﺟﺌﺖ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ ،ﻭﺃﺭﻳ ﻓﻠﻚ ِﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ِﺟ ﺪﻱ ﻋﺒﹰﺜﺎ ،ﻭﲡ ﻌﻞ ِﺗﱪﻱ ﺧﺒﹰﺜﺎ ،ﻭﺃﻥ ﲢﺴﺐ ﺩ ﺭﻱ ﺍﻟ ﻐ ﺮ ﺲ ،ﻭﺑﻴﺎﱐ ﺍﻟﻮﺍﺿ ﺢ ﻛﻄﺮﻳ ٍﻖ ﻃﺎﻣﺲ ،ﻭﺗﺸﻴﻊ ِﻋﺜﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﻛﻠﻴ ٍﻞ ﺩﺍﻣ ٍ ﺗﻔﻌﻞ ،ﻭﻟﻦ ﺗﻔﻌﻞ ،ﻓﺎﺗ ِﻖ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻼﻋﻨﲔ. ﺃﻻ ﻻ ﺗﻌِﺒﲏ ﻛﺎﻟﺴﻔﻴﻪِ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭِﺯِ ﻭﺇﻧﻚ ﺗﺬ ﹸﻛـﺮﱐ ﻛﺮﺟ ٍﻞ ﳏﻘﹼ ٍﺮ ﺨﻮ ﹰﺓ ﺖ ﻧ ﻭﺇﻧﺎ ﲰـﻌﻨﺎ ﻛﻞﱠ ﻣﺎ ﻗﻠ
ﺻﻮﺍ ﹰﻻ ﻭﻟﻜ ﻦ ﺩﻋﻮﺗﲏ ﺖ ﻭﻣﺎ ﻛﻨ ﲑ ﰲ ﹶﻃ ﻐﻮﺍﻙ ﻳﺎ ﺍﺑ ﻦ ﺗﻜﺒٍ ﺮ ﻭﻻ ﺧ ﺐ ﺲ ﺗﺒﻴﺪﻙ ﻭﺍﺟﺘِﻨ ﺝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔ ٍ ﺤﺮ ﻓ
ﺐ ﺞ ﺳ ﺒ ﹶﻞ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﻭﺍﻛﺘِﺌ ﻭﻻ ﺗﻨﺘ ِﻬ
ﺖ ﺣﺮﰊ ﻓﺒﺎ ِﺭ ِﺯ ﺖ ﻗﺪ ﺃﺯﻣﻌ ﻭﺇ ﹾﻥ ﻛﻨ ﻭﺗﻠـﻤِﺰﱐ ﰲ ﻛﻞ ﺁﻥ ﻛﻤﺎﺭِ ِﺯ ﻀﺮﺍﺋﻲ ﲝﻤﻖٍ ﻛﺘﺎﺭِﺯِ ﺃﲢﺴﺐ ﺧـ ﻗﺪ ﺑﺎ ﹶﻥ ﺃﻧﻚ ﺗﺰﺩﺭﻳـﲏ ﻛﻐﺎﺭِ ِﺯ ﲔ ﺩﻭ ٍﻥ ﻣﻌـﺎ ِﺭ ِﺯ ﻭﻳﻔ ﹶﻘﹸﺄ ﺭﰊ ﻋـ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻓﹶـﻘﹾﺄٍ ﻓﺎﺟـﺄﹶﺗﻚ ﻛﻔﺎﺭِﺯِ ﺐ ﺁ ِﺭ ِﺯ ﺐ ﺑﻘﻠ ِ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﺍﻙ ﻭﺗ
١٤٧
ﻱ ،ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﻱ ﻭﺟﺎ ﺭ ﻏﻮ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺮﺿﲔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﺷﻴ ﺦ ﺿﺎ ﹼﻝ ﺑﻄﺎﻟﻮ ﺣﺴﲔ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻜ ﱠﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍ ﹶﳌﲔ .ﻭﺇﻧﻪ ﺃﰉ ﻭﺍﺳﺘﻜﱪ ،ﻭﺃﺷﺎﻉ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺃﻇﻬﺮ ،ﺣﱴ ﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ،ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻐﺎﻭﻳﻦ .ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛ ﹼﻔﺮﱐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜ ﹼﻔﺮ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﻭﺍﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﱯ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺟﻬﻠﻪ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ .ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻼﻁ ،ﻭﺳﺎﻗﻄﺔ ﰲ ﻭﺣﻞ ﺍﻻﳓﻄﺎﻁ ،ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ٍﺀ ﻣﻌﲔ .ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ِﻣﻦ ﻣﻠﺤﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻗﺮﳛﺘﻪ ﺣﺠ ﺮ ﺃﺛﺎﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻠﻚ ﹶﻛِﻠ ﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﻼﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﺖ، ﺖ :ﻳﺎ ﺷﻴ ﺦ ﺍﻟﻨﻮ ﹶﻛﻰ ،ﻭﻋﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ،ﺇﻥ ﻛﺘﱯ ﻣ ﱪﺃﺓ ﳑﺎ ﺯﻋﻤ ﻓﻘﻠ ﻭﻣﻨـ ﺰﻫﺔ ﻋﻤﺎ ﻇﻨﻨﺖ ،ﺇﻻ ﺳﻬﻮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﲔ ،ﺃﻭ ﺯﻳﻎ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺑﺘﻐﺎﹸﻓﻞ ﻣﲏ ﻻ ﻛﺠﻬﻞ ﻂ ﺩﻳﻨﺎ ﺭﺍ، ﻆ ﻏﻠ ٍ ﺨ ﹾﺬ ﻣﲏ ﲝﺬﺍﺀ ﻛﻞ ﻟﻔ ٍ ﺕ ﺃﻥ ﺗﺜِﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ِﻋﺜﺎ ﺭﺍ ،ﻓ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ .ﻓﺈﻥ ﻗﺪﺭ ﺻﺮﻳ ﹰﻔﺎ ﻭِﻧﻀﺎ ﺭﺍ ،ﻭ ﹸﻛ ﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻤﻮﻟﲔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺻﻠ ﹲﺔ ﺗﻼﺋﻢ ﻫﻮﺍﻙ ،ﻭﺗ ﹶﻘ ﺮ ﺑﻪ ﲨ ﻊ ﻭﺍ ﺤﺎﺫ ﺍﳍﺎﺋﻢ، ﻋﻴﻨﺎﻙ ،ﻭﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﺑﻪ ﺭﺟﻼﻙ ،ﻓﺘﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻴﻪ ﻛﺎﻟﺸ ﻭﺗﻘﻌﺪ ﻛﺎﳌﺘﻨﻌﻤﲔ ،ﻭﺗﻐﲎ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺟﻌﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻣﻜﺎﺋﺪ ﺷﱴ ،ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ "ﻋﺪ ﻭ ﺍﻟ ﺴﻨﺔ" ،٥٣ﻭﻭﻋﻆ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟ ِﻔﺮﻳﺔ ،ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻛﺎﳌﺴﺘﺮﳛﲔ .ﺑﻴﺪ ﺃﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻗﺒﻠﻪ ﺭﻳﺎ ﻓﺼﺎﺣﺘﻚ ،ﻭﺃﺷﺎﻫﺪ ﹶﺃﺭﻳ ﺞ ﺑﻼﻏﺘﻚ ،ﻷﻓﻬﻢ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺖ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﶈﺠﻮﺑﲔ ﺍﻟﻌﻤﲔ. ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﻟﺔ ،ﻭﻟﺴ ﻓﺎﺗﻔ ﻖ ﻟ ﻮ ﺷ ِﻞ ﺣ ﱢﻈﻪ ﺍﳌﺒﺨﻮﺱ ﻭﻧ ﹾﻜ ِﺪ ﻃﺎِﻟ ِﻌﻪ ﺍﳌﻨﺤﻮﺱ ،ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻗِﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﺔ، ﺸﻲ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ،ﻭﺗﻮﺍﺭﻯ ﻭﻣﺎ ﺳﻨﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻘﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻄﺔ ،ﻭﺧ ِ ﻛﺎﳌﺘﺨﻮﻓﲔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﻧﺸﺎﺀ ﻟﻘﻠﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﻔﺎﺭﻏﲔ .ﻭﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺻﻠﱵ ﺖ ﰲ ِ ﺝ ﺯﻳﺘﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻔ ﻮ ﻩ ﺇﻻ ﻛﺎﳌﺘﺼﻠﻔﲔ .ﻭﲢ ﺮﻳ ﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﳕﻮﺫ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ،ﻷﻧ ﹸﻘﺪ ﲝﻴﻠ ٍﺔ ﺣﺼﺎﺗﻪ ،ﻭﹶﺃﳐﺾ ﻟﺒﻨﻪ ﻭﹸﺃ ِﺭﻱ ﺟﻬﻼﺗﻪ .ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺭﺍﻭ ﺩ ﺥ، ﺥ ،ﻭ ﻋ ﺰ ﻣﻪ ﻫ ِﺮﻡ ﻭﺷﺎ ﺖ ﺃﻥ ﺣ ﺮﻩ ﻗﺪ ﺑﺎ ﺁﻣﺎﹶﻗﻪ ،ﺃﻭ ﺍﳋﻨﺎﺱ ﺣﺒﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺑﺎﹶﻗﻪ ،ﻓﺮﺃﻳ 53
ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﳝﻠﻜﻬﺎ ﻭ ﳛﺮﺭﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ "ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟ ﺴﻨﺔ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٤٨
ﺤﹼﻠﲔ. ﻀ ﻤ ِ ﻭﺗﺮﺍﺀﻯ ﻛﺎ ﹸﳌ ﻭﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﺃﺳﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻼﺀ ﺳﻄﺮ ﺃﻭ ﺳﻄﺮﻳﻦ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺤﻮﺍ َﺀ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﲔ ،ﺑﻞ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻣﻘﺎﱄ ،ﻭﻳﺒﲔ ﰲ ﺍﻠﺲ ﹶﻓ ﺃﻗﻮﺍﱄ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ .ﻭﺇﱐ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﺖ ِﻋﺮﺿﻪ ﺻﻨ ﻭﺃﺳﻌﻰ ﻟﻠﻜﺘﻤﺎﻥ ،ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﻧﻄﻖ ﺃﺣﺪ ﻹﻓﺸﺎﺀ ِﺳ ﺮﻩ ،ﻓﻄﻮﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﹶﻏ ﺮﻩ ،ﻭ ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻫﺸﲔ .ﰒ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻏﻠﻮﺍﺋﻪ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺰﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﻮ ﺧﻴﻼﺋﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺳﲑ ﺟﻬﻼﺗﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﺧﺰﻋﺒﻴﻼﺗﻪ ،ﺑﻞ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺨﺮ ﺑﻪ ﺻﻴﺪﻩ .ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺳﺘﻮِﺑﻘﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺩﻻﻟﻪ ﺳﻴﻘِﻠﻘﻪ، ﻛﻴ ﺪﻩ ،ﻭﻳﺴ ﺖ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳍﻨﺎﺕ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﺎﺯﺍﺓ. ﺃﺷﻌ ﰒ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﰒ ﺃﰉ ،ﻭﻣﺎ ﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺧﻮﻑ ﺃﺣﺮﹶﻗﻪ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻟﻠﻈﻰ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺮﺃ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻛ ﺪ ﺭ ﺃﺟﻠﻰ ،ﻓﺄﻭﺟﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻴﻔﺔ ﻭﻣﺎ ﺠﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﳌﺰﺀﻭ ﺩ ،ﻭﳛﻀﺮ ﺍﳌﻮﻃﻦ ﺾ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ .ﻓﻤﺎ ﲤﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺸ ﺃﺑﺪﻯ ،ﻭﺃﻧﻘ ﺥ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺐ ،ﻭﻓﺮ ٍ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻭﻳﺮﻱ ﺟﻨﺎﻩ ﻭﺍﻟ ﻌﻮ ﺩ .ﺑﻞ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺭ ﺟﻴ ٍﻞ ﻭ ﹾﻏ ٍ ﺤﺮﻱ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﻤﻴﺬﻱ ﻗﺪ ﺭﺑ ﻲ ﰲ ﺐ ،ﻭﺍﺣﺘﺎﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﻟﻦ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟ ﺯ ﹾﻏ ِﺣﺠﺮﻱ ،ﻓﺒﺎ ِﺭ ﺯﻩ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ،ﻭﺇﱐ ﺃﻧﺴﺎﺏ ﻛﺎﻟﺘﻨﲔ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﲔ. ﺕ ﺟ ﺪ ﺃﺑﺎ ﺯﻳﺪ ،ﻭﺇﱐ ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻻ ﲢﺴﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﳐﻠﱯ ﺑﻜﻴﺪ ،ﻭﻟﻮ ﺻﺮ ﺃﻋﻠﻢ ﺣﻴﻞ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ .ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ِﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﺗﻼﻣﻴﺬﻙ ،ﻭﻣﺎ ﺷ ِﺮﺏ ﺇﻻ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﺬﻙ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻚ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﹶﻏ ﹾﻠ ﻮﺓ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻠﻚ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ، ﱯ ﺍﻟ ﺰﻏﻮﻡ ،ﻭﻻ ﻓﻀﻼ ِﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻚ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻓﻼ ﺗﻔ ﻮﺽ ﺃﻣﺮﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﻐ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺩﻋﲔ .ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﺑﻦ ﺑ ﻮ ِﺣﻚ ،ﺃﻭ ﺷﻘﻴﻖ ﺭﻭﺣﻚ ،ﻭﻣﺎ ﺷﺮﺏ ﺼﺘﻚ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺰﳝﺘﻚ ﺼﺘﻪ ﺗﻄ ﻮﻯ ﺑﻘ ﻱ ﺑﹸﻠﺒﺎﻧﺘﻚ ،ﻓ ِﻘ ﺻﺒﻮﺣﻚ ،ﻭﻗﺪ ﹸﻏ ﱢﺬ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﻮﱄ ،ﻓﻔ ﺮ ﺴ ﺮ ﻟﻴ ﻦ .ﻓﺈﺫﺍ ﲰﻊ ﻗﻮﱄ ،ﻭﺭﺃﻯ ﺐ ﻓﻘﺪ ﹸﻛ ِ ﺼﹾﻠ ﻫﺰﳝﺘﻪ ﺑﻴﻦ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻣ ﺰ ﹾﻗﻨﺎ ﺍﻟ ﺴﻲ ﻛ ﱠﻞ ﺃﺭﻳﺰ ﻛﺎﳌﺘﻨﺪﻣﲔ .ﻭﺃﺣﻔﻈﺘﻪ ﻛ ﹶﻔ ﺮ ﺍﻟ ﻮ ﻋ ِﻞ ،ﻭﺍﻧﺴﺎﺏ ﺇﱃ ﺟﺤﺮﻩ ﺑﺎ ﹶﳌ ﻌ ِﻞ ،ﻭﻧ ِ ﺑ ﹶﻜِﻠ ٍﻢ ﻣﺆﳌﺔ ،ﻭﺃﻟﻔﺎﻅ ﻣﻮﺟﻌﺔ ،ﻟﻌﹼﻠﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﳌﻨﺎﺿﻠﺔ ،ﻭﻳﺄﺗﻴﲏ ﳌﺼﺎﺭﻋﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺗﻰ
١٤٩
ﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﻳِﻠﺞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﻛﺎﳌﺬﺭﻭﻋﲔ. ﺍﳌﻀﻤﺎﺭ ،ﻭﺣ ِ ﰒ ﻣﺎ ﻏﱪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻻ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺷﻬﺮﺍﻥ ،ﺣﱴ ﺃﺷﺎﻉ ﰲ ﲢﻘﲑﻱ ﱄ ﺯﻧﺪﻗﺔ ﻭﺿﻼﻟﺔ ،ﻟﻴﺴﺘﺮ ﺑﻪ ﺟﻬﻼ ﻳﺨﺰﻳﻪ ،ﻭﻳﺰﻳﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﰲ ﺃﻋﲔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﻋﺰﺍ ﺇ ﹼ ﺗﺎﺑﻌﻴﻪ ،ﻭﻳﻜﹼﺜﺮ ﺳﻮﺍ ﺩ ﻃﺎﻟﺒﻴﻪ ،ﻭﻳﺆﺫﻱ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﺴﺘﺮﺷﺪﻳﻦ .ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺕ ﺇﻏﻤﺎﺋﻪ ،ﻭﺿﺤﻚ ﺑﻌﺪ ﺑﻜﺎﺋﻪ ،ﻭﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ،ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻪ ،ﻭﺭﻗﺄ ﺕ ﹶﻟﻮﻋﺘﻪ ،ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﹸﺃ ﹼﰎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺃﺳﹼﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺩ ﻣﻌﺘﻪ ،ﻭﺍﻧﻔﺜﺄ ﺖ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺮﺍﻡ ،ﻟﻌﻞ ﺍﷲ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﺇﻧﻪ ﳛﻮﻝ ﺍﳊﻖ ﺯﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻗﻤ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺀ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﳌﺆﻭﻓﲔ. ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻀﺎ ﹼﻝ ،ﻭﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺍﻟﺒ ﹼﻄﺎﻝ ،ﺃﱂ ﻳﺄﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﻭﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ؟ ﺖ ﺃﺗﻔﺮﺡ ﲝﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ،ﻭﰲ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﳌﻨﺎﻳﺎ؟ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻳﻘﻈﺘﻚ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ،ﻭﻭﺿﻌ ﺖ ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻟﺴﺖ ﲟﻔﺘﺮ ﺖ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻷﻻﻳﺎ ،ﻓﻘﻠ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺍﳌﺮﺍﻳﺎ ،ﰒ ﺃﻗﺴﻤ ﺖ ﺖ ﺇﻻ ﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤ ﺏ ﺍﻟﱪﺍﻳﺎ ،ﺃﻥ ﺃﺳﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻨ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮ ﺇﻻ ﻛﺎﺘﺮﺋﲔ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻬﻲ ﺣﻀﺮ ﹲﺓ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ .ﺗﺮﻯ ﺕ ﻳﻬﻠﻚ ﺕ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .ﻭﺍﳌﻮ ﺭﺟﻼ ﻣﺘﻨﻌﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺀ ،ﰒ ﺗﺮﻯ ﺫﺍ ﷲ ،ﺇ ﹼﻥ ِﺩﳝﱵ ﺃﻓﻌﻰ ﺃﻋﺠ ﺰ ﺍﻟﺮﺍِﻗﻲ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺎ ٍﻥ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ .ﻭﹶﺃﻳ ﻢ ﺍ ِ ﻗﺪ ﺍﹼﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻻ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻴﲏ ﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﺼﺪﻳﺪ ﲪﻴﻢ. ﻛﺼﺪﻳﻖ ﲪﻴﻢ ،ﻓﺄﻇﻬﺮ ﺕ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ،ﻭﹸﺃﻋﻄﻴﺖ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ .ﻭﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﺇﱐ ﹸﺃﻳﺪ ﻀﻠﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ .ﻓﺈ ﹾﻥ ﻋﹼﻠﻤﲏ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﻧﻜﺎﺗﺎ ﺃﺩﺑﻴﺔ ،ﻭﻓ ﻚ ﻣﻦ ﺁﻳﱵ ،ﻭﲢﺴﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﺣ ﺪﻳﺎ ﺑﻼﻏﱵ ،ﻓﺘﺤﺎ ﻡ ﺍﻟﻘﺎ ﹶﻝ ﻭﺍﻟﻘﻴﻞ، ﺖﰲﺷ ﻛﻨ ﻉ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ،ﻭﺑﺎ ِﺭ ﺯ ﰲ ﻣﻮﻃﻦ ﺐ ﲝﺬﺍﺋﻲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ،ﻭ ﺟ ﺪ ِﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭ ﺩ ﻭﺍﻛﺘ ﻭ ﻋﻴ ﻦ ﻟﻪ ﺍﳌﻴﻘﺎﺕ .ﻭﻋﻠ ﻲ ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﳓﻀﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﳌﻴﻘﺎﺕ ﺑﺎﻟﺮﺃﺱ ﻭﺍﻟﻌﲔ ،ﻭﻧﻨﺎﺿﻞ ﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﺟﺌﺖ ﺑﻜﻼﻡ ﻳﺴ ﺮ ﰲ ﺍﻹﻣﻼﺀ ﻛﺎﳋﺼ ﻤﲔ .ﻓﺈﻥ ﺯﺩ ﺖ ،ﻭﺃﺣﺮﻕ ﻛﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺷﻌﺘﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻓﺄﺗﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻙ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﻴ
١٥٠
ﺖ .ﻓﺎﺭ ﺣ ِﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﺖ ﻭﺁﹶﻟﻴ ﺖ ،ﻭﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﺃﻓﻌﻞ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺎﻧ ﹸﻈ ﺮ ﺃﱐ ﺃﻗﺴﻤ ﺃﻭ ﺃﺧﻔﻴ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ،ﻭﻋﺎِﻟ ِﺞ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﱳ ﻛﺜﺮﺕ ،ﻭﺍﻵﻓﺎﺕ ﻇﻬﺮﺕ ،ﻭ ﹸﻛ ﱢﻔ ﺮ ﻓﻮﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﻖ ﻭﺍﻷﻟﺴ ﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻃﺎﻟﺖ ،ﻓ ﹸﻘ ﻢ ﺭﲪﻚ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺗﻘﻌﺪ ﻛﺎﳌﻨﺎﻓﻘﲔ. ﺃﻻ ﺗﺴﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﲔ ،ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ،ﰒ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻣﺆﻳﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ،ﻭ ﻣﺨﺰﻱ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ،ﻭﺍﷲ ﻣﻮﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﻭﻻ ﻣﻮﱃ ﻟﻠﻤﻔﺘﺮﻳﻦ. ﺴ ِﻤ ﻌﲏ ﻣﺎ ﺃﻛﺘﺐ ﺖ ﺑﺄﻥ ﺗ ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻭﱂ ﺗﻘﻢ ﻟﻠﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ،ﻓﺮﺿﻴ ٥٤ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ،ﻭﺍﳉﻤﻞ ﺍﻟﺮﺷﻴﻘﺔ ،ﻭﻛﻔﺎﱐ ﻟﻮ ﻓﺰ ﺕ ﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ. ﺕ ﻣﺎ ﻗﻠ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻭﻟﻜﲏ ﺟ ﺮﺑﺘﻚ ﻣﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ،ﻭﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﻄﻊ ﺧﺼﺎﻡ، ﺤﺖ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻴﻼ ﻭﺍﻫﻴﺔ ،ﻭﻣﻌﺎﺫﻳﺮ ﻣﻨﺴﻮﺟﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ،ﻭﺗﻔ ﺮ ﻛﺎﶈﺘﺎﻟﲔ. ﻭﺗﻨ ِ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﻻ ﲢﺘﺎﻝ ﻛﺄﻳﺎﻡ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﲢﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻴﻘﺎﺕ ﰲ ِﺭﻳﺎﻏ ٍﺔ ﻣﻘ ﺮﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺡ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩ ،ﻭﺃﺗﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺖ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻭﻓﺎ َﺀ ﺃﻣ ﺮﻙ ﺇﱃ ﻏﻠﺒﺔ ﻭﺭﺷﺎﺩ ،ﻓﹶﺄﺧ ِﻔﺾ ﻟﻚ ﺟﻨﺎ ﻛﻨ ﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺟﻬﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻳﺪﻳﻚ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ،ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻗ ﹶﻔﻞ ﻣﻦ ﺿﻼﻝ ﺇﱃ ﺳﺪﺍﺩ .ﻓﹶﺄﹾﻟ ِﻔ ﳉ ﹶﻔﹶﻠﻰ ،ﻭﺃﺑﹼﻠﻎ ﺩﻋﻮﰐ ﺃﺑﺎ ﺍ ِﳌﺮﺍﺀ ،ﻭﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﱃ ﻣﺄ ﺩﺑﱵ ﺍ ﹶ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻼ ،ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﺑﻴﺘﻢ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ،ﻭﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﺁﻳﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﺗﺴﺘﺒﲔ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺮﻣﲔ. ﻀﺮﻭﺍ ﻟﻔﺼﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺪ ﺃﱐ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﲢ ﺼ ﻢ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﻌﺎﻗﻞ ،ﺃﻭ ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳋ ﹼﻄﺔ ،ﻓﻜﺄﱐ ﺃﺳﺘﻨـﺰﻝ ﺍﻟ ﻌ ﺍﻟﺜﺎﻛﻞ ،ﺃﻭ ﺃﺳﺘﻘﺮﻱ ﺍﻟ ﺪ ﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺪ ،ﺃﻭ ﺃﺑﻐﻲ ﺍﻟ ِﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﺪ ،ﻭﺃﺭﻯ ﺃﱐ ﺃﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻛﺎﳋﺎﻃﺌﲔ ،ﻭﺃﺿﻴﻊ ﻭﻗﱵ ﰲ ﺳﺆﺍﱄ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﻭﻣﲔ .ﻭﺇﱐ ﱂ ﺃﻓﻌﻞ 54
ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﺬﻩ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٥١
ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺼﺪﻱ ﺇﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ،ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﺇﱐ ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺃ ﻭ ﹰﻻ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻓﺄﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳚﻴﺌﲏ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺁﻳﱵ ﻭﻳﻠﺒﺚ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻓﺄﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺿﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻄﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺍﻵﺗﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﹸﻓﺮﺍﺩﻯ ﹸﻓﺮﺍﺩﻯ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺿﻴﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ،ﺑﻞ ﺁﺫﻥ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﳚﻠﺲ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ ﻛﺎﻟﻨﺎﺻﺮﻳﻦ. ﰒ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻀﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻟﺒ ﹼﻄﺎﻝ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﲦﺎﺭ ﻋﻮﺩﻙ ،ﻭ ﻭﻗﻮ ﺩ ﻭﻗﻮ ِﺩﻙ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﹸﺃﺩ ِﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﲔ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺷﻴﺨﻚ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻧﺬﻳ ﺮ ﺍﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ،ﰒ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ٥٥ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺘﺼﻠﻔﲔ ،ﰒ 55ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﳛﺴﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﹸﺃ ﻡ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ِﻌﱪﻳﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﳍﺎ ﻛﺎﻟﻔﹸﻀﻠﺔ ،ﻭﻳﺴﺘﻴﻘﻦ ﺃﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﹼﺔ ﻋﻘﺪﺓ ﻣﺴﺘﺼﻌﺒﺔ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ ،ﺃﻭ ﻛ ﺰﻧﺪﺓ ﺴﺮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺡ ،ﻣﻊ ﺃﻧﺎ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ " ِﻣﻨﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ" ،ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺸﺎﻉ ﰲ ﻣﺴﺘﻌ ِ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻓﻴﻮﻣﺌﺬ ﺗﺴ ﻮ ﺩ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ .ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺼﺮﻧﺎ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ،ﻭﹸﺃﻳﺪﻧﺎ ﰲ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ،ﻣﻦ ﺍﷲ ﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻏﲑﻩ ﺑ ﹶﻄﻮﺱ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭ ﺩ ﺳﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻛ ﱠﻞ ﺩ ﻭ ٍ ﻂ ﺻﻠﻔﺔ ﻏ ﲑ ﻣﻌﲔ. ﻛﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﳌﺴﺘﺒ ﹶﺬﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻞ ،ﻭﻛﺸﻲﺀ ﻫﻮ ﺳ ﹶﻘ ﹲ ﺴ ِﻘﻄﲔ .ﻓﻴﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺇﻧﺎ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺣﻖ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ،ﻭﺃﺭﻳﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺎﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ،ﻣﺼﻴﺒﲔ ﻏ ﲑ ﻣ ﻋﻠﻰ ﻭ ﻫ ِﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﺍﳉﻬﻼﺀ! ﺇ ﹾﻥ ﻫﻢ ﺇ ﹼﻻ ﻛﺎﻟﻌﺠﻤﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺻﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ،ﻓﺎﺭ ﺣ ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﺪﺑﺮﻳﻦ .ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ ﻭﻋ ﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ،ﻭﻛ ﱠﻞ ﻃﺮﻑ ﻓﺘﻨ ﹲﺔ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻷﺯﺣﻞ ،ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻢ ﻗﻮﻡ ﺭﻏﺒﻮﺍ ﰲ ﻓﹸﻀﺎﻟﺔ ﺍﳌﺂﻛﻞ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺿﻮﺍ ﻛﻄﺒﺎﺋﻊ ﺧﺮﻗﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪﺍﺕ، ﺍﳌﻨﻬﻞ ،ﻭﻣﺎ ﺣﺒﺴﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ،ﺑﻞ ﺭ ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺟ ﺮ ﺩ ﺍﻹﻣﻌﺎﻥ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ،ﻛﺎﳌﺘﻐﺎﻓﻠﲔ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﻟﲔ .ﻭﺇﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﺤﺼﻨﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﻭﺑﻠﹼﻐﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻓﺎﻧﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺴﺘﺨ ﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ،ﻭﺍﻵﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻛﺎﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﳌﻤﺴﻮﺧﺔ ﺍﳌﻐﻴﺮﺓ ﺍﳌﻠ ﻮﺣﺔ، ﻭﻛﺎﺮﻭﺣﲔ ﺍﳌﻀﺮﻭﺑﲔ .ﻭﻗﺪ ﺑﺪﻝ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ،ﻭ ﹸﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻭﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ،ﻭﺃﹸﺧ ِﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺖ ﻛﺎﳌﺘﻔﺮﻗﲔ .ﻓﻜﺄﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﺎﻭ ٍﺓ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺁﺧﺮ ﰲ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ،ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻠﺘﺌﻤﺔ ،ﻭﺗﺎﻫ ﻭ ﻫ ٍﺪ ﻣﺘ ِﻜﹰﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺮﺍﻭﺓ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﹸﻟ ﱢﻔ ﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺑ ِﺮﺩﺍﺀ ،ﻭﻧ ﱢﻜ ﺮ ﺷﺨﺼﻪ ﻛ ﻐﺮﻣﺎﺀ .ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻛﺄﺎ ﺩﻓﻨﺖ ﻭﺑﻮﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﺏ ،ﻭ ِﻫﻴ ﹶﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ﻛ ﻬﻴ ِﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ،ﻭﺇﻧﺎ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺮﺟﺎﻝ
١٥٢
ﻒ ﻳﻔ ﹶﻘﺪ ،ﻭﻳﺴﺘﺮ ﺟﻊ ﻟﻪ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﰲ ﺍﻷﺟﺪﺍﺙ ،ﻭﺑﻌِﺜﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺳ ِﻤ ﻊ ﻧ ﻌﻴﻬﻢ ﺑﻨﻮﺍﺯﻝ ﺍﻻﻧﺒﺜﺎﺙ ،ﺃﻭ ﻛﺈِﹾﻟ ٍ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﺣﺔ ﺗﻌ ﹶﻘﺪ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻨﻌﺶ ﺍ ﹶﳌﻴﺖ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎ ﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﻴﺐ ﺍﳌﻬﺠﻮﺭ ﻣﻦ ﻆ ﻣﺎ ﺭﹶﺃﻯ ﺍﻧﺜﻼ ﻡ ﺣﺒ ٍﺔ ،ﻭﻗ ﹶﻔﻞ ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﺑﺴﻼﻣ ٍﺔ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ،ﺃﻭ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﳍﺎﺭﺏ .ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻟﻔ ﹲ ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺭﺛﺎﺅﻩ ﻛﺎﻟﻨﻮﺍﺩﺏ ،ﺑﻌﺪ ﻭﺻﺤﺔ .ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻻﺳﺘﻼﻡ ،ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻡ ،ﻭﺑﻜ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺄﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﺂﺩﺏ ،ﻭﺻﺎﺭ ﻛﺎﳉﻨﺎﺋﺰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻮﺍﺋﺰ. ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﳊﻖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺫﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ،ﻭﻭﺟﻮﻩ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺗﺎﺏ ﺍﳊﺎﺋﺮ .ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﻓﺘﺸﻮﻫﺎ، ﻭﺍﻃﹼﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺷﺎﻫﺪﻭﻫﺎ ،ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﲔ ،ﻭﻳﺴﺘﻴﻘﻨﻮﻥ ﻛﻌﺎﺭﻑ ﺍﳊﻖ ﺠﺒﺔ ﲝﺴﻦ ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎﺎ ،ﻭﻻ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺍﳌﺒﲔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻔﺮﺩﺓ ﰲ ﺻﻔﺎﺎ ،ﻭﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻣﻔﺮﺩﺍﺎ ،ﻭﻣﻌ ِ ﻟﺴﺎ ﹲﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﺴﻦ ﺍﻷﺭﺿﲔ. ﻱ ﻭﺍﻟﻨﺤﺖ ،ﻭﺷﺘﺎﻥ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﱪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﻓﺘﺠﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺒ ﺮ ِ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﻔﺮﺩ ﺍﻟﺒﺤﺖ .ﻭﺫﺍﻙ ﻳﺪ ﹼﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﻭﻻ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﱪﻳﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﻳﻔﱵ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻘﺮﳛﺔ ،ﺃﺎ ﻧﺤِﺘﺖ ﻋﻨﺪ ﻫﺠﻮﻡ ﺖ ﻣﻔﺮﺩﺍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﳋﻴﺎﻧﺎﺕ ،ﻓﻔ ﱢﻜ ﺮ ﺖ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ،ﻭﺳﺮﻗ ﺻﻴﻐ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ،ﻭ ِ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﲔ. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺛﺒﺖ ﺑﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﺿﺤﺔ ،ﻭﺑﺮﺍﻫﲔ ﺳﺎﻃﻌﺔ ،ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ﺫﺧﲑﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺴ ٍﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻭﺟﺮﻣﻨﻴﺔ ،ﻭﻻﻃﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﺭﻭﺳﻴﺔ ،ﻭﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻫﻨﺪﻳﺔ ،ﻭﺻﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﺃﻟ ﺖ ﺧﻮ ﹰﻓﺎ ﻭﺭﻋﺒﺎ، ﺩﻳﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭﻗﺮﻳﺒﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺃﺎ ﺣ ﺮﻓﹶﺖ ِﻣﻦ ﻛِﻠ ٍﻢ ﻋﺮﺑﻴ ٍﺔ ﻣﻄ ﻬﺮﺓٍ ،ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﹶﻟ ﻤﻠﺌ ﺖ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﹸﺃﻡ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺕ ﺑﺼﺪﻕ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﺋﺒﲔ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﲔ .ﻭﻗﻠ ﻭﻷﻗﺮﺭ ﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺟ ﻌﻞ ﻣﻜﹼ ﹶﺔ ﹸﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ،ﻭﺟﻌﻞ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﹸﺃﻣﻴﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﻭﺟ ﻌﻠﻬﺎ ﺧﺎﺗ ﻢ ﺃﻟ ﺻﺤﻔﹰﺎ ﻣﻄ ﻬﺮ ﹰﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﹸﻛﺘﺐ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺧﺎﺗ ﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ،ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﹸﺃ ﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ،ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﰒ ﺳﺄﻝ ﺍﳌﻌﺘﺮﺽ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻋﻦ ﻭﺟﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﲰﺎﺀ ﳛﺴﺒﻬﺎ ﺟﺎﻣﺪﺓ .ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻇﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ،ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ،ﻭﺣﺮﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻤﻘﻮﺍ ﻛﺎﶈﻘﻘﲔ .ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﹼﻢ ﺁﺩ ﻡ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻟﻴﻜ ﻤﻠﻪ ﻋِﻠﻤﺎ ﻭﺣﻜﻤﺔ؟ ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻬﻢ ..ﹶﺃ ﻋﻠﹼﻤﻪ ﺃﲰﺎ ًﺀ ﻣﻬ ﻤﻠﺔ؟ ﺃﻳﻌ ﺰﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻟﻐﻮﺍ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ ،ﻭﳚﻌﻠﻮﻧﻪ ﻭﺍﺿ ﻊ ﻟﻐﻮٍ؟ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻤﺎ ﻳﻈﻨﻮﻥ! ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺇﻓﺎﺩ ﹰﺓ ،ﻭﺍﳌﻬﻤﻞ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﻻ ﺑﺼﲑﺓ ،ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻛ ﱡﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺣﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ
١٥٣
ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﻭﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺭﺏ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ .ﺑﻞ ﺍﻻﻋﺘﻼﻕ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ،ﻣﻦ ﺳﲑ ﺍﳉﻬﻼﺀ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ ،ﻓﺎﺗﻖ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺗ ﻌ ﺰ ﺍﳌﻬﻤﻼﺕ ﺇﱃ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﹼﻢ ﺁﺩﻡ ﺇﻻ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﺨﺰﻭﻧﺔ. ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ،ﻭﺍﳌﻠﹼﺔ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺗﻨـﺰﻝ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﺃﻭﺳﻊ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﻭﻛﺎﻓﹼﺔ ﺍﻟﱪﻳﺔ .ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻭﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺮﻓﻬﺎ ﻭ ِﺳﻴﻌﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻛ ِﻮﻋﺎ ٍﺀ ﳌﺘﺎﻉ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﻛﺼﺪﻑ ﻟ ﺪﺭﺭ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ .ﻓﻠﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻛﻤ ﹸﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻠ ِﺰﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘ ﺮ ﺃﺎ ﺃﺳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﻭﺃﻧﺴﺐ ﳊﺴﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﻜﺄﻥ ﺍﷲ ﺃﺧﻄﺄ ﰲ ﺗﺮﻛﻪ ﺇﻳﺎﻩ ،ﻭﺇﻧﺰﺍﻟﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ .ﻓﺘ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ،ﻭﺍﺗ ِﻖ ﻏﺸﺎﻭ ﹶﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻛﺎﺘﺮﺋﲔ. ﺖ ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﺤﺖ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍ ِﳌﻴﺰﺍﺏ ﺃﲰﺎﺀ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻻ ﻳﺜﺒ ﺸﺄ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﻳﺘﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ،ﻻ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻚ ،ﻭﻓﺴﺎ ﺩ ﻧ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺴﻜﲔ! ﺇﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﺤﺖ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ِﻃﻴﺔ ،ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﲢﺖ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻕ ﺟﻬ ﹰﺔ ،ﰒ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻄﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻴﺎﺀ ﺑﺎﳊﺎﺀ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ،ﻭﻧﻈﺎﺋﺮﻩ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﺷﻬﺪ ﻭﺣﺎ ﹶﺫﻯ ﺍﻟﻔﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ. ﰒ ﻟﻴﺲ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﺤﺖ ﺟﺎﻣﺪﺍ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺯﻋﻤﻚ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﻟﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺼﺮﻳﻔﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ .ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ :ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﱴ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﺤﻮﺕ ..ﺃﻱ ﻗﻮﻡ ﺃﺭﺍﺫﻝ ﻻ ﻳﺆﺑﻪ ﳍﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﳉﱪﻭﺕ ،ﻭﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺮﻣﲔ. ﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﺍﻟِﺘ ﺮﺏ ،ﻭِﺗ ﺮ ﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﻣﺜﹸﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑ ﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺀ .ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ .ﻭﻗﺎﻝ ﺛﻌﻠﺐِ :ﺗ ﺮ ﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﻠِﻘﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﺳ ﻤ ﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺗﺮﺍﺑﺎ ﻟﻜﻮﺎ ﰲ ﺧﻠﻘﻬﺎ ِﺗ ﺮ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﺗﺸﺎ ﺎ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺻﻨﻊ ﺍﷲ ﺍﳌﻨﺎﻥ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺧﹶﻠﻖ ﺍﷲ ﺳﺒﻊ ﲰﺎﻭﺍﺕ ﻣﻨﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ،ﻭﺧﻠﻖ ﻛﻤﺜﻠﻬﻦ ﺳﺒ ﻊ ﺃﺭﺿﲔ ﻣﻨﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻭﺭﺛﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ .ﻭﻟﻌﻞ ﻟﻔﻆ "ﺳﺒﻊ ﺃﺭﺿﲔ" ﻛﺎﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ِﻋ ﺪﺓ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﲟﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﻗﺎﻝ "ﺍﺑﻦ ﺑ ﺰﺭﺝ" :ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﺮﻭﺏ ﺑﻌﺪ
١٥٤
ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻮﻧﻜﻲ ،ﰒ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﺎﺭﻧﻔﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﹼﻠﺪﻳﻦ ،ﰒ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﺘﻜﱪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺎﻉ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﱪ ﻭﺍﻟﺘﻮﻫﲔ ،ﰒ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺒ ﹶﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺇﻗﺒﺎ ﹶﻝ ﺨﻠﺒﻪ ﺖ ﺃﻇﻔﺎﺭﻩ ﺑ ِﻌﺮﺿﻲ ﻛﺎﻟ ِﺬﻳﺎﺏ ،ﻭ ِﻣ ﻣﻦ ﻟِﺒﺲ ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺔ ﻭﺧﹶﻠﻊ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﻠﻘ ﺑﺜﻮﰊ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ،ﻭﻧﻄﻖ ﺑ ﹶﻜِﻠ ٍﻢ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﲟﺜﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻟﻌﲔ .ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻷﻋﻤﻰ ،ﻭﺍﻟ ﻐﻮﻝ ﺍﻷﻏﻮﻯ ،ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﻐﻨﻐﻮﻫﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺷﻘ ﻲ ﻛﺎﻷﻣﺮﻭﻫﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﲔ. ﻂ ﻛ ﹼﻔﺮﻭﻧﺎ ،ﺃﻭ ﺳﺒﻮﻧﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ .ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺗﺴﻌ ﹸﺔ ﺭﻫ ٍ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ،ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻮﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﻼﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﱪﻳﻠﻮﻱ ،ﻭﺇﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﺿﲔ ،ﻓﻨﺪﺧﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎﻃﺒﻨﺎﻫﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺪﻗﲔ ﺃﻭ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ .ﻭﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﲟﺎ ﰲ ﺿﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺎﺕ ،ﻭﻧﺪﻋﻮﳘﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻭ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﳒﻌﻠﻬﻤﺎ ﻏﺮ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ﰲ ﻋﺮﰊ ﻣﺒﲔ. ﲰﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻮﻟﻮﻳﲔ ،ﻣﻊ ﻛﻮﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻭﻳﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺠﺲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﺒﻴﺜﲔ ﻣﻦ ﻓﻨﻨـ ﺰﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻭﻻ ﻧﻨ ﺨ ﹾﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﻣﺎ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ،ﻓﺎﻷﺭﺽ ﺗﺮﺍﺏ ﳌﺎ ﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻼﺣﺎﺕ .ﻓ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻙ ﳏﺒﻮﺏ ،ﻭﺍﺗ ﺮ ﻙ ﺳﲑ ﺍﳌﺴﺘﻌﺠﻠﲔ. ﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻨﺪﻣﲔ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﶈﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺕ ﻓﻴﻪ ﻛﺄﻭﱄ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻟﻜﻨ ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻔﻆ ﺍ ِﳌﻴﺰﺍﺏ ،ﻓﻠﻮ ﻓ ﹼﻜﺮ ﺍﻷﺩﺏ! ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻣﺸﺘ ﻖ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﺍ َﻷ ﺯﺏ ،ﻳﻘﺎﻝ ﺃ ﺯﺏ ﺍﳌﺎﺀ :ﺃﻱ ﺟ ﺮﻯ .ﻓﺎﺭ ِﺟ ﻊ ﻳﺎ ﺧﺎ ِﺩﻉ ﺐ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﰲ ﻏﻴﺎﺑﺔ ﺟ ﺍﻟﻨﻮﻛﹶﻰ ﺇﱃ "ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ" ﺃﻭ ﻛﺘﺐ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻻ ﺗﻬِﻠ ﻭﺇﱐ ﺗﺮﻛﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﻟﻔﺎﻇﻚ ﺍﳌﻌﺮﻭﺿﺔ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻃﻨﺎﺏ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺼﻌﺎﺏ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﻇ ﻬ ﺮ ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﹰﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ،ﻓﻔ ﱢﻜ ﺮ ﻛﻄﻼﺏ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺗﻔ ﹼﻜﺮ ﻛﺎﻟﻌﺎﻗﻠﲔ .ﻓﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻻ ﻧﺒﺘﻐﻲ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﻕ ﺖ" ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﺍ ،ﻭﻣﺎ ﻋِﻠﻢ ﹶﻓ ﺮ ﺖ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﲝﺚ ﺍﻟﺘﻮﰲ "ﺗ ﻮﱢﻓﻲ ﻣﺎ ﺿﻤﻨ ﺃﻟﺴ ﺍﻟﺘﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﻏﺒﺎﻭ ﹰﺓ ﻭﻋﻨﺎﺩﺍ؟ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﻭﻓﻬﻤﻜﻢ ﻭﻓﻀﻠﻜﻢ ،ﰒ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﱪﻛﻢ ﻭﺯﻫﻮﻛﻢ ﻭﲞﻠﻜﻢ ﻭﺗﻜﻔﲑﻛﻢ ﻭﲢﻘﲑﻛﻢ .ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﺍﳊﻔﻴﻆ ﺍ ﹸﳌﻌﲔِ ،ﻣﻦ ﺷ ﺮ ﺍﳋﺎﺋﻨﲔ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ .ﻣﻨﻪ
١٥٥
ﻏﲑ ﺿﺮﻭﺭﺓ ،ﻭﺇﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﳌﻌﱠﻠﻤﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﹼﻠﺪﻭﻥ ﺃﻛﺎﺑﺮﻫﻢ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺪﺑﺮﻳﻦ. ﻓﺄﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻛﻤﺜ ِﻞ ﺇﻣﺎ ٍﻡ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ ،ﻭﻫﻢ ﻟﻚ ﻛﺎﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﰲ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﳌﺴﺤﻮﺭﻳﻦ .ﹶﻓ ﹾﺄِﺗﲏ ﲞﻴﻠﻚ ﻭ ﺭ ِﺟﻠﻚ، ﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﻓﺘﻨﺎﻥ ،ﻭﹾﺃِﺗﲏ ﻣﻊ ﲨﻮﻋﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ، ﲨ ﻊ ﻛ ﹼﻞ ﺩﺟﻠﻚ ﻭﺍ ﹶﳓ ﻭﺍ ﺻ ﹾﻞ ﻋﻠﻲ ﻛﺤﺒﺸﻲ ﺻﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻌﺒﺔ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﰒ ﺷﺎ ِﻫ ﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ .ﻓﺈﻥ ﻭ ﺃﻋﺮﺿﺘﻢ ﻭﺣﺴﺮﰎ ،ﻭﻭﺍﺭﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﻓﺮﺭﰎ ،ﻓﺘﻘﻊ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠ ﹶﻘﻔﻮﻥ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻬﻮﻝ ﻭﺍﳍﺬﻳﺎﻥ ﺍﳌﻔﺘﻮﻝ ،ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ .ﻓﻴﺒﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺒ ﹶﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ،ﻭﻳﺴﺘﺮﺟﻌﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺮ ﺟﻊ ﺴﻚ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽِ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺝ ﻧﻔ ﻟﻠﻤﺼﺎﺑﲔ ،ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻛﺎﳌﺨﺬﻭﻟﲔ .ﻓﻨﺎ ِ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺢ ﻛﺎﻟ ِﻌﺮﺑﺎﺽ ،ﻭﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﳌﻠﻮﻣﲔ. ﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺖ ﻟﻠﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ،ﻭﻭﺟﺒ ﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﹸﺃﺣ ِﻜﻤ ﻭﻗﺪ ﲰﻌ ﻗﺎﻡ ﻟﻠﻤﺒﺎﺣﺜﺔ ،ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺑﻌ ﺪﺓ ﺍﻟﻨﻈﻢ ،ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ﺑﻌ ﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ ،ﻣﻊ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺷﻴﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻀﺎﺏ .ﻓﺈﻥ ﺃﺗﻴﺘﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﻓﻌﻠﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻹﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﳉﻼﻟﺔ ،ﻓﺄﺟﻴﺌﻜﻢ ﻛﺎﳌﻌﺘﺬﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﲔ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺪﺭﻭﺍ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘ ﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻻ ِﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺷ ﻖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺇﻗﺮﺍﺭﻛﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﻓﻮﱐ ﻣﺼ ﺪﻗﲔ. ﺫﻟﻚ ﺧﲑ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ،ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻣﻦ ﻟﻠﻔﺮﻳﻘﲔ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻣﺘﺎﻋﺐ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﻘﺎﻡ ،ﻭﺣﺮﺝ ﺁﺧﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ .ﰒ ﺇﻥ ﺍﺗﻔﻖ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻧﻜﻢ ﻇﻨﻨﺘﻢ ﱄ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ،ﻭﺯﻋﻤﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﹼﻟﻔﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﻮﻥ ،ﺃﻭ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻭﻥ ،ﻓﺄﻗﺒ ﹸﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﺿﻠﻮﱐ ﺑﺎﳌﺸﺎﻓﻬﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻘ ﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻜﻢ ﻋﺠﺰﰎ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻭﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﲔ ،ﻭﻻ ِﻗﺒﻞ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﺎﻣﻴﲔ ،ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ ﻢ ﺇﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ،ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻤﺎ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﺿﻞ ﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻷﺟ ﹼﻞ ،ﺇﻧﺎ ﻣﻦ
