@ @
@ @
@ ì ã@ò ä îÐ
@@ZáÜÔi زא م א د א ' (#א%&%#د وא $م א ! "#
W ‍×? ×?‏
‍م‏٢٠٥٢L ٥٤٣٣ W ‍×? ×?‏ Safinato-Nuh By: Hadrat Mirza Ghulam Ahmad (Peace be on him), the Promised Messiah and Mahdi, Founder of the Ahmadiyya Muslim Jama‘at.
(Arabic translation) First Published in UK in 2012 Š Al-Shirkatul Islamiyyah Limited Published by: Al-Shirkatul Islamiyyah Limited Islamabad Sheephatch Lane Tilford, Surrey GU10 2AQ United Kingdom Printed in UK at: Raqeem Press Tilford
ISBN: 978-1-84880-424-1
! " #$ % & '()* +,- . /
א א و
.......... ﺍﺻﻨﻊ ﺍﻟﻔﹸﻠﹾﻚ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﻭﻭﺣﻴﻨﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻧﻚ ﺇﳕﺎ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻥ ﺍ َ ﷲ
ﻳﺪ ﺍﷲ ﻓﻮﻕ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺇﱄﹼ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻧﺸﺮﻩ ﰲ "ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ".
ﻛﺘﻴﺐ "ﺍﳌﺼﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹸﻋﺪ ﳉﻤﺎﻋﱵ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ
B ì ã@ò ä îÐ B ﻭﺍﲰﻪ ﺍﻟﺜﺎﱐ
"ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ" ﻭﺍﲰﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
"ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ"
ﻗﻠﱯ ﻣﻨﻔﻄﺮ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺍﺭﻛﺐ ﺳﻔﻴﻨﺘﻨﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ،ﻓﺈﻥﹼ ﺳﻔﻴﻨﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ )ﺗﺮﲨﺔ ﺑﻴﺘﲔ ﻓﺎﺭﺳﻴﲔ( ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞﹸ ﺍﷲ ﺑﻌﺬﺍﺑﻜﻢ ﺇﻥﹾ ﺷﻜﺮﰎ ﻭﺁﻣﻨﺘﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻋﻠﻴﻤﺎ )ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ(١٤٨ : ﺍﺭﻛﹶﺒﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﻢﹺ ﺍﷲ ﻣﺠﺮﻳﻬﺎ ﻭﻣﺮﺳﺎﻫﺎ )ﻫﻮﺩ(٤٢ : ﻻ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ) ﻫﻮﺩ (٤٤
١٩٠٢-١٠-٥ ﻃﹸﺒﻊ ﰲ ﻣﻄﺒﻌﺔ "ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﺑﻘﺎﺩﻳﺎﻥ ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺣﻜﻴﻢ ﻓﻀﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﻬﲑﻭﻱ ﻭﻧﺸﺮ ﳍﺪﺍﻳﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﲨﺎﻋﱵ ﻭﻃﺎﻟﱯ ﺍﳊﻖ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺦ ٥٠٠٠
@@÷ŠèÐÛa ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺪﻳﺚ" :ﻳﺪﻓﹶﻦ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻗﱪﻱ" ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﲪﺪﻱ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻕﹴ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻧﺒﺄ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻭﺍﻟﻨﻘﻴﺐ ﺩﻭﻏﻠﺲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻠﻮﻻﺓ ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ
ﺃ ١ ٧ ١٦ ٢٣ ٢٧ ٣٥ ٤١ ٤٥ ٦٥ ٧٧ ٨٦ ٨٨ ٩٧ ٩٩
١٠١ ١٠٣ ١١١ ١١٢ ١١٥ ١١٩ ١٢٠
ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺍﳋﺎﲤﺔ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﱪﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ
@ @ @ @ @ @
ﺃ
@ @Š‘bäÛa@ò߆Ôß ﻧﺸﺮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺑﺴﻨﻮﺍﺕ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ " :ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ١٨٩٦-٢-٦ﻡ ﺭﺃﻳﺖ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺃﻥ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﷲ ﺗﻐﺮﺱ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﻏﺮﺍﺳﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀَ ﻗﺎﲤﺔﹰ ﻭﻗﺒﻴﺤﺔﹰ ﺟﺪﺍ ﻭﳐﻴﻔﺔ ﻭﻗﺼﲑﺓ ،ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﺎﺭﺳﲔ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﻫﺬﻩ ﻏﺮﺍﺱ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻔﺸﻰ ﰲ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﻋﻤـﺎ ﻗﺮﻳﺐ .....ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺣﻴﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻭﻫﻮ" :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﻮﻡ ﺣﱴ ﻳﻐﻴﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .ﺇﻧﻪ ﺁﻭﻯ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔﹶ" ..ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻟﻦ ﻳﺰﻭﻝ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺰﻝﹾ ﻭﺑﺎﺀُ ﺍﳌﻌـﺼﻴﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﻠـﻮﺏ". )"ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ" ١٨٩٨-٢-٦ﻡ ،ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺭﺍﺕ ﳎﻠﺪ ٣ﺹ (٥ ﻓﺎﺳﺘﻬﺰﺃ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻳﺘﻔﺸﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺩﳘﻬﻢ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻨـﺒﺄ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻄﺎﺭ ﺷﺮﻩ ﻭﺃﺧﺬ ﳛﺼﺪ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ .ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﲞﻄﹼﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺪﻋﺎﻳـﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺧﻄﺎﺑﻴـﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﺘﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟـﺴﻜﺎﻥ .ﻟﻜـﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻣﻌﺘﺬﺭﺍ ،ﻭﺃﻟﹼﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ
ﺏ
١٩٠٢-١٠-٥ﻭﺷﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﹼﺘﻬﺎ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝﹶ ﺍﳌﺘﻄﻌﻤﲔ ﲟﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻴﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﱏ ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤـﻞﹺ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺣﻘﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺁﻳﺔﹰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺎﻝ" :ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺠﻲ ﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻪ ﺍﳊﻘﹼﺔ ﻣﻦ ﺑﻄـﺸﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺘﺼﺮﻩ ﻫﻨﺎ". ﰒ ﺳﺠﻞ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ،ﻭﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻌـﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺑﻠﻴﻎ ﻣـﺆﺛﺮ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﻛﻤﺎ ﺃﻛﹼﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻛﻴﻒ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ. ﰒ ﺫﻛﺮ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻇﻬﻮﺭ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻭﻗﺎﺭﻥﹶ ﺑﲔ ﺗﻌﻠـﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻋﺪﺓ ،ﻣﺮﻛﹼﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺩﻋـﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ "ﺧﺒﺰﻧﺎ ﻛﻔﺎﻓﹶﻨﺎ" ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ. ﻭﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺮﱘ ﻭﺍﻟـﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﰒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻌﻴـﺎﺭ ﺻـﺤﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .ﰒ ﺫﻛﺮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ .ﰒ ﺧﺎﻃﺐ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﰒ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ
ﺕ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ .ﻭﰲ ﺍﻷﺧﲑ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ. ﻭﻟﻜﺘﺎﺏ "ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ" ﺍﺳﻢ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ "ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ" ،ﻭﺍﺳﻢ ﺛﺎﻟﺚ ﻫـﻮ "ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ". ﺣﻈﻲ ﺑﺸﺮﻑ ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻭﱄ ﺍﷲ ﺷﺎﻩ ،ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ١٩٢٦ﺑﺎﳍﻨﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﰒ ﺻﺪﺭﺕ ﰲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﻣﻜﺘﺐ "ﺍﻟﺘﺒﺸﲑ" ﻃﺒﻌﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﻣﻠـﻚ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺃﲪﺪ .ﺃﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﻟﻨـﺪﻥ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺢ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﺮﲨﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﻭﺭﺩﺍ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ .ﻛﻤﺎ ﺃﺿﻴﻔﺖ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻭﻗـﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﲞﻂ ﻣﺎﺋﻞ .ﺃﻣﺎ ﺣﻮﺍﺷﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺳـﻴﺪﻧﺎ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ ﰲ ﺁﺧﺮﻫﺎ "ﻣﻨﻪ" ،ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻮﺍﺷﻲ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﱂ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﻣﻨﻪ" ،ﻓﺄﺿﻔﻨﺎ ﰲ ﺁﺧﺮﻫـﺎ ﻛﻠﻤﺔ "ﻣﻨﻪ" ،ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻣﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳊﻮﺍﺷﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﹺﻢ، ﺣﻴﺚ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ. ﻭﻧﺘﻘﺪﻡ ﲞﺎﻟﺺ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻧﺸﺮ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ .ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ: ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺰﺍﻡ ،ﻋﻼﺀ ﳒﻤﻲ ،ﲤﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺩﻗـﺔ ،ﻫــﺎﱐ ﻃـﺎﻫﺮ ،ﻫــﺎﱐ ﺍﻟﺰﻫـﲑﻱ ،ﺩ .ﻭﺳﺎﻡ ﺍﻟﱪﺍﻗﻲ ،ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﱐ ،ﻣﻌﺘﺰ ﺍﻟﻘﺰﻕ ،ﺳﻬﺎ ﻛﻠﺒﻮﻧـﺔ،
ﺙ
ﺷﻴﺦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﲪﺪ ،ﻣﲑ ﺃﳒﻢ ﺑﺮﻭﻳﺰ ،ﺩﺍﻭﺩ ﺃﲪﺪ ﻋﺎﺑﺪ ،ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﻋـﺎﻣﺮ، ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ ﻧﻌﻴﻢ ،ﳏﻤﺪ ﻃﺎﻫﺮ ﻧﺪﱘ ،ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻃﺎﻫﺮ .ﻧﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﹼﻘﻨﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ،ﻭﻳﺪﺧﻠﻨﺎ ﰲ ﻛﻨﻔﻪ ﻟﻸﺑﺪ ،ﺁﻣﲔ.
@ @
١
×@@kîn
ﺳـﻔﻴـﻨﺔ ﻧـﻮﺡ ـ ـ ـ ـ @ @ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ
– @ @æìÇbĐÛa@ÝŽ ž ßfl א و ْو و نْ
ل א ْ و ن ١ א و ﺇﻧﻪ ﳌﻦ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﳌﻮﻗﺮﺓ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻣـﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺇﺷﻔﺎﻗﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭﺇﻧﻘﺎﺫﹰﺍ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻯ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻭﲪﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﻋﺒﺌﹰﺎ ﺛﻘﻴﻼﹰ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﺮﻭﺑﻴـﺎﺕ ﻣـﻦ ١ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ٥١:
٢
ﺃﺟﻞ ﺭﺍﺣﺔ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ .ﺇﻧﻪ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗـﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﺮﻋﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻻﻣﺘـﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻲﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﻠﻘـﻴﺢ ﻓﻬـﻮ ﺟﺎﻫﻞﹲ ﺟﺪﺍ ﻭﻋﺪﻭ ﻟﻨﻔﺴﻪ .ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻬﹺﺪﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔﹶ ﺍﳊﺮﻳﺼﺔ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﲣﺎﺫ ﻋﻼﺝ ﳛﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺧﻄﺮﺍ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﻣﺜـﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﲡﺎﺭﺏ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﳌﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﺎﻓﺄ ﻋﺎﻃﻔﺔﹸ ﺣﺐ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ -ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺜﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔﹶ ﻓﺒﺬﻟﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺒﺬﻝ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ -ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﳍﺎ ﻏﺮﺿﺎ ﻣﺸﺒﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ .ﺷﻘﻴﺔﹲ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔﹸ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻈﻦ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﻠﻎ .ﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﻈـﻢ ﻭﺃﻓـﻀﻞ ﻣـﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺗﺪﺑﲑﻩ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻫـﺬﺍ ﺍﳌﹶﺼﻞ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻧﻔﹾﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﻓﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔﹰ ﺃﻥ ﻳـﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﳍـﺬﺍ ﺍﻟﺘـﺪﺑﲑ ﻭﻳﺮﳛﻮﺍ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﻮﻗﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳍﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﻼﻣﺔ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ. ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﺬﺭ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﶈﺴﻨﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﻧﻊ ﲰﺎﻭﻱ ﻟﻜﹸﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﺘﻄﻌﻤﲔ ﲟﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺁﻳﺔﹰ
ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ،ﻓﺨﺎﻃﺒﲏ ﻗﺎﺋﻼ :ﺃﻧﺖ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛـﺎﻥ ﰲ ﺩﺍﺭﻙ ﻭﻣﻦ ﺗﻔﺎﱏ ﻓﻴﻚ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋـﺔ ﻭﲞـﺎﻟﺺ ﺍﻟﺘﻘـﻮﻯ ﺳﺘﺤﻔﻈﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺁﻳﺔﹰ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻳـﺎﻡ
٣
ﺍﻷﺧﲑﺓ؛ ﻛﻲ ﳛﻜﻢ ﺑﲔ ﺷﱴ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺒﻌـﻚ ﺍﺗﺒﺎﻋـﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ ،ﻓﻼ ﺗﺄﺱ ﻋﻠﻴﻪ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺇﳍﻲ ،ﻭﲟﻮﺟﺒﻪ ﻟﺴﻨﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﰲ ﺣﻈﲑﺓ ﺩﺍﺭﻧﺎ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ -ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻜﻞ ﺷـﻲﺀ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﺎ -ﻗﺪ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﱄﹼ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﻗﺎﺋﻼ :ﺇﻧﲏ ﺳﺄﺣﺎﻓﻆ ﻛﻞﹶّ ﻣـﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﻴﺘﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻨﺨـﺮﻁ ﰲ ﺳﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﻳﻌﺔ ﺑﻜﻞ ﺇﺧﻼﺹ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻭﺗﻮﺍﺿﻊ ﻣﺘﺨﻠﹼﻴﺎ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﺃﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺇﺯﺍﺀَ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﺄﻣﻮﺭﻩ ﻫﺬﺍ ﺑﺘﻜﺒﺮﹴ ﻭﲤـﺮﺩ
ﻭﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺎﻭﻥ ﻭﻋﻨﺎﺩ ﻭﻋﺠﺐﹴ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ،ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ. ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﱄ ﳐﺎﻃﺒﺎ :ﻟﻦ ﻳﻐﺸﻰ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥﹶ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥﹸ ﺍﳉﺎﺭﻑ ﺍﳌﺒﻴﺪ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﲝﻴﺚ ﳝﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ،ﻭﻳﺠﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﳍﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﺩ ،ﻭﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ -ﻣﻬﻤـﺎ ﻳﻜـﻦ ﻋـﺪﺩﻫﻢ- ﺳﻴﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔﹰ ﻣﻊ ﺃﻋـﺪﺍﺋﻬﻢ ،ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﻋﻬﺪﻫﻢ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑـﺸﺄﻢ ﺳـﺒﺐ ﺧﻔﻲ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻄﺎﻋﻮﻥ .ﺑﻴـﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻴﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﻣﺘﻌﺠﺒﲔ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﷲ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌـﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺑﺮﲪﺘـﻪ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻻ ﻧﻈﲑ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
٤
ﺳﻴﺼﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﺳﻴﺴﺨﺮ ﻣﻨـﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ،ﻭﺳﲑﻣﻴﲏ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﳉﻨﻮﻥ ،ﻭﺑﻌـﻀﻬﻢ ﺳـﻴﺤﺘﺎﺭ ﻭﻳـﺬﻫﻞ ﺑﺎﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻟﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣـﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋـﺎﺓ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ! ﻭﺟﻮﺍﺑﻪ ﻧﻌﻢ ،ﻻ ﺭﻳﺐ ﰲ ﺃﻥﹼ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﳌﻮﺟـﻮﺩ ،ﻭﺇﻻ ﳌﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺎﺅﻩ ﻭﻫﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ .ﺇﻧﻪ ﻟﻌﺠﻴﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﻋﺠﻴﺒـﺔﹲ ﻗﺪﺭﺍﺗـﻪ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ! ﺇﻧﻪ ﻳﺴﻠﹼﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺃﻋﺪﺍﺀﻫﻢ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﲞﺪﻣﺘﻬﻢ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﲔ ﻳﺜﻮﺭ ﻏـﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻔﻮﺭ ﺳﺨﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻴﻨﻪ ﲢﺮﺱ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ، ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻻﺪ ﺑﻨﻴﺎﻥﹸ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ،ﻭﳌﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﺣـﺪ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺳﺒﻴﻼﹰ. ﺃﻻ ﺇﻥ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻻ ﺗﻌﺪ ﻭﻻ ﲢﺼﻰ ،ﺑﻴﺪ ﺃﺎ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻨـﺎﺱ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺇﳝﺎﻢ ﻭﻳﻘﻴﻨﻬﻢ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﹸﻋﻄﻮﺍ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﻭﺍﻻﻧﻘﻄـﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﻧﺴﻠﺨﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﳍـﻢ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺧﺎﺭﻗﺔﹰ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺮﻗﻮﻥ ﻋﺎﺩﺍﻢ ﻟﻪ .ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﺟﺪﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻭﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻌﺠﺎﺋﺐ ﻗﺪﺭﺍﺗـﻪ ﰲ ﺯﻣﻨﻨـﺎ ﻫـﺬﺍ، ﻭﻛﺜﲑﻭﻥ ﺟﺪﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻐﻲ ﺇﱃ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﻞﱡ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺠﺰﻩ ﺷﻲﺀ.
٥
ﻭﻻ ﻳﻐﻴﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﺃﹶﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻋﻨﺪ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﻏﲑﻩ ﻣـﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻟﻴﺲ ﺇﲦﹰﺎ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣـﻦ ﺩﺍﺀ ﺇﻻﹼ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀً ،ﻏﲑ ﺃﱐ ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﹸﻟﺒﺲ -ﺑﺄﺧﺬ ﻣﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ -ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔﹶ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﻫﺎ ﻟﻨـﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﲜﻼﺀ ،ﻓﻼ ﺃﹸﺣﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻞ ﻷُﺳﻲﺀ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺁﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﳊﻘﺔ ﻭﻭﻋﺪﻩ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻟﺌﻦ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻻﺭﺗﻜﺒﺖ ﺫﻧﺒﺎ ﻻ ﻳﻐﺘﻔﺮ ﻟﻜﻮﱐ ﱂ ﺃﺅﻣﻦ ﲟﺎ ﻭﻋﺪﱐ ﺑﻪ ﺭﰊ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺪﻱ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟـﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻞ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥﹾ ﺃﻛﻮﻥ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻫﺪﱐ ﲝﻔﻆ ﻛﻞﹼ ﻣـﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺩﺍﺭﻱ .ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺒﺼﲑﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﺇﻥ ﻭﻋﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻟﹶﺼﺎﺩﻗﺔﹲ، ﻭﺇﱐ ﻷﺭﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺁﺗﻴﺔ ﻭﻛﺄﺎ ﻗﺪ ﺃﺗﺖ. ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﳊﻜﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻫﻮ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺄﻳﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ،ﻭﺇﺎ ﻟﻮ ﻋﺜﺮﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗـﺪﺑﲑ ﻫﻮ ﺃﻭﰱ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻞ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﺘﻘﺒﻠﻪ ﻋـﻦ ﻃﻴـﺐ ﺧﺎﻃﺮ ،ﳑﺎ ﻳﺒﲔ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺮﱐ ﺍﷲ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﰲ ﻣﻘﺎﺻـﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻗﻄﻌﺎ. ﻭﺍﳋﱪ ﻋﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﺑﻼﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﳌﻮﺟﻮﺩ ﻛﻨﺒـﻮﺀﺓ ﻣﻨـﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻛﺘﺎﰊ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ،ﻣﺘﻀﻤﻨﺎ ﻭﻋﺪ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﲣﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔﹶ )ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺔ ٥١٨ ﻭ .(٥١٩ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻧﺒﺄ ﺍﷲ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺳـﻴﻨﺠﻲ ﻣـﻦ ﺑـﻼﺀ
٦
ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻛﻞﱠ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻜﱪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻌﻮﺛﻪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻴﺸﻤﻠﻬﻢ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺍﳋﺎﺹ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔﹰ ﻣـﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻀﻌﻒ ﰲ ﺇﳝﺎﻧـﻪ ﺃﻭ ﻧﻘﺺﹴ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﺃﻭ ﻷﻱ ﺳـﺒﺐﹴ ﺁﺧـﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ .ﻭﺍﻟﺸﺎﺫ ﻛﺎﳌﻌﺪﻭﻡ؛ ﻷﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﻳﺒﲎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﺔ ﻋﻨـﺪ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻗﺪ ﲢﻘﱠﻘﺖ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﺍﶈﻘـﻮﻧﲔ ﲟـﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻻ ﳝﻮﺗﻮﻥ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔﹰ ﻣﻊ ﻏﲑ ﺍﶈﻘـﻮﻧﲔ ،ﻷﻥ ﺣـﺎﻻﺕ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻻ ﺗﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﳌﺼﻞ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺣـﺼﻠﺖ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺃﻗﻞﹼ ﳑﺎ ﳛﺼﻞ ﰲ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﳌﺪﻥ ،ﺃﻭ ﻣـﺎﺕ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ،ﻓﻠـﻦ ﳛـﻂﹼ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﺑﺪﺍ. ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﱄ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ. ﺇﻧﻪ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻘﻮﻝ ﻛﺎﻫﻦ ،ﻭﺇﻧﻪ ﳌﻦ ﻋﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﲨﺎ ﻣـﻦ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﻈﻼﻡ .ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻼﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻪ .ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻨﺎ ﺳﺘﻘﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺣﻖ ﻗـﺪﺭﻫﺎ ﺣـﲔ ﺗﻼﺣﻆ ﻭﻗﻮﻉ ﺃﻣﺮ ﻣﺬﻫﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﻭﺻﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﻘﻮﻧﲔ .ﻭﺇﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺻﺪﻕ ﺑﺄﻧـﻪ ﺇﺫﺍ ﱂ
٧
ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻨﺸﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﺬ ﻋـﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣـﺎ ﻭﻧﻴﻒ ،ﻓﻠﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.
ﻋﻼﻣﺎﺕ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﱐ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﻠـﺼﲔ ﺍﳌﻘﻴﻤﲔ ﺑﲔ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺩﺍﺭﻱ ﺳﻴﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﲨﺎﻋﱵ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜ ﺮ ﺃﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﲑﻫـﻢ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺸﻤﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ﰲ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌـﺎﺕ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺁﻓـﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﳌﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻙ ﻟﻦ ﲢ ﹼﻞ ﺑﻘﺎﺩﻳﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺷ ﹼﺬ ﻭﻧﺪﺭ .ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺧﺎﺷﻌﲔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻴﻨﺠﻮﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌـﺬﺍﺏ ﲤﺎﻣﺎ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻻ ﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ
ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﺬﱠﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟـﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ ﻭﲡﺎﺳﺮﻫﻢ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺫﻧﻮﻢ. ﻭﺟﺪﻳ ﺮ ﺑﺎﻟ ﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺃ ﹼﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ،ﺑﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ٢ﺃﻳﻀﺎ ،ﺣـﱴ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﻭﻣﻦ ﺍﶈـﺎﻝ ﺃﻥ ﲣﻄـﺊ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ.
٢ﺭﺍﺟ ﻊ ﺳ ﹾﻔﺮ ﺯﻛﺮﻳﺎ ،١٢:١٤ﻭﺇﳒﻴﻞ ﻣﱴ ،٨:٢٤ﻭﺭﺅﻳﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﻼﻫﻮﰐ .٨:٢٢ﻣﻨﻪ.
٨
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﲡﻨﺐ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺇﺯﺍ َﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋـﺪ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻌﺰﻭ ﺍﻟﻌﺪ ﻭ ﺁﻳ ﹶﺔ ﺍﷲ ﻫﺬﻩ ﺇﱃ ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻮ ﻛﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﻜﻼﻣﻪ -ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ -ﺗﺪﺑﲑﺍ ﺃﻭ ﺃﺧ ﱪﻧﺎ ﺑﺪﻭﺍﺀ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ ﻋﻈﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺷﻴﺌﹰﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨـﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻳﺔ. ﻭﻻ ﻳﺘﻮﳘ ﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ .ﻛﻼ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ ﻭﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺤ ﹼ
ﺃﹸﻣﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﺸﻮﻉ ﰲ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺘﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟ ﺮﺩﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺃﻫﺮﻗﻮﺍ ﺩﻣﺎﺀ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﻓﺘﺢ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺃﻫـﻞ ﺍﳊـﻖ ﻫـﻢ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺑﺴﻴﻮﻑ ﺍﺮﻣﲔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﺟﺪﺍ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﻫـﺬﻩ ﺍﻵﻳـﺔ ﺷـﻴﺌﹰﺎ. ﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻟﺴﺒﺐ ﻣـﻦ ﺍﻷﺳـﺒﺎﺏ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻠﻮ ﺃﺻﻴ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ،ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺪﺡ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺃﻧﲏ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻴﺤ ﹼﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﲟـﺎ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻱ ﺭﻳﺐ ﻟﻜﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻖ ،ﺑﻞ ﺳﻴﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺇﻋﺠﺎﺯﻱ ،ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴـﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﺗﺰﺩﻫﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺭﻕ ﻳﺬﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﳝﻴﺰ ﺍﷲ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻏﲑﻫـﺎ ﻣـﻦ
٩
ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻓﻴﺤ ﻖ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﲔ -ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺰﻣﻮﻥ ﰲ ﻛـﻞ ﺖ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ" -ﺃﻥ ﻳﻜﺬﹼﺑﻮﱐ .ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺒ ﺠﺔ ﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ ﱄ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻢ ﱂ ﻳﺸﺘﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻟﻌﻨﺔ؛ ﻓﻤﺜﻼ ﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺿ
ﺖ ﰲ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍ! ﻣـﻊ ﺃﻧـﻪ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﻥ "ﺁﻢ" ٣ﱂ ﳝ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺑﺄﻥ "ﺁﻢ" ﻟﻦ ﳝﻮﺕ ﰲ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻋـﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ،ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﻧﺒﻴﻨـﺎ
ﺑﺎﻟﺪﺟﺎﻝ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺳﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ،ﻭﻟـﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃ ﹼﻛﺪ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻭﺧﺎﺋﻔﹰﺎ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺻﻔﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪ ﺟﺎﻝ .ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺷﻬ ﺮﺍ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺇﻻ ﻭ ﱂ ﻳﺴﺘ ﻔﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﻻ ﰲ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﻣﻮﺗﻪ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷـﻬﺮﺍ ،ﰒ ﻣـﺎﺕ ﺃﺧﲑﺍ .ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﹰﻻ ،ﻓﻤﺎﺕ ﻫﻮ ﻗﺒﻠﻲ. ﺖ ﰲ ﻣﻴﻘﺎﺎ ،ﻻ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻭﲢﻘﻘ ﺗﻘ ﹼﻞ ﻋﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻧﺒﺄ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺬﻛ ﺮ ﻣﻨـﻬﺎ ﰲ ﻛﺘـﺎﺏ "ﻧـﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺇﻻ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﲬﺴﻮﻥ ﳕﻮﺫ ﺟﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺍﻷﺩﻟـﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ .ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﺀﺍﰐ ﺇﻻ ﻭﲢ ﹼﻘﻘﺖ ﺃﻭ ﲢ ﹼﻘﻖ ﺃﺣﺪ ﺟﺰﺀﻳﻬـﺎ ﺖ ﻣﻦ ﻓﻤـﻲ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻌﺜﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺧﺮﺟ " ٣ﺁﻢ" ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺴﻴﺴﲔ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﲔ ﰲ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﲢﻘﱡﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲟﻮﺗﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺃﳒﺎﻡ ﺁﻢ" ﺃﻱ "ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺁﻢ") .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١٠
ﺕ ﻭﻟﻮ ﻣﺎﺕ ﲝﹰﺜﺎ ﻋﻨﻬﺎ؛ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﺎ ﺃﺧﻄﺄ ﻛﺎﻥ ﳚﻬﻞ ﻓﻠﻴﻘ ﹾﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ .ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﲢ ﺪ ﺇﻥ ﺁﻻﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﺀﺍﰐ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺖ ﺑﻜﻞ ﺟﻼﺀ ،ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺇﻥ ﲢﺮﻳﺘﻢ ﻗﺪ ﲢﻘﻘ ﻧﻈﲑﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻓﻠﻦ ﲡﺪﻭﻩ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﻧﺒﻴﻨﺎ .ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻓﺼﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻷﺑﺼﺮﻭﺍ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨـﺬ ﺯﻣـﻦ! ﻭﻛﻨـﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍ ﻷﻥ ﺃﹸﺟﺰﻝ ﳍﻢ ﺍﳉﺎﺋﺰﺓ ﻟﻮ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻨﻈﲑ ﻟﻨﺒﻮﺀﺍﰐ ﻫﺬﻩ .ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺷ ﺮ ﺃﻭ ﲪﺎﻗ ﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﹼﻖ ،ﻓﻤﺎ ﺍﳊﻴﻠـﺔ -ﻳـﺎ ﺗﺮﻯ -ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﱪ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﺧﺒﹰﺜﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺳﻮ َﺀ ﻇﻦ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻢ ﻧﺎﻗﺸﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﲨ ﹴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻦ ﻗﻮﳍﻢ ﺃﻭ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺣﺔ .ﻓﺄ ﹾﻥ ﺗﺘﺤ ﹼﻘﻖ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﲢﻘ ﹰﻘﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻷﻣ ﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﺑﻪ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺇﺭﺍﺀﺓ ﺍﷲ ﺭﺅﻳ ﹶﺔ ﻋﲔ! ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ،ﻫﻞ ﺣﺼﻞ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ -ﻏﲑ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ ﺖ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﰒ ﲢﻘﻘﺖ ﺑﺮ ﻣﺘﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ -ﺃﻥ ﺃﹸﺩﻟﻴ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﲢ ﹼﻘﻘﻬﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺒﺸﺮ. ﺇﱐ ﻷﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺠﹼﻠﻰ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻭﻳﻜـﺸﻒ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ،ﲟﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ .ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻭﺟ ﻪ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﺰﻣﻦ ﻭﻛﺄﻧـﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻟﻘﺪ ﺃﺧﻔﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻇ ﹼﻞ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻠﻦ ﳜﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺳﻴﺸﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﹶﻟ ﻢ ﻣﻦ ﻣﻈـﺎﻫﺮ
١١
ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﻗﻂ ،ﺫﻟﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓـﺴﺪﺕ، ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﲞﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ .ﺫﻛ ﺮﻩ ﺟـﺎ ﹴﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻤﻌﺮﺿ ﹲﺔ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :ﺳـﺄﺧﻠﻖ ﺍﻵﻥ ﺖ ﲰﺎ ًﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﺭﺿﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺫﻟـﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺻـﺒﺤ ﻣﻴﺘ ﹰﺔ؛ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻗﺴﺖ ﻭﻛﺄﺎ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ،ﻷﻥ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﻗـﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺼﺼﺎ ﻭﺃﺳﺎﻃﲑ؛ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﺃﺭﺿﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﲰﺎ ًﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﻓﻤﺎ ﻫـﻲ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ؟ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ
ﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ، ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﻴﺌﻬﺎ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻳﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ
ﷲ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﺗﺘﺠﻠـﻰ ﻭﺍ ُ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﺒﺪﻩ. ﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﹼﻠﻲ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪﺍﺀ! ﻟﻴﺲ ﻓﻴﺎ ﺃﺳﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﺑﻠ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺼﺺ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺇﳍﻬﻢ ﺇﻻ ﺗﺼﻮﺭﺍﻢ .ﺍﻟﻘﻠـﻮﺏ ﺯﺍﺋﻐـﺔ، ﻭﺍﳍﻤ ﻢ ﻛﻠﻴﻠﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻏﺸﺎﻭﺓ .ﺩﻋﻚ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﻷﺧـﺮﻯ ﺍﻟـﱵ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺇﺫ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺁﳍـﺔﹰ ،ﻭﺍﻧﻈـ ﺮ ﺇﱃ ﺣـﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻓﻜﻢ ﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ! ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﺃﻟ ﺪ ﺃﻋـﺪﺍ ِﺀ ﺍﳊـﻖ، ﻭﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻛﻌﺪ ﻭ ﻣﺘﻌﻄﺶ ﻟﻠﺪﻡ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜـﺎﻝ ،ﺇﻥ
١٢
"ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ٤ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﻭ"ﻣﻨﻈﻤﺔ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻡ" ﺑﻼﻫﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﺳـﻼﻡ؛ ﹶﺃﺗـﺮﺍﻫﻢ ﻧﺎﺻـﺤﲔ
ﻟﻺﺳﻼﻡ؟ ﹶﺃ ﻫﻢ ﲪﺎﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ؟ ﺃﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺩﺍﺳﺖ
ﺍﻹﺳﻼﻡ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ؟ ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺍﳊـﻖ ﺃﻗـﻮﻝ :ﺇﻥ
ﺩﻋﺎﻭﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟـﻮ ﱂ
ﺖ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺠﺔ ﺍﷲ ،ﺇﺫ ﺃﺻـﺒﺤﻮﺍ ﺃﻭﻝ ﺃﻛ ﻦ ﻗﺪ ﺃﺗﻴ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻜﻮﻛﺐ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻢ ﺣﻤﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﻮﺍﻢ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﲏ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﲤﺎﻣﺎ؟ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ.
ﺲ ﺍﻟﻈﻬﲑ ﹶﺓ ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳐﻴﻤﺎ ﺣﱴ ﻟﻘﺪ ﺩﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤ
ﺍﻵﻥ .ﻟﻘﺪ ﺗﻔﺠ ﺮ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﷲ ﻭﻫﻢ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﻮﺍ ﻳﻨﻮﺣﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﺀ! ﺇﻥ ﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻣﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﳚﺮﻱ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻠﻢ ﳍﻢ ﺑﺬﻟﻚ .ﺇ ﱠﻥ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺗﻈﻬﺮ ،ﻭﻫـﻢ
ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ،ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻐﺎﻓﻠﲔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺎﺻﺒﻮﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺪﺍ َﺀ.
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﺸﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .ﻭﻟﻜﻦ ﻫـﻞ
ﺿﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﳛﻮﻟﻮﺍ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺍﳊﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻣـﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺈﻋﺮﺍ
" ٤ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﻭ"ﻣﻨﻈﻤﺔ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﲨﻌﻴﺘﺎﻥ ﺇﺳﻼﻣﻴﺘﺎﻥ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺑﺎﳍﻨﺪ ،ﺃﹸﻭﻻﳘﺎ ﰲ ﻟﻜﻬﻨﺎﻭ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻻﻫﻮﺭ) .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١٣
ﻼ ﺑﻞ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺯﺍﻝ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ؟ ﻛ ﹼ
ﺐﺍ ُ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ :ﹶﻛﺘ ﷲ ﻷﻏﻠﺒ ﻦ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺭ ﺳﻠﻲ .٥
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻛﺴﻒ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺧﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺒﻞ
ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﺼﺪﻳﻘﹰﺎ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻫـﺬﺍ ،ﻭﺃﺭﻯ ﺁﻳـﺘﲔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﲔ ﺟﻌﻞ ﻧﻴ ﺮ ﺍﻟﻠﻴ ﹺﻞ ﻭﻧﻴ ﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎ ﹺﺭ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻲ ،ﻛﺬﻟﻚ
ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺁﻳﺘﲔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ..ﺇﺣـﺪﺍﳘﺎ ﺗﻘﺮﺃﹸﻭـﺎ ﰲ
ﺸﺎ ﺭ ﻋ ﱢﻄﹶﻠﺖ ،٦ﻭﰲ ﺍﳊـﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﻭﹺﺇ ﹶﺫﺍ ﺍﹾﻟ ﻌ
ﺹ ﻓﻼ ﻳﺴ ﻌﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ" ،ﻭﲢﻘﻴﻘﹰـﺎ ﳍـﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻛﺎﻵﰐ " :ﻭﹶﻟﺘﺘ ﺮ ﹶﻛ ﻦ ﺍﻟ ﻘﻼ ﻂ ﺍﳊﺪﻳﺪﻱ ﺑﲔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﳊﺠﺎﺯ .ﻭﺍﻵﻳـﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻳ ﻤ ﺪ ﺍﳋ ﹼ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣ ﻦ ﹶﻗ ﺮﻳ ﺔ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻧﺤـ ﻦ
ﻣ ﻬﻠﻜﹸﻮﻫﺎ ﹶﻗﺒ ﹶﻞ ﻳ ﻮ ﹺﻡ ﺍﹾﻟ ﻘﻴﺎ ﻣ ﺔ ﹶﺃ ﻭ ﻣ ﻌ ﱢﺬﺑﻮﻫﺎ .٧ﻓﻬﺎ ﻗﺪ ﺳـﻴﺮ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺷـﺎﻫﺪﺓ ﻛﻤـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺷﺎﻫﺪﺓ .ﻓﻼ ﲢﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺈﻥ ﳏﺎﺭﺑﺘﻪ ﺳﻔﺎﻫﺔ.
ﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻑ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻋﺘﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺨﻼ
ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺨﻼﻓﻪ ﻟﻘﻮﳍﻢ؟ ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﺪ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
٥ﺍﺎﺩﻟﺔ ٢٢ : ٦ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﺮ٥ : ٧ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ٥٩ :
١٤
ﺖ ﺁﺩ ﻡ" ،٨ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺭ ﺩ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺍﻵﻥ؟ ﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﻠﻒ ﻓﺨﻠﻘ "ﺃﺭﺩ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﻻ ﲣﺘﺎﺭﻭﻥ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟـﻴﻘﲔ؟ ﺃﻻ ﻻ ﺗﻠﻘـﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﰲ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ،ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃ ﹾﻥ ﻻ ﺭﺍ ﺩ ﳌﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ .ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫـﺬﻩ ﻚ ﻣـﻦ ﺃﻣـﺮﻱ، ﺍﳋﺼﻮﻣﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﰲ ﺷـ ﻼ -ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻤﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻷﺷﻴﺎﻋﻜﻢ ﻣـﻦ ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻹﺯﺍﻟﺘﻪ -ﻣﺜ ﹰ ﺖ ﰲ ﻭﺣﻲ ﺖ ﺃﻧﺎ ﺇﺫ ﺗﻠﻘﻴ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺇ ﹾﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻧﺎﺻﺤﲔ ﳍﻢ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠ ﺍﷲ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺑﻨﺠﺎﺓ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻭﺍﻣـﺮﻱ ﻣـﻦ ﻋـﺬﺍﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﰒ ﺍﻧﺸﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺔ ،ﺣﱴ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻣﻌﻜﻢ .ﺑﻞ ﺇﺎ ﻟﻔﺮﺻ ﹲﺔ ﺳﺎﳓﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﺈﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻮﻛﻮﻟﺔ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ؛ ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﻫﺬﻩ .ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ
ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻛﻠﱢﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜ ﹼﻞ ﺣﺰﺏ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻴﻼ
ﻳﺘﺠﺎﺩﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺒﺜﹰﺎ ،ﺑﻞ ﻳﱪﻫﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ ﻣـﻦ ﻏﲑﻫﻢ ،ﻓﻴﺄﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬـﺔ ﺃﺧـﺮﻯ.
ﺺ ﺑﺎﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳ ﹶﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﱪﻭﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻫﻮ ﺍﳌﻨﺠﻲ ﻭﺃ ﺧ
ﻚ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻫﻮ ﻣﺎﻟ ٨ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ) .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١٥
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻓ ﻤﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺑﱪﻛﺔ
ﻛﻔﹼﺎﺭﺗﻪ ﻭﻓﺪﺍﺋﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻮﻓﹼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﻮﻗﺮﺓ ﻋﻨﺎ ًﺀ ﻛﺜ ﲑﺍ ﺃﻳـﻀﺎ.
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ -ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ -ﺍﻟﱵ ﺗـﺆﻣﻦ ﺑﺼﺪﻕ ﺩﻳﺎﻧﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻻﺳﺘﻨﻘﺎﺫ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﺃﻋﲏ ﺃﻥ ﺗﺸﻔﻊ ﻛﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺍﳌﻨﻜﻮﺑﲔ ﻋﻨﺪ ﺇﳍﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺁﺧﺮ ﺍﲣﺬﺗﻪ ﺇﳍﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ،ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻭﻋﺪﺍ ﻣﻮﹼﺛ ﹰﻘﺎ ﺑﻨﺠﺎﻢ ﻭﺗﻨﺸﺮﻩ ﺑﺎﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺮﻧﺎ ﳓﻦ ﺬﺍ ﺍﻹﻋـﻼﻥ ،ﻓـﺈ ﹼﻥ ﻫـﺬﺍ ﺨ ﹾﻠﻖ ،ﻭﺳﻴﻤﺜﹼﻞ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺩﻳﻨﻬﺎ ،ﻭﻋﻮﻧﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺧﲑﺍ ﳏﻀﺎ ﻟﻠ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ .ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻐﻴﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﺭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺎﻥ؟ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺄ ﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻧﻨﺎ ﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻻ ﳕﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻌـﻴﻢ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﳚﺐ ﺃﻻ ﻳﻐﻴ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﳌﻨﺘﺸﺮﺓ ﰲ ﺷﱴ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﻭﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﳍﻨﺪ ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴ ﻢ ﻛ ﱡﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﻣﺮﺗﻬﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺃﻣـﺮﺍ ﻗﻄﻌﻴﺎ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻴﺮﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳑﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﺃ ﻭﺻﻴﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻓﺎﻷﺟﺪﺭ ـﻢ ﺃﻳـﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ،ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺜﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﻳﺴﺒﺒﻮﺍ ﲝﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻓﺘﻨ ﹰﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﰲ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :ﻣﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺀ ﺣﻘﹰﺎ ﳒﺎ ﻣـﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﺃﻛﺘﺒﻪ ﺑﺈﳚﺎﺯ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ.
