Agri Mag supplément arabe juin 2020

Page 1

‫‪128‬‬ ‫حق العدد ‪202‬‬ ‫مل يو ‪0‬‬ ‫يون‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬



‫الفهرس‬ ‫‪4‬‬

‫الذرة‬ ‫إختيار الصنف المناسب‬

‫‪6‬‬

‫احتياجات الجزر من الماء‬

‫‪8‬‬

‫إستخدام المبيدات‬ ‫األخطاء العشرة الشائعة‬ ‫الواجب تجنبها‬ ‫البَرَد التبروري‬ ‫ظاهرة تتفاقم‬ ‫تدهور التربة في‬ ‫المناطق الجافة‬ ‫بضعة أفكار لمواجهة‬ ‫األمر‬

‫‪agriculturemaghreb@gmail.com‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬

‫الئحة اإلشهارات‬ ‫‪MAMDA‬‬ ‫‪Agrimatco‬‬ ‫‪CMGP‬‬ ‫‪CROPLIFE‬‬

‫مجموعة حسن الدرهم‬


‫أعالف‬

‫الذرة‪ :‬إختيار الصنف المناسب‬ ‫حتتل الذرة اليوم الرتبة األولى عامليا على صعيد إنتاج احلبوب‪ ،‬بحجم يتجاوز املليار طن‪ ،‬بل ستعرف تطورا‬ ‫متزايدا لسنوات أخرى مقبلة‪ .‬و الواقع أن الذرة تعتبر موردا غذائيا أساسيا يوجه ¾ منه للتغذية احليوانية‪.‬‬ ‫و لعل السر وراء هذه املكانة العاملية للذرة يتلخص يف كلمة واحدة ‪ :‬املردودية ‪ .‬فقد إستفادت هذه الزراعة من‬ ‫تطور جيني مذهل منذ أكثر من ‪ 50‬سنة‪.‬‬ ‫و إذا كانت عملية البذار تعد املرحلة األساسية‪،‬‬ ‫فإن إختيار الصنف‪ ،‬يف احلقيقة‪ ،‬يلعب بدوره‬ ‫دورا حاسما يف إجناح زراعة الذرة‪ ،‬من‬ ‫أجل ذلك يجب مراعاة العديد من العوامل‬ ‫عند التفكير يف إختيار الصنف أو األصناف‬ ‫املناسبة‪.‬‬ ‫و يأتي يف مقدمة هذه العوامل‪ ،‬عامل التبكير‬ ‫الذي يجب أن يكون موافقا للظروف املناخية‬ ‫للمنطقة‪ ،‬من مثل مجموع درجات احلرارة بني‬ ‫البذار و احلصاد‪ ،‬و ذلك أن‪:‬‬ ‫إختيار صنف هجني مبكر جدا يعني احلرمان‬‫من مردودية محتملة أعلى‪ ،‬و زيادة مشاكل‬ ‫التخزين بالنسبة للذرة العلفية (نسبة مرتفعة‬ ‫جدا من املادة اجلافة)‪.‬‬ ‫إختيار صنف هجني متأخر جدا يعني املخاطرة‬‫و تأخير موعد كل من احلصاد و الزراعة املوالية‪:‬‬ ‫و مفاقمة خسارة العصائر بالنسبة للذرة العلفية‬ ‫( نسبة املادة اجلافة جد منخفضة)‪.‬‬ ‫كما أن مسألة جفاف احلبوب تعد عامال مهما‬ ‫لكونه يسمح‪ :‬بحصاد املنتوج عند أقل مستوياته‬ ‫من الرطوبة‪.‬‬ ‫و ضمن مجموعة األصناف املبكرة التي يتم‬ ‫حتديدها‪ ،‬فإن املعيار األساسي إلختيار الصنف‬ ‫األنسب يبقى هو اإلنتاجية‪ ،‬إذ يتم تسجيل فرق‬ ‫بنسبة تتجاوز ‪ 15%‬بني مردودية الصنف اجليد‬ ‫و الصنف األقل جودة خالل نفس التجربة‪ .‬أما‬ ‫مصادر املعلومات حول نتائج التجارب فهي‬ ‫كثيرة‪ ،‬و يجب تنويعها‪ :‬جتارب رسمية‪ ،‬جتارب‬ ‫املوزعني‪ ،‬جتارب منتجي البذور‪....‬‬ ‫كما أن هناك معايير أخرى لتأمني املردودية‬ ‫يجب مراعاتها عند إتخاذ قرار اإلختيار‪:‬‬ ‫حيوية اإلنطالق‪ :‬تساعد على إنغراس و‬‫تثبيت جيد و تطور سريع للنبتة الفتية يف جميع‬ ‫‪4‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫الظروف‪ .‬و هو معيار بالغ األهمية يف التربة‬ ‫الباردة‪.‬‬ ‫املتانة و القوة‪ :‬معيار مهم بالنسبة لألراضي‬‫اجلافة و املناطق املعرضة لإلجهاد املائي‬ ‫(العطش)‪ .‬بعض األصناف املتوسطة القدرات‬ ‫يف الظروف املالئمة تكون أكثر كفاءة يف الظروف‬ ‫الزراعية احملدودة‪.‬‬ ‫اإلنتظام‪ :‬إن إختيار أصناف مناسبة من الذرة‬‫معروفة و منتظمة‪ ،‬يسمح بضمان مردود مالي‬ ‫من جهة‪ ،‬و توزيع مخاطر اإلنتاج من جهة أخرى‪.‬‬ ‫و لعله من املفيد دائما إختبار بعض األصناف‬ ‫اجلديدة و ذلك بنسب معقولة‪.‬‬ ‫سواء تعلق األمر برقاد املزروعات بفعل األمطار‬‫و الرياح‪ ،‬أو بسبب األمراض‪ ،‬فإن ملتانة الساق‬ ‫أهمية كبرى بالنسبة للمردودية يف نهاية الدورة‬ ‫الزراعية من خالل امتالء احلبوب‪ ،‬و بالنسبة‬ ‫لظروف احلصاد‪.‬‬ ‫الظهور املبكر لألمراض يؤثر سلبا على مؤهالت‬‫الصنف‪ .‬و على الرغم من كون ظهور أعراض‬ ‫األمراض و تطورها يرتبط غالبا بالظروف‬ ‫املناخية‪ ،‬فإن هناك تفاوتات بني األصناف من‬ ‫حيث القدرة على حتمل تلك األمراض‪.‬‬ ‫بالنسبة للحبوب و نوعيتها ‪ ،‬فإن الصناعات‬