١٥٦
ﻼ ﻣﺸﺎِﻓ ﻬﺎ ،ﻭﺃﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺎﻓ ﻬﺎ، ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﻷﻣﻴﲔ .ﻭﺇﱐ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﺄﺟﻴﺪ ِﻗﺒ ﹰ ﻓﺘﻌﺮﻓﻮﻧﲏ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﷲ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﳍﻢ .ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻫﻢ ﱭ ﺃﻧﺎ ﻭﺭﺳﻠﻲ ،ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻮﻥ ﰲ ﻣﺂﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ .ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻷﻏﻠ ﻳﺨﺰﻱ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭﻳﻦ. ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻁ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ،ﻓﺴﻨﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ .ﰒ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﻟﻔﺘﺢ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﺭﻑ ٥٦ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﳓﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻮﺍﺑﻎ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺤﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﺨﲔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ،ﻭﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﳉﺎﻫﻠﲔ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺭ ﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ،ﻭﻳﺴﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﻧﻄﻘﻪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﺾ ﹶﻃ ِﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﹶﻏ ﳉﻤﻞ ﺍﳌﺮ ﹼﻛﺒﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻓﺮﻭﻕ ﺍﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻔﺎﺕ ﻭﻛﻮﺍﺋﻒ ﺍ ﹸ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﺭﺣﻴﺐ ﺍﻟﺒﺎﻉ ،ﺧﺼﻴﺐ ﺍﻟ ِﺮﺑﺎﻉ ،ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﲔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﺀ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻛﺎﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻓ ﹶﻔ ﹾﻘ ﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﺮ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻜﻮﻧﲔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺍ ﺭﻳﻦ .ﻭﻻ ﺐ ﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﻻ ﺗﻐﻀﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﺪﻋﻲ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻛﻴﻒ ﺠ ﺗﻌ ﳉﻨﺎﻥ، ﺻ ﺮ ﻣﻊ ﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﶈﺒﺔ ﻭﺷﻮﻕ ﺍ ﹶ ﻳﺼ ﺪﺃ ﺫﻫﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎ ﷲ ﻟﺴﺎ ﹶﻥ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ. ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻻ ﻳﻌﹼﻠﻤﻪ ﺍ ُ ﺐ ﺤ ﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺒ ﰒ ﺇﺎ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﳊﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣ ﻀﻬﺎ، ﻀﻬﺎ ﻓﺒﺒﻐﺾ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺃﺑﻐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺃﺣﺒﻬﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺑﻐ ﺤﱠﺜﻚ ﻟﻠﻤﻀﺎﻫﺎﺓ ،ﺣﱴ ﺐ ﺃﻥ ﺗ ﻓﺈﻥ ﺍﶈﺒﲔ ﻳﻌ ﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ،ﻭﺃﺩﱏ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊ ﺗﺆِﺛﺮ ﻃﺮﻕ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﻭﲡﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺒﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺐ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﺸﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﲔ .ﻭ ﻣﻦ ﺃﺣ 56
ﺃﻱ :ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻧﻴﺔ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٥٧
ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﺍﶈﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﳉﻬﻼﺀ ،ﺑﻞ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺣﺒﻪ ﺇﱃ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﻳﺴﺒﻖ ﻛ ﱠﻞ ﺳﺎﺑﻖ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻝ ،ﻭﻳﺼﲑ ﻧﻄﻘﻪ ﻛﺎﻟﺪﺭﺓ ﻉ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ،ﻓﻔ ﱠﻜ ﺮ ﻛﺎﶈﺒﲔ. ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ،ﻭﻳﻀ ﻤﺦ ﻛﻼﻣﻪ ﺑ ِﻄﻴﺐ ﻋﺠﻴﺐ ﻭﻳﻮ ﺩﻉ ﺃﻧﻮﺍ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﳊﺐ ﳌﺎ ﹸﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻤﻦ ﺍﳊﺐ ﻟ ِﻘﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺁﻳ ﹸﺔ ﺣﺒﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ. ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﻭﻫﻮ ﺧﲑ ﺍﳌﻨﻌﻤﲔ. ﷲ ﺍﻟ ﺮ ﺣﻤ ِﻦ ﺍﻟ ﺮ ِﺣﻴ ِﻢ ﺴ ِﻢ ﺍ ِ ِﺑ ِﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺫﻱ ﺍﻵﻻ ِﺀ ﺝ ﺷﻜﺮ ِﻩ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﺪﺍﺭ ِ ﺍﷲ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻭﻛـﺎﻓ ﹸﻞ ﺃﻣـﺮﻧﺎ ﻟﻮﻻ ﻋﻨﺎﻳـﺘﻪ ﺑـﺰﻣ ِﻦ ﺗ ﹶﻄـﱡﻠﱯ ﺴﺎ ﺑﺸﺮﻯ ﻟﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻭﺟ ﺪﻧﺎ ﻣـﺆﻧ ﻑ ﹸﻟﺒﻬﺎ ﻒ ﻣﻌﺎﺭ ﺖ ِﻣﻦ ِﺇﹾﻟ ٍ ﹸﺃﻋﻄﻴ ﻧﺘﻠﻮ ﺿﻴﺎ َﺀ ﺍﳊ ﻖ ﻋﻨﺪ ﻭﺿﻮﺣ ِﻪ ﺕ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻈﻠ ﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﹶﺄ ﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﳏﺒ ﹸﺔ ﻭﺟﻬ ِﻪ ﻏﻠﺒ ﺠﱵ ﺕ ﻣ ﻬ ﺲ ﺳ ﺪ ﳌﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﻔ ﻒ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﳋﻀﺮﺍ ِﺀ ﺍﷲ ﻛﻬ ﻑ ﻣﺄ ﻣ ﻦ ﺍﻟﻐﺮﻣﺎ ِﺀ ﺑـ ﺮ ﻋﻄﻮ ﺃﺣ ﺪ ﻗـﺪﻳـﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩ ِﻩ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﻔ ﺮﺩ ﰲ ﺍ ﹶﶈﺎﻣﺪ ﻛﻠـﻬﺎ ﺍﻟـﻌﺎﻗﻠـﻮﻥ ﺑﻌﺎﹶﻟﻤﻴـﻦ ﻳﺮﻭﻧ ﻪ ﻫـﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﺣ ﻘﺎ ﻟﻠﻮﺭﻯ ﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺛﺮﺗ ﻪ ﳊ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍ ِ
ﺕ ﺍﻟﻔﻀ ﹶﻞ ﻻ ِﺑ ﺪ ﻫﺎ ِﺀ ﺑﺎﷲ ﺣ ﺰ ﻧﺜﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺣﻮ ﹸﻝ ﺛﻨـﺎ ِﺀ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧـﻴﺎ ﻭﺑﻌـﺪ ﻓﻨﺎ ِﺀ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻌ ﱢﻔﻴﲏ ﺳﻴﻮ ﹸﻝ ﺑﻜﺎﺋﻲ ﻒ ﺍﻟ ﻐـ ﻤﺎ ِﺀ ﺭﺑﺎ ﺭﺣﻴ ﻤﺎ ﻛﺎ ِﺷ ﺐ ﺑـﺪﺍﺭ ﺿﻴﺎ ِﺀ ﺖ ِﻣﻦ ِﺣ ﹸﺃﻧﺰﻟ ﺴﻨﺎ ﲟـﺒﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﺟﻰ ِﺑﺒﺮﺍ ِﺀ ﹶﻟ ﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﻨ ﻮﺭﻱ ﻭ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻓﺄﳔ ﺲ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎ ِﺀ ﺖ ﺍﻟﻨﻔ ﺣﱴ ﺭﻣﻴ ﺃﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎ ﹶﳌﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍ ِﺀ ﺏ ﺭﺣﻴﻢ ﻣﻠﺠﹸﺄ ﺍﻷﺷﻴﺎ ِﺀ ﺭ ﻉ ﻭﻋﻄﺎ ِﺀ ﺫﻭ ﺭﲪ ٍﺔ ﻭﺗ ﱪ ٍ ﱂ ﻳﺘﺨـ ﹾﺬ ﻭﻟ ﺪﺍ ﻭﻻ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎ ِﺀ ﻭﻟﻪ ﻋﻼﺀ ﻓـﻮﻕ ﻛ ﹼﻞ ﻋـﻼ ِﺀ ﻭﺍﻟﻌـﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﻪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﺷﻴـﺎ ِﺀ ﻓـﺮ ﺩ ﻭﺣﻴﺪ ﻣـﺒﺪﺀ ﺍﻷﺿﻮﺍ ِﺀ ﺏ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻋﲔ ﺍﳍﺪﻯ ﻣﻮﻻﺋﻲ ﺭ
١٥٨
ﺖ ﻏﻤﺎﻣ ﹸﺔ ﺣﺒﻪ ﻓﻜﺄﻧﻬﺎ ﻫﺎﺟ ﻧﺪﻋﻮﻩ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻜﺮﻭﺏ ﺗﻀ ﺮ ﻋﺎ ﺣﻮﺟﺎ ُﺀ ٥٧ﹸﺃﹾﻟﻔـﺘﻪ ﺃﺛـﺎﺭﺕ ﺣ ﺮﰐ ﺃﻋﻄﻰ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﻣـﺎﱐ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻧﺎ ﹸﻏـﻤﺴﻨﺎ ِﻣﻦ ﻋﻨـﺎﻳﺔ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻥﹼ ﺍﶈﺒﺔ ﺧـﻤﺮﺕ ﰲ ﻣﻬﺠﱵ ﺇﱐ ﺷﺮﺑﺖ ﻛﺆﻭﺱ ﻣﻮﺕ ﻟﻠﻬﺪﻯ ﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ﻭﻧﺎﺭ ِﻩ ﺇﱐ ﹸﺃ ِﺫﺑ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﳚﺮﻱ ﻛﺎﻟﺴﻴﻮﻝ ﺻﺒﺎﺑﺔﹰ ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ﺃﻧﺎ ﺭ ﺑﺎﻃ ﻦ ﺑﺎﻃﲏ ﳋﻠ ﻖ ﻳﺒ ﻐﻮﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﺫ ﹶﺓ ﰲ ﺍﳍﻮﻯ ﺍﹶ ﺍﷲ ﻣﻘﺼﺪ ﻣﻬـﺠﱵ ﻭﺃﺭﻳﺪﻩ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺷﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﻗِﺮﺑﱵ ﻗﻮﻡ ﺃﻃﺎﻋﻮﱐ ﺑﺼـﺪﻕ ﻃﻮﻳﺔٍ ﺣﺴﺪﻭﺍ ﻓﺴﺒﻮﺍ ﺣﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭﱂ ﻳﺰ ﹾﻝ
ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﳊ ﻖ ﺍﳌـﺒﲔ ﻓـﺈﻧ ﻪ ﺁ ﹶﺫﻭﺍ ﻭﺳﺒﻮﱐ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﺎﻓـ ﺮ ﷲ ﳓﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻔﻀﻠـ ِﻪ ﻭﺍ ِ ﻧـﺨﺘﺎﺭ ﺁﺛـﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒـ ﻲ ﻭﹶﺃ ﻣ ﺮ ﻩ ﺇﻧﺎ ﺑﺮﺍ ٌﺀ ﰲ ﻣﻨﺎﻫـﺞ ﺩﻳـﻨـ ِﻪ ﺇﻧﺎ ﻧﻄﻴﻊ ﳏ ﻤ ﺪﺍ ﺧ ﲑ ﺍﻟﻮﺭﻯ
ﳊ ﺪﻭﺍ ِﺀ ﺴـﺒﻮﺭ ِﺓ ﺍ ﹶ ﺐ ﻋﻠﻰ ﻋ ﺭﻛ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﰲ ﺷـ ﺪﺓ ﻭﺭﺧﺎ ِﺀ ﳊﻮﺟﺎ ُﺀ ﻓﻔ ﺪﻯ ﺟﻨﺎﱐ ﺻـﻮﻟ ﹶﺔ ﺍ ﹶ ﺕ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﻭﺟ ﻪ ﺭﺟﺎﺋﻲ ﻏ ﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﲤـ ﺰﻕ ﺍﻷﻫﻮﺍ ِﺀ ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﻮﺩﺍ ﺩ ﻳﻠﻮﺡ ﰲ ﺃﻫﺒﺎﺋﻲ ﲔ ﺑﻘﺎ ِﺀ ﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﻋ ﻓﻮﺟﺪ ﺏ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﻫﺮﺍﺋﻲ ﻓﺄﺭﻯ ﺍﻟﻐﺮﻭ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺸ ﻮﻯ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻝ ﻟﻘﺎ ِﺀ ﺡ ﰲ ِﺳﻴﻤﺎﺋﻲ ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﺘﻌﺸﻖ ﻻ ﺻﻼ ِﺀ ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﰲ ﺣﺮﻗـ ٍﺔ ﻭ ﰲ ﻛﻞ ﺭﺷ ِﺢ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﺍﻹﻣﻼ ِﺀ ﻗﺪ ﻣﻠﺊ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﳌﻔﻴﺾ ِﺳﻘﺎﺋﻲ ﻭﺍﻵﺧـﺮﻭﻥ ﺗﻜﺒﺮﻭﺍ ﻟﻐﻄﺎ ِﺀ ﺕ ﻟﺌﺎ ﻡ ﻛ ﱠﻞ ﺫﻱ ﻧﻌﻤﺎ ِﺀ ﺴﺪ ﺣ ﺿﺮﺍ ِﺀ ﺏ ِ ﺐ ِﺳ ﺮ ﺐ ﻭ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﻜﻠ ِ ﻛﻠ
ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻧﻘﻀﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺑ ِﺮﺑﺎ ِﺀ ﻟﻜﻦ ﻧﺰﺍ ﺟﻬ ﹲﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎ ِﺀ ﺏ ﺍﷲ ﻻ ﺍﻵﺭﺍ ِﺀ ﻧﻘﻔﻮ ﻛﺘﺎ ِﻣﻦ ﻛ ﹼﻞ ﺯﻧﺪﻳﻖ ﻋـﺪ ﻭ ﺩﻫﺎ ِﺀ ﻧﻮ ﺭ ﺍ ﹸﳌ ﻬﻴﻤﻦ ﺩﺍِﻓﻊ ﺍﻟ ﱠﻈﻠﻤﺎ ِﺀ
57ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺴﻬﻮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﺫ ﺟﺎﺀ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺁﺧﺮ ﳊﻀﺮﺗﻪ "ﻣِﻨﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ" ﻛﺎﻵﰐ": ﻓﻔ ﺪﻯ ﺟﻨﺎﱐ ﺻﻮﻟﺔ ﺍﳍﻮﺟﺎﺀ )ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( ﻫﻮﺟﺎﺀ ﹸﺃﹾﻟﻔﺘﻪ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺣ ﺮﰐ
ﺃﻓﻨﺤﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻛﻔﹶ ﺮ
ﺽ "ﺑﻄﺎﻟ ٍﺔ" ﺽ ﺍﳋﺒﺚ ﺃﺭ ِ ﻳﺎ ﺷﻴ ﺦ ﺃﺭ ِ
ﺁﺫﻳﺘﲏ ﹶﻓﺎ ﺧـﺶ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺑﻌﺪ ﻩ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍﻙ ﺗﺒِﻌﺖ ﻛﻞﱠ ﻣﻔﺎﺳﺪٍ ﺖ ﺐ ﺃﺧﺮﻓ ﻚ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺋ ﺃﻭﺩﻯ ﺷﺒﺎﺑ ﺗﺒﻐﻲ ﺗﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﻣِﻦ ﻫﻮﻯ ﺇﱐ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﻮﱃ ﻓﻜﻴﻒ ﺃﹸﺗﺒـ ﺮ ﺼﻔﺎﺓ ﺯﺟﺎﺟ ﹰﺔ ﺃﻓﺘﻀ ِﺮﺑ ﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﹸﺍﺗ ﺮ ﻙ ﺳﺒﻴﻞ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﻭﺧـﺒﺎﺛـ ٍﺔ ﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﻭﺗﺄﺗـﻲ ﺳﺎﻋ ﹲﺔ ﺗ ﺕ ﻛﻤﺜﻠﻚ ﺣﺎ ِﻣ ﹲﻞ ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﻣﺎ ﻭﻟﺪ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺄﺧﺬﱐ ﺍﳊﻜﻮﻣ ﹸﺔ ﳎﺮ ﻣﺎ ﺖ ﺍﻟﻮﻻﺀَ ﻟ ﻌﻔﹾﺘﻪ ﺖ ﺃﹸﻋﻄﻴ ﻟﻮ ﻛﻨ ﻣـﺘﻨﺎ ﲟﻮﺕ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﻋـﺪ ﻭﻧﺎ ﺗﻐﺮﻱ ﺑﻘﻮ ٍﻝ ﻣﻔﺘ ﺮﻯ ﻭﲣ ﺮﺹ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺃﺗﻨﻜﺮ ﻗﺎﺩ ﺭﺍ ﲪﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﻛﻠﻴ ﻤ ﻪ ﺖ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺴﻴ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻣ ِﺮﻫﺎ ﻻ ﺗﻨ ﹸﻈ ﺮ ﹾﻥ ﻏﺮﺗﻚ ﺃﻗﻮﺍﻝﹲ ﺑﻐﲑ ﺑـﺼﻴـﺮ ٍﺓ ﺐ ﺿﻼﻟ ٍﺔ ﺖ ﺣﺰﺑﻚ ﰲ ﻗﻠﻴ ِ ﺃﺩﺧﻠ ﺕ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺣ ﺪ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺟﺎﻭﺯ ﹶﻛ ﻤ ﹾﻞ ﲞﺒﺜﻚ ﻛ ﱠﻞ ﹶﻛﻴ ٍﺪ ﺗﻘﺼ ﺪ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﺁﻳﺎﰐ ﻓﺘﻌﺮﻑ ﻭﺟـﻬﻬﺎ ﻕ ﺐ ﻣﺜ ﹶﻞ ﺧﻮﺍﺭ ٍ ﺇﱐ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻜﺘ
١٥٩
ﻭﻳ ﹲﻞ ﻟـﻜﻢ ﻭﳍـﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍ ِﺀ ﻛ ﹼﻔﺮﺗﲏ ﺑﺎﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﺸﺤﻨﺎ ِﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍ ِﺀ ﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎ ِﻥ ﰲ ﺍﻷﳓﺎ ِﺀ ﺯﹼﻟ ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻻ ﺍﳋﻴﻼ ِﺀ ﻚ ﻳﺴ ﹸﻘﻂ ﺣﺠ ﺮ ﻛ ﹼﻞ ﺑﻼ ِﺀ ﻓﻌﻠﻴ ﺖ ﲜﻔﺎ ِﺀ ﺶ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ ﻭﻻ ﺗ ﻤ ﻓﺎ ﺧ ﺐ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻘﺎ ِﺀ ﻻ ﺗﻨﺘﺤ ﺮ ﻭﺍﻃﻠ ﺖ ﺑﻌﻨﺎ ِﺀ ﻫ ﻮ ﹾﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻻ ﺗـ ﻤ ﺾ ﳝﻴﻨﻚ ﺍﻟﺸﹼﻠﺎ ِﺀ ﲤﺴﻲ ﺗ ﻌ ﺕ ﻋﺪ ﻭ ﺿـﻴﺎ ِﺀ ﺧ ﹼﻔﺎﺵ ﻇﻠﻤﺎ ٍ ﻭﻳﻞ ﻟﻜ ﹼﻞ ﻣﺰ ﻭﺭ ﻭ ﺷـﺎ ِﺀ ﻣﺎ ﱄ ﻭﺩﻧﻴﺎﻛﻢ؟ ﻛﻔﺎ ِﻥ ِﻛﺴﺎﺋﻲ ﺕ ﺟﻨﺎﺯﺗـﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎ ِﺀ ﺑ ﻌﺪ ﺣ ﹼﻜﺎ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻈﺎﻧﲔ ﻛﺎﳉﻬـﻼ ِﺀ ﳛﻤﻲ ﺃﺣﺒـﺘـﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻮﺍ ِﺀ ﺲ ِﺣﺮﺍ ِﺀ ﺖ ﻣﺂ ﹶﻝ ﴰ ِ ﺃﻭ ﻣﺎ ﲰﻌ ﺖ ﻋﻴﻨﻚ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎ ِﺀ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺩ ﺳ ﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ِﺀ ﺳِﺘﺮ ﺃﻓﻬﺬﻩ ﻣـﻦ ﺳﻴـﺮﺓ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎ ِﺀ ﺖ ﺧﻔﺎﺋﻲ ﺖ ﻗﻠﱯ ﺃﻭ ﺭﺃﻳ ﺃ ﺷﻘﻘ ﷲ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﻌـﺒ ﺪ ﻟـﻺﺯﺭﺍ ِﺀ ﻭﺍ ُ ﻓﺎﺻِﺒ ﺮ ﻭﻻ ﺗﺘ ﺮ ﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻴﺎ ِﺀ ﺍﹸﻧ ﹸﻈﺮ ﺃﻋﻨﺪﻙ ﻣﺎ ﻳﺼﻮﺏ ﻛﻤﺎﺋﻲ
١٦٠
ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﻳﺎ ﺧﺼﻴﻢ ﻛﻘﺪﺭﰐ ﻼ ﺖ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﺴ ﻤﻰ ﺟﺎﻫ ﹰ ﻣﺎ ﻛﻨ
ﺴﻔﻬﺎﺀ ﺇ ﹼﻥ ﻛـﺘﺎﺑ ﻪ ﺖ ﻟﻠ ﻗﺪ ﻗﻠ ﺖ ﻛﺎﻷﺩﺑﺎﺀ ﹸﻗ ﹾﻞ ﱄ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﺎ ﻗﻠ ﺖ ﺇﱐ ﺑﺎﺳﻞ ﻣﺘﻮﻏــ ﹲﻞ ﻗﺪ ﻗﻠ ﺐ ﺖ ﻛﺄﺭﻧ ٍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣـﲏ ﻗﺪ ﻫ ﺮﺑ ﹶﻓـ ﱢﻜ ﺮ ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨ ﻮﻑ ﺁﻳـ ﹲﺔ
ﺖ ﺮﺏ ﺧﺸﻴ ﹰﺔ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭﺃﻧ
ﺇﻥﹼ ﺍﳌـﻬﻴ ِﻤﻦ ﻻ ﳛﺐ ﺗـﻜﺒﺮﺍ ﺕ ِﻣﻦ ﺳﻬ ٍﻢ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﺎﺟﹰﺌﺎ ﻋ ﱢﻔﺮ ﻒ ﺕ ﻳﺎ ﺍﺑ ﻦ ﺗﺼﹼﻠ ٍ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻦ ﻓﺮﺭ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﺝ ﺍﻟﻔﱳ ﹸﻗ ﻢ ﻟﻨﻀﺎﻟﻨﺎ ﻧﻄﻘﻲ ﹶﻛﻤ ﻮﻟِ ﻲ ﺍﻷَ ِﺳ ﺮﺓِ ﺟﻨـ ٍﺔ ﻣﺰﻗﺖ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﻀﺮﺏ ﻫﺮﺍﻭﺓٍ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﲢﺴﺪﱐ ﻓﺈﱐ ﺑﺎﺳ ﹲﻞ ﻛ ﹼﺬﺑﺘﲏ ﻛ ﹼﻔـﺮﺗﲏ ﺣـ ﹼﻘﺮﺗﲏ ﻫﺬﺍ ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ِﻣﻦ ﻫ ﻮﻯ ﺇﱐ ﻟﺸ ﺮ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺄِﺗﲏ ﻣـﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﰲ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﺇﻧ ﻪ ﺍﻟﻜﱪ ﻗﺪ ﺃﻟﻘﺎﻙ ﰲ ﺩﺭﻙِ ﺍﻟﻠﻈﻰ
ﺏ ﺫﻱ ﺍﳉﻼﻝ ﺇﱃ ﻣﱴ ﻒ ﻗﻬ ﺮ ﺭ ﺧ
ﺗﺒﻐﻲ ﺯﻭﺍﱄ ﻭﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﺣﺎﻓﻈﻲ ﺇ ﹼﻥ ﺍﳌﻘ ﺮﺏ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ ﺑﻔﺘـﻨ ٍﺔ ﻣﺎ ﺧﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﺎﻑ ﺍﳌﻬﻴﻤ ﻦ ﺭﺑ ﻪ
ﺐ ﻛﻤﺜﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪﺍ ﲝﺬﺍﺋﻲ ﻓﺎﻛﺘ ﺕ ﻛﺎﻟﱠﻠ ﹾﻜﻨﺎ ِﺀ ﻓﺎﻵﻥ ﻛﻴﻒ ﻗﻌﺪ ﺺ ﻳ ِﻬﻴﺞ ﺍﻟﻘﻲ َﺀ ﻣﻦ ﺇﺻﻐﺎ ِﺀ ﻋﻔ ﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺭﺳﺎﺋﻠﻲ ﻛ ﹸﻘﻴﺎ ِﺀ ﻇﻬﺮ ﺳﻤـﻴﺘﲏ ﺻﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﳋﻴﻼ ِﺀ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﺰﺍﺀ ﻭﺍﻹﻋـﺮﺍ ِﺀ ﺭﻋﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪـﻦ ﻟـﻺﺩﺭﺍﺀِ ﺍﹸﻧ ﹸﻈﺮ ﺇﱃ ﺫ ﱟﻝ ِﻣ ﻦ ﺍ ﺳـﺘﻌﻼ ِﺀ ﻣِﻦ ﺧﻠﹾﻘﻪ ﺍﻟﻀﻌـﻔﺎﺀ ﺩﻭﺩ ﻓﻨﺎﺀِ ﳉ ﻬﺮﺍ ِﺀ ﺖ ﻛﺎﻷﻣﻮﺍﺕ ﰲ ﺍ ﹶ ﺃﺻﺒﺤ ﺖ ﲢﺴﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻼ ِﺀ ﻗﺪ ﻛﻨ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺪﻙ ﻧ ﻮﺟـ ﹶﺔ ﺍﳊﹶﺜﹾﻮﺍﺀِ ﳋ ﹾﻠﻘﺎ ِﺀ ﻗﻮﱄ ﻛ ِﻘﻨ ِﻮ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﰲ ﺍ ﹶ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﺍﳉﺎﺭﻳﺎﺕ ﻛﻤﺎﺀِ ﹸﺃﺻـِﻠﻲ ﻓﺆﺍﺩ ﺍﳊﺎﺳﺪ ﺍﳋ ﹼﻄﺎ ِﺀ ﺕ ﺃﻥ ﺗﻄﹶﺄﹶﻧﲏ ﻛﻌﻔﺎﺀِ ﻭﺃﺭﺩ ﻚ ﺍﻷﻋﺪﺍ ِﺀ ﷲ ﻛـﻬﻔﻲ ﻣﻬِﻠ ﻭﺍ ُ ﻧﺼ ﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻺﻋﻼ ِﺀ ﻆ ﺍﻟﻀﻌﻔـﺎ ِﺀ ﺏ ﻗﺪﻳﺮ ﺣﺎﻓ ﹸ ﺭ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟـﺘﻜﺒـﺮ ﺃﺭﺩﹸﺃ ﺍﻷﺷﻴـﺎ ِﺀ ﺗﻘﻔﻮ ﻫﻮﺍﻙ ﻭﺗﻨـ ﺰ ﻭ ﹾﻥ ﻛ ِﻈﺒﺎ ِﺀ ﺖ ﺭﺑﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﲟِــﺮﺍﺋﻲ ﻋﺎﺩﻳ ﻭﺍﻷﺟﺮ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﹸﻛ ﹼﻞ ﺑﻼ ِﺀ ﺐ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎ ِﺀ ﺇ ﹼﻥ ﺍﳌﻬﻴـﻤﻦ ﻃﺎﻟ
ﻕ ﻫﻞ ﺗﻄ ﻤﻊ ﺍﻟـﺪﻧﻴﺎ ﻣﺬﹼﻟ ﹶﺔ ﺻﺎﺩ ٍ ﱀ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻟﻠﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﺎ ﹲ ﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺧﺼﻴ ِﻢ ،ﺳﻨ ﹸﺔ ﺭﺑﻨﺎ ﺷﻬﺪ ﺖ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻆ ﻭﺍﻟﱠﻠ ﹶﻈﻰ ﻳﺎ ﺣﺎﺳﺪﻱ ﻣ ﺇﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﻛ ﱠﻞ ﺍﻟﻌﻠﻰ ِﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﲔ ﻭ ِﺫﻛ ﺮﻧﺎ ﻫﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﻚ ﻻﻋﻨ ﻫﻞ ﺗ ﻬ ِﺪ ﻣ ﻦ ﺍﻟﻘﺼ ﺮ ﻗﺼ ﺮ ﺇﳍﻨﺎ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﻋﺜﺮ ﹶﺓ ﺟ ﺪﻧﺎ ﺣﺴﺪﺍ ﺅﻧﺎ ﱭ ﺃﻣﺮﻱ ﻛﺄﹶ ﻣﺮٍ ﻏﹸﻤ ﹰﺔ ﻻ ﲢﺴـ ﺟﺎﺀﺕ ﺧﻴﺎ ﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﻮﻗﹰﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻃـﺎﺭﻭﺍ ﺇﱄﹼ ﺑﺄﻟﻔـﺔ ﻭﺇﺭﺍﺩ ٍﺓ ﱄ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺃﻛـﺒﺎﺩﻫﺎ ﺖ ﺇﹼ ﻟﻔﹶﻈ ﺃﻭ ِﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﷲ ﹸﺃ ﺧ ِﻔ ﻲ ﺳ ﺮﻫ ﻢ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﳍﺪﻯ ﻇﻬﺮ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠـﺌﺎﻡ ﻓﻴﻨﻜﺮﻭﻥ ﺷﻘـﺎﻭ ﹰﺓ ﻒ ﻣﺜﻞ ﻛﻼﺑﻨﺎ ﳉﻴ ﻫﻢ ﻳ ﹾﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍ ِ ﺸﻮﺍ ﻭﻻ ﲣﺸﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎ ﹸﻝ ﺷﺠﺎﻋ ﹰﺔ ﺧ
ﻒ ﻣﻬﻴﻤﲏ ﺖ ﻛﻤﺎ ﹶﻝ ﻟﻄ ِ ﳌﺎ ﺭﺃﻳ ﻣﺎ ﺧﺎﺏ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻞ ﺧﺼ ﻤﻨﺎ ﺍﻟ ﻐ ﻤ ﺮ ﻳﺒﺪﻭ ٥٨ﻧﺎﺟﺬﻳﻪ ﺗﻐـﻴ ﹰﻈﺎ ﻂ ﺍﳌﻮﱃ ﻟﻴﺮﺿﻲ ﻏﲑ ﻩ ﻗﺪ ﺃﺳﺨ ﹶ ﺕ ﻇﺮﻑ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻛﺰﺟﺎﺟ ٍﺔ ﺴﺮ ﻛ
١٦١
ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺫﺍﻙ ﲣـﻴﻞ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎ ِﺀ ﻭﺍﻟ ﹶﻜ ﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻷﻫﻞ ﺟﻔﺎ ِﺀ ﰲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎ ِﺀ ﻭﺯﻣـﺮ ِﺓ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎ ِﺀ ﺇﻧﺎ ﳕﻮﺕ ﺑﻌﺰﺓٍ ﻗﹶـ ﻌـﺴﺎﺀِ ﳋ ﹾﻠ ﻖ ﻳﺄﺗـﻴﻨﺎ ﻟﺒ ﻐـ ِﻲ ﺿﻴﺎ ِﺀ ﻭﺍ ﹶ ﰲ ﺍﻟﺼـﺎﳊﺎﺕ ﻳ ﻌ ﺪ ﺑﻌﺪ ﻓﻨﺎ ِﺀ ﻫﻞ ﺗﺤ ِﺮﹶﻗ ﻦ ﻣﺎ ﺻﻨﻌ ﻪ ﺑﻨﺎﺋﻲ ﻭﻧﺬﻭﻕ ﻧﻌﻤﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺎ ِﺀ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻚ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺫﹸﻛﺎﺀِ ﺡ ﺍ ِﳌﺴﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﴰﻮﺍ ﺭﻳﺎ ﱡ ﻛﺎﻟ ﱠﻄ ِﲑ ﺇ ﹾﺫ ﻳ ﹾﺄﻭﻱ ﺇﱃ ﺍﻟ ﺪ ﹾﻓﻮﺍ ِﺀ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﻓﻀﻠﺔ ﺍﻟﻔﻀـﻼ ِﺀ ﻳ ﹾﺄﺗﻮﻧﲏ ﻣﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻛﺎﻟﺸﻬﺪﺍ ِﺀ ﺕ ﳍﺎ ﺃﻣﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎ ِﺀ ﺳﺠﺪ ﻻ ﻳﻬﺘـﺪﻭﻥ ﺬﻩ ﺍﻷﺿـﻮﺍ ِﺀ ﺴ ِﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍ ِﺀ ﻫﻢ ﻳﺸ ﺮﻫﻮﻥ ﻛﹶﺄﻧ ﰲ ﻧﺎﺋﺒﺎﺕ ﺍﻟ ﺪﻫـﺮ ﻭﺍﳍﻴﺠﺎ ِﺀ ﺲ ﺑﻼﺋﻲ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﻤﺎ ﺃﺣ ﻗﺪ ﺧﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻹﻓـﺘﺎ ِﺀ ﹸﺍﻧ ﹸﻈ ﺮ ﺇﱃ ﺫﻱ ﻟـﻮﺛﺔ ﻋﺠﻤﺎ ِﺀ ﷲ ﻛﺎﻥ ﺃﺣـ ﻖ ﻟﻺﺭﺿﺎ ِﺀ ﻭﺍ ُ ﻓﺘﻄﺎﻳﺮﻭﺍ ﻛﺘﻄﺎﻳـﺮ ﺍﻟـ ﻮﻗﹾﻌﺎﺀِ
58ﺳﻬﻮ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" :ﻳﺒﺪﻱ" ،ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ) .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٦٢
ﻗﺪ ﻛﻔﹼﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﻣﺴﻠ ﻢ ﺧﻮﻑ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﰲ ﻗﻠﺒﻬ ﻢ ﺖ ﺁﻣ ﹸﻞ ﺃﻢ ﳜﺸﻮﻧ ﻪ ﻗﺪ ﻛﻨ ﺏ ﺗﻘﻮﻯ ﻛﱡﻠﻬ ﻢ ﻀﻮﺍ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺛﻴﺎ ﻧ ﻫﻞ ﻣﻦ ﻋﻔﻴﻒ ﺯﺍﻫﺪ ٍ ﰲ ﺣﺰ ﻢ ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺗـﻘﻴﺎ ﺧﺎﺋ ﹰﻔﺎ ﻣﺎ ﺇ ﹾﻥ ﺃﺭﻯ ﻏ ﲑ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻠﺤﻰ ﻻ ﺿ ﲑ ﺇ ﹾﻥ ﺭ ﺩﻭﺍ ﻛﻼﻣﻲ ﳔﻮ ﹰﺓ ﻻ ﺗﻨﻈﹸـﺮ ﹾﻥ ﻋﺠﺒﺎ ﺇﱃ ﺇﻓﺘﺎﺋﻬﻢ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺭﺟﻴﻢ ِﺣﺒ ﻬ ﻢ ﺏ ﺍﳊﺎﺳﺪﻳﻦ ﺷﺮﻭ ﺭﻫ ﻢ ﺃﻋﻤﻰ ﻗﻠﻮ ﺁﺫﹶﻭﺍ ﻭﰲ ﺳﺒﻞ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻻ ﻧﺮﻯ ﻣﺎ ﺇﻥﹾ ﺃﺭﻯ ﺃﺛﻘﺎﳍﻢ ﻛﺠﺪﻳﺪﺓٍ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻌﺴﺒﺮﺓٍ ﻓﺄﹸﺣﻨِﻖ ﺻﻠﹾﺒﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﺼـﺎﺩﻗﲔ ﻷَﺟﺘﻨِﻲ ﺇﻥﹼ ﺍﻟﻠـﺌﺎﻡ ﳛﻘﱢﺮﻭﻥ ﻭﺫﻣـﻬﻢ ﺯﻣﻊ ﺍﻷﻧﺎﺱ ﳛﻤﻠﻘﻮﻥ ﻛﺜﻌﻠﺐٍ ﻭﺍﷲِ ﻟﻴﺲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺞ ﺍﳍﺪﻯ ﺃﻋﺮﺿﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﺎﻢ ﺑﺘﺼﺎﻣﻢٍ ﺣﺴِﺒﻮﺍ ﺗﻔﻀﻠﹶﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺗﺼﺒﺮﻱ ﻣﺎ ﺑﻘِﻲ ﻓـﻴﻬﻢ ﻋِﻔﹼـﺔﹲ ﻭﺯﻫﺎﺩﺓﹲ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ﻣِﻦ ﻫﻮﻯ ﲨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺑﺎﺵ ﺣﺰﺏ ﺃﺭﺍﺫ ٍﻝ ﺖ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﹸﻏﻠ ﻮﻫ ﻢ ﳌﺎ ﻛﺘﺒ
ﳌـﻘﺎﻟﺔِ ﺍﺑﻦِ ﺑﻄﺎﻟـ ٍﺔ ﻭﻋﻮﺍﺀِ ﺕ ﻋﻴﻮ ﹸﻥ ﺗـﻤ ﺮ ٍﺩ ﻭﺇﺑـﺎ ِﺀ ﻓﺎﺭ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻷﻫﻮﺍ ِﺀ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﻟِﺒـﺴﺔ ﺍﻹﻏـﻮﺍﺀِ ﺃﻭ ﺻﺎﱀٍ ﳜﺸﻰ ﺯﻣﺎﻥ ﺟﺰﺍﺀِ ﰲ ﻓِﺮﻗﺔ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟـﻬﺪﻡ ﺑـﻨﺎﺋﻲ ﺃﻭ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﺯﺍﻏﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﻴـﻼ ِﺀ ﺠ ﻌ ﻦ ﰲ ﺁ ﺧـﺮﻳﻦ ﻧﺪﺍﺋﻲ ﻓﺴﻴﻨ ﺴﺎ ﺑﻨ ﹾﻘ ِﻊ ﻋﻤﺎ ِﺀ ﺲ ﺗﻼ ﹸﻏ ﹸﻏ ﳝﺴﻲ ﻭﻳﻀﺤﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟـﻠﻘﺎ ِﺀ ﺱ ِﺭﻳﺎ ِﺀ ﺃﻋﺮﻯ ﺑﻮﺍﻃﻨﻬﻢ ﻟﺒﺎ ﺷﻴﹰﺌﺎ ﺃﻟ ﱠﺬ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺬﺍ ِﺀ ﺴـﻔﺮ ﻭﺍﻷﻋﺒﺎﺀِ ﺇﱐ ﻃﻠﻴﺢ ﺍﻟ ﻣِﻦ ﲪﻞ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻭﺟﻔﺎﺀِ ﻧِﻌﻢ ﺍﳉﲎ ﻣﻦ ﳔﻠـﺔ ﺍﻵﻻ ِﺀ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﱐ ﺇﻻ ﻣﻘـﺎﻡ ﺳـﻨﺎﺀِ ﻳـﺆﺫﻭﻧﲏ ﺑﺘﺤـ ﻮﺏ ﻭﻣﻮﺍﺀِ ﺑﻞ ﻣﻨﻴ ﹲﺔ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀِ ﻭﺣﺴﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﲢﺖ ﻣِﺮﺍﺀِ ﺥ ِﻣﻦ ﺇﻏﻀﺎﺋﻲ ﻓ ﻌﹶﻠﻮﺍ ﻛ ِﻤﺜﻞ ﺍﻟ ﺪ ﻻ ﺫﺭﺓﹲ ﻣِﻦ ﻋﻴﺸﺔٍ ﺧﺸﻨﺎﺀِ ﻓﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺄﺳﺎﺀِ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀِ ﻓﻜﺄﻢ ﻛﺎﳋِﺜﹾﻲِ ﻟﻺﲪﺎﺀِ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﻭﻋﺬﻭﺑـﺔ ﻭﺻﻔـﺎﺀِ
ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻗﻮﻻﹰ ﺟﻴﺪﺍ ﺏ ﺃﻗﺎﻡ ﺑﺒﻴﺘـﻪ ﻣـﺘﺴﺘﺮﺍ ﻋﺮ ﺾ ﺍﹸﻧ ﹸﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﻭﺗﻨـﺎﹸﻗ ٍ ﺏ ﻋـ ﺰﻭﻩ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﹶﻃﻮ ﺭﺍ ﺇﱃ ﻋﺮ ٍ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻳﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌِﺪﺍ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﳌﻬﻴﻤ ﻦ ﺷﺄﻧﻨﺎ ﻭﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ﺧﱡﻠﻮﺍ ﻣﻘﺎ ﻡ ﺍﳌﻮﻟـﻮﻳـ ِﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻩ ﺕ ﻛﺎﳌﺮﻫﻔﺎﺕ ﻗﺮﳛﱵ ﻗﺪ ﺣ ﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﻛﺘﺎﰊ ﺣﺎﺯ ﻛﻞﱠ ﺑﻼﻏـﺔ ﺍﷲ ﺃﻋﻄﺎﱐ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻋﻠﻤـﻪِ ﺇﻧـﻲ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﷲ ﺭﺑﺎ ﳏﺴﻨﺎ ﺇﻥﹼ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻌِـﺰ ﺑـﻨﺨﻮﺓٍ ﺖ ﰲ ﺃﻣﺮﻱ ﻫ ﻮﻯ ﷲ ﻗﺪ ﻓ ﺮﻃ ﻭﺍ ِ ﺍﳊﹸـﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺠِﻠﻦ ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﳜﺸﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍ ﻡ ﺩﻋﺎ َﺀ ﺃﻫﻞ ﻛﺮﺍﻣ ٍﺔ ﻒ ﻛﺼﻮﺍﻋ ٍﻖ ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻋﺎﺀ ﺧﺎﻃ ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﻣﺎﻣ ﹰﺔ ﺇﻧـﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﷲ ﺭﺍﺣ ﹶﺔ ﺭﻭ ِﺣـﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﺗﻮ ﹼﻛﻠﹾـﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﹼﺎﻗﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺮﲪﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺮﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍ ﻳﺆﺫﻭﻧـﲎ ﲞـﺒﺎﺛﺔٍ ﻫﻢ ﻳﺬ ِﻋﺮﻭﻥ ﺑﺼﻴﺤﺔ ﻭﻧ ﻌ ﺪﻫﻢ ﺠ ٍﻊ ﺏ ﻣﺸ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺘﺨﻮﻑ ﺑﻌﺪ ﻗﺮ ِ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﳋﺒﻴﺚ ِﻟﻴﻄ ِﻔﺌ ﻦ ﺃﻧﻮﺍ ﺭﻧﺎ
١٦٣
ﺃﻭ ﻗﻮﻝﹸ ﻋﺎﺭﺑﺔٍ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑـﺎﺀِ ﺏ ﺑﺒﻜﺮﺓ ﻭﻣﺴﺎﺀِ ﺃﻣﻠﹶﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎ ﺳـﹶﻠﺐ ﺍﻟﻌﻨـﺎﺩ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻵﺭﺍﺀِ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﻹﻣـﻼ ِﺀ ﻻ ﻓِ ﻌﻞ ﺷﺎﻣ ﻲ ﻭﻻ ﺭﻓﻘـﺎﺋﻲ ﳉـﻮﺯﺍﺀِ ﻧﺒﲏ ﻣﻨﺎﺯﻟﹶﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹶ ﻭﺗﺴﺘﺮﻭﺍ ﰲ ﻏﹶﻴﻬﺐِ ﺍﳋﹶﻮﻗﺎﺀِ ﻓﻔﻬِﻤﺖ ﻣﺎ ﻻ ﻓﻬﻤﻪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝﹶ ﺑﻨﻀﺮﺓ ﻭﺎﺀِ ﺖ ﻛﺎﻟﺴﻔﻬﺎﺀِ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻛﻨ ﻓﺄﺭﻯ ﻋﻴﻮ ﹶﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﺕ ﻓﻜﹸ ﻦ ﻛ ﻌﻔﺎﺀِ ﺇﻥﹾ ﺭﻣﺖ ﺩﺭﺟﺎ ٍ ﻭﺃﺑﻴﺖ ﻛﺎﳌﺴﺘﻌﺠﻞ ﺍﳋ ﹼﻄﺎﺀِ ﻳﺮﻧﻮ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ ﻭﻛﺸﻒِ ﻏﻄﺎﺀِ ﺭﲪﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀِ ﻓﺤﺬﺍ ِﺭ ﰒ ﺣﺬﺍﺭِ ِﻣﻦ ﺃﺭﺟﺎﺋﻲ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺎﻟﻚ ﻣِﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﻄﺎﺀِ ﻻ ﺳـﺆﺩﺩﺍ ﻭﺭﻳﺎﺳﺔ ﻭﻋـﻼ ِﺀ ﻣﻌﻄﻲ ﺍﳉﺰﻳﻞ ﻭﻭﺍﻫﺐ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀِ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺃﻫ ﹶﻞ ﺍﻟـﻤﺠﺪ ﻭﺍﻵﻻ ِﺀ ﻳﺆﺫﻭﻥ ﺑﺎﻟﺒﻬـﺘﺎﻥ ﻗﹶـﻠﹾﺐ ﺑﺮﺍ ِﺀ ﰲ ﺯﻣ ِﺮ ﻣﻮﺗﻰ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀِ ﻣِﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀِ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻻ ﲣﻔﹶﻰ ﻣﻦ ﺍﻹِﺧﻔﺎﺀِ
١٦٤
ﺇﻥ ﺍﳌـﻬﻴﻤﻦ ﻗﺪ ﺃﰎﱠ ﻧـﻮﺍﻟﹶﻪ ﻧﻌﻄﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻡ ﻟﺪﻓ ِﻊ ﻣﺘﺮﺑ ِﺔ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﺑﺒﻌﻴﺪﺓ
ﺕ ِﻣﻦ ﻧﺤﻼ ِﺀ ﻼ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺼﺮ ﻓﻀ ﹰ ﺖ ﺃﻳﺎﺩﻳـﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍ ِﺀ ﻃﺎﻟ ﺼﻴﺪﺍ ِﺀ ِﻣﻦ ﺃﺭﺿﻚ ﺍﳌﻨﺤﻮﺳﺔ ﺍﻟ
ﺖ ِﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﺎﺑﹰﺜﺎ ﻣﺎ ﺟﺌ ﺵ ﻗﻮ ٍﻡ ﹸﺃﺿﺠﺮﻭﺍ ﺕ ﻟ ِﻌﻄﺎ ِ ﲔ ﺟﺮ ﻋ ﺇﱐ ﺑﺄﻓﻀﺎﻝ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﺻـﺎﺩﻕ ﰒ ﺍﻟﻠـﺌﺎﻡ ﻳﻜـﺬﹼﺑﻮﻥ ﲞﺒﺜﻬﻢ ﻛﹶﻠِـﻢ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ ﺃﺳﻨـﺔﹲ ﻣﺬﺭﻭﺑﺔﹲ ﻣﻦ ﺣﺎﺭﺏ ﺍﻟﺼ ﺪﻳ ﻖ ﺣﺎﺭﺏ ﺭﺑ ﻪ ﻭﺍﷲِ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﹸﺸﺎﺣﺔٍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻢ ﺑﻌﺪﺍﻭﰐ ﻋـﺎﺩﻳﺘـﻬﻢ ﷲِ ﺣﲔ ﺗﻼﻋﺒﻮﺍ ﺭﺑـﺒـﺖ ﻣِﻦ ﺩﺭ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻋﻴﻨِﻪِ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﹸﻡ ﻭﺍﳍﻼﻝ ﺳﻠـﻴﻠﹸﻬﺎ ﺇﱐ ﻃﻠﻌﺖ ﻛﻤﺜﻞ ﺑﺪﺭٍ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻳﺪﻧﺎ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻭﺍﻧﺘﻘِﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻗﻮﻣﻲ ﻏﻠﱠﺴﻮﺍ ﲜﻬﺎﻟﺔٍ ﻳﺎ ﻻﺋﻤﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻟﻠﺘﻘﻰ ﺍﷲُ ﺃﻳﺪﻧـﻲ ﻭﺻﺎﰱ ﺭﲪﺔﹰ
ﺖ ﻣﺜ ﹶﻞ ﺍ ﹸﳌ ﺰ ِﻥ ﰲ ﺍﻟ ﺮ ﻣﻀﺎ ِﺀ ﻗﺪ ﺟﺌ ﺃﻭ ﻣـﺎ ُﺀ ﻧ ﹾﻘ ٍﻊ ﻃﺎِﻓـ ٍﺢ ﻟ ِﻈﻤﺎ ِﺀ ﺖ ﻋﻨﺪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﻭﺑﺎ ِﺀ ﻗﺪ ﺟﺌ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺟﻮﺍﺋﺰﻱ ﻭﻋﻄﺎﺋﻲ ﳊ ﺮﺓ ﺍﻟ ﺮ ﺟﻼ ِﺀ ﻭﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻛﺎ ﹶ ﻒ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎ ِﺀ ﻭﻧﺒـﻴﻪ ﻭﻃﻮﺍﺋـ ِﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻓﺎ ﺭ ﻛﻤﺎ ِﺀ ﻳ ﹶﺬﺭﻭﻥ ﺣ ﹾﻜ ﻢ ﺷﺮﻳﻌ ٍﺔ ﻏـ ﺮﺍ ِﺀ ﺑﺎﻟ ﺪﻳﻦ ﺻ ﻮﺍﻟﲔ ِﻣﻦ ﹸﻏﻠﻮﺍ ِﺀ ﺝ ِﺣﺮﺍ ِﺀ ﺖ ﻧﻮ ﺭﺍ ﻣﻦ ﺳﺮﺍ ِ ﹸﺃﻋﻄﻴ ﻳﻨﻤﻮ ﻭﻳﻨﺸﺄ ِﻣﻦ ﺿﻴﺎﺀ ﹸﺫﻛﺎ ِﺀ ﻻ ﺧﲑ ﰲ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟ ﹶﻜ ﻬﻤﺎ ِﺀ ﻉ ﺍﳊ ﻖ ﻛﺎﻟ ﻐﹼﺜـﺎ ِﺀ ﳑﻦ ﻳـ ﺪ ﻓﺎﺭ ﺣ ﻢ ﻭﺃﻧ ِﺰﹾﻟﻬﻢ ﺑﺪﺍﺭ ﺿﻴﺎ ِﺀ ﻓﺎﺭﺑ ﹾﺄ ﻣﺂ ﹶﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺎﻟﻌﻘﻼ ِﺀ ﻭﺃﻣ ﺪﱐ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﻭﺍﻵﻻ ِﺀ ﺖ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺷـﺪ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍ ِﺀ ﻭﺩﺧﻠ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄـﺎﻩ ﻧﻌ ﻢ ﻟﻘﺎ ِﺀ ﺗـﺄﺗﻴﻪ ﺃﻓﻮﺍﺝ ﻛﻤـﺜﻞ ِﻇﻤﺎ ِﺀ ﻕ ﺃﻫﻞ ﺩﻫﺎ ِﺀ ﺗﻌـﻨﻮ ﻟﻪ ﺃﻋـﻨﺎ
ﺐ ﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺯﻣﺎ ﹸﻥ ﺳ ﺆ ِﻝ ﳏﺎ ِﺳ ٍ ﺻﻌ
ﺖ ِﻣﻦ ﻭ ﻫ ِﺪ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎ ﻓﺨﺮﺟ
ﻭﺍﷲِ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻘـﻂﹲ ﻛﹸﻠﹼﻬﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻭﻯ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﺴـﻤﺎﺀ ﻳﻌِﺰﻩ ﺑﻌﻨﺎﻳـﺔ
ﺖ ﻳﺎ ﺧﺼﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎ ِﺀ ﺇﻥ ﻣ
ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﺜﻞﹶ ﻏﻠﻤﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺰﻱ ﻋﺰﻳ ﺰ ﺟﻨﺎِﺑ ِﻪ ﺍﳋﹶﻠﹾﻖ ﺩﻭﺩ ﻛﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭ ﻩ ﺾ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻛﻨ ﻓﺎ ﹶ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺼﺪ ﺫﹸﻟﱠﻪ ﻓـﺘﺤﻘﱠﺮ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺷـﻘﺎﻭﺓﹲ ﻓﺘﺤﻘﱢﺮ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﺮﺍﺟﻨﺎ ﻭﺿﻴﺎﺅﻧﺎ ﺬﻱ ﻭﺃﹶﻳـﻢ ﺍﷲِ ﻣﺎ ﻟﻚ ﺣﻴﻠﺔ ﺑﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﱃ ﻧﺮﻳﻚ ﻭﻣﻴﻀﻪ ﻭﺃﺭﻯ ﺗﻐﻴﻈﹶﻜﻢ ﻳﻔﻮﺭ ﻛﻠﹸﺠﺔٍ ﻭﺍﷲِ ﻳﻜﻔﻲ ﻣِﻦ ﻛﹸﻤﺎﺓِ ﻧﻀﺎﻟِﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﻮﺍﺋﺐ ﻧﺼﱪ ِﻓﱳ ﺍﻟﺰﻣﺎ ِﻥ ﻭﻟﺪ ﹶﻥ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭﻛ ﻢ ﻋـﻔﹾﻨﺎ ﻟﹸﻘِﻴﺎﻛﻢ ﻭﻻ ﺃﺳـﺘﻜﺮﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﺼﺤﻜﻢ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺼﺎﺣﱵ ﺿﻠﻮﺍ ﻗﹸـﻠﻨﺎ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﻭﻧﺎ ِ ﻻ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔﹰ ﻫﻞ ﰲ ﲨﺎﻋﺘﻬﻢ ﺑﺼﲑ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻧﺎﺿـﻠﻮﱐ ﰒ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺟﺎﻫﻞﹲ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻜﹸﻤﺎ ِﺓ ﻳﻠﻮﺡ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺎﺑﻞٍ ﺭﺟ ﹲﻞ ﺑﺒﻄـﻦِ "ﺑﻄﹶﺎﻟﺔ" ﺑﻄﹼﺎﻟ ﹲﺔ ﻑ ﻋ ﺮﺍ ﻻ ﳛﻀﺮ ﺍﳌﻀﻤﺎ ﺭ ِﻣﻦ ﺧﻮ ٍ ﻗﺪ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺟِﻴﻔﺔﹶ ﺩﺷﺘِﻬﺎ ﻳﺎ ﺻﻴﺪ ﺃﺳﻴﺎﰲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺗﺄﺑِﺰ
١٦٥
ﺗـﺄﰐ ﻟﻪ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﻛﺎﳋﺪﻣﺎ ِﺀ ﺱ ﲰﺎ ِﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺗﻔﲏ ﴰﻮ ﺯ ﹼﻛﺎﻩ ﻓﻀ ﹸﻞ ﺍﷲ ﻣـﻦ ﺃﻫـﻮﺍ ِﺀ ﻭﺍﺳِﺒﻖ ﺑﺒﺬﻝ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺀِ ﺴﹶﺄ ﹾﻥ ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﻳﻮﻡ ﺟﺰﺍ ِﺀ ﺨ ﻭﺳﺘ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻛﺮﻣﺎﺀِ ﺺ ﰲ ﺍﻟﱠﻠﻴﻼ ِﺀ ﲤﺸﻲ ﻛﻤﺸﻲ ﺍﻟﱡﻠ ﻳﻮ ﻡ ﺍﻟﻨﺸﻮﺭ ﻭﻋﻨﺪ ﻭﻗﺖ ﻗﻀﺎ ِﺀ ﻓﺎﺻـﱪ ﻛﺼﱪ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟ ﺮﻧﺎ ِﺀ ﻣﻮﺝ ﻛﻤﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﻫﻮﺟﺎﺀِ ﺟـﻠ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘـﻴﺎﻥ ﻟﻸﻋﺪﺍ ِﺀ ﻧﺰﺟﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎ ﹶﻥ ﺑﺸ ﺪﺓ ﻭﺭﺧﺎ ِﺀ ﺴﻴﻞ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻐﹼﺜﺎ ِﺀ ﻭﺍﻟ ﻟﻮ ﺣ ﱠﻞ ﺑﻴﱵ ﻋﺎ ِﺳ ﹸﻞ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍ ِﺀ ﻗﻮ ﻣﺎ ﺃﺿﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﺸﺤﻨﺎ ِﺀ ﻓﺘﻜﻨﺴﻮﺍ ﻛﺎﻟﻈﱯ ﰲ ﺍﻷﻓﻼ ِﺀ ﻭﺗﻬﺎﻟﻜﻮﺍ ﰲ ﲞﻠﻬﻢ ﻭﺭﻳﺎﺀِ ﺼﺮ ﺭﻧﺎﺀِ ﳓﻮﻱ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺒ ﺍﹸﻧﻈﹸـ ﺮ ﺇﱃ ﺇﻳﺬﺍﺋِﻬﻢ ﻭﺟﻔـﺎﺀِ ﺕ ﻳﻨﲑ ﰲ ﺍﳍﻴﺠﺎ ِﺀ ﺣ ﺪ ﺍﻟ ﹸﻈﺒﺎ ِ ﺗﻐﻠﻲ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﻛـﺮﻋ ِﺪ ﻃﹶﺨﺎﺀِ ﻳﻬﺬﻱ ﻛﻨﺴﻮﺍﻥ ﲝﺠﺐ ﺧﻔﺎ ِﺀ ﻭﺍﳌﻮﺕ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻏﻄﺎﺀِ ﻻ ﺗﻨﺠِﻴﻨﻚ ﺳﲑﺓﹸ ﺍﻷﻃﻼ ِﺀ
١٦٦
ﳒﺴﺖ ﺃﺭﺽ" ﺑﻄﺎﻟﺔ" ﻣﻨﺤﻮﺳﺔ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﰲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻛﺼﺎﺋﺪٍ
ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻳﻨﻮﺵ ﺻﺪﺭﻙ ﺿﺮﺑ ﻪ
ﺟﺎﺷﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻨﺎ ﺃﹸﻋﻄﻴﺖ ﻟﹸﺴﻨﺎ ﻛﺎﻟﻠﻘﻮﻉ ﻣﺮﻭﻳﺎ ﺖ ِﻛ ﺪ ﻛ ﱠﻞ ﺍﳌﻜﺎﺋﺪ ﺣﺎﺳ ﺪﺍ ﺇﻥ ﺷﺌ ﻛﺬﹼﺑﺖ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ ﻭﺟﺮﺕ ﺗﻌﻤﺪﺍ ﻣﺎ ﺷﻢ ﺃﻧﻔﻲ ﻣﺮﻏﻤﺎ ﰲ ﻣﺸﻬﺪٍ ﻭﺍﷲِ ﺃﺧﻄﺄﰎ ﻟﻨﻜﺒﺔِ ﺑﺨﺘِﻜﻢ ﺇﱐ ﲝﻘﺪﻙ ﻛﻞﱠ ﻳﻮﻡ ﺃﹸﺭﻓﹶـﻊ ﻧﻠﻨﺎ ﺛـﺮﻳﺎﺀَ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺳﻤﻜﹶﻪ ﺍﹸﻧـﻈﹸﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻔـﱳ ﺍﻟﱵ ﻧﲑﺍﺎ ﻓﺄﻗـﺎﻣﲏ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﺎﺎ ﺿﻰ ﻣﻘﺪﻣﻲ ﺕ ﻣﺮ ﺖ ﺯﻓﺮﺍ ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﻀ
ﳌﺎ ﺃﺗﻴﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺳﺒﻮﺍ ﻛﺎﻟـﻌﺪﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﺬﻭﺏ ﻛﹶﻴﺬﹸﺑﺎﻥﹲ ﻛﺬﺑﺔﹲ ﻣﻦ ﻣﺨـِﺒ ﺮ ﻋﻦ ﺫﹼﻟﱵ ﻭﻣﺼﻴﺒﱵ ﻳﺎ ﻃﻴﺐ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﲰﺎﺀِ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻐﻒ ﺍﳉﹶﻨﺎﻥﹶ ﳏﺒﺔﹰ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺟﺬﺏ ﻗﻠﱯ ﳓﻮﻩ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻮﺩﺍﺩﻩ ﻭﲝـﺒـﻪِ
ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳍﺪﻯ
ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻛﻴﻒ ﻧﻔ ﺮ ﻣﻨﻚ ﻛﻤﻔﺴ ٍﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺻﺤﻒِ ﺇِﳍﻨﺎ
ﳊﺮﺑﺎﺀِ ﺃﺭﺽ ﳏﺮﺑِـﺌ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍ ِ ﻻ ﻳـﺮ ﹶﻛﻨ ﻦ ﺃﺣـﺪ ﺇﱃ ﺇﺭﺯﺍ ِﺀ ﻭﻳﺮﻳﻚ ﻣـﺮﺍﱐ ﲝﺎﺭ ﺩﻣﺎﺀِ ﺧﻮﹰﻓﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻨﺪ ِﻣﺮﺍﺋﻲ ﻭﻓﺼﻴﹸﻠﻬﺎ ﺗﺄﺛـﻴـﺮﻫـﺎ ﺑﺒﻬﺎ ِﺀ ﺿﺮﺍ ِﺀ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻻ ﻳﻐﺴﻮ ﺑﹶﻠ ﻐـ ِﻲ ِ ﻭﻟﺌﻦ ﺳﻄﺎ ﻓﻴﺮﻳﻚ ﻗﻌ ﺮ ﻋﻔﺎ ِﺀ ﺕ ﻧﻘ ﻊ ﺍﳌﻮﺕ ﰲ ﺍﻷﻋﺪﺍ ِﺀ ﻭﺃﹶﺛﺮ ﺠﺎ ِﺀ ﺑﺎﺭﻳﺘـ ﻢ ﺍﺑ ﻦ ﻛﺮﻳﻬـ ٍﺔ ﹶﻓ ﺃﳕﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀِ ﻟـﻨﺮ ﺩ ﺇﻳـﻤﺎﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﱪﺍ ِﺀ ﺗﺠﺮﻱ ﺩﻣﻮﻋﺎ ﺑﻞ ﻋﻴﻮﻥ ﺩﻣﺎﺀِ ﻟﻔﻼﺡ ﻣ ﺪﳉﲔ ﰲ ﺍﻟﻠـﻴﻼ ِﺀ ﺱ ﺷﻔﺎ ِﺀ ﲪﺎ ﹰﻻ ﻛﺌﻮ ﺕ ﻓﺤﻀﺮ ﻭﲣﻴﺮﻭﺍ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎ ﺑـﺈﺑـﺎ ِﺀ ﺑﻞ ﻛﺎﻓـﺮ ﻭﻣـﺰ ﻭﺭ ﻭ ﻣﺮﺍ ِﺀ ﻣﻮﻻﻱ ﺧﺘ ﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﲝ ﺮ ﻋﻄﺎ ِﺀ ﺃﻓﺄﻧﺖ ﺗـﺒـﻌﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻻ ِﺀ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻟ ﺮﻭﺡ ﰲ ﺣﻮﺑﺎﺋﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﻟﻺﺻﺒﺎ ِﺀ ﺕ ﺑﺎﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﻹﻟـﻘﺎ ِﺀ ﹸﺃﻳـﺪ ﹼﳒﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻋـﺒﺎ ِﺀ ﺭﻭﺣﻲ ﻓ ﺪﺗﻚ ﺑﻠﻮﻋـ ٍﺔ ﻭﻭﻓﺎ ِﺀ ﺕ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﺎ ِﺀ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﺒـﺮ
ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻳﺎ ﻣﻮﺋـﻞﹶ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀِ ﺇﻥﹼ ﺍﶈﺒﺔ ﻻ ﺗﻀﺎﻉ ﻭﺗﺸﺘﺮﻯ ﻳﺎ ﴰﺴﻨﺎ ﺍﻧﻈﹸﺮ ﺭﲪﺔﹰ ﻭﲢـﻨﻨﺎ ﲔ ﻛ ﹼﻞ ﺳﻌﺎﺩ ٍﺓ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣـﺒﺪﺀ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭِ ﺇﱐ ﺃﺭﻯ ﰲ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﳌﺘﻬﻠﻞِ ﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣ ﹼﻜ ٍﺔ ﺲ ﺍ ﹸﳍﺪﻯ ﻃﻠﻌ ﺷ ﻤ ﺾ ﺿﻴﺎﺋ ِﻪ ﺖ ﹶﺃﻳﺎ ﹸﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻌ ﺿﺎ ﻫ ﻧﺴﻌﻰ ﻛﹶﻔِﺘـﻴﺎﻥٍ ﺑﺪﻳﻦِ ﻣﺤﻤﺪٍ ﺃﹶﻋﻠﹶﻰ ﺍﳌﻬﻴﻤِﻦ ﻫِﻤﻤﻨﺎ ﰲ ﺩِﻳﻨﻪِ ﺇﻧﺎ ﺟﻌِـﻠﹾﻨﺎ ﻛﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻓﻨﺪﻣﻎﹸ ﻭﻣِﻦ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ ﺃﺭﻯ ﺭﺟﻴﻼﹰ ﻓﺎﺳﻘﹰﺎ ﺷﻜﺲ ﺧﺒﻴﺚﹲ ﻣﻔﹾﺴِﺪ ﻭﻣﺰﻭﺭ ﻣﺎ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺇﺭﺛﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ِﻣﻦ ﺩﻭﺩ ﺍﳍﻨﻮ ِﺩ ﻭ ﺯﺭﻋﻬﻢ ﻓﺎﻵﻥ ﻗﺪ ﻏﻠﹶﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻘﺎﻭﺓﹲ ﺇﱐ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻜﺬﱢﺑـﺎ ﻭﻣﻜﻔﱢـﺮﺍ ﻳﺆﺫِﻱ ﻓﻤﺎ ﻧﺸﻜﻮ ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺄﹶﺳﻒ ﻛﺤﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﺟﻔﻮﻧﻪ ﺑﻌﺠﺎﺟﺔٍ ﻳﺎ ﻻﻋِﲏ ﺇﻥﹼ ﺍﳌﻬﻴﻤِـﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﳊﻖ ﻻ ﻳﺼﻠﹶﻰ ﺑﻨﺎﺭ ﺧﺪﻳﻌﺔٍ ﺇﱐ ﺃﺭﺍﻙ ﲤﻴﺲ ﺑﺎﻟـﺨﻴـﻼﺀِ ﻻ ﺗﺘـﺒِﻊ ﺃﹶﻫﻮﺍﺀَ ﻧﻔﺴِﻚ ﺷﻘﻮﺓﹰ ﻒ ﹸﺫ ﺭﻯ ﺻﻬﻮﺍِﺗ ِﻪ ﺚ ﺧ ﺱ ﺧﺒﻴ ﹲ ﻓﺮ
١٦٧
ﺟﺌﻨﺎﻙ ﻣﻈﻠﻮﻣﲔ ﻣﻦ ﺟﻬﻼ ِﺀ ﺇﻧﺎ ﳓﺒـﻚ ﻳﺎ ﹸﺫﻛﺎﺀَ ﺳﺨﺎﺀِ ﺴ ﻌﻰ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﳋﻠﻖ ﻟﻺﺭﻛﺎ ِﺀ ﻳ ﺗﻬﻮﻱ ﺇﻟﻴﻚ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻞ ﺻﻔﺎ ِﺀ ﺕ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺪﺍ ِﺀ ﻧ ﻮﺭ ﺷﺄﻧﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺷﺆﻭ ﹶﻥ ﻭﺟ ِﻪ ﹸﺫﻛﺎ ِﺀ ﺖ ﻟﻨﺎ ِﲝـﺮﺍ ِﺀ ﻋﲔ ﺍﻟﻨﺪﺍ ﻧﺒﻌ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻬﺎﺝ ﻣﻨﻪ ﺑـﻜﺎﺋﻲ ﺴﻨﺎ ﻛﺮ ﺟ ٍﻞ ﻓﺎِﻗـ ِﺪ ﺍﻷﻋﻀﺎ ِﺀ ﹶﻟ ﻧﺒﲏ ﻣﻨـﺎ ِﺯﻟـﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﺯﺍ ِﺀ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻠـﺌﺎﻡ ﻭﻫﺎﻣﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍ ِﺀ ﺴﻔﻬﺎ ِﺀ ﹸﻏﻮ ﹰﻻ ﻟﻌﻴﻨﺎ ﻧﻄﻔـﺔ ﺍﻟ ﺴ ﻌﺪ" ﰲ ﺍﳉﻬﻼ ِﺀ ﺲ ﻳﺴ ﻤﻰ"ﺍﻟ ﺤ ﻧ
ﺿﺎ ﻫﻰ ﺃﺑـﺎﻩ ﻭﹸﺃ ﻣـﻪ ﺑﻌـﻤﺎ ِﺀ ﺻـﻨﺎﻡ ﻛﺎﻵﺑﺎ ِﺀ ِﻣﻦ ﻋﺒﺪﺓ ﺍ َﻷ ﻛﺎﻧﺖ ﻣِﺒـﻴـﺪ ﹶﺓ ﹸﺃ ﻣﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎ ِﺀ ﺐ ﻭﺍﻹﺯﺭﺍﺀِ ﻭﳏﻘﱢ ﺮﺍ ﺑﺎﻟـﺴـ ﺐ ﻓﻴ ﻐـِﻠﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ِﻟ ﻌـﻮﺍ ِﺀ ﹶﻛ ﹾﻠ ﻓﺎﻵﻥ ﻣـﻦ ﳛﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻗﺬﺍﺀِ ﺏ ﻗﺎﺩﺭ ﻣﻮﻻﺋﻲ ﺧﻒ ﻗﻬﺮ ﺭ ﺃﹶﻧﻰ ِﻣﻦ ﺍﳋ ﹼﻔﺎﺵ ﺧﺴ ﺮ ﹸﺫﻛﺎﺀِ ﺠﻼ ِﺀ ﺖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺍﻟﻨ ﺃﻧﺴـﻴ ﳋﻮﻗﺎ ِﺀ ﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺍ ﹶ ﻳﻠﻘﻴﻚ ﺣ ﻒ ﺃﻥ ﺗﺰﹼﻟﻚ ﻋﺪ ﻭ ﺫﻱ ﻋﺪﻭﺍ ِﺀ ﺧ
١٦٨
ﺸﺮ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟ ﻌﺎ ِﱂ ﺇﻥﹼ ﺍﻟﺴـﻤﻮﻡ ﻟﹶ ﺁﺫﹶﻳـﺘﲎ ﺧﺒﺜﹰﺎ ﻓﻠﹶﺴﺖ ﺑﺼﺎﺩﻕٍ ﺍﷲ ﻳﺨﺰﻱ ﺣﺰﺑـﻜﻢ ﻭﻳﻌﺰﱐ ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻓﹾﺘﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔٍ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻯ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ
ﺴﻤﻮﻡ ﻋﺪﺍﻭ ﹸﺓ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎ ِﺀ ﻭ ِﻣ ﻦ ﺍﻟ ﺖ ﺑﺎﳋﺰﻱ ﻳﺎ ﺍﺑ ﻦ ﺑﻐﺎ ِﺀ ﺇ ﹾﻥ ﱂ ﺗ ﻤ ﺣﱴ ﳚﻲﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺋﻲ ﺐ ِﻟﺤﺎﺋﻲ ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻗﻠﱯ ﻭﹸﻟ ﺴﺎﺋﻠﻴـﻦ ﻓﻼ ﺗـ ﺮ ﺩ ﺩﻋﺎﺋﻲ ِﻟﻠ
ﺁﻣﲔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻐﺎﺕ ،ﻭﻋﺼﻤﻨﺎ ﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺄﰒ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ،ﻭﺣﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ،ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻲ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﺃﺯﻣﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﳔﺎﻃﺐ ٥٩ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺤﺎﺕ، ﻭﻟﻮ ﺳﺒﻮﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻏﹼﻠﻈﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻻ ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ .ﻓﺎﻵﻥ ﻧﻮ ﺩﻋﻬﻢ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺴﺮﺍﺕ ،ﻭﻋﻴﻮﻥ ﻏﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﺳﻴﻞ ﺍﻟﻌﱪﺍﺕ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻨﺎ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺎﺕ.