١٦
@ @áîÜÈnÛa ﻓﻠﻴﻜ ﻦ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻌﺰﳝﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺣ ﻖ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﰲ ﺩﺍﺭﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ" :ﺇﻧﻲ ﺃﹸﺣﺎﻓﻆ ﻛ ﱠﻞ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ" ..ﺃﻱ ﺳﺄﲪﻲ ﻛ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻈﲑ ﹶﺓ ﺩﺍﺭﻙ .ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃ ﹼﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﰲ ﺩﺍﺭﻱ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﻮﻥ ﰲ ﺑﻴﱵ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻓﻘﻂ، ﻛﻼ ﺑﻞ ﺇﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﲏ ﺍﺗﺒﺎ ﻋﺎ ﻛـﺎﻣﻼ ﻫـﻢ ﺍﻵﺧـﺮﻭﻥ ﺩﺍﺧﻠﻮﻥ ﰲ ﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻓﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻨﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﳍﻢ ﺇﳍﹰﺎ ﻗـﺎﺩﺭﺍ ﻗﻴﻮﻣـﺎ ﺧﺎﻟ ﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﺃﺯﻟﻴﺎ ﺃﺑﺪﻳﺎ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﰲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ،ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ،ﻭﻫـﻮ ﻣﻨـﺰﻩ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻸﱂ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻠﺐ ﻭﺍﳌﻮﺕ .ﺇﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌـﺪﻩ، ﺕ ﺷﺘﻰ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻊ ﻗﺮﺑﻪ ،ﻭﻟﻪ ﲡﻠﹼﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺒ ﺪ ﹲﻝ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻳﺼﲑ ﻟﻪ ﺇﳍﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﺘﺠ ﱟﻞ ﺟﺪﻳـﺪ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺗﺒ ﺪﻟﻪ ﺗﺒ ﺪ ﹰﻻ ﰲ ﺍﷲ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﻻ ﻳﻌﲏ ﺫﻟﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺗﻐﻴ ﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻛﻼﹼ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﺘﻐﲑ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﻜﻤـﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳋﲑ ،ﻳﻈﻬﺮ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺘﺠ ﱟﻞ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻇﻬﺮﺕ ﻟـﻪ ﺟﻠـﻮ ﹸﺓ
١٧
ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﲟﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻼﺀ .ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻱ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﻗـ ﹶﺔ ﺇﻻ ﳌـﻦ ﳛﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﺒﺪﻝ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﳌﻌﺠـﺰﺍﺕ. ﻁ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ،ﻓﺂ ﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺁﺛﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔـﺴﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺷﺮ ﹸ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺘﻜﻢ ﻭﲨﻴﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﻜﻢ ،ﻭﲢﻠﹼﻮﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻹﺧـﻼﺹ ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ .ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺗ ﺆﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺎ ﻭﺃﻋ ﺰﺍﺋﻬﺎ ،ﺃﻣـﺎ ﺃﻧـﺘﻢ ﻓﺂﺛﺮﻭﻩ ﻟﺘﻜﺘﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﺇﻥ ﺇﺭﺍﺀﺓ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺳﻨﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴـﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﲢﻈﻮﺍ ﺑﻨﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺇﻻ ﻱ ﺑ ﻌ ﺪ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺭﺿﺎﻛﻢ ﰲ ﺭﺿﺎﻩ ﻭﺭﻏﺒـﺘﻜﻢ ﰲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺒ ﻖ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺃ ﺭﻏﺒﺘﻪ ،ﻭﱂ ﻳﱪﺡ ﺭﺃﺳﻜﻢ ﻋﻦ ﻋﺘﺒﺎﺗﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺣـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺸﻞ ،ﻟﻴﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻓﻠﻮ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺭﻯ ﻭﺟ ﻬﻪ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ .ﻓﻬﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺬﺍ ﻭﻳﺒﺘﻐـﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﺋﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ؟ ﻓﺎﻣﻀﻮﺍ ﹸﻗ ﺪﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﻣـﺼﻴﺒﺔ،
ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﻗﻴﻜﻢ ،ﻭﺍﺑﺬﻟﻮﺍ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻬﺪﻛﻢ ﰲ ﻧﺸﺮ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴـﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﺍﺭﲪﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻭﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮﻫﻢ ﻻ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻴـﺪ ﻭﻻ ﳋ ﹾﻠﻖ ﺩﻭﻣﺎ .ﻻ ﺗﺘﻜﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﲝﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻞ .ﻭﺍﺳﻌﻮﺍ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﳋﲑ ﺍ ﹶ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺅﻭﺳﻜﻢ ،ﻭﻻ ﺗﺴﺒﻮﺍ ﺃﺣﺪﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺒﻜﻢ .ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻣﺴﺎﻛﲔ ﺨﻠﻖ ،ﻟﺘﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﲔ .ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻫـﻢ ﺣﻠﻤﺎﺀ ﺻﺎﳊﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﻮﺍﺳﲔ ﻟﻠ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺎﳌﻮﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺫﺋﺎﺏ ،ﻭﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺻﻔﻴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺛﻌﺎﺑﲔ؛ ﻓﻠﻦ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣـﺎ ﱂ
١٨
ﻳﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮﻛﻢ ﻛﺒﺎﻃﻨﻜﻢ .ﺍﺭﲪﻮﺍ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻋﻈﻮﺍ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺇﺫﻻﳍﻢ ﻣﻦ ﻛﱪﻳـﺎﺀ ،ﻭﺍﺧـﺪﻣﻮﺍ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﱪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﻼﺀ .ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﺳـﺒﻞ ﺍﳍﻼﻙ ،ﻭﺍﺧﺸﻮﺍ ﺍﷲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺍﺗﻘﻮﻩ .ﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﳌﺨﻠـﻮﻕ ،ﻭﺍﻧﻘﻄﻌـﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻮﻻﻛﻢ ،ﻭﺗﱪﺃﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﻮﻧﻮﺍ ،ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻋﻴﺸﻮﺍ ،ﻭﻣﻦ ﺱ .ﻭﹾﻟﻴﺸﻬ ﺪ ﻟﻜـﻢ ﻛـ ﱡﻞ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﻛﺮﻫﻮﺍ ﻛﻞ ﺭﺟﺲ ﻭﺇﰒ ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪﻭ ﺻﺒﺎﺡ ﺃﻧﻜﻢ ﹺﺑﺘﻢ ﺍﻟﻠﻴﻠ ﹶﺔ ﺃﺗﻘﻴﺎ َﺀ ،ﻭﻟﹾﻴﺸﻬ ﺪ ﻟﻜﻢ ﻛ ﱡﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﺃﻧﻜﻢ ﻗﻀﻴﺘﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺨﺮ ﻛﺎﻟﺪﺧﺎﻥ ،ﻭﻻ ﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺈﺎ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﺘﺒ ﺧﺎﺋﻔﲔ .ﻻ ﲣﺎﻓﻮﺍ ﻟﻌﻨﺎ ﻼ ،ﺑﻞ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴ ﹰ ﻭﺗﻘﻄﻊ ﺩﺍﺑ ﺮ ﻣﻦ ﲢ ﹼﻞ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻟﻦ ﺗﻨﺠﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺇﹺﳍﻜﻢ ﺑﺼﲑ ﲟﺎ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﲣﺪﻋﻮﻩ؟ ﻓﺎﺳـﺘﻘﻴﻤﻮﺍ ﻭﺗﻄﻬـﺮﻭﺍ ﻭﺗﺰﻛﹼـﻮﺍ ﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻨﻮﺭﻛﻢ ﻛﻠﻪ، ﻭﺃﺧﻠﺼﻮﺍ .ﻟﻮ ﺑﻘﻴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﻛ ﱪ ﺃﻭ ﺭﻳﺎ ٌﺀ ﺃﻭ ﻋﺠﺐ ﺃﻭ ﻛﺴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷـﻜﺎﻝ ﻓﻠﺴﺘﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ .ﺣﺬﺍ ﹺﺭ ﺃﻥ ﺗﻨﺨﺪﻋﻮﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺣﻘﻘـﺘﻢ ﻣـﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺘﻈﻨﻮﺍ ﺃﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺣ ﹼﻘﻘﺘﻢ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﺫﻟﻚ ﺃ ﱠﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺗﺎﻡ ،ﻭﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻮﺗﺎ ﺳﻴﺤﻴﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪﻩ. ﺕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ،ﻓـﺸﺮﻳ ﺮ ﺳﺎﺭﹺﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺼﺎﱀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ ،ﻭﺃﻗﻴﻠﻮﺍ ﻋﺜﺮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﲟﺼﺎﳊﺔ ﺃﺧﻴﻪ ،ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻘﻄﹶﻊ ،ﺇﺫ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﹸﺮﻗﺔ.
١٩
ﺗﺨﻠﱠﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ ،ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻏﻀﻮﺍ ،ﻭﺗﺬﻟﹼﻠﻮﺍ ﺫﹼﻟ ﹶﺔ ﺍﻟﻜـﺎﺫﺏ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻮﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ،ﻭﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﺗﺴﻤﲔ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﲔ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻮﺩﻳﺘﻢ ﺇﻟﻴﻪ .ﻛﻢ ﻫﻮ ﺷﻘ ﻲ ﺖ ﻣـﻦ ﻓـﻢ ﺍﷲ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺧﺮﺟ ﻓﺒﻴﻨﺘﻬﺎ .ﺇﹺﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﺗﺤﺎ ﺩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﲔ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﻭﺍﺣﺪ .ﺇ ﹼﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﺃﻛﺜﺮﻛﻢ ﻏﻔﺮﺍﻧﺎ ﻷﺧﻴﻪ ،ﻭﺷﻘ ﻲ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻧﺪ ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ ﰲ ﺷﻲﺀ. ﺧﺎﻓﻮﺍ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪﻭﺱ ﻭﻏﻴﻮﺭ .ﺍﻟﻔـﺎﺟﺮ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻈﻰ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻭﺍﳌﺘﻜ ﱪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻈﻰ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ. ﻭﺍﻟﻈﺎﱂ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻈﻰ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻭﺍﳋﺎﺋﻦ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻈﻰ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﷲ ﻻ ﻳﻔـﻮﺯ ﺑﻘـﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻬﺎﻓﺘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ﻭﺍﻟﻨﻤﻞ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺭ ﻭﺍﻃﻤﹶﺄﻧﻮﺍ ﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﻗﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻛﻞ ﻋﲔ ﳒﺴﺔ ﺑﻌﻴﺪ ﹲﺓ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻛﻞ ﻗﻠﺐ ﳒﺲ ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ .ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺳﻴﻨﺠﻰ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺑﻜﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺳﻴﻀﺤﻚ، ﻭ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺻﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳌﺮﺿﺎﺗﻪ ﺳﻴ ﹾﻠﻘﺎﻩ. ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺑﻘﻠﺐ ﳐﻠﺺ ﻭﺑﺼﺪﻕ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﹺﺑ ﹶﻘ ﺪﻡ ﺍﳊﻤﺎﺱ ،ﻳﻜﹸـ ﻦ ﱃ ﻟﻜﻢ .ﺍﺭﲪﻮﺍ ﻣ ﻦ ﻫﻢ ﲢﺖ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻜﻢ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍ َﺀ، ﻣﻮ ﹰ ﻟﺘﺮﲪﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻛﻮﻧﻮﺍ ﷲ ﺣ ﻘﺎ ﻭﺻﺪﻗﹰﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻟﻜﻢ .ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
٢٠
ﺩﺍﺭ ﻷﻟﻮﻑ ﺍﻵﻓﺎﺕ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ..ﻓﺎﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﺑـﺼﺪﻕ ،ﻟﻴﺒﻌـﺪ ﻋﻨﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ .ﻻ ﺗﻘﻊ ﺁﻓ ﹲﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﱂ ﻳـﺼﺪﺭ ﺍﳊﹸﻜـﻢ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﺁﻓﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﺗﻨـﺰﻝ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﺈﳕﺎ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﰲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﻻ ﺑﺎﻟﻔﺮﻉ .ﺇﻧﻜﻢ ﱂ ﺗﻨﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺍﻭﺍﺓ ﻭﺍﲣـﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻬﻴﺘﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﻜﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .ﻟﻦ ﳛﺪﺙ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﻋـ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ،ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻠﻴﻌﻠ ﻢ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻫﻮ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﺍﳌﻘﺎﻣﺎﺕ ﻛﻠﹼﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻬﺠﻮﺭﺍ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻓﻴـﻪ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺮﹺﻣﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹶﻥ ﺳـﻴﻜﺮﻣﻮﻥ ﰲ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻳ ﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﻮﻝ ﺳﻴ ﺆﺛﹶﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻻ ﺏ ﻟﺒﲏ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻵﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻻ ﺭﺳﻮ ﹶﻝ ﻛﺘﺎ
ﻭﻻ ﺷﻔﻴ ﻊ ﻟﺒﲏ ﺁﺩﻡ ﻛﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ،ﻓﺎﺳﻌﻮﺍ ﺟﺎﻫـﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻀﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴـﻪ ﻏـ ﲑﻩ ﱯ ﺫﺍ ﺍﳉﺎﻩ ﻭﺍﳉﻼﻝ ﺣﺒﺎ ﺻﺎﺩﹰﻗﺎ ،ﻭﻻ ﺗﻔ ﲢﺒﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ،ﻟﻜﻲ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﲔ. ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ،ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻱ ﳌﻌﺎﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .ﺃﻻ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻨـﺎﺟﻲ؟ ﺃﻻ ﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﺣﻖ ،ﻭﺃﹶﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺷﻔﻴ ﻊ ﺍ ﹶ
ﲑ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﲢـﺖ ﺃﺩﱘ ﻭﺃ ﹾﻥ ﻻ ﻣﺜﻴ ﹶﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﻧﻈ
ﺍﻟﺴﻤﺎ ِﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﺸﺄ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﳛﻴﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳋﻠﻮﺩ ،ﺇﻻﹼ ﺃﻥﹼ ﻫـﺬﺍ
ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺣﻲ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ .ﻭﻗﺪ ﻣﻬﺪ ﺍﷲ ﳊﻴﺎﺗﻪ
٢١
ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﺃ ﹾﻥ ﺟﻌﻞ ﺇﻓﺎﺿﺘﻪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﹰﺓ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ، ﻭﺑﱪﻛﺔ ﻓﻴﻀﺎﻧﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﺧﲑﺍ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳎﻴﺌﻪ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﺘﻜﻤﻴﻞ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺇﺫ ﻛـﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣـﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺒﻌﺚ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻣﺴﻴ ﺢ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻛﻤـﺎ ﺑﻌﺚ ﻣﺴﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ .ﻭﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻳﺸﲑ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﺍﻫـ ﺪﻧﺎ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ . ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ * ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍﻟ ﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺿﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻘـﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﱃ، ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳌﺘﺎ ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺘﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺿﺎﻋﺘﻪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺳﻰ .ﻟﻘـﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻣﻘﺎ ﻡ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ،ﺇﻻ ﺃﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺄﻧﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﳌﺮﺍﺕ .ﺇﻥ ﻣﺜﻴﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﻣﺜﻴ ﹶﻞ ﺍﺑﻦ ﻣـﺮﱘ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ .ﻭﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋـﺸﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺤﺴﺐ ،٩ﺑﻞ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﺒ ﻪ ﺣﺎ ﹰﻻ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ .ﻭﺃﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ .ﻭﺳﻔﻴ ﻪ ﻣﻦ ﳛﺎﺭﺑﻪ ،ﻭﺟﺎﻫ ﹲﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻻ ﻫﻜﺬﺍ .ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﺎﻫﺮﺍﺕ ﺗﻨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻓﻤﻦ ٩ﻳﺴﻠﹼﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺗﺎﺭﳜﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .ﻣﻨﻪ
٢٢
ﺑﺎﻳ ﻌﲏ ﺑﺼﺪﻕ ،ﻭﺍﺗﺒﻌﲏ ﺑﻘﻠﺐ ﺻﺎﺩﻕ ،ﻭﲣﻠﻰ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻣﺘﻔﺎﻧﻴﺎ ﰲ ﻃﺎﻋﱵ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﺭﻭﺣﻲ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻫﺬﻩ.
ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ،ﺍﲰﻌﻮﺍ ﻭﻋﻮﺍ ﲨﻴﻌﺎ ،ﺇﻧﻜﻢ ﻟـﻦ
ﺗ ﻌﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺳﻠﻜﺘﻢ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺣﻘﺎ ﻭﺻـﺪﹰﻗﺎ.
ﻓﹶﺄﺩﻭﺍ ﺻﻠﻮﺍﺗﻜﻢ ﺍﳋﻤﺲ ﲞﺸﻴﺔ ﻭﺧﻀﻮﻉ ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺃﺗﻤﻮﺍ ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺰﻛـﺎﺓ ﻕ ﺍﺑﺘﻐﺎ َﺀ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﺒ ﺻﻴﺎﻣﻜﻢ ﺑﺼﺪ ﹴ ﻓﻠﻴﺆﺩﻫﺎ ،ﻭﻛ ﱡﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺞ ﻓﻠﻴﺤ ﺞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨـﺎﻙ ﻣـﺎﻧﻊ. ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ ،ﻭﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮ ﻛﺎﺭﻫﲔ ﻟﻪ .ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ
ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻤ ﹴﻞ ﺧﺎ ﹴﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫـﻲ ﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻀﻴ ﻊ ﻋﻤﻞ ﱂ ﻳ ﹸﻔﺘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ. ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﺘـﻨﻮﺍ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﻛﻤﺎ ﺍﻓﺘﱳ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣـﻦ ﻼ ﺗﺘﻌﺜﺮﻭﺍ .ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻀ ﺮﻛﻢ ﺷـﻴﺌﹰﺎ ﻗﺒﻞ ،ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣﺬﺭﻳﻦ ﻟﺌ ﹼ
ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﺻﻠﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﺇﺫﺍ ﺗﻀﺮﺭﰎ ﻓﺈﳕﺎ ﺗﻀﺮﺭﰎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ ﻻ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺪﻭ .ﻟﻮ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﺰﺗﻜﻢ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﻓﻠﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻜﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋ ﺰﺓ ﻟﻦ ﺗﺰﻭﻝ ،ﻓﻼ ﺠﺮﻭﻩ .ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗ ﺆﺫﹶﻭﺍ ﻭﺗﺮﻭﺍ ﺧﻴﺒﺔ ﺁﻣـﺎﻝ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻓﻼ ﲢﺰﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻷﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﺇﳕﺎ ﻳﺒﻠﻮﻛﻢ ﻟﲑﻯ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨـﺘﻢ ﺛﺎﺑﺘﲔ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺃﻡ ﻻ .ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﹾﺜﹺﻨ ﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﺻﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﻭﺍﻓﺮﺣﻮﺍ ،ﻭﺍﲰﻌﻮﺍ ﺍﻟـﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﺷـﻜﺮﻭﺍ، ﻭﻭﺍﺟﹺﻬﻮﺍ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮﺍ ﺍﻟﺼﻠﺔ.
٢٣
ﺇﻧﻜﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﷲ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟـﺬﺭﻭﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﺎﺳﻞ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻄﺮﺩ ﻣـﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﻛﺎﻟـﺸﻲﺀ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ،ﻭﺳﻮﻑ ﳝﻮﺕ ﲝﺴﺮ ﺓ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻀ ﺮ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ.
ﺃﻻ ﺇﱐ ﺃﺑﺸﺮﻛﻢ ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ ﺑﺄﻥ ﺇﳍﻜﻢ ﳌﻮﺟﻮ ﺩ ﺣﻘﹰـﺎ .ﻻ ﺷـﻚ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺧ ﹾﻠ ﹸﻘﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﹶﻴﺼﻄﻔﻲ ﻣﻦ ﳜﺘﺎﺭﻩ ،ﻭﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ،ﻭﻳﻜﺮﻡ ﻣﻦ ﻳﻌ ﱢﻈﻤﻪ .ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺃﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻋـﲔ ﻭﺁﺫﺍﻥ ﻣﻄﻬـﺮﺓ، ﻓﻠﺴﻮﻑ ﻳﺘﻘﺒﻠﹸﻜﻢ.
ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺪﻳﺚ" :ﻳﺪ ﹶﻓﻦ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻗﱪﻱ" ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﷲ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻨـﻮﺍ ﺑـﺄﻥ ﺍﷲ ﱯ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻧﺒﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﻢ .ﺍﻵﻥ ﻻ ﻧ ﺲ ﺍﻟﺮﺩﺍ َﺀ ﺍﶈﻤﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﱪﻭﺯ ،ﻓـﺈﻥ ﺍﳋـﺎﺩﻡ ﻟـﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹸﻟﺒ ﱯ ﺐﻧ ﹴ ﲟﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﳐﺪﻭﻣﻪ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﲟﻨﺸ ﻖ ﻋﻦ ﺃﺻﻠﻪ ،ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﻝ ﻟﻘ
ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻓﻠﻴﺲ ﲟﺨ ﱟﻞ ﲞﺘﻢ ﻧﺒ ﻮﺗـﻪ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﰲ ﺍﳌﺮﺁﺓ ،ﻓﻼ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺷﺨﺼﲔ ﺍﺛﻨﻴﻦ، ﻕ ﺍﻷﺻـﻞ ﻭﺇ ﹾﻥ ﺗﺮﺍﺀﻯ ﻟﻚ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﺇﳕﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﺮ ﻭﺍﻟﻈ ﹼﻞ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻬﺬﺍ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟـﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ :ﻳﺪﹶﻓﻦ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻗﱪﻱ.. ﻳﻌﲏ :ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ،ﻭﻟﻴﺲ ﲟﻨﻔﺼﻞ ﻋﲏ.
٢٤
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃ ﹼﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ،ﻭﻗﱪﻩ ﻣﻮﺟـﻮﺩ ﰲ ﺣﺎﺭﺓ "ﺧﺎﻥ ﻳﺎﺭ" ١٠ﺑﺴﺮﻳﻨﻐﺮ ﰲ ﻛﺸﻤﲑ .ﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﲟﻮﺗـﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺗﻌﲏ ﻏ ﲑ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻓﺄﻳﻦ ﺧـ ﱪ ﻣﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﹺﺇﺫﹰﺍ؟ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺗﻌﲏ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ -ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺧﺼﻮﻣﻨﺎ -ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﳝﻮﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ .ﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪ ﺍﷲ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳜﱪ ﲟﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ -ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ -ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴ ﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺧﱪ ﻣﻮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﹶﻓﹶﻠﻤـﺎ ﺗـ ﻮﱠﻓﻴﺘﻨﹺﻲ ﺐ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ،١١ﻓﻠﻴﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺪ ﹼﻝ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺖ ﺍﻟ ﺮﻗﻴ ﺖ ﹶﺃﻧ ﹸﻛﻨ ﺃ ﹼﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﹶﻓﹶﻠﻤﺎ ﺗ ﻮﱠﻓﻴﺘﻨﹺﻲ ﻳﻌﲏ ﺃ ﱠﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺭﻓﻊ ﺣﻴﺎ ﲜـﺴﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ، ﻚ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎ ﺩ ﲝﻴﺎﺗﻪ ﺕ ﺭﺟ ﹴﻞ ﻗﺪ ﹶﺃﻫﹶﻠ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻮ ﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﻛﺄ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﺑﻘﺎﻩ ﺣﻴﺎ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑـﺪﻳﻦ ﻣﺌﺎ ١٠ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ،ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٥٢٢ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ،Supernatural Religionﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﰎ ﺗﻔﺼﻴﻠﻪ ﻓﺮﺍﺟﹺﻌﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ١٣٩ﻣﻦ ﻛﺘﺎﰊ "ﲢﻔﺔ ﺟﻮﻟﺮﻭﻳﺔ" .ﻣﻨﻪ ١١ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﺼﺎﺭ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺑﺎ ﳏﻀﺎ ﺃﻋﲏ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﻴﺌﹰﺎ ،ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﳌﻦ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺷﺎﻫ ﺪ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﲣﺪﻭﻩ ﺇﳍﹰﺎ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﲔ ،ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﻣﻨﻪ
٢٥
ﻟﻴﺼﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺸﺮﻛﲔ ﻭﻣﻠﺤﺪﻳﻦ ،ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺧﻄﹰﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﹼﻪ ﻟﻴﻀ ﹼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ! ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺟﻴ ﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﻦ ﲤﻮﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺛﺒـﺎﺕ ﻣـﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﲝﻴﺎﺗﻪ ﺧﻼﻓﹰـﺎ ﻟﺘﻌـﺎﻟﻴﻢ ﺕ ﺖ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻟﻘﺪ ﺃﻛﹼﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﺩﻋﻮﻩ ﻳ ﻤ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺁﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ،ﺃﻓﻼ ﺗﺆﻣﻨـﻮﻥ
ﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻛـﻼﻡ ﺍﷲ؟ ﺑﻌ ﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ؟ ﺃﻱ ﺇﳝﺎﻥ ﻫﺬﺍ! ﺃﺗﻘﺪﻣﻮﻥ ﺭﻭﺍﻳﺎ ﻱ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﺍ !١٢ﰒ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﱂ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺎﻹﺩﻻﺀ ﺑﺸﻬﺎﺩﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺃ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺑﲔ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺃﻛﹼﺪ ﲟﻮﺗﻪ ﻫـﻮ ﻋـﺪ ﻡ ﺧﻠﻮ ﺩ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻠﻪ .ﻓﺨﺼﻮﻣﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺠﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻬﺠـﺮﻭﻥ ﺍﻟـﺴﻨﺔ ﻀﺎ ،ﻷﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺣﻴﺎ ﻓﻤﻮﺕ ﻧﺒﻴﻨـﺎ ﺃﻳ ﳝﺜﹼﻞ ﺇﺳﺎﺀ ﹰﺓ ﻟﻪ .ﻓﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣـﺎ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﺍ ﲟﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ . ١٢ﻟﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﰲ ﺁﻳﺔ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺇﱃ ﻛﺸﻤﲑ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﱪ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺃﻣﻪ ﺕ ﻗﹶﺮﺍ ﹴﺭ ﻫﺎﺟﺮﺍ ﺇﱃ ﻛﺸﻤﲑ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﻭﺁ ﻭﻳﻨﺎﻫﻤﺎ ﺇﹺﱃ ﺭﺑ ﻮ ﺓ ﺫﹶﺍ ﲔ )ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ..(٥١:ﺃﻱ :ﺃﻧﻨﺎ ﻫﻴﺄﻧﺎ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﻭﺃﻣﻪ ﻣﻼﺫﹰﺍ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺣﻴﺚ ﻭ ﻣ ﻌ ﹴ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﰲ ..ﺃﻱ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ .ﻟﻘﺪ ﺭﺳﻢ ﺍﷲ ﻫﻨﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺸﻤﲑ .ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺴﻰ "ﺁﻭﻯ" ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲟﻌﲎ ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺫﻯ ،ﻭﱂ ﻳﺄ ﻭﺃﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺯﻣﻦ ﺣﻠﺖ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ ،ﻓﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﳕﺎ ﺃﻭﺻﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﻣﻪ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺑﻮﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻣﻨﻪ
٢٦
ﻭﺇﱐ ﻻ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻈﻤﺔ ﻋﻴﺴﻰ .ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﶈﻤﺪﻱ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﺳﻮﻱ ،ﺇﻻ ﺃﱐ ﺃﻛ ﻦ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﺑـﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻷﻧﲏ ﺧﺎﰎ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺧﺎﺗ ﻢ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ .ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻣﺴﻴﺤﺎ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﱐ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﺳ ﻤﻴﻪ ،ﻭﻣﻔﺴ ﺪ ﻭﻣﻔﺘ ﹴﺮ ﻣﻦ ﻳـﺘﻬﻤﲏ ﺑـﺄﱐ ﻻ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ .ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺇﻧـﲏ ﺃﺣﺘـﺮﻡ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺃﺑﻨﺎ ُﺀ ﺃ ﻡ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﺑﻞ ﺇﱐ ﺃﻋﺘﱪ ﺃﺧﺘﻴـﻪ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺘﲔ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺪﻳﺴﺘﲔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺑﻄـﻦ ﻣـﺮﱘ ﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﰒ ﺍﻟﺒﺘﻮﻝ .ﺃﻣﺎ ﻣﺮﱘ ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈ ﻢ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺇﺫ ﺍﻣﺘﻨﻌ ﺖ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﲪﻠـﻬﺎ .ﻭﻣـﻊ ﺃﻥ ﺭﺿﻴ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮﻥ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻋ ﹾﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﻤﻞ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ ﺗﻌﻠـﻴﻢ ﺖ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﺬﺭﺍﺀ ،ﻭﳌﺎﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﻘﻀ ﺖ ﻣﺮﱘ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺭ ﻣـﻊ ﻟﺘﻌ ﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺭﺿﻴ ﺕ ،ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻭﺟﻮﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ؟ ﺑﻴﺪ ﺃﱐ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺴﺘﺤ ﹼﻘﻮﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻻ ﺍﳌﻼﻣﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ.١٣ ١٣ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺇﺧﻮﺓ ﻭﺃﺧﺘﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺷﻘﺎﺀﻩ ﻭﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ ،ﺃﻋﲏ ﺃﻢ
٢٧
ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﲪﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻋﻮﺩ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :ﻻ ﺗﻈﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﺘﻢ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ؛ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟـﻴﺲ ﺑـﺸﻲﺀ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻨﻈـﺮ ﺇﱃ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،ﻓﻴﻌﺎﻣﻠﻜﻢ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ .ﺃﻻ ﺇﱐ ﻷﺑ ﺮﹸﺃ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻗﺎﺋﻼ: ﺲ ﻓﺎﺟﺘﻨﹺﺒﻮﻩ ،ﻭﺍ ﺩﻋﻮﺍ ﺕﳒ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻹﰒ ﺳ ﻢ ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻠﻮﻩ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﷲ ﻣﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻜﻲ ﺗﻮﻫﺒﻮﺍ ﻗﻮﺓ. ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﻗﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﻩ ﺏ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣـﻦ ﰲ ﻭﻋﺪﻩ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﺬ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻨﻐﻤﺲ ﰲ ﻣﻄﺎﻣﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺮﻓـﻊ ﺑـﺼﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻘﻴﻘ ﹰﺔ ﻓﻠـﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻮﺏ ﺗﻮﺑ ﹰﺔ ﻧﺼﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺊ ﻛﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺍﳌﻴﺴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳋﻴﺎﻧـﺔ ﻭﺍﻟﺘـﺼﺮﻑ ﻏـﲑ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤـﺲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻬﺠﺮ ﺭﻓﻴ ﻖ ﺳﻮ ٍﺀ ﻳﻨﻔﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻓﻠﻴﺲ ﻣـﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﺘﺮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻳﻄﻴﻌﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻏ ﹺﲑ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻣﺮﱘ .ﺃﻣﺎ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻬﻲ :ﻳﻬﻮﺫﺍ ،ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻭﴰﻌﻮﻥ ﻭﻳﻮﺯﺱ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺧﺘﺎﻥ ﻓﻬﻤﺎ :ﺁﺳﻴﺎ ﻭﻟﻴﺪﻳﺎ) .ﺍﻧﻈ ﺮ Apostolical Records ﻟﻠﻘﺴﻴﺲ ،John Allen Gilesﻃﺒﻌﺔ ﻟﻨﺪﻥ ١٨٨٦ﺹ ١٥٩ﻭ .(١٦٦ﻣﻨﻪ.
٢٨
ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﻳﺘﻬﺎﻭﻥ ﰲ ﺧﺪﻣﺘﻬﻤﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺎﺷـﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻗﺎﺭﺎ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳛﺮﻡ ﺟﺎ ﺭﻩ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﺴ ﲑ ﻣﻦ ﺧﲑﻩ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﲝﻘﹼﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻘﻮﺩﺍ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﳜﻮﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﲣـﻮﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﺾ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷـﻜﺎﻝ ،ﺍﻟﻌﻬـ ﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻌﻪ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﰊ ﻣـﺴﻴﺤﺎ
ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ ﻭﻣﻬﺪﻳﺎ ﻣﻌﻬﻮﺩﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻌ ﺪ ﻟﻄﺎﻋﱵ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳚﺎﻟﺲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻱ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ .ﻭﻛ ﹼﻞ ﺯﺍ ﻥ ﻭﻓﺎﺳﻖ ﻭﺷﺎﺭﺏ ﲬﺮ ﻭﺳﻔﹼﺎﻙ ﻭﻳﻮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃ ﺶ ﻭﻏﺎﺻﺐ ﻭﻇﺎﱂ ﻭﻛﺎﺫﺏ ﻭﻣﺰﻭﺭ ﻭﺟﻠﻴﺴﻬﻢ، ﻭﺳﺎﺭﻕ ﻭﻣﻘﺎﻣﺮ ﻭﺧﺎﺋﻦ ﻭﻣﺮﺗ ﹴ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﺑﺘ ﻬ ﹴﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟـﻪ ﺍﻟـﺸﻨﻴﻌﺔ ﻭﻻ ﻳﻬﺠﺮ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺴﻮﺀ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ. ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﲰﻮ ﻡ ﻻ ﳝﻜﻨﻜﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎ ﹸﺓ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎ ﻭﳍـﺎ .ﻻ ﺝ ﻭﻏﲑ ﳐﻠـﺺ ﳚﺘﻤﻊ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ .ﻛﻞ ﺫﻱ ﻃﺒﻊ ﻣﻌﻮ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺆﺗﺎﻫﺎ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻘﻠـﻮﺏ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ. ﻣﺎ ﺃﺳﻌ ﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺀ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﻳﻄﻬﺮﻭﻥ ﺑﻮﺍﻃﻨـﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺟﺲ ،ﻭﻳﱪﻣﻮﻥ ﻣﻊ ﺭﻢ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ! ﻷﻢ ﻟﻦ ﻳﻀﺎﻋﻮﺍ ﺃﺑـﺪﺍ، ﻭﻟﻦ ﳜﺰﻳﻬﻢ ﺍﷲ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻷﻧﻬﻢ ﷲ ﻭﺍﷲ ﳍﻢ .ﺇﻢ ﺳﻴﻌﺼﻤﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺑﻼﺀ،
٢٩
ﻭﺳﻔﻴ ﻪ ﺍﻟﻌﺪ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪﻫﻢ ﺑﺴﻮﺀ ،ﻷﻧﻬﻢ ﰲ ﺣﻀﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﷲ ﺣﺎﻣﻴﻬﻢ.
ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ؟ ﺇ ﹾﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ .ﻭﺳﻔﻴ ﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺄﺧـﺬﻩ ﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﺔ ﻭﺷﺮﻳﺮ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ،ﻓﺈﻧـﻪ ﺺ ﺟﺮﻱ ٍﺀ ﺁ ﹴﰒ ﺧﺒﻴ ﺍﳍ ﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﺨ ﹴ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺳﻴﻬﻠﻚ .ﱂ ﻳﻬﻠﻚ ﺍﷲ ﺍﻷﺑﺮﺍ ﺭ ﻭﱂ ﻳﺪﻣﺮﻫﻢ ﻗﻂ ﻣﻨـﺬ ﺃﻥ ﺧﻠـﻖ ﻼ ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﺃﻓﻌﺎ ﹰﻻ ﻛﹸﱪﻯ، ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻛ ﹼ ﺐ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﰲ ﺟﺪﺍ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻋﺠﺎﺋ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮﹺﻳﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻀﺎ .ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﻭ ﱞ ﻷﻭﻓﻴﺎﺋﻪ .ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﺩﺭﻳﻬﻢ ،ﻭﻛﻞ ﻋﺪﻭ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺤﻘﻬﻢ ﺑﻐﻴﻈـﻪ ﺳﺤﻘﹰﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻮﻻﻫﻢ ﻳﻌﺼﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﻯ ﰲ ﻛﻞ ﻣـﻮﻃﻦ ،ﻭﻳﻜﻠﹼﻠـﻬﻢ ﺑﺎﻟﻈﻔﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻴﺪﺍﻥ .ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺴ ﻦ ﻃﺎﻟﻌﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﻛﻨﻔﻪ ! ﻟﻘـﺪ ﺁ ﻣﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﻋﺮﻓﻨﺎﻩ.
ﺇﻧﻤﺎ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﻭﺃﻇﻬﺮ ﱄ ﺁﻳﺎﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ،
ﻭﺑﻌﺜﲏ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﺴﻴﺤﺎ ﻣﻮﻋﻮﺩﺍ .ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ،ﻻ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﳏﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺃﺳ ﲑ ﺍﳋﺬﻻﻥ .ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻠ ﹼﻘﻴﻨﺎ ﻭﺣ ﻲ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻀﻴﺌﹰﺎ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ،ﻭﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻻ ﺇﻟـﻪ ﻏﲑﻩ .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﻗﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ،ﻭﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺇ ﹼﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧـﻼﻑ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻭﻋﺪﻩ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻼ ﺗـ ﺪﻋﻮﻩ ﻣﺜـﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﻴﲔ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻏ ﲑ ﳐﺘﻮﻡ ﲞﺎﺗ ﹴﻢ ﻣـﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ؛ ﻓﺈﻢ ﻣﺮﺩﻭﺩﻭﻥ ﻭﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﺍﻢ .ﺇﻢ ﻋﻤﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ،
٣٠
ﻭﺃﻣﻮﺍﺕ ﻏﲑ ﺃﺣﻴﺎﺀ .ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﺎﻣﻮ ﺳﺎ ﺍﺧﺘﻠﹶﻘﻮﻩ ﻣـﻦ ﻋﻨـﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﳛﺪﺩﻭﻥ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻼﹼﳏـﺪﻭﺩﺓ ،ﻭﻳﻌﺘﱪﻭﻧـﻪ ﺿـﻌﻴ ﹰﻔﺎ ،ﻟـﺬﻟﻚ ﺖ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗـﻮﻗﻦ ﻓﺴﻴﻌﺎ ﻣﻠﻮﻥ ﲝﺴﺐ ﺣﺎﳍﻢ .ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻤ ﺑﺄﻥ ﺇﳍﻚ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺅﻙ ،ﻭﺳﺘﺸﺎﻫﺪ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻫﺎ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﺷﻬﺎﺩﺗﻨﺎ ﻟﺸﻬﺎﺩ ﹸﺓ ﺭﺅﻳﺔ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﺼﺺ .ﻭﹶﺃﻧﻰ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ ﺷـﻲﺀ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺅﻩ؟! ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻤﺲ ﻫﻮ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟـﺸﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﱵ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺯﻭﺍﳍﺎ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻨﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ؟! ﺃﻣﺎ ﺃﻧـﺖ ﺃﻳﻬـﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ! ﻓﻼ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﻜﺬﺍ! ﻓﺈ ﹼﻥ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟـﺬﻱ ﻋﻠﹼـﻖ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌ ﺪ ﻭﻻ ﲢﺼﻰ ﺑﻐﲑ ﻋﻤﺪ ،ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﳏﺾ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﻲﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻈ ﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﺠﺰ ١٤ﻋﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻣﺮﻙ؟ ﻛﻼ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺳﻮﺀ ﻇﻨﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺠﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﻭﻣﲔ. ١٤ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻌﺠﺰ ﰲ ﺃﻣﺮ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﷲ، ﺑﺒﺎﻟﻎ ﺭﲪﺘﻪ ،ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹶﻥ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻴﻨﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﹼﺬ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺐ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ )ﻏﺎﻓﺮ ،(٦١ :ﻭﺣﻴﻨﺎ ﺠ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺪﻩ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ :ﺍ ﺩﻋﻮﻧﹺﻲ ﹶﺃ ﺳﺘ ﹺ ﻉ )ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ﻑ ﻭﺍﹾﻟﺠﻮ ﹺ ﺨ ﻮ ﺸ ﻲ ٍﺀ ﻣ ﻦ ﺍﹾﻟ ﻳﺄﰉ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ :ﻭﹶﻟﻨﺒﹸﻠ ﻮﻧ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺑ ،(١٥٦ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓ ﹰﺔ ﲟﺴﺎﻳﺮﺗﻪ ﻭﻓﻖ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺣﻴﻨﺎ ،ﻭﺣﻴﻨﺎ ﺁﺧﺮ ﳝﻨﺤﻪ ﺧﻠﻌ ﹶﺔ ﺭﺿﺎﻩ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،ﻭﻳﺮﻓﻌﻪ ﻣﺮﺗﺒﺔ ،ﻭﳛﺒﻪ ﺣﺒﺎ ،ﻭﻳﻘﺪﻣﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ .ﻣﻨﻪ
٣١
ﺇﻥ ﰲ ﺇﹺﳍﻨﺎ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻻ ﺗ ﻌ ﺪ ﻭﻻ ﲢﺼﻰ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺮﺍﻫـﺎ ﺇﻻ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻟﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﻭﻓﺎﺀ .ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻴـﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻓﻴﺎﺋﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ .ﺷﻘ ﻲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻌ ﺪ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺇﳍﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ! ﺇ ﹼﻥ ﻓﺮﺩﻭﺳﻨﺎ ﺇﳍﻨﺎ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﺃﻋﻈ ﻢ ﻣﻠ ﹼﺬﺍﺗﻨﺎ ﰲ ﺭﺑﻨﺎ ،ﻷﻧﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻭﻭ ﺟﺪﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺴ ﻦ ﻛﻠﻪ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻨـﺰ ﳉﺪﻳ ﺮ ﺑﺎﻻﻗﺘﻨﺎﺀ ﻭﻟﻮ ﺍﻓﺘﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺑﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﳊ ﹺﺮﻳ ﹲﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﻟﻮ ﺿﺤﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻛ ﱠﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳉﻮﻫﺮﺓ ﹶ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﶈﺮﻭﻣﻮﻥ ،ﻫ ﹸﻠﻤﻮﺍ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻨﺒﻮﻉ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﲑﻭﻱ ﻋﻄﺸﻜﻢ. ﺇﻧﻪ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﺬﻛﻢ .ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﹸﺃﻗ ﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒـﺸﺎﺭﺓ ﰲ
ﻱ ﺩﻑ ﺃﻧﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺇﳍﻜﻢ ﺣﱴ ﻳـﺴﻤﻊ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ؟ ﻭﺑﺄ ﻱ ﺩﻭﺍﺀ ﺃﻋﺎﰿ ﺣﱴ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﺁﺫﺍ ﹸﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻭﺑﺄ ﺇ ﹾﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﷲ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ .ﺳﺘﻜﻮﻧﻮﻥ ﻧﻴﺎﻣـﺎ ﻭﺍﷲ ﻳـﺴﻬﺮ ﻟﻜﻢ .ﻭﺳﺘﻜﻮﻧﻮﻥ ﰲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺑﺎﳌﺮﺻﺎﺩ ،ﻭﻳـﺪﻣﺮ ﺕ! ﻣﻜﻴﺪﺗﻪ ﺗﺪﻣ ﲑﺍ .ﺇﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ ﺇﳍﻜﻢ ﻣﻦ ﻗـﺪﺭﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﳌﺎ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺗﺼﺎﺑﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻠﻖ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻚ ﻛﻨـ ﹴﺰ ﻛﺒﲑ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﺸﺎﺭﻑ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﻀﻴﺎﻉ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ .ﻓﻬﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺎﻟ ﻣﻠﹼﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪ؟ ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﻣ ﹼﻄﻠﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻨـﺰ ،ﺃﻋﲏ ﻟﻮ ﻋﻠﻤـﺘﻢ ﺃﻥ ﺇﳍﻜﻢ ﺳﻴﻐﻨﻴﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،ﳌﺎ ﺃﺧﺬﻛﻢ ﺍﳍ ﻢ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ؟ ﺇ ﹼﻥ ﺍﷲ ﻟﻜﻨـﺰ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺎﻗﺪﺭﻭﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺎﺻﺮﻛﻢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ،
٣٢
ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ،ﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﻭﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑﻜﻢ ﻭﻻ ﻣﻜﺎﺋﺪﻛﻢ .ﻻ ﺗﻘﻠﹼـﺪﻭﺍ ﺖ ﺛـﺮﻯ ﺴ ﻏﲑﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﱵ ﺎﻓﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﹼﻠﻴـﺔﹰ ،ﻭﹶﻟﺤـ ﺏ ،ﻭﻋﻀﺖ ﻋﻠـﻰ ﺍﳉﻴﻔـﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﺤﺲ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍ ﺏ ﺍﳉﻴﻔ ﹶﺔ .ﻟﻘﺪ ﺑ ﻌ ﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻋـﻦ ﺍﷲ ﳊ ﺪﺁ ﹸﻥ ﻭﺍﻟﻜﻼ ﺑﻨﻮﺍﺟﺬﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻬﺶ ﺍ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻌﺪﺍ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﳊﻢ ﺍﳋﻨـﺰﻳﺮ ،ﻭﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﳋﻤـﺮ ﻛﺎﳌﺎﺀ ،ﻭﻫﻠﻜﻮﺍ ﻟﺘﻤﺎﻳﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ،ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ ﺑـﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺘﻬﻢ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻃﺎﺭﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻃﲑﺍ ﹶﻥ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺶ .ﺇﻥ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻬﻢ ﺟﺬﺍ ﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﹸﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺬﹼﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺬﺍﻡ! ﻻ ﺃﻣﻨ ﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﻝ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻣﻨﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧـﻮﺍ ﺴ ﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻳﻬﻴـﺊ ﻋﺒﺪ ﹰﺓ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﹶﻓﺘﻨ ﲔ ﻟﺮﺃﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻀﺎ .ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻋ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻳ ﺿ ﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﺑﺎﻃﻞ ﻛﻠﻪ .ﺇﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻣ ﺪ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﻌﺎﱃ .ﺳﻴﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻛﺎﳌﻴﺖ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻮ ﻣـﺎﺕ ﻟﻜـﺎﻥ ﺧﲑﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ! ﺃﻻ ﻻ ﺗﻘﻠﹼﺪﻭﺍ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﺎ ﺣﻘﹼﻘﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻘ ﺪ ﹴﻡ ﰲ ﺧﻄﻄﻬـﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ،ﻓﺘﻘﻮﻟﻮﺍ ﻫﹸﻠ ﻢ ﻧﺘﺒ ﻊ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ .ﺃﻻ ﻓﺎﲰﻌﻮﺍ ﻭﻋﻮﺍ ،ﺇﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓـﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﲤﺎﻣﺎ .ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﳍﻬـﻢ؟ ﺇ ﹾﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺟﺰ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﰲ ﻏﻔﻠﺘﻬﻢ ﻳﻌﻤﻬﻮﻥ.