‫التحويلية (السميد و صناعة النشويات) تتطلب‬ ‫أصنافا محددة من أجل استخداماتها‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة للذرة الرطبة ( قبل النضج التام)‪ ،‬فإن‬ ‫احلالة الصحية للسنبلة متثل احملدد األساسي‪.‬‬ ‫و بخصوص الذرة العلفية‪ ،‬فإنه يلزم دمج‬ ‫معيارين اثنني‪:‬‬ ‫القيمة الغذائية حسب نوع اجلرعة العلفية‪.‬‬‫و يتم التعبير عنها مبؤشرات الوحدة العلفية‬ ‫و قابلية األلياف للهضم و احملتوى من النشا‬ ‫القابل للتحلل‪ .‬إن إختيار صنف يتوفر على قيمة‬ ‫غذائية جيدة هو نقطة اإلنطالق للحصول على‬ ‫علف غني و مالئم إلنتاج احلليب أو اللحوم‪.‬‬ ‫موعد احلصاد قد يبدو أمرا ثانويا‪ ،‬لكن بالنسبة‬‫لصنف مهجن ذو قدرة جيدة على احملافظة على‬ ‫إخضرار مجموعه الورقي‪ ،‬فإنه يسمح مبرونة‬ ‫كبيرة يف حتديد املوعد املناسب للحصاد دون‬ ‫التأثير سلبا على املردودية و اجلودة‪.‬‬ ‫و ختاما‪ ،‬فإنه من احلكمة عدم اإلقتصار على‬ ‫صنف واحد‪ ،‬بل من األفضل توزيع املخاطر على‬ ‫عدد من األصناف املهجنة التي مت إختبارها‬ ‫بعني املكان و أصناف أخرى جديدة و جيدة‬ ‫جتمع بني مختلف املتطلبات حسب املعايير‬ ‫اخلاصة للفالح‪.‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫إمكانية حتسني تثمينه ضمن احلصة الغذائية و أن كمية الكتلة احليوية املضافة إلى التربية من‬ ‫تطور جيني ألصناف‬ ‫ذلك‬ ‫و‬ ‫أفضل‪،‬‬ ‫بشكل‬ ‫احليوانات‬ ‫حاجيات‬ ‫تلبية‬ ‫دائما أكثر قوة‪:‬‬ ‫بقايا الزراعة تعادل ‪ 10‬طن يف الهكتار‪ ،‬وتزداد‬ ‫يرجع هذا التطور الذي تعرفه مردودية زراعة من أجل حتسني الوضع التنافسي ملزارع تربية‬ ‫أهميتها أكثر كلما مت دفنها يف التربة بأسرع ما‬ ‫الذرة أساسا إلى عملية إنتقاء و إختيار حيوية املواشي‪.‬‬ ‫ميكن‪.‬‬ ‫و متواصلة تستكشف مختلف سبل التقدم ‪ .‬و‬ ‫كمثال على ذلك‪ ،‬اجلهود التي بذلت على صعيد ملاذا إدماج الذرة‬ ‫تأثير بيئي إيجابي‪:‬‬ ‫مقاومة درجات احلرارة املنخفضة يف بداية ضمن دورة التناوب الزراعي؟‬ ‫الزراعة‪ .‬و هكذا إستطاعت زراعة الذرة و تشتهر الذرة بكونها زراعة سابقة جيدة لزراعات تعتبر زراعة الذرة من الزراعات األقل حاجة‬ ‫بسرعة‪ ،‬إختراق املناطق الكبرى لتربية املاشية أخرى على نفس احلقل‪.‬‬ ‫للتدخالت الكيماوية‪ .‬فقد جنحت عمليات‬ ‫ترى ماهي مبررات ذلك؟ و ما هي القيم املضافة‬ ‫و إحتالل املرتبة األولى كعلف لها‪.‬‬ ‫اإلنتقاء و اإلختيار ألصناف الذرة يف التحكم و‬ ‫كما تتميز أصناف الذرة حاليا بقدرتها العالية املنتظرة من مشاركتها يف التناوب الزراعي؟‬ ‫السيطرة على األمراض الورقية بشكل فعال و‬ ‫على تثمني املاء و مقاومة اإلجهاد املائي‪ ،‬و‬ ‫من دون إستعمال للمبيدات الكيماوية‪.‬‬ ‫حتقيق مردوديات مرتفعة حتى يف الظروف تأثير زراعي أساسي‪:‬‬ ‫احلارة‪ ،‬بل و مواجهة درجات حرارة حادة جدا يلعب التناوب الزراعي و تنويع الزراعات دورا‬ ‫أحيانا‪ ،‬باملناطق القارية أو باجلنوب‪ .‬و هكذا مهما و ضروريا من أجل التحكم يف صعوبات جدوى إقتصادية مؤكدة‪:‬‬ ‫يظل املجموع الورقي أخضرا ألطول فترة‪ ،‬و اإلنتاج املرتبطة بالزراعة األحادية أو بدورات‬ ‫تشتهر زراعة الذرة بشكل كبير مبردودها املادي‬ ‫تتواصل عملية البناء الضوئي على طول الدورة التناوب القصيرة‪ ،‬خاصة بالنسبة لزراعة‬ ‫احلبوب‪ ،‬حيث يؤدي تناوب هذه الزراعات بوثيرة اجليد‪ ،‬و مبساراتها التقنية البسيطة‪ .‬فكلما‬ ‫الزراعية‪ ،‬مبا فيها مرحلة إمتالء احلبوب‪ .‬و‬ ‫هنا ال بد من اإلشارة إلى دور موزعي البذور سريعة على نفس احلقل‪ ،‬إلى إنتشار األمراض كان الصنف املهجن املختار و مؤهالته مالئمني‬ ‫بدورهم يف عمليات فرز األصناف على أساس الفطرية‪ ،‬و إنتظام وجود األفات و تفاقم مشاكل للظروف البيئية‪ ،‬و مت إختيار موعد الزرع و‬ ‫قدرتها على مقاومة األمراض‪ .‬و بإختصار ميكن األعشاب الضارة‪ ،‬خاصة منها نبات الزوان و إعتماد اخلدمة النباتية بشكل متناغم‪ ،‬فإن‬ ‫القول أن األصناف املزروعة اليوم هي أكثر قوة الثعلبية (‪.)vulpin‬‬ ‫هامش املردود املادي للزراعة يكون جيدا‪.‬‬ ‫و يف مثل هذه األحوال‪ ،‬فإن إلدماج زراعة ربيعية‬ ‫و صالبة من األصناف القدمية‪.‬‬ ‫لقد سمحت اجلهود املبذولة على مستوى‬ ‫ضمن التناوب الزراعي‪ ،‬أهمية كبرى‪.‬‬ ‫اإلنتقاء و اإلختيار‪ ،‬إلى التوصل إلى أعداد‬ ‫أصناف مالئمة حلاجات املواشي‪:‬‬ ‫لم تتوقف قط عمليات اإلنتقاء و اإلختيار من‬ ‫أجل تقدمي أصناف مالئمة حلاجة احليوانات‪.‬‬ ‫فقد ظل اإلشتغال دائما منصبا على تقييم‬ ‫القيمة الغذائية للذرة العلفية‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫باإلمكان التكهن مبدى قابلية الذرة للهضم و‬ ‫محتواها من الطاقة‪ .‬و من املهم اإلشارة إلى أن‬ ‫التقييم الدقيق للقيمة الغذائية للمحصول يتيح‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫إضافة مهمة من املادة‬ ‫العضوية للتربة‪:‬‬

‫وفيرة من األصناف حتى أصبحت الذرة اليوم‪،‬‬ ‫يف كثير من مناطق العالم‪ ،‬الزراعة الوحيدة التي‬

‫إن إلشراك الذرة يف التناوب الزراعي تأثير‬ ‫إيجابي مهم على املادة العضوية للتربة‪ ،‬و ذلك أن‬ ‫مقارنة‪،‬مثال‪ ،‬مبردوديات زراعة احلبوب و‬ ‫نسبة الكتلة احليوية التي تتبقى يف احلقل تعادل‬ ‫نسبة احملصول من احلبوب‪ .‬فمثال حني تكون الزراعات الزيتية التي تعرف ركودا تاما‪.‬‬ ‫مردودية الهكتار هي ‪ 100‬قنطار فبإمكاننا القول *املصدر ‪:‬موقع‪terre-net‬‬ ‫تسجل إرتفاعا متواصال على صعيد املردودية‪،‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪5‬‬


‫احتياجات اجلزر من املاء‬ ‫السقي‬

‫سقي اجلزر أمر ضروري جدا بالنسبة ملعظم‬ ‫احلاالت‪ ،‬و ذلك من أجل حتقيق أفضل النتائج‪.‬‬ ‫و تختلف احلاجة الكلية لزراعة اجلزر من املياه‬ ‫حسب منط الزراعة (الكثافة ‪ /‬هكتار) و فترة‬ ‫اإلنتاج‪ .‬أما يف ما يخص وثيرة السقي و كمية‬ ‫املياه الالزمة‪ ،‬فهي متفاوتة بحسب نوع التربة‬ ‫و مستوى التساقطات و مرحلة الزراعة‪.‬‬ ‫و فوائد السقي متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ ارتفاع معدل اإلنبات خاصة يف الفترات‬‫احلارة أو اجلافة‪،‬‬ ‫ فترة إنبات أقصر مع جتانس أفضل للنباتات‪،‬‬‫ احلد من مشكلة تكون قشرة صلبة على‬‫سطح التربة‪،‬‬ ‫‪ -‬حتسن املردودية و اجلودة (الطول و القطر)‪،‬‬

‫ حتسن اجلذور خاصة على مستوى النعومة‪.‬‬‫غير أن اإلفراط يف السقي قد تترتب عليه‬ ‫عواقب وخيمة بالنسبة للمنتوج منها‪ :‬تشقق‬ ‫اجلذور و ظهور األمراض‪ ،‬خاصة البقعة‬ ‫املجوفة و لفحة األوراق‪.‬‬ ‫يف ما يخص اختيار األرض املناسبة‪ ،‬يجب‬ ‫احلرص على التوفر على مورد ملياه جيدة‬ ‫للسقي‪ ،‬ذاك أن زراعة ا َ‬ ‫جلزَر تتميز بحساسيتها‬ ‫الكبيرة للملوحة التي بإمكانها التأثير سلبا‬ ‫على كل من اإلنبات و املردودية و اجلودة‪.‬‬ ‫قبل البذار يجب أن تكون التربة رطبة‪ ،‬ثم بعد‬ ‫ذلك يجب تقليص كمية مياه السقي تفاديا‬ ‫لألمراض و لتعفن البذور‪ .‬و أثناء فترة اخلروج‬ ‫من طور الراحة‪ ،‬ميكن القيام بعملية أو عمليتي‬ ‫سقي خفيفتني لضمان جتانسها و سرعتها‪ .‬و‬