ﺖ ﺗـﻤــ
59ﻗﺪ ﻓﺎﺗﺘﲏ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﺄﻛﺘﺒﻬﺎ ﻫﻨﺎ: ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ؛ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺪﺭﺍﺱ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﻮﺩ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ. ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺗﺸﻚ ﻋﻤﺮ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ -ﻏﺠﺮﺍﺕ .ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ، ﺗﺸﻜﻮﺭﻱ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻛﻠﻴﻢ ﺍﷲ ،ﻣﺘﺸﻬﻴﺎﺗﻪ .ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺎﺩﻳﻮﺍﻝ .ﻓﻀﻞ ﺃﲪﺪ ،ﻗﻠﻌﺪﺍﺭ. ﻏﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ،ﻣﻨﺠﻮﻭﺍﻝ .ﺣﺎﻓﻆ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﳒﻪ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺻﺪﺭ ،ﺑﻴﺸﺎﻭﺭ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺑﺮﲏ ،ﻣﲑﺑﻮﺭ -ﺟﺎﻣﻮﻥ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺣﺸﻤﺔ ﲞﺮﻭﺕ ﻣﻦ ﻣﲑﺑﻮﺭ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻧﻴﺎﺯ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺓ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ .ﺧﻠﻴﻔﻪ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻭﱄ ﻣﻦ ﻏﺠﺮﺍﺕ. ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻴﺾ ﺃﲪﺪ ﺩﻭﻏﻪ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻠﻜﻲ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺁﻏﺎ ﺧﺎﻥ ﺳﻮﺩﺍﻏﺮ ،ﺻﺪﺭ ﺑﻴﺸﺎﻭﺭ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ .ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﲑ ﳏﻤﺪ؛ ﻣﻮﻇﻒ ﰲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻱ .ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻓﺎﺿﻞ ،ﺭﺍﺟﻮﺍﻝ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ -ﻏﺠﺮﺍﺕ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ،ﺳﺎﺩﻫﻮﻛﻲ .ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻛﺮﻡ ﺩﻳﻦ، ﺑﻮﺭﺍﻧﻮﺍﻟﻪ .ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ،ﺑﻼﱐ .ﻏﻼﻡ ﳏﻤﺪ .ﻧﻮﺭ ﺩﻳﻦ.
١٦٩
@ @êbjnãbi@Ší†¦a @@ @†ä a@¿@òíŒîܬ⁄a@òßìاa ﺇﻧﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﺳﻮﻝ ﻣﻠﺘﺮﻱ" ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻨﺎ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱪﻃﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻳﻈﻦ ﻛﺄﻧﺎ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ،ﻭﻳﻨﺒﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺀ ﻧﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺷ ﺮ ﻋﻮﺍﻗﺒﻨﺎ ،ﻭﳛﺜﱡﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﴰﻠﺖ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ،ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﺸﺎﺭﻢ .ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﲎ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﲞﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺰﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻋﲏ ﺃﺎ ﺃﻋﻄﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻛﻞ ﺺ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﳏﻞ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ .ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻧﺮﻯ ﻣﺬﻫﺐ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺧ ﻧﻈﲑﻩ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ. ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﳓﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﺍﻡ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺧﺎﺩﻣِﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﺇﺧﻼﺻﺎ ﲟﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﱄ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﳜﻔﻮﻥ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﳌﻨﺔ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ .ﻭﺇﻧﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺼﻮﻥ ﻭ ﹼ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭﻳﺜﲑﻭﻥ ﺍﻟﻔﱳ ﻣﻦ ﺧﺒﺚ ﺍﻟﻘﺮﳛﺔ .ﺑﻞ ﳓﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﻧﺸﻜﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻨﻬﺎ ،ﻭﻧﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻴﻨﺎ ﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﺘﻨﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﳒﻮﻧﺎ ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﻭﺍﶈﻦ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻔﱳ .ﻭﻧﻌﻴﺶ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﲢﺖ ﻇﻠﻬﺎ ﺍﻟﻈﻠﻴﻞ .ﻭﺣﻔﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﺍﻟﺪﻣﻴﻞ .ﺇﺎ ﺃﻧﺎﺭﺕ ﺳﺒﻠﻨﺎ ﻭﺳﺪﺕ ﺧﻠﹶﻠﻨﺎ ،ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﰲ ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﺃ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓﻤﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﲞﻠﻮﺹ ﺍﻟﻨﻴﺔ .ﻭﺷﻜﺮﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﻣﻠﺊ ﺑﻪ ﺭﻭﺣﻨﺎ ﻭﺟﻨﺎﻧﻨﺎ ﻭﺿﻤﲑﻧﺎ ﻭﻟﺴﺎﻧﻨﺎ .ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻛﺎﻓﺮﻱ ﻧﻌﻢ ﺍﳌﻨﻌِﻤﲔ .ﻭﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺑﺮﺍﻫﲔ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻭﺩﻻﺋﻞ ﻗﺎﻃﻌﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻧﺎ ﻻ ﻧﺜﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻧﻔﺪﺕ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ﻭﺫﺍﺑﺖ ﻋﻈﺎﻣﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻓﱠﺖ ﻛﺒﺎﺭﻧﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺮﻣﲔ ،ﻭﻃﺎﳌﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﲞﻠﻮﺹ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﳌﻬﺠﺔ ،ﻭﺃ ﺷﻌﻨﺎ
١٧٠
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﱃ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻟﻦ ﲡﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻧﻈﲑﻫﺎ ﰲ ﻏﲑﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ .ﻓﻼ ﻧﻌﺒﺄ ﲟﻔﺘﺮﻳﺎﺕ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻭﻻ ﳔﺸﻰ ﲢﺮﻳﺮ ﺃﻧﺎﻣﻞ ﻣﻔﺴﺪﺓ .ﻭﻳﺎ ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﻋﻮﺍﻗﺒﻨﺎ ﻭﻳﺮﻏﹼﺒﻬﺎ ﰲ ﺗﻌﺎﻗﺒﻨﺎ .ﺃﱂ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺑﺎﺀ ﺃﻧﻔﺪﻭﺍ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ؟ ﺃﻓﻨﺴﻴﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﻢ ﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ؟ ﱂ ﻻ ﲤﻨﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ،ﻓﺈﺎ ﺳ ﻢ ﺯﻋﺎﻑ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻻ ﻳﻔﺘﺸﻮﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻗﻮﻫﺎ ﻛﺎﳌﺨﺪﻭﻋﲔ .ﺇﻧﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻨﺎ ﻭﻻ ﻳﺮﻯ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ .ﻭﳚﻌﻞ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ .ﺃﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺃﻻ ﻳﺘﺒﻌﻮﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺳﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﺍﻟﻨﻘﻤﺔ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﺔ؟ ﺃﻫﻢ ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ؟ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻔﻮﻳﻦ؟ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﳌﻜﺎﺋﺪ ﺃﺗﺄﻣﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﱪ ﻭﺗﻨﺴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ؟ ﺃﻫﺬﺍ ﺧﲑ ﻟﻜﻢ؟ ﺑﻞ ﺷﺮ ﻟﻜﻢ ﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ؟ ﺃﲡﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ﻛﺎﳌﻔﺴﺪﻳﻦ؟ ﺃﻭ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﺘﻤﻮﻥ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻛﺎﳌﻨﺎﻓﻘﲔ؟ ﻗﺪ ﺟﺮﺑﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ، ﻭﺭﺃﺕ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﰲ ﻭﻋﺎﺋﻨﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﲢﺖ ﲡﺎﺭﺎ ﺇﱃ ﺳﺘﲔ .ﻓﺈ ﹾﻥ ِﺣﺪﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﳓﻮ ﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳋﻠﻮﺹ ،ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻃﺮﻗﹰﺎ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻛﺎﻟﻠﺼﻮﺹ، ﻓﻠﻠﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﻈﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻈﻦ ﻛﺎﺮﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻳﻘﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﺍﻟﺼﻐﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﺮﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻔﺮﺳﲔ ،ﻭﺇﻻ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﺍﺳﺘﺤﻴﻮﺍ ﻭﻻ ﲡﺘﺮﺋﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﳊﲔ .ﻭﻭﺍﷲ ﺇﻧﺎ ﳓﻦ ﺑِﺮﺍ ٌﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﳍﺬﻩ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ .ﻭﺗﻨـﺰﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺫﻳﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ .ﻭﻛﻴﻒ ﻭﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳕﻮﺕ ﻧﻌﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻻ ﻣﻨﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺻﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺑﺸﻜﺮ ﺍﶈﺴﻨﲔ.
١٧١
ﻭﻫﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺳﺮﺩﻫﺎ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺃﺑﺴﻄﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺋﻘﲔ .ﻭﺇﻧﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺣﻔﻈﺖ ﺎ ﺩﻣﺎﺅﻧﺎ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻨﺎ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﻭﺗﻮﺍﺭﺩ ﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻠﻬﺎ ﲢﺖ ﺍﳊﺼﺮ ﻭﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﻓﻨﺪﻋﻮ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ .ﻭﺃﻱ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﺴﺐ ﺍﶈﺴﻦ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﳌﻨﻦ؟ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ .ﻭﻗﻮﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﺳﻮﻝ" .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ ،ﻓﻘﺪ ﺭﺩﺩﻧﺎ ﻭﺳﺎﻭﺳﻪ ﻏﲑ ﻣﺮﺓ ﻭﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﻗﺎﻝ :ﻣﺎ ﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻓﻬﺬﺍ ﺃﺻﻮﻝ ﳏﻜﻢ ﻻ ﻳﺮﺩﻩ ﺇﻻ ﻓﺎﺳﻖ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺇﻻ ﺻﺎﱀ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﹼﺘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻠﹼﱵ .ﻭﺃﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﻭﻧﺸﻜﺮ ﺍﶈﺴﻦ ﻭﻻ ﻧﺮﻯ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ،ﻭﺗﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﻭﳔﺘﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻮﺕ .ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺃﺷﻌﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻭﺳﻊ ﻟﻨﺎ ﻭﺃﻣﻜﻦ ،ﻭﺇﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺻﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺒﺨﻠﻮﻥ .ﻓﺤﺎﺻﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﺎ ﻣﻨـﺰﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﻟﻨﺎ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻻ ﺗﺮﺩ ﺷﻬﺎﺩﺎ ﻭﻻ ﺗﺸﻚ ﰲ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﻧﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﷲ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ.
١٧٣
™@ @áème@òjÓbÇ@kîn×@òàîà ﺴﻨﻮ ﹶﻥ ﺤِ ﷲ ﻣ ﻊ ﺍﻟﱠﺬِﻳ ﻦ ﺍﺗ ﹶﻘﻮﺍ ﻭﺍﻟﱠﺬِﻳ ﻦ ﻫ ﻢ ﻣ ِﺇﻥﱠ ﺍ َ
ﺕ ﺗﺄﻳﻴـﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ٦٠ﺳﺄﻟﲏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮ ﻟﺪﻋﻮﺍﻙ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺑﺎﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻱ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟـﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻞ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﰲ ﻋـﲔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ. ﻓﻠﻴﺘﻀ ﺢ ﺃﻧﲏ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﻛﺘﱯ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻧﲏ ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﲨﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺍﳌﺘﻔﺮﻗـﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻃﻼﺏ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺁﻥ ﺃﻥ ﳝﻌﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﱄ .ﻓﺎﺳـﺘﻤﻌﻮﺍ ﺑﺂﺫﺍﻥ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﺃ ﹾﻥ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺎﺕ ﻟﻠﻌﻘﻼﺀ ﻭﺍﳌﺘﺪﺑﺮﻳﻦ ﻟﺪﺭﺟ ٍﺔ ﻟﻮ ﻭﻇﱠﻔﻮﺍ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﻟﻘﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﺫﺧﲑﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﺍﳌﻘﻨﻌﺔ ،ﻏﲑ ﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ -ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣ ﺪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻧﺰﻭ ِﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﺑﻌﺪ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﺍﳌﻄﺮ ﻃﻮﻳﻼ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌـﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﻄﺮ :ﺇﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻏﻴﻤ ﹲﺔ ﺑﺎﳌﺼﺎﺩﻓﺔ ﻓﻨـﺰﻝ ﺍﳌﻄـﺮ - ﻓﻼ ﻋﻼﺝ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻷﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ .ﻷﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ٦١ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﹶﻓ ﹾﻠﻴ ﹾﺄِﺗﻨﺎ ﺑِﺂﻳ ٍﺔ ﹶﻛﻤﺎ ﹸﺃ ﺭﺳِـ ﹶﻞ ﺍ َﻷ ﻭﻟﹸـﻮ ﹶﻥ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺁﻳﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺃﻭﻻ ﺇﱃ ﺁﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭﻱ ﰲ ﻋﲔ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ 60ﻳﻘﺼﺪ ﺣﻀﺮﺗﻪ "ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﲪﺪ") .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
61ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ٦:
١٧٤
ﺫﻛﹶﺮﻩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ؛ ﺃﻱ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ .ﰒ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻭﲰﺎﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌـﺴﻴ ﺢ ﺍﺑ ﻦ ﻣﺮﱘ. ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ؛ ﺇﻥ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﻭﻏﻤـﺮ ﺍﻟﻨـﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﻛﺎﳉﺮﺍﺩ ﻭﳒﺢ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﰲ ﺇﻏﻮﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﱐ ﳒﺎﺣﺎ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ،ﻭﻣﻀﻰ ١٣ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻛﺎﺳ ﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ!! ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﺑﻄﻠﺖ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ .ﻟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻳﺘﻤﻨـﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻈـﻞ ﺍﻟﻘـﺴﻮﺱ ﻳﺪﻭﺳﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲢﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻗﺮﻧﺎ ﺁﺧﺮ ،ﺣﱴ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻓﻴﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺴﻴﺤﻬﻢ ﺍﳋﻴﺎﱄ ،ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﳌـﺴﻴﺢ. ﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻳﺘﻄﻠﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﻛﺎﺳﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺖ ﺍﳊﺮﺝ ﻭﺭﺃ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗ ﻭﻗﺎﺗ ﹸﻞ ﺍﳋﻨﺎﺯﻳﺮ -ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚﻴﺶ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﳋﻨـ ﺰ ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺴﺎ ﺩ -ﺑﺪﻻﺋﻞ ﺑﻴﻨﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ،ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻓﻠﻴﻘﺒﻠﹾﻪ. ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ؛ ﻫﻲ ﺃﻧﲏ ﺗﻨﺒﺄﺕ ﻗﺒﻞ ١٧ﻋﺎﻣﺎ -ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒـﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﺧﺎﻣ ﹶﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻨﻄﻮﻳﺎ ﻣﻨﻌﺰﻻ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻓﲏ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺰﻭﺭﱐ ﺃﺣ ﺪ - ﺕ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻓﻘﺪ ﳋﻠﻖ ،ﻭﺻﺮ ﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻼﺣﻆ ﺇﻗﺒﺎ ﹸﻝ ﺍ ﹶ ﻧﺸﺮ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ ١٧ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﳍﺎ ﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ،ﻭﻫﻮ "ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻱ ﻭﺗﻔﺮﻳﺪﻱ ﻓﺤﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻥ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﻴﻖ". ﻓﻼﺣِﻈﻮﺍ ﺍﻵﻥ؛ ﺃﻟﻴﺲ ﺁﻳ ﹰﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺟﻌﻠﲏ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﰲ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﺎﻫﺎ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﺎﻫﺎ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؟ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﺪ ﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦٠ﺃﻟﻔﹰﺎ .ﺃﻻ ﺗﻠﻘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹸﺓ ﺍﻟﻌﺎﻗ ﹶﻞ ﰲ ﺕ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﲢﻘﱡﻘﻬﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﳌﻨﺎﻝ ﻭﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ؟ ﺣﲑﺓ ﺣﻴﺚ ﺻﺪﺭ ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺸﻜﱢﻞ ﺁﻳﺔ ﻟﻠﻤﺘﺪﺑﺮﻳﻦ -ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ ﻣﻦ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ١٥ﻋﺎﻣﺎ -ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ
١٧٥
ﻓﻴﻬﺎ ﳐﺎﻃِﺒﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ :ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺳﻴﺜﲑﻭﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺳـﻴﻜﺬﺑﻮﻧﻚ ﰲ ﺣﺎﺩﺙ ،ﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺻﺪﻗﻚ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ،ﻭﺗﻨﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ" :ﻭﻟﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺧﺮﻗﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﻨﲔ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻗﻞ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺃﺣﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮﺍ ﺃﺣﺪ ﻭﳝﻜـﺮﻭﻥ ﻭﳝﻜﺮ ﺍﷲ ﻭﺍﷲ ﺧﲑ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻫﻬﻨﺎ ﻓﺎﺻﱪ ﻛﻤﺎ ﺻﱪ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻟﻌﺰﻡ .ﻗﻞ ﺭﺏ ﺃﺩﺧﻠﲏ ﻣﺪﺧﻞ ﺻﺪﻕ" .ﺃﻱ ﻟﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣـﱴ ﺗﺘﺒـﻊ ﻣﻠﺘﻬﻢ ،ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻮﺍ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ -ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ -ﻗﺪ ﺧﺮﻗﻮﺍ ﷲ ﺑﻨﲔ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻧ ﺪ ﻭﻛﻒﺀ .ﺳﻴﻤﻜﺮ ﺑـﻚ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻭﳝﻜﺮ ﺍﷲ ﻢ ،ﻭﻣﻜ ﺮ ﺍﷲ ﺣﺴﻦ ﳏﺾ ﻭﻳﻔﻮﻕ ﻣﻜﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﺘﺤﺪﺙ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻓﻠﺘﺼﱪ ﻛﻤﺎ ﺻﱪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ،ﻭﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﺍﻵﻥ: ﻳﺎ ﺇﳍﻲ ﺃﹶﻇﻬِﺮ ﺻﺪﻗﻲ. ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺑﻌﻴﻨﲔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﲔ ﺑﺄﻱ ﻭﺿﻮﺡ ﻭﺻﺮﺍﺣﺔ ﺗﻨﺒﺊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹸﺓ ﻋﻦ ﻗـﻀﻴﺔ "ﺁﻢ" ﺍﻟﱵ ﻣﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺑﺈﺧﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﺘـﻀﻤﻦ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﺁﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻇﻞ ﳜﺎﻑ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀ ﹶﺓ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻛﺎﺎﻧﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳍﻴﺒﺔ ،ﻓﺄﺧﺮ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻮﻋﺪ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﳌﻴﺖ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺴﻢ ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﺎﻡ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻋﻘـﺪ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ ،ﻭﻇﻠﻮﺍ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﺮﺗـﺴﺮ ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺃﻢ ﺃﺣﺮﺯﻭﺍ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ،ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﻣﻨـﻬﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﺤﻮﻥ ﺟﺪﺍ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﻭﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﺒﺬﺍﺀﺓ ،ﻭﺣﺪﺙ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺳﻴﺜﲑﻭﻥ ﻓﺘﻨﺔ ،ﻭﻳﺪﻋﻤﻬﻢ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﻬﻮﺩﻳـﻮ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ "ﻗـﻞ ﺭﺏ ﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻣﺎﺕ ﺁﻢ ﺑﻌﺪ ﲡﺎﺳﺮﻩ ﺃﺩﺧﻠﲏ ﻣﺪﺧﻞ ﺻﺪﻕ" ،ﻇﻬﺮ ﺻﺪ ﻛﻤﺎ ﺫﹸﻛﺮ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺧﻼﻝ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﲑ.
١٧٦
ﺖ ﺁﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻞ ﺗﻀﻢ ﺁﻳـﺘﲔ؛ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳ ﹶﺔ! ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺁﻢ ﻣﺎﺕ ﺃﺧﲑﺍ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ﺃﺧـﺮﻯ ،ﻭﻇﻬـﺮ ﺍﻟﺼﺪﻕ .ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺗﲔ ﻣﻌﺎ ﺳﺘﺘﺠﻠﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻗﺪﺭ ﹸﺓ ﺍﷲ ﺍﳉﻠﻴﻠﺔ ﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ٦٢ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺑﺘﺤﻘﱡﻘﻬﺎ ﲢﻘﻘ 62ﺣﺎﺷﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ "ﻓﺘ ﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ" -ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳌﻴﺖ ،ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺔ "ﻓﺘﺢ ﺟﺮﻩ" ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﺪﻳﺮﻳﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻭﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ -ﻋﻮ ﺩﺍ ﺇﱃ ﺑﺬﺍﺀﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺭﺳﺎﻟ ﹰﺔ ﻗﺬﺭﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺍﺕ. ﻭﻛﺘﺐ ﺑﻮﻗﺎﺣﺘﻪ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﺓ ﺃﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺁﻢ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ .ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﰲ ﻛﺘﻴﺐ "ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﻭﻛﺘﻴﺐ "ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ" ﻭﻛﺘﻴﺐ "ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ "،ﻭﺻﺮﺣﻨﺎ ﺁﻧﻔﺎ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﺿﻊ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭ ِﺫﻛﹾﺮﻫﺎ ﺍﳌﻔﺼﻞ ﻭﺍﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ،ﻓﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻳﺴﻮﻉ -ﺇﻟﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﳌﻴﺖ -ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹶﺓ ﺩﺭﺟﺔﹰ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺟﺎﻫﺰﻭﻥ ﻟﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ .ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﲢﺪﺙ ﻭﺍﻟﻘﺤﻂ ﻳﺼﻴﺐ ﻭﺍﳊﺮﻭﺏ ﺗﻨﺪﻟﻊ ،ﻓﻠﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﺳﺘﺪﻟﱠﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ،ﻭﺍﲣﺬﺕ ﺍﳌﻴﺖ ﺇﳍﺎ ﳍﺎ .ﻓﺄﺗﺴﺎﺀﻝ :ﺃﻻ ﲢﺪﺙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﺃﻻ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﺩﻭﻣﺎ ،ﺃﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﲰﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴ ﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻧﺒﻮﺀ ﹰﺓ! ﺃﻻ ﺇﳕﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .ﰒ ﺲ ﺁﻳﺔﹰ ،ﻭ ﹶﻻ ﺗ ﻌ ﹶﻄﻰ ﹶﻟ ﻪ ﺁﻳ ﹲﺔ" ﺣﲔ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﺁﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﶈﺘﺮﻡِ " :ﺟﻴ ﹲﻞ ِﺷﺮﻳ ﺮ ﻓﹶﺎ ِﺳ ﻖ ﻳ ﹾﻠﺘ ِﻤ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻓﻜﱠﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﰲ ﺳ ﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ،ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﻔﻜﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﻣﻨﻪ ﺳﻴﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴ ﻌ ﺪ -ﺑﻄﻠﺒﻪ ﻫﺬﺍ -ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺷﺮﻳﺮ ﻭﻓﺎﺳﻖ .ﻓﻤﺜﻠﹸﻪ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﺍﳌﻜﺎﺭ ﺡ ﻳﺴﻮﻉ ﻗﺪ ﺣﻠﱠﺖ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺃﺷﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻭِﺭﺩﺍ ﺇﺫﺍ ﺭﺩﺩﻩ ﺃﺣ ﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭ ﻓﺴﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ،ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺩﺩ ﻭﻟﺪ ﺣﺮﺍﻡ؛ ﻓﻤﻦ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻮﺭﺩ ،ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻌ ﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺮﺍﻡ، ﻓﺄﺧﲑﺍ ﱂ ﳚﺪ ﻛﻞ ﻣﺮ ﺩ ٍﺩ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﷲ .ﻓﻨﺤﻦ ﻓﺪﺍﺀ ﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﻟﻠﺘﻬﺮﺏ! ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺃﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ؛ ﺇﺫ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺫﺍﺕ
١٧٧
ﻉ ﻳﻮﻡ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ :ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻢ :ﺃﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﳉﺰﻳﺔ ﻟﻘﻴﺼﺮ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻓﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﻓﻮ ﺭ ﲰﺎ ِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻻ ،ﻓﺴﻴﻌﺪ ﺛﺎﺋﺮﺍ ﻭﻣﺘﻤﺮﺩﺍ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻣﻨﻊ ﻃﻼﺏ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﺑﺈﲰﺎﻉ ﻧﻜﺘﺔ، ﻗﺎﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻋﻄﻮﺍ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺼﺮ ﻟﻘﻴﺼﺮ ،ﻭﻣﺎ ﷲ ﷲ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺃﻥ ﻣﻠِﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻮﺱ ،ﻭﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺷ ِﺮﻳﺖ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺃﻣﲑﺍ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻆ ﱂ ﳛﺎﻟﻔﻪ. ﻳﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺳﻄﺤﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺼﺮﻉ -ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳉﺎﻫﻼﺕ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺮﺿﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﳚﺐ ﻋﻼ ﺟﻪ -ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﺴﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ. ﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻂ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺸﻴﻂ ﻏﻀﺒﺎ ﺃﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴ ﻋﻠﻰ ﺃﺗﻔﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﺒﺢ ﺍﻟﺜﻮﺍﺋﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﲏ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻸﺳﻒ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺐ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻨﺘﻘﻤﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ. ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻟﻪ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﳍﺎ ﺃﺛﺮ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺣﻖ ﻏﲑﻩ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺗﻪ ،ﻭﳑﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﳋﺠﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻹﳒﻴﻞ، ﺳﺮﻗﹶﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ .ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ،ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺧﺠﻼ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻨﺬ ﺍﻓﺘﻀﺢ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﻌﻠﹼﻪ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﺳﻮﺩﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻏﲑ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﻫﺬﺍ .ﰒ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﺟﺪﺍ ،ﺇﺫ ﻳﺮﺩﻩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻀﻤﲑ ﻣﻌﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺗﻌﻠﱠﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺩﺭﺳﺎ ،ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺇﻣﺎ ﱂ ﳝ ﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﻆ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻭﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﻘﺎﻩ ﺳﺎﺫﺟﺎ .ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﳍﺬﺍ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ. ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ :ﺇﻧﻪ ﺗﻠﻘﱠﻰ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﱐ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌ ﺪ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﺑﺎﷲ ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﺷ ﹼﻘﺎﺅﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﺎﺧﻄﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺴﺨﻂ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺍﺛﻘﲔ ﺑﺄﻥ ﰲ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺧﻠﻼ ﺃﻛﻴﺪﺍ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﳉﻮﻩ ﻋﻼﺟﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻠﻌﻞ ﺍﷲ ﻳﺸﻔﻴﻪ.
١٧٨
ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﺃﻱ ﺁﻳﺔ ،ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﱯ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﺷﻨ ﻊ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ،ﻭﻭﺻﻔﻬﻢ ﺟﻴﻼ ﺷﺮﻳﺮﺍ ﻭﻓﺎﺳﻘﺎ ،ﲣﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻭﱂ ﻳﺮﻳﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﻤﻮﺍ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﱃ ﺟﻴﻞ ﺷﺮﻳﺮ ﻭﻓﺎﺳﻖ .ﺇﻥ ﻗﻮﻟﻪ" :ﺇﻥ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺳﻴﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻀﺮﺭﻭﺍ" ،ﻇﻬﺮ ﻛﺬﺑﻪ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ،ﻷﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻳﻨﺘﺤﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺴﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ،ﻭﳝﻮﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﺆﻟﱠﻔﺔ .ﻓﻠﻮ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺛﻼﺙ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻢ ﺍﻟﺰﻋﺎﻑ ﳌﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺳﺎﻋﺘﲔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﲰﻴﻨﺎ ،ﻓﺄﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ؟ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ" :ﺳﻴﻘﻮﻝ ﺃﺗﺒﺎﻋﻲ ﻟﻠﺠﺒﻞ :ﺍﻧﺘ ِﻘ ﹾﻞ ِﻣ ﻦ ﻫﻨﺎ ِﺇﻟﹶﻰ ﻫﻨﺎ ﻙ ﹶﻓﻴﻨﺘ ِﻘ ﹸﻞ" ،ﻣﺎ ﺃﻛﱪﻩ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ،ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ ﻗﺴﻴﺲ ﺣﺬﺍ ًﺀ ﻣﻘﻠﻮﺑﺎ ﺇﱃ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻱ ﺃﻋﺸﻰ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﺑﺴﻴﻂ ،ﺃﻭ ﻗﺪ ﺩﺍﻭﻯ ﺃﻱ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺷﻔﻰ ﺃ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﻭﺗﻪ ﺃﻥ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ ِﺑﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ. ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻃﲔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱪﻛﺔ ،ﻓﺒﻮﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﺗﺘﺒﲔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﲤﺎﻣﺎ، ﻟﻨﻔﺮﺽ ﺟﺪﻻ ﺃﻥ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻗﺪ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻴﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﳝﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﳌﻜﺮ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ،ﻭﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﳍﺎ! ﺇﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻭﻣﻄﻬﺮﺓ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﺍﺗﻪ ﺯﺍﻧﻴﺎﺕ ﻣﻮﻣﺴﺎﺕ ﺗﺸﻜﱠﻞ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺋﻬﻦ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻃﺎ ﻷﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ،ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﻣﺴﺎﺕ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﻛﻪ ﻣﻌﻬﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺟﺪﺍﺗﻪ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﻋﲔ ﻳﺴﻤﺢ ﳌﻮﻣﺲ ﺷﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﲤﺲ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺴﺘﲔ ﻭﺃﻥ ﺗﺮﺵ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻌِﻄﺮ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﻣﻦ ﺩﺧ ٍﻞ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﺃﻥ ﲤﺴﺢ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺎﺯ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻓﻠﻴﻘﺪﺭ ﺍﳌﻘﺪﺭﻭﻥ ﺳﻠﻮﻛﻪ. ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳝﻮﺕ ﻣﻌﺎﺻﺮﻭﻩ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﱂ ﳝﻮﺗﻮﺍ ﻫﻢ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺟﻴﻼ ﺧﻼﻝ ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ،ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻓﻼ ﺗﺰﺍﻝ ﻭﺻﻤ ﹶﺔ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻩ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ. ﻓﻤﻦ ﲪﻖ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻘﺖ ﲜﻼﺀ ﻭﺻﺮﺍﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻬﺎ .ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺫﹸﻛﺮﺕ ﻗﺒﻞ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻭﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﲝﺴﺐ ﺷﺮﻃﻬﺎ ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻺﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ،
١٧٩
ﻉ ﻭﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺃﻫ ِﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ :ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﻧﺰﺍ ﺃﻓﻠﻴﺲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﺧﺒﺜﺎ ﺻﺮﳛﺎ ،ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻭﺳﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﺄﻣﺮ ﺧﻔﻲ ﻗﺒﻞ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﲞﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ،ﰒ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻻ ﺧﻼﻓﻪ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻬﻞ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﳌﻴﺖ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺒﺚ ﻓﻄﺮﻢ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ، ﻓﻠﻴﻌﺮﻑ ﻓﺘ ﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺑﺪﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻘﱪ ﻗﺪ ﻧﻜﺲ ﺭﺅﻭﺱ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻮﺳﻊ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻥ ﻳﻐﺴﻠﻮﺍ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ،ﻓﻠﻮ ﺣﻠﻒ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳛﻠﻒ ﻭﱂ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ .ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﳜﺎﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﺃﻣﺎ ﺣﲔ ﻣﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﺟﻬﻨﻢ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﻹﳍﻲ ﺧﻼﻝ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﺍﻷﺧﲑ؛ ﻓﺘﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﷲ ﺑﺈﳍﺎﻣﻪ .ﻓﻬﻞ ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹸﺓ -ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻘﺖ ﲜﻼﺀ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﺎ ﹸﱂ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﰲ ﺇﳍﺎﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻗﺒﻞ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ – ﺑﺎﻃﻠﺔﹰ؟ ﻛﻼ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺬﱢﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻛﺎﺫﺑ ﹲﺔ ﺣﺼﺮﺍ. ﰲ ﺍﻷﺧﲑ ﻧﻮﺩ ﺃﻥ ﻧﻮﺿﺢ ﺃﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﻜﻦ ﻟﻨﺘﻌﺮﺽ ﻟﻴﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ﻗﻂ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﻤﻨﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﺩﻓﻌﻮﻧﺎ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻳﺴﻮﻋﻬﻢ ،ﻓﻔﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﺍﻟﻐﱯ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﺇﱄ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺯﺍﻧﻴﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻓﺎﺿﻄﺮﺗﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﻴﺘﺔ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ ﻋﺎﺑﺪﺓ ﺍﳌﻴﺖ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺴﻮﻋﻬﻢ .ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﱂ ﻳﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻭﺻﻒ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﻕ ﻭﻟﺺ ،ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻵﰐ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﻛﺬﹼﺍﺑﻮﻥ .ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺼﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺘﻜﱪ ﺳﻴﺊ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻋﺪﻭ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﱯ .ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ،ﻭﺇﻻ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﺮﻳﻬﻢ ﻏﲑﺓ ﺍﷲ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺰﻟﻮﺍ ﺍﻟﻘﺲ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻋﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺂﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ .ﻣﻨﻪ ====== ﺇﺫﺍ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺩﺃﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﺗﻌﻬﺪﻭﺍ ﺑﺄﻢ ﻟﻦ ﻳﺴﺒﻮﺍ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺘﻌﻬﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﺭﻫﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﻨﺔ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﻳﺪﺍﻧﻮﻥ) .ﻣﻨﻪ(
١٨٠
ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﳓﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﳊﻖ .ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﻴﻌﻠﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﻊ ﺁﻝ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻛﻤـﺎ ﺳـﻮﻑ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﻊ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ ٦٣؛ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺁﻢ ،ﻷﻥ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻋﻤﻮﺍ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ ﻭﻗـﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺣﺎﻟﹶﻒ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻓﺎﳌﺸﺎﻳﺦ ﳒِﺴﻮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳉﺮﺍﺋـﺪ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺘﺪﻳﻦ .ﺃﻣﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﳍﺎﻡ ﺇﳍﻲ ﻃـﺎﻫﺮ، ﲔ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺧـﲑﺍ ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﻓﺎﺰﻡ ﺷﻴﺎﻃ ﻕ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻭﻻ ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪﺍ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ،ﻓﻜﻢ ﻭﲢﻘ ﻖ ﺻﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﳛﺴﺐ ﳒِﺴﻮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺸﺮﻭﻃﺔ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ،ﻭﺃﻱ ﺧﺒﺚ ﺕ -ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺁ ﻢ ﺑﻌﺪ ﲡﺎﺳﺮﻩ ﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ ﲝﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻌﺘﱪ ﺃﺣ ﺪ ﺍﳌﻮ ﺍﻹﳍﺎﻡ -ﺁﻳ ﹰﺔ ﺇﳍﻴﺔ! ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺬﺭﻭﻥ ﺍﻷﳒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺆﻳﺪﻱ ﺁﻢ ﻗﺪ ﻟﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻛﺄﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﻮﺍ .ﻓﺎﻓﺘﺤﻮﺍ ﺴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺁﻢ ،ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﺃﱂ ﻳﻠﻘِﻪ ﺍﳊﻜ ﻢ ﺍﻹﳍﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻀﻮﺍ ﻭﺗﻴﻘﹼﻈﻮﺍ ﻭﲢ ﺍﻟﻘﱪ؟ ﻓﻜﻞ ﻣﻨﺼﻒ ﺫﻱ ﻋﺪﻝ ﺳﻴﺼﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺑﻌـﺾ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻮﻗﺤﲔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺎ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﻢ ﺍﺳﺘﻴﻘﻨﺘﻬﺎ. ﺕ ﰲ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ﻣـﻦ ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺸﻜﱢﻞ ﺁﻳﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻗﺪ ﺫﹸﻛﺮ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻭﻫﻲ "ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﻓﺎﺿﺖ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ ".ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ﺖ ﻛﺘﺒﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﺃﻟﹼﻔ ﺖ ﻋﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﻭﺑﻴﺎﺕ ﳌـﻦ ﻭﻋﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺃﻋﻠﻨ ﻳﺆﻟﻒ ﻣﺜﻠﻬﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﱂ ﻳﺒﺎﺭﺯﱐ ﺃﺣﺪ ،ﺃﻓﻬﺬﺍ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻡ ﺁﻳـ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ؟ 63ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺎﻭﻱ ﻟﻠﻔﺘﺎﻭﻱ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ) .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١٨١
ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌ ﺪ ﺁﻳﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٣٨ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻭﻫﻲ "ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻭﻋﺪ ﺑﺘﻌﻠـﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮ ﻋ ﺪ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻓﺴﲏ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻱ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﻣـﺸﺎﻳﺦ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺣﻘﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺃ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﻨﺎﻓﺴﲏ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﲝﻴﺚ ﺃﻛﺘﺐ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺷﻴﺦ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺗﻔﺴﲑﺍ؛ ﻓﻠﹶﻴﻮﺍﺟﻬ ﻦ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺭﺯﰐ .ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﱂ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻊ ﺇﺻﺮﺍﺭﻱ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺁﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻷﻫﻞ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ. ﻭﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻈﻬﻮﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺩﻋﻮﺍﻱ ،ﻭﺻﺮﺡ ﺑﺎﲰﻲ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﻗﺮﻳﱵ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﻌﻠﻦ ﺩﻋـﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧـﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﰲ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺳﻴﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑـﻪ ﺟﻬـﻼ ﻭﲪﻘﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﺍﲰﻪ "ﻛﺮﱘ ﲞﺶ" ﻭﻫﻮ ﻣـﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﺮﺏ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳﻴﺰﻭﺭ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ،ﻭﻧـﺼﺤﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﺑﻀﺠﺔ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﳍﺎ ﺃﻱ ﻭﺯﻥ ﻷﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠـﻰ ﺖ ﺇﱃ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺟﺎﺀﱐ ﻛﺮ ﱘ ﲞﺶ ﺣﻖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ .ﻓﺤﲔ ﺫﻫﺒ ﺐ ﺃﻳـﻀﺎ ـﺬﺍ ﻭﺃﺩﱃ ﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﻘﺪ ﺻﺪﺭ ﻣﻨـﻪ ﻛﺘﻴـ ﺍﳋﺼﻮﺹ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ . ﻭﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﺁﻳ ﹸﺔ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻷﻧﻪ ﻗـﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ "ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ" ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺳﻴﻨﺨﺴﻔﺎﻥ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﳋـﺴﻮﻑ .ﻭﻻ ﻉ ﺍﳔﺴﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟـﺸﻤﺲ ﰲ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﻼ ﻗﺒﻠﻲ ﻣ ﺪ ٍ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺁﻳﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟـﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺗﻌﻘﻴﺪ .ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﺣـﺴﺒﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻛﻠﻤـﺎﺕ ﺍﳊـﺪﻳﺚ
١٨٢
ﺖ ﻛﺘﻴﺒﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ٦٤ﻋﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﳋـﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣـﻀﺎﻥ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻟﹼﻔ ﺖ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺟﺮﺣﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺭﻭﺍﺓ ﻭﺷﺮﺣ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻨﺎﺟ ﻢ ﻋﻦ ﲪﻖ ﻓﻘﻂ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘـﻀﻤﻦ ﻧﺒـﻮﺀﺓ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﻱ ﺷـﻚ ﺑﻘﻲ ﰲ ﺻﺤﺘﻪ؟ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻜﻮﻥ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻓﻬﻢ ﺖ ﺷﺒﻬ ﹲﺔ ﰲ ﺃﺳـﻠﻮﺏ ﺍﶈـﺪﺛﲔ ﺃﹶﻧﻌﺎﻡ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﻧﺎﺳﺎ .ﻭﻟﻨﻔﺮﺽ ﺟﺪﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﻘﻴ ﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻘﺪ ﺃﺯﻳﻠ ﻛﺎﻥ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﻗﺪ ﺿﻌﻔﻮﺍ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﺎ ﲝﺴﺐ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻭﺗﻌﺪﻳﻠـﻬﻢ ﻭﺯﺍﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ،ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺤﺪﺛﲔ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻌﻴﻔﻪ .ﺃﻣـﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﱪﻩ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﻛﹸﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﻛﺬﺑﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ .ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺟﻴﺪﺍ ،ﺃﻥ ﺻﺪﻕ ﺃ ِ ﻗﻄﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻓﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻋﺘـﱪﻭﺍ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﻓﻴﺘﺒﲔ ﺻﺪﻗﹸﻪ ،ﻓـﻼ ﻤﻨﺎ ﻗﻮﺍﻋ ﺪ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﲢ ﱡﻘ ﻖ ﺻﺤﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺸﻒ ﺍﷲ ﺻﺪﻕ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻭﺑﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ ﲟﺎ ﻳﺒﻌـﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻹﳊﺎﺩ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﺍﳌـﺮﺀ ﻋـﻦ ﻚ ﰲ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﺍﻟﻔﻼﱐ .ﻓﻤﺜﻠﻪ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻓﻼﻧﺎ ﻗﺪ ﺷ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺭﻭﺍﺓ ﺛﻘﺎﺓ ﰒ ﺣﻀﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﱪ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﱪﻭﻩ ﺣﻴﺎ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻣﺜﻮﻟﻪ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﺛﻘﺎﺕ ﺟﺪﺍ ،ﻟـﺬﺍ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﱪﻩ ﺣﻴﺎ .ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﹼﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻟﻜـﻦ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﱂ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ.
64ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ ﻫﻮ "ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ") .ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(
١٨٣
ﻫﻨﺎ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺑﻴﺎ ﹸﻥ ﺍﳊﻜﻤﺔ :ﳌﺎﺫﺍ ﻭﺻـﻒ ﺍﷲ ﺧـﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤـﺮ ﻭﻛﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻬﺮﺍ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺁﻳﺘﲔ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ؟ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻤـﺎﺀ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺳـﻴﻜﻔﱢﺮﻭﻥ ﺍﳌﻬـﺪﻱ ﻭﺳﻴﺼﺪﺭﻭﻥ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺿﺪﻩ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﺳﻴﺴﻤﻊ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺼﻔﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﳌﻠﺤﺪ ﻭﺳﻴﻜﻴﺪﻭﻥ ﻟﻘﺘﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ .ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺯﻫﺎﺩ ﺍﳌﻠﺔ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﻢ ﻳﺰﻭ ﹸﻝ ﻇـﻼ ﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﳍﺬﺍ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪ ﹼﻝ ﺍﷲ ﺑﻈﻼﻡ ﺃﺟﺮﺍ ٍﻡ ﲰﺎﻭﻳﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤـﺔ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ،ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﻟـﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤـﺮ ﺍﻷﺭﺿﻴﲔ ﺃﻭﻻ ﲝﻴﺚ ﺃﻇﻠﻤﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ،ﰒ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ،ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗـﺸﻬﺪ ﻋﻠـﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﻧﻮ ﺭ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﱂ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﲤﺰﻗﺖ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﺗﺪﻳﻨﻬﻢ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﻈﻼﻡ .ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳـﻒ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺒـﻞ ﻣـﺪﺓ ﻗـﺪ ﺯﺍﻝ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻮﺭﳘﺎ ﻭﺃﺷﺮﻗﺎ ﻛﻼﳘﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀﻧـﺎ ﻭﺯﻫﺎﺩﻧـﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﴰﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺑﺪﺭ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﺀ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﻣـﺼﺎﺑﲔ ﺑﺎﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﺷﺎﺭ ﹲﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺭﻣـﻀﺎ ﹶﻥ ﺷـﻬ ﺮ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﱪﻛﺎﺕِ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺭﻣـﻀﺎﻥ،
١٨٤
ﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻇﻬﻮ ِﺭ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﻛﺮﻣﻀﺎﻥ ،ﻓﺈﻋﺮﺍﺽ ﻷﻥ ﺯﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺯﻣ ﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﻣﻌﺎﺭ ِ ﺻﻔﹸﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺍﳋـﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜـﺴﻮﻑ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ ﻭﻭ ﺭﻣﻀﺎﻥ .ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣـﻀﺎﻥ ﻓﺈﳕﺎ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺳﻴﻌﺎﺭِﺿﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻣﺒﺎﺭﻛﺎ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ ﻭﻳـﺴﺒﻮﻧﻪ ﻭﻳﻬﻴﻨﻮﻧـﻪ ﻭﻳﻜﻔﱢﺮﻭﻧﻪ .ﻭﻗﺪ ﲰﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺎﳌﻬﺪﻱ ﺇﺷﺎﺭ ﹰﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟـﻦ ﻳﻌﺘﱪﻭﻩ ﻣﻬﺪﻳﺎ ﺃﻱ ﻓﺎﺋﺰﺍ ﺑﺎﳍﺪﻯ ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻣﻠﺤﺪﺍ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻴﻦ ﻟـﻪ ﺏ ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺳﻠﻔﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻲ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺩﺍ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳ ﻢ ﻟﻠﺬ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺬﻣﻮﻧﻪ ﻟﻴﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﻭﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﺳﻴﺬﻣﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﳊﻤـﺪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ،ﻟﻜﻨﻪ ﳏﻤ ﺪ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺬﻣﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ. ﻭﳑﺎ ﳚﺪﺭ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺎﻥ ﲝﺪﻭﺙ ﺍﺛﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ .ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺧﺴﻮﻑ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﺰﻫـﺎﺩ ﻭﻛـﺴﻮﻓﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺜـﺎﱐ ﻛﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺧﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ،ﻷﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻣﺘﻌﻤﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺬﺍ ﺇﺫ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳﻴﻜﻔﱠﺮ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺑﺘﻜﻔﲑﻱ ،ﻛﻤﺎ ﲢﻘﻖ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺻﻒ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺂﻝ ﳏﻤﺪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻭﺻِﻒ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺂﻝ ﻋﻴﺴﻰ. ﺏ ﺍﻵﻳﺔ؛ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺁﻳـﺔﹰ؟ ﺃﻻ ﻳﻜـﺸﻒ ﻓﻠﻴﺘﺪﺑﺮ ﻃﻼ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﻛﺬﱢﺏ ﻭ ﹸﻛﻔﱢﺮ ،ﻷﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ،ﻓﻴﺎ ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺍﳌﻐﺘﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﻴﻨﺖ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﳌﻬـﺪﻱ ﻑ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻔﱠﺮ ﺑﺸﺪﺓ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ،ﰒ ﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﺘـﺼﺪﻳﻘﻪ ﺍﳋـﺴﻮ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻓﻘﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﲟﻨﺘـﻬﻰ ﺍﳉـﻼﺀ
١٨٥
ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ .ﺃﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺁﻳ ٍﺔ ﺑﻴﻨـ ٍﺔ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﺗﻘﻴﺎﺀ ﻭﺭﻋﲔ؟ ﻻ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﺧﺸﻴ ﹸﺔ ﺍﷲ .ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺼﺪﻗﻮﺍ ﺃﻱ ﺗﺼﺪﻳﻖ! ﺕ ﻣﲑﺯﺍ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ .ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻭﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺁﻳ ﹸﺔ ﻣﻮ ِ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺙ ﺳـﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﺍﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ ،ﰒ ﱂ ﺗﻜﺪ ﲤﻀﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺎ ﺣﱴ ﻭﺍﻓﺘﻪ ﺍﳌﻨﻴﺔ ﰲ ﻫﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭ .ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ ﺃﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺁﻳﺔﹰ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻏﲑ ﺍﷲ؟ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﻮﺕ ﺻﻬﺮﻩ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺮ ﺑـﺴﺒﺐ ﺍﻟـﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﺘﻤﺘﻊ ﺻﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﲤﺘﻊ ﺁـﻢ؛ ﻓﻘـﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻠﻊ ﻭﻛﺎﺭﺛﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ .ﻓﻜﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ -ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ،ﻭﺣﱴ ﻟﻮ ﱂ ﺖ ﺻﻬﺮﻩ ﻋﻨﺪﺋـﺬ ﰲ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﻗﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ -ﻓﻠﻢ ﳝ ﻑ ﲨﻴ ِﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻭﺭﺟﻮﻋﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﱠﺮﻭﺍ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻮ ِ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﺧﻼﻓﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ،ﻻ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﹶﻒ ﻭﻋ ﺪ ﺍﷲ .ﻓﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺁﻳ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ. ﺕ ﺃﻣﻮ ﺭ ﻏﻴﺒﻴﺔ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻓﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺒﺎﻧﺪﻳﺖ ﺩﻳﺎﻧﻨﺪ ﻗﺒـﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﻭﺍﻥ ،ﻭﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﺪﻡ ﲤﻜﱡﻦ ﺩﻟﻴﺐ ِﺳﻨﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲜﻮﻟﺘﻪ ﺑﺎﳍﻨﺪ ،ﻭﻧﺒﻮﺀ ﹸﺓ ﺗﻌـﺮﺽ ﻣﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ ﳌﺼﻴﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺮﺍﺑﺔ ٣٠٠٠ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺣﲔ ﻭﺁﺧﺮ ﳑـﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﰲ ﺻﺤﺒﱵ ،ﻭﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﺵ ﰲ ﺻﺤﺒﱵ ﻣﺪﺓ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﻓﻤﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ. ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺎﺵ ﻣﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣِﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳـﺸﻬﺪ ﺁﻳـﺔ ﺃﻭ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﻱ ﺧﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ .ﺍﺳﺘﺤﻠﻔﻮﺍ ﻭﺍﺳﺄﻟﻮﺍ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺃﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﺑﻨﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻜﻔﱢﺮﺍﻧﲏ ﺍﻵﻥ ﻭﳘﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﺪ ﺍﻷﻋـﺪﺍﺀ؛ ﺃﱂ
١٨٦
ﹸﺃﲰِﻊ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭ ﻗﺒﻞ ١١ﻋﺎﻣﺎ "ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻮﰊ ﺗﻮﰊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻚ" .ﺃﻱ ﺗﻮﰊ ﺗﻮﰊ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ -ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻫﻨﺎ ﺃ ﻡ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﲪـﺪ ﺑﻴﻚ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ -ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻧﺎﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﻭﺍﺑﻨﺘﻬﺎ .ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﺑﻼﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﺫ ﻕ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺍﷲ ﺣﱴ ﳛﻘﻘﻪ ،ﻟﻜﻦ ﳌـﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ،ﺃﻣﺎ ﺑﻼﺀ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻓﺒﺎ ٍ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ "ﺗﻮﰊ" ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ -ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻘﻪ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﻭﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﺬﻋﺮ ﻭﺍﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟـﺴﻼﻣﺔ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ -ﻓﺘﺄﺧﺮ ﻣﻮﺕ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﲝﺴﺐ ﺳـﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،ﻷﻥ ﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﺃﺩﻯ ﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ .ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﺨﻪ ﻣﻮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻗﻮﻳﺎ ﻭﲤﻸ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﳋﻮﻑ ،ﻓﻬﻜﺬﺍ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ. ﻛﺬﻟﻚ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺸﻴ ﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺣﻠﻔﺎ :ﺃﻟﻴﺲ ﺻـﺤﻴﺤﺎ ﺃﱐ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺎﳌﺼﺎﺩﻓﺔ ﻗﺒﻞ ﺯﻭﺍﺟﻲ ﰲ ﺩﳍﻲ ﺇﺫ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻱ ﺇﳍﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺘﻪ ،ﻓﺄﲰﻌﺘﻪ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺃ ﺗﻠﻘﻴﺘﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﳉﺰﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻪ ،ﻭﻫﻮ "ﺑﻜﺮ ﻭﺛﻴﺐ" ﺃﻱ ﻗﺪ ﹸﻗﺪﺭ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺑﻜﺮﺍ ﺃﻭﻻ ﰒ ﺛﻴﺒﺎ؟ ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﻪ ،ﻭﻻ ﺯﻟﺖ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﲰﻌﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠـﻰ ﻱ ﺃﺛﺮ ﻭﱂ ﺃﻛﻦ ﻗﺪ ﻓﻜـﺮﺕ ﰲ ﺍﻟـﺰﻭﺍﺝ ﻛﺮﺳﻲ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﳊﺎﺩﺙ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺃ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﲢ ﱡﻘ ﻖ ﺟـﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺛﻴﺐ ﻓﺴﲑﺍﻩ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.٦٥ 65ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺿﻊ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘِﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺷﺮﻃﺎ ﻧﺸﺮ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ ﻭﻧﺼﻪ" :ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻮﰊ ﺗﻮﰊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﷲ ﻣﺎ ﻳﺸﺎ ُﺀ ﻋﻘﺒﻚ" .ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻘﻘﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺃﻭ ﹸﺃﺟﻞ .ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ :ﻳ ﻤﺤﻮ ﺍ ُ ﺖ ؛ ﻓﺴﻮﺍﺀ ﺃﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺃﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻭﻳﹾﺜِﺒ ﺑﺸﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ .ﳚﺐ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ
١٨٧
ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﳍﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﰲ ﺷﺒﺎﻁ /ﻓﱪﺍﻳﺮ ،١٨٨٦ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺳـﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔﹰ .ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻭﻛـﺎﻥ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻳﻌﲏ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﱄ ﺛﻼﺛﺔﹸ ﺃﻭﻻﺩ ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ﺁﺧﺮ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ ﺃﺭﺑﻌـﺔﹰ، ﻓﺘﺤﻘﱠﻖ ﺍﳉﺰﺀُ ﺍﻷﻛﱪ ﻣﻨﻪ ﺃﻱ ﻗﺪ ﻭﻫﺒﲏ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻫـﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ،ﻭﺃﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ،ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ! ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺃﻭﻻ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀً ﻣﻨﻪ ﰒ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﻓﻌﻼ؟ ﺕ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺓ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺃﻧﲏ ﺗﻨﺒﺄﹾ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺍﻵﻥ ،ﻓﺎﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻛﱪ "ﳏﻤﻮﺩ" ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻣﻊ ﺍﲰﻪ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻘﻪ ﻋﻠـﻰ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺘﻴﺐ ،ﺃﻣﺎ "ﺑﺸﲑ" ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻓﺎﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﹲﺓ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺑﻴﻀﺎﺀ -ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ -ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺑﲏ ﺍﻷﺻﻐﺮ "ﺷﺮﻳﻒ" ﻓﺎﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ" ﻭ"ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ،ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ! ﺃﻻ ﻳﺸﻜﱢﻞ ﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻋﺎ ِﱂ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺒﺄﱐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺑﺸﺎﺭﺓ.
ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻧﺲ -ﺍﻟﱵ ﺃﹸﺧﺒِﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺳﻴﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺧﻼﻝ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻨـﺰﻝ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺄﻱ ﺷﺮﻁ ﻓﻴﻬﺎ -ﺃﻗﻞ ﺷﺄﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻘِﺮﺍﻥ .ﻓﻬﻞ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻐﻰ ﺣﻜﻤﻪ ﺍﳌﺼﺮﺡ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺬﺭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻲ ﺍﻟﻘِﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﻳﺆﺟﻠﻪ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ؟ )ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ( )ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١٨٨
ﺖ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻥ ﺧﻄﺎﰊ ﺍﻟـﺬﻱ ﰒ ﲢﻘﻘﺖ ﱄ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻧﺒﻮﺀ ﹲﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﺫ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﹸﻧﺒﺌ ﺕ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﺳﻴﻘﺮﺃ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﳌﻨﻌﻘﺪ ﰲ ﻻﻫﻮﺭ ﺳﻴﻔﻮﻕ ﲨﻴﻊ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ،ﻓﻨﺸﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺒﻘﺎ ،ﻭﺃﺳﺠﻠﻪ ﰲ ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﻫﻨﺎ.٦٦
66ﺻﻮﺭﺓ ﻃﺒﻖ ﺍﻷﺻﻞ ﻟﻺﻋﻼﻥ
! 0123 4 56 7א ./ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻘﺪ ﰲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻼﻫﻮﺭ ﰲ ٢٨ ،٢٧ ،٢٦ ﺏ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻳﺴﻤﱪ ١٨٩٦ﻡ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﺧﻄﺎ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ .ﺇﻧﻪ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ؛ ﻭﻫﻮ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ،ﻭﻗﺪ ﺳﻄﺮﺗﻪ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺇﳍﻲ ﺧﺎﺹ .ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺜﺒﺖ -ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﻛﺒﺪ ﺏ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﺇﻧﲏ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﲔ ﻣِﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ -ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻘﺎ ﻛﻼ ﻡ ﺍﷲ ﻭﻛﺘﺎ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﳋﻤﺴﺔ ،ﺳﻴﺘﻮﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺇﳝﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﺳﻴﻠﻤﻊ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻧﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﺳﻴﻔﻮﺯ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ .ﺇﻥ ﺧﻄﺎﰊ ﺧﺎ ٍﻝ ﳑﺎ ﻳﺄﰐ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﺎﺭﻏﺔ ،ﻭﻣﻨـﺰﻩ ﻋﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﳍﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺍﳋﺎﻟﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﺩﻓﻌﺘﲏ ﺍﻵﻥ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﲨﺎﻟﹶﻪ ،ﻭﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻨﺎ -ﺑﻈﹸﻠ ٍﻢ ﻣﻨﻬﻢ -ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ. ﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻮﺣﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﻨﺪﻣﻮﻥ ﻭﳜﺠﻠﻮﻥ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﳛﻀﺮﻭﺍ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﻳﺴﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ؛ ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﻛﻬﺬﻩ ﺳﻮﺍ ًﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻭ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺩﻳﺎﻧﺔ "ﺳﻨﺎﺗﻦ ﺩﻫﺮﻡ" ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﻢ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻈﻤ ﹸﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ. ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺣﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺮﻱ، ﻱ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺑﻠﻤﺴﻬﺎ ﻧﻮ ﺭ ﺳﺎﻃﻊ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻭﻭﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
١٨٩
ﻭﲢﻘﻴﻘﺎ ﻹﳍﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﳋﻄﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻗﺒﻮﻝ ﻛﺒﲑ ﻟﺪﺭﺟ ِﺔ ﺃ ِﻥ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﺣﺘﻞ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻷﻭﻝ ﻣـﻦ ﺑـﲔ ﺖ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻹﳍﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﳏﻤـﺪ ﺣـﺴﲔ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻠ ﺖ ﺧﻴﱪ" .ﻭﺗﻔﺴﲑ ﻫﺬﺍ ﻒ ﲜﻮﺍﺭﻱ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ" .ﺍﷲ ﺃﻛﱪ ،ﺧ ِﺮﺑ ﻫﺘﻒ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﻗ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻳﺮﻣﺰ ﺇﱃ ﻗﻠﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻬﺒﻂ ﻟﻸﻧﻮﺍﺭ ﻭﻧﺰﻭﳍﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﻳﻌﲏ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺧﻴﱪ ﻫﻮ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻮﺎ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺒﺸ ﺮ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ؛ ﺃﻭ ﺣﻄﺖ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻣﻦ ﳏﻠﻬﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻓﻘﺪ ﺗﻜﺸﻒ ﱄ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ،ﺳﻮﻑ ﻳﻜﺸِﻒ ﺯﻳﻒ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺣﻘﹼﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻴﻮﻣﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺩﺍﺋﺮﺎ. ﺖ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺃﹸﻭﺣ ﻲ ﺇﱄ: ﰒ ﻧﻘﻠ ﺖ". "ﺇﻥ ﺍﷲ ﻣﻌﻚ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮ ﻡ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻗﻤ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻌﺒﲑ ﳎﺎﺯﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ. ﺚ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻀﺮﻭﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﰲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺣ ﹼ ﻻﻫﻮﺭ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﻭﻟﻮ ﺗﻜﺒﺪﻭﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﺪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺀ .ﻭﻟﻮ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻟﻨﺎﻟﺖ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﻭﺇﳝﺎﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺗﺼﻮﺭﻫﻢ. ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ. ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ١٨٩٦-١٢-٢١ﻡ ـ :١ -١ - ١ﻟﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻮﺍﻣﻲ ﺷﻮﻏﻦ ﺗﺸﺎﻧﺪﺭ ﰲ ﺇﻋﻼﻧـﻪ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺍﻵﺭﻳﲔ ،ﻭﻧﺎﺷﺪﻫﻢ ﺑﺎﷲ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﺯﻋﻤﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﻮﻥ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺩﻳﺎﻧﺎﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ .ﻭﻫﺎ ﳓﻦ ﳔﱪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻮﺍﻣﻲ ﺃﻧﻨﺎ –ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻭﺗﺒﺠﻴﻼ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﹶﺴﻢ ﺍﻟﻌﻈـﻴﻢ- ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻄﻠﺒﻪ .ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﻠﻰ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﳛﺾ ﺍﳌﺴﻠ ﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻲ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺮﻯ ﺍﻵﻥ ﻣﺪﻯ ﺇﺧﻼﺹ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻵﺭﻳﲔ ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻟﺸﺮﻑ ﺇﳍﻬﻢ "ﺑﺮﻣﻴﺸﻮﺭ" ،ﻭﻣﺪﻯ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻹﳍﻬﻢ ﻭ"ﻳﺴﻮﻉ" ،ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .ﻣﻨﻪ
١٩٠
ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻭﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻭﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻳﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﹸﺭﺳ ﹶﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ. ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻵﻥ ،ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺁﻳﺔﹰ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺒﺄﱐ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻚ ﺳﻴﻔﻮﻕ ﻛﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﺣﺼﺮﺍ؟! ﻓﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺮﺯﻫﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺯﻩ، ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺿﺠﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻﻫﻮﺭ ﺇﺫ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻎ .ﻫﻞ ﳚﻬﻠﻪ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ، ﺃﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺛﻨﺎ ُﺀ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺩﺙ؟ ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳊﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺇﱃ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜ ﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ٦٧؟ 67ﻛﺜﲑﻭﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻨﺨﺪﻋﻮﻥ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﺐ -ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﳋﻮﺍﺹ -ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﲑ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺸﻴﺨﺔ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻓﻮﺭ ﲰﺎﻉ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﺎ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﳌﺪﻋﻮﻥ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﳌ ﳍﺎ ،ﺇﺫ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺎ ﺃﺩﱏ ﻣﺮﻳﺪﻳﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺎ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﳚﺐ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯﻫﺎ ،ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﻮ ﺩ ﺃﻥ ﳒﺬﺏ ﺑﻘﻴﺎﺩﺗﻨﺎ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻧﺎ ﻣﺮﻳﺪﻳﻨﺎ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺬﻛﺮ. ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﺌﻮﺍ ﻧﻮﺭ ﺍﷲ ،ﻓﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺃﺩﱏ ﻣﺆﻣﻦ ﺃﻭ ﺣﱴ ﻛﺎﻓﺮ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﺑﺮﺅﻳﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﹶﻰ ﲨﻠﺔ ﻣﻜﺴﺮﺓ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ،ﺑﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﱴ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺮﻏﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﺗﺮﻫﻴﺒﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ..ﺃﻋﲏ ﺍﳌﻜﺎﳌﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻠﻘﹼﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ .ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺍﳉﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﺬﺍ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻻ ﻳﺤﺮﺯ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺺ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻷﻛﻤﻞ ﻭﺍﻷﰎ ﺑﻔﻀﻞ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ .ﻻﺣِﻈﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﺎﻫﺮﺍ ﺑﻮﺿﻊ ﻟﺒﻨ ٍﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺟﺪﺍﺭ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﻳﺼﻒ ﺩﻭﺍﺀ ﳌﺮﺽ ﻣﺎ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺣﺪ ﺑﺘﻌﻠﱡﻢ ﺗﻌﺒﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺇﻣﺎ ﻣﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ؟ ﻓﺎﻟﺴﻔﻠﺔ ﺍﳌﻨﺤﻄﹼﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﹸﺴﺎﻕ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺸﺘﺮﻛﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺮﺅﻳﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ،ﻓﻬﻞ ﺬﺍ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺪﻭﺍ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺩﺭﺟ ﹰﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎ ُﺀ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻭﻥ ﻭﺍﻟ ﹸﻔﺴﺎﻕ. ﻫﺬﻩ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺎﺩ ﲢﻴﻂ ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﲔ ﺑﻞ ﻣﻊ ﺍﻟ ﹸﻔﺴﺎﻕ ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎ ،ﺃﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ﳛﻈﻮﻥ ﺑﺮﺅﻳﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﲨﻠﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﺇﳍﺎﻣﺎ ،ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
١٩١
ﺡ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻗﱪ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﳌﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺃﻭ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺎ ﹸﻝ ﺭﻭ ٍ ﻱ ﻛﻤﺎﻝ .ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺬﻳﻖ ﺍﷲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﺒﺜﺎ َﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻻ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺣﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﲔ ﻃﻌ ﻢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺃﻭ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻛﺒﺬﺭﺓ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻛ ﱢﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﳎﺎ ﹲﻝ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﱂ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﺃﺣﺪﺍ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻢ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﲔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺭ ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﺘﻘﻮﻯ ﳘﺘﻬﻢ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺷﻮﻗﹸﻬﻢ ﻭﻳﺴﺘﻌﺪﻭﺍ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻳﺪﺧﻞ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺿﻐﺎﺙ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺃﻳﻀﺎ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ؛ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﳉﺪﺍﺭﺓ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞﱠ ﻣﻦ ﻛﻔﱠﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒ ﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﺃﻭ ﻛﺬﹼﺑﲏ ﻣِﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻓﻬﻢ ﳏﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻫﺬﻩ ،ﻭﺇ ﹾﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﻬﺬﻭﻥ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺮﺍﺀ. ﺃﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﺍﷲ ﲟﻜﺎﳌﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﱏ ﰲ ﷲ ﻭﳚﻴﺒﻪ ﺣﱴ ﻟﻮ ﷲ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺄﻝ ﺍ َ ﻧﺒﻴﻪ .ﻓﻜﻠﻴ ﻢ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﻳﻜﻠﱢﻢ ﺍ َ ﺳﺄﻟﻪ ﲬﺴﲔ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺟﺎﺑﻪ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳝ ﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺛﻼﺙ ِﻧﻌﻢ، ﺃﻭﻻ :ﳚﻴﺐ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺩﻋﻴﺘﻪ ﻭﻳﻄﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ ،ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻳﻈﻬﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺒﻪ ،ﺇﺫ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ .ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﻜﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﳍﺎﻡ ،ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻜﺬﱢﺑﲏ ﰒ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺳﺘﺤﻠﻔﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺭﻳﲏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﺨﺐ ﺳﺒ ﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻟﻠﺘﻔﺴﲑ ﺑﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ،ﺃﻱ ﻳﻜﺘﺐ ﺧﺼﻤﻲ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﺎ ﺾ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺗﺒﺸﺮ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺳﻠﻔﺎ، ﺑﺎﻹﳍﺎﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﻮﻑ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﻦ ﺇﳍﺎﻣﻲ ،ﻭﻟﹾﻴﻘﺪﻡ ﺑﻌ ﺾ ﺃﻣﻮﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻗﺪﻡ ﺃﻧﺎ ،ﻭﻟﻴﻜﺸِﻒ ﺑﻌ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﺄﻛﺸﻒ ﺃﻧﺎ ،ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺗﺼﺮﻳ ﺢ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﰲ ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ .ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﻴﺘﺒﲔ ﺻﺪﻕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻛﺬﺑﻪ ،ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﱠﺮ ﺃﻢ ﻟﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻓﻠﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺍﷲ ﻧﻮ ﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﻟﻦ ﳚﻴﺐ ﺩﻋﺎﺀﻫﻢ ﻣﻘﺎﺑﻠﻲ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ :ﹶﻓﻼ ﻳ ﹾﻈ ِﻬ ﺮ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻏﻴِﺒ ِﻪ ﹶﺃ ﺣﺪﺍ * ﺕ ﺇﻋﻼﻧﺎ؛ ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﺒﺎﺭﺯﱐ ﺇِﻻ ﻣ ِﻦ ﺍ ﺭﺗﻀﻰ ِﻣ ﻦ ﺭﺳﻮ ٍﻝ ) ﺍﳉﻦ ،(٢٨-٢٧ :ﻓﻬﺎ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻭﱂ ﻳﺘﺨﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨ ﹸﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺃﲨﻌﲔ ،ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻼﻍ .ﻣﻨﻪ
١٩٢
ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻈﱠﻢ ﺍﻟﺪﺟﺎ ﹸﻝ ﻕ ﻛﻤﺤﻤﺪ ﺣﺴﲔ -ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻳ ﹶﺬ ﹼﻝ ﺻﺎﺩ ﺻﺎﺩﻗﺎ -ﻭﻳﺴﻮﺩ ﻭﺟﻬﻪ؟ ﺃﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻜﺮﺍ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﺃﻡ ﻓﻌﻼ ﺇﳍﻴﺎ؟ ﺃﻧﺸﺮ ﺇﻋﻼﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﳊﻖ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣـﱴ ﺍﻵﻥ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻠﻴﺤﻘﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ .ﻭﻟﻴﺘـﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺳﺘﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﺆﻳﺪﱐ. ﺃﻭﻻ :ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﻛﺘﺎﰊ ﺑﻼﻏ ﹰﺔ ﻭﻓﺼﺎﺣ ﹰﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻮﺍﺟـﻪ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ ،ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﺘﻜﱪ ﳐﺘﺎﻝ ﺃﻥ ﳚﺮﺏ ﺣﻈﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻜﺘـﻮﰊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺆﻟﱢﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﺘﺎﰊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻛﺘﻴﺒﺎ ﺑﺎﳊﺠﻢ ﻧﻔـﺴﻪ ﰲ ﺴﻤﺎ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﺻﺪﻗﻪ ﺃﺣ ﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻷﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐ ﹸﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻘ ِ ﻛﺎﺫﺏ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻠﻴﻜﺘﺐ ﻣﻌﺎﺭﺿ ﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﻲ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻷﻱ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﺣﻴﺚ ﳒﻠﺲ ﻣﻌﺎ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﰒ ﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺮﱘ ﻷﻛﺘﺐ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻟﻶﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻷﻭﱃ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻓﹸﺘﺢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻴﻜﺘﺐ ﺧﺼﻤﻲ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﺣﺮﺯ ﺗﻔﻮﻗﺎ ﺻﺮﳛﺎ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻓﺄﻧﺎ ﻛﺎﺫﺏ. ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻴ ﺦ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿ ﻲ ﺝ ﻱ ﺁﻳ ٍﺔ ﺧﺎﺭ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﳌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺃ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﺄﻧﺎ ﻛﺎﺫﺏ. ﺭﺍﺑﻌﺎ :ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺄﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺕ ﺁﻳﺔ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﺴﻨﺘﻮﺏ ﻭﻧﺼﺪﻕ، ﺇﻋﻼﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻱ ﺁﻳﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ -ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺻـﺪﻭﺭ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺃ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﻼﻥ -ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﺎ ،ﻓﺴﻮﻑ ﺃﻗ ﺮ ﺃﱐ ﻛﺎﺫﺏ.
١٩٣
ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻠﻴﺒﺎﻫﻠﹾﲏ ٦٨ﺍﻟﺸﻴ ﺦ ﳏﻤﺪ ﺣـﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻠِﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻣـﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺴﺄﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﱐ ﻛﺎﺫﺏ. 68ﺣﲔ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺛﻨﺎ ُﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻣﺒﺎﻫﻠـ ﹶﺔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ،ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺬﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻷﻱ ﺑﻼﺀ ﺑﻌـﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺃﻱ ﺗﺄﺛﲑ ﺇﳚﺎﰊ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﺄﹸﺧﱪﻩ ﻭﺭﻓﺎﻗﹶﻪ ﺃﻧـﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻟـﻴﺲ ﻣـﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻓﻌﻼ ﻷﻱ ﺫﻟﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﺃﻭ ﱂ ﳓﺮﺯ ﺃﻱ ﻋﺰﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﻤـﺎ ﺳﺄﺑﻴﻨﻪ ﻻﺣﻘﺎ .ﻛﻤﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﲏ ،ﻭﱂ ﺃﻛﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺩﻋـﻮ ﻉ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻭﱂ ﺃﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻗﻂ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﱐ ﱂ ﺃﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻗﻂ ﻭﱂ ﺃﺻﺮﻑ ﺟﻴﺸﺎﻥ ﻗﻠﱯ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻗﻂ .ﻟﻜـﻦ ﻇﻠـﻢ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻗﺪ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻵﻥ ،ﳍﺬﺍ ﺃﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﻔﱢﺮ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﲏ ﻻﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺍﳊﻜـﻢ ﱄ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ .ﻭﺣﱴ ﻻ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺮﻃﺖ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇ ﱠ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻋﺸﺮﹲﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻟﻴﺘﺠﻠﻰ ﻧﺼ ﺮ ﺍﷲ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻱ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺄﻭﻳﻞ ،ﻭﻟﺌﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﻥ ﺧﺼﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﺘﻌﺮﺽ ﺑﺎﳌﺼﺎﺩﻓﺔ ﳌﺼﻴﺒﺔ. ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻋﺒـﺪ ﺍﳊـﻖ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ،ﺇﺫ ﱂ ﳝﺖ ﺁﻢ .ﻏـﲑ ﺃﻥ ﺖ ﺑﺈﳍﺎﻡ ﺃﻥ ﳎﺬﻭﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ،ﻓﻤﱴ ﻭﰲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺻﺮﺣ ﺁﻢ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ ،ﻭﰲ ﺃﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺇﻋﻼﻥ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﺁﻢ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﺧـﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺑﻼ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ؟ ﺇﻥ ﺃﳒﺲ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺃﺟﺪﺭﻫﺎ ﺑﺎﻻﴰﺌﺰﺍﺯ ﻭﺍﻟﻘﺮﻑ ﻫـﻮ ﺍﳋﻨـﺰﻳﺮ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺋﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫـﻢ ﰲ ﺲ ﻣﻨﻪ. ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﳒ ﳉﻴﻒ ﻭﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ،ﻭﳛﻜﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﺧﻔﻴﺘﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳊﻖ ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺁﻛﻠﻲ ﺍ ﱢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﺍﺋﻲ .ﻭﺃﱏ ﻟﻜﻢ ﻳﺎ ﺩﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺃﻥ ﲢﺠﺒﻮﺍ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﱪﺍﻗﺔ ،ﺃﻓﻠـﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؟ ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳍﺎﺭﺑﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻣـﻦ ﻁ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺑﺎﻟﻮﻓـﺎﺀ ﺑـﻪ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺣﻘﺎ ﻭﺻﺪﻗﺎ ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺷﺮ ﹲ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ؟ ﻓﻼ ﺗﻜﺬﺑﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ.
١٩٤
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ؛ ﻓﻘﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﻜﻞ ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ،ﻓﻼ ﲢﺴﺒﻮﻫﺎ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻭﺍﺣـﺪﺓ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﳘﺎ ﻧﺒﻮﺀﺗﺎﻥ ﲢﻘﻘﺘﺎ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﳘﺎ ،ﺃﻭﻻﳘﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺮﺣﺖ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﺿـﺤﺔ ﺃﻥ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ﺳﻴﺜﲑﻭﻥ ﻓﺘﻨﺔ ،ﻭﺳﻴﺪﻋﻤﻬﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﺫﻭﻭ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﲟﻜﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻭﻳﺆﺫﻭﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺳﻴﻨﻜﺸﻒ ﺃﺧﲑﺍ .ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻـﺪﺭﺕ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﺗﺄﻳﻴﺪﺍ ﻟﻪ .ﰒ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺁﻢ ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﺬﻋﻮﺭﺍ ﻛﻤﺠﺮﻡ ،ﰒ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺁﻢ ﻟﻨﺴﺞ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﰒ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻊ ﺁﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ،ﰒ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺩﻉ ﺁﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﰒ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺳﻘﻂ ﺁﻢ ﰲ ﺣﻔﺮﺓ ﺍﻟﻘﱪ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻮﻳﺪ ﻭﺟﻮﻩ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ. ﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ﻣـﻦ ﻟﻮ ﹸﻗﺮِﺋ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ،ﻟﺘﺒﲔ ﺃﻧﻪ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺑﺎﺭﺯ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﲔ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﺸﺮﻕ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ،ﻟﻜﻦ ﲟﺎﺫﺍ ﻧﺸﺒﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ؟ ﻓﻬﻢ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺰ ﻛﺜﲑﺍ ﰲ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟـﻮﺩ ﺍﻟـﺸﻤﺲ، ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ :ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ،ﺑﺄﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻘﺘﻨﻊ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ؟ ﻓﺎﻷﻓـﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﻬﺐ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳـﱵ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻭﳑﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺃﻥ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺒﺄ ﺍﷲ ﲝﺪﻭﺛﻪ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻭﻓـﻖ ﺫﻟـﻚ ﻭﲢﻘﻖ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻁ ،ﻭﺩﺧﻞ ﺁﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﱪ ﺧﻼﻝ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﻭﻓﻖ ﺇﳍﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲜﻤﻴﻊ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻨـﺰﺍﻉ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ. ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻋﺪﳝﻲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺧﺒﻴﺜﻲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﺳﺮﺍﺝ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳊﻖ .ﺇﻥ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗـﺴﺮﻱ ﺇﲨﺎﻻ -ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ -ﺃﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻹﳍﻲ ﺣﺎﻟﻔﺖ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﺘ ﹸﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﻛﺬﺑﺔ ﻗﺬﺭﺓ ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ.
١٩٥
ﻓﺎﳌﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﳛﺒﻮﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺑﺎﳌﻮﻟﻮﻳﲔ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺸﺮﻗﲔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﺛـﺎﺭﻭﺍ ﺿﺠﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﺃﻥ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﻫﺬﻩ ﺗﺮﻗﺺ ﰲ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻛﺎﳌﻮﻣﺴﺎﺕ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻋﻠـﻰ ﺷـﺎﻛﻠﺘﻬﻢ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﺍﻟﻨﺠﺴﲔ ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﱄ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ .ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺅﻛﺪ ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﻱ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﻭﺑﺬﺍﺀﺓ ﻏﲑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﳎﺮﺩ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻗﺼﺮﻩ ،ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺡ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﱪ ﺎ ﺃﻱ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻓﺎﲢﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﳍﺆﻻﺀ ﺗﺼﲑ ﺃﺧﲑﺍ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﻠﻌﻨﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﻋﺎﻣﻠﻮﻩ ﺑﻮﻗﺎﺣﺔ ﻭﲡﺎﺳﺮ ،ﺃﻭ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺩ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺑﻼﻃﻪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﲰﺎﻩ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﺃﻫﺎﻧﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﲝﺴﺐ ﺯﻋﻤﻪ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺣﲔ ﱂ ﻳﺠﺐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬـﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺑﺮ ﺩ ﻣﻘﻨﻊ ﲝﺴﺐ ﺭﺃﻳﻬﻢ ،ﺳﺨﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﲰﻮﻩ ﻣﻠﺤﺪﺍ ،ﻭﻗﺪ ﺿﺮﺑﻪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﺼﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﺟﻠِﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺃﻫﺎﻧﻮﻩ ﻛﺜﲑﺍ ﲝﺴﺐ ﺯﻋﻤﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺡ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ،ﻟﺬﺍ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘـﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺫﻟﺔ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻧﺎﻟﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ،ﺃﻭ ﻧـﺎﻝ ﺃﻋﺪﺍﺅﻫﻢ ﻓﺘﺤﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻓﻌﻼ .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺁﻛﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﻣـﺜﻼ ﻛﻴـﻒ ﻳﻬﻴﻨﻮﻥ ﻭﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﻓﺨﺮ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧـﺮﻳﻦ ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﻛﺬﺑﺎ ،ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ -ﺑﺴﲑﻢ ﺍﻟـﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ -ﻗـﺎﻃ ﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﳌﻀﻞ ﻭﺍﻟﺰﺍﱐ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ .ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺎﺀﺍﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺘ ﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣـﻦ ﺤﺠﺮﻩ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺄﺛﱠﺮ ﺑﺈﺳﺎﺀﺍﺕ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ -ﺃﻛﻠ ِﺔ ﺍﳉﻴﻔﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﺍﳌﹸﻌﻴﻦ ﰲ ﻓﺘ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻜﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻴﺖ ﻻ ﺷﻲﺀ ﺗﺎﺭﻛﲔ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ -ﺷﺄ ﹸﻥ ﺳـﺮﺍﺝ ﺍﳍـﺪﻯ ﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﺫﻟﻚ؟ ﻛﻼ ﺑﻞ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺣﺴﺮﺍ ٍ ﻓﻬﻜﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟ ﻌﻮﺭ ،ﺣﻘﻴﻘ ﹶﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﺳﻠﻴﻄﺎ ،ﻓﺎﻟﺬﻟﺔ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺳﻮﺩ ﻱ ﻣﺌـﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﹸﺄ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ،ﻭﻟﻌﻨ ﹸﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﳊﻖ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻳـﺪ ﺍﻟﺴﻌﺪﺍﺀ ﺑﺎﻛﲔ ﺃﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺧﺎﻃﺌﲔ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻻ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺣﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻷﺣﺪ ﺇﺩﺍﻧ ﹸﺔ ﺃﺣﺪ،
١٩٦
ﻛﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺃﻱ ﻤﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺮﻑ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻌ ﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻷﺣﺪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﻭﺻﻤﺔ ﻟﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺣﺘﻔﻠﻮﺍ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ. ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﳒﺎﺱ ﺍﻷﺷﻘﻴﺎﺀ ﰲ ﻗـﻀﻴﺔ ﺁـﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﻭﺍﳊﺴﺮﺓ. ﻓﺎﲝﺜﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﻋﻦ ﺁﻢ ،ﺃﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﺃﱂ ﻳﻠ ﻖ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﺇﻻ ﻡ ﺃﺷﺮﺡ ﻟﻜﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ؟ ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﳛﻘﻖ ﺍﷲ ﺇﳍﺎﻣﻪ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﲟﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ؟ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺁﻢ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺣﲔ ﺃﻗﻴﻤـﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﻣﲏ ﺑﺘﻮﺍﺗ ٍﺮ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ،ﰒ ﱂ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺍﷲ ﺣﱴ ﺳﻠﱠﻤﻪ ﻟﻘﺎﺑﺾ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ. ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻴﻨﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺎ ﺯﻟﺘﻢ ﺗﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺟﻬـﻨﻢ ﻓـﻼ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻣﺴﻚ ﲟﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ .ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺍﻃﱠﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﻛﺎﻣﻼ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻠﺪﻩ ،ﻓﻴﺘﻘﻲ ﺇﻧﻜﺎ ﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺣﻴﺎ ًﺀ ﻣـﻦ ﺍﷲ .ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﺣ ﺪ ﺻﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻛـﻪ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ،ﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻄﱠﻠﻊ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﺫﻟـﻚ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻬﻠﹸﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻟﻪ ،ﰒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺃﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻬﻠﻚ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﺑِﻮﺑﺎﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺃﻭ ﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﳌﺼﻴﺒﺔ ﺧﺎﺭﻗﺔ ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﹸﺷـﻬﺪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﲏ ﺳﺄﻋﺘﺮﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﱐ ﻛﺎﺫﺏ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠـﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﺴﻢ ﻫﻮ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻳﺮﻛﹼﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜـﺮﺓ ﻓﻠﻴﺘﻘـﺪﻡ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪ ﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﺃﻭ ﺛﻨﺎ ُﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﻳﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻤـﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﺎ ﺗﻘﻮﺍﳘﺎ ﺑﺎﳊﻠﻒ ،ﻭﺗﺬﻛﹼﺮﻭﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺴﻢ ﺃﺣـﺪﻫﻢ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻒ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻬﻴﻨﻪ ﺍﷲ ﻭﻳﺴﻮﺩ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﻋﻦ ﺁﻢ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻬﻠﻜﻪ ﲟﻮﺕ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺈﺫ ٍﻥ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺳﻴﻘﺴﻤﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻛﻼ ﻟﻦ ﻳﻘﺴﻤﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻢ ﻛﺬﺍﺑﻮﻥ ،ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺟﻴﻔﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ.
١٩٧
ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻝ ﺳﺎﺋ ﹲﻞ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ :ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﰲ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺼ ﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺮﺯ ﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻣﻮ ﺭ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺍﳌﺮﺀ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ ،ﻭﲢﻘﻘﺖ ﻋﻈﻤﱵ ﺃﻧﺎ. ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﻋﺰﺗﻨﺎ ﲝﺴﺐ ﺣﻜﻢ ﻭﺍﹾﻟﻌﺎِﻗﺒ ﹸﺔ ﲔ )ﺍﻟﻘﺼﺺ(٨٤ : ِﻟ ﹾﻠ ﻤﺘ ِﻘ ﺖ ﻧﺒﻮﺀﰐ ﻋﻦ ﺁﻢ ﰲ ﻣﻀﻤﻮﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲢﻘﻘﺖ ﺃﻳـﻀﺎ ﺃﻭﻻ :ﻟﻘﺪ ﲢﻘﻘ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﺁﻢ ﲝﺴﺐ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﺳﻮﺩﺕ ﻭﺟﻮ ﻩ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿـﲔ ،ﻭﺍﻧﻄﻤـﺴﺖ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ،ﺣﻴﺚ ﲢﻄﻢ ﻛﻔ ﺮ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ، ﺖ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﰲ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺣﻠﹼﺖ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻭﺍﳌﻜـﺬﺑﲔ ،ﻭﻻ ﻓﺎﺳﺘﻠﻤ ﻳﺴﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﺷﺮﰲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﳎﻤﻮﻋ ﹸﺔ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟـﱵ ﻛﺘﺒﺘﻬـﺎ ﻹﻓﺤﺎﻡ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻭﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺣـﺪﻳﺜﺎ، ﻓﻬﻞ ﻣﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻭﺇﺧﻮﺗﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻟﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ؟ ﻭﺣﻜﹶـﻢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻥ ﺷﺮﻑ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﻠﹼﻢ ﺑﻪ ﰲ ﺣﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﻟـﻒ ﺍﻟـﺬﻱ ﹸﻛﻔﱢﺮ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻛﻠﹼﻬﻢ ﺟﻬﻠﺔ. ﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻣﺪ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ،ﺃﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻡ ﻗﺒﻠﻬﺎ؟ ﻓﻬﺬﻩ ﺇﺣﺪﻯ ﲦﺎﺭ ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ ﻣﱴ ﺃﺣﺮﺯ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺍﷲ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺮﺃ ﺍﷲ ﺳﺎﺣﱵ ﻣﻦ ﺍﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤـﺪ ﺣـﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻤﲏ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻴﻐﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ،ﻛﻤـﺎ ﻓﻀﺢ ﳏﻤ ﺪ ﺣﺴﲔ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﲔ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺟﻬﻠﻬﻢ .ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻌﺰﰐ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻘﻖ ﱄ ﰲ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻈﻦ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺛﻼﲦﺌﺔ ﺭﺟﻞ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋـﺔ، ﻒ ﻳﻀﺤﻮﻥ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﻴ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﰲ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﳉﻴﺪ ﺍﳋﺼﺐ ﻭﻳﻨﻤﻮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﺯﺩﻫـﺎﺭﺍ ﺧﺎﺭﻗﺎ ﻏﲑ ﻋﺎﺩﻱ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻭﳚـﺬﺏ ﺍﷲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﻧﺎﺣﻴﺘﻨﺎ .ﻓﺒﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﱄ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺸﻮﻉ .ﻛﺎﻧـﺖ ﰲ
١٩٨
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﺒﻨﺔ ﺃﻭ ﻟﺒﻨﺘﲔ ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﻗﺼ ﺮ ﻣﻨﻴﻒ ،ﻭﲢﻮﻟﺖ ﻗﻄﺮﺓ ﺃﻭ ﻗﻄﺮﺗـﺎﻥ ﺇﱃ ـﺮ. ﻓﺎﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﲡﻮﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﻭﺍﳍﻨﺪ ﻟﺘﺠﺪﻭﺍ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤـﻞ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻢ ﺃﺣﺮﺯﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺻﺪﻗﺎ ﺃﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺇﳍﻲ ﺃﻭ ﺻﻨﻊ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻌﺰﰐ ﻫﻮ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﺃﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺳـﻴﺤﺪﺛﺎﻥ ﺗـﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﱂ ﻳﻜﺘﺐ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺃﻋﻠﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﻬـﺪﻱ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺗﺸﺮﻳﻔﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺧﺼﲏ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴـﺪ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ. ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﺗﻔﻜﺮﻭﺍ؛ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ؟ ﻓﻌﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﻛـﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻷﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺇﺫ ﺗﺪﻟﹼﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺘـﺸﺮﻳﻔﻲ؟ ﺃﻟـﻴﺲ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﺷﻴ ﺪ ﳝﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ،ﺃﻻ ﳝﻠﻚ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻗﻠﺒﺎ ﻳﻔﻘـﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺷـﺮﻓﺘﲏ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻛﺮﻣﺘﲏ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﱄ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﱠﻖ ﱄ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ،ﻫﻮ ﺇﲤﺎﻣﻲ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﰲ ﻋﻠـﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ؛ ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻠﻘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺩﻋﻮﺕ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﲟﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺰﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﳊـﻖ ﺖ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ،ﻭﻻ ﻭﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﰐ ﺃﱐ ﻋﻠﱢﻤ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠﻲ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻫـﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﱂ ﻳﱪﺯ ﺃﺣﺪ ﻟﻴﺒﺎﺭﻳﲏ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ،ﻭﺧﺘﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌ ﺪ ﺃﺻﻞ ﻛـﻞ ﺖ ﻛﺘﺎﺏ "ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟـﺼﺎﺩﻗﲔ" ﻣﺬﻟﺔ ،ﻓﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻟﹼﻔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﱴ ﺣﺮﻓﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻭﲨﺎﻋﺘﻪ ﻟﻠﺬﻟﺔ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ؟ ﺃﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺑﻌـﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ؟ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺴﺒﲏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺟﻠﺐ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻟ ﹶﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺕ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﺑﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﺸﺮ ﺑﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ -ﰲ ﻛﺘﺎﰊ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺳﲑﺯﻗﲏ ﺍﺑﻨﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻭﻟِـﺪ ﱄﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﻭﻛﺮﻣِﻪ ﺍﺑ ﻦ ﲰﻴﺘﻪ ﺷﺮﻳﻒ ﺃﲪﺪ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﻳﻨﺎﻫﺰ ﺳﻨﺘﲔ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .ﻭﺍﻵﻥ ﳚﺐ
١٩٩
ﺃﻥ ﻳﺴﺄﹶﻝ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﺣﺘﻤﺎ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﹶﻪ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﻬﻞ ﲢﻠﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺃﻡ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﻧﻄﻔ ﹰﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﺍﻟ ﹶﻘ ﻬﻘﹶﺮﻯ ،ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻳـﺴﻤﻰ ﺫﻟـ ﹰﺔ ﺇﺫ ﱂ ﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﻧﻔﺴِﻪ ﻳﺘﺤﻘ ﻖ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻘﱠﻖ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﺘﻪ ﺑﺈﳍﺎﻡ ﺇﳍﻲ .ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒ ﰲ ﻛﺘﺎﰊ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﺃﻳﻀﺎ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻹﻛﺮﺍﻣﻲ ﻭﻗﺒﻮﱄ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﻮ ﲪﺎﺱ ﻋﺒـﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟـﺼﺎﺩﻗﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮﻭﻩ ﳋﺪﻣﱵ ﺑﺈﺧﻼﺹ .ﻟﻦ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻨﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﻌﻤﻬﺎ ﻋﻠـﻲ ﺕ ﺍﻹﻧﻌﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﺃﻱ ﻗﺪ ﻭﻫﺒﲏ ﺍﷲ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ .ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﻋﻠﹾﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻋﻠﹾﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻌﺠﺰ ﹰﺓ ﲝﺘﺔ ﲝﻴﺚ ﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﺒـ ﺪ ﺍﳊﻖ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﻠﺬﻟﺔ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺍﳍﻮﺍﻥ ،ﻓﺘﺄﻛﺪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﻣـﺔ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻭﺧﻮﺍﺻﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻓﻘﻂ؛ ﻓﻜﺄﻢ ﻣﺎﺗﻮﺍ .ﻓﺸﺆﻡ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺃﻏـﺮﻕ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺎﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﺘﺤﻬـﺎ ﺍﷲ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﻓﻤﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﺎﺀﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﲬﺴﺔ ﻋـﺸﺮ ﺃﻟـﻒ ﻚ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺖ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ .ﻓﻤﻦ ﺷ ﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﹸﻧﻔﻘ ﺱ ﻭﺍﺯﺩﲪـﻮﺍ ﺳﺠﻼﺕ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺪﻓﻖ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻟﻨـﺎ ﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺳﺘﲔ ﺃﻭ ﺳﺒﻌﲔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﺇﱃ ﲬـﺴﻤﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴـﺔ ﺖ ﻧﻔﻘﺎ ﺣﱴ ﺍﺭﺗﻔﻌ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﳌﺼﺮﻭﻑ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻳـﺪﻳﻦ ﺍﳌﺨﻠـﺼﲔ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺳﻌﺎﺩ ﹰﺓ ﳍﻢ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺣﱯ ﰲ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﺝ ﺳﻴﺘﻬـ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ ،ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﻣﻌﻲ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻧـﺎ ﺃﺅﻟـﻒ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ ،ﻭﺑﺘﺤﻤﻞ ﻭﻋﺜﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻗﻄﹾﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺻﻞ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﺘﻬـ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﲦﺮﺓ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺂﻻﻑ ﺍﻟﺮﻭﺑﻴﺎﺕ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ،ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﳜﺪﻡ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﲪﺎﺱ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﺴﺎ ﹲﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣـﺔ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻓﺎﺽ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ،ﻓﻬﻮ ﺩﺍﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﲨﺎﻋﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﻩ .ﻭﻗﺪﻡ ﳍـﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﲑﺓ ﻧﻘﺪﺍ ﺑﺪﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻧﻔـﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﱪﻉ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﲟﺌﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻓﺎﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻠﲏ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ﻻ ﺃﺭﻯ ﳍﺎ ﺃﻱ ﻧﻈﲑ .ﻓﻤﻦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻘﻰ ﺣﱯ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟـﺔ ،ﻓﺎﳊـﺎﺝ
٢٠٠
"ﺳﻴﺘﻬـ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ" ،ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﻹﻳﺪﺍﻉ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻋﻨـﺪ ﺁﻢ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﳌﺒﻠﻎ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻠﻒ. ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺣﱯ ﰲ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻤﻞ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﺑﺪﻋﻤﻬﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ،ﻭﳜﻴﻞ ﺇﱄ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﳛﺘﻞ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﺘﻬـ ﺍﶈﺘـﺮﻡ ،ﻓﻬـﻮ ﻳﻔﻴﺾ ﺣﺒﺎ ﻭﺇﺧﻼﺻﺎ ،ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻗﺪ ﺗﱪﻉ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻔﹶﻲ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻫﺰ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺸﻂ ﰲ ﺇﺳﺪﺍﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻌﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ. ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺧﺼﺺ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ﻣﺒﻠﹶﻐﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﺒـﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠـﺔ ﻧﻈـﺮﺍ ﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﺼﺪﻳﻘﻲ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻣﻨﺸﻲ ﺭﺳﺘﻢ ﻋﻠـﻲ ﺍﶈﺘـﺮﻡ ﻣﻔﺘﺶ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﻐﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﻳﺘﱪﻉ ﺑﺜﻠﹸﺚ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﺃﻱ ٢٠ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺷﻬﺮﻳﺎ. ﻭﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﰲ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ؛ ﺃﻋﲏ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻳﺘﱪﻉ ﻛ ﹸﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﺑﻌﺸﺮ ﺭﻭﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﺒﻬﻢ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺒﻬﲑﻭﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻭﻣﻨﺸﻲ ﺃﺭﻭﺭﺍ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ ﻭﺭﻓﻴﻘﹸﻪ ،ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﺮﺍﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻮﺭﳜﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺮﺍﻗﺐ ،ﻭﺍﳊﻜﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻬﲑﻭﻱ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻧﻮﺭ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻮﻥ ،ﻛﻠﱡﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﻭﺍﹾﻟ ﻤﺤِﺒﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﶈﺒﻮﻥ ﲨﻴﻌﺎ ﻋﺎﻛﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﰲ ﻭﺳﻌﻬﻢ .ﻛﻤﺎ ﺃ ﹼﻥ ﳏﺒﻲ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺯﻋﻴﻢ "ﺷﺎﻩ ﺁﺑﺎﺩ" ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﱃ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺤﺒﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﰲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺗﺄﻳﻴﺪﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﺑﲑ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﳊﻖ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎ ﺯﺍﻫﺪﺍ ﺑﻘﻄﻊ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺂﻻﻑ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ،ﻭﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭﻱ ،ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳉﻬﻠﻤﻲ ،ﻭﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻟﻜﻮﰐ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻜﻮﰐ ،ﻭﻣﻨﺸﻲ ﺷﻮﺩﺭﻱ ﻧﱯ ﲞﺶ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﶈﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭﻩ ،ﻭﻣﻨﺸﻲ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻼﱐ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﲝﺴﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ .ﺇﻧﲏ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺣﺐ ﲨﺎﻋﱵ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﺎ ،ﻓﻜﺜﲑﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻠﻴﻠﻮ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺟﺪﺍ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻣﻴﺎﻥ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺧﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺸﻤﲑﻱ ،ﻓﻬﻢ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﱵ،
٢٠١
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺭﺑﻊ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻳﺴﺎﳘﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﲝﻤﺎﺱ ﻭﻧﺸﺎﻁ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺇﺧﻼﺹ ﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ -ﺟﺎﰊ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ -ﺃﻳﻀﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻏﹾﻢ ﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪ ﻗﺪﻡ ﱄ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼ :ﺃﻭ ﺩ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﹶﻖ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ .ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﲨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﷲ ﺃﺛﺎﺭ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﻧﻴﻞ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻓﻤﻦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﲪﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﳐﺎﻟﻔﻮﻧﺎ ،ﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﺃﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﻔﻴﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻻ ﺃﺟﺪ ﳍﺎ ﻧﻈﲑﺍ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﱵ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺰﰐ ﻫﻮ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ "ﺳﺖ ﺑﺘﺸﻦ" )ﺃﻱ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳊﻖ( ﻓﻘﺪ ﻫﻴﺄ ﺍﷲ ﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﱂ ﲣﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮﻭﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺘﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﻳﺸﻜﱢﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻟـ ١٦٠ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺦ ،ﻭﺁﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﻢ ﺗـﺄﺛﲑﺍ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺛﺒ ﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﺑﺎﻭﺍ ﻧﺎﻧﻚ )ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟـﺴﻴﺨﻴﺔ( ﻛـﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻣﺴﻠﻤﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻭِﺭﺩ "ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ" .ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻓﻘـﺪ ﺣ ﺞ ﻣﺮﺗﲔ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻭﺑﺎﺭﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ. ﺇﻥ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ "ﺟﻨﻢ ﺳﺎﻛﻬﻴﺎﺕ" )ﻛﺘﺐ ﻟﻠﺴﻴﺦ( ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺫﹼﻥ ﺃﻳـﻀﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﳚﺘﻪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺑﺎﺑﻨﺔ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺻـﺎﻫﺮ ﺍﳌـﺴﻠﻤﲔ ﺖ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﹸﺘﺒـ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﺎﻥ ﻭﻋﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﺇﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﺮﻙ "ﻏﺮﻧﺘﻬـ" )ﻛﺘـﺎﺏ ﺩﻳـﲏ ﺹ ﲜﻤﻌﻪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﹸﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻟﻠﺴﻴﺦ( ﻛﺬﻛﺮﺍﻩ ﻭﱂ ﻳﻮ ِ ﷲ ﺍ ِﻹ ﺳﻠﹶﺎ ﻡ ﺃﻱ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻏﲑ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﲞﻂ ﺑﺎﺭﺯ ِﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ِﻋﻨ ﺪ ﺍ ِ ﺑﺎﻃﻠﺔ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﹸﳒﺰ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻫﺒﺖ ﱄ ﻭﺣﺪﻱ ،ﻭﻗـﺪ ﺭﺯﻗﲏ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺛﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ.
٢٠٢
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺩﱐ ﻋﺰﺓ ﻭﺷﺮﻓﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺑـﺎﻳﻌﲏ ﻣـﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺷﺨﺺ ﻭﺗﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺻـﻮﻝ ﺇﱃ ﻗﺎﺩﻳـﺎﻥ ﻭﺑﻌـﻀﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﲣﺎﺫﻱ ﻭﺳﻴﻠ ﹰﺔ ﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣـﻦ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻳﺸﻜﱢﻞ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺮﺿﺎﺀ ﺍﷲ .ﻭﺇﱐ ﺃﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮﱐ ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ،ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻧﻘﻼﺑﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺑﻌـﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ .ﺃﺭﻯ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﻳﺘﻀﺮﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ .ﺇﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﻳﺼﻔﻮﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺒﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﻠﺒﻪ .ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟـﺸﺒﺎﺏ ﰲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﳋﻮﺍﺟﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻣﻠﺤـﻮﻅ ،ﺃﺭﻯ ﻋﻠـﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻋﺎﻣﺮ ﲝﻤﺎﺱ ﺻﺎﺩﻕ ﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻳﺒـﺪﻱ ﺍﳋـﺸﻮﻉ ﰲ ﺏ ﻣﲑﺯﺍ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻴﻚ ﻭﻣﲑﺯﺍ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻴـﻚ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ،ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﻤﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻳﺒﻜﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺪﺍﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﳏﺒﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻣﲑﺯﺍ ﺧﺪﺍ ﲞـﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳒﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌـﺒﲑ ﻋﻨـﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻣﻨﺸﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﰲ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﲝﻤﺎﺱ ﺩﻳﲏ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻧﻈﲑﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﻛﻠﻬﺎ .ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﺫﻛﺮ ﳐﻠﺼﻨﺎ ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﰲ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻫﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﱐ ﻣﻌﺮﺿـﺎ ﺺ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻠﻨﱯ . ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﻜﻒ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻟﺰﻫﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺃﺧ ﻓﻠﻴﺘﺪﺑﺮ ﻣﻌﺎﺭﺿﻮﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺍﺧﻀﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﺇﳕﺎ ﲢﻘﹼﻖ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻫﻠـﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻗﺪﺭ ﹸﺓ ﺍﷲ .ﻓﻠﻴﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻴﻨﺎﻥ؛ ﺇﻥ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﰲ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ،ﻭﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﰲ ﻻﻫﻮﺭ ،ﻭﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﻭﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﰲ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ ،ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﰲ ﺷﱴ ﻣﺪﻥ ﺍﳍﻨﺪ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﳊﺐ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺇﻧﺴﺎ ﹲﻥ ﻣﺘﻔﺮﺱ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﳎﺘﻤﻌﲔ ﻷﻳﻘﻦ ﺃﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺇﳍﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻣﻸ ﻗﻠﻮﻢ ﺬﺍ ﺍﻹﺧﻼﺹ .ﺇﻥ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺣﺒﻬﻢ ﺗﺸﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ،ﺇﺎ ﺃﻭﻝ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﻌﺪﻫﻢ ﺍﷲ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﳕﺎﺫﺝ ﺍﻟﺼﺪﻕ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻠﺐ ﱄ ﻋﺰﺍ ﻭﺷﺮﻓﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻫﻮ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﰲ ﻻﻫﻮﺭ ،ﻭﻟﺴﺖ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺮﺯﻩ ﺧﻄﺎﰊ ﺃﺛﻨـﺎﺀ
٢٠٣
ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﺍﳊﻤﺎﺱ ﺍﻟﻘﻠﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻘﻮﺍ ﺎ ﻟﻐﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴـﺎﻥ. ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﺛﱠﺮ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﺧﺎﺭﻗﺎ ﻏﲑ ﻋﺎﺩﻱ ﻛﺄﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺄﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﺷﺪ ﻛﻞ ﻗﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺄﻥ ﻳﺪ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﲡﺬﺑـﻪ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻮﺟﺪ ،ﻭﺻﺮﺡ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻟﺘﻌﺮﺽ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻺﺳﺎﺀﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﻭﻏﲑﻩ ،ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﺥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺎﹶﻟﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﻗﻠﻴﻼ ﻫﻞ ﲢﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﲞﻄﺎﺏ ﺩﺟﺎﻝ؟ ﰒ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻫـﻞ ﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻼﻭﺓ ﻭﺍﻟﱪﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ ﻛﻼﻡ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﻣﺮﺗﺪ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌـﺆﲤﺮ ﺃﻟﻘﻴ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳ ﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜ ﱢﻔﺮﻭﻥ ﲦﺎﻧﻴـﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﺴﻠﻢ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻹﳍﺎﻡ "ﺇﱐ ﺳﺄﻫﲔ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻫﺎﻧﺘﻚ"؟ ﳌﺎﺫﺍ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﳌﺸﺎﻳ ﺦ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻣﺮﺗﺪﺍ ،ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ؟ ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺮﺯﺗﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻔﺴِﻪ ﺕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻋﲏ: ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮ "ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺣﺼﺮﺍ ﺳﻴﻔﻮﻕ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ" ﺖ ﺖ ﺇﱃ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺳﻠ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﻗﺪ ﺃﹸﺭﺳﻠ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻭﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﻭﻗﺪ ﲢﻘﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺫﺍﻉ ﺻﻴﺘﻪ ﻭﻛﺴﺐ ﺷﻬﺮ ﹰﺓ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻﻫﻮﺭ ﺃﻥ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﱂ ﻳﻜـﺴﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﺑﻪ ﻧﺒﻮﺀﹲﺓ ﺇﳍﺎﻣﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ. ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﻭﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﻈـﻴﻢ ﺣـﱯ ﰲ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺴﻴﺎﻟﻜﻮﰐ ﺑﻼﻏﺔ ﻭﻓﺼﺎﺣﺔ ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺗﺪﻋﻤﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﻄﻖ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ. ﻱ ﻋﺰﺓ ﻱ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺃ ﻓﺈﳕﺎ ﺣﻈﻴﻨﺎ ﺬﻩ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﺃﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻓﻠﻴﻔﻬﻤﻨﺎ ﺃ ﻱ ﻗﺒﻮﻝ ﺣﻘﻘﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ ﺃﺣﺮﺯﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ؟ ﻭﺃ ﻱ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﺑﻔﻀﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟ ﺇﳕﺎ ﺍﺩﻋﻰ ﻭﻻﺩ ﹶﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﻓﹸﺘﺤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺃ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﺒﺜﺎ ﻭﻓﻀﻮﻻ ﻟﻴﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﲦﺎﺭ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀﻩ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻄﻞ ﻟﺸﻘﺎﻭﺗﻪ ،ﻭﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﻻ ﻓﺄﺭﹲﺓ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺯﻗﲏ ﺍﷲ ﺍﺑﻨﺎ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻹﳍﺎﻣﻪ
٢٠٤
ﺖ ﻋﺸﺮ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﻛﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺧﺒﺚ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﻫـﺬﻩ ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺪﳝ ﹶﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ،ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﻭﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻧﻜﺸﻒ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻭﻣﻜﻔﱢﺮ ﻭﻣﻜﺬﱢﺏ ﺃﻥ ﻳـﱪﺯﻭﺍ ﺇﱃ ﻣﻴـﺪﺍﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﻟﹾﻴﻌﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻣ ﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﻭﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﺐ ﺃﻱ ﻋﺰ ٍﺓ ﺑﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻭﺃﻫﺎﻧﻪ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻛﺬﺏ ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ ﰲ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﻟﻪ ،ﻭﱂ ﻳﺼ ﺕ ﺃﺑﻄﻞ ﺍﷲ ﲨﻴﻊ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺗﻪ؛ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻠﻢ ﺃﻛﻦ ﺩﻋﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﱘ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻏﺒﻴﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻬﻠﻪ ﳚﻌﻠﻪ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺴﺄﺩﻋﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺼﻢ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﲏ ﻓﻠﻴﻨﺸﺮ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋـﺎ، ﻭﳚﺐ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠـﻰ ﺃﻗـﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺪﻋ ﻮ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﳍﻨﺪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ،ﻟﺬﻟﻚ ﱂ ﺃﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻣﺸﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻫﻨﺎ ﺑﺘﻜﺒﺪ ﻭﻋﺜﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ،ﻭﺇﳕﺎ ﲝﺴﺐ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺍﻵﻳﺘﲔ ﻭﻣﺎ ﺟ ﻌ ﹶﻞ ﻋﹶﻠﻴ ﹸﻜ ﻢ ﻓِﻲ ﺍﻟـﺪﻳ ِﻦ ﺴ ﺮ )ﺍﻟﺒﻘـﺮﺓ(١٨٦ : ﺴ ﺮ ﻭﻻ ﻳﺮِﻳ ﺪ ِﺑ ﹸﻜ ﻢ ﺍﹾﻟﻌـ ﷲ ِﺑ ﹸﻜ ﻢ ﺍﹾﻟﻴ ﺝ )ﺍﳊﺞ (٧٩ :ﻳﺮِﻳ ﺪ ﺍ ُ ِﻣ ﻦ ﺣ ﺮ ٍ ﺕ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﲏ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻋﱪ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻗﺮﺭ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﲨﻴﻊ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٦٢ – ٥١ﻣﻦ ﻛﺘﻴﺐ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁـﻢ ،ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺑﻨﺼﻬﺎ ﻭﻓﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ،ﰒ ﻳﻜﺘﺐ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎ َﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
א 8
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺒﲑ! ﺃﻧﺎ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﺃﺭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟـﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻭﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﻭﻛﺎﻓﺮﺍ ﰲ ﺩﻋﻮﻯ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﻴﺤﺎ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٦٢ – ٥١ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁـﻢ، ﺖﰲ ﺖ ﻣﻨﻚ ،ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ! ﺇﺫﺍ ﻛﻨ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﻟﻴﺴ ﻋﻠﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻭﺃﻥ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻛﻤـﺎ ﺃﻥ ﻫـﺬﻩ ﻱ ﺧﻼﻝ ﺳـﻨﺔ ﻭﺍﺣـﺪﺓ ﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻚ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻓﺄﹶﻫﻠ ﺭﲪ ﹰﺔ ﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ .ﻟﻴﻨﺠﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ .ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﻚ ﻭﺃﻥ ﻛﻞ
٢٠٥
ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻣﻦ ﻓﻤِﻚ ،ﻓﺄﻧﺰ ﹾﻝ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻩ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﻛﺬﺍﺑﺎ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﺑﺎﳊﺰﻥ ﻭﺍﻟﺬﻟﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺁﻣﲔ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻠِﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻐﻴﲑ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﻓﺴﺄﻃﻠﺐ ﻣـﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃﻩ ﰲ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﺳﺘﻘﻮﻝ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ :ﺁﻣﲔ .ﻭﺳـﻨﻌﺘﱪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ﺖ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻠﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺳﻴﻨﺸﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﰲ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻣﺜـﻞ ﺣﺼﻠ ﻫﺬﺍ ،ﺣﻴﺚ ﺃﺳﺠﻞ ﻓﻴﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٦٢ – ٥١ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ ،ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﱄ :ﻳﺎ ﺇﳍﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﺍﺩﻋﻴﺖ ﺃﱐ ﺖ ﻣﻨﻚ ﺑـﻞ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻓﺘﺮﺍ ًﺀ ﻣﲏ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻟﻴﺴ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻲ ﺃﻭ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺘﻮﻓﱠﲏ ﻗﺒﻞ ﻣﻀ ﻲ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺃﺻِﺒﲏ ﺑﻌـﺬﺍﺏ ﺃﺷ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻟﻜﻨﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﺑﺈﳍﺎﻡ ﻣﻨﻚ ﻭﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﻫـﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣـﺎﺕ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻣﻨﻚ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺐ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﳌﻌﺎﻧﺎﺓ ﺧﻼﻝ ﻋـﺎﻡ ﻫـﺬﺍ ﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺬﱢﺑﲏ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﻭﻳﻌﺪﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ،ﺁﻣﲔ. ﺍﳌﻌﺎﺭ ﻭﻟﻴﻘﺮﹾﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼ ﹸﻥ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﻫِﻞ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭِﺽ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻓﻠﺘﻘﻞ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻛﻠﱡﻬﺎ :ﺁﻣﲔ. ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﳜﺺ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٧٥ﻣﻴﻼ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ٧٥ﻣﻴﻼ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻭﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﻭﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻭﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒـﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻧـﻮﻱ، ﻓﺄﻓﻀﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﻮﱐ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﻭﺃﻗﻄﻊ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺘﻨﻌﻘﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﹸِﺗ ﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﻜـ ﺃﺣﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺠ ﹸﺔ ﺍﷲ .ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ .ﻣﻨﻪ ========= ) (١ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﲟﺎﻟﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻗـﺪ ﺗﻔـﺎﱏ(٢) . ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻧﻮﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻗﺪﻡ ﱄ ﺍﻵﻥ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻧﻘﺪﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ .ﻣﻨﻪ ﳏﺒﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻠﻒ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻟﻠﺤﺎﺝ ﻣﻨﺸﻲ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻌﻲ ،ﻭﻗـﺪ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﻳﺴﻜﻦ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻊ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﳏﻤﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻫ ﺰ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻣﻨﻪ.