٣٣
ﻻ ﺃﻣﻨ ﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﺮﻓﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣـﺴﺒﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛ ﱠﻞ ﺷﻲﺀ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻭﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﰲ ﻛـﻞ ﻋﻤﻞ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺸﻔﺎﻫﻜﻢ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺑﺈﳝﺎﻥ ﺻﺎﺩﻕ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺑ ﺮﻛﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻘﻂ .ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﺎﺭﻳﻦ ﺣ ﻘﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺃﺑﻜﻢ -ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺃﻳﺔ ﺣﻴﻠﺔ -ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﲣﺮ ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺍﻹﳍﻴـﺔ ﺴ ﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻔـﻀﻠﻚ .ﻋﻨـﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﲔ :ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ،ﻓﻴ ﺳﻴﺆﻳﺪﻛﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ. ﺍﺭﲪﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻛﻞ ﺻـﻠﺔ، ﻭﺎﻓﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﻓﺖ ،ﺣﱴ ﺇﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﺴﻮﻥ ﺑﻜﻠﻤـﺔ "ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ" ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﻣﻨﻪ .ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﹶﻥ ﺇﳍﻜﻢ ﻫﻮ ﺩﻋﺎﻣـﺔ ﺗﺪﺍﺑﲑﻛﻢ ﻛﻠﻬﺎ؛ ﻫﻞ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺪ ﻣـﺴﺘﻘﹼﺮﺓ ﰲ ﺍﻟـﺴﻘﻒ ﺇﺫﺍ ـﺪﻣﺖ ﺍﻟﺪﻋﺎﻣﺔ؟ ﻛﻼ ﺑﻞ ﺳﺘﺴﻘﻂ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺰﻫـﻖ ﻧﻔﻮﺳـﺎ ﻛـﺜﲑﺓ؛ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﻌﻜﻢ ﺗﺪﺍﺑﲑﻛﻢ ﻣﻦ ﻏـﲑ ﻣﻌﻮﻧـﺔ ﺍﷲ ،ﻓـﺈﻥ ﱂ ﺗﺴﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﱂ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍ ﻟﻜﻢ ،ﻓﻠﻦ ﺗﻔﻠﺤﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍ ،ﺑﻞ ﺳﺘﻤﻮﺗﻮﻥ ﺃﺧﲑﺍ ﲝﺴﺮﺓ ﻛﺒﲑﺓ. ﺏ ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﺴﺎﺀﻟﻮﻥ :ﳌﺎﺫﺍ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ؟ ﺇﳕﺎ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻹﻋﺮﺍﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺑﻬﺎ .ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺗﺎﺭ ﹰﺓ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻭﻳﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺪﻧﻴﺎ
٣٤
ﻭﻣﻠﺬﹼﺍﺎ ﻭﻳﻄﻤﻊ ﰲ ﺃﻣﻮﺍﳍﺎ ﺑﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻔﻠﺴﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ،ﻓﻴﻤﻮﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﺎﺋﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻠﻘـﻰ ﰲ ﻀﺎ، ﺍﳉﺤﻴﻢ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ .ﻭﺗﺎﺭ ﹰﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲞﻴﺒﺔ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳ ﻏﲑ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻟﻴﺲ ﻣﺪﻣﺮﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺫﻟﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺷ ﺪ ﺯﻫﻮﺍ .ﻭﻋﻠﻰ ﻛ ﹴﻞ ،ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﻛﻼﳘﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﺇ ﹼﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﷲ ،ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫـﺆﻻﺀ ﻏﺎﻓﻠﲔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳊ ﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ،ﺑﻞ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ﻟﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻹﻃـﻼﻕ ﻣﻌﺮﺿﲔ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺄﻧﻰ ﳍﻢ ﺃﻥ ﳛﻈﻮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ؟ ﻣﺒﺎﺭ ﻙ ﻣـﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﻚ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻪ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴ ﺮ! ﻭﻫﺎﻟ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﺟﻼﻝ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺟﻬﻞ ﻭﻏﺒﺎﺀ .ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊ ﹼﻘﺔ ﻫـﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﹼﻤﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ .ﻟﻘﺪ ﻫﻠﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌـﺸﻘﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻠﺢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺮﻓـﺎﻥ ﺍﳊـﻖ ﻭﺍﻟﻔﻠـﺴﻔﺔ ﷲ ﻣـﺎ ﻻ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ .ﳌﺎﺫﺍ ﺗﺴﻠﻜﻮﻥ ﺳﺒﻞ ﺍﳉﻬﻞ؟ ﺃﻓﺘﻌﻠﱢﻤﻮﻥ ﺍ َ ﳉﻬـﺎﻝ! ﻛﻴـﻒ ﻳﻌﻠﻢ؟ ﺃﲡﺮﻭﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻟﻴﻬﺪﻭﻛﻢ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ؟ ﺃﻳﻬـﺎ ﺍ ﹸ ﻳﻬﺪﻳﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻰ! ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊ ﹼﻘﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻭﻗـﺪ ﻭﻋﺪﰎ ﺎ .ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺳﺘﻮﺻﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ .ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﺘﻤﻮﻩ ﺑﺼﺪﻕ ﻓﺴﺘﺠﺪﻭﻧﻪ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻧـﻀﺎﺭ ﹰﺓ ﻭﺣﻴـﺎﺓ
٣٥
ﻭﻳﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻘﲔ .ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﳉﻴﻔﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻠﺐ ﻟﻜـﻢ ﱏ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻜﻢ؟! ﺇﻥ ﻛﻞ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻏﺬﺍ ًﺀ ﻃﻴﺒﺎ؟ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻤﻰ ﻓﺄ ﹼ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﻫـﻞ ﺍﻷﺭﺽ .ﺇﻥ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺗﺮﺗﻔـﻊ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻮﺍﺭﺛﻮﻥ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻏﲑ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ ﻛﻴﻒ ﻳﻬﺒﻮﻥ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ؟ ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑ ﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃ ﻭ ﹰﻻ، ﻭﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ،ﰒ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻌﻄﹶﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ.
ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻕ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻻ ﲢﺴﺒﻮﺍ ﺃ ﹼﻥ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﻗﺪ ﻭﻟﹼﻰ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ،ﻭﻻ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﻳﱰﻝ ﺍﻵﻥ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ١٥،ﻭﺃﻥ ّﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻻ ﻳﺴﻌﻪ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺇﻧﻤـﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﱃ ﻓﻘﻂ .ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺻﺪﻗﹰﺎ ﻭﺣﻘﺎ ﺇ ﹼﻥ ﻛ ﱠﻞ ﺑﺎﺏ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﹶﻖ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﺏ ﻧﺰﻭﻝ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻟﻦ ﻳﻐﻠﹶﻖ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻓـﺎﻓﺘﺤﻮﺍ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻟﻴﺪﺧﻠﻬﺎ .ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺒﻌﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟـﺸﻤﺲ ﺇﺫ ﺗﺴ ﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺪﺧﻞ ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ،ﹸﻗ ﻢ ﻭﺍﻓﺘ ﺢ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺗﻨﻔ ﹾﺬ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋﻬﺎ .ﺃﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺳ ﺪ ﺲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻔﻴﻮﺽ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﻨﺘﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺄﻣ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺴ ﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺳﺒﻞ ﺧﲑﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﺑﻞ ﺯﺍﺩ ﻓﻴﻬـﺎ؟ ١٥ﻟﻘﺪ ﺧﺘﻤﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺘﻪ ،ﻷﻧﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﻖ، ﷲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ .ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﳍﻮ ﺩﻳﻦ ﻣﻴﺖ ،ﻭﺍ ُ
٣٦
ﻼ! ﺑﻞ ﻗﺪ ﻓﹸﺘﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﲜﻼﺀ ﺗﺎ ﻡ .ﻓﺎﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﺏ ﻛﱠ ﺍﻟﻨﹺﻌﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﹼﻨﻪ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﻓﻠﻤـﺎﺫﺍ ﺗﺮﻓﻀﻮﻥ ﺃ ﺧﺬﹶﻫﺎ؟! ﺗﻌﻄﹼﺸﻮﺍ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﲔ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﻟﻜﻢ ﺍﳌﺎﺀ ﻣـﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋـﻪ، ﱭ ﻣـﻦ ﺍﻟﺜـﺪﻱ ﻭﺍﺑﺪﺅﻭﺍ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﱭ ﺑﻜﺎ َﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺪ ﺭ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠـ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ .ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻣﺆﻫﻠﲔ ﻟﻠﺮﲪﺔ ﻟﺘﺮﲪﻮﺍ .ﺍﺿﻄﺮﺑﻮﺍ ﻟﺘﻄﻤﺌﻨﻮﺍ .ﺍﺻـﻄﺮﺧﻮﺍ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﻤﺴِﻜﻜﻢ ﻳ ﺪ. ﻣﺎ ﺃﺷﺪﻩ ﻭﻋﻮﺭ ﹰﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺒﻴ ﹶﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ! ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻬﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﻮﺓ ﺍﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﺭﺍﺿﲔ ﺑﺎﳌﻮﺕ .ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺍﺿﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻢ ﺳﻴﺤﺘﺮﻗﻮﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺣﺒﻴﺒﻬﻢ ،ﰒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺍﳉﻨﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻚ ﺣﺘﻤـﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣﻨ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻭﺍ ﹺﺭ ﺩﻫﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﻋﻠﹶـﻰ ﺭﺑـ ﺠﺎﺭ ﻭﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻀﻴﺎ ..١٦ ...ﺃﻱ :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔ ﻣ ﹾﻘ ﺳﻴﻤ ﺮ ﺑﻨﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﲤﻮﻥ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﺳﻴﻨﺠﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳝ ﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷ ﻣﺎﺭﺓ ﻓﺴﺘﻠﺘﻬﻤﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ. ﷲ ،ﻭﺃﺷﻘﻴﺎﺀ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺴﻬﻢ ِ ﻓﻤﺒﺎﺭﻛﻮﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺎﺭﺑﻮﻥ ﺃﻧﻔ ﷲ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻧﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺎﻟﻒ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﳛﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍ َ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎ َﺀ ﺃﺑﺪﺍ .ﻓﺎﺳﻌﻮﺍ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﺣﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺘﺆﺍﺧﺬﻭﺍ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮ -ﻭﻟﻮ ١٦ﻣﺮﱘ ٧٠
٣٧
ﺏ .ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺼﲑ ،ﻭﻏﺎﻳـﺔ ﺍﳊﻴـﺎﺓ ﱂ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ -ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎ ﺗﺤﻘﱠﻖ ﺑﻌ ﺪ .ﺃﻻ ﻓَﹶﺄ ﺳ ﹺﺮﻋﻮﺍ ﺍﳋﹸﻄﻰ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻗﺮﻳﺐ .ﻭﺍﻓﺤﺼﻮﺍ ﻣﺮﺓ ﺑﻌـﺪ ﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ،ﻟﺌﹼﻠﺎ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﺷـﻲﺀ ﻓﻴـﺴﺒﺐ ﻟﻜـﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﳌﺘﺎ ﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ،ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﱡﻠﻪ ﺑﻀﺎﻋ ﹰﺔ ﻓﺎﺳﺪ ﹰﺓ ﻣﻐﺸﻮﺷ ﹰﺔ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﺗﻘ ﺪﻡ ﺇﱃ ١٧ ﺍﻟﺒﻼﻁ ﺍﳌﹶﻠﻜﻲ. ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎﻫﻰ ﺇﱃ ﲰﻌﻲ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻢ ﳐﻄﺌﻮﻥ ﺟﺪﺍ .ﺇﻧﲏ ﱂ ﺃﻋﻠﹼﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﺪﺍ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻣـﺬﻫﱯ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻛﻢ ﳍﺪﺍﻳﺘﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ؛ ﺃ ﻭﳍﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺕ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﷲ ﻭﺟﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻛﺎﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻭﺧﻄﺌﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻗﺪ ﻗﹸﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻠﻌﻮﻧﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺘ ﻢ ﺭﻓﻌﻪ ﻛﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﻏـﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷـﻴﺌﹰﺎ ،ﻻ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻻ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻻ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ .ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣﺬﺭﻳﻦ ﻭﻻ ﹾﲣﻄﹸﻮﺍ ﺧﻄﻮ ﹰﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺧﻼﻑ ﺗﻌﻠـﻴﻢ ﺍﷲ ١٧ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺃﻋﲏ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺓ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻼ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺭﺍﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﺻﺎﻡ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ،ﻓﻤﺜ ﹰ ﲰﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺑﲔ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮﻡ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﹼﻞ ﻳﺮﻱ ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ .ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺑﻌﺪﻩ .ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨ ﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔﹰ ،ﻷﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻇﻨﻴﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﺣﻮﻟﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻘﲔ .ﻣﻨﻪ
٣٨
ﻭﻫﺪﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺃﺻﻐﺮ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺴﺒﻌﻤﺌﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﺴ ﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺓ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺃﻣﺎ ﻣـﺎ ﺳـﻮﺍﻩ ﻓﻠﻴﺲ ﺇ ﹼﻻ ﻇﻠﹰﺎ ﻟﻪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻗﺮﺃﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺘﺪﺑﺮ ،ﻭﹶﺃ ﺣﺒﻮﻩ ﺣﺒﺎ ﲨﺎ ،ﺣﺒﺎ ﻣـﺎ ﲑ ﻛﻠﱡـﻪ ﰲ ﺃﺣﺒﺒﺘﻤﻮﻩ ﺃﺣﺪﺍ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺧـﺎﻃﺒﲏ ﻭﻗـﺎﻝ" :ﺍﳋـ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" .ﻭﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﳍﻮ ﺍﳊﻖ ،ﻓﻮﺍ ﺃﺳﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻏﲑﻩ .ﺇ ﹼﻥ ﻣﺼﺪ ﺭ ﻓﻼﺣﻜﻢ ﻭﳒﺎﺗﻜﻢ ﻛﹼﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺇﻻ ﻭﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﹶﻟﻬﻮ ﺍﳌـﺼ ﺪﻕ ﺃﻭ ﺏ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲢﺖ ﺃﺩﱘ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﳌﻜ ﱢﺬﺏ ﻹﳝﺎﻧﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻻ ﻛﺘﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻜﻢ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻟﻘﺪ ﻣ ﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻨ ﹰﺔ ﻋﻈﻴﻤـﺔ ﺇﺫ ﺃﻋﻄﺎﻛﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺻﺪﻗﹰﺎ ﻭﺣﻘﹰﺎ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻮ ﺗﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﳌﺎ ﻫﻠﻜﻮﺍ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺗﻴﺘﻤﻮﻫﺎ ﻟﻮ ﺃﻭﺗﻴﻬـﺎ ﺾ ﻓﺮﻗﻬﻢ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻓﺎﻗﺪﺭﻭﺍ ﻫـﺬﻩ ﺕ ﺑﻌ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻜﺎ ﹶﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﳌﺎ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺗﻴﺘﻤﻮﻫﺎ .ﺇﺎ ﻟﹶﻨﻌﻤﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ .ﺇﺎ ﹶﻟﺜﺮﻭﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ! ﻟﻮ ﱂ ﻳـﺄﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻤﻀﻐﺔ ﻗﺬﺭﺓ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻻ ﺗـﺴﺎﻭﻱ ﲨﻴ ﻊ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﺯﺍﺀﻩ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻹﳒﻴﻞ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﲪﺎﻣﺔ؛ ﻭﻫﻲ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻋﺎﺟﺰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﱴ ﺍﳍـ ﺮﺓ ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﺘﺪﻫﻮﺭﻭﻥ ﻭﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﺍﳓﻄﺎﻃﹰﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌـﺪ
٣٩
ﻳﻮﻡ ،ﺣﱴ ﱂ ﺗﺒﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻷ ﹼﻥ ﻣﺪﺍﺭ ﺇﳝﺎﻢ ﻛﻠـﻪ ﻛـﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺪ ﲡﹼﻠﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻴﺌﺔ ﻋﻈﻴﻤـﺔ ﻣﻸﺕ ﺑﻜﻴﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﹶﻟ ﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻓﺸﺘﺎﻥ ﺑـﲔ ﺗﻠـﻚ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﹼﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻳـﻀﺎ! ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻬﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﺇ ﹾﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨـﺎﻙ ﺇﻋﺮﺍﺽ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﺃﻭ ﺑﺎﻃﲏ .ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻌﻠﻜﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﹼﻢ ﻗﺮﺍﺀﻩ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻻ ﺗﻔﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ .ﺃ ﻁ ﺼ ﺮﺍ ﹶ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺃﺭﺍﻫﻢ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﻫﺬﻩ؟ ﺃﻋﲏ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﺍﻫـ ﺪﻧﺎ ﺍﻟـ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ..ﺃﻱ :ﹶﺃ ﺭﺷـﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﺳـﺒﻴﻞ ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ * ﺍﹾﻟ ﻤ ﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﻟﺮﺳـﻞ ﻧﻌﻤﺎﺋﻚ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﺷﺪ ﻭﺍﻟﺼ ﺪﻳﻘﲔ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﺭﻓﻌﻮﺍ ﻫ ﻤﻤﻜﻢ ،ﻭﻻ ﺗـﺮ ﺩﻭﺍ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻬﺒﻜﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﱵ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﻟﻸﻭﻟﲔ .ﺃﱂ ﻳﻌﻄﻜﻢ ﻚ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﹸﻗ ﺪﺳﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﰲ ﻗﺒﻀﺘﻜﻢ ﺣﱴ ﺍﻟﻴـﻮﻡ؟ ﻓﻴـﺎ ﻣ ﹾﻠ ﻒ ﻷﻣﻼﻙ ﺑﲏ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﳍﻤﺔ ،ﺃﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺧﻼﺋ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻘﹾﺪﺭ ﺃﻥ ﳚﻌﻠﻜﻢ ﺧﻼﺋﻒ ﳍﻢ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴـﺎ! ﻛﻼ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﹶﺛﻜﻢ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻠﻦ ﻳﺮﺛﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻟﻦ ﳛﺮﻣﻜﻢ ﺍﷲ ﺃﺑﺪﺍ ﻧﻌﻤـ ﹶﺔ ﺍﻟـﻮﺣﻲ ﻭﺍﻹﳍـﺎﻡ ﻭﺍﳌﻜﺎﳌـﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ .ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺘ ﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲨﻴ ﻊ ﺍﻟﻨﹺﻌﻢ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺗﻴﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ،ﻏـﲑ
٤٠
ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻛﺬﺑﺎ ﻭﻭﻗﺎﺣ ﹰﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻘﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﻭﺣﻲ ﺍﷲ ﺖ ﺑﺸﺮﻑ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ،ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺣﻈﻴ ﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ- ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺣﻈﻲ ﺎ ،ﻓﺄﻗﻮﻝ -ﻭﺃﻧﺎ ﺃﹸﺷ ﹺﻬﺪ ﺍ َ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻬﻠﻚ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﻭﺧ ﺪﻉ ﻭﲡﺎﺳﺮ ﺟﺪﺍ ﻭﻭﻗﺢ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ .ﺃﻻ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﳜﺘﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺯﻭﺭﺍ ﺗﻠﻘﹼﻲ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻹﳍﻴـﺔ ،ﻛـﺄﻢ ﻱ ﺇﻟ ﻪ! ﻛـﻼ ،ﺑـﻞ ﺇﻥ ﻋﻘـﺎﺏ ﺍﷲ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃ ﻼ ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﻠﺘﻮﺍ ﻣﻦ ﻳـﻮﻣﻬﻢ ﺍﳌـﺸﺆﻭﻡ .ﻓﻌﻠـﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺳﻴﺄﺧﺬﻫﻢ ﺃﺧﺬﹰﺍ ﻭﺑﻴ ﹰ ﺗﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺻﺪﹰﻗﺎ ﻭﺳﺪﺍ ﺩﺍ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻭﺣﺒﺎ ﷲ ﺣﺒﺎ ﺫﺍﺗﻴﺎ ،ﻭﺍﺟﻌﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣـﺮ ﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻜﻢ ﻣﺎ ﺩﻣﺘﻢ ﺃﺣﻴﺎ ًﺀ ،ﰒ ﻳﺸﺮﻑ ﺍﷲ ﲟﺨﺎﻃﺒﺘﻪ ﻭﻛﻼﻣﻪ ﺃﻳ ﻳﺸﺎﺀ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻜﻢ .ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻨﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻟﺌﻼ ﺗﺒﺪﺃ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻣﻨﻴﺘﻜﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﻩ ،ﺳﻠﺴﻠ ﹸﺔ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻬﻠﻚ ﺍﻟﻜـﺜﲑﻳﻦ. ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﻜﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺑﺬﻝ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﳉﻬـﺪ ﰲ ﻃﺎﻋـﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ،ﻻ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﺄﻧﻜﻢ ﳑﻦ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ. ﻟﻘﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻟﻜﻢ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺟﺪﺍ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﲡﺘﻨﺒـﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﹼﻠﻴ ﹰﺔ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﳏﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ .ﻭﻻ ﺗ ﹾﻜﺬﺑﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
٤١
ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ ﺃﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻏﲑ ﺍﶈﺎﺭﻡ ﻧﻈﹶﺮﺓ ﺳﻮﺀ ﻭﺑﺸﻬﻮﺓ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳛ ﹼﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ ،ﺑـﻞ ﻳﻘـﻮﻝ ﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬ ﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﺑﻨﻈ ﹴﺮ ﺳﻴ ﺊ ﻭﻻ ﺑﻨﻈ ﹴﺮ ﺣﺴ ﹴﻦ؛ ﻷﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣـﻮﻃ ﻦ ﻱ ﺑﻚ ﺃﻥ ﻳﻈ ﹼﻞ ﻃﺮﻓﻚ ﻏﻀﻴﻀﺎ ﻓﺎﺗﺮﺍ ﲡﺎﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻏـﲑ ﻋﺜﺎ ﹴﺭ ﻟﻜﻢ ..ﺑﻞ ﺣﺮ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﲝﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﳌﺼﺎﺏ ﰲ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﻣﺪ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ. ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ ﺃﻻ ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳋﻤﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﻜﺮﻙ ،ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﻠﻦ ﺘﺪﻱ ﺇﱃ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻭﻟـﻦ ﻳﻜﹼﻠﻤـﻚ ﺭﺑﻚ ،ﻭﻟﻦ ﻳﻄﻬﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﳒﺎﺱ .ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﺍﳋﻤـﺮ ﻣـﻦ ﺻـﻨﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻬﺎ. ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ :ﻻ ﺗﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻚ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ؛ ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ :ﻻ ﺗﻜﻈﻢ ﻏﻴﻈﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑـﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﱃ: ﺻ ﻮﺍ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻤ ﺮ ﺣ ﻤ ﺔ ،١٨ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺍﻟـﺼﱪ ﻭﺗﻮﺍ ﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﺃﲨﻌﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ. ﺩﻭﻣﺎ ،ﻭﻻ ﺗﺮﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺍﺩ
١٨ﺍﻟﺒﻠﺪ١٨ :
٤٢
ﺚﰲ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ :ﺍﺻ ﱪ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ ﺧﺒـ ﲔ .١٩ﻓﺈ ﹼﻥ ﺕ ﻟﻠ ﱠﻄﻴﹺﺒ ﺍﻣﺮﺃﺗﻚ ﺇﹺﻻ ﺍﻟﺰﱏ ﻭﻻ ﺗﻄﹼﻠﻘﹾﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ :ﺍﻟ ﱠﻄﻴﺒﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻄﻴـﺐ ،ﻓـﺈ ﹾﻥ ﻛﺎﻧـﺖ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻻ ﺗﺰﱐ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﻬﻢ ،ﻭﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻒ ﻟﻠﻐﲑ ﻋﻮﺭﺎ، ﻣﻘ ﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﱏ ﻭﺇ ﹾﻥ ﱂ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺗﻜﺸ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﺮﻛﺔ ﻭ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻭﻣﺘﱪﺋﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻣﺆﻣﻦ ﻒ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻷﺎ ﻗـﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘـﻚ ﺑﻪ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻄﱢﻠﻘﹶﻬﺎ ﺇ ﹾﻥ ﱂ ﺗﻜ ﺑﺄﻋﻤﺎﳍﺎ ﻭﱂ ﺗ ﻌ ﺪ ﻗﻄﻌ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻙ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻼ ﻳﺴﻮﻍ ﻟـﻚ ﺑﻌـﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟ ﺪﻳﻮﺙ ،ﻓﺈﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻵﻥ ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺟـﺴﺪﻙ ،ﺇ ﹾﻥ ﻫﻲ ﺇ ﹼﻻ ﻋﻀﻮ ﻓﺎﺳﺪ ﻣﺘﻌﻔﻦ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺒﺘﺮ؛ ﻟﺌﻼ ﻳﻔﺴﺪ ﺳﺎﺋﺮ ﺟﺴﺪﻙ ،ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳍﺎﻟﻜﲔ. ﻒ ﺍﻟﺒﺘ ﹶﺔ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻒ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ :ﻻ ﲢﻠ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﳊﻠﻒ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﳊﺴﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣـﻮﺍﻝ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺒﻄﻞ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﺋﻊ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ،ﻷﻥ ﺇﺑﻄﺎﳍﺎ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣـﻊ ﺲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺣﻜﻤﺘﻪ .ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳌﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺘﻤ ﻃﺒﻌﺎ -ﺇﱃ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﳊﺴﻢ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﺍﳊﺎﻟﻒ ﻳﻌﲏ ﲝﻠﻔﻪ ﺃﻥ ﳚﻌـﻞ ﺍﷲﺷﺎﻫ ﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ. ١٩ﺍﻟﻨﻮﺭ٢٧ :
٤٣
ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ :ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﺇﳕـﺎ ﻳﻘـﻮﻝ:
ﺻﹶﻠ ﺢ ﹶﻓﹶﺄ ﺟ ﺮ ﻩ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻠﱠـ ﻪ ..٢٠ﺃﻱ ﻭ ﺟﺰﺍ ُﺀ ﺳﻴﹶﺌ ﺔ ﺳﻴﹶﺌ ﹲﺔ ﻣﹾﺜﹸﻠﻬﺎ ﹶﻓ ﻤ ﻦ ﻋﻔﹶﺎ ﻭﹶﺃ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻔﻮ ﻭﻳﺼﻔﺢ ﻋﻦ ﺍﳌﺬﻧﺐ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺇﱃ ﺇﺻﻼﺡ ﻻ ﻓﺴﺎﺩ ،ﻓﻠـﻴﻌﻠ ﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺽ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺳﻴﺠﺰﻳﻪ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻼ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﳏﻤﻮﺩ ﰲ ﻛﻞ ﳏﻞ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻔـﻮ ﺭﺍ ﹴ ﳏﻤﻮﺩ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻃﺒﻘﹰﺎ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻣﺮﺍﻋـﺎﺓ ﺍﻟﻮﺿـﻊ ﻭﺍﶈﻞ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﲟﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﶈﻞ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻫﻨﻪ ،ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﺐ ﺃﻋﺪﺍﺀﻙ؛ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻘﻮﻝ :ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ ﺃﻥ ﲢ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﺎﺩﻱ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﻔﺴﻚ ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻌ ﻢ ﻣﻮﺍﺳـﺎﺗﻚ ﻛـ ﱠﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺪ ﻭ ﻹﳍﻚ ﻭﻟﺮﺳـﻮﻟﻚ ﻭﻟﻜﺘـﺎﺏ ﺍﷲ ﻓﻬـﻮ ﻋﺪ ﻭﻙ؛ ﻓﻼ ﲢ ﹺﺮ ﻡ ﺃﻣﺜﺎ ﹶﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﻭﺩﻋﺎ َﺀﻙ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﻐﺾ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ،ﻭﻻ ﺗﺒﻐﺾ ﺃﺷﺨﺎﺻﻬﻢ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻹﺻﻼﺣﻬﻢ .ﻳﻘـﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ :ﹺﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻳ ﹾﺄ ﻣ ﺮ ﺑﹺﺎﹾﻟﻌـ ﺪ ﹺﻝ ﻭﺍ ِﻹﺣـﺴﺎ ﻥ ﻭﺇﹺﻳﺘـﺎ ِﺀ ﺫﻱ ﺍﹾﻟ ﹸﻘ ﺮﺑﻰ ،٢١ﺃﻱ :ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﷲ ﻣﻨﻚ؟ ﺇﳕﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﺒـﺸﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ،ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﲢﺴﻦ ﺇﱃ ﻣﻦ ﱂ ﳛﺴﻦ ﺇﻟﻴﻚ ،ﰒ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺃ ﹾﻥ ﺕ ﺗﻮﺍﺳﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻛﺄﻢ ﺃﻗﺎﺭﺑﻚ ﺍﻷﻗﺮﺑﻮﻥ؛ ﻭﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻣﻬﺎ ٢٠ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ٤١ : ٢١ﺍﻟﻨﺤﻞ٩١ :
٤٤
ﺃﻭﻻ ﺩ ﻫ ﻦ؛ ﺫﻟﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﻮ ﻭﺍﻟﻜﱪ ،ﻭﻷﻥ ﺍﶈﺴﻦ ﻗﺪ ﳝ ﻦ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌـﻞ ﺍﻷﻡ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﺩﻫﻲ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻤﻨﺘﻬﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳋﲑ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻪ ﻛﺪﺍﻓﻊ ﺍﻷﻡ. ﺺ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﲣـﺺ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺍﻋﻠ ﻢ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻻ ﲣ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﺄﻣﺎ ﻋ ﺪﹸﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻌﲏ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻌﻪ ﺑـ ﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤـﻪ ،ﻭﺃﻣـﺎ ﺇﺣﺴﺎﻧﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻦ ﺑﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ ،ﻭﺃﻣـﺎ "ﺇﹺﻳﺘـﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﰉ" ﰲ ﺣﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﻻ ﻃﻤﻌﺎ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻻ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣـﻦ ﺍﳉﺤﻴﻢ ،ﺑﻞ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺟﺪ ﹰﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻨﺔ ﻭﻻ ﻧﺎﺭ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﺘﺮ ﺣﺒﻚ ﻭﻃﺎﻋﺘﻚ ﷲ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ :ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺑﺎﻟﱪﻛﺔ ﳌﻦ ﻳﻠﻌﻨﻜﻢ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺖ ﻗﻠﺒﻚ -ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻈﻬﺮ ﻳﻘﻮﻝ :ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻚ ،ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻔ ﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﷲ -ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻼﻋﻦ؛ ﻓﺈ ﹾﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﰲ ﺭﻭﻋﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﺣ ﻖ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻓﻼ ﺗﻠﻌﻨﻪ ﻟﺌﻼ ﺗ ﻌ ﺪ ﳑﻦ ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﺬﺭﻩ ﻭﺟﺪﺍﻧﻚ ،ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﰲ ﱯ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﱪﻛ ﹶﺔ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎ ﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎ ِﺀ ،ﻓﻼ ﺗﺘ ﻤ ﻦ ﻟﻪ ﺑﺮﻛ ﹰﺔ ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻤ ﻦ ﻧ ﻭﱂ ﻳﱪﺋﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ .ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ،ﻷﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﻛﺬﺏ ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﻨﺎﺕ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ .ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﲝﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻭﲢﺮﻭﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﻴﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟـﺸﺮﻭﻉ
٤٥
ﻱ ﻋﻤﻞ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﻷﻧﻜﻢ ﻋﻤﻴﺎﻥ ،ﻛﻲ ﻻ ﲢﺴﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻇﺎﳌﹰـﺎ ﰲﺃ ﻂ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻛﻠﻬﺎ. ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻛﺎﺫﺑﺎ ،ﻓﺘﺴﺨﻄﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﲢﺒ ﹶ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ :ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﻳﺎﺀً ،ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﻻ ﺗﺨﻔﹸﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ،ﺑﻞ ﺍﻋﻤﻠـﻮﺍ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﺳﺮﺍ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﻓ ﻌﻠﹶﻬﺎ ﺳﺮﺍ ﺧ ﲑ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﻭﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻌـﻀﻬﺎ ﻋﻼﻧﻴ ﹰﺔ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﰲ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ﺧ ﲑﺍ ﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﻨﺎﻟﻮﺍ ﺃﺟـﺮﻳﻦ، ﻭﻟﻴﺘﺄﺳﻰ ﺑﺄﺳﻮﺗﻜﻢ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺸﺠﻌﻮﻥ ﻟﻔﻌـﻞ ﺍﳋـﲑﺍﺕ، ﻓﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗـﺪ ﺑـﻴﻦ ﺑﻨﻔـﺴﻪ ﺍﳊﻜﻤ ﹶﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﻮﻟﻪ :ﺳﺮﺍ ﻭ ﻋﻼﹺﻧﻴ ﹰﺔ ،٢٢ﻭﻫﻲ ﺃﻻ ﺗﻨﺼﺤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻀﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﺆﹼﺛﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺭ ﱢﻏﺒﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺃﻳ ﻣﻜﺎﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻓﻠﻬﺎ ﺗﺄﺛﲑ ﺑﻠﻴﻎ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ.
ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﺕ ﻓﺎﺩ ﺧ ﹾﻞ ﺇﱃ ﺣﺠﺮﺗـﻚ ،ﻭﻟﻜـﻦ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ :ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮ ﻉ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺟﻬـﺮﺍ ﻒ ﺩﻋﺎﺀﻙ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ،ﺑﻞ ﺍ ﺩ ﺨ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻌﻠﹼﻤﻚ ﻻ ﺗ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻊ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺠﻴﺐ ﺩﻋـﺎﺅﻙ ﺯﺍﺩ ﺇﳝﺎﻢ ،ﻭﺭ ﹼﻏﺐ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻻﺑﺘﻬﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.
٢٢ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ٢٧٥ :
٤٦
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ :ﺃﺑﺎﻧـﺎ ﺍﻟـﺬﻱ ﰲ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺕ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،ﻟﺘﻜ ﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛـﺬﻟﻚ ﲰﻚ ،ﻟﻴﺄ ﺱﺍ ﻟﻴﺘﻘ ﺪ ﻂ ﻂ ﻋﻨﺎ ﺩﻳﻮﻧﻨﺎ ﻛﻤـﺎ ﳓـ ﹼ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .ﺧﺒ ﺰﻧﺎ ﹶﻛﻔﺎﹶﻓﻨﺎ ﹶﺃ ﻋﻄﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭ ﺣ ﱠ ﺩﻳﻮﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،٢٣ﻭﻻ ﺗﺪ ﺧ ﹾﻠﻨﺎ ﰲ ﲡﺮﺑﺔ ،ﻟﻜﻦ ﳒﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ،ﻷﻥ ﻟـﻚ ﻚ ﻭﺍﻟﻘﻮ ﹶﺓ ﻭﺍ ﺪ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ .٢٤ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓـﻴﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴـﺴﺖ ﺍ ﹸﳌ ﹾﻠ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﷲ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﺪﺱ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻳـﻀﺎ ﻭﻟـﻴﺲ ﰲ ﺴﺒ ﺢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣـ ﻦ ﺷـ ﻲ ٍﺀ ﹺﺇﻟﱠـﺎ ﻳـ ﹺﺑ ﺽ ،٢٦ ﺕ ﻭﻣﺎ ﻓـﻲ ﺍ َﻷ ﺭ ﹺ ﺴﻤﺎﻭﺍ ﺴﺒ ﺢ ﻟﱠﻠ ﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟ ﺤ ﻤﺪﻩ ٢٥،ﻭﻗﺎﻝ :ﻳ ﺃﻱ :ﺃﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺫﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺗﺴﺒﺢ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﻭﺗﻘ ﺪﺱ ﻟـﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﺋﻦ ﻣﺸﻐﻮ ﹲﻝ ﰲ ﲢﻤﻴﺪﻩ ﻭﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ،ﻓﺎﳉﺒﺎﻝ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻭﺍﻷﺎﺭ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺗﺬﻛﺮﻩ ،ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺬﻛﺮﻩ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻪ ،ﻓﻘـﻀﺎ ُﺀ ﺍﷲ ﻭﻗـﺪﺭﻩ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻀﻮﻉ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﻛﺘـﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳌﻼﺋﻜ ﹶﺔ ﺑﺄﻢ ﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﷲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻮﺻﻒ ٢٣ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﻬﺎ ﺍﳋﻂ ﻫﻲ ﺗﺮﲨﺔ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻃﺒﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻗﺘﺒﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ" :ﻭﺍﻏﻔ ﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﻐﻔﺮ ﳓﻦ ﻟﻠﻤﺬﻧﺒﲔ ﺇﻟﻴﻨﺎ") .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ( ٢٤ﻣﱴ ١٣-٩ :٦ ٢٥ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ٤٥ : ٢٦ﺍﳉﻤﻌﺔ٢ :
٤٧
ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻜﻞ ﺫﺭﺓ ﻭﻛﻞ ﻭﺭﻗﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﻭﺭﺩ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣـﻦ ﺖ ﻟﻪ ،ﻓﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻭﺭﻗﺔ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ ،ﻭﻳﺸﻔ ﻲ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻧ ﺐ ﻏﺬﺍﺀ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ ،ﻓﻜ ﱡﻞ ﺷﻲﺀ ﳜ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺑﻪ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺩﻭﺍﺀ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ ،ﻭﻳﻄﻴ ﺍﻟﺘﺬﻟﻞ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﻳﺘﻔﺎﱏ ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻪ .ﺇﻥ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻛﻞ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ،ﻭﻛﻞ ﻭﺭﻗـﺔ ﻣـﻦ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻷﻋـﺸﺎﺏ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﻛ ﹼﻞ ﺟ ﺰ ٍﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ،ﻭﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴـﻮﺍﻥ، ﷲ ﻭﺗﻄﻴﻌﻪ ﻭﺗﻨﺸﻐﻞ ﰲ ﲢﻤﻴﺪﻩ ﻭﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟـﻚ ﹶﻟﺘﻌﺮﻑ ﺍ َ
ﺽ ،٢٧ﺃﻱ: ﺕ ﻭﻣﺎ ﻓـﻲ ﺍ َﻷ ﺭ ﹺ ﺴﻤﺎﻭﺍ ﺴﺒ ﺢ ﻟﱠﻠ ﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﻳ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺴﺒﺢ ﷲ ﻭﳛﻤﺪﻩ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻜـﻞ ﻣـﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺴﺒﻴﺢ ﺍﷲ ﻭﲢﻤﻴﺪﻩ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺑﺄﻥ ﲢﻤﻴﺪ ﺍﷲ ﻭﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ﻻ ﻳﺘ ﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻓ ﹺﻢ ﺃﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ. ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺗﻄﻴﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﺑﻌـﻀﻬﺎ ﲣﻀﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻄﻴﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﺣﻜـﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ .ﺍﻟﻜﻞ ﻣﺘﻔﺎ ﻥ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻭﺗﻘﺪﻳﺴﻪ؛ ﺳﺤﺎﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺭﳛﺎ ﺿﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟـﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺃﺭ ﺝ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻫـﺎﺗﲔ ﻓﺈﻢ ﺧﺎﺿﻌﻮﻥ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﻩ ،ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﺧﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺘﲔ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻋﻨﻖ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﺍﻗ ﻊ ﲢﺖ ﹺﻧﲑ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳊﻜـﻮﻣﺘﲔ ٢٧ﺍﳉﻤﻌﺔ٢ :
٤٨
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺘﲔ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻹﳍﻲ ﻳﻐﻠﺒﺎﻥ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺘﻨـﺎﻭﺏ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌ ﺪ ﻭﺍﳉﺰﺭ ﻻ ﻳﻘﻌﺎﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴـﺎ ﺑﻞ ﳛﺼﻼﻥ ﲝﻜﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﺼﺎﳊﻪ ،ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺫﻟـﻚ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻮﻗﻊ .ﻓﺎﳍﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﺘﻨﺎﻭﺑﺎﻥ ﻭﻓﻖ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﷲ ﻭﺑﺈﺫﻧﻪ ﻛﺘﻨﺎﻭﺏ ﺍﻟﻠﻴـﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋﻬﻤﺎ .ﻓﻤﻊ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﻤﻊ ﻧـﺪﺍﺀﻩ ﻭﻳﻘـﻮﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﺴﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﷲ ،ﻭﻗـﺪ ﺃﺷ ﲑ ﺇﱃ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻠـﻲ ،ﻭﻫـﻮ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺄﺕ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ،ﻓﺒﺴﺒﺐ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ -ﱂ ﳝﻜﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﰲﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻬﻮ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺇﻧﻪ ﻕ ﺃﻭ ﺳ ﹼﻔﺎ ﻙ ﺃﻭ ﺯﺍ ﻥ ﺃﻭ ﻛﺎﻓ ﹴﺮ ﺃﻭ ﻓﺎﺳ ﹴﻖ ﺃﻭ ﺑﺎﻍﹴ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺳﻊ ﺳﺎﺭ ﹴ ﺍﺮﻣﲔ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺃﻳ ﹶﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ. ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﺫﻥ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺳـﻠﻄﺔ ﻼ، ﺃﺧﺮﻯ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﲢﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻧﻔﺎﺫ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ! ﻛـ ﹼ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ. ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻱ ﺧﻴﺎﺭ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﺁﺧﺮ .ﺇﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﻂ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺃ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻓ ﹶﻄﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ،ﻓ ﻬ ﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠـﻰ ﻼ ،ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻬ ﻮ ﻭﻧـﺴﻴﺎﻥ ،ﺃﻣـﺎ ﻓﻄـﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺃﺻ ﹰ
٤٩
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺧﻴﺮﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ،ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﻨﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻴﺎ ﺭ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ،ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﳜﺘﻔـﻲ ﻣـﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﺳﻖ ،ﺑﻞ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍ ﹸﳌﻠﻚ ﷲ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﲦﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﲔ؛ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﳋـﺎﺹ ﲟﻼﺋﻜـﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺒﺘ ﹶﺔ ،ﻭﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻢ ﻗﺪ ﺧﻴﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﰲ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﺃﻱ ﺍﺳﺘﻐ ﹶﻔﺮﻭﻩ ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﻝ ﻣـﺎ ﻢ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻓﻴﺠﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﳚﺘﻨﺒﻬﺎ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻠﻪ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﻴﻨﻔﻌﻬﻢ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻢ ﻳﻌﺼﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ،ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ،ﻷﻥ ﺑﻘـﺎﺀ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﳎﻲﺀ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﳏﺎﻝ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺮﻣﻮﻥ ﺍﳌﺼ ﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﻥ ﺍﷲ ،ﺃﻱ ﻻ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻨﻔ ﹼﻜﻮﻥ ﻳﻌـﺎﻗﹶﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ،ﻛﻴﻒ ﺣ ﹼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻳـﺎﻡ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ،ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺇﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻻ ﳜﻄﺮ ﹼﻥ ﺑﺒﺎﻟﻜﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻘـﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ؟ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﻩ .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻋﻦ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﻠـﻴﺲ ﲟﻘﺪﻭﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﲏ ،ﺃﻱ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ،
٥٠
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﺮﻣﲔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺧﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠـﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﳍﻴـﺔ؟ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ،ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺎ ﺯﻧﺎﺓ ﻭﺧﻮﻧﺔ ﻭﻣﺮﺗﺸﻮﻥ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﺮﻣﲔ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻟﻴﺲ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .ﻛﻼ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ،ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﱂ ﺗ ﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﺗـﺴ ﻦ ﻗﺎﻧﻮﻧـﺎ ﺻﺎﺭﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﲡﻌﻞ ﻫﻴﺒﺘﻪ ﺍﳊﻴﺎ ﹶﺓ ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟـﻮ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺭﺩﻉ ﲨﻴﻊ ﳏﺘﺮﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻋﻦ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ ﺑﺈﻟﻘﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﺳﺠﻮﻥ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺕ ﺭﺍﺩﻋـﺔ ﰲ ﺖ ﻋﻘﻮﺑـﺎ ﻣﺆﳌﺔ ،ﻟﺮﺩﻋﺘﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ،ﺃﻭ ﻟﻮ ﻭﺿﻌ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻷﻣﻜﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ .ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳋﻤ ﺮ ﻭﺗﺰﺍﻳ ﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﻮﻣﺴﺎﺕ ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘـﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ٢٨ﻻ ﻳﻌﲏ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﲢﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺇﳕﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﻟـﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺳﻴﻄﺮﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ ،ﺑﻞ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﲤﻠﻚ ﺳـﻠﻄﺔ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﲜﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﺷ ﺪ ﺻﺮﺍﻣﺔ ﻭﺑﺴ ﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺭﺍﺩﻋـﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﳑﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻗﺪﺭﺎ؟! ﻓﻠﻮ ﺷ ﺪﺩ ﺍﷲ ﻧﺎﻣﻮﺳـﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲝﻴﺚ ﺗﻨـﺰﻝ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺯﺍ ﻥ ،ﻭﻳﺼﺎﺏ ﻛﻞ ﺳﺎﺭﻕ ﺑـﺪﺍ ٍﺀ ﺗﺘﺂﻛﻞ ﺑﻪ ﻳﺪﺍﻩ ﻭﺗﺘﺴﺎﻗﻄﺎﻥ ،ﻭﻳﻬﻠﻚ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻛﻞ ﻋﻨﻴﺪ ﺟﺎﺣـﺪ ﺑـﺎﷲ ٢٨ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻫﻨﺎ ﺑﻼﺩ ﺍﳍﻨﺪ) .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
٥١
ﻭﺑﺪﻳﻨﻪ ،ﻟﺼﺎﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﻢ ﺻﺎﳊﲔ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ .ﻓﺎﳊﻖ ﺃﻥ ﻱ ﻗـﺪ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭ ﻼ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﳍﻢ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﺮﻣﻮﻥ ﻋﺎﺟ ﹰ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺣﲔ ﻵﺧﺮ ،ﻓﺘﻘﻊ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ،ﻭﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟـﺼﻮﺍﻋﻖ ،ﻭﺗﻨﻔﺠـﺮ ﺍﻟﱪﺍﻛﲔ ﻛﺄﻟﻌﺎﺏ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻟﺘﻬﻠﻚ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻭﺗﻐﺮﻕ ﺍﻟﺴﻔ ﻦ ،ﻭﻳﻠﻘـﻰ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﻣﺼﺮﻋﻬﻢ ﰲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭﺍﺕ ،ﻭﳛﺪﺙ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ،ﻭﺗﺘﻬﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ،ﻭﺗﻠﺪﻍ ﺍﳊﻴﺎﺕ ،ﻭﺗﻔﺘﺮﺱ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ،ﻭﺗﺘﻔﺸﻰ ﺍﻷﻭﺑﺌـﺔ ،ﻓﻠـﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻞ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻹﻓﻨﺎ ِﺀ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨـﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﺮﻣﲔ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﺫﹰﺍ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ. ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻳﺪﻱ ﻛﻞ ﳎـﺮﻡ ﻣﻐﻠﻮﻟـﺔ، ﺖ ﻭﺃﺭﺟﻞ ﻛﻞ ﻋﺎﺹ ﻣﻜﺒﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺟﻌﻠـ ﻗﺎﻧﻮﺎ ﻟﻴﻨﺎ ﲝﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﻭﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻌﺠﻠ ﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺮﺗﺪﻉ ﺍﺮﻡ ﻋﻦ ﺟﺮﻣﻪ ﻓﺈﺎ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺤـﻴﻢ ﺍﻷﺑﺪﻱ ،ﻭﺗﻠﻘﻴﻪ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﻻ ﳝﻮﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﳛﻴﺎ. ﺺ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ..ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎﻥ؛ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﳜ ﱂ ﻳﺨﻠﻘﻮﺍ ﺇﻻ ﻟﻴﻄﻴﻌﻮﺍ ،ﻭﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻴﺮﺓ، ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻗ ﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ
ﺺ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﺃﻱ :ﺃﻢ ﻣﻔﻄﻮﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘـﺪﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﳜ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻗ ﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﻻ ﺗﺒـﺪﻳﻞ
٥٢
ﳍﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺳﲔ ﺍﻟ ﻔ ﹾﻄﺮﻳﲔ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﻙ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤ ﻮﻝ ﺇﻧـﺴﺎﻧﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤ ﻮﻝ ﻣﻼ ﹰﻛﺎ .ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺳﺎﻥ ﺃﺯﻟﻴﺎﻥ ﻻ ﺱ ﺱ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻷﺭﺽ ،ﺃﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﻧـﺎﻣﻮ ﻳﺘﻐﲑﺍﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﳛ ﹼﻞ ﻧﺎﻣﻮ
ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ .ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺧﻄﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺈﺎ ﲡﻌﻠـﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻷﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺎ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﻗـ ﻲ ،ﺃﻣـﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺘﻐﻔﹶﺮ ﻟﻪ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ .ﻟﻘﺪ ﺯﻭﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲝﻜﻤﺘﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﳋﻄﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ ﻟﻜﻲ ﻳﻄﹼﻠﻌـﻮﺍ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﻓﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺿﻌﻔﻬﻢ ،ﰒ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﳍﻢ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﻟﻠﺒﺸﺮ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻓﻄﺮﻢ ﺃﻳﻀﺎ .ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻬﻮ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻻ ﻣـﻦ ﺱ ﺍﳋﺎﺹ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮ ﺑﺎﳌﻼﺋﻜﺔ؟ ﺇ ﹼﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﻄﺄﹲ ،ﻓﻤﺎ ﳚـﺮﻱ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ .ﺃﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺿـﻌﻴﻔﹰﺎ -ﻭﺍﻟﻌﻴـﺎﺫ
ﺑﺎﷲ -ﲝﻴﺚ ﺍﳓﺼﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺟﻼﻟﻪ ﰲ ﺍﻟـﺴﻤﺎ ِﺀ ﻓﻘـﻂ ،ﺃﻡ ﺃﻥ ﻟﻸﺭﺽ ﹺﺇ ﹰﳍﺎ ﺁﺧﺮ ﺍﺣﺘﹼﻠﻬﺎ ﺍﺣﺘﻼ ﹶﻝ ﺍﻟﻌﺪ ﻭ؟ ﰒ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ ﺇﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻗـﺎﺋﻢ ﰲ
ﺍﻟﺴﻤﺎ ِﺀ ﻓﻘﻂ ،ﻭﱂ ﻳ ﹸﻘ ﻢ ﺑﻌ ﺪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟـﺴﻤﺎ َﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻲ ٍﺀ ،ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎ ُﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻲﺀ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ،ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳ ﹸﻘ ﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌ ﺪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻪ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ.