‫بعد اخلروج من هذا الطور‪ ،‬يجب أن تكون‬ ‫التربة دائما يف حالة السعة احلقلية (الرطوبة‬ ‫القصوى التي تستوعبها التربة)‪ .‬و ينتج عن‬ ‫كل خصاص مائي نقص يف املردودية‪ ،‬كما أن‬ ‫حالة التناوب بني الرطوبة و اإلجهاد املائي‬ ‫(العطش)‪ ،‬تتسبب يف تشقق اجلذور‪.‬أما املاء‬ ‫املفرط الناجت عن سقي غير مالئم أو بسبب‬ ‫البنية السيئة للتربة‪ ،‬فيؤدي إلى تلوين سيء و‬ ‫إلى تفرع اجلذور‪.‬‬ ‫كما أن اخلصاص يف املاء مضر بالزراعة‬ ‫خاصة يف مرحلتني من مراحل اإلنتاج ‪:‬‬ ‫ أثناء اخلروج من طور الراحة ‪ :‬كل خصاص‬‫مائي يقلص نسبة اإلنبات و يطيل فترة اخلروج‬ ‫من طور الراحة و السكون‪ .‬كما يؤدي إلى عدم‬ ‫التجانس بني النباتات و الذي يستمر حتى‬ ‫مرحلة جني احملصول‪ ،‬و يعرقل تعمق اجلذور‬ ‫يف التربة‪.‬‬ ‫ أثناء التطور اخلضري‪ ،‬قد يؤدي اإلجهاد‬‫املائي إلى توقف منو األوراق و اجلذور‪ ،‬و هو‬ ‫أمر ميكن تداركه و إصالحه يف حالة الزراعة‬ ‫ذات الدورة الطويلة (اجلزر الكبير)‪ ،‬أو إذا‬ ‫حصل قبل األسابيع الثالثة السابقة على جني‬ ‫احملصول‪.‬‬ ‫و تتراوح حاجيات اجلزر من املياه مابني ‪350‬‬ ‫إلى ‪ 400‬مم من الزرع إلى جني احملصول‬ ‫أي يف حدود ‪ 3‬إلى ‪ 5‬أشهر وذلك من ‪25‬‬ ‫الى ‪ 30‬سقية يف الفترة الزراعية العادية‪ .‬يف‬ ‫منطقة برشيد‪ ،‬تصل حاجيات اجلزر من املياه‬ ‫إلى ‪ 2000‬مم أي ‪ 20.000‬متر مكعب وذلك‬ ‫راجع إلى فترة احملصول زائد فترة التخزين‬

‫‪6‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫السقي بالتنقيط‬

‫مراحل االحتياجات املائية للجزر‬

‫باإلضافة إلى االستعمال الغير املعقلن للمياه‬ ‫من طرف بعض الفالحني‪ .‬كما يستهلك كلغ تتميز االحتياجات املائية للجزر بـ ‪ 4‬مراحل‪:‬‬ ‫واحد من اجلزر ‪ 6‬لترات من املاء لغسله من املرحلة األولى‪ :‬فترة اإلنبات و هي مرحلة‬ ‫حرجة حتتاج ريات عالية التردد وذات كمية‬ ‫التراب الثقيل‪.‬‬ ‫منخفضة من املياه‪.‬‬ ‫حساب حاجيات املياه لزراعة اجلزر املرحلة الثنية‪ :‬فترة إطالة اجلذر‪ :‬احلد من‬ ‫كمية املياه بامللليمتر التي يستخدمها احملصول الري إلجبار اجلذر على النمو لفترة أطول‪.‬‬ ‫حتتاج ريات ذات تردد منخفض و حجم‬ ‫يوم ًيا‪.‬‬ ‫‪ = Kc‬عامل احملصول (يختلف حسب مرحلة متوسط من املياه‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ 40/35 :‬يوما بعد البذر‪ ،‬درنة‬ ‫منو احملصول)‪:‬‬ ‫اجلذر‪ :‬حتتاج ملياه كثيرة لضمان جذور أكبر‬ ‫ فترة اإلنبات‪0.3 :‬‬‫حجما‪.‬‬ ‫ فترة ‪ 4‬أوراق‪0.5 :‬‬‫ من ‪ 4‬أوراق إلى مرحلة اجلذر ‪ 10‬مم من حتتاج ريات متوسطة التردد ‪ ،‬وحجم كبير‪.‬‬‫قطر اجلذر‪0.7 :‬‬ ‫املرحلة الرابعة‪ :‬فترة أوراق تغطي التربة‪.‬‬ ‫ من مرحلة اجلذر ‪ 10‬مم من قطر اجلذر احلد األقصى ملتطلبات املياه للجزر‪ .‬املرحلة‬‫حتى احلصاد‪1.0 :‬‬ ‫احلاسمة لضمان اإلنتاج وجودة اجلذور‪.‬‬ ‫حتتاج ريات متوسطة التردد ‪ ،‬و وحجم كبير‪.‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫هو النظام األكثر اقتصادا يف مياه السقي و‬ ‫يقلص كثيرا من األمراض التي تصيب املجموع‬ ‫الورقي‪ .‬لكنه يتطلب خبرة عالية من أجل‬ ‫التحكم يف كمية املياه الالزمة للزراعة‪ ،‬و‬ ‫ضمان رطوبة مستمرة للتربة‪ .‬كما أنه غير‬ ‫كاف بالنسبة ملرحلة اإلنبات مما يستدعي‬ ‫سقيا تكميليا له بالرش‬ ‫و يشكل السقي بالتنقيط فائدة كبيرة مقارنة‬ ‫مع السقي بالغمر أو بالرش‪ ،‬و يجب أن يكون‬ ‫مضمونا طيلة مدة الدورة‪ .‬غير أنه‪ ،‬بعد اخلروج‬ ‫من طور الراحة‪ ،‬و من أجل إستطالة اجلذور‪،‬‬ ‫فإنه ينصح بتقليص مدة السقي اليومية تدريجيا‬ ‫من ساعة كاملة إلى ‪ 45‬دقيقة ثم إلى ‪ 30‬ثم‬ ‫إلى ‪ 15‬دقيقة‪ .‬و عند بلوغ اجلذور إلى الطول‬ ‫املستهدف (‪ 25-20‬سم)‪ ،‬يجب زيادة مدة السقي‬ ‫تدريجيا‪ .‬لكن يف جميع األحوال ال يجب أبدا‬ ‫التوقف نهائيا عن السقي أو إستئناف السقي‬ ‫بشكل مفاجئ‪ ،‬ألن هذا السلوك الشائع قد يؤدي‬ ‫إلى عيوب يف تكون اجلذور (نعومة أقل)‪.‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪7‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫إستخدام املبيدات‬

‫األخطاء العشرة الشائعة الواجب جتنبها‬

‫‪1‬‬

‫ ال زال أغلب الفالحين بالمغرب ينظر إلى الوقاية النباتية كإنفاق‬‫و مصاريف ظرفية‪ ،‬في حين أنها في حقيقة األمر إستثمار يجب‬ ‫النظر إليه كذلك‪ .‬و الواقع أنه و كأي إستثمار آخر‪ ،‬فإن التكلفة ليست‬ ‫إال معيارا واحدا من بين معايير أخرى‪ ،‬بحيث ال يمكن تفضيل تقنية ما‬ ‫للمكافحة عن أخرى أو مبيد معين عن غيره‪ ،‬بناء عليه وحده‪.‬‬ ‫وحده التحليل العقالني و الموضوعي للعالقة التناسبية بين التكاليف‬ ‫و األرباح (تشمل دراسة مفصلة للمزايا و المساوئ إضافة إلى‬ ‫اإلمكانيات في مواجهة المخاطر)‪ ،‬يستطيع أن يساعد على إتخاذ قرار‬ ‫الشراء المناسب‪ .‬هذا مع وضع مصاريف العملية أو المبيد في خانة‬ ‫مساوئ العملية برمتها‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ بطريقة ال شعورية‪ ،‬يتعامل بعض الفالحين‪ ،‬و أغلبهم من‬‫الفالحين الصغار‪ ،‬مع عملية رش المبيدات بإعتبارها ال ضرر‬ ‫منها إطالقا‪ ،‬بحيث ال يتخذون تقريبا أي إحتياطات من أجل سالمتهم‬ ‫الصحية أثناء العملية‪ .‬فقد بينت أبحاث حديثة من جهات خاصة‪ ،‬أن‬ ‫أكثر من ‪ % 40‬من فالحينا ال يرتدون المالبس الالزمة كاملة أثناء‬ ‫قيامهم بهذا العمل‪ ،‬مما يعرضهم فعليا لمخاطر محتملة عدة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ بعض الفالحين ال يهتمون كثيرا بقراءة التعليمات المكتوبة‬‫على المبيد أو المنشورات المرافقة له و التي تتضمن معلومات‬ ‫بالغة األهمية‪ ،‬حول كيفية اإلستعمال‪ ،‬و المحتوى من المادة الفعالة‪،‬‬ ‫و الجرعة المطلوبة و مختلف التحذيرات و طرق التخزين‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى آلية عمل المبيد و األجل الذي يجب مراعاته قبل جني المحصول‪،‬‬ ‫و فترة اإلستعمال‪ ،‬و مدى تأثير المبيد على الزراعة التالية و العدد‬ ‫المطلوب من العمليات؛ و هي معلومات جد مهمة ألجل وضع خطة‬ ‫لمكافحة فعالة تتفادى ظهور مقاومة للمبيد لدى األعشاب المستهدفة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ قليل جدا من الفالحين من يقوم بضبط أدوات تطبيق المبيدات‬‫قبل العملية‪ ،‬في حين أنه عامل مهم في إنجاحها‪ ،‬لكونه على‬ ‫أساسه يتم تحديد سرعة اإلنجاز و مستوى الضغط المناسب‪ .‬و حينها‬ ‫يمكن إضافة الجرعة الموصى بها على أساس الهكتار الواحد‪ ،‬و‬