٢٠٦
ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﻟﻮﺣﻆ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﺑﻜﺎﺀ ﻣﺮﺍ ،ﲢﻮﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺑﻔـﻀﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺇﱃ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﺗﻨﺪﻫﺶ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻐﺰﻳـﺮﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﺮﺣﺎ ﻭﻣﺘﻌﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻗ ﺪﻡ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻬﺎﱐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ .ﻭﻗـﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻃﻮﻋﺎ ﺃﻭﻛﺮﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺃﻛﺴﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ .ﻓﻘـﺪ ﺟـﺎﺀ ﰲ ﺟﺮﻳـﺪﺓ ) Civil & Military (Gazetteﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﻻﻫﻮﺭ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ،ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﺎ ﱂ ﺗﺬﻛﺮ ﻏﲑ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ: "ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﺭﻏﺒﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﲑﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳـﺎﱐ ﻭﻫﻮ ﺑﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﲪﺎﻳﺘﻪ .ﻟﻘﺪ ﺣﻀﺮ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﲨ ﻊ ﻏﻔـﲑ ﻣـﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻭﻧﺎﺋﻴﺔ .ﻭﳌﺎ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣﲑﺯﺍ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺣﻀﻮ ﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺃ ﻣﻘﺎﻟﹶﻪ ﺃﺣ ﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﻣﻨﺸﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﺼﻴﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﻟﻜﻮﰐ. ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻳﻮﻡ ٢٧ﻛـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ /ﺩﻳـﺴﻤﱪ ﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺻﻤﺖ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺴﺆﺍﻝ ١٨٩٦ﻭﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﻣﻨﺼ ﺍﻷﻭﻝ. ﻭﻭﻋﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﺢ ﻟﻪ ﻭﻗﺖ ﺇﺿﺎﰲ ،ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﻣﻨﻈﻤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳝﺘﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻟﻴﻮﻡ ٢٩ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ /ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺃﻳﻀﺎ) ".ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺄﺿﻴﻒ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺇﱃ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ .ﻭﺟﺮﻳﺪﺓ ﺃﺑﺰﺭﻭﺭ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺘﺒﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﳑﺎﺛﻠﺔ .ﻣﻨﻪ ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﰲ ٣ﺷﻌﺒﺎﻥ ١٣١٤ﻫﺠﺮﻱ ﻟﻐﺴﻞ ﺳﻮﺍﺩ ﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻠﺤﻖ ،ﺃﱐ ﺟﻌﻠ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﺖ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺩﺩ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﱐ ﻣﺴﻴﺤﺎ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ ،ﻭﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻓﻘﻂ ،ﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺈﺗﻘﺎﱐ ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺗﺼﺮﳛﺎ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺎﳊﻠﻒ ﺑﺄﻧﲏ ﺇﺫﺍ ﺗﻔﻮﻗ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﻓﺴﻴﻌﺘﺮﻑ ﻓﻮﺭﺍ ﰲ ﺍﻠﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺒﺎﻳﻌﲏ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻹﻋﻼ ﹶﻥ ﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﻓﻠﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻃﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌﺒﺎﻫﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﻜﱠﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﻟﻜﻨﲏ ﺃﺗﻨﺎﺯﻝ ﻭﺃﻗﻮﻝ :ﺇﺫﺍ ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﻭﻋﺒ ﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻖ .ﻣﻨﻪ.
٢٠٧
ﻒ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑـﺎﷲ ،ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﳊﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺃﺳﺘﺤﻠ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺣ ﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ،ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮﻭﺍ ﺭﺩﺍ ﻓﺼﻴﺤﺎ ﺑﻠﻴﻐﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺷﻬﺮﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﰲ ،١٨٩٧-٣-١٠ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻮﺍ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻟﺴﺒﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﺎﻟﺴﲔ ﲝﺬﺍﺋﻲ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺃﻭ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺁﻳﺔ ﺧﺎﺭﻗﺔ ،ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﺍ ﻇﻬﻮﺭ ﺁﻳﺔ ﻣﲏ ﺟﺎﻟﺴﲔ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ،ﺃﻭ ﻳﺒﺎﻫﻠﻮﱐ. ﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ،ﻓﻠﻴﻌﻘﺪﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﻭﻣـﻊ ﺳﺎﺩﺳﺎ :ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃ ﲨﺎﻋﱵ ﺻﻠﺤﺎ ﳌﺪﺓ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺠﻤﻮﻥ ﺃﻟﹾﺴﻨﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ،ﻭﻟﻴﻘﺎﺑﻠﻮﺍ ﻛ ﱠﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨـﺎ ﺑﺎﳊـﺐ ﻭﺍﻷﺧـﻼﻕ، ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﰲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﻓﻖ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻹﳍﻲ ،ﻭﻟﹾﻴﺘﺨﻠﱠﻮﺍ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﳋﺒﺚ .ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺧﺪﻣ ﹲﺔ ﺟﻠﻴﻠـﺔ ﺑﻴﻨـﺔ ﺕ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺇﳍﻲ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻭﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻣـﻮ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﺭ ﻭﳏﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﱂ ﻳﻤﻜﱢـﲏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﱵ ﺗﺤﻘﱢﻖ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺷﻮﻛﺘﻪ ،ﻭﱂ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ ﻭﱂ ﻳ ﹾﻔ ﻦ ﺇﻟـ ﻪ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﱂ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﺁﺧﺮ؛ ﻓﺈﻧﲏ ﺃﹸﻗﺴﻢ ﺑﺎﷲ ﺃﱐ ﺳﻮﻑ ﺃﻋﺘـﱪﱐ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻭﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻗﻂ. ﺙ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻮﺳﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﺣـﺪﺍ ﹸ ﺖ ﺃﻋﻠﻦ ﻫﺬﺍ ﺑـﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﻠـﺐ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﰲ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﻭﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﷲ ،ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﺍﺧﺸﻮﻩ .ﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﺴﺄﹶﻫﻠِﻚ ﻭﺃﹸﺑﺎﺩ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺪ ﺍﳌﺒﻌـﻮﺙ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺃﺣﺪ. ﺖ ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﺮ ﺃﱐ ﻗﺪ ﺧﻀﺖ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻣﻌﻜﻢ ،ﻭﲢﻘﻘ ﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿـﻮﻉ ﰲ ﻭﻓﺎ ﹸﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻧﺸﺮ
٢٠٨
ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ،ﻛﻤﺎ ﻭﻇﱠﻒ ﺍﻟﻔﺮﻳ ﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﻳﻀﺎ ﻛ ﱠﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻠﺒـﻴﺲ ﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟـﺴﻌﻴﺪﺓ ﺕ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ -ﻭﻇﻬﺮ ﻑ ﺍﻟﺴﻌﺪﺍﺀ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﺗﺒﻴﻨﺖ ﲦﺎ ﺭ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳋﻄﹼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﻓﺎﻧﻀ ﻢ ﺁﻻ ﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﶈﺴﻮﻣﺔ ﺍﳌﻘﻀﻴﺔ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﹶﻟﻤﺤﺾ ﻑ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻧﻔﺴِﻪ ﺃﻭ ﺭﻓ ﺟﻴﺪﺍ ،ﻓﺎﺳﺘﺌﻨﺎ ﺷﺮ ﻭﺇﳊﺎﺩ .ﻓﺎﻟﻜﺘﺐ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻟﺴﺎﻋ ٍﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺟﺎﻫﺰ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﺘﻬﺎ ﻟِﺤﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻘﻀﻴﺔ ﻇﻠﻤﺎ ﻓﺴﺄﻋﺘﱪﻩ ﻏﲑ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﳊﻖ ﻭﺇﳕـﺎ ﻳﺮﻳـﺪ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ. ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻳ ﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﻩ ﻭﻳﻜﻔﱢﺮﻭﻩ ،ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﲨﺎﻋ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﲔ ﻻ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﲔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ" ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﳉﻤﻊ ﰲ ﺁﻳﺔ ﹶﻓ ﹸﻘ ﹾﻞ ﺗﻌﺎﹶﻟﻮﺍ .٦٩ ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ -ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﳉﻤﻊ ﻫﺬﻩ -ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺒﻴﻪ ﲨﺎﻋ ﹶﺔ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﻻ ﻚ ﻟﺸﺤﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﻭﻻ ﰲ ﻣﻦ ﺣﺎ ﺟ ﺐ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﱂ ﳝﺘﻨﻊ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩ ﰒ ﻃﺎﻟ ﻭﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﻭﱂ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ -ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﱯ -ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﻣﻊ ﲨﺎﻋ ٍﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ .ﻭﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻃﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﺑﻠﹶﻨﺎ ﲨﺎﻋﺔﹲ ،ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺼﺮﳛﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﺬﺍﺏ ﻟﻦ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﻗﺎﺋﻤﺎ. ﻚ ﻓِﻴ ِﻪ ﻣِﻦ ﺑ ﻌ ِﺪ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻙ ِﻣ ﻦ ﺍﹾﻟ ِﻌ ﹾﻠ ِﻢ 69ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ،٦٢ :ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠ ﹰﺔ ﻫﻲ :ﹶﻓ ﻤ ﻦ ﺣﺂ ﺟ ﺠﻌـﻞ ﹶﻓ ﹸﻘ ﹾﻞ ﺗﻌﺎﹶﻟ ﻮﹾﺍ ﻧ ﺪ ﻉ ﹶﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻭﺃﹶﺑﻨﺎﺀ ﹸﻛ ﻢ ﻭِﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﻭِﻧﺴﺎﺀ ﹸﻛ ﻢ ﻭﺃﹶﻧ ﹸﻔ ﺴﻨﺎ ﻭﺃﹶﻧ ﹸﻔ ﺴ ﹸﻜ ﻢ ﹸﺛ ﻢ ﻧﺒﺘ ِﻬ ﹾﻞ ﹶﻓﻨ ﲔ ) .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ( ﱠﻟ ﻌﻨ ﹸﺔ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﺫِﺑ
٢٠٩
ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻌﺪ ﺃﺣـﺪﻫﻢ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺴﻴﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﺍﻏﺐ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﻢ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺣـ ﺪ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻠﻦ ﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﻟﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺄﻱ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ،ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺇﻋﻼﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﹾﻴﺘﺼﺮﻑ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ. ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻧﺴﺠﻞ ﻫﻨﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻨـﻮﺍﺏ ـﺎﻭﻟﺒﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﻭﺗﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ـﺪﻑ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﱢـﺪﻩ ﺍﳌـﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﳌﺪﻋﻮﻭﻥ ﻭﻳﺴﻠﻜﻮﺍ ﻣﺴﻠﻜﻪ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺣﻘﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿـﻊ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﺍﻩ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﺴﻴﺤﺸﺮﻩ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺮﻳﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻭﺍ ﺍﳊﻖ .ﻓﻤﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻨﻘﺬ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﺇﻧﲏ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﹸﻋﺒﺪ ﻛﻮﺛﻦ ﺃﻭ ﺻﻨﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻬﻤﲏ ﺟﻼ ﹸﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﺖ ﻣﻦ ﱄ ﺑﺎﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺎﺯﺩﺭﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟـﺬﻱ ﺑﻌـﺜﹶﲏ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇ ﱠ ﻭﺃﻣﺮﱐ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻠﲏ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﲏ .ﻟﻴﺲ ﲦﺔ ﺧﻠ ﻖ ﻋﻨـﺪ ﺍﳌﺮﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺭﻉ ﻋﻦ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺍﻹﳍﻲ ﺳﺎﻟﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘـﻮﻯ ﻭﺃﻻ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﰲ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﱐ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺑﻌﺜﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﺗﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻛـﺎﻥ ﺲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﳎﺪﺩ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺪﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻵﻻﻑ ﺍﳍﺠﻤـﺎﺕ. ﺑﺄﻣ ﺃﺟ ﹾﻞ ﻗﺪ ﺳﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﺪﺩ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺇﺫ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﷲ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﳒﹼﺎﻩ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻣـﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﺎﲣﺎﺫ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﳍـﺎ،
٢١٠
ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻏﲑ ﹸﺓ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴِﻪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﻭﰲ ﺃﻋﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﺠﻴﺐ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﲜﻼﺀ :ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ،ﳍﺬﺍ ﻓـﺈﻥ ﻱ ﻏﲑ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺼﺮﺡ ﺁﻳ ﹸﺔ ﹶﻓﹶﻠﻤﺎ ﺗ ﻮﱠﻓﻴﺘﻨِﻲ ٢٧ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﺑﺮﻭﺯ ﻋﻴﺴﻰ ﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﺴﺪﻭﺍ ﺑﻌـﺪ ﻭﻓـﺎﺓ ﻑ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻻ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻠﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺟﺪﻻ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﱂ ﻳﺘﻮ ﻟﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﱂ ﻳﻀﻠﹼﻮﺍ ﺑﻌﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﺒﺪﺍﻫﺔ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺣﻴـﺎ .ﻭﻣـﻦ ﻫﻨـﺎ ﻳﺴﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ،ﻓﻠـﻮ ﻛـﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣ ﻖ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﳌﺎ ﺣﺼﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺑﻌـﺪ ﻭﻓـﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻞ ﻣ ﺪﺩ ﺇﱃ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﻨﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﺭﺍﺋﻌـﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺯﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺬﺭﺕ ﻓﻴﻬﻢ .ﻓﺎﻟﺸﺮﻳﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺑﻮﻟﺺ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴـﺔ ﺃﻳـﻀﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺍﳌﺜﻨﻮﻱ" -،ﺟﺎﺀ ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ ﺑﺎﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻓﺄﻓﺴﺪ ﺩﻳ ﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻓﻈﻠﺖ ﻓﺮﻗ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻣﺘﻤﺴﻜ ﹰﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺑﺈﻏﻮﺍﺋﻪ ﻓﺮﻗﺔ ﺧﺒﻴﺜ ﹲﺔ ﺗﻌﺒ ﺪ ﻣﻴﺘﺎ ،ﻭﺫﺭﻳﺎﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﰲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﺟﺮﻯ ﺍﳊﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑـﲔ ﺍﻟﻔﺮﻗـﺔ ﺍﳌﺸﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻗﺪ ﻧﻈﱠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻭﺍﻧﻌﻘﺪ ﻫـﺬﺍ ﺕ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻠﻚ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﻘﺼﻲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺎﻧﺘﺼﺮ ِ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻧﻀﻢ ﺍﳌﻠﻚ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛـﺎﻥ ﻣـﺴﻴﺤﻴﺎ -ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﻗـﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻛ ﱡﻞ ﻗﻴﺼﺮ ﻣﻮﺣﺪﺍ ﺣﱴ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـﺴﺎﺩﺱ .ﺑﺎﺧﺘـﺼﺎﺭ؛ ﺇﻥ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ -ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻵﻳﺔ -ﺑﻌﺪ ﻭﻓـﺎﺓ ﻋﻴـﺴﻰ ﻓﻮﺭﺍ.
٢١١
ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟِﻪ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﲤﺎﻣﺎ ،ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻢ ﻛـﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻗﻠﺐ ﻳـﺼﺮﺥ ﺃﻥ ﻑ ﻛﺜ ٍﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺣﺼﺮﺍ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺸﻮ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﲡﺰﻡ ﺃﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ، ﺴﺘ ﹾﻔِﺘﺤﻮ ﹶﻥ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﱠﻟﺬِﻳ ﻦ ﹶﻛﻔﹶـﺮﻭﺍ ﹶﻓﹶﻠﻤـﺎ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻟﻘﻠﻮﻢ ﻭﻛﹶﺎﻧﻮﺍ ِﻣ ﻦ ﹶﻗﺒ ﹸﻞ ﻳ ﷲ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎِﻓﺮِﻳ ﻦ .٢٨ﻏﲑ ﺃﻧـﻪ ﻛـﺎﻥ ﻣـﻦ ﺟﺎ َﺀ ﻫ ﻢ ﻣﺎ ﻋ ﺮﻓﹸﻮﺍ ﹶﻛﻔﹶﺮﻭﺍ ِﺑ ِﻪ ﹶﻓﹶﻠ ﻌﻨ ﹸﺔ ﺍ ِ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﱢﺮﻭﱐ ﻭﻳﺴﻤﻮﱐ ﺩﺟﺎﻻ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺳﻠﻔﹰﺎ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﻜﻔﱠﺮ ،ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺍﳌﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﻳﺜﻮﺭﻭﻥ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻗﺘﻠﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺎﺷـﺮﺍﻥ ﷲ ﻳ ﺆﺗِﻴ ِﻪ ﻣ ﻦ ﻳـﺸﺎ ُﺀ، ﻀ ﹸﻞ ﺍ ِ ﻚ ﹶﻓ ﺃﺑﺪﻯ ﻧﻮ ﺭ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻟﻮﻑ ،ﻭ ﹶﺫِﻟ ﺟﺰﺍﻩ ﺍﷲ ﺧﲑﺍ ﻭﺟﻌﻞ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﳏﻤﻮﺩﺓ ﺣﺴﻨﺔ ،ﺁﻣﲔ .ﺳﻴﺬﻛﺮ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﲞﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﺳﻴﻨﻘﻀﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻳـﺄﰐ ﺱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺯﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻭﺳﻴﻬﺐ ﺍﷲ ﻷﻧﺎ ِ ﻭﺟﺪﻭﱐ ﻭﺁﺯﺭﻭﱐ .ﺃﻗﻮﻝ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺣﻘﺎ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺳﻴﻤﻀﻲ ﻭﺳﻴﻤﻮﺕ ﻛﻞ ﻏﺎﻓﻞ ﻭﻣﻨﻜﺮ ﻭﻣﻜﺬﺏ ﲝﺴﺮﺓ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﺭﻛﻬﺎ. ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺳﺠﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ﻣﻦ ﻓﻘﲑ ﺑﺎﺏ ﺍﷲ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ -ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ -ﺇﱃ ﺟﻨﺎﺏ ﻣﲑﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ "ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻷﺭﺑﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻭﺃﺻﺎﺏ ،ﺃﻣﺎ ﺑﻌـﺪ ﻗـﺪ ﺖ ﺑـﺎﳉﻮﺍﺏ .ﻭﺇﱐ ﻭﺇﻥ ﺕ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﻃﺎﻟﺒـ ﺏ ﻭﺑﻪ ﺩﻋﻮ ﺖ ﺇﱄ ﺍﻟﻜﺘﺎ ﺃﺭﺳﻠ
٢١٢
ﺖ ﺟﺰﺀﻩ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﺘـﺎﺏ. ﺖ ﻋﺪﱘ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺃﻳ ﻛﻨ ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﻋﺰ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﺇﱐ ﻣﻦ ﺑﺪﻭ ﺣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﺗﻌﻈﻴﻤـﻚ ﻟﻨﻴـﻞ ﺕ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﱐ ﻛﻠﻤ ﹲﺔ ﰲ ﺣﻘﹼﻚ ،ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ. ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ .ﻭﻣﺎ ﺟﺮ ﻭﺍﻵﻥ ﺍﻃﻠﻊ ﻟﻚ ﺑﺄﱐ ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﺼﻼﺡ ﺣﺎﻟﻚ ﺑﻼ ﺍﺭﺗﻴﺎﺏ .ﻭﻣﻮﻗﻦ ﺑﺄﻧﻚ ﻣـﻦ ﺖ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﰲ ﺳﻌﻴﻚ ﺍﳌﺸﻜﻮﺭ ﻣﺜﺎﺏ .ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺗﻴ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﲑ ﻋﺎﻗﺒﱵ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻟﻜﻢ ﺣﺴﻦ ﻣـﺂﺏ ﺕ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ .ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺳـﺒﻴﻞ ﻭﻟﻮﻻ ﺧﻮﻑ ﺍﻹﻃﻨﺎﺏ ﻻﺯﺩﺩ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ .ﻓﻘﻂ ٢٧ﺭﺟﺐ ١٣١٤ﺍﳍﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻡ ﺗﺸﺎﺗﺸﺮﺍﻥ ﻧﻘﺶ ﺧﺎﰎ".
@ @ôŠ c@ñõìjã@ÕÔ¤ ﳌﹼﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳـﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨـﺪﻩ ﻛﺘـﺎﺏ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻟﻪ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲢﻘﻘـﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ؛ ﻓﺎﳉﻠﻲ ﺍﻟﺒﲔ ﺃﻧﻪ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ﺭﺟ ﹲﻞ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﳌﻬﺪﻭﻳﺔ ﺏ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻟﻪ .ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻛﺘﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻋﺪ ﺩ ﳑﻦ ﺍﺩﻋـﻰ ﺃﻥ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﻟﻪ .ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘـﻀﻤﻦ ﺷـﺮﻭﻃﺎ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻱ ﻛﺎﺫﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﳍﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺄ ﻟﻪ ﺍﻷﺳـﺒﺎﺏ ﺍﻟـﱵ ﺗﻮﻫﺐ ﻟﻠﺼﺎﺩﻕ. ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻄﻮﺳـﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ "ﺟـﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ" ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ٨٤٠ﺍﳍﺠﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﺎ ﻳﻠـﻲ" :ﺩﺭ ﺃﺭﺑﻌـﲔ ﺁﻣﺪﻩ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﺯ ﻗﺮﻳﻪ ﻛﺪﻋﻪ ﺑﺎﺷﺪ" )ﺃﻱ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺃﻥ
٢١٣
ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻛﺪﻋﺔ(" .ﻗﺎﻝ ﺍﻟـﻨﱯ :ﳜـﺮﺝ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻛﺪﻋﻪ ﻭﻳﺼﺪﻗﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﳚﻤﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﺭ ﺑﺜﻼﺙ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻭﻣﻌﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﳐﺘﻮﻣﺔ )ﺃﻱ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ( ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺄﲰﺎﺋﻬﻢ ﻭﺑﻼﺩﻫـﻢ ﻭﺧﻼﳍﻢ". ﻓﺎﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻔﻖ ﻷﺣﺪ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀُ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺃﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﱄ ﺃﻥ ﺳﺠﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﰲ ﻛﺘﺎﰊ "ﻣﺮﺁﺓ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ" .ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟـ ٣١٣ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﲤﺎﻣﺎ ﻟﻠﺤﺠﺔ ،ﻟﻴﺪﺭﻙ ﻛﻞ ﻣﻨﺼﻒ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ ﲢﻘﻘﺖ ﱄ ﻓﻘﻂ ،ﻭﲟﻮﺟﺐ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺳﻠﻔﺎ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳـﺒﻘﻮﺍ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﲝﺴﺐ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﻳﲏ. ﺛﺒﺖ ﺍﷲ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﻭﺏ ﺭﺿﺎﻩ ،ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺃﲰﺎﺅﻫﻢ: .١ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣـﻦ ﻛﻬﺎﺭﻳـﺎﻥ ،ﳏﺎﻓﻈـﺔ ﻏﺠﺮﺍﺕ .٢ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻓﻀﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﺠﺮﺍﺕ
٢١٤
.٣ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺑﻼﱐ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﺠﺮﺍﺕ .٤ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻲ ﻧﻌﻤﺎﱐ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻡ ﺣﺼﺎﺭ .٥ﻣﲑﺯﺍ ﺃﻣﲔ ﺑﻴﻚ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺎﻟﻮﺟﻲ ،ﺟﻴﺒﻮﺭ .٦ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺓ ﺑﺪﻭﻣﻠﻬﻲ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .٧ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺃﺭﻭﺭﺍ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ .٨ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ .٩ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻇﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ .١٠ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ .١١ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻓﻴﺎﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ .١٢ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .١٣ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺎﻣﺪ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .١٤ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻐﺮﻩ .١٥ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ .١٦ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﻫﺘﺎﺱ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ .١٧ﻣﻴﺎﻥ ﻧﱯ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﺮﻓﹼﺎﺀ ،ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ .١٨ﻣﻴﺎﻥ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ .١٩ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ .٢٠ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ ﺩﻛﻦ .٢١ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻴﻪ ،ﻣﻦ ﲑﺓ/ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ .٢٢ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻭﻫﺔ /ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻣﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩ .٢٣ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻴﻪ ﻣﻦ ﲑﺓ .٢٤ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﳊﻖ ﺍﶈﺘـﺮﻡ ﲨـﺎﱄ ﺍﻟﻨﻌﻤـﺎﱐ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳـﺎﱐ - ﺍﻟﺴﺮﺳﺎﻭﻱ ﺳﺎﺑﻘﺎ -ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ
٢١٥
.٢٥ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺣﺎﻟﻴﺎ .٢٦ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٢٧ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٢٨ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٢٩ﺳﻴﺘﻬـ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .٣٠ﻣﻴﺎﻥ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻬﻮﺍﻥ ،ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٣١ﻣﻴﺎﻥ ﺧﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻬﻮﺍﻥ ،ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٣٢ﻣﻴﺎﻥ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻬﻮﺍﻥ ،ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٣٣ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺯﺭﺍﻋﻲ ،ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٣٤ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻏﻼﺏ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﻫﺘﺎﺱ ،ﺟﻬﻠﻢ .٣٥ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻜﻮﰐ .٣٦ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭﻱ .٣٧ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ .٣٨ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺇﻣﺎﻡ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .٣٩ﻣﲑﺯﺍ ﻧﻴﺎﺯ ﺑﻴﻚ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻜﻼﻧﻮﺭﻱ .٤٠ﻣﲑﺯﺍ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻴﻚ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻜﻼﻧﻮﺭﻱ .٤١ﻣﲑﺯﺍ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻴﻚ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻜﻼﻧﻮﺭﻱ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٤٢ﻣﲑﺯﺍ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻎ .٤٣ﺳﺮﺩﺍﺭ ﻧﻮﺍﺏ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺯﻋﻴﻢ ﻣﺎﻟﲑ ﻛﻮﺗﻠﻪ .٤٤ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﺿﺎﰲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ .٤٥ﻣﲑﺯﺍ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻴﻚ ﻣﻦ ﺳﺎﻣﺎﻧﻪ ،ﻭﻻﻳﺔ ﺑﺘﻴﺎﻟﺔ .٤٦ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ .٤٧ﺷﻬﺰﺍﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ .٤٨ﺍﳌﻨﺸﻲ ﲪﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ
٢١٦
.٤٩ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .٥٠ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺧﺎﻥ ﺑﻮﺭ ،ﺳﺮﻫﻨﺪ .٥١ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﺑﻴﺸﺎﻭﺭ .٥٢ﳏﻤﺪ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺣﺴﲔ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺷﺎﻩ ﺁﺑﺎﺩ ،ﻫﺮﺩﻭﺋﻲ .٥٣ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻀﻞ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ .٥٤ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ .٥٥ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ،ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴﻲ .٥٦ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺣﺒﻴﺐ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺧﻮﺷﺎﺏ .٥٧ﺍﳊﺎﺝ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲞﺎﺭﻯ .٥٨ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ .٥٩ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ .٦٠ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺳﻴﺪ ﻭﺍﻟﻪ .٦١ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺘﻪ ﺷﲑﻳﻜﺎ .٦٢ﻣﻴﺎﻥ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﺮﺳﺎﻭﻩ .٦٣ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ -ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ -ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ .٦٤ﺧﻮﺍﺟﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .٦٥ﺍﳌﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﺓ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻩ ﺑﻮﺭ .٦٦ﺷﲑ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻜﺮ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻩ ﺑﻮﺭ .٦٧ﺍﳌﻨﺸﻲ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﳑﺒﺎﺳﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ .٦٨ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻐﻮﺭﻳﺎﱐ؛ ﺍﳌﻮﻇﻒ ﰲ ﳑﺒﺎﺳﻪ .٦٩ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﱘ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﻠﻌﺔ ﺻﻮﺑﻪ ﺳﻨﺠﻬـ .٧٠ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ؛ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺣﺎﻟﻴﺎ .٧١ﺑﺎﺑﻮ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﶈﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .٧٢ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ
.٧٣ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﱯ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .٧٤ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻣﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .٧٥ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﻴﺢ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺸﺎﻫﺠﻬﺎﻧﺒﻮﺭﻱ .٧٦ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺷﻮﺩﺭﻱ ﻧﱯ ﲞﺶ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻟﺔ .٧٧ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺃﻛﱪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻟﺔ .٧٨ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﱃ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﳒﺎ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺟﺮﺍﺕ .٧٩ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .٨٠ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺁﺑﺎﺩ .٨١ﻣﻴﺎﻥ ﺷﺎﺩﻱ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .٨٢ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﳏﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻢ .٨٣ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺃﺧﻮ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ .٨٤ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺟﻬﻠﻢ .٨٥ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﺍﻭﻟﺒﻨﺪﻱ .٨٦ﺑﺎﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﻣﻦ ﺍﻧﺒﺎﻟﺔ .٨٧ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺭﺣﻴﻢ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ .٨٨ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻛﺮﺍﻧﺘﺸﻲ ﻭﺍﻟﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .٨٩ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻓﻀﻞ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .٩٠ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻣﲑ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﺓ .٩١ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﺎﺟﻠﺒﻮﺭ .٩٢ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻴﺾ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﻟﻨﺠﻴﺎﻧﻮﺍﱄ ،ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ .٩٣ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ .٩٤ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﲔ ،ﻣﲏ ﺑﻮﺭ ﺁﺳﺎﻡ .٩٥ﺭﲪﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﻏﺒﻮﺭ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻧﺪﻩ ﻭﺭﻭﺭﻩ .٩٦ﻣﻴﺎﻥ ﺟﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ
٢١٧
٢١٨
.٩٧ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻓﺘﺢ ﳏﻤﺪ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ،ﺑﺰﺩﺍﺭ ﻟﻴﻪ ،ﺩﻳﺮﻩ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻥ .٩٨ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻜﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ .٩٩ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺑﲑ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ .١٠٠ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ -ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ .١٠١ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٢ ﻣﻴﺎﻥ ﺑﲑ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٣ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٤ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٥ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲑ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ .١٠٦ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٧ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳋﻮﺍﺟﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٨ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺗﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٠٩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﻭﺑﺮ .١١٠ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻋﺮﻑ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺑﻠﻲ .١١١ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺟﺐ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .١١٢ ﺑﲑ ﺟﻲ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ،ﺩﻳﺮﻩ ﺩﻭﻥ .١١٣ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺧﺎ ﹾﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺩﻳﺮﻩ ﺩﻭﻥ .١١٤ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﺸﺮﺍﻍ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ .١١٥ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻏﻼﻡ ﻛﱪﻳﺎ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤـﺪ ﺃﺣـﺴﻦ .١١٦ ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ .١١٧ ﺳﻴﺘﻬـ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣـﻦ .١١٨ ﻣﺪﺭﺍﺱ
٢١٩
ﺳﻴﺘﻬـ ﺻﺎﱀ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﺳﻴﺘﻬـ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺻﺎﱀ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ
.١١٩ .١٢٠ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﺳﻴﺘﻬـ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳊﺎﺝ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ .١٢١ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻧﺰﻳﻞ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٢ ﺳﻴﺘﻬـ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ؛ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٣ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻴﻠﻪ ﺑﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٤ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٥ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٦ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻏﻼﻡ ﺩﺳﺘﻐﲑ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٧ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺗﺮﻣﻞ ﻛﻬﲑﻱ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ .١٢٨ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﻼﻡ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﺿﺎﰲ ﻟﻠﻤﻔﻮﺽ ﻣﻈﻔﺮ .١٢٩ ﺟﺮﻩ -ﺍﳌﺘﻘﺎﻋﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲨﺎﻟﺒﻮﺭ ،ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٣٠ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٣١ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ "ﺭﺣﻴﻢ ﺍﷲ" ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .١٣٢ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ .١٣٣ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﺧﻮﺷﺎﺏ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ .١٣٤ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﻛﺒﻮﺭ ﻠﻪ .١٣٥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺍﻟﻜﺎﺑﻠﻲ .١٣٦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺗﻔﻀﻞ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌـﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﺿـﺎﰲ .١٣٧ ﻟﻠﻤﻔﻮﺽ -ﻣﻦ ﻋﻠﻴﺠﺮﻩ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻓﺮﺥ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﳐﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺗﺎﻭﻩ .١٣٨
٢٢٠
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻀﻞ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻷﲪﺪ ﺁﺑﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻧﺼﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻠﻮﱐ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛـﻮﺕ ،ﳏﺎﻓﻈـﺔ
.١٣٩ .١٤٠ .١٤١ .١٤٢ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻛـﻮﺕ ،ﳏﺎﻓﻈـﺔ .١٤٣ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻛـﻮﺕ ،ﳏﺎﻓﻈـﺔ .١٤٤ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ .١٤٥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻜﻮﰐ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﻣﻮﻇﻒ ﰲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ- .١٤٦ ﻣﻦ ﺑﺘﻴﺎﻟﺔ ﻣﲑﺯﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻴﻚ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﺳﺎﻣﺎﻧﻪ ،ﺑﺘﻴﺎﻟﺔ .١٤٧ ﻣﲑﺯﺍ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻴﻚ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﺳﺎﻣﺎﻧﻪ ،ﺑﺘﻴﺎﻟﺔ .١٤٨ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﳏﻤﺪ؛ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﳎﻬﺮﺍﻟﺔ ﻻﻫﻮﺭ .١٤٩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺗﺸﻨﺠﺎ ﻣﻦ ﻏﻮﺟﺮﺧﺎﻥ .١٥٠ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻗﺎﺩﺭ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ .١٥١ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ .١٥٢ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻼ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ .١٥٣ ﻋﻄﺎﺀ ﺇﳍﻲ ،ﻏﻮﺛﺠﺮﻩ ﻣﻦ ﻳﺘﻴﺎﻟﻪ .١٥٤ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ،ﻣﺎﳒﺖ ﻣﻦ ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ .١٥٥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ "ﻛﺮﱘ ﺍﷲ" ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ .١٥٦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺳﻮﻟﻦ ﻣﻦ ﴰﻠﺔ .١٥٧
.١٥٨ .١٥٩ .١٦٠ .١٦١ ﺗﺸﻜﺮﺍﺗﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ .١٦٢ .١٦٣ .١٦٤ .١٦٥ .١٦٦ .١٦٧ .١٦٨ .١٦٩ .١٧٠ .١٧١ .١٧٢ .١٧٣ .١٧٤ .١٧٥ .١٧٦ .١٧٧ .١٧٨ .١٧٩ .١٨٠
٢٢١
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻮﺭﻱ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣـﻦ ﻻﻫـﻮﺭ ،ﺍﳌﻘـﻴﻢ ﰲ ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻮﺭﻱ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺻﻔﺪﺭ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ ﺩﻛﻦ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﻧﻮﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻮﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻮﻥ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﳒﺮﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻮﻛﻞ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﲞﺶ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷﻮﺩﺭﻱ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﺗﻠﺔ ﻓﻘﲑ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﺭﺣﻴﻢ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻛﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﺠﺮﺍﺕ ﻣﻴﺎﻥ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺟﻴﻼﱐ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺟﻬﺮﻭﻧﻮﺍﻥ ،ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﻭﻥ ،ﻛﺎﻧﻐﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﻡ ﺩﺍﺩ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺭﻭﻭﺍﻝ
٢٢٢
.١٨١ .١٨٢ .١٨٣ .١٨٤ .١٨٥ .١٨٦ .١٨٧ .١٨٨ .١٨٩ .١٩٠ .١٩١ .١٩٢ .١٩٣ .١٩٤ .١٩٥ .١٩٦ .١٩٧ .١٩٨ .١٩٩ .٢٠٠ .٢٠١ .٢٠٢ ﻏﺠﺮﺍﺕ .٢٠٣
ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﲔ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻫﺘﺎﺱ ﻣﻴﺎﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺧﺎﻥ ،ﻛﻬﻮﻫﺎﺭ ،ﻏﺠﺮﺍﺕ ﻣﻴﺎﻥ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﺗﻠﻪ ﻓﻘﲑ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﺭﻳﺎﻟﺔ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﳏﻤﺪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺗﺸﻚ ﺟﺎﱐ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﳐﺪﻭﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻐﲏ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻟﱪﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳉﻬﻠﻤﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﺸﺮﺍﻍ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﻣﻴﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻗﺎﺿﻲ ﻛﻮﺕ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﺗﻠﻪ ﻓﻘﲑ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﲑ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﺕ ﻛﻬﻠﻴﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﺖ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﻣﻴﺎﻥ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺧﺎﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻬﻴﻮﺍﻝ ﻣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻨﺪ ،ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﷲ؛ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﺎﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻣﲑﺍ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻣﻦ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺣﺎﻓﻆ ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺗﺸﻚ ﺳـﻜﻨﺪﺭ ،ﳏﺎﻓﻈـﺔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻬﻴﻮﺍﻝ ،ﺟﻬﻠﻢ
.٢٠٤ .٢٠٥ .٢٠٦ .٢٠٧ .٢٠٨ .٢٠٩ .٢١٠ .٢١١ .٢١٢ .٢١٣ .٢١٤ .٢١٥ .٢١٦ .٢١٧ .٢١٨ .٢١٩ .٢٢٠ .٢٢١ .٢٢٢ .٢٢٣ .٢٢٤ .٢٢٥ .٢٢٦ .٢٢٧
٢٢٣
ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻬﺮ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻴﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻨﺪﻭﺭﻱ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺑﻮﺭ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﺠﺮﺍﺕ ﳏﻤﺪ ﺟﻮ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺷﺎﻩ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﺎ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺭﻭﺷﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﻧﺪﻭﺕ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺩﻳﻮﺍﳒﻨﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺧﻮﺍﺟﻪ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻮﻥ. ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻣﻮﱃ ﲞﺶ؛ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩﻱ ،ﻣﻦ ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ﻋﺎﱂ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﺠﺮﺍﺕ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺷﲑ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻫﻮﻫﻦ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﲑﺓ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﳑﺒﺎﺳﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﲑﺯﺍ ﺃﻛﱪ ﺑﻴﻚ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻼﻧﻮﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﻄﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺍﻟﺸﻴﺢ ﻣﻮﱃ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺧﺼﻴﻠﺖ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﳌﻔﺘﺶ ﻣﻦ ﺩﳒﺎ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺭﺳﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﻣﻔﺘﺶ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭﻩ
٢٢٤
.٢٢٨ .٢٢٩ .٢٣٠ .٢٣١ .٢٣٢ .٢٣٣ .٢٣٤ .٢٣٥ .٢٣٦ .٢٣٧ .٢٣٨ .٢٣٩ .٢٤٠ .٢٤١ .٢٤٢ .٢٤٣ .٢٤٤ .٢٤٥ .٢٤٦ .٢٤٧ .٢٤٨ .٢٤٩ .٢٥٠ .٢٥١
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻏﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺃﻭﺟﻠﺔ ﻣﻦ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻟﺔ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺣﺎﺟﻲ ﺑﻮﺭ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻛﺒﻮﺭﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﻨﺠﻴﺎﻧﻮﺍﱄ ،ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ؛ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﻣﻦ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﻀﻞ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﰲ ﺃﻭﺭﻱ ،ﻛﺸﻤﲑ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻋﻄﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺗﺸﻨﻴﻮﺕ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻨﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﳑﺒﺎﺳﻪ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺳﺮﻓﺮﺍﺯ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻚ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺭﺿﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﳌﻔﱵ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﲑﻩ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻟﻨﺪﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻣﺴﺘﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻏﻼﻡ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺎﱂ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ
.٢٥٢ .٢٥٣ .٢٥٤ .٢٥٥ .٢٥٦ .٢٥٧ .٢٥٨ .٢٥٩ .٢٦٠ .٢٦١ .٢٦٢ .٢٦٣ .٢٦٤ .٢٦٥ .٢٦٦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ .٢٦٧ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ .٢٦٨ .٢٦٩ .٢٧٠ .٢٧١ .٢٧٢ .٢٧٣
٢٢٥
ﻣﻴﺎﻥ ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻣﻴﺎﻥ ﺧﺎﺩﻡ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﺑﺎﺑﻮ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ -ﻣﻦ ﲑﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﺮﺩﺍﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﻣﻴﺎﱐ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺩﻭﺳﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﻣﻴﺎﱐ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﺓ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻛﺸﻤﲑ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺷﻴﺦ ﻗﺎﺩﺭ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﲪﺪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺍﷲ ﺩﺍﺩ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﳌﻮﻇﻒ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﳊﺎﺝ ﻭﺭﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻮﺷﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻀﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺧﻮﺷﺎﺏ ﺳﻴﺪ ﺩﻟﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻠﻬﻮﺭ ،ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ ﺳﻴﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻠﻬﻮﺭ ،ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻴﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺑﻠﻮﻝ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺮﺯﻧﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻧﺪ ﺑﻮﺭ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴـﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﻫﺮﻭﻧﺪﺍ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﺝ ﳒﻒ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺣ ﻲ ﻛﺘﺮﻩ ،ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺢ ﻏﻼﺏ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺣ ﻲ ﻛﺘﺮﻩ ،ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺣ ﻲ ﻛﺘﺮﻩ ،ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﻄﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺟﺎﻣﻮﻥ
٢٢٦
ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﻴﺎﺯ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﺪﺍﻳﻮﻥ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﺮﺳﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺇﻟﻪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﻭﺭﻳﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﺷﻬﺎﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﻭﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺩﻫﺎﺭﻭﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﳏﺼﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭﻱ ﺑﺮﻛﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﺠﺮﺍﺕ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻧﻐﺮ ﻧﻮﺍﺏ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻧﻐﺮ ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺭﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺮﺏ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ،ﺗﺸﻤﺎﺭﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﱘ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻭﺍﳌﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻣﻦ ﲨـﺎﻝ ﺑـﻮﺭ،
.٢٧٤ .٢٧٥ .٢٧٦ .٢٧٧ .٢٧٨ .٢٧٩ .٢٨٠ .٢٨١ .٢٨٢ .٢٨٣ .٢٨٤ .٢٨٥ .٢٨٦ .٢٨٧ .٢٨٨ .٢٨٩ .٢٩٠ .٢٩١ .٢٩٢ .٢٩٣ .٢٩٤ .٢٩٥ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻧﺎﺳﻨﻎ .٢٩٦
.٢٩٧ .٢٩٨ .٢٩٩ .٣٠٠ .٣٠١ .٣٠٢ .٣٠٣ .٣٠٤ .٣٠٥ .٣٠٦ .٣٠٧ .٣٠٨ .٣٠٩ ﺳﺎﻣﺎﻧﻪ ،ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ .٣١٠ ﺟﻬﻠﻢ .٣١١ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ .٣١٢ .٣١٣
٢٢٧
ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﲑﻩ ،ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻧﻘﺸﻪ ﻧﻮﻳﺲ ،ﻛﺎﻟﻜﺎﺭﻳﻠﻮﻯ ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ؛ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﻣﺪﺭﺱ)ﻣﻮﻇﻒ( ﺑﺘﻴﺎﻟﺔ ﳏﻤﺪ ﺭﺣﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﺍﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭﻭﻱ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﻣﻴﺎﻥ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻏﻮﺛﺠﺮﻩ ،ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﺣﺴﻴﲏ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺁﺑﺎﺩ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻀﻞ ﺣﻖ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﻣﺪﺭﺱ، ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ؛ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﰲ ﺭﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺘﻘﺎﻋﺪ -ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﻬﻮﻧـﺴﻲ ﻛﻬﻨـﻪ، ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻴﺪ ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺘﻘﺎﻋﺪ -ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﱘ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ؛ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ********
٢٢٨
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ؛ ﺇﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺃﲰﺎﺀ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟـ ٣١٣ﳐﻠﺼﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﲢﻘﻴ ﻖ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ .ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ "ﻛﺪﻋـﻪ" ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﻨﺒﺊ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﻢ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ .ﻓﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﺏ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ،ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺘﺎ ٣١٣ﺻﺎﺣﺒﺎ ﻟﻪ .ﻭﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﻣـﺮ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﰲ ﺐ ﻧﺸﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻗﺒﻞ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻣﻘﺪﺭﰐ ﺃﻥ ﺃﺳﺠﻞ ﺍﺳﻢ ﻗﺮﻳﱵ "ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ" ﰲ ﻛﺘ ٍ ﺖ ﺍﳌﻄﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺎﺿﺮ .ﻛﻤﺎ ﺃﱐ ﱂ ﺃﺑﺘﻜﺮ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻟﻴﻈ ﻦ ﺃﱐ ﺍﺧﺘﺮﻋ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻨﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳍﺪﻑ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻭﺳﻌﻲ ﺧﻠ ﻖ ٣١٣ﳐﻠﺼﺎ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻫﻴﺄ ﺍﷲ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ. ﻟﻜﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻒ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻓﻬﻢ ﻻ ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻱ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻟﻠﻨﱯ ،ﻓﺒﺄﻱ ﻭﺿﻮﺡ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﹼﻞ ﰲ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺃ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻬﻴﻢ ﻛﺎﺎﻧﲔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺋﻬﲔ ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺩﺧﻞ ﺟﻬﻨﻢ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﲡﺎﺳﺮﻩ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻹﳍـﺎﻡ ﺍﻹﳍـﻲ ﺍﳊﺎﺳﻢ! ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﹸﻧﺒ ﹶﺊ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢٤١ﻣﻦ ﻛﺘـﺎﺏ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ ١٧ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳ ﹸﺔ ﳒﺎﺳﺔ ﺍﻟـﺰﻭﺭ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﰲ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻛﻞ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻳـﺎﻥ ﺲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﻫﺎﺟﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼ ﻡ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻧﻔ ﻓﻘﺪ ﻫﺎﲨﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻳﻀﺎ .ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻹﺳـﻼﻡ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﱂ ﻳﻌﺒﺄﻭﺍ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﱂ ﻳﻮﻇﻔﻮﺍ ﺃﺩﱏ ﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻧﺪﻡ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻯ .ﻓﻠﻬـﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺪ ﲰﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻬﻮﺩﺍ ،ﻓﻠﻮ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻦ ﺁـﻢ ﺑـﺼﺪﻕ ﺃﻭ ﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﳌﺎ ﺃﺑﺪﻳﻨﺎ ﺍﻷﺳﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺼﻘﻮﺍ ﰲ ﻭﺟـﻪ ﺍﳊـﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﻕ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ .ﻓﻌﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻛـﺎﻥ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ .ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﻘﻮﻝ ﻭﻧﻜﺘﺐ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ :ﺃﻳﻬـﺎ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺫﻭﻱ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ،ﻗﺪ ﺍﺳﻮﺩﺕ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺍﺳﻮ ﺩ ﻭﺟﻬـﻚ
٢٢٩
ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﻨـﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻟﻌﻨ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻛﻠﺘﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻌﻨ ﹸﺔ ﺃﻧﺖ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﺄﺭِﱐ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻦ ﺁﻢ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳋﺒﻴﺚ ،ﺣﺘﺎﻡ ﺗﻈﻞ ﺣﻴـﺎ؟ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻛﻨ ﺃﱂ ﳛﺪﺩ ﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﻟﻠﻤﻮﺕ؟! ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﺪﻯ ﻗﻮﺓ ﻭﺟﻼﺀ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺍﻯ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻳﻨﻜﺮﻭﺎ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻭﲨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ، "ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻌﺎ ﹸﻝ ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ" .ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﺍﻟﻘـﺬﺭ ﲟﻨﺘـﻬﻰ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ،ﻓﺄﻳﻬﺎ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺲ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗـﺪ ﲢﻘﻘﺖ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺗﻌﺼﺒﻚ ﻗﺪ ﺃﻋﻤﺎﻙ؛ ﻓﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﳌﺮﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ" :ﺇﻥ ﳌﻬﺪﻳﻨﺎ ﺁﻳﺘﲔ ﱂ ﺗﻜﻮﻧـﺎ ﻣﻨـﺬ ﺧﻠـﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻳﻨﻜﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻷﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺗﻨﻜﺴﻒ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻨﻪ...ﺍﱁ". ﺃﻱ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﻬﺪﻳﻨﺎ ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺘﺎﻥ ،ﻭﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻵﻳﺘﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺃﻱ ﻉ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﳘﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺳﻴﻨﺨﺴﻒ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻣ ﺪ ٍ ﻟﻴﺎﱄ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﻬﺪﻱ؛ ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮ ،ﻭﺗﻨﻜـﺴﻒ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ؛ ﺃﻱ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﻭﱂ ﳚﺘﻤﻊ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨـﺪ ﻉ .ﻭﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺧﻼﻓـﺎ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺃﻱ ﻣ ﺪ ٍ ﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﻮﻥ ،ﻭﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻣـﺮﺍﺩﻩ ﺃﻥ ﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻦ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺃﺣﺪ ﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮ ﺍﳋﺴﻮ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ -ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻛﺎﺫﺑﺎ -ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻬﺪﻱ .ﻓﻜﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻜﹼﻮﻥ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺃﻱ ﻣﺜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺑﺬﻛﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌـﺪﻋﻲ ﻇﻬـﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﱂ
٢٣٠
ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ،ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻣﻦ ﲪﻘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﲞﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻷﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻛﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋـﺸﺮ ،ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ .ﻣﻦ ﺃﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻏﺒﻴـﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﱃ ﻟﻘﺐ "ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ" ،ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﺧـﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤـﺮ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻓﻠﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﺳﻮﻑ ﳛﺪﺙ ﺃﻭ ﹶﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﳌـﺎ ﻱ ﻣـﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﻟﻘﻤﺮ" ،ﺑﻞ ﻻﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﳍﻼﻝ" ﻓـﻼ ﻳـﺴﻤﻲ ﺃ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺟﻢ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﻤ ﺮ ﻗﻤﺮﺍ ﰲ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﻼﻻ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﱄ ﺧﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺃﻭﱃ ﻟﻴﺎﱄ ﺍﻟﺸﻬﺮ .ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﳍﻼﻝ" ﻻ "ﺍﻟﻘﻤﺮ" ،ﻭﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ" :ﻳﻨﻜﺴﻒ ﺍﳍﻼﻝ ﻷﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ" .ﻭﳑﺎ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﻣﻮﻟﻮﻳﲔ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﻼﻻ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﲨﻠﺔ "ﱂ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ" ﺍﻟـﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺭﻗﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺪﻝ ﻗﻄﻌـﺎ ﻆ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﳏﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﲤﺎﻣﺎ .ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣ ﱠ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﳊﻤﺎﺭ ﳛﻤﻞ ﺃﺳﻔﺎﺭﺍ ،ﺃﻣﺎ ﻫـﺆﻻﺀ ﻓﻤﺠـﺮﺩ ﲪـﲑ، ﻭﳏﺮﻭﻣﻮﻥ ﺣﱴ ﻣﻦ ﺷﺮﻑ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ،ﻓﻜﻞ ﻟﺒﻴﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﰲ "ﱂ ﺗﻜﻮﻧﺎ" ﺭﺍﺟﻊ ﺇﱃ "ﺁﻳﺘﲔ"؛ ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻵﻳﺘﲔ ﱂ ﺗﻮﻫﺒﺎ ﻷﺣﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺳﻴﻜﻮﻧﺎﻥ ﺧﺎﺭﻗﹶﲔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ،ﻓﺄﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ؟ ﻭﳌـﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻔﻖ ﻷﺣﺪ ﻛﺴﻮﻑ ﻭﺧـﺴﻮﻑ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺘـﻮﺍﺭﻳﺦ ﰲ ﺖ ﻋﻠـﻰ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺄﻱ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻓﺮﺿ
٢٣١
ﳜﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﺴﻨﺘﻪ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻼ ﻛﺎﳌﻌﺪﻭﻡ ،ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻟﻴﺎﱄ ١٣ﻭ ١٤ﻭ ١٥ﳋﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺃﻳﺎﻡ ٢٧ﻭ ٢٨ﻭ ﻚ ﰲ ﺫﻟـﻚ ٢٩ﻟﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻓﻼ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺳﻴﻨﻔ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﲪﺎﺭ ﻻ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺻﺮﳛﺔ ﻭﺗﻮﺿـﺢ ﲜﻼﺀ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ "ﱂ ﺗﻜﻮﻧﺎ" ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﺸﺮﻑ ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻉ ﺁﺧﺮ ،ﺳـﻮﺍﺀ ﺃﻛـﺎﻥ ﺃﻥ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﱂ ﺗﻮﻫﺐ ﻷﻱ ﻣ ﺪ ٍ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﺃﻡ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺧﺼﺖ ﺑﺎﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﻫـﺆﻻﺀ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﻱ ﻣـﺪﻉ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳋﺴﻮﻓﲔ ﰲ ﺯﻣ ِﻦ ﺃ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻓﻠﻴﻘﺪﻣﻮﺍ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻓﺴﺄﹸﻋﺘﺒﺮ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺑﻼ ﺷﻚ ،ﻭﺇﻻ ﻻ ﻳﻨﻜـﺮﻭﺍ ﻫـﺬﻩ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻟﻌﺪﺍﺋﻲ ﻭﺑﺪﺍﻓﻊ ﻣﻌﺎﺭﺿﱵ. ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ،ﺇﻧﻜﻢ ﻭﺻﻤ ﹶﺔ ﻋﺎﺭ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﻻﺣِﻈﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﻨﻊ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻤﻮﻩ ،ﻓﺎﳌﻮﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳉﻬـﻞ ،ﻓﻮﺍﺿـ ﺢ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﻋﺪﳝﻲ ﺍﻟﻨﻈﲑ ،ﺑﻞ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻬﺪﻱ ﻫﻮ ﻋﺪﱘ ﺍﻟﻨﻈﲑ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﳌﻌﻴﻨﺔ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻣﻌﲔ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﳍﺎ ﻧﻈﲑ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﳌﻬﺪﻳﻨﺎ ﺁﻳﺘﲔ ﱂ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﺎﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻵﻳﺘﲔ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﻭﻫﺒﺘﺎ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﱂ ﺗﻮﻫﺒﺎ ﻷﺣﺪ ﻗﺒﻠﻪ .ﻭﻛﻠﻤﺔ "ﱂ ﺗﻜﻮﻧﺎ" ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ "ﺁﻳﺘﲔ" ..ﺃﻱ ﺃﻤﺎ ﺧﺼﺘﺎ ﺑﺎﳌﻬﺪﻱ .ﻭﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻴـﺎﻥ ﻧـﺪﺭﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻵﻳﺘﲔ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻬﺪﻱ ،ﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺨﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ .ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻴـﺎﻥ ﺣﺎﻟـﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ" :ﻳﻨﻜﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺞ ﻣﺎ ﺍﻧﻜﺴﻔﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ" .ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺷﺮﺣﺖ ﺟﻴﺪﺍ ﻭﻛﺸﻔﺖ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻓﺴﻴﺪﻋﻰ ﳎﻨﻮﻧﺎ.