٥٣
ﻫﺬﺍ ،ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ،ﻓﻮﻓ ﹰﻘﺎ ﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻪ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ،ﻭﺗﺘﻐﲑ ﺣﺎﻻﺗﻨﺎ ،ﻭﻧﺬﻭﻕ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣـﺔ ﻭﺍﻷﱂ، ﻭﺑﺄﻣﺮﻩ ﳝﻮﺕ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻳﻮﻟﹶﺪ ﺍﻵﻻﻑ ،ﻭﺗﺴﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ،ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻭﺑﺄﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﻨﺒﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻨﺒـﺎﺕ ﻭﺃﻧـﻮﺍﻉ ﺍﻟﺜﻤـﺎﺭ ﻭﺍﻷﺯﻫﺎﺭ .ﻫﻞ ﻳﻘﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻗﺎﺋﻤـﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻛﻼ ،ﺑﻞ ﺍﳊﻖ ﺃﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺄﺟﺮﺍﻣﻬﺎ ﺳـﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠـﻰ ﻱ ﺗﻐﻴ ﹴﺮ ﺃﻭ ﺗﺒ ﺪ ﹴﻝ ﻳﺪ ﹼﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻨﻮﺍﻝ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻐﻴﺮ ﺃﻭ ﻣﺒ ﺪﻝ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻼ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺮﺣﻞ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟـﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﻮﻟﺪ ﺍﳌﻼﻳﲔ ،ﻭﻧﻠﻤﺲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺼ ﺮﹰﻓﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻟﺼﺎﻧ ﹴﻊ ﻣﻘﺘـﺪﺭ ﰲ ﻛـﻞ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ .ﺃﻓﻠﻢ ﻳ ﹸﻘ ﻢ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌ ﺪ؟ ﰒ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﱂ ﻳﻘﺪﻡ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﳎﻲﺀ ﻣﻠﻜـﻮﺕ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ،ﻏﲑ ﺃ ﹼﻥ ﺍﺑﺘﻬﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺩﻋﺎﺀﻩ ﻟﻨﺠﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻃـﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﷲ ﻟﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ -ﲝﺴﺐ ﻣـﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﱪﺍﻧﻴﲔ -٧ :٥ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺯﻋﻢ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ﺑﺮﻫﺎﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .ﺃﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻘـﺪ ﻭﺍﺟﻬﻨـﺎ
ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﺃﺷ ﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻭﳒﻮﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻨﻜﺮ ﻣﻠﻜـﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
٥٤
ﺲ "ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ" ﰲ ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﱵ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻟﻘﺴﻴ ﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﻓﻌﻬـﺎ ﳏﻜﻤﺔ "ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺩﻭﻏﻼﺱ" ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﺘﻠﻲ ﺃﺧ ﻑ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﳏﻜﻤﺔ "ﺑﻴﻼﻃﺲ" ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﻼ ﺽ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﲏ ﻓﻘﻂ ،ﻻ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ؟ ﻓﻘﺪ ﺃﻧﺒﺄﱐ ﺍﷲ – ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﺭ ﹺ ﺩﻳ ﹴ ﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ -ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺳﻠﻔﹰﺎ ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑـﺘﻼﺀ ﺁﺕ ،ﰒ ﻣﻠ ﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺑﲔ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻞ ﲢ ﱡﻘﻘﻬﺎ، ﻧﺒﺄﱐ ﺃﻧﻪ ﺳﻴ ﱪﺋﲏ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻨﺸﺮ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﱪﺍﺀﰐ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ .ﻓﺎﳊﻖ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﹼﺼﲏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺘﻮﺍﻃﺆ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﲨﻴﻌﺎ. ﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑـﻞ ﺕ ﻣﻠﻜﻮ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻚ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﺣﱴ ﱂ ﺃﺟﺪ ﺑ ﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﻟﹶـ ﻪ ﻣﻠﹾـ
ﺽ ..٢٩ﺃﻱ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻠﻜـﻮﺕ ﺍﷲ ﻗـﺎﺋﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﰲ ﺕ ﻭﺍﹾﻟﹶﺄ ﺭ ﹺ ﺴﻤﺎﻭﺍ ﺍﹾﻟ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﹺﺇﻧﻤﺎ ﹶﺃ ﻣ ﺮ ﻩ ﹺﺇﺫﹶﺍ ﹶﺃﺭﺍ ﺩ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻳﻘﹸﻮ ﹶﻝ ﹶﻟ ﻪ ﻛﹸـ ﻦ ﹶﻓﻴﻜﹸﻮ ﹸﻥ ،٣٠ﺃﻱ :ﺃ ﱠﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻃﺎﺋﻌﺎﺕ ﻟـﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ
ﺃﻣﺮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ " ﹸﻛ ﻦ" ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ،ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﱃ:
٢٩ﺍﳊﺪﻳﺪ ٣ : ٣٠ﻳﺲ ٨٣ :
٥٥
ﺱ ﻻ ﻳ ﻌﹶﻠﻤـﻮ ﹶﻥ ..٣١ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺐ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﺃ ﻣ ﹺﺮ ﻩ ﻭﹶﻟ ﻜ ﻦ ﹶﺃ ﹾﻛﹶﺜ ﺮ ﺍﻟﻨﺎ ﹺ ﻭﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻏﹶﺎﻟ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳚﻬﻠﻮﻥ ﻣﺪﻯ ﻗﻬﺮﻩ ﻭﺟﱪﻭﺗﻪ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺩﻋﺎ ُﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﹺﻨﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣـﻦ ﺭﲪـﺔ ﺍﷲ ﻭﳚﺮﺉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﻓﻴﻮﺿﻪ ﻭﺟﺰﺍﺋﻪ ،ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻏـﲑ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﱂ ﻳ ﹸﻘ ﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ .ﺃﻣـﺎ ﺍﻟـﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﹼﻢ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻠﻲ ﻓﻴﻘـﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﺲ ﻋﺎﻃﻼ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﳌﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺎﺡ ﺑﻌﺮﺷﻪ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﺭﲪﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﺭﺣﻴﻤﻴﺘﻪ ﻭﳎﺎﺯﺍﺗﻪ ﹶﻟﺠﺎﺭﻳ ﹲﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩ ﺭ ﻋﻠﻰ ﻧـﺼﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻫﻼﻙ ﺍﺮﻣﲔ ﺑﻐﻀﺒﻪ .ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﻫﻮ: ﻚ ﻳ ﻮ ﹺﻡ ﺍﻟﺪﻳ ﹺﻦ * ﹺﺇﻳﺎ ﻙ ﲔ * ﺍﻟ ﺮ ﺣ ﻤ ﹺﻦ ﺍﻟ ﺮﺣﻴ ﹺﻢ * ﻣﺎﻟ ﺏ ﺍﹾﻟﻌﺎﹶﻟ ﻤ ﺤ ﻤ ﺪ ﻟﱠﻠ ﻪ ﺭ ﺍﹾﻟ ﺖ ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌﻤـ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ * ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﲔ * ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺴﺘ ﻌ ﻧ ﻌﺒ ﺪ ﻭﹺﺇﻳﺎ ﻙ ﻧ ﲔ ﺁﻣﲔ ..ﺃﻱ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻭﺣـﺪﻩ ﻀﺎﱢﻟ ﺏ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ﻭﻻ ﺍﻟ ﻀﻮ ﹺ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ﹶﻏﻴ ﹺﺮ ﺍﹾﻟ ﻤ ﻐ ﺣﻘﻴ ﻖ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﶈﺎﻣﺪ؛ ﲟﻌﲎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻋﻴﺐ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ،ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻫﻲ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺳﺘﺘﻔﻌﻞ ﻏﺪﺍ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻄﻞ .ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﲨﻴﻌﺎ ،ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻳـﺮﺣﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ .ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺎﺯﻱ ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ .ﺇﻳﺎﻩ ﻧﻌﺒـﺪ ،ﻭﻣﻨـﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻮﻥ ،ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻧﺪﻋﻮ ﻟﻴﻬﺪﻳﻨﺎ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﳚﻨﺒﻨﺎ ﺳـﺒﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ. ٣١ﻳﻮﺳﻒ ٢٢ :
٥٦
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﲤﺎﻣﺎ؛ ﺫﻟﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻳﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻹﳍﻲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ،ﻓﺒﺤﺴﺐ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺭﲪﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺭﺣﻴﻤﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺰﺍﺀ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘ ﻢ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌـﺪ ﲝﺴﺐ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻗـﺎﺋﻢ ﰲ ﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲨﻴﻊ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻹﳍﻲ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ ﺍﳌﻠﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ :ﺍ ُﻷﻭﱃ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻛﹼﺪﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﲔ .ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﻧﺘﻴﺠ ﹶﺔ ﺏ ﺍﹾﻟ ﻌﺎﹶﻟ ﻤ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺭ ﻛﺮﻣﻪ ﺍﳌﻠﻮﻛﻲ ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺟﻮﻧﻪ ﻟﻌﻤﺮﺍﻢ ﺑﻼ ﺃﻳﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﻨـﻬﻢ ،ﻭﻗـﺪ ﺫﹸﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﺍﻟ ﺮ ﺣﻤﻦ .ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫـﻲ ﺃﻥ ﻚ ﺭﻋﺎﻳﺎﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮﻥ ﺇﳒﺎﺯﻩ ﲜﻬﻮﺩﻫﻢ ﻭﺣﺪﻫﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻛﹼﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﳌﻠ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔ ﹶﺔ ﻗﻮﻟﹸﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﺍﻟ ﺮ ﺣﻴﻢ .ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﺌﻼ ﲣﺘ ﹼﻞ ﺃﻣﻮﺭ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﻼﺩﻩ ،ﻭﻗﺪ ﺫﹸﻛﺮﺕ ﻫـﺬﻩ ﻚ ﻳ ﻮ ﹺﻡ ﺍﻟ ﺪﻳ ﹺﻦ . ﺍﻟﺼﻔﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎﻟ ﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﲨﻴﻊ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻛـﺪ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﺈﻥ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﺭﲪﺎﻧﻴﺘـﻪ ﻭﺭﺣﻴﻤﻴﺘﻪ ﻭﺇﻋﺎﻧﺘﻪ ﻭﻋﻘﺎﺑﻪ ﻭﺟﺰﺍﺀﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻜ ﱡﻞ ﻣـﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﻣﺘﺤﻘﻖ ﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺫﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ
٥٧
ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺣﻜﻤﻪ ،ﻓﻜﻞ ﺟﺰﺍﺀ ﺑﻴﺪﻩ ،ﻭﻛﻞ ﺭﲪﺔ ﺑﻴﺪﻩ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻳﻌﻠﹼﻢ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺄﺕ ﻓﻴﻜﻢ ﺑﻌ ﺪ، ﻚ ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ ﺍﷲ ﻟﻜﻲ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ،ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺇﳍﻬﻢ ﱂ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌ ﺪ ﻣﺎﻟـ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻠﻴ ﹶﻜﻬﺎ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻧﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻣﻦ ﺁﻣﺎﻝ؟ ﺃﻻ ﻓﺎﲰﻌﻮﺍ ﻭﻋﻮﺍ ،ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﺍﻷﻛﱪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻪ ﲡﹼﻠﻴﺎ ﻋﻈﻴ ﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻪ ﲡ ﱟﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ .ﺑـﻞ ﺍﳊﻖ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﺠﹼﻠﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺎﺕ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎ ِﺀ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﱂ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻩ ،ﺃﻣﺎ ﲡﹼﻠﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻮ ﺟﻠ ﻲ ﺑﻴ ﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ ،٣٢ﻓﻤـﺜﻼ ﺇﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ -ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺛﺮﻳﺎ -ﻳﺸﺮﺏ ﻛﺄﺱ ﺍﳌﻮﺕ ﺭﻏ ﻤﺎ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﻪ .ﻓﻤـﺎ ﻚ ﺍﳊ ﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ! ﻭﺇﺫﺍ ﻧـﺰﻝ ﳊ ﹾﻜ ﹺﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻠ ﺃﺭﻭﻋﻪ ﻭﺃﻋﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﲡ ﱟﻞ ﹸ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﲟﻮﺕ ﺃﺣﺪ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺮﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣـﺪﺓ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺐ ﺍﳌﺮﺀ ﲟﺮﺽ ﺧﺒﻴﺚ ﻋﻀﺎﻝ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻱ ﻃﺒﻴـﺐ ﻧﺰﻝ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﻴ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﺋﻪ ﻣﻨﻪ .ﻓﺎﻧﻈ ﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﻻ
ﺴﺎ ﹸﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺪ ﹼﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻄﻴﻊ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﷲ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ٣٢ﺇﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺣ ﻤﹶﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧ ﻼ ﺐ ﻭﺍﻟﻌﺸﻖ ،ﻭﻳﺮﺳﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺘﺤ ﻤ ﹰ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺣ ﺪ ﺍﳊ ﻑ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ .ﻓﺄﻧﻰ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﳌﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﻠﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ؟ ﻣﻨﻪ ﺁﻻ
٥٨
ﳝﻜﻦ ﺭ ﺩ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﺃﺑﺪﺍ! ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻟـﻴﺲ ﺑﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ؟ ﺽ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻫ ﺰ ﺃﻣ ﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻷﺭ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺁﻳ ﹰﺔ ﳌﺴﻴﺤﻪ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﻓ ﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺭ ﺩﻩ ﺧﻼﻓﹰﺎ ﳌﺸﻴﺌﺘﻪ ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌ ﺪ؟ ﺃﺟﻞ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ ﻛﺎﻟﺴﺠﲔ ،ﻭﻳﺘﻤﲎ ﺃﻻ ﳝـﻮﺕ ﻚ ﺍﳌﻮﺕ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﺍﳊﻖ ﻳﻬﻠﻜﻪ ،ﻓﻴﻘﻊ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﻣﹶﻠ ﺍﳌﻄﺎﻑ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ؟ ﰒ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﳝﻮﺕ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﲟﺸﻴﺌﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﻭﻳﺼﲑ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻓﻘﺮﺍﺀ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜـﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌ ﺪ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴـﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﷲ ﻭﺧﺪﺍﻡ ﺳﻠﻄﻨﺘﻪ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﺣﻔﻈ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﷲ ﻛﻞ ﺣﲔ ﻭﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﻢ ﺩﻭﻣﺎ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜـﻮﺕ ﺍﷲ ﻟـﻴﺲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻛﱪ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ
٥٩
ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻳﻈ ﻦ ﺃﻥ ﺳ ﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻏﲑ ﻣﺸﻬﻮﺩ ،ﺣﱴ ﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻼ ﻭﺟﻮ ﺩ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟـﱵ ﺍﻋﺘﱪـﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻭﻓﻼﺳﻔﺘﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺃﺻ ﹰ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺩﻋﺎﻣ ﹶﺔ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻲ ﻛﺮﹲﺓ ﲢﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﰲ ﻭﺍﻗـﻊ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻬﺎ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻹﳍﻲ ،ﳑـﺎ ﻳﺪ ﹼﻝ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻭﺍﳊﺪﻭﺙ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺇﳕﺎ ﻳﻘـﻊ ﻚ ﻣﻌﻴﻦ .ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘ ﻢ ﰲ ﺑﺄﻣ ﹴﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ؟ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻠﻲ ﻟﹶﺒﻌﻴ ﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻛـﻞ ﺖ ﳚﺤﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺑﻜـﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻭﻗ ﺷﺪﺓ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻏـﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺳﻠﱠﻢ ﲨﻴـﻊ ﺍﶈﻘﻘـﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﲝﻮﺛﻬﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻟﻴـﺴﺖ ﻱ ،ﻭﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺘﺔ ،ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴـﺔ ﺃ ﹾﻥ ﻟـﻴﺲ ﷲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﺎﺩ ﺕ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﺃﻧﻜـﺮ ﻭﺟﻮﺩﻫـﺎ ﻣﻠﻜﻮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺇﳒﻴﻠﻬﻢ ﻭﺟﻮ ﺩ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻴـﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﷲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﻻ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ! ﻭﻟﻜ ﻦ ﺇﳍﻨﺎ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲰـﺎ ًﺀ ﻭﻻ ﺃﺭﺿـﺎ ،ﻭﺇﳕـﺎ ﻛﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺈﺧﺒﺎﺭﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ؛ ﺃﻱ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﻋ ﻤﺮﺍ ﹲﻥ
٣٣
ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻫﺬﻩ ،ﺇﺫ ﻟﻮ ﺛﺒﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺟﻮ ﺩ ﳐﻠﻮﻗﺎﺕ ﰲ ٣٣ﺍﻧﻈﺮ ﻛﹶﻢ ﻫﻲ ﺟﺎﻣﻌ ﹲﺔ ﻛﻠﻤ ﹸﺔ ﺭ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .ﻣﻨﻪ
٦٠
ﷲ ﺧﺎﻟﻘﹸﻪ ﻭﻣﺮﺑﻴﻪ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﳐﻠﻮﻕ -ﺃﺟﺴﺎﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺃﺭﻭﺍ ﺣﺎ -ﻓﺎ ُ ﲨﻴ ﻌﺎ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﲎ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻪ ﻛﻞ ﳊﻈﺔ ،ﻭﻳﺪﺑﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻼﺋﻤﻪ .ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﺭﲪﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﺭﺣﻴﻤﻴﺘﻪ ﻭﻣﺎﻟﻜﻴﺘﻪ ﻭﺟﺰﺍﺋﻪ ﺗﻌ ﻢ ﺍﻟﻌﺎﹶﻟﻤﲔ ﻛﻠﱠﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﳊﻈﺔ ﻭﺁﻥ. ﻚ ﻳ ﻮ ﹺﻡ ﺍﻟﺪﻳ ﹺﻦ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺃ ﹼﻥ ﻋﻠ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎﻟ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺳﺘﺘ ﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻛﻼ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﺎﺯﺍﺓ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﻧﻮﻋـﺎ ﻣـﻦ ﺍﺎﺯﺍﺓ ﻳﺒﺪﺃ ﻭﻳﺘ ﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﺠ ﻌ ﹾﻞ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﹸﻓ ﺮﻗﹶﺎﻧﺎ .٣٤ ﻳ ﺲ ﰲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺧﺒ ﺰ ﻛ ﱢﻞ ﻳﻮﻡ، ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﻟﺘ ﻤ ﺇﺫ ﻭﺭﺩ " :ﺧﺒ ﺰﻧﺎ ﻛﻔﺎﹶﻓﻨﺎ ﹶﺃ ﻋ ﻄﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮ ﻡ" .ﻭﻳﺎ ﻋﺠﺒﺎ! ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣـﻦ ﱂ ﻳﺄﺕ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﺑﻌ ﺪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﺣﺪﺍ ﺍﳋﺒﺰ؟ ﺇﺫ ﻻ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺰﺭﻭﻉ ﻭﺗﻴﻨﻊ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻄﻞ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺄﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﱴ ﻳﺮﺯﻕ ﺃﺣﺪﺍ ﺍﳋﺒﺰ؟ ﳚـﺐ ﺃﻥ ﻳـﺴﺄﻝ ﺍﳋﺒ ﺰ ﺣﲔ ﻳﺄﰐ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻼ ﺳﻠﻄ ﹶﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻕ ﺃﺣﺪﺍ ﺍﳋﺒ ﺰ ﺣﲔ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻼ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺄ ﹶﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ!! ٣٤ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ ٣٠ :
٦١
ﰒ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ" :ﻭ ﺣﻂﱠ ﻋﻨﺎ ﺩﻳﻮﻧﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﳓﻂﹼ ﺩﻳﻮﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ". ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺇﺫ ﱂ ﻳ ﹸﻘ ﻢ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌـﺪ، ﻱ ﺩﻳﻮﻥ ﺃﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ؟ ﻟﺬﺍ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ،ﻓﺄ ﻗﻄﻌﺎ ﻻﺳﺘﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﻔﺮ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﺨﻮﻑ ﻣﻨﻪ ﻣﻄﻠ ﹰﻘﺎ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘ ﻢ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮ ﻋﺐ ﻁ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﺑﺪﺍ! ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﳎﺮﻣﺎ ﺃﻭ ﻳﻬﻠـﻚ ﺳﻮ ﹸ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﻃﺎﻏﲔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ،ﺃﻭ ﳝﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻘﻮﻡ ﻟﻮﻁ ،ﺃﻭ ﻳﺒﻴﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﹶﺓ ﺑﺰﻟﺰﺍﻝ ﺃﻭ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺁﺧﺮ، ﺇﺫ ﱂ ﻳﻨـﺰﻝ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ! ﻓﺒﻤـﺎ ﺃﻥ ﺇﻟـﻪ ﺍﻟﻨـﺼﺎﺭﻯ
ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ،ﻭﳐﻠﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﳐﻠﻮﻋـﺎ ،ﻓﻤـﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﺍ :ﺭﺏ ﹶﺃ ﻋﻔﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﻧﻨﺎ .ﻣﱴ ﺿﻬﻢ ﻣﺎﻻﹰ ،ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ،ﺣﱴ ﻳﻌﻔﻴﻬﻢ ﻣﻨﻪ؟ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘ ﻢ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻗﺮ ﺑﻌﺪ .ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﲣﺮﺝ ﻧﺒﺎﺎ ﺑﺄﻣﺮﻩ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﻟﻪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﺍﺎ ،ﻷﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻴﺲ ﻫـﻮ ﺍﳊـﺎﻛﻢ ﻭﺍﳌﻠﻚ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺎﺋﻬﺎ ﺑﺈﺫﻧـﻪ ﺍﳌﻠﻜـﻲ،
ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﻭﻻ ﺣﻖ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ،ﳍﺬﺍ ﻓ ﻤﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨـ ﹶﺬ ﻋـﺎﺟ ﺰ ﻛﻬﺬﺍ ﺇﳍﹰﺎ ﻭﻳﺮﲡﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﲣﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍ ٍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘﻢ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻓﻴﻬـﺎ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ!!
٦٢
ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻳﻌﻠﹼﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﷲ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛ ﱠﻞ ﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻬﻠﹼﺖ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢـﺔ ﺑـﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻱ ﻛﺘـﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﱂ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺃ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﹼﻤﻪ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﰒ ﺣ ﹼ ﻃﻠﺐ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﹼﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﺗﺒﺎ ﻋﻪ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﺑﻄﻠﺐ ﻛﻞ ﻉ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﹶﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎﺕ ﻭﻇﻤﺄ ﻭﻋﻄﺶ ،ﻭﻫـﺬﺍ ﻣﺎ ﹸﺃﻭﺩ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ، ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ * ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻫﻮ :ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳉﻮﺍﺩ ﺍﻟـﺬﻱ ﺗﺘﺮﺑـﻰ ﺃﻱ :ﻳﺎ ﺻﺎﺣ ﻭﺗﺘﻤﺘﻊ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﺑﻔﻴﻀﻚ ﻭﺭﲪﺎﻧﻴﺘﻚ ﻭﺭﺣﻴﻤﻴﺘﻚ ﻭﻗﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﳉـﺰﺍﺀ، ﺍﺟﻌ ﹾﻠﻨﺎ ﻭﺭﺛ ﹰﺔ ﻟﻠﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻭﺃﻋ ﻄﻨﺎ ﻛﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻋﻄﻴﺘـﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ،ﻭﺍﲪﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻚ ﻛﻴﻼ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﻗﻨﺎ ﻣﻦ ﺃ ﹾﻥ ﻧﺤ ﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺗﻚ ،ﻓﻨﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﹼﲔ) .ﺁﻣﲔ( ﻕ ﺑﲔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻫﻮ ﻟﻘﺪ ﺗﺒﲔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻔﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺇﳕﺎ ﻳ ﻌﺪ ﲟﺠﻲﺀ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻓﻘﻂ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻴﻌﻠﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺎﺋﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻜـﻢ ﺗﺘﻤﺘﻌـﻮﻥ ﺑﻔﻴﻮﺿـﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺇﳕﺎ ﻳﻌﺪ ﻭﻋ ﺪﺍ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻼ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﲟﺠﺮﺩ ﻭﻋﺪ ،ﺑـﻞ ﺿﻪ ﺃﻳﻀﺎ .ﺇﺫﻥ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻓـﻀﻞ ﺕ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﻓﻴﻮ ﻳﺮﻱ ﺍﳌﻠﻜﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻘ ﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻨﺠﻲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﳐﻠﹼﺼﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ
тАлтАк┘ж┘гтАмтАм
тАл тАм
тАля║Ня│Кя╗┤я║Оя║У я║Ня╗Яя║кя╗зя╗┤я║О я╗зя╗Фя║┤я╗мя║ОтАк ╪МтАмя╗ня╗Яя╗┤я║▓ я▓жя║Ф я╗зя╗Фя║▓ я╗ля╗▓ я│Пя║оя╗ня╗гя║Ф я╗гя╗ж я╗Уя╗┤я╗оя║┐┘Ая╗к╪Ы я║С┘Ая╗Ю я║Зя╗етАм тАля╗Уя╗┤я╗оя║╜ я║ня║Ся╗оя║Ся╗┤я║Шя╗к я╗ня║ня▓кя║Оя╗зя╗┤я║Шя╗к я╗ня║ня║гя╗┤я╗дя╗┤я║Шя╗к я║Чя║╝я╗Ю я║Зя▒Г я╗Ыя╗Ю я╗зя╗Фя║▓ я║гя║┤я║Р я╗Чя║кя║ня║НтАкюаФтАмя║ОтАк.тАмтАм тАля║Гя╗гя║О я║Ня╗╣я│Тя╗┤я╗Ю я╗Уя╗┤я╗Ш тАкюаетАмя║кя╗б я║Ня╗╣я╗Яя╗к я║Ня╗Яя║мя╗▒ я▒В я╗│я║Дя║Х я╗гя╗ая╗Ья╗оя║Чя╗к я░▓ я║Ня╗Яя║кя╗зя╗┤я║О я║Ся╗Мя║ктАк ╪МюабтАмя╗ня║Зя│Хя║О тАкюаатАмя╗│ тАкюажтАмя╗Мя║к я║Ся╗ктАм тАля▓Ф я║гя╗Шя╗┤ тАкюадтАмя╗Ц я║Ся║Оя╗╗я║ЧтАкюаетАмя║Тя║Оя╗Й я╗Ля╗ия║к я║Ня╗Яя╗Мя╗Шя╗Ю╪Я я╗ня╣║я╗з тАкюавтАмя╗М тАкюаатАмя╗в я╗гя║О я╗Чя║Оя╗Я┘Ая╗к я║Ня│К┘Ая║Оя╗Уя╗ЖтАм тАля╗▒ я║Ня╗╣я│Н я╣║тАм тАля╗Уя╗Шя╗ВтАк .тАмя╗Уя║Д тАкюайтАмтАм тАля║Ня╗Яя║╕я▓Ся║Ня║пя╗▒ я░▓ я║Ся╗┤я║Ц я║╖я╗Мя║о я╗Яя╗ктАк:тАмтАм тАл ┘Р ┘Т тАм тАл ┘О тАм тАл тАк % ) ( ' & ┘П %тАмтАм тАл ┘Р ! тАк ┘О $┘П#тАмтАм тАля║Гя╗▒тАк:тАмтАм
тАля╗Й я╗Ля╗ия╗Ъ я╗Ля║мя▒Д я╗Уя║Ия▒Р я╗Яя║╕я╗┤я║ж я║Ня╗Яя║╕я╗┤я╗оя║е я╗гя║оя╗│ тАкюабтАмя║ктАм тАля╗│я║О я║╖я╗┤я║итАкюаатАмя╗ия║О тАкюаатАмя║й тАкюавтАмтАм тАля╗Уя╗Шя║к я║Гя╗ня╗Уя║Оя▒Р я║Ся╗Ья╗Ю я║Ня╗Яя╗оя╗Ля╗оя║й я╗ня║Гя╗зя║Ц я╗ня╗Ля╗оя║йя╗Щ я║Чя║Тя╗Шя╗░ я╗ня╗Ля╗о тАкюабтАмя║йтАм тАля▓П я░▓ я║Ня╗╣я│Тя╗┤я╗Ю я╗Ля╗ая╗░ я║Ня│Кя╗ая╗дя║Оя║А я╗ня║Ня╗Яя╗Фя╗Шя║оя║Ня║А я╗ня║Ня│М┘Ая║┤я║Оя╗Ыя▓Ф я╗ня╗Ля╗а┘Ая╗░тАм тАля╗ля║мя║НтАк ╪МтАмя╗ня╗Чя║к я║Гя╣╕я║Ы тАкюаатАмтАм тАля║Ня│Мя╗Ая╗Дя╣╢я╗мя║кя╗│я╗ж я║Ня╗Яя║мя╗│я╗ж я╗╗ я╗│я╗Шя║Оя╗ня╗гя╗оя╗етАк ╪МтАмя╗ня╗Яя╗Ья╗ж я║Ня╗Яя╗Шя║оя║Бя╗е я║Ня╗Яя╗Ь┘Ая║оя▒Ш я╗╗ я╗│я╗Ш┘Ая╗оя╗Э я║С┘Ая║Д я╣╛я╗етАм тАля║┤я╗Ья╗ия╗оя║Н я║йя║Ня║Ля╗дтАкюагтАмя║О я╗ня╗╗ я║Чя╗Шя║Оя╗ня╗гя╗оя║Н я║Ня╗Яя║╕я║о я║Гя║Ся║ктАкюагтАмя║НтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я╗│я╗Ш┘Ая╗оя╗Э я╗╗ я║╖┘Ая╗Ъ я║Гя╗е я║Ня│Кя╗а┘Ая╗втАм тАлтАкюаатАмя║Ч тАкюаатАмя╗д тАкюавтАмтАм тАля║┤я╗жтАк ╪МюадтАмя╗ня╗Яя╗Ья╗ия╗к я║│я╗┤я║К я║Зя║ля║Н я╗Ы┘Ая║Оя╗е я░▓тАм тАля╗ня║Ня╗Яя║Шя╗дя║┤я╗Ья╗ж я╗ня║Ня╗Яя╗Фя╗Шя║о я╗ня║Чя║оя╗Щ я║Ня│Мя╗Шя║Оя╗ня╗гя║Ф я╗Ля╗д я╣▓я╗Ю я║г тАкюаатАмтАм тАля╗Пя▓С я│Пя╗ая╗ктАк ╪МтАмя╗Яя║мя║Н я╗Уя║Оя╗Ля╗дя╗ая╗оя║Н я╗Ыя╗Ю я╗Ля╗дя╗Ю я░▓ я│Пя╣╝я╗ая╗ктАк ╪МтАмя╗╖я╗е я║Ня│Кя║┤я╗ия║Ф я║Ня╗Яя▒╡ я╗╗ я║Чя╗Ь┘Ая╗оя╗е я░▓тАм тАля╗╝ я║Ня│Мя╗Дя║отАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья╗в я╗ля╗о я╗зя║Оя╗Уя╗К я╗ня║┐я║оя╗ня║ня╗▒тАк ╪МтАмя╗ня╗Яя╗Ья╗и┘Ая╗ктАм тАля│Пя╗ая╣╝я╗мя║О я║Чя║Шя║дя╗оя╗Э я║│я╗┤я║М я╣░я║ФтАк .тАмя║зя║мя╗ня║Н я╗гя║Ь я╣░тАм тАля║Зя║ля║Н я╗Ыя║Оя╗е я░▓ я╗Пя▓С я║Гя╗ня║Ня╗зя╗к я║Гя║╗я║Тя║в я╗гя║к тАкюаетАмя╗гя║отАкюагтАмя║Н я║Яя║ктАкюактАмя║НтАк .тАмя╗ня║Чя║оя╗ня╗е я║Гя╗е я║╗я║дя║Шя╗Ья╗в я║Чя║Шя║кя╗ля╗оя║н я║Зя║ля║НтАм тАля║Ня║│я║Шя╗дя║оя║ня░О я░▓ я║Чя╗ия║Оя╗ня╗Э я║Ня╗╖я╗Пя║мя╗│ я╣╢я║Ф я║Ня╗Яя║Тя║Оя║ня║йя║У я╗Уя╗Шя╗В я║Гя╗н я║Ня│Кя║Оя║нтАкюаетАмя║У я╗Уя╗Ш┘Ая╗ВтАк ╪МтАмя║Зя│Х┘Ая║О я║Чя╗Ш┘Ая╗оя╗бтАм
٦٤
ﺻﺤﺘﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻠﺘﻢ ﻭﺷﺮﺑﺘﻢ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﻈﺮﻑ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺍﻋـﺎﺓ ﺍﶈﻞ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤ ﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺜ ﹶﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺪﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧـﻼﻕ .ﻓﻜﻮﻧـﻮﺍ ﺫﻭﻱ ﺣﻠﻢ ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ. ﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﺳﺎ ﻣﺔ ﰒ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻳ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﺇﳕﺎ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘـﺪﺱ ،ﻟـﺬﺍ ﻓـﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﹼﻲ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﲜﻬﻮﺩﻛﻢ ﻣﺎ ﱂ ﺗﻮ ﻫﺒﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ. ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺑﺎﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﹼﻲ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ،ﻭﻳﻮﺟﺪ ﲢﺖ ﻣﺎﺋﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺄ ﻭﺍﻟﺮﻭﺙ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﻴﺠﺎﻥ ﺛﻮﺍﺋﺮ ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﺎﺳﺘ ﻤ ﺪﻭﺍ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﺘﺘﺨﹼﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻤﺄ ﻭﺍﻟﺮﻭﺙ ،ﻭﻳﻨﺸﺊ ﺭﻭ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺘﲔ .ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﳊﻘﹼﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻔﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﷲ ،ﻻ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﹼﻮﺍ ﺑﺄﺧﻼﻕ ﻓﺎﺿﻠﺔ. ﺸﺌﻮﺍ ﻣﻊ ﺭﺑﻜﻢ ﺻﻠ ﹰﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ،ﻭﲣﻠﹼﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﻓﹶﺄﻧ ﺐ ﻭﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ﻭﺍﳉﺸﻊ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﻭﺣـ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟ ﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﺼﻠﻒ ﻭﺍﻟ ﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻌﻘﻴﻢ ،ﻓﺘﻨﺎﻟﻮﻥ ﻋﻨـﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻭﻣﺎ ﱂ ﺗﺸﻤﻠﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧـﺬﻛﻢ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ،ﻭﻣﺎ ﱂ ﻳﺤ ﹼﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﺢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺿـﻌﻔﺎﺀ
٦٥
ﺖ ﺑﻼ ﺣﻴﺎﺓ ،ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﰲ ﺟﺪﺍ ﻭﻣﻨﻄﺮﺣﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ،ﺑﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻛﻤﻴ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻭﻣ ﹶﺔ ﺑﻼﺀ ﻳﺼﻴﺒﻜﻢ ،ﻭﻻ ﺗﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﲡﻨﺐ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﻟﺰﻫﻮ ﺲ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﺖ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﻐﲎ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻜﻢ ﳌﻐﻠﻮﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟـﻨﻔ ﹺ ﻭﻗ ﺡ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ .ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻋﻼﺝ ﻭﺍﺣﺪ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻮﺟـﻪ ﺭﻭ ﺍﻟﻘﺪﺱ -ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨـﺰﻝ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﷲ -ﻭ ﺟﻬﻜﻢ ﳓﻮ ﺍﻟـﱪ ﻭﺍﻟـﺼﻼﺡ. ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎ ِﺀ ﻻ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻻ ﻫﻮﺍ ﹶﺓ ﺍﻟﻈﻼﻡ، ﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻟﻠﻴ ﹸﻞ ﺩﻭ ﻣﺎ ،ﻭﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﻣﻨﻮﺍ ﺩﺭﻭ ﺺ ﻗﺪﱘ ﻳﺄﰐ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ. ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻓﻬﻮ ﻟ
ﻧﺒﺄ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﳎﺮ ﺩ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺇﺎ ﺗﺘـﻀﻤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺒﻮﺀ ﹰﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﻴﺎﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺫﻛـﺮ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺻـﻔﺎﺗﻪ ﺍﻷﺭﺑـﻊ: ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﲪﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﺎﻟﻜﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ -ﺃﻱ ﺫﻛﹶﺮ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ -ﰒ ﻋﻠﹼﻤﻨﺎ ﰲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺩﻋﺎﺀ :ﺭﺑﻨﺎ ﺍﺟﻌ ﹾﻠﻨﺎ ﻭﺭﺛ ﹶﺔ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ،ﻭﺍﻫﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﺻﺮﺍﻃﻬﻢ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ ،ﻭﺍﺣﻔﻈﹾﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣ ﹼﻞ ﻢ ﻋﺬﺍﺑﻚ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ..ﺃﻱ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺯﻣـﻦ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﻭﺃﹸﻫﻠﻜﻮﺍ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻭﺍﺣﻔ ﹾﻈﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛـﻮﺍ ﻫﺪﺍﻙ ﻓﻀﻠﹼﻮﺍ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ
٦٦
ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻳﺮﺛﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﺑﱪﻛﺔ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﻭﺻﻔﺎﺋﻬﻢ ﻭﳛﻈﻮﻥ ﺑﻨﻌﻢ ﺍﻟﻨﺒ ﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺏ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣـﻦ ﻳﺮﺗـ ﺪﻭﻥ ﺭﺩﺍ َﺀ ﻓﻴﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻰ ﻗﻮﻣﺎ ﻋـﻦ ﻀﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻘﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻭﺑﻌﻀﺎ ﻋﻤﻞ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺑﻌ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻨﺎﻟﻮﻥ ﺣ ﻈﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ ﱪ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .ﺇﻧﻪ ﳌﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﰲ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺰﳍﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻗﻮﻣﺎ ﻋـﻦ ﻋﻤﻞ ﺃﻭ ﻳﺮﻏﹼﺒﻬﻢ ﰲ ﻋﻤﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳـﻴﻘﻮﻡ ـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ .ﺇﺫﻥ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺗـﻨﺒﺊ ﺑﺄﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﲟﻈﻬﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﺘﺘﺤ ﹼﻘ ﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹸﺓ ﺍﳌﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣـﻦ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟ ﻪ ﻭﺃﲤﹼـﻪ .ﻭﺃ ﹼﻥ ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺻﺮﺍ ﹶ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﺮﻳﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺳﻴﻈﻬﺮﻭﻥ ﲟﻈﻬﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻌﻨﻬﻢ ﻋﻴـﺴﻰ ﻭﺣ ﹼﻞ ﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺘﺤﻘ ﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﺏ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ،ﻭﺃﻥ ﻓﺮﻳ ﹰﻘﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﺘـﻨﺼﺮﻭﻥ ﻭﻳـﺼﻄﺒﻐﻮﻥ ﻀﻮ ﹺ ﹶﻏﻴ ﹺﺮ ﺍﹾﻟ ﻤ ﻐ ﺑﺼﺒﻐﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﳏﺮﻭﻣﲔ ﻣﻦ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺷﺮﻢ ﺍﳋﻤ ﺮ ﻭﺍﻹﺑﺎﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣﻦ ﲔ . ﻀﺎﱢﻟ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻻ ﺍﻟ ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﺁﻻﻓﹰﺎ ﻣﺆﻟﹼﻔﺔ ﳑﻦ ﻳﺪ ﻋﻮﻥ ﻣـﺴﻠﻤﲔ ﺳﻴﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ -ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ـﺎ
٦٧
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻋﺪﻳﺪﺓ -ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻨﺼﺮ ﺁﻻﻑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻭ ﺍﲣﺎ ﹸﺫﻫﻢ ﺣﻴﺎ ﹶﺓ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻣـ ﺮﺍ ﻣـﺸﻬﻮ ﺩﺍ ﻭﻣﻠﻤﻮ ﺳﺎ ،ﺣﱴ ﺗﺮﻯ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﳛﺒﻮﻥ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﲔ ﰲ ﺃﺳـﻠﻮﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑﺎﺣﺘﻘـﺎﺭ ﻛﺒﲑ ﻣﻊ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﲡﺪﻭﻥ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻔﺌﺘﲔ ﺍﳌﺘﺼﻔﺘﲔ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺖ ﺃﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﲢ ﱡﻘ ﻖ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ،ﻓﹶﺜﺒ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺗﲔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺩﺗﲔ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻜﻢ ﻛـﺜﲑﺍ ﻣـﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﻨـﻬﻢ ﺍﺻـﻄﺒﻐﻮﺍ ﺑـﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻜﻢ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻗـﺮﺍﺭ ﺑﺘﺤﻘﱡـﻖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺃﻋﲏ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻧـﺼﻴﺒﺎ ﻣـﻦ ﺷـﺮ ﺍﻟﻴﻬـﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﺗﺼﺎﻓﻬﻢ ﺑﺼﻔﺎﻢ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻮﺀ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻨـﻬﻢ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .ﻓﻤﻦ ﺳـﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺷﺮﻫﻢ ﺣﱴ ﲰﺎﻫﻢ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻌﻄﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣـﻦ ﻣﺮﺍﺗـﺐ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﻭﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ! ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺧ ﲑ ﺍﻷﻣﻢ؟ ﻛﻼ ،ﺑـﻞ ﺝ ﻣﻦ ﺷ ﺮ ﺍﻷﻭﻟـﲔ ﻭﱂ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷ ﺮ ﺍﻷﻣﻢ ،ﺇﺫ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﳕﻮﺫ ﹴ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﳕﻮﺫﺝ ﳋﲑﻫﻢ .ﺃﻓﻠﻴﺲ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ -ﻳﺎ ﺗﺮﻯ -ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﺑـﲔ ﻼ ﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﲏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺣﺪ ﲝﱠﻠ ﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻳﻜﻮ ﹶﻥ ﻭﺍﺭﺛﹰﺎ ﻭﻇ ﹰ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﻠﻬﻢ؟ ﻓﻤﻦ ﺍﳌﺴﺘﺒ ﻌﺪ ﻣﻦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣـﻦ
٦٨
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﳚﻌﻞ ﻣﺌـﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﳚﻌﻞ ﺣﱴ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺙ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﲔ ﻭﻳﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﺎﺯﻭﺍ ﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻜـﻲ ﺗﺘﺤﻘـﻖ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺀ ﹸﺓ ﻁ ﺍﻟﱠـﺬﻳ ﻦ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ * ﺻـﺮﺍ ﹶ ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍﳌﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ،ﻛﻤﺎ ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺘﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻨﺼﺮ .ﹶﻟ ﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫـﺬﻩ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺪ ﹸﻟﻘﹼﺒﺖ ﺑﺂﻻﻑ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ -ﺣﱴ ﹸﻗﺪﺭ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺃﻥ ﻳـﺼﺒﺤﻮﺍ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ -ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻓـﻀﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﺮﺛﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﺍﻟـﺴﻴﺌﺎﺕ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨـﺼﺎﺭﻯ ﻁ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ .ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺑﺸﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟـ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺑﺄﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺳﻴﻨﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﹸﻧﻌﻢ ﺑﻪ ﺍﹾﻟ ﻤ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻢ ﻳﺘﻬﻮﺩﻭﻥ ﺃﻭ ﻳﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﻳﺮﺛﻮﻥ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳌﻠﺘﲔ ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺛﻮﺍ ﺣﺴﻨﺎﻤﺎ! ﻭﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﷲ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺣـﻖ ﺼ ﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺼﻨﺖ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻢ ﺳﻴﺸﺎﻮﻥ ﻣﺮﱘ ﺍﻟ ﺡ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻓ ﻮﻟ ﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ .ﺇﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻓﻨﻔﺦ ﰲ ﺭﲪﻬﺎ ﺭﻭ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺟ ﹲﻞ ﻳﻌﻄﻰ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺮﱘ ،ﰒ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ ﻫﺬﻩ ،ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻨﺘﻘـﻞ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺇﱃ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻳﺔ ،ﻓﻜﺄﻥ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺳﺘﻨﺘﺞ ﻓﻴـﻪ ﺖ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻳﺔ ،ﻓﻴﺴﻤﻰ ﺍﺑ ﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻴ
٦٩
ﺃﻧﺎ ﺃ ﻭ ﹰﻻ ﻣﺮﱘ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻔﺔ ٢٤١ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ" :ﹶﺃﻧـﻰ
ﻚ ﻫﺬﺍ"؟ ﺃﻱ ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻧﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ؟ ﻭﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻧﻔـﺴﻪ ﹶﻟ
ﻉ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ" ﺍﻟـﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺔ ﻚ ﲜﺬ ﹺ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻡ " :ﻫﺰ ﺇﻟﻴ .٢٢٦ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﳍﺎﻡ ﺁﺧـﺮ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟـﺼﺤﻔﺔ ٤٩٦ﻣـﻦ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ
ﻚ ﻣﻦ ﻟ ﺪﻧﻲ ﺖ ﻓﻴ ﻚ ﺍﳉﻨ ﹶﺔ .ﻧﻔﹶﺨ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ"" :ﻳﺎ ﻣﺮ ﱘ ﺍﺳﻜ ﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭ ﺟ
ﺖ ﻕ" ..ﺃﻱ :ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﺍﺩﺧ ﹾﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻊ ﺭﻓﻘﺎﺋﻚ ﺍﳉﻨﺔ .ﻟﻘﺪ ﻧﻔﺨ ﺡ ﺍﻟﺼﺪ ﹺ ﺭﻭ ﺡ ﺍﻟﺼﺪﻕ" ،ﻭﻗـﺪ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺼﺪﻕ .ﻟﻘﺪ ﲰﺎﱐ ﺍﷲ ﻫﻨﺎ "ﺭﻭ ﺟﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺇﺯﺍ َﺀ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ :ﹶﻓﻨ ﹶﻔ ﺨﻨﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺭﻭ ﺣﻨﺎ ،٣٥ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﱵ ﺖ ﺭﻭﺡ ﺡ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﱵ ﺳﻤﻴ ﺖ ﰲ ﺑﻄﻦ ﻣﺮﱘ -ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﹰﺓ -ﺭﻭ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﺣﹼﻠ ﺍﻟﺼﺪﻕ. ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻔﺔ ٥٥٦ﻣﻦ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﺇﳍـﺎﻡ ﳜـﱪ
ﺑﻮﻻﺩﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﻄﻦ ﻣﺮﱘ ﻫﺬﻩ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ" :ﻳﺎ ﻋﻴـﺴﻰ ﺇﱐ
ﻣﺘﻮﻓﱢﻴﻚ ﻭﺭﺍﻓ ﻌﻚ ﺇﱄﹼ ٣٦ﻭﺟﺎﻋ ﹸﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﻙ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔـﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺖ ﻫﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ" .ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻴ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﹸﻛﺮ ﻧﻔ ﺦ ﺭﻭ ﺣﻪ ﰲ ﻣﺮﱘ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٤٩٦ﻗﺪ ﺗﻮﻟﺪ ،ﻭـﺬﺍ
٣٥ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ١٣ : ٣٦ﻣﺸﲑﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺹ ٥٥٦ﻣﻦ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ، ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﺑﺴﻬﻮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ" :ﻭﻣﻄ ﻬﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ" .ﺍﻧﻈ ﺮ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ،ﺍﳉﺰﺀ ،٥ﺍﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﳎﻠﺪ ٢١ﺹ ٧٣ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ) .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
٧٠