‫‪8‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫بالتالي ضمان نجاح عملية المكافحة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ أغلب الفالحين ال ينشغل كثيرا بأهمية و دور أداة الخلط التي‬‫تحرك المبيد بإستمرار داخل وعاء آلة الرش‪ ،‬ذلك أن تشكيالت و‬ ‫صيغ المواد الكيماوية عديدة و مختلفة‪ ،‬و بعضها أسرع ذوبانا في الماء‬ ‫من غيرها و أسهل إنتشارا‪ ،‬لذلك فإن نجاح عملية المكافحة مرهون‬ ‫بشكل كبير باألداء الجيد للخالط‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫ بعض الفالحين يعتقدون خطأ أن اإلكثار من الماء في الخليط مفيد‬‫في عملية الرش‪ ،‬و الواقع أن الماء ليس إال ناقال محايدا لقطرات‬ ‫المبيد إلى الهدف المحدد و تغطيته بالشكل الالزم‪ ،‬على أساس ‪20‬‬ ‫قطيرة على األقل في السنتمتر المربع الواحد من السطح المستهدف‪ .‬و‬ ‫لإلشارة يمكن في هذه الحالة اإلستعانة «بالورق الحساس» للتأكد من‬ ‫هذا األمر و من جودة عملية الرش بصفة عامة‪ ،‬من خالل نشرمجموعة‬ ‫من تلك األوراق عشوائيا في الحقل الذي تتم معالجته‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ أغلب الفالحين يعلم و يعترف بأن فوهات آلة الرش يجب أن‬‫تكون مالئمة لكل نوع من عمليات المكافحة (مبيد عشبي أم حشري‬ ‫أم فطري)‪ ،‬غير أنه لألسف قليل جدا منهم من يقوم بتغييرها من أجل‬ ‫كل إستعمال مختلف أو حتى مجرد تنظيفها‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫ يجب أن يكون إرتفاع الدعامة الحاملة لفوهات الرش ثابتا و‬‫مستقرا حتى يكون الرش منتظما و متوازنا‪ ،‬غير أن هذه العملية‬ ‫ال يمكن أن تكون ناجحة إال إذا كانت التربة ناعمة و معدة بشكل جيد‪،‬‬ ‫مع اإلشارة إلى ضرورة حرص العامل أو سائق الجرار على أن تظل‬ ‫الدعامة على نفس مستوى اإلرتفاع‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫ بعض الفالحين ال يحترمون آجال ما قبل الجني الموصى‬‫بها خاصة في حالة العدوى المتأخرة‪ ،‬و نفس األمر يمكن قوله‬ ‫بخصوص آجال ما بعد عملية المكافحة الكيماوية التي يجب مراعاتها‬ ‫قبل العودة إلى الحقل الذي تمت معالجته‪ ،‬و ذلك تجنبا لمخاطر التسمم‪،‬‬ ‫الشيء الذي ال يكترث له بعض الفالحين‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫ في حالة التسمم‪ ،‬ال زال الناس يعتقدون خطأ أن شرب‬‫الحليب يفي بالغرض لمواجهته‪ ،‬في حين أن تناول الحليب قد‬ ‫يسرع‪ ،‬بالعكس‪ ،‬عملية إمتصاص األمعاء لبعض السموم‪ .‬و هنا تجدر‬ ‫اإلشارة إلى ضرورة اإلنتباه إلى الترياق المضاد للسم المسجل على‬ ‫العلبة التي تحتوي المبيد‪.‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪9‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫البَرَد (التبروري)‬ ‫ظاهرة تتفاقم‬ ‫تشكل تساقطات ال َب َرد (التبروري) املسماة بالصيفية‪ ،‬و التي تتوالى نوباتها من شهر أبريل إلى شتنبر‪ ،‬كارثة متكررة‬ ‫حل َّدة هذه‬ ‫على املستوى الوطني‪ ،‬حيث قارب متوسط وتيرتها سنويا‪ ،‬حسب املناطق‪ ،‬الرقم ‪ 1‬على السلم الدولي ِ‬ ‫التساقطات‪ ،‬خاصة يف املنطقة املمتدة بني سايس و األطلس املتوسط (احلاجب‪ ،‬أزرو‪ ،‬إميوزار‪ ،‬أوملاس‪ ،‬صفرو‪ ،‬لعناصر‪،‬‬ ‫ميدلت‪ .).....،‬وتتميز هذه املناطق التي تعاني من هذه الظاهرة بكونها هي نفسها التي تتجمع فيها الظروف املناخية‬ ‫املالئمة لزراعة أشجار الفواكه األكثر حساسية و باألخص منها العنب و البساتني التي تعاني ‪ ‬من آفتني واسعتي‬ ‫اإلنتشار هما الصقيع (جريحة) و اللفحة النارية‪ .‬هذا التراكم يف املخاطر التي تصيب هذا النوع من الزراعات يبرز‬ ‫بشكل واضح مدى هشاشة هذه القطاعات يف مواجهة املخاطر املناخية‪.‬‬ ‫و هذا املقال ال يدعي أبدا تقدمي األجوبة الصحيحة جلميع األسئلة املطروحة يف هذا الشأن‪ ،‬لكنه يقترح محاولة‬ ‫للتعرف على هذه الكارثة و إستنباط بعض املعلومات املفيدة‪.‬‬ ‫عرفت جهة فاس مكناس مساء يوم‬ ‫السبت ‪ 06‬يونيو ‪ 2020‬عاصفة برد‬ ‫(تبروري) شديدة همت جل أقاليم‬ ‫اجلهة‪ .‬وقد تسبب عنف هذه الظاهرة‬ ‫يف بعض األماكن يف اضرار للمحاصيل‬ ‫الزراعية وبعض البنية التحتية الفالحية‪.‬‬ ‫وتبني التقديرات االجمالية األولية ان‬

‫‪10‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫املساحة املتضررة قد قد تفوق‪19000‬‬ ‫هكتار موزعة على عدة جماعات قروية‬ ‫باجلهة خاصة باقاليم‪ :‬مكناس ‪ ،‬صفرو‬ ‫‪ ،‬إفران ‪ ،‬احلاجب ‪ ،‬فاس ‪ ،‬موالي‬ ‫يعقوب ‪ ،‬تازة ‪ ،‬بوملان‪ .‬األضرار املرتبطة‬ ‫بهذه العاصفة همت األشجار املثمرة‬ ‫(الورديات والزيتون) وزراعة اخلضراوات‬

‫وزراعة احلبوب‪ .‬وقد سجلت أضرار‬ ‫متفاوتة حسب نوع الزراعة واملنطقة‪،‬‬ ‫والتي تراوحت من ‪ %20‬إلى ‪.%80‬‬ ‫وجتدر اإلشارة الى ان هذه األضرار كانت‬ ‫منعدمة إلى ضعيفة بالنسبة للضيعات‬ ‫التي تتوفر على الشباك الواقي أو تتواجد‬ ‫يف مجال تدخل مولدات مكافحة البرد‪.‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫وللذكر تتوفر جهة فاس مكناس على‬ ‫‪ 6260‬هكتار محمية بالشباك الواقي‬ ‫واملدعمة من طرف صندوق التنمية‬ ‫الفالحية بغالف مالي يصل ‪ 310‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬و‪ 68‬مولد مكافحة البرد باجلهة‬ ‫تسهر على تسييرها الفيدرالية الوطنية‬ ‫ملستعملي مولدات مكافحة البرد‪.‬‬ ‫مع العلم ان جل الزراعات املتضررة‬ ‫بالبرد مساء يوم السبت تدخل يف‬ ‫برنامج التامني املتعدد املخاطر املناخية‬ ‫للمحاصيل الزراعة الذي وضعته‬ ‫الوزارة لدعم الفالحني وتسهر علي‬ ‫تنفيذه التعاضدية الفالحية املغربية‬ ‫للتأمني (مامدا)‪ .‬ويف هذا االطار‪،‬‬ ‫الفالحون الذين سبق وأن اكتتبوا بهذا‬ ‫التأمني لدى التعاضدية‪ ،‬مدعوون‬ ‫للقيام بالتصريحات الفردية عن الضرر‬ ‫وايداعه لدى املديريات االقليمية‬ ‫للفالحة يف آجال ال تتجاوز ‪ 05‬أيام كما‬ ‫تنص عليه املسطرة‪.‬‬ ‫التبروري تاريخيا و حاليا‬ ‫تعتبر أضرار التبروري قدمية قِ َدم‬ ‫األرض ذاتها‪ .‬فقد شكلت الظاهرة‬ ‫طامةكبرى وقف االنسان دوما أمامها‬ ‫عاجزا أو محاوال محاربتها بوسائل غير‬ ‫ذات جدوى‪.‬‬ ‫و قد ُذكرت الظاهرة يف الكتب السماوية‬ ‫القدمية بإعتبارها العقاب السابع الذي‬ ‫أنزله اهلل على مصر الفرعونية‪ ،‬مما‬ ‫جعلها حتضى بتتبع كبير من طرف كبار‬ ‫حكماء مختلف العصور وعلماءها‪ ،‬حيث‬ ‫يأتي املخترع اإليطالي أليساندرو فولطا‬ ‫(مخترع البطارية الكهربائية ‪ 1799‬م)‬ ‫على رأسهم‪.‬‬ ‫ولم تتوقف األبحاث و الدراسات حول‬ ‫الوقاية من هذه الظاهرة غير القابلة‬ ‫للتوقع‪ ،‬و محاولة احلد من آثارها‬ ‫املدمرة؛ فتطور األمر من املَدافع املضادة‬ ‫للتبروري يف السنوات األولى للقرن‬ ‫العشرين إلى الصواريخ‪ ،‬ثم إلى رش‬ ‫السحب بيٌود الفِ َّضة لتقليص أحجام‬ ‫حبات التبروري و بالتالي للحد من‬ ‫األضرار التي تسببها للمحاصيل‪ ،‬غير‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫أن أي من هذه الوسائل لم تقدم احلل‬ ‫الناجع للمشكلة ‪.‬‬ ‫و اليوم‪ ،‬ونظرا إلرتفاع وثيرة ِ‬ ‫وح ّدة‬ ‫الظروف اجلوية السيئة التي يٌ َر ّجح أنها‬ ‫نتيجة للتغيرات املناخية‪ ،‬فإن الفالحني‬ ‫لم يعودوا ينظرون إلى التبروري كعارض‬ ‫مناخي مؤسف معزول و غير منتظم‪،‬‬ ‫إمنا بإعتباره حالة ثابتة يف الفصول‬ ‫الثالثة‪ :‬الربيع ‪ ،‬الصيف و اخلريف؛‬ ‫بل أنه يف كثير من املناطق (أزرو مثال)‬