٢٣٢
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺧـﺎﺭﻗﻴﻦ ﻟﻠﻌـﺎﺩﺓ ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴـﺔ ﺗﺴﻮﺩﻳﻬﻤﺎ ﻟﻮﺟﻮﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳـﺔ "ﺑﻴـﻮﻧﲑ" ) ،(Pioneerﻭ ِﺳ ِﻔﻞ ﺁﻧﺪ ِﻣﻠِﺘـﺮﻱ ﻛﹶـﺰِﺕ )،(Civil & Military Gazette ﺍﳌﺸﺎﻋﺘﲔ ﰲ ﺁﺫﺍﺭ /ﻣﺎﺭﺱ ﺳﻨﺔ ١٨٩٤ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻊ ﰲ -٦ ١٨٩٤-٤ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺘﻔﺮﺩﺍ ﲝﻴﺚ ﱂ ﻳﻘﻊ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳـﺐ، ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻣﺘﻔـﺮﺩ ،ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮﻥ!!! " " ﺃﻱ" :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻠﻴﺒﻚ ﺍﻟﺒﺎﻛﻮﻥ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺬﻩ ﺍﳌﺸﻴﺨﺔ" ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺁﺧﺮ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺫﺝ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻃﻌﻨـﻮﺍ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺭﻭﺍﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﻫﺬﺍ ،ﻭﻣﻦ ﰒ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺎ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﲪﻖ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﺃﻓﺼﺢ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻪ ﺑﻨﻔـﺴﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺮﺡ ،ﺑﻞ ﻇﻬـﺮ ﲪﻖ ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ،ﻓﺠﺮﺡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻭﻧﻘﺪﻫﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻇﻨﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﻳﻘﻴﲏ ،ﻭﺍﻟﻈﻦ ﻻ ﻳﻐﲏ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻓﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻘ ﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ. ﺲ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻣـﺎﺕ، ﻓﻤﺜﻼ ﻟﻮ ﺫﻛﺮ ﻛﺒ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﰲ ﳎﻠ ٍ ﺲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻵﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﳚﺐ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﲢﻀ ﺮ )ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ( ﺍﻠ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ – ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﹶﻐﻬﻢ ﺧﱪ ﻭﻓﺎﺗﻚ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ ﺛﻘﺔ -ﰲ ﺍﻠـﺲ ﰲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ؟ ﻓﻬﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﹼﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﺃﻭ ﻳﺮﺩﻭﺍ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﺣﻴﺎ؟ ﻓﻴﺎ ﻭﺣﺶ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ،ﺇﻥ ﺍﳋﱪ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ .ﺃﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻂ "ﻟﻴﺲ ﺍﳋﱪ ﻛﺎﳌﻌﺎﻳﻨﺔ"؟ ﺇﻥ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻘﲔ، ﺽ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺭﻭﺍﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛـﺬﺍﺏ ﺃﻭ ﻓﻬﻞ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻟﻨﻔﺘﺮ
٢٣٣
ﻣﻔﺘﺮ ﺃﻭ ﺷﻴﻌﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺷـﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺼﺪﻕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ،ﻓﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍ ﺏ ﺃﺣ ٍﺪ ﻻ ﻳﺒﻄﻞ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ؛ ﺇﺫ ﻗﺪ ﻳ ﺻﺤﺘﻬﺎ ،ﻭﻛﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﺬﺑﻮﺍ ﻗﻂ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﻢ ،ﻓﻬﻞ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﻧـﺮﺩ ﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﳊﻈﺔ ﺇﺫ ﻗﺪ ﻭﺻﻔﺖ ﺍﺛﻨﲔ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻗﻄﻌﺎ ،ﻓﺎﺧﺠﻞ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺣﺎﺳ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ؛ "ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺟﺎﺑﺮﺍ ﺍﳉﻌﻔﻲ" ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ،ﻣﻊ ﺃﻧـﻪ ﱂ ﺗﺜﺒـﺖ ﻛﺬﻤﺎ ،ﻭﱂ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﻤﺎ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺻﺪﻕ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﻤﺎ ﺖ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺬﺑﻚ ﺍﻟﻘﺬﺭ ﺛﺒﺖ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﺳـﺘﺤﻘﻘ ﺕ ﺗﺎﺭﳜﹶﻲ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻟﻜﺘﻤـﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺷﺮﻋﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻚ ﻏﲑ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻹﺑﻄﺎﻝ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻨﱯ .ﺇﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﹸﻧﺒﺊ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﲨﻴﻊ ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻞ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﳌﺬﻛﺮﺍﺕ ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺙ ﲝﻴﺚ ﺍﳔﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺍﻧﻜﺴﻔﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻨﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺮﻧﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ "ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ" ﰲ ﺍﻟـﺰﻣﻦ ﻧﻔـﺴﻪ، ﻟﻜﻨﻚ ﺃﻛﻠﺖ ﺟﻴﻔﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﳊﻖ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺒﺖ ﰲ ﺇﻋﻼﻧﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ "ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﻧﺎﺱ ﻋﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺍﳋﻨﺎﺱ" ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﳔﺴﻒ ﰲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ،ﻭﺃﻥ ﻛـﺴﻮﻑ ﺍﻟـﺸﻤﺲ ﺣـﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺳـﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻋـﺪ ﻭ ﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻜﻲ ﲣﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺪﻣ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻛﺬﺏ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﴰﺮ ﻗﻂ ﺑﻞ ﺖ ﰲ ﻛﺬﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﺢ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒـﺖ ﺍﳋـﺴﻮﻑ ﺛﺒﺖ ﺻﺪﻗﻬﻤﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻓﺘﻀﺤ ﻕ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻋﻤﺮﻭ ،ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﺯﺍﻟﺖ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ .ﻓﻤﻦ ﻭﺻـﻒ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺻﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺍﻷﺟﹼﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺎﻟﻜـﺎﺫﺑﲔ، ﻓﺬﻟﻚ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻭﺍﳌﻠﺤﺪ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺮﺯﺍ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﳝﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺍﻩ
٢٣٤
ﻭﺧﺮﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎ ﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ .ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﺸﻘﻲ ﻭﺗﺰﻭﻳﺮﻩ ،ﻓﺎﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﻨﺺ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ "ﺇﻥ ﳌﻬﺪﻳﻨﺎ ﺁﻳﺘﲔ" ..ﺃﻱ ﺃﻥ ﻣـﺎ ﻳﺆﻳـﺪ ﻭﻳﺼﺪﻕ ﻣﻬﺪﻳﻨﺎ ﳘﺎ ﺁﻳﺘﺎﻥ ،ﻓﻼﻡ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺗﺪﻝ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻭﺟـﻼﺀ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﻪ .ﻭﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﻠﻤ ﺪﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻳﻜﺬﱠﺏ ﲝﻤـﺎﺱ ﻭﻧﺸﺎﻁ ،ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻬﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﺑـﻞ ﺇـﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎ .ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺍ َﻷﻣﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺇﻳﻮﺍﺀ؛ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ،ﻓﺎﳌﻜﺎﻥ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﲔ ﻳﻜـﺬﱠﺏ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻜﺬﺍﺏ .ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬـﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﻨﺪﺋـﺬ ﻹﻳﻮﺍﺀ ﻋﺪﱘ ﺍﳊﻴﻠﺔ ﻳﺴﻤﻰ ﺁﻳ ﹰﺔ .ﻓﻴﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻵﻳـﺔ ﺃﻥ ﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ ،ﻏﲑ ﺃﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻓﻜﺄﺎ ﻭﺿﻌ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﻓﻔﻴﻪ ﻟﺒﺲ ﻭﺍﺷﺘﺒﺎﻩ ،ﺇﺫ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ؛ ﻣﻦ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳛﻜﻢ ﺃﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺣﻖ ﻓﻼﻥ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﲑﻩ؟ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺁﻳﺔ ﻣﺪﻋﻴﺎﻥ ،ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻦ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﻭﲢ ﺪ ﻭﻋﻠﻨﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳـﺘﻘﺒﻞ ﲟﻨﺘـﻬﻰ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ،ﺇﺫ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺬﹼﺏ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ. ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺿﺠﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻧﺒﻴﻨـﺎ ،ﺃﻣـﺎ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻓﻘﺒﻠﻮﻩ ﺪﻭﺀ .ﻓﺎﻟﺼﺎﺩﻕ ﻳﺆ ﹶﺫﻯ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻭﻳـﻀﻄﻬﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻓﻴﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳﻮﺍﺟـﻪ ﻉ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻱ ﻣ ﺪ ٍ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺃ ﺕ ﺃﻭﻻ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻱ ﺃﺛـﺮ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪﻩ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ،ﻻ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻵﻳﺎ ﳌﺪﻉ ﻭﻻ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﺃﻱ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤـﻞ ﺃﻥ ﻳﻈﻬـﺮ ﺍﳌ ﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺑﻌﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣـﻀﻰ ﻋﻠـﻰ
٢٣٥
ﻱ ﻣﺪﻉ ﺻﺎﺩﻕ ﰲ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻇﻬﺮ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ .ﻭﺃ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ؟ ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺁﻳﺔ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺁﻳ ﹸﺔ ﺍﻟﻐـﻀﺐ ﻑ ﻭﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﲔ ﺍﻟﻨﺸﻄﲔ ،ﻓﺄﺻﺎﺏ ﻋﻘﻮﻟﹶﻬﻢ ﺧﺴﻮ ﺍﻟﻀﻼﻝ .ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﻓ ﻤﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﺬﹼﺑﻪ ﺣﱴ ﺗﻈﻬـﺮ ﺍﻵﻳـﺔ ﻟﺘﺨﻮﻳﻔﻪ ﻭﺇﻧﺬﺍﺭﻩ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺁﻳ ﹸﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﻵﻳ ﹸﺔ؟ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﰲ ﻛﻞ ﺁﻳﺔ ﺳﺮﺍ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﺁﻳﺘـﻲ ﺍﳋـﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﳊﺎﻟ ﹸﺔ ﺍﳌﻈﻠﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟـﱵ ﺃﺻـﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻇﻼ ﻭﺃﺛﺮﺍ ﻟﻜـﺴﻮﻑ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﻳﻜﻔﱢﺮﻭﻧﻪ، ﻭﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﺷ ﺮ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺃﺩﱘ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒـﺄ ،ﻓﻘـﺪ ﻛ ﱠﺬﺏ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﻛ ﱠﻔﺮﻭﺍ ﲝﻤﺎﺱ ﻭﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺿﺠﺔ ،ﲝﻴﺚ ﲢ ﱠﻘﻖ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺳﻠﻔﺎ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻮ ﺭ ﺍﻹﳝـﺎﻥ ﻭﺃﺻـﺎﺏ ﻗﻠـﻮﺑﻬﻢ ﻑ ﻇﻼ ِﻡ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ .ﻭﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻇﻬـﺮ ﺍﻟﻜـﺴﻮﻓﺎﻥ ﰲ ﺧﺴﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻛﻼ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻜﺴﻮﻓﲔ ﺁﻳﺘﺎ ﺇﻧﺬﺍﺭ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻐـﺮﺽ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﺧﺴﻮﻑ ﻭﻛﺴﻮﻑ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ -ﺇﺷـﺎﺭ ﹰﺓ ﺇﱃ ﺚ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ.٧٠ ﻫﺬﺍ -ﺍﳊ ﱡ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻵﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﻣﻌـﺼﻴﺔ ﺃﻫـﻞ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻓﻤﺎ ﻫـﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌـﺸﺎﻳﺦ ﺖ ﻗﻠﻮﻢ، ﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﰲ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑﻩ ،ﻭﺍﻧﻜﺴﻔ ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﺍﻟﻌﺎﻛﺴﺔ ﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﳋﺴﻮﻓﺎﻥ ﷲ ﻑﺍ ُ ﺨ ﻮ 70ﻣﻼﺣﻈﺔ :ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ؛ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻤﻌﺔ ،ﺑﺎﺏ ﹶﻗ ﻮ ِﻝ ﺍﻟﻨِﺒ ﻲ ﻳ ﻑ ِﺑ ِﻬﻤﺎ ِﻋﺒﺎ ﺩ ﻩ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻣﺎ ﺨ ﻮ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﹶﻰ ﻳ ﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻨِﺒ ﻲ ِ :ﺇ ﱠﻥ ﺍ َ ِﻋﺒﺎ ﺩ ﻩ ﺑِﺎﹾﻟ ﹸﻜﺴﻮ ِ ﺨﻮِﻳﻔﹰﺎ )ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ . (٦٠ :ﻣﻨﻪ. ﺕ ﺇِﻻ ﺗ ﻧ ﺮ ِﺳ ﹸﻞ ﺑِﺎ َﻵﻳﺎ ِ
٢٣٦
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﺎﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻇﻼﻡ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻫﻞ ﺐ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺗﻜﻔﲑﻫـﻢ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﺇﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳋﺴﻮﻓﲔ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻳﺼ ﻮﺭ ﺗﻜﺬﻳ ﻭﻇﻼ ﻡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﻓﺎﻗﺒﻠﻮﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﰎ. ﻟﻘﺪ ﻋﻘﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﺍ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﻗﺪﺭ ﺍﳌﺴﺘﻄﺎﻉ ،ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﺿﻠﻮﺍ ﲞﺪﺍﻋﻬﻢ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭ ﺍﳉﻬﻠ ﹶﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﳍﻢ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﲪﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺁﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺣﺴﺐ ﺯﻋﻤﻬﻢ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎ؛ ﻭﻫﻲ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻢ ﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﺕ ﺑﻈﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺟﺰﺃﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻖ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳉﻼﺀ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﻛﻴﺰﺗﻴﻬﺎ .ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺎﻢ ﻫ ﻢ ﻭﻓﺠﻴﻌ ﹲﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺆ ﺧﺮ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺓ. ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺍﻟﻨﱯ ﺇﺷﻌﻴﺎ ﻗﻄﻌﺎ ﲟﻮﺕ ﻣﻠﻚ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺧﻼﻝ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻓﺄﺑـﺪﻝ ﺍﷲ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﲞﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﺮﺍﻋﺘﻪ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘـﺼﺔ ﱂ ﺗﺮ ﺩ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻱ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻧﺎﻥ ٧١ﻣﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺃ ﺯﺍﻝ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍ ﺿﻤﻦ ﺃﺳﻔﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺻـﺮﳛﺔ ﺃﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﺑﺔ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ .ﻓﺎﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺷ ﱠﻜﻞ ﺣﺪﺍﺩﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺧﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻙ ﺃﺭﺑﻌـﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺻﻐﺎﺭ ﻭﺃﺭﻣﻠﺔ ،ﻓﻬﻮ ﹸﻝ ﺍﻟﻔﺠﻴﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ .ﺃﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﳌﺄﺳﺎﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻫﺆﻻﺀ ﻫ ﻢ ﻭﻓﺎﺓ ﺻﻬﺮﻫﻢ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ،ﻟﻴﺘﻮﺑﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺧﺎﺋﻔﲔ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻣـﻦ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻪ؟ ﻓﻬﻜﺬﺍ ﺣـﺪﺙ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻜﺲ ﻣﻮﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺭﺅﻭﺱ ﻭﺭﺛﺘﻪ ،ﻭﺃﺻﺎﻢ ﺑﻔﺠﻴﻌﺔ ﻛﺄﻢ ﻗﺪ 71ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻷﺻﺤﺎﺡ ،٣ﻋﺪﺩ٤
٢٣٧
ﻑ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣـﺎ ﺃﻥ ﻣﺎﺗﻮﺍ ،ﻭﺃﺻﺎﻢ ﺧﻮ ﻳﺆ ﺧﺮ ﺍﷲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺮ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺁﻢ .ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﻧﺒـﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺣﱴ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﻧﺒـﻮﺀﺓ ٧٢ ﻳﻮﻧﺲ . ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﺍ ﺍﳌﺼﲑ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺒـﺪﻭﺍ ﺳـﻮﺀ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺳﻠﻔﺎ .ﻓﻬﻞ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ؟ ﺃﻓﻠﻦ ﻳﺘﻤﺰﻕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﺎﺩﻟﻮﻥ ﻭﺍﳌﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻭﻳﺘﻘﻄﻌﻮﺍ ﺑﺴﻴﻒ ﺍﻟـﺼﺪﻕ؟ ﻛﻼ ﻟﻦ ﳚﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻱ ﻣﻔ ﺮ ﻭﻣﻬﺮﺏ ،ﻭﺳﻴﻔﺘﻀﺤﻮﻥ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳉـﻼﺀ، ﻓﻮﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻨﺤﺴﺔ ﻛﺎﻟﻘﺮﺩﺓ ﻭﺍﳋﻨﺎﺯﻳﺮ .ﻓـﺎﲰﻌﻮﺍ ﻭﺗﺬ ﱠﻛﺮﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺍﰐ ﻗﻂ ﺃﻣﺮ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻠﻪ ،ﻓﻠﻴﻜﺬﺑﲏ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻟﻴﺸﺘﻤﻮﱐ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﺳﻴﺒﻮﺀ ﺑﺎﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣـﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻧﺒﻮﺀﺍﰐ ﻣﺜﻞ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﲔ .ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﲪﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﳝﻮﺗـﻮﺍ ﻣﺴﻮﺩﻱ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ؛ ﺃﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﻛﻴﻒ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻫﻨﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ؟ ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺛﻮﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻷﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻟﺘﻨﺒﻴﻬﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻌﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻟﺪﺭﺟـﺔ ﺷﻮﻫﺪﻭﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ .ﻭﻛﺎﻥ ﺳ ﹼﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺭﺟﺎﳍﺎ ﻭﻧﺴﺎﺅﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﺭﲡﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺼﺮﺧﻦ ﻭﻳﻄﻠﻘﻦ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﺕ ﻗﺎﺋﻼﺕ: 72ﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﻠﻔﺎ ﺃﻧﻪ "ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ" ﺃﻱ ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺫﺭﻳ ﹲﺔ ،ﻓﺎﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻹﳒﺎﺏ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺯﻭﺍﺟﺎ ﻋﺎﺩﻳﺎ ﺇﺫ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﻨﺠﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻱ ﻣﻴﺰﺓ ﺃﻭ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺝ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰ ﻭﺝ ﺍﻟﺰﻭﺍ ﺕ ﺎ ،ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺪ ﺭ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﺬﺭﻳ ﹸﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﺄ ﺍﺳﻮ ﺩﺕ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﻳﺆﻛﺪ ﳍﻢ ﻭﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺎﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺳﺘﺘﺤﻘﻖ ﺣﺘﻤﺎ .ﻣﻨﻪ
٢٣٨
ﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .ﻓﻈﻠﻮﺍ ﻣﺼﺎﺑﲔ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﺍﳊﺰﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﻣﻴﻌـﺎﺩ ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻗ ﺐ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﱃ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺻﻬﺮﻫﻢ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﺪ ،ﻓﺴﺒ ﻭﻫﻴﺒﺘﻬﺎ ،ﻓﺤﺼﻞ ﺗﺄﺧﲑ ﺣﺴﺐ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ .ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ "ﺗـﻮﰊ ﺗـﻮﰊ ﺇﻥ
ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻚ" ﰲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﰲ ١٨٨٦ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺘﻮﺑـﺔ
ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﳍﺎ ﻡ "ﻛﺬﱠﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳﺎﺗﻨﺎ" ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻁ .ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻄﺮﺡ
ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺯﺍﻝ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﺒﻖ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺎﳋﻮﻑ؟ ﻓﺄﻱ ﺇﳊﺎ ٍﺩ ﻫـﺬﺍ ﺕ ﻟﻜﻢ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ؟ ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﻭﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘـﻮﻡ ﺍﻟﻮﻗﺤﲔ ﻳﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ. ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ؛ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻓﺴﺄﹸﻋﺘﺒﺮ ﺃﺳﻮﺃ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﺳﻴﺊ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺧﺒﻴﺚ ﻣﻔﺘـﺮٍ، ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﻋ ﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳ ﺮ ﺩ ﻗﻮﻟﻪ ،ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺏ ﺫﻱ ﺍﳉﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ .ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻜﻢ ﱂ ﺗﻌﻮﺩﻭﺍ ﺗﺪﺭﻛﻮﻥ ﺳﻨﻨﻪ ﻭ ﹸﻃﺮﻗﻪ ،ﻓﺘﻌﺮﺿﺘﻢ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ. ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺒﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣـﺎ، ﺖ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻵﻥ؛ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٤٩٦ﻣﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ" :ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻭﻛﹸﺸﻔ
ﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻳـﺎ ﺃﲪـﺪ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧ
ﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ" ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺯﻭﺝ" ﺛـﻼﺙ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻲ ﺛﻼﺛ ﹸﺔ ﺃﲰﺎﺀ :ﺃﻭﳍﺎ ﺁﺩﻡ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ؛ ﺣﻴﺚ ﺭﺯﻗﲏ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﺃﹸﻃﻠﻘ
٢٣٩
ﺝ ﺍﻷﻭﻝ ،ﰒ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎ ،ﻓﺬﹸﻛﺮ ﺍﻟﺰﻭ ﺖ ﻛﻤﺮﱘ ﻻﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﺖ ﺫﺭﻳ ﹰﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺗﻌﺮﺿ ﲰﺎﱐ ﻣﺮﱘ؛ ﻷﻧﲏ ﻭﻫﺒ ﺖ ﻣﺮﱘ ﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣـﻦ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮﺿ ﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﺳ ﻢ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺘﻈﺮﻫﺎ ﻓﺄﺿﻴ ﺃﱐ ﺳﹸﺄﲪﺪ ﻭﻳﺜﻨﻰ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺧﻔﻴ ﹰﺔ ﻭﻛﺸﻔﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻵﻥ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺇﻥ ﰲ ﺫﻛﺮ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﲰـﺎﺀ ﳐﺘﻠﻔـﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﺇﺷﺎﺭ ﹲﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺣﺼﺮﺍ. ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺃﺳﺮﺍ ﺭ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻧﺒﻮﺀ ﹲﺓ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹶﺓ ﺟﻴﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ " ،٤٩٧ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﱄ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﺭ ﻋﻠﻲ ،"ﻭﻳﻔ ﺖ ﺧﻴﱪ". ﺍﻹﳍﺎ ﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﻛﺘﺐ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ؛ ﺃﻋﲏ "ﺍﷲ ﺃﻛﱪ ﺧﺮﺑ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻓﺎﺗﺢ ﺧﻴﱪ ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻼﺣﻪ "ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﺭ" ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍـﺎﻡ ﻑ ﺍﻟـﱵ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﺃﹸﻋﻄﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ "ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﺭ" ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌـﺎﺭ ﺼﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ،ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻇـﺎﻫﺮﺍ، ﺃﺳﺠﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ .ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺧﻴﱪ ﻓﻬﻮ ﲢ ﻳﻬﻮﺩﻳﻲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔﹰ ،ﻭﺃﻥ ﺣﺼﻨﻬﻢ ﺳﻴﺨﺮﺏ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻔـﻲ ﻣـﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳـﺎﻥ ﺍﻓﺘﻀﺤﻮﺍ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﻧﺎﻟﻮﺍ ﺍﳍﻮﺍﻥ ٧٣ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳـﺔ ﲝﺮﻳﺔ. ﺖ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺳﻔﻴﻞ ﻣﻠﺘﺮﻱ ﺟﺎﺯﻳﺖ ﻭﺃﺑﺰﻳﺮﻓﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻗﺪ ﻓﺎﻕ ﲨﻴﻊ 73ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓ ﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺑﻘﻮﺗﻪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯﻳﺔ ﻟﺪﺭﺟ ٍﺔ ﻗﺪ ﺻﺮﺣ ﻋﻤِﻞ ﰲ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻤ ﹶﻞ ﺍﳌﺴﻤﺮﻳﺔ )ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ "ﺍﻹﳛﺎﺀ"؛ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻷﳌﺎﱐ ﺖ ﺃﺑﺰﻳﺮﻓﺮ ﺃﻥ ،F ،A.Mesmerﺍﻟﻨﺎﺷﺮ( ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻣﺸﺪﻭﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﲨﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻳﻨﺸﺮﻭﻩ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻴﻄﹼﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺘﻨﺒﻬﻮﻥ ﺍﳌﺘﻴﻘﻈﻮﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﱪﻭﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﺖ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺭﻭﻋ ﹰﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ ﺑﺈﻋﺠﺎﺯﻩ؛ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﰲ ١٨٩٧-١-١٤ﺗﻠﻘﻴ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ "ﻣﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ" ﻣﻦ ﺣﻲ ﺃﺗﺎﺭﻱ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ :ﺇﻥ ﻣﻘﺎﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ
٢٤٠
ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ٥١٥ ،٥١١-٥١٠ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ
ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ ﺳﻠﻔﺎ ﻭﻫﻲ" :ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻌﺼﻤﻚ
ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻳﻌﺼﻤﻚ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﺇﺫ ﳝﻜﺮ ﺑـﻚ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﺮ .ﺃﻭﻗﺪ ﱄ ﻳﺎ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻃﻠﻊ ﺇﱃ ﺇﻟﻪ ﻣﻮﺳـﻰ ﻭﺇﱐ ﻷﻇﻨـﻪ ﻣـﻦ
ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ .ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﰊ ﳍﺐ ﻭﺗﺐ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺧﺎﺋﻔﺎ .ﻭﻣـﺎ
ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﷲ .ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻫﻬﻨﺎ ،ﻓﺎﺻﱪ ﻛﻤﺎ ﺻﱪ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻟﻌﺰﻡ .ﺃﻻ ﺇﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻟﻴﺤﺐ ﺣﺒﺎ ﲨﺎ ﺣﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﻛﺮﻡ .ﻋﻄﺎ ًﺀ ﻏﲑ ﳎـﺬﻭﺫ .ﺷـﺎﺗﺎﻥ
ﺗﺬﲝﺎﻥ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺎﻥ .ﻭﻻ ﻨﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ،ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ
ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ .ﺇﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻟﻴﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻣـﺎ
ﺗﺄﺧﺮ .ﺃﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ .ﻓﱪﺃﻩ ﺍﷲ ﳑﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﺟﻴﻬﺎ". ﺃﻭﻗ ﺪ ﱄ ﻳﺎ ﻫﺎﻣﺎﻥ ..ﺍﻟﻀﻤﲑ ﰲ "ﺃﻭﻗ ﺪ ﱄ" ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫـﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ "ﻫﺎﻣﺎﻥ" ﻓﺎﳌﺴﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ "ﺳـ ﻌ ﺪ ﺍﷲ" ...ﻭﺇﱐ ﻷﻇﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ؛ ﺃﻱ ﺇﻥ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻟﹶﻜﺬﺏ ﳏﺾ ﺐ ..ﺃﻱ ﺳﻴﻬﺎﻥ ﻫـﺬﺍ ﺇﺫ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺒﺘﺔ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﰊ ﳍﺐ ﻭﺗ ﻗﹸﺮﺉ ﻛﺎﻥ ﳝﺜﻞ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ،ﻓﺄﻫﺪﻱ ﻟﻚ ١٠٠ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻ ﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﺃﻫﻨﺌﻚ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺃﺩﻋﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﺮﻱ "ﻣﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ" -ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺪﻯ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ - ﺽ ﻋﻨﻪ .ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺃﻓﺮﺍﺣﺎ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ،ﻓﺎﷲ ﺭﺍ ٍ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﻔﻞ ﺑﻪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ؟ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﲦﺎﺭ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﱄ ﺍﳌﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻨﺔ ﰒ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻮﺕ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﻛﱪ ،ﻓﻠﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ،ﻓﻠﻴﻔﻜﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻫﻮ ﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮ؛ ﻫﻞ ﺍﻋﺘﱪ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻟﻮ ﻗﺮﺷﲔ ﺟﺎﺋﺰ ﹰﺓ ﻣﻊ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؟ ﻣﻨﻪ
٢٤١
ﺍﻟﺮﺟﻞ ٧٤ﻭﺳﺘﺸ ﹼﻞ ﻳﺪﺍﻩ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻳﻜﺴﺐ ﻤﺎ ﺍﳌﻌﺎﺵ .ﺃﻱ ﺳﻴﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻹﻓﻼﺱ، ﻭﺳﻴﺨﻴﺐ ﰲ ﻣﺮﺍﻣﻪ ﻭﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﳋﺰﻱ ﻭﺍﳍﻮﺍﻥ .ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ..ﺃﻱ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻭﺷﻴﺨﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻟﺘﻜـﺬﻳﺐ ﻭﻳﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳊﺴﺎﺳﺔ ﲟﻜﺮ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﳚﺪﺭ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳـﺴﻌﻰ ﻹﺯﺍﻟـﺔ ﺷﺒﻬﺎﺗﻪ ﻭﻭﺳﺎﻭﺳﻪ ﻭﺃﻭﻫﺎﻣﻪ ﲞﻠﻮﺹ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ. ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻭﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﷲ ..ﺃﻱ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﲟﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟـﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻴﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻜﻔ ﲑ ﻭﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻓﺴﺘﺤﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻓﺘﻨـ ﹲﺔ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺭﺑﻚ ﺃﻥ ﳛﺒﻚ ﺣﺒﺎ ﲨـﺎ ﻷﻥ ﻛﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺍﺑﺘﻼﺀ .ﻭﺇﻥ ﺣﺐ ﺍﷲ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﷲ ﻓﺈﻥ ﲨﻴﻊ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﺳﺘﺘﺤﻘﻖ ،ﻭﻋﻄﺎﺅﻩ ﻫﺬﺍ ﻏﲑ ﻣﻨﻘﻄﻊ. ﺍﻷﻋﺰ ﺍﻷﻛﺮﻡ ،ﻓﻤﻦ ﺃﺣﺒﻪ ﺍ ُ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ :ﺷﺎﺗﺎﻥ ﺗﺬﲝﺎﻥ .ﻓﺈﺣﺪﺍﳘﺎ ﻣﲑﺯﺍ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ ،ﺃﻣـﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺼﻬﺮﻩ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻨﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ -ﻓﻬﻜﺬﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻭﻫﺒﻨﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤـﺎ ﻣﺒﻴﻨـﺎ ،ﺃﻱ ﺳﻨﻬﺐ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻟﻴﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ،ﺃﻱ ﺳـﻴﻬﺐ ﻟﻚ ﻛﺎﻣ ﹶﻞ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ،ﻷﻥ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﷲ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﻌﺒ ﲑ ﻋـﻦ ﺭﺿـﻮﺍﻧﻪ
74ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ :ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺫﻟﺔ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ" :ﺇﻧﲏ ﺳﺄﻫﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ )ﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ( ﻭﺃﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ". ﻟﻜﻨﻪ ﲢ ﱠﻘﻖ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺤﲔ ﺗﻨﺒﺄ ﻛﺎﻥ ﻋﺪ ﺩ ﺃﺗﺒﺎﻋﻲ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ،ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻓﺮﻉ ﻛﺒﲑ ﳉﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻋ ﺰﺯﻩ ﳏﺒﻨﺎ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻣﲑﺯﺍ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﰲ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﲑﺯﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻧﻜﺲ ﺭﺅﻭﺱ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺴﺎ ﺭﺓ ﻧﻘ ﺪﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﻣﺌﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﺗﱪﻉ ﲞﻤﺴﲔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﺳﻠﱠﻢ ﱄ ﲬﺴﲔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﲝﻀﻮﺭﻩ ﺇﱃ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ .ﺟﺰﺍﻫﻢ ﺍﷲ ﺧﲑ ﺍﳉﺰﺍﺀ .ﻣﻨﻪ
٢٤٢
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ .ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺃﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ ،ﻓﺴﻴﱪﺉ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟـﱵ ﺗﻠﺼﻖ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻴ ﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ. ﻓﻤﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﻧﺒﻮﺀ ﹸﺓ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺸﺎﺗﲔ؛ ﻭﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﻗﺒﻞ ١٧ﻋﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮﺕ ﻗﺒﻞ ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗـﺪ ﺃﹸﻧﺒﺊ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻗﺒﻞ ١٧ﻋﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴـﻞ .ﻓﺎﳉـﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﻨﺎ؛ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﻨﻊ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻫﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﺄﺣـﺪﺍﺙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺬﺍ ﺍﳉﻼﺀ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ ﻇﻬـﺮﺕ ﻓﺘﻨﺘـﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺘـﺎﻥ ﺿﺪﻱ؛ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻓﺘﻨ ﹸﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﻨ ﹸﺔ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﻭﻏـﲑﻩ، ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝﺪﻭﺛﻬﻤﺎ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳـﺔ ﻗﺒـﻞ ١٧ ﻋﺎﻣﺎ .ﻓﻬﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻧﺴﺎ ﹲﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﺜ ﹸﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳍﺎﺋـﻞ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ؟ ﻓﻠﻦ ﻳﺮﻓﺾ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻏ ﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺇﻻ ﺍﻟﻮﻗﺢ ﻋﺪﱘ ﺍﳊﻴﺎﺀ، ﻓﺎﻹﳍﺎﻡ ﺍﻹﳍﻲ ﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﻛﺎﳌﻄﺮ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ،ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ؛ ﺣﺘﺎﻡ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ؟ ﺇﻧﲏ -ﺑﺘﻠﻘـﻲ ﺍﻟﻌﻠـﻢ ﺏ ﺍﻟﻴﻘﻴﲏ ﻣﻦ ﺍﷲ -ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻧﺎﻓﺴﲏ ﻭﺑﺎﺭﺍﱐ ﲨﻴ ﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺃﺻﺤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﳌﻠﻬﻤﻮﻥ ﳎﺘﻤﻌﲔ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻜﺮﻣﲏ ﺍﷲ ﺑـﺎﻟﻔﺘﺢ، ﷲ َﻷ ﹾﻏِﻠﺒ ﻦ ﺐﺍُ ﻷﻧﲏ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﹸﺃﺣﺮﺯ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ :ﹶﻛﺘ ﺖ ﻳﺎ ﻋﺒ ﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﳊﻖ ،ﻓـﺈﻥ ﺍﷲ ﻣﻌـﺰﱐ ﹶﺃﻧﺎ ﻭ ﺭ ﺳِﻠﻲ ،٣٣ﻓﻤ ﻭﻣﺬﻟﱡﻚ ﻭﻣﻜﺮﻣﲏ ﻭﻣﻬﻴﻨﻚ ،ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ. ﺖ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻳﲔ ﺍﳌﺴﻴﺌﲔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣـﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺟﺪﺍ ﺃﻧﲏ ﲰﻌ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﻳﺸﻴﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﰲ ﻣﺎﻟﲑ ﻛﻮﺗﻠﻪ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ ١٨٩٦ﻣﻦ ﲦﺎﺭ ﻣﺒﺎﻫﻠـﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ .ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ،ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴ ﹶﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻳـﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ! ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻔﺘـﺮﻭﻥ ﺍﻷﺷـﻘﻴﺎﺀ ﺃﻥ
٢٤٣
ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﰊ ،ﻭﻟﻴﺲ ﱄ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺑـﺔ ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ ،ﻓﻬﻞ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻣﺒﺎﻫﻠ ﹸﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻴﺘﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻻ ﳝﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺼﻠﺔ؟ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﻣﻬﺎﻧﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﳑﺎ ﺩﻓﻌﻬﻢ ﺇﱃ ﻧﺴﺞ ﻫـﺬﻩ ﺍﳌﻜﺎﻳﺪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳﻴﻨﺴﺠﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺎﻳﺪ ﺍﳌﺰﻭﺭﺓ ﻟﻐﺴﻞ ﺳـﻮﺍﺩ ﻭﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻓﺬﻛ ﺮ ﻏﻼﻣﲔ ﳎﻬﻮﻟﲔ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ ﻋﺪﱘ ﺍﳉﺪﻭﻯ .ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﻑ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮﻭﺍ ﺇﻋﻼﻧﺎ ﻳﺼﻒ ﻣﻮﺕ ﺃﻟﻮ ٍ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﲦﺮ ﹰﺓ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ" :ﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ -ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﻭﳐﻠﺺ ﺟﺪﺍ ﱄ -ﻳﺴﻜﻦ ﰲ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺣﺼﺮﺍ ﻷﺛﺮ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻻ ﻏﲑﻫﺎ" .ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﱂ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻲ ﻭﺗﻨـﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗ ﹸﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ؟ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ) (١ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻣﻨـﺎ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻠﲏ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ (٢) ،ﻭﺃﺑﻠـ ﹶﻎ ﻋـﺪﺩ ﺃﺗﺒﺎﻋﻲ ﺃﻟﻮﻓﺎ (٣) ،ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺴﻌﺔ ﻋﻠﻤﻨـﺎ(٤) ، ﻭﻗﺪ ﺭﺯﻗﹶﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﻟﺪﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺛﻼﺛ ﹰﺔ -ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ - ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﳍﺎﻡ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ) (٥ﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺑﺘـﻮﺍﺗﺮ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﻭﻟ ٍﺪ ﺭﺍﺑﻊ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻧﺆﻛﺪ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﳝﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﲢﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻄﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺪﻋﺎﺋﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳛﻮﺯ ﺃﻱ ﻗﺪﺭﺓ (٦) .ﰒ ﻗﺪ ﺳﻮﺩ ﺍﷲ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺁﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﰐ (٧) .ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺎﻧﲏ ﺍﷲ ﺑﺄﻟﻮﻑ ﻣﺆﻟﱠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺑﻴﺎﺕ (٨) .ﻭﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﳌﻨﻌﻘﺪ ﰲ ١٨٩٦-١٢-٢٧ﻣﻜﱠﻦ ﺍﷲ ﺧﻄﺎﰊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳛﻮﺯ ﺷﻌﺒﻴ ﹰﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻓﺎﻕ ﺍﳉﻤﻴـﻊ ،ﻭﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥ ﻫﺪﻳ ﹰﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﱄ ﺑﻌ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇ ﱠ ﺩﺗﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻟﻜﻮﰐ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ١٨٩٧-١-١٥ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻ ﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﺢ (٩) ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺳﻴﻔﻮﻕ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﱵ ﻧـﺸﺮﻧﺎﻫﺎ ﰲ ﺇﻋﻼﻥ ﺑﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ.
٢٤٤
ﺖ ﻛـﻞ ﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺰ ﹶﺓ ﻭﲢﻘﻘ ﺃﻓﻠﻢ ﻳﺴﻮ ﺩ ﻭﺟ ﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ؟ ﺃﻓﻠﻢ ﺗﻨـﺰﻝ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻳﲔ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ؟ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺳﻮﺩ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﺬﻟﺔ .ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻫـﻮ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﺗﻜﻠﹼﻔﺎ ﻓﻬﻮ ﺃﻛﹾﻞ ﺍﻟﱪﺍﺯ ﻭﺍﻟﺮﻭﺙ. ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻋﻨﺪ ﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻧﺒﲔ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﳒﺎﺱ ﺍﻟﻘﺬﺭﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻗﺪ ﻓﺎﺯ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﺳﺘﻔﺴﺮﻭﺍ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻋﲏ ﻓﻘﺎﻝ " :ﻫﻮ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻭﺻﺎﺩﻕ ﰲ ﺩﻋﻮﺍﻩ ".ﻓﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻷﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﲝﻮﺯﺗﻨـﺎ ،ﻓﻤـﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ. ﺃﻣﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻐﺎﻥ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻳﲔ ﺍﳌﻠﻄﺨﲔ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﳒﺴﺔ ﻭﺑﻼ ِﺀ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،ﻓﺤﺴﺒﻬﻢ ﺷﻬﺎﺩ ﹸﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣـﻦ ﺍﻹﻧـﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮﺩ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻨﻮﺍ ﺣﻠﻔﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﶈﺘـﺮﻡ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻧﻮﺭﺍ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﻗﺎﺩﻳـﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺿﻠﻌﺪﺍﺭ ﺃﻳﻀﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﶈﺴﻦ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺧـﻮﻩ ﻉ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎ ٍ ﺍﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺃﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻇﻠﻮﺍ ﳏﺮﻭﻣﲔ ﻋﺪﳝﻲ ﺍﳊﻆ .ﳍﺬﺍ ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﻨﺸﻄﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﲞﺒﺜﻬﻢ ﻭﺷـﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﳘﺎ ﺍﳌﺘﻮﰱ. ﻭﺣﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﻜﺒﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﻭﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﱄ ﺭﺳﺎﻟﺘﲔ ﺑﺸﺮﱐ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺇﳍﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟـﱵ
٢٤٥
ﺗﻠ ﹼﻘﺎﻫﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ .ﰒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻇﻬﺮ ﱄ ﺃﻧﻪ ﻳﺼ ﺪﻕ ﺩﻋﻮﺍﻱ .ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﺎﷲ ﺃﻧﻪ ﺻ ﺪﻗﲏ ﰲ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﺑﻌﺪ ﲰﺎﻋﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺻﺮﳛﺔ "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺭﺟﻞ ﻣﺜﻠﻚ" .ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ،ﻭﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ. ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺷﻴﺨﺎﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﱂ ﻳﺮﻓـﻀﺎ ﻣﻜـﺎﻧﱵ ﻭﻣﻘﺎﻣﻲ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻗﺒﻼﱐ ،ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺗﺸﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺷـﻴ ﺦ ﻭﺍﱄ ﺕ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺎﻭﻟﺒﻮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ. ﺐ ﺍﻟ ﻌﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺑـﻼﺩ ﺍﻟـﺴﻨﺪ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ ﺑﲑ ﺻﺎﺣ ﻭﻋﺪﺩ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﻳﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻌﺪﻭﺩ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﱃ ﺎ ﰲ ﺣﻘﻲ ﻫﻲ: ﺇﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﺳﺘﻔﺴﺮﺗﻪ ﰲ ﺃﻣﺮﻙ ﻭﻗﻠﺖ :ﺑﻴ ﻦ ﱄ ﻳﺎ ﺭﺳـﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻫﻮ ﻛﺎﺫﺏ ﻣﻔﺘ ٍﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﺩﻕ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ " :ﺇﻧﻪ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ"، ﺖ ﺃﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻣﺒﲔ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻧﺸﻚ ﰲ ﺃﻣـﺮﻙ ﻭﻻ ﻧﺮﺗـﺎﺏ ﰲ ﻓﻌﺮﻓ ﺷﺄﻧﻚ ﻭﻧﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮ .ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺑﻼﺩ ﺃﻣﺮﻳﻜﻪ ﻓﺈﻧﺎ ﻧـﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺧﲑ ﹲﺓ ﰲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻭﺳﺘﺠﺪﻧﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺎﻭﻋﲔ. ﻭﻟﻘﺪ ﺣ ﺪﺛﲏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴ ﺦ ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ ﻋﺮﺏ ﺷﻔﻮﻳﺎ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﲔ ﺯﺍﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺍﻟﺴﻴﺘﻬـ ﺻﺎﱀ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣ ﺪﺭﺍﺱ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻱ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﲰـ ﻊ ﲨﻴ ﻊ ﺍﳊﻀﻮﺭ -ﻗﺎﺋﻤﺎ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﳑﺴﻜﺎ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺑﻴﺪﻩ -ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎ ٍﻝ ﺃﻧـﻪ ﳚﺪﱐ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻨﻪ :ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺖ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻠﺴ
٢٤٦
ﻭﺍﻵﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺃﻥ ﳝﻮﺕ ﻧﺪﻣﺎ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﺰﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻠﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺬﻟﺔ ،ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﺃﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﲦﺮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻡ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﳌﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﺗﻘﺪﳝﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲦﺮ ﹰﺓ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ؟! ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺗﺸﺮﺍﻥ ﻭﺑﲑ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻟﻴﺲ ﳘﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﻗﻲ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﺑﲑ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﳊﻖ ﺍﶈﺘـﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪﻱ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ،ﻗﺪ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﱃ ﲨﺎﻋﱵ ﻣـﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺒﺎﻳﻌﲔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻨﺸﻲ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﶈﺘـﺮﻡ ﺍﻟﻠـﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻌﻈﱢﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗـﻪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ،ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﻮﱐ. ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺃﺫ ﹼﻛﺮ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊـﻖ ﻭﺷـﻬﻮﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﳚﻬﻠﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻭﻥ ﻟﻨـﺎ ،ﻗـﺪ ﺖ ﱄ ،ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﻷﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻳﻦ ﺣﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺯﻗﺖ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﻫﺒ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺃﻣﺜﺎﳍﺎ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿ ﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﹸﺃﺭﻱ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ
ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻭ ِﺣﻜﻤﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭﺑﻼﻏﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﻌﺠﺰﺓ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻳﻔﻮﻕ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﳌﺮﺍﺕ.
٢٤٧
ﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺐ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ٧٥ﻭﺗﻔﺘﺢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﹶﻟﻴﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﺎﺣ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ .ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻓﺴﻪ ﺗﺎﺑ ﻊ ﺃﻱ ﺩﻳﺎﻧـﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ،ﻭﺇﻧـﲏ ﺃﺭﻯ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻣﻴﺘﺔ ﺇﻻ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺃﻥ ﺁﳍﺘﻬﻢ ﻣﻴﺘﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌـﻚ ﺍﻷﺗﺒـﺎﻉ ﻫـﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻭﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳊﻴﺔ ﺑﺎﷲ ﺩﻭﻥ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ! ﺃﻱ ﻣﺘﻌﺔ ﲡﺪﻭﻥ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﻮﺗﻰ ،ﻭﺃﻱ ﻟﺬﺓ ﲡﺪﻭﺎ ﰲ ﺃﻛـﻞ ﻱ ﻗﻮﻡ ،ﺃﻻ ﺇﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺇﻥ ﺍﳌﻴﺘﺔ؟!!! ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺃﺧﱪﻛﻢ ﺃﻳﻦ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻲ ،ﻭﻣﻊ ﺃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﹸﻃﻮﺭ ﻣﻮﺳﻰ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻠﹼﻢ ﺍﷲ ،ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻜﻠﹼﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰒ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻗﻠﺐ
ﻣﺴﻠﻢ.
ﺃﻻ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﳚﺮﺏ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺍﳊﻖ ﻓﻠﻴﺘﻘﺒﻠﹾـﻪ ،ﻣـﺎ ﺍﻟـﺬﻱ ﲝﻮﺯﺗﻜﻢ ،ﻫﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﺍﳌﺴﺠﻰ ﰲ ﻛﻔﻦ ،ﺃﻭ ﻣﺎﺫﺍ؟ ﺃﻭ ﺣﻔﻨﺔ ﺗﺮﺍﺏ؟ ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺖ ﺇﳍﺎ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻴﺒﻜﻢ؟ ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﳊﻈـﺔ ،ﻭﻟﻌﻨـﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﻥ ﱂ ﺗﺄﺗﻮﺍ ،ﻓﻼ ﺗﻘﺎﺭﻧﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺖ ﺍﳌﺘﻌﻔﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﻢ ﻣﻊ ﺇﳍﻲ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ. 75ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻓﻬﻮ ﺃﻋﻤﻰ ﻭﺃﺳﻮﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ؛ ﻓﻠﻢ ﲣ ﹸﻞ ﻣِﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺃﻱ ﻓﺘﺮﺓ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺇﲤﺎﻣﺎ ﻟﻠﺤﺠﺔ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺗﺴ ﺪ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﲝﺴﺐ ﺍﳌﺮﺍﺩ؛ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪ .ﻣﻨﻪ
٢٤٨
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ! ﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺨﺠﹸﻠﻜﻢ ﺑﺈﺭﺍﺀﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﲤـﺮ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻭﳒﺴ ﹲﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲡﺮﺏ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻜﺮ، ﻭﳒﺴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﻖ. ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎﺻﺒﻮﻧﲏ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ،ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﰲ ﺷﻚ ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨـﺪﻱ ﻭﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﻓﺄﻣﺴﻜﻮﱐ ،ﻭﻛﺬﱢﺑﻮﱐ ﻛﻤﺎ ﻱ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﱂ ﺗﻔﻨـﺪﻭﺍ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ،ﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﲤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺠﺔ ،ﺇﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﻨـﺰﻝ ﻛﺎﳌﻄﺮ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ،ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻳـﺄﺗﻴﲏ ﺑﻘﻠﺐ ﺻﺎﺩﻕ ،ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﺣﺪ. "ﺟﺎﺀ ﻧﺬﻳﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺄﻧﻜﺮﻭﻩ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻮﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﻳﻘﺒﻠﻪ ،ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﺼﻮ ٍﻝ ﻗﻮﻱ ﺷﺪﻳ ٍﺪ ﺻﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺻﻮ ٍﻝ" ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ ١٨٩٧-١-٢٢
@ @@÷‰bèÏ @ @
١ ٣ ٥ ٩ ٢٧ ٤٥ ٥١
ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻬﺮﺱ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻟﻜﺘﺐ
@ @
عاقبة آتھم
الفھارس
١
@ @ò¹ŠØÛa@pbíŁa@÷ŠèÏ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ
ﺭﻗﻢ ﺍﻵﻳﺔ
ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺴﺘ ﹾﻔِﺘﺤﻮ ﹶﻥ ... ﻭﻛﹶﺎﻧﻮﺍ ِﻣ ﻦ ﹶﻗﺒ ﹸﻞ ﻳ
٩٠
٢١١
ﺴ ﺮ ... ﻳﺮِﻳ ﺪ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﺑ ﹸﻜ ﻢ ﺍﹾﻟﻴ
١٨٦
٢٠٤
ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ِﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ِﻋﻨ ﺪ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺍﹾﻟِﺈ ﺳﻠﹶﺎ ﻡ ... ﻚ ... ﻳﺎ ﻋِﻴﺴﻰ ِﺇﻧﻲ ﻣﺘ ﻮﱢﻓﻴ
٢٠ ٨٠
٢٠١ ٨٠
ﻚ ... ﹶﻓ ﻤ ﻦ ﺣﺎ ﺟ
٢٠٨
٢٠٨
ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﹶﻓﹶﻠﻤﺎ ﺗ ﻮﱠﻓﻴﺘﻨِﻲ ...
١١٨
ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭ ﻣ ﻦ ﹶﺃ ﹾﻇﹶﻠ ﻢ ِﻣ ﻤ ِﻦ ﺍ ﹾﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹶﻛ ِﺬﺑﺎ ...
٢٢
١٠١ - ٨٠ ٥٣
ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺭﺑﻨﺎ ﺍ ﹾﻓﺘ ﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴ ﻦ ﹶﻗ ﻮ ِﻣﻨﺎ ...
٩٠
ﺍﻟﻘﺼﺺ ﲔ ... ﻭﺍﹾﻟﻌﺎِﻗﺒ ﹸﺔ ِﻟ ﹾﻠ ﻤﺘ ِﻘ
٨٤
ﻫﻮﺩ ﺽ ... ﺕ ﻭﺍﹾﻟﹶﺄ ﺭ ﺴ ﻤﻮﺍ ﺖ ﺍﻟ ﺧﺎِﻟﺪِﻳ ﻦ ﻓِﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺩﺍ ﻣ ِ
١٠٨
ﺍﻟﻨﺤﻞ ِﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻣ ﻊ ﺍﱠﻟﺬِﻳ ﻦ ﺍﺗ ﹶﻘﻮﺍ ...
١٢٩
٤٧ ١٩٧ ٩٢ ٥٦
ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺨﻮِﻳﻔﹰﺎ ﺕ ِﺇﻟﱠﺎ ﺗ ﻭﻣﺎ ﻧ ﺮ ِﺳ ﹸﻞ ﺑِﺎﻟﹾﺂﻳﺎ ِ ﺤ ﻖ ﻭ ﺯ ﻫ ﻖ ﺍﹾﻟﺒﺎ ِﻃ ﹸﻞ ... ﻭﹸﻗ ﹾﻞ ﺟﺎ َﺀ ﺍﹾﻟ
٦٠ ٨٢
٢٣٥ ١٣١
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﹶﻓ ﹾﻠﻴ ﹾﺄِﺗﻨﺎ ﺑِﺂﻳ ٍﺔ ﹶﻛﻤﺎ ﹸﺃ ﺭ ِﺳ ﹶﻞ ﺍﹾﻟﹶﺄ ﻭﻟﹸﻮ ﹶﻥ
٦
١٧٣
ﺍﳊﺞ ﹸﺃ ِﺫ ﹶﻥ ِﻟﱠﻠﺬِﻳ ﻦ ﻳﻘﹶﺎﺗﻠﹸﻮ ﹶﻥ ِﺑﹶﺄﻧ ﻬ ﻢ ﹸﻇِﻠﻤﻮﺍ ...
٤٠
١٠٣
٢
الفھارس ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺝ ... ﻭﻣﺎ ﺟ ﻌ ﹶﻞ ﻋﹶﻠﻴ ﹸﻜ ﻢ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪﻳ ِﻦ ِﻣ ﻦ ﺣ ﺮ ٍ
عاقبة آتھم ﺭﻗﻢ ﺍﻵﻳﺔ
ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
٧٩
٢٠٤
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﲔ ... ﻭﹶﻟ ِﻜ ﻦ ﺭﺳﻮ ﹶﻝ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻭﺧﺎﺗ ﻢ ﺍﻟﻨِﺒﻴ
٤١
ﺍﳌﺆﻣﻦ /ﻏﺎﻓﺮ ﻚ ﻛﹶﺎ ِﺫﺑﺎ ﹶﻓ ﻌﹶﻠﻴ ِﻪ ﹶﻛ ِﺬﺑ ﻪ ... ﻭِﺇ ﹾﻥ ﻳ
٢٩
٢٦ ٦٣
ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ١٦
ﺏ ﹶﻗﻠِﻴﻠﹰﺎ ... ِﺇﻧﺎ ﻛﹶﺎ ِﺷﻔﹸﻮﺍ ﺍﹾﻟ ﻌﺬﹶﺍ ِ
٧
ﺍﳊﺪﻳﺪ ٢٢
ﻀ ﹸﻞ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻳ ﺆﺗِﻴ ِﻪ ﻣ ﻦ ﻳﺸﺎ ُﺀ ... ﻚ ﹶﻓ ﹶﺫِﻟ
٢١١
ﺍﺎﺩﻟﺔ ﺐ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟﹶﺄ ﹾﻏِﻠﺒ ﻦ ﹶﺃﻧﺎ ﻭ ﺭ ﺳﻠِﻲ ... ﹶﻛﺘ
٢٢
ﺍﳉﻦ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﻳ ﹾﻈ ِﻬ ﺮ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻏﻴِﺒ ِﻪ ﹶﺃ ﺣﺪﺍ
٢٧
@ @
٢٤٢ ١٩١
عاقبة آتھم
الفھارس
٣
@ @÷ŠèÏ òÐ튒Ûa@òíìjäÛa@sí…byþa ﻑ ِﺑ ِﻬﻤﺎ ِﻋﺒﺎ ﺩ ﻩ ﺨ ﻮ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﹶﻰ ﻳ ِﺇ ﱠﻥ ﺍ َ ﺇﻥ ﳌﻬﺪﻳﻨﺎ ﺁﻳﺘﲔ ﱂ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ...