ﺕ ﻣـﻦ ﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ؛ ﻷﻥ ﺻﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻮﻟﹼـﺪ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺩﻋﻴ ﺻﻔﺘﻲ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺑﻨﻔﺦ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٤٩٦ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٥٥٦ ﻣﻦ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ". ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺫﹸﻛﺮ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻋﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﺒﻮﺀﺓ ،ﺣﻴﺚ ﺃﺧﱪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺳﻴﺘﻮﻟﹼﺪ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ،ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﻓﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ "ﻣﺮﱘ" ﺃ ﻭ ﹰﻻ ،ﰒ ﺡ ﻋﻴﺴﻰ ،ﰒ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﰲ ﺭﺣـﻢ ﺣﺎﻟﺘـﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﻔﺦ ﰲ "ﻣﺮﱘ" ﻫﺬﺍ ﺭﻭ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺑﺮﻫ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﺘﺤﻠﻴﺎ ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﺪﻋﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﺑﻦ ﻣـﺮﱘ ﺍﶈﻤـﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ..ﺃﻋﲏ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ..ﻗﺒﻞ ﺃﻟﻒ ﻭﺛﻼﲦﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﺰﻣﻦ، ﰒ ﻓﺴﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺁﻳﺎﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻫﺬﻩ ﰲ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳـﺔ". ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻛﻢ ،ﻓﻀﻌﻮﺍ ﻣﻌﻪ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ،ﹼﰒ ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﲢﻘﻘﺖ ﺑﻜ ﹼﻞ ﺟﻼ ٍﺀ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀ ﹸﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ
ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺩﺓ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳـﺔ"، ﺃﻋﲏ :ﺃﻥ ﻓﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﻴﺪﻋﻰ ﻣﺮﱘ ،ﰒ ﻣﻦ ﻣـﺮﱘ ﻳـﺼﺒﺢ ﺖ ﻗـﺎﺩﺭﺍ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﻮﻟﹶﺪ ﻣﻨﻬﺎ .ﺃﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﰲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؟ ﺃﻡ ﻛﻨ ﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻭﻗﺖ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﺣﱴ ﺃﻟﺘﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ؟ ﺃﻡ ﻛﻨ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻟﻜﻲ ﺃﹸﺟﻌﻞ ﺍﺑ ﻦ ﻣﺮﱘ ﺣﱴ ﺗﺘﺒ ﺮﹶﺃ ﺳﺎﺣﱵ ﻣـﻦ
٧١
ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ :ﻛﻴﻒ ﺗﺪﻋﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ؟ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﳑﻜﻨﺎ ﱄ ﻧﺴ ﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ؟ ﺃﻋﲏ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﻠﻖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﻭﺃﲰﻲ ﺡ ﰲ ﺭﻭ ﺖ ﱠ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺮﱘ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﻓﺘﺮﻱ ﺇﳍﺎ ﻣﺎ ﺁﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﻔﺨـ ﺐ ﰲ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺔ ﺖ ﰲ ﻣﺮﱘ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﰒ ﺃﺧﲑﺍ ﺃﻛﺘـ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﻤﺎ ﻧﻔﺨ ﺖ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ ﺇﱃ ﻋﻴﺴﻰ. ٥٥٦ﻣﻦ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﺃﻧﲏ ﻗﺪ ﲢ ﻮﻟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋ ﺰﺓ ،ﻓ ﱢﻜﺮﻭﺍ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﷲ! ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ .ﺇ ﹼﻥ ﳊﻜﹶﻢ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﹶﻓ ﻬ ﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻴﺎﺳﻪ .ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﺔ ﺑﺒﺎﱄ ﻭﻗﺖ ﺗﺄﻟﻴﻒ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" -ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺴﻪ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺖ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﻧﻔ ِ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﺯﻣﺎﻥ -ﳌﺎ ﻛﺘﺒ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺳﻴﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎ ِﺀ ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠـﻢ ﺃﻧـﻪ ﺑﺎ ﹼﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻀﻌﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻠﻌﲏ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﳋﻔﻲ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﺎﻥ ﻗـﺪ ﲰﺎﱐ ﻣﺮﱘ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" .ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺗﺮﰉ ﻭﺃﳕﻮ ﰲ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﳌﺪﺓ ﺣﻮﻟﲔ ﰲ ﺣﺎﻟﱵ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ ﻣـﻦ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻋﺎﻣﲔ -ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣـﻦ ﺖ ﰲ ﺭﻭﺡ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﻤﺎ ﻧﻔﺨ ﺖ ﱠ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﺍﻟﺼﺤﻔﺔ -٤٩٦ﻧﻔﺨ ﻼ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺖ ﺣﺎﻣ ﹰ ﰲ ﻣﺮﱘ ،ﻭﻭﺻﻔ ﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﳌـﺴﺠﻞ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺸﺮ ﹰﺓ -ﺟﻌﻠ ﰲ ﺁﺧﺮ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ..ﺃﻱ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻨﻪ ﻭﰲ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺔ ،٥٥٦
٧٢
ﺕ ﺍﺑ ﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ .ﻓﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﳍﻲ ﺍﳌﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠـﻰ ﻓﺼﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻠﺘﻪ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﰲ ﺣﻴﻨﻪ ،ﺇﻻ ﺖ ﺗـﺄﻟﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳ ﹾﻄﻠﻌﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﻗـ ﺖ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﻋﻘﻴﺪﺓ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺘﺒ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠـﻰ ﺑﺴﺎﻃﱵ ﻭﻋﺪ ﹺﻡ ﺍﺣﺘﻴﺎﱄ .ﻭﺇ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﺁﻧﺬﺍﻙ – ﻭﱂ ﻳ ﹸﻜ ﻦ ﻭﺣﻴﺎ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻠﻴﺪﺍ ﳏﻀﺎ -ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺠ ﹰﺔ ﻟﻠﻤﺨـﺎﻟﻔﲔ ،ﻷﱐ ﻻ ﺃﺩﻋـﻲ ﷲ ﱄ ﻣﻨﻪ .ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻔﻪ ﺍ ُ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻓﻬﻤﲏ ﺍﷲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻛﻠﻬﺎ. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﺑﻜﻮﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋـﻮﺩ ﺷـﻲﺀ ﺖ ﰲ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺳـﺠﻠ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﺇﱐ ﺃﺳﺠﻞ ﻫﻨﺎ ﺇﳍﺎﻣﺎ ﺁﺧﺮ ﻻ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻗﺒـﻞ ﰲ ﻛﺘﻴﺐ ﺃﻭ ﺇﻋﻼﻥ ﺃﻡ ﻻ ،ﻏﲑ ﺃﱐ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺃﱐ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﰲ ﺇﳍﺎﻣﺎﰐ ﺍﳌﺴﺠﻠﺔ ﰲ ﻣﺬ ﹼﻛﺮﰐ ،ﻭﻗـﺪ ﺗﻠﻘﻴﺘـﻪ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﹼﺒﲏ ﺍﷲ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ "ﻣﺮﱘ" ﰒ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑـﻨﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﰒ ﺑﻌﺪﳘﺎ ﺃﻭﺣ ﻲ ﺇﱄ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﻧﺼﻪ" :ﻓﺄﺟﺎﺀﻫﺎ ﺍﳌﺨـﺎﺽ ﺇﱃ
ﺴﻴﺎ" ،ﺃﻱ: ﺴﻴﺎ ﻣﻨـ ِ ﺖ ﻧ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﲏ ﻣﺖ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻛﻨ
٧٣
ﺖ ﺟﺎﺀ ﺍﳌﺨﺎﺽ ﲟﺮﱘ -ﺃﻱ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ -ﺇﱃ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ،ﲟﻌﲎ ﺃﺎ ﻭﺍﺟﻬ ﺍﻟﻌﺎﻣ ﹶﺔ ﻭﺍﳉﻬﻼﺀ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﲦـﺮﺓ ﺍﻹﳝـﺎﻥ، ﺠﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﺮﱘ" :ﻳﺎ ﻟﻴﺘﲏ ﻣﺖ ﻓﻘﺎﺑﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻟﻀ
ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴﺎ ﻣﻨﺴﻴﺎ" .ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺷﺎﺭ ﹲﺓ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﲑﺕ
ﺿﺪﻱ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻛﻠﻬﻢ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻄﻴﻘﻮﺍ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ،ﻓﺄﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻓﻨﺎﺋﻲ ﺑﻜﻞ ﺣﻴﻠﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺻﻮﺭ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺎ ﺣ ﹼﻞ ﺑﻘﻠﱯ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﻭﻗﻠﻖ ﻣﻦ ﺿﻮﺿﺎﺀ ﺍﳉﻬﻼﺀ ﻭﺷﻐﺒﻬﻢ. ﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﲦﺔ ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻣﺜﻞ" :ﻟﻘﺪ ﺟﺌ
ﻚ ﺑ ﻐﻴﺎ ".ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺇﳍﺎﻡ ﳑﺎﺛﻞ ﻓﺮﻳﺎ .ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻙ ﺍ ﻣ ﺮﹶﺃ ﺳﻮ ٍﺀ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﹸﺃﻣ
ﻑ ﻋ ﺒ ﺪ ﻩ .ﻭﻟﻨﺠﻌﻠﹶﻪ ﺁﻳ ﹰﺔ ﷲ ﹺﺑﻜﹶﺎ ﺲﺍُ ﺁﺧﺮ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﻭﻫﻮ" :ﺃﻟﻴ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﲪ ﹰﺔ ﻣﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﻘﻀﻴﺎ .ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺗ ﻤﺘـﺮﻭ ﹶﻥ". )ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﺔ ٥١٦ﺍﻟﺴﻄﺮﻳﻦ .(١٣،١٢ﺃﻱ :ﻗﺎﻝ ﻼ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻣـﺎ ﻛـﺎﻥ ﺃﻧﺎﺱ :ﻳﺎ ﻣﺮﱘ ﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﻋﻤ ﹰ ﺃﺑﻮﻙ ٣٧ﻭﻻ ﺃﻣﻚ ﻓﺎﺳﺪﻳﻦ ﻫﻜﺬﺍ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﺳﻴﱪﺉ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻬﻢ
ﺕ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ "ﺑﻄﺎﻟﺔ" ﺷﺨﺺ ﻣﻦ "ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ" ﺍﲰﻪ ﻓﻀﻞ ٣٧ﺗﺬﻛﺮ ﺷﺎﻩ ﺃﻭ ﻣﻬﺮ ﺷﺎﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺣﺒﺎ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﱪﻩ ﺖ ﺃﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ،ﺑﻜﻰ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﻗﺎﻝ :ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﺻﺎﳊﹰﺎ ﺟﺪﺍ، ﺃﺣﺪ ﺑﺄﱐ ﻗﺪ ﺍﺩﻋﻴ ﲟﻌﲎ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﳑﻦ ﻭﺭﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺧﺼﻠﺔ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﺑﺎﺭﺍ ﻭﻣﺴﻠﻤﺎ ﺖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻧﻘ ﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ :ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻤ ﺃﺳﺮﺗﻚ ﺑﻮﺻﻤﺔ ﻋﺎﺭ ﺬﺍ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ .ﻣﻨﻪ
٧٤
ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﺳﻴﺠﻌﻠﻪ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﻘﻀﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻫﻜﺬﺍ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﳊﻖ. ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺇﳍﺎﻣﺎﰐ ﻫﺬﻩ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺣﻖ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﹸﺃﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻭﻋﻴـﺴﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺘﱪﻭﺍ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﻌﻠﻪ ﺁﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﲪ ﹰﺔ ﻣﻨﺎ ،ﻭﻫـﻮ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ ﻭﻣـﻦ ﻋﻴـﺴﻰ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ ﻫﻨﺎ" :ﳒﻌﻠﻪ ﺁﻳﺔ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﲪﺔ ﻣﻨﺎ" ،ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﺰﻭﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳎﻴﺌﻪ ،ﺇﺫ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻚ ﺇﻻ ﻭﻟﻴـﺪ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﷲ ﻭﻳﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ. ﱭ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢـﺔ ﺩﻋـﺎ ُﺀ ﻭﻻ ﻳﻐﻴ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ * ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺳﺌﻞ ﺍﳋﺒﺰ ﰲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﰲ ﺩﻋﺎ ِﺀ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲨﻴ ﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟـﻨﻌﻢ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺗﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻮﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﳉـﺪﻳﺮﺓ ﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳋﺒـﺰ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺔ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻛﺜ
ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺃﺧﻴﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺃﺑﺮﺍﺭﻫﻢ
٧٥
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟ ﹸﻜﻤﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺭﺛ ﹶﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻨﱯ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺗﻮﱡﻟﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﳑﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻛﺜ ﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺃﺑﺮﺍﺭﻫﺎ ﻗﺪ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻔ ﻲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺴﻴﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺑـﺄﻣﺮ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻭﺇﺫﹺﻧﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠ ﻲ ،ﻟﺘﺘـﻀﺢ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠـ ﹸﺔ ﺑـﲔ
ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺘﲔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ﻭﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑـﺎﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ،ﺣﱴ ﺗﻌﺮﺽ ﳌﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﻹﺳـﺮﺍﺋﻴﻠﻲ. ﻓﺄﻭ ﹰﻻ ﻛﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﲟﺤﺾ ﻧﻔﺦ ﺍﷲ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﲟﺤﺾ ﻧﻔﺦ ﺍﷲ ﰲ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﲝﺴﺐ ﻭﻋﺪﻩ ﺗﻌـﺎﱃ ﰲ ﺳـﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺛﲑﺕ ﺿﺠﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣـﺮﱘ ﻭﻗـﺎﻝ ﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﹶﻓ ﹺﺮﻳﺎ ،٣٨ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺑـﺸﺄﱐ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﳍﺎ :ﹶﻟ ﹶﻘ ﺪ ﹺﺟﹾﺌ ﻭﺃﺛﲑﺕ ﺿﺪﻱ ﺿﺠﺔ ﻛﺎﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺭ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿـﲔ ﺱ ﻭ ﺭ ﺣ ﻤ ﹰﺔ ﻣﻨﺎ ﺠ ﻌﹶﻠ ﻪ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﻨﺎ ﹺ ﺑﺸﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻣﺮﱘ ﻗﺎﺋﻼ :ﻭﻟﻨ ﻀﻴﺎ ،٣٩ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﷲ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺎﺭﺿﲏ ﺣـﲔ ﻭﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﹶﺃ ﻣﺮﺍ ﻣ ﹾﻘ ﺖ ﲪﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﻘﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠـﻰ ﻭﺿﻌ ﺇﻓﻨﺎﺋﻪ ﲟﻜﺎﺋﺪﻛﻢ ،ﻭﺳﺄﺟﻌﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺁﻳ ﹶﺔ ﺭﲪﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻘـﺪﺭﺍ ﻣﻨـﺬ ٣٨ﻣﺮﱘ٢٨ : ٣٩ﻣﺮﱘ٢٢ :
٧٦
ﺍﻷﺯﻝ .ﰒ ﻛﻤﺎ ﺃﻓﱴ ﻣﺸﺎﻳ ﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻋ ﺪ ﻫﺬﺍ ﻱ ﻛﺒﲑ ﺷﺮﻳﺮ ﻭﺃﻓﱴ ﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺣﱴ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻳﻬﻮﺩ ﺗﻜﻔﲑﻩ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،٤٠ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻲ ﲤﺎﻣـﺎ .ﻭﻛﻤـﺎ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻲ ﻗﺪ ﺃﻭﺫﻱ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺿﺪﻩ ﺇﻳـﺬﺍ ًﺀ ﺷـﺪﻳﺪﺍ، ﺖ ﰲ ﻫﺠﺎﺋﻪ ﻭﺷﺘﻤﻪ ﻣﺆﻟﱠﻔﺎﺕ ،ﻓﻜﺬﻟﻚ ﲤﺎﻣـﺎ ﺐ ﺳﺒﺎﺑﺎ ﻏﻠﻴﻈﹰﺎ ،ﻭﹸﺃﱢﻟ ﹶﻔ ﻭ ﺳ
٤٠ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓ ﺮﻗﹰﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳ ﻌﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﺮﻗﺘﲔ ،ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ، ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ "ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﻨﺎﻗﻀﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﱯ ﻛ ﱢﻞ ﺯﻣﺎﻥ، ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ "ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ" ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧ ﻭﻇﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﰒ ﺩﻭﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ .ﻟﻘﺪ ﺍﻓﺘﺮﻕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ﻓ ﺪ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﻨﻔﺮﺩ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺜﻬﺎ ،ﻭﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﻭﱂ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺇﻻ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﺎﺩﺓﹰ ،ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ؛ ﻓﺈ ﹾﻥ ﺚ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺎ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓ ﺮﺩﻭﻫﺎ .ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﻌﺚ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﳊﺪﻳ ﹶ ﺐ -ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ -ﺃﻫ ﹶﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻈﹼﻤﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﻃ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ .ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺃﻧﺒﺄﺕ ﺻﺤﻒ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺧﻼﻑ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺗﺎﺭﻛﲔ ﺇﻳﺎﻩ ،ﺳﻴﺒﻌﺚ ﳍﻢ ﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻋ ﺪ ﹲﻝ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ،ﻓﻴﺤ ﱡﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻪ .ﻣﻨﻪ
٧٧
ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻲ؛ ﻓﻜﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻟﻒ ﻭﲦﺎﳕﺌﺔ ﻋﺎﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣـﻦ ﻧﺒـﻮﺀﺓ "ﻏـﲑ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ" ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﲢﺬﻳﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻠﻤـﺴﻠﻤﲔ ،ﻭﻟﻜﻨـﻬﻢ ﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻟﻴﻬﻮﺩ .ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺿـﻊ ﺍﷲ ﻟﻸﺳﻒ ﺃﺑﻮﺍ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺍﳌﻐﻀﻮ
ﺑﻴﺪﻩ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﺇﺫ ﺑﻌﺜﲏ ﻣﺴﻴﺤﺎ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ،ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺽ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻬـﻮﺩ ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺳ ﹺﻊ ﻣﻌﺎﺭ ﹴ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻭﻣﻬﺎ ،ﻓﹶﺄﻧﻰ ﻹﻧﺴﺎ ﻥ ﻋﺎﺟﺰ ﺣﻘﲑ ﺃﻥ ﳚﺎﺑـﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ؟ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﳍﻮ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﲢﻄﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺠﺮ ﺳﻴﻔﺸﻞ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺠـﺮ ﻓـﺴﻮﻑ ﳛﻄﹼﻤﻪ ﲢﻄﻴﻤﺎ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﳊﺠ ﺮ ﺣﺠ ﺮ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻴ ﺪ ﻳ ﺪ ﺍﷲ.
ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻭﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺩﻭﻏﻼﺱ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺻﻨﻌﻪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻗﹸﺒﺎﻟﺔ ﺍﳊﺠـﺮ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺇﺫ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺿﺪﻱ ﺃﻋﻤﺎ ﹰﻻ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﺣﱴ ﻧﺴﺠﺖ ﳍﻼﻛـﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺩ ﹴﻡ ﻧﺒﺄﱐ ﺍﷲ ﺎ ﺳﻠﻔﹰﺎ .ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﹸﻗﻴﻤﺖ ﺿﺪﻱ ﻛﺎﻧـﺖ ﺃﺷـ ﺪ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﱵ ﺭﻓﻌﺖ ﺿﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺳـﺎﺱ ﺍﻟﻘـﻀﻴﺔ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﺿﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻑ ﺩﻳﲏ ﲝﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﺑـﺴﻴﻄﹰﺎ ﻋﻨـﺪ
٧٨
ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺑﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺸﻲﺀ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﹸﻗﻴﻤﺖ ﺿﺪﻱ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻤـ ﹰﺔ ﲟﺤﺎﻭﻟﺔ ﻗﺘﻞ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﺪ ﺃﺩﻟﻮﺍ ﺑﺸﻬﺎﺩﻢ ﺿﺪ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﳏﺘﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺿﺪﻱ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﳍـﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ،ﻓﺠﺎ َﺀ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﺟﺒ ﹰﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ ﻟﻺﺩﻻﺀ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻭﺣﻀﺮ ﺍﶈﻜﻤـ ﹶﺔ ﺐ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﱂ ﺻ ﹾﻠ ﹺ ﺲ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﺷﺎﻫ ﺪﺍ ﺑﻐﻴ ﹶﺔ ﺷﺎﻫ ﺪﺍ ﻛﻤﺎ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﺭﺋﻴ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﹸﻋﻄ ﻲ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﰲ ﳏﻜﻤﺔ ﺑﻴﻼﻃﺲ – ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻓﺎﺿﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻄﹶﻮﻥ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺲ ﺍﻟﻜﻬﻨـﺔ ﻑ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻧﺎﻝ ﺭﺋﻴ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﻀﺎ ﹶﺓ ﺷﺮ ﻼ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﳎﻠـﺲ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﻃﺒﻘﹰﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ -ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﻗﹶﻒ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺎﺛ ﹰ ﺍﳊﻜﻢ ﻛﻤﺠﺮﻡ ،ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﻗﻀﻴﱵ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﲤﺎﻣﺎ ،ﺃﻋﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺩﻭﻏﻼﺱ –ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﻜﺎ ﹶﻥ ﺑﻴﻼﻃﺲ -ﺃﻋﻄﺎﱐ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ .ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺜـ ﺮ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣـﺮﱘ ،ﺇﺫ ﻇﻞ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻃﻮﻝ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﱂ ﻳﺒـﺎﻝ ﻣﻄﻠﻘﹰـﺎ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻨــﺰﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻱ ﺗﻐﻴﲑ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﻮ ﹰﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺑﺘﻤﺴﻜﻪ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣـﻞ ﲝﻴﺚ ﻟﻮ ﻋ ﺪ ﺷﺨﺼﻪ ﻓﺨﺮﺍ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻭﻗﺪﻭ ﹰﺓ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﻓﻼ ﻣﺒﺎﻟﻐـﺔ ﻓﻴـﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻌﺪﻝ ﻷﻣ ﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﳌﺮﺀ ﺃﺩﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟـﺐ
٧٩
ﺣﻖ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﱂ ﳚﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﻨﻘﻄﻌﺎ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋـﻖ.
ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻧﺆﺩﻱ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳊﻖ ﺑﺄﻥ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ ،ﻭﻋ ﺮﺽ ﲜﺒﹺﻨﻪ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﻱ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﰲ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣـﺖ ﻟﻠﺸﺪﺍﺋﺪ ﺍﳌﺮﻭﻋﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔﹰ ،ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﻋـﺪﺩﺍ ﻭﻭﺻـﻠﺖ ﺍﳌﻼﻳـﲔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻳﲔ ،ﺳﻴﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺫﻛ ﺮﺍ ﺣﺴﻨﺎ .ﺇﻧﻪ ﳌﻦ ﺣـﺴﻦ ﻃﺎﻟﻌﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺍﺻﻄﻔﺎﻩ ﳍﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣﺔ .ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﻪ ﺻﻌﺒﺎ ،ﺇﺫ ﺼ ﻤﺎ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﺸ ﺮﺍ ﻟ ﺪﻳﺎﻧﺘﻪ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﺧ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﺮﻳﻘﺎﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺒ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﺪ ﻭ ﻟﺪﻭﺩ ﻟﺪﻳﻨﻚ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﺎﺳـﻞ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﺟﺘﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺑﻜﻞ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ .ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﰐ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻇﻨﻮﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﺃﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﲝﻖ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺣﺮﺿﻮﻩ ﻋﻠ ﻲ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺃﺩﱏ ﺗﻐﻴﺮ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺿﻤﲑﻩ ﺍﳌﺴﺘﻨﲑ .ﻭﲟﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﲢﺮﻯ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﻘﻠﺐ ﺻﺎﺩﻕ ،ﻓﻨﺼﺮﻩ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺇﳍﺎﻡ ﺍﳊﻖ ﻭﻛﺸﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺟﺪﺍ ﻻﺳﺘﺒﺎﻧﺔ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻟﻪ .ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﺎﱐ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺭﻋﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﻌﺪﻝ ﻓﻘﻂ .ﻭﳌﹼﺎ ﺭﺁﱐ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻟﻺﺩﻻﺀ ﺑﺸﻬﺎﺩﺗﻪ ﺿﺪﻱ ﻣﺜﻞ ﺭﺋـﻴﺲ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ -ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﱂ ﳚﺪﱐ ﰲ ﺫﹼﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺗـﺘﻤﲎ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﱐ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﲝﺠﺔ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻟﻜﻨـﻪ
٨٠
ﺖ ﺃﻧﺖ ﻭﻻ ﺃﺑﻮﻙ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﻗﻂ ،ﻭﻟﻴـﺴﺖ ﺯﺟﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﻨﻒ :ﻣﺎ ﹸﺃﻋﻄﻴ ﲦﺔ ﺗﻮﺻﻴ ﹲﺔ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻨﺎ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻚ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘﲔ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﳉﺪﻳ ﺮ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ ،ﻓـﺈﻥ ﺑـﻴﻼﻃﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﺳﻲ ،ﻭﺟﻌﻞ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ -ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﹸﺃﺣﻀﺮ ﻛﻤﺠﺮﻡ -ﻳﻈﻞ ﻭﺍﻗﻔﹰﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺻﺤﺎ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻛﺎﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪﻱ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗ ﻌ ﺪ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻑ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻠﱢﻢ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﻟﱪﻱﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ. ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﳋﻮ ﺖ ﺃﻧﺎ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﻠـﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺘ ﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﻨ ﻗﻀﻴ ﹶﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﺴﻴﻂ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑـﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺮﻭﻣـﻲ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﺷﺠﺎﻋﺎ ،ﻓﺨﺎﻑ ﺮﺩ ﺪﻳﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺿﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺼﺮ. ﰒ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺑﲔ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺑـﻴﻼﻃﺲ ﺖ ﻫﺬﺍ؛ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﳌﺎ ﹸﻗﺪﻡ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﰲ ﳏﻜﻤﺘﻪ :ﻟﺴ ﺃﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻱ ﺫﻧﺐ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﳌﹼﺎ ﻣﹸﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑـﲔ ﻳﺪﻱ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﻬﻠ ﹶﺔ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﺬﺍ :ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻬﻤﻚ ﺑﺪﻡ .ﺇﻥ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﹶﲔ ﳍﺬﻳﻦ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ ﻣﺘﺸﺎﺎﻥ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﲦﺔ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻏﲑ ﺃ ﹼﻥ ﺑـﻴﻼﻃﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻋﺘﺮﺍﻩ ﺧﻮﻑ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺪﺩ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺿﺪﻩ ﻋﻨـﺪ ﻗﻴـﺼﺮ ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ،ﻓﺴﱠﻠ ﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟـﺪﻣﻮﻳﲔ ﻋﻤـﺪﺍ ،ﻭﺇ ﹾﻥ
٨١
ﻛﺎﻥ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﺰﻳﻨ ﹰﺔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺎ ﳉﱭ ﺣﲔ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬـﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻪ ﺇﳝﺎﻧﺎ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻟﻜﻦ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍ ﹸ ﺻﺨﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺳﻌﻰ ﰲ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺳﻌﻴﺎ ﺣﺜﻴﺜﹰﺎ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﻣـﻦ ﺼ ﹾﻠﺐ ،ﻭﻗﺪ ﳒﺢ ﰲ ﺳﻌﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻜ ﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﹼﻖ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻟ ﻭﹸﺃﻏﻤ ﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻷﱂ ﺇﻏﻤﺎ ًﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﻌﻴﻨﻪ .ﻋﻠﻰ ﻛ ﹴﻞ ﻓﻘﺪ ﳒﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺮﻭﻣـﻲ. ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﻴﺐ ﺳﻠﻔﹰﺎ )ﺍﻧﻈ ﺮ ﺭﺳـﺎﻟﺔ ﺑﻮﻟﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﱪﺍﻧﻴﲔ .٤١ (٧:٥ﰒ ﺟﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﰲ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﻛﺸﻤﲑ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗ ﻮﱢﻓﻲ ،ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻗﱪﺍ ﰲ ﺣـﺎﺭﺓ "ﺧﺎﻧﻴﺎﺭ" ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ "ﺳﺮﻱ ﻧﮕﺮ" .ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻌﻲ ﺑﻴﻼﻃﺲ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﳉﱭ؛ ﻓﻠﻮ ﺃﻧـﻪ ﺖ ﺃﺟﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺫﻧﺐ" ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺡ ﻋﻤﻞ ﲝﺴﺐ ﻗﻮﻟﻪ "ﻟﺴ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠـﻰ ﺇﻃـﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﺎﻑ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺼﺮ .ﻭﺃﻣﺎ ﺑـﻴﻼﻃﺲ ٤١ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ" :ﻻ ﺗ ﻌﻄﹶﻰ ﹶﻟ ﻪ )ﺃﻱ ﻟﻘﻮﻣﻪ( ﺁﻳ ﹲﺔ ﺇﹺﻻ ﺁﻳ ﹸﺔ ﻳﻮﻧﺎ ﹶﻥ" ،ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻳﻮﻧﺎﻥ ﺑﻄ ﻦ ﺍﳊﻮﺕ ﺣﻴﺎ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻘ ﱪ ﺣﻴﺎ ﻭﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺎ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺣﻴﺎ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ ﺣﻴﺎ؟ ﻭﻛﺄﳕﺎ ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ " :ﻻ ﺗ ﻌﻄﹶﻰ ﹶﻟ ﻪ ﺁﻳ ﹲﺔ ﺇﹺﻻ ﺁﻳ ﹸﺔ ﻳﻮﻧﺎ ﹶﻥ" ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﺭﻯ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ .ﻣﻨﻪ
٨٢
ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﺬﺍ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻔﺰﻋﻪ ﺍﺯﺩﺣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻫﻬﻨـﺎ ﺃﻳـﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻘﻴﺼﺮ ﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﺓ ﺧ ﲑ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮ ﻛﺜ ﲑﺍ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﳜﻮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﺓ ﻟﻠﻀﻐﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﻴـﺪ ﻋـﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ. ﺠﺔ ﻭﻧﺴﺠﺖ ﺍﳌﻜﺎﺋﺪ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﻭﻋﻠﻰ ﻛ ﹴﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﺛﲑﺕ ﺍﻟﻀ ﺃﻛﺜ ﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻷﻭﻝ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﺿﺪﻱ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻠﻞ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻗﺪ ﺁﺛﺮ ﺍﳊﻖ ،ﻭﺻ ﺪﻕ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﱄ ﻣﻦ ﻗﺒـﻞ: "ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻬﻤﻚ ﺑﺪﻡ" ،ﻭﺃﻋﻠ ﻦ ﺑﺮﺍﺀﰐ ﺑﺄﻭﺿﺢ ﺑﻴﺎﻥ ﻭﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ .ﻟﻘﺪ ﳉﺄ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﻞ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﺃﻣﺎ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻫﺬﺍ ﻓـﺎﻟﺘﺰﻡ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﲤﺎﻣﺎ ﲟﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﱭ. ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺒﺘﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﺍﺀﰐ ،ﹸﺃﺣﻀ ﺮ ﺇﱃ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺳﺎﺭﻕ ﻣﻦ "ﺟﻴﺶ ﺍﳋﻼﺹ" ،٤٢ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺳﺎﺭﻗﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﹸﺣﻀ ﺮ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣـﻊ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹸﺣﻀ ﺮ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﱂ ﻳﺼﻠﺐ ﻭﱂ ﺗ ﹾﻜﺴﺮ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﹸﻌﻞ ﺑﺎﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹸﺣﻀ ﺮ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﺇﳕـﺎ ﺐ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ. ﻋﻮﻗ ﻭﻧﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺑﻴﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﻭﻧﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺗﺰﺧﺮ ﲝﻘـﺎﺋﻖ ﻼ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﻣﻌﺎﺭﻑ ﻟﻮ ﺩﻭﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﳌﺎ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﺩﻓﺘﺮ .ﺧﺬﻭﺍ ﻣﺜ ﹰ ٤٢ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ) (SALVATION ARMYﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺧﲑﻳﺔ) .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
٨٣
ﻁ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﹼﻤﻨﺎﻩ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟـﺴﻮﺭﺓ ،ﺃﻋـﲏ :ﺍﻫـ ﺪﻧﺎ ﺍﻟـ
ﺡ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺷﺎﻣﻞ ﳝﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﳌﻔﺘﺎ ﺍﹾﻟ ﻤ ﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ .ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮ ﻼ ﻉ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻣﺎ ﱂ ﳒﺪ ﻟﻠﻮﺻـﻮﻝ ﺇﻟﻴـﻪ ﺳـﺒﻴ ﹰ ﺷﻲﺀ ﻭﻻ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍ ﺑﻞ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﻣﻌﻘﹼﺪﺓ -ﺳﻮﺍ ًﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﲟـﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺍﳉﻨﺪﻳﺔ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﳍﻴﺌﺔ ،ﺃﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭﺍﳌﻌﺎﳉﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ- ﻣﺎ ﱂ ﻧﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﺪﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ .ﻭﺇﻥ ﻛﻞ ﻼ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﺒﻴﺐ ﻳﺮﻯ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺃﻥ ﻳﻔ ﹼﻜﺮ ﻃﻮﻳ ﹰ ﻼ .ﻭﺍﳊـﻖ ﺃﻥ ﺣ ﹼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻘﹼﺪﺓ ﻟﻜﻲ ﳚﺪ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺒﻴ ﹰ ﺐ ﺷ ﻖ ﻃﺮﻳـﻖ ﻑ ﺃﻭ ﺃﻣ ﹴﺮ ﻣﻌ ﱠﻘﺪ ﻋﻮﻳﺺ ﻟﻴﺘﻄﻠ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﺻﻨﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻛﺘﺸﺎ ﻟﻪ .ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻨﻴﻞ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﳕـﺎ ﻱ ﻟﻸﻣـﺮ ﺴ ﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻮ ﻫﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻴ ﲢ ﹼﻘ ﻖ ﺣﺘﻤﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﻃﺮﻳ ﹰﻘﺎ ﻼ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌـﺎﻟﹶﺞ ﺍﳌـﺮﻳﺾ ﻋﻼﺟـﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﻄﻠﺐ ،ﻓﻤﺜ ﹰ ﺐ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻪ ﺳﺒﻴ ﹲﻞ ﻳﻔﱵ ﺍﻟﻘﻠ ﺐ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺣﺘﻤﺎ ،ﺑﻞ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺘ ﺽ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺐ ﻏﺮ ﹴ ﱂ ﳝﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭﻻﹰ ،ﻟﺬﺍ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟ ﹺ
٨٤
ﺴ ﹺﺮ ﺳﺒﻴ ﹴﻞ ﻟﻠﺴﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻴﻪ .ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻴ ﺇﱃ ﺍﳍﺪﻑ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻣﺴﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺇﱃ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺃﻥ ﳛﻈﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﷲ ﻭﺣﺒﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻗـﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﰲ ﻣﺴﺘﻬ ﹼﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﻮﺭ ﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻲ ﺳـﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢـﺔ :ﻫـ ﺪﻯ ﲔ ..٤٣ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺒﻴﻨﻪ ﳓﻦ.٤٤ ﻟ ﹾﻠ ﻤﺘ ﻘ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ ﹶﻟﺪﻋﺎ ٌﺀ ﺟﺎﻣ ﻊ ﻳﻨﺒـﻪ ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺇﺫﻥ ،ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎ َﺀ :ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﺃﻥ ﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﳊﻠﹼﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺿﺢ ﺳﻮ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ،ﻭﳝﻸ ﻗﻠﺒـﻪ ﻳﻘﻴﻨـﺎ ﻭﳜﻠﹼـﺼﻪ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﳋﺒﺰ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻠﻲ ﻟﻦ ﳜﺘﺎﺭ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻷﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻫﻮ ﺍﳋﺒﺰ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺍﳋﺒﺰ ﻓﻤﺎ ﻟـﻪ ﺖ ﻭﷲ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺯﻟﹼﺖ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻭ ﹸﻏﹼﻠ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﳐﺠﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻋﲏ :ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﳍﹰﺎ .ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟـﺬﻱ ﳝﻴﺰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﺣﱴ ﻓﻜﹼﺮﻭﺍ ﰲ ﺗﺄﻟﻴﻬﻪ؟ ﺇﺫ ﻳﻔﻮﻗـﻪ ﺃﻛﺜـ ﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺍﹾﻟﻴﺴﻊ ﻭﺇﻳﻠﻴﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔـﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﺯﻣﲏ ﳌﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺰ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺇﳒﺎﺯﻩ ﻣﻦ ٤٣ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ٣ : ٤٤ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺩﻋﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺐ .ﻣﻨﻪ ﺩﻟﹼﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺇﻋﻼﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻥ ﺩﻋﺎﺀﻫﻢ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﻴ
٨٥
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﳌﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻳـﺪﻱ،٤٥ ﺖ ﺃﻧﺎ ﻫﻜـﺬﺍ ،ﻓﻤـﺎ ﻭﹶﻟﻮﺟﺪ ﻓﻀ ﹶﻞ ﺍﷲ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨ
ﺑﺎﻟﹸﻚ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﳌﻄﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﺧﺎﺩﻣﻪ! ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ .ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﻊ ﻫﻨﺎ ﺃﺣﺪﺍ ﺍﳊﺴ ﺪ ﻭﻻ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ﺷـﻴﺌﹰﺎ ،ﻓـﺈﻥ ﺍﷲ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ .ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓـﻼ ﳜﻴـﺐ ﰲ ﻣﻘﺎﺻـﺪﻩ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻳﺘﺨﺬ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺟﻬﻨﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ .ﻓﻮﻳ ﹲﻞ ﻟﻠـﺬﻳﻦ ﺍﲣـﺬﻭﺍ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﺇﳍﹰﺎ ،ﻭﻭﻳﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﲟﻦ ﻛـﺎﻥ ﻣـﻦ ﺭﺳـﻞ ﺍﷲ ﺍﳌﺼﻄ ﹶﻔﻴﻦ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ. ﻓﻤﺒﺎﺭ ﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﲏ .ﺇﻧﲏ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﷲ ﻛﻠﱢﻬﺎ ،ﻭﺇﻧﲏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﻛﻠﹼﻬﺎ ،ﻭﺷﻘ ﻲ ﻣﻦ ﻳﻬﺠﺮﱐ ،ﻷﻧﻪ ﺑـﺪﻭﱐ ﻇـﻼ ﻡ ﻛﻠﻪ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ؛ ﺃﻱ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟـﻨﱯ ﻼ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﺎ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ .ﻓﻤﺜ ﹰ
٤٥ﺳﺘﺮﻭﻥ ﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ "ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻃﹸﺒﻊ ﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ "ﺗﻨﺒﻮﺭ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﺳﻴﻨﺸﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎ .ﻟﻘﺪ ﺃﻟﱠﻔ ﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ "ﺑﲑ" ﻗﺪ ﺳﻴﻒ ﺟﺸﺘﻴﺎﺋﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﹼﻔﻪ ﺑﲑ ﻣﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﻮﻟﺮﻭﻱ ،ﻭﺃﺛﺒ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺃﺧﻄﺎ ًﺀ ﳐﺠﻠﺔ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺮﻳﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺣﲔ ﻳﻄﹼﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻘ ﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﺗﻨﺎ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﲔ ﻣﻦ "ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﳌﺴﻴﺢ" ،ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻘ ﻲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻏﺮﺿﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﺗﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ" :ﺇﱐ ﻣﻬ ﻼ .ﻓﺎﻋﺘﹺﺒﺮﻭﺍ ﻳﺎ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ! ﻣﻨﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻫﺎﻧﺘﻚ" ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﺎﻃ ﹰ
٨٦
ﺍﻴﺪ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﺪ ﺩ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ،ﻓﻜﹶﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺖ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﺼﻴﻼ. ﻭﻛﹶﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺼﻠ
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻳﻈﻨ ﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻷﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﱂ ﻳﺪ ﻭﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔﹰ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺰﺍﻣﻨﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻣﻨﺬ ﻧﺰﻭﻟﻪ .ﻭﺇ ﹼﻥ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺃﻛ ﱪ ﻣﻨ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍ ﰲ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻨـ ﹺﺰﻝ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﻓﻴ ﹾﻄﻠﻊ ﺍﳋﻠ ﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺑﻜﻼﻣﻪ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻧـﺎﻣﻮﺱ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﺃﻣﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﹺﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺱ ﺗﻠـﻚ ﻭﻳﺸﺮﺣﻪ ﳍﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﻤﻠﻴﺔ .ﻓﺄﺭﻯ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻨـﺎ ﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﳌـﺴﺎﺋﻞ ﺑـﺴﻨﺘﻪ ﺃﻱ ﺍﻷﻗﻮﺍ ﹶﻝ ﰲ ﺣﻴﺰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺣ ﱠﻞ ﻣﻌﻀﻼ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ .ﻭﻻ ﻣﺴﺎﻍ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﺪﱘ ﺫﺍﻙ ﺍﳊﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻘـﺼﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘ ﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺒﻞ ﻭﺟـﻮﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ .٤٦ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﹼﻮﻥ ﻭﻳﺆﺗﻮﻥ ﺍﻟﺰﻛـﺎﺓ ﻭﳛﺠـﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴـﺖ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ؟ ٤٦ﺇﻥ "ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﺳﻢ "ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﺻﻄﻼﺣﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ .ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻬﻮ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .ﻣﻨﻪ