‫يتساقط التبروري أكثر‬ ‫من مرة واحدة يف املوسم‬ ‫الواحد مما يلحق خسائر‬ ‫كبيرة بالزراعات غير احملمية و‬ ‫بالتالي مبداخيل الفالحني‪.‬‬ ‫كيف تتكون حبة التبروري؟‬ ‫تكون قطرات املاء داخل السحب حتت‬ ‫تأثير قوتني متعاكستني‪:‬‬ ‫ حتركات الهواء التي تدفعها إلى األعلى‬‫حيث الطبقات الباردة؛‬ ‫ وزنها الذاتي الذي يسحبها إلى األسفل‬‫يف إجتاه األرض الدافئة‪.‬‬ ‫وحتى تستطيع النزول إلى األرض يجب‬ ‫أن يرتفع وزنها بطريقة ما‪ ،‬وحتى تتحول‬ ‫إلى حبات تبروري يجب أن تكون السحابة‬ ‫كثيفة جدا وأن تكون قمتها عالية جدا‬ ‫بحيث تصل إلى مستويات جد مرتفعة‬

‫حيث يسود جو بارد جدا‪ ،‬كما يجب‬ ‫أن يكون اإلضطراب داخل السحابة يف‬ ‫مستواه األقصى بشكل يستطيع رفع‬ ‫قطرات املاء املتصادمة يف ما بينها إلى‬ ‫تلك املناطق الباردة من اجلو‪ .‬و لعل‬ ‫السحب الوحيدة التي جتتمع فيها كل‬ ‫هذه اخلصائص هي السحب الركامية‪،‬‬ ‫التي تقدر نسبتها ‪10%‬من مجموع‬ ‫السحب يف ظروف العواصف الرعدية‬ ‫والتي يحتمل أن تتساقط كتبروري‪.‬‬ ‫وهكذا فإن حبات التبروري تتكون إذا يف‬ ‫مثل هذه العواصف يف سحب على إرتفاع‬ ‫‪ 12‬كم و ذات سمك يناهز ‪ 10‬كم وعند‬ ‫درجة حرارة جد باردة حيث تتجمد‬ ‫قطرات املاء‪ .‬و حني بداية نزول احلبات‬ ‫الصغيرة األولى يعترضها تيار هوائي‬ ‫صاعد فيرفعها إلى املنطقة األعلى‬ ‫الباردة للسحابة حيث تضاف إليها طبقة‬ ‫أخرى من اجلليد‪ ،‬وتظل ٌعرضة لنفس‬ ‫العملية عدة مرات حتى تصل إلى وزن‬ ‫يدفعها إلى السقوط إلى األرض‪ .‬هذه‬ ‫احلركية هي ما يفسر احلجم‬ ‫الذي تكون عليه حبات‬ ‫التبروري‪ ،‬و الذي وصل‪،‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬إلى‬ ‫الرقم القياسي املسجل‬ ‫يف الواليات املنتحدة‬ ‫األمريكية بـ ‪ 44.5‬سم‬ ‫كمحيط حلبة تبروري‬ ‫(حجم بطيخة) و وزن ‪750‬‬ ‫غ‪ ،‬بل جتاوز ذلك من حيث الوزن‬ ‫إلى ‪ 2‬كغ سنة ‪ 1829‬بإسبانيا‪ .‬كما‬ ‫مت مالحظة وجود أشياء غريبة داخل‬ ‫حبات التبروري (ضفادع‪ ،‬سلحفاة)‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة للمغرب‪ ،‬فقد مت تسجيل أوزان‬ ‫تراوحت بني ‪ 350‬غ و ‪ 450‬غ مبنطقة‬ ‫أزرو‪.‬‬ ‫طبوغرافيا ومساحات‬ ‫مناطق التبروري‬ ‫هكذا يالحظ أن ت َك ُّون التبروري يعتبر‬ ‫عملية جد معقدة تتم يف األجزاء األكثر‬ ‫علوا يف السحب فوق الطبقة الوسطى‬ ‫للغالف اجلوي (التروبوبوز) التي تشكل‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪11‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫األرصاد اجلوية‪ ،‬مع العلم أن املعلومات‬ ‫التي تقدمها يف هذا الشأن تقتصر فقط‬ ‫على وصف احلالة من خالل املالحظات‬ ‫املباشرة لتقنييها مبحطات الرصد التي‬ ‫تفتقر أصال لألدوات الالزمة لقياس مدى‬ ‫حدة التساقطات‪ .‬و بالنسبة للخسائر‬ ‫التي تخلفها هذه الظاهرة‪ ،‬فاملالحظ أن‬ ‫تبروري فترة الربيع‪ /‬الصيف هو الذي‬ ‫يشكل خطرا على الفالحة‪ ،‬خاصة يف‬ ‫شهري أبريل و شتنبر‪ ،‬فترة منو و تطور‬ ‫الزراعات‪ .‬و إلى جانب هذه املقاربة‬ ‫الظاهراتية‪ ،‬ظهرت منذ بضع سنوات‪،‬‬ ‫أجهزة وأدوات لتقييم حدة تساقطات‬ ‫التبروري عن طريق قياس الكتلة و‬ ‫الطاقة احلركية و العدد يف املتر املربع‪ ،‬و‬ ‫الوقوف على مدى فعالية وسائل الوقاية‬ ‫على األرض و تأثير ذلك على احملاصيل‪.‬‬

‫الظرفية للمحصول و الهشاشة البنيوية‪.‬‬ ‫فالهشاشة الظرفية تتفاوت حسب تاريخ‬ ‫التساقطات‪ ،‬وحالة احملصول حينها‪،‬‬ ‫الظروف املناخية لتلك السنة‪ ،‬األمراض‬ ‫قبل و بعد التبروري ‪...‬الخ‪ .‬وعموما‬ ‫تزداد الهشاشة كلما إقترب موعد جني‬ ‫احملصول‪ ،‬كما تختلف من سنة إلى‬ ‫أخرى و من بستان إلى آخر‪ .‬و ال تؤخد‬ ‫يف احلساب يف عقد التأمني عند بداية‬ ‫املوسم أثناء توقيع العقد‪ .‬كما أن هطول‬ ‫التبروري مرتني يف سنتني ‪ ‬متتاليتني‬ ‫بنفس احلدة و على نفس البستان ال تنتج‬ ‫عنهما نفس نسبة اخلسائر‪.‬‬ ‫أما الهشاشة البنيوية فهي ترتبط بطبيعة‬ ‫النوع و بخصائصه الفيسيولوجية‪ .‬وهي‬ ‫معروفة مسبقا ومحددة ك ّما ونوعا و‬ ‫قابلة للتأمني ضد التبروري‪ ،‬و تختلف‬ ‫حدتها من نوع إلى آخر؛ فهي منخفضة‬ ‫يف احلبوب مثال‪ ،‬ومرتفعة يف العنب‪،‬‬ ‫لكنها جد مرتفعة بالنسبة للفواكه ذات‬ ‫النوى و ذات البذور‪.‬‬ ‫األمر الثاني الذي يجب مراعاته‪ ،‬يتعلق‬ ‫بالوجهة النهائية للمنتوج‪ ،‬ذلك أن‬ ‫املوجهة لإلستهالك الطازج‬ ‫احملاصيل‬ ‫ّ‬ ‫تكون أكثر هشاشة (تفاح‪ ،‬إجاص)‬ ‫بالنظر للجودة التي يشترطها املستهلك‪،‬‬ ‫املوجه إلى الصناعات‬ ‫يف حني أن املنتوج‬ ‫ّ‬ ‫التحويلية (عنب‪ ،‬حبوب) يكون أقل‬ ‫هشاشة لكون عملية التحويل تستر بعض‬ ‫العيوب التي يتسبب فيها التبروري‪.‬‬ ‫كما يجب اإلشارة‪ ‬إلى أنه‪ ،‬و بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬كلما طالت مدة بقاء الغلة على‬ ‫النباتات و األشجار‪ ،‬كلما كانت‬ ‫ٌعرضة ملخاطر التبروري‪.‬‬