٢٣٥ ٢٣٤-٢٢٩-٣١
ﺃﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻳﻮﻧﺲ :ﺇﱐ ﻣﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ... ﻟﻴﺲ ﺍﳋﱪ ﻛﺎﳌﻌﺎﻳﻨﺔ
٢٨ ٢٣٢
ﻣﺎ ﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ
١٧١ ٢٣٧
ﳜﺮﺝ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻛﺪﻋﻪ ﻳﻀﻊ ﺍﳊﺮﺏ
٢١٣ ١٠٢
ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ
@ @
١٤٧-٩٧-٩٦
@ @@@@óäȽbi@lbnØÛa@¿@p…‰ë@sí…byc ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﲟﺆﺍﺯﺭﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻪ
٦٨
ﺍﺳﻢ "ﻧﱯ ﺍﷲ" ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ
٢٦
ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ
١٧٤
ﻉ ﻭﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺃﻫ ِﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻧﺰﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﻧﺰﺍ
١٨٠
ﻭﺭﺩ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ
٢١١
ﻒ ﻋﻤ ِﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻧﺼ
١٠٧
ﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻭﺃﻣﻪ ﻃﺎﻫﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣ
٥٧
عاقبة آتھم
الفھارس
٥
@ @÷ŠèÏ @ @éÏì’×ë@ @…ìÇì½a@|î ½a@pbßb g ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﺎ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﺎﻋﻠﲔ
٦٠
ﺁﺛﺮﻙ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ
٤٥ ٢٢-٢١
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﺻﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻧﻚ
٥٥ ٧٧
ﺽ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺎ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﳛﻴﻲ ﺍﻷﺭ ﺃﻗﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﺬﻛﺮﻱ
٥٦ ٥٩
ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺭﺗﻘﺎ ﺖ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻣﻌﻚ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮ ﻡ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻗﻤ
٥٨ ١٨٩
ﺃﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﺠﺒﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﻠﻒ ﻓﺨﻠﻘﺖ ﺁﺩﻡ
٥٦ ٥٥
ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﻥ ﺇﻧﺎ ﺭﺍﺩﻭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ
٥٥ ٦٠
ﺃﻻ ﺇﻥ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﷲ ﻫﻢ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻮﻥ
٥٦ ٥٨
ﺇﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻧﺒﺸﺮﻙ ﺑﻐﻼﻡ ﺣﻠﻴﻢ
ﺇﺫﺍ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﳘﻪ ﻭﻏﻤﻪ
٥٥
٢٤٠ -٥٨ ٥٤ ٦٠ ٥٧ ٥٤
ﺃﻻ ﺇﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻌﻚ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻚ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻫﻬﻨﺎ ﻓﺎﺻﱪ ﻛﻤﺎ ﺻﱪ ﺃﻭﻟﻮ ٢٤٠ -١٧٥ ﺍﻟﻌﺰﻡ ٥٤ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﳏﺒﺔ ﻣﲏ ٢٣٩ ﺖ ﺧﻴﱪ ﺍﷲ ﺃﻛﱪ ﺧﺮﺑ ٥٩ -٥٧ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻚ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑ ﻦ ﻣﺮﱘ ٥٥ ﺃﱂ ﺗ ﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ﺃﱂ ﺗ ﺮ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﰐ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﻨﻘﺼﻬﺎ ﻣﻦ ٨٥ -٥٥ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ٥٥ ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ٢٤٠ -٢٤٢ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ ٥٥ ﺃﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳓﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﻨﺘﺼﺮ
ﺇﻧﺎ ﻛﻔﻴﻨﺎﻙ ﺍﳌﺴﺘﻬﺰﺋﲔ ﺇﻧﺎ ﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ ﺃﻧﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ ﻭﻗﺘﻪ
٢٤٠ -٦٠ ٦١ ٥٤ ٢١ ٧٧ -٥٤ ٥٦ ٦٠ -٥٩ ٥٦ ٧٧ ٧٧
ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﲟﱰﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﺖ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻨﺎ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﳋﻠﻖ ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﳋﻠﻖ ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻱ ١٧٤ -٧٧ ﻭﺗﻔﺮﻳﺪﻱ ٧٧ -٥٦ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﺍﺩﻱ ﻭﻣﻌﻲ ٧٧ -٥٥ -٥٤ ﺃﻧﺖ ﻭﺟﻴﻪ ﰲ ﺣﻀﺮﰐ ٥٥ ﺃﻧﺖ ﻭﺟﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ٦٠ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ٥٥ ﺇﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻫﻮ ﰲ ﺣﻠﻞ ﺍﻟﱪﻭﺯ
٧٨
٦
الفھارس ٥٦ ٥٦ ٥٦ ٢٤٠
ﺇﱐ ﻧﺎﺻﺮﻙ ﺇﻧﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻜﲔ ﺃﻣﲔ ﺇﱐ ﺣﺎﻓﻈﻚ ﺃﻭﻗﺪ ﱄ ﻳﺎ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻮﰊ ﺗﻮﰊ ﻓﺈﻥ ٢٣٨ -١٨٦ -١٣٥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻚ
عاقبة آتھم ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﺧﺎﻃﺌﲔ ﻺﳝﺎ ِﻥ ﺭﺑﻨﺎ ِﺇﻧﻨﺎ ﺳ ِﻤ ﻌﻨﺎ ﻣﻨﺎ ِﺩﻳﺎ ﻳﻨﺎﺩِﻱ ِﻟ ِ ﺯﺍﺩ ﳎﺪﻙ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﺮﻙ ﺳﺮﻱ
٥٥ ١٠٤ ٥٥ ٥٥ ٥٩ ٥٩
ﺍﺧﺘﺮﺗﻚ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ
٥٤ ٥٤
ﺳﻨﻠﻘﻲ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺳﻮﻳﺘﻪ ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ
٥٥ ٥٥
ﺇﺫﺍ ﻧﻔﺦ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﺻﻨﻊ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ
٦٠ ٧٧
ﺳﻴﻬﺰﻡ ﺍﳉﻤﻊ ﺷﺎﺗﺎﻥ ﺗﺬﲝﺎﻥ
ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺇﱐ ﺭﺍﻓﻌﻚ ﺇﱄ
٧٨ ٥٤
ﺷﺄﻧﻚ ﻋﺠﻴﺐ ﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﺳﻌﻴﻪ
٥٤ ٥٥
ﺇﱐ ﻣﻌﻚ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ
٥٤ ٥٦
ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﺁﻝ ﳏﻤﺪ ﻋﺠﻞ ﺟﺴﺪ ﻟﻪ ﺧﻮﺍﺭ
٥٥ ٦١
ﻋﻄﺎﺀ ﻏﲑ ﳎﺬﻭﺫ ﻏﺮﺳﺖ ﻟﻚ ﺑﻴﺪﻱ ﺭﲪﱵ ﻭﻗﺪﺭﰐ ﻓﺎﺻﺪﻉ ﲟﺎ ﺗﺆﻣﺮ ﻓﱪﺃﻩ ﺍﷲ ﻓﺤﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻥ
٥٨ ٥٩ ٥٥ ٥٨ ١٧٤
ﺇﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﺇﱐ ﺟﺎﻋﻠﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺇﱐ ﻣﻬﲔ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻫﺎﻧﺘﻚ ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻓﻌﺎ ﹲﻝ ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻥ ﻣﻌﻲ ﺭﰊ ﺳﻴﻬﺪﻳﻦ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﻮﻟﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻧﻚ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﺇﱐ ﻣﺮﺳﻠﻚ ﺇﱃ ﻗﻮﻡ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺑﻜﺮ ﻭﺛﻴﺐ ﺑﺸﺮﻯ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﲪﺪﻱ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﰊ ﳍﺐ ﺽ ﻣﻨﻚ ﲤﻮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍ ٍ ﺾ ِﻣ ﻦ ﺍﻟ ﺪ ﻣ ِﻊ ﺗﺮﻯ ﹶﺃ ﻋﻴﻨ ﻬ ﻢ ﺗﻔِﻴ ﺛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﷲ ﰲ ﺣﻠﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻱﺍ ِ ﺟ ِﺮ ﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻳﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ
٥٨ ٧٨ -٥٦ ٨٥ ١٣٦ ٥٤ ٦١ ٥٤ ٧٨ ٥٨ ١٨٦ ٥٦ ٢٤٠ ٦٠ ١٠٤ ٦١ -٢١ ٧٧ -٥٥ ٥٥
٥٥ ٢٤١ -٢٤٠
ﻓﺴﻴﻜﻔﻴﻜﻬﻢ ﺍﷲ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﺧﺘﻼﻕ ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻔﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻗﻞ ﺇ ِﻥ ﺍﻓﺘﺮﻳﺘﻪ ﻓﻌﻠ ﻲ ﺇﺟﺮﺍﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﻗﻞ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻥ ﺍﷲ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﱐ ﳛﺒﺒﻜﻢ ﻗﻞ ﺇﳕﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻗﻞ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﺣﻖ ﻗﻞ ﺇﱐ ﺃﻣﺮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻉ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻛﻢ ﻗﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺪ ﻗﻞ ﺭﺏ ﺃﺩﺧﻠﲏ ﻣﺪﺧﻞ ﺻﺪﻕ ﻗﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻗﻞ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺃﺣﺪ ...ﻛﻔﻮﺍ ﺃﺣﺪ
٦٠ -٢٩ ٥٦ ٦١ ٥٦ ٥٤ ٥٨ ٦٠ ٧٧ ٥٩ ١٧٥ ٥٤ ١٧٥
عاقبة آتھم
الفھارس
٧
ﻗﻞ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻋﺠﻴﺐ ﻗﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻀﻞ ﺭﰊ ﻗﻮﻝ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﲤﺘﺮﻭﻥ ﻗﻴﻞ ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻗﻞ ﺇﻥ ﺍﻓﺘﺮﻳﺘﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﱄ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﺭ ﻋﻠ ﻲ
٥٤ ٥٩ ٥٨ ٥٧ ٥٦ ٣٤٩
ﻭﺇﱐ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻚ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺁﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﲢﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺇﺫ ﳝﻜﺮ ﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﺮ ﻭﺍﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭﺍﷲ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ
٧٨ ٥٦ ٥٨ ٢٤٠ ٥٦ ٥٥
ﷲ َﻷ ﹾﻏِﻠﺒ ﻦ ﹶﺃﻧﺎ ﻭ ﺭ ﺳﻠِﻲ ﺐﺍ ُ ﹶﻛﺘ ﻛﺬﹼﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳﺎﰐ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺎ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ
١٥٦ ٦٠
ﻭﺍﷲ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ
٦٠ ٢٤٠
ﻛﻦ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻛﻦ ﻣﻌﻲ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ
٥٤ ٥٤
ﻭﺇﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻚ ﺇﻻ ﻫﺰﻭﺍ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺭﲪﱵ
٥٨ ٥٦
ﻛﻨﺖ ﻛﱰﺍ ﳐﻔﻴﺎ ﻛﺬﹼﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺎ ﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ
٥٨ ٦٠
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻧﺪﺍﻭﳍﺎ ﻭﺧﺮﻗﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﻨﲔ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ
٥٦ ١٧٥
ﻛﻨﺘﻢ ﺧﲑ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻤﺜﻠﻚ ﺩﺭ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ
٥٤ ٧٧
ﻭﺫﺭﱐ ﻭﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻋﻨﻚ ﻭﺯﺭﻙ
٥٦ ٥٩
ﻻ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ﻻ ﲢﺎﻁ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ ﲣﻒ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻻ ﺗﻴﺌﺲ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ ﻻ ﺗﺜﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ
٢٩ ٦٥ ٥٩ ٦٠ ٥٥
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﲔ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﱏ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﳑﺘﻠﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ
٥٦ ٥٦ ٥٦ ٥٩
ﻻ ﻣﺒﺪﻝ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻻ ﻳﺴﺄﹶﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ
٥٩ ٥٦
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﱴ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﻗﻴﻞ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﻭﺍ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫﻭﻥ
٦٠ ٥٧
ﻟﻦ ﳚﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺳﺒﻴﻼ ﻟﻴﻨﺒﺬ ﹼﻥ ﰲ ﺍﳊﻄﻤﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﷲ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻌﻄﺮﺍ ﻧﺼﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﻋﺼﻴﺐ ﻫﻞ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻨـﺰﻝ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺃﻋﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﻳﻦ
٥٩ ٦١ ٥٩ ٥٥ ٦٠ ٥٤ ٥٤ ٥٦ ٥٦
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺎ ٍﻥ ﻭﻻ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﺮﻣﲔ ﻭﻟﻘﺪ ﻟﺒﺜﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﻋﻤﺮﺍ ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﷲ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﻟﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﺜﺮﻳﺎ ﻭﻟﻨﺠﻌﻠﻪ ﺁﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﷲ
٢٤٠ ٢٠ ٥٨ ٥٨ ٦٠ ١٧٥ ٥٥ ٥٨ ٢٤٠
٨
الفھارس
عاقبة آتھم
ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﺘﺮﻛﻚ ﺣﱴ ﳝﻴﺰ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﲣﺬ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﻴﻼ ﻭﳝﻜﺮﻭﻥ ﻭﳝﻜﺮ ﺍﷲ ﻭﳕﺰﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﳑﺰﻕ
١٧٥ ٢١
ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﱐ ﻣﺘﻮﻓﻴﻚ ﻳﺎ ﻧﻮﺡ ﺃ ِﺳ ﺮ ﺭﺅﻳﺎﻙ ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺎﻉ ﻭﻗﺘﻪ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ ﺍﷲ ﺑﱪﻛﺎﺕ ﻣﺴﺘﻜﺜﺮﺓ ﳛﻤﺪﻙ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﺮﺷﻪ ﳜﻮﻓﻮﻧﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ
٥٩ ٦٠ ٧٧ ١٣٦ ٧٧ ٥٩
ﻭﺍﷲ ﻣﻮﻫﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﲡﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﻓﻴﻬﺎ
١٤٣ ٥٩
ﻳﺮﻓﻊ ﺍﷲ ﺫﻛﺮﻙ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﺌﻮﺍ ﻧﻮﺭ ﺍﷲ
٥٤ ٥٤
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻﺕ ﺣﲔ ﻣﻨﺎﺹ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻭﻭﻗﺖ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﺀ
٥٥ ٥٨
ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﳛﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﺎﺩ ﺯﻳﺘﻪ ﻳﻀﻲﺀ
٥٥ ٥٥
ﻭﻻ ﻨﻮﺍ ﻭﻻ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﲪ ﺪ ﺃﺟﻴﺐ ﻛ ﱠﻞ ﺩﻋﺎﺋﻚ
٥٨ ١٢١
ﻳﻨﺼﺮﻙ ﺍﷲ ﰲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ
٥٩ ٦١
ﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧ ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﻳﺘﻢ ﺍﲰﻚ ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﲰﻲ
٢٣٨ ٥٤
ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﻓﺎﺿﺖ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ
٥٨ ٢٣٨
٥٦ ١٧٤ ٦٠ -٥٩ ٥٩ ٥٥
ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ ﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﳉﻨﺔ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺁﺑﺎﺅﻙ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻨﻚ ﻳﻮﻡ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻏﲑ ﺍﻷﺭﺽ
٢٣٨ ٢٣٨ ٥٦ ٥٥ ٦٠
ﻳﺎ ﺃﲪﺪﻱ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﺍﺩﻱ ﻭﻣﻌﻲ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﻴﻖ ﻳﺄﰐ ﻗﻤﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺭﻓﻘﺎ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ﻻ ﲣﻒ
٧٧ ٥٥ ٢١
عاقبة آتھم
الفھارس
٩
@ @Éî™aì½a@÷ŠèÏ ﺳﻜﺖ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﺍﳌﺆﻳﺪﻭﻥ ﻵﻢ ﻋﻨﺪ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ
ﺍ
١٨٠
ﻗﺪ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳌﺸﺎﻛﻞ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﺎﻳﺔ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ
٩٤ ٩٤
ﺍﻹﺭﻫﺎﺹ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﺗﺴﻤﻰ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎ
٢٣٤
ﻛﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﺑﺘﻼﺀ
٢٤١
ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ
ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺹ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻳﱰﻝ ﺍﷲ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻹﻳﻮﺍﺀ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﻣﻨﻪ ﺗﺴﻤﻰ ﺁﻳﺔ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﺄﻳﻴﺪﺍ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٢٣٤ ٢٣٤ ١٤٨
ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﲔ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﲑﻭﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﺍﳌﺴﻨﻮﻧﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ
١١٤
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﰲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻜﻤﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ
٨٢
٢٣٤
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﰲ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ
٨٤
١٧٣
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻭﺻﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﹰﺓ
٣٦ ٥٧
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ
١٩٢
ﰲ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻵﻳﺎﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺗﻨـﺰﻝ ﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻨﱯ
١٣١ ٢٣٤
ﰲ ﻛﻞ ﺁﻳﺔ ﺳ ﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﱰﻝ ﻛﺎﳌﻄﺮ
٢٣٥ ٢٤٨
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﲰﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﹰﺓ
٥٧
ﺍﻹﲨﺎﻉ ﱂ ﳛﺪﺙ ﺇﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺇﲨﺎﻋﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺇﲨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻠﻌﻮﻥ
١٠٠ ١٠٠ ١٠٥
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﳍﻢ
١٨٠
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻳﻦ ﺣﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳊﻴﺔ ﺑﺎﷲ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺿﺪ ﻣﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺷﻨﺖ ﺁﻻﻑ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﱂ ﳜﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺃﻱ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻃﹸﻮ ﺭ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﻲ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘﻂ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻭﺃﻓﻀﻞ
٢٤٦ ٢٤٧ ٣٩ ٣٩ ٢٠٩ ٢٤٧ ٢٤٧ ٤ ٩٣
الفھارس
١٠
ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﻣﻘﺎﻝ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺼﻮﻥ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺗﺸﻘﻖ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺇﲨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﲨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻭﺇﳊﺎﺩ ﺇﻋﻼﻥ/ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﺇﻋﻼﻥ ٣٠ﺩﻳﺴﻤﱪ
٢٠٦
ﺍﺎﻡ ﺁﻢ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺎﻡ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺎﻡ ﺑﺎﺭﺗﺪﺍﺩ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
١٨٣
ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺇﰒ ﻛﺒﲑ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺁﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻮﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ
١٠٥
١٠٥ ٢٩
٣٠ ،٢٣ ،١٨ ،١٦ ،٤ ،٣ ،١
ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﺃﻟﻒ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺃﻟﻔﻲ ﺭﻭﺑﻴﺔ
عاقبة آتھم
٢٧ ،٢
ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ
١٧ ٤٧
ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺑﺸﺮﻯ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺇﻋﻼﻥ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﻧﺎﺱ ﻋﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺍﳋﻨﺎﺱ
١٦٩ ١٨٧ ١٨٧ ١٨٨ ٢٣٣
ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻹﳍﺎﻣﻴﺔ ﲣﺎﻟﻒ
٢٠
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻋﻦ ﺁﻢ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻮﺕ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺟﺮﺣﻮﺍ ﺭﻭﺍﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ
٦١ ١٢٣ ١٣٣ ١٤٢ ٢٣٣
١٣ ١٧٠ ١١ ٦٢ ٥٢ ٤٥
ﺍﻷﻗﻨﻮﻡ ٣٦ ،٣٥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺭﺳﻢ ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﻭﻩ ٣٧ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﷲ ﻳﱰﻝ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺀﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻲ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻣﺎﻟﻜﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﳛﻴﻂ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻻ ﳜﻠﻒ ﻭﻋﺪﻩ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺒﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻬﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﺷﺄﻥ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺷﺄﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﻕ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﳌﺨﻠﻮ ﻻ ﻧﻘﺪﻡ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﻣﺒﺪﺃ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭﺭﺣﻴﻢ ﻭﺟﻮﺍﺩ ﻭﻛﺮﱘ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻛﻬﻒ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﻣﻨﻦ ﺍﷲ
١٣٦ ٢٤٧ ٣٥ ٤٩ ٧٨ ٨١ ٨٢ ٨٢ ٨٢ ١٠٠ ٩٢ ٩٢ ١٥٧ ٧٦
عاقبة آتھم ﺇﻥ ﻗﺮﺏ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﺇﺭﺛﺎ ﻣﻘﺒﻮﺿﺎ ﻷﺣﺪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺃﺣﺪﺍ
١١ ٩٦ ٨
ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺷﺮﺡ ﻟﻄﻴﻒ ﻷﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺍﳌﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻏﻠﺒﺖ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺭﻓﻘﻪ ﻏﻠﺐ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ
٧ ٨ ٩٢
ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ "ﻳﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ" ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ "ﻋﻘﺐ" ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻣﺼﻴﺒﺘﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﰲ ﺇﳍﺎﻡ "ﻓﺴﻴﻜﻔﻴﻜﻬﻢ ﺍﷲ" ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭﺓ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﺑﻞ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺗﺮﻏﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﺗﺮﻫﻴﺒﺎ ﺗﻌﺒﲑ "ﺍﳌﻜﺎﳌﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ" ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ
٢٦
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺧﺼﺎﳍﻢ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ
١٠٤
٥٣ ٦٠ ١٣٥ ١٣٥ ٥٦ ٦٠ ١٩١
ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻃﻬﺮﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﻈﻰ ﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﱪ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ
٨١
ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻻ ﻳﺸﺮﻑ ﺑﺎﳌﻜﺎﳌﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻣﻦ
١٩١
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻓﻴﺠﻴﺒﻪ
١٩٠ ١٩١
ﺃﻡ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺧﺎﰎ ﺃﻟﹾﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﳍﺎﻣﻴﺔ ﻻ ﻳﻜﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻧﱯ ﺃﻭ
الفھارس
١٥٢ ١٢٢
ﻭﱄ ﳐﺘﺎﺭ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺃﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﻟﻜﺸﻒ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﳊﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﺻﻞ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
١٤٤ ١٥١ ١٥٦ ١٥٦
١٥٢
ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻜ ﹶﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ
١٥٢
ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
١٥٢
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﻘﻮﺷﻪ ﳏﻔﻮﺭﺓ ﰲ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻧﻌﻤﺎ ﻻ ﺣﺼﺮ ﳍﺎ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺑﻞ ﳜﻀﻊ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﻧﻌﻢ ﻳﻔﻮﺯ ﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ
١٩١
ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳜﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﳋﺼﻤﻪ
٢٤٧ ١٩
ﺳﺒﺐ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﺃﻭ ﺧﺒﺜﺎﺀ ﻛﻞ ﺷﻘﻲ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﺣﻘﺐ
٥٧
٥ ٩٠ ٩٢ ٢٣٦
٩٢
الفھارس
١٢
ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻘﺪ ﻗﻮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻳﺮﻛﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻧﺐ
٥٩
ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳚﻬﻠﻮﻥ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
٢٨
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻓﻼ ﻳﺘﺄﺧﺮ l
٨٢
٢٨ ،٧
ﳐﺘﺮﻉ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻨﻜﺮ ﻟﻪ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻮ ﻋﻠﱢﻢ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﳌﺎ ﻧﺴﻮﻩ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻱ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ
٤١ ٤٤ ٥ ٦ ٤٤
ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺗﻌﺒﲑ ﺍﳌﻜﺎﳌﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺗﻌﺒﲑ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻣﺴﻠﻢ
ﺍﻟﱪﻭﺯ ﺇﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻘﺖ ١١٢ ٧٨ ،٥١
ﻧﻈﺎﺋﺮﻫﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺑﺮﻭﺯﻳﺔ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺑﺮﻭﺯﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﱪﻭﺯ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ
٩٨ ١١٢
ﺍﻟﺒﻐﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﺑﺬﻳﺌﺔ
٦٩
p ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﻭﻝ ﻣﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﺪﻻﺋﻞ
٩٨
ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ
١٠٠
ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺭﺳﻢ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﺴﻤﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺿﻤﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺆﺍﺧﺬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻛﺬﺏ ﳏﺾ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ
عاقبة آتھم
٣٦ ٣٧ ٥ ٣٣ ٣٨
ﺑﻪ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻰ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﱄ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇ ﹼ
٢٦ ٦٨
ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺗﻔﺴﲑ "ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺭﺗﻘﺎ"
٩٩ ٨٢
٩٢ ﺗﻔﺴﲑ "ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ" ٢٠٨ ﺗﻔﺴﲑ ﺁﻳﺔ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ "ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ" ١٥٣ ﺗﻮﺿﻴﺢ "ﺳﺒﻊ ﲰﺎﻭﺍﺕ ﻭﺳﺒﻊ ﺃﺭﺿﲔ" ٢١٠ ،١٠١ ﺗﻔﺴﲑ "ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺘﲏ" ٢١٠ ،١٠١ ﻣﻌﺎ ٍﻥ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ١٠١ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﺑﻐﲑ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻔﻌﻮﻝ ١٠٩ ﺑﻪ ﺑﺸﺮﺍ ﻓﻼ ﻳﻌﲏ ﻏﲑ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﱂ ﺗﺮﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﰲ ﺃﻱ ﻛﻼﻡ ﺃﻭ ﺷﻌﺮ ﺇﻻ ١١٠ ﲟﻌﲎ ﺍﳌﻮﺕ ﺷﺮﺡ ﻟﻄﻴﻒ ﻷﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻟﺴﻮﺭﺓ ٧ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ٨ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ
عاقبة آتھم
١٣
ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ١٧٠ ،٩٦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ١٣١ ﺳﲑﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ ﺇﳕﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﲞﻄﺌﻪ ﻭﻳﻘﺒﻞ ١٣١ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﰲ ٢٠٢ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﻨﻘﺬ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ٢٠٩ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻳﺘﻮﺭﻉ ٢٠٩ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻟﺘﻜﱪ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺘﻜﱪ ﻭﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﳛﺐ ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ
١١٥ ٧٧
ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺗﻨﺎﰲ ﻧﻈﺎﻡ "ﺍﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ" ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﲡﻌﻞ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺍﳋﺎﻟﻖ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﺎﻃﻼ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳌﺎﺩﺓ ﻗﺪﳝﺘﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﷲ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﺗﻐﲑ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻗﻠ ﹰﺔ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻃﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻓﻼ ﻣﻌﲎ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳚﺘﻨﺐ ﺍﳌﺮﺀ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ
٩٠ ٩٠ ٩٠ ٩١ ٩١ ٩١ ٩٤ ٩٠
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘﻂ
الفھارس
٤
٥ ٣٣
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﰲ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳒﺎﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺷﻌﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ١٥٨ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ٢١٠ ،٤١ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺗﻮﰲ )ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻧﻈﺮ "ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ" ﻭ"ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ"( @x ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﻣﻌﻘﻮﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﻧﻘﻀﻬﻤﺎ
٩٣ ٩٠
ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺮﺳﺔ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻠﻦ ﻳﻀﻴﻌﻬﺎ ٦٣ ﺃﺑﺪﺍ ﺫﻛﺮ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺨﻠﺼﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﺪﻥ ٢٠٢ ﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ١٩٧ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﲢﺮﺯ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻏﲑ ﻋﺎﺩﻱ ٢٠٨ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻌﺪﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﱂ ﻳﺄﺕ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ١١٤ ،١٠٥ ،٩٦ ﻛﺎﳌﺒﺘﺪﻋﲔ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ١١٤ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺏ ١٩٧ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ١٩٩ ﺫﻛﺮ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﲝﻮﺯﺗﻪ ﻛﺘﺎﺏ ٢١٣ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ ﻭﻳﺘﻀﺮﻋﻮﻥ ﰲ ٢٠٢ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ ﻓﻬﻢ ﺃﻛﺒﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﻠﻮﺑﻪ ٢١٣ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ
الفھارس ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑـ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻗﺒﻠﻪ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺁﺓ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺻﻔﺎﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺍﳌﻬﺪﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﳎﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﳎﺪﺩ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺪﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺆﻳﺪ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻹﳍﺎ ﻡ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﺫﻛﺮ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺿﺪ ﺍﻷﲪﺪﻳﲔ
١٤ ٢١٣ ٢١٣ ١٠٤ ٢٠٩ ٤٩ ٩٧ ٢٠٩ ٩٨ ١٠٧ ٨١
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺫﻛﺮ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﺸﻮﻉ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺣﻜﻤﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺇﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻗﺪ ﺻﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ١٣ﻋﺎﻣﺎ
٣٩ ٤٠ ١٠٥
ﺟﻬﻨﻢ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻜﺎﻥ ﳉﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﲔ ﻛﻤﻼ ﻭﺍﻟﻐﻔﹼﻞ ﻣﻨﺘﺒﻬﲔ ﻟﻘﺪ ﲰﺎﻫﺎ ﺍﷲ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﻓﻬﻲ ﺗﺮﰊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﰊ ﺍﻷﻡ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻛﻞ ﺷﻘﻲ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﺁﻳﺔ "ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ" ﺑﺸﺎﺭﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ
عاقبة آتھم ﺡ ﺣﺪﻳﺚ /ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺗﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﻗﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﻋﺪ ﺑﻨـﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳚﻬﻠﻮﻥ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﻗﻮﻝ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﳋﱪ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻭﺑﺎﻃﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﺎﻛﺘﺔ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺎﻡ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﺑﻞ ﲢﻘﻖ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﲝﺴﺒﻪ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺭﺩﻩ ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﺂﻝ ﳏﻤﺪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺂﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﻜﻔﱠﺮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﻛﺪﻋﻪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺁﺣﺎﺩ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻈﻦ
١٨٢ ٢١١ ٢٢٨ ٢٣٢
ﺍﻟﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺡ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺍﺛﻨﲔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳋﺴﻮﻑ
٢٣٣
ﻻ ﺗﺮﺩ ﻛﻞ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺣﺪ ﻟﻜﺬﺑﻪ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﺰﻳﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
٢٣٣ ٢٣٢
٢٩ ٢٩ ٥١ ١٠٤ ١١٧ ١٨٣ ٢٣٣ ١٨٠
ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻷﲜﺪﻳﺔ ٩٣ ٩٣ ٩٣ ٩٤
"ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﺩﻳﺎﱐ" ﺗﺴﺎﻭﻱ ١٣٠٠ﰲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﻫﻮﻯ ﺐ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﳌﻬﻠﻜﺔ" ﺩﺟﺎﻝ ﺑ ﲝﺴﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ ،ﻭﻫﻮ ١٨٩٦
١١٨
١٣١
ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﺴﻨﺔ ،ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺗﻜﻔﺮ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﻢ
٩٥
عاقبة آتھم
١٥
ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﲡﺎﻩ ﻛﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﲢ ﺪ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻧﺼﺢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪﺡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﳍﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳍﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻄﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﺎ
١٧١ ٤٢ ٧٠ ١٧١ ١٧٢
ﺥ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ )ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﻳﻀﺎ( ﺍﳋﻨـﺰﻳﺮ ﺃﳒﺲ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻭﺃﺟﺪﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﺮﻩ ﻫﻮ ﺍﳋﻨـﺰﻳﺮ
١٩٣
ﺩﺭ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻟﻐ ﹰﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﺗﻨﺠﺲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺪﺟﻞ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﳊﺮﻣﲔ
٥٢ ٥١ ٥٢
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺭﻏﻢ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ
١٧٤ ٤٥
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ )ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺮﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﺃﻳﻀﺎ( ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻄﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ
١٧٣ ٢٠٥
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ /ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻗﺪﺭﺕ ﻟﻪ ﺎﻳﺔ
الفھارس
٩٤
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻣﺮﺍﺭﺎ ﻭﺣﻼﻭﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﱂ ﺁﺧﺮ ﲰﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
٩٥ ٩٤
ﺍﻟﺪﻳﻦ ٢٤٧
ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻣﻴﺘﺔ ﺇﻻ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺫﺏ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻟﻴﺲ ﳑﻨﻮﻋﺎ ﰲ ﺃﻱ ﺩﻳﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ
٦٥
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺍﳌﺸﻮﺏ ﺑﺎﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
١٩٠
٣٣
ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺣﲔ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻳﺮﻛﻦ ﺍﳌﺮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻧﺐ
٥٩
ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻗﺪ ﺗﺼﺪﻕ ﺭﺅﻳﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﳌﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻛﺸﻒ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺑﲑ "ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ" ﻟﻠﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ
١٩١ ٨٥ ١٨٥ ١٨٩ ٢٤٤ ٢٤٥
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺭﺳﺎﻟﺘﲔ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺑﺸﺮﻩ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
١٧٧ ٢٤٤
ﺭﻓﻊ ﻋﻴﺴﻰ )ﺍﻧﻈﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﺍﻷﲰﺎﺀ( ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﱪﻛﺎﺕ
١٨٤
الفھارس ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ
عاقبة آتھم
١٦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ١٨٤
ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺼﻮﻥ
١٠٦
ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻻ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩ ﺣﻖ
٩١ ١١١
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺗﺸﻜﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﳊﻤﺎﻡ
ﺷﻖ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ
١٨٤
٣٨
ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﳛﺜﺎﻥ ﺍﶈﺴﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﺮ
ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺱﺵﺹﻁ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺸﻬﺪ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺮﺁﺓ ﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺭﺽ
١٨٣ ٢٣٥
ﺍﻟﺴﻴﺦ )ﺍﻟﺪﻳﻦ( ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻭﺍ ﻧﺎﻧﻚ ﺻﺎﳊﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻭﺣﺞ ﻣﺮﺗﲔ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺔ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﲢﻤﻞ ﻋﺒﺎﺀﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺫﻛﺮ ﻣﻔﺼﻞ ﻟﻠﻌﺒﺎﺀﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺳﺖ ﺑﺸﻦ" ﺃﻱ "ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳊﻖ"
٥٩ ١٧٨
٢٠٢ ٣٧
ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺗﻜﻔﲑﻫﻢ ﻟﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٤٩ ٧٤
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﷲ ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
٤٤
ﻣِﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﳛﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
٢٣٦
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ
٧٧
١٧٨ ٤٢ ١٨٠ ٦١
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﳍﺎ ﺷﺮﻙ ﳒﺲ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﺑﺬﺭﺕ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺭﺍﻡ
١٧٢
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ
ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﻃﻠﻖ ﻳﺴﻮﻉ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﱯ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺯﺍﺧﺮﺓ ﺑﺎﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺇﱃ ﺣﻀﺮﺗﻪ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺃﻣﻪ ﻃﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻧﺰﻭﻝ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
١٢٤
٣٦ ٢١١ ٤٤
ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﲨﻴﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺼﻠﺐ ﻟﻘﺪ ﳒﹼﻰ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
٥٠ ١١٩
عاقبة آتھم ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻛﺴﺮﻩ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﱪﻯ ﺁﻳﺎﺗﻪ
١٧ ٥٠
ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﱰﻝ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ
٤٠ ٢٤٣
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻠﻬﻢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ
٤٠
ﻉﻍ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺑﺎﻭﺍ ﻧﺎﻧﻚ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺑﺎﻭﺍ ﻧﺎﻧﻚ ﺍﻟﱵ ﻛﹸﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﺎﻥ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﲤﺜﱢﻞ ﺫﻛﺮﻯ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﺫﻛﺮ ﻣﻔﺼﻞ ﻟﻠﻌﺒﺎﺀﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺳﺖ ﺑﺸﻦ" ﺃﻱ "ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳊﻖ"
الفھارس
٢٠٢ ٣٧
ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺇﳕﺎ ﻳﱰﻝ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ١٣٧ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ٤٠ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﱰﻝ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺍﳍﻴﻀﺔ ٩٢ ﻟﻜﻞ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ٩٣ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻋﺰﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺑﺪﻳﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ ٧ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﺆﺧﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻓﻼ ﻳﺘﺄﺧﺮ ٣٠ ، ٧ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺃﺧﲑﺍ ﺇﱃ ﻋﺬﺍﺏ ١٩٧ ﻟﻌﲔ ٢٣٩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻮﻧﺲ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﳍﺎﻣﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻜﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻧﱯ ﺃﻭ ﻭﱄ ﳐﺘﺎﺭ
١٢٣
ﻋﻠﹼﻢ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺃﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
١٤٥
ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ١٥٣-١٥٢ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﰎ ﺃﻟﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ١٥٣ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﻟﻜﺸﻒ ﺃﺳﺮﺍﺭ ١٥٧ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﳊﺐ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺣﺐ ١٥٧ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﺻﻞ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ١٥٣ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴ ﹲﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﲨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﲨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻭﺇﳊﺎﺩ
١٠٦ ٣٠
ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺇﻥ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﻣﺆﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮ ﺇﻥ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ
٣٦
١٠٦
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ/ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
١٥٦
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﲟﱰﻟﺔ ﴰﻮﺱ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻗﻤﺎﺭﻫﺎ ﻗِﺴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﻙ
١٨٤ ٨١
ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻌﺮِﺿﻮﻥ ﻋﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﺑﻌﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﳌﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺳﻼﻑ ﺻﺎﳊﲔ ﻭﺃﺗﻘﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﻳﻀﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻃﻼﻕ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ )ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ(
٩٧
٥٣ ١٠٧ ١٠٧ ١١٤
الفھارس ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ )ﺍﻧﻈﺮ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ( ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺫﻛ ﺮ ﺻﻔﺎﻢ ﱂ ﻳﺒﻖ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻧﻮﺭ ﻭﻓﺮﺍﺳﺔ ﺣﺐ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﻭﻓﺴﻘﻬﻢ ﲢﺪﻱ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻓﺼﻴﺤﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺑﺎﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﺳ ﺮ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﳌﻈﻠﻢ ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻣﺘﻜﱪﻳﻦ ﺃﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺧﺼﺎﻻ ﲪﻴﺪﺓ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ
١٨
١٢٣ ١٤٠ ١٤٣ ١٤٥ ٢٣٧ ١٤٥ ٩٩ ١٠٥
عاقبة آتھم ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻛﺎﺫﺑﻮﻥ ﻟﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﺁﻢ ﺍﻟﻘﱪ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻮﻳﺪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻟﻠﻘﺴﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻚ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻳﻬﻴﻨﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﳛﺘﻘﺮﻭﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺟﺎﻝ ﺃﻛﱪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ
١٦ ١٧٩ ٣٣ ٣٦ ١٩٦ ٣٩ ٥١ ١٨٠
ﺍﻟﻐﻀﺐ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺇﳝﺎﻥ ﻓﻠﲑﺟﻊ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ
ﻳﱰﻝ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺳﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ
ﻗﺴﻴﺲ ﺣﺬﺍ ًﺀ ﻣﻘﻠﻮﺑﺎ ﺇﱃ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
١٧٩
١٣٧
ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻃﻬﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ
ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﻇﻔﻮﺍ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ
٢٢٩
٨٢
ﻑﻕﻙ
ﻛﺸﻒ ﺍﷲ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﻜﺘﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ ﰲ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٧٨ ١٨٦
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺍﳌﻬﺪﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳎﺪ ﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻇﻬﻮﺭ ﳎﺪﺩ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺪﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ
٤٢
ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺁﻢ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺑﺬﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ
٢
٢١١ ٥٠ ٩٨ ٢١١ ٢١١
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻟﻘﺪ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﻃﻮﻓﺎﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﻓﺘﻨﺘﲔ ﻋﻈﻴﻤﺘﲔ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٤٤ ٤٩ ٥٠ ٢٤٣
ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺫﻛﺮ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺿﺪ ﺍﻷﲪﺪﻳﲔ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﳏﺾ
٨١ ٤٩
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ )ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﻳﻀﺎ( ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﻣﻨـﺰﻩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﻭﺿﻼﻝ ﻻ ﻧﻈﲑ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ
٣٤ ٤١
عاقبة آتھم ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﱪ ﺑﲔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﺟﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻓﻴﻪ ﺧﻼﺻﺔ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻏﺎﻟﺒﲔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﲝﺴﺐ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺗﱪﺃ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﻦ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﱂ ﳜﱪﻧﺎ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﲜﻼﺀ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻘﺖ ﺷﺮﺡ ﻟﻄﻴﻒ ﻷﻡ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺫﻛﺮ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻭﺣﺒﻬﻤﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ
١٩ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ٥١ ٥١ ١٥٣ ٥٢ ٥٤ ٢٩ ١٨٠ ٢١ ٢٤٨ ١٠٥ ٨ ٨ ٢٤٨
ﺍﻟﻘﺴﻢ/ﺍﳊﻠﻒ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﳊﻠﻒ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﺴﻴﻘﺘﻠﻊ ﻭﻳﺒﺎﺩ
١
ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺼﺢ ﺁﻢ ﺑﺈﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ
٢
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﻨـﺰﺍﻉ
١٢٨
ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺏ ﺃﺣ ٍﺪ ﻻ ﻳﺒﻄﻞ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﺬ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻬﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
الفھارس
٢٣٤ ٢٣٦
١٨٣ ٢٣٦
ﻛﺘﻴﺐ ﻋﺮﰊ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻭﺭﺩ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺻﻼﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ٢٣٧ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ٢٣٧ ﺍﳌﻈﻠﻢ ﻷﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ٢٣٦ ،١٨٣ ﺁﻳﺔ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺧﺴﻮﻑ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺧﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ
١٨٥
ﱂ ﳛﺪﺙ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ٢٣٠ ،١٨٢ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺃﻱ ﻣﺪﻉ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻻﺳﺘﺨﺪﻡ ٢٣١ "ﺍﳍﻼﻝ" ﻻ "ﺍﻟﻘﻤﺮ ٢٣١ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻟﻠﺨﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺍﳔﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻧﻜﺴﻔﺖ ٢٣٤ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻴﺎﻥ ﻧﺪﺭﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ٢٣٢ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﲣﺼﻴﺼﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻬﺪﻱ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺴﻮﻑ ٢٣٣ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻋﻦ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺗﻔﻨﻴﺪﻫﺎ
٢٣٥
ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺭﺅﻳﺔ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﳊﻤﺎﺓ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ١٨٧ ،١٣٦ ﻣﺘﻤﺜﻠ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﲢﺮﻙ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ١٢٣ ﰲ ﺻﻠﺒﻪ
الفھارس
٢٠ ١٨٩
ﻛﺸﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻦ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻛﺸﻒ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻧﺎﺯﻻ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺑﲑ "ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ" ﻟﻠﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﷲ ﻳﺬﻳﻖ ﺍﻟﺴﻴﺌﲔ ﺃﻳﻀﺎ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺃﻭ ﺍﻹﳍﺎﻡ
١٩١
ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ
٣٦
ﲨﻴﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ
٥٠
ﺻﻨﻮﻑ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﻭﺗﻜﻔﲑ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﻢ
٩٥
٢٤٦ ٢٤٥
عاقبة آتھم ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺎﻝ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻧﺎﻝ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻠﹼﻤﺖ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺎﻝ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻓﺎﻕ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺗﻔﺴﲑ ﺁﻳﺔ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻳﲔ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻝﻡ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻟﻌﻦ ﻗـُﺪﺭﺕ ﺷﻔﻘﺔ ﻭﺭﲪﺔ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ
١٩٣
ﺍﳌﺎﺳﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﺎﺳﻮﻧﻴﻮﻥ ﻻ ﻳﻜﺸﻔﻮﻥ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
٢٣
٣٣ ٩٤
١٩١ ٢٤١ ٢٤١ ٢٠٩ ٦٦ ٢٤٥
ﲢﺪﻱ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﲔ ٧١ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ٢٠٥ ،١٩٤ ،٤٩ ﺍﳌﻜﻔﺮﻳﻦ ١٧٠ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﲔ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ٣٤ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻴﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳌﺸﻜﻜﲔ ﰲ ٣٣ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ
ﻣﺆﲤﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ١٨٩
ﺇﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺟﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﺑﻌﺪ ٢٠٣ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ٢٤١ ،١٨٩ ﻭﲢﻘﻘﻬﺎ ﺗﺄﺛﲑ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ٢٠٧ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻤﻌﲔ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ٢٠٩ ﺍﷲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﰲ "ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ" ﻣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ٢٠٩ ﺍﻟﻨﱯ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﲔ ١٩٤ ،٢٠٥ ،٦٩ ﻋﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ٥٥ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳑﺴﻜﺎ ﺇﳍﺎﻣﺎﺗﻪ ﰲ ﻳﺪﻩ ١١٦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﺍﳌﺴﻨﻮﻧﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ٢٠٥ ﻛﻞ ﻣﺒﺎﻫﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺇﻋﻼﻧﺎ
عاقبة آتھم ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ٧٥ﻣﻴﻼ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٧٥ﻣﻴﻼ
٢١ ٢٠٦
٢٠٦
ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ٦٧ ،٦٦ ،٤٧ ،٣٤ ١١٦ ،١١٥ ﺃﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ٢٠٥ ﻧﺺ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ٢٤٥ ،١٩٨ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ٢٠٠ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﰲ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭﺗﻔﺼﻴﻠﻪ ﺑﺎﳌﺜﺎﻝ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﺎﺳﻘﺎ ﻳﻈﻬﺮ
٨٤
ﺟﻬﻠﻪ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﳌﺎ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻴﺸﺎ ﺭﻏﻴﺪﺍ ﻭﻣﺘﻨﻌﻤﺎ ﻭﺳﻌﻴﺪﺍ ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﺎﺳﻘﺎ
٨٨ ٩١-٨٨
ﺍﺪﺩ ٨٠ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻗﺮﻥ ٢١٠ ،١١٩ ﻳﺼﺮﺥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻟﺒﻌﺜﺔ ﳎﺪﺩ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﺍﳌﺮﺀ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺪﺩ ٨٦ ﻭﺻﺪﻗﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳎﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ١١٩ ،٤٩ ﻋﺸﺮ ﻟﻜﻞ ﳎﺪﺩ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﲝﺴﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﺪﺩ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ
٥٠ ٢١٠
ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺣﻴﺎ ﻫﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺻﻠﺐ ﺍﺑﻨﻪ
٢١٠ ٩٤
الفھارس ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺑﺸﻮﻕ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺇﳍﻬﻢ ٤٥ ١٦ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺻﺎﺩﻕ ٤٥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﲡﺎﺳﺮ ﻭﻻ ﳜﺠﻠﻮﻥ ١٨،٤٢ ٢١١ ،٤٥ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻱ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺁﻢ ١٥ ﻓﻠﲑﻓﻊ ﺷﻜﱠﻪ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﲰﺎﻭﻳﺔ ١٧٦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺗﻨﺒﺄ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲝﺪﻭﺙ ﻧﺰﺍﻉ ﺑﲔ ١٨١ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ٣٥ ،٣٤ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ٤٣ ،٣٣ ﺇﻃﻼﻕ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ٢١١ ﻧﻘﻄﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﻜﺸﻒ ﻓﺴﺎﺩ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ٩٤ ﲝﺴﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺭﺣﻴﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ٩٥ ،٩٢ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ،ﻭﻧﻘﻀﻬﻤﺎ ﺑﺬﺭﺕ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ٢١١ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻧﺰﻭﻝ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ١٧٨ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ٢١١ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﲨﻴﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ٥٠ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻘﺪ ﳒﹼﻰ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻵﻥ ١١٩ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻏﻠﺒﺔ ٩٨ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻛﺴﺮﻩ ﺇﻳﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ٥١ ،٥٠ ﻭﻃﻮﻓﺎﺎ
الفھارس
٢٢ ٣٦ ٤٢
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ
٣٦
ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺍﻷﺳﻘﻒ "ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﺴﻮﺱ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ" ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺭﺳﻢ ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺿﻤﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺆﺍﺧﺬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻛﺬﺏ ﳏﺾ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
٥ ٣٣
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ
٣٨
٤٢ ٣٨
ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱵ
٤١
ﺗﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﳌﺎ ﻧﺴﻮﻩ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ
٤٣ ٥ ٦ ٤٤
ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﺁﻢ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪ :ﺇﻧﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﲔ
٤٩ ١٩ ،١٨
ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
عاقبة آتھم ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ٤٢
ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ ﺗﻜﺜﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ٢٦٨ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ٢١٠ ،٤١ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ )ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻛﻔﱠﺮﻭﻩ ﻭﺳﺒﻮﻩ ﺩﻋﻮﺓ ﺷﻴﺨﲔ ﺇﱃ ﺭﺅﻳﺔ ﺁﻳﺔ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻗ ﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﺗﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺫﻟﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻟﻘﺪ ﻋﺼﻢ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺮﲪﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﻓﻀ ٍﻞ ﳑﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻪ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺑﺼﺤﺒﺘﻪ
ﺍﻏﺘﻨﺎﻣﺎ ﻟﻌﺪﻟﻪ ﺍﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺍﻋﺘﻨﻖ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺘﺔ ﻣﻠﻮﻙ ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺧﺮ ﺍﷲ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺇﺷﻌﻴﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺿﺮﺍﻋﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﺇﱃ ١٥ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ١٥ﻳﻮﻣﺎ
٤١
١٥٦ ١٩١ ١٩٢ ٢٣٩ ٢٠٢ ٢٤٩
ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺈﻧﺰﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﺑﻌﺪ ﺷﺢ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﻟﻄﺎﻟﱯ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺑِﺮﻛﺔ ﻛﺎﺷﻔﺔ ﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
١٧٤ ١٧٩ ١٧٩ ٤٩
ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﳒﻴﻞ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺎﺟﻼ
٤٠
١٥٥
ﺍﷲ ﻳﺒﻄﺶ ﺑﺎﳌﻔﺘﺮﻱ ﻋﺎﺟﻼ
٦٥ ٩٩ ،٥٤
ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ/ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ
٢٣٧
ﻓﻴﺎ ﲨ ﻊ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻷﺷﻘﻴﺎﺀ ،ﺣﺘﺎ ﻡ ﲣﻔﻮﻥ ﺍﳊﻖ؟ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﱂ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ
٢١ ٤٩
عاقبة آتھم ﺇﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲬﺴﺔ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﺃﻭﺗﻮﻫﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﺻﺪﻕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺷﻮﺍ ﺑﻌﻴﺴﻰ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻗﺪ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﳍﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﱂ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻟﻘﺪ ﲰﺎﻫﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﻳﻜﻨﻮﻥ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﳊﻤﺎﺭ ﳛﻤﻞ ﺃﺳﻔﺎﺭﺍ ،ﺃﻣﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻤﺠﺮﺩ ﲪﲑ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻬﻮﺩ ﺳﲑ ﹰﺓ ﻟﻘﺪ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﻬﻮﺩﻳﻮ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺫﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺃﻋﻤﻰ ﺃﻧﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺷﺎﻉ ﺷﺮﻳﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻭِﺭﺩﺍ ﺇﺫﺍ ﺭﺩﺩﻩ ﺃﺣ ﺪ ﻓﺴﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﻷﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻢ ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻭﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺃﻱ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻟﻠﻨﱯ ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﻯ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ،ﺇﻧﻜﻢ ﻭﺻﻤ ﹶﺔ ﻋﺎﺭ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻟﻘﺪ ﻋﻘﺪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺍﻵﻳﺎﺕ
الفھارس
٢٣ ٥٣ ٥٣ ٧٠ ١٨١ ١٨٢ ١٨٤ ٢٣٠ ١٩٤ ٢٣٢ ٢٤١ ٢٣ ١٩٥ ١٧٧ ٢٠٨ ٢٢٩ ٢٣٠ ٢٣٢ ٢٣٧
ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﺗﻌﻴﲔ ﺁﻳﱵ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﰲ ﺍﺳﻢ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻦ ﻳﻌﺪﻭﻩ ﻣﻬﺘﺪﻳﺎ ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﺂﻝ ﳏﻤﺪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺂﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺯﻣﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﳍﺠﺮﻱ ﻋﺪﺩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﺭ
٢١١ ٢١٣
ﲝﻮﺯﺓ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ
٢١٣
ﺳﻴﺨﺮﺝ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻛﺪﻋﻪ
٢١٣
١٨٤ ١٨٤ ١٨٤
ﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻱ ﻧﱯ ﻻ ﻗﺪﱘ ﻭﻻ ﻟﻦ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺃ ﺟﺪﻳﺪ.. ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﻨﻔﺴﻪ … ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻧﱯ ﺃﻭ ﺭﺳﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﱯ ﺍﷲ ﱯ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧ ﻟﻘﺪ ﲰﻰ ﺍﻟﻨ ﳎﺎﺯﺍ ،ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺗﻠﻘﹼﻲ ﺍﳌﻜﺎﳌﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﳍﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻭﻧﺒﻴﺎ ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﰎ ﺃﻟﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻭﺗﺎﺩﺍ ﳋﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺫﻛﺮ ﺇﺳﺎﺀﺍﺕ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﲝﻘﻬﻢ ﻭﲡﺎﺳﺮﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ
٢٦ ٤٨ ٢٦ ٢٦ ٣٣ ١٠١ ١٥٤ ٧٧ ١٩٦
الفھارس
٢٤
ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﺳﻴﺄﺗﻮﻥ
١٧٥
١٨٠
ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺗﻜﻤﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ٨٦ ،٨٤ ،٥٠ ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ١٢٣ ،٣٠ ﺳﻨ ﹲﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺷﺮﻭﻁ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ٢١٣ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﳍﺎ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ٢٣٩ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﱂ ﺗﺮﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﺑﻞ
٤٦
ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ
٩٦
ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﲝﺪﻭﺙ ﻧﺰﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻳﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ
عاقبة آتھم
١٠٤ ١٨١ ٢١٣
ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺪﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٢٢٩
ﻭﺇﳒﺎﺑﻪ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ
٢٣٨ ١٨٢ ،١٢١ ،١٠٦ ،٥٣
ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ
٥١
ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﻟﻴﻜﻬﺮﺍﻡ ﺍﻟﺒﻴﺸﺎﻭﺭﻱ
٢٣٧ ٢ ،١ ٢٨
ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﻋﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﻋﻦ ﻓﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻋﻠﻰ ١٨١ ﺷﻔﺘﻴﻪ ١٨٢ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﱢﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﺑﺘﻔﻮﻕ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ٢٠٦ ،١٨٩ ١٨٨ ﺃﻧﺒﺊ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﻢ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﲟﻮﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ )ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻧﻈﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﰲ ﺍﻷﲰﺎﺀ( ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ )ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻧﻈﺮ ﺃﲪﺪ ﻳﻴﻚ ﰲ ﺍﻷﲰﺎﺀ( ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﺳﲑﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻜﺴﺐ ١٧٥ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﲟﻮﺕ ﺍﻟﺒﺎﻧﺪﻳﺖ ﺩﻳﺎﻧﻨﺪ ﻭﺇﺧﻔﺎﻕ ﺩﻟﻴﺐ ﺳﻨﺠﻬـ ﰲ ﺟﻮﻟﺘﻪ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻣﻬﺮ ١٨٦ ﻋﻠﻲ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ ﳌﺼﻴﺒﺔ ١٩٤ ،١٩٣ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺳﺘﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻋﻤﺎﻧﻮﺍﻳﻞ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﲝﻖ ﻭﻟﺪ ﻗﺒﻞ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻟﻘﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺇﺷﻌﻴﺎﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﺮﺍﻋﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻻ ﳒﺎﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﻦ ﳒﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻟﻴﺲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ
١٠٦ ٦ ٢٩ ٢٣٧ ٢٤٢ ٣٦ ٣٤ ٩٤ ٩٤
عاقبة آتھم
٢٥
ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﱂ ﺗﺮﺩ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﲝﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺇﳕﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺰﻭﻝ ١٠٨ ،٩٦ ﲦﺔ ﺑﻮﻥ ﺷﺎﺳﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺍﻟﱰﻭﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﱂ ﻳﺮﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻨﺎﺭﺓ ﺷﺮﻗﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺍﻟﱪﻭﺯﻱ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
٩٦ ٩٩ ١٠٠ ١٠٧
ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ
٩٨ ٩٨
ﻧﺰﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ
٩٩
ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﱰﻝ ﻟﻘﺪ ﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻭﻧﺰﻭﻟﻪ ﺑﺮﻭﺯﺍ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﲡﻌﻞ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺍﳋﺎﻟﻖ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﺎﻃﻼ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑ ِﻘﺪﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳌﺎﺩﺓ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻗﻠ ﹰﺔ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻓﻼ ﻣﻌﲎ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳚﺘﻨﺐ ﺍﳌﺮﺀ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ
٩٠ ٩٠ ٩١ ٩١ ٩١ ٩٤ ٩٢
ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ١١٦ ٢١٠
ﻩﻭﻱ ﺍﳍﻨﺪﻭﺳﻴﺔ ٤٤ ٩٣
ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺇﳍﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ٩٠ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺎﻟﻖ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ٩٠ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ٩٣ ﻟﻘﺪ ﲨﻌﻮﺍ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ٩٣-٩٠ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ،ﻭﻧﻘﻀﻬﻤﺎ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻋﻨﺪ ﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﲣﺎﻟﻒ ﺭﲪﺎﻧﻴﺔ ﺍﷲ
الفھارس
٩٠
ﳚﻮﺯ ﺗﺄﺧﺮ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺣﱴ ﻟﻮ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺃﺎ ﺗﻠﻐﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺣﱴ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻠﻐﻲ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ
٢٨ ٨ ١٨٦ ٢٨ ١٤٠
ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ٢١١ ،١٠٢ ،٨٢ ﺗﻔﺴﲑ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺘﲏ ١١١ ،١٠٢ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ "ﺍﻟﺘﻮﰲ" ﱂ ﻳﺮﺩ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺮﻳﺪ ١٠٢ ﻣﻌﲎ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺘﻮﰲ ﻏﲑ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻔﻌﻮﻝ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﲏ ١١١ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﺣﺼﺮﺍ ﱂ ﺗﺮﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﰲ ﺃﻱ ﻛﻼﻡ ﺃﻭ ﺷﻌﺮ ﺇﻻ ١١٢ ﲟﻌﲎ ﺍﳌﻮﺕ