٨٧
ﻧﻌﻢ ،ﺇﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﻔﺼﻞ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ .ﻭﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻛﱪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟـﺴﻨﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻌﻄﹶﻮﺍ ﺣﻈﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺈﻢ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣ ﹶﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ ،ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧ ﻌ ﺪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺧﺎﺩﻣﺎ ﻟﻠﻘـﺮﺁﻥ ﳋﺪﻡ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗـﻮ ﹸﻝ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍ ﹶ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻌ ﹸﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺷﺎﻫ ﺪ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﺴﻨﺔ .ﻓﻤﻦ ﺍﳋﻄـﺄ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﲦﺔ ﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ -ﻭﻫﻮ ﻋﻠـﻰ ﻣﺮﺗﺒـﺔ ﻇﻨﻴﺔ -ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣ ﹶﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳎﺮﺩ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺆﻳﺪ ﺱ ﻛﻠﻪ ،ﻭﻟـﻴﺲ ﺍﳊـﺪﻳﺚ ﺇﻻ ﻟﻪ .ﻟﻘﺪ ﺃﳒﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤ ﹶﻞ ﺍﻷﺳﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺆﻳﺪ ،ﻭﺃﻧﻰ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻟﻘﺪ ﻛـﺎﻥ ﳊﻜﹶﻢ ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ ﺃﺛﺮ. ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﻬﺪﻳﺎﻥ ﺍﳋﻠ ﻖ ﰲ ﺯﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﳍﺬﺍ ﺍ ﹶ ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺑﻞ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﺷـﺎﻫﺪ ﻣﺆﻳـﺪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ. ﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳـﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎ .ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﺳ ﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟـﱵ ﺩﻭﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﳓﻮ ﻣﺌﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﻋﺎﻣﺎ ،ﺇﳕﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗـﻮﺍﻝ
٨٨
ﺣﺪﻳﹰﺜﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﺳﻢ ﻟﻸﺳﻮﺓ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺰﻝ ﻣﻄﹼﺮﺩﺓ ﻣﺘـﻮﺍﺗﺮﺓ ﻋﱪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺻﻠﺤﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺩﺭﺏ ﺁﻻﻑ ﺍﳌـﺴﻠﻤﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﻌﻢ ،ﺇﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ -ﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻈﻦ -ﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥﹶ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ .ﺇﻧﻪ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﳛﺘﻮﻱ
ﻋﻠﻰ ﺫﺧﲑﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻌﺪﻡ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﳊـﺪﻳﺚ ﻳﻌﲏ ﺑﺘﺮ ﻋﻀﻮﹴ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﲦﺔ ﺣﺪﻳﺚﹲ ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻣﻌﺎﺭﺽ ﳊﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻣﻮﺍﻓﻖﹴ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﳌﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮ ﺑـﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ،ﻷﻥ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺭﻓﺾﹺ ﲨﻴﻊﹺ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳـﺚ ﺍﻟـﱵ ﺗﻮﺍﻓـﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥﹶ .ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﺚ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻨﺎﰲ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻘﲔ ﻟﻦ ﳚﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺜﻖ ﲝﺪﻳ ﺚ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺍﻗﺪﺭﻭﺍ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳـﺚ ﺣـ ﻖ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳ ﹶ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻨﻔﻌﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﺎ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻭﻻ ﺗﻜﺬﱢﺑﻮﻫﺎ ﻣﺎ ﺴﻜﹰﺎ ﲝﻴﺚ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻳﻜﺬﱢﺑﺎﺎ .ﲤﺴﻜﻮﺍ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﲤ ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻜﻢ ﺣﺮﻛ ﹲﺔ ﺃﻭ ﺳﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﻓﻌ ﹲﻞ ﺃﻭ ﺗﺮ ﻙ ﻓﻌﻞ ﺇ ﹼﻻ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺚ ﻳﺆﻳﺪﻩ .ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻗـﺼﺺ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺣﺪﻳ ﹲ
٨٩
ﻣﻌﺎﺭﺿ ﹰﺔ ﺻﺮﳛﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﲢﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨـﻬﻤﺎ ،ﻓﻠﻌـﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﱃ ﺳﻮﺀ ﻓﻬﻤﻜﻢ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺰﻝ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﺎﻧﺒﺬﻭﺍ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻮﺍﻓﻖ -ﻣﻊ ﺿﻌﻔﻪ -ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥﹶ ﻓـﺎﻗﺒﻠﻮﻩ ،ﻷﻥﹼ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﻣﺼﺪﻗﹸﻪ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺿـﻌﻴﻒ ﻋﻨـﺪ ﺍﶈﺪﺛﲔ ،ﰒ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﰲ ﻋﺼﺮﻛﻢ ﺃﻭ ﻗﺒﻠﻜﻢ ،ﻓﺎﻋﺘﺒﹺﺮﻭﻩ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺣﻘﺎ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﹺﺮﻭﺍ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺓﹶ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻤﻮﻩ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻮﺿﻊ ﳐﻄﺌﲔ ﻛﺎﺫﺑﲔ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠـﻰ ﻧﺒـﻮﺀﺍﺕ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﳎﺮﻭﺣﺔﹲ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺃﻭ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﶈـﺪﺛﲔ، ﻓﺈﺫﺍ ﲢﻘﹼﻖ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﳘﻠﺘﻤﻮﻩ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﻻ ﻧﺴﻠﹼﻢ ﺑﻪ ،ﻷﻧﻪ ﺿﻌﻴﻒ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﻪ ﻏﲑ ﻣﺘﺪﻳﻦ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺧﻴـﺎﻧﺘﻜﻢ ﺇﺫ ﺭﻓﻀﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﷲ ﺻﺪﻗﹶﻪ .ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﶈﺪﺛﲔ ،ﰒ ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺍﺎ ﺍﻷﻟـﻒ، ﻓﻬﻞ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺑﺈﺿﺎﻋﺔ ﺃﻟﻒ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻫﲔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺘﻀﻌﻴﻔﻜﻢ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﻠﻬﺎ؟ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻜﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺳﺘﻌﺪﻭﻥ ﻣـﻦ ﺃﻋـﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﹶﻼ ﻳﻈﹾﻬﹺﺮ ﻋﻠﹶﻰ ﻏﹶﻴﺒﹺﻪ ﺃﹶﺣـﺪﺍ * ﺇﹺﻻﹼ ﻣـﻦﹺ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝﹴ ،٤٧ﻓﺈﱃ ﻣﻦ ﺗـﻨﺴﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟـﺼﺎﺩﻗﺔ ﺳـﻮﻯ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ؟ ﺃﹶﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺇﻥﹼ ﺃﺣﺪ ﺍﶈـﺪﺛﲔ ٤٧ﺍﳉﻦ٢٨-٢٧ :
٩٠
ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﰲ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺃﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﺧﻄﺄ ﺇﺫ ﺻﺪﻕ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ؟ ﻓﺎﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ -ﻭﺇﻥ ﻛـﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ -ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥﹶ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔﹶ ﺃﻭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚﹶ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘـﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ. ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻴﻄﺔ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻷﻥﹼ ﻛـﺜﲑﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔﹲ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺘﻨﺔﹰ .ﻓﻜﻞﹼ ﻓﺮﻗﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﺎ؛ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟـﺼﻼﺓ –ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔﹶ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔﹶ ﻭﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓﹶ -ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﳐﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﳚﻬـﺮ ﺑــ "ﺁﻣﲔ" ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴِﺮ ﺎ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﺮﺃ "ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ" ﺧﻠـﻒ ﺍﻹﻣـﺎﻡ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺀﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻳـﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﺮﺗﻪ .ﻭﺍﻟـﺴﺒﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻫﻮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .ﻛﹸﻞﱡ ﺣـﺰﺏﹴ ﺑﹺﻤـﺎ ﻟﹶـﺪﻳﻬﹺﻢ ﻓﹶﺮﹺﺣﻮﻥﹶ .٤٨ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﱂ ﺗﺮﺷﺪ ﺇﻻ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧـﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺩﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﱃ ﺗﺸﻌﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ .ﻟﻘﺪ ﻫﻠﻚ ﺍﻟـﺸﻴﻌﺔ ﺃﻳـﻀﺎ ﻟﻠﺴﺒﺐ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻠﻮ ﺃﻢ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻜﹶﻤﺎ ﳍﻢ ﻟﻮﻫﺒﺘﻬﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻧﻮﺭﺍ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻫﻠﻜﺘﻬﻢ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ﰲ ﺯﻣـﻦ ٤٨ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ٥٤ :
٩١
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ٤٩ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻮﻥ "ﺃﻫـﻞﹶ ﺍﳊـﺪﻳﺚ". ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻫﺠﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻨﺬ ﻣﺪﺓ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ -ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟـﻮﻥ -ﻳـﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﻜﹶﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ .ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻘـﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﺴﻴﺤﻬﻢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﺄﰐ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨـﺰﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ ﲜـﺴﺪﻩ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺛﺎﻧﻴﺔﹰ .ﻓﻌﺜﺮﺕ ﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻳﻤﺎ ﻋﺜﺮﺓ ،ﻓﻤﺎ ﺍﺳـﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﻻﺗﻜﺎﳍﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ ﳍﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﺫ ﻗـﺎﻝ ﳍﻢ ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ )ﺇﻳﻠﻴﺎ( ﻫﻮ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺃﻱ ﳛﲕ ﺍﻟﻨﱯ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀَ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺓ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻭﴰﺎﺋﻠﻪ ﻭﺗﺴﺮﺑﻞﹶ ﺳﺮﺑﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﱪﻭﺯ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺜﹾﺮﺗﻬﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻀﺖ ﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ. ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻢ ﺃﺧﻄﺄﻭﺍ ﰲ ﻓﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻄﹶﻬﺎ. ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ "ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺿﺠﺔ ﻭﻛﺘﺒﻮﺍ ﺿﺪﻩ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ،ﻭﻋﺪﻭﻩ ﻛﺎﻓﺮﺍ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺼﺤﻒ ﺍﷲ ،ﻓﺈﻥ ٤٩ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺑﺸﺪ ﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎ ﺭ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻪ .ﺇﻥ ﲨﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﻊ ﺇﱃ ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻴﻼ ﻋﻦ ﺟﻴﻞ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ،ﺣﱴ ﺁﻝ ﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺃﻢ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻬﺠﻮﺭﺍ ﻭﺻﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺗﻼﻭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻠﻤﻮﺩ) .ﺭﺍﺟﻊ "ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ" ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﺭﻛﻠﻲ ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ ﺑﻠﻨﺪﻥ ﺳﻨﺔ ١٨٧٨ﻡ( .ﻣﻨﻪ
٩٢
ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﺒﻌﺜﺔ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺆﻭﻝ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ،ﻭﳛﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﺩﻭﳕﺎ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺻﺎﺭﻓﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.٥٠ ﰒ ﺇﻢ ﱂ ﻳﻜﺘﻔﻮﺍ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺍﻤﻮﻩ ﺑﺎﻹﳊﺎﺩ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻮﺳﻮﻱ ﺑﺎﻃﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛـﺎﻥ ﺯﻣﻨﻬﻢ ﺫﺍﻙ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺍﻟ ﹶﻔﻴﺞ ﺍﻷﻋﻮﺝ ﳍﻢ ،ﺇﺫ ﻏ ﺮﺗﻬﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﳚﺐ ﻋﻨﺪ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﹸﺃﻣ ﹰﺔ ﱯ ﺕ ﺑـﻨ ﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺣﱴ ﺇﺎ ﻛﻔﺮ ﻫﻠﻜ ﲰﺘﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭﺩﺟﺎ ﹰﻻ. ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺏ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻭﻧﺎﻓﻊ ﺟﺪﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ،ﻭﻫـﻮ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻛﺘﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ .ﻭﻛـﺬﻟﻚ ٥٠ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﹸﺘﺒﺖ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺿﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﳌﻜﻔﹼﺮﻳﻦ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻦ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ،ﻭﱂ ﻳ ﹺﺮ ﺩ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﻛﹸﺘﺒﺖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻳ ﹸﺔ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺄﻥ ﺑﻮﻟﺲ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺘﻮﺏ ﺑﻌﺪﻱ ﻭﻳﺼﲑ ﺭﺳﻮﻟﹰﺎ ﱄ .ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺳﲑﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻴﺪﺍ .ﻳﺎ ﻭﻳﻼﻩ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺫﻯ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﻳﺬﺍ ًﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻃﻮﻝ ﺯﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪ ،ﻭﳌﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﱃ ﻛﺸﻤﲑ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺃﺩﺧ ﹶﻞ ﺑﻮﻟﺲ ﻧﻔﺴﻪ -ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺎ ﻣﺰﻭﺭﺓ -ﰲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﲔ ،ﻭﳓﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﻭﺃﺣ ﹼﻞ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﳊﻢ ﺍﳋﻨـﺰﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳏﺮﻣﺎ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﲢﺮﳝﺎ ﺃﺑﺪﻳﺎ ،ﻭﺗﻮﺳﻊ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻭﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﳒﻴﻠﻴﺔ ،ﻟﲑﺿﻰ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﲜﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻉ .ﻣﻨﻪ
٩٣
ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺫﺧﲑﺓ ﻛـﺒﲑﺓ ﻣـﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ،ﻭﳚﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻻ ﳜﺎﻟﻒ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻘـﺮﺁ ﹶﻥ ﺚ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ. ﻭﺍﻟﺴﻨ ﹶﺔ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳ ﹶ ﺃﹶﻻ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ،ﺍﲰﻌﻮﺍ ﻭﻋﻮﺍ! ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻻ ﳝﺎﺛﻠﻪ ﺷﻲﺀ. ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻠﱢﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﺢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﲑﺍﺕ .ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﳏﺒﺎ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﺃﺗﻈﻨـﻮﻥ ﺃﻥ ﲟﻘﺪﻭﺭﻛﻢ ﺃﻥ ﺠﺮﻭﺍ ﺍﻹﰒ ﺑﻐﲑ ﺍﻟـﻴﻘﲔ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻜـﻢ ﺗـﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﻴﻘﻴﲏ؟ ﺃﻡ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻴﻘﲔ؟ ﺃﻡ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﺃﻱ ﺗﻐﲑ ﺣﻘﻴﻘـﻲ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻴﻘﲔ؟ ﺃﻡ ﻫﻞ ﺑﻮﺳﻌﻜﻢ ﺃﻥ ﲢﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺔ ﺑﺎﻝ ﺣ ﻘﺎ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻴﻘﲔ؟ ﻫﻞ ﲦﺔ ﻛ ﹼﻔﺎﺭ ﹲﺓ ﺃﻭ ﻓﺪﻳ ﹲﺔ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲤﻜﱢﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؟ ﻫﻞ ﺑﻮﺳﻊ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺃﻥ ﳜﻠﱢﺼﻜﻢ ﺩﻣﻪ ﺍﳌﺰﻳﻒ ﻣﻦ ﺍﻹﰒ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻻ ﺗﻔﺘﺮﻭﺍ ﺍﻓﺘﺮﺍ ًﺀ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻨﺸ ﻖ ﻣﻨﻪ .ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻟﻨﺠﺎﺗﻪ ،ﻓﺄﻳﻘﻦ ﻭﳒﺎ .ﻓﻴﺎ ﺣﺴﺮ ﹰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜـﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺑﻘﻮﳍﻢ ﺇﻢ ﻗﺪ ﲣﹼﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﰒ ﺑﻔﻀﻞ ﺩﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻣﻊ ﺃﻢ ﻏـﺎﺭﻗﻮﻥ ﰲ ﺍﻹﰒ ﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺇﱃ ﺃﲬﺺ ﺍﻟﻘﺪﻣﲔ .ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺇﳍﻬـﻢ ،ﺑـﻞ ﺇﻥ ﺣﻴﺎﻢ ﳌﺸﻮﺑ ﹲﺔ ﺑﺎﻟﻐﻔﻠﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺳﻜﺮﺓ ﺍﳋﻤﺮ ﺗﻐﺸﻰ ﻋﻘﻮﳍﻢ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟـﺴﻜﺮﺓ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻋﻠﻢ ﳍﻢ ﺎ .ﺇﻢ ﳏﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﲦﺮﺍﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻜﻢ ﻟـﻦ
٩٤
ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻈﻠﻤﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﻈﻔﺮﻭﺍ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺑﻐـﲑ ﺍﻟﻴﻘﲔ. ﻓﻤﺒﺎﺭﻛﻮﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﻈﻮﻥ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ،ﻷﻢ ﻫﻢ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺳـﻴﺮﻭﻥ ﺭﺑﻬﻢ .ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﻮﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲣﻠﱠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻷﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻨﺠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﰒ .ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﻮﻥ ﺃﻧﺘﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻭﺗﻴﺘﻢ ﺛﺮﻭﺓ ﺍﻟـﻴﻘﲔ ،ﻷﻥ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ .ﺇﻥ ﺍﻹﰒ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﻻ ﳚﺘﻤﻌﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ .ﺃﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺤ ﹴﺮ ﺗﺮﻭﻥ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺣﻴ ﹰﺔ ﺳﺎﻣﺔ ﺟـ ﺪﺍ؟ ﺃﻡ ﻫـﻞ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﰲ ﺟ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻤﻄﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﱪﻛﺎﻥ ﲪﻤﺎ ،ﺃﻭ ﺗـﺴﻘﻂ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ،ﺃﻭ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﻀﺎﺭﻱ ،ﺃﻭ ﳛﺼﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﻔﺘـﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺼ ﺪﺍ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻮﻗﻨﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﺇﻳﻘﺎﻧﻜﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﳊﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟـﺼﺎﻋﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻓﻤﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﲣﺘﺎﺭﻭﺍ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ ﺑﻌﺼﻴﺎﻧﻜﻢ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻌﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ. ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺩﻋﻴﺘﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﻨﺠﺬﺑﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻟﻦ ﺗﻄﻬﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻭﺻﻤﺔ ﺍﻹﰒ ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻣـﺘﻸﺕ ﻗﻠـﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ. ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻨﺎ ﺣﺎﺋﺰﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻘﲔ .ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻜﻢ ﳐﺪﻭﻋﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ .ﱂ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻥ ﻟﻮﺍﺯﻣﻪ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻓﻴﻜﻢ .ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﰒ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺍﷲ ﺣﻖ ﺗﻘﺎﺗﻪ .ﻓﻜﱢﺮﻭﺍ ،ﻫﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﺪﻩ ﰲ ﺟﺤﺮ ﻳﻮﻗﻦ ﺑﺄﻥ
٩٥
ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻳﻮﻗﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻓﻴﻪ ﺳ ﻤﺎ؟ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﳌﻦ ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻡ ﻒ ﺃﺳﺪ ﻣﻔﺘﺮﺱ ﺃﻥ ﳜﻄﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺩ ﺭﺍ ﻏﺎﻓﻼ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﰲ ﻏﺎﺑﺔ ﺃﻟ ﺇﺫﻥ -ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻮﻗﻨﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﺍﳉﺰﺍﺀ -ﺃﻥ ﲡـﺮﺅ ﺃﻳـﺪﻳﻜﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻜـﻢ ﻭﺃﲰﺎﻋﻜﻢ ﻭﺃﻋﻴﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﻹﰒ؟ ﻣﻦ ﺍﳌـﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻠـﺐ ﺍﻹﰒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻘﲔ .ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﰲ ﻧﺎﺭ ﳏﺮﻗﺔ ﻣﻠﺘﻬﻤﺔ ﺗﺮﻭﺎ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻜﻢ؟ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺗﻨﺎﻃﺢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺴ ﻮﺭﻫﺎ .ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺰﻛﹼﻰ ﻓﺈﳕﺎ ﺗﺰ ﹼﻛﻰ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ .ﺍﻟﻴﻘﲔ ﳝـﻨﺢ ﺍﻟﻘـﻮﺓ ﻚ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻋﺮﺷﻪ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﻟﺒـﺎﺱ ﻟﻠﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ ،ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﻠ ﷲ ﺗﻌـﺎﱃ .ﺇ ﹼﻥ ﻛـ ﹼﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ .ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻳﻬﻮﻥ ﻛﻞ ﺃﺫﻯ .ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻳﺮﻱ ﺍ َ ﻛﻔﺎﺭ ﺓ ﺯﺍﺋﻔﺔﹲ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﻓﺪﻳ ﺔ ﺑﺎﻃﻠ ﹲﺔ ،ﺇﳕﺎ ﺗﺘﻴﺴﺮ ﻛ ﹼﻞ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ .ﻭﺇ ﱠﻥ ﻣـﺎ ﳜﻠﱢﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹶﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻹﰒ ،ﻭﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﳚﻌﻠـﻪ ﻳـﺴﺒﻖ ﲔ ﺑﺎﻃ ﹲﻞ، ﺍﳌﻼﺋﻜ ﹶﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ،ﻫ ﻮ ﺍﻟﻴﻘﲔ .ﻭﻛ ﱡﻞ ﺩﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻴﻘ ﻒ. ﻭﻛ ﱡﻞ ﺩﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺀﺓ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴـﺔ ﺯﺍﺋـ ﻭﻛ ﱡﻞ ﺩﻳﻦ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻣﺰﻭﺭ .ﺇ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳـﺰﺍﻝ ﺍﻵﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺀﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﻚ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠـﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒـﻮﺀﺍﺕ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ .ﻫﺎﻟ ﺍﻟﻘﺼﺺ ،ﻭﻫﺎﻟﻜ ﹲﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋ ﹸﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﻨـﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﱂ ﺗﻄﻬﺮ ﹺﺑﻴـﺪ ﺍﷲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻴﻘﲔ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﺠ ﺮ ﺇﱃ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﲔ
٩٦
ﻳﺮﺍﻫﺎ ،ﻛﺬﻟﻚ ﲤﺎﻣﺎ ﻳﻨﺠﺬﺏ ﺍﳌﺮﺀ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﲔ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻟـ ﹼﺬﺍﺕ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻴﻘﲔ ،ﻭﻳﺴﻜﺮﻩ ﲨﺎﻟﹸﻪ ﲝﻴﺚ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﻟﻪ ﲨﻴ ﻊ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﺇﺯﺍﺀﻩ ﺣﻘﲑ ﹰﺓ ﺗﺎﻓﻬ ﹰﺔ .ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳋﻼﺹ ﻣـﻦ ﺍﻹﰒ ﺇﻻ ﺣﲔ ﻳﻄﹼﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺟﱪﻭﺗﻪ ﻭﺟﺰﺍﺋﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻘﻴﲏ. ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﺻﻞ ﻛ ﹼﻞ ﲡﺎﺳ ﹴﺮ ﻋﺪ ﻡ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮ ﻫﺐ ﺣﻈـﺎ ﻣـﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﻣﺘﺠﺎﺳﺮﺍ .ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺩﺍﺭ ﺃﻥ ﺕ ﳓﻮﻫﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺣﺮﻳﻘﹰﺎ ﻗـﺪ ﻼ ﻋﺮﻣﺮﻣﺎ ﺁ ﻳﻈﻞ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺳﻴ ﹰ ﺍﻧﺪﻟﻊ ﺣﻮﳍﺎ ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﻗﻴﺪ ﺷﱪ .ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺗـﺴﺘﻘ ﺮﻭﻥ ﻋﻠـﻰ ﲔ ﲜﺰﺍﺀ ﺍﷲ؟ ﻓﺎﻓﺘﺤﻮﺍ ﺃﻋﻴﻨﻜﻢ ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺣﺎﻻﺗﻜﻢ ﺍﳋﻄﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﺩﻋﺎﺋﻜﻢ ﺍﻟﻴﻘ ﺇﱃ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﷲ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ .ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﺌﺮﺍﻧﺎ ﲣﻠﺪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ، ﺐ ﺟ ﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﺑﻞ ﻛﻮﻧﻮﺍ ﲪﺎﺋﻢ ﲢﱢﻠﻖ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻭﲢ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻘ ﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﺎﻳﻌﺘﻢ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ؛ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧـﻮﺍ ﻣﺜـﻞ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﻟﱵ ﺗﻈ ﹼﻞ ﺃﻓﻌﻰ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻫﺎ .ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﳌـﻮﺕ ﺩﻭﻣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻨـﻪ ﻏـﺎﻓﻠﻮﻥ .ﻭﺗﻄﻬـﺮﻭﺍ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳛﻈﻰ ﺑﻮﺻﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮ. ﺃﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺎﻟﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺼﻼ ﺓ ٥١؛ ﺃﻱ ﺍﻃﻠﺒـﻮﺍ ﺼﺒ ﹺﺮ ﻭﺍﻟ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ :ﻭﺍ ﺳﺘ ﻌﻴﻨﻮﺍ ﹺﺑﺎﻟ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ. ٥١ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ٤٦:
٩٧
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟ ﺇﺎ ﻟﺪﻋﺎ ٌﺀ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﺎﻟﺘﻀﺮﻉ ﻭﺑﺎﻟﺘـﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻴـﺪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ .ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﹼﻴﺘﻢ ﻓﻼ ﺗﺘﻘﻴـﺪﻭﺍ ﻛﺎﻟﻐﺎﻓﻠﲔ ﰲ ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺈﻥ ﺻﻼﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ ﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﻮﻣﻮﻥ ﻛﻠﻪ ﳎﺮ ﺩ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﻃﻘﻮﺱ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﹸﻟ ﻟﻠﺼﻼﺓ ،ﻓﺈﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺃﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﳌـﺄﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺧـﺮﻯ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻜﻢ ﺍﻷ ﻡ ﻣﺘﻀﺮﻋﲔ ،ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﻭﺍﳋﺸﻮﻉ ﻭﻗ ﻊ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ.
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ؟ ﺇﻥ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺻﻮﺭﺓ ﻷﺣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﺇﺫ ﺕ ﲬﺲ ﺗﻌﺘﺮﻳﻜﻢ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺒﻼﺀ ،ﻭﻻ ﺑـﺪ ﻟﻔﻄـﺮﺗﻜﻢ ﺗﻼﺯﻡ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﺗﻐﲑﺍ ﻣﻨﻬﺎ. -١ﺍﻷﻭﻝ ﺣﲔ ﺗﺘﻠ ﱠﻘﻰ ﺧﱪﺍ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺑﻼ ًﺀ ﻗﺎﺩﻡ ﺇﻟﻴﻚ؛ ﻛﺄﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﺿﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﺬ ﹼﻛﺮ ﹲﺓ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﺜﻮﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻜﺪﺭ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﻔﻮ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﳜ ﹼﻞ ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ ،ﻭﺗﺸﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟـﺔ ﺳـﺎﻋ ﹶﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﺎ ﺯﻭﺍﻝ ﺳﻌﺎﺩﺗﻚ ،ﻭﻣﻘﺎﺑ ﹶﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﻓﹸﺮﺿﺖ ﺻـﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ.
٩٨
-٢ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻳﻨﺘﺎﺑﻚ ﺣﲔ ﺗﺪﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ؛ ﻛﺄﻥ ﹾﲤﹸﺜﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﻼ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﳌﺬﻛﺮﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘﺠﻤﺪ ﻓﻴـﻪ ﺩﻣـﻚ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻣﻌﺘ ﹶﻘ ﹰ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻚ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،ﻭﺗﺸﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﻭﻗﺘﺎ ﻳﺘﻀﺎﺀﻝ ﻓﻴﻪ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﳝﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ ﻭﺷـﻴﻚ؛ ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﹸﻓﺮﺿﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ. -٣ﻭﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﻌﺘﺮﻳﻚ ﺣﲔ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺭﺟﺎﺅﻙ ﰲ ﳒﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔﹰ ،ﻛﺄ ﹾﻥ ﲡﺮﻱ ﳎﺮﻳﺎﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺿﺪﻙ ﻭﻳﺪﱄ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺑﺸﻬﺎﺩﻢ ﻟﺪﻣﺎﺭﻙ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺨﻠﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺗﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﺳﲑﺍ .ﻭﺗﺸﺒﻪ ﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﲔ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺿﻴﺎ ِﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﻣﻘﺎﺑ ﹶﻞ ﺣﺎﻟﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﻏﺮﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﹸﻓﺮﺿﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ. ﻼ ،ﻭﳛﻴﻂ ﺑﻚ -٤ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﲔ ﳛﻴﻖ ﺑﻚ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﻌ ﹰ ﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﺗﺴﻠﱠﻢ ﺇﱃ ﺍﻟـﺸﺮﻃﺔ ﻇﻼ ﻣﻪ ﺍﳌ ﺪﹶﻟ ﹺﻬ ﻢ ،ﻛﺄ ﹾﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍ ﹸ ﻟﻠﺴﺠﻦ ،ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﺇﺩﺍﻧﺘﻚ .ﻭﺗﺸﺒﻪ ﺣﺎﻟﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﺣـﲔ ﳜﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺴﻮﺩ ﻇﻼﻣﻪ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ؛ ﻭﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﹸﻓﺮﺿﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ. -٥ﰒ ﺑﻌﺪ ﻣﻜﻮﺛﻚ ﰲ ﻇﻠﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻨﺔ ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻴﺞ ﻟـﻚ ﺭﲪ ﹸﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺗﻨﺠﻴﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ،ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠـﺮ ﺃﺧﲑﺍ ﺑﻌﺪ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﻳﺸﺮﻕ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﻠﻤﻌﺎﻧﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ؛ ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﹸﺮﺿﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ.
٩٩
ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻧﻈ ﺮﺍ ﺇﱃ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﺣـﻮﺍﻝ ﺍﳋﻤﺲ ﰲ ﺗﻐﲑﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ .ﻭﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟـﻚ ﺃﻥ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻜﻢ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﰲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ،ﻓﻼ ﺗﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ،ﻓﺈﺎ ﺃﻇـﻼ ﹲﻝ ﻟﺘﻄـﻮﺭﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ .ﺇﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻼﺟﺎ ﻟﻠﻤﺤﻦ ﺍﻵﺗﻴﺔ .ﺇﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﳚﻠﺐ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮ ﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺪﺭ ،ﻓﺘﻀﺮﻋﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻮﻻﻛﻢ ﻗﺒـ ﹶﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﻮﻋﻪ ﺧ ﲑﺍ ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻟﻜﻢ.
ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻠﻮﻻﺓ ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ،ﻗﻠﻴ ﹲﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﳜـﺸﻰ ﺍﷲ ﻭﻳﻜـﻮﻥ ﺻﺎﺩﹰﻗﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺳﺒﻠﻪ .ﻓﺄﻛﺜ ﺮﻛﻢ ﻣﻮﻟﻌﻮﻥ ﲟﻠﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺘﻌﻬـﺎ ،ﻭﻓﻴﻬـﺎ ﺗﻘﻀﻮﻥ ﺣﻴﺎﻢ ﻭﻻ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﳌﻮﺕ .ﺇﻥ ﻛﻞ ﻭﺍ ﹴﻝ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻏﺎﻓﻞ ﻱ ﻳﺘﻌـﺎﻃﻰ ﻋﻦ ﺍﷲ ،ﻓﻔﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺇ ﹸﰒ ﺧ ﺪ ﻣﻪ ﻭﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺃﲨﻌﲔ .ﻭﻛﻞ ﺛـﺮ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺇﰒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﺩﻣﻮﻧﻪ ﻣﺸﺎﻳﻌ ﹰﺔ ﻟﻪ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺍ ﺭ ﻗﺮﺍﺭ؛ ﻓﺎﻧﺘﺒﹺﻬﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻘﻴﻤﻮﺍ .ﺩﻋـﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﳓﺮﺍﻑ ،ﻭ ﹶﺫﺭﻭﺍ ﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮ ﻭﳐﺪﺭ .ﻟﻴﺴﺖ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺣـﺪﻫﺎ ﺗـﺪ ﻣﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻓﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻐﺎﻧﺞ ﻭﺍﳊﺸﻴﺶ ﻭﺍﻟﺒﻨﺞ ﻭﺍﻟﻄﺎﺭﻱ ﻭﻣﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﺴﻜﺮ ﺍﳌﺮﺀ ﻓﻴﺪﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻠﻜﻪ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄـﺎﻑ، ﻓﺎﺟﺘﹺﻨﺒﻮﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ .ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﳌﺎﺫﺍ ﺗﺘﻌﺎﻃﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟـﱵ ﺗـﺆﺩﻱ ﺇﱃ
١٠٠
ﻣﻮﺕ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻣﻨﲔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ،٥٢ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻘﲔ ﻟﺘﻄﻮﻝ ﺃﻋﻤﺎﺭﻛﻢ ﻭﺗﺮﺛﻮﺍ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺍﷲ .ﺇ ﹼﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﺒـﺬﺥ ﳋﻠﻖ ﻭﺍﳉﻔـﺎ ِﺀ ﺍﳌﻔـﺮﻁ ﻋﻴـﺸ ﹲﺔ ﺍﳌﻔﺮﻁ ﻋﻴﺸ ﹲﺔ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺳﻮ ِﺀ ﺍ ﹸ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﺍﳌﻔﺮﻃﺔ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻴـﺸ ﹲﺔ ﻱ ﺳﻴﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﷲ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ .ﻛﻞ ﺛﺮ ﺃﻱ ﻓﻘﲑ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﺳﻴﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ .ﻓﻤﺎ ﺃﺷﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ،ﻓﻴﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﷲ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺎ ﺣﺮﻣـﻪ ﺍﷲ ﺐ ﻫﺬﺍ ﻭﺟﺮﺡ ﺫﺍﻙ ﻭﻫـﺎﺟﻢ ﺑﺘﺠﺎﺳﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﹸﺃﺣ ﱠﻞ ﻟﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻏﻀﺐ ﺳ ﻫﺬﺍ ﺑﻨﻴﺔ ﻗﺘﻠﻪ ﻛﺎﺎﻧﲔ ،ﻭﺑﻠﻎ ﰲ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﺍﳌﻨﺘﻬﻰ ﻋﻨﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ .ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺣﱴ ﺍﳌﻮﺕ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋﺰﺓ ،ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺍﻷﺷـ ﺪ ﺗﺴﺨﻄﻮﺍ ﻣﻮﻻﻛﻢ .ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺳﺨﻄ ﻂ ﺍﷲ ﺇﺫ ﹾﻥ؟ ﻟـﻦ ﻳﻘـﺪﺭ ﻣﻨﻜﻢ ﻗﻮ ﹰﺓ ﻟﺪﻣﺮﺗﻜﻢ ﺗﺪﻣﲑﺍ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺄﻣﻨﻮﻥ ﺳﺨ ﹶ ﻋﻠﻰ ﺇﻫﻼﻛﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻘﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﺑﻞ ﺳـﻴﺤﻤﻴﻜﻢ ٥٢ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﲔ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﺇﳕﺎ ﺳﺒﺒﻪ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ،ﺭﲟﺎ ﻛﺪﻭﺍ ٍﺀ ﳌﺮﺽ ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺎﺩ ﺓ ﻗﺪﳝﺔ ،ﺃﻣﺎ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻜﺎﻥ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -ﺑﺮﻳﺌﹰﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﺩﻋﺎﺋﻜﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻻ ﻳﺤ ﹼﻞ ﺍﳋﻤﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﻠﹼﻬﺎ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﻓﺒﺄﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺴﺘﺤﻠﹼﻮﺎ؟ ﺃﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﺒﻌﺜﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ؟ ﻣﻨﻪ
١٠١
ﺍﷲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻋﺪﻭﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻜﻢ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﱂ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻘﲔ ،ﻓﻼ ﺣﺎﻣﻲ ﻟﻜـﻢ ،ﺑـﻞ ﺳﺘﻌﻴـﺸﻮﻥ ﰲ ﻗﻠـﻖ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻣﺬﻋﻮ ﹺﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﺑﲔ ﺑﺂﻓﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺳـﻮﻑ ﺗـﻘﻀﻮﻥ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻋﻤﺎﺭﻛﻢ ﰲ ﳘﻮﻡ ﻭﺁﻻﻡ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺟﺪﺍ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺼﲑ ﻣﺄﻭﻯ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻌﻪ ،ﻓﻬﻠﻤﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻧﺒﺬﻭﺍ ﻛﻞ ﺧﻼﻑ ﻣﻌﻪ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻮﺍﻧﻮﺍ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﻀﻪ ،ﻭﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻻ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻷﻳـﺪﻱ،٥٣ ﻀﺒﻬﺎ ﺩﻭﻣﺎ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ. ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﹶﻗ ﻬ ﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﹶﻏ
ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻠﻮﺍ ﰲ ﺗﻜﺬﻳﱯ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﺳـﺮﺍﺭ ﻛـﺜﲑﺓ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺍﳌﺮﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ .ﻓﻼ ﺒﻮﺍ ﻹﻧﻜﺎﺭ ﻗﻮ ﹴﻝ ﻓﻮ ﺭ ﲰﺎﻋﻪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﻴﻞ ٥٣ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﻮﺭ ﻏﻀﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﲏ ﺟﻨﺴﻪ ﻓﺒﺎﻟﻐﻀﺐ ﻳﻬﻠﹶﻚ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﲰﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ "ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ" ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﳑﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﳎﺮﻡ ﺳﻴﺬﻭﻕ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻀﺐ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ ﻓﻴﻨﺎﻟﻪ ﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﻀﺎ .ﱂ ﻳﺒ ﺪ ﺍﻟﻐﻀ ﲔ ﻣﻌﻨﻴﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﲔ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ .ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻀﺎﱢﻟ ﹸﻟﻘﹼﺒﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻀﺎﱢﻟ ﺃﻢ ﺍﳓﺮﻓﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﻢ ﺍﳕﺤﻮﺍ ﻭﺍﻧﺼﻬﺮﻭﺍ ،ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺇﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﳍﻢ ﺑﺄﻢ ﺳﻴﻨﺠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻳﻨﺼﻬﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻬﺠﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﳌﻌﻴﺒﺔ ﺍﳌﺨﺠﻠﺔ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﺸﻴﺌﹰﺎ ﻭﻳﺼﲑﻭﻥ ﲔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ ﺣﻨﻔﺎﺀ ﻛﺎﳌﺴﻠﻤﲔ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻀﺎﱢﻟ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻫﻲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﻤﺎ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﻀﻼﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﳕﺤﺎﺀ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻭﺍﻧﺼﻬﺎﺭﻩ ﻓﻴﻪ .ﻣﻨﻪ
١٠٢
ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ .ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﺮﻳﺌﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻭﻟﻮ ﱂ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄﰎ ﰲ ﳊﻜﹶـﻢ- ﻓﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ،ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ -ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍ ﹶ ﻟﻐﻮﺍ ﻭﻋﺒﺜﹰﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﻋﱪﺓ ﰲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻓﺈﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﺃﺻﺮﺭﰎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺣﺬﻭﺍ ﺣﺬﻭﻛﻢ ،ﺃﻋﲏ ﺃﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺑﻌﺜ ﹶﺔ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺑﻌﺜﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟـﻮﻥ ﺳـﻮﻑ ﱯ )ﺇﻟﻴﺎﺱ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒ ﻌﺚ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺍﻟﻨ ﺭﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻝ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺒﻨﻮﻥ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘ ﺪﻣﻮﻥ ﰲ ﱯ .ﻭﻟﻜﻦ ﳌﺎ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﺏ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺳﻔﺮ ﻣﻼﺧﻲ ﺍﻟﻨ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻛﺘﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ -ﺍﻷﻣـﺮ ﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻃﹰﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ -ﺛﺒﺖ ﺑﻄﻼﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﱢﻬﺎ ،ﻭﺗـﺒ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺰﻋﻤﻮﻧﻪ ﺑﺄﻥ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻨـﺰﻝ ﲜﺴﻤﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﲏ ﻇﻬﻮﺭ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻨـﺰﻟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﻌﺜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺑﻼﺩﻛﻢ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻫﻢ ﺃﱂ ﺗﻜﻦ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﻛﻌﻘﻴـﺪﺗﻜﻢ ﺍﻟـﱵ ﲢﻤﻠﻮﺎ ﺍﻟﻴﻮ ﻡ؟ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻨـﺰﻝ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﺍﺿ ﹸﻄ ﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ -ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨـﺰﻝﻋﻴﺴﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻜﻢ .ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻨـﺰﻟﻮﻧﻪ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﺗﺮﻓﻀﻮﻥ ﻗـﺮﺍﺭﻩ
١٠٣
ﻫﻮ! ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﰲ ﺷﻚ ﳑﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﰲ ﺑﻼﺩﻛﻢ ﺑﺎﳌﻼﻳﲔ ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺇﳒﻴﻠﻬﻢ ،ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻫﻢ :ﺃﻟﻴﺲ ﺣﻘﹰﺎ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺇﻥ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺍﳌﺰﻣﻊ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﻫﻮ ﻳﻮﺣﻨﺎ ..ﺃﻱ ﳛﲕ؟ ﻭﻫﻜـﺬﺍ ﻭﺑﻜﻠﻤـﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺧﻴﺐ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻛﻠﻬﺎ .ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﻋﻴـﺴﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻧﺒﻴﺎ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ،ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺍﻟﻨﱯ؟ ﻭﳌﺎﺫﺍ ﳉـﺄ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﳛﲕ ﻫﻮ ﺇﻳﻠﻴﺎ؟ ﻓﻠﻴﺘﺪﺑ ﺮ ﻫﻨـﺎ ﺃﻭﻟـﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ.
ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺳﻴﻨـﺰﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲝﺴﺐ ﻋﻘﻴﺪﺗﻜﻢ -ﺃﻱ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﻌﻴﺔ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻹﺟﺒﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ -ﻟﻌﻘﻴﺪ ﹲﺓ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺃﻳـﻦ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺍﻴـﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺋﺰ؟ ﻛﻼ ،ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴـﺪ :ﻻ ﺇﻛﺮﺍ ﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..ﺃﻱ ﻻ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﻭﻻ ﻗﺴﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻓﻤﻦ ﺃﻳـﻦ ﺧـﻮﻝ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﻹﻛﺮﺍ ﻩ ﲝﻴﺚ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺸﻲﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﻱ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﻱ ﺟﺰﺀ ﻭﺃ ﻱ ﻣﻮﺿﻊ ﻭﺃ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﳉﺰﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎ؟ ﰲ ﺃ
١٠٤
ﻭﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ٥٤؟ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ ﻳﻌﻠﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻛﺮﺍ ﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻳﺒﻴﻦ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻨـﺸﺮ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﻗﺴﺮﺍ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺴﺒﺒﲔ :ﺇﻣﺎ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻛﺜ ﲑﺍ ﻣـﻦ ﺍﳌـﺴﻠﻤﲔ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﻭﻇﻠﻤﻮﻫﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻛﻤـﺎ ﻳﻘـﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﹸﺃﺫﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑـﺄﻢ ﹸﻇﻠﻤـﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﻠـﻰ ﻧـﺼﺮﻫﻢ ﻟﻘﺪﻳﺮ ٥٥؛ ﺃﻱ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺎﺭﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﺎﻟﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭﺍﻢ ﻟﻜﻮﻢ ﻣﻈﻠﻮﻣﲔ ،ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨـﺼﺮﻫﻢ؛ ﺃﻭ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﻠـﻚ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸ ﻦ ﺿﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛـﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬـﺎﲨﻮﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﻗﺴﺮﺍ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ،ﻓﺤﺎﺭﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﺃﻭ ﻹﺭﺳـﺎﺀ ﺍﳊﺮﻳـﺔ ﰲ ﺸ ﻦ ﺍﻟـﻨﱯ ﻭﻻ ﺧﻠﻔـﺎﺅﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ .ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﱂ ﻳـ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ ﺃﻱ ﺣﺮﺏ ﻣﻄﻠﻘﺎ ،ﺑﻞ ﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻌـﺮﺽ ﻟﻈﻠـﻢ :٥٤ﻭﻟﻮ ﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻋﻨﻮ ﹰﺓ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰﺍ ،ﻓﻬﻮ ﺯﻋ ﻢ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ،ﺇﳕﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺁﺫﻭﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍ، ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﳒﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻃﺎﻢ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻜﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﺃﻋﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺤﻘﹼﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻗﺼﺎﺻﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ ﺧﻔﹼﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻨﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻌﻔﻰ ﻟﻪ ﺟﺮﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺑﻪ ﺍﻹﻋﺪﺍ ﻡ .ﻓﺸﺘﺎﻥ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻩ! ﻣﻨﻪ ٥٥ﺍﳊﺞ٤٠ :
١٠٥
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﲟﺎ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻢ .ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜـﻮﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﳌﻬﺪﻱ ﺻﺎﺩﻗﲔﹺ ،ﺇﺫ ﻳﺒﺪﺁﻥ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻴﺪ ﻇﻬﻮﺭﳘﺎ ﰊ ﺍﳉﺰﻳ ﹶﺔ ﻭﻳﻨﺴﺨﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ :ﺣﺘـﻰ ﻱ ﻛﺘﺎ ﺣﱴ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻼ ﻣﻦ ﺃ ﺠ ﺰﻳ ﹶﺔ ﻋ ﻦ ﻳ ﺪ ﻭ ﻫ ﻢ ﺻﺎ ﻏﺮﻭ ﹶﻥ .٥٦ﻛﻴﻒ ﻳ ﻌﺪﺍ ﻥ ﻣﻦ ﲪﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳ ﻌﻄﹸﻮﺍ ﺍﹾﻟ ﹺ ﻣﻊ ﺃﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﺒﺜﺎﻥ ﺇ ﹼﻻ ﻭﻳﻨﺴﺨﺎﻥ ﺣﱴ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻳـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ ﱂ ﺗـﻨﺴﺦ ﺃﻳﺎ ﻡ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻳﻀﺎ؟ ﺃﺑ ﻌ ﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻛﻠﻪ ﻟﻦ ﳛـﺪﺙ ﻱ ﺧﻠﻞ ﰲ "ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ"؟! ﺃ ﻛﺎﻥ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ -ﰲ ﺯﻣﻦ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺓ ﺃﻟﻒ ﻭﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ،ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﺖ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ -ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﻻ ﺑﺎﻟـﺴﻴﻒ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜـﺴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻴـﺪﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﱪﻫﺎﻥ ﻳﻘﻴﲏ ﻗﺎﻃﻊ ،ﻻ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﰲ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻠﺒﺎﻥ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣـﻦ ﺐ .ﺇﺫﺍ ﳉﺄﰎ ﺇﱃ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻛﺎﻥ ﺇﻛﺮﺍﻫﻜﻢ ﺱ ﺃﻭ ﺧﺸ ﹴ ﺐ ﺃﻭ ﳓﺎ ﹴ ﻀ ﺔ ﺃﻭ ﺫﻫ ﹴ ﻓ ﻼ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻜﻢ ﻻ ﲤﻠﻜﻮﻥ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻜﻢ .٥٧ﻓﻜ ﹼﻞ ﺳـﻔﻴ ﻪ ﺩﻟﻴ ﹰ ٥٦ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ٢٩ : ﻼ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻘﻴﻢ ﰲ ﺑﻠﺪ ﳉﻬﻠﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺻﺎﺣﺐ "ﺍﳌﻨﺎﺭ" ﻗﺎﺋ ﹰ ٥٧ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠ ﻲ ﺑﻌﺾ ﺍ ﹶ ﳛﻜﻤﻪ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ .ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺃﻧﲏ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﺑﻐﻲ ﺍﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺇﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻒ ﺃﻧﻔﻪ ﰲ "ﺳﺮﻱ ﻧﻐﺮ" ﺑﻜﺸﻤﲑ ،ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﳍﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﳒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻣﺎﺕ ﺣﺘ ﻭﻻ ﺍﺑﻦ ﺇﻟ ﻪ؟ ﺃﻓﻼ ﻳﺘﱪﺃ ﻣﲏ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﺍﳌﺘﺤﻤﺴﻮﻥ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻮﱄ ﻫﺬﺍ؟ ﺍﲰﻌﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ،ﺇﱐ ﻻ ﺃﺩﺍﻫﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺃﻳﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺎﺋﺮﻩ ،ﻭﻻ ﺗﺸﻬﺮ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﰲ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﻟﻨﺸﺮ ﺩﻳﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
١٠٦
ﻇﺎ ﹴﱂ ﺇﺫﺍ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻣ ﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ،ﻭﻟﻜـﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺇﻻ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﻒ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻬـﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﺑﺪﺍ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜ ﻭﺗﺴﻤﻮﻥ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﻭﺩﺟﺎﻟﲔ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﺓ ﻏﻀﺒﻜﻢ ،ﻓﻬﺎ ﺇﻧﻨـﺎ ﻧﻨـﻬﻲ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺎﺗﲔ ﺍﳉﻤﻠﺘﲔ :ﹸﻗ ﹾﻞ ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎﻓﺮﻭ ﹶﻥ * ﻻ ﹶﺃ ﻋﺒ ﺪ ﻣﺎ ﺗ ﻌﺒﺪﻭ ﹶﻥ .٥٨ ﹶﻛ ﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻔﺮﻕ -ﻳﺎ ﺗﺮﻯ -ﺳﻴﺤﺎﺭﺏ ﻣﺴﻴﺤﻜﻢ ﻭﻣﻬﺪﻳﻜﻢ ﺍﳋﻴﺎﻟﻴﺎ ﻥ ﻒ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺷﻘﺎﻕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻓﹸﺮﻗﺘﻬﻢ؟ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺗـﺴﺘﻮﺟﺐ ﺑﺎﻟﺴﻴ ﺳ ﱠﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺭﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﰒ ﺃﻟﻴﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺴﺘﺤ ﹼﻘﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﻮﺍ ﻭﻳﺒﺎﺩﻭﺍ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ؟ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣـﺖ ﻓـ ﺮﻗﹸﻜﻢ
ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳛﺮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﺎﺭﺎ ﺣﺮﺑﺎ ﺩﻳﻨﻴﺔ ،ﻷﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﲢﺎﺭﺑﻨﺎ ﺣﺮﺑﺎ ﺩﻳﻨﻴﺔ .ﰒ ﺇﻧﻪ ﹶﻟ ﻤ ﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺣﱴ ﰲ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻟﻜﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺩﺍﺀﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﺇﻧﻪ ﳌﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﹶﻘﲏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻓﻬﻞ ،ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ،ﺃﺳﻲﺀ ﺇﱃ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﷲ ﻫﺬﻩ!؟ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﲔ )ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ (٥١:ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﳒﹼﻰ ﺕ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻭﻣﻌ ﹴ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ :ﻭﺁﻭﻳﻨﺎﳘﺎ ﺇﱃ ﺭﺑﻮ ﺓ ﺫﺍ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺁﻭﺍﻩ ﻫﻮ ﻭﹸﺃﻣﻪ ﺇﱃ ﺗﻠﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻭﲡﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ -ﺃﻱ ﺇﱃ ﺟﺒﺎﻝ "ﺳﺮﻳﻨﻐﺮ ﻛﺸﻤﲑ" -ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺁﻭﺍﱐ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺗﻠﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﺎﳍﺎ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻴﺚ ﲡﺮﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﻘﺔ ﻭﻧﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ .ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺃﻥ ﻧﺸﻜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻨﻬﺎ .ﻣﻨﻪ ٥٨ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ٢-٣:
١٠٧
ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﺟﺒ ﹰﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﲝـﺴﺐ ﻣﻌﺘﻘـﺪﺍﺗﻜﻢ ﻓﻜـﻢ ﻣﻨـﻬﺎ ﺳﺘﺠﺎﻫﺪﻭﻥ؟ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﺲ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﻒ ،ﻭﺳﻴﻨﺸﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﲰﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﻪ .ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻦ ﻳﻨـﺰﻝ
ﺃﺑ ﺪﺍ ﻷﻥ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﲝـﺴﺐ ﻗﻮﻟـﻪ :ﹶﻓﹶﻠﻤـﺎ
ﺗ ﻮﱠﻓﻴﺘﹺﻨﻲ ٥٩ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﹰﻓﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﺎﻧﻴـﺔﹰ ،ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻋﺬﺭﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻌـﺪﻩ ﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﺗﺮﻯ ،ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﻞ ﺳﻴﺠﻴﺐ ﺍ َ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻮ ﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻓﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﻨـﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺄﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧـﺮﻯ. ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺄﰐ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﳝﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻳـﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﺬﺏ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﲔ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ .ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﻘـﻮﻝ: ﺕ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺜﱵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺌﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﰲ ﺍﻟﻌـﺎﱂ، ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻛﻠﱠﻬﻢ ،ﻭﺇﱐ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻔﺴﺎﺩﻫﻢ ،ﻭﺇﱐ ﺃﺳﺘﺤ ﻖ ﻣﻜﺎﻓـﺄ ﹰﺓ ﺇﺫ ﺕ ﺍﻟﺼﻠﺒﺎﻥ! ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘـﻮﻝ ﺇﻧـﻪ ﻻ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻭﻛﺴﺮ ﺏ ﻭﺯﻭﺭ! ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻴﹰﺌﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻛﺬ ٥٩ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ١١٨:
١٠٨
ﺤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟـﻦ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﹰﺎ ﻭﺍﺿ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ،٦٠ﻭﻗﱪﻩ ﺕ ﺟﺮﻳﺪﺓ "ﻛﺮﻳﺌﺮﺩﻻﺳﲑﺍ" ﺃﺷﻬ ﺮ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﰲ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﳋ ﱪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﺎﱄ: ٦٠ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﰲ ١٨٧٩/٧/١٣ﻡ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﺭﺍﻫﺐ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺴﻤﻰ "ﻛﻮﺭ" ،ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻬﲑﺍ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﺄﺣﺪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ .ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻙ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻋﻘﺎﺭﺍ ،ﻓﺒﺤﺚ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ٢٠٠ﺃﻟﻒ ﻓﺮﻧﻚ ) ١١٨٧٥٠ﺭﻭﺑﻴﺔ( ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻮﺩﺍ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭ ﻋﺜ ﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﺍﺳﺘﻠﻢ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ -ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ -ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﻗﺮﺍﺀﺎ ،ﻭﺳﻨﺤﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺧﱪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻓﺮﺻ ﹸﺔ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺟﺪﺍ ،ﻭﳌﺎ ﻗﺮﺃﻭﻫﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ﺱ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﷲ ﻭﲝﺴﺐ ﺭﺿﻮﺍﻧﻪ". "ﺑﻄﺮﺱ ﺻﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺧﺎﺩ ﻡ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﳜﺎﻃﺐ ﺍﻟﻨﺎ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻵﰐ: ﺕ ﺃﻧﺎ ﺑﻄﺮﺱ ﺻﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ "ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺕ ﺍﳊﺐ ﻫﺬﻩ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺑﻮﻟﲑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺮﺏ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﻓﺼﺢ )ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ( ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻣﻮﻻﻱ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ". ﺻ ﹶﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﱪﺍﺀ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺑﻄﺮﺱ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻘﺪ ﺗﻮ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺑﻠﻨﺪﻥ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺤﺼﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺎ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻟﲑﺓ ) ٢٣٧٥٠٠ﺭﻭﺑﻴﺔ(. ﺖ ﻷﻛﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣ ﹴﺮ ﺃﺭﺍﻩ ﺳﻴﺌﹰﺎ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻗﺎﻝ":ﺇﳍﻲ ،ﻟﺴ ﺃﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﻨﺖ ﺃﻭ ﺩ ﺍﻛﺘﺴﺎﺎ ،ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﳝﺴﻜﻮﻥ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻼ ،ﺇﳕﺎ ﻋﻈﻤﱵ ﰲ ﻋﻤﻠﻲ .ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﲏ ﺣﺎ ﹰﻻ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻏﻔ ﺮ ﱄ ﺫﻧﻮﰊ .ﺭﺏ ،ﻻ ﲡﻌﻠﲏ ﻣﻮﺭﺩﺍ ﻟﻄﻌﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ،ﻭﻻ ﲡﻌﻠـﲏ ﺣﻘـﲑﺍ ﰲ ﻧﻈـﺮ ﺃﺣﺒﺎﺋﻲ ،ﻭﻻ ﲡﻌﻞ ﺗﻘﻮﺍﻱ ﲡﻠﺐ ﱄ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ،ﻭﻻ ﲡﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﻌﺎﺩﰐ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺃﻭ ﻫﺪﰲ ﻂ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﲪﲏ .ﻳﺎ ﺭﰊ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻟﻴﻜ ﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﲪﺘﻚ ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗـﺮﺣﻢ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻻ ﺗﺴﱢﻠ ﹾ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﳏﺘﺎﺝ ﻟﺮﲪﺘﻚ ".ﻣﻨﻪ
١٠٩
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺣﺎﺭﺓ "ﺧﺎﻥ ﻳﺎﺭ" ﲟﺪﻳﻨﺔ "ﺳـﺮﻳﻨﻐﺮ" .٦١ﺃﻣـﺎ ﺍﻵﻥ ﻓـﺴﻮﻑ
ﻳﻨـﺰﻝ ﺍﷲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺳﻴﺤﺎﺭﺏ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﳊﻖ .ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ٦١ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﱪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ "ﺳﺮﻱ ﻧﻐﺮ" ﻗﺪ ﹸﺃ ﻋ ﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ.
ﺷﻬﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﲞﺼﻮﺹ ﻗﱪ ﺍﳌﺴﻴﺢ מעודה אני ראיתי ציור קבר אצל מירזא
ﺖ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﲑﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﲏ ﻗﺪ ﺭﺃﻳ גולאם אחמד קאדיאני הקבר הזה מקברי
ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻭﺃﺅﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﱪ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ בני ישראל והקבר זה מן קברי אכבר
ﻭﻫﻮ ﻷﺣﺪ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ בני ישראל .והיום ראיתי את הציור ואני כתבתי
ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﻳﻄﺔ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ: התעודה ב 12יון . 1889שלמן יוסף יצחק ....
ﰲ ١٨٩٩/٦/١٢ﻡ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ )ﺃﻱ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ( .ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ שלמן יהודי ני מרי רוברו יה שהדת לכי
ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﲝﻀﻮﺭﻱ. מופתי מוחמד צאדיק בירוי ،כלרק דפתר אקונטנט לאהור.
ﻣﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺒﻬﲑﻭﻱ ،ﺍﳌﻮﻇﻒ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﶈﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻼﻫﻮﺭ.
ﺃﺷﻬﺪ ﺑﺎﷲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﺘﺒﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.
ﺗﻮﻗﻴﻊ :ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ .ﻣﻨﻪ
.................................
ﻫﺬﻩ ﺗﺮﲨﺔ ﻛﻼﻡ ﺣﻀﺮﺓ ﻣﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ،ﻭﻫﻲ ﲨﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻷﺣﺮﻑ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ) .ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١١٠
ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺏ ﺍﷲ ﻷﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،ﺃﻣﺎ ﺣﺮﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬـﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻃﻌﻦ ،ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ.
ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ! ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﺴﻠﻜﻮﺍ ﺳـﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺭﺍﺟﻌﻮﱐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻢ ﺍﻟﺘﺎﻡ .ﻟﻘﺪ ﺃﻧـﺰﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨـﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﺒﻮﻟﲔ ﻣﻦ ﻃﻴﻨﺔ ﺃﰊ ﺟﻬـﻞ ﻳﺘﺒﻌـﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺒﻌﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﱄ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨـﺔ "ﻣﲑــ" ﻣﻜﺘﻮﺑـﺎ
ﻣﺴﺠﻼ ﳜﱪﱐ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎ ﻋﺎ ﻟـ "ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﺳـﻴﻌﻘﺪ ﰲ ﻣﺪﻳﻨـﺔ "ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ" ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻣﻌﻬﻢ. ﺤﺎ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻨﺎﻭﺋﲔ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﳊﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻣﺘﺨﻠﹼﲔ ﻋﻦ ﻓﻠﻴﻜ ﻦ ﻭﺍﺿ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﳍﺰﳝﺔ ،ﹶﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ "ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ" ﻭﻏﲑﻫـﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻢ .ﺇﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻯ ﻓ ﺮﻗﹰﺎ ﺑﲔ ﻋﻠﻤـﺎﺀ "ﺍﻟﻨـﺪﻭﺓ" ﻭﻋﻠﻤـﺎﺀ "ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ" ،ﺇﺫ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻘﻴـﺪ ﹰﺓ ﻭﻃﺒﻌـﺎ ﻭﺟـﻮﻫ ﺮﺍ.
ﻭﺍﳉﻤﻴﻊ ﳐﲑ ﰲ ﺃﻥ ﳛﻀﺮ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ،ﻭﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻻﺑﺘﻐﺎﺀ ﺍﳊـﻖ ﻻ ﻚ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺃﺩﺏ ﺇﺯﺍﻟ ﹶﺔ ﻣـﺎ ﻟﻠﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻘﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﺷ
ﳜﺎﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﺷﻜﻮﻙ ،ﻭﺳﻨﻌﺎﻣﻠﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺿﻴ ﹰﻔﺎ ﻃﻮﻝ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﰲ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ .ﺇﻧﻨﺎ ﰲ ﻏﲎ ﻋﻦ "ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ" ﻭﺃﻣﺜﺎﳍﺎ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺇﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﳊ ﻖ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊ ﻖ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﰲ ﺃﻛﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻃﺮﺍﺩ .ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺒﺄﱐ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺑﻮﺣﻴﻪ ﺍﳌﺴﺠﻞ ﰲ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻴﺴﻌﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﹸﻭﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻟﻴﺨﻴﺒﻮﻙ ﰲ ﻣﺴﻌﺎﻙ،
١١١
ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺳﺄﺟﻌﻠﻚ ﲨﺎﻋﺔ ﻛﺒﲑﺓ؟ ﻟﻘﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻠ ﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣ ﻲ ﺣﲔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻲ ﺭﺟ ﹲﻞ ﻭﺍﺣﺪ .ﰒ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﺍﺳﺘـﻨﻔﺪ ﺧﺼﻮﻣﻲ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺎﻢ ﺿﺪﻱ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﲨﺎﻋﱵ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻭﺑﻠـﻎ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ .ﻓـﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ "ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﱂ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﺍﳌﻮﺕ ﻓﻠﲑﺍﺟﻌﻮﺍ ﺃﻧﺒـﺎﺀ "ﺍﻟـﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋ ﻖ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﻟﻴﺨﱪﻭﺍ ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺃ ﻡ ﻻ؟ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺽ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ؟
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺭﺍﻏﺒـﻮﻥ ﻋـﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻨﻬﻤﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﺪﻋﺎﻢ ﻟﻴ ﹶﻞ ﺎ ﺭ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻤﺎ ﺣـﻞ ﺖ ﺻﻨﻮﻓﹰﺎ ﻣـﻦ ﺕ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﻟﺮﺃﻳ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻭﺁﻓﺎﺕ .ﻟﻮ ﺣﻀﺮ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻴﺜﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻓﻮﻑ ﻭﺍﻟﻄﻨـﺎﺑﺮ ﻭﺍﳌﹸﻄـﺮﺑﲔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ،ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻣﻊ ﻉ ﺍﻟﻨﱯ !! ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻣﻼﺑﺲ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﺗﺒﺎ ﳊﻨﺎﺀ ،ﻭﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ،ﻭﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥ ،ﻭﻳﺼﺒﻐﻮﻥ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺑﺎ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﰲ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﺇﺎ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﺼﺪﺃ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﳌﺮﺀ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﺳﻮﻑ ﻳﺮﻳﻨﺎ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﳛﻤﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
١١٢
@ @õb äÜÛ@|öb–ã ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﻮﺭﻃﺎﺕ ﰲ ﺑﺪﻋﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﺈ ﻦ ﻳﻨﻈﺮﻥ ﺇﱃ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺑﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻛﺄﻦ ﻻ ﻳﺆﻣ ﻦ ﺎ .ﺇﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻳﻦ ﺃﻥ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﲢﻤﻞ ﻋﻼﺟﺎ ﻟﻜﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ،ﻓﻠﻮﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌـ ﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺣ ﱞﻞ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻄ ﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎ ﹶﻝ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﱐ .ﻓﻤﺜﻼ ﻟﻮ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺍﳌـﺮﺃﺓ ﺑـﺎﳉﻨﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﳉﺬﺍﻡ ﺃﻭ ﻣﺮﺿﺖ ﲟﺮﺽ ﻋﻀﺎﻝ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻏ ﲑ ﺻﺎﳊﺔ ﻷﻱ ﻋﻤﻞ ﻟﻸﺑﺪ ،ﺃﻭ ﺖ ﻟﻌﺎﻫﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﲡﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺮﺛﻰ ﳍﺎ ﻭﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻨﻜﺎﺡ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗ ﻌﺮﺿ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻹﺷﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟـﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﺔ ،ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﱐ .ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟـﺴﺒﻴﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ؛ ﺃﻋﲏ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳـﺼﻠﺢ ﻟـﺸﻲﺀ ﻓﻠﻬﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﱭ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳋﻠ ﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﻕ. ﺇﻥ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﲤﺎﺛﻞ ﺻﻴﺪﻟﻴ ﹶﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪﱄ ،ﺍﻟﱵ ﻟﻦ ﺗﺰﺩﻫﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺍ ٌﺀ ﻟﻜﻞ ﺩﺍﺀ .ﺃﻓﻠﻴﺲ ﺣ ﹰﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧـﺎ ﻟـﺒﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻄﺮﻫﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﱐ؟ ﻣﺎ ﻧ ﹾﻔﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌـﺎﰿ ﻕ ﻣﺸﺮﻭﻃﹰﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧـﺎ ﻓﻘـﻂ ﻭﱂ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﻀﻼﺕ؟ ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﻟﻄﻼ
١١٣
ﻳﺬﻛﺮ ﺷﱴ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺨﺼﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻞ ﺍﻟـﺰﻭﺟﲔ ﻋـﺪﻭﻳ ﹺﻦ ﻟﺪﻭﺩﻳﻦ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﱂ ﺗ ﻄ ﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﺣﱴ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺃﺧﲑﺍ ﺇﱃ ﺳ ﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﰲ ﺃﻣﲑﻛﺎ .ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻺﳒﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺑﻌﺪ ﺳ ﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ؟ ﱳ ﻻ ﳛﺘـﺎﺝ ﺇﱃ ﻓﻴﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ! ﻻ ﹶﲣ ﹾﻔ ﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺗـﻴ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨـﺴﺎﺀ ﻣﺜـﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺴﺘﺎﺀﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﺩ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻬﺎ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﳋﻠﻊ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ .ﻛﺎﻥ ﺣ ﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﶈﺘﻤﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻟﻜـﻲ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻧﺎﻗﺼﺔ. ﺝ ﷲ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻌـﻮﻟﺘﻜ ﻦ ﺍﻟـﺰﻭﺍ ﻓﺄﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﳚﺐ ﺃﻻ ﺗﺸﺘﻜﲔ ﺍ َ ﷲ ﺃﻥ ﳛﻔﻈﻜ ﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻭﺍﳌﺼﻴﺒﺔ .ﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺑﻞ ﺍﺩ ﻋ ﻦ ﺍ َ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﰒ ﻻ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻓﻬﻮ ﻇﻠﻮﻡ ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﺆﺍﺧﺬﺓ، ﱭ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻦ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﻋﺼﻴﺎﻧﻪ .ﻛﻞ ﻭﺍﺣـﺪ ﱳ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺠﻠ ﺃﻣﺎ ﺃﻧ ﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻴـﺼﻠﺢ ﱳ ﺻﺎﳊﺎ ﺳﻴﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ .ﺇﻥ ﻛﻨ ﺃﺯﻭﺍﺟﻜ ﻦ ﺃﻳﻀﺎ .ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺯﺕ ﺗﻌ ﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﳌـﺼﺎﱀ ﱳ ﻻ ﺗ ﻄﻘﹾـ ﻦ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟ ﹸﻜ ﻦ ،ﻓﺈﻥ ﻛﻨ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﺎﻧﺘ ﻔ ﻌ ﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟـﺪﻋﺎﺀ، ﻷﻥ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﻐﻠﺐ ﻗﺎﻧﻮ ﹶﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻳﻀﺎ.
١١٤
ﺨﻠﺪﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ .ﻭﻻ ﺗﻔﺘﺨـﺮﻥ ﲔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻻ ﺗ ﻓﺎﺗﻘ ﺨ ﺮ ﹶﻥ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻻ ﺗﻄﺎﻟﺒﻦ ﺑﻌﻮﻟﺘﻜﻦ ﲟﺎ ﻳﻔـﻮﻕ ﺑﻘﻮﻣﻜﻦ .ﻭﻻ ﺗﺴ ﺕ ﻋﻔﻴﻔﺎﺕ .ﻻ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ .ﻭﺍﺑ ﹸﺬﹾﻟ ﻦ ﺟﻬﺪﻛ ﻦ ﻛﻲ ﺗﻨـﺰﹾﻟ ﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﺗﺘﻜﺎﺳﻠﻦ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﷲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻏﲑﳘﺎ .ﻭﻻ ﺗـﱪ ﺣ ﻦ ﺕ ﻷﺯﻭﺍﺟﻜ ﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﻭﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﺇﻥ ﺷﻄﺮﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻳﺪﻳﻜﻦ ،ﻓﺎﺑﺬﻟ ﻦ ﺟﻬﺪﻛﻦ ﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﻜﻦ ﳓﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ ﺣﱴ ﺗ ﹸﻜ ﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﰲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﺘﺎﺕ .ﻻ ﺗـﺴﺮﻓﹾﻦ ،ﻭﻻ ﺐ ﺑﻌﻀﻜﻦ ﺨ ﻦ ﻭﻻ ﺗﺴﺮﻗﻦ ،ﻭﻻ ﺗﻐﺘ ﺗﺒ ﱢﺬﺭﻥ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺃﺯﻭﺍﺟﻜﻦ ﺗﺒﺬﻳﺮﺍ ،ﻭﻻ ﺗ ﺑﻌﻀﺎ ،ﻭﻻ ﺗﺄﺗﲔ ﺑﺒﻬﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ.
١١٥
@ @@ò·b¨a ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﲨﺎﻋﺘﻨـﺎ ﺧﺸﻴ ﹰﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﷲ ﻣﻜﺎﻧ ﹰﺔ ﺗﺠﻨﺒﻬﻢ ﻏﻀﺒﻪ ﺍﳌﻀﻄﺮﻡ ﻋﻠـﻰ ﺼﻤﻮﺍ ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻗـﺪ ﺗﻔـﺸﻰ ﻓﻴﻬـﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻳﻌ
ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﳊ ﹼﻘﺔ –ﻭﻳﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻣﺎ ﺃﻗﻞﱠ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﳊﻘﱠ ﹶﺔ!– ﺗﺮﺿﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺎﷲ ﻻ ﳛﻤﻲ ﺍﳌﺘﻘ ﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣ ﹶﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﲪﺎﻳ ﹰﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ،ﺑـﻞ ﺍَ
ﱯ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻻﺗﻘﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺇﻻ ﲪﺎﻳ ﹰﺔ ﺇﻋﺠﺎﺯﻳﺔ .ﻛ ﹼﻞ ﳏﺘﺎ ﹴﻝ ﺃﻭ ﻏ ﺐ ﻣﻦ ﺛﺒﺘﺖ ﺗﻘﻮﺍﻩ ﺑﺂﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .ﻭﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﱐ ﺃﺣ ﺖ ﳏﺒﺘﻪ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﲰﺎﻭﻳﺔ .ﻭﺍﳉﻤﻴـﻊ ﷲ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺒﺘ ﺐﺍَ ﺍﷲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﳛ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﺣ ﻖ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻫـﺐ ﻟـﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .ﻭﻛ ﱞﻞ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻨﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـﺪﻧﻴﺎ .ﻟـﺬﺍ ﻓﺎﺳـﻌﻮﺍ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺘﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻟﺘﻌﺼﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﻓﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘ ﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ
ﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻷﻧﻪ ﰲ ﻣﻼﺫ ﺍﷲ ،ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻘﲔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ! ﻟﻘﺪ ﺳﻴﺤ ﹶﻔ ﹸ
ﲰﻌﺘﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ،ﺇﻧﻪ ﻧﺎ ﺭ ﻏﻀﺐ ،ﻓ ﹸﻘﻮﺍ ﺃﻧﻔـﺴﻜﻢ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎ ﺭ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻴﻌﲏ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺇﺧﻼﺹ ،ﺑﺮﻳﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﺧﻴﺎﻧـﺔ ﻭﻛﺴﻞ ﻭﻏﻔﻠﺔ ،ﻭﻻ ﳜﻠﻂ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺍﳊﺴﻨﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻌﺼﻢ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫـﻮ ﺑﻄﻲﺀ ﺍﳋﻄﻰ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﻭﻻ ﻳﺴﻠﻚ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ،ﺃﻭ
١١٦
ﻳﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ .ﻓـﺄﻃﻴﻌﻮﺍ ﺍﷲ ﻃﺎﻋـﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ. ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳ ﻌ ﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﻳﻌﲔ ،ﻓﻌﻨﺪﻩ ﺍﻵﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﳋﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﲟﺎﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ .ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﱪﻉ ﺑﻘﺮﺵ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺪﻓﻊ ﻗـﺮﺵﹴ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺗﻐﻄﻴ ﹰﺔ ﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﻖ ﺩ ﹾﻓ ﻊ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﱪﻉ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﺷﻬﺮﻳﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﺗﻘﺘـﻀﻲ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ .ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟـﻀﻴﻮﻑ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﱂ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﳍﻢ ﺍﳌﺒﻴﺖ ﺍﳌﺮﻳﺢ ،ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍ َﻷ ﺳﺮﺓ .ﰒ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺍﳌﺴﺠﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳـﺰﺍﻝ ﺃﻣـﺮ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ﺟﺪﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﲬﺴﲔ ﺃﻟ ﹰﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻼﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺣﱴ ﺃﻟﻒ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﺷﻬﺮﻳﺎ .ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺒﺎﻳﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﱪﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻃﺎﻗﺘﻪ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﰲ ﻋﻮﻧﻪ .ﻟﻮ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﻌﻮﻧﺘﻬﻢ ﻛـﻞ ﺷﻬﺮ ﺑﻼ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻓﺈﺎ -ﻭﺇ ﹾﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻫﻴﺪﺓ -ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﻧﺴﻴﺎ ﻥ ﻃﻮﻳ ﹴﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﺎﻃﺮ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ .ﺇﻥ ﺻﺪﻕ ﻛﻞ ﺇﻧـﺴﺎﻥ ﻳﻌـ ﺮﻑ ﲞﺪﻣﺘﻪ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻋ ﺰﺓ ،ﻫﺬﺍ ﺃﻭﺍ ﹸﻥ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ،ﻓﺎﻏﺘﹺﻨﻤﻮﺍ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﺈﺎ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ .ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ
ﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ،ﻭﻟﹾﻴﻨﻔ ﻖ ﻣﺎﻟﹶﻪ ﰲ ﻫـﺬﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺯﻛﺎﺗﻪ .ﻭﻟﹾﻴﺠﺘﻨ
١١٧
ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﻭﻟﹾﻴﺆﻛﺪ ﺻﺪﻗﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻟﻴﻨﺎﻝ ﺇﻧﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ،
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻗﺪ ﹸﺃ ﻋ ﺪ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﲡ ﱟﻞ ﺳـﻮﺍﻩ. ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﲪﺎﻣﺔ ،ﻭﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠـﻰ
ﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻘﺮﺓ ،ﻭﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻮﺕ ﺃﻭ ﲤﺴﺎﺡ ،ﻭﱂ ﻳﺄﺕ ﻭﻗـ
ﺚ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣ ﹸﻞ ..ﺃﻋﲏ ﻧﺒﻴﻨﺎ ؛ ﻓﻠﻤـﺎ ﲤﱡﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺑﺸﺮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺒﻌ ﹾ ﺑﻌﺚ ﻫﻮ ﲡﻠﱠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻮﻧـﻪ ﺇﻧـﺴﺎﻧﺎ ﻼ .ﻟﻘﺪ ﲡﹼﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺣـﱴ ﻣـﻸ ﻛﺎﻣ ﹰ
ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺑﻘﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳏﻔﻮﻇﹰﺎ ﻣـﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻙ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﲡﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻛﺎﺋﻦ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ ﺃﻋﲏ ﲪﺎﻣﺔ ،ﻟﺬﺍ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳋﺒﻴـﺚ ،ﺃﻋـﲏ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ،ﻓﺪ ﹼﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﻗﻮﺗـﻪ ﺃ ﹾﻥ ﻫﺠـ ﻢ
ﻫﺠﻤ ﹶﺔ ﺛﻌﺒﺎ ﻥ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻗﺪ ﻋ ﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﺿﻼﻝ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻛﱪ ﺿﻼﻻﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻳﺘﻔﻄـﺮﻥ ﻭﻳﺘﻤﺰﻗﻦ ﺇﺫ ﺍﻗﺘﺮﹺﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﰒ ﻛﺒﲑ ﺣﻴﺚ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﹺﺇﳍﹰﺎ ﻭﺍﺑ ﻦ
ﺇﻟﻪ .ﻟﻘﺪ ﺟﺎ َﺀ ﺫﻛ ﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺍﻟﺮ ﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬـﻢ ﲔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟـﺮ ﺩ ﻀﺎﱢﻟ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﹺﺇﻳﺎ ﻙ ﻧ ﻌﺒ ﺪ ﻭ ﻭﻻ ﺍﻟ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﹸﻗ ﹾﻞ ﻫ ﻮ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﺃ ﺣ ﺪ
١١٨
ﺕ ﻓﺘﻨـ ﹸﺔ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻴﺔ ﰲ ﺼ ﻤ ﺪ * ﹶﻟ ﻢ ﻳﻠ ﺪ ﻭﹶﻟ ﻢ ﻳﻮﹶﻟ ﺪ ،٦٢ﻛﻤﺎ ﺫﹸﻛﺮ * ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﻟ ﺕ ﻳﺘ ﹶﻔ ﱠﻄ ﺮ ﹶﻥ ﺴ ﻤﻮﺍ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :ﺗﻜﹶﺎ ﺩ ﺍﻟ ﻣﻨ ﻪ .٦٣ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﱂ ﲢﺼﻞ ﻗﻂ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﱂ ﺗﻮﺟﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﲔ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ. ﺃﻣﺎ ﺳ ﺮ ﲤﱡﺜ ﹺﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻗﺒـﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻛﻞ ﻓﻬﻴﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ: ﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺖ ﺭﻭ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻋﻈﻤ ﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴ ﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺇﺫ ﺟﺬﺑ ﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﻨﱯ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺇﺫ ﹾﻥ ﺗﻔﻘﺪﻭﻥ ﺍﳍﻤﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﺗﺒﺎ
ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ؟ ﺍﺿﺮﺑﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟـﺼﻔﺎﺀ ﻣـﺎ ﳚﻌـﻞ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻨﺒﻬﺮﻭﻥ ﻭﻳﺼﻠﱡﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ .ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻣﻮﺗﺎ ﻟﺘﻨﺎﻟﻮﺍ ﺣﻴﺎﺓ، ﻑ ﻛﻠﻴﺔﹰ، ﻭﲣﹼﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺛﻮﺍﺋﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻴﺤ ﱠﻞ ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻢ .ﺍﻗﻄﻌﻮﺍ ﺻﻠﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﻃﺮ ﻑ ﺁﺧﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ .ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﰲ ﻋﻮﻧﻜﻢ. ﺻﻠﻮﺍ ﺑﻄﺮ ﻭ
ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻲ ﻗﻮﱄ ﻫﺬﺍ ،ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﳌﻮﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻜﻢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﺽ ﺑﻨﻮﺭﻛﻢ ﺍﻟـﺬﻱ ﻓﻴﻜﻢ ﺗﻄ ﻮ ﺭ ﺗﺼﲑﻭﻥ ﺑﻪ ﳒﻮﻡ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺗﺸﺮﻕ ﺍﻷﺭ ﺗﺘﻠﻘﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ .ﺁﻣﲔ ﰒ ﺁﻣﲔ.
٦٢ﺍﻹﺧﻼﺹ٤-٢ : ٦٣ﻣﺮﱘ٩١ :
١١٩
ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ،ﺃﺫ ﹼﻛﺮﻛﻢ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﺍﷲ ،ﻭﺃﺫﻛﹼﺮﻛﻢ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ .ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻳـﺄﺕ ﺭﺑﻪ ﳎﺮﻣﺎ ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻻ ﳝﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﳛﻴﺎ ،ﻓﻼ ﺗﺨﻠـﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺯﻳﻨـﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺯﻭﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻳﺼﹼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ،ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺻﻠﹼﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﹼﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ .ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ ﻭﺑﺎ ﹺﺭ ﻙ ﻭﺳﱢﻠ ﻢ.
ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ
٦٤
ﻻ ﺟﺮﻡ ﺃﻥ ﺇﺭﺍﺀﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﲟﻘﺪﻭﺭ ﺃﺣﺪ ،ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﺃﹸﺭﻳﻜﻢ ﺁﻳﺔ ﻣـﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺭﰊ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻭﻳﻠﻮﺫ ﺑﺪﺍﺭﻱ ﺳﻴﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺴ ﻢ ﺑﺮﰊ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻭﺣﻴﻪ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺃﹸﻗ ِ ﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﳌﻦ ﺍﺳﻮ ﺩ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭﻱ ﺇﱃ ﺃﻱ ﺟﺪﺍﻝ ﺑﻌﺪﻩ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺄ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻓﺈ ﹾﻥ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺪ ﺑﻪ ﻓﻴﺤ ﻖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻬﺒﻮﺍ ﶈﺎﺭﺑﱵ.