‫الهشاشة و األضرار‬ ‫يعتبر حتليل مدى الهشاشة و الرهانات‬ ‫املالية‪ ،‬املرحلة الثانية يف عملية تقييم‬ ‫املخاطر‪ .‬وبظهر بشكل واضح أنه إذا‬ ‫كانت جميع الزراعات بصفة عامة‬ ‫حساسة للتبروري‪ ،‬فإن بساتني األشجار‬ ‫التبروري خطر غير‬ ‫املثمرة هي التي تعاني من اخلسائر‬ ‫معروف بشكل كاف‬ ‫عند كل نزول للتبروري يرتفع صوت الثقيلة‪.‬‬ ‫الفالحني املتضررين إحتجاجا على وهنا ال بد من التفريق بني الهشاشة‬

‫هل باإلمكان حتقيق حماية فعالة‬ ‫من مخاطر التبروري ؟‬ ‫لقد شكل التبروري دائما العدو األول‬ ‫للفالحني‪ ،‬و ظلت الزراعات األكثر‬ ‫تضررا بهذه الظاهرة‪ ،‬خاصة مزارع‬ ‫الفواكه و العنب‪ ،‬تعمل بشكل دائم‬ ‫يف محاولة لتحقيق نوع من احلماية‬ ‫من موجات التبروري املدمرة‪ ،‬و ذلك‬ ‫باإلعتماد على أساليب عدة ذات فعالية‬

‫احلدود بني الطبقة السفلى و العليا‪.‬‬ ‫يف العواصف الرعدية الصيفية تكون‬ ‫منطقة تساقط التبروري على شكل‬ ‫شريط يتراوح عرضه بني ‪ 100‬م و‪ 3‬كم‬ ‫كحد أقصى‪ ،‬وطوله بني بضع كيلومترات‬ ‫و‪ 100‬كم يف أصعب احلاالت‪ .‬ويقابل‬ ‫هذا الشريط املنطقة املركزية للعاصفة‪،‬‬ ‫حيث يكون سمك السحابة الركامية هو‬ ‫األكبر و ِح َّدة إضطراباتها هي األقوى‪.‬‬ ‫أما املناطق التي يتساقط فيها التبروري‬ ‫بوثيرة كبيرة فهي التي تعرف تَبايٌنا كبيرا‬ ‫بني البرودة العالية يف الطبقات العليا‬ ‫لغالفها اجلوي و السخونة املرتفعة‬ ‫ألراضيها‪ .‬و تعتبر األحواض اجلبلية‬ ‫الداخلية األكثر عرضة لهذه الظاهرة‪.‬‬ ‫و يف الغالب يتم الربط خطأ بني‬ ‫التبروري و العواصف الصيفية‪ ،‬يف حني‬ ‫أن الفترة التي حتدث فيها هذه الظاهرة‬ ‫أكثر هي فصل الربيع حيث يكون الهواء‬ ‫ال زال باردا يف الطبقة املنخفضة للغالف‬ ‫اجلوي‪ ،‬بينما تبدأ درجة حرارة األرض‬ ‫يف اإلرتفاع بشكل واضح‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫غير أكيدة‪ .‬و كما سبق القول فقد مت‬ ‫جتريب طريقة املدافع ثم الصواريخ‪،‬‬ ‫وفيما بعد مت اللجوء إلى طريقة نثر‬ ‫يود الفضة على السحب بحيث تعمل‬ ‫جزيئات هذه املادة على تكون حبات برد‬ ‫أصغر حجما و أكثر عرضة للذوبان قبل‬ ‫وصولها إلى األرض‪ .‬إال أنه من الصعب‬ ‫اليوم اإلقرار بفعالية هذه الوسائل‪ .‬لهذا‬ ‫يبدو أن هناك فقط طريقتني و حيدتني‬ ‫أكيدتني يف هذا املجال هما ‪:‬‬ ‫التأمني‪ ،‬و إستعمال الشباك املضادة‬ ‫للب َرد احلديثة العهد‪ ،‬و التي تعرف‬ ‫توسعا مضطردا يف البساتني ومزارع‬ ‫العنب‪ .‬وإذا كان التأمني يضمن تعويضا‬ ‫ماليا للمحصول‪ ،‬فإنه ال ميكن أن‬ ‫يضمن تعويضا َعيْ ِن ّيا للمنتوج التالف‪.‬‬ ‫ففي الفالحة‪ ،‬كما يف حالة الوفاة يف‬ ‫حادثة‪ ،‬ميكن القول بإستحالة إصالح‬ ‫آثار املخاطر املناخية إذ أن أي ضياع‬ ‫للمحصول يكون نهائيا؛ غير ذلك من‬ ‫املمتلكات (سيارات‪ ،‬منازل‪ )...‬التي‬ ‫باإلمكان إصالحها و إعادتها إلى حالتها‬ ‫األصلية بشكل تام‪.‬‬ ‫ولن تستطيع املبالغ املؤاداة للمزارع‪،‬‬ ‫تعويضا عن ضياع احملصول‪ ،‬أن تضمن‬ ‫القيمة املضافة املرتبطة باملنتوج‪ .‬ذلك‬ ‫أنه بالنسبة للضيعات الكبيرة التي‬ ‫أنشأت وحدات معاجلة و تعبئة و تسويق‬ ‫حملاصيلها و بكلفة عالية‪ ،‬جتد نفسها‬ ‫يف خضم سلسلة مترابطة من املشاكل‬ ‫كنقص النشاط و إضطرارها لتسريح‬ ‫جزء من اليد ‪ ‬العاملة وإنخفاض نصيبها‬ ‫من السوق‪ ،‬و ذلك نتيجة اإلنهيار املباشر‬ ‫الذي يصيب اإلنتاج بسبب الصقيع‬ ‫الربيعي (اجريحة) أو تساقط التبروري‬ ‫أو أي آفة طبيعية أخرى‪.‬‬ ‫لقد عرفت الشباك املضادة للتبروري‬ ‫أول ظهور لها باملغرب منذ ستينات القرن‬ ‫املاضي‪ .‬فبعد دخول ألياف البوليوليفني‬ ‫إلى السوق الوطني‪ ،‬أعتبرت احلل‬ ‫املناسب و املنتظر‪ ،‬إذ سرعان ما ٌش ِرع‬ ‫يف إستعمالها يف صناعة أٌولى الشباك‬ ‫و إستخدامها يف حماية املزروعات من‬ ‫هذه الظاهرة‪ .‬وقد أثبتت أولى التجارب‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫على البساتني‪ ،‬حقيقة أن هذه الوسيلة‬ ‫هي احلل الوحيد الفعال «هنا و اآلن و‬ ‫غدا» لهذا اخلطر املتربص بالزراعة‪،‬‬ ‫خاصة إذا وضعنا يف اإلعتبار حجم‬ ‫اخلسائر و العواقب التي تليه و تستمر‬ ‫ملدة طويلة على األشجار التي لن تتمكن‬ ‫من العودة إلى حالتها اإلنتاجية الطبيعية‬ ‫إال بعد بضعة مواسم‪ .‬إن للتساقطات‬ ‫القوية للتبروري آثارا تدميرية قد تدوم‬ ‫طويال‪ .‬وقد أظهرت التجارب أن الشباك‬ ‫املضادة له تتفوق كثيرا‪ ،‬بل أصبحت حتل‬ ‫محل األساليب التقليدية التي كان أقصى‬ ‫ما تستطيعه هو ضمان البقاء للمزارع‬ ‫من دون اإلهتمام بربحه و مردودية‬ ‫مجهوداته‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬ففي مواجهة إرتفاع حاالت‬ ‫الهشاشة و عدم كفاية احلماية املالية‬ ‫التقليدية‪ ،‬بدأ أصحاب مزارع األشجار‬ ‫املثمرة يلجأون إلى الشباك املضادة‬ ‫للتبروري‪،‬حتى أصبحت بعض املناطق‬ ‫تشبه سلسلة من بيوت عنكبوت ضخمة‪.‬‬ ‫غير أنه مع ظهور هذا املظلة اجلديدة‪،‬‬ ‫حتولت املخاطر املناخية إلى إكراهات و‬ ‫ضغوطات إقتصادية‪ .‬فأصبحت مختلف‬ ‫التجهيزات الضرورية التي راكمها‬ ‫املزارعون سواء للوقاية من اجريحة‬ ‫او التبروري أو كعتاد للسقي املوضعي‪،‬‬