الفھارس
٢٦
ﺃﲰﺎﺀ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻠﻢ ٥٣ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ٨٠ ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺒﺄ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ١٠٠ ،٩٧ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ١٠١ ،٥٣ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ١٠١ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲢﻘﻘﺖ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ،١٠٩ ،١٠٣ ،١٠٠ ٢١١ ،٢٠٩ ،١١٣ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ١٠٢ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﺳﻴﻜﻮﻥ ١٠٩ ﻧﺼﻒ ﻋﻤﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻭﺗﺎﺩﺍ ﳋﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻳﻌﺼﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺯﻳﻎ ﻭﻋﻮﺝ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻳﻐﻠﺒﻮﻥ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ
٧٧ ٨٣ ١٥٧
ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﻳﻞ
٤٤
ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﺍﳍﻼﻙ
٤٧
ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻟﻦ ﳛﺎﺭﺏ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻟﻘﺪ ﺃﹸﺧﺮﺟﺖ ﺃﻓﻮﺍﺝ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ
١٠٤ ١٠٦
عاقبة آتھم ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﱂ ﺁﺧﺮ ﲰﻲ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻮﻧﺘﲑﻳﻦ )ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ( ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﻓﻘﻂ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﰲ ﺃﻣﲑﻛﺎ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﺔ
٩٥
٤١ ٤٤ ٢١٠
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺃﻢ ﱂ ﻳﺘﻠﻘﻮﺍ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﺧﱪﻭﺍ ﺑﺄﻥ ﺇﳍﺎ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﳌﺎ ﺃﻧﻜﺮﻭﻩ
٥ ٥
ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻟﻘﺪ ﻛﻔﱠﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ
٤٤
ﻋﻦ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲝﻖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺗﻌﻠﱠﻢ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻷﻓﺎﻋﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ
٩٩ ٣٢ ١٧٧ ١٣ ٤٤
عاقبة آتھم
الفھارس
٢٧
@ @õb þa@÷ŠèÏ ﺃ ﺁﺩﻡ
٥٧ ،٤٣
ﺁﻢ )ﺍﻧﻈﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ( ﺁﻏﺎ ﺧﺎﻥ ﻣﻮﻟﻮﻱ
١٦٨
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻴﻚ ﻣﲑﺯﺍ
١٠٠ ٢٢٠
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺑﻨﺪﻭﺭﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﺎﱀ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ
٢٢٣
ﺭﻛﻬﺎﺳﻴﺘﻬـ؛ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻨﺸﻲ
٢١٩
ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ
٢١٨ ٥١ ،٨١ ،١٠٠
ﺃﺑﻮ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ؛ ﻣﺎﻟﻚ ﳎﻠﺔ "ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﺃﲨﲑ ﺩﻋﻲ
٢٨ ٢١٤
ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ ١٤٨ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺷﺎﻩ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧٣ ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﳐﺘﺮﻉ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ٤١ ﺍﺣﺘﺸﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧٠ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻦ ﲞﺎﺭﻯ ٢١٦ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٧٩ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳊﺎﺝ ٢١٥ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻣﺮﺯﺍ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ ٢٤١ ،٢٧،١٨٥ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ٢٣٤ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ١٣٨ ٧٠
ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝﻖ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺑﺮﺟﻮﻋﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﲪﻴﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝﻖ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻗﺪﺭ ﻣﱪﻡ، ﺗﻔﺼﻴﻠﻪ ﻭﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ
٢٤٠ ٢٧ ٢٩ ،٢٨
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺷﺮﻃﻴﺔ ﻭﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ٢٣٨ ،٢٣٧ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﺪﻡ ﻣﻮﺕ ﺻﻬﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ١٣٣ ﻧﺒﻮﺀﺓ "ﺷﺎﺗﺎﻥ ﺗﺬﲝﺎﻥ" ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﺍﳊﺎﺟﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺷﻮﻛﺖ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﺷﺤﻨﻪ ﻫﻨﺪ"؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﻨﺠﺒﻮﺭﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٢٤١ ٢٤٦ ٢٤٦ ٢٢٢ ٢١٨ ٢٨ ٧٠ ٧١
ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺭﻩ ﺃﲪﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ
٧٠
ﺃﲪﺪ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٧٣
٢٢٧ ٢٢٦ ١٦٨
الفھارس ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﻣﻦ ﺳﺮﺳﺎﻭﻩ ﺃﺷﺮﻑ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﺷﻌﻴﺎﻩ ﺃﺻﻐﺮ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﺻﻐﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﺃﻛﱪ ﺑﻴﻚ ﻣﲑﺯﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺃﲪﺪ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﷲ ﺩﺍﺩ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻨﺸﻲ ﺍﷲ ﺩﺗﻪ ﺑﻼﱐ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﺧﺎﻥ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻮﻥ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﻟﻜﻮﰐ ﺍﷲ ﺩﺗﺎ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ﺍﳊﺎﺝ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻮﻱ ﺷﻴﺦ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﻣﻨﺸﻲ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﻟﻪ ﲞﺶ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺇﻟﻪ ﺩﻳﻦ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺇﳍﻲ ﲞﺶ ﺍﳌﻠﺘﺎﱐ ﺑﺎﺑﻮ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻬﻮﺍﻥ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺧﺎﻥ ﻣﻨﺸﻲ
عاقبة آتھم
٢٨
ﺇﻣﺪﺍﺩ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﻣﲑ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﻣﲑ ﺣﺴﻦ ﺧﻠﻒ ﺑﲑ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧٣ ﺃﻣﲑ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﲑﻩ ٢١٧ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ ٢١٧ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺃﲨﲑ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧١ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ ٧٠ ﺃﻣﲔ ﺑﻴﻚ ﻣﲑﺯﺍ ٢١٤ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ ٢٢٥ ﺁﺭﻳﻮﺱ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻟﻠﺘﺜﻠﻴﺚ ٤١ ١٢،٩٨،٩٩،١٠٨،١١٢،١٩٥ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻧﺰﻭﻟﻪ ٩٨ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻴﻚ ﻣﲑﺯﺍ ٢١٥ ٧٢
٧٠ ٢٢٤ ٢٢٧ ٢٢١ ٢١٦ ٧٣ ٢٣٦ ٧٣ ٦٩ ١٢٥ ٢٢٣ ٧١ ٢٢٥
ﺏﺕﺙ ﺑﺎﺩﻝ ﺷﺎﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻮﱐ ﻣﲑﺯﺍ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧٢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺍﻹﻣﺎﻡ )ﺍﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ١٠٠،١٠٢ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ( ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧٣ ﺑﺮﻛﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ٢٢٦ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳉﻬﻠﻤﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٢٠٠ ﺑﺸﲑ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﺯﺍ )ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ
٧١
ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ﺑﻠﻌﺎﻡ ﺑﺎﻋﻮﺭ ﻮﱄ ﺧﺎ ﹾﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ،ﻣﺎﺕ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﺑﻮﺭﻱ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻮﻟﹸﺲ ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻛﺜﲑﺍ ﺑﲑ ﲞﺶ ﻣﻨﺸﻲ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ
١٦٨ ٢٢٢ ٢٢١ ٢٣٩ ٢٢٢ ٢١٩ ١٥٤ ٢٢٠ ٢٢٢ ٢٢٦ ١٣٥ ١٠٨ ٢٢٣ ٢١٥ ٢٢١
١٨٧ ٢٣ ٣ ٢٢١ ٢١٠ ٢١٨
عاقبة آتھم
الفھارس
٢٩
ﺑﲑ ﲞﺶ ﻣﻴﺎﻥ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ
٢١٨
ﺑﲑ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺪﻫـ ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺻﺎﺩﻕ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﺑﻮ ﺗﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﻥ ﻣﻨﺸﻲ ﺗﺸﺮﺍﻍ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﺸﺮﺍﻍ ﻋﻠﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺗﻮﻛﻞ ﺷﺎﻩ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺎﻛﺮﺩﺍﺱ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٢٤٦
٦٩
ﺝﺡﺥ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﳉﻌﻔﻲ
٢٣٣
ﺣﺴﲔ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﺩﻭﺩﻱ ﺳﻴﺪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺣﺴﲔ ﻋﺮﺏ ﳝﺎﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺣﺴﻴﲏ ﺧﺎﻥ ﺣﺸﻤﺖ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺣﻔﻴﻆ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﲪﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﺣﻴﺪﺭ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺧﺎﺩﻡ ﺣﺴﲔ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﺧﺎﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺑﲑ ﺟﻲ ﺩﻳﺮﻩ ﺩﻭﻥ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﻣﺮﺯﺍ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺪﺍ ﲞﺶ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺧﺼﻴﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ
٢٢٣
ﺧﻮﺍﺟﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺧﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ
٢١٥
ﺩﺭﺯ ﺩﺍﻭﺩ ﺩﺭﻳﱪ
ﺟﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﻮﺍﺟﻪ ﰊ ﺍﻳﻪ ﻻﻫﻮﺭ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ "ﺳﻴﺪ ﻭﺍﻟﻪ" ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻬﻮﺍﻥ ﺟﻴﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ ﺟﻮﻫﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺸﻲ
٢٤٥ ٢١٦ ٢١٨ ٢٢٢ ٢١٨ ٧٢ ٤٢
٢١٧ ٧٢ ٢١٣ ٢١٦ ٢٢٥ ٢١٤
ﺣﺎﻣﺪ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﻨﺸﻲ ٢٢٤ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٢٢٧ ﺣﺒﻴﺐ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٢١٦ ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﺍﺭﻭﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ٢٢٧ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺭﺋﻴﺲ ،١٦ ،١١ ،٤ ٤٥ ،٤٢ ،٣٤ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ ﻛﺸﻒ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٢١٧ ٢١٤
ﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻘﻒ "ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ" ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺩﻟﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﻬﻮﺭ ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ ﺩﻟﺪﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺩﻟﻴﺐ ﺳﻨﺠﻬـ )ﺍﺑﻦ ﺭﳒﻴﺖ ﺳﻨﺠﻬـ( ﺩﻭﺳﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺩﻳﺎﻧﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﻧﺪﻳﺖ ،ﻣﺆﺳﺲ ﺁﺭﻳﺎ ﲰﺎﺝ
٧٢ ٦٩ ٢٢٧ ٧٠ ٧١ ٢١٥ ٧٢ ٢٢٥ ٢٢٢ ٢١٨ ٢٢٥ ٢١٥ ٢٤١ ٢٢٤ ٢٢٣ ٢١٨ ٢١٥ ١١،١٢،٥٩ ٤١
٥١ ٢٢٥ ٧٠ ١٨٥ ٢٢٥ ١٨٥
الفھارس
عاقبة آتھم
٣٠
ﺭﺟﺐ ﺩﻳﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﺧﻠﻴﻔﻪ
٢١٨
ﺭﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺘﻘﺎﻋﺪ ﺭﲪﻦ ﺷﺎﻩ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺷﻴﺦ ﺫﻛﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻣﲑﺑﻮﺭ ﺟﺎﻣﻮﻥ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺭﺣﻴﻢ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺭﺣﻴﻢ ﲞﺶ ﻣﻨﺸﻲ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﺭﺣﻴﻢ ﲞﺶ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺭﺳﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺸﻲ ﻣﻔﺘﺶ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺭﺳﻞ ﺑﺎﺑﺎ )ﺍﻧﻈﺮ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺭﺳﻞ ﺑﺎﺑﺎ ﺃﻳﻀﺎ( ﺭﺷﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﻨﻐﻮﻫﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ
٢٢٧
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻫﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﻣﺒﻮﺭﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺳﻼﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻣﺮﺯﺍ )ﺻﻬﺮ ﻣﺮﺯﺍ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ( ﺍﻟﺮﺩ ﺍﳌﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﺪﻡ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻪ ﺑﻮﺭ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺳﻮﺍﻣﻲ ﺷﻮﻏﻦ ﺗﺸﺎﻧﺪﺭ ،ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ
١٨٩
٢١٤
ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ،ﺍﻹﻣﺎﻡ )ﻣﺆﻟﻒ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ(
١٨٠
ﺭﻭﺭﺍ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻨﺸﻲ ﺭﻭﺷﻦ ﺩﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻨﺸﻲ
٢١٧ ٢١٦ ٢٠٠ ١٦٨ ٢١٩ ٢١٧ ٢٢١ ٢٢٣ ٦٩ ٦٩ ٢٠٠ ٢٢٧ ٢٢٥ ٢٢٣
٢٠٢،٢٢٤،٢٣
ﺱﺵ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﳊﻖ ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﺑﲑ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻛﻮﺕ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﺗﺮﻣﻞ ﻛﻬﲑﻱ ﺳﺮﺩﺍﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﺮﻓﺮﺍﺯ ﺧﺎﻥ ﻣﻨﺸﻲ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ )ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ(؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٢٠٠ ٢٢٠ ٢١٩ ٢٢٥ ٢٢٤ ٢٢٧ ٥٨ ٥٨
ﺷﺎﺩﻱ ﺧﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﺷﺎﻩ ﺩﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﺷﺪﺍﺩ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺸﻮﻫﺪﺭﻱ ﺷﺮﻳﻒ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﺯﺍ )ﳒﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻗﺮﻳﺔ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺷﻴﺦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺷﻬﺎﻣﺖ ﺧﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﻭﻥ ﻛﺎﻧﻐﺮﻩ ﺷﲑ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﻥ
٢٤٠ ٧٠ ٧٣ ٢٣٨ ٦ ٢٢٢ ٢١٩ ٧٢ ٧١
٢١٧ ٢٢٣ ٨٣ ٢٢١ ١٩٨ ٢٢٦ ٢١٥ ٢١٩ ٢٢٦ ٢١٦
عاقبة آتھم
٣١
ﺷﲑ ﳏﻤﺪ ﺷﻴﺦ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
١٦٨
ﺷﲑ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻫﻮﻫﻦ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ
٢٢٣
ﺹﺽﻁﻅ ﺻﺎﺑﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﻳﻦ ٢٢٦ ﺻﺎﺩﻕ ﺣﺴﲔ ﳐﺘﺎﺭ ﻣﻨﺸﻲ ٢١٩ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٧٢ ﺻﺎﱀ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ٢٤٥ ،٢١٩ ﺳﻴﺘﻬـ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ١٦٨ ﺻﻔﺪﺭ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٢٢١ ﺻﻔﺪﺭ ﻋﻠﻲ ﻨﺪﺍﺭﻩ ﻣﻨﺸﻲ ٤٢ ٧٣
ﺻﻮﰲ ﺟﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻃﻮﻣﺲ ﻫﺎﻭﻝ ﻇﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﻣﻨﺸﻲ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳊﺴﲔ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﺝ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺎﱂ ﺩﻳﻦ ﻣﻴﺎ ﹾﻥ ﻋﺎﱂ ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺎﺱ ﺧﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ
٧٢ ٢١٥ ٤٢ﻭ٤٦ ٢١٤ ٧٢ ٢٠٠ ٧١ ٢٢٤ ٢٢٣ ٢٢٢
ﻋﺒﺪ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ٢٢٨،٦٩،٢٤ ٤ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ، ﻣﺆﻟﻒ ﺗﻔﺴﲑ "ﺣﻘﺎﱐ"؛ ﺩﻋﻲ ٦٩ﻭ٢٠٥ ﻭ ٢٢٨ﻭ٢٤٤ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒ ﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﰒ ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٦٣ ٧٠
الفھارس ﺍﺩﻋﺎﺅﻩ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺎﻃﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﲔ ،ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺑﺘﺤﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ٢٢٩ ﻭﺳﻮﺳﻮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ٢٣٠ ﺗﺄﺛﲑ ﻣﺒﺎﻫﻠﺘﻪ ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ ٢٩٣ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ٢١٧ ٢٢٧ﻭ٦٩ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ٢٢١ ٢٠٤
ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ؛ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺃﻧﺼﺎﺭﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﺷﻬﺰﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﻣﲑ ﻛﺎﺑﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﳏﺼﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳊﺎﺝ
٢١٨
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺳﻴﺘﻬـ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ
٢١٥
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻻﻫﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻛﻬﻴﻮﺍﻝ ﺟﻬﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ- ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ -ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ- ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٢٢٦ ٢١٩ ٢٢٦ ٢١٥ ٢١٤ ٨٦ ٢٢٦
٢٢٣ ٢١٤ ٢٢٢ ٢٢٥ ٢١٨ ٢٢٠ ٢٨٦ ٢١٥ ٧٢
الفھارس
عاقبة آتھم
٣٢
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
٢٢٦
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ،ﺍﳊﻜﻴﻢ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺭﻭﻭﺍﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻴﺎﻥ ﺟﺎﰊ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺗﱪﻉ ﲟﺎﺋﺔ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﺩﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٢٢٦
ﺣﺰﻥ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺂﻢ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺭﺅﻳﺔ ﺁﻢ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪ "ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﲔ" ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻬﺎﺭﻩ ﰲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺁﻢ ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﺑﻠﻌﺎﻡ ﺐ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﻣِﻦ "ﻫﻮﻯ ﺩﺟﺎﻝ ﺑ ﺍﳌﻬﻠﻜﺔ" ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﲝﺴﺎﺏ ﺍﳉ ﻤﻞ ١٨٩٦
١٣٠
٢٢٤
ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﲝﻖ ﺁﻢ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺁﻢ
١٨٠
٢٢٠
ﻟﻘﺪ ﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻗﺒﻞ ١٥ ﻋﺎﻣﺎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﳉﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﲔ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﻟﻘﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﻜﻼ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻷﻱ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺧﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﻟﻐﻨﻐﻮﻫﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺴﻴﺎﻟﻜﻮﰐ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺑﻼﻏﺘﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﴰﺎﺭﻭ
١٦٨ ٢٢٣ ٢٢١ ٢٠١ ٢٠١ ٢٢٦ ٦٩ ٧٠ ٢١٦ ٢١٦ ٧١ ٧٢ ٧١ ٢١٩ ٢١٩ ٧٢ ٢٠٣ ٢٠٣ ٢٢٦
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٧٢
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ
٢٤٥
٢٢٤
ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﺁﻢ ﻣﺪﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﻋﻨﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺁﻢ
١٦ ١٩
ﺇﺫﺍ ﳒﻰ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺍﳊﺎﻟﻒ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﻢ ﳌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻓﺴﺘﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﳍﺎ ﻓﺮﻋﺎﻥ ﲢﻘﻘﺎ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﳘﺎ ﻟﻘﺪ ﻭﻇﻒ ﺁﻢ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻘﺮﻓﺔ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﺛﺒﺖ ﺁﻢ ﺑﺄﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﺃﻥ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺃﺛﺮﺕ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ
٣ ٣ ١٧٧ ١٨ ٣١ ٣٢
١٧٥ ٢ ،١ ٢١ ٢٥ ٢٧ ٣٣ ١٥ ١٩٤ ١٣ ٨
عاقبة آتھم
الفھارس
٣٣
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺁﻢ ﻢ ﻭﻏﻢ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ٢١ ،١٩ ،١٣ ،١٠ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺁﻢ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ١٢٤ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺁﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻇﻞ ﳜﺎﻑ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺩﻣﻮﻳﲔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ١٩ ،١٨ ١٢٤ ،١٧ ﺑﻜﺎﺀ ﺁﻢ ﻣﻦ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺁﻢ ﻏﲑ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳋﻮﻑ ٢٤
ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺁﻢ ﱂ ﳝﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﻭﺃﻥ ﺧﻮﻓﻪ ﻭﺭﺟﻮﻋﻪ ﻏﲑ ﺛﺎﺑﺖ ١٢٣ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﺎﻡ ﺁﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ٣١-١٣ ،٨ ﺩﺑﺮ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻊ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻨﻮﺭﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺯﺭﺍﻋﻲ ٢١٥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺍﻟﺘﻮﻧﻜﻲ ٦٩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ٢١٧ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺗﺸﻨﺪ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ٢٢٣ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺮﺏ ،ﺍﻟﺸﻴ ﺦ ٢٤٥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ١٨٦ ﻛﺸﻔﻪ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺍ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﻭﺣﺮﻣﺎﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻣﻨﻪ ٢٤٤ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﲔ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻇﻬﺮ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻟﻪ ٢٤٥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻛﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ٢٢٦
ﺗﺄﺧﺮ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺸﺮﻁ ١٢٧ ،١٢٠ ﺁﻢ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﳊﻖ ﻭﱂ ﻳﻘﺴﻢ
ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﳊﻠﻒ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺭﻓﺾ ﺁﻢ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺃﺑﺪﺍﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ
ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﺗﻠﻮﻧﺪﻱ ﻭﺍﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﻴﺎﻥ ،ﺘﻬﻪ ﺷﲑﻳﻜﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﻣﻨﺸﻲ
ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﻭﻫﻼﻛﻪ ﺃﺧﲑﺍ ١٢٤ ،٢٣ ،١٠ ،٨ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺭﺟﻮﻉ ﺁﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲟﻮﺗﻪ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ١٢٣ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﺁﻢ ١٧٦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ١٣
٢١ ،٢٠
١٣
٢ ٣
١٢٥،١٢٦
ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﺎﺕ ﺁﻢ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﰲ ٢٢٩ ،١٨٠ ،١٤ ١٨٩٦/٧/٢٧ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﳋﺎﻟﺪ ٤٥ ،٣٢ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﺃﺧﲑ ١٢٣
ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻐﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﺎﻥ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺁﺑﺎﺩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٢٢٦ ١٦٨ ٧٢ ١٦٨ ٢١٦ ٢٢٤ ٢٢٢ ٦٩ ٦٩ ٢٢٦ ٧٠
الفھارس ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻟﻜﻬﻨﺎﺅ ﻓﺮﳒﻲ ﳏﻞ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻄﺎﺀ ﺇﳍﻲ ﻋﻄﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻣﻦ ﺗﺸﻨﻴﻮﺕ ﻋﻄﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻴﻚ ﻣﲑﺯﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﺗ ﺢ ﺧﻴﱪ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﺸﻮﺷﻪ، ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻓﻘﲑ ﺁﺑﺎﺩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﻟﻘﺲ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﲦﺮ )ﺃﺣﺪ ﺭﻭﺍﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ( ﻋﻨﺎﻳﺖ ﺍﷲ ﺍﳌﺪﺭﺱ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﻴﺴﻰ )ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ،ﻳﺴﻮﻉ( ﻭﻻﺩﺗﻪ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺃﻣﻪ ﻣﻌﺼﻮﻣﲔ ﻣﻦ ﻣ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻪ ﻭﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻣﻠﺤﺪﺍ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﻭﺯﻳﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﱰﻭﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﳌﻮﺗﻰ
عاقبة آتھم
٣٤ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ٧٢ ٢٢٠
ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﳍﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺸﺮﺍ ﻧﺒﻴﺎ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺪﻻﺋﻞ ﻋﻘﻠﻴﺔ
٣٣ ٤٣
١٦٨
ﺭﺟﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﱂ ﺗﺮﺩ ﻛﻠﻤﺔ ١٠٨ ،٩٦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﲝﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲦﺔ ﺑﻮﻥ ﺷﺎﺳﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺍﻟﱰﻭﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ٩٦
٢٢٤
ﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ
١١٦
٢٢٣
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﺎﻛﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻘﺪ ﺭﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴﺎ
١١٦
٢٢٦ ٢٢١ ٢١٨ ٢٢٠
٢٢٠ ٢٢٢
ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ٢٣٩
٢١٢ ٢١٢ ٣٤ ٢٣٣ ٢٢٢ ٥٧ ٥٧ ٩٩ ٥١ ٩٨ ١٠٠
)ﺭﺍﺟﻊ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ
ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ( ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ
٧٣
١١٧
)ﺭﺍﺟﻊ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ
ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ( ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﺃﻱ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳜﺺ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻹﳒﻴﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻭﺻﻒ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺳﺮﺍﻗﺎ ﻭﻟﺼﻮﺻﺎ ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺫﻛﺮ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻹﳒﻴﻠﻲ ﻭﺷﺌﻮﻧﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻧﺰﻭﻝ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻣﻦ ِﺑﺮﻛﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺄﱐ ﻟﺴﺖ ﺻﺎﳊﺎ ﺃﺩﻋﻴﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﲔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻋ
١٢ ١٧٦ ١٧٧ ١٧٨ ٥ ٤٠ ٤٣ ٧٠
عاقبة آتھم
الفھارس
٣٥
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﳏﺾ ﺣﺴﺒﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ
٤٨
ﻇﻬﻮﺭ ﻭﻗﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٩٧
٢٠٩
ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ ١٤ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ
٥٣ ٧٨
ﺃﻭ ﻣﻬﺪﻱ ﺳﻔﺎﻙ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﺭﻛﺎﻥ
٦٧
ﻭﻻﺩﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ
٤٩
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﺯﺩﺭﺍﺀ ﲬﺲ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺻﺪﻗﻪ
٤٨
ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻔﺘﻨﺘﲔ ﻋﻈﻴﻤﺘﲔ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺯﻣﻨﻪ
١٠٤
ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷﻣﺔ
١٠٥
ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ،ﻣﺮﺯﺍ ﺃﲰﺎﺅﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ )ﺁﺩﻡ ،ﻣﺮﱘ ،ﺃﲪﺪ( ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺯﺩﺭﺍﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺎﺯﺩﺭﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﹶﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﷲ ﻻ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﻓﻠﻜﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﲟﺠﻲﺀ ﺃﻱ ﻣﺴﻴﺢ ﺩﻣﻮﻱ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﺑﺼﺤﺒﱵ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﺳﻴﺸﺎﻫﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻤﺎ ﺍﻗﻀﻮﺍ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻷﺭﻳﻜﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺣ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﱂ ﻳﺄﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﺄﻱ ﺑﺪﻋﺔ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ "ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﺩﻳﺎﱐ" ﺗﺴﺎﻭﻱ ١٣٠٠ﰲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﻛﱪﻯ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻷﺯﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٢٣٨ ٢٣٩
٩٦
٥٢ ١٢١ ١٢٢ ١٧٥ ٥٣ ٤٩ ٤٩ ١١٧ ٥٠ ٧٦
ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺣﻲ ﺃﹸﻣﺮ ﺑﻘﻤﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﲑﺓ ﻧﺸﺮﻩ ﺍﳊﻖ ﺑﺴﻼﻡ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﳋﺎﻟﺺ
١٨٥ ٤٧
٢٤٢
٢٤٦ ٤٩ ٦٧ ١٠٥
ﺩﻋﺎﻭﻳﻪ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﳘﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﳍﻲ ٦٤ ،٥٠ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﳎﺪﺩ ﻭﺇﻣﺎﻡ ﻭﻣﺸﺮﻑ ،٩٦ ،٧٦ ،٤٦ ١١٨ ،١٠٤ ﺑﺎﳌﻜﺎﳌﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﲰﻲ ﺑﻌﻴﺴﻰ ﺑﺮﻭﺯﺍ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎ ١٠٥ ،٧٦ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﺍﷲ ٢٠٩ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﱯ )ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ(
الفھارس
٣٦
ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﲝﻘﻪ ﺗﻨﺒﺄ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﲝﻘﻪ ﺑﻄﻠﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺿﺪﻩ
ﻛﹸﺘﺒﻪ ٢٣٧ ،١٨١ ٢٤٤ ٢٤١
ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﺁﻢ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﻼﻙ ﻟﻴﻜﻬﺮﺍﻡ ﺍﻟﺒﻴﺸﺎﻭﺭﻱ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﺳﻴﺘﻔﻮﻕ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﻢ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﲟﻮﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ )ﺭﺍﺟﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ( ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﲝﻖ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ ﻭﺻﻬﺮﻩ )ﺭﺍﺟﻊ ﺃﲪﺪ ﺑﻴﻚ( ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺑﻜﺴﺐ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺭﺟﻮﻉ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﲟﻮﺕ ﺍﻟﺒﺎﻧﺪﻳﺖ ﺩﻳﺎﻧﻨﺪ ﻭﺇﺧﻔﺎﻕ ﺩﻟﻴﺐ ﺳﻨﻎ ﰲ ﺟﻮﻟﺘﻪ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻣﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭﻱ ﳌﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﳌﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺁﻳﺔ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺳﺘﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﲝﻘﻪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
عاقبة آتھم
٢٣٧ ٢ ،١ ٢٧ ١٧٥ ١٨٠ ١٨١ ١٨٨ ١٨٧
١٧٤
١٨٥ ١٧٣ ١٩٢ ٢٤٦ ٢٤٧
ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ١٨٠ ،٧٩ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺑﻌﺜﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﻭﺯﺍ ٥١ ﺗﺄﺛﲑ ﻛﺘﺒﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ٢٠٨ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻨﺼﺢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ٦٧ ﻰ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ١١٥ ﺇﻋﻼﻧﺎﺗﻪ )ﺍﻧﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ( ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ )ﺍﻧﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳉﻬﺎﺩ( ﻟﻦ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ١٠٣ ،١٠٢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﲔ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﲔ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﺍﺷﺘﻜﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﻤﺮﺩ ،ﻭﺟﻮﺍﺑﻪ ﻟﻌﻨﺘﺎﻥ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﲔ ﲞﺼﻮﺹ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﰲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﲞﺼﻮﺹ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺃﺩﻋﻴﺘﻪ ﲢﺪﻯ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﰲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﻦ ﺍﻹﳍﻴﺔ
١١٥ ١١٢ ٦٦ ١١٠ ١٢١ ١٩١
١٢١ ،٧٦ ،٥٣
عاقبة آتھم
٣٧
ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ ٢٣٧ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺷﺮﻳﻒ ﺃﲪﺪ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﻮﺣﻲ ١٩٨ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻘﻴﻪ ٢٤٣ ،١٨٧ ،١٢١ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺬﻟﻚ ﲢﺪﻳﻪ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﲢﺪﻯ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ١٢٢ ،١٢٠ ﲢﺪﻯ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ١٢٢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲢﺪﻯ ﰲ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻋﺒﺪﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ١٢٢ ﲢﺪﻯ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﰲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ١٩١ ﺩﻋﺎ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ )ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ( ﻓﻮﺯﻩ ﲟﻌﺎﺭﻓﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﺪﱐ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻮﻫﺐ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰒ ،٧٦ ،٥٢ ١٩٨ ،١٥٦ ﺣﻈﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﻋﻠﱢﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ١٩٩ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﻓﺼﻴﺤﺎ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﻔﻮﻕ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ١٤٤ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻥ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺁﻳﺔ ﺟﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺃﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
الفھارس ﺃﺣﺮﺯ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳊﺒﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ١٥٦ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻪ ١٩٧ ﲢﺪﻯ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ١٢٢ ،١٢٠ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﳐﺎﻃﺒﻮﻩ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺮﲨﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﻉ
٧٦
ﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺫﻛﺮ ﺣﺒﻪ ﻭﺇﺧﻼﺻﻪ ﻟﻠﻨﱯ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﻣﺆﻳﺪﺍ ﺑﺎﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ
،١٦٦ ١٦٧
ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺫﻛﺮ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
،١٩٩
ﺑﺎﳌﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﲝﻮﺯﺗﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﻳﺘﻀﺮﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ ...ﻭﻫﻢ ﻛﺒﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﲞﺼﻠﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻗﺎﺋﻤﺔ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺁﺓ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺻﻔﺎﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﲝﻘﻬﻢ
٢٠٠ ٢١٣
٢٠٢ ٢١٣ ٢١٣ ٢١٣ ١٠٤
ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺠﺮ ١٤٤
ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺍﻷﻣﺎﱐ
١٠٥ ،١٠٤
الفھارس ﺩﺣﺾ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺑﺄﻥ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺁﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮﻩ ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ
٣٨
١١ ٢٠٢
ﻣﺼﺪﻗﻮﻩ ﻛﺸﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﻧﻮﻱ ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﱯ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼ ﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﻭﺑﲑ ﺃﺧﱪ ﺍﻟﻨ ﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣ ﺻﺎﺩﻕ
٢٤٥
ﺑﺎﻳﻌﻪ ﺑﲑ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳊﺎﺝ ﻣﻨﺸﻲ ﺃﲪﺪ ﺟﺎﻥ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﻤﺎ
٢٤٦
٢٤٤
ﻣﻜﺬﺑﻮﻩ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻰ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﰒ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ
٦٨
ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻗﺴﻢ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﺑﻠﱠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻹﳍﻲ ٢٤٨ ،١٠٦ ﺃﻟﻘﻲ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺳﻊ ﻧﻄﺎﻕ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٧٦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﳊﻀﺮﺗﻪ ﻭﺗﻜﻔﲑﻫﻢ ﻟﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٤٧ ٧١
ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﺪﺣﻪ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﳍﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﳍﺎ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﳋﺪﻣﺎﺕ ١٧٠ ،١٦٩ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﳍﺎ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺤﻮﺍ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺼﺪﻕ ٦٧ ﻏﻼﻡ ﺇﳍﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ٢٢٤
عاقبة آتھم ﻏﻼﻡ ﺇﻣﺎﻡ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺟﻴﻼﱐ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﺟﻬﺮﻭﻧﻮﺍﻥ ،ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻧﻐﺮ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﲔ ﺧﺎﻥ ﺷﺎﻩ ﺍﶈﺘﺮﻡ، ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻮﻱ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺣﺼﺎﺭ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﲔ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻫﺘﺎﺱ ﻏﻼﻡ ﺩﺳﺘﻐﲑ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ، ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻻﻫﻮﺭ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻏﻼﻡ ﺩﺳﺘﻐﲑ ﺍﳌﻨﺸﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺍﺱ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑـ "ﺭﺳﻞ ﺑﺎﺑﺎ" ﺍﻷﻣﺮﺗﺴﺮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻏﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﻫﺘﺎﺱ
٢١٦
ﻏﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺭﻫﺘﺎﺱ، ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
١٦٨
ﻏﻼﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺎﺷﺮﺍﻥ؛ ﺩﻋﻲ ﻏﻼﺏ ﺩﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﻏﻼﺏ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﻏﻼﻡ ﻛﱪﻳﺎ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻏﻼﻡ ﳏﻤﺪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻏﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻏﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ؛ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﳎﻬﺮﺍﻟﺔ ﻻﻫﻮﺭ ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﲑﻩ، ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ
٢١٧ ٢٢١ ٢١٦ ٢٢٦ ٧٣ ٢١٩ ٢٢٢ ٦٩ ٢١٩ ٢٢٥ ٦٩ ١٣٨
٢٤٥ ،٧١ ٢١٥ ٢٢٥ ٢١٨ ١٦٨ ٢٢٤ ٢٢٠ ٢٢٧ ٢٢٤
عاقبة آتھم
٣٩
ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ
٢٢١
ﻏﻼﻡ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﻮﰲ ﻏﻼﻡ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻏﻼﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻏﻞ ﺣﺴﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٧٣ ٢١٩ ٢١٧ ٧١ ٧١
ﻑﻕ ﻓﺘﺢ ﳏﻤﺪ ﻣﻨﺸﻲ ١٧٦ ،٤٢ ،٣٤ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻘﺲ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﺬﺭﺓ ﻭﺑﺬﻳﺌﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ٢١٨
ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻓﻠﻴﻌﺰﻟﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﻋﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﺔ ﳎﺮﺩ ﻣﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺯﻧﺪ ﺣﺴﲔ ﺳﻴﺪ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺃﺧﺮ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻮﻋﺪ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺆﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﻔﱵ ﻓﻀﻞ ﺇﳍﻲ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻓﻀﻞ ﺇﳍﻲ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ ﻓﻀﻞ ﺣﻖ ﺍﳌﺪﺭﺱ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻀﻞ ﺣﺴﲔ ﺷﻴﺦ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻓﻀﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺧﻮﺷﺎﺏ ﻓﻀﻞ ﺩﻳﻦ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻬﲑﻭﻱ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳊﻜﻴﻢ
الفھارس
١٧٦ ١٧٩ ١٧٩ ٢٢٥ ١٩٥ ،٧ ٧ ٢١٧
ﻓﻀﻞ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ ﻓﻀﻞ ﻛﺮﱘ ﻧﻴﺎﺯﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﻘﲑ ﺍﷲ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺪﺭﺱ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻓﻨﺪﻝ ،ﺍﻟﻘﺲ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﳊﻖ ﻓﻴﺎﺽ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺸﻲ ﻓﻴﺾ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻏﻪ ﻓﻴﺾ ﺃﲪﺪ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻟﻨﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﱄ ﻗﺎﺩﺭ ﲞﺶ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻗﺎﺩﺭ ﲞﺶ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺷﻴﺦ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺸﻲ ﻗﺴﻄﻨﻄﲔ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﻥ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺑﺪﻭﻣﻠﻬﻲ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻮﺗﻠﻪ ﻓﻘﲑ، ﺟﻬﻠﻢ
٢٢٤ ٧١ ٧٠ ٤ ٢١٤ ١٦٨ ٢١٧ ٢٢٠ ٢٢٠ ٢١٩ ٤١ ٢١٤ ٢٢٤ ٢١٤ ٢٢٢
٢٢٠
ﻗﻄﺐ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ
٢٢٤
ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ )ﺍﻧﻈﺮ ﻫﺮﻗﻞ ﻭﻗﺴﻄﻨﻄﲔ ﺍﻷﻭﻝ( ﻧﻈﹼﻢ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺘﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺘﲔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﺔ ،ﻭﺣﻜﻢ ﻟﺼﺎﱀ ٢١٠ ،٤١ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻋﺘﻨﻖ ﺩﻳﻨﻬﻢ
٢٢٠ ٢٢٣ ٢٦١ ٢٢٧ ٢٢٠
٧٢ ٢١٨
ﻙ ٢٢٥ ٢١٣ ٢١٤
ﻛﺮﻡ ﺩﺍﺩ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﺷﻴﺦ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ
٢٢١ ١٦٨ ٢٢٠ ٢٢٦ ٢٢١
الفھارس
عاقبة آتھم
٤٠
ﻛﺮﻡ ﺇﳍﻲ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﺔ
٢١٦
ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ
ﻛﺮﱘ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺮﱘ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻛﺮﱘ ﲞﺶ ﻛﺮﱘ ﲞﺶ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻴﺎﻥ ﻛﺸﻠﻴﺎ ﻛﻠﻴﻢ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﻮﺍﺟﻪ
٢١٦
ﻣﻌﺠﺰﺗﻪ ﰲ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ
٢٢٦
ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ
٤٣
ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﺸﻮﻉ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
٣٨
ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺇﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺻﱪ ﺍﻟﻨﱯ ١٣ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ
١٠٣
٢٢٠ ١٨١
١٦٨ ٢٠٢
ﻝﻡ ﻟﻄﺎﻓﺖ ﺣﺴﲔ ﺷﺎﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻟﻮﺍﺩﺍ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻟﻴﻜﻬﺮﺍﻡ ﺍﻟﺒﻴﺸﺎﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﺒﺎﻧﺪﻳﺖ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ،ﺩ. ﻣﺎﻟﻚ ،ﺍﻹﻣﺎﻡ
٧٣ ٦١ ،٢٧
٤٦ ،٤٢ ،٣٨ ،٣١،٣٤ ١٠٠ ،٥١
ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺎﺕ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻲ ،ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﰲ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﲟﺤﻤﺪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﺣﺪ ﳊﻀﺮﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺧﲑ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺧﲑ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻫﻮ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﺍﺗﺒﻌﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﺻﺎﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ
١٠٠ ٢١٥ ١٨٤ ١٩٥ ٢٤٤ ٩٩ ٧٥ ٧٥ ٧٥ ٢٤٧
ﺻﱪﻩ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﲑ ﻟﻘﺪ ﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎﱂ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺻﱪﺍ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﲑ
١٠٣
١٧٣ ١٨٣
ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﲢﻘﻖ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﲝﺪﻭﺙ ﻧﺰﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ
١٠٤
ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﻟﻘﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻬﺪﻱ
١٨٠
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻳﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻀﻢ ﺃﲰﺎﺀ ٣١٣ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺪﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲝﺪﻭﺙ ﺍﳋﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺃﹸﻣﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺁﺭﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﶈﺘﺮﻡ ،ﻭﻳﻠﻮﺭﻱ، ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺃﺣﺴﻦ ،ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ
٢١٢ ٢٢٨ ٢٣٧ ١٨٢ ٤٩ ٢٢٦ ٦٩ ٧٠ ٢٠٠
عاقبة آتھم ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻏﻼﻡ ﻛﱪﻳﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﻐﻮﺭﻳﺎﱐ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻧﻘﺸﻪ ﻧﻮﻳﺲ ﳏﻤﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﻛﻤﻠﻪ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﺸﻲ ﻣﻦ ﻻﻫﻮﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻓﺎﺿﻞ ،ﺭﺍﺟﻮﺍﻝ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺃﻛﱪ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲑ ﺧﺎﻥ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺸﻜﻮﺗﺮﻱ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺣﺴﲔ ﺧﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺷﺎﻩ ﺁﺑﺎﺩ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ،ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﲞﺶ ﺑﺎﺑﻮ ﺃﻧﺒﺎﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﲞﺶ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻛﻮﺕ ﻗﺎﺿﻲ ﳏﻤﺪ ﺑﺸﲑ ﺍﻟﺒﻬﻮﺑﺎﱄ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﳏﻤﺪ ﺗﻔﻀﻞ ﺣﺴﲔ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺟﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺟﻮ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻭﻫﻲ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺯﻋﻴﻢ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺆﻟﻒ ﺗﻔﺴﲑ ﺃﻣﺮﻭﻫﻪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺷﻴﺦ ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ
٤١
الفھارس
٢١٨
ﺝ ﻭﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺫﻛﺮ ﻃﺒﻌﻪ ﺍﳌﻌﻮ ﲢﺪﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﺎﻫﻠﻪ ﻭﻧﺼﺤﻪ ٢٠٥ ،١٩٣ ﺃﻗﺮ ﻳﻮﻡ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ٢٠٦ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ٢٤٠ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻬﲔ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ٢٤١
٢١٧
ﻓﺘﻨﺔ ﺗﻜﻔﲑﻩ ﻭﺍﻃﻼﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ١٧ﻋﺎﻣﺎ ٢٤٢ ،٤٧ ﻫﻮ ﺃﻋﺪﻯ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻐﻮﻱ ٥٩ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﲑ ﳐﻠﺺ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ٦٦ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﺣﻮﻝ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻗﻀﻴﺔ ﺿﺪ ﺁﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺎﻣﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﺍﳌﻜﺎﻳﺪ
٦٩
ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﺩﺣﺾ ﺷﺒﻬﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ "ﻳﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ"
٢١٦ ٢٢٦ ٢١٦ ٢٢١ ٢١٦ ١٦٨ ٢١٨ ٧٢ ٢٢٧ ٧٠ ٢١٦ ٢٢٩ ٢١٧ ٢٢١
١٠٠ ،٥١ ٢١٩ ٢١٧ ٢٢٣ ١٥٤ ٦٩ ٢٢٦ ٦٩ ٦٩
٢٤٢
ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺑﺄﻥ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻼﻁ ﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﻗﺮﺃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ "ﺑﻜﺮ ﻭﺛﻴﺐ" ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ،ﺍﻟﻐﻨﻐﻮﻫﻲ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ،ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻛﻮﺋﻠﻪ ﻭﺍﻻ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
٢٠ ٦٠ ١٤٧ ١٨٦ ٧٢ ٢٢٥ ٢٢٧ ٧٠
الفھارس
عاقبة آتھم
٤٢
ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﺮﺍﺩﺁﺑﺎﺩﻱ
٢٢٣
ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ ﳏﻤﺪ ﺣﻴﺎﺕ ﳏﻤﺪ ﺧﺎﻥ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ،ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﳏﻤﺪ ﺩﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻮﻥ ﳏﻤﺪ ﺭﺣﻴﻢ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺪﺭﺱ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺭﺣﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻥ ﻧﻮﺍﺏ ﺗﺸﱵ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺭﺿﻮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺎﻭﺭﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﳊﻖ ﻧﻌﻤﺎﱐ ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ
٢١٩
ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻮﺑﺮﻱ ﻭﺍﻋﻆ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺩﳍﻲ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻥ ﺳﺮﺩﺍﺭ ﻧﻮﺍﺏ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺸﻲ ﳏﻤﺪ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﺗﺸﻨﺠﺎ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻏﻮﺟﺮﺧﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻠﺪﻫﻴﺎﻧﻮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺷﺎﻩ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻜﻲ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﳏﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺧﺎﻥ ،ﺍﳊﺎﻓﻆ
٢١٩
ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ،ﺍﳊﺎﻓﻆ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻴﻚ ﻣﲑﺯﺍ
٢١٦
ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﷲ ﺭﻛﻬﺎ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﺿﻲ ﳏﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺭ ﳏﻤﻮﺩ ﺃﲪﺪ ﺑﺸﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺮﺯﺍ )ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ
٢٢٢
ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ﳏﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﻮﺩ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ﳏﻤﻮﺩ ﺷﺎﻩ ﺳﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺑﻮﺭ ﳏﻤﻮﺩ ﺷﺎﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺎﺭ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﺮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ
ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﻜﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﳏﻤﺪ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺷﻔﻴﻊ ﻣﻴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﳐﺪﻭﻡ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺷﻴﺦ ،ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺸﻌﺒﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ
٢٢٢ ٢١٤ ٢١٤ ٢٢٤ ٢٢٤ ٢٢٥ ٧٠ ٢٢٧ ٧٠ ٢٢٤ ٧٠ ٢١٤ ٢٢٤ ٢٤٢ ٧٠ ٢٢٤ ٢١٦ ٢١٨ ٧١ ٢١٨ ٢٢١
٦٩ ٧١ ٢١٥ ٢٢٣ ٧٠ ٢٢٠ ٢٢١ ٧٠ ٧٣ ٦٩ ٧٣ ٢١٨ ٢٢٥ ٢٢٢ ٢٤٤ ٢١٨ ٢٤٤ ٢١٥ ٢١٩ ٢٢٠ ٢٢٣ ١٨٧ ٢٢٧ ٢١٧ ٢٢٣ ٧٤ ١٦٨ ٢٠٠
عاقبة آتھم
٤٣
ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺑﻐﻴﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻻﺑﺘﻼﺀ ﺳﻮﺀ ﻇﻨﻮﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﺴﺘﺎﻥ ﺷﺎﻩ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﱄ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻣﺴﺘﻌﺎﻥ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﺴﻴﺢ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺠﻬﺎﻧﺒﻮﺭﻱ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻣﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻣﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﺸﻲ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺣﺒﺰﺍﺩﻩ ﻣﻨﻮﺭ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﺿﻊ ﻭﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﲰﺎﻩ ﻳﺴﻮﻉ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻟﺼﺎ ﻣﻬﺪﻱ ﺣﺴﲔ ﺳﻴﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ،ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻬﺮ ﺩﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻬﺮ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻣﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳍﻮﺷﻴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻣﻮﱃ ﲞﺶ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺩِﻧﻐﻪ ﻣﻮﱃ ﲞﺶ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﱃ ﲞﺶ ،ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﻣﻨﺸﻲ ﻣﲑﺍ ﲞﺶ ،ﺍﳌﻨﺸﻲ ﻣﲑ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﻥ ﻧﺎﺻﺮ ﺷﺎﻩ ﺍﳌﺮﺍﻗﺐ ،ﺳﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ،ﺳﻴﺪ ﻧﺎﻧﻚ ﺑﺎﻭﺍ
الفھارس
٥٧ ٢٣٩ ٧١ ٧١ ٢١٧ ٢٣٤ ٧٣ ٢١٧ ٧٣ ٢٢٧ ٢١٥ ٧٣
٣٩ ١٧٩ ٢٢١
ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭﺣﺞ ﻣﺮﺗﲔ ﻭﻋﻠﱠﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﱯ ﲞﺶ ،ﻣﻴﺎﻥ ﻧﱯ ﲞﺶ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﱯ ﲞﺶ ،ﻣﻨﺸﻲ ،ﺷﻮﺩﺭﻱ ﻧﺜﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ،ﻣﻠﻚ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳒﻒ ﻋﻠﻲ ،ﺍﳊﺎﺝ ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺎﺩﻳﻮﺍﻝ ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ ﺍﳊﺎﺝ ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﲑﻩ ﻧﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻋﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﺬﻳﺮ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﺑﻦ ﺃﻣﲑ ﻋﻠﻲ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻧﺼﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻮﱐ ،ﺍﳌﻨﺸﻲ
٢١٩
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺸﱵ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺎﺝ ،ﺍﳌﻼ
٧٢
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻧﻮﺍﺏ ﺧﺎﻥ ﻧﻮﺍﺏ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﺪﺭﺱ
٢٢٣ ١٨٥ ٢١٧ ٢٢٣ ٢٢٣ ٢٢٢ ٢٢٢ ٢٠٠ ٢١٥ ٢٠١
ﻧﻮﺡ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺷﻴﺦ ﺻﺎﺣﺐ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﻧﻮﺍﻟﻪ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﻧﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺍﳊﺎﺝ ،ﺍﳊﻜﻴﻢ
٢٠١ ٢١٤ ٢١٧ ٢١٧ ٧٣ ٤١ ١٢٨ ٢٢٥ ١٦٨ ٧٢ ٢٢٣ ٦٩ ٤٧ ٧٠ ٢٢٠ ٧١ ٢٢١ ٢٢٢ ٤٢ ٢١٨ ٢٢٢ ٤٢ ٢٢١ ٧١ ٢١٦ ٢٢٤ ٢١٤
٤٤
الفھارس ﺫﻛﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ
٢٠٢
ﻧﻮﺭ ﺩﻳﻦ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻧﻮﺭ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺍﳉﻤﻮﱐ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻣﺎﳒﺖ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ،ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻧﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻮﺙ ﺟﺮﻩ ﻧﻴﺎﺯ ﺑﻴﻚ ﻣﺮﺯﺍ ﻧﻴﺎﺯ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪ
١٦٨ ٢٠٠ ٢١٦ ٢٢٠ ٢٢١ ٢٢٧ ٢١٥ ٢٢٦
ﻩﻭﻱ ﻫﺎﻣﺎﻥ ﻫﺮﻗﻞ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺣﺪﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﺟﺪ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﺍﺭﺙ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻩ ﺍﳊﺎﺝ ﻭﺍﻳﺖ ﺑﺮﳜﺖ ﺍﻟﻘﺲ ﻭﺭﻳﺎﻡ ﻣﻴﺎﻥ ،ﺍﳊﺎﺝ
٢٤٠ ٤١ ٤١ ٧٣ ٧٢ ٣٢ ٢٢٥
عاقبة آتھم ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ؛ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻐﺮﻩ ٢١٤ ﻭﱄ ﺍﻟﻨﱯ ﺷﺎﻩ ،ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ٧٢ ﻳﺴﻮﻉ )ﺍﻧﻈﺮ ﻋﻴﺴﻰ ( ﻳﺸﻮﻉ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ ٣٩ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻴﻚ ﻣﺮﺯﺍ ٢٠٢ ﻳﻌﻘﻮﺏ ٥٧ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﱐ ﻗﺎﺿﻲ ٢١٤ ١٨٥ ،١٤٠ ،١٣٧ ﻳﻮﻧﺲ ﻧﺒﻮﺀﺗﻪ ﻼﻙ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻭﺇﻟﻐﺎﺅﻫﺎ ٢٨ ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻻﺑﺘﻼﺀ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ١٤٠ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﰲ ﺇﺩﺧﺎﻟﻪ ﺑﻄﻦ ﺍﳊﻮﺕ ١٤٠ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﺍﻻﺳﺨﺮﻳﻮﻃﻲ ١١ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﻩ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ١١ ٧٣
عاقبة آتھم
الفھارس
٤٥
@ @å×bßþa@÷ŠèÏ ﺃﺍﺏ
ﺃﻭﺭﻱ ﻛﺸﻤﲑ
ﺁﺳﺎﻡ ﺍﺑﻨﻴﺘﻬـ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ ٧٠ ﺃﺗﺎﺭﻱ ٢٣٩ ﺃﺗﺎﻭﻩ ٢١٩ ﺃﲨﲑ ٧١ ،٧٠ ﺃﲪﺪ ﺁﺑﺎﺩ ٢٢٥ ﺍﺭﻳﺎﻟﻪ )ﺟﻬﻠﻢ( ٢٢٢ ﺃﻋﻈﻢ ﺟﺮﻩ ٧٣ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻪ ،ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ٧٢ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ٦٧ ﺃﻛﱪ ﺁﺑﺎﺩ ٧٣ ،٧٠ ﺃﻟﻮﺭ ٧٣ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ٢٢٥ ،٢١٥ ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ٢٠٢ ،١٩٥ ،٢١ ،٨ ﺃﻣﺮﻭﻫﻪ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻣﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩ ٦٩ ﺃﻣﲑﻛﺎ ٢٣٩ ،٤٤ ﺃﻧﺒﺎﻟﻪ ٧٢ ﺃﻭﺟﻠﻪ ٢٢٤ ﺍﻭﺗﺸﻪ ٧٢ ﺃﻭﺩﻱ ﺑﻮﺭ ﻣﻴﻮﺍﺭ ٧٢ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ٢٣٩ ،٤٤ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻢ ١٧٨
ﺏﺕ ﺑﺘﻨﻪ ٧٣ ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ٢١٥،٢٢٠ ﲞﺎﺭﻯ ٢١٦ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺑﺪﻭﻣﻠﻬﻲ، ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ٢١٤ ﺑﺮﻳﻠﻲ ٧١ ﺑﺰﺩﺍﺭ ﻟﻴﻪ ﺩﻳﺮﻩ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻥ ٢١٨ ﺑﻄﺎﻟﻪ ٢٢٤ ﻜﺮ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺷﺎﻩ ﺑﻮﺭ ٢١٦ ﺑﻼﱐ ﻏﺠﺮﺍﺕ ٢١٤ ،١٦٨ ﺑﻠﻬﻮﺭ ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ ٢٢٥ ﺑﻠﻮﻝ ٢٢٥ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ٢٠٩ ،١٩٨ ،٧٢ ،٤٧ ،٤٦ ،٣٥ ﺑﻨﺪﻭﺭﻱ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺟﻬﻠﻢ ٢٢٣ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ٧٠ ﺎﺭ ٧٤ ﺎﺟﻠﺒﻮﺭ ٢١٧ ﺎﻟﻮﺟﻲ ﺟﻲ ﺑﻮﺭ ٢١٤ ﺎﻭﻟﺒﻮﺭ ٢٤٥ ﻠﻮﺍﺭﻱ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺑﺘﻨﻪ ٧٣ ﲑﻩ ٢٢٧
٢١٧
٢٢٤
الفھارس
ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺑﻮﺭﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﺑﻴﺸﺎﻭﺭ ﺑﻴﺎﺭﻡ ﺑﻴﺖ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺸﺎﺗﺘﺸﺮﺍﻥ ﺗﺸﺎﻧﺪ ﺑﻮﺭ ﺗﺸﺎﻧﺪﻩ ﺗﺸﻚ ﺟﺎﱐ ،ﺟﻬﻠﻢ ﺗﺸﻜﺮﺍﺗﻪ ﺗﺸﻚ ﺳﻜﻨﺪﺭ ،ﻏﺠﺮﺍﺕ ﺗﺸﻚ ﻋﻤﺮ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ، ﻏﺠﺮﺍﺕ ﺗﺸﻜﻮﺗﺮﻱ ﺗﺸﻤﺎﺭﻭ ﺗﺸﻨﻴﻮﺕ ﺗﻠﻮﻧﺪﻱ ﺎﻧﻪ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺣﺼﺎﺭ ﺘﻪ ﺷﲑﻳﻜﺎ ﺝﺡﺥ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ ﺟﻼﻝ ﺑﻮﺭ ﲨﺎﻝ ﺑﻮﺭ ﺟﺎﻣﻮﻥ ﺟﻮﻫﺪ ﺑﻮﺭ ﺟﻬﺎﻭﺭﻳﺎﻥ
٤٦ ٢٢٤ ١٦٨ ٢١٦ ٧١ ٢٢٦ ٢١١ ،٧١ ٢٢٥ ٢١٧ ٢٢٢ ٢٢١ ٢٢٢ ١٦٨ ٧٢ ٢٢٦ ٢٢٤ ٧٢ ٢١٤ ،٧٣ ٢١٦ ٢٢٤ ،٢١٤ ٧٢ ٢١٩ ٢٢١ ٧٢ ٢٢٦
عاقبة آتھم
ﺟﻬﺠﺮ ﺟﻬﻠﻢ ﺟﻬﻨﻎ ﺟﻬﻮﻧﺴﻲ ﻛﻬﻨﻪ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺟﻬﺮﻭﻧﻮﺍﻥ ﺟﺎﻟﻨﺪﻫﺮ ﺟﻴﺒﻮﺭ ﺣﺎﺟﻲ ﺑﻮﺭ ،ﻛﺒﻮﺭ ﻠﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﺍﻟﻪ ﺣﺼﺎﺭ ﺣﻴﺪﺭ ﺁﺑﺎﺩ ﺩﻛﻦ ﺧﺎﻥ ﺑﻮﺭ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺭﺍﻭﻟﺒﻨﺪﻱ ﺧﻮﺷﺎﺏ ﺧﻴﱪ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺧﻴﱪ ﲢﺼﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺧﻴﱪ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻮﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
٧٣ ٢١٥ ،٢١٤ ٢١٥ ٢٢٧ ٢٢١ ٢١٤ ٢٢٤ ٢٢٧ ٢١٤ ،٧٣ ٢٢١ ٢١٦ ،٧٠ ٢١٩ ،٢١٦ ٢٣٩ ٢٣٩
١٨٩
ﺩﺭ ﺩﺍﳕﺒﺎﺭﻱ ﺑﻨﻐﻠﻮﺭ ﺩﳍﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺩﳒﺎ ﻏﺠﺮﺍﺕ ﺩﻧﺪﻭﺕ ﺟﻬﻠﻢ
٧١ ٢٤٣ ،١٨٦ ،٧١ ١٠٠ ،٩٩ ٢١٧ ٢٢٣
عاقبة آتھم
٤٧
ﺩﻭﺟﺎﻧﻪ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺭﻫﺘﻚ ﺩﻫﺎﺭﻭﺍﺭ ،ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ٢٢٦ ﺩﻳﻨﺎ ﻧﻐﺮ ٧٠ ﺩﻳﻮﺍ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻟﻜﻬﻨﺌﻮ ٧٢ ﺩﻳﻮﺑﻨﺪ ٧١ ﺩﻳﻮﺟﺮﻩ ٧٢ ﺩﻳﺮﻩ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻥ ٢١٧ ﺩﻳﺮﻩ ﺩﻭﻥ ٢١٨ ﺭﺍﺟﻮﺍﻝ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ ،ﻏﺠﺮﺍﺕ ١٦٨ ﺭﺍﻣﺒﻮﺭ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ ٧٠ ﺭﺍﻭﻟﺒﻨﺪﻱ ٢١٧ ،٧٠ ﺭﺗﺮ ﺗﺸﻬﺘﺮ ٧٢ ﺭﺩﻭﱄ ٧١ ﺭﻫﺘﺎﺱ ﺟﻬﻠﻢ ٢٢٢ ، ٢١٥ ،٢١٤ ﺭﻫﺘﻚ ٧٣ ،٧١ ﺭﻭﺑﺮ ٢١٨ ﺭﻭﻡ ٢١٠ ،١٧٠ ﺭﻳﻮﺍﺭﻱ ٤٠ ٧١
ﺱﺵﻁ ﺳﺎﺩﻫﻮﻛﻰ ﺳﺎﻣﺎﻧﻪ ،ﻭﻻﻳﺔ ﺑﺘﻴﺎﻟﻪ ﺳﺎﻧﺒﻬﺮ ﺳﺮﺳﺎﻭﻩ ﺳﺮﺳﻪ ﺳﺮﻫﻨﺪ ﺍﻟﺴﻨﺪ
الفھارس
١٦٨ ٢١٥ ٧١ ٢١٦ ٢٢٦ ٢١٦ ٢٤٥
ﺳﻨﻜﻬﺮ ﺳﻨﻮﺭ ٢٢٣ ﺳﻬﺎﺭﻧﺒﻮﺭ ٢١٨ ،٧٢ ،٧٠ ﺳﻴﺎﻟﻜﻮﺕ ٢٠٠ ،٢٢٤ ،٢٢٣ ﺳﻴﺪ ﻭﺍﻟﻪ ٢١٦ ﺳﻴﻜﻬﻮﺍﻥ )ﻗﺮﺏ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ( ٢١٥ ﺷﺎﺩﻳﻮﺍﻝ ١٦٨ ﺷﺎﻡ ٢١٣ ﺷﺎﻩ ﺁﺑﺎﺩ ٢١٦ ،٢٠٠ ﺷﺎﻩ ﺑﻮﺭ ٢١٦ ﺷﺎﻫﺠﻬﺎﻧﺒﻮﺭ ٧٣ ﴰﻠﻪ ٢٢٠ ،٣٢ ﻃﺎﺋﻒ ٢٢٦ ٧١
ﻉﻍﻑﻕ ﻋﻠﻴﺠﺮﻩ ﻏﺎﺯﻱ ﺑﻮﺭ ﺯﻣﻴﻨﺎ ٧١ ﻏﺠﺮﺍﺕ ٢٢٢ ،٢٢١ ،٢١٤ ،٢١٣ ﻏﻼﻡ ﻧﱯ )ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ( ٢١٨ ، ٢٢٦ ﻏﻮﺛﺠﺮﻩ ٢٢٧ ،٢٢٠ ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ٢٢٠ ،٢١٧ ﻏﻮﺟﺮ ﺧﺎﻥ ٢٢٠ ﻏﻮﺭﺩﺍﺳﺒﻮﺭ ٢١٥ ،٢٠٠ ،١٧٦ ﻏﻮﺭﻏﺎﻭﺍﻥ ٧٣ ﻏﻮﻟﺮﻩ ﺭﺍﻭﻟﺒﻨﺪﻱ ٧٢ ﻓﺎﺭﺱ ٢٠٤ ﻓﺎﺿﻞ ﺑﻮﺭ ٧٣ ٢١٩
٤٨
الفھارس
ﻓﺘﺢ ﺑﻮﺭ ،ﻏﺠﺮﺍﺕ ﻓﺘﺤﺠﺮﻩ ١٩٥ ﻓﺮﺥ ﺁﺑﺎﺩ ٢١٩ ﻓﻘﲑ ﺁﺑﺎﺩ ٧٣ ﻓﲑﻭﺯ ﺁﺑﺎﺩ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺃﻛﱪ ﺁﺑﺎﺩ ٧٣ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ٢١٦ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ٢١٨ ،٢١٧ ،٢١٦ ﺭﺃﻯ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺍ ﻧﺰﻝ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ٢٤٤ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻛﺪﻋﻪ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ٢٢٨ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻛﺪﻋﻪ )ﺍﳊﺪﻳﺚ( ٢١٣ ﻗﺎﺿﻲ ﻛﻮﺕ ٢٢٢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﺔ ٤١ ﻗﺼﻮﺭ ٦٩ ﻗﻠﻌﻪ ﺻﻮﺑﻪ ﺳﻨﺠﻬـ ٢١٧ ٢٢٣
ﻙﻝﻡ ﻛﺎﺑﻞ )ﻛﺎﺑﻮﻝ( ٨٦ ﻛﺎﻧﺒﻮﺭ ٢٢٥ ﻛﺎﻧﻐﺮﻩ ٢٢١ ،٢١٤ ﻛﺒﻮﺭﻠﻪ ٢٠٢ ،٢٠٠ ،٢٢٤ ﻛﺸﻮﺷﻪ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻓﻘﲑ ﺁﺑﺎﺩ ٧٣ ﻛﺸﻤﲑ ٢٢٤ ،٢١٦
عاقبة آتھم
ﻛﻼﻧﻮﺭ ﻛﻨﻜﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻪ ٧٢ ﻛﻮﺕ ﻛﻬﻠﻴﺎﻥ ٢٢٢ ﻛﻮﺗﻠﻪ ﻓﻘﲑ ،ﺟﻬﻠﻢ ٢٢٢ ﻛﻬﺎﺭﻳﺎﻥ ٢٢٧ ، ٢٢٣ ،٢١٣ ،١٦٨ ﻛﻬﻮﻫﺎﺭ ،ﻏﺠﺮﺍﺕ ٢٢٢ ﻛﻬﻴﻮﺍﻝ ،ﺟﻬﻠﻢ ٢٢٢ ﻻﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ٢٢٣ ﻻﻫﻮﺭ ٢٠٢ ،١٨٩ ،١٨٨ ،٢١٧ ،٢١٦ ﻟﺪﻫﻴﺎﻧﻪ ٢١٥ ،١٨١ ﻟﻜﻬﻨﺌﻮ ٧٣ ،٧٢ ،٧٠ ﻟﻨﺪﻥ ٢٢٤ ﻟﻨﺠﻴﺎﻥ ﻭﺍﱄ ،ﻏﻮﺟﺮﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ٢١٧ ﻟﻮﺍﺩﺍ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺑﺘﻨﻪ ٧٣ ﻟﻮﻥ ﻣﻴﺎﱐ ٢٢٥ ﻟﻴﻪ ٢١٨ ﻣﺎﻟﲑ ﻛﻮﺗﻠﻪ ٢٤٢ ،٢١٥ ﻣﺎﻧﺎﻧﻮﺍﻟﻪ ٢٢٢ ﻣﺪﺭﺍﺱ ٢٤٥ ، ٢١٩ ،٢١٥ ﻣﺮﺍﺩ ﺁﺑﺎﺩ ٧٠ ﻣﺼﺮ ٦٧ ﻣﻈﻔﺮ ﺟﺮﻩ ٢١٩ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ١٥٢ ،١٦٧ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﷲ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ١٥٢ ﳑﺒﺎﺳﻪ ٢١٦ ﻣﻨﺎﺭﻩ ٢٢٦ ٢٢٣
عاقبة آتھم
ﻣﲏ ﺑﻮﺭ ﺁﺳﺎﻡ ﻣﻮﻛﻞ ﻣﻮﻫﺮﻭﻧﺪﺍ ﻣﻬﺎﺭﺍﻧﻮﺍﻟﻪ ﻣﲑﺑﻮﺭ ﻣﲑـ ﻣﻴﻠﻪ ﺑﻮﺭ ،ﻣﺪﺭﺍﺱ
٤٩ ٢١٧ ٢٢١ ٢٢٥ ١٦٨ ٢٥ ٢١٩
ﻥﻩﻭﻱ ﻧﺎﺩﻭﻥ ﻛﺎﻧﻐﺮﻩ ﻧﺎﺭﻭﻭﺍﻝ ﻧﺎﺳﻨﻎ
الفھارس
٢٢١ ٢٢١ ٢٢٦
ﻧﺎﻏﺒﻮﺭ ﻧﻘﺸﺒﻨﺪ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻫﺮﺩﻭﺋﻲ ،ﳏﺎﻓﻈﺔ ﻟﻜﻬﻨﺌﻮ ﺍﳍﻨﺪ ﻫﻮﺷﻴﺎﺭﺑﻮﺭ ﻫﻮﻫﻦ ﺷﺎﻫﺒﻮﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺁﺑﺎﺩ
٢١٧ ٧٢ ٢٨ ٧٣ ١٧٤ ،٧٥ ١٨٥ ،١٣٥ ٢٢٣ ٢١٧ ،٦٩
عاقبة آتھم
الفھارس
٥١
knØÛa ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ )ﺗﺄﻟﻴﻒ
ﺁﺍﺏﺕ ﺃﺑﺰﺭﻭﺭ )ﺟﺮﻳﺪﺓ( ﻣﺮﺁﺓ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ )ﺗﺄﻟﻴﻒ
٢٠٦
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
٢١٣
ﺇﲤﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
١٨٧ ،١٧ ،١٤ ،٢
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺻﺢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ )ﺗﺄﻟﻴﻒ
٢٣٥ ،٤٩ ١٠٢
(
٥١
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
ﺍﺭﻣﻴﺎﻩ )ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ( ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
١
(
٥١
ﺑﻴﻮﻧﲑ )ﺟﺮﻳﺪﺓ( ﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ﺗﻜﻮﻳﻦ )ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ( ٣٦ ﲢﻔﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ٥١ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ )ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ( ٢٨ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ١٧٧ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ١١٦ ،٦٢ ،٢٧ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﳌﺮﺍﻡ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ )ﳎﻠﺔ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ(
١٤٧ ،٢٠
ﻛﺘﻴﺐ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﳍﻲ ،ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺩﻋﻮﻢ ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ٣٥ ﻛﺘﻴﺐ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ ،ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ٤٧ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﲪﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﳜﻬﺎ ٧٥ ﺿﻤﻴﻤﺔ ﻛﺘﻴﺐ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ ،ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ١٧٣ ﺍﻹﳒﻴﻞ ٦٣ ،٥ ،٤ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﺍﳉﺒﻞ ١٧٧ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﱴ ١٧٧ ،٤٣ ،٣٦ ﺇﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ٣٦
٢٢٨ ،١٨٠ ،١٧٥ ٢٣٢
(
٥١
ﺝﺡﺩﺭ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ )ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ(
ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﻛﺸﻒ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ" ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
٥ ،٤ ٤ ١٨٧
ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ )ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ(
٢١٢
الفھارس
٥٢
ﲪﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ )ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺳﻴﻮﻃﻲ( ﺍﻟﺮِﻛﻮﻳﺪ
٥١
(
٢٨
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ )ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺘﺢ(
١٠٧
٩٣
ﺻﺤﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﻧﺼﻒ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ١٠٧ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ٢٣٦ ،٢٨ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ
ﺱﺵﺹﺽ
(
٢٠١ ٢٠١ ٥١
ِﺳﻔِﻞ ﺁﻧﺪ ِﻣﻠِﺘﺮﻱ ﻏﺎﺯﻳﺖ ﺕ )ﺟﺮﻳﺪﺓ( ﺗﺮﲨﺔ ﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﻋﻦ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻘﺎﻝ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ٢٣٩ ،٢٣٢ ﺍﺎﻣﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ١٦٩ ﺷﺤﻨﻪ ﻫﻨﺪ )ﺟﺮﻳﺪﻩ( ٧٠ ،٢٥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٢٧ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﳊﻖ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ١٨٧ ،١٧ ،٢،١٤ ﻉﻍﻑﻙﻡ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
ﻏﺮﻧﺘﻬـ ﻓﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
٢٠١ ٥١
٢٢٩ ،١٨١
ﺳﺖ ﺑﺘﺸﻦ )ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳊﻖ( )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﻧﺎﻧﻚ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﳊﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺳﺮ ﺍﳋﻼﻓﺔ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
عاقبة آتھم
٢٠٥ ،١٧٦
ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
ﻛﺸﻒ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ )ﳎﻠﺔ( ﺍﳌﺜﻨﻮﻱ ﻟﻠﺮﻭﻣﻲ ﻣﺴﻠﻢ )ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ( ﻣﻨﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ (
ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﳊﻖ
٥١ ٣٤ ،١٥ ،٤ ٢١٠ ٢٦ ١٥٨ ،١٥١ ٤
ﻥﻭﻱ ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ )ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ( ١٨٢ ،٥٠ ﻧﻮﺭ ﺃﻓﺸﺎﻥ ٤٠ ،١٩ ﻭﻳﺪ )ﻓﻴﺪﺍ( ﳛﺐ ﻓﻴﺪﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻄﻊ ﺃﺑﺪﺍ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺫﻧﺐ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ ٩٣ ﻳﻮﻧﺎﻥ )ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ( ٢٣٦