٦٤ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﺗﺮﲨﺘﻬﺎ) .ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ(
١٢٠
…@ @‰a†Ûa@Éî ìm@Ýuc@åß@Ê nÜÛ@ñìÇ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺮ ﻛﺒﲑ ﻟﺘﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣـﺴﺘﻘﺒﻼﹰ ،ﻭﳌـﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺭﻧﺎ ِﺟ ﺪ ﻣﻜﺘ ﹼﻈ ٍﺔ ﺑﺎﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻴﻬـﺎ -ﺍﻟﺮﺟـﺎﻝ ﰲ ﻗﺴ ٍﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﻗﺴ ٍﻢ ﺁﺧﺮ -ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺟ ﹼﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﻋﺪ ﺍﳌﻘﻴﻤﲔ ﺑﲔ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺩﺍﺭﻱ ﻫﺬﻩ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺷـﺮﻛﺎﺅﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ِﻣﻠﹾﻚ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻏﻼﻡ ﺣﻴﺪﺭ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻟﻨﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻗﺪ ﺭﺿﻮﺍ ﺑﺮ ﺩ ﻧﺼﻴﺒﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺑﻴ ِﻊ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ ﻟﻨﺎ -ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﲡﻬﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﲝﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻧﺎ ﳑﻜﻦ ﺑﺈﻧﻔﺎﻕ ﳓﻮ ﺃﻟﻔﻲ ﺭﻭﺑﻴﺔ -ﻭﳌـﺎ ﻛـﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺮ ﺑﺄﻥ ﺯﻣﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺟﺪﺍ ،ﻭﺳـﺘﻜﻮﻥ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﰲ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻃﺒﻘﹰﺎ ﻟﻠﻨﺒـﻮﺀﺓ ﺍﻟـﻮﺭﺍﺩﺓ ﰲ ﻭﺣﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﳍـﻢ ﻆ ﻣﻦ ﲢﻘﱡﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺎﺟﻞ ﺟﺪﺍ ،ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﺣﱞ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻹﳒﺎﺯﻩ ﻣﺘﻮﻛﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ ﻭﺭﺯﺍﻗﻨﺎ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻼ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺳﻔﻴﻨﺔ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﱂ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ .ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺩﺍﺭﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻌ ﹰ ﻳﺒﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﳎﺎﻝ ﻹﺳﻜﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻀﻄﺮﻭﻥ ﻟﺘﻮﺳﻴﻌﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ. ﺍﻟـﻤـﻌـﻠـﻦ ﻣﺮﺯﺍ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ
‫‪١‬‬
‫ ‬
‫ ‬ ‫ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ‬ ‫ ‪..............................‬‬
‫ ‬
‫ ‪.............................‬‬
‫ ‬
‫ ‪............ ! " #$‬‬
‫‪%‬‬
‫ ' & ‪.................................‬‬
‫(‬
‫ * ) ‪...................................‬‬
‫‪ ١‬‬
‫ " ‪............................. ,-‬‬
‫‪ .‬‬
‫ ‪................................. /01‬‬
‫‪ %‬‬
‫*****‬
٣
ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲔ ﺏ ﺍﹾﻟﻌﺎﹶﻟ ﻤ ﺤ ﻤ ﺪ ﻟﱠﻠ ﻪ ﺭ ﺍﹾﻟ ﻚ ﻳ ﻮ ﹺﻡ ﺍﻟﺪﻳ ﹺﻦ ﻣﺎﻟ ﲔ ﺴﺘ ﻌ ﹺﺇﻳﺎ ﻙ ﻧ ﻌﺒ ﺪ ﻭﹺﺇﻳﺎ ﻙ ﻧ ﻁ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺴﺘﻘﻴﻢ ، ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ... ﲔ ﺏ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ﻭﻟﹶﺎ ﺍﻟﻀﺎﱢﻟ ﹶﻏﻴ ﹺﺮ ﺍﹾﻟ ﻤ ﻐﻀﻮ ﹺ ﲔ ﺏ .......ﻭﻟﹶﺎ ﺍﻟﻀﺎﱢﻟ ﺤ ﻤ ﺪ ﻟﱠﻠ ﻪ ﺭ ﺍﹾﻟ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺼﻠﹶﺎ ﺓ ﺼﺒ ﹺﺮ ﻭﺍﻟ ﻭﺍ ﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﹺﺎﻟ ﻑ ﺨ ﻮ ﺸ ﻲ ٍﺀ ﻣ ﻦ ﺍﹾﻟ ﻭﹶﻟﻨﺒﹸﻠ ﻮﻧ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺑ ﻉ ﻭﺍﹾﻟﺠﻮ ﹺ ﻟﹶﺎ ﹺﺇ ﹾﻛﺮﺍ ﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳ ﹺﻦ ﺍﳌﺎﺋـﺪﺓ ﹶﻓﹶﻠﻤﺎ ﺗ ﻮﱠﻓﻴﺘﻨﹺﻲ ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ ﺠ ﻌ ﹾﻞ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﹸﻓ ﺮﻗﹶﺎﻧﺎ ﻳ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺠ ﺰﻳ ﹶﺔ ﻋ ﻦ ﻳ ﺪ ﺣﺘﻰ ﻳ ﻌﻄﹸﻮﺍ ﺍﹾﻟ ﹺ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٢ ٤ ٥ ٧-٦
ﺭﻗﻢ ﺍﻵﻳﺔ
٧ ٧-٢
٥٥ ٦٠ ،٥٦ ،٥٥ ٥٥ ،٥٥ ،٣٩ ،٢١ ،٧٤ ،٦٨ ،٦٢ ٨٤ ،٨٣ ٦٦ ،٥٥ ٥٥
٤٦ ٥٦
٩٦ ﺡ ٣٠
٢٥٧
١٠٣
١١٨
١٠٧ ،٢٤
٣٠
٦٠
٢٩
١٠٥
٤
ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺐ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟﻨﺎ ﻟ ﻦ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻣﺎ ﹶﻛﺘ ﻳﻮﺳﻒ ﺠﺮﺍﻫﺎ ﺴ ﹺﻢ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻣ ﺍ ﺭ ﹶﻛﺒﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﹺﺑ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﹺﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻳ ﹾﺄ ﻣ ﺮ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻌ ﺪ ﹺﻝ ﻭﺍ ِﻹ ﺣﺴﺎ ﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺤ ﻤ ﺪ ﻩ ﺴﺒ ﺢ ﹺﺑ ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲ ٍﺀ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻳ ﺤ ﻦ ﻣ ﻬﻠﻜﹸﻮﻫﺎ ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣ ﻦ ﹶﻗ ﺮﻳ ﺔ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻧ ﻣﺮﱘ ﺱ ﻭ ﺭ ﺣ ﻤ ﹰﺔ ﻣﻨﺎ ﺠ ﻌﹶﻠ ﻪ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﻨﺎ ﹺ ﻭﻟﻨ ﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﹶﻓ ﹺﺮﻳﺎ ﹶﻟ ﹶﻘ ﺪ ﹺﺟﹾﺌ ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣﻨ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻭﺍ ﹺﺭ ﺩﻫﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺕ ﹶﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻭﺁ ﻭﻳﻨﺎ ﻫﻤﺎ ﹺﺇﻟﹶﻰ ﺭﺑ ﻮ ﺓ ﺫﹶﺍ ﲔ ﻭ ﻣ ﻌ ﹴ ﺏ ﹺﺑﻤﺎ ﹶﻟ ﺪﻳ ﹺﻬ ﻢ ﹶﻓ ﹺﺮﺣﻮ ﹶﻥ ﺣ ﺰ ﹴ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﲔ ﺕ ﻟﻠ ﱠﻄﻴﹺﺒ ﺍﻟ ﱠﻄﻴﺒﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭ ﺣ ﻤﹶﻠﻬﺎ ﺍﹾﻟﹺﺈﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﻳﺲ ﹺﺇﻧﻤﺎ ﹶﺃ ﻣ ﺮ ﻩ ﹺﺇﺫﹶﺍ ﹶﺃﺭﺍ ﺩ ﺷﻴﺌﹰﺎ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٥١
ﺭﻗﻢ ﺍﻵﻳﺔ ١
٤٢
٥٥
٩١
٤٣
٤٥ ٥٩
٤٦ ١٣
٢٢ ٢٨ ٧٢
٧٤ ٧٤ ٣٦
٥١
ﺡ ،٢٥ﺡ ١٠٦
٥٤
٩٠
٢٧
٤٢
٧٣
ﺡ ٥٧
٨٣
٥٤
٥
ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﻏﺎﻓﺮ ﺐ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﺠ ﺍ ﺩﻋﻮﻧﹺﻲ ﹶﺃ ﺳﺘ ﹺ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭ ﺟﺰﺍ ُﺀ ﺳﻴﹶﺌ ﺔ ﺳﻴﹶﺌ ﹲﺔ ﻣﹾﺜﹸﻠﻬﺎ ... ﺍﳊﺪﻳﺪ ﺽ ﺕ ﻭﺍﹾﻟﹶﺄ ﺭ ﹺ ﺴﻤﺎﻭﺍ ﻚ ﺍﻟ ﹶﻟ ﻪ ﻣ ﹾﻠ ﺍﺎﺩﻟﺔ ﺐ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟﹶﺄ ﹾﻏﻠﺒ ﻦ ﹶﺃﻧﺎ ﻭ ﺭ ﺳﻠﻲ ﹶﻛﺘ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺴﻤﺎﻭﺍ ﺴﺒ ﺢ ﻟﱠﻠ ﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟ ﻳ ﺽ ﺍﹾﻟﹶﺄ ﺭ ﹺ ﺍﳉﻦ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﻳ ﹾﻈ ﹺﻬ ﺮ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻏﻴﹺﺒ ﻪ ﹶﺃ ﺣﺪﺍ ... ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﺮ ﺖ ﻭﹺﺇﺫﹶﺍ ﺍﹾﻟ ﻌﺸﺎ ﺭ ﻋ ﱢﻄﹶﻠ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﹸﻗ ﹾﻞ ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎﻓﺮﻭ ﹶﻥ ... ﺍﻹِﺧﻠﹶﺎﺹ ﹸﻗ ﹾﻞ ﻫ ﻮ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ....ﻭﹶﻟ ﻢ ﻳ ﹸﻜ ﻦ ﹶﻟ ﻪ ﹸﻛ ﹸﻔﻮﺍ ﹶﺃ ﺣ ﺪ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺭﻗﻢ ﺍﻵﻳﺔ
٦١
ﺡ ٣٠
٤١
٤٣
٣
٥٤
٢٢
١٣
٢
٤٦
٢٨ -٢٧
٨٩
٥
١٣
٣ ,٢
١٠٦
٥-٢
١١٨ -١١٧
*****
٦
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
١٣ ٢٣
ﺹ ﻓﻼ ﻳﺴﻌﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﹶﻟﺘﺘ ﺮ ﹶﻛ ﻦ ﺍﻟﻘﻼ ﻳﺪﻓﹶﻦ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻗﱪﻱ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﱯ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺀ ﺇ ﹼﻻ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺩﻭﺍ ًﺀ
*****
٢٥ ٥
٧
ﺇﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ
ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ "ﺍﳋ ﲑ ﻛﻠﱡﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ﺖ ﺁﺩ ﻡ" ﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﻠﻒ ﻓﺨﻠﻘ "ﺃﺭﺩ ﻑ ﻋﺒ ﺪ ﻩ" ﷲ ﹺﺑﻜﹶﺎ ﺲﺍ ُ "ﺃﻟﻴ "ﺇﻧﻲ ﺃﹸﺣﺎﻓﻆ ﻛ ﱠﻞ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ" ﻚ ﻫﺬﺍ؟" "ﹶﺃﻧﻰ ﹶﻟ ﺖ"... "ﻓﺄﺟﺎﺀﻫﺎ ﺍﳌﺨﺎﺽ ﺇﱃ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﲏ ﻣ "ﻗﻮ ﹶﻝ ﺍﳊ ﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺗ ﻤﺘﺮﻭ ﹶﻥ" ﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﺮﻳﺎ" "ﻟﻘﺪ ﺟﺌ ﻚ ﺑ ﻐﻴﺎ" "ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻙ ﺍ ﻣ ﺮﹶﺃ ﺳﻮ ٍﺀ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﹸﺃ ﻣ "ﳒﻌﻠﻪ ﺁﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﲪﺔ ﻣﻨﺎ" ﻕ" ﺡ ﺍﻟﺼﺪ ﹺ ﻚ ﻣﻦ ﻟ ﺪﻧﻲ ﺭﻭ ﺖ ﻓﻴ "ﻧﻔﹶﺨ ﻉ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ" ﻚ ﲜﺬ ﹺ " ﻫ ﺰ ﺇﻟﻴ "ﻭﻟﻨﺠﻌﻠﹶﻪ ﺁﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﲪ ﹰﺔ ﻣﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﻘﻀﻴﺎ" ﱄ ...ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ" "ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﱐ ﻣﺘﻮﻓﱢﻴﻚ ﻭﺭﺍﻓﻌﻚ ﺇ ﹼ ﺖ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴﺎ ﻣﻨﺴﻴﺎ" "ﻳﺎ ﻟﻴﺘﲏ ﻣ ﻚ ﺍﳉﻨ ﹶﺔ" "ﻳﺎ ﻣﺮ ﱘ ﺍﺳﻜ ﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭ ﺟ
٣٨ ١٤ ٧٣ ١٦ ٦٩ ٧٢ ٧٣ ٧٣ ٧٣ ٧٤ ٦٩ ٦٩ ٧٣ ٦٩ ٧٣ ٦٩
ﺍﻹﳍﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﺃﻧﺖ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺩﺍﺭﻙ ...ﺳﺘﺤﻔﻈﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺇﻧﲏ ﺳﺄﺣﺎﻓﻆ ﻛ ّﹶﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﻴﺘﺔ
٢ ٣
٨
ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ... ٣ ﻟﻦ ﻳﻐﺸﻰ ﻗﺎﺩﻳﺎ ﹶﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮ ﹸﻥ ﺍﳉﺎﺭﻑ ﺍﳌﺒﻴﺪ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ... ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻴﺴﻌﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﹸﻭﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻟﻴﺨﻴﺒﻮﻙ ﰲ ﻣﺴﻌﺎﻙ، ١١١ -١١٠ ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺳﺄﺟﻌﻠﻚ ﲨﺎﻋﺔ ﻛﺒﲑﺓ *****
٩
ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ
ﺍﷲ ﺇﻧﻪ ﻓﺮﺩﻭﺳﻨﺎ ،ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻠﺬﹼﺍﺗﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﺑﺬﻟﻮﺍ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻬﺪﻛﻢ ﰲ ﻧﺸﺮ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺑﻪ؟ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻈﻰ ﺑﻘﺮﺑﻪ...؟ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻨـﺰ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺎﻗﺪﺭﻭﻩ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﺑﺎﻃﻞ ﻛﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﺗﺪﺍﺑﲑﻛﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻴ ﹼﻘ ﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﺇﻧﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻋﻮﺭﺓ ﺃﺷﻘﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﳛﺎﺭﺑﻮﻧﻪ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻧﻪ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻌﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻴﻪ... ﻳﻘﺪﺱ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﱂ ﻳﺄﺕ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺕ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﺷﺎﻫﺪ ﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲨﻴﻊ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﺫﻛﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﱂ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺁﺧﺮ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻳﺮﻱ ﺍ َ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻵﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
٣١ ١٧ ٢٣ ٣٧ ٢٩ ١٩ ٣١ ٣٢ ٣٣ ٣٠ ٣٤ ٣٦ ٣٦ ٤٤ ،٤٣ ٤٦ ٤٨ ٥٤ ٥٦ ٦٢ ٩٥ ٩٥
ﺃﺧﻔﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻠﻦ ﳜﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻹﰒ ﺍﻹﰒ ﺳ ﻢ ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻠﻮﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻔﻄﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺧﻄﺄ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺃﻢ ﻗﺪ ﲣﻠﺼﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺩﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻟﻦ ﺗﻄﻬﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻭﺻﻤﺘﻪ ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ﺇﻧﻪ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﻻ ﳚﺘﻤﻌﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﺎﻳﻌﺘﻢ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﺣﺴﺎﻧﻚ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻦ ﺑﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ ﻗﺪ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﻮ ﻭﺍﻟﻜﱪ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺇﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﶈﻞ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤ ﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﺃﺭﺿﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﲰﺎ ًﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﻴﺌﻬﺎ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺎﻓﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﹼﻠﻴ ﹰﺔ ﻻ ﺃﻣﻨﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﳚﻨﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﺻﻮﻥ ﻓﺒﺎﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ ﻳﻌﺼﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ
١٠
١٠ ٢٧ ٥١ ٩٣ ٩٤ ٩٤ ٩٦ ٤٤ ٤٤ ٤٣ ٦٤ ١١ ١١ ٤ ٣٢ ٣٢ ٤٩ ٤٩
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﺘﻜﻤﻴﻞ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ﺍﺳﺘﻘ ﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻳﻌﲏ ﺑﺘ ﺮ ﻋﻀ ﹴﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻋﻘﻴﺪ ﹲﺓ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﺣﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻟﻮﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺩﻳﻨﺎ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺘﲔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ﻭﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﲡﻠﻲ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﺗﺒ ﺪ ﹲﻝ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻳﺼﲑ ﻟﻪ ﺇﳍﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﲔ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻮﺩﻳﺘﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻬﲑﻩ ﰲ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ... ﺧﻴﺮﺕ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻔﻄﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺴﻬﻮ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺗﻪ ،ﻻ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﳛﻈﻰ ﺑﻮﺻﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻠﺒﺸﺮ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﳑﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ،ﻭﻟﹾﻴﻨﻔ ﻖ ﻣﺎﻟﹶﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﻟﹾﻴﺠﺘﻨ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﱪﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﺳﻢ "ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ
١١ ٤٩ ٨٦ ٨٨ ١٠٣ ١١١ ١١٢ ٧٥ ١١٧ ١٦ ١٩ ٣٩ ٤٩-٤٨ ٥١ ٥٢ ٩٦ ٤٨ ٥٠ ١١٦ ١٢٠ ٨٦ﺡ
"ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻛﺜﲑﺍ "ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺧﺎﻃﺒﻬﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺧﺼﻮﻣﻨﺎ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﲟﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺴﺘﺤﻘﹼﻮﻥ ﺃﻥ ﻭﻳﺒﺎﺩﻭﺍ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺳ ﱠﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺭﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ!؟ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﺼﻮﻣﻨﺎ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﲟﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻹﳝﺎﻥ "ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ" ﺍﺳﻢ ﺁﺧﺮ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﹶﻟﻬﻮ ﺍﳌﺼﺪﻕ ﺃﻭ ﺍﳌﻜﺬﱢﺏ ﻹﳝﺎﻧﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺠﻠﹼﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﱪﻉ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﲨﺎﻋﺘﻪ ﻟﺪﻓﻌﻪ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﱪﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻣﺎ ﻴﺘﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺍﻭﺍﺓ ﻭﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻬﻴﺘﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﻜﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
١٢
٩١ ٧٦ﺡ ٧٦ﺡ ٩١ ،٧٦ ٧٦ﺡ
٢٥ ١٠٦ ١٠٦ ٩٠
٢٥ ١ ٣٨ ٥٧ ١١٦ ١٢٠ ٢٠
ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﳌﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ )ﺭﺍﺟﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﳋﻠﻊ( ﻟﻮﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻜﺎﻥ ﺩﻳﻨﺎ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﰒ ﻻ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﺆﺍﺧﺬﺓ ﳚﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﳛﻔﻈﻜ ﻦ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺖ ﻣﺮﱘ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺭﺿﻴ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺗﻔﺴﲑ ﻟﻄﻴﻒ ﻟـ "ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ" ﺴﺘﻘﻴ ﻢ ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺗﻔﺴﲑ ﺁﻳﺔ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺖ ﻋﹶﻠﻴ ﹺﻬ ﻢ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻁ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﹶﺃﻧ ﻌ ﻤ ﺻﺮﺍ ﹶ ﺁﻳﺔ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲨﻴﻊ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻹﳍﻲ ﺫﻛﺮ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲝﺴﺐ ﺁﻳﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺘﲏ ﺕ ﻗﹶﺮﺍ ﹴﺭ ﺭﺳﻢ ﺍﷲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺸﻤﲑ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﺁ ﻭﻳﻨﺎﻫﻤﺎ ﺇﹺﱃ ﺭﺑ ﻮ ﺓ ﺫﹶﺍ ﲔ ﻭ ﻣ ﻌ ﹴ ﺷﺮﺡ ﻛﻠﻤﺔ "ﺁﻭﻯ" ﺗﻔﺴﲑ ﺁﻳﺔ ﹺﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻳ ﹾﺄ ﻣ ﺮ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻌ ﺪ ﹺﻝ ﻭﺍ ِﻹ ﺣﺴﺎ ﻥ ﻭﺇﹺﻳﺘﺎ ِﺀ ﺫﻱ ﺍﹾﻟ ﹸﻘ ﺮﺑﻰ ﺤ ﻤﻠﹶﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺗﻔﺴﲑ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻣﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻛﺮﺍ ﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺴﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺁﻳﺎﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ"
١٣ ٢-١ ١١٢ ١١٣ ١١٣ ٢٦ ٥٥ ٦٨ ٦٥ ٣٤ ٦٧ ,٦٦ ٦٥ ٥٦ ٢٤ ٢٥ﺡ ٢٥ﺡ ٤٤ ,٤٣ ٥٧ﺡ ١٠٣ ٧٠
ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺇﺎ ﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔ ﻟﻦ ﺗ ﻌﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺳﻠﻜﺘﻢ ﺳﺒﻠﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﻭﺻﺪﻗﹰﺎ ﻛﻞ ﻋﻤ ﹴﻞ ﺧﺎ ﹴﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﳊﻘﹼﺔ ﺗﺮﺿﻲ ﺍ َ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﻘ ﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺛﺒﺘﺖ ﺗﻘﻮﺍﻩ ﺑﺂﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺫﻛﹼﺮﻛﻢ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻮﺏ ﺗﻮﺑ ﹰﺔ ﻧﺼﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ..ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺧﻄﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺈﺎ ﲡﻌﻠﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﺎﻳﻌﺘﻢ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﺍﳌﻘﺎﻣﺎﺕ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﳓﺖ ﺑﻮﻟﺲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺳﻴﺴﻠﹶﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻘﺎﺭﻧ ﹰﺔ ﻣﻊ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻻ ﳛﻂ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻟﻮ ﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋ ﹶﺔ ﺕﲣ ﻭﻋﺪ ﺑﺮﻛﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﻓﺎﻷﺟﺪﺭ ﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺧﺸﻴ ﹰﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻋﺪﺩﺍ ﺳﻴﺬﻛﺮ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺫﻛﺮﺍ ﺣﺴﻨﺎ
١٤ ٢٢ ٢٢ ٢٢ ١١٥ ١١٥ ١١٩ ٢٧ ٥٢ ٩٦ ٢٠ ٩٢ﺡ ٣ ٦ ٥ ١٥ ١٦ ١١٥ ١١١ ٧٩
ﻣﻦ ﻳ ﻌ ﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﻳﻌﲔ ،ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻵﻥ ﳋﺪﻣﺘﻬﺎ ﲟﺎﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺇﻻ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﺑﺪﺍ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺻﺎﺣﺐ "ﺍﳌﻨﺎﺭ" ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻗﺪ ﺃﹸﻣﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﺸﻮﻉ ﺑﺎﳉﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﻻ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺴﺒﺒﲔ ﺍﳊﺞ ﻛ ﱡﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻴﺤ ﺞ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎﻧﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳ ﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﻗﻮﻝ ﺳﻴ ﺆﺛﹶﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻧﻪ ﺷﺎﻫ ﺪ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻋﺪ ﻡ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻳﻌﲏ ﺑﺘ ﺮ ﻋﻀ ﹴﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺻﺤﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻴﻄﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺪﻓﻦ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻗﱪﻱ ﻓﺮﻗﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ "ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ" ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫﻲ ﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﳏﻠﹼﻬﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺳﻴﺌ ﹰﺔ
١٥ ١١٦ ١٠٦ ١٠٥ﺡ ٨ ١٠٥ ١٠٤ ٢٢ ٢٠ ٨٤ ٨٧ ٨٧ ٨٨ ٨٨ ٩٠ ٢٣ ٧٦ﺡ ٧٦ ٢٢ ٢٢ ٦٣
ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﻮﻟﻪ :ﺳﺮﺍ ﻭﻋﻼﻧﻴ ﹰﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻉ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺇﺷﻔﺎﻗﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺖ ﻣﺸﺮﻭ ﺍﻗﺘﺮﺣ ﻧﻌﺘﺬﺭ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﶈﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﳌﺎﻧﻊ ﲰﺎﻭﻱ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﺓ ﺧ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﰲ ﺑﻠﺪ ﳛﻜﻤﻪ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳛﺮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﺎﺭﺎ ﺣﺮﺑﺎ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺍﳊﻠﻒ ﻒ ﺍﻟﺒﺘ ﹶﺔ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ :ﻻ ﲢﻠ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﳋﻠﻊ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺸﻲﺀ ﻓﻠﻠﻤﺮﺃﺓ ﻃﻠﺐ ﺍﳋﻠﻊ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺎﺀﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﺩ ﺯﻭﺍﺟﻪ ،ﻓﻠﻬﺎ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﳋﻠﻊ ﺍﳋﻤﺮ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻻ ﻳﺤ ﹼﻞ ﺍﳋﻤﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﻠﹼﻬﺎ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳋﻤﺮ ﻱ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺇﰒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﺩﻣﻮﻧﻪ ﻣﺸﺎﻳﻌ ﹰﺔ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺛﺮ
١٦ ٣٥ ٤٥ ١ ٢ ٥٠ ٨٢ ١٠٥ﺡ ١٠٥ﺡ ٤٢ ١٠٥
١١٢ ١١٣ ٤١ ٤١ ٩٩
١٧
ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﺃﺻﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻻ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﷲ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺮﻗﻮﻥ ﻋﺎﺩﺍﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻃﺮﻕ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻮﻗﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ ... ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺩﻋﺎﺀ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻜﲔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﺒﻌﻮﻟﺘﻬﻦ ﻻ ﲢ ﹺﺮ ﻡ ﻋﺪ ﻭ ﺩﻳﻨﻚ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﻭﺩﻋﺎﺀَﻙ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻠﻐﺘﻜﻢ ﺍﻷ ﻡ ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﳌﺴﻨﻮﻧﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﻴﺐ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﻷﻟﻮﻑ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺍ ﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﱪﺃﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﺃﻥ ﺇﳍﻜﻢ ﺳﻴﻐﻨﻴﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،ﳌﺎ ﺃﺧﺬﻛﻢ ﺍﳍ ﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻻ ﲣﺎﻓﻮﺍ ﻟﻌﻨﺎﺗﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻬﺎﻓﺘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ...ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﻗﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ
١٧ ٤
٣٠-٢٩ ٢٧ ٢٧ ٨٤ ٤٥ ١١٣ ٤٣ ٩٧ ٨١ ٢٠ ٩٩ ١٨ ٣١ ١٨ ١٩
ﺍﳌﻨﻐﻤﺲ ﰲ ﻣﻄﺎﻣﻌﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺮﻓﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﻻ ﺃﻣﻨﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﻭﺣﺮﻓﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﺴﺒﻮﻫﺎ ﻛ ﱠﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻥ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﺎﺯﺍﺓ ﻳﺒﺪﺃ ﻭﻳﺘ ﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻨﻴﻞ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺨﻠﺪﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﺗ ﻻ ﺗﺨﻠﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻭﺭﻫﺎ ﻗﺪ ﻋ ﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ﺿﻼﻝ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻛﱪ ﺿﻼﻻﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻓﹼﺔ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻹﻋﺮﺍﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﻨـﺰﻝ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻘﻴﻘ ﹰﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﱵ ﺖ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..ﺃﻱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻳ ﻤ ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﺩﻭﻣﺎ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺇﻻ ﻭﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺴﺘﻘﻴ ﻢ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻁ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺼﺮﺍ ﹶ ﺩﻋﺎﺀ ﺍ ﻫ ﺪﻧﺎ ﺍﻟ ﲔ ﺑﺎﻃ ﹲﻞ ﻛ ﱡﻞ ﺩﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻴﻘ ﻚ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻫﺎﻟ ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺴﺮﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻫﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﺬﺍ ﺃﻭﺍ ﹸﻥ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ
١٨ ٢٧ ٣٣ ٦٠ ٨٣ ١١٤ ١١٩ ١١٧ ٣٣ ٧ ٢٧ ٢٥ ٤٥-٤٤ ٣٨ ٨٣ ٩٥ ٩٥ ١٠٣ ١٠٤ ١١٥ ١١٦
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻕ ﺡ ﺍﻟﺼﺪ ﹺ ﻚ ﻣﻦ ﻟ ﺪﻧﻲ ﺭﻭ ﺖ ﻓﻴ ﻧﻔﹶﺨ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﻘﹼﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﺄﰐ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺏ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻟﻦ ﻳﻐﻠﹶﻖ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻹﳒﻴﻞ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﲪﺎﻣﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﲡ ﱟﻞ ﺳﻮﺍﻩ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﻳﻨﺸﺊ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺘﲔ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺤ ﹼﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﺢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺟﺪﺍ ﻟﻦ ﺗﻈﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺳ ﺮ ﲤﱡﺜﻠﻪ ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻴﺆﺩﻫﺎ ﻛ ﹼﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﺒ ﻻ ﺗﺘﻜﺎﺳﻠﻦ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﷲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺯﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﺟﺮﺍﻣﻬﺎ ﺳﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻨﻮﺍﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﺗﻘﻊ ﺁﻓ ﹲﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﻞ ﺑﺮﻛﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻘﻂ ﻛﻞ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﳒﻴﻞ :ﻟﺘﻜ ﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
١٩ ٦٩ ٣٤ ٣٥ ٣٨ ١١٧ ٦٤ ٦٤ ٦٤ ٩٤ ١١٨ ٢٢ ١١٤ ١١٦ ٥٣ ٢٠ ٣٢ ٣٥ ٤٦
ﻼ ﻭﺟﻮ ﺩ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻭﻓﻼﺳﻔﺘﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺃﺻ ﹰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﺃﺭﺿﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﲰﺎ ًﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻠﺒﺸﺮ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﺎ ﱂ ﺗﺮﺷﺪ ﺇﻻ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﹼﻠﻴﺔﹰ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﳏﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻻ ﺗﻜﹾﺬﺑﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﻘﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳏﻔﻮﻇﹰﺎ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺺ ﻗﺪﱘ ﻳﺄﰐ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻫﻮ ﻟ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﺍﳋﻤﺮ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻬﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻮﺭ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳋﺒﻴﺚ ،ﺃﻋﲏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺇﻥ ﺻﺪﻕ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﲞﺪﻣﺘﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺻﺪﻗﹰﺎ ﻭﺳﺪﺍﺩﺍ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺼﺪﻳﻘﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺳﻴﺸﺎﻮﻥ ﻣﺮﱘ ﺍﻟ ﺕ ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻲ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺑﻨﻔﺦ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺻﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻮﻟﹼﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻥ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻣﺮﱘ ﰒ ﻋﻴﺴﻰ
٢٠ ٥٩ ١١ ٤٨ ٨٥ ٨٦ ٩٠ ٤٠ ٤٠ ١١٧ ١١٧ ٦٥ ٤١ ٩٥ ١١٧ ١١٦ ٤٠ ٦٨ ٧٠ ٧٤-٦٨
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻠﻐﺘﻜﻢ ﺍﻷ ﻡ ﻣﺘﻀﺮﻋﲔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻠﻐﺘﻜﻢ ﺍﻷ ﻡ ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﳌﺴﻨﻮﻧﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﹶﺃﺩﻭﺍ ﺻﻠﻮﺍﺗﻜﻢ ﺍﳋﻤﺲ ﲞﺸﻴﺔ ﻭﺧﻀﻮﻉ ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻔﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺇ ﹸﰒ ﺧ ﺪﻣﻪ ﻭﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺃﲨﻌﲔ ﻻ ﺗﺘﻜﺎﺳﻠﻦ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﷲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻕ ﺍﺑﺘﻐﺎ َﺀ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺗﻤﻮﺍ ﺻﻴﺎﻣﻜﻢ ﺑﺼﺪ ﹴ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻧﺎ ﺭ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ :ﺇﱐ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺩﺍﺭ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﰲ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺀ ﺣﻘﹰﺎ ﳒﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻪ ﻆ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﰲ ﻣﻼﺫ ﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘ ﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺳﻴﺤ ﹶﻔ ﹸ ﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳛ ﹼ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻴﻪ ﻣﻨﺬ ٢٠ﺳﻨﺔ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ" ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻴﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻴﺪ ،ﻭﺻﺤﻒ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﳒﻴﻞ ﺳﻴﺴﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧ ﹰﺔ ﻣﻊ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻦ ﻳﻐﺸﻰ ﻗﺎﺩﻳﺎ ﹶﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮ ﹸﻥ ﺍﳉﺎﺭﻑ
٢١ ٩٧ ٩٧ ٩٧ ٩٧ ٢٢ ٩٩ ١١٤ ٩٧ ٩٠ ٢٢ ١١٥ ١٦ ١٢٠ ١٥ ١١٥ ٨ ٥ ٧ ٣ ٨ ٣
ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻟﻴﻠﺘﻤﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻷﺷﻴﺎﻋﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﳌﺼﻠﻪ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﻧﻊ ﲰﺎﻭﻱ ﻟ ﹸﻜﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﺘﻄﻌﻤﲔ ﲟﺼﻠﻪ ﺣ ﹼﻞ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺽ ﺑﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺁﻳ ﹰﺔ ﳌﺴﻴﺤﻪ ﻫ ﺰ ﺃﻣ ﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻷﺭ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻴﻪ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻄﻼﻕ )ﺭﺍﺟﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ( ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻣﺸﺮﻭﻃﹰﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺧﻠﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻹﳒﻴﻞ :ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻈﻰ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻻ ﻳﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺸﺔ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ﺇ ﹼﻥ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﺒﺬﺥ ﺍﳌﻔﺮﻁ ﻋﻴﺸ ﹲﺔ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ... ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ ﻫﻞ ﲦﺔ ﻛﻔﹼﺎﺭ ﹲﺓ ﺃﻭ ﻓﺪﻳ ﹲﺔ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲤﻜﱢﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؟ ﺇ ﹼﻥ ﻛ ﹼﻞ ﻛﻔﺎﺭ ﺓ ﺯﺍﺋﻔﺔﹲ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﻓﺪﻳ ﺔ ﺑﺎﻃﻠ ﹲﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺟﻬﻞ ﻭﻏﺒﺎﺀ
٢٢ ١٤ ٢ ٢ ٤٩ ٥٨ ١١٩ ١١٣-١١٢ ١١٢ ١١٢ ٤٣ ١٩ ٧ ١٠٠ ٩٣ ٩٥ ٣٤
٢٣
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﻘﹼﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﹼﻤﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﻘﱪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘ ﱪ ﺣﻴﺎ ﻭﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﲞﺼﻮﺹ ﻗﱪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﱪﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺣﺎﺭﺓ "ﺧﺎﻥ ﻳﺎﺭ" ﺑﺴﺮﻳﻨﻐﺮ ﰲ ﻛﺸﻤﲑ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺪﻳﺚ :ﻳﺪﻓﻦ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻗﱪﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻮ ﱂ ﻳﺄﺕ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻤﻀﻐﺔ ﻗﺬﺭﺓ ﺤ ﻦ ﻣ ﻬﻠﻜﹸﻮﻫﺎ ... ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺁﻳﺔ :ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﻣ ﻦ ﹶﻗ ﺮﻳ ﺔ ﹺﺇﻟﱠﺎ ﻧ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﻩ ﻣﻬﺠﻮﺭﺍ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺮﹺﻣﻮﻧﻪ ﺳﻴﻜﺮﻣﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺏ ﻟﺒﲏ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻵﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻛﺘﺎ ﺍﺳﻌﻮﺍ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﺆﺍﺧﺬﻭﺍ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﳌﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﺃﺻﻐﺮ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ..ﻳﺴ ﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ "ﺍﳋ ﲑ ﻛﻠﱡﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" )ﺇﳍﺎﻡ ﺣﻀﺮﺗﻪ ( ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻮ ﺗﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﳌﺎ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻳﻄﻬﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﺇ ﹾﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻋﺮﺍﺽ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﺃﻭ ﺑﺎﻃﲏ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﻧﺒﺄ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﺴﻨﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﺎ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﻷﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟ
٣٤ ٩٧ ٨١ﺡ ١٠٩ﺡ ٨١ ,٢٤ ٢٣ ٣٧ ٣٨ ١٣ ٢٠ ٢٠ ٢٠ ٣٦ ٣٨ ٣٨ ٣٨ ٣٩ ٤١ ٤٥ ٦٥ ٨٥
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﲦﺔ ﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ -ﻣﻊ ﺿﻌﻔﻪ -ﻓﺎﻗﺒﻠﻮﻩ ،ﻷﻧﻪ ﻣﺼ ﺪﻗﹸﻪ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﲣﺬﻭﻩ ﺣ ﹶﻜﻤﺎ ﳍﻢ ﻟﻮﻫﺒﺘﻬﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻧﻮﺭﺍ ﺑﻘﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﳏﻔﻮﻇﹰﺎ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻭﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﺇﳍﻬﻢ ﺑﻨﺠﺎﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﺪﻡ ﺧﻮﻑ ﺑﻴﻼﻃﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﺯﺩﺣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﲣﻀﻊ ﻷﺣﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻄﻴﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺈﻢ ﺧﺎﺿﻌﻮﻥ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﳋﺎﺹ ﲟﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻹﳍﻲ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﻐﻠﺐ ﻗﺎﻧﻮ ﹶﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﳋﺴﻮﻑ ﻛﺴﻒ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺧﺴﻒ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﺼﺪﻳﻘﹰﺎ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﹼﺎﺭﺓ /ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻫﻞ ﲦﺔ ﻛﻔﹼﺎﺭ ﹲﺓ ﺃﻭ ﻓﺪﻳ ﹲﺔ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲤﻜﱢﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؟ ﺇ ﹼﻥ ﻛ ﹼﻞ ﻛﻔﺎﺭ ﺓ ﺯﺍﺋﻔﺔﹲ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﻓﺪﻳ ﺔ ﺑﺎﻃﻠ ﹲﺔ
٢٤
٨٧ ٨٩ ٩٠ ١١٧
١٤ ٨٢ ٤٧ ٤٧ ٤٧ ٤٩ ٥٩ ١١٣ ١٣ ٩٣ ٩٥
ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﱂ ﺗﻮﺟﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﲔ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﳌﺜﻴﻞ ﻣﺜﻴﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﻣﺜﻴ ﹶﻞ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﺎﳍﻢ ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﷲ ﳛﺒﻮﻥ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺟﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﺒ ﻪ ﺣﺎ ﹰﻻ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﻮﺍﻃﺆﻫﻢ ﻭﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﲨﻴﻌﺎ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻓﻌﺖ ﺿﺪﻩ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠ ﹸﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺘﲔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ﻭﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﺿﻄﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻧﻘﺺ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﺿﻼﻝ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻛﱪ ﺿﻼﻻﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻗﱪﻩ ﰲ ﻛﺸﻤﲑ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺃﺻﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺃﻛﺜ ﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻳﻔﻮﻗﻮﻥ ﺍﳌﺴﻴ ﺢ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻚ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻫﺎﻟ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﳚﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹶﻥ ﻳﺴﺒﻘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﲞﺪﻣﺔ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ
٢٥ ١١٨ ٢١ ١١ ٦٧ ٢١ ٥٤ ٧٥ ١١٣ ١١٧ ٦٦ ٢٤ﺡ ١٧ ٨٤ ٩٥ ٩٥ ٤
ﻑ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺨﻼ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﹾﺜﹺﻨ ﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﺻﱪﻭﺍ... ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹸﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﺄﻢ ﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﷲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﻭﻟﻠﺒﺸﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﰒ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻗ ﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺧﻄﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺈﺎ ﲡﻌﻠﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺣﻔﻈ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺄﺕ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﲝﺴﺐ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﺕ ﻣﻠﻜﻮ ﺷﺎﻫﺪ ﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﲨﻴﻊ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻹﳍﻲ ﺫﻛﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻘﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ؟ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺪ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠ ﹸﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺘﲔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ﻭﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻨﻈﻤﺔ "ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﺖ ﺩﻋﺎﻭﻳﻬﻢ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻮ ﱂ ﺃﻛ ﻦ ﻗﺪ ﺃﺗﻴ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﺃﻢ ﲪﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ
٢٦
١٣ ٢٢ ٤٦ ٤٨ ٤٨ ٥٢ ٥٨ ٥٦-٥٥ ٦٣-٤٧ ٤٨ ٥٤ ٥٦ ٤٩ ٧٥ ٧٥ ٧٥ ١٢ ١٢ ١٠٣
ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﻣﺮﺩﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﺘﻨﺎﻭﺑﺎﻥ ﻭﻓﻖ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﷲ ﻭﺑﺈﺫﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻠﺒﺸﺮ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻥ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺯﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟ ﹸﻜ ﻦ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﲟﻘﺪﻭﺭﻫﻢ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﲏ ﻟﻮ ﺷﺪﺩ ﺍﷲ ﻧﺎﻣﻮﺳﻪ ﻟﺼﺎﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﻢ ﺻﺎﳊﲔ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ /ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺳﻴﺼﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ "ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ" ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻒ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻴﻪ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺼﺤ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﺃﻥ ﲣﻄﺊ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺂﻢ ﺖ ﰲ ﻣﻴﻘﺎﺎ ،ﻻ ﺗﻘ ﹼﻞ ﻋﻦ ١٠ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻭﲢﻘﻘ ﺁﻻﻑ ﻧﺒﺄ ﺫﻛﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﺁﻳﺔ ﳕﻮﺫﺟﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ"
٢٧ ٢٩ ٤٨ ٤٨ ٤٩ ١١٣ ٤٩ ٥١ ،٥٠ ٤ ٥ ٧ ٧ ١١٩ ٨ ١١١ ٩ﺡ ٩ ٩
ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ "ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ" ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻣﻔﺴﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﲢﻘﻘﺖ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﻋﺘﱪﻭﻩ ﺣﻘﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻚ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻫﺎﻟ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻈﻠﻴﺔ ﻧﻴﻞ ﺍﳋﺎﺩﻡ ﻟﻘﺐ ﻧﱯ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺎﻧﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻻ ﻳﺨ ﹼﻞ ﲞﺘﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﳏﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻛ ﱞﻞ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻨﺎﳍﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﱪﻭﺎ ﻣﻮﻛﻮﻟﺔ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺇﺧﻮﺍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﻭﻝ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻃﻠﺐ ﺷﻴﺦ ﻣﻨﻪ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟـ "ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﳛﺎﻓﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻦ ﻣﺜﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ )ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ( ﺇﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺿﻼﳍﻢ ﲝﺴﺐ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺘﲏ ﱂ ﺗﻮﺟﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ
٢٨
٥٤ ٦٥ ٧١ ٨٩ ٩٥ ٢٣ ٢٠ ٣٨ ٤٠ ١١٥ ١٤ ١٢ ١١٠ ١١٢ ١١٣ ٢٤ ١١٨
ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺑﱪﻛﺔ ﻛﻔﹼﺎﺭﺗﻪ ﻭﻓﺪﺍﺋﻪ ﻣﺪﺍﺭ ﺇﳝﺎﻢ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ "ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ" ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺎﺕ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺃﻣﻪ ﻫﺎﺟﺮﺍ ﺇﱃ ﻛﺸﻤﲑ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺟﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﰲ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﱃ ﻛﺸﻤﲑ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﲨﻴ ﻊ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﺯﺍﺀﻩ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﺘﻨﺎﻭﺑﺎﻥ ﻭﻓﻖ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﷲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ :ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻕ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻨﻮﺍ ﻣﻜﺎﳌﺔ ﺍﷲ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻦ ﳛﺮﻣﻜﻢ ﺍﷲ ﺃﺑﺪﺍ ﻧﻌﻤ ﹶﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺳﻴﻬﻠﻚ ﺣﺘﻤﺎ ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﹼﻴﻨﺎ ﻭﺣ ﻲ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻀﻴﺌﹰﺎ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﺎﺕ ،ﻭﻗﱪﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺣﺎﺭﺓ "ﺧﺎﻧﻴﺎﺭ" ﺑﺴﺮﻳﻨﻐﺮ ﰲ ﻛﺸﻤﲑ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﲞﺼﻮﺹ ﻗﱪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺕ ﻚ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎ ﺩ ﲝﻴﺎﺗﻪ ﻣﺌﺎ ﳌﺎﺫﺍ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻮﺕ ﺭﺟ ﹴﻞ ﺃﹶﻫﹶﻠ ﺍﻷﻟﻮﻑ؟
٢٩ ١١٥ ٣٩ ١٠١ﺡ ٤١ ٢٥ﺡ ٨١
٣٨ ٤٨ ٣٧ ٣٥ ٤٠ ٣٩ ٤٠ ٢٩ ٨١ ،٢٤ ١٠٩ﺡ ٢٤
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﻦ ﲤﻮﺕ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﺁﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻻ ﳝﺎﺛﻠﻪ ﺷﻲﺀ ﺇﻥ ﺍﻹﰒ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﻻ ﳚﺘﻤﻌﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﲔ ﺑﺎﻃ ﹲﻞ ﻛ ﱡﻞ ﺩﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻴﻘ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﺷﺒ ﻪ ﺣﺎ ﹰﻻ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺕ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺾ ﻓﺮﻗﻬﻢ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺕ ﺑﻌ ﻛﻔﺮ ﺩﻋﺎﺀ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ :ﺭﺑﻨﺎ ﺍﺣﻔﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺳﻴﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺼﻔﺎﻢ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﺃﻓﱴ ﻣﺸﺎﳜﹸﻬﻢ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﻋﻴﺴﻰ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ "ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ" ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻢ ﺍﻓﺘﺮﻗﻮﺍ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﺮﻗﺘﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻳ ﻌﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻋﺘﱪﻭﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲜﺴﻤﻪ *****
٣٠
٢٥ ٢٥ ٩٢ ٩٣ ٩٤ ٩٥ ٢١
٣٧ ٣٨ ٦٥ ٦٦ ٧٦ ١٠١ ٧٧ ١٠٥ ٧٦ﺡ ٧٦ﺡ ٧٦ﺡ ١٠٢
٣١
ﺍﻷﲰﺎء
ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺁﺳﻴﺎ )ﺃﺧﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ( ﺇﻳ ﻠﻴﺎ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺜﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺑﻄﺮﺱ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺑﻮﻟﺲ ﳓﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﻀﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﳏﻜﻤﺘﻪ ﳒﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺴﻌﻴﻪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺩﻭﻏﻼﺱ ﺟﺎﻥ ﺍﻳﻠﺰ ﺫﻛﺮ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺩﻭﻏﻼﺱ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﻣﻊ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﺭﻓﻌﺖ ﰲ ﳏﻜﻤﺘﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﻼﻃﺲ ﻗﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺳﻴﺬﻛﺮ ﺫﻛﺮﺍ ﺣﺴﻨﺎ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﱪﺍﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻗﱪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﴰﻌﻮﻥ )ﺃﺧﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ(
١٣ ٢٧ ١٠٣ ،١٠٢ ١٠٢ ٨٤ ١٠٨ﺡ ٩٢ ٥٤ ٨١ ٨٢-٧١ ٢٦ ٨٢-٧١ ٥٤ ٧٩ ٧٩ ١٠٩ﺡ ٢٧
ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ )ﺧﻮﺍﺟﺔ ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ( ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺁﻢ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺎﰎ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﺮﻗﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ ﺃﺧﱪ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﻣﺎﺕ ﺣﺘﻒ ﺃﻧﻔﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻋﻠﹼﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﺒﻪ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﳑﺎﺛﻠﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻧﺲ ﺃﻓﱴ ﺑﺘﻜﻔﲑﻩ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻏﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﺯﺍ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺎﱐ ﺇﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﺧﺎﰎ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﺒﻴﺎ ﻇﻠﻴﺎ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﲤﺎﻣﺎ ﺻﺮﺡ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺑﻌﺜﲏ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺇﱐ ﻛﺎﺫﺏ ﺇﻥ ﱂ ﺃﻛﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺮﱘ ﳕﻮﻩ ﳌﺪﺓ ﺣﻮﻟﲔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺮﳝﻴﺔ ﺗﻮﻟﱡﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﳑﺎﺛﻠﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﳌﻴﺴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ
٣٢
٦٣ ٩
٢٦ ٧٦ﺡ ٧ ٢٤ ٢٥ ١٠٥ﺡ ٨١-٧٧ ٨١ﺡ ٨٦ ٢٩ ٢٦ ٢٣ ١٢ ٧٢ ٧٧ ٩ ٧١-٦٨ ٧١ ٧٥ ٧٥ ،٢١
ﺁﻻﻑ ﻧﺒﻮﺀﺍﺗﻪ ﲢﻘﻘﺖ ﺑﻜﻞ ﺟﻼﺀ ﺁﻳﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲢﺪﻳﻪ ﻟﻠﻄﻮﺍﺋﻒ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﺟﺘﻨﺎﺑﻪ ﺃﺧﺬ ﻣﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺷﺎﻫﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﱪﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳉﻤﺎﻋﺘﻪ ﻏﻼﻡ ﺣﻴﺪﺭ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﺈﺭﺛﻪ ﻓﻀﻞ ﺷﺎﻩ ﻛﻮﺭ )ﺭﺍﻫﺐ ﻋﺠﻮﺯ ﰲ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ( ﻟﻮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺪﻳﺎ )ﺃﺧﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ( ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻼﺭﻙ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﱵ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﳏﻤﺪ ﻻ ﺭﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﺷﻔﻴﻊ ﻟﺒﲏ ﺁﺩﻡ ﻛﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﲢﺖ ﺃﺩﱘ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺣﻲ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﱃ ﺃﺑﺪ ﺍﻵﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﲡ ﹼﻞ ﺳﻮﺍﻩ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﰲ ﻋﻬﺪﻩ
٣٣ ١٠ ١٣ ١٤ ٥ ١٣ ١٢٠ ١٦ ١٢٠ ٧٣ﺡ ١٠٨ ٦١
٥٤ ٢٠ ٢٠ ٢١ ٢٣ ٢٠ ١١٨-١١٧ ١١٧ ١٠٥-١٠٣
٣٤
ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻣﺎﺕ ﲢﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﳌﺴﻴﺢ" ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻮﻱ ﱂ ﻳﻨﻞ ﻛﺮﺳﻴﺎ ﰲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﻧﺎﻝ ﺫﻟﺔ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻣﻬﺮ ﺷﺎﻩ ﻣﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﻮﻟﺮﻭﻱ ،ﺑﲑ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎﻻ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﺎﲰﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﹸﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﳛﲕ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻳﺸﻮﻉ ﺃﹸﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺮﺩﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻳﻌﻘﻮﺏ )ﺃﺧﻮ ﺍﳌﻴﺴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ( ﻳﻬﻮﺫﺍ )ﺃﺧﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ( ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﱘ *****
٨٥ﺡ ٨٠-٧٨ ١٠٩ﺡ ٢٦ ٧٣ﺡ ٨٥ﺡ ٧٧ ,٦١ ,٢١ ٨٤ ٨ ١٠٣ ,٩١ ٨٤ ٨
٩١ ٢٦
٣٥
ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ
ﺃﻣﺮﺗﺴﺮ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺃﺧﲑﺍ ﺇﱃ ﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﺃﺷﻬﺮ ﺟﺮﺍﺋﺪﻫﺎ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻳ ﻤ ﺪ ﺍﳋﻂ ﺍﳊﺪﻳﺪﻱ ﰲ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﺧﺎﻥ ﻳﺎﺭ ﺇﻥ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﻗﱪﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺮﻱ ﻧﻐﺮ ﺳﺮﻱ ﻧﻐﺮ ﻗﱪ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﺭﺓ ﺧﺎﻧﻴﺎﺭ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺣﺘﻒ ﺃﻧﻔﻪ ﻗﺎﺩﻳﺎﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻐﺸﺎﻫﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﳉﺎﺭﻑ ﺍﳌﺒﻴﺪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﳐﻴﺮ ﰲ ﺃﻥ ﳛﻀﺮﻫﺎ ﻛﺸﻤﲑ ﻫﺎﺟﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺇﻥ ﻗﱪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻴﻬﺎ
١١٠ ١١٣ ١٠٨ﺡ ١٠٨ﺡ ٧٣ ١٥ ١٣ ٨١ ,٢٤ ٨١ ١٠٥ﺡ ١١٠ ,٧ ,٣ ٣ ١١٠ ٢٥ﺡ١٠٦ ,٨١ ,ﺡ ٢٤
٣٦
١٠٩ ,١٢ﺡ ٩١ﺡ١٠٨ ,ﺡ ١٠٦ ,١٣ﺡ ١٠٦ ,١٣ﺡ ١٥
ﻻﻫﻮﺭ ﻟﻨﺪﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺍﳌﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ﺍﳍﻨﺪ *****
٣٧
ﺍﻟﻜﺘﺐ
٢٧ﺡ
ﺍﺑﺎ ﺳﺘﻮﻟﻚ ﺍﻹﳒﻴﻞ ٧ ﻓﻴﻪ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ٧٤ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﳋﺒﺰ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ١١٣ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻏﲑ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ٤١ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٤٢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٦٥-٤٥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٤٢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﻠﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٤٣ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٤٥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ١١١ ,١١٠ ,٧٤-٧٠ ,٦٩ ,٥ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻷﲪﺪﻳﺔ ٧٢ ,٧١ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻪ ٧٤-٦٨ ﺗﻄﺎﺑﻘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ٧١ ﻟﻘﺒﻪ ﻣﺮﱘ ﻭﺷﺮﺣﻪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ٧٢ ﺻﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ٥ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ٢٤ﺡ ﲢﻔﺔ ﺟﻮﻟﺮﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ٧٦ﺡ٩١ ,ﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
٣٨
ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ﺗﺎﺭﻛﲔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ
٧٦ ,٣٨ ,٢٦ ,٧ﺡ٩٢ ,٩١ , ٧٦ﺡ ٨٨ ٩٢ ٩٣
ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺮﻳﺌﺮ ﺩﻻﺳﲑﺍ ﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﺒﻄﺮﺱ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺗﺴﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ﺍﳌﻨﺎﺭ )ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ( ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﲬﺴﻮﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ *****
١٠٨ﺡ ١٠٦ﺡ ٨٥ﺡ ٩