‫إستثمارا مكلفا مردوديته غير يقينية‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن للحماية بالشباك‬ ‫بعض اآلثار اجلانبية‪ .‬فمن املعروف أن‬ ‫إستخدام هذه الشباك يؤثر على الوسط‬ ‫البيئي للبستان بصفة عامة‪ ،‬وعلى املناخ‬ ‫املوضعي بصفة خاصة كإنخفاض مستوى‬ ‫اإلضاءة و غلبة حالة اإلشعاع املنتشر‪.‬‬ ‫وهي عوامل ذات تأثير على بعض أنواع‬ ‫و أصناف املغروسات البكرية‪ ،‬و خاصة‬ ‫على مستوى نشاط التمثيل الضوئي حيث‬ ‫ينعكس ذلك على عملية تركز السكريات‬ ‫يف الثمار أو على تَل َ ٌّونها‪.‬‬ ‫و يبقى أهم أثر إيجابي للشباك هو‬ ‫احلد من مخاطر اجريحة فصل الربيع‪،‬‬ ‫و إنخفاض نسبة النتح (التبخر) ‪ ‬بسبب‬ ‫إنخفاض كثافة اإلشعاع حتت الشباك و‬ ‫ضعف قوة الرياح‪.‬‬ ‫وأخيرا فان حلالة احلصار التي تخلقها‬ ‫الشباك تأثير أيضا على سلوك مختلف‬ ‫احلشرات التي تعيش بالبستان سواء‬ ‫منها مجموعات اآلفات كالفراشات‬ ‫مثال‪ ،‬أو احلشرات املٌل ِّقحة‪ .‬فقد أظهرت‬ ‫املالحظات األولية على الفراشات أن‬ ‫أعدادها تتناقص حتت الشباك كما‬ ‫تتناقص و ثيرة مكافحتها كيماويا؛ مما‬ ‫يعزز أهمية الوقاية املتكاملة يف مثل هذا‬ ‫الوسط‪.‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪13‬‬


‫بيئة‬

‫تدهور التربة في المناطق الجافة‬

‫بضعة أفكار لمواجهة األمر‬ ‫ياسين جمالي‪ ،‬طبيب بيطري و فالح‬

‫ترتبط مردودية زراعة احلبوب باملغرب‪ ،‬بشكل وثيق‪ ،‬مبستوى التساقطات املطرية‪ ،‬التي تعتبر العامل‬ ‫األساسي يف عملية اإلنتاج‪ .‬غير أن هناك ظاهرة أقل بروزا تتطور بصمت و تفاقم من آثار اجلفاف الذي‬ ‫تتسبب فيه العديد من العوامل ذات عالقة باملمارسات الزراعية‪.‬‬ ‫نمودج للجمع بين أشجار اللوز و زراعة‬ ‫الحبوب بمنطقة أزيالل باألطلس المتوسط‬

‫فأوال‪ ،‬إختفت تقريبا عملية تبوير األرض (إراحة‬ ‫األرض) بسبب اإلستغالل الكثيف لألراضي و‬ ‫التوسع الزراعي الذي أصبح ضروريا ملواجهة‬ ‫الطلب املتزايد بسبب التزايد الدميغرايف‪ ،‬و‬ ‫الذي أصبح ممكنا بسبب مكننة عمليات احلرث‬ ‫و احلصاد‪ .‬هذا يف حني أن تبوير األرض يعمل‬ ‫على إراحة التربة و تك ٌون مخزون من الذبال‬ ‫و احملافظة على التنوع امليكروبي للتربة‪ ،‬هذا‬ ‫إلى جانب أنه يقطع دورة النمو لدى مسببات‬ ‫األمراض و باألخص منها األمراض الفطرية‬ ‫التي تصيب‪ ‬زراعة احلبوب‪.‬‬ ‫و من جهة ثانية‪ ،‬لم تعرف زراعة القطاني ما‬ ‫عرفته زراعة احلبوب من مكننة على مستوى‬ ‫احلصاد‪ ،‬بحيث ال تتعدى كلفة حصاد الهكتار‬ ‫الواحد آليا يف زراعة احلبوب يف املناطق‬ ‫البورية ‪ 300‬درهم‪ ،‬يف حني ترتفع إلى ما بني‬ ‫‪ 1500‬دهـ و ‪ 2500‬دهـ جلني محاصيل العدس‬ ‫أو اجللبانة العلفية أو احللبة‪ ،‬يدويا؛ بل تفقد‬ ‫القطاني قدرتها على منافسة احلبوب و تتقلص‬ ‫مساحتها خاصة يف املناطق األكثر جفافا‪ .‬و‬ ‫الواقع أن أهمية القطاني يف عملية التناوب‬ ‫الزراعي معروفة جيدا من خالل قدرتها على‬ ‫‪14‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫للتناوب الزراعي بني احلبوب و القطاني ثم‬ ‫فترة راحة‪ ،‬إلى شبه سيطرة لزراعة أحادية‬ ‫للحبوب تضعف التربة و تفقرها من املواد‬ ‫العضوية‪.‬‬ ‫مشهورة جدا لدى املختصني‪ ،‬األبحاث التي‬ ‫قام بها كل من «ليديا و كلود بور ُكينيون» حول‬ ‫اإلختفاء التدريجي للكائنات احلية بالتربة‪،‬‬ ‫و الذي يرجع إلى اخلدمة املفرطة للتربة و‬ ‫إستعمال األسمدة الكيماوية و املبيدات‪ .‬هذا‬ ‫يف فرنسا‪ ،‬فما هو احلال عندنا إذن بعد عقود‬ ‫من الزراعة األحادية للحبوب و الرعي اجلائر‪،‬‬ ‫و من غير أي إضافة ملواد عضوية للتربة؟‬ ‫النتيجة ستكون مشابهة بطبيعة احلال‪ :‬تقلص‬ ‫يف حجم البكتيريا‪ ،‬تربة فقيرة و غير متوازنة‪.‬‬ ‫و لعل هذا الوضع يفسر تطور و غزو األعشاب‬ ‫الضارة للحقول و باألخص منها نبات اخلردل‬ ‫نتيجة تراجع حجم بكتيريا التربة إضافة إلى‬ ‫كونه منافس شرس لألعشاب الضارة األخرى‪.‬‬ ‫إال أنه ال ميكن حتميل املسؤولية لإلفراط يف‬ ‫خدمة األرض و الزراعة األحادية فقط‪ ،‬إذ أن‬ ‫الرعي اجلائر بدوره أفقر األرض و أفقدها‬ ‫كتلتها احليوية دون أن تستطيع مخلفات‬ ‫املاشية يف املراعي من تكوين مخزون من املواد‬ ‫العضوية‪ .‬و لعل األراضي الوحيدة التي جنت‬ ‫من هذه احلالة هي األراضي التي تنتشر فيها‬ ‫أشجار السدر‪.‬‬

‫تثبيت األزوت و كسر دورة النمو عند مسببات‬ ‫األمراض إضافة إلى احملافظة على التنوع‬ ‫امليكروبي للتربة‪.‬‬ ‫أما من جهة ثالثة‪ ،‬فأما و قد توسعت زراعة‬ ‫احلبوب على حساب املراعي اجلماعية‪ ،‬فقد‬ ‫طرحت مشكلة تغذية املواشي بجدية‪ ،‬خاصة‬ ‫مع تزايد أعدادها موازاة مع النمو الدميغرايف؛‬ ‫و أصبح القش مادة غذائية إسترتتيجية يف‬ ‫تربية املواشي إلى حد أنه بعد عملية احلصاد‬ ‫و جمع احملاصيل يتم كراء األراضي لرعي‬ ‫املاشية بشكل جائر بحيث تصبح احلقول يف‬ ‫فصل اخلريف خالية من أي مادة عضوية‪ .‬كما‬ ‫أن مخلفات األغنام يف احلقول تفقد قيمتها‬ ‫بسبب طول فترة احلرارة التي متر عليها‪ ،‬و كيف السبيل ملواجهة هذه‬ ‫بالتالي يصعب عليها تعويص التربة يف كل ما اإلكراهات؟‬ ‫فقدته سواء فيما يخص األزوت و الفوسفور و ‪ -‬تبوير األرض (فترة راحة) لم يعد حال بالنظر‬ ‫البوتاسيوم أو تكوين الذبال‪.‬‬ ‫إلى الضغط العقاري و اإلقتصادي الذي يثقل‬ ‫االستغالليات البورية‪.‬‬ ‫من التناوب (كل ‪ 3‬سنوات) إلى‬ ‫ إعادة اإلعتبار للقطاني يتطلب مكننة عملية‬‫الزراعة األحادية و الرعي اجلائر‬ ‫احلصاد‪ ،‬سواء من خالل تكييف اآلت حصاد‬ ‫بإختصار‪ ،‬ميكن القول أنه خالل اخلمسة أو احلبوب أو إستعمال أمشاط مجرورة أو غيرها‪.‬‬ ‫الستة عقود املاضية‪ ،‬مت اإلنتقال من نظام ‪ -‬احملافظة على احلصائد نظرا لفوائدها‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫املهمة على التربة ال ميكن أن يتم إال من‬ ‫خالل احلد من رعي املاشية بها ما أمكن‪ .‬و‬ ‫لعل البديل الوحيد املتوفر حاليا هو اللجوء‬ ‫إلى الزراعة املسقية لألعالف‪ ،‬و التي تبقى‬ ‫رغم ذلك قاصرة عن تلبية احلاجيات الغذائية‬ ‫لقطيع املاشية احللوب و اخليل و العجول املعدة‬ ‫للتسمني؛ بل تخلق مشكلة أخرى من خالل‬ ‫إستنزاف املياه اجلوفية‪ .‬و ملجرد اإلشارة فقط‪،‬‬ ‫ميكن احلد من إستهالك القش من احلقول عن‬ ‫طريق تقليص أعداد قطيع األغنام و املاعز‪،‬‬ ‫رغم أن ذلك عمليا يعد شبه مستحيل ألسباب‬ ‫إجتماعية سياسية‪.‬‬ ‫الزرع املباشر يحد من الضرر الذي تسببه‬‫بكتيريا الترية أثناء عمليات احلرث و خدمة‬ ‫األرض‪ ،‬كما يحد من متعدن املواد العضوية‪ .‬و‬ ‫يعد واحدا من املمارسات الزراعية الصحيحة‬ ‫األساسية الهادفة للمحافظة على التربة‪.‬‬

‫مزايا اجلمع بني زراعة‬ ‫األشجار و زراعة احلبوب‬

‫الطريقة األخرى لتنويع و تخفيف أثار الزراعة‬ ‫األحادية هي اجلمع بني األشجار أو الشجيرات‬ ‫املثمرة و احلبوب أو القطاني‪ .‬تتميز هذه‬ ‫األشجار بتوفرها على مجموع جذري يعد ملجأ‬ ‫للفطريات اجلذرية و غيرها من الكائنات احلية‬ ‫الدقيقة‪.‬‬ ‫و من خالل الظالل التي توفرها و تصديها للرياح‬ ‫تعمل على تقليص مستوى التبخر و تساعد على‬ ‫إستفادة الزراعة من مياه األمطار بشكل أمثل‪.‬‬ ‫هذا إضافة إلى أن تساقط أوراق الشجر الدائم‬ ‫أو املوسمي يضيف إلى التربة املزيد من املواد‬ ‫العضوية التي تغذي الكائنات احلية الدقيقة و‬ ‫تغني التربة‪ ،‬كما دلت على ذلك األبحاث حول‬ ‫شجرة الطلح مبنطقة الساحل‪ .‬يجب أن تتميز‬ ‫هذه األشجار و الشجيرات مبقاومتها الكبيرة‬ ‫الجمع بين أشجار الزيتون و زراعة الحبوب بجهة أزيالل‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫للجفاف لتستطيع العيش يف مثل هذه الظروف‪،‬‬ ‫بل و إلنتاج الثمار و لو بشكل هامشي ‪ .‬املسافة‬ ‫الفاصلة بني األشجار يجب أن تتحدد حسب‬ ‫ظروف الزراعة يف املناطق الشبه جافة (و‬ ‫التي تقترب إلى أن تكون جافة متاما) و نظام‬ ‫اإلستغالل املوسع‪ ،‬و أن تسمح بعمليات الزرع‬ ‫و احلصاد آليا‪ .‬و كمثال على األشجار املثمرة‬ ‫املقاومة للجفاف ميكن ذكر الزيتون و اللوز‪،‬‬ ‫بكثافة أقل أو مساوية لـ ‪ 100‬شجرة يف الهكتار‪،‬‬ ‫و اخلروب بحوالي ‪ 50‬شجرة ‪/‬هـ‪ .‬و من أمثلة‬ ‫الشجيرات املعروفة مبقاومتها العالية للجفاف‬ ‫ميكن ذكر اللساس »األليسيوم» و هو شجيرة‬ ‫مثمرة و رحيقية (منتجة للرحيق)‪ ،‬و الصبار و‬ ‫هو بدوره مثمر و رحيقي و أحيانا يتم إتخاذه‬ ‫علفا‪ ،‬و شجيرات القطف (االتربلكس) و هي‬ ‫نبات علفي أساسا‪ .‬و تعتبر شجرة اإلبزار‪ ،‬من‬ ‫األشجار املقاومة جدا للجفاف و تتميز بطول‬ ‫فترة إزهارها‪ ،‬و هي محببة جدا لدى النحل‪،‬‬ ‫كما يتم بيع ثمارها‪ .‬هذا إضافة إلى أن مختلف‬ ‫أصناف الطلح و شجرة أر ٌكان بل حتى شجرة‬ ‫«الهليلج» تستطيع التعايش مع بعض الظروف‬ ‫املناخية للتربة‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة هنا إلى أنه يف مثل هذه الظروف‬ ‫بالنسبة للمناطق البورية الضعيفة‪ ،‬ال ميكن‬ ‫توقع حتسن كبير يف إنتاج احلبوب ( يف حدود‬ ‫‪ 5‬قناطير يف الهكتار) أو مساهمة كبيرة يف‬ ‫املداخيل‪ ،‬غير أنه و يف مثل هذا املستوى‬ ‫من اخلصاص و الهشاشة‪ ،‬فإن بضع لترات‬ ‫من زيت الزيتون أو بعض الكيلوغرامات من‬ ‫الفاكهة‪ ،‬أو من العسل‪ ،‬إضافة ال يستهان بها‬ ‫بالنسبة لعشرات األآلف من األسر‪ ،‬و دعما‬ ‫مهما إلكتفاءهم الذاتي الغذائي‪.‬‬ ‫إن إحداث نظام زراعي غابوي يتطلب الكثير‬ ‫من الوق ت و اإلصرار و اإلستمرارية‪ ،‬ذاك‬ ‫أن األمر يتطلب القيام بعمليات سقي تكميلية‬ ‫طيلة فصلي (‪ )2‬صيف أو ‪ 3‬فصول األولى بعد‬ ‫الغرس‪ .‬و هنا ميكن إستعمال صهاريج مجرورة‬ ‫موازاة مع أوعية بالستيكية بها ثقوب بهدف‬ ‫توزيع مياه السقي و حتسني تسربها داخل‬ ‫التربة فيما يشبه السقي بالتنقيط ‪ .‬كما ميكن‬ ‫خدمة التربة بشكل يساعد على خلق خزانات‬ ‫لتجميع مياه األمطار إذا كانت التضاريس‬ ‫تسمح بذلك‪ .‬و أخيرا يجب رعاية األغراس و‬ ‫حمايتها من املاشية‪.‬‬

‫كل هذا يتطلب الكثير من اجلهد و حدا أدنى‬ ‫من اإلستثمارات املالية‪ .‬كما يجب القيام‬ ‫بتجارب حقيقية لتحديد كلفة إحداث نظام‬ ‫زراعي غابوي على كل من املستوى املالي و عدد‬ ‫أيام العمل الالزمة‪ ،‬يف أفق احلصول على دعم‬ ‫اجلهات املعنية‪.‬‬

‫شجرة السدر‬

‫عادة ال يتم اإلشارة إلى السدر إال كشجرة‬ ‫مساوءها أكثر من مزاياها بل غالبا ما ينصح‬ ‫بإقتالعها أو القضاء عليها باملبيدات‪ ،‬بحيث‬ ‫ينسب إليها مثال إعاقتها حلركة اآلليات و‬ ‫األدوات الفالحية و تأثيرها على جودة القش‬ ‫يف احلصائد‪ .‬لكن احلقيقة ‪ ،‬أنه يف حقول‬ ‫احلبوب‪ ،‬فإن أفضل السنابل هي تلك التي تنمو‬ ‫يف موقع شجيرة سدر‪ ،‬و لعل ذلك يرجع إلى‬ ‫وجود الفطريات اجلذرية يف املجموع اجلذري‬ ‫لهذه الشجيرة‪ ،‬و إلى تساقط أوراقها يف فصل‬ ‫اخلريف‪ ،‬مما يؤدي إلى إغناء التربة باملادة‬ ‫العضوية‪ .‬و إضافة إلى هذه امليزة الزراعية‬ ‫للسدر يجب اإلشارة إلى ميزتها االقتصادية‬ ‫أيضا و ذلك من خالل بيع ثمارها التي يتم‬ ‫جنيها أواخر الصيف‪ ،‬هذا إلى جانب اجلودة‬ ‫املشهورة لعسل السدر‪ .‬و يف األخير ال ميكن‬ ‫نسيان أهمية أغصان السدر الشائكة التي يتم‬ ‫بيعها إلستعمالها كسياج‪ ،‬مما ميثل اإلستغالل‬ ‫األمثل لهذه الشجيرات‪ ،‬التي يتم قطعها بني‬ ‫شهري أكتوبر و نونبر بحيث ال تعيق عملية‬ ‫احلرث و الزرع‪ ،‬ثم تدخل يف فترة راحة‬ ‫لتستأنف منوها بعد ذلك بني شهري مارس‬ ‫و أبريل؛ و أثناء احلصاد‪ ،‬حوالي شهر ماي‪،‬‬ ‫تكون التفريعات اجلانبية للشجرة أقصر من أن‬ ‫تطالها آلة احلصاد‪.‬‬ ‫و هكذا يظهر أن ما يعتبر مساوئ تنسب إلى نبات‬ ‫السدر قد إستحالت إلى ال شيء يف واقع األمر؛ مع‬ ‫اإلشارة يف األخير إلى أن فترة اإلزهار و عودة النمو‬ ‫يف فصل الصيف تعد مصدرا مهما لتغذية النحل‬ ‫واملاعز‪.‬‬

‫الجمع بين شجيرات القطف(األتريبلكس) و زراعة الحبوب بنواحي سطات‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 128 - Juin 2020‬‬

‫‪15‬‬


www.agri-mag.com

Agriculture du Maghreb N° 128 - Juin 2020

16


